30‏/06‏/2013

[MzMz1] العمل: تغيير 40.679 ألف مهنة أسبوعياً.. والمقدمة للتشييد والبناء بـ 51%

الخلاصات فيسبوك تويتر قوقل بلس

 

العمل: تغيير 40.679 ألف مهنة أسبوعياً.. والمقدمة للتشييد والبناء بـ 51%

العمل: تغيير 40.679 ألف مهنة أسبوعياً.. والمقدمة للتشييد والبناء بـ 51%

شفت وزارة العمل أن المتوسط الأسبوعي لتغيير المهن منذ بدء الحملة التصحيحية كان حوالي 40.679 ألف مهنة. وأوضحت أن عدد العمال الذين تم نقل خدمة عامل لهم منذ بدء الحملة التصحيحية بلغ 329.468 ألف عامل في منشآت القطاع الخاص، وأن عدد رخص العمل التي تم تجديدها منذ بدء الحملة بلغ 926.330 الف رخصة عمل. وأشارت إلى أن عدد العمالة التي تم نقل خدماتهم منذ بدء الحملة التصحيحية في منطقة الرياض وصل إلى 112.200 ألف عامل.

صور: شرطة الرياض تطيح بقاتلي المصري بحي الدار البيضاء

صور: شرطة الرياض تطيح بقاتلي المصري بحي الدار البيضاء

كشفت شرطة منطقة الرياض تفاصيل حادثة مقتل مقيم مصري الجنسية عثر عليه مضرجاً بدمائه داخل كراج للسيارات بحي الدار البيضاء جنوب العاصمة، حيث تمكن العاملون بإدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض من الإطاحة بالجانيين، وهما وافدان هنديان في العقد الثالث من العمر، بعد تورطهما في ارتكاب جريمة قتل المجني عليه وهروبهما من موقع الحادث. وقالت

الأمير ممدوح بن عبدالعزيز: بعض علماء المملكة لا يعرفون عن التوحيد إلا ما يعرفه عوامّ الناس

الأمير ممدوح بن عبدالعزيز: بعض علماء المملكة لا يعرفون عن التوحيد إلا ما يعرفه عوامّ الناس

توسع الجدل عبر أوساط موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر) بعد أن نشر الأمير ممدوح بن عبدالعزيز مقالاً على جريدة الحياة، الأحد، ينتقد فيه عدد من العلماء وهم الشيخ محمد العريفي والشيخ ناصر العمر والشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني. ومما جاء في مقال الأمير الذي نشرته صحيفة الحياة اليوم الأحد: "استولى الشيطان بحبائله منذ أكثر من 20 عاماً على

فتاة تتغيب عن ذويها داخل مطار الملك خالد بالرياض

فتاة تتغيب عن ذويها داخل مطار الملك خالد بالرياض

تغيبت فتاة عن ذويها داخل مطار الملك خالد بالرياض أثناء تأهبها وعائلتها للسفر، اليوم الأحد. وتقدم ذووها ببلاغ لشرطة المطار عن تغيب ابنتهم أثناء إنهاء إجراءات سفرهم من إحدى صالات المطار، دون أن يعرفوا وجهتها. وأكدت مصادر أن الجهات الأمنية ممثلة بشرطة المطار عممت البلاغ

مغردون يتداولون صورة صرخة أب يحتضن إبنته بعد إستخرجها من تحت الأنقاض حية في سوريا

مغردون يتداولون صورة صرخة أب يحتضن إبنته بعد إستخرجها من تحت الأنقاض حية في سوريا

تداول مغردون صورة لأب يضم طفلته ويصيح فرحاً بنجاتها من الموت المحقق بعد سقوط منزلهم عليهم بمدينة حمص التي تتعرض لقصف شديد منذ البارحة. وقام الاهالي باستخراج الطفلة من تحت الانقاض في الوقت الذي احتضنها والدها ليطلق صرخته فرحاً وشكرا لله على نجاتها.

تويتر: القرني يسخر من تسجيل للشيخ الشيعي الفهيد

تويتر: القرني يسخر من تسجيل للشيخ الشيعي الفهيد

أثارت تغريدة نشرها الداعية السعودي الدكتور عائض القرني جلبة على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، على حسابه الشخصي بالموقع، السبت، وإحتوت التغريدة إستهزاءً بالشيخ الشيعي حسن الفهيد قائلاً :"رابط نكتة الصفوي الاثني عشري التي قبل قليل, أي عقل؟ أي دين؟ أي منطق؟ يصدق هذا". كما أورد الداعية رابطاً لمقطع الفيديو الذي يظهر الفهيد في خطبة له، يقول فيها إن

توجه لتخفيض رسوم الجمارك على الذهب والألماس إلى 2%.. والتجار يعترضون

توجه لتخفيض رسوم الجمارك على الذهب والألماس إلى 2%.. والتجار يعترضون

أبدى عدد من تجار الذهب والألماس بالمملكة إعتراضهم على قرار التوجه لتخفيض الرسوم الجمركية في دول مجلس التعاون الخليجي على الذهب والألماس من 5% إلى 2%. ووصفوا هذا القرار بأنه لن يخدم سوى المستثمرين الأجانب، وسينهي صناعة الذهب محليا، ويزيد عائدات مصانع الذهب في دول خارجية كالصين وكوريا وسنغافورة وتركيا وإيطاليا.

صور: سقوط لاندكروزر من جسر خريص على أخرى أكورد يصيب 10 أشخاص

صور: سقوط لاندكروزر من جسر خريص على أخرى أكورد يصيب 10 أشخاص

وقع حادث مروري ظهر اليوم (الأحد) في العاصمة الرياض بالدائري الشرقي عند مخرج 13، حيث سقطت سيارة من طراز "تويوتا لاند كروزر" من أعلى جسر خريص على سيارة من طراز هوندا أكورد. وقال رئيس مركز القيادة والتحكم المتحدث الرسمي بمرور الرياض المقدم حسن الحسن إن الحادث وقع عند الساعة 11:00 صباحاً تقريباً

فيديو: طالب سعودي يحفظ القرآن كاملاً بأرقام الآيات

فيديو: طالب سعودي يحفظ القرآن كاملاً بأرقام الآيات

ضمن فعاليات دورة البكور الخامسة بجامع الشيخ سعد الموسى بتلال الشفا في الرياض، أبهر الطالب سلمان منصور البشر، الحضور بحفظه القرآن الكريم كاملاً بأرقام الآيات بدقة متناهية. فقد أنعم الله على الشاب بقوة في حفظ القرآن، حتى إنه يحفظ أرقام الآيات، ووضع له اختبار من الحاضرين بسؤاله عن رقم الآية ثم يخبرهم بها.وقال الطالب

مدرسة مصرية تخلع زوجها بسبب خلافهما حول الرئيس محمد مرسي

مدرسة مصرية تخلع زوجها بسبب خلافهما حول الرئيس محمد مرسي

رفعت مدرسة مصرية (31 عاماً) دعوى قضائية لخلع زوجها (35 عاماً) امام محكمة الاسرة في ضاحية الدرب الاحمر في القاهرة، بعد 12 عاماً من الزواج، متهمة إياه بالتعدي عليها بالضرب أكثر من مرة بسبب سخريتها من القرارات والخطابات الصادرة عن الرئيس مصري محمد مرسي، الذي يواجه حركة إحتجاجية واسعة النطاق في الشارع بعد عام على توليه

فيديو: نحو 3 ملايين يتظاهرون ضد الرئيس المصري في الميادين

فيديو: نحو 3 ملايين يتظاهرون ضد الرئيس المصري في الميادين

أكدت مصادر في غرفة عمليات وزارة الداخلية المصرية أن أعداد المتظاهرين ضد الرئيس المصري محمد مرسي تقدر بنحو 3 ملايين شخص في محافظات عدة، بينهم نحو مليون شخص في ميدان التحرير بالقاهرة، بينما خرج عشرات الآلاف من مؤيديه تأكيدا على تمسكهم "بشرعية الرئيس المنتخب". وواصل آلاف المحتجين توافدهم على ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي

بعد أبحاث استمرت 45 عاماً.. درجة حرارة الجزء الشمالي من الأرض ستنخفض إبتداء من 2015

بعد أبحاث استمرت 45 عاماً.. درجة حرارة الجزء الشمالي من الأرض ستنخفض إبتداء من 2015

تُوجت الأبحاث التي قام بها عالم ياباني منذ عام 1957 حول التغيرات التي تطرأ على درجة الحرارة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية بنتيجة أعلن عنها، وتفيد بتغييرات في المناخ بهذه المنطقة من الأرض ابتداء من عام 2015. فبحسب العالم موتوتاكا كاكامورا الذي راقب ورصد تقلبات درجة الحرارة على سطح بحر غرينلاند ومقارنته إياها بمعدل انخفاض درجة الحرارة في تلك

صور: غضب مصري من حكم مرسي

صور: غضب مصري من حكم مرسي

قدرت غرفة عمليات وزارة الداخلية المصرية أعداد المتظاهرين في أنحاء البلاد بين مؤيد ومعارض للرئيس محمد مرسي، بـ 17 مليون شخص. كانت مصادر في الداخلية أكدت أن أعداد المتظاهرين ضد الرئيس المصري محمد مرسي تقدر بنحو 3 ملايين شخص بمحافظات عدة، بينهم نحو مليون شخص بميدان التحرير بالقاهرة. وواصل آلاف المحتجين

مزاد على قميص أكاديمي سعودي يرفع سعره إلى 200 ألف ريال

مزاد على قميص أكاديمي سعودي يرفع سعره إلى 200 ألف ريال

حدد الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد الساعة العاشرة من مساء اليوم موعداً لإنتهاء المزاد على قميصه المعروض في مزاد علني عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وفي حدود الساعة السادسة من مساء اليوم ارتفع المبلغ المعروض لشراء القميص من 170 ألف ريال إلى 200 ألف ،

تريد شراء جنسية ثانية؟.. إليك الدول والأسعار

تريد شراء جنسية ثانية؟.. إليك الدول والأسعار

في الوقت الذي يزداد فيه الإقبال أكثر فأكثر على تقديم طلبات الجنسية في أبرز الدول، من لجوء سياسي وإنساني وغيرها من الوسائل، والأموال التي تبذل في سبيل الحصول على جواز سفر الدولة الأخرى.. تقدم لكم CNN لائحة بدول تعرض

شاهد وقيم الحلقة الرابعة من برنامج نص الجبهة

شاهد وقيم الحلقة الرابعة من برنامج نص الجبهة

قدمت قناة صاحي الحلقة الرابعة من برنامج نص الجبهة, وهو من تقديم الكاتب خالد الفراج وإخراج محمد باجنيد. والبرنامج يتناول ما يتم عرضه بالإعلام المرئي ويقدم وجهة نظر ناقده وساخرة لكل قوالب وبرامج التلفزيون المحلي والعربي والعالمي.

صور: أكثر الفنادق عزلة في العالم مقابل 7 آلاف دولار في الليلة

صور: أكثر الفنادق عزلة في العالم مقابل 7 آلاف دولار في الليلة

نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية صوراً لما وصفته بأنه أكثر الفنادق "عزلة في العالم"، والذي يقع في صحراء "يوتا" الأمريكية، ويبلغ سعر الليلة الواحدة فيه 7 آلاف دولار للفرد. وأشارت الصحيفة إلى أن الفندق عبارة عن منتجع يطلق عليه اسم "آمانجيري"، ويوفِّر المناظر الطبيعية الواقعة 

الإتفاق يوقع مع المهاجم السنغالي بابا ويغو

الإتفاق يوقع مع المهاجم السنغالي بابا ويغو

أنهى نادي الاتفاق اليوم الأحد إجراءات التوقيع مع المهاجم السنغالي بابا ويغو 28 عاما في أحد فنادق دبي التي كان الكابتن سلمان النمشان مدير الفريق قد طار إليها بعد التوقيع يوم أمس مع مدافع النجمة إبراهيم المطيري، وحضر مراسم التوقيع مع

رسمياً: ناصر الشمراني يوقع وثيقة إنتقاله للهلال في نادي الشباب

رسمياً: ناصر الشمراني يوقع وثيقة إنتقاله للهلال في نادي الشباب

وقع رسمياً ناصر الشمراني (30 عاماً) عقد إنتقاله من نادي الشباب لنادي الهلال، طبقاً لخبر بثه المركز الإعلامي بنادي الشباب الساعة التاسعة والربع مساء اليوم الأحد، مبيناً أنه "تم توقيع الموافقة النهائية التي تقضي بانتقال اللاعب ناصر الشمراني إلى نادي الهلال، وكذلك توقيع عقد

أخبار   أخبار التقنية  عالم الرياضة  ثقافة ومعلومات  أفلام ومسلسلات  عالم حواء   مقاطع فيديو   صـــور  الإعلام الاجتماعي  
للإشتراك في النشرة اليومية او إلغاء الإشتراك، اضغط هنا 
مـزمـز | للمساهمة والنشر | تويتر | فيسبوك | اتصل بنا 
ميازين الرقمية - الرياض
www.md.net.sa  

--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "نشرة مزمز اليومية (1)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى mz-mz+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

[عبدالعزيز قاسم:2714] قواعد واشنطن: مسار أميركا إلى الحرب الدائمة +من تقسيم إلى التحرير: هل هو "ربيع عربي" تركي؟

1


قواعد واشنطن: مسار أميركا إلى الحرب الدائمة

عرض: د. مازن النجار

آخر تحديث : الأربعاء 19 يونيو 2013 10:08 مكة المكرمة

الصدر (الجزيرة)

شغل مستقبلُ القوة الأميركية المفكرين منذ عقود، خاصة عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، وانتقال العالم إلى نظام الأحادية القطبية وسيطرة الولايات المتحدة. ومن أهم المؤلفات الصادرة منذئذ حول الموضوع كتاب المؤرخ بول كينيدي -أستاذ التاريخ بجامعة ييل الأميركية- بعنوان «قيام وسقوط القوى العظمى»(1) وقد أكد من خلاله أن تصاعد تكاليف الإمبراطوريات بما يتجاوز عوائدها يؤدي لسقوطها، وكتاب جوزيف ناي -أكاديمي ومسؤول سابق بالبنتاغون- «حتمية القيادة الأميركية»(2) الذي طرح مفهوم الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية، وأنها بخصائصها اللينة تستطيع الاستمرار رغم تغير معطياتها الداخلية وظروف العالم الموضوعية.

وتناول المسألة أيضا المؤرخ الاقتصادي البريطاني نيال فيرغسون في كتابه «الصنم: قيام وسقوط الإمبراطورية الأميركية»(3) حيث بدا متشائما إزاء مستقبل القوة الأميركية مقارنة بكتبه المبكرة، نظرًا لعدم عقلانية السلوك الاقتصادي الأميركي في العقود الماضية وسيره نحو الفوضى، خاصة في أعقاب الأزمة المالية الأميركية العالمية أواخر عام 2008. وقدم الاقتصادي الأميركي جوزيف ستغلتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والأستاذ بجامعة كولومبيا رؤيته في كتاب «السقوط إلى الهاوية»(4) وهو عنوان واضح الدلالة على مستقبل الرأسمالية وقلعتها.

وقد رأى مفكرون أميركيون أن علة التجربة الأميركية مشروعها الإمبراطوري، الذي يمثل نقيضا لمشروعها كجمهورية «أرض الأحرار» و« دار الشجعان»،(5) حيث تمارس نفوذها عالميًا بالمثال الديمقراطي وقيم الحرية وتقرير المصير. لكن الجذور الأولى للمشروع الأميركي حملت ملامح المشروع الإمبراطوري التوسعي التدخلي. فالدستور يعطي الرئيس صلاحيات شبه إمبراطورية، والروح الأميركية التي تستلهم «الوعد الإلهي» و«أرض الميعاد» وتمثلات أمة الإيمان و «مدينة على جبل»(6) في العهد القديم، تكرس الطبيعة التوسعية للمشروع الأميركي. ويتفاقم الأمر بنزعة التدخل القائمة على فكرة خطرة بالوجدان الأميركي تقول بفردانية وتميز الثورة الأميركية وأنها الثورة الشرعية الحقة، وبارتباط قيام الولايات المتحدة بدور هام لها في الأجندة الإلهية ومصير البشرية.

وهناك أكثر من مشروع وجهد فكري لدراسة المشروع الإمبراطوري الأميركي منذ تسعينات القرن الماضي، من بينها كتاب السياسي المحافظ والمرشح الرئاسي الجمهوري السابق باتريك بيوكانن(7)؛ ومؤلفات المفكر والأكاديمي الراحل تشالمرز جونسن (1931-2010) وهو الأبرز بهذا المجال. فقد شارك بتأسيس «مشروع الإمبراطورية الأميركية» البحثي، وله مؤلفات أخرى مثل:(8) «النكسة: تكاليف وعواقب الإمبراطورية الأميركية» و«أحزان إمبراطورية: النزعة العسكرية، والسرية، ونهاية الجمهورية»؛ و«أيام الجمهورية الأميركية الأخيرة». وشارك بتأسيس هذا المشروع المفكر توم إنغلهارت، ويصدر نشرة فكرية(9)، ونشر له(10): «نهاية ثقافة النصر: أميركا الحرب الباردة وخيبة أمل جيل»؛ و«الطريقة الأمريكية في الحرب: كيف أصبحت حروب بوش حروبا لأوباما»، وضمت صفحة تقريظ الأخير أسماء المفكرين المعارضين للنزعة الإمبراطورية مثل آدم هوتشايلد، ريبكا سولنِت، جوان كول، ووفي صدارتهم أندرو باسيفيتش مؤلف الكتاب الذي نعرضه. ويلاحظ أن هؤلاء المفكرين تتفاوت مواقفهم الفكرية بين محافظ وليبرالي ويساري، لكنهم لا يتمتعون بالقبول في الأوساط الصهيونية، خاصة اللوبي الإسرائيلي وأنصاره بالكونغرس والبيت الأبيض.

مبدأ حديقتنا أولا

مؤلف الكتاب أندرو باسيفيتش أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، وعقيد متقاعد من الجيش الأميركي. وهو مؤلف كتاب «النزعة العسكرية الأميركية الجديدة»، ولديه كتب أخرى. ونشرت دراساته بمجلات مثل «فورين أفيرز» و«أتلانتيك منثلي» و«نيشن»، وصحف مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال».

يقول باسيفيتش إن العالم -كما يقال باستمرار- أصبح أصغر من أي وقت مضى، وأكثر تعقيدا وخطورة. لذلك يصبح ضروريا للدولة أن تكثف الجهود المبذولة «للحفاظ على أمن أميركا» ودعم قضية السلام العالمي في آن واحد. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف أن تخصص الولايات المتحدة مزيدا من الأموال لوزارة الدفاع لتطوير وسائل جديدة للحصول على القوة، ولتكون متأهبة لحملات جديدة تعتبر ضرورية لإحلال السلام (أو لتحرير) أحد الأماكن المضطربة في العالم. ويمكن ببعض الصعوبة حساب تكلفة هذه الجهود، حيث تصرف مليارات الدولارات، لتضاف سنويا إلى الدَيْن القومي، وعدد الجنود الأميركيين القتلى والجرحى.

وضمن مستوى أعمق، نجد أن التكاليف الاقتصادية والاستراتيجية والإنسانية الناجمة عن سياسات واشنطن الإمبراطورية والتدخلية أضخم وأفدح من أن يتم قياسها. فهناك عائلات مزقها فقدان أحد أفرادها؛ وجنود يحملون ندوب القتال الجسدية أو النفسية؛ واستمرار بيروقراطية ثقيلة الوطء تقتات على جو السرية والمواراة والخداع الصريح وتشويه الأولويات القومية. حيث تمتص كبريات الشركات والمصالح الصناعية العسكرية الموارد القومية وتحرفها عن الضرورات والأولويات، بالإضافة إلى التدمير البيئي الذي يأتي نتاجا ثانويا للحرب والاستعداد لها؛ وإضعاف ثقافة الحياة المدنية لصالح عسكرة المجتمع. وينتج هذا عندما يتحمل الجنود وحدهم أعباء شن الحروب الدائمة، بينما تدعي غالبية المواطنين تبجيلهم، حتى لو كانوا يتجاهلونهم أو ينتفعون بخدمتهم.

المبرر الذي يمكن تقديمه في هذا السياق هو أن واجبات قيادة الولايات المتحدة العالمية تتطلب أن تتولى بنفسها معالجة مشكلات تعاني منها باكستان واليمن والصومال، بالقدر الذي يفرض عليها التصدي لمشكلات تعاني منها أفغانستان والعراق. وبينما هناك أدلة قليلة تشير لاحتمال جدوى هذه الجهود، لا دليل مطلقا يشير إلى أن جهود أميركا ستدعم السلام العالمي. أما إن كان هدف واشنطن الحقيقي -كما يظن كثيرون- أقرب للسيطرة والهيمنة، فسنجد أدلة وفيرة تظهر أنه مشروع هزيمة للذات.

يتساءل منتقدو السياسات الأميركية عن جدوى محاولة إعادة تشكيل العالم قسرا على صورة أميركا. فهم يعتقدون أن مجرد المحاولة مسعًى فاسدٌ وشكل إمبريالي ونزوع نحو العسكرة، مما يقوض المؤسسات الجمهورية بالبلاد. ليس هذا رأي حزب واحد، بل هنالك وجهات نظر كثيرة تتبنى هذا الرأي، وتصر على أنه إذا ما كان للولايات المتحدة مهمة ما، فهي أن تكون نموذجا للحرية لا أن تفرض هذا النموذج.

ومن المعارضين جورج كينان الدبلوماسي الشهير(11) الذي تحول لاحقا إلى مؤرخ، وهو محافظ ثقافيا، وكذلك السيناتور وليم فولبرايت ليبرالي عالمي التوجه. وهناك أيضا الناقد الاجتماعي المؤثر كريستوفر لاش، وهو يقدم نفسه كمفكر راديكالي، وأيضا مارتن لوثر كنغ، الذي يمكن القول إنه الشخصية الأخلاقية الأكثر تأثيرا في القرن الأميركي الماضي.

كتب كينان إلى أحد معارفه أثناء الحرب الكورية قائلا إن الأميركيين يعرضون بلادهم ومصالحهم للأذى لفترة طويلة جدا. وكان قد كتب «يبدو لي أن بلدنا تشوهه عيوب كثيرة -بعضها خطير جدا- ونحن مدركون لوجودها بشكل شامل، لكننا نفتقر إلى التصميم وقوة المجتمع المدني اللازمين لتصحيحها»، وهنا الخطر الحقيقي. وأضاف أن «ما يجب أن يكون على المحك هو واجبنا تجاه أنفسنا وتجاه مُثلِنا القومية». وفي إحدى محاضراته قبل فترة، عاد كينان إلى هذا الموضوع حيث قال إن المراقبين من الخارج يرون أميركا بلا هدف اجتماعي ملموس أعلى من الإثراء الذاتي للفرد، حيث يحدث هذا الإثراء أولا في سلع مادية وأدوات تثار الشكوك حول فائدتها في تحقيق رضا أعمق بالحياة، وهذه رؤية تفشل في بث الحماسة والثقة في المستقبل.

وكان كينان يؤمن أنه بدلا من الهوس بشأن الخطر الذي يمثله الاتحاد السوفياتي، تحتاج الأمة الأميركية لترتيب بيتها من الداخل، بإظهار القدرة على رعاية «علاقة سليمة حقيقية بين الإنسان والطبيعة، وبين الإنسان ونفسه». يمكن للأميركيين «عندها وللمرة الأولى أن يكون لديهم ما يقولونه للناس في أي مكان آخر»، وربما يصيرون أيضا «مصدر إلهام للآخرين».

بعد عِقد على مقولات كينان، وفي خضم حرب أخرى مثيرة للشكوك، يقيّم السيناتور فولبرايت تداعيات الاعتقاد بأن رخاء ورفاه الولايات المتحدة نفسها يتطلب التدخل المستمر بشؤون الدول. فكتب أنه «ليس واجبًا ولا حقًا للولايات المتحدة أن تصنف مشكلات العالم بأن حلها يحتاج لتطبيق قواعد واشنطن». وكتب فولبرايت -رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ- أنه «تحدث أشياء كثيرة بأماكن كثيرة، وهي إما أنها لا تخصنا أو تعنينا أو هي على أي حال خارج نطاق قوتنا أو مواردنا أو حكمتنا». لقد مضى وقت طويل جدًا بالنسبة للولايات المتحدة لتكرّس نفسها فقط لفعل الخير في العالم، سواء بالجهود المباشرة أو بقوة القدوة والمثال الذي تقدمه. وأن تتخلى عن «فكرة التبشير الحافلة بمزاعم كونها شرطيَّ العالم».

ووافقه على ذلك كريستوفر لاش الذي قضى عشرات السنين في تشريح الثقافة الأميركية بجرأة، قائلا إن «الوعد الحقيقي الذي تقدمه الحياة الأميركية نجده في الأمل في أن تكون الجمهورية التي تمثل مصدرا لإلهام بقية العالم أخلاقيًا وسياسيًا، وليست مركزا لإمبراطورية العالم الجديدة».

وذهب مارتن لوثر كنغ أبعد من ذلك. ففي خطابه ربيع عام 1967، عن الحرب في فيتنام، أصر على أن الوقت حان «لكل من لديهم ضمير كي يدعوا أميركا للعودة إلى الوطن». وقبل أن تحاول أميركا إنقاذ الآخرين، ينبغي لها الاعتراف بخطاياها وأوجه قصورها وتصحيحها.

وبالنسبة لأي من هؤلاء الرجال، فإن العودة إلى الوطن لا تعني السلبية أو العزلة. إنها تعني إعادة النظر في الأولويات القومية. وطغيان النزعة العسكرية على السياسة الأميركية، والمتمثلة قبل كل شيء بحرب فيتنام، حوّل انتباه البلاد عن مواصلة دعوتها الحقيقية. فلا يزال العمل الشاق لتكوين مجتمع حر أبعد ما يكون عن الانتهاء. ولن تتمكن الولايات المتحدة من التعامل مع ما أشار إليه مارتن لوثر كنغ بـ«الثالوث العملاق: العنصرية، والمادية، والعسكرة»، إلا بالابتعاد عن الحرب.

يستحق المبدأ الأساسي الذي يؤمن به كل من هؤلاء الرجال أن يجدد فيه النظر اليوم، وهذا المبدأ هو أحد أشكال القناعات التي وضعها لأول مرة المؤسسون لمبدأ "زراعة حديقتنا أولا». وجوهر هذا المبدأ هو أن تحقق أميركا ذاتها وتتمثل قيمها التأسيسية، وتسعى لإنجاز التطلعات التي تمت صياغتها في إعلان الاستقلال والدستور الأميركي، بحسب تأويلاتها المتواترة والمتتابعة لاحقا، وفي ضوء خبرات تم اكتسابها.

ومن ثم فإن الهدف السليم للسياسة الأميركية ليس تخليص البشرية أو فرض نظام عالمي محدد، ولا العمل شرطيًا لكوكب الأرض بقوة السلاح. بل إتاحة الفرصة للأميركيين لتأكيد حقهم في تحديد اختياراتهم وغاياتهم وسعيهم لإقامة اتحاد أفضل في بلادهم. وأي سياسة تعرقل هذا المشروع، كما تفعل الحرب المفتوحة، تعد سياسة ضالة وخبيثة.

ومن خلال إظهار جدوى تأسيس منهج للحياة قائم على القيم الإنسانية الليبرالية، قد تساعد الولايات المتحدة على إضاءة الطريق أمام من يسعون إلى الحرية. أو كما صاغها راندولف بورن(12) بقوله إن «التحول في الداخل أساسي لنتمكن من العطاء بدون مقابل». إلا أن سمة «العطاء بدون مقابل» تعد فائدة إضافية- مكافأة- وليست الغاية المركزية للحياة الأميركية.

وإذا كانت الولايات المتحدة لديها مهمة إنقاذ، فهي قبل كل شيء إنقاذ نفسها. وفي هذا الشأن، تحتاج قائمة الشرور (العنصرية والمادية والعسكرة) التي سجلها الدكتور مارتن لوثر كنغ إلى شيء من التغيير والتبديل. إن عدد الخطايا التي تتطلب التكفير عنها حاليا يتجاوز الثلاث خطايا. ومع ذلك فإن كنغ -بإصراره أن على أميركا شفاء روحها أولا- يظل اليوم هو الحكيم الذي يحسن الأميركيون صنعا بالإصغاء إليه.

الثالوث البديل

بحسب باسيفيتش، هنالك أيضًا تقليد بديل يمكن للأميركيين أن يلوذوا به، إذا ما اختاروا ذلك. و يرجع هذا المبدأ إلى أصول الجمهورية المضادة للإمبريالية، التي كاد يطويها النسيان. و يتلخص هذا المبدأ في شعار «لا تعبث بمصيري»، وهو تقليد يحث على عدم السعي لإثارة المشكلات، لكن يصر على منح الآخرين الاحترام الواجب للولايات المتحدة. وليتم تحديثه بما يتناسب مع العصر الحالي، يمكن ترجمة هذا الشعار إلى البديل التالي للثالوث المقدس الذي شخّصه مارتن لوثر كنغ.

أولاً: إن غاية الجيش الأميركي ليس محاربة الشر أو إعادة تشكيل العالم، بل الدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحها الأكثر حيوية. ومع أن القوة العسكرية تظل ضرورية، لكنها بذاتها ليست جيدة ولا مرغوبة. فأي دولة تُعرّف نفسها من خلال هيمنتها العسكرية، تضع نفسها على طريق الهلاك، وهو ما أدركته الأجيال السابقة من الأميركيين بالفطرة. أما التفوق العسكري، فإن الدروس المستفادة بشأنه من الماضي واضحة تماما، فهو وهم والسعي وراءه دعوة للفساد. لذلك، ينبغي للولايات المتحدة الحفاظ فقط على القوات اللازمة لإنجاز مهمة الدفاع الأساسية للمؤسسة العسكرية.

ثانيًا: موقع العمل الرئيسي للجندي الأميركي هو أميركا. ولا ينبغي للجيش الأميركي أن يتحول إلى شرطي في العالم أو قوة احتلال. إلا أن أسبابا عديدة قد تستدعي إقامة وجود عسكري بالخارج مؤقتًا. وبدلا من أن يصير هذا هو القاعدة، وجب على الأميركيين أن يعتبروا ذلك شذوذًا يستلزم نقاشًا عامًا وتفويضًا مسبقًا من الكونغرس. ويُعد تفكيك الشبكة الواسعة من قواعد البنتاغون العسكرية القائمة عملية طويلة. حيث ينبغي إعطاء أولوية التفكيك لمناطق جغرافية يكلف فيها الوجود الأميركي كثيرًا ويحقق قليلاً. ووفقا لهذه المعايير، ينبغي للقوات الأميركية الانسحاب فورًا من الخليج ووسط آسيا.

ثالثًا: اتفاقًا مع مبدأ الحرب العادلة، ينبغي للولايات المتحدة عدم استخدام القوة إلا عندما تكون هي الحل الأخير، على أن يكون هذا في حالة الدفاع عن النفس فقط. أما مبدأ الرئيس السابق بوش (الابن) الخاص بالحرب الوقائية -يحق للولايات المتحدة منح نفسها حقًا حصريًا باستخدام القوة ضد تهديدات مزعومة حتى قبل تجسد هذه التهديدات- فهو مبدأ غير مقبول أخلاقيًا واستراتيجيًا، وهو النقيض الفعلي للحكمة السياسية المستنيرة. لقد فرض جورج بوش (الابن) هذا المبدأ مسبقًا ليبرر غزوًا مضللاً بلا ضرورة للعراق عام 2003. ولا يزال هذا المبدأ ينتظر إلغاء صريحًا من سلطات واشنطن. وعلى الولايات المتحدة ألا تشن مرة أخرى «حرب اختيار» في ضوء أوهام تقول إن العنف يوفر طريقًا مختصرًا لحل تعقيدات التاريخ.

وعندما يصبح هذا الثالوث البديل أساسًا لصنع السياسة بواشنطن، ستليها تغيرات هائلة في موقف الأمن القومي للولايات المتحدة. وسيتم حينها خفض الإنفاق العسكري بشكل ملموس؛ وسيتقلص تواجد وزارة الدفاع الأميركية عالميًا، وستنخفض أرباح مصانع الأسلحة، كما ستغلق الشركات «الاستشارية» بمحيط واشنطن -والتي تقدم خدماتها للحكومة- أبوابها. كما ستتضاءل صفوف مراكز الأبحاث المتخصصة بشؤون الدفاع. وستضيِق هذه التغيرات بدورها مجال الخيارات المتاحة لاستخدام القوة، وستلزم صناع السياسات بمزيد من ضبط النفس إزاء التدخل في الدول الأخرى. ومع التخلص من تخصيص موارد لإعادة إعمار بغداد أو كابول، فإن قضية إعادة إعمار كليفلاند وديترويت قد تجذب أخيرًا الاهتمام.

اختيار

كان الرئيس ليندون جونسن يأمل أن يكون الإرث الذي يتركه، برنامج الإصلاح الداخلي الطموح المعروف بـ«المجتمع العظيم». لكن بدلاً من ذلك، ترك جونسن لخلفه أمة منقسمة بمرارة، تعاني مشكلات كثيرة ويشيع فيها التشاؤم. وكان اتباع نهج مختلف سيتطلب من جونسن الخروج عن قواعد واشنطن. حيث افتقد جونسن كغيره من الرؤساء الشجاعة اللازمة لذلك.

هنا يكمن المغزى الحقيقي -وربما المأساوي أيضا- في قرار الرئيس باراك أوباما، خلال سنته الرئاسية الأولى، بتصعيد الجهد الحربي الأميركي بأفغانستان. وعندما أبقى أوباما روبرت غيتس وزيرًا للدفاع وعيّن جنرالاً مستشارًا للأمن القومي وآخر مديرًا للمخابرات، أكد أنه لا يفكر في التحول عن النمط القائم لسياسات الأمن القومي، بقصد أو بغير قصد. فقد قدم الرئيس بهذه القرارات ولاءه الكامل لـ«إجماع واشنطن»، وأزال أي شكوك عالقة بشأن استمرارية هذا الولاء.

وبرر أوباما في خطابه الذي ألقاه مطلع ديسمبر/ كانون الأول عام 2009— حين شرح لطلاب أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية أسبابًا تجعله يشعر بضرورة توسيع حرب دخلت عامها التاسع أنه «كما لم تفعل أي دولة أخرى، تعهدت الولايات المتحدة بضمان الأمن العالمي لأكثر من ستة عقود، وهو وقت شهد انهيار الأسوار وفتح الأسواق وإنقاذ الملايين من الفقر، وتقدمًا علميًا غير مسبوق، وآفاقا متقدمة لحرية الإنسان». وأراد أوباما أن يعرف الجميع أنه بإرسال قوات إضافية بعشرات الآلاف للقتال بأفغانستان، تستكمل إدارته عملاً بدأه أسلافه، وأن سياساتهم سياساته.

العقود الستة التي أشار إليها أوباما في تقديمه الذي يجمل التاريخ الحديث ببراعة، هي سنوات صعود العقيدة الأميركية والثالوث الأميركي المقدس (العنصرية والمادية والعسكرة) إلى موقع تفوق وسيطرة بلا جدال. هذا ما فعله الرئيس الذي جاء إلى السلطة متعهدا بتغيير طريقة عمل واشنطن، لقد أعرب عن نيته في إبقاء هذا العنصر بالغ الأهمية والموروث من الإدارات السابقة دون مساس. ومثل جونسن الذي تبنى أجندة إصلاح داخلي جريئة، لكنه اضطر للتوافق مع الواقع القائم، اختار أوباما أيضا التوافق مع إجماع واشنطن.

ويتضح أن أي تصوّر حول تسامح واشنطن مع أي منهج يعيد التفكير بقواعد واشنطن، يعد مشاركة في الخداع المتعمد للذات. فواشنطن لديها الكثير لتخسره إذا فعلت ذلك. وإن كان للتغيير أن يأتي يومًا، فيجب أن يأتي من الشعب. وطالما لم يدرك الأميركيون الحقيقة، فستستمر واشنطن في طريقها.

لذلك فإن الحاجة إلى التعليم -استدعاء الأميركيين لتحمل مسؤوليات المواطنة الفاعلة المرتبطة بقضايا الأمة- أصبحت حاجة ماسة. وبالنسبة لباسيفيتش، فقد صار التعليم ممكنًا منذ زمن طويل. أما مواجهة الأوهام (بما فيها أوهامه الشخصية) -وتشريح المتناقضات المحيطة بالسياسة الأميركية- فهي عملية مؤلمة وصعبة. لكنها تضمنت لحظات ابتهاج عظيم، كما حررته من الأوهام. إن الوعي الذاتي والقدرة على رؤية الأشياء هبة عظيمة.

يعتقد المؤلف أن على الأميركيين اليوم أن يحسبوا حساب التعارض متفاوت النسب والأقدار. فمن خلال وعودها بالازدهار والسلام، تدفع قواعد واشنطن بالولايات المتحدة نحو الحروب المتواصلة والإفلاس. وفي الأفق يلوح حطام سفينة أسطورية. ويرى أن الاعتراف بالخطر الذي تواجهه البلاد يعني أن نجعل التعليم ممكنًا، وربما تغيير المسار ممكنًا أيضًا. أما تجاهل الخطر بشكل إرادي فيعني التواطؤ على تدمير ما يعلن معظم الأميركيون اعتزازهم به. نحن أيضا علينا أن نختار، بحسب باسيفيتش.

معلومات الكتاب
عنوان الكتاب: قواعد واشنطن: مسار أميركا إلى الحرب الدائمة
Washington Rules: America's Path To Permanent War
المؤلف: أندرو باسيفيتش
عرض: د. مازن النجار - كاتب وباحث ومترجم عربي
السنة: 2010
الناشر: كتب متروبوليتان، هنري هولت وشركاه، أغسطس/آب 2010
عدد الصفحات: 304
_____________________________
إحالات
1-
Paul Kennedy, The Rise and fall of the Great Powers: Economic Change and Military Conflict from 1500 to 2000, New York: Random House; 1987.
2-
Joseph S. Nye, Bound To Lead: The Changing Nature Of American Power, New York: Basic Books, 1991 2
3-
Niall Ferguson, Colossus: The Rise and Fall of the American Empire, New York, London: Penguin Books, 2004
4-
Joseph E. Stiglitz, Free Fall: America, Free Markets, and the Sinking of the World Economy, New York: W.W.Norton & Company, 2010
5- تمثل هذه التعبيرات جوهر المضمون القيمي والمغزى الأخلاقي للتجربة الأميركية في جانبها الإيجابي، وهي موجودة في النشيد القومي الأميركي: "
The land of the free." "The home of the brave."
6- حول الدين والسياسة في أميركا، انظر: طارق متري، مدينة على جبل: عن السياسة والدين في أميركا، بيروت: دار النهار، 2004.
7-
Patrick J. Buchanan, A Republic, Not an Empire: Reclaiming America's Destiny, Washington D.C.: Regnery Publishing, Inc. An Eagle Publishing Company, 2001.
8-
Chalmers Johnson, Blowback: The Costs and Consequences of American Empire, New York: Henry Holt & Co. 2004; Chalmers Johnson, The Sorrows of Empire: Militarism, Secrecy, and the End of the Republic, New York: Henry Holt & Co, 2005; Chalmers Johnson, Nemesis: The Last Days of the American Republic, Henry Holt & Co. 2008.
9-
The Nation Institute's TomDispatch.com
10-
Tom Englehardt, The End of Victory Culture: Cold War America and the Disillusioning of a Generation, Boston: University of Massachusetts Press, 1995; Tom Englehatdt, The American Way of War: How Bush's Wars Became Obama's, Chicago: Haymarket Books, 2010.
11- جورج كينان هو الدبلوماسي الشهير بمرحلة الحرب الباردة، وهو الذي كتب المقال الشهير الذي خطّ سياسة احتواء الاتحاد السوفياتي بتوقيع «
X»، ونشر بأحد أعداد مجلة «فورين أفيرز» سنة 1949.
12- راندولف بورن (1886-1918) صحافي وكاتب أميركي تقدمي ومفكر يساري مناهض للنزعة التدخلية، ولد في بلومفيلد، نيوجرسي، وتخرج من جامعة كولومبيا، وعرف بكتابه «الدولة» الذي نشر بعد وفاته.

 

http://studies.aljazeera.net/bookrevision/2013/06/2013618114642970796.htm

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل






مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



تفكير في أول يوليو

نستطيع أن نتصور الآن إطارا لما يمكن أن يحدث غدا (في 30 يونيو) ــ لكننا لا نعرف شيئا مما سيحدث في أول يوليو ــ وهو اليوم التالي مباشرة لمشهد الخروج المرتقب. علما بأن يوم الاثنين أول يوليو هو الموعد الذي تنتهي فيه مهلة الأسبوع التي حددها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وطالب القوى السياسية بأن تتوافق خلالها، الأمر الذي لا نرى له أثرا حتى الآن. وفيما هو معلن على الأقل فإن كلام الفريق السيسي لم يبين لنا ما يمكن أن يحدث إذا انتهت المهلة ولم يتحقق التوافق المنشود.
وإذ يبدو موقف القوات المسلحة غامضا ومثيرا للتساؤل بعد المهلة. فإن الصورة على الجانب الآخر تظل محاطة بالغموض أيضا. فقد فهمنا أن معارضي الدكتور محمد مرسي سوف يحتشدون فى ميدان التحرير بالقاهرة وفي بعض الميادين الأخرى في الدلتا والصعيد. فهمنا أيضا أن مؤيدي الرئيس سينزلون بدورهم لكي يثبتوا حضورهم في الشوارع والميادين من ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر إلى غير ذلك من الميادين والمساجد في أنحاء مصر. الشاهد أن الطرفين سينزلان إلى الشارع لكي يثبت كل منهما حضوره ويستعرض قوته الجماهيرية. ورغم أن الطرفين يتحدثان عن حرصهما على التظاهر السلمي، إلا أن وجودهما في الشارع يستدعي على الفور احتمالات العنف، سواء بسبب الانفعالات التي يتعذر السيطرة عليها. أو بسبب جموع البلطجية الذين يدفعون إلى تلك التظاهرات ويمارسون دورهم فى تأجيج الصراع ورفع منسوب العنف، وهو ما لمسناه في تجمعات أقل أهمية وفي مناسبات أصغر. فما بالكم بحدث مفصلي ومهم مثل التظاهر ضد الرئيس مرسى في ذكرى مرور عام على استلامه للسلطة.
في هذا الصدد فإن المراقب يستطيع أن يرى فى التظاهر والاعتصام أمام قصر الاتحادية يعد تمهيدا لعنف لا مفر منه، لأنه إذا كان المستهدف هو توصيل رسالة للرئيس أو العالم الخارجي، فإن ذلك يمكن أن يتحقق بالاحتشاد فى ميدان التحرير، علما بأن الرئيس السابق سقط وفرض عليه التنحى حين كانت الحشود متواجدة فى الميدان، ولم تكن هناك حاجة للذهاب إلى مقر الاتحادية أو مقر رئيس الجمهورية. وإذا كان توصيل الرسالة مضمونا من ميدان التحرير، فإن التحرك نحو قصر الاتحادية والاعتصام أمامه يرجح أن يكون له هدف آخر، لا يستبعد فى ظله احتمال محاولة اقتحام القصر، وهى عملية إذا تمت فأغلب الظن أن تسيل بسببها دماء غزيرة. لأن التعليمات التقليدية المتعارف عليها منذ زمن أن يطلق الحرس الجمهوري الرصاص «في المليان» على من يقتحم مقر رئاسة الدولة. أما الاحتمال الأكثر سوءًا فهو أن يتصدى الموالون للمعارضين فى هذه الحالة، الأمر الذى لابد أن يضاعف من غزارة الدماء التى ستسيل. لذلك فإنني أتمنى أن تترك عملية الدفاع عن القصر إلى الحرس الجمهوري والشرطة المحيطة، ليس فقط لتجنب إراقة مزيد من الدماء، ولكن أيضا لأن ذلك واجب تلك الجهات، حيث يعد مقر الاتحادية رمز الدولة المصرية وعنوانها بأكثر منه مقر وعنوان مكتب الرئيس محمد مرسي. ا أحد يتوقع أن يحسم الأمر لصالح أى طرف فى 30 يونيو. وأغلب الظن أن يكون الحاصل فى ذلك اليوم مؤشرا على ما يمكن أن يحدث بعده. ولست أشك في أن المعارضين سيبذلون غاية جهدهم لتحقيق مرادهم غدا من خلال وسائل عدة تمثل الحشود الكبيرة حدها الأدنى، وهو ذاته الذي سيلجأ إليه مؤيدو الرئيس من خلال الحشود المضادة. ولا أحد يشك في أن دعاة التهييج والفوضى سوف ينتهزون الفرصة لاستئناف دورهم، وتصعيده إلى أبعد مدى ممكن.
هكذا، فأغلب الظن أن يوم الاثنين سيكون استنساخا ليوم الأحد مسكونة بمنسوب أعلى فى التصعيد المرشح للاستمرار حتى نهاية الأسبوع (عنوان الصفحة الأولى الذي نشرته باللون الأحمر إحدى صحف الخميس 27/6 كان كالتالي: المواجهة مستمرة حتى آخر نفس) ورغم الاحتياطات المكثفة المتخذة لضبط الأمن فإن الانفلات ليس مستبعدا، لأن أية قوات أمنية من الشرطة أو الجيش لن تستطيع مواجهة الجماهير الغفيرة، خصوصا إذا ما تم استدراج الطرفين للاشتباك.
هذا التطور  إذا حدث وهو الأرجح فإنه سوف يستدعي سؤالين أحدهما عن موقف قيادة القوات المسلحة، والثاني عن موقف الإدارة الأمريكية، التي تحتل مصر موقعا خاصا في سياستها إزاء الشرق الأوسط. يراودني سؤال ثالث عن موقف المراجع والعقلاء في مصر، ولكنني أتردد فى طرحه. ويحزنني أن أقول إنني لم أعد أعول عليه كثيرا، لأن هذه الشريحة من النخبة توزعت بين فريق آثر الصمت وآخر انخرط في الاستقطاب وانزلق إلى التحريض والتهييج، ومن ثم استقال عمليا من الدور التاريخي المنوط به.
............
الشرق القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


قاسم مشترك بين إدوارد سنودن وأحمد الأسير

راغدة درغام



يوجد شيء من القاسم المشترك بين كل من المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن الذي أطلق «صفارة الإنذار» على تجاوزات الولايات المتحدة بالتنصت على الشعب الأميركي وعلى دول مثل الصين وروسيا، وبين الشيخ السني أحمد الأسير، الذي أطلق «صفارة الإنذار» على هيمنة «حزب الله» على لبنان بالسلاح والتخويف وجعل من نفسه ظاهرة أخمدها هو بنفسه. كلاهما، سنودن والأسير، وجد نفسه هذا الأسبوع مُطارَداً ومطلوباً أمام العدالة بسبب أفعال غير شرعية من وجهة نظر كل من الإدارة الأميركية والحكومة اللبنانية. كلاهما مجهول المكان والمصير، كل منهما اعتبر نفسه مدافعاً عن الحق، وربما بطلاً. لربما هنا تنتهي أوجه التشابه والقواسم المشتركة، فسنودن أطلق حالة توتر في العلاقة الأميركية– الروسية والأميركية– الصينية واستدعى الدول التي تكره الولايات المتحدة للتهكم على «النفاق» الأميركي عندما يتعلق الأمر باحترام الحريات الشخصية وحقوق الأفراد. ومن بين أبرز مظاهر الأذى التي خلفتها أفعال سنودن –إلى جانب فضح وكالة الأمن القومي ووسائلها–، أنه جعل من الرئيس باراك أوباما موضع تهكم وازدراء قادة من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فعزز القدرة على الاستخفاف بالولايات المتحدة ورئيسها. الأسير من جهته، كاد يجر لبنان إلى حرب أهلية عندما اختار توجيه رصاصه ضد الجيش اللبناني وطالب عناصره من السُنَّة بالانفصال عن الجيش. استراتيجيته الفاشلة ضد «حزب الله» جعلت منه موضع تهكم وشماتة «حزب الله»، الذي تلقى «هدية» الأسير بكل امتنان. سنودن والأسير طعنا بلديهما عندما لم يتحسبا لنتائج أفعالهما. والآن، إنها مرحلة تنظيف ما خلّفته ظاهرة الأسير البائسة أساساً، التي تبنت الرد على استقواء طرف منظم قوي بالاستقواء وبالسلاح وبحشد زمرة مسلحين وراءه ظنّوا أنهم تحت قيادة قديرة، وهذا يتطلب الكثير من الحكمة والتمهل من قِبَل جميع الذين يحاولون حماية لبنان من انزلاقه في فخ استدراجه إلى الحرب السورية. أما ما أطلقته حماقة سنودن عندما طار إلى هونغ كونغ وموسكو طالباً اللجوء السياسي، الأرجح إلى الإكوادور، فإنها لا تتمثل فقط ببراءة لمثالية –إذا كان هذا حقاً وراء صفارة الإنذار–، وإنما للحماقة أيضاً وجه الاستخدام للبراءة بابتزاز دولي الأرجح أنه لم يكن في ذهن سنودن أساساً. ثم إن انحسار النفوذ الأميركي في عهد الرئيس باراك أوباما ليس عائداً حصراً إلى الضرر الذي ألحقه سنودن عبر التسريب، وإنما هو عائد إلى سياسة الرئيس الأميركي نفسه، الذي وجد نفسه هذا الأسبوع موضع استخفاف طالبان أيضاً وليس فقط روسيا والصين وإيران.
الوقائع معروفة في حالة سنودن، إذ إنه بعد إطلاق صفارة الإنذار على ما تقوم به وكالة الأمن القومي من تنصت، غادر إلى هونغ كونغ، وعندما طلبت واشنطن من الصين إلقاء القبض عليه، ردت الحكومة الصينية بأن الطلب «لا يستوفي جميع المستلزمات القانونية» بموجب قوانين هونغ كونغ، فتجاهلت بكين الطلب الأميركي وسمحت لسنودن بالرحيل بعدما تردد أنه كان آمناً في بيت وفرته له الحكومة الصينية. عندما سمعت واشنطن أن سنودن في موسكو، طلبت من السلطات الروسية قطع الطريق عليه قبل مواصلة سفره إلى الإكوادور وطلبت أيضاً اعتقاله بعدما أصدرت قراراً ظنياً ضده بتهمة التجسس. وجاء الرد الروسي عبر المتحدث باسم الرئاسة متهكماً، بأن عمله كموظف «ليس الموافقة على إصدار تذاكر سفر أو منع إصدارها». بعد ذلك كشف الرئيس الروسي، في أعقاب نفي وزير خارجيته سيرغي لافروف، عن تواجد سنودن في الأراضي الروسية، وعن أنه في منطقة «ترانزيت» في مطار موسكو، ثم تهكم بدوره على الإدارة الأميركية، فيما صعّد لافروف لهجة الاحتجاج الديبلوماسي ضدها، مؤكداً أنه لا توجد معاهدة تسليم بين روسيا والولايات المتحدة.
أما فيما يخص وقائع ما حدث بين قيادة طالبان والقيادتين الأميركية والأفغانية، فإن فيها من الإحراج والاستهتار والاستخفاف ما يكفي للاستهجان: إدارة أوباما وافقت على مجيء الملا عمر –ويقال أيضاً شبكة حقّاني– إلى طاولة المفاوضات بالرغم من شروط الملا عمر ورفضه قبول الدستور الأفغاني ووقف النار مع قوات التحالف الدولي، وكذلك رفضه التعهد رسمياً بعدم السماح باستخدام أراضي أفغانستان مرة أخرى ملاذاً للإرهاب الدولي. حصلت طالبان على شرعية أميركية، عبر موافقة واشنطن على انضمامها إلى طاولة المفاوضات بشروطها، وكذلك شبكة حقاني، التي اعتبرتها واشنطن إرهابية سابقاً. قدمت واشنطن ما قدمته بلا مقابل يعود لها أو للحكومة الأفغانية، ما أثار غضب الحكومة الأفغانية ودعاها إلى رفض المشاركة في الاجتماع الذي كان مزمعاً عقده في الدوحة الأسبوع الماضي.
أميركا ذات «حائط واطٍ» هذه الأيام في نظر الكثير من اللاعبين الدوليين، سيما أولئك الذين يكنّون الكراهية للولايات المتحدة ويتمترسون في ظل الفرصة المواتية لتحقيرها، إنما الأهم أن دولة مهمة مثل إيران تجد في إدارة أوباما أفضل حليف لها في «حائطه الواطي، الذي يمكِّنها من التسلق فوقه للعبور إلى تحقيق طموحاتها الإقليمية والنووية على السواء، فإدارة أوباما باتت الجهاز «الممكِّن» enabler لاطمئنان هذه الدول والجهات بأنها لن تحاسَب ولن تعاقب أميركياً مهما فعلت، لأن الرئيس الأميركي لا يجرؤ.
عصر العجز الأميركي، كما بات يُسمى، أصبح جزءاً من استراتيجيات روسيا والصين وإيران وطالبان و «حزب الله»... وحتى «القاعدة» و «جبهة النصرة» وأمثالهما. سورية بالذات، الأمثولة الناصعة على إصرار الرئيس باراك أوباما على عدم الانجرار اليها مهما كان واضحاً وجلياً أنها على وشك السقوط في فلك النفوذ والسيطرة والهيمنة الإيرانية– الروسية بدعم الصين ومشاركة «حزب الله» في القتال. سورية الآن هي المثال الواضح على أن ترفّع الإدارة الأميركية عن استدراك خطر نمو التطرف فيها يساهم في إطالة الحرب وإنماء حركات التطرف المسلح بل إعادة اختراع «القاعدة» وأمثالها لنفسها داخل سورية وخارجها بقدرات قد تطاول لاحقاً عقر الدار الأميركية.
عصر العجز الأميركي أعطى لكل من روسيا والصين القدرة على السيطرة الكاملة على مجلس الأمن الدولي. الفيتو المزدوج شلّ القدرة على استصدار قرارات ووضع هذه الهيئة المهمة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين أداة مرهونة بالفيتو المزدوج. لو شاءت إدارة أوباما حقاً أخذ المسألة السورية على عاتقها، ولو لم تكن الولايات المتحدة في عصر العجز الأميركي، لتمكنت من حشد أكثرية أعضاء مجلس الأمن إلى جانبها ولأحرجت يومياً موسكو وبكين باستدعائهما إلى الفيتو العشرين إذا تطلب الأمر، وربما لم يكن ليتطلب لو استنتجت القيادتان الروسية والصينية أن القيادة الأميركية فعلاً وحقاً جدية، فكلا القيادتين اتخذ من عنصر العجز الأميركي في ظل إدارة أوباما حجراً أساسياً في استراتيجية الفيتو وغيرها.
رضوخ واشنطن أدى إلى استعلاء الآخرين، وكلما ازدادت الإدارة الأميركية رضوخاً كلما سال لعاب المتشوقين للاستخفاف بها وتنفيذ استراتيجياتهم على حسابها. رجال إدارة أوباما يساهمون في تشجيع رجال حكومة بوتين وملالي مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، وكذلك رجال طالبان وأمثالهم. شخصية الرئيس أوباما ووزير دفاعه تشاك هاغل ووزير خارجيته جون كيري، توحي بأن هؤلاء الرجال الثلاثة مقتنعون بأن أميركا هي المخطئة وعليها أن تعوّض عن ذنوبها. هؤلاء رجال لا يريدون معارك، وهم مسالمون، مسامحون، يتقبلون الصفعات والازدراء، وحتى الإهانة إذا جنّبتهم المعركة. إنهم رجال لا يخشون انتصار روسيا أو إيران أو الصين طالما الانتصار لا يكلفهم حرباً أو معركة.
رجال آخرون خارج الإدارة الأميركية ينصحون رجال إدارة أوباما بالانكفاء على النفس والاهتمام بالداخل الأميركي بدلاً من التوسع في السياسة الخارجية، فرئيس «مجلس العلاقات الخارجية» ريتشارد هاس، يسوّق في كتابه الأخير فكرته «إعادة التوازن» في الاهتمامات الخارجية بعيداً من الشرق الأوسط باتجاه «الشرق»، حيث الصين وحليفها الاستراتيجي روسيا، فهناك -في رأيه- تتداخل وتتجاوب الدول الكبرى بعضها مع بعض، وليس في الشرق الأوسط، بغض النظر عن كل ذلك التداخل والمواجهة بين الدول الكبرى هذه في سورية، «فالشرق الأوسط يمكن أن يسبب مشاكل كبرى، لكنها مشاكل يسببها لنفسه وليس للعالم»، ويضيف هاس: «إن الشرق الأوسط في مطلع نزاع عنيف وطويل» ولذلك «علينا أن نتحلى بحكمة الاختيار»، وأن «نخفض مستوى اهتمامنا بالشرق الأوسط لنرفع المستوى في آسيا».
سياسة «التحول إلى آسيا» برزت منذ فترة، عندما اكتشفت الولايات المتحدة أنها ستصبح مستقلة نفطياً بقدرات هائلة. الرئيس أوباما قرر الانصباب على معالجة الاقتصاد الأميركي والمشاكل الأميركية، وابتعد عن الانجرار إلى منطقة الشرق الأوسط بجميع مشاكلها ومطباتها، من إيران إلى إسرائيل مروراً بالعرب، حلفاء كانوا أو بقعة تجد فيها روسيا موقع قدم استراتيجياً لها: سورية.
لعل الرئيس الأميركي هو الذي يملك الضحكة الأخيرة بعدما تغرق روسيا وإيران حقاً في مستنقع سورية وفي حروب مذهبية وعقائدية. لربما -في رأيه- هو الذي سيضحك كثيراً في النهاية وليس تهكم القيادة الروسية أو شماتة القيادة في الإكوادور أو فنزويلا. لعلّه يبقى مترفّعاً عن الاستفزاز، ولعلّه يثور غضباً من الاستخفاف والازدراء.
ومهما فعل، فإن قرار انحسار النفوذ الأميركي عالمياً هو قرار اتخذه باراك أوباما، وهذا أدى إلى تضاؤل الهيبة الأميركية وانحسار الاحترام للولايات المتحدة. وأيضاً، كشفت مواقف الرئيس أوباما من سورية تراجعاً في الاهتمام بقيم أساسية أميركية، مثل رفض المجازر ورفض التفرج على سقوط مئات الآلاف من المدنيين ضحايا قوى عسكرية. هي ذي السيرة التاريخية التي سترافق باراك أوباما –إذا ثابر على مواقفه–، سيرة سقوط الوجه الإنساني لأميركا، فالاختباء وراء الطائرات بلا طيار وحروب «السايبر» والتنصت غير الشرعي، لن يأتي على الرجل بالسيرة التي وعد بها العالم عندما رافقه العالم في إدخاله التاريخ بدخوله البيت الأبيض. لذلك، كان لا مناص من بروز أمثال إدوارد سنودن لإطلاق «صفارة الإنذار» على مَن نكث بوعوده وظن أنه كغيره، ماضٍ بلا محاسبة.
سنودن أحسن وأخطأ في آن، أما الأسير، فإنه أخطأ وأخطأ في آن، والفارق كبير بالرغم من أوجه الشبه
...............
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


مسؤول كبير في سلاح الجو: أسراب الطائرات ستستخدم أجواء إيران

توتر سياسي غير مسبوق بين السعودية وروسيا وتهديدات بـ"قصف الرياض"

توتر سياسي غير مسبوق بين السعودية وروسيا وتهديدات بـ"قصف الرياض"
محمد الطاير - سبق: أخذ التوتر السياسي بين الرياض وموسكو منحى جديداً على خلفية الأزمة السورية، وتصاعدت نبرة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين خلال اليومين الماضيين، فيما رفع مسؤول كبير في سلاح الجو الروسي حدة التوتر بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة عندما صرّح قبل أيام قليلة بأن لدى بلاده خططاً جاهزة لضرب الرياض والدوحة.

وعلى الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وروسيا قد شهدت العديد من العثرات منذ عودتها بين عامي 1990 و1991، إلا أنها تمر اليوم بحالة حرجة، أكّدها تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمملكة قبل أيام، واتهامه لروسيا بدعم نظام الأسد والمساهمة في الإبادة الجماعية للسوريين، فيما ردت روسيا باتهامات خطيرة للرياض على لسان المتحدث الرسمي لخارجيتها، حيث قالت إن المملكة "تدعم الجماعات الإرهابية".

وجاءت الاتهامات المتبادلة بين الرياض وموسكو بعد أيام قليلة من تهديدات خطيرة وجهها مسؤول كبير في سلاح الجو الروسي، ونشرها موقع "تيلي غرافيست" الإخباري الروسي، حيث قال إن هناك خططاً جاهزة لضرب الرياض والدوحة.

وأضاف المسؤول الذي تحفظ الموقع على اسمه أن الخطة تقضي بأن يقوم سربٌ من طائرات "سوخوي- 27 اس" أو من قاذفات القنابل "سوخوي 34 اس" بضرب الرياض والدوحة بعد تزويدها بخزانات وقود إضافية.

 وفصل المسؤول في تصريحاته التي نقلتها أيضاً مواقع روسية وشيشانية خط سير أسراب الطائرات، وكيفية التعامل مع المسافة البعيدة بين البلدين، مشيراً إلى أنها ستستخدم الأجواء الإيرانية للوصول إلى هدفها.

كما أوضح أن السبب في وجود مثل هذه الخطط لضرب المملكة وقطر هو تحالف البلدين مع الولايات المتحدة، ورأى أنه من الممكن تنفيذها في 24 ساعة.


..........................................................


قبل يومين من مظاهرات دعت لها المعارضة

مقتل ثلاثة في انفجار ومواجهات بمصر


قتل شخص في انفجار وسط مسيرة شعبية ببورسعيد، بعد مقتل شخصين -أحدهما أميركي- في مواجهات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري محمد مرسي بالإسكندرية. وبينما نظمت القوى الإسلامية مظاهرة حاشدة لتأييد مرسي عند مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، انطلقت مسيرات معارضة له في ميدان التحرير بالقاهرة، وذلك قبل يومين من مظاهرات دعت إليها المعارضة للمطالبة بتنحي الرئيس وإجراء انتخابات مبكرة.
 
وقال رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة المصرية خالد الخطيب إن شخصا قتل مساء الجمعة وأصيب عشرة آخرون نتيجة انفجار جسم غريب في ميدان الشهداء أمام مبنى محافظة بورسعيد.
 
وأوضح  الخطيب أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى بورسعيد العام، مشيرا إلى أن سبعة منهم خرجوا منه بعد تحسن حالتهم بينما لا يزال ثلاثة يتلقون العلاج.
 
ولم يتسن حتى الآن معرفة أسباب الانفجار الذي وقع أثناء تجمع لقوى المعارضة، وأفاد مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد بأن هناك معلومات تتحدث عن أنه انفجار أنبوبة غاز، بينما أشارت أخرى إلى أن هناك قنبلة ألقيت على المتظاهرين.
 
مواجهات بالإسكندرية
وفي وقت سابق الجمعة قتل شخصان -أحدهما مصور أميركي- أثناء مواجهات بين مؤيدي الرئيس مرسي ومعارضيه في محيط مقر جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة سيدي جابر في الإسكندرية، وسقط خلال هذه المواجهات أيضا نحو تسعين جريحا.
من المظاهرة التي نظمتها القوى الإسلامية
في محيط مسجد رابعة العدوية تأييدا لمرسي
(الفرنسية)
كما اقتحم متظاهرون معارضون لمرسي المقر الرئيسي لجماعة الإخوان في المدينة وأضرموا فيه النيران، بعد انسحاب قوات الأمن وشباب الإخوان من حوله.
وتراشق الطرفان بالحجارة والزجاجات الفارغة، وسُمع دوي إطلاق أعيرة نارية في الهواء لم يحدد نوعها ومصدرها.
وقد أطلقت قوات الأمن قنابل غاز للسيطرة على الوضع. وسبق المواجهات انطلاق مسيرتين مناوئتين للرئيس عقب صلاة الجمعة.
وقد حذرت الولايات المتحدة رعاياها من السفر إلى مصر وسمحت لموظفيها غير الأساسيين في سفارتها بالقاهرة بمغادرة هذا البلد.
وأفاد مراسل الجزيرة نت أنس زكي بأن اشتباكات مماثلة جرت في عدة مدن خارج القاهرة، منها شبراخيت بمحافظة البحيرة وبسيون بمحافظة الغربية وبلطيم بمحافظة كفر الشيخ، حيث هاجم المتظاهرون المعارضون للرئيس مرسي مقري الحرية والعدالة في المدن الثلاث، وهو نفس ما حدث في عدة مدن خصوصا بمحافظتي الشرقية والدقهلية.
وفي وقت سابق أفاد مراسل الجزيرة بأن جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بيانا جاء فيه أن أربعة من منتسبيها قتلوا في أعمال عنف خلال اليومين الماضيين، ثلاثة منهم قضوا في محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة والرابع في مدينة المنصورة.
نصب خيام
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة بأن ميدان التحرير في وسط القاهرة يشهد مزيدا من نصب الخيام، حيث يحتشد معارضو الرئيس للاحتجاج على سياساته وللمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
ويقول المعارضون إن مرسي فشل بعد مضي عام على توليه السلطة في تحقيق أهداف الثورة، ويتهمونه بالعمل على "أخونة" مؤسسات الدولة.

ويعكف المعتصمون على نصب خيام في الحديقة الوسطى للميدان، قبيل بدء المسيرات التي أعلنت حملة "تمرد" عن تسييرها يوم 30 يونيو/حزيران الجاري الذي يصادف الذكرى الأولى لتسلم مرسي السلطة، للمطالبة بتنحيه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
أنصار المعارضة تظاهروا في ميدان للتحرير تنديدا بحكم الرئيس مرسي (رويترز)
في هذا السياق أغلقت سلطات الأمن كل أبواب قصر الاتحادية الرئاسي بالكتل الخرسانية، سوى جزء من البوابة رقم "5" في المحيط الخلفي للقصر، مع تزايد في أعداد خيام المعتصمين بمحيط القصر.
يأتي ذلك بينما نظمت قوى إسلامية مظاهرة مؤيدة للرئيس مرسي في محيط مسجد رابعة العدوية بالقاهرة في جمعة أطلقوا عليها "الشرعية خط أحمر".
ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لمرسي ومنتقدة لجبهة الإنقاذ المعارضة، ونددوا بما أسموها الحملة الشرسة الظالمة التي تشنها المعارضة وحركة تمرد على الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين.
ويطالب المشاركون في هذه المظاهرة التي وصفت بالمليونية بضرورة حماية الشرعية الدستورية للرئيس مرسي والتصدي لأي محاولة للالتفاف عليها، وكذلك التصدي لما سموها "محاولة فلول الحزب الوطني المنحل إشعال الفتنة في البلاد".
المصدر:الجزيرة + وكالات
.....................................................................



بعد مقتل ثلاثة وجرح العشرات في مواجهات

أميركا تحذر رعاياها والمفتي يحرّم الاقتتال



حذرت الولايات المتحدة مساء الجمعة رعاياها من السفر إلى مصر، وسمحت لقسم من موظفيها الدبلوماسيين والقنصليين بمغادرة هذا البلد بسبب الاضطرابات السياسية التي تعصف به، وذلك بعد تأكيد مصادر رسمية مصرية مقتل أميركي خلال صدامات جرت في الإسكندرية.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنها سمحت يوم 28 يونيو/حزيران الجاري لعدد محدود "من الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة مصر".

وأضافت أنها تنصح الرعايا الأميركيين بتجنب "أي رحلة غير ضرورية" إلى مصر في الوقت الراهن، بسبب استمرار "احتمال حدوث اضطرابات سياسية واجتماعية".

وتابع التحذير أنه "من المرجح أن تستمر الاضطرابات السياسية... على المدى القريب بسبب الاضطرابات المتعلقة بالذكرى السنوية الأولى لتولي الرئيس السلطة".

في غضون ذلك دعا مفتي الديار المصرية شوقي علام المصريين إلى الحفاظ على أياديهم نقية من دماء إخوانهم، بينما حذرت جماعة الإخوان المسلمين من أن الإسلاميين في مصر لن يسمحوا بأي انقلاب على الرئيس محمد مرسي، وذلك بعد مظاهرات وأعمال عنف جرت الجمعة في عدة محافظات مصرية قُتل فيها ثلاثة وجرح العشرات.

 
واعتبر بيان أصدره علام الدعوة لأي مظهر من مظاهر العنف قد يؤدي إلى القتل، أمراً محرماً.
 
وقال إن التظاهر السلمي حق جائز شرعاً وإن حمايته من واجبات الدولة، لكنه حذر من اندساس بعض المخربين ممن يتعمدون نشر الفوضى, كما حذر من تحويل الغايات السلمية للمتظاهرين إلى أخرى مدمرة ومسيئة لهم وللوطن.
 
من جهته حذر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي من أن الإسلاميين في مصر لن يسمحوا بما وصفه بانقلاب على الرئيس، وذلك في كلمة أمام عشرات الآلآف من المتظاهرين الداعمين لمرسي المحتشدين أمام مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر شرقي القاهرة.
 
وقال البلتاجي إن المعارضة الممثلة في حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني تهدد بأنها "ستلقي القبض يوم 30 يونيو/حزيران على مرسي وتحاكمه، وبأنها ستعطي بعد ذلك الرئاسة الشرفية لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكل حكومة وتحل مجلس الشورى (الذي يتولى حاليا السلطة التشريعية) وتعطل الدستور"، وأضاف "أن هذا اسمه انقلاب، ولن نسمح به ولو على رقابنا".
وتابع بقوله إن "الذين يظنون أننا سنخلي الميادين لكي يحاولوا الظهور أمام العالم وكأنهم ثورة ثانية، نقول لهم: لستم ثورة ثانية ولسنا نظام مبارك"، مؤكدا أن المتظاهرين الإسلاميين سيبقون معتصمين و"لن نسمح بأن تفرض إرادة على إرادة الشعب، ولن نسمح بأي انقلاب على الرئيس".
محمد البلتاجي اتهم المعارضة بالهروب
من  الديمقراطية إلى العنف (الجزيرة-أرشيف)
واتهم البلتاجي المعارضة "بالهروب من الطريق الديمقراطي إلى طريق العنف"، ودعاها إلى خوض "منافسة شريفة" في انتخابات مجلس النواب المفترض إجراؤها خلال الأشهر المقبلة.
وجاء حديث البلتاجي بعدما شهدت القاهرة وعدة محافظات مصرية أخرى مظاهرات الجمعة تطالب برحيل مرسي، ووقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه في الإسكندرية أسفرت عن مقتل شخصين -أحدهما مصور صحفي أميركي- وإصابة 70 شخصا، وذلك قبل يومين من مظاهرات حاشدة دعت إليها المعارضة يوم 30 يونيو/حزيران الجاري، تدعو إلى إقالة مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
اتهامات بالتحريض
وكان حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين قد اتهم في وقت سابق الجمعة قادة جبهة الإنقاذ المعارضة -وخصوصا محمد البرادعي وحمدين صباحي- بالتحريض على العنف.

وحمّل الحزب في بيان تلقى مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي نسخة منه، قادة جبهة الإنقاذ وحملة "تمرد" المسؤولية عن التحريض على أعمال العنف، كما حمّل المسؤولية بشكل شخصي للبرادعي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي الذي كان أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية التي جرت بعد الثورة وانتهت بفوز مرسي.
واعتبر البيان أن من قام بالاعتداءات هم عدد من "بلطجية الحزب الوطني المنحل"، في إشارة إلى الحزب الذي كان يهيمن على الحياة السياسية خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك تحت رعاية أعضاء من حركة تمرد ومليشيات جبهة الإنقاذ، على حد قول البيان.
وطالب الحزب أجهزة الأمن بسرعة القبض على منفذي الاعتداءات، وحذر من "استمرار هذه الأوضاع المشينة التي تنذر بعواقب وخيمة تجر البلاد إلى دوامة من العنف والفوضى".
وقد رد البرادعي على تلك الاتهامات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر مساء الجمعة، مؤكدا أنه يدين "بكل قوة العنف بكافة أشكاله وصوره ضد كل إنسان أيا كانت عقيدته أو انتماؤه.. قوتنا هي الحق، وسلميتنا هي السبيل".
الأزهر يحذر
من جهته حذر الأزهر الشريف من "حرب أهلية"، ودعا في بيان نقلته وسائل الإعلام إلى "اليقظة حتى لا ننزلق إلى حرب أهلية لا تفرق بين موالاة ومعارضة، ولا ينفعنا الندم حين ذلك".

محمد البرادعي: المظاهرات التي ندعو إليها سلمية (الجزيرة-أرشيف)
وأدان الأزهر "العصابات الإجرامية التى تسببت في سقوط ضحايا من شباب مصر الطاهر"، واستنكر "بشدة حصار بعض المساجد في المنصورة وغيرها من بعض الجهلة الذين لا يريدون الخير لمصر وأهلها".
وبدوره دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف في مصر إلى ااحترام مبدأ الاحتجاج السلمي واللاعنف. ودعا بيان صادر عن مسؤولة الشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد كاثرين آشتون كل الأطراف المصرية إلى بذل مزيد من الجهود "لبناء الثقة والعمل من أجل الشمولية والمصالحة".
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المصريين على التزام المبادئ العالمية للحوار السلمي ونبذ العنف، وشدد على حق الشعب في التظاهر سلميا، داعيا كل الأطراف إلى احترام هذا الحق والتمسك بأحكام القانون.
المصدر:الجزيرة + وكالات

................................................................




مهرجان حاشد في صيدا وتحطيم نصب عسكرية في طرابلس
بيروت: نذير رضا -
مهرجان حاشد في صيدا وتحطيم نصب عسكرية في طرابلس
لف التوتر عددا من المدن اللبنانية أمس، إثر خروج تنظيمات إسلامية ومتعاطفين مع إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، في مظاهرات حاشدة متزامنة في بيروت وطرابلس وصيدا، التي حصل فيها صدام محدود مع الجيش اللبناني، لدى محاولة المتظاهرين الدخول إلى مقر الأسير الأمني. وفيما هدأ التحرك الإسلامي في صيدا، صعّد أهالي مدينة طرابلس ومناصرون إسلاميون، من تحركاتهم عقب صلاة الجمعة أمس، ووصل الأمر إلى حد تحطيم نصب تذكاري لشهداء الجيش اللبناني عند مدخل المدينة. وفي حادث هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، انفجرت عبوتان ناسفتان فجر أمس على أوتوستراد زحلة - كسارة في منطقة البقاع الأوسط، من دون التسبب في إصابات أو أضرار. ونقلت تقارير إعلامية في بيروت أن العبوتين كانتا معدتين لاستهداف موكب تابع لحزب الله كان يمر في المنطقة



...............................................................................


دور حزب الله في سوريا يهدد بنشر الحرب الدينية

لوس أنجليس تايمز -

ترجمة: مصطفى منسي | 2013-06-29
اعتبرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية أن اشتراك جماعة حزب الله الشيعية في القتال الدائر في سوريا قد أثار غضب الدول العربية, والتي تناور من أجل الوقوف أمام الهيمنة التي تحاول إيران فرضها على المنطقة. ورأت الصحيفة في تقريرها أن مشاركة حزب الله في الحرب إلى جانب قوات بشار الأسد تضيف إلى التوتر الطائفي في المنطقة. وأضافت أن الانتفاضات الشعبية التي أطاحت بالحكام المستبدين العلمانيين في مصر وغيرها من البلدان جمعت المسلمين من الشيعة والسنة على حد سواء, لكن مع تولي الأحزاب الإسلامية الحكم في تلك الدول ثارت المخاوف من اندلاع المواجهات القديمة بين مختلف الطوائف الدينية, مما يهدد بتحويل ساحة المعركة السورية إلى حرب دينية أوسع.
وقالت إن حزب الله، الذي يخوض حربا طويلة بالوكالة عن إيران، يساعد في قتال القوات المعارضة المتمردين ذوي الغالبية السنية التي تسعى للإطاحة بالأسد، الحليف القديم لإيران، والذي ينتمي لأحد أفرع الإسلام الشيعي. هذا الدور الذي يقوم به حزب الله أثار الدول السنية في المنطقة، التي ناورت على مدة عقود ضد طموح إيران للهيمنة الإقليمية.
وأضافت أن الحرب الطائفية هي واحدة من المخاطر الناجمة عما يسمى الربيع العربي. وأثار التغيير في النظام القائم مخاوف إيران, وأعاد تسليط الضوء على التوتر بين الشيعة والسنة الذي سبق أن هدد العراق منذ فترة طويلة قبل انسحاب القوات الأميركية في عام 2011. هناك الآن قلق متزايد من اشتعال العداوة الدينية مجددا وإراقة المزيد من الدماء وانتشارها من سوريا إلى جميع أنحاء المنطقة.
وتنقل الصحيفة عن رابحة علم، من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة قولها: «الدول العربية ترى سوريا كمكان لاستنفاد قدرات إيران وصرف تركيزها عن القضايا الأخرى, التي قد تكون مثيرة للقلق في العالم العربي. تسبب دخول حزب الله إلى المعادلة في تسارع وتيرة الخطاب الطائفي, وحولها إلى صراع بين السنة والشيعة».
وقالت الصحيفة إن دور حزب الله في سوريا كشف عن مخاوف الدول ذات الغالبية السنة من دور إيران في المنطقة، والتي قد تستخدم الحرب السورية لإثارة عدم الاستقرار على نطاق أوسع. لقد أصبحت سوريا صراعا ليس فقط بين الأسد والمتمردين، ولكن أيضا مواجهة بين متطرفين من السنة والشيعة الذين انضموا إلى المعركة من مناطق مختلفة. وتنقل عن مصطفى العاني المحلل في مركز الخليج للأبحاث في جنيف قوله «حزب الله هو جزء من المؤامرة الإيرانية التي تملك هدفا استراتيجيا في المنطقة. لقد تغيرت قواعد اللعبة».
العرب القطرية

...............................................................................

في مقابلة خاصة مع صحيفة نيورك تايمز الأمريكية

نجيب النعيمي: الأمير "تميم" أبلغني بالإفراج عن الشاعر ّابن الذيب" قريبًا


قال المحامي ووزير العدل القطري السابق الدكتور "نجيب النعيمي" في مقابلة خاصة مع جريدة "نيورك تايمز" الأمريكية.. أن الأمير "تميم" قد وعده بالإفراج عن "موكله" الشاعر محمد ابن الذيب المحكوم بالمؤبد على خلفية "قصيدة" انتقد بها الحكام. 

وقال "النعيمي" في المقابلة: "يوم الثلاثاء أبلغني الشيخ "تميم" أن الشاعر ابن الذيب سيفرج عنه في غضون الأيام القليلة القادمة".

وأضاف "النعيمي": "سوف يكون هناك الكثير من التغييرات التي تصب في اتجاه الديمقراطية، وهذا شي يدعو للتفاؤل".
سبر

.........................................

بكار : تم إحالتي للتحقيق من قبل حزب النور بسبب تصريحاتى الأخيرة

كشف نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، إنه تم تبليغه من قبل المجلس الرئاسى للحزب بإحالته للتحقيق، بشأن تصريحاته الأخيرة؛ ورغم تأكيده على أنها قد أخرجت من سياقها وأن معناها يتفق فى الجملة.        
وأضاف بكار، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "مع ما سبق من بيانات للحزب، إلا أننى أمتثل بكل احترام وتقدير لقرار الحزب للتحقيق معى، وأتحمل بشكل كامل المسئولية وأرفع الحرج عن الجميع"
كان نادر بكار قد صرح للفاينانشيال تايمز بأنه يتمني الا تفشل 30 يونيو لأن فشلهل يعني تحول الإخوان لوحش كاسر لا يمكن إيقافه
كلمتي

..................................................................


فنانو مصر فى مقدمة الصفوف غدا فى مواجهة الإخوان

- فايزة هنداوى
ساعات قليلة ويبدأ اليوم المرتقب، إنه غدا، الثلاثون من يونيو الذى ينتظره الشعب المصرى للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين، من خلال التظاهرات والبقاء فى الميادين حتى يرحل هذا النظام، وذلك بعد أن أكدت غالبية الشعب المصرى رفضها لهذا النظام، حيث نجحت حركة تمرد فى جمع ما يزيد على 15 مليون توقيع على سحب الثقة من مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ما يعنى أن محمد مرسى فقد شرعيته تمامًا.
ولأن الفن جزء أصيل فى تكوين المجتمع المصرى، فإن الفنانين قرروا أن لا يغيبوا عن الساحة، بل على العكس فسيكونون فى مقدمة الصفوف، غدا كجزء من الشعب المصرى لينادى بسقوط الإخوان.
ومن أوائل الفنانين الذين قرروا النزول غدا، المخرج خالد يوسف الذى أكد أنه لن يعود من الميادين إلا بعد سقوط مرسى، لأنه رئيس غير شرعى يأخذ البلاد إلى هاوية، وقال الفنان خالد الصاوى، إن كل السيناريوهات متوقعة غدا، إلا أن نزول الشعب بكل أطيافه مهم، للتخلص من حكم هذه الجماعة.
هشام سليم أكد أنه سينزل أمام بيته ليسجل احتجاجه بعيدا عن المزايدات، مشيرا إلى كل المجالات فى مصر أصبحت متدهورة وفاسدة، ولا يمكن انتظار نتائج منها.
بدورها ترى آثار الحكيم، أن النزول يوم 30 يونيو المقبل مسألة حياة أو موت للشعب المصرى، مؤكدة أن هذا اليوم هو يوم تحديد المصير، فإما أن يكون الشعب المصرى أو لا يكون، ووجهت الحكيم النداء لجميع طوائف المصريين للتوحد فى هذا اليوم وتوحيد المطالب، حتى تتم استعادة الثورة ممن سرقوها، وحتى ينتهى الاحتلال الإخوانى لمصر، الذى جعل مصير البلاد مجهولًا!
تتمة http://tahrirnews.com/news/view.aspx?cdate=29062013&id=cf2fa074-51bf-4a32-8492-bd93f89a9dea

..........................................................




الإساءةُ للصحابة
حمد معروف الشيباني
محمد معروف الشيباني

مع أن القضية قديمة قِدمَ 14 قرناً لكن بيانَ و تذكير (هيئة كبار العلماء) بها لتوضيح الموقف الإسلامي القويم أمر جوهريٌ ضروري.

إنها قضية النيل من الصحابة الكرام و الإساءة إليهم التي تزايدت هذه السنوات.

فالأمةُ أمام مفترقات طرق أصبح العامةُ و الشبابُ ذوو الأدوار الأكبر في تحديد مساراتها، بعد أن غاب العقلاء أو غيّبوا أنفسهم بضعفِ صنيعِهم أو إنحرافه عن الجادةِ.

و يزيد الأمر سوءاً بتحريف وسائل الإعلام، المؤثرة في العامة و الشبابِ، حقائق الدين أو تضعيفه أو تشويهه أو حتى إبتداعِ النيلِ من الصحابة سبّاً أو تقزيماً.

فلم تبق إلا نخبة العلماء. يتوجب عليها تصحيح ما يُزرع في أذهان نَشئنا من تعكيرٍ لصفْوِ تعلّقِنا برفاقِ سيد الخلق محبةً و توقيراً و أنموذجاً.

فزيدوا من التنوير الحقيقي القويم.



........................................................



الجسر المؤقت للطواف... تساؤلات مشروعة:



عبدالله صالح الحصين

إن الحرص على سلامة الطائفين، وعلى حق ضيوف الرحمن في إدراك عبادة الطواف الأمن والسهل، والحرص على سمعة الدولة قيادة وشعبا يجعل إثارة الأسئلة الإيجابية التي تلفت الانتباه للقضية قبل حدوث مشكلة فيها أمرا مشروعا ومقدرا، خاصة عندما تكون هذه القضية كقضية المطاف قضية حساسة سياسيا ودينيا، لا يحتمل الأمر المجاملة ولا المخاطرة بالسماح بوجود خلل فيها، لأنه سيكون حينئذاك خللا قاتلا، لا سمح الله

هذه الأسئلة نبعت من هذا المقصد وأثارتها المتابعة اليومية لأعمال الانشاءات في المطاف عبر قناة القرآن الكريم  المشفوعة بالتواصل مع المعنيين بقدر ما يسمح الأمر، كما أثارتها مراجعة فلمين وثائقيين للمطاف أعدا من قبل جهات مسئولة معنية بالأمر، وتم نشرهما للناس كافة.

الفلم الأول اسميته هنا: الفلم التسويقي لجسر المطاف، والآخر: الفلم التوضيحي لمشروع المطاف، (ويمكن إعادة الاطلاع عليهما في الروابط ذيل هذه الأسئلة).

وسأتجاوز هنا عددا من الأسئلة الحرجة وسأكتفي بسؤالين فقط، كما يلي:

1.  لماذا الاختلاف، غير الايجابي، في آلية إنشاء الجسر، ووقت إنهائه، بين الفلم التسويقي للجسر وبين واقع العمل في الموقع؟

بحسب الفلم الوثائقي (التسويقي) المعد من قبل المقاول فإن الجسر المؤقت للطواف يمتاز بثلاث خصائص أساسية: سيتم تركيبه بصورة كاملة في أقل من 3 أيام ، وبصورة لا تعيق الطائفين أو تربك حركة الطواف، ويتم العمل بطريقة إنشائية شبة آلية.

ولكن الواقع كشف أن المقاول بدأ الإنشاء لهذا الجسر  بصورة تقليدية، وبتأثير شديد على سعة المطاف، ومضى ما  يقارب الثلاثة أسابيع، ولم يتم انجاز سوى أقل من ثلث أعمال الجسر بل وتوقف لعده أيام عن إنجاز أي جزء، رغم أن الفلم التوضيحي الجديد أفاد بجاهزية الجسر للطواف في رمضان.

وحيث أن الدولة قد منحت هذا المشروع أقصي التسهيلات الإدارية والمعنوية والمالية، وأن المشروع تم وفق عقد التصميم والتنفيذ معا Design-Build Contract، فالتصميم وطريقة التنفيذ ووقته من المفترض مهنيا وقانونيا أن لا تكون من مسئولية الجهات الرسمية (رئاسة الحرمين مثلا لكونها جهة تشغيلية في الأساس).

ولعل هذا التأخر والتباطئ -غير المتوقع- في أعمال التنفيذ هو ما يدعم تفسير البعض لتوقيت الإعلان الرسمي بخفض عدد الحجاج، وكثافة الحملة الإعلامية في ذلك، استدراكا للأمر وتقليلا لمخاطره، رغم أن هذا المشروع من المشاريع الاستراتيجية المفترض فيها البرمجة الدقيقة لها، وعمل المقاول لكامل الضمانات لتحقيقها، وذلك لتأثيراتها الخطرة والكبيرة السياسية والاقتصادية والحقوقية والإدارية ولإرتباطها بأمور السلامة في أهم بقعة في الأرض.

2.  هل الطاقة الاستيعابية المستهدفة للجسر ستصل مستوى الخطر؟ أم ستنخفض الكفاءه المعلنة للطواف؟

عرض فلم المقاول التسويقي ثلاث سيناريوهات للطواف، الاول: آمن ولكنه غير كفء في رفع الطاقة الاستيعابية لقلة عدد الطائفين على الجسر، والثاني: خطر جدا لزيادة عدد الطائفين على الجسر عن حد السلامة والأمان، والثالث: الذي اسماه الأمثلOptimal  وهو ما يوصل طاقة الجسر الى فقط 9000 طائف في الساعة، مع أهمية كفاءة إدارة دخول الحشود للجسر.

وفي المقابل فإن الفلم التوضيحي الأخير يشير إلى أن الجسر المؤقت (وبنفس مساحته الموجوده في الفلم التسويقي) سيرفع طاقة المطاف من 22000 إلى 35000 طائف، بمعنى أن طاقة الجسر المستهدفة إبتداء ستكون  13000 طائف في الساعة، مما يدخله نظريا عل الأقل في دائرة الخطر(بحسب السيناريو الثاني في الفلم التسويقي للجسر)، فأين الحقيقة؟ وهل هناك أي محاكاة مهنية فعلية لهذا العدد تم عملها وتمت مراجعتها من قبل خبير عالمي مستقل؟ وما هي نتائجها؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرفقات:

1-    الفلم التوثيقي التسويقي المعد من قبل المقاول:

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Le6SHfgt2es

2-    الفلم التوثيقي التوضيحي الذي بثه الإعلام السعودي:

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=RQkLUOCZ6hw

 ....................................



سماوية


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




زعيم منظمة بدر في تهديد مذهبي علني!!


ياسر الزعاترة



هادي العامري، هو الأمين العام لمنظمة بدر التي أصبحت سياسية بعدما كانت تنظيما مسلحا شكّل القوة الضاربة التي أثخنت في رموز النظام السابق من "البعثيين السنّة" على وجه التحديد، وهي أول من مارس الاغتيالات والتصفيات في الساحة العراقية بعد الاحتلال.

اليوم يُشغل العامري منصب وزير النقل (هو منصب يكفي للتكسب، فالمؤهل ليس شرطا عند المالكي)، وحين نستمع إليه، فإننا نستمع إلى واحد من رموز حكومة المالكي المهمين، والأهم أننا نستمع إليه بوصفه زعيم تنظيم مسلح تحول إلى سياسي؛ يتحدث بلغة مذهبية دون مواربة.

وكالة "رويترز" أتحفتنا بلقاء مهم مع العامري يتعلق في جوهره بمشاركة عراقيين في القتال إلى جانب نظام بشار؛ في ظل معلومات باتت مؤكدة عن مشاركة مقاتلين من منظمة بدر وعصائب الحق وحزب الله (العراق) وسواها من المنظمات في القتال، فضلا عن آخرين من دول عربية وإسلامية أخرى.

نتوقف عند حوار العامري لأنه الأكثر وضوحا في خطابه المذهبي، خلافا لغالبية المتحدثين من حلفاء إيران، والذين يكتفون بالسلوك المذهبي، من دون التورط في الخطاب المذهبي.

ولأنه كان كذلك، فقد تعرض كما يبدو لنقد من قبل بعض الدوائر الشيعية، فما كان من العامري إلا أن فرض (هل يجرؤ على تحديه أحد يسكن في العراق؟!) فرض على مراسل ومراسلة رويترز أن يعيدوا الحوار معه، وينشروه كاملا بنص طويل جدا لا تمنحه الوكالة لأوباما نفسه، وتم نشر الحوار بالفعل بصيغة "مصحح" بعد ثلاثة أيام من نشر الحوار الأول. ونحن هنا سنتعامل مع النص الأول، رغم أن الثاني لم يضف غير الكثير من الحواشي في سياق تبرير الموقف لا أكثر.

وفي حين اخترع حزب الله (اللبناني) مؤخرا ذريعة حماية ظهر المقاومة بعد أن توسل لبعض الوقت قصة حماية المقامات الشيعية، وقبلها حماية القرى الحدودية الشيعية اللبنانية، فإن العامري يبدو أكثر وضوحا في مذهبيته؛ ليس في تركيزه الكبير على المقامات، بل في حديثه عن حماية الشيعة في سوريا (لا يشمل ذلك العلويين الذي يصنفون كفارا في الفقه الشيعي التقليدي).

يبدأ العامري الحوار بأسلوب هجومي قائلا: "تريدون أن نظل جالسين. الشيعة يُعتدى عليهم ونحن نظل جالسين، وأنتم تساعدونهم بالمال والسلاح، وأمريكا تساعدهم (المقاتلين السنة) بالمال والسلاح". ثم يزيد الموقف وضوحا بالقول: "قبل أسبوع التقيت بنائب وزير الخارجية الأمريكي وقلت له بصراحة: نحن لا نشجع أحدا على الذهاب للقتال (في سوريا) ولكن بكل صراحة؛ إذا صار (تكرر) مثل هذا التعدي الذي حدث على القرية الشيعية في دير الزور، أو إذا لا سمح الله حدث تعدٍ على مرقد السيدة زينب سوف لن يذهب واحد أو اثنان بل آلاف، بل عشرات الآلاف من الشباب (الشيعة) سيذهبون ويقاتلون إلى جانب النظام (السوري) ضد القاعدة وضد من يدعم القاعدة".

يحشر العامري ما يجري في سوريا (عن قصد) في القاعدة، متجاهلا أنها ثورة شعب خرج يتصدى لطاغية وجَّه الرصاص إلى صدور أبنائه الذي خرجوا يطلبون الحرية والتعددية بشكل سلمي، ثم يقول: "أنا رفعت السلاح ضد صدام حسين أكثر من 20 عاما. قاتلت في الجبال والأهوار وفي كل المناطق. والله لو خيرت بين القاعدة وبين صدام حسين لقاتلت إلى جانب صدام حسين ضد القاعدة لأنه لا يوجد أسوأ من القاعدة".

لكن العامري يعرف أن القاعدة ليست عميلة لأمريكا، بل عدو لها، وبالتالي فإن ما يجري في سوريا ليس مؤامرة أمريكية، ثم إنه قاتل نظام صدام حسين، بينما كان على عداء مع أمريكا، ولم يقل أحد (بما في ذلك نصر الله) إنه عميل لها يومئذ، فلماذا تتهم الثورة السورية بالعمالة؟! هنا يجري القبض على العامري متلبسا بالتناقض الفاضح، لأن عداء أمريكا لصدام كان أكبر من عدائها لبشار.

العامري هنا، وفي هذا الحوار يفضح البعد المذهبي لوقوفه خلف نظام بشار، وإذا كانت القاعدة اعتدت على قرية شيعية في دير الزرو كما يقول، فلماذا كان يقف مع النظام منذ البداية قبل أن تطرح حكاية المراقد الدينية في سوق التداول السياسي؟!

العامري في هذا الحوار يفضح على نحو لا يقبل الشك البعد المذهبي للتحالف الإيراني الذي يساند بشار، لاسيما أنه هو نفسه من جاء على ظهر الدبابة الأمريكية إلى العراق، وهو آخر من يتحدث عن المشروع الأمريكي والصهيوني، أو عن مساعدة الغرب للثورة السورية، مع أنها مساعدة موهومة، إذ يعلم الجميع أن الغرب هو من ضغط طويلا ولا يزال من أجل منع السلاح النوعي عن الثوار.

يبقى أن إعلانه الحرب المذهبية على الأمة (التي يختصرها) في القاعدة لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ومن أفتوا بالجهاد في سوريا من العلماء ليسوا ناطقين باسم القاعدة، لكنهم قوم ردوا على العدوان بمثله، وإن تحفظنا على طبيعة الخطاب المذهبي الذي استخدموه دون حاجة لذلك؛ لأن المعركة هي لصد عدوان سافر، وليست معركة ضد الشيعة في العموم.
.............
الدستور الأردنية




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل





من تقسيم إلى التحرير: هل هو "ربيع عربي" تركي؟

د. العربي الصديقي


آخر تحديث : الأربعاء 19 يونيو 2013 13:44 مكة المكرمة

متظاهرون في ميدان تقسيم بإسطنبول يحتجون ضد حكومة حزب العدالة والتنمية التي يقودها رجب طيب أردوغان (الأوروبية)

يا له من مشهد بليغ! رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يذهب إلى بلاد المغرب العربي، مسقط رأس الربيع العربي. ولا مفر من تشبيه رحلة أردوغان إلى مملكة عربية برحلة بن علي وهبوط طائرته في المملكة العربية السعودية في 14 يناير/كانون الثاني 2011، ليُفتح بعده طوفان ثوري من "الرحيل" تجاوز حدود الوطن العربي.

إن ما تلا ذلك من تأكيدات على قوة الشعب تجلى حتى الآن في خط سير رحلة رائعة للربيع العربي غادرت من شارع بورقيبة في تونس إلى ميدان التحرير في القاهرة، عبر بنغازي، ثم المنامة وصنعاء ودمشق وصولاً إلى وول ستريت في نيويورك. وهذه المسيرة بشمولها الحركات الاحتجاجية الأخلاقية من "احتلوا وول ستريت" إلى "احتلوا حديقة غيزي" في تركيا تستدعي البحث فيها واستكشافها كي ننسج معًا سردًا نتعمق فيه حتى نحدد "صواعق التفجير" الخاصة بكل ثورة فضلاً عن الخصائص المشتركة التي دفعت اليوم بحراكات نابعة من قوة الشعب شبيهة بحراكات الربيع العربي إلى طليعة ديناميات التغيير في تركيا.

وتستدعي العوامل التي فجرت الاحتجاجات الشعبية في تركيا اهتمامًا خاصًا: الفضاء الاستبدادي وعبادة القائد الأوحد والليبرالية الجديدة ودينامية الشباب.

الفضاء الاستبدادي

في ظل الأنظمة الاستبدادية، في أي مكان، نجد أن جغرافيا المكان والمدينة وحتى الطابع المعماري هي ما يشكّل المواطنة. إن ما يحصل في تركيا مؤخرًا ليس ثورة مخملية. ومع ذلك، كانت حركة "احتلوا حديقة غيزي" الاحتجاجية في إسطنبول، كما هو الحال في الساحات العامة من الربيع العربي، فرصة لاستعادة الفضاء العام لغرض إعادة صنع المواطنة وإطلاق العنان للهويات الديمقراطية. ويمثل ذلك قوة الرمز الذي صنعه محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر/كانون الأول عندما أحرق نفسه أمام المبنى الذي يمثل السلطة المركزية في وضح النهار وأمام مواطنين عاجزين. وبفعله ذلك أثار قضية "ملكية" الفضاء العام؛ إذ إنه اختار حرق نفسه في وضح النهار مستخدمًا المكان الذي كان يعتقد أنه ملك للعامة وكان له كل الحق في بيع بضاعته فيه. وربما كان هذا هو السبب في أن ما فعله البوعزيزي لم يكن انتحارًا؛ فالانتحار عمل فردي خاص يتم في خفية عن أعين الناس. وهذه واحدة من الخصائص المشتركة للانتفاضات في الدول العربية وتركيا: جغرافيات المقاومة الهادفة إلى تحدي ليس فقط التصميم الاستبدادي للفضاء العام، بل أيضًا العودة بالشعب إلى الواجهة باعتباره صاحب السيادة.

كيف ينطبق ذلك على تركيا بشكل أكثر تحديدًا؟

كان المفجر للانتفاضة التركية هو رفض الشعب لإزالة حديقة غيزي التاريخية، والتي تعد بؤرة ساحة تقسيم، من خارطة المساحات الخضراء في مدينة إسطنبول. و"غيزي" حديقة عامة جميلة تضفي طابعًا خاصًا على هذه المنطقة ويعتز بها أهالي إسطنبول باعتبارها جزءًا من هوية مدينتهم الرائعة. ولذلك كان الغضب الشعبي فوريًا وعارمًا وواسع النطاق ومذهلاً. وأول من شعر بتداعياته قبل الآخرين كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يتزعمه. لم يواجه أردوغان تحديًا مثيلاً من قبل، وهو الذي لا يزال يُصوَّر بأنه مصلح ورمز لازدهار تركيا الاقتصادي منذ تولي حزبه السلطة في عام 2002. وقد وفرت قصة نجاح تركيا الاقتصادية لإدارته تحت قيادته، حتى أوائل يونيو/حزيران، جدار حماية ضد المعارضين العلمانيين الذين يعد سجل إنجازاتهم تافهًا بالمقارنة مع إنجازات رئيس الوزراء الإسلامي. وإلى حد ما، فإن أردوغان هو ضحية نجاحه الخاص، من حيث إن هذا النجاح ساعده على إعادة اختراع نفسه والتحول إلى رمز للقوة في السياسة التركية مفرطًا في الثقة بنفسه، بل وربما مغرورًا متعجرفًا كما يراه المدافعون عن حديقة "غيزي". وهذه الشخصية المنهمكة في مفهومها الخاص عن أهمية الذات هي التي أفقدته شعبيته عندما تحولت المسألة إلى سجال عام، وأدت إلى حشد الآلاف للتظاهر سعيًا لإنقاذ الأشجار في الحديقة ضد خطة "التحول" (وهو المصطلح المستخدم في الخطاب الحكومي) والهادفة إلى تحويل حديقة خضراء ساحرة في مكان مركزي إلى مركز للتسوق. إن ما يسمى "التحول" هو جزء لا يتجزأ من المشاريع الحضرية الضخمة لإعادة تصميم إسطنبول، ويهدف المشروع إلى إعادة بناء الثكنات العسكرية العثمانية من خلال خطة ذات شقين:

1. إقامة مركز تجاري كبير وبراق.

2. بناء شقق سكنية فاخرة داخل حديقة غيزي، أي إصدار حكم الإعدام حرفيًا على هذه المساحة الخضراء التي يرتادها الناس بكثافة ويعشقها سكان إسطنبول والسياح على حد سواء.

وبناء على ما ذكرناه أعلاه، خرجنا ببعض الملاحظات المنطقية، أولاً: كما في حالة حرق البوعزيزي لنفسه، عملت احتجاجات حديقة "غيزي" كصاعق، بل كسبب ونتيجة في نفس الوقت. كانت سببًا من حيث إنها سرعان ما تحولت إلى رمز لحشد وتوجيه الغضب الشعبي ضد السلطة المركزية. ثانيًا: كما في حالة الاحتجاجات العربية، لا يمكن عزل التظاهرات في حديقة "غيزي" عن التاريخ. ومن هنا برز الإحباط والسخط المتراكم إلى الواجهة فورًا. ولهذا الإحباط والسخط، كما سنفصل أدناه، جوانب كثيرة. وتشمل هذه مجموعة تصورات في ذهن العامة هي أن حزب العدالة والتنمية يقود السياسة التركية إلى الحكم المنفرد، وعجز المعارضة الحالية عن فرض وجودها من خلال تعبير أفضل عما يريده الشعب، تاركة المجال العام في يد أردوغان والبورجوازية فقط، سواء الإسلامية أو العلمانية، والتي استفادت من سياساته الليبرالية. وأخيرًا القناعة لدى العامة بأن إعادة تصميم الحيز العام ليتناسب مع مجموعة من المصالح المهيأة للاستفادة من "التحول" الذي يطول الحديقة، تنطوي عل تجاهل لرغبات فئة كبيرة صامتة من المجتمع التركي والذين عدّوا المشروع القشة التي قصمت ظهر البعير. بمعنى آخر، خرج الصامتون عن صمتهم ليعبّروا بقوة عن معارضتهم لسياسة من شأنها ليس فقط "تخريب" المساحات العامة، بل أيضًا حرمان الناس من مجموعة من الحريات بطريقة اعتبرها من في السلطة تحصيل حاصل. ولا تتعلق هذه الحريات فقط بالقوانين الصارمة لمنع العناق والقبل بين الرجال والنساء أو استهلاك الكحول في الأماكن العامة، ولكنها تتعلق أيضًا بنوعية الفضاء العام الذي يستحقه الناس في ظل نظام ديمقراطي. فمراكز التسوق والمباني السكنية الفاخرة التي لا يملك الناس الحصول عليها نظرًا لضعف قدراتهم الاقتصادية لن تعوضهم عن الحرية التي فقدوها في الجلوس مجانًا في ظلال أشجار أُزيلت من حديقة غيزي.

عبادة القائد الأوحد

عاد رجب طيب أردوغان إلى تركيا في الأسبوع الثاني من شهر يونيو/حزيران مثبتًا من جديد أنه لا يزال محط تملق واسع من قبل قيادات وكوادر حزب العدالة والتنمية. أردوغان ليس بن علي أو مبارك ويدين بمنصبه المستحق لصناديق الاقتراع لا البنادق. وقد بدأ ولايته التي استمرت عشر سنوات بانتخابات ديمقراطية عام 2003. عاد إلى الشعب في مناسبتين أخريين للحصول على ولاية جديدة في انتخابات حرة ونزيهة، وينسب إليه العديد أعمالاً بطولية في السياسية في تركيا: النجاح الاقتصادي، والكفاح ضد الدولة العميقة، وترويض الجيش المهيمن تاريخيًا، وتحقيق السلام مع الأكراد، وبطبيعة الحال، الأداء الاقتصادي القوي. أما خصومه فيجدون فيه كل عيب، بما في ذلك سجن المعارضين العلمانيين وبعض الانتهاكات لحقوق الإنسان والحريات العامة -وتشمل تلك القوانين التي فُرضت مؤخرًا لحظر بيع الكحول من الساعة العاشرة ليلاً وحتى السادسة صباحًا، وكذلك تحريم بيعها قرب المساجد وحرم المدارس، ومنع تبادل العناق والقبل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة. وبالنسبة لمنتقديه، يعد هذا هو الباب الخلفي لفرض الأخلاق العامة الشبيهة بالشريعة الإسلامية في بلد علماني متشدد يستمر فيه إرث الكمالية حتى بعد انتخاب الإسلاميين لتولي السلطة.

ولا ينقص أردوغان الكاريزما أو الروح القتالية، وهو لا يخلو من الغرور كذلك، وقد برز هذا الغرور في الطريقة التي ظل يتصرف بها منذ اندلاع الاحتجاجات في تركيا والتحدي الذي رد به عليها. فهو لا وقت لديه لـ"سياسة الشارع"، وربما هنا تحديدًا خسر بعض شعبيته عن طريق الظهور بمظهر المتعجرف غير المتأثر بما يشير به مقياس الرأي العام المباشر. ويظهر أردوغان دائمًا صحيح الجسم رياضي الهيئة طويل القامة واثقًا، وغربي النزعة بما فيه الكفاية فيما يتعلق بأسلوب لباسه ونظرته المستقبلية، وخاصة من حيث فكره الاقتصادي الليبرالي. وقد عوض عن رفض الاتحاد الأوروبي لعضوية تركيا من خلال الاستثمار البارع بطريقة تحلم دول الاتحاد الأوروبي الذي يطلق عليها (PIGS)، وهي البرتغال وأيرلندا واليونان وإسبانيا، بتحقيقها في المستقبل القريب.

ترك الرجل بصمته على السياسة التركية من خلال الإدارة المباشرة التي مارسها عندما كان عمدة لمدينة إسطنبول، ومن خلال التعامل المباشر مع المواطنين العاديين. ولكنه لم يعد يطبق هذا النهج، ربما لأنه كبر عن حجمه الحقيقي. هو من جهة يقوم بما هو مطلوب ليظهر صورة تركيا التي تطمح لتقف شامخة بين الدول؛ فهي تحتل اليوم المرتبة 17 بين أقوى الاقتصادات في العالم، وقد نما الناتج المحلي الإجمالي لبلاده لأكثر من الضعف. ومن جهة أخرى، فهو يعتمد في اجتماعات حزب العدالة والتنمية خطابًا تهديديًا ضد أولئك الذين يقفون في طريق مسيرة تركيا، وقد شكّل ذلك تهديدًا متناميًا لخصومه الأيديولوجيين وهم يرون في أقواله وأفعاله دليلاً على أنه حريص على السير وحده ووصم تركيا بعلامة الدولة الإسلامية ضيقة الأفق. وقد قطع أردوغان شوطًا طويلاً في ذلك الاتجاه كشخص يحمل قناعات إسلامية قوية عانى بسببها شخصيًا عندما أُودع السجن في عام 1999. وقد انتصر على الدولة العميقة التي كان يفترض فيها دائمًا وجود أياد خفية من الجيش تعمل على إيذاء أعداء الكمالية مثل الإسلاميين. ومع ذلك، فإنه قد انتصر من خلال طرق غيّرت تركيا بالتأكيد، وهي المزيد من التسامح مع الأقليات العرقية، وقبول الأكراد وصنع السلام معهم، والسماح لوسائل إعلام متنوعة بالتعبير عن مختلف وجهات النظر الأيديولوجية، والمواجهة مع مآسي الماضي، بما في ذلك اضطهاد العلويين، من بين أمور أخرى، ومحاولة تطبيق الدبلوماسية في حل المسائل المتعلقة بماضي الأرمن.

وعمومًا فإنه بالرغم من هذا البريق في حياته المهنية وسيرته الذاتية الطويلة الغنية بالإنجازات التي لا يستطيع زعيم إسلامي آخر التباهي بمثيلاتها، فإن أردوغان قد يكون أطال مكوثه كقائد مرحب به في السياسة التركية. وهذا هو الخيط المشترك الذي يربط احتجاجات الربيع العربي وتلك التي بدأت في ساحة تقسيم في تركيا في أوائل شهر يونيو/حزيران 2013. ربما يمثل أردوغان عبادة الشخصية التي نجمت عن النجاح السياسي واجتياز الاختبار الديمقراطي في انتخابات حرة ونزيهة. وعبادة الشخصية هذه، وحتى لو كانت عرضية جزئيًا، تشتبك مع لحظة من الرمزية الشعبية وبروز الشعب باعتباره محور العمل السياسي القائم على الاحتجاج. عشر سنوات في سدة الحكم في دولة ديمقراطية هي فترة طويلة جدًا في العصر الحديث؛ حيث الجماهير في كل مكان تطالب بتداول السلطة وضخ الدماء الشابة وتسعى إلى وجوه جديدة. فحتى أردوغان الرياضي الأنيق قد يكون شاخ في وعي المواطنين الأتراك. وسلوك أردوغان وغروره لم يكونا عونًا لزوجته أمينة التي تتمتع بسمعة بأنها أكثر لينًا منه، ومعروفة بأناقتها بالحجاب وتواضعها، وهي تناشد الملايين من الأتراك الذين منحوا الحرية ليتوقوا ويتحولوا إلى مسلمين في كل من المجالين العام والخاص، ليعكسوا وجهة عقود من تطبيق الكمالية المتشددة التي سعت إلى إعادة صياغة الهوية التركية على شاكلة الأوروبيين العلمانية. لم يعد قادة اليوم الرمزيون علامة فارقة في السياسة الحديثة، بل إن المواطنين في العصر الحديث يريدون لفترات حكم الساسة أن تكون "قصيرة وحلوة". قد تجبر الاحتجاجات في ساحة تقسيم أردوغان على التقاعد المبكر والتخلي عن الحكم. وبالتأكيد، سوف تعمل السياسة في أعقاب الاحتجاجات على تأجيج طموحات الكوادر الشابة والقيادات القادرة الذين أظهروا حتى الآن احترامًا وطاعة لأردوغان. إن طول البقاء في السلطة يمكن أن يضيق أفق القائد، وقد يكون هذا ما حدث بالفعل لأردوغان الذي اعتمد على دائرة مقربة من المساعدين والمستشارين من حزب العدالة والتنمية، مما أحاطه بأسوار حجبت عنه هموم أبناء الشعب العاديين الذين خرجوا منذ أيام في تظاهرات احتجاجية ليوجهوا له رسالة لا لبس فيها وهي إما أن يصلح الحال أو يدفع ثمن غروره، وهو التقاعد المبكر من السياسة.

الدوغماتية الاقتصادية الليبرالية الجديدة

يمكن للأيديولوجيا الإسلامية أن تعمل جنبًا إلى جنب مع الدوغماتية الليبرالية الجديدة. ومن هنا استطاع حزب العدالة والتنمية أن يدهش الذين ظلوا حتى فترة قريبة يرون في تركيا نموذجًا تقتدي به بلدان الربيع العربي الساعية للدمقرطة حديثًا. ويتساءل المرء ماذا يمكن أن نقرأ في برقيات "ويكيليكس" لو تسربت معلومات حول التعاملات التجارية للطبقة الرأسمالية وكيف تم تعزيز هذه الطبقة، بما في ذلك تلك التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم. هذا لا يعني أن الفساد منتشر، إنما هو مجرد تعليق على بناء إمبراطوريات الأعمال التي تطورت في ظل حزب العدالة والتنمية -في الغالب لصالح تركيا. وقد عقدت بعض من هذه الشركات في مرحلة ما صفقات تجارية تقدر بمئات الملايين مع إسرائيل. ولكن بغض النظر عن ذلك، فإن جوهر النقطة التي نطرحها هنا هو أن الإدارة الاقتصادية الإسلامية قامت عبر أكثر من عشر سنوات بربط تركيا بالاقتصاد الرأسمالي العالمي. والنتيجة هي اقتصاد ليبرالي جديد واضح وصريح، ومرتبط ولابد بجوانب استبدادية من حيث التوزيع، أدت إلى ثراء العديد، ولكن عددًا أكبر ازداد فقرًا. استطاع حزب العدالة والتنمية خلال أكثر من عشر سنوات قلب المصائب الاقتصادية التي حاصرت الإدارات العلمانية السابقة. ويجب أن يُعزى هذا النجاح جزئيًا وضمن سياق معين إلى مساعي تركيا لإرضاء الاتحاد الأوروبي والقفز من خلال "حلقته" إلى العضوية الكاملة، وهي المساعي التي تلاشت الآن تقريبًا، ليحل محلها خطاب معاد للاتحاد الأوروبي. كان هذا المخطط السابق لمسار الأمور يعني الالتزام الكامل بالنيوليبرالية الاقتصادية -أي اقتصادًا رأسماليًا متكاملاً يلبي القيم والمعايير الاقتصادية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكانت اثنتان من الركائز الأساسية التي بُنيت عليها هذه السياسة الثنائية: الخصخصة وتحرير الاقتصاد. تحسنت مؤشرات الفقر في الفترة ما بين 2003-2007 فقط لتتراجع مرة أخرى اعتبارًا من عام 2009، على سبيل المثال. وارتفعت قيمة الخصخصة أيضًا وفقًا للخطة. ومن عام 2003 إلى عام 2011، عندما فاز أردوغان بولاية ثالثة، كان حجم الخصخصة قد قفز من 405 مليون دولار إلى 5.9 بليون دولار. وكانت الشركات العامة والشركات الكبيرة التي تقوم عليها الدولة التركية منذ عقود من بين الأصول المبيعة للقطاع الخاص، ومن بينها شركة التبغ والمشروبات TEKEL، وشركات الإنشاءات والتبغ، وشركة HES العاملة في مجال سدود توليد الطاقة الهيدروليكية. هذا التحرير العدواني حرّض جزءًا من القوة العاملة ضد إدارة الخصخصة في الحكومة الإسلامية. وقد تكون هذه الأصوات التي لا تزال غاضبة بسبب المعارك التي لم يفوزوا بها أبدًا في ذروة الخصخصة، قد انضمت إلى احتجاجات تقسيم والساحات العامة التركية الأخرى من أجل التنفيس عن السخط المكبوت وخيبة الأمل.

دينامية الشباب

عنصر الشباب مهم عند البحث في أسباب الانتشار السريع للاحتجاجات في العديد من المدن التركية، وأجواء التضامن التي استطاع المحتجون خلقها وهم يحشدون للالتفاف حول جهود الدفاع عن حديقة غيزي. وفي الواقع، لم تكن روح العمل الجماعي أكثر وضوحًا من تلك التي جمعت مشجعي كرة القدم المتنافسين بضراوة في انسجام تام في ساحة تقسيم وأماكن أخرى. هؤلاء الشباب من مشجعي كرة القدم المعروفين بعدوانيتهم الشديدة -والمعتادين على مواجهة شرطة مكافحة الشغب ووابل الغاز المسيل للدموع الذي كان يستخدم لفض المعارك بين المشاغبين بعد كل مباراة- وضعوا خلافاتهم جانبًا وانضموا لمظاهرات ميدان تقسيم، جاعلين من أنفسهم دروعًا لحماية المحتجين من وحشية الشرطة. قبل الاحتجاجات، لا أحد كان يمكن أن يتصور مشجعي كرة القدم المتعصبين لأغنى وأقوى ثلاثة أندية في تركيا، فينار باتشه وغلطة سراي التركي وبيساكتاس، متحدين معًا في موقف واحد لدعم المتظاهرين وضد الحكومة.

هناك مشجعون لكرة القدم مُنعوا من مشاهدة المباريات بسبب العنف والسلوكيات العدائية المتبادلة بعد المباريات، وقد كان مشهدًا رائعًا رؤية السلم يتحقق بين مشجعي كرة القدم في ساحة السياسة -وكان المشجعون بقمصان أنديتهم قد أضافوا إلى ساحة تقسيم المهارة وروح الشباب والديناميكية والتنوع الجذاب، ويحمل ذلك رمزية لا يمكن أن تكون أكثر قوة. ومثلما نسي مشجعو كرة القدم المتنافسون خلافاتهم، بدا هكذا الموقف في ساحة تقسيم وموجات المحتجين تتضخم كل ساعة. ازدادت قوة من لا قوة له بفضل دينامية الشباب الذين لا يعرفون الخوف، وضربت عميقًا في قلوب أنصار حزب العدالة والتنمية الذين ربما نسوا بعد عشر سنوات أنهم ليسوا وحدهم وأن هناك "جماهير" غيرهم، من غير ناخبي الحزب، وأنهم يجب أن يُشرَكوا في المعادلة السياسية عند اتخاذ القرارات الكبرى مثل تصميم الأماكن العامة أو وضع خطط لبناء مراكز تسوق في مكان تقع فيه حديقة لها قيمة كبيرة في نفوس الناس. وقد كانت دينامية الشباب هي التي وحدت الجانبين الأوروبي والآسيوي من إسطنبول أيضًا.

في الأول من يونيو/حزيران، سار الآلاف من الشباب والشابات إلى حد كبير على طول شارع بغداد في الجانب الآسيوي لعبور الجسر المعلق الشهير وشق طريقهم إلى ميدان تقسيم. هذا هو التضامن الذي شجع الشباب الغيور والمدافع عن حريات معينة وجعل الناس في تركيا يتحدثون بصوت واحد: "ارفعوا أيديكم عن حديقة غيزي". وفي مشهد مماثل من الوحدة والحماس سعوا إلى السير إلى مقر رئيس الوزراء أردوغان. وأخيرًا، وعلى شاكلة حركات الشباب العربي من تونس إلى صنعاء، وظّف الشباب والشابات معرفتهم بتكنولوجيا المعلومات ودفعوا بمواقع الإعلام الاجتماعي -الفيسبوك وتويتر- إلى الصدارة وهم ينشرون المعلومات ويمارسون التعبئة والتنظيم. كانوا كأنهم يقرأون من نصوص احتجاجات الربيع العربي، فقام مستخدمو تويتر من خلال هاشتاغ مثل # occupygezi بفتح قنوات اتصال. وكان لا يمكن إطفاء روح التضامن والتحدي في مواجهة الوحشية والقسوة بواسطة خراطيم المياه من مركبات شرطة مكافحة الشغب. وعلى نفس المنوال، أطلع مستخدمو الفيسبوك البلد والعالم على الواقع من خلال بث لقطات حية وصور وشعارات ورسائل. لقد نجحوا في إنقاذ حديقة غيزي، ويمكن أن يكون هذا، بلا شك، بروفة للاحتجاجات التي ينبغي اتباعها في المستقبل.

خلاصة

أسبوع واحد هو وقت طويل في السياسة، كما يقال دائمًا. وقد أثبتت الانتفاضات في تركيا أن هذه العبارة إحدى البديهيات، فقبل أسبوع من ذلك كان حزب العدالة والتنمية الحاكم وزعيمه الكاريزمي ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يقدَّمان كـ"نماذج" للديمقراطيات الوليدة على إثر الربيع العربي. ما هو مؤكد هو أن أردوغان وحزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، لن يعودا كما كانا بعد احتجاجات ساحة تقسيم. لقد فُتحت صفحة جديدة في تاريخ ما يقال إنه الحزب الإسلامي الأكثر نجاحًا في العالم الإسلامي. قد لا يكون هناك خيار أمام حزب العدالة والتنمية إلا التخلي عن أردوغان ما لم يقم أردوغان بدفع حزبه إلى مزبلة التاريخ كما يقال. ومن الآن فصاعدًا، ليس أمام حزب العدالة والتنمية إلا "الإصلاح أو الفناء".

وعلى أية حال، قد تكون بذور الربيع التركي قد زُرعت في نفس المكان، أي حديقة "غيزي"، التي يعتزم حزب العدالة والتنمية دفنها. وللطبيعة وسائلها في النهوض من جديد بقوة لافتة للنظر، وقد اقتربت حديقة غيزي من دفن أردوغان وحزبه.
______________________________________
الدكتور العربي صديقي هو أستاذ بارز في جامعة إكستر، ومؤلف كتاب (الدمقرطة العربية: انتخابات بدون ديمقراطية)، مطبعة جامعة أكسفورد، 2009، و(البحث عن الديمقراطية العربية: الخطابات والخطابات المضادة (مطبعة جامعة كولومبيا، 2004.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا:

المصدر: مركز الجزيرة للدراسات

 

http://studies.aljazeera.net/issues/2013/06/201361995239799765.htm


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.