29‏/12‏/2012

[عبدالعزيز قاسم:2232] د.الصبحي:زيادة الرواتب وحلول ابداعية+خاشقجي مدافعا عن وزير العمل


1


زيادة الرواتب .. وحلول تتجاوز الإبداع!!

 

بقلم الإستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي

استشاري ادارة المشاريع التطويرية واتخاذ القرارات وحل المشاكل

أستاذ متقاعد مبكرا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران



 

يهدف هذا المقال الى توضيح 3 أهداف:

 

(1)  أن الدولة تستطيع مساعدة المواطنين دون أن تزيد رواتبهم.

(2)  أننا نتحدث عن التطور ولانتبع سبل التطور الصحيحة في بعض أمورنا.

(3)  أن اصحاب الافكار الفاهمين لمفاتيح التطور لايستطيعون التحدث علنا نظرا لتداخل الأمور بطريقة لاتسمح بالكلام العلني.

 

الهدف الأول: أن الدولة تستطيع مساعدة

المواطنين دون أن تزيد رواتبهم

 

لاحظنا جميعا أن هناك رغبات متكررة في زيادة رواتب المواطنين بمناسبة شفاء والدنا خادم الحرمين الشريفين، ويبدو أن الأمر مزيجا من الشائعات التي يطلقها بعض المواطنين من أصحاب العشم، وشائعات يطلقها بعض التجار ممن يرغبون في زيادة الأسعار بعد أن رفعوها بمناسبة قرار وزارة العمل الجديد، اضافة الى شائعات يقول أصحابها أن هناك نقاشات حول الأمر خلف الأبواب المغلقة.

 

قبل بضع سنوات أمر خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – بزيادة الرواتب في لفتة كريمة منه لابناءه واخوانه، وكنت مسافرا بين مدينتين، فأوقفت سيارتي لتغيير الزيت، ووجدت أن سعره قد أرتفع. وقال لي العامل:  أن الشركة التي تقوم بتوزيع الزيوت أتصلت بالأمس بعد أمر خادم الحرمين الشريفين وأبلغتنا شفويا أن الزيوت زادت أسعارها، وأغتنمنا الفرصة فرفعنا السعر رغم أن الزيت الموجود في المحل أشتريناه بالسعر القديم.

 

ولعل الجميع يلاحظ أنه بعد كل زيادة في الرواتب هناك ارتفاع في أسعار المواد الإستهلاكية. وبالتالي فإن استراتيجية زيادة الرواتب قد تكون سيئة اذا استمرينا في القيام بها، مع عدم قدرة وزارة التجارة على كبح الإرتفاع في أسعار المواد الإستهلاكية لأسبب لاتخفى على من يعلم ظاهر الحال .. وباطنه !!!

 

كلام كبير، ولذلك أحب أن أوضح أن الموضوع لايخلو من ابداع سوف أعود اليه بعد قليل.

 

الهدف الثاني: أننا نتحدث عن التطور

ولانتبع سبل التطور الصحيحة

 

أعتز شخصيا بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتميزها (الأكاديمي).  أما التميز البحثي فإنني لا أعتقد أن أي جامعة في المنطقة العربية تستطيع أن تنال اعجابي حتى الآن.

 

وعندما سافرت الى أمريكا مبتعثا فقد حملت اعتزازي بالجامعة معي.

ثم أكتشفت أن الأمر يحتاج الى ابداع أكثر مما يمكن توافره في مجتمعنا .. وجامعتي المتميزة !!

 

هذا الكلام بطبيعة الحال يغضب الكثيرين، ولذلك نحتاج الى شرح المعاناة التي لاقيتها كمبتعث متخصص في المشاريع التطويرية واتخاذ القرارات وحل المشاكل، إذ لم يكن الأمر هينا على الإطلاق.

 

لم أكن ابحث عن تعليم كتب، إذ يمكنني قراءة الكتب.  و 76% من المنشآت في العالم تخطيء في التطبيق، حتى مع وجود خطة.

 

بل أبحث عن استشاري دولي يرغب في نقل مالديه الي، وهو أمر مارسته على مدى 20 سنة .. سافرت الى الهند للتعلم من استشاري هندي ، وسافرت الى الولايات المتحدة وأوربا للتعلم ممن استطيع أن أتلقف من فمه مايمكن تلقفه.  

 

بالنسبة للأمريكي العتيد .. بدا لي الأمر سهلا، ثم أنتقل الى معاناة معه في سبيل نقل مالديه الي.

 

هو إبداع جاء مع الصياح، فقد كان يصيح دون شعور عندما يراني أقدم حلا تعيسا:

 

I do not pay you to come up with these stupid solutions.

يقصد: أنا لا أدفع لك لكي تأتي بهذه الحلول الغبية (بالمناسبة كان يدفع لي) !!

 

وكان يرفق صيحته بإبتسامة كبيرة تجعلني محتارا بين أن أغضب (وفي ذلك قلة حكمة لو حصل)، أو أن أصبر على الأذى والكلام الكبير حتى أتعلم منه، وأطبق له مايريدني تطبيقه، ثم يقول:

 

Can not you use these sleepy cells in your mind?!

ألا تستطيع أن تستخدم هذه الخلايا النائمة في دماغك؟

 

(وهذه الجملة الأخيرة تكررت على لسان استاذ التاريخ العراقي المتميز هو الأستاذ فاروق في ثانوية أحد بالمدينة المنورة، حينما قال: إن العرب أسرى للتاريخ وللخلايا النائمة في عقولهم، ولقوله هذا قصة ليس هنا مكانها).

 

ثم يحاول الإستشاري الأمريكي اصلاح مايمكنه اصلاحه، فيقول:

 

Please .. I know you can .. but because of your background and

culture you seem not to be able to do what I want you to do

 

يقول:  أرجوك (بلغة منكسرة تملأني حسرة وضحكا عليه) .. أعرف أنك تستطيع .. ولكن بسبب خلفيتك ومجتمعك فإنه لايبدو أنك قادر على القيام بما أرغب منك القيام به (كلام موجع!!)

 

هكذا هم يروننا. ولكي نخرج من هذا الوضع، فإن الأمر يحتاج الى كثير من الشرح الذي ليس مكانه هنا.  إنما دعنا نقدم بعض الأدلة البسيطة التي أتمنى همها بسهولة.  كان الرجل في الزمن القديم يقول لولده: أركب الجمل ياوليدي وأمشيء 12 يوم حتى توصل لفلان، واستنصحه. اليوم أنت تقدم النصيحة فتجد من يفت عضدها دون أن يفهمها.   هذه بعض الأدلة على حاجتنا لمراجعة أنفسنا اذا كنا نرغب في الإنطلاق نحو وضعية الدول المتقدمة.

 

الدليل الأول:

 

قبل 8 سنوات تم الإعلان عن مدينة المعرفة مع وعود بتوفير الاف الوظائف (كلام جميل).  

 

طلبت في مقال في جريدة المدينة في حينه تقديم مايثبت ذلك لسمو أمير المنطقة الأمير النبيل عبدالعزيز بن ماجد، ولم يحصل أي شيء حتى الآن.  وبعض الإستشاريين يقولون أن الأمر سينتهي الى مشروع عقاري لامعرفة فيه. الأمر ليس تدريب وليس محاضرات وليس محاضرا دوليا واعلانات ، الأمر أكبر من ذلك بكثير.

 

نحن بنينا مثلث بحثي تطويري Research Triangle بمساحة تتجاوز بكثير مالدى مدينة المعرفة في المدينة المنورة، ومع ذلك نجحنا؟ لماذا لم ننجح هنا؟ ألا يستحق الأمر الدراسة والتحليل؟ وكم علينا أن ننتظر لكي نخرج الى عالم المعرفة؟ وهل يكفي هذه التصريحات الصحفية التي توضح لقاءات لاتثمر عن شيء مفيد؟  وهل هؤلاء الذين يلتقون ويتحدثون قادرين على توفير ذلك "المفيد" الذي ترغب به الدولة للمجتمع؟  وكم من الوقت ينبغي أن نعطيهم اياه قبل أن نكتشف أنهم قادرين أو غير قادرين على تقديم مانريد؟

 

ونفس الأمر في حائل وغيرها. وقد كتب الكاتب عبدالله الجميلي تعليقا سريعا في مقاله اليومي بالأمس في جريدة المدينة المنورة لعل المهتمين يقرأونه ويحسون بإحساس المواطن، فليس مثل الجميلي في هذا الأمر، رغم أنني أعلم أن بعض الناس تغضب منه. ولكن (معليش عشان خاطر هذا الوطن أثقلوا على نفسكم قليلا حتى لاتتهمنا الأجيال القادمة بأننا لم نقدم لهم شيئا !!).

 

الدليل الثاني:

 

لايمكن تنويع مصادر الدخل بالطرق التي نتبعها.  كلام كتبته منذ 15 سنة في جريدة الإقتصادية.

 

بعد أكثر من 40 سنة لايزال النفط يشكل نسبة عالية من دخلنا الوطني، مع انكماش مستمر للطبقة الوسطى.  هناك مواطن خلل واضحة لايمكن أن تحصل لو لم يكن لدينا ممارسات خاطئة تحتاج الى اصلاح، وهي أخطاء لايرغب بها ولاة الأمر يحفظهم الله.

 

ولاينبغي أن يراها أي مسؤول مخلص يعرف أن ابناءه وأحفاده سيعيشون في المستقبل على الكفاف ان لم نخطط لهم اليوم بطريقة صحيحة.

 

الدليل الثالث:

 

لو تأملت أن الملك عبدالعزيز بقي في الكويت كحل مريح له ، خصوصا وأن الأسرة كانت مرتاحة في الكويت. ولو تأملت كيف لو أنه لم يفكر في الحل الإبداعي الذي يحتاج الى جهد في استرجاع الحكم، فكيف كان سيكون التاريخ؟

 

كم من المخاطر والمتاعب والإرهاق والسهر والتفكير الخ .. تعرض لها المؤسس لكي يوحد هذه البلاد؟

 

الأمر – كما ترى – لايخلو من تعب لكي نستريح ويستريح من يأتي بعدنا، فعل نحن على استعداد جميعا للتضحية من أجل أن نسلم بلادنا في أحسن حال لمن يأتي بعدنا؟

 

زيادة الرواتب

 

نفس الأمر .. إن زيادة الرواتب تبدو حلا مريحا للغاية بالنسبة لأي موظف (ويش رأيك نرفع رواتب الموظفين بمناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين) .. رغم أنه حل لاينفع بسبب ارتفاع الأسعار المستمر بعد كل زيادة في الرواتب ، والتجربة متكررة في هذا المجال .. والجميع يحس بها !!

 

ببساطة الموظف أعطى الدولة أسهل حل يفرح به القلوب.. وأتعس حل في نفس الوقت .. حل سيستغله التجار في رفع أسعارهم مما يجعل الزيادة لاقيمة فعلية لها.

 

والطريف أن الزيادة في أسعار التجار يقولون لك أنها "عالمية" .. أي في كل الدول، مع أنها لاتأتي إلا بعد زيادة الرواتب من قبل خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله !!  أضحكوا فإن "شر البلية مايضحك".

 

الدليل الرابع:

 

قبل سنوات كانت توجد شركة شبه حكومية في مدينة جدة قيمتها نحو 500 مليون ريال.

 

نصحت زميلي مديرها التنفيذي الذي تعينه شركة كبرى في المملكة بأن يفكر في حلولا غير الحلول التي تعود مجلس الإدارة عليها، وعملنا ورشة عمل لمدة يومين، لكنه لم ينجح في تنفيذ الأفكار. 

 

كان غير مقتنع، ويريد الحلول السهلة ، لأنه يظن أنه في منصبه بصفة مؤقتة، وهو يرغب في حلول سريعه.

 

واستمرت الشركة في الخسارة.  ولذلك تم بيع الشركة لاحقا على مستثمر آخر بقيمة 500 مليون ريال.

 

الهدف الثالث:  أن اصحاب الافكار الفاهمين لمفاتيح التطور لايستطيعون

التحدث علنا نظرا لتداخل الأمور بطريقة لاتسمح بالكلام العلني

 

أستطيع – كإستشاري – أن أعطيك قائمة حلول غير (زيادة الرواتب) تطول أو تقصر حسب السقف المتاح ، وتستطيع أن تزيد من خلالها رواتب المواطنين بطرق غير مباشرة بنسبة 20 أو 50 أو 100% دون أن يكلف ذلك الدولة ريالا واحدا.

 

درست واحدة من هذه الأفكار .. وهي أمامي الآن .  أعجبتني الفكرة، وكنت ارغب في كتابتها، إلا أنني تذكرت أنه لاتوجد أمة متطورة على وجه الأرض ، وعلى مدى التاريخ مارست هذه النقاشات العلنية حول التطور، بحيث يجد الإنسان نفسه في متاهة مع أحدهم لمجرد أنه داس على طرف ثوبه دون قصد في محاولة منه لتقديم حل يساعد الدولة في مساعيها.

 

في كل دول العالم وعلى مر التاريخ كان لابد من وجود خاصة يحملون رؤية صحيحة توجه الدولة في الإتجاه الصحيح بدل الصراعات والنقاشات العلنية التي لاتؤدي الى شيء. 

 

في كل دول العالم يكون النقاش سريا حينما تتداخل الأمور، وتحتاج الى موازنات تطفيء غضب هذا أو ذاك في سبيل ادخال الفرح الى قلوب المواطنين.  والأمر ليس صعبا على قيادتنا الرشيدة حينما تصلها الأمور بطريقة واضحة وجلية، فإراحة 20 مليون مواطن أمر يستحق المحاولة.

 

تمنياتي للجميع بالتوفيق.

 

الدكتور كمال الصبحي – المدينة المنورة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2


وزير العمل السعودي... «مو عاجب أحد»!



جمال خاشقجي

 *
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٢
أعترف بأنني كنت منحازاً الى وزير العمل السعودي المهندس عادل محمد فقيه عندما حاورته على شاشة تلفزيون «روتانا خليجية» مساء الإثنين الماضي، وكان الكثيرون يريدونني أن أنحاز الى الحملة الشعبية ضده، وأن أسأله لماذا يرفع كلفة العمالة الرخيصة التي أدمنّا عليها؟ ولماذا يريد للسعوديين أن يعملوا في وظائف يرونها «دنيا» بعدما سخّر الله عز وجل لهم بشراً يأتونهم من أطراف الأرض لخدمتهم «بتراب الفلوس».
بالطبع لم أفعل، بل زايدت على الوزير عندما قلت له: إن كنت تريد حقاً أن ترفع كلفة العمالة الأجنبية، فإن فرض رسم 200 ريال شهرياً فقط على كل عامل لن يؤدي الغرض، إنما عليك أن تزيد من هذه الرسوم، فلا تمر 5 أعوام إلا وقد خرج من المملكة 5 ملايين أجنبي على الأقل، فما قصة هذه «الرسوم» التي أثارت ضجة في السعودية، وجعلت وزير العمل أقل الوزراء شعبية وأكثرهم إثارة للجدل، فلم يجد من يؤيده غير نخب قليلة مثقفة، واقتصاديين مدركين لأهمية توظيف المواطن في الاقتصاد، مع قليل من رجال الأعمال الذين أدركوا خطر إدمان الاقتصاد السعودي على العمالة الأجنبية الرخيصة!
إنها 200 ريال فقط (53 دولاراً أميركياً) تفرض كرسوم شهرية على كل عامل غير سعودي، ويدفعها صاحب المنشأة التجارية، ويعفى منها لو وظّف عمالة سعودية مساوية للأجانب أو أكثر، وستذهب هذه الرسوم التي قدر أنها ستصل الى نحو 10 بلايين ريال لتمويل صندوق الموارد البشرية، وبرامج تدريب وتوظيف السعوديين الباحثين عن وظائف. إذاً هي صفقة جيدة، وتحالف مفيد للوطن بين رجل الأعمال والدولة. ليس تماماً، فمنذ أعلن فقيه عن مشروعه هذا وهو يتلقى الانتقادات الحادة من قطاع الأعمال، واتهامات بأنه يسعى فقط لجمع المال لتمويل برامجه المختلفة التي «ستدمر الصناعة السعودية وقطاع الخدمات وترفع كلفتها على المواطن» على ما صرّح غير رأسمالي سعودي أو كاتب عمود يؤيده، بل وتحالف رجال الأعمال في سابقة مع التيار السعودي المحافظ، والذي سبق له وصرّح علانية ليس بمعارضته فقط للوزير، بل حتى «كراهيته»، فهددوه بأنهم سيدعون عليه في الحرم المكي الشريف بـ «السرطان»، وذكّروه أنهم فعلوا ذلك من قبل مع سلفه غازي القصيبي «فهلَكَ بعد أقل من شهر»، على ما تجرأ أحد الدعاة، وقال بكل صفاقة خلال «جلسة مناصحة» مع الوزير الأسبوع الماضي، ولم يحتج على قوله السقيم أي من كبار أو صغار العلماء بعد، في تضامن معهود من هذا التيار المعادي للتنمية في المملكة.
أسباب «كراهية» التيار المحافظ لعادل فقيه مختلفة، وإن كانت متداخلة مع أسباب «بعض» رجال الأعمال، فهم مهووسون بمحاربة قرارات السماح للمرأة بالعمل، وقصر التشغيل عليها في متاجر المستلزمات النسائية، وقد اقتصر القرار حتى الآن على متاجر الملابس النسائية الداخلية لتمريره، ولكن التيار الديني يعلم أن «المستلزمات النسائية» يمكن أن تشمل عشرات المتاجر الأخرى، وقد تحالف معهم في ذلك «تكتيكياً» معظم تجار قطاع التجزئة الذين يفضلون توظيف «ذكر» أجنبي يقلّب للسيدات ملابسهن الداخلية، في تعارض صريح مع طبائع المجتمع السعودي المحافظ، ولكنه بالنسبة الى التاجر السعودي أقل كلفة من سيدة سعودية تحتاج إلى وظيفة، وتعمل بضعف الراتب وبساعات محدودة، وتتمتع بغطاء تأميني وفق أنظمة وزارة العمل، وكل ما سبق تكاليف إضافية يفضلون ألا يدفعوها! الاقتصاد وقواعد المحاسبة في زيادة الأرباح وتقليل الخسائر هو المحرك لهؤلاء لا الوازع الوطني والمصلحة الوطنية العليا التي يدندن حولها وزير العمل، أما بالنسبة الى التيار الديني، فالمهم عنده أن هذا «الذكر» يضمن له ألا تعمل المرأة في العلن.
التيار الديني لا تهمه أرقام عادل فقيه، مثل أن 85 في المئة من المسجلين في برنامج حافز الذي يسجل فيه العاطلون من العمل، والبالغ عددهم مليوني سعودي هم «نساء». هذه رسالة واضحة للتيار الديني أن خطابه المحتقن برفض عمل المرأة وتثبيطها عن ذلك فشل، فثمة 1.7 مليون سعودية يرغبن في العمل، وكثير منهن يفضلن العمل مدرسات، وبعضهن يردن عملاً وفق شروط رجال الدين، أي خالياً من عوارض الاختلاط مع الجنس الآخر، وحيث إن الاقتصاد هو الذي يحرك الناس وليس الوعظ البارد، فإن نصفهن على الأقل مستعدات للعمل في قطاع التجزئة مثلاً، وهو ما سيعارضه بشدة رجال الدين، فالحاجة إلى الوظيفة ودخلها هي ما يحركهن ويضغط على الدولة ممثلة في وزارة العمل. هؤلاء النسوة و360 ألفاً من الشباب السعوديين ومعظمهم بتعليم متواضع دون الثانوي، يشكلون 10 في المئة من الشعب.
بالطبع لا يخلو التيار المحافظ من حلول، فهو أيضاً «عنده حلول»، ولكنها لا تتفق وقناعات من درس «اقتصاد 101»، ناهيك عن وزارة المالية السعودية، فهم يقترحون راتباً لكل ربة بيت وهي جالسة في «البيت»! نعم هذه أفكارهم التي تقوم على نظرية: «الدولة الله موسع عليها، وبرميل البترول سعره فوق 100 دولار!».
من الضروري الإشارة إلى إصرار هذا التحالف الديني - الرأسمالي على أن القرارات هي «قرارات الوزير» وليس مجلس الوزراء، في محاولة منهم لدفع الوزير ووزارته في صراع التيارات السقيم، بينما الحقيقة أن كل قراراته هي تنفيذ لقرارات مجلس الوزراء الذي يترأسه ملك البلاد، بل إن ثمة سياسة رسمية معتمدة منذ أكثر من 10 أعوام تنص على ضرورة خفض عدد الوافدين (العبارة اللطيفة التي نطلقها على غير السعوديين) للنصف، بحيث لا يشكل مطلقاً أكثر من 20 في المئة من إجمالي عدد السعوديين، أي أن أقصى رقم يمكن أن يصل إليه الوافدون في المملكة هو 4 ملايين فقط، بينما الرقم الرسمي للأجانب المقيمين في المملكة هو 7.2 مليون، ولو أضفنا عائلاتهم والمقيمين غير الشرعيين فسيتجاوزون العشرة ملايين، ما يعني أن كل سعوديين اثنين يوجد أجنبي واحد يخدمهما، وهذا بالتأكيد وضع غير طبيعي، ولكن المشكلة أن كثرة من السعوديين يعتقدون أنه وضع طبيعي!
هؤلاء يصل عددهم إلى نحو نصف مليون سعودي، أكثر من ثلثهم (110 آلاف) لديهم منشأة تجارية، ولكنهم لا يوظفون أي عمالة، لا سعودية ولا وافدة، بينما يمكن أن يكون تحت كفالته الف أجنبي، وهؤلاء تضعهم وزارة العمل ضمن قائمة «المشتبه بمتاجرتهم في التأشيرات»، وهي بالطبع مخالفة صريحة لأنظمة البلاد، أما الثلثان الآخران (341 ألفاً)، فهم الذين يمارسون في الغالب جريمة أو مخالفة «التستر»، فهؤلاء لديهم منشآت تجارية لا توظف أي سعودي على الإطلاق.
«التستر» هو أن يعمل الأجنبي بحرية، مستخدماً اسم مواطن سعودي في مقابل مبلغ مقطوع. إن تلك المتاجر المنتشرة في كل أطراف المملكة، من ورش الحدادة والألومنيوم والنجارة والبقالات ومتاجر بيع أدوات السباكة والكهرباء والحلاقة، وقائمة طويلة لا تنتهي تدمر فرص الشاب السعودي في تأسيس عمل تجاري مماثل والكسب منه.
جلّ من تظاهروا واحتجوا أمام مكتب وزارة العمل أخيراً هم في الغالب من تلك الشريحة «المتضررة»، ذلك أنهم تعودوا على الوضع القائم طوال 30 عاماً، يرتاحون في بيوتهم، ويستقدمون عمالة أجنبية رخيصة تعمل لمصلحهم في مقابل مبلغ مقطوع من المال، بينما يعمل الأجنبي لمصلحتهم بحرية، يسيطر على السوق، ويفرض أسعاره وساعات عمله المناسبة. سيحولون هذا العام نحو 130 بليون ريال الى الخارج، ويطردون الشاب السعودي من السوق التي لم تعد تناسبه، وبينما يحاول وزير العمل رفع كلفتهم بزيادة رمزية - لا تزيد على 2 في المئة من كلفتهم الحقيقية - يحتج رجال الأعمال المستفيدون، والغريب أن يحتج معهم كثير من الشباب السعودي الباحث عن عمل والمتضرر... فلماذا؟


.................................
الحياة











 

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3

 

مشكلة واشنطن في العراق اليوم... المالكي

مشكلة واشنطن في العراق اليوم... المالكي
 




بقلم: حسين. ع / من واشنطن

بعد مقتدى الصدر واياد علاوي وصالح المطلك وطارق الهاشمي ومسعود بارزاني والأخوين النجيفي، يحاول رئيس حكومة العراق نوري المالكي تحييد وزير المالية رافع العيساوي، فيما يستخدم أجهزة الاستخبارات العراقية التابعة له لمراقبة تحركات منافسين محتملين من أمثال إبراهيم الجعفري وعمار الحكيم.

حتى مستشاره المقرب منه والناطق باسمه في الماضي القريب، علي الدباغ "رمى به تحت الباص"، على حد تعبير مصادر أميركية، "للتغطية على أعضاء في عائلة المالكي يبدو أنهم متورطون في فساد مالي ناتج عن صفقة أسلحة روسية لم تتم».

ويقول مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية تحدث  بشرط عدم ذكر اسمه أنه «صار يصعب على أي مسؤول اميركي التحدث مع اي سياسي عراقي من دون سماع شكاوى متواصلة من تصرفات المالكي، وأسلوب عمله، وتفرده بالقرار والسلطة، وتسخيره موارد الدولة، كالأجهزة الأمنية والإعلام الرسمي والأموال من أجل بناء زعامته ومحاربة خصومه، وتاليا القضاء على مؤسسات الدولة والعملية الديمقراطية».

والمعلوم أن اهتمام واشنطن بالشأن العراقي تراجع كثيرا في عهد الرئيس باراك اوباما، فحصرت إدارته مصالحها بالعراق بعدم تحوله مركزا لتنظيم «القاعدة»، وبعدم تشكيله خطرا على دول الجوار كما في عهد صدام حسين، وباستمرار -بل زيادة- تدفق النفط العراقي إلى السوق العالمية، وهو ما من شأنه خفض سعر النفط، ما ينعكس إيجابا على الاقتصاد العالمي، وخصوصا الأميركي.

ويبدو أن المالكي أدرك مبكرا أن تدفق النفط العراقي يتصدر أولويات اوباما "وهو يتصدر أولويات المالكي كذلك، إذ يمنحه واردات كبيرة يحولها إلى مال سياسي يبني بها زعامته»، على حد قول المسؤول الأميركي.

تدفق النفط العراقي، الذي تخطى المليوني ونصف المليون برميا يوميا ومن المتوقع ان يبلغ سبعة ملايين مع نهاية العقد الحالي فيصبح العراق ثاني اكبر دول منتجة للبترول في العالم بعد السعودية، يزعج إيران، إذ يخفف من وطأة المقاطعة الدولية لنفطها بموجب العقوبات المفروضة بسبب برنامج طهران النووي.

"زيادة إنتاج النفط العراقي يزعج طهران، ما يعني أن المالكي ليس بيدها»، هي عبارة غالبا ما كررها أعلى مسؤول في إدارة اوباما يشرف على الملف العراقي، انطوني بلينكن، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس جو بيدن.

"بلينكن" يتطلع اليوم إلى منصب آخر في إدارة اوباما الثانية، وهو كان من المرشحين ليخلف مبعوثة أميركا في الأمم المتحدة سوزان رايس لو قيض للأخيرة أن تصبح وزيرة للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون.

مع تراجع دور بلينكن ودفاعه المستميت عن المالكي، وجدت إدارة اوباما نفسها من دون حلفاء ذوي وزن في العراق، باستثناء بارزاني.

وما زاد في أزمة واشنطن العراقية أن المالكي، لا يوغل في «التخبيص» داخليا فحسب، بل إقليميا كذلك، فهو يسمح لطائرات إيرانية محملة بالسلاح بالمرور عبر المجال الجوي العراقي في طريقها إلى قوات بشار الأسد في سورية، والمالكي في حال عداء شديدة مع ابرز حلفاء أميركا في المنطقة رئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان، وعلاقته بالمملكة العربية السعودية في أسوأ حالتها، وباستثناء الكويت والأردن، يندر أصدقاء المالكي الشرق اوسطيون.

وأخيرا، وردت تقارير إلى العاصمة الأميركية تفيد أن كلا من طهران ودمشق تستخدمان المصرف المركزي العراقي والمصارف العراقية عموما من أجل الحصول على نقد أجنبي وتجاوز العقوبات المفروضة على النظامين.

وهذه المساندة العراقية لإيران وسورية أدت إلى ضغوط على الدينار العراقي، ما دفع بحاكم المصرف المركزي سنان الشبيبي إلى التدخل لمحاولة إبعاد بغداد عن الورطة المالية الإيرانية والسورية. على اثر ذلك، قام المالكي منفردا، بإخراج الشبيبي من المصرف «بعدما فبرك له تهما مالية»، حسب المصادر الأميركية.

لكن المسؤول الأميركي قال إن إخراج الشبيبي «لم يكن كافيا للمالكي، فرئيس حكومة العراق يمسك بحقيبتي الدفاع والداخلية وسائر الأجهزة الاستخباراتية والأمنية، وهو يسيطر على وزارة النفط عن طريق حليفه ونائبه حسين الشهرستاني، ويدير سياسة خارجية من دون المرور بالوزير هوشيار زيباري، وكل ما يحتاجه لبسط سلطته كاملة هو الاطباق على موارد الدولة المالية بعيدا عن أي رقابة، لذا أُخرج الشبيبي، وأرسل قوات تابعة له للقبض على أفراد في حماية وزير المالية رافع العيساوي بهدف إخراجه من البلاد كما فعل قبل أشهر مع نائب الرئيس طارق الهاشمي».

وأضاف: "هذه المرة يبدو أن المالكي قضم لقمة أكبر مما يتسع فمه. فتكرار سيناريو الهاشمي مع زعيم سني آخر يبدو أنه القشة التي قصمت ظهر البعير، وأظهرت المالكي كديكتاتور جديد يسعى الى بناء حكم منفرد بالتخلص من معارضيه وفبركة اتهامات لهم".

وأوضح المسؤول الأميركي أن «المهمة الأولى لمن يخلفون بيلنكن هي البحث عن حلفاء لواشنطن بدلا عن المالكي». وتابع أن «(كتلة) العراقية (البرلمانية) تبعثرت سياسيا، وباستثناء الكرد، لا توجد كتل برلمانية ذات وزن إلا الصدر وتياره، والعلاقة مع هؤلاء معقدة وهناك الكثير من التاريخ السيئ بيننا وبينهم».

وقال المسؤول الأميركي إن «أميركا تبحث عن حلفاء عراقيين، لأن إيران تعمل بجد لانتشاء حزب الله آخر في العراق، وهو ما نراه يحدث في علاقة (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم) سليماني مع تنظيم عصائب أهل الحق».

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن تنظيم «عصائب أهل الحق» بقيادة قيس الخزعلي يواجه صعوبة في الفوز بتأييد شعبي عراقي، خصوصا بوجود منافسهم التيار الصدري الذي يتقدمهم شعبية كثيرا.

وأضاف: "مقتدى الصدر أظهر نضوجا عبر نبذه العنف وحصر نشاطه بكتلة الأحرار البرلمانية التابعة له، وتواصله مع التيارات العراقية الأخرى مثل الكرد والسنة في الأنبار".

من يخلف المالكي صديقا لواشنطن في العراق إلى جانب الكرد والسنة؟ الولايات المتحدة تبدو في مرحلة استدراج عروض، ويبدو أن ضخ النفط العراقي وحده لم يعد يكفي، وواشنطن صارت بحاجة إلى سياسيين يتمتعون بحكمة أكبر وبشعبية أكثر.

.........

العصر

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



ضعاف النفوس والعقيدة يثيرون بلابل البسطاء من الناس الغافلين عن الكتاب والسنة

تحديد قيام الساعة مسخ من القول وجدل ومماراة


نجيب يماني





 نجيب عصام يماني



كثر اللغط في الآونة الأخيرة حول قيام الساعة وتحديد وقوعها باليوم والليلة وهذا مسخ من القول ظاهره السقط والبطلان، يثيره ضعاف النفوس والعقيدة بين فترة وأخرى يثيرون به بلابل البسطاء من الناس الغافلين عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في هذا الشأن. فإن هذا القول في تعارض واضح وجلي بحشد من الآيات التي تنص بدلالات قطعية على خصوصية هذا الوقوع بعلم الغيب الذي هو من خصوصيات الألوهية، كما قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث) وقال تعالى: (يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله). 
بل إن القول بتحديد قيام الساعة باليوم والليلة ونحو ذلك هو من أبواب الجدل والمماراة، كما ذكره الألوسي في المعاني 4/52 وقد قال سبحانه وتعالى في حق هؤلاء (إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال مبين).

ولقد ورد العديد من الآيات في قرب قيام الساعة أو وقوع دلائلها وعلاماتها كما قال تعالى: (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا..) وقوله تعالى: (وما يدريك لعل الساعة قريب) وقوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر).
وفي وقوع دلائلها وعلاماتها قوله تعالى: (فهل ينظرون إلى الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها..). وقال عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل كما رواه مسلم (59): (أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان..).
ومن دلائلها أيضا قوله تعالى: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس). 
ومع ذلك فإن وقت وقوعها لا يزال مبهما وغير معروف ولا حتى بالتقريب فإن في قوله تعالى: (وما يدريك لعل الساعة قريب) لا يشتمل النص على ما هو المراد بالقرب، هل هو ألف سنة أو ألفين أو عشرة آلاف، من وقت نزول هذا القول في القرآن، وهل هذا القرب بحساب البشر أم بحساب الله سبحانه وتعالى؟. وقد قال سبحانه وتعالى: (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون). 
فلو أمهل الله سبحانه وتعالى عباده بعد ختام الرسالات برسوله محمد عليه الصلاة والسلام مائة يوم، فإن هذا بحساب رب العالمين يساوي مائة ألف عام.
وإن كان هذا القرب بحساب البشر فليس هناك ثمة معيار فإن الفترة ما بين نزول آدم عليه السلام وبعثة نبي الله نوح عليه السلام نحو سبعة آلاف عام وبين نوح عليه السلام وإبراهيم نحو ستة آلاف عام وبين إبراهيم عليه السلام وموسى نحو أربعة آلاف عام وبين موسى وعيسى عليهما السلام نحو ثلاثة آلاف عام، وبين عيسى عليه السلام ومحمد عليه الصلاة والسلام نحو 600 عام. فليس ثمة معيار ولا علاقة بين أحداث الأمم وقيام الساعة. أضف إلى ذلك أن هناك أمما من البشر كانت تعيش على وجه الأرض قبل نزول آدم عليه السلام، كما قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وكان هذا قبل خلق آدم وقبل نزوله إلى الأرض. وهذه الأمم تدخل في حساب الآخرة وقيام الساعة أن أرسل الله إليهم الرسل كما قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وما ذكر في القرآن أو السنة من علامات وقوع الساعة إنما هي نصوص لا تفيد القطع واليقين ولا يعلم ما المراد بها ففي قوله تعالى: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت) فيها معاني قرب الساعة إذا ما أخذ في الاعتبار ما توصلت إليه الحضارات البشرية في أيامنا هذه وأصبح وجه الأرض لا سيما في الليل مضيئا مشرقا تنبعث منه علامات الزخرف والزينة كما جاء في الآية ولكن الجزء المتبقي من الآية وهو غاية في الأهمية ويشمل اعتقاد البشر في مقدرتهم على التحكم في سرعة دوران الأرض حول نفسها أو حول الشمس ونحو ذلك، وهو ما جاء في قوله تعالى: (وظن أهلها أنهم قادرون عليها) فهذا الجزء من العلامات لم يقترب بعد ولكن للعلماء الفيزيائيين وأهل العلوم الفلكية في أيامنا هذه دلائل على سير الأرض بل والمجموعة الشمسية بأكملها نحو الانحلال والدمار.
من ذلك أن القمر لم يزل في تباعد مستمر بمعدل 3.75 سنتيمتر سنويا عن سطح الأرض، كما تم رصده وحسابه على سطح شاشات أشعة الليزر التي وضعها الفلكيون على سطح القمر عند أول نزول للإنسان عليه واستمرار هذا الابتعاد يجعل القوة الجاذبية للشمس على القمر كل يوم أكبر فأكبر حتى يضمحل ارتباطه بالأرض فيخرج من مداره وتبتلعه الشمس كما قال تعالى في وصفه لأول أحداث يوم القيامة: (فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر) وإذا ابتلعت الشمس القمر انفرط على الفور كل نظام المجموعة الشمسية وتبدأ الأرض في زيادة سرعة دورانها وهذا يعمل على تكسير القشرة الأرضية وخروج الحمم من باطنها ويتبعها الزلازل المتواصلة ومن ثم دمار الكرة الأرضية بأكملها كما قال تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها) ولكن مع كل هذا التطور والبحوث البشرية في دقائق حركات هذه الأجرام السماوية إلا أن الجهل لا يزال يخفي وراءه الوقت الذي تبدأ فيه هذه الأحداث وأولها خروج القمر عن مداره وابتلاع الشمس له. فإن القمر الآن تحت قوى جاذبية الأرض له وجاذبية الشمس وكل يوم يقل ارتباطه بالأرض ويزداد بالشمس ارتباطه والله سبحانه علام الغيوب لديه العلم بوقت هذا الحدث وهو إذا وقع فإنما يقع في لمح البصر كما قال تعالى: (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب).
فاكس/ 6975040
E. Mail: nyamanie@hotmail.com
 
 



 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5



مشاركات وأخبار قصيرة


 

السعودية تتجه لإغلاق فضائيات "الفتنة الطائفية"



 عبد العزيز خوجه أشار إلى أن هناك ضوابط جديدة ستعزز الوحدة (الجزيرة-أرشيف)
أعلنت السعودية عزمها إغلاق القنوات الفضائية التي يثبت تعمدها إثارة الفتنة الطائفية والتفرقة العنصرية في المجتمع. وقال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة -في بيان نشر اليوم الجمعة- إن ضوابط جديدة ستعتمد قريبا، لمكافحة "قنوات الفتنة والتفرقة"، مشيراً إلى أن الفضائيات التي تنحو هذا النحو ستغلق فوراً.
وأشار خوجة إلى أن وزارته "ترفض تلك الممارسات العنصرية، ولن تتساهل مع القنوات الفضائية التي تدعو للكراهية والتفرقة"، مؤكداً على "متانة الوحدة الوطنية والتعاون في المجتمع السعودي".
يشار إلى أن وزير الثقافة والإعلام السعودي أصدر في مارس/آذار الماضي قراراً يقضي بإغلاق إحدى القنوات السعودية بعدما تعرّضت في أحد برامجها لشريحة من المواطنين في نجران جنوبي المملكة.
المصدر:وكالات


////////////////////////////////////////////////////





تركيا تتهم إيران باستغلال ورقة الأكراد ضدها


مفكرة الاسلام: تصاعدت حدة التوترات بين تركيا وإيران على خلفية الاتهامات المتبادلة لدعم طرفي الصراع في سوري، وازدادت وتيرته بعد الاستياء التركي من معلومات واردة عن دعم إيران لحزب العمل الكردستاني الذي يتصارع مع الجيش التركي منذ الثمانينيات.
وفي حديثه للشرق الأوسط ذكر مسئول رسمي تركي أن بلاده تستاء من استخدام ورقة كردستان للضغط على تركيا جراء دعمها للمقاومة السورية ضد نظام بشار الأسد.
وصرح المصدر التركي أن مصادر موثقة قد وردت للقيادة التركية عن وجود معسكرات تدريب للتنظيم الكردي في الأراضي الإيرانية، بالإضافة إلى أن مصابي المواجهات مع تركيا من الجانب الكردي يتلقون العلاج في المستشفيات يتلقون العلاج في المستشفيات الإيرانية، الأمر الذي يعكس الدعم القوي للحزب ضد تركيا.
يذكر أن تركيا من أكثر الدول دعمًا للشعب السوري في صموده ومقاومته للنظام الأسدي، وتتخذ موقفًا واضحًا بذلك الشأن على صعيد الحراك الدولي أو الدعم المادي للشعب السوري، واستقبال اللاجئين.
وعلى الجانب الآخر تورطت إيران في إرسال مجموعات قتالية من الحرس الثوري الإيراني لمساندة نظام الأسد، بالإضافة للدعم المالي والمادي، والوقوف بجانبه في المحافل الدولية، الأمر الذي أضرم نيران التوتر بين البلدين، وازداد في الآونة الأخيرة بسبب قيام حلف شمال الأطلسي بنشر بطاريات باتريوت على الحدود التركية مع سوريا للتصدي لصواريخ النظام السوري التي تنطلق على المقاومة وتنال  الأراضي التركية، وذلك بناء على طلب حكومة أنقرة.



/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////



مصر ... تحقيق مع البرادعي وموسى وصباحي في «التحريض على قلب نظام الحكم»

 

عاجل - ( وكالات )
عمد النائب العام المصري، طلعت عبد الله، إلى انتداب قاض من وزارة العدل، للتحقيق مع قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي، في اتهام موجه إليهم بـ «التحريض على قلب نظام الحكم»، بموجب بلاغ كان قد تقدم به محام في وقت سابق. ومن شأن هذا الإجراء أن يضاعف من مظاهر التأزم الحادث في مصر.

وفي الأثناء، عقدت الجمعية العمومية للمحكمة للدستورية العليا في مصر، أمس، اجتماعاً لمناقشة تداعيات إقرار الدستور في الاستفتاء العام، وقال مصدر قضائي مصري، أمس، إن الرئيس محمد مرسي سيعيد تشكيل هيئة المحكمة، وفقاً للدسـتور الذي أقـر، حيث سـيصدر قانوناً بإعادة تشكيلها من أقدم 11 مستشاراً فيها، فيما يعود ثمانيـة مستشارين إلى أعمالهم السابقة، ذلك غداة إرسال الجمعية العمومية للمحكمة محضر اجتماعها إلى مرسي، تمهيداً لإصداره قراراً جمهورياً بإعادة تشكيل المحكمة، وفقاً لما انتهت إليه جمعيتها العامة تنفيذاً للدستور الجديد.

والتزمت المحكمة الدستورية بما نص عليه الدستور، بعدما كانت عقدت جمعيتها العمومية، أول من أمس، وأقرت بعودة الأعضاء المستبعدين من التشكيل الجديد، بحيث يكون عدد الأعضاء 10 بالإضافة إلى الرئيس.

وفي موضوع آخر، أمر النائب العام، طلعت عبدالله، بنقل الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، من سجنه إلى مستشفى المعادي، إثر تدهور مفاجئ في صحته.


 

///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////// .

 


«أبو الفتوح» يشيد بخطبة «القرضاوي».. ويؤكد: المصريون لا يتصارعون على «الدين»

1
10711986-large
قال الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح رئيس حزب مصر القويه ان مصر تحتاج الي حوار جاد حول قضايا الوطن، مؤكدا ان"المصريون لا يتصارعون علي الدين، وانه لا يوجد حاكم او حزب معصوم".
واثني ابو الفتوح في تغريده له اليوم الجمعه علي موقع "تويتر"، علي خطبه الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد العلماء المسلمين التي القاها اليوم في صلاه الجمعه.
وكان القرضاوي دعا في خطبه الجمعه من داخل مسجد الأزهر الشريف، جميع الطوائف في مصر للحوار، قائلا:"علينا ان نلتفت للمصالح العليا للوطن والتي لن تتحقق الا بالحوار"، موضحا ان العلمانيين والليبراليين في مصر ليسوا كفارا ولا ملحدين ويجب ان نفتح معهم حوارا يحقق وحده الوطن.

ا

------------------------------------------



'حريات الأطباء' : موقف الإمارات من الثورة أحد اسباب القبض علي أطباء مصر

4
10712703-large

صرح الدكتور عبد الله الكريوني رئيس لجنه الحريات بنقابه الاطباء في تصريحات لصدي البلد بان النقابه ستقوم بتحديد لقاء مع وزير الخارجية بحضور الدكتور خيري عبد الدايم نقيب الاطباء وذلك للوقوف علي اسباب القبض علي الاطباء الثلاثه والذين تم اعتقالهم بالامارات
واشار الكريوني الي ان النقابه تواصلت مع اسره احد هؤلاء الاطباء وتبين انه اثناء خروجه من المطار للوصول الي مصر استوقفته قوات الشرطه الإماراتيه بالمطار ورفضوا خروجه من البلاد ,وفي المساء تم مداهمه منزله والقبض عليه والاستيلاء علي جهاز الكمبيوتر الخاص به .
واكد الكريوني ان هذا الاعتقال تم بدون اسباب واضحه لافتا الي ان النقابه بعد ذلك فوجئت بان الامر نفسه حدث مع طبيبين اخرين وحاليا هم معتقلون بالسجون الاماراتيه.
واوضح الكريوني بان النقابه ستتخذ كافه السبل التصعيديه من وقفات احتجاجيه امام سفاره الامارات ومخاطبه السفير الاماراتي للمطالبه بالافراج عن الاطباء او الافصاح عن اسباب القبض عليهم مضيفا "انه من الممكن ان يكون موقف الامارات من الثوره المصريه احد اسباب القبض علي الاطباء محذرا من سوء العلاقات بين الشعبين بسبب هذه الممارسات الغريبه".


///////////////////////////////////////////////////////////////////



60 مليارا لتنفيذ شبكة قطارات في العاصمة المقدسة

مكة المكرمة: علي العميري      



صدرت الموافقة على اعتماد 60 مليار ريال لتنفيذ شبكة قطار داخل العاصمة المقدسة، ترتبط بقطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين الشريفين لتسهيل الوصول إلى الحرم الشريف.
وكشف وكيل أمانة العاصمة المقدسة المساعد للمشاريع، ورئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية للحرم الشريف المهندس عباس قطان، أنه تم اعتماد 60 مليارا لتنفيذ شبكة قطارات العاصمة المقدسة، وأن العمل انطلق لإيجاد 4 محطات للقطار، الأولى في منطقة أجياد أمام فندق الشهداء، والثانية في جبل المدافع، والثالثة في منطقة الغزة بشعب عامر، والأخيرة في منطقة المسفلة، وأشار إلى أنه سيتم نزع ملكية 1800 عقار لصالح هذه المحطات الأربع،
وأوضح قطان أن لجنة تقدير العقارات المشكلة من إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة وفرع وزارة العدل وفرع وزارة المالية وعقاريين من أصحاب الخبرة، انتهت من تقدير عقارات شعب عامر بعد الانتهاء من إجراء الرفع المساحي لها، وتم تعميد شركة الكهرباء لفصل التيار الكهربائي عن هذه العقارات، وأضاف أن الشركة بدأت في فصل التيار الكهربائي، ولكن تبين أن عددا من المنازل في حي الملاوي يتم تغذيتها بالكهرباء من محطة شعب عامر مما يستدعي إيجاد محطات بديلة لإيصال التيار الكهربائي للمنازل في حي الملاوي بدلا من المحطات الحالية.
وبدأت شركة الكهرباء في توفير محطات بديلة للبدء في فصل التيار الكهربائي عن منازل شعب عامر.
وأشار قطان إلى أن لجنة تقدير العقارات بدأت تقدير عقارات جبل الكعبة، وستبدأ خلال أسبوعين تقدير عقارات منطقة أجياد تمهيدا لفصل التيار الكهربائي عنها، موضحا أن العقارات تم اختلاؤها من السكان والتنبيه على أصحابها والمستثمرين بعدم التعاقد مع أي شركات عمرة أو حج لأن العقارات سيتم إزالتها لصالح مشروع القطار.
وعن شكوى بعض أصحاب العقارات من التأخر في صرف التعويضات خاصة وأن بعضها عائدة لعدد من الورثة، أوضح قطان أن جميع مبالغ التعويضات متوفرة، وسيتم صرفها فور الانتهاء من الإجراءات المتبعة، ولكن بعض الصكوك لم تدون بها أطوال الأضلاع "الذرع"، ولذلك لم تصرف التعويضات لأصحابها، وأكد أن هذه العقارات تشكل نسبة قليلة مقارنة بعدد العقارات التي تم نزعها لصالح مشروعات الساحات الشمالية والمشروعات التكميلية لها، مشيرا إلى أنه تمت دعوة أصحاب العقارات لتقديم صكوك إثبات الملكية لإكمال إجراءات صرف التعويضات لأصحابها.


/////////////////////////////////////////////////////////////////



الرئيس المصري يبكي.. ويعانق مصلياً



28 ديسمبر 2012، آخر تحديث 06:23



بكي الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي خلال خطبة الجمعة اليوم، بمسجد القدس في التجمع الخامس بالقاهرة، فور سماعه آيات من القرآن الكريم من إمام المسجد.
وصلى نجل الرئيس الأصغر عبدالله إلى جواره، وحاول أحد المصلين تجاوز الصفوف والوصول إلى الرئيس إلا أنه تم منعه من جانب الأمن، إلا أن الرئيس أمر الأمن بالسماح للمصلي ليصافحه، فوصل إليه وعانقه. وفور خروج الرئيس ترددت هتافات مؤيده له مثل: "ربنا ينصرك"، وطالبه المصلون بأن يلتفت للشعب، ويهتم بالأمن.
................
الجزيرة السعودية

///////////////////////////////////////////////////////////////////



سعوديون يمطرون تويتر بـ 16 ألف تغريدة للمطالبة بمجلس شورى منتخب



لجين حسن – (أنحاء) :-

كثف مغردون سعوديون على تويتر مطالباتهم بمجلس شورى منتخب، وشهد يوم أمس الجمعة نشاطا ملحوظا في وسم #مجلس_شورى_منتخب بمشاركة عدد كبير من الدعاة والمثقفين والناشطين، ووصل عدد التغريدات الى أكثر من 16 ألف تغريدة، حتى ساعة اعداد التقرير (الثالية فجر السبت).

وشددوا على أهمية أن يكون المجلس ذو صلاحيات واسعة، وأن تخضع عمليات الانتخابات لرقابة صارمة، حتي يقوم المجلس بدوره ولا يلقى مصير المجلس الحالي.

وقال الدكتور سلمان العودة مغردا "مجلس شورى منتخب هو خطوة إيجابية في طريق طويل بعدها يشعر الناس أنهم شركاء في الربح والخسارة ويتحملون مسؤوليتهم"،

وأضاف : توسيع الدور الرقابي لمجلس الشورى لا يقل أهمية عن كونه منتخباً ومجلس شورى الحجاز في أول عهد الدولة السعودية كان منتخباً.

ومن جانبه قال الدكتور محمد العبدالكريم : أثبت المجلس المعين على مدى 19 سنة فشله، بدليل تزايد معدلات البطالة والفقر والقهر هل الدولة بحاجة للمزيد من الإثبات.

وشارك الكاتب خلف الحربي في الهاشتاق قائلا : المشاركة الشعبية في القرار الوطني هي الأمل الوحيد لتفادي الأعاصير والفتن التي تعصف بالمنطقة.

وقال الداعية عوض القرني في نفس السياق : سيشعر الناس جميعا بأنهم شركاء في تحمل المسؤلية ويحقق التماسك الإجتماعي المطلوب شريطة النزاهة ووجود الصلاحيات الحقيقية.

فيما أكد خالد المزيني في تغريدة له أن المجلس المنتخب هو ضمانة لاستمرار الحكم الرشيد لأنه مؤسسة تستخلص المزاج العام للشعب وتكثفه في صيغة قرار توافقي يقتنع به الجميع.

وبدوره أطلق الكاتب عصام الزامل استفتاء يحمل السؤال : هل تؤيد أن يكون مجلس الشورى (منتخبا) وله صلاحيات (كاملة)؟.

وجاءت النتيجة -حتى اعداد التقرير – بـ 94 % مؤيد و5 % غير مؤيد و1% ليس له رأي محد



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6


حين يكون الإسلاميون في الحكم




ينقضي العام 2012 وهو حافل بالأحداث التي ضربت العالم العربي بموجات ثورية انطلقت مطلع العام 2011. المتغيرات التي طالت بعض النظم العربية عُرفت بدول الربيع العربي. الغرب كان أول من أطلق التسمية، ثم تلقفتها النخب العربية التي فتر حماسها بعد صعود الإسلاميين في دول الربيع العربي، إضافة لتلك التي سارعت بإصلاحات محدودة، اتقاء للمدّ التسونامي الذي أحدثته زلازل التغيير في تونس ومصر، كما هو حال المملكة المغربية وسلطنة عمان. وكانت الأسئلة الأكثر إلحاحاً خلال العام الحالي: هل انتهى فصل الربيع ليتحول المناخ السياسي والاجتماعي إلى شتاء قاس وطويل بعد تعثر الثورة في عدد من البلدان؟ وهل وصول الإسلاميين إلى السلطة ينذر بردة ديمقراطية وفرز المجتمع على أسس دينية ومذهبية؟
هناك مؤشرات كثيرة توحي أن الظروف التي فجرت الثورة في بلد ما، تكاد تكون مطابقة لما هو موجود في دول لم يزرها الربيع العربي بعد، لكن لا أحد يجزم بأن الثورات ستجتاح جميع الدول العربية بنظمها المختلفة لاسيَّما الملكية منها لأسباب أيضاً موضوعية. والحديث عن التنبؤ بخط سير الثورات أو ضمورها أمر أقرب إلى التكهن منه إلى التحليل السياسي في ظني.
بخصوص مستقبل الإسلام السياسي وتصدره المشهد في العالم العربي فهو أمر يستحق دراسات وندوات ودوائر نقاشية تتسم بالموضوعية والرصانة لما يحمله الإسلام السياسي من أهمية فكرية وسياسية واجتماعية قد تؤثر في رسم مستقبل المنطقة بشكل كلي.
المؤكد أن تيارات الإسلام السياسي لاسيَّما حركة الإخوان المسلمين تعيش "الصدمة المحببة" بعد أن وجدت نفسها تتصدر دولاً وليس جمعيات ومراكز خيرية، وهي تراهن على أن المستقبل لها أو للإسلام إن شئت، إذ تفرق الحركات الإسلامية، نظرياً فقط، بين فهمها للإسلام وبين الإسلام كدين لا يأتيه الباطل، أما على صعيد الممارسة فالأمر مختلف. من هنا نفهم سرّ الثقة التي يحملها قيادات التيارات الإسلامية من أن المستقبل في العالم العربي هو للفكر الذي تحمله لأنه وعد الله بالتمكين.
يقول المفكر الإسلامي راشد الغنوشي في محاضرة له في معهد تشاتام هاوس البحثي بتاريخ 29 نوفمبر 2012: إن الحركات الإسلامية ستخرج في نهاية الأمر منتصرة في أنحاء العالم العربي عقب فترة انتقالية صعبة. ومن طروحاته المتقدمة قياساً على نظرائه الإسلاميين هو دعوته "الجماعات العلمانية"للانضمام إلى ركب الإسلاميين في إدارة المرحلة الأولى بعد عزل الحكام الاستبداديين، معتقداً أن تقارباً سيفرض نفسه على الإسلاميين والعلمانيين في العالم العربي.
أمّا المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر الدكتور محمد بديع، فقد ذهب أبعد مما ذهب إليه السيد الغنوشي. ففي رسالته الأخيرة ما قبل الجولة الثانية من الاستفتاء على الدستور قال لأنصاره "إن من حق الإنسانية عليكم أن تتقدموا لا لنهضة مصر فقط، ولكن لتخليص البشرية من ويلاتها وآلامها التي حَلَّت بها؛ بسبب النظام العالمي الجديد الذي يتشدقون به".
في تقديري، إن مشكلة ما تعاني منها تيارات الإسلام السياسي، وهي النظرة الفوقية في التعاطي مع المدارس السياسية الأخرى أو المذاهب العالمية كما هو حال الليبرالية واليسارية وغيرها وتقسيم العالم فسطاطين، فسطاط أهل الحق وفسطاط أهل الضلال والزيغ. ويعود السبب في ذلك إلى أن أصحاب الإسلام السياسي يحملون تصورات إسلامية هي خلاصات وتأويلات لتوجهات إلهية تسمح لهم بالاعتقاد بحتمية وصدقية ما يحملون واضطراب وضعف وضلال ما يحملوه الآخرون ممن لا يشاطرونهم هذه التوجهات. وهذا الأمر ينطبق على أنصار التيارات الإسلامية فيما بينهم، ممن ينتمون لأكثر من مدرسة إسلامية، وإن كان بدرجة أقل مع من هو خارج العباءة الإسلامية كلها.
ولعل أبرز تحد يواجه من يتصدرون الحكم من الإسلاميين اليوم هو مراجعة لهذه التصورات التي قد تؤثر على نجاح تجربتهم لخطورة ترجمتها على أرض الواقع في التعاطي مع الآخر مما قد يؤسس لراديكالية وديكتاتورية اجتماعية وسياسية. والعيب ليس في حتمية الاعتقاد بنجاح برامجهم السياسية والاقتصادية التي لم تتبلور بعد، ولم تخرج عن إطار الشعارات التي ترفع في الحملات الانتخابية، وإنما في عدم الاستفادة من تجارب الآخرين في السياسة والحكم والبرامج الاقتصادية، فضلاً عن أن ذلك قد يدفع إلى إقصاء الحركات السياسية المعارضة والنظر لها من خارج العباءة الوطنية
................
الحياة
         

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7

ثوب وشماغ وعقال!

صالح الشيحي


الموروث الشعبي هو البصمة التي تميز المجتمعات عن بعضها، ويأتي في مقدمتها اللباس أو الزي الذي يميز شعبا دون آخر، ويحمل دلالاته الخاصة به.
عطفا على ذلك ذهبت كثيرا لتفنيد الرأي الذي ينسب «الشماغ» للموروث البشري في هذه البقعة من العالم، حتى أولئك الذين يجادلون فيه -مع بالغ تقديري لهم- وأصبحوا يعتبرونه رمزا للهوية الوطنية، لن يستطيعوا إثبات ذلك. قبل سنتين سألت صحيفة «عكاظ» السعودية الأستاذ عبدالرحمن الرويشد -مؤرخ الأسرة السعودية- سؤالا كان نصه: «ما رأيكم فيما قاله الكاتب صالح الشيحي في معلومة (الشماغ) بتصميمه الحالي وخطوطه المتقاطعة وخلاياه ولونه الأبيض والأحمر، التي لم تكن معروفة لدى أهل الخليج، وأنه جاء إلى منطقة الخليج عن طريق البعثات الإنجليزية مطلع القرن الماضي، إذ كان يرتديه الجيش الإنجليزي في الخليج آنذاك ليقيهم حرارة المنطقة وبرودتها، وبالتالي راق الأمر لأجدادنا فاتخذوه لباسا رسميا؟».
الصحيفة لخصت وجهة نظري حيال الأمر.. فأجاب الأستاذ الرويشد قائلا: «تداخلت معه حينها ردا على هذا الطرح مؤكدا أن (الغترة) أو (الشماغ) لباس وطني، بغض النظر عن نوع القماش المستخدم، إذ إن الغترة زي لا صلة له بنوع القماش، ومعناه غطاء الرأس. والغترة لفظة عربية، تقال للنسيج الذي يغطي الرأس وكلمة (غطرة) محرفة، أو هي كلمة هندية معربة. وقبل أن تعرف الغترة بشكلها الحالي كان العرب يلفون حول رؤوسهم قطعة قماش، وقديما كانت تسمى (ساعورة) ثم جاء الشماغ الذي هو في استخدامه غطاء للرأس وزي وطني».
على أي حال ما زلت متحفظا على تأريخ الشماغ.. لكن ليس من أجل التاريخ حضرت اليوم.. أتيت لنقاش الزي الخليجي بشكل عام.. اللباس الخليجي متكلف جدا.. لا يزال أغلب سكان دول الخليج العربي يرتدون ملابس مقيدة للحركة بشكل كبير.
ما زلت مثلا متحفظا على التكلف في استخدام غطاء الرأس المعروف بالشماغ أو الغترة، على اعتبار أنه عائق حقيقي للعمل والإنتاج والحركة. وإذا كان الثوب لا يعتبر لباسا مناسبا للعمل المهني، أبرزها إعاقته للحركة.. فماذا نقول عن الشماغ؟!
لك أن تتخيل تفاصيل هذا اللباس القاتل والعجيب.. ثوب مغلق من الأكمام، ومغلق من الصدر حتى الرقبة.. وغطاء رأس محكم تماما، عبارة عن قطعة قماش قطنية، يتم طيها على شكل مثلث قائم الزاوية، من طبقتين، تنزل لمنتصف الظهر، يوضع تحتها قطعة قماش بيضاء بحجم جمجمة الرأس، وأعلى منها «عقال» مصنوع من شعر الماعز، يستدير فوق هذه الجمجمة التعيسة مرتين، بحيث لا يسمح هذا الغطاء للهواء أو الضوء بالدخول مطلقا!
أتفهم تماما الدعوات بالحفاظ على هذا اللباس الذي يعتبره الكثيرون زيا شعبيا.. لكن ذلك ينبغي أن يكون بحدود معقولة.. يفترض الإبقاء عليه في إطار المناسبات العامة -دينية أم اجتماعية أم رسمية- عدا ذلك لا أجد مبررا مقنعا لارتدائه بصورته الحالية.
زد على ذلك أن هذا الزي القاتل يحضر معنا في أعمالنا، هذا أمر لا يمكن فهمه وقبوله، المأزق الأكبر أنه انتقل بكافة تعقيداته للبيئة التعليمية، تحول طلابنا بهذه الأزياء إلى «روبوتات» آلية، بالكاد يلتفتون نحو اليمين والشمال. مازلت مقتنعا بضرورة وضع زي عملي لطلبة المدارس في دول الخليج عوضا عن الثوب والشماغ، الطلبة جميعا سواسية بنوعية اللباس، كما في الكويت أو البحرين منذ منتصف القرن الماضي وحدت أغلب دول العالم الزي المدرسي للبنين والبنات. لباس عملي مريح، لا يتمايز الطلبة سوى بالعلم.. تزال الفوارق.. يتعزز الانضباط.. نرتقي بالمظهر العام.. المدارس معامل وفصول دراسية ومختبرات وحركة.. اللباس الحالي مناسب لديوانية شعراء النبط!
ترك الناس لقناعات بالية سيؤخر معالجة الظاهرة.. أحيانا يكون القرار الرسمي أكثر فاعلية.

.............

العرب القطرية


.










مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق