1 |
سمر المقرن ,, تتسول الجنسية ! ليلى الشهراني |
سمر المقرن ,, تتسول الجنسية ! (أتمنى الحصول على الجنسية الإماراتية كي أصبح إنسانة .. لأنني في وطني مجرد (بهيمة) وليس أنثى) بهذه العبارة عنونت صحيفة عناوين الخبر الذي وضعته عن تغريدات كتبتها سمر المقرن في تويتر وطارت بها الطيور الزرقاء لتشرق وتغرب ما بين استهجان وتأييد .
يقول جبران خليل جبران : "أكره أن أشمت بأحد ولكن يعجبني الزمان حين يدور " وأنا كذلك لا أريد التشمت بها , لكن ما زلنا نعيش صدمة مقالاتها عن عمل المرأة السعودية كـ "عاملة نظافة" وكيف كانت تبرر للنساء هذا العمل , فتقول هذا عمل لا يعيب وأفضل من التسول , والكثير منا متفق على أن العمل لا يعيب صاحبه بدليل أن المرأة تبيع على الطرقات ما تصنعه يدها من خبز وأطعمه أو ما تحيكه من أشياء بسيطة لم تنتشلها من الأرصفة كما أوهمونا سابقا .
فلا يمكن أن تمر بسوق تجاري أو حديقة إلا وترى السعودية تكافح لتأكل من كسب يديها وتصارع في هذه الحياة لتدفع إيجار منزلها وتصرف على تعليم صغارها وأكلهم وشربهم وملبسهم .
كان الاختلاف فقط في دفع النساء السعوديات لهذه الأعمال الدونية قليلة الأجور وكثيرة التعب والمهينة لهن في بلد ولله الحمد من أغنى البلدان , فخيره عم الأرجاء من المشرق إلى المغرب وكل عمل خير للسعودية فيه بصمة زادنا الله من فضله وأدام علينا النعمة .
وكان الأولى أن لا نناقش قضية "عاملات النظافة" لأننا لم نصل ولله الحمد إلى جفاف خزائننا الأرضية والمالية , فكما قال خادم الحرمين الشريفين "عندنا خير" ولن نقلق وهذا الخير سيغطي حاجة الفقيرة والمريضة والمحتاجة المتعففة .
نعود لسمر المقرن وتسولها المهين للحصول على الجنسية الإماراتية بعد أن رفضت قبل أعوام الجنسية القطرية بزعمها , وكيف أنها ضيعت فرصة ثمينة ندمت عليها , فتقول جنسية قطر تجعلني مليونيرة وجنسية الإمارات تجعلني إنسانة لأنها في وطنها "بهيمة" ! لم تكن سمر بحاجة إلى إهانة نفسها حتى تتكرم عليها "دار زايد" بالجنسية , فالإنسان الذي يهين نفسه وهو يتسول تشفق عليه وتشعر بأنه يعاني من عقدة ما , والتقلبات المفاجئة في حياة المتسولين تجعلك تعيش حالة دهشة وأنت ترى سمر في فترة مضت ناشطة في حقوق طائفة من الطوائف , ثم تنقلب 180 درجة وتبدأ بمناقضة كل مقالاتها ومبادئها , حتى أنه مر عليها بعض الإغماءات الصحفية فتقرأ لها بعض الثناء على الهيئة والعلماء تجعلك تفرك عينيك مرددا "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" . وفي التغيير الأخير الذي أصاب سمر وبحثها عن إنسانيتها في الإمارات , كيف تريد سمر إنسانيتها وهي قبل أيام بخلت بها على "عاملات النظافة" , فإن كان الصحفي يجعل من قلمه حاجز صد بين هموم المواطنين وأسماع وعيون المسئولين فللأسف حديثهم عن الإنسانية فيه نظر ! وهذه من الأنانية فالقلم أمانة قبل أن يكون هواية , الآن انقلب السحر على الساحر وأصبحت سمر فجأة تريد الجنسية الإماراتية لأنها لم تكن صادقة في تعاملها مع قضية عمل السعوديات "عاملات نظافة" ففي الوقت الذي تطالب فيه بفتح دورات المياه في المطارات والفنادق أمام السعوديات حتى لا يتسولن أمام الإشارة في الشارع من باب العمل لا يعيب والتسول هو المعيب !! , هاهي تتسول الجنسية الإماراتية عبر تويتر بطريقة مهينة جدا . قبل أن تذهب سمر للإمارات , وقبل أن تأكل أصابعها ندما على رفض الجنسية المليونية من قطر , فقط تسأل نفسها سؤالا بسيطا "هل تعمل المواطنات في الإمارات وقطر عاملات نظافة" ؟ في الختام أتمنى لها أن تجد انسانيتها في الإمارات لكن إن دققت جيدا فالله سبحانه وتعالى كرم بني آدم ولم يخلقهم بهائم . |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
2 |
قال: إذا لم تتحرّك "نزاهة" وتكشف المتسبّب في أضرار تبوك فعليها السلامالطويرقي: لدينا "مافيا" فساد تنهب الوطن وأمواله ومقدراته |
عبير الرجباني- سبق- الرياض: أكّد الدكتور عبد الله الطويرقي – عضو مجلس الشورى السابق - أنه توجد "مافيا" فساد في المملكة، تعوّق التنمية، وتنهب مقدرات الوطن، قائلاً: "نحن أمام فساد ممنهج وواضح، وتوجد لدينا "مافيا" فساد، تنهب البلد وأمواله ومقدراته بشكل غير طبيعي، وأنا مسؤولٌ عن هذا الكلام".
وإن لم تتحرّك نزاهة الآن فعليها السلام! جاء ذلك في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج حراك الذي يبث عبر قناة فور شباب، وناقش فيه الإعلامي عبد العزيز قاسم كارثة سيول تبوك الأخيرة، وحملت الحلقة عنوان: "السيول تُلحق تبوك بجدة"، بمشاركة الدكتور علي عشقي الباحث في مجال البيئة، والدكتور عبد الله الطويرقي عضو مجلس الشورى السابق، وعدد من المواطنين المتضررين من سيول تبوك، والإعلامية هالة حكيم.
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
3 |
الخالة (سمر المقرن).. استغفري لذنبك الوطني! خالد السيف |
بثمنٍ بخسٍ – مِن الوهمِ – باعت «سمر المقرن» وطنَها!، ولو أنّ الأمرَ بقيَ عند هذا الحدِّ البائسِ لَمَا خططتُ سواداً على بياضٍ؛ ذلك أن «المُشخبِطةَ» ابنة المقرنِ وِفقَ متابعتي لما تَلتُّهُ من كلامٍ وتعجِنُه؛ أجدُ غالبَهُ لا يعدُو أن يكونَ فارغاً دون معنىً.
ويا ليت – سمر – تعلم أنّ هذا «الوطنَ» الذي ما فَتِئَت تَتبَرَّمُ منه كان من شأنِهِ أن ينفيَ عنه كلَّ مَن زهِدَ فيه كما ينفي الكِيرُ خَبثَ الحديدِ. بيدَ أنّ: «أم نايف» لم تكتفِ بهذا- الزهدِ بوطنِها – وحسبُ، وإنما راحت تمشي دونَ هُدَىً على وجهِهَا مُكِبةًّ؛ ابتغاءَ أن تكونَ ثريّةً بـ «قطريَّتِها»، أو إنسانةً بـ «إماراتِيَّتِهَا»! بدعوى أنَّ جِنسيَّتَها «السعوديةِ» قد أفقرتْهَا أولاً ثم مالبثت «سعوديّتُها» هذهِ أن حيْونَتها، أي: جعلت منها :«بهيمةً» حسب تعبير «سمر» في حسابها عبر «تويتر».
وطفقت «سمرُ» تُكابِرُ في موقفِها من «وطنِها» بصورةٍ مُذلّةٍ لشعبِهِ؛ إذ كشفت بذلك عن شيءٍ لا يُمكِنُ أن يُستوعب إتيانُهُ من «امرأةٍ» تضمرُ عداوةً لهذا الوطنِ فضلاً عمَّن تزعم الانتساب إليه وحُبَّهُ!!
ويمكنُكُ أن تقرأَ شيئاً من تلك الضغينةِ في سوقِ «حراجٍ» من التَّشنُّجِ المتمرِّدِ ألفينا «سمرَ» فيه نائحةً «مُستَأجَرَة» لمعارك إيديولوجيَّةٍ ضيِّقةٍ كانت فيه هذه الـ «سمر» محضَ عروسٍ مِن شمعٍ، غيرَ أنَّها بغفلةٍ من الفرز «المعرفي» دأبت في توسُّلِ «وجهها»، فابتُلينَا بها في البدءِ صحافيّةً رخوةَ «الأدوات»، هشَّةَ الصِّيَاغةِ، مرتبكةَ الفكرةِ… الأمر الذي يعرفه عن كثبٍ «المطبخُ الصحفيُّ» داخلَ أروقةِ صحيفة «الوطن»، وقد عانى مِنْهَا كَثِيراً. ينضاف إلى ذلك أنّ «المرأةَ « لدينا ما إن تُسفرْ عن وجهِهَا حتى تترشَّحَ للكتابةِ، ولترسانةٍ من ألقابٍ أقلها «ناشطة حقوقية»!.
«سَمَرُ».. استغفري لِذَنْبكِ «الوَطَنِيِّ»؛ رَجَاءَ أن تَتَعافِي مِنَ العَبَثِ ومُقَارَعَةِ الفَرَاغ، وأن تُشفَي مِن مُصَابِكِ بمَرَضِ عَدميَّة «القِيَم»، ولتنأي بِنَفْسِكِ عمَّا يُؤَدِّي إلى التَّهْلُكَةِ…
واطلبي الصَّفْحَ والغُفْرَانَ. يالله حُسن الخَاتِمَة يا خالة. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
تقرير ميداني لـ"رويترز": "القاعدة" تبسط سيطرتها | |||||
1 شباط 2013 إزالة "مانكانات"عرض الملابس من واجهات المتاجر ومنع النساء من ارتداء البنطلونات وإجبار الناس على إغلاق محلاتهم خلال أوقات الصلاة ، ودروس لتعليم "الجهاد ضد النصيريين"!؟ لندن ، الحقيقة (خاص): نشرت "رويترز" يوم أمس تقريرا ميدانيا من بلدة "الميادين" في محافظة دير الزور شرقي سوريا رصدت فيه تحول المدينة إلى ما يشبه إمارة طالبانية. وكان لافتا أن الوكالة صدرت تقريرها بملاحظة تقول " إن التقرير أنجزه صحفي زار المدينة ، لكننا عمدنا إلى إغفال الاسم لأسباب أمنية". وفيما يلي الترجمة الكاملة للتقرير: في بلدة صغيرة في شرق سورية أزال متشددون إسلاميون تماثيل عرض الملابس العارية التي يرونها مثيرة جنسياً من المتاجر.
http://www.syriatruth.org/الأخبار/أحداثالسـاعة/tabid/93/Article/9062/Default.aspx |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
5 |
انقلاب إسلامى ضد «الإخوان»: «النور» و«البناء والتنمية» يتهمان «التنظيم» بالسعى للسيطرة على الدولة |
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
6 |
هل انقلب (حزب النور) على الإخوان؟ |
موقف حزب النور الأخير مما وصفه بأخونة البلاد وعبر عنه على لسان متحدثه الرسمي نادر بكار ليس بالأمر الذي يمكن تفسيره على انقلاب مفاجئ من الدعوة السلفية وذراعها السياسية النور على جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر، فحزب النور قدم نفسه منذ البداية على أنه ند للجماعة بدءً من الانتخابات البرلمانية السابقة حينما غامر بنزوله على رأس قائمة ضمت إليه الأحزاب السلفية، وابتعد عن التحالف مع الإخوان الجماعة الأقوى والأكثر خبرة وتنظيما، وفي الانتخابات الرئاسية أيضا لم يؤيد مرشح الجماعة في الجولة الأولى وأيد القيادي المنشق عن الإخوان المسلمين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، بل قامت قيادات من الحزب بالمرشح الخاسر أحمد شفيق قبيل جولة الإعادة في الانتخابة الرئاسية بزيارة سرية إلى منزله. وعليه فلا يمكن وصف النور بأنه من الأحزاب الموالية للإخوان وإن اقترب منها في بعض المواقف السياسية انطلاقا من القرب الأيدلوجي والتمسك بالشرعية الانتخابية. ولعل الظروف السياسية وحالة الاستقطاب السياسي والأيدلوجي تشكل عاملا مهما في عدم ظهور الكثير من التباينات السياسية أو تجميدها على الأقل في الوقت الراهن. الكثير من المراقبين كانوا يتوقعون مواجهة مبكرة بين السلفيين والإخوان بعد الوصول للحكم وظهور الكثير من التجاذبات والمناوشات على السطح انطلاقا من اختلاف الرؤى الفكرية والسياسية وتبيانها حول إدارة البلاد وشكل الحكم، لكن حالة الاستقطاب المعاكسة التي نظر إليها الأكثرية في التيار الإسلامي على أنها استهداف للمشروع الإسلامي ومؤامرة حول الانقضاض على الشرعية كانت بمثابة عامل ايجابي استفاد منه الإخوان. فبعد وصول مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسي إلى جولة الإعادة أمام الفريق أحمد شفيق كان الإخوان في أمس الحاجة إلى الدعم والمساندة، وكان لدى القوى السياسية الأخرى مخاوف كبيرة في إعادة إنتاج النظام السابق، وقدم السلفيون أيديهم تحت تأثير الدعوات الرامية إلى الوفاق الوطني والتكاتف ضد الثورة المضادة، وفي ظل وعد إخواني بشراكة حقيقية في مؤسسة الحكم والحكومة والدولة العميقة مع نظرائهم السلفيين كما أوضح رئيس حزب النور يونس مخيون في مقابلته الأخيرة مع خالد عبدالله على قناة الناس الفضائية. لكن مع انفراد الجماعة بالتأثير في مؤسسة الحكم وعدم التزامها بكثير من الوعود التي قطعتها على نفسها وتأزم الشارع السياسي وازدياد وتيرة الانفلات والاتجاه نحو العنف الممنهج خرج السلفيون عن صمتهم خصوصا مع تحرر الحزب من صراع الحمائم والصقور وخروج التيار المحافظ وانشقاق رأسه رئيس الحزب السابق عماد عبد الغفور ومجموعته إلى حزب جديد هو حزب الوطن، لتساهم هذه العوامل وغيرها في بلورة هذا الموقف للحزب السلفي الأكبر الذي بلا شك يسعى لإظهار نفسه في بمظهر صاحب الفكر الوسطي والمنفتح سياسيا وهو ما حاول الإخوان احتكاره وتصديره للرأي العام. جنوح حزب النور إلى طلب الحوار والتعبير عن ذلك بمطالب سياسية أسوة بجبهة الانقاذ الوطني وباقي قوى المعارضة سيشكل ضغطا قويا وإحراجا للجماعة وحزبها، سيما أن الإخوان وبعض القوى الإسلامية والسلفية الأخرى ينظرون إلى الخلاف على أنه ايدلوجي محض بالأساس، فهناك بنظرهم معسكرين لا يمكن أن يلتقيا معسكر الإسلام ومعسكر الكفر والعلمانية الهادفة لعرقلة كل ما هو إسلامي، بل ربما يكون هناك رغبة لدى البعض في استمرار الانقسام في الشارع على هذا الأساس وهذا التصنيف، وهو ما ضربه النور في مقتل بمطالبه التي قدمها للإخوان في مبادرته الرامية للحوار وترحيب القوى المدنية بها. التحالف أو المقاربة مع القوى غير الإسلامية وهي السبة التي يوجهها الإخوان للنور ويرى فيهم معول لهدم المشروع الإسلامي، الإخوان أصحاب السبق فيها بتحالفهم مع أحزاب ليبرالية ويسارية في الانتخابات البرلمانية السابقة في قائمة (التحالف الديمقراطي)، ولعل من المثير هو أن يدعو الرئيس القادم من جماعة الإخوان المسلمين إلى حوار وطني وعندما يلتقط حزب النور طرف المبادرة يثير ذلك غضب الإخوان فمعنى ذلك أن الإخوان إما غير جادين في الحوار أو أنهم يريدون احتكار المشهد وتهميش الآخرين في كل الأدوار. الإخوان يتناقضون لأنهم أصبحوا في مأزق كبير فليس من المعقول أن تقف الجماعة وحيدة في مواجهة كل القوى فحلفاء الأمس اقتربوا اليوم من معسكر من تصفهم بالعملاء والفلول وهو بطبيعة الحال ما يعبر عن طبيعة الأزمة التي يعاني منها الإخوان والناتجة عن رغبة في الانفراد بالمشهد بالسياسي وتهميش دور المعارضة بحجة الأغلبية الانتخابية والمؤامرات والعمالة. المصدر: موقع (مركز الدين والسياسة للدراسات) http://www.rpcst.com/news.php?action=show&id=5371 |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
7 |
ما هي الأشياء التي ينطبق عليها الربا؟د.سعيد صيني |
القسم الأول من تقرير الدراسة بالملحق------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ ما هي الأشياء التي ينطبق عليها الربا؟لقد تبين معنا في الجزء الأول من الدراسة أن العلل المستنتجة من حديث الأصناف الستة التي يحرم فيها الربا، لا توفر شروط العلة التي وضعها علماء الأصول، ولا توفر شرط الدرجة المطلوبة من اليسر والتطبيق، أو درجة الشمولية والإتقان المناسبة للتشريعات الربانية. وظهر لنا أن هناك اتفاقا بين جمهور الفقهاء على أن الثمنية هي العلة في الذهب والفضة من بين الأصناف الستة. ومن المعلوم أن النقود (العملات) لم تكن متوفرة بالكمية الكافية في المنطقة التي كان المسلمون يعيشون فيها، في عهده عليه الصلاة والسلام، فكانت هناك حاجة إلى المقايضة، ووسائل تضبطها. والسؤال: ماهي العلة التي تتوفر فيها شروط المختصين؟ يقول الشيخ عبد الله البسام: "...إن الذهب الذي يمثله الدينار في نص الحديث، وإن الفضة التي يمثلها الدراهم هما العملتان الموجودتان في ذلك العهد، مع وجود المقايضة في غيرهما من العروض والخدمات." ويضيف البسام بأن من وظائف النقود: 1) وحدة للحساب ومقياس للقيم، 2) وسيط لتبادل الحاجات بين الناس، 3) وسيلة للادخار. (البسام 31-58) ومن المعلوم أن المقايضة تعني أن يبتاع أحد الطرفين من الآخر بالسلعة المتوفرة عنده أو الفائضة (تمر مثلا) سلعة لا تتوفر لديه وتوجد عند الطرف الآخر(شعير مثلا). وتعني تبادل خدمة (حرث أرض مثلا) لقاء سلعة (تمر مثلا). والمقايضة تتسم بأنها عملية مفاوضة بين طرفين قد يكون أحدهما أقوى من الآخر بصورة واضحة، فيستغل حاجة الطرف الآخر ويظلمه. وكما يقول المثل التجارة شطارة. وهذه الحقيقة تؤكد وجود فرصة كبيرة للاستغلال ووقوع الظلم. والحل النسبي لهذه الحالة هو إدخال طرف ثالث هي النقود أو في ظروف ندرة النقود إدخال طرف ثالث، مثل سلعة أو سلع مختارة تقوم مقام النقود، مثل الأصناف الستة. فهذه العملية ستقلل من فرصة الاستغلال الظالم، وتوسع دائرة الاستفادة من الحركة التجارية في المجتمع المحدد. وكان التعامل التجاري بين المسلمين ومن يعيشون حولهم، في العهد النبوي، يحتاج إلى عملات لا تعتمد كلية على ما تصدره الدول المجاورة، ولكن تتوفر بكفاية في البيئة المحلية ومألوفة لدى الناس لتقوم بالوظائف التي أشار إليها الشيخ البسام. وهنا يأتي الأمر النبوي ليختار بعض السلع لتقوم مقام العملات، ويوفر لها الثبات النسبي. يقول الحديث النبوي الذي رواه عبادة بن الصامت بعبارات صريحة: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَنْهَىٰ عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةِ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ إِلاَّ سَوَاءً بِسَوَاءٍ، عَيْناً بَعِيْنٍ، فَمَنْ زَادَ أَو ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبٰى." وقد ورد الحديث أيضا عن أبي سعيد الخدري ومالك بن أوس (مسلم ج3: 1210-1211؛ البخاري ج2: 761) وهنا تأتي النظرة المستقلة إلى الحديث النبوي السابق ومضمونها أو المتحررة من تأثير أقوال الفقهاء وتعليقاتهم حول علة الربا. ومن أمثلة هذه النظرة ما اقترحه الشيخ عمران حسين الذي أدرك بطريقة تلقائية أن الأصناف الستة ليست سوى عملات نبوية. وكانت العلاج المناسب، في بيئة، تقل فيها العملات النقدية، وعملية المقايضة عادة تجارية مألوفة، تقوم مقام المبايعة بالعملات.(حسين ص 23-27) فالعلة في تحريم التفاضل في التعامل بين كل صنف من الأصناف الستة ونفسه هي الثمنية، أي لكونها وسائل لتبادل السلع والخدمات، ووسائل لتخزين الثروات، بصرف النظر عن كون هذه الثروات من الموجودة وقتها أو التي ستأتي في المستقبل البعيد. علة الثمنية وشروط العلة التامة:عند استعراض علة الثمنية، المستقرأة من الأصناف الستة كلها معا، يتضح أنها توفر الشروط المطلوبة في العلة المؤهلة لأن ننسبها إلى الحكيم العليم، حسب ضوابط المختصين في أصول الاستنتاج، ومنها الشروط التالية: أولا- مستقرآة من الأصناف الستة كلها بصفتها وحدة واحدة وأن أحكام التعامل معها واحدة. فالعلة المختارة صفة واحدة تنطبق عليها جميعا. ثانيا- لا تتعارض مع أي نص موثق مباشرة، ولا تتعارض مع أي نص بطريقة غير مباشرة، مثل النصوص التي تحث على الإنصاف والعدل. فهي تميز بين استعمالين للأصناف المذكورة: 1) بصفتها وسائل تثمين مستقرة القيمة، 2) وبصفتها سلع قابلة للاستعمال والاستهلاك متدرجة في الجودة ومتنوعة، يمكن الحصول عليها بحقها المناسب باستعمال النقود أو باستعمال السلع الأخرى، ومنها الأصناف الستة من غير جنسها. فلا تغمط الجودة في النوع حقها، ولا الإتقان في الصنعة أجره. فالحديث النبوي يقول: "لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا سواء بسواء... وبيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب كيف شئتم (البخاري ج 2 ص 761) فهي علة تعترف بحق الصانع كما في السّلم، وحق الصائغ في حلي الذهب والفضة، ولا تقف عقبة في سبيل الابتكار والتطوير والحرص على الجودة، وإنما تلزم المتعاملين بأحد الأصناف الستة أن يدخل وسيطا في هذه الحالة. ومثاله قول أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل تمر خيبر هكذا؟ قال: لا، والله، يا رسول الله. إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا. (البخاري ج2: 767) ثالثا - ليس هناك علامة (علة) أوضح , وأيسر في الفهم والتطبيق من وظيفة العملات التي يستعملها الناس في حياتهم اليومية لشراء احتياجاتهم، وللاتجار بالسلع أو الخدمات. وهذه الحقيقة توفر شرط يسر الفهم ويسر التطبيق في العلة. وهذه الحقيقة تتسق مع خطورة خطيئة ارتكاب الربا. رابعا – ينطلق من سهولة فهم العلة وسهولة تطبيقها انضباط استعمالها وتحقق مناط الحكم فيها. فا العلة ثابتة لا تتأثر بتغير الظروف المكانية أو الزمانية، ويوجد الحكم بوجودها وينعدم بانعدامها. وهو شرط أساس في العلة المستقرأة. وأما حكم الأصناف الستة فهو ماض إلى يوم القيامة وقد انقطع الوحي. ومن يدري؟ فقد يأتي زمان يضطر فيه الناس إلى استعمال الأصناف الستة للغرض نفسه، أو حتى الأربعة فقط. فقد تأتي ظروف لا يعترف فيها الإنسان إلا بالأعيان القابلة للاستهلاك. فالمعادن لا تشبع جوعه. فكيف بقصاصات الورق المنتشرة اليوم. خامسا – هي وصف مناسب لدفع ضرر استغلال الغني للفقير ويحقق مصلحة عامة بشمولية تليق بشريعة رب العالمين الذي يحيط بكل شيء، عبر الزمان والمكان. فهي تغطي جميع أنواع الأموال (الثروات) الموجودة أو التي ستوجد مستقبلا، وجميع أشكال التطور في الأموال (العملات): السلع، النقود المعدنية، الورقية، السندات أو السجلات الورقية، والسجلات الإلكترونية التي تستخدم برامج الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت. فعلة الثمنية تسيطر على جميع أنواع الثروات لأنها تمثلها جميعا (وكيلة عنها): الثابتة (العقارات) والمتنقلة البدائية، والمطورة نسبيا، والمطورة بصورة شبه كلية. فجميعها لا يستغني عن التثمين، ومآلها إليه، سواء للحصول عليها أو للتجارة بها أو لتخزينها. ولهذا فإن الثمنية (وسيلة تبادل المنافع وتخزينها) هي أفضل آلة للتحكم في جميع أنواع "الأموال" الحاضرة حينها أو التي ستأتي في المستقبل مما لم يخطر في أذهان الأثرياء في العصور الماضية. سادسا – لا تُخضع هذه العلة شريعة الله لأعمال البشر وقراراتهم المتغيرة بعد انقطاع الوحي. بل تؤكد بأنها محاور ثابتة للأحكام التفصيلية، مؤهلة لأن تُنسب إلى شريعة الله المتقنة. حكمة اختيار الأصناف الستة:إذا تأملنا في سبب اختيار الأصناف الستة المذكورة، نجد فيها صفات مشتركة، وصفات يرتب أهميتها. أولا - الصفات المشتركة:تشترك الأصناف المختارة بدرجات متفاوتة في الصفات التالية: 1. متوفرة بصورة موزونة ومناسبة وكافية في البيئة التي يعيش فيها المسلمون في ذلك العهد، الذي تقل أو تندر فيه العملات النقدية. فالأصناف الستة متوفرة عبر الزمان. 2. لها قيمة في ذواتها، فهي إما معدن ثمين له خصائص تميزه، تستعمله الطبقات العليا والمتوسطة للزينة، ولا تفقد قيمتها مع مرور الزمن، وتتميز عن المعادن النادرة أو المجوهرات وعن المعادن الرخيصة. وهي إما طعام شائع أو ضروري لا يُستغنى عنه، وصالحة لكل زمان ومكان. وقيمتها الذاتية تجعلها أشياء ثمينة صالحة لأن تمثل العملات وتنوب عنها، وجديرة بالثقة بدرجات متفاوتة، سواء ساندتها الجهات الرسمية (صاحبة السلطة)، أو لم تساندها. 3. تتمتع قيمتها بشيء من الاستقرار المميز عبر الزمان والمكان، أي ليست عرضة للارتفاع المبالغ فيه أو الانخفاض الشديد أو الانخفاض المطرد. 4. قابلة للحفظ والتخزين لمدد طويلة، ولا يصيبها العطب فجأة مع المحافظة عليها، فتختلف عن الحيوانات التي قد تموت فجأة، حتى مع العناية بها. ومن المعلوم أن المنتجات الحيوانية كان لها شأنها، ولكن الإسلام لم يجعل شيئا منها في الأصناف الستة. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يجهز جيشا فنفذت الإبل فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آخذ من قلائص الصدقة فكنت آخذ البعير بالبعيرين" (عبد الرزاق ج8: 22؛ المستدرك على الصحيحين ج2: 65) كما أن النصوص ذات العلاقة لا تحدد نسبة الزيادة. فهي تتراوح بين بعير مقابل بعيرين إلى العشرين بعيرا (البخاري ج 2 ص 776؛ زاد المعاد ج 3 ص475- 476؛ المدونة الكبرى ج 9 ص 3) ومن المعلوم أن للعقارات وزنها من بين الأموال (المنازل أو المزارع والأراضي) ولكنها لم تدرج في الأصناف الستة لأنها مرهونة بمواقعها وغير قابلة للتحريك والنقل. وجميع هذه الصفات تجعل الأصناف الست مؤهلة لأن تكون وسيلة مناسبة ومقبولة لتبادل السلع والخدمات ولتخزين الثروة، في الظروف التي تقل فيها العملات النقدية القادمة من الدول المجاورة. فالإسلام خاتم الرسالات، والحكمة تقتضي وضع قواعد عامة تحتفظ بفعاليتها إلى الأبد، ووسائل قابلة للتطوير، تتسق مع الظروف المكانية والزمانية. ثانيا - تدرج الأصناف في القيمة:وهناك حكمة بالغة في تدرج الأصناف الستة من أعلاها قيمة من بين الأصناف الستة المتوفرة بكمية مقبولة (الذهب) إلى أدناها قيمة وذات نفع لكل الناس (الملح). فكل صنف من الأصناف الستة يمثل درجة من درجات العملة: فئة الخمسمائة ريال... وفئة الهلل. وهناك حكمة في ترك عملية الصرف للسوق ولتقدير البائعين والمبتاعين، وذلك بدلا من ترك تيسيرا للتعامل بهذه العملات النبوية التي فرضتها الحاجة لعدم توفر العملات (النقود) بكمية كافية تفي بحاجة الناس لتبادل المنافع ولتخزين ثرواتهم. ثالثا - ميزة العملات ذات القيمة الذاتية:لقد كانت العملات مسكوكة من المعادن: الذهب، والفضة، والنحاس ثم جاءت العملات النبوية لتجعل معدني الذهب والفضة (غير المسكوكين دنانير ودراهم) بديلا وأضافت إليها سلعا مؤهلة لتكون أثمانا. ثم جاءت الأوراق النقدية لتحل محل العملات السابقة لسهولة نقلها والتعامل بها وحفظها. وأسندتها الدول المصدرة لها في البداية بغطاء من الذهب. وعندما تقدمت الصناعة والتجارة في بعض الدول وعظم اقتصادها ونفوذها في العالم عمدت إلى إلغاء الغطاء المحسوس، وجعلت الغطاء أشياء غير مادية، مثل القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وإذا عقدنا مقارنة بين العملات السابقة، سنجد أن السلع التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في مقام النقود المعدنية المعترف بها هي الأكثر قوة لأنها تتكون من معادن ثمينة شائعة معترف بها كنقود. وقيمة العملات النبوية كوسيلة تبادل ووسيلة تخزين للثروة تشبه قيمة حركة الشمس كوسيلة لتحديد أوقات الصلوات رسميا في العهد النبوي. وإذا جاءت الساعات اليوم بأشكالها المختلفة، لتصبح المعتمد رسميا لتحديد أوقات الصلوات في هذا العصر، فإن قيمة حركة الشمس كوسيلة لتحديد أوقات الصلوات قائمة، لا يمكن إلغاؤها بقرارات رسمية. وكذلك الحال بالنسبة لقيمة السلع الست التي اختارها النبي صاحب السلطة وسيلة للتبادل ولتخزين الثروة باقية ما بقيت الحياة، بعد انقطاع الوحي. ولهذا يستمر خضوعها لأحكام الربا كوسيلة للتبادل وللتخزين. وتحتفظ في الوقت نفسه بقيمتها كسلعة تختلف درجة جودتها وتباع وتشترى بأثمان تتراوح بين العالي والمنخفض بحسب جودتها وندرتها والجهد المبذول في توفيرها وتشكيلها... أما العملات الورقية فتختلف عن العملات المعدنية والسلع في كونها في بعض الظروف تستمد قوتها كلية على القرارات الرسمية مما يجعلها عرضة للانهيار الفجائي وتنقص قيمتها بصورة مطردة. فقد تصبح ورقة المائة دولار أو ورقة الخمسمائة ريال مساوية لقصاصة الورق التي نلقي بها في سلة النفايات، بقرار رسمي واحد. أهمية تثبيت قيمة وسيلة التبادل:من المعلوم بداهة أن الثبات النسبي في القيمة هو الميزة الجوهرية للعملات، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتثبيتها، رغم وجود التفاوت في درجات كل صنف: " عبادة بن الصامت فقام فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح إلا سواء بسواء عينا بعين."(مسلم ج3: 1210) وهي عبارات بليغة في توفير الثبات النسبي للعملات النبوية. ويؤكد ابن القيم أهمية هذه الصفة فيقول: فإن الدراهم والدنانير أثمان المبيعات والثمن هو المعيار الذي به يعرف تقويم الأموال فيجب أن يكون محدودا مضبوطا لا يرتفع ولا ينخفض، إذ لو كان الثمن يرتفع وينخفض كالسلع لم يكن لنا ثمن نعتبر به المبيعات بل الجميع سلع. وحاجة الناس إلى ثمن يعتبرون به المبيعات حاجة ضرورية عامة، وذلك لا يمكن إلا بسعر تعرف به القيمة، وذلك لا يكون إلا بثمن تقوم به الأشياء ويستمر على حالة واحدة، ولا يقوم هو بغيره إذ يصير سلعة يرتفع وينخفض فتفسد معاملات الناس ويقع الخلف ويشتد الضرر.(إعلام الموقعين 2: 156؛ الشوكاني، نيل ج5: 190-196) ومما يؤكد هذه الحقيقة يقول ابن تيمية تعليقا على هذا التبادل الافتراضي بهذه الشروط "...العاقل لا يبيع درهما بدرهمين إلا لاختلاف الصفات مثل كون الدرهم صحيحا و الدرهمين مكسورين أو كون الدرهم مصوغا أو من نقد نافق و نحو ذلك "(ابن تيمية، مجموع 29: 24) وصحيح أن التثبيت للحفاظ على استقرار قيمة العملة يتجاهل تكلفة الجودة في الأصناف الستة وأجر الصنعة، ولكن الأوامر النبوية لم تغفل هذه الحقيقة. فهناك طريقة أخرى للحصول على المختلف في الجودة والمعدن المتميز بالصنعة (مسكوك أو مصاغ)، ولا يتعارض مع قرار التثبيت. وتتمثل هذه الطريقة في توسيط وسيلة تبادل، أي أن يبيع ما يستغني عنه بالعملات المتوفرة، حسب قيمتها في السوق، ثم يشتري ما يريد بالعملات المتوفرة. وهنا تأتي قصة تمر خيبر لتضرب لنا مثلا لذلك: يقول أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل تمر خيبر هكذا؟ قال: لا، والله، يا رسول الله. إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا. (البخاري ج2: 767) ولم تقتصر ضوابط التثبيت على ضرورة التبادل بالمثل بالنسبة للجنس الواحد، ولكنها أيضا حرمت فيها ربا النسيئة عند تبادل صنف من الستة مع صنف آخر منها. وهو ما يندرج تحت الصرف، أي صرف عملة ذات قيمة أعلى بأخرى ذات قيمة أقل أو العكس. فالحديث يؤكد "بيعوا الذهب بالفضة كيف شئتم يدا بيد وبيعوا البر بالتمر كيف شئتم يدا بيد وبيعوا الشعير بالتمر كيف شئتم يدا بيد. ويقول الترمذي أن الحديث رواه عدد من الصحابة رضي الله عنهم، منهم أبو سعيد وأبو هريرة وبلال وأنس، وتقول الرواية عن خالد "بيعوا البر بالشعير كيف شئتم يدا بيد". والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون أن يباع البر بالبر إلا مثلا... فإذا اختلفت الأصناف فلا بأس أن يباع متفاضلا إذا كان يدا بيد. وهذا قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق.(الترمذي ج 3: 541) فهذا التحريم الذي يشمل جميع الأصناف الستة في النص يحقق هدفين: 1. يسهم في ثبات قيمتها بصفتها جميعا وسائل تثمين للسلع والخدمات وتخزين للثروات. 2. يمنع استغلال الغني الموسر للفقير المحتاج بالتحكم في وسيلة التبادل بين السلع والخدمات ووسيلة تخزين الثروات التي تمثل جميع أنواع الثروات، وذلك بدلا من التحكم في بعض السلع. خطورة العملات، ولاسيما في هذا العصر:تظهر خطورة العملات، ولاسيما في هذا العصر لطبيعتها الخاصة وطريقة التعامل معها ولأثرها العظيم في حياة الناس وفي الاقتصاد الوطني والعالمي. طبيعة العملات ووظيفتها:صحيح أن الوريقات التي نسميها عملات مصنوعة من أشياء ذات قيمة شبه وهمية. وصحيح أن التعاملات البنكية والتسجيل الإلكتروني، خاصة، جعلتها ثروات أكثر وهمية، إلا ما توفره للإنسان من مأكل أو مسكن...، وتستمتع بها حواسه الخمس. فهي شيكات ومسندات وأسهم... وسجلات ورقية أو إلكترونية. ومع أنها وهمية في حالات كثيرة فإن الأشياء المحسوسة والخدمات والعلم والخبرات والإبداعات التي يملكها الإنسان لا تُقوّم إلا بهذه الورقات. ولا يمكن للإنسان الحصول على الأشياء التي يحتاجها إلا بما يملكه منها، نقدا أو مسجلا باسمه عند الطرف الآخر أو الوسيط، مثل البنوك. ولهذا كانت الحاجة إلى أجهزة حكومية تُسمى البنك المركزي أو مؤسسة النقد لضبط عملية الكمية المطبوعة منها، وحركاتها الرئيسة للمحافظة على استقرار قدرتها على تأمين السلع أو الخدمات المطلوبة (القيمة الشرائية). ويسهم في قوة عملة البلد المحدد عدد من العوامل الرئيسة: أولا - صادراتها إلى الدول الأخرى، من المواد الخام، والمنتجات الزراعية والحيوانية، والمواد المصنعة ومهارات الابتكار والتأليف والخبرات الصناعية والتجارية والإدارية والعملات (قروض، استثمارات). ثانيا - حجم مستوردات الدولة من الدول الأخرى المدفوع ثمنها عاجلا أو آجلا، حسب جدول زمني محدد، يتفق عليه المصدِّر والمستورد. فالدولة التي تصدر كميات كبيرة من منتجاتها إلى الدولة ذات القوة الاقتصادية دوليا مضطرة إلى قبول الوريقات الذي تصدرها الدولة المستوردة (الدولار مثلا أو اليورو)، ومضطرة أيضا إلى مساندة هذه العملة المقبولة لدى الدول الضعيفة أو الدول التي تربط عملاتها بها. وقد تأخذ المساندة شكل تأجيل المطالبة بالحقوق الحالّة أو بإقراضها رؤوس أموال (عملات). ولهذا تفضل بعض الدول المتقدمة اقتصاديا أسلوب "المقايضة" الحديثة مع بعض زميلاتها باتفاقيات يعترف فيها كل طرف منها بعملة الآخر. ولهذا، كذلك، تحرص بعض الدول على إنفاق فائضاتها من أوراق الدولة القوية اقتصاديا في الاستثمارات الخارجية، بدلا من تخزينها، وشراء ممتلكات محسوسة بها، مثل مصانع وعقارات وتنفيذ مشاريع استثمارية بالشراكة في الدول الأخرى. ثالثا - القدرة على تصدير مزيد من الورق المطبوع باسمها أو المقبولة لدى الدول الأخرى في هيئة قروض نقدية بفائدة لتيسير عمليات الاستثمار في الدول المستوردة لهذه العملات، أو للمشاركة في مشاريع تقام في تلك الدول. وهذا يحقق لها المزيد من فرص الغزو الثقافي والاقتصادي، ويكفي أن يتأمل المسلم في كثير من البلاد التي أنعم الله عليها بثروات ضخمة ليرى بعينيه أدوات وآثار الغزو الثقافي والاقتصادي: الفنادق والمطاعم والسيارات والملابس والمأكولات والمشروبات ووسائل الاتصال والمساكن,... رابعا - القوة السياسية والعسكرية التي تمتلكها الدولة المصدرة للسلع والخبرات ورؤوس الأموال لحماية حقوقها عند الآخرين. طريقة التعامل مع العملات:وبعيدا عن تعقيدات النظريات الاقتصادية يمكن تلخيص طريقة التعامل مع العملات في النقاط التالية: تعتمد البنوك على مصادر الدخل التالية: 1. إيداعات نقدية أو شيكات مسجلة أو قابلة للصرف الفوري، في حسابات جارية قابلة للسحب الفوري. وقد تعمل بعض البنوك على توسيع استفادتها من هذه الحسابات. فتشجع العملاء على المحافظة على حد أدنى من الإيداعات للحصول على إعفاء من أجور المعاملات الروتينية، أو دفع مكافأة للإيداعات التي تزيد عن الحد الأدنى، دون اشتراط المودع ذلك... 2. إيداعات نقدية أو شيكات مسجلة أو قابلة للصرف الفوري. في حسابات لا يمكن السحب منها إلا بعد مدة محددة، وتدفع المؤسسة عليها فائدة "مكافأة" وتأتي تحت اسم التوفير، والتأمين... ويستغل بعض "أمناء" الصندوق وبعض الشخصيات المتنفذة في الإدارات المالية بالمؤسسات الحكومية والخاصة هذا النوع من الإيداعات، للحصول على مردود مالي يختلف حجمه بحسب المبلغ المودع والمدة المحددة للسحب، بدون أي جهد. وهذه السرقة "المهذبة" لعشرات الألوف أو مئاتها هي واحدة من أسباب تأخر مكافآت الغلابا الطلبة والطالبات والعمال. 3. إيداعات وعود شهرية مثلا، الأقساط التي يجمعها البنك نقدا نيابة عن مؤسسة تبيع بالتقسيط، أو في هيئة حسومات من حساب العميل المشتري بالتقسيط أو المقترض من البنك. وتندرج فيها أيضا المرتبات التي ينوب البنك فيها عن المؤسسة الحكومية أو الخاصة في توزيعها على موظفي تلك المؤسسات في مواعيد محددة. وفي الحالة الأخيرة يستفيد البنك عمولة، وعلى الأقل- يستفيد من بقاء هذه المرتبات في حساباتها لمدة محددة، تسهم في توفير السيولة النقدية. 4. إيداعات وعود حسب الإنجاز لصالح المؤسسات التي ترسي عليها بعض المشاريع الحكومية أو التابعة للمؤسسات الخاصة. وتستفيد المؤسسات المالية مما يودع عندها بالطرق التالية: 1. تستخدمه في توفير السيولة اللازمة من النقد للحسابات الجارية ومثيلاتها القابلة للسحب الفوري. 2. توفير القروض بفائدة. 3. توفير الغطاء النقدي للضمانات البنكية التي تصدرها لقاء أجر محدد. 4. تنفيذ مشروعات بالاشتراك مع مؤسسات أخرى. 5. تنفيذ بعض المشروعات الخاصة بها. الموازنة بين الدخل والصرف:نعم تتم الموازنة بين المتوفر نقدا، والموعود بصفة دورية أو حسب الإنجاز وبين احتمال السحب الفوري أو الدوري (شهري، سنوي...)، وذلك لضمان سمعة البنك، واستمرارتيه ونموه. ومع التعامل بالمستندات والعقود، بدلا من التعامل النقدي أصبحت لدى المؤسسات المالية فرصة كبيرة في الصرف والالتزام بأكثر من إيداعاته الموجودة نقدا أو الموعودة مستقبلا. وقد تمضي الأمور بسلام، ولكن قد تحدث بعض الأمور غير المتوقعة فينكشف الأمر... خلاصة القول:وفي ظل نتائج البحث يبدو واضحا أن الرأي الذي يلحق العملات الورقية بالعملات النقدية قد أصاب الهدف، وذلك باعتبارها وسائل تبادل منفعة وتخزين ثروات وينطبق عليها الربا. ويمكن عند الحاجة إضافة معدني الذهب والفضة وأصناف المأكولات الأربعة التي وردت في الحديث النبوي بصفتها عملات نبوية منصوص عليها. فجميعها قادرة على القيام بوظيفة تيسير تبادل السلع والخدمات وتخزين الثروات وقادرة على تمثيلها. وينطبق عليها الربا وتؤخذ منها الزكاة إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول. وأرجو أن يناقشني في هذه النتائج كل من يختلف معي ولديه أدلة مماثلة لأدلتي. فإن ذلك يسعدني لأنه سيبرئ ذمتي أمام رب العالمين ويجعله مستحقا لدعائي له بالتوفيق الدائم. سعيد صيني 21/3/1434هـ
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق