16‏/03‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2455] خطاب مفتوح من الشيخ د. سلمان العودة+الأخونة والعلمنة والعسكرة.. لا فرق

1


خطاب مفتوح من الشيخ د. سلمان العودة

خطاب مفتوح من الشيخ د. سلمان العودة
2013-3-15 | الشيخ سلمان العودة



* مقدمة:

1.  صديقك من صدقك، والعاقل يثمن الكلمة الصادقة أياً كان مصدرها، وهو حديث عن وطن نشترك في حبه والخوف على مستقبله.

2.  منطلقي -ويعلم ربي- هو النصيحة للمسلمين عامتهم وخاصتهم، بالأسلوب الذي أراه مؤثراً ونافعا، وقد كتبت كثيراً رسائل خاصة ولم أجد أثرها.

3.  النص الذي أوجب السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر، هو الذي أوجب قول كلمة الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

4.  لم أفقد الأمل بعد من إمكانية تخفيف الاحتقان وفتح أفق للتدارك والإصلاح.

5.  هذا بلد قام على تحكيم الشريعة، وفيه المقدسات التي تهوي إليه الأفئدة، وأمنه وصلاحه هدف للمسلمين جميعا.

6.  الحفاظ على المكتسبات، والتي منها الوحدة الجغرافية يحفزنا إلى المناشدة بالإصلاح، فالبديل هو الفوضى والتشرذم والاحتراب.

7.  الناس هنا مثل الناس في العالم، لهم أشواق ومطالب وحقوق، ولن يسكتوا إلى الأبد على مصادرتها كلياً أو جزئياً.

8.  حين يفقد الإنسان الأمل .. عليك أن تتوقع منه أي شيء.

9.  ثم مشاعر سلبية متراكمة منذ زمن ليس بالقصير، وقد استوحيت كلامي من كثيرين من فئات مجتمعية ومناطقية عديدة.

10. إذا زال الإحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء.

11. مع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسة والاجتماعية قيمتها، وتصبح القيادة بيد الشارع.

12. عند الغضب يكون دعاة التهدئة محل التهمة بالخيانة أو الضعف، ويقود المشهد الأكثر اندفاعاً ومفاصلة مع الأوضاع القائمة.

13. ارتفاع الهاجس الأمني جعل معظم أنشطة الدولة خاضعة للرؤية الأمنية.

* السجون:

14. تم حشد كل المشتبه بهم داخل السجون .. وكانت الفرصة مواتية لإخراج كل المشتبه ببراءتهم، لكن هذا لم يحدث.

15 السجون خلت من أي إستراتيجية، وكانت عاقبتها زرع الأحقاد والرغبة في الثأر وانتشار الفكر المحارب بشكل أوسع داخل السجون.

16. أدافع عن السجناء، وكثير منهم غير راضٍ عني، وبعض من خرجوا يهاجمونني .. ومن واجبي الدفاع عنهم .. الحقوق ليست مقصورة على من يتفقون معنا.

17. العديد من أفراد الأسرة الحاكمة ليسوا موافقين على سياسة السجون،وهذا معروف بتويتر وفي المجالس،وقد وقفت عليه بنفسي.     

18. من حُكِموا قبل عقود بالسجن لعشرات السنين في تهم انقلاب على الحكم السعودي عفي عن معظمهم بعد سنوات معدودة.

19. معاملة السجناء ليست وفق أنظمة واضحة ولا مؤسسات، بل هي عملية فردية، وتعتمد على تقرير رجل المباحث.

20. الإسراف في استخدام العقوبة يفقدها هيبتها وأخوف ما يكون السجن قبل تجربته!

21. الألم والغضب يصيب السجين وزوجته وأهل بيته وأسرته ومعارفه وأصدقاءه ومحيطه الاجتماعي.

22. إحراق صور المسؤولين عمل رمزي يجب ألا يمر دون تأمل، وكيف بدأ؟ وإلى أين ينتهي؟

23. سيطرة جهاز المباحث على السجين منذ الرقابة وحتى الاعتقال والتفتيش، ثم المحاكمة والتنفيذ جعلته محروما من حقوق كثيرة.

24.  رجل الأمن حين يسيء إلى سجين،فهو يقامر بمستقبل الوطن كله.

25.  السجناء ينتظرون العفو بمناسبات عدة .. فلماذا يستثنى بعضهم؟

26. هناك حالات إنسانية وصحية صعبة يتم تجاهلها لفترات طويلة حتى تتفاقم وتتعقد ويستعصي حلها، ولعل هذا ما حفز بعض النساء على التحرك.

* الإعلام:

27. الناطقون الرسميون يعبرون عن بؤس، وينتمون إلى زمن مضى، وليس في كلامهم جاذبية ولا إقناع ولا تأثير.

28. الأداء الإعلامي قائم على الحجب والتدخل الأمني وكأنه لم يعلم بوجود الشبكات الاجتماعية والكمرات المحمولة التي توثق الأحداث فورا.

29. الجيش الأمني في تويتر وقنوات (شبه) حكومية يرمي كل ناصح بأنه (محرّض)، وكل داع إلى الإصلاح السياسي بأنه (طامع)، بينما الوعي يكبر وينمو!

30.  يحتاج الناس إلى جهة لا تنتسب إلى الأمن تتحدث عن السجون وتقدم تقاريرها الميدانية، فلا يصح أن يكون الأمن هو الخصم والحكم.

31. ابتزاز المواطنين بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال الأبطال (رحمهم الله) .. كلنا مع شهداء الواجب ومع إطلاق الأبرياء أيضا.

32. إذا فقد الناس الثقة بالجهة الأمنية فمن غير الممكن أن تكون مصدراً معتمداً للمعلومات عندهم.

33.  ترويج وجود جهات خارجية ليس حلاً، والواقع أن الخصوم يحاولون استغلال أوضاع داخلية لها أسبابها التي لا يجوز تجاهلها.

* المعالجة:

34. في الأفق غبار ودخان ومن حقنا أن نقلق مما وراءه والقبضة الأمنية ستزيد الطين بلّة وتقطع الطريق على محاولات الإصلاح.

35 .أسمعونا بعد انتظار طويل ما يوحي بأن عهداً جديداً قد بدأ، عالجوا يأسنا بأخبار إيجابية صادمة وغير متوقعة.

36.  إذا أغلقت الأبواب فالمضطر قد يركب الصعب ويغفل عن المصالح والمفاسد، وإلى أين يذهب بعد توقيف من قصدوا الأبواب المفتوحة؟

37. هل انشغلت الداخلية بقضية (الإفراج) ووسائله وضماناته كما انشغلت من قبل بقضية الاعتقال؟

38.  يجب أن يُغلق هذا الملف ولا يبقى من الموقوفين إلا من ثبت تورطهم وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية، وأن يُعلن هذا عاجلا.

39. اطلعت على أوضاع سجناء فيها ظلم، وحالات موت وإعاقة جسدية أو نفسية وعرقلة إفراج وتجاوز لأحكام القضاء لم نسمع بياناً لحقيقتها.

40. الخوف من سلوك السجين بعد الإفراج ليس مسوغاً لتجاوز الشريعة، ولا يجوز معاقبة الآلاف لاحتمال حدوث عنف من بعضهم.

41. من الإجراءات الضرورية الإفراج عن معتقلي حسم وإصلاحيي جدة، وحفظ حقوقهم حفاظاً على اللحمة الاجتماعية وتكريساً للحقوق والتماساً لرحمة الله.

42. من الخطر أن يضيق على الناس حتى لا يكون لديهم شيء يخسرونه.

43. حقوق المواطن مشروعة وليست ممنوحة.

44. حجب آليات التوقيف والتحقيق وسلامة الإجراءات عن القضاة والتأثير على قناعاتهم، والتدخل في اختيارهم، يؤثر في عدالة القضاء.

45. ليس مفهوماً أن يكون (التحقيق والادعاء) مرتبطاً بوزارة الداخلية، بينما في بلاد العالم هو مستقل أو مرتبط بالعدل.

46. ثم تجاوزات حقيقية في معاملة السجناء، يجب التحقيق فيها بجرأة ومعاقبة المتسببين ووضع آليات تضمن عدم تكرارها ..

47. الاستجابة لمطالب الناس المشروعة ليست ضعفاً.

48.  يجب الإفراج الفوري عن كل بريء والتعويض والاعتذار بشجاعة وفتح صفحة جديدة.

49. المفرج عنهم يجب أن تعاد إليهم حقوقهم كاملة وأن يمارسوا حياتهم بكرامة لنساعدهم على تجاوز الماضي.

50. من أسباب الاحتقان: الفساد المالي والإداري - البطالة - السكن - الفقر - ضعف الصحة والتعليم - غياب أفق الإصلاح السياسي.

51. استمرار الحالة القائمة (مستحيل) ولكن السؤال .. إلى أين يتجه المسار؟

52. الناس قلقون من المستقبل ولديهم تساؤلات لا يعرفون إجابتها.. وها هي هجرة الأموال وربما رجال الأعمال تتزايد.

53.  شئنا أم أبينا فنحن في قارب واحد..وعلينا السعي في إصلاحه، ولو صاحب العلاج بعض المرارة فالمهم عاقبته.

54. ما حدث أسهم في تمزيق النسيج الاجتماعي وإحداث قطيعة.. وهي (أزمة) يمكن أن تحوّل إلى (فرصة) للتصحيح، وفي أهلنا سماحة وقدرة على التجاوز.

55. مهمة الحكومات تنظيم الأعمال وليس تعويقها وإغلاق فرص العمل المؤسسي والتطوعي والخيري يدمر المجتمعات.

* خاتمة:

56.  بلد يعتمد في إدارته على العلاقات الشخصية وليس المؤسسات .. كيف سيواجه التحديات؟

57. يتساءل الناس والشباب خاصة، ما هي قنوات الاتصال بينهم وبين السلطة؟

58. ثم مواطنون خائفون من الفوضى والانفلات، ويحتاجون إلى من يهدئ مخاوفهم بمشروع واقعي إصلاحي، يكونون شركاء فيه.

59. لا أحد من العقلاء يتمنى أن تتحول الشرارة إلى نار تحرق بلده ولا أن يكون العنف أداة التعبير.

60. الثورات إن قمعت تتحول إلى عمل مسلح، وإن تجوهلت تتسع وتمتد، والحل في قرارات حكيمة وفي وقتها تسبق أي شرارة عنف.

61. أعيذكم بالله أن تكونوا ممن قال فيهم (وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له)، وهم الذين أصموا آذانهم عن كل ناصح.

62. الفرصة إذا أُهدرت فقد لا تعود، والشيء إذا تأخر عن إبّانه فقد جدواه، والوقت سيف لك أو عليك.

63. على المؤمن أن يخاف مؤاخذة الله له في الآخرة (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) ويحذر أن يلقى الله بمظالم يعجز عن الاعتذار عنها.

64. الله يعلم أن قلبي لا ينطوي على غش لأحد .. وأي إساءة وجهت لي من أي كان فمحلها الصفح، وأني لا أحب لهذا البلد حاكمه ومحكومه إلا الخير.

اللهم إن كان فعلي صواباً فاجعله في صالح عملي، وإن كان خطأ فاجعله في سابغ عفوك.

..........

العصر

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



مقاربة سورية - بوسنية
جمال خاشقجي

السبت ١٦ مارس ٢٠١٣

بينما كانت تشتعل حرب البوسنة، التي امتدت طوال أربع سنوات قاسية، بكل ما كان فيها من قتل وقصف ومذابح واغتصاب ممنهج للنساء ودمار لمدن تاريخية وتطهير عرقي وتهجير (والمقاربة هنا جلية مع الحرب في سورية)، لم تتوقف لحظةً العملية الديبلوماسية المملة والمسوفة، التي سعت لحلٍّ سلمي بين المتقاتلين، اجتماعات ومفاوضات بين الأميركيين والأوروبيين من جهة، والروس الذين كانوا يدعمون الجانب الصربي المعتدي ويقدمون له شتى المبررات (تاريخ يعيد نفسه في سورية). في الوقت نفسه وعبر قنوات سرية، كان السعوديون والأتراك والماليزيون والسودانيون، بل والإيرانيون أيضاً يُرسلون الأسلحة لإخوانهم في البوسنة.
كل يوم كانت ثمة قصة للإعلام: مذبحة سوق سراييفو الشهيرة.. حصار موستار.. تدمير جسرها الشهير.. اجتماع في واشنطن أو فيينا.. تهديد بإحالة القيادات الصربية إلى محكمة الجنايات الدولية.. قرار بحظر السلاح عن كل الأطراف.. مجاهدون عرب يغرون كتّاب أعمدة في الصحف الأوروبية للتحذير من قيام جمهورية إسلامية أصولية في قلب أوروبا، في مقابلهم النازيون الجدد من ألمانيا والسويد ينضمون إلى الكروات في حربهم ضد المسلمين في بداية الحرب، ويعترفون لاحقاً بأنهم شاركوا في مذابح (مقاربة هنا مع مشاركة «حزب الله» والأصوليين الشيعة مع النظام ضد الثورة).
أحياناً كانت تلوح في الأفق لحظات توحي بأن ثمة مخرجاً للأزمة بعد اجتماع بين وزيري خارجية روسيا الاتحادية الناشئة وقتذاك والولايات المتحدة، ولكن سرعان ما تتلاشى الآمال. كان الأوروبيون يُظهِرون اهتماماً، بل أرسلوا حتى قوات حفظ سلام، ولكنهم كانوا يتحاشون المواجهة مع الصرب حتى عندما تجري مذبحة هائلة تحت أبصارهم. كان مسلمو البوسنة الحلقة الأضعف، فتحالف حتى الكروات الذين يكرهون الصرب ضدهم لضم بعض من أراضيهم الى جمهوريتهم الناشئة، ولكن صمود المسلمين أدى إلى أن يحترمهم العالم الغربي الذي كان سيقبل باقتسام الصرب والكروات جمهورية البوسنة لو لم يصمد المسلمون، على رغم أن كل الظروف والاحتمالات كانت ضدهم. إنه العالم نفسه الذي كان مستعداً أن يعيد بشار الأسد إلى رحابه لو انتصر في صيف 2011 على شعبه.
الآن يبدو أن ثمة لحظة فارقة في أفق الصراع، فالقوتان العظميان اتفقتا على ضرورة التوصل إلى حل سلمي، فبدأتا بالضغط على النظام لتشكيل فريق مفاوض تقبله المعارضة، ثم سيفرضون على المعارضة أن تقبله. مَن المستعد أن يراهن أن مسعى كهذا يمكن أن ينجح؟ إذا افترضنا أن المعارضة السورية لم تنقسم، أو قبلت على مضض بتكليف زعيمها معاذ الخطيب الذي تزداد شعبيته بفضل صراحته واستعداده أن يقود، فيترأس فريقها إلى مفاوضات تجرى في موسكو، لمعالجة عقد النقص الروسية المستفحلة، يجلس أمامه وليد المعلم وبثينة شعبان، ولا بد من اثنين على الأقل يمثلان المنظومة الأمنية الأخطبوطية في سورية، ولا بد من أن يكونا من الطائفة العلوية. عن يمين الخطيب بعض قيادات «الجيش الحر» من الداخل وممثلون للأقليات، علوي ومسيحي وهؤلاء موجودون في صفوف الائتلاف، «الإخوان المسلمون» لن يصروا على التمثيل، فهم يراهنون على الداخل والمستقبل. من الضروري لإظهار جدية المجتمع الدولي أن يكون على رأس الطاولة وزيرا الخارجية الأميركي والروسي، وبينهما الأمين العام للجامعة العربية ومبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي.
أول بند سيكون بالطبع وقف إطلاق النار، ستقبل به المعارضة، أما وفد النظام فسيحاول أن «يتشاطر» كما لو أنه في حوار تلفزيوني، سيقول أحدهم إن الدولة مسؤولة وفق الشرعية الدولية عن حماية أمن مواطنيها، وإنهم سيقبلون بوقف إطلاق النار، وعليه يجب أن يحتفظوا بحق الرد في حال تعرضت منشآت الدولة أو المواطنون «لاعتداء من العصابات المسلحة»، حينها لا بد من أن «يشخط» الوزير الأميركي جون كيري بوضوح ويقول إن النظام هو الذي يقتل، وإنهم هنا طرف وليسوا ممثلين لدولة، ثم يضيف أن وقف إطلاق النار ستتم مراقبته من بعثة على الأرض وعبر الأقمار الاصطناعية، لتحدد من الذي سينتهك الاتفاق. لا بد من أن يكون ثمة اتفاق مسبق على ذلك بينه وبين نظيره الروسي لافروف حتى لا يختلفا أمام الكاميرات، فلا معنى لاتفاق وقف إطلاق نار من دون آلية أممية لمراقبته ومعاقبة منتهكيه، ويشمل ذلك القصف بالطائرات وصواريخ «سكود» قبل معارك الزواريب التي تصعب السيطرة عليها تماماً.
وفد النظام يعلم أنه إذا تم الاتفاق على قرار بوقف إطلاق النار يضمنه قرار أممي يصدر عن مجلس الأمن، فإن ذلك يعني نهاية النظام، فحينها عليه الانتقال إلى البند الثاني وهو إجراءات نقل السلطة إلى حكومة انتقالية، فالنظام عاش بالبندقية ولن يستمر من دونها، إنه يعلم ذلك.
السلام يعمل لمصلحة المعارضة، وليس النظام، ففي اللحظة التي يتوقف فيها قصف الدبابات والقصف الصاروخي والقنص في المدن الثائرة، ستشتعل ثورة شعبية من جديد حتى في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام، بل حتى دمشق التي تبدو موالية في الغالب ستعود إليها أجواء الربيع العربي، هذه الثورات رأيناها في مصر وتونس واليمن. إنها شعبية تتحرك من دون زعيم، قد تتوجه نحو المقار الأمنية تحرقها، نحو القصر الرئاسي وتعتصم أمامه وتصرخ في الرئيس إن كان لا يزال هناك وعاجزاً عن قراءة المشهد «ارحل.. ارحل».
هل يمكن أن يتحول الجيش السوري الطائفي الذي استمرأ القتل، أن يتحول فجأةً وبعد «اتفاق السلام» إلى «جيش مصري» يحتضن الأطفال، ويسمح للمتظاهرين بالتقاط الصور التذكارية، وهم يعتلون دباباتهم؟ أشكك في ذلك، بل أشكك في أن يوافق لافروف على أن يصدر اتفاق وقف إطلاق النار بقرار من مجلس الأمن، وهو قرار لن يصمد إن لم يصدر بضمانة دولية تحت البند السابع.
إذاً ستستمر الحرب التي بدأت «تطفح» إلى خارج سورية، إلى العراق ولبنان وتركيا (قامت الأخيرة بعملية خاصة الأسبوع الماضي داخل سورية لتعقب عنصر استخبارات سوري فجّر سيارة مفخخة في معبر باب الهوى داخل الأراضي التركية). أما الأردن فتورطه «السري» يزداد كل يوم. سيستمر الزحف البطيء نحو دمشق، ويتبادل النظام والمعارضة السيطرة على بابا عمرو في حمص، وتستمر دول المنطقة في تسليح المعارضة، وستدخل على خط التسليح دول غربية لعمل توازن بين النظام والمعارضة مثلما قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، ويزداد تدفق المغامرين الشيعة من العراق، وعناصر «الحرس الثوري» و»حزب الله» على سورية لإضفاء بعد طائفي على الصراع، ومثلهم مغامرون سعوديون وشيشان وأتراك ومصريون وليبيون، بعضهم يأتي إيماناً بالحرية، وآخر يبحث عن الدولة الإسلامية المفقودة.
أو أن تأتي لحظة رئيس شجاع مثل بيل كلينتون ليأمر بقصف مواقع القوات الصربية مثلما حصل في 30 آب (أغسطس) 1995. بعد أسبوعين رضخ الصرب وتخلوا عن صلفهم وغبائهم وتوجّه بشار الأسد... عفواً سلوبودان ميلوسوفتش إلى دايتون الأميركية ليوقع بعد شهر اتفاقاً ينهي حرباً كان يمكن إيقافها قبل أربع سنوات وقبل تدمير مدن البوسنة التاريخية وقتل 200 ألف مواطن، واغتصاب 50 ألف امرأة.
........
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


الأخونة والعلمنة والعسكرة.. لا فرق


بداية ينبغي التأكيد على أنني أتمنى أن ينجح الرئيس مرسي، لأن نجاحه هو نجاح للثورة.. وفشله هزيمة لها.. وما نكتبه هو "نقد سياسي" قد يرضى من في السلطة وقد لا يرضيه، والمسألة هنا لا تتعلق بحسابات الرضا والسخط، وإنما حسابات الوطن وحده ولا يشغلنا من في السلطة الآن، سواء أكان رئيسًا إسلاميًا أو علمانيًا.
وفي هذا السياق فإن الحديث عن "أخونة الدولة" قد يعتبرها الإخوان حقًا للجماعة باعتبارها فازت بالأكثرية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ثم بالرئاسة.. وهي حجج تحتاج إلى مراجعة.. لأن البرلمان غير موجود، وبالتالي لا توجد أكثرية وأقلية برلمانية.. ثم الأخطر فيما يتعلق بعملية الأخونة ذاتها.
وحتى لا يغضب أصدقاؤنا في الجماعة، فإن "الأخونة" مثل "العلمنة" و"العسكرة" وما شابه.. فهي ليست "جريمة سياسية" وإنما "جريمة إنسانية".. لأنها تقوم على "الفرز الأيديولوجي" أو التنظيمي أو المؤسسي. وليس على "الفرز الوطني".
والمشكلة الأخطر، هو غياب الوعي بكارثية "الأخونة" أو "العلمنة" لأنها قد تحيل "الدولة الوطنية" إلى "دولة العصابة" أو إلى دولة "حكم الأقلية".. وهي ـ حتى لا يتحسس الأخوان ـ ليست "شتيمة" وإنما توصيف بالغ الأهمية للبناء عليه، في استشراف مستقبل البلاد.
وقياسًا إلى ما سبق.. فإن "الأخونة" في مصر، تعدل "البعثنة" في العراق قبل الإطاحة بصدام حسين.. وفي سوريا التي تتفكك حاليًا.. و"قذفنة" الدولة والمؤسسات والجيش أيضًا في ليبيا قبل السقوط المأساوي للعقيد معمر القذافي.. وفي الحالات الأربعة اختفت "الدول الوطنية" وحضرت "دولة العصابة" التي لا يمكن خلعها إلا بـ"العنف المسلح".
ولعل هذا الوعي، هو الذي أفضى إلى أحد أهم الأسئلة المطروحة على المجتمع المصري الآن: ما هي القوى السياسية أو المنظمة القادرة على "خلع" الإخوان من الحكم، حال سيطروا على كل مفاصل الدولة، وحل الإخوان محل النظام القديم؟!
لا توجد أية قوة مدنية أو دينية قادرة على إزاحة الإخوان في طبعتها المهيمنة.. ولا رهان على أي تيار سياسي يحد من توحش وتغول الجماعة.. وليس ثمة بديل ـ والحال كذلك ـ إلا "العنف المنظم" والذي قد يتطور لاحقًا إلى ما يشبه الاقتتال الداخلي أو الحرب الأهلية أو البديل الآمن والمنظم "الجيش" حال توفر له الغطاء الشعبي.. وهو غطاء يمكن صناعته مع تنامي مشاعر الكراهية للجماعة بالتزامن مع الفوضى الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تهدد وحدة البلاد.. ولعل الأخير هو السيناريو الذي يحاكيه تطور الأحداث حاليًا.
 المشكلة أن الرئيس والجماعة لا يعبئان بمثل هذا السيناريو، الذي بات أقرب إلى شراك نعل الرئيس، من مكتب الإرشاد.. ويراهنان على "الوقت" وعلى "الشعبية" المتآكلة.. وعلى "الشرعية" التي باتت عبئًا على الأمن القومي المصري.!

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



تركيا وأوجالان و "اللعبة الكبرى"



بادر حزب العمال الكردستاني بالأمس إلى تسليم ثمانية من الموظفين الأتراك الذين كان اعتقلهم في العام 2012 في خطوة ملموسة ومحددة لما يتداول حول سيناريو حل تم وضع بعض ملامحه في المفاوضات بين الدولة التركية وزعيم الحزب المعتقل في جزيرة إيمرالي عبدالله أوجالان.
الخريطة المتوقعة هي أن يعلن أوجالان في الأسبوع المقبل وربما بنفسه وبالصوت والصورة إعلان تجميد العمليات العسكرية بمناسبة عيد النوروز لدى الأكراد.ويلي ذلك خطوات مقابلة من الدولة التركية مثل إقرار تعديلات في القوانين تتيح إطلاق سراح بعض المعتقلين الأكراد.وفي النهاية تتحقق خطوات متتالية ومتزامنة تتضمن بنود الحل المقترح وهو انسحاب المقاتلين الأكراد من الداخل التركي إلى شمال العراق.وإعلان ترك السلاح نهائيا مقابل إطلاق سراح كل الأكراد المعتقلين وإجراء تعديلات دستورية تعترف بالهوية الكردية والتعلم باللغة الأم ومنح ما يشبه الحكم الذاتي للأكراد وإقرار الانتقال في الدستور الجديد إلى نظام رئاسي يتيح لأردوغان أن يصبح رئيسا للجمهورية في العام 2014 بصلاحيات مطلقة لخمس سنوات قابلة للتجديد.تتوج العملية بإطلاق سراح أوجالان ليقود النضال الكردي سلميا هذه المرة وبالتفاهم الكامل مع رجب طيب أردوغان.
التفاؤل سيد الوضع في تركيا.وليس من مواقف يمكن اعتبارها استفزازية أو مخربة للعملية.لكن الأسئلة كثيرة فيما إذا كان الأتراك مستعدين فعلا لتلبية ما يريده الأكراد؟ أم أن الشيطان يكمن في التفاصيل؟وهل الأكراد بدورهم مستعدون للقبول بالمتيسر على قاعدة أن القليل خير من الحرمان؟
قد لا يهم الأكراد كثيرا شكل النظام السياسي في تركيا أكان برلمانيا أو رئاسيا فما يعنيهم هو حصولهم على حقوقهم وهي فرصة تاريخية لهم لتحقيق مطالب مزمنة. لكن مما يظهر حتى الآن أنه ليس من خريطة طريق محددة ونهائية.وأن الاحتمال مفتوح على خطى السلم والحرب.فليس واضحا ماهية الحكم الذاتي الذي سيمنح للأكراد هل هو فعلا حكم ذاتي أم مجرد توسيع لصلاحيات البلديات والمجالس المحلية خارج أي "كيانية" سياسية ما.وهل ستكون اللغة الكردية(إلى جانب التركية) لغة أساسية في التعلم أم أنها ستدرج بصفتها اللغوية الصرف فيما يبقى التعليم فقط باللغة التركية؟وهل سيدرج فعلا الاعتراف بالهوية الكردية في الدستور أم سيتم التوصل إلى صيغة سلبية لا تشير إلى الهويتين؟
وفي المقابل هل يوافق الأكراد على التخلي عن السلاح ومحاربة الدولة مقابل تسوية لا تلبي بالكامل مطالبهم المزمنة؟أم أنهم سيقبلون بما تيسر على قاعدة القليل خير من الحرمان وعلى أساس إطلاق سراح أوجالان والمعتقلين المؤيدين له؟ وعلى أساس أن التسوية المقترحة هي محطة في مسار طويل سينتهي إلى الدولة المستقلة على غرار دويلة أكراد العراق؟وهل سيقبلون أن يكونوا مجددا بيدقا في اصطفافات إقليمية ودولية تعرضهم لمخاطر من هنا وهناك؟أم سيولون مصالحهم القومية أولوية ويرفضون أن يكونوا أداة في أي لعبة على ظهرهم؟
 وما هو دور وموقف المعارضة التركية العلمانية والقومية؟وهل يضمن أردوغان ألا تتحول خطة التسوية المقترحة إلى حالة انفصالية ولو بعد سنوات أو عقود فينقلب السحر على الساحر؟وما هو دور القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل؟وإذا كان الغرب وواشنطن تحديدا تقدّر دور الحليف التركي في تطبيق السياسات الغربية في المنطقة، فهل ستسمح له بتجاوز السقوف المرسومة لدوره؟خصوصا أن تركيا دولة مسلمة؟أم أن واشنطن قد تغطي هذا المشروع إذا كانت متأكدة من أنه يستهدف في النهاية إضعاف النفوذ الإيراني؟وما هو موقف القوى الإقليمية من مجمل ما يجري؟أسئلة كثيرة ليس من إجابات حاسمة عليها وتترك "عملية إيمرالي" في دائرة من الغموض والتجاذبات والمفاجآت و... شيطان التفاصيل في "لعبة كبرى" جديدة تشهدها المنطقة.
............
الشرق القطرية




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة





واشنطن تعزز دفاعاتها الصاروخية لمواجهة تهديد كوريا الشمالية
خبراء يقولون إن بيونجيانج أمامها سنوات قبل أن تستطيع ضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي
السبت 4 جمادي الأول 1434هـ - 16 مارس 2013م
وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل
واشنطن - رويترز -
أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أمس الجمعة عن خطط لتعزيز الدفاعات الصاروخية في ولاية ألاسكا لمواجهة التهديد النووي المتزايد الذي تشكله كوريا الشمالية، تتضمن إضافة 14 صاروخا اعتراضيا لموقع دفاعي صاروخي في الولايةبحلول عام 2017 ونشر نظام تعقب بالرادار في اليابان.

ويمثل قرار إضافة 14 صاروخا اعتراضيا جديدا مضادة للصواريخ فيفرود جريلي بولاية ألاسكا عدولا عن قرار اتخذته إدارة الرئيسالأمريكي باراك أوباما في عام 2010 بوقف توسيع منطقة الدفاعاتالصاروخية هناك وإبقائها عند 30 صاروخا اعتراضيا.

وكانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش تعتزم نشر ما إجماليه 44صاروخا اعتراضيا.

وجاء قرار هاجل باستكمال منظومة الصواريخ إلى 44 نتيجة للتهديدات المتزايدة من إيران ومن كوريا الشمالية على وجه الخصوص بعد أن أجرت بيونجيانج ثالث تجاربها النووية الشهر الماضي وأطلقت صاروخا لوضع قمر اصطناعي في مداره في ديسمبر/ كانون الأول.

وقال هاجل "السبب وراء ما نقوم به.. ليس لاغتنام أي فرصة بل تحسبا للتهديد."

وأضاف أنه سيتم نشر الصواريخ الإضافية بحلول نهاية عام 2017ولكنه لم يكشف عن موعد بدء نشرها.

وذكر هاجل أن الولايات المتحدة ستمضي قدما في خطة أعلنتهاوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون العام الماضي لنشر راداردفاعي صاروخي ثان في اليابان.

وجاء إعلان هاجل بعد أسبوع من تهديد كوريا الشمالية للولاياتالمتحدة بشن ضربة نووية وقائية.

ويقول بعض الخبراء إن كوريا الشمالية أمامها سنوات قبل أن تستطيع ضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي رغم سعيها على مدى عقود لاكتساب قدرة نووية.



..............................................................

وفد سعودي يزور 20 سجيناً في العراق... والأوضاع الأمنية تحول دون زيارة البقية
الدمام – عمر المحبوب
الحياة
يبدأ اليوم (السبت) وفد سعودي زيارة هي الأولى من نوعها إلى السجون العراقية، لتفقد أوضاع السجناء السعوديين في العراق. وعلمت «الحياة» أن الوفد سيقوم بزيارة سجنين فقط بسبب الدواعي الأمنية، وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يشتكي عدد كبير من السجناء السعوديين في العراق من تعرضهم لسوء المعاملة، وعدم تمكنهم من الاتصال بذويهم منذ اعتقالهم.
وأوضح المتحدث باسم السفارة السعودية في الأردن المستشار حسين السلامة في تصريح لـ«الحياة»، أن زيارة الوفد التفقدية للسجناء السعوديين في العراق ستبدأ اليوم، وسيقوم الوفد بزيارة تفقدية لأحوال السجناء ومتابعة شؤونهم في سجني «سوسة»، و«جم جمال» الواقعين في محافظة السليمانية شمال العراق، مشيراً إلى أن الوفد يضم 3 أشخاص، حيث جرى تنسيق إجراءات الزيارة مع إدارة السجون العراقية.
وقال : إن سجن «جم جمال» يضم معتقلين سعوديين، فيما يضم سجن «سوسة» 18 معتقلاً، مبيناً أن جميع قضاياهم هي تجاوز للحدود فقط.
وأكد أنه تجري مباحثات حالية لعودة بعض المعتقلين السعوديين إلى المملكة، إلا أنه لم يتم إبلاغ السفارة حتى الآن بأي شي، وأنه في حال إبلاغ السفارة بتاريخ عودتهم سيتم إنهاء جميع إجراءاتهم الرسمية وتقديم جميع التسهيلات لهم. وعلمت «الحياة» من مصادر خاصة أن الوفد السعودي لن يتمكن من زيارة باقي المعتقلين السعوديين في السجون الأخرى، نظراً للأوضاع الأمنية، وأنه في حال تحسنها سيتم زيارتهم وتفقد أحوالهم.
إلى ذلك كشف محامي المعتقلين السعوديين في العراق عبد الرحمن الجريس أنه تلقى خطاباً من السفارة العراقية في الرياض يشير فيه إلى قرب تنفيذ اتفاق تبادل السجناء، وبدء وصول الدفعة الأولى من المعتقلين، والتي تضم 50 معتقلاً ســعودياً من العراق خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن خطاب السفارة العراقية الذي تلقاه جاء رداً على استفساره حيال القضية، وتضمن أن الخطوات التنفيذية بشأن نقل السجناء من رعايا البلدين سائرة في الطريق الصحيح كما خُطط لها، مبيناً أنه وصل للرياض أخيراً وفد عراقي رفيع المستوى أمضى 3 أيام عقد خلالها عدة جلسات عمل مع المختصين من وزارة الداخلية السعودية، واتّفق الطرفان على آلية لتنفيذ نقل المحكومين بأحكام سالبة الحرية وفقاً لاتفاقية الرياض عام 1983، كما اتفقوا على جدول زمني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وأكد أن عملية تبادل السجناء ستكون خلال الأًيام المقبلة، وستكون على 3 مراحل، وتشمل المرحلة الأولى السجناء المحكومين بأحكام مكتسبة للدرجة القطعية «تم تمييز أحكامهم والتصديق عليها»، فيما تشمل المرحلة الثانية السجناء المحكومين بأحكام لم تكتسب الدرجة القطعية «لم يتم تمييز الحكم». والثالثة تضم السجناء الموقوفين الذين لم تصدر بحقهم أحكام قضائية بعد، لافتاً إلى أن ملف المعتقلين الصادر بحقهم حكم الإعدام لا يزال معلقاً وعددهم 6 معتقلين، مبيناً أن الحكومية العراقية أبدت موافقتها للتفاوض حيالهم، بعد حضور لجنة سعودية مختصة للتباحث في شأنهم.
وقال: «الاتفاقية الموقّعة بين البلدين تنص على احتفاظ دولة الإدانة وحدها بالاختصاص القانوني والقضائي فيما يتعلق بأي نوع من الإجراءات كإعادة النظر في الحكم الصادر، على أن يقوم كلٌ من الطرفين المتعاقدين بإبلاغ الطرف الآخر على وجه السرعة عن الأحكام القضائية الصادرة على إقليمه بحق مواطني ذلك الطرف، مع توضيح مدد العقوبات الصادرة بحقهم، كما يقوم كلٌ من الطرفين المتعاقدين بإبلاغ الطرف الآخر على وجه السرعة عن إيقاف أيٍّ من مواطني كل منهما أو القبض عليه».
وشدد على الاستمرار بمطالبة المسؤولين العراقيين بطلب العفو عن جميع المعتقلين سواء من صدرت بحقهم أحكام قضائية أو لم تصدر، وفق ما وعدت به الحكومة العراقية في متهمي القضايا المدنية، لافتاً إلى أن ثلثي المعتقلين قضاياهم مدنية.
وأردف أنه في حال نقلهم إلى المملكة نطلب من المسؤولين بوزارة الداخلية أن يكون للمعتقلين معاملة خاصة، وأن يكون لهم أيضاً أماكن مخصصة، بعيداً عن السجناء الآخرين.

................................................................................

إندبندنت: الصراع في سوريا خلق موجة مجاهدين سلفيين بريطانيين


السبت,16 مارس 2013 03:20 ص

أحرار برس

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية حول الحرب الدائرة في سوريا إن "الصراع المستمر منذ نحو عامين خلق موجة من المجاهدين السلفيين البريطانيين".
وكشفت إندبندنت أن "الصراع الدموي في سوريا أنشأ موجة جديدة من المسلحين البريطانيين الذين أصبحت سوريا مقصدهم الأول من أجل عملياتهم المسلحة".
ونقلت الصحيفة عن وكالات أمنية قولها إن "سوريا حلت محل باكستان والصومال وأصبحت الوجهة المفضلة للمتطرفين الذين يسعون إلى الجهاد بشكل فوري وهو أمر متاح في سوريا حالياً مع الاحتفاظ بميزة غياب الأمن والمراقبة من قبل السلطات".
وتقول الصحيفة إن هذه التطورات المقلقة جاءت انعاكساً للظهور القوي للجماعات المسلحة المجاهدة، التي يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة، في سوريا وهيمنتها على ساحات المعارك ضد القوات الحكومية.
وقدرت الصحيفة عدد المسلحين البريطانيين الذين غادروا البلاد بالفعل متجهين إلى سوريا بنحو 100 شخص، مشيرة إلى أن هذا العدد قابل للزيادة.
وترى الصحيفة أن هذه القضية خلقت مشكلة فريدة من نوعها أمام أجهزة الأمن والاستخبارات في دول الغرب المطالبة بتعقب ومراقبة المجاهدين الذين يمدون يد المساعدة للمعارضة المسلحة التي بدورها تتلقى دعما من بريطانيا وحلفائها.
وتقول إندبندنت إن السلطات البريطانية اعتقلت مجاهدين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد عقب عودتهم من سوريا بعد توجيه تهم محددة أما الغالبية العظمى منهم فلم يتم التعرض لهم بزعم أنهم لم يقوموا بنشاط مخالف للقانون.

.............................................................................................................

مخطط ايراني لاحتلال الكويت
مخطط ايراني لاحتلال الكويت







كشفت أوساط في «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لصحيفة «السياسة» الكويتية أن تياراً متشدداً قريباً من المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي داخل «حزب الدعوة» الاسلامي برئاسة المالكي يعتبر دولة الكويت «جزءاً من السيادة الايرانية»، لأسباب جيو سياسية واستراتيجية، أهمها أن القيادة الإيرانية تريد أن تكون دولة الكويت منطقة نفوذ ايراني.

وقد سعت في السنوات السابقة لتوقيع اتفاقات امنية ثنائية مع الحكومة الكويتية، بالاضافة إلى وجود نوايا ايرانية بأن تكون لديها حدود برية مع المملكة العربية السعودية، كما أن إيران ستنتقم من دول الخليج فور سقوط النظام السوري وأن «الحرس الثوري الإيراني وضع خططا عسكرية لاحتلال الكويت أو جزء منها.


.............................................................................
مارس - 15 - 2013


متابعات :

كسر الداعية اللبناني السني البارز الشيخ أحمد الأسير وعدد كبير من أنصاره الطوق الامني المحكم المفروض على محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا، وخرجوا في تظاهرة حاشدة استنكارا لحصار المسجد ومحاولات اقتحامه.

وأزال المئات من المواطنين الذين تقاطروا أمس إلى باحة مسجد بلال الحاجز الحديدي والطوق البشري الذي فرضه عناصر الجيش حول المكان، وانطلقوا في مسيرة راجلة جابت شوارع عبرا وصولاً إلى منطقة "كوع الخروبي" حيث ألقى الشيخ الأسير كلمة أكد فيها "أننا لسنا هواة تصعيد أو هواة شارع، لكن الاعتداءات علينا يجب أن تتوقف، لذا سارعوا إلى فك الحصار، لأنها سابقة خطيرة لم يقدم عليها العدو الصهيوني."

وتابع "سارعوا إلى تنفيذ سلة المطالب، لبنان ليس لنبيه بري أو حسن نصر الله… وما حصل أمس مع الإعلامية هدى شديد خير دليل على ما نعاني منه…لماذا يخافون من الكاميرا؟ لأن الصورة أصدق من الكلام، وتكشف الحصار الأمني المشدد علينا، وإننا لنأسف أن يستجيب بعض المراسلين لما يمليه عليهم الأمنيون".

ودعا الشيخ الأسير جميع المناصرين في مختلف المناطق اللبنانية إلى الصلاة يوم الجمعة في صيدا تحت عنوان "جمعة فك الحصار عن مسجد بلال" .

وكان شبان قد قطعوا بعض الطرق في بيروت، ومناطق أخرى في شمال لبنان، فجر الأربعاء، تضامنا مع الشيخ أحمد الأسير المحاصر داخل مسجد بلال بن رباح من مدرعات الجيش اللبناني جنوب البلاد.

وقال الأسير على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن هذا الطوق حصل "بعد محاولة أحد الحواجز" التابعة للجيش اعتقال أحد الشيوخ أمام المسجد.

وذكرت مصادر إعلامية ان الشيخ داعي الإسلام الشهال زعيم أهل السنة في لبنان، قد وصل الى ساحة النور في طرابلس للإنضمام الى الإعتصام التضامني مع أحمد الأسير، وسماع أصوات رشقات نارية في الساحة".

وقال الأسير: "إن الجيش يطوق المسجد الذي يؤم الصلاة فيه في جنوب لبنان ويريد اقتحامه"، حسب ما أوردت صفحة الأسير الرسمية على موقع "فيسبوك" على الإنترنت ومصادر أمنية.

المقال



..............................................................................


سجل أرقاماً قياسية حضوراً وشراءً

معرض الكتاب يودّع زوّاره.. والمبيعات 70 مليون ريال

شهد المعرض تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية.

شهد المعرض تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية.


الاقتصادية

عبد السلام الثميري من الرياض

أسدل الستار البارحة على فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2013، بعد أن حظي بإقبال كبير من محبي الثقافة والكتاب، حيث سجل المعرض أرقاماً قياسية في الحضور والشراء.
وقالت مصادر لـ"الاقتصادية" إن الإحصائيات تشير إلى أن مبيعات المعرض قاربت الـ70 مليون ريال خلال الأيام العشرة الماضية، متفوقة عن مبيعات العام الماضي.
ورصدت "الاقتصادية" خلال فترة المعرض إقبال الزوار وتفاعلهم مع ما يعرض من مطبوعات ومؤلفات، إضافة إلى الفعاليات الثقافية المصاحبة، وحرص كثير من الأسر على اصطحاب أبنائهم.
ولعل مما يسجل للمنظمين هذا العام خلو المعرض مما يعكر الأجواء الثقافية، وتنامي خبرة العاملين في المعرض، ما أسهم في تلافي الأخطاء السابقة في الأعوام الماضية.
فالملاحظ طيلة أيام المعرض التوافق الذي جمع بين الجهات العاملة في المعرض، فهناك تآلف بين رجال الأمن وجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع إدارة المعرض، ما أسهم في النجاح.
عصر أمس الجمعة، كانت "الاقتصادية" هناك قبل افتتاح البوابات بساعتين، ورصدت أعدادا كبيرة من محبي الثقافة بصحبة أسرهم وأبنائهم، ينتظرون انطلاق فعاليات المعرض في اليوم الأخير للاستمتاع بما يحتويه من كتب ومعرفة، قبل أن يغلق المعرض أبوابه.
هذا الإقبال أجبر المنظمين على فتح بوابات المعرض قبل الرابعة موعد الافتتاح، وكأن الزوار أرادوا أن يبعثوا رسائل للمنظمين مفادها أنهم مشتاقون لمثل هذه الفعاليات الأدبية.
ولعل هذا التلهف على زيارة المعرض واقتناء الكتب يؤكد ما ذكره الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام، أن الإقبال على معرض الرياض الدولي للكتاب شبيه بالمعارض الدولية الأخرى للكتب، فالمواطنون السعوديون لديهم رغبة عارمة في الثقافة واقتناء الكتب.
قدرت مبيعات المعرض بـ 70 مليون ريال خلال عشرة أيام.
ورصدت "الاقتصادية" خلال الفترة الماضية مشاركة فاعلة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في معرض الرياض الدولي للكتاب، من خلال عدد من الأعضاء، إضافة إلى جناح خاص به، لعرض عدد من إصدارات "الحسبة"، وتوضيح مهامهم وصلاحياتهم للزوار، فالقول اللين والابتسامة هما السمة التي كانت على محيا أعضاء الهيئة خلال تجولهم في أروقة المعرض، وتوجيههم لزوار المعرض.
ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب أحد أكبر المهرجانات الثقافية في السعودية، حيث يحظى بأكثر من مليوني زائر سنوياً من المهتمين بشراء الكتب والمشاركة في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض.
وكان الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، قد أوضح أن عناوين الكتب الورقية التي شاركت في المعرض لهذا العام بلغت أكثر من 250 ألف عنوان، بينما بلغت عناوين الكتب الإلكترونية أكثر من مليون عنوان، شملت مختلف المجالات الثقافية والعلمية والفكرية والاقتصادية.



...................................................................


هناك من سيقود عنك .. ربط السيارات بشبكة الانترنت بحلول عام 2014


(أنحاء) – وكالات : -
هل من الممكن أن تتولى سيارتك القيادة بدلاً منك خلال غفوتك القليلة أثناء سفرك الطويل المرهق ؟ وهل كان مسلسل نايت رايدر Knight Rider الذي يحكي قصة سيارة عجيبة اسمها (كيت) تتحدث مع صاحبها وتقود نيابة عنه وتنقذه في المواقف الحرجة هل كان استباقاً للأحداث بأكثر من ثلاثين عاماً ؟ أم أنه التطور الطبيعي للعلم ولجهد العلماء ؟
ولم لا ؟ فالشركات تنفق المليارات على الاستثمار في هذا المجال .. فإذا كان القانون يحظر استخدام الهواتف المحمولة اثناء القيادة، لكن شركات صناعة السيارات تأمل في ان تدفع التكنولوجيا المستخدمة في الهواتف الذكية إلى تغيير الطريقة التي نستخدم بها سياراتنا.
ويعني ذلك إدخال ثقافة التطبيقات الإلكترونية إلى السيارة، بدءا من خدمة تحدد ساحات الانتظار المتاحة وحجز المطاعم المحلية او معرفة الاتجاهات التي تعرض أمام قائد السيارة على زجاج السيارة الامامي. وتعتمد جميع هذه الخدمات على ربط السيارة بشبكة الانترنت بما يسمح بتدفق المعلومات دون عناء من خلال اوامر صوتية يصدرها قائد السيارة.
وترى شركة انتل ان السيارات المتصلة بخدمات الانترنت هي بالفعل ثالث اسرع التكنولوجيات المتنامية بعد الهواتف والحواسيب اللوحية. وقال جاك بيرغويست من شركة "اي اتش اس" للمعلومات إن "شركة فورد أعلنت بشكل قاطع ان هذه الميزة تعزز مبيعات سياراتها".
واضاف أن "ما يزيد على 50 في المئة من المستهلكين يستهويهم وجود جهاز قادر على الاتصال بالانترنت". وهناك بالفعل تطبيقات تحدد اماكن المحطات المحلية للتزود بالوقود وأسعاره، أو طرقا مختصرة للوصول لمدينة ما وتوجد ايضا تطبيقات تحدد لقائدي السيارات ساحة الانتظار المتاحة لسياراتهم في بعض المدن الكبرى، وذلك عن طريق استخدم اجهزة استشعار إلكترونية او تحليل صور جوية لرصد المساحات في الشوارع .
ولا عجب أن شركة انتل وحدها ستستثمر 100 مليار دولار خلال السنوات الخمسة المقبلة في شركات تعمل في تسريع استخدام الانترنت في قيادة السيارات. وقال بيرغويست "بحلول عام 2014 ستكون جميع السيارات التي تبيعها بعض الشركة الكبرى مزودة بنوع من اجهزة الاتصال بالانترنت". وأن الشركات ستفق نحو ثلث ميزانيتها على إدخال برامج عرض تلفزيونية إلى السيارات وانظمة التكنولوجيا داخل السيارات".

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



وعد كونداليزا

قراءة لكتاب: عصر الإسلاميين الجدد، د.وليد الهويريني، الطبعة الأولى، 1434هـ

إبراهيم بن عمر السكران




الحمد لله وبعد،،
إذا كان كتاب (وعد كيسنجر) للشيخ د.سفر الحوالي هو النذير العريان لفضح المخطط الأمريكي في مرحلة أزمة حرب الخليج 1412هـ/1991م، فإنني أرى أن كتاب الشيخ د.وليد الهويريني (الإسلاميون الجدد) هو النذير العريان لفضح المخطط الأمريكي في حقبة ثورات الربيع العربي.

حين أنهيت هذا الكتاب للشيخ د.وليد الهويريني (الإسلاميون الجدد) والذي صدر قبل أربعة أيام فقط، شعرت بنفس الشعور الذي شعرت به حين قرأت لأول مرة كتاب (وعد كيسنجر)، فوجوه التشابه والتناظر فرضت نفسها علي، فكلا المؤلفَين قادمَين من حقل العلوم الشرعية، ورسائلهما الأكاديمية رسائل في العلوم الشرعية، فرسالة الماجستير للهويريني عن (أحكام الطواف بالبيت الحرام)، ورسالته للدكتوراة عن (أحكام النوازل في فقه العبادات).

ومع ذلك فكلا الرجلين يتتبعان التقارير السياسية والكتابات الاستراتيجية الغربية عن المخطط الأمريكي للمنطقة، بشكل مبكر قبل أن ينتشر الوعي بهذا المخطط شعبياً، وكلاهما أصدر كتاباً وجيزاً مكثفاً يحاول جمع أطراف الموضوع في وحدة خطابية ومشهد متكامل، بدلاً من أن تكون مجرد تعليقات متناثرة هنا وهناك.

المدهش في الأمر حقاً أن الشيخ د.الحوالي انطلق في كتابه من الوعد الذي أطلقه وزير الخارجية الأمريكي في وقته هنري كيسنجر، وهكذا الشيخ د.الهويريني انطلق في مطلع كتابه من الوعد الذي أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية في وقتها كونداليزا رايس، حيث يقول د.الهويريني في مطلع كتابه:
(يقول الدكتور النفيسي: عندما سمعت الاحتجاجات في تونس، وسقوط النظام التونسي؛ تداعى إلى ذهني صورة وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس" قبيل تكليفها بحقيبة الخارجية الأمريكية عام 2005م، حيث مثلت أمام لجنة الاستماع في الكونجرس الأمريكي، الذين سألوها عما ستفعله إذا استلمت حقيبة الخارجية، فقالت رايس: إن لدينا قائمة من الحلفاء في الشرق الأوسط انتهت صلاحيتهم، واستهلكوا تماماً، ويجب التخلص منهم، واستبدالهم بحلفاء جدد للولايات المتحدة)[الإسلاميون الجدد، ص21].

كما أشار المؤلف مرةً أخرى إلى حديث كونداليزا رايس في قولها: إن المهمة الأساسية للولايات المتحدة في المرحلة القادمة تتمثل في تكرار النجاح في الحرب الباردة عبر شن حرب الأفكار[ص34].

وينقل المؤلف –أيضاً- حديث جورج بوش الابن في نوفمبر 2003م عندما ذكر بأن (الولايات المتحدة ظلت تدعم الديكتاتوريات في الشرق الأوسط لأكثر من ستين عاماً، وأن تلك السياسة لم تجلب لأمريكا الأمن، أو تخدم مصالحها) وأن بوش أعلن عن تخليه عن هذه السياسة، وتبنيه لسياسة جديدة قوامها نشر الديمقراطية[ص34].

كما يستعرض المؤلف -أيضاً- ما جاء في نص وثيقة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحته الولايات المتحدة على مجموعة الدول الصناعية الثمان وفيه (طالما تزايد عدد الأفراد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية في المنطقة، فسنشهد زيادة في التطرف والإرهاب، والجريمة الدولية، والهجرة غير المشروعة)[ص37].

ويستشهد المؤلف –أيضاً- بدراسة أوروبية بعنوان (العالم 2005م) قام بوضعها فريق الخبراء في (معهد دراسات الأمن للاتحاد الأوروبي) وقد قدم تقريراً عن هذه الدراسة الكاتب العلماني المعروف هاشم صالح، وجاء في هذه الدراسة (إذا احترم الغرب نتائج الانتخابات، وقبل بوصول المعتدلين الإسلاميين، كما حصل في تركيا مثلاً؛ فإن المتطرفين سيصبحون في خطر، وتتقلص قاعدتهم الشعبية، ولكن إذا حصل العكس، فإن المعتدلين سوف ينضمون إلى المتطرفين)[ص39].

وثمة شواهد أخرى كثيرة ذكرها المؤلف، والحقيقة أن النص الكونداليزي الأول الذي سبقت الإشارة إليه؛ هو صافرة السباق في القصة التي يرويها د.الهويريني، ولذلك، وأنا أقرأ هذا النص الذي انطلق منه د.الهويريني في كتابه قلت في نفسي: بما لو استشارني الشيخ د.الهويريني في اسم كتابه لقلت سمّه (وعد كونداليزا)!

وهكذا نحن بحاجة لرصد وتحليل: ما الذي جرى؟ وما الذي تغير؟ في السياسة الأمريكية لإدارة المنطقة في الحقبة ما بين (وعد كيسنجر) إلى (وعد كونداليزا).

وهذا النص الأول الذي نقله المؤلف –بواسطة د.النفيسي- عن وزيرة الخارجية في وقتها كونداليزا رايس، وهي تشرح للكونجرس الأمريكي خطتها في إدارة المنطقة؛ صدمتني حدته ووضوحه وفجاجته، فأغلقت الكتاب جانباً، ورحت أبحث عن نص هذه الكلمة في الأرشيف المنشور لكلمات كونداليزا رايس، ووجدت الكلمة التي ذكرها النفيسي، وأظنه يقصد الكلمة التي افتتحت بها كونداليزا رايس مرحلتها الوزارية، وألقتها في 18 يناير 2005م، ففي هذه الكلمة الافتتاحية لمرحلتها الوزارية أعلنت رايس بكل وضوح أن الرئيس بوش الابن انفصل عن سياسة سابقة امتدت ستة عقود كانت "تتغاضى عن نقص الحرية مقابل الاستقرار"، وتعني بها سياسة أمريكا في التحالف مع النظم الديكتاتورية لضمان استقرار مصالحها في المنطقة، ثم قالت رايس نصاً (كلما بقي الشرق الأوسط منطقة استبداد؛ فسيبقى ينتج المتطرفين الذين يهددون أمن أمريكا).

ثم تحدثت رايس عن المهام التي ستقوم بها، وقالت (المهمة الكبرى الثالثة بالنسبة لنا هي نشر الديمقراطية والحرية حول العالم) ثم ذكرت تجارب الديمقراطية في إندونيسيا وماليزيا، وأنها رأت الرجال والنساء في أفغانستان طوابير ينتظرون لساعات لكي ينتخبون، وأنها رأت الفلسطينيين تحولوا للانتخاب في انتخابات مرتبة ونزيهة، ثم ذكرت تحضير العراق للانتخابات، ثم ختمت هذه الفقرة بقولها في عبارة دالّة (هذه العقود الأولى من هذا القرن الجديد ربما ستكون حقبة الليبرالية، ونحن في أمريكا يجب أن نفعل كل شيء نستطيعه لجعل هذا واقعاً).

وبالنسبة لي فأعجب ما قالته رايس في كلمتها الافتتاحية لمرحلتها الوزارية هي أنها ذكرت "التحديات" التي تواجه أمريكا، ثم قالت هذه العبارة الخطرة (هناك بعض الرؤساء المنتخبين، يتخذون خطوات "غير ليبرالية"، وهذا إذا لم يتم تصحيحه فسيقوض التقدم الديمقراطي الذي تم تحقيقه بصعوبة). فلاحظ هنا أن الخارجية الأمريكية لا تريد ديمقراطية مستقلة بحسب إرادة الشعوب، بل ديمقراطية تجلب الليبرالية وإلا سيتم مواجهتها! أي الديمقراطية كأداة للّبرلة والتغريب فقط.

واستلهمت رايس في كلمتها هذه نموذجاً ذكرت في نص كلمتها أنها استعارته من ناتان شارانسكي (Natan Sharansky)، وشارانسكي هذا هو صاحب الكتاب المشهور (قضية الديمقراطية: قوة الحرية في التغلب على الاستبداد والإرهاب) وفكرة الكتاب الجوهرية أن حركات العنف إنما تنتجها المجتمعات غير الديمقراطية، ولذا فإن مهمة السياسة الخارجية الأمريكية يجب أن تكون توسيع الديمقراطية للدول غير الديمقراطية، ويبرر شارانسكي استخدام القوة لذلك.

وكونداليزا رايس –كما يروي البعض- هي التي وثقت صلة بوش الابن بشارانسكي، وقرأ بوش الابن كتاب شارانسكي، وانفعل بوش الابن بهذا الكتاب جداً، وتأثر به جوهرياً، حتى أن بوش الابن قال في أحد مقابلاته (إذا أردت لمحة عن: كيف أفكر في السياسة الخارجية؟ فاقرأ كتاب ناتان شارنسكي "قضية الديمقراطية"). وكان شارانسكي ذكياً حيث التقط عبارة بوش هذه ووضعها على ظهر الكتاب في طبعته الجديدة، وهو من قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في أمريكا، بحسب الواشنطن بوست والفورن أفيرز.

بل إن بوش الابن استضاف شارانسكي في المكتب البيضاوي في نقاش استمر ساعة حول أفكار كتابه، وكيف يمكن تطبيقه في الحرب على الإرهاب؟ وحول فكرة فرض الديمقراطية الليبرالية بالقوة، في العراق وغيرها، قال بوش الابن لشارانسكي (هذا هي الأمور التي أعتقدها، ولكنك أنت قدمت "الأساس النظري" لهذه الاعتقادات).
[حول هذه المعلومات عن علاقة الرئيس بوش الابن بكتاب شارنسكي انظر:
Dickerson, What the president reads, CNN]

بقي أن يعرف القارئ فقط أن ناتان شارنسكي منشق روسي يهودي سابق، وسبق أن سجن في روسيا، وسياسي إسرائيلي حالياً تقلّد مناصب وزارية في إسرائيل!

والحديث عن الدور الذي لعبه شارانسكي في التأسيس النظري لفكرة فرض الديمقراطية والليبرالية على الشرق الأوسط، وأن هذا هو الذي سيحفظ أمن الغرب، وتأثير كتابه على المحافظين الجدد، وخصوصاً بوش الابن، وكونداليزا رايس، فيه تفاصيل أخرى ليس هذا موضعها.

المهم .. أن الشيخ د.الهويريني انطلق في كتابه من وعد كونداليزا رايس عام 2005م، نتيجة كون هذا الوعد يشرح كيف تم التحول الأمريكي من حماية الديكتاتوريات الحليفة لحماية مصالح أمريكا، إلى البحث عن حلفاء جدد مقبولين شعبياً يحمون المصالح الأمريكية.

حسناً .. إذا كانت أمريكا توصلت إلى أن حلفاءها الديكتاتوريين في الشرق الأوسط لم يضمنوا أمنها تماماً بسبب أن هؤلاء المستبدين ينامون على برميل بارود شعبي يتميز حنقاً كما يصف المؤلف [ص38]، وأن هذه المجتمعات المسلمة غير الديمقراطية صارت تنتج القوى التي تهدد الأمن الأمريكي، فمن هو الحليف الجديد الذي يمكن أن تنتجه فكرة فرض الديمقراطية والليبرالية بحيث يضمن الأمن الأمريكي؟

استعرض المؤلف عدة نماذج لهذا (الحليف الجديد) الذي تبحث عنه أمريكا، ويجمعهم اسم (الإسلاميون الجدد) بحسب المؤلف.

فمن هذه النماذج النموذج الأردوغاني، وهو أول نموذج عرضه المؤلف، حيث التقى أردوغان ببوش الابن وعرض عليه بوش تفاصيل خطة مشروع تغيير الشرق الأوسط، حتى إن فهمي هويدي القريب من حركة أردوغان تأكد بنفسه من هذه المعلومات، كما يقول فهمي هويدي:
(الحديث الاميركي المتواتر عن تغييرات مرجوة في خرائط المنطقة يبدو أنه كان أول الكلام وليس آخره، وهذا ليس استنتاجاً، ولا هو استسلام لمنطق المؤامرة التي يصر بعض الأبرياء على نفي وجودها، ولكنه قراءة لأحدث الاخبار الآتية من العاصمة التركية أنقرة، ذلك أن صحيفة «يني شفق» نقلت خبراً مفاده أن الرئيس بوش عرض على أردوغان معالم المشروع الاميركي الجديد لـ«الشرق الأوسط الكبير»، وحسب الصحيفة فإن واشنطن تريد من تركيا أن تقوم بدور محوري فيه، حيث تتولى الترويج لنموذجها الديمقراطي و«اعتدالها» الديني، لدرجة ان الرئيس الاميركي اقترح أن تبادر تركيا الى إرسال وعاظ وأئمة الى مختلف أنحاء العالم الاسلامي، لكي يتولوا التبشير بنموذج «الاعتدال» المطبق في بلادهم، وعندي قرائن وشواهد عدة ترجح صحة الخبر، منها أن صحيفة «يني شفق» قريبة من أوساط الحركة الاسلامية التركية، ومحررها الرئيسي فهمي قورو الذي كان ضمن الوفد الصحفي التركي المرافق للسيد اردوغان أكد لي في اتصال هاتفي أجريته معه يوم الاثنين ـ أول أمس ـ في نيويورك انه هو الذي بعث بالخبر الى صحيفته، وأن فكرة إرسال وعاظ وأئمة الى العالم الاسلامي كانت تسريبا من جانب العاملين في البيت الأبيض)[هويدي، الشرق الأوسط، 3فبراير2004م].

لا أخفي القارئ أنني حين قرأت فكرة بوش هذه التي اقترحها على أرودغان "أن ترسل تركيا وعّاظ للعالم الإسلامي يبشرون بنموذج الإسلام المطبق عندهم" فإنني لم أستطع كظم تبسمي، هذه الفكرة تعبر فعلاً عن بساطة تفكير بوش فيما يعتنقه!

والتقارير الأمريكية المشهورة اقترحت على الخارجية الأمريكية تبني نشر النموذج التركي، ومن ذلك ما جاء في تقرير راند 2008م والذي كان بعنوان (صعود الإسلام السياسي في تركيا) ومما جاء فيه (ينبغي على الولايات المتحدة أن تعد تركيا لتكون نموذجاً للإسلام المعتدل، وتصدّره لبقية الدول في الشرق الأوسط).

ويتتبع المؤلف أمارات ووقائع لسلوكيات تركيا تؤكد اضطلاعها بالدور الذي حمّلتها إياه الخارجية الأمريكية، ومن ذلك أن وزير الخارجية التركي أعلن في زيارته لمصر عن دعمها بملياري دولار بينما تركيا تواجه أزمة اقتصادية، وقد أثار هذا الرقم الفلكي تساؤلات المتابعين! وعندما زار أردوغان مصر وهللوا له حث الشعب المصري على صياغة دستور يقوم على مبادئ العلمانية.

ومن ذلك أن تركيا في نفس الوقت الذي حصلت فيه المشادّة الكلامية بين بيريز وأردوغان كانت توقع على اتفاق مع إسرائيل بقيمة 165 مليون دولار حول الصور المحمولة جواً عشية القصف الإسرائيلي على غزة، وواصل سلاح الطيران الإسرائيلي تدريبه في قونيا في تركيا، وعندما فازت حماس وجّه أردوغان لها النصيحة (يجب على حماس أن تفهم أن عدم الاعتراف بإسرائيل سيضر بعلاقاتها الدولية).

ومن نماذج الحلفاء الجدد الذين ذكر المؤلف أنها تبحث عنهم أمريكا ما قدمه تقرير راند المشهور 2007م عن بناء شبكات إسلامية معتدلة، وعرضه لمواصفات الإسلامي المطلوب، وأنه الذي يتناغم مع القيم الليبرالية، سواءً يقبل بها مباشرة، أو يقبل بها مع تعزيزها بمستندات دينية[ص57].

ومن نماذج الحلفاء الجدد الذين ذكر المؤلف أنها تبحث عنهم السياسة الخارجية الأمريكية ما صوره كتاب (إسلام بلا خوف .. مصر والإسلاميون الجدد) لأستاذ العلوم السياسية بكلية ترينيتي الأمريكية د.ريموند بيكر، والذي صدر في 2003م، وترجم للعربية في 2008م، وقد اختار المؤلف ستة من المفكرين الإسلاميين في مصر باعتبارهم ممثلين نموذجيين لمشروع "الإسلاميون الجدد" كما يسميه بيكر، والمفكرون الستة الذي اختارهم الباحث ودرس خطابهم هم: الشيخ محمد الغزالي، د.يوسف القرضاوي، القاضي طارق البشري، المحامي محمد سليم العوا، والصحفي فهمي هويدي، وأستاذ القانون أحمد كمال أبو المجد، ويؤكد بيكر في كتابه هذا أن (هؤلاء الإسلاميون الجدد لا يقبلون القراءات المغلوطة لللإسلام التي تحرم الموسيقى والرقص والتعبير الفني عموماً)[ص83].

ويذكر بيكر بتثمين عالٍ جداً، وانبهار وإعجاب، فتوى القرضاوي وهويدي والبشري والعوا، في جواز مشاركة الجنود المسلمين الأمريكيين مع القوات الأمريكية في حرب أفغانستان![ص87].

ومن نماذج الحلفاء الجدد الذين ذكر المؤلف أنها تبحث عنهم السياسة الخارجية الأمريكية "ملتقى النهضة" الذي أشرف عليه د.سلمان العودة، حيث يقول المؤلف (لنا أن نعد "ملتقى النهضة" الذي عقد مرات عدة في بلدان خليجية، كان آخرها الكويت؛ نموذجاً تطبيقياً لهذا التوجه)[ص109].

وبعد هذه الجولات التاريخية يأتي المؤلف لسؤال البحث الأساسي، وهو البحث عن أمريكا بين هتافات الربيع العربي؟ أين الوجود الأمريكي؟ خلف أي المتاريس تكمن العيون الأمريكية؟ لا يعقل أن تقف أمريكا متفرجة؟!

عندما اندلعت الثورات العربية نهضت ثلاثة قوى أمامها: أولها: قوى الثورة المضادة وهي قوى الاستبداد الفاسدة التي تحاول عرقلة الربيع العربي لأجل أن تبقى في السلطة، وثانيها: القوى الشعبية المتطلعة لحكم الشريعة وتنفس هواء الكرامة، وهاتان القوتان شديدتا الظهور في المشهد.

لكن بقيت قوة تتحرك بنفوذ أقوى، ولكن كثيرا من عيون المتابعين عاجزة عن مراقبتها، وهي القوى الغربية التي تحاول حرف مسار الثورات باتجاه مصلحة الغرب وأمريكا على وجه الخصوص، ضمن استراتيجيات مسبقة.

المؤلف يبدو شديد القلق جداً أن تنجح القوى الغربية في اقتياد الثورات باتجاه مصالحها؛ فسعى إلى التنقيب وتتبع الدراسات والتقارير الغربية، وحاول أن يكشف الخطط والمؤامرات الغربية لتوظيف ثورات الربيع باتجاه المصالح الغربية، وبدأ يروي القصة منذ أن بدأت القوى الغربية تحضر للثورات العربية وبداياتها الجنينية.

وقد حاول المؤلف أن يظهر هذه المعطيات الخطرة، وهي التغير في السياسة الأمريكية من دعم الدول الديكتاتورية المستبدة إلى دعم نمط مدجن من الإسلاميين لهم قبول شعبي وبنفس الوقت لديهم استعداد للرضوخ للإملاءات الثقافية الغربية.

يرصد المؤلف طابوراً من الشواهد يحاول من خلالها التوصل لنتيجة أساسية وهي أن الغرب يدعم الثورات العربية، بل وخطط لها مسبقاً، ولكن لا لتصل إلى مراد الشعوب في تحكيم شريعة ربها، وإنما لتكون بيئة غربية مستنسخة أقدر على حماية المصالح الأمنية والاستراتيجية الغربية، يذكر المؤلف من ضمن هذه الشواهد الضغط الغربي على المجلس العسكري المصري لينسجم مع مسار الثورة [ص70]، والبرامج التدريبية في التغيير السياسي السلمي التي صممتها أمريكا لمجموعات شبابية منتقاة قبل الثورات، مثل أكاديمية التغيير، وقد كتبت عن أكاديمية التغيير مجلة المجتمع الكويتية[ص71].

ومن الشواهد التي ذكرها المؤلف –أيضاً- أن د.عبد المنعم أبو الفتوح تمثل أطروحاته نسخة مشابهة فكرياً للنموذج الأردوغاني، ورشّح نفسه للانتخابات بما ترتب عليه فصله من جماعة الإخوان رسمياً، فوقف معه د.القرضاوي ومنحه دعماً معنوياً كبيراً. وفي سلسلة تقارير بعنوان "الإسلاميون الجدد" نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وصفت أبو الفتوح بأنه (رائد الليبرالية في سباق الرئاسة).

وفي رأيي أن من أهم الأسئلة الساخنة التي عالجها المؤلف هذا السؤال: (هل جماعة الإخوان المسلمين من الإسلاميين الجدد؟) وعقد لهذا السؤال مبحثاً خاصاً[ص110].
وخلاصة جواب المؤلف عن هذا السؤال هو التفصيل، حيث يميّز المؤلف داخل جماعة الإخوان نفسها عن تيارين يتزاحمان، أولهما: توجه تنويري، والثاني: توجّه إسلامي أصيل.
ولكن لمن الغلبة بين التيارين؟ يقول المؤلف (الكفة على الصعيد التنظيمي لا زالت ترجح لصالح التيار الإسلامي الأصيل، والكفة على الصعيد الجماهيري تدفع باتجاه تصاعد التيار التنويري)[ص110].

ومن الملحوظات البديعة في الكتاب ملاحظة تتعلق باتجاه التطورات التي لحقت التيار التنويري بين موروثه التاريخي، وبين واقعه في السعودية والخليج، حيث يلاحظ المؤلف أن آباء التنويريين كان لهم جهود في مقارعة العلمانية والماركسية ونحوها من التيارات المنحرفة في زمانهم، بينما التنويريين المعاصرين سيما في منطقة الخليج فيرى المؤلف أنهم تخلوا عن هذا المكوّن، حيث يقول المؤلف (ثمة ظاهرة مقلقة بدأت في التجلي لدى الاتجاه التنويري، لا سيما في منطقة الخليج، وهي أن خطابهم الإعلامي وإنتاجهم الفكري؛ يكاد يخلو من التصدي للتيارات الليبرالية والعلمانية، وأصبح "نقد السلفية" هو المظهر البارز عندهم)[ص129].

ثم ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى دراسة أثر التصورات السياسية السابقة على المسألة الفكرية، ويتحدث عن (معركة المفاهيم الثالثة) وهو توصيف استعاره بمحدداته ومحتواه من الشيخ أحمد سالم (أبو فهر السلفي).

ولاحظت المؤلف يكرر في مواضع متعددة من الكتاب التأكيد على أن القضية ليست: هل نقف مع الثورات أم ضدها؟ فالواجب الوقوف معها قطعاً، والتضحية في سبيلها، ولكن القضية الأساس لدى المؤلف: كيف نفهم تحركات القوى الكبرى حول الثورات، ونحول دون نجاحهم في توظيفها لمشروع لبرلة الشرق الأوسط واستعماره ثقافياً؟

المحزن في الأمر فقط أنني فهمت من المؤلف أن كتابه هذا لن يباع في غير معرض الكتاب، فلن يتوفر في المكتبات التجارية بعد المعرض، وهذا هو معرّف المؤلف على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر لمن أراد التواصل معه: @waleed1418
وأتمنى لكم قراءة ممتعة للكتاب، بل أتمنى أن تعقد ورش فكرية مفتوحة لمناقشة مضمون الكتاب دعماً ونقداً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الإسلام بين الشرق والغرب، لعلي عزت بيجوفتش

  الإسلام بين الشرق والغرب، لعلي عزت بيجوفتش

بقلم: د. مصطفى الحسن

محاضر وكاتب سعودي



لا أذكر عدد المرات التي سمعت فيها ثناء عطرا باذخا على الكتاب من سنوات عديدة، في أوائل التسعينيات شهدت أحداث البوسنة والهرسك وأحببت علي عزت بيجوفيتش منذ ذلك الحين، من بداية الأحداث إلى أن أخرج قومه من كماشة التطهير عرقي، ومن مصيدة الأفكار الدينية المتطرفة:

وكنت ولا أزال أتعجب من الإجماع على الثناء عليه وحبه من شعبه ومن الإسلاميين من أقصى يمينهم إلى أقصى يسارهم، حتى المجاهدين العرب الذين كانوا هناك لا يذكرونه إلا بالخير، ويعدون اتفاق دايتون حيلة المضطر، وحنكة السياسي، وتجسيد لفقه الممكن.

تأخرت قراءتي للكتاب كثيرا، وأول ما وقعت يدي كانت على النسخة التي تحوي مقدمة الدكتور المسيري، ومع حبي الشديد لهذا المفكر إلا إني تضايقت كثيرا من مقدمته، وشعرت بسلطة تحاول أن تفرض نفسها على نص بيجوفتش.

قرأت الكتاب في أول مرةk فتوقفت عند فصول الإنسان والثقافة والحضارة والأخلاق، ولم أكمل، كنت متفاجئا، ربما لأن الثناء المسبق رفع سقف التوقعات عندي، وربما لأنني افترضت شيئا لم يزعمه الكاتب.

مع مجموعة (كونشرتو) للقراءة قرأت الكتاب مرة أخرى، وناقشناه اليوم، وقد أفدت كثيرا من هذا النقاش، فقد أشاروا إلى مجموعة من الأفكار الذكية، مما جعل الحوار شيقا وعميقا.

ليس سهلا أن تمسك بالفكرة المركزية في الكتاب، ولا بقصد الكاتب، ولا بذلك (الشيء في النص)، وستعاني كثيرا إن حاولت أن تصنع قيمة للكتاب، وستحتار كثيرا إن سألت نفسك هل كان بيجوفتش يقصد أن يجعل كتابه بهذا الشكل أم أنه لم يستطع أن يوصل فكرته إلى القارئ.

قد تستدل من عنوان الكتاب أنه يريد توضيح الإسلام، من خلال بينيته بين الشرق والغرب، لكنه في الكتاب لم يذكر ذلك بوضوح، ولو أني أردت تصنيف الكتاب لصنفته ضمن الكتب التي انتقدت المادية الشيوعية الملحدة أكثر من كونه كتابا في بناء نموذج إسلامي.

من الممكن أن يكون الكاتب أراد بناء النموذج الإسلامي بطريقة (المذهب المضاد)k فالإسلام ليس (أ) ولا (ب)، وإذا انتقدنا (أ) و (ب)، وبينا خللها والتشوهات الكامنة داخلها، ووضعنا يدنا على مواضع مفارقة الإسلام لها، سنستطيع التعرف على النموذج الإسلامي، لكن هذه الطريقة في الواقع طريقة ضعيفة في بناء النماذج، ولا توصل لشيء، بقدر ما توجه سهامها للآخرين.

تشعر وأنت تقرأ الكتاب أنه يريد توضيح هذا البين، بين المادية والروحية، وبين الأرض والسماء، وكما ذكر أحد الأصدقاء اليوم أنه يمكن أن يكون (بين الفكر والواقع) هو الخط الأكثر وضوحا في الكتاب وهو الذي يجمع باقي الثنائيات تحته.

فكرة أخرى لفتت انتباهي وهي أن البحث عن النظرية المعرفية هي الفكرة الأبرز، وهو في كتابه يبحث عن كيفية فهم الإنسان، لكنه يصل دائما إلى منطقة ميتافيزيقية، بمعنى أن ثمة منطقة لا يمكن فهمها وإنما علينا أن نحياها كما هي.

كانت سهام الكاتب موجهة إلى المادية الغربية، وهي في حقيقتها موجهة إلى الشيوعية الملحدة، وفي كثير من الأحيان تلحظ أن الكاتب يبني نموذجا يبدأ من الإلحاد ليولد الدولة الشمولية التي تلغي الإنسان والفرد بماديتها، ويجعل الدين هو منشئ الحريات الفردية، وتشعر في كثير من المواضع أنه يوشك على أسلمة الليبرالية الغربية، خصوصا في نهاية الكتاب حين أثنى على الفلسفة الإنجليزية وعدها خطا معتدلا وسط الفكر الغربي.

كنت أشعر وأنا أقرأ الكتاب أنه سيصل إلى شكل من أشكال العلمانية، أي الفصل الجزئي على الأقل بين مؤسسات الدين ومؤسسات الدنيا، فتأكيده على الثنائيات وعدم إيضاحه لهذا (البين) الذي يدعو له، أشعرتني بذلك، لكنه في نهاية الكتاب أصر على الدمج بين الدين والدنيا، وتحدث بلغة جازمة ويقينية عن الطريق الثالث الذي هو الإسلام، مع أن هذا الطريق الثالث لم يتضح لي كقارئ إلا بعبارات عامة أو بوصفه مذهبا مضادا، ولو أنه تحدث بلغة نسبية لكان الأمر أكثر قبولا.

لا أريد أن أكون قاسيا على الكتاب، خصوصا أن معجبيه كثر، وأنني لاحظت من تأثروا به من الشباب عدد لا يستهان به، وبإمكانكم أن تعدوا كلامي هذا محاولة للإثراء، أو "أشكلة" لأفكار الكاتب.

......

العصر

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق