| 1 |
خطاب مفتوح من الشيخ د. سلمان العودة2013-3-15 | الشيخ سلمان العودة |
|
* مقدمة:1. صديقك من صدقك، والعاقل يثمن الكلمة الصادقة أياً كان مصدرها، وهو حديث عن وطن نشترك في حبه والخوف على مستقبله. 2. منطلقي -ويعلم ربي- هو النصيحة للمسلمين عامتهم وخاصتهم، بالأسلوب الذي أراه مؤثراً ونافعا، وقد كتبت كثيراً رسائل خاصة ولم أجد أثرها. 3. النص الذي أوجب السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر، هو الذي أوجب قول كلمة الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. 4. لم أفقد الأمل بعد من إمكانية تخفيف الاحتقان وفتح أفق للتدارك والإصلاح. 5. هذا بلد قام على تحكيم الشريعة، وفيه المقدسات التي تهوي إليه الأفئدة، وأمنه وصلاحه هدف للمسلمين جميعا. 6. الحفاظ على المكتسبات، والتي منها الوحدة الجغرافية يحفزنا إلى المناشدة بالإصلاح، فالبديل هو الفوضى والتشرذم والاحتراب. 7. الناس هنا مثل الناس في العالم، لهم أشواق ومطالب وحقوق، ولن يسكتوا إلى الأبد على مصادرتها كلياً أو جزئياً. 8. حين يفقد الإنسان الأمل .. عليك أن تتوقع منه أي شيء. 9. ثم مشاعر سلبية متراكمة منذ زمن ليس بالقصير، وقد استوحيت كلامي من كثيرين من فئات مجتمعية ومناطقية عديدة. 10. إذا زال الإحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء. 11. مع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسة والاجتماعية قيمتها، وتصبح القيادة بيد الشارع. 12. عند الغضب يكون دعاة التهدئة محل التهمة بالخيانة أو الضعف، ويقود المشهد الأكثر اندفاعاً ومفاصلة مع الأوضاع القائمة. 13. ارتفاع الهاجس الأمني جعل معظم أنشطة الدولة خاضعة للرؤية الأمنية. * السجون:14. تم حشد كل المشتبه بهم داخل السجون .. وكانت الفرصة مواتية لإخراج كل المشتبه ببراءتهم، لكن هذا لم يحدث. 15 السجون خلت من أي إستراتيجية، وكانت عاقبتها زرع الأحقاد والرغبة في الثأر وانتشار الفكر المحارب بشكل أوسع داخل السجون. 16. أدافع عن السجناء، وكثير منهم غير راضٍ عني، وبعض من خرجوا يهاجمونني .. ومن واجبي الدفاع عنهم .. الحقوق ليست مقصورة على من يتفقون معنا. 17. العديد من أفراد الأسرة الحاكمة ليسوا موافقين على سياسة السجون،وهذا معروف بتويتر وفي المجالس،وقد وقفت عليه بنفسي. 18. من حُكِموا قبل عقود بالسجن لعشرات السنين في تهم انقلاب على الحكم السعودي عفي عن معظمهم بعد سنوات معدودة. 19. معاملة السجناء ليست وفق أنظمة واضحة ولا مؤسسات، بل هي عملية فردية، وتعتمد على تقرير رجل المباحث. 20. الإسراف في استخدام العقوبة يفقدها هيبتها وأخوف ما يكون السجن قبل تجربته! 21. الألم والغضب يصيب السجين وزوجته وأهل بيته وأسرته ومعارفه وأصدقاءه ومحيطه الاجتماعي. 22. إحراق صور المسؤولين عمل رمزي يجب ألا يمر دون تأمل، وكيف بدأ؟ وإلى أين ينتهي؟ 23. سيطرة جهاز المباحث على السجين منذ الرقابة وحتى الاعتقال والتفتيش، ثم المحاكمة والتنفيذ جعلته محروما من حقوق كثيرة. 24. رجل الأمن حين يسيء إلى سجين،فهو يقامر بمستقبل الوطن كله. 25. السجناء ينتظرون العفو بمناسبات عدة .. فلماذا يستثنى بعضهم؟ 26. هناك حالات إنسانية وصحية صعبة يتم تجاهلها لفترات طويلة حتى تتفاقم وتتعقد ويستعصي حلها، ولعل هذا ما حفز بعض النساء على التحرك. * الإعلام:27. الناطقون الرسميون يعبرون عن بؤس، وينتمون إلى زمن مضى، وليس في كلامهم جاذبية ولا إقناع ولا تأثير. 28. الأداء الإعلامي قائم على الحجب والتدخل الأمني وكأنه لم يعلم بوجود الشبكات الاجتماعية والكمرات المحمولة التي توثق الأحداث فورا. 29. الجيش الأمني في تويتر وقنوات (شبه) حكومية يرمي كل ناصح بأنه (محرّض)، وكل داع إلى الإصلاح السياسي بأنه (طامع)، بينما الوعي يكبر وينمو! 30. يحتاج الناس إلى جهة لا تنتسب إلى الأمن تتحدث عن السجون وتقدم تقاريرها الميدانية، فلا يصح أن يكون الأمن هو الخصم والحكم. 31. ابتزاز المواطنين بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال الأبطال (رحمهم الله) .. كلنا مع شهداء الواجب ومع إطلاق الأبرياء أيضا. 32. إذا فقد الناس الثقة بالجهة الأمنية فمن غير الممكن أن تكون مصدراً معتمداً للمعلومات عندهم. 33. ترويج وجود جهات خارجية ليس حلاً، والواقع أن الخصوم يحاولون استغلال أوضاع داخلية لها أسبابها التي لا يجوز تجاهلها. * المعالجة:34. في الأفق غبار ودخان ومن حقنا أن نقلق مما وراءه والقبضة الأمنية ستزيد الطين بلّة وتقطع الطريق على محاولات الإصلاح. 35 .أسمعونا بعد انتظار طويل ما يوحي بأن عهداً جديداً قد بدأ، عالجوا يأسنا بأخبار إيجابية صادمة وغير متوقعة. 36. إذا أغلقت الأبواب فالمضطر قد يركب الصعب ويغفل عن المصالح والمفاسد، وإلى أين يذهب بعد توقيف من قصدوا الأبواب المفتوحة؟ 37. هل انشغلت الداخلية بقضية (الإفراج) ووسائله وضماناته كما انشغلت من قبل بقضية الاعتقال؟ 38. يجب أن يُغلق هذا الملف ولا يبقى من الموقوفين إلا من ثبت تورطهم وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية، وأن يُعلن هذا عاجلا. 39. اطلعت على أوضاع سجناء فيها ظلم، وحالات موت وإعاقة جسدية أو نفسية وعرقلة إفراج وتجاوز لأحكام القضاء لم نسمع بياناً لحقيقتها. 40. الخوف من سلوك السجين بعد الإفراج ليس مسوغاً لتجاوز الشريعة، ولا يجوز معاقبة الآلاف لاحتمال حدوث عنف من بعضهم. 41. من الإجراءات الضرورية الإفراج عن معتقلي حسم وإصلاحيي جدة، وحفظ حقوقهم حفاظاً على اللحمة الاجتماعية وتكريساً للحقوق والتماساً لرحمة الله. 42. من الخطر أن يضيق على الناس حتى لا يكون لديهم شيء يخسرونه. 43. حقوق المواطن مشروعة وليست ممنوحة. 44. حجب آليات التوقيف والتحقيق وسلامة الإجراءات عن القضاة والتأثير على قناعاتهم، والتدخل في اختيارهم، يؤثر في عدالة القضاء. 45. ليس مفهوماً أن يكون (التحقيق والادعاء) مرتبطاً بوزارة الداخلية، بينما في بلاد العالم هو مستقل أو مرتبط بالعدل. 46. ثم تجاوزات حقيقية في معاملة السجناء، يجب التحقيق فيها بجرأة ومعاقبة المتسببين ووضع آليات تضمن عدم تكرارها .. 47. الاستجابة لمطالب الناس المشروعة ليست ضعفاً. 48. يجب الإفراج الفوري عن كل بريء والتعويض والاعتذار بشجاعة وفتح صفحة جديدة. 49. المفرج عنهم يجب أن تعاد إليهم حقوقهم كاملة وأن يمارسوا حياتهم بكرامة لنساعدهم على تجاوز الماضي. 50. من أسباب الاحتقان: الفساد المالي والإداري - البطالة - السكن - الفقر - ضعف الصحة والتعليم - غياب أفق الإصلاح السياسي. 51. استمرار الحالة القائمة (مستحيل) ولكن السؤال .. إلى أين يتجه المسار؟ 52. الناس قلقون من المستقبل ولديهم تساؤلات لا يعرفون إجابتها.. وها هي هجرة الأموال وربما رجال الأعمال تتزايد. 53. شئنا أم أبينا فنحن في قارب واحد..وعلينا السعي في إصلاحه، ولو صاحب العلاج بعض المرارة فالمهم عاقبته. 54. ما حدث أسهم في تمزيق النسيج الاجتماعي وإحداث قطيعة.. وهي (أزمة) يمكن أن تحوّل إلى (فرصة) للتصحيح، وفي أهلنا سماحة وقدرة على التجاوز. 55. مهمة الحكومات تنظيم الأعمال وليس تعويقها وإغلاق فرص العمل المؤسسي والتطوعي والخيري يدمر المجتمعات. * خاتمة:56. بلد يعتمد في إدارته على العلاقات الشخصية وليس المؤسسات .. كيف سيواجه التحديات؟ 57. يتساءل الناس والشباب خاصة، ما هي قنوات الاتصال بينهم وبين السلطة؟ 58. ثم مواطنون خائفون من الفوضى والانفلات، ويحتاجون إلى من يهدئ مخاوفهم بمشروع واقعي إصلاحي، يكونون شركاء فيه. 59. لا أحد من العقلاء يتمنى أن تتحول الشرارة إلى نار تحرق بلده ولا أن يكون العنف أداة التعبير. 60. الثورات إن قمعت تتحول إلى عمل مسلح، وإن تجوهلت تتسع وتمتد، والحل في قرارات حكيمة وفي وقتها تسبق أي شرارة عنف. 61. أعيذكم بالله أن تكونوا ممن قال فيهم (وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له)، وهم الذين أصموا آذانهم عن كل ناصح. 62. الفرصة إذا أُهدرت فقد لا تعود، والشيء إذا تأخر عن إبّانه فقد جدواه، والوقت سيف لك أو عليك. 63. على المؤمن أن يخاف مؤاخذة الله له في الآخرة (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) ويحذر أن يلقى الله بمظالم يعجز عن الاعتذار عنها. 64. الله يعلم أن قلبي لا ينطوي على غش لأحد .. وأي إساءة وجهت لي من أي كان فمحلها الصفح، وأني لا أحب لهذا البلد حاكمه ومحكومه إلا الخير. اللهم إن كان فعلي صواباً فاجعله في صالح عملي، وإن كان خطأ فاجعله في سابغ عفوك. ..........العصر | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| | مقاربة سورية - بوسنية جمال خاشقجي |
| بينما كانت تشتعل حرب البوسنة، التي امتدت طوال أربع سنوات قاسية، بكل ما كان فيها من قتل وقصف ومذابح واغتصاب ممنهج للنساء ودمار لمدن تاريخية وتطهير عرقي وتهجير (والمقاربة هنا جلية مع الحرب في سورية)، لم تتوقف لحظةً العملية الديبلوماسية المملة والمسوفة، التي سعت لحلٍّ سلمي بين المتقاتلين، اجتماعات ومفاوضات بين الأميركيين والأوروبيين من جهة، والروس الذين كانوا يدعمون الجانب الصربي المعتدي ويقدمون له شتى المبررات (تاريخ يعيد نفسه في سورية). في الوقت نفسه وعبر قنوات سرية، كان السعوديون والأتراك والماليزيون والسودانيون، بل والإيرانيون أيضاً يُرسلون الأسلحة لإخوانهم في البوسنة. كل يوم كانت ثمة قصة للإعلام: مذبحة سوق سراييفو الشهيرة.. حصار موستار.. تدمير جسرها الشهير.. اجتماع في واشنطن أو فيينا.. تهديد بإحالة القيادات الصربية إلى محكمة الجنايات الدولية.. قرار بحظر السلاح عن كل الأطراف.. مجاهدون عرب يغرون كتّاب أعمدة في الصحف الأوروبية للتحذير من قيام جمهورية إسلامية أصولية في قلب أوروبا، في مقابلهم النازيون الجدد من ألمانيا والسويد ينضمون إلى الكروات في حربهم ضد المسلمين في بداية الحرب، ويعترفون لاحقاً بأنهم شاركوا في مذابح (مقاربة هنا مع مشاركة «حزب الله» والأصوليين الشيعة مع النظام ضد الثورة). أحياناً كانت تلوح في الأفق لحظات توحي بأن ثمة مخرجاً للأزمة بعد اجتماع بين وزيري خارجية روسيا الاتحادية الناشئة وقتذاك والولايات المتحدة، ولكن سرعان ما تتلاشى الآمال. كان الأوروبيون يُظهِرون اهتماماً، بل أرسلوا حتى قوات حفظ سلام، ولكنهم كانوا يتحاشون المواجهة مع الصرب حتى عندما تجري مذبحة هائلة تحت أبصارهم. كان مسلمو البوسنة الحلقة الأضعف، فتحالف حتى الكروات الذين يكرهون الصرب ضدهم لضم بعض من أراضيهم الى جمهوريتهم الناشئة، ولكن صمود المسلمين أدى إلى أن يحترمهم العالم الغربي الذي كان سيقبل باقتسام الصرب والكروات جمهورية البوسنة لو لم يصمد المسلمون، على رغم أن كل الظروف والاحتمالات كانت ضدهم. إنه العالم نفسه الذي كان مستعداً أن يعيد بشار الأسد إلى رحابه لو انتصر في صيف 2011 على شعبه. الآن يبدو أن ثمة لحظة فارقة في أفق الصراع، فالقوتان العظميان اتفقتا على ضرورة التوصل إلى حل سلمي، فبدأتا بالضغط على النظام لتشكيل فريق مفاوض تقبله المعارضة، ثم سيفرضون على المعارضة أن تقبله. مَن المستعد أن يراهن أن مسعى كهذا يمكن أن ينجح؟ إذا افترضنا أن المعارضة السورية لم تنقسم، أو قبلت على مضض بتكليف زعيمها معاذ الخطيب الذي تزداد شعبيته بفضل صراحته واستعداده أن يقود، فيترأس فريقها إلى مفاوضات تجرى في موسكو، لمعالجة عقد النقص الروسية المستفحلة، يجلس أمامه وليد المعلم وبثينة شعبان، ولا بد من اثنين على الأقل يمثلان المنظومة الأمنية الأخطبوطية في سورية، ولا بد من أن يكونا من الطائفة العلوية. عن يمين الخطيب بعض قيادات «الجيش الحر» من الداخل وممثلون للأقليات، علوي ومسيحي وهؤلاء موجودون في صفوف الائتلاف، «الإخوان المسلمون» لن يصروا على التمثيل، فهم يراهنون على الداخل والمستقبل. من الضروري لإظهار جدية المجتمع الدولي أن يكون على رأس الطاولة وزيرا الخارجية الأميركي والروسي، وبينهما الأمين العام للجامعة العربية ومبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي. أول بند سيكون بالطبع وقف إطلاق النار، ستقبل به المعارضة، أما وفد النظام فسيحاول أن «يتشاطر» كما لو أنه في حوار تلفزيوني، سيقول أحدهم إن الدولة مسؤولة وفق الشرعية الدولية عن حماية أمن مواطنيها، وإنهم سيقبلون بوقف إطلاق النار، وعليه يجب أن يحتفظوا بحق الرد في حال تعرضت منشآت الدولة أو المواطنون «لاعتداء من العصابات المسلحة»، حينها لا بد من أن «يشخط» الوزير الأميركي جون كيري بوضوح ويقول إن النظام هو الذي يقتل، وإنهم هنا طرف وليسوا ممثلين لدولة، ثم يضيف أن وقف إطلاق النار ستتم مراقبته من بعثة على الأرض وعبر الأقمار الاصطناعية، لتحدد من الذي سينتهك الاتفاق. لا بد من أن يكون ثمة اتفاق مسبق على ذلك بينه وبين نظيره الروسي لافروف حتى لا يختلفا أمام الكاميرات، فلا معنى لاتفاق وقف إطلاق نار من دون آلية أممية لمراقبته ومعاقبة منتهكيه، ويشمل ذلك القصف بالطائرات وصواريخ «سكود» قبل معارك الزواريب التي تصعب السيطرة عليها تماماً. وفد النظام يعلم أنه إذا تم الاتفاق على قرار بوقف إطلاق النار يضمنه قرار أممي يصدر عن مجلس الأمن، فإن ذلك يعني نهاية النظام، فحينها عليه الانتقال إلى البند الثاني وهو إجراءات نقل السلطة إلى حكومة انتقالية، فالنظام عاش بالبندقية ولن يستمر من دونها، إنه يعلم ذلك. السلام يعمل لمصلحة المعارضة، وليس النظام، ففي اللحظة التي يتوقف فيها قصف الدبابات والقصف الصاروخي والقنص في المدن الثائرة، ستشتعل ثورة شعبية من جديد حتى في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام، بل حتى دمشق التي تبدو موالية في الغالب ستعود إليها أجواء الربيع العربي، هذه الثورات رأيناها في مصر وتونس واليمن. إنها شعبية تتحرك من دون زعيم، قد تتوجه نحو المقار الأمنية تحرقها، نحو القصر الرئاسي وتعتصم أمامه وتصرخ في الرئيس إن كان لا يزال هناك وعاجزاً عن قراءة المشهد «ارحل.. ارحل». هل يمكن أن يتحول الجيش السوري الطائفي الذي استمرأ القتل، أن يتحول فجأةً وبعد «اتفاق السلام» إلى «جيش مصري» يحتضن الأطفال، ويسمح للمتظاهرين بالتقاط الصور التذكارية، وهم يعتلون دباباتهم؟ أشكك في ذلك، بل أشكك في أن يوافق لافروف على أن يصدر اتفاق وقف إطلاق النار بقرار من مجلس الأمن، وهو قرار لن يصمد إن لم يصدر بضمانة دولية تحت البند السابع. إذاً ستستمر الحرب التي بدأت «تطفح» إلى خارج سورية، إلى العراق ولبنان وتركيا (قامت الأخيرة بعملية خاصة الأسبوع الماضي داخل سورية لتعقب عنصر استخبارات سوري فجّر سيارة مفخخة في معبر باب الهوى داخل الأراضي التركية). أما الأردن فتورطه «السري» يزداد كل يوم. سيستمر الزحف البطيء نحو دمشق، ويتبادل النظام والمعارضة السيطرة على بابا عمرو في حمص، وتستمر دول المنطقة في تسليح المعارضة، وستدخل على خط التسليح دول غربية لعمل توازن بين النظام والمعارضة مثلما قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، ويزداد تدفق المغامرين الشيعة من العراق، وعناصر «الحرس الثوري» و»حزب الله» على سورية لإضفاء بعد طائفي على الصراع، ومثلهم مغامرون سعوديون وشيشان وأتراك ومصريون وليبيون، بعضهم يأتي إيماناً بالحرية، وآخر يبحث عن الدولة الإسلامية المفقودة. أو أن تأتي لحظة رئيس شجاع مثل بيل كلينتون ليأمر بقصف مواقع القوات الصربية مثلما حصل في 30 آب (أغسطس) 1995. بعد أسبوعين رضخ الصرب وتخلوا عن صلفهم وغبائهم وتوجّه بشار الأسد... عفواً سلوبودان ميلوسوفتش إلى دايتون الأميركية ليوقع بعد شهر اتفاقاً ينهي حرباً كان يمكن إيقافها قبل أربع سنوات وقبل تدمير مدن البوسنة التاريخية وقتل 200 ألف مواطن، واغتصاب 50 ألف امرأة. ........ الحياة | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| | الأخونة والعلمنة والعسكرة.. لا فرق |
| بداية ينبغي التأكيد على أنني أتمنى أن ينجح الرئيس مرسي، لأن نجاحه هو نجاح للثورة.. وفشله هزيمة لها.. وما نكتبه هو "نقد سياسي" قد يرضى من في السلطة وقد لا يرضيه، والمسألة هنا لا تتعلق بحسابات الرضا والسخط، وإنما حسابات الوطن وحده ولا يشغلنا من في السلطة الآن، سواء أكان رئيسًا إسلاميًا أو علمانيًا. وفي هذا السياق فإن الحديث عن "أخونة الدولة" قد يعتبرها الإخوان حقًا للجماعة باعتبارها فازت بالأكثرية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ثم بالرئاسة.. وهي حجج تحتاج إلى مراجعة.. لأن البرلمان غير موجود، وبالتالي لا توجد أكثرية وأقلية برلمانية.. ثم الأخطر فيما يتعلق بعملية الأخونة ذاتها. وحتى لا يغضب أصدقاؤنا في الجماعة، فإن "الأخونة" مثل "العلمنة" و"العسكرة" وما شابه.. فهي ليست "جريمة سياسية" وإنما "جريمة إنسانية".. لأنها تقوم على "الفرز الأيديولوجي" أو التنظيمي أو المؤسسي. وليس على "الفرز الوطني". والمشكلة الأخطر، هو غياب الوعي بكارثية "الأخونة" أو "العلمنة" لأنها قد تحيل "الدولة الوطنية" إلى "دولة العصابة" أو إلى دولة "حكم الأقلية".. وهي ـ حتى لا يتحسس الأخوان ـ ليست "شتيمة" وإنما توصيف بالغ الأهمية للبناء عليه، في استشراف مستقبل البلاد. وقياسًا إلى ما سبق.. فإن "الأخونة" في مصر، تعدل "البعثنة" في العراق قبل الإطاحة بصدام حسين.. وفي سوريا التي تتفكك حاليًا.. و"قذفنة" الدولة والمؤسسات والجيش أيضًا في ليبيا قبل السقوط المأساوي للعقيد معمر القذافي.. وفي الحالات الأربعة اختفت "الدول الوطنية" وحضرت "دولة العصابة" التي لا يمكن خلعها إلا بـ"العنف المسلح". ولعل هذا الوعي، هو الذي أفضى إلى أحد أهم الأسئلة المطروحة على المجتمع المصري الآن: ما هي القوى السياسية أو المنظمة القادرة على "خلع" الإخوان من الحكم، حال سيطروا على كل مفاصل الدولة، وحل الإخوان محل النظام القديم؟! لا توجد أية قوة مدنية أو دينية قادرة على إزاحة الإخوان في طبعتها المهيمنة.. ولا رهان على أي تيار سياسي يحد من توحش وتغول الجماعة.. وليس ثمة بديل ـ والحال كذلك ـ إلا "العنف المنظم" والذي قد يتطور لاحقًا إلى ما يشبه الاقتتال الداخلي أو الحرب الأهلية أو البديل الآمن والمنظم "الجيش" حال توفر له الغطاء الشعبي.. وهو غطاء يمكن صناعته مع تنامي مشاعر الكراهية للجماعة بالتزامن مع الفوضى الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تهدد وحدة البلاد.. ولعل الأخير هو السيناريو الذي يحاكيه تطور الأحداث حاليًا. المشكلة أن الرئيس والجماعة لا يعبئان بمثل هذا السيناريو، الذي بات أقرب إلى شراك نعل الرئيس، من مكتب الإرشاد.. ويراهنان على "الوقت" وعلى "الشعبية" المتآكلة.. وعلى "الشرعية" التي باتت عبئًا على الأمن القومي المصري.! | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| 4 |
|
| بادر حزب العمال الكردستاني بالأمس إلى تسليم ثمانية من الموظفين الأتراك الذين كان اعتقلهم في العام 2012 في خطوة ملموسة ومحددة لما يتداول حول سيناريو حل تم وضع بعض ملامحه في المفاوضات بين الدولة التركية وزعيم الحزب المعتقل في جزيرة إيمرالي عبدالله أوجالان. ............الخريطة المتوقعة هي أن يعلن أوجالان في الأسبوع المقبل وربما بنفسه وبالصوت والصورة إعلان تجميد العمليات العسكرية بمناسبة عيد النوروز لدى الأكراد.ويلي ذلك خطوات مقابلة من الدولة التركية مثل إقرار تعديلات في القوانين تتيح إطلاق سراح بعض المعتقلين الأكراد.وفي النهاية تتحقق خطوات متتالية ومتزامنة تتضمن بنود الحل المقترح وهو انسحاب المقاتلين الأكراد من الداخل التركي إلى شمال العراق.وإعلان ترك السلاح نهائيا مقابل إطلاق سراح كل الأكراد المعتقلين وإجراء تعديلات دستورية تعترف بالهوية الكردية والتعلم باللغة الأم ومنح ما يشبه الحكم الذاتي للأكراد وإقرار الانتقال في الدستور الجديد إلى نظام رئاسي يتيح لأردوغان أن يصبح رئيسا للجمهورية في العام 2014 بصلاحيات مطلقة لخمس سنوات قابلة للتجديد.تتوج العملية بإطلاق سراح أوجالان ليقود النضال الكردي سلميا هذه المرة وبالتفاهم الكامل مع رجب طيب أردوغان. التفاؤل سيد الوضع في تركيا.وليس من مواقف يمكن اعتبارها استفزازية أو مخربة للعملية.لكن الأسئلة كثيرة فيما إذا كان الأتراك مستعدين فعلا لتلبية ما يريده الأكراد؟ أم أن الشيطان يكمن في التفاصيل؟وهل الأكراد بدورهم مستعدون للقبول بالمتيسر على قاعدة أن القليل خير من الحرمان؟ قد لا يهم الأكراد كثيرا شكل النظام السياسي في تركيا أكان برلمانيا أو رئاسيا فما يعنيهم هو حصولهم على حقوقهم وهي فرصة تاريخية لهم لتحقيق مطالب مزمنة. لكن مما يظهر حتى الآن أنه ليس من خريطة طريق محددة ونهائية.وأن الاحتمال مفتوح على خطى السلم والحرب.فليس واضحا ماهية الحكم الذاتي الذي سيمنح للأكراد هل هو فعلا حكم ذاتي أم مجرد توسيع لصلاحيات البلديات والمجالس المحلية خارج أي "كيانية" سياسية ما.وهل ستكون اللغة الكردية(إلى جانب التركية) لغة أساسية في التعلم أم أنها ستدرج بصفتها اللغوية الصرف فيما يبقى التعليم فقط باللغة التركية؟وهل سيدرج فعلا الاعتراف بالهوية الكردية في الدستور أم سيتم التوصل إلى صيغة سلبية لا تشير إلى الهويتين؟ وفي المقابل هل يوافق الأكراد على التخلي عن السلاح ومحاربة الدولة مقابل تسوية لا تلبي بالكامل مطالبهم المزمنة؟أم أنهم سيقبلون بما تيسر على قاعدة القليل خير من الحرمان وعلى أساس إطلاق سراح أوجالان والمعتقلين المؤيدين له؟ وعلى أساس أن التسوية المقترحة هي محطة في مسار طويل سينتهي إلى الدولة المستقلة على غرار دويلة أكراد العراق؟وهل سيقبلون أن يكونوا مجددا بيدقا في اصطفافات إقليمية ودولية تعرضهم لمخاطر من هنا وهناك؟أم سيولون مصالحهم القومية أولوية ويرفضون أن يكونوا أداة في أي لعبة على ظهرهم؟ وما هو دور وموقف المعارضة التركية العلمانية والقومية؟وهل يضمن أردوغان ألا تتحول خطة التسوية المقترحة إلى حالة انفصالية ولو بعد سنوات أو عقود فينقلب السحر على الساحر؟وما هو دور القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل؟وإذا كان الغرب وواشنطن تحديدا تقدّر دور الحليف التركي في تطبيق السياسات الغربية في المنطقة، فهل ستسمح له بتجاوز السقوف المرسومة لدوره؟خصوصا أن تركيا دولة مسلمة؟أم أن واشنطن قد تغطي هذا المشروع إذا كانت متأكدة من أنه يستهدف في النهاية إضعاف النفوذ الإيراني؟وما هو موقف القوى الإقليمية من مجمل ما يجري؟أسئلة كثيرة ليس من إجابات حاسمة عليها وتترك "عملية إيمرالي" في دائرة من الغموض والتجاذبات والمفاجآت و... شيطان التفاصيل في "لعبة كبرى" جديدة تشهدها المنطقة. الشرق القطرية | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| | وعد كونداليزا قراءة لكتاب: عصر الإسلاميين الجدد، د.وليد الهويريني، الطبعة الأولى، 1434هـ إبراهيم بن عمر السكران | ||||
| |||||
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق