30‏/03‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2490] الغنوشي:هل تكون تونس نموذجا للانتقال الديموقراطي+الراشد:دور الحكومة ليس بناء المساكن

1


كيف حقق أردوغان مصالحة تاريخية مع الأكراد؟



 ياسر الزعاترة

 

لم يكن الخطاب أو النداء الذي كتبه عبد الله أوجلان وألقاه أحد القادة الأكراد أمام مئات الآلاف في ديار بكر عاديا بأي حال. إنه نقطة تحول رائعة، تفتح بابا لمصالحة تاريخية تتجاوز تركيا إلى عموم المنطقة.

لا أعتقد أن الخطاب قد نزل بردا وسلاما، لا على زعماء الأكراد في الشمال العراق، ولا على الرؤوس الحامية بين أكراد سوريا، وربما لم ينزل بردا وسلاما كذلك على بعض قادة الأكراد الأتراك ممن يتاجرون بالقضية الكردية، بينما هم متورطون حتى آذانهم في ألعاب التجارة والتهريب، إلى جانب علاقات ودعم من قبل دول إقليمية نافذة؛ لم يعد سرا أن من بينها إيران التي تعاقب أردوغان على وقفته ضد نظام بشار الأسد، فضلا عن الأخير نفسه الذي صارت له صلاته معهم بعد اندلاع الثورة واتضاح الموقف التركي الداعم لها.

خطاب أوجلان لم ينزل بردا وسلاما أيضا على قلوب قادة الحزب الشعب الجمهوري المعارض لأردوغان، والمتورط أيضا بدعم بشار الأسد سياسيا، فضلا عن الحزب القومي الذي يعتبر التصدي للطموحات الكردية جزءا من تجارته السياسية، لاسيما أن مصالحة كهذه لن تعني غير تتويج أردوغان زعيما تاريخيا على تركيا عبر تحويل النظام إلى رئاسي ومنحه ولايتين جديدتين، هو الذي يعتبر أطول رئيس وزراء تعميرا في تاريخ تركيا، وهو أمر أدركه نتنياهو قبل سواه، حين قدم لأردوغان اعتذارا عن حادثة "مرمرة"، ووافق على تعويض أهالي الضحايا، وتخفيف الحصار على قطاع غزة.

لم يكن ما جرى سهلا بأي حال، فقد احتاج أردوغان إلى رحلة لا بأس بها من تطبيع العقل السياسي الشعبي على التعامل مع رجل يعتبر مجرما في نظره، فضلا عن حزبه الذي خاض في دماء الشعب لزمن طويل، في صراع ذهب ضحيته أكثر من 40 ألف إنسان من الجانبين.

الأمر ذاته ينطبق على أوجلان الذي أدارت معه السلطة عبر بعض رموزها حوارات مطولة ومعمقة، أفضت إلى ما يمكن القول إنه مراجعة تاريخية لفكره وبرنامجه؛ من السلاح والعنف إلى السياسة والسلام والديمقراطية، والقبول بالتعايش بين أبناء البلد الواحد، بعيدا عن النزعات الطائفية والعرقية.

ربما كان لسجنه الطويل، وقراءته وتأملاته، وربما كبر سنه دور في ذلك، لكن المؤكد أنه اختار المسار الصحيح لشعبه، ولعموم الأتراك، ولا يمكن القول إنه تنازل عن مبادئ عظيمة كما يحدث مع بعض السجناء الذين يتنازلون من أجل وضعهم الخاص.

لقد اختار الرجل تسوية تاريخية لن تضر بشعبه أبدا، بقدر ما ستحمل له الخير والرفاه، وتبعا لذلك لعموم الأتراك الذين يعيشون وضعا متميزا منذ سنوات.

وهنا ينبغي القول إن هذا التحول في مواقف أوجلان لم يأت في بعض تجلياته سوى انعكاس لجدل في الشارع الكردي نفسه بعد المواقف التي اتخذها أردوغان حيالهم، والتي منحت مناطقهم الكثير من المزايا، خلافا لكل الحكومات السابقة.

لقد تعامل معهم أردوغان كجزء لا يتجزأ من شعبه، ولم يعاملهم بمنطق الثأر بسبب تأييدهم لحزب العمال، بل فصل هذه القضية عن تلك، وتقدم نحوهم بخطوات جبارة من دون شك.

لا خلاف على أن الأزمة السورية، ومحاولة استثمارها من قبل إيران والنظام السوري عبر دفع الأكراد نحو تفعيل السلاح ضد الدولة التركية، لا خلاف على أن ذلك ساهم بتسريع الحل عبر حث الحوارات مع أوجلان وصولا إلى هذا الاتفاق التاريخي.

كل ذلك مهّد الأجواء لهذه المصالحة التاريخية التي ستسجل له، تماما كما ستسجل وبشكل أقوى لأردوغان وحزبه، وهي تعني فيما تعنيه حل مشكلة مستعصية في المنطقة.

وحين يتزامن هذا الأمر مع تعيين كردي كرئيس للحكومة السورية المؤقتة، فإن الأمر يعني الكثير لجهة إدماج هذه الفئة في مجتمعاتها كجزء لا يتجزأ منها بعيدا عن روحية الانفصال.

وإذا ما سارت الأمور وفق المأمول، ولم يتمرد بعض قادة حزب العمال، فإن الخطوة التالية بعد انتقال مسلحي الحزب إلى شمال العراق هي عودتهم إلى وطنهم واندماجهم في مجتمعهم ليكونوا جزءا منه يحمونه ويساهمون ببنائه بدل أن يدمروه.

أما الذي لا يقل أهمية فيتمثل بتداعيات هذه الخطوة على عموم المشرق العربي في أجواء ربيعه الخاص، والتي ستعني اندماجا للجميع في دولة المواطنة التي تتعامل مع مواطنيها بروحية الحرية والتعددية والعدالة.

تسوية تاريخية تستحق الترحيب من دون شك، وندعو الله أن تتكلل سائر خطواتها بالنجاح لتكون نموذجا يحتذى في هذا المشرق الغني بتنوعه العرقي والطائفي.

تنوع يُريد له أعداء الأمة أن يكون عنصر فرقة وتدمير عبر سياسة "فرّق تسد"، بينما يريده المخلصون عنصر خير وثراء ونماء.
........
الدستور الاردنية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الأسمنت والقمح في «قمة الدوحة»


جمال خاشقجي

السبت ٣٠ مارس ٢٠١٣
بالطبع لم تناقش قمة الدوحة قضية ارتفاع أسعار الأسمنت في العالم العربي وشح الكميات المنتجة منه، ولا حاجة العرب المتزايدة من القمح بعدما عجزت أراضيهم الشاسعة، بما في ذلك الغنية بالمياه، عن توفيره، لقد ناقشت قضايا الأمة العربية المصيرية «في هذا الظرف الدقيق والمنعطف الخطير الذي تمر به» كالعادة، وعلى رأسها اليوم القضية السورية، وبالتالي كان من المفيد لو طرح أحدهم سؤالاً: من سيبني سورية من جديد؟ وهل ما تنتجه المصانع العربية من الأسمنت كافٍ؟ وكيف نوفّر أطناناً من القمح لإطعام أفواه جائعة في ظل اضطرابات سياسية خطرة؟ من هنا تأتي أهمية مناقشة قضية الأسمنت والقمح في العالم العربي. قد يبدو من غير اللائق طرح سؤال: «من سيبني سورية الجديدة؟» ولما يجد العرب بعدُ سبيلاً لوقف التدمير والقتل الجاري كل يوم في سورية القديمة، و «من سيطعم المصريين في جمهوريتهم الثانية 250 مليون رغيف يحتاجونها كل يوم؟» بينما يختصم ساستها حول شرعية النائب العام؟ من المفيد أن نقسي قلوبنا، ونتعامل مع المستقبل ببرود، ونشكل لجاناً لتطرح هذه الأسئلة!
في نهاية العام الماضي اجتمع في برلين نحو 45 سورياً يمثلون مختلف التيارات المعارضة، بعضهم كان ممن خدم في الحكومة وانشق عنها، لوضع خطة سمّيت «مشروع اليوم التالي في سورية» برعاية ودعم من معهد أميركي وآخر ألماني. لقد وضعوا أفكاراً رائعة شكلت خريطة طريق لسورية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ما يخص تحولها نحو الديموقراطية، وإعادة بناء الدولة ونشر الأمن ووضع الدستور، وأخيراً الإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار (توجد نسخة مفصلة للدراسة في موقع معهد السلام الأميركي)، ولكنهم لم يناقشوا بالطبع توفير الأسمنت الذي لا ينتج منه في سورية القديمة غير 6 ملايين طن، والله أعلم كم شهراً تحتاج إلى إعادة تشغيل ما خرب من مصانعها. أكبر دولة عربية منتجة للأسمنت هي مصر بـ48 مليون طن، ثم السعودية بـ42 مليون طن، ولكنهما رغم مشاريع التوسّع في افتتاح المصانع، ترتفع أسعار الأسمنت فيهما اطراداً، نتيجة الطلب المتزايد لبناء وحدات سكنية في كلا البلدين، والغالب أن هذا الطلب سيزداد مع انفتاح السعودية على أنظمة التطوير العقاري الشامل، من رهن عقاري وقضاء تنفيذي وتمويل مصرفي، ولا يحول بين حصول طفرة حقيقية في بناء المساكن غير الارتفاع الفاحش لأسعار الأراضي السكنية واحتكارها.
ولكن من سيوفّر الأسمنت للسوريين إذا كان السعوديون يمنعون تصديره، والمصريون يحتاجون إلى كل كيس منه؟ بل من سيموّل إعادة إعمار سورية؟ فهي ليست مثل ليبيا النفطية التي مرت بتجربة مدمرة مماثلة، ولكن لديها من المال ما يغنيها. سورية تفتقر إلى النفط باستثناء 300 ألف برميل تنتج يومياً، بعضها يصدر للخارج، ولكن يحتكر عوائدها الرئيس بشار الأسد وعائلته، كما أن الدمار فيها أكبر مما حصل في ليبيا. هل ستتسابق الشركات السعودية والتركية للاستثمار في سورية، أم أن أموال السوريين الهائلة في الخارج هي التي ستحل المشكلة؟ ولكن قبل ذلك كله لا بد من وقت لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وكتابة الدستور، وإجراء انتخابات قبل أن نفكر في توفير الأسمنت للسوريين.
القمح هو الآخر إشكال عربي جماعي، فالسعودية مثلاً ستتوقف عام 2015 عن زراعة القمح، بعد أن استُهلك بعبثية مخزون الأجيال من المياه الجوفية التي لن تتجدد، على رغم أنها لا تحتاج سوى 3 ملايين طن فقط من القمح، ولديها المال الوفير لاستيراده من روسيا أو أستراليا. المشكلة في مصر التي تحتاج 19 مليون طن، أنها لا تنتج سوى نصفها، ولا تتوافر لديها العملة الصعبة -نزل احتياطيها إلى 13.5 بليون دولار كافية لاستيراد حاجات البلاد لثلاثة أشهر فقط-، يضاف إلى ذلك أن مصر لم تبنِ ما يكفي من صوامع الغلال، على خلاف السعودية، وبالتالي تضاف كلفة التخزين إلى سعر طن القمح.
نظرياً، فإن الحل لكل العرب موجود في أراضيهم الخصبة، في العراق وسورية والسودان والجزائر، ولكن السياسة تجعل المملكة تفضل أن تبحث في روسيا عن آفاق زراعة القمح من خلال شركات خاصة تملكها، ولا تذهب للجزائر التي يحكمها عسكر من الصعب التفاوض معهم. بعد الثورة، اكتشفت مصر أن ثمة بلاداً جنوبَها تدعى السودان، فبدأت بدرس زراعة مليون فدان فيها، ولكنها خطة طويلة الأمد، وتحتاج إلى دعم عربي واهتمام داخلي بعد أن يفرغ الساسة من قضية «النائب العام» ومكايداتهم السياسية.
لقد استخدمت «الأسمنت والقمح» للإشارة إلى مدى التداخل بيننا كعرب، فعلى رغم الحدود التي تفرق بيننا، والرسوم الجمركية المتباينة، ووجود دول تدعم صناعة الأسمنت، كالسعودية، وأخرى لا تدعمها، كمصر، ودول لديها الخبرة والمال لزراعة القمح، كالسعودية، ودول لديها الأرض والماء واليد العاملة، كالسودان، فإننا جميعاً نتأثر بالتحولات الاقتصادية في ما حولنا، بخاصة في المنتجات الأساسية، كالحديد والأسمنت والقمح والأسمدة التي لها أسعار عالمية، ما يستدعي أن نعجل بخطط الوحدة الاقتصادية وإزالة القيود، كما وعد القادة في ختام كل قمة، فالتوجه نحو الاقتصاد والحياة والتمتع بها هو أحد مقاصد الشعوب العربية في زمن ما بعد الربيع العربي.
ربما لو ساعدنا مصر في أن تبدأ بالاقتصاد قبل السياسة، لما دخلت في هذه الأزمة السياسية الخانقة التي لا تتوقف إلا لتبدأ في الليلة التالية. تظاهرات عبثية وتبادل اتهامات، الكل يضرب الكل، والكل يسحل الكل، حتى انهارت كل القيم التي ثار من أجلها الإنسان المصري وأهمها «الكرامة»، فعندما تنتهك كرامة خصمك سيفعل الأمر ذاته بكرامتك.
بدأنا نشهد في سورية ولما تنتصر الثورة بعد، تبادل الاتهامات وتصفية الحسابات، بدأ الإعلام يستدعي من مصر أدوات الخصام الذي يفرق، فكثر الحديث أخيراً عن ضرورة منع «أخونة» الثورة السورية. لننتظر حتى تنتصر، ثم افعلوا ما بدا لكم بـ «الإخوان»!
هل ثمة ما يدعو للتفاؤل؟ نعم... حين تصبح قضيتا «الأسمنت والقمح» في أعلى أولويات السياسي العربي
...............
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



دور الحكومة ليس بناء المساكن
عبد الرحمن الراشد
دور الحكومة ليس بناء المساكن

للناس في كل أنحاء العالم حلم يشتركون فيه، وظيفة وبيت. وحلم المواطن في السعودية الشيئان نفسهما، لهذا ضربت الحكومة على صدرها وأعلنت أنها ستمكن ملايين من مواطنيها من السكن.. وصارت قضية، لماذا وعدت وتأخرت؟.. ولماذا لم تصرف مال القروض الموعودة، حيث أنفقت أقل من ثلاثة مليارات من الستة وستين مليار دولار الموعودة؟
ومع أن أسعد الناس هم الذين لا يعرفون الحكومات ولا تعرفهم، فإن هذا الأمر صار مستحيلا، ففي الماضي كان السواد الأعظم فلاحين ورعاة يستطيعون العيش مستقلين تماما. اليوم تدير الحكومة كل تفاصيل حياتهم الصغيرة، ومن الطبيعي أن تصبح مسؤولة ومساءلة عن حاجاتهم وأحلامهم.
مشروع الإسكان عمل تنموي واقتصادي واجتماعي، وبالطبع سياسي، لو وفت به الحكومة ربما يكون من أضخم المشاريع في العالم. يوجد خياران لتحقيقه، أن تمنح المواطن المال أو تعطيه المفتاح. الأفضل أن تمنحه نصف مليون ريال وتتركه يتدبر أمره، مع حرصها على ضبط أسعار مواد البناء الأساسية. والخيار السيئ أن تتولى الحكومة بنفسها البناء.
قبل ثلاثين سنة كانت هناك تجربة عمرانية جديدة عندما تولى كل مواطن سعودي بناء بيته مستفيدا من الإقراض الحكومي بلا فوائد بنكية، وهكذا بنيت معظم المدن الجديدة. أما ما بنته الحكومة حينها فقد كان مشروعا فاشلا، بشهادتها، أبقت عليه مغلقا لسنين طويلة. الحال لن يتغير كثيرا اليوم مهما استعارت من تجارب صينية وآيرلندية، أو جلبت شركات عالمية وأنفقت عليها بكرم. البيت بتفاصيله اختيارات شخصية، ولا يمكن فرض ذوق مهندسي الحكومة على الناس. وحتى بعد بنائه وتسليم أفضل ما يمكن بناؤه ستواجه الأجهزة الرسمية إشكالات مؤكدة في توزيع العناوين، والأماكن، وستلام لسنوات مقبلة في كل مرة تتعطل فيها حنفية ماء أو تتسرب من شقوق السكن مياه الأمطار، وسيعلو الصراخ باتهامات الفساد وكيل الشتائم للحكومة بدل كلمة الشكر. لماذا تضع الحكومة نفسها في موقف المتهم أصلا، وهي تستطيع ترك الناس يقررون لأنفسهم ماذا يريدون ويبنون بيوتهم؟! ومن بين القرارات الإيجابية تلك التي سمحت لطلاب القروض بأن يشتروا بدعم الحكومة مساكن مبنية بدلا من شرط تملك الأرض أو بنائها، فسهلت عليهم. وبإمكانها أن تضيق على المتاجرين بقروض الحكومة فتمنع بيعها، كما تفعل حكومة أبوظبي، لأن البيت للسكن، أو أن تشترط زمنا للسكن فيه كحد أدنى.
أما تولي الحكومة مهمة البناء فالأفضل لها أن تتعظ من غيرها، فلم ينجح أبدا نهج الدول الاشتراكية التي جربت أن تكون راعية حاجات الناس بحجة أنها أكثر عطفا وعدلا من أهل السوق. كانت تمد لهم الكهرباء والغاز، وتخبز لهم الخبز، وتبيعهم السيارات، وتبني لهم المساكن، وانتهت بالفشل لأنه مع توسيع خدماتها تنتشر المحسوبية والفساد وعدم الفعالية، ويتناقض ذلك مع رغبة الإنسان في أن يكون حرا في اختياراته. الأفضل أن تمكن الناس من البناء بتهيئة السوق والقوانين وتمنع الاستغلال وتضبط الأسعار.
طبعا، هناك جملة أسئلة معقولة مضادة لفكرة ترك المواطن يتدبر بيته بنفسه بعد إقراضه.. فكيف يمكن حل إشكالات صعبة مثل تأمين الأراضي للبناء مع ارتفاع أسعارها؟ الحقيقة أن الأجهزة الحكومية هي السبب في ارتفاع الأسعار، حيث تمنع البناء العمودي، أي تعدد الأدوار، في المدن، وفي الوقت نفسه تسمح لملاك الأراضي البيضاء الضخمة بالنوم عليها، فلا رسوم أو ضرائب، فيضطر الناس لشراء المزيد من الأراضي والأسعار ترتفع وترتفع. وكل الأعذار بمنع الارتفاعات واهية، وكل الأعذار برفض ملاحقة تجار الأراضي أيضا واهية. الآن، أمام الدولة فرصة ذهبية لتعيد ترتيب الأوضاع بشكل شامل ومترابط. لديها سكك حديدية يمكن أن تكون هي بوصلة الحركة، وتقرب المسافات البعيدة، فتبني ضواحي جديدة على طول خطوط القطارات.
لها أن تغلق كل المناطق بمحاذاة السكك الحديدية الموعودة، داخل المدن وخارجها، فتنزعها وتخصصها للمنح. وخلال سنوات بناء مشروع القطارات يتم بناء الخدمات التحتية للإسكان من مياه وكهرباء، ويتم أيضا منح القروض وتوزيع الأراضي في المناطق البعيدة. وخلال ثلاثة أعوام ستصبح مناطق مأهولة مترابطة بالمدن. لهذا على الدولة أن تترك للناس أن يتدبروا بناء مساكنهم، لا أن تلعب دور الأب ثم تتفاجأ غدا بالشكاوى والشتائم!
............
الشرق الاوسط

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


"الإنتقال الديمقراطي: هل تكون تونس نموذجا؟"

ملخص لكلمة راشد الغنوشي في المؤتمر الدولي

ملخص كلمة راشد الغنوشي في المؤتمر الدولي حول "الإنتقال الديمقراطي: هل تكون تونس نموذجا؟" الذي ينظمه مركز دراسات الإسلام والديمقراطية هذه الأيام بتونس:

1- الانتقال الديمقراطي في تونس الذي أثمرته أول انتخابات حرة وديمقراطية في تاريخ تونس ليس مجرد انتقال شكلي للسلطة، أو محاولة لاستنساخ تجربة جاهزة، أو فرض رؤية نمطية، بل نموذج حضاري وتنموي شامل متفاعل مع واقعه، منفتح على كل الأطروحات البناءة والنوايا الديمقراطية الصادقة.. وهذا ما يفسر الى حد كبير فشل محاولات التشويه والاستهداف التي تعرضت لها التجربة التونسية، لأن شعبنا يدرك جيدا ان ما حدث في تونس بعد الانتخابات.

2- تشكيل حكومة الترويكا لم يكن محاولة من طرف الإسلاميين وشركائهم لافتكاك السلطة، لتغيير نمط المجتمع او لتعويض نظام فاسد ديكتاتوري بنظام كلياني لا يحترم الحريات، كما تروّج أطراف عديدة في الداخل والخارج. 

3- حاولنا استثمار فوزنا في الانتخابات، بصورة وفاقية إيجابية لنبني مع شعبنا، نموذجا في الحكم، يقطع مع ماضي الإستبداد، ويحافظ في نفس الوقت على وحدة المجتمع، ووحدة الدولة، ويحمي التجربة الفتية من الصراعات والإنقسامات.

4- كنا ندرك جيدا أن إنتخابات 23 أكتوبر ستكون بداية صراع سياسي بين الفائزين في الانتخابات، ومن لم يحالفه النجاح، ولكن أيضاً بين الثورة والقوى المعادية لها المتشبثة بإعادة عقارب الساعة الى الوراء.

5- وكا ندرك أيضا أن هذا الصراع سينعكس على أداء الأغلبية الحاكمة الجديدة، المدعوة الى تحصين نفسها بالوفاق والتماسك والتجانس.

6- من أجل ذلك كان رهاننا الصعب والمعقد والصادق على التعايش بين العلمانيين والاسلاميين، في إطار الترويكا مع حزبي المؤتمر والتكتل، التي ضمنت للحكومة الأغلبية في المجلس الوطني التأسيسي، على أساس جملة من الثوابت اهمها :

أولا: انه لا تعارض بين الديمقراطية والإسلام، وان الديمقراطية لا تعني تفرد العلمانيين بالحكم، واعتبار الإسلاميين أعداء للدولة، مكانهم السجون او المنافي، ولا تعني أيضاً إقصاء العلمانيين من السلطة وتهميش دور في السلطة وفي كتابة الدستور، لانهم لم يحصلوا على الأغلبية في الانتخابات. 

ثانيا: ان وصول الإسلاميين للسلطة، لا يعني أنهم سيبتلعون الدولة والمجتمع، وسيستحوذون على الثورة لأنهم الطرف الأكثر شعبية، كما كانت تقول أنظمة الاستبداد، وان البرهنة على أنهم ديمقراطيون لا تعني تنازلهم عن الشرعية التي منحها لهم الشعب، وجسمها فوز حركة النهضة بأكثر من 40 بالمائة من أصوات الناخبين رغم قانون الانتخابات الجائر الذي تم تفصيله ليحرمها من الحصول على أغلبية مريحة .

ثالثا: ان الصراع بين العلمانيين والاسلاميين، الذي تواصل عقودا هدرت فيها طاقات جبارة، ساعد الأنظمة الدكتاتورية، على بسط هيمنتها، أعطى لشعوبنا صورة خاطئة عن الديمقراطية، وان تحالفهما شرط أساسي لإقامة مجتمع ديمقراطي حر، يعالج خلافاته مهما بدت عميقة بالحوار، والتوافق، والاحتكام لإرادة الناخبين، بعيدا عن منطق الإملاء والإقصاء. 

7- نحن ننظر اليوم، (وبعد اشهر من تجربة التعايش العلماني الاسلامي، في سياق دقيق، وصراع يومي مع اكراهات الحكم ومناورات الخصوم السياسيين ومؤامرات أعداء الثورة)، بكثير من الرضا لتجربة مفيدة، لم تخل من أخطاء وتجاذبات، ولكنها أسست لمنهج جديد في الحكم، يمنع تفرد طرف بالحكم على حساب أطراف أخرى، ويكرس الوفاق، في الحكم، وفي كتابة الدستور الذي ساعدنا في الأشهر الماضية على تجاوز كثير من الصعاب، والفخاخ وخاصة عند مناقشة الفصل الأول من الدستور، وفي الجدل حول حكومة التكنوقراط .

8- من أهم مميزات الثورة التونسية، أنها كانت ثورة سلمية، أطاحت بنظام قمعي، خلف وراءه تركة ثقيلة من الأحقاد والضغائن والآلام، التي كان من الممكن ان تدفع التونسيين الى الفرقة والتطاحن، كما حدث في أماكن عديدة وتجارب كثيرة.. وهي ميزة نفتخر بها جميعا، ونعمل على حمايتها.

9- حركة النهضة التي عانى أبناؤها طيلة عقود، القمع والسجن والتشريد في المنافي، برهنت على ان شرعية الألم، والمعاناة، هي أكبر دافع للتسامح والعفو وهما من أخلاق الإسلام. لقد رفض النهضويون الانتقام من جلاديهم، وسجانيهم، ومعذبيهم وقاطعي أرزاقهم، وللأسف لم نجد أثرا كبيرا لهذه الصورة النادرة في عالمنا، في وسائل الاعلام، ولدى كثير من النخب التي تحاول نقل صورة خاطئة عن الواقع التونسي. 

10- النهضة وبعد عقود من القمع والاضطهاد، لم تشعل الحرائق، ولم تدع الى الانتقام، ولكنها تتمسك بحق التونسيين في كشف الحقيقة، وجبر ضرر ضحايا الاستبداد، ومحاسبة من أجرم في حق تونس والتونسيين، دون تشف، من طرف القضاء العادل والعدالة الانتقالية. 
لا نريد ضحايا جددا ومآس جديدة، ولكن أيضاً لا مجال لطي صفحة الماضي دون تطهير الجراح، واعتراف من اخطأ بأخطائه، واعتذاره للشعب التونسي، 

11- لسنا دعاة إقصاء لأي طرف، وخاصة لمن يبرهن بوضوح على انخراطه في الثورة، واحترامه لإرادة الشعب والشرعية التي اثمرتها الانتخابات. ولكننا واعون بما يحاك ضد ثورتنا من مؤامرات، يراهن أصحابها على الاطاحة بالحكومة عبر التحريض والاحتجاجات وتشويه صورة تونس في الخارج. وهو أمر، مؤلم خاصة ان شاركت فيه اطراف يدفعها الخلاف الايديولوجي مع الاسلاميين الى الانقلاب على ماضيها الثوري، وتحقيق أهداف بقايا الاستبداد ولوبيات الفساد التي تخشى المحاسبة. 

12- تمسكنا بالمحاسبة لا يتعارض مع سعينا الحثيث لحوار يجمع التونسيين دون استثناء ومصالحة وطنية شاملة وقريبة بإذن الله، تطوي صفحة الاستبداد نهائيا، بآلامها ومعاناتها، وتقطع الطريق امام المتربصين بثورتنا وانتقالنا الديمقراطي.. وهو مسار نباركه ونبذل غاية الجهد لاستكماله، لأننا نعتبره خيارا استراتيجية، ورسالة واضحة لا لبس فيها لشعبنا وللعالم، بأن الإسلاميين سجنوا وعذبوا وشردوا، من اجل إقامة نظام ديمقراطي، حر، ودولة تحمي الحريات وحقوق الإنسان. 

13- سقوط النظام الدكتاتوري في تونس، كان الشرارة التي أطلقت الربيع العربي، ولا شك في أن نجاح التجربة التونسية، سيؤدي الى تثبيت هذا المسار الذي تحاول جهات عديدة التشكيك فيه. لقد أثبتت تونس ان الربيع العربي، لم يتحول الى شتاء أصولي، ونؤكد لكم اليوم بانه لن يتحول الى شتاء أصولي ديني ولا علماني. ونحن لا نرى اي مبرر للمخاوف الموجودة هنا وهناك، وخاصة لدى بعض أصدقائنا في الغرب الذي احتضن الإسلاميين طيلة اكثر من عقدين ورفض تسليمنا للأنظمة المستبدة التي كانت تحاول تشويهنا بنفس الاتهامات التي تسوقها اليوم شبكات الاسلاموفوبيا، وبقايا النظام القديم. 

14- تونس في ظل حكومة الترويكا الاولى والثانية، دولة تحمي الحق في المواطنة لكل التونسيين وتحافظ على حقوق المرأة وهي متجذرة في قيم الحداثة، ومتمسكة بانفتاحها على العالم. الشيء الوحيد الذي تغير في بلادنا، هو ان الحرية لم تعد شعارا بل ممارسة يتمتع بها كل التونسيين، دون استثناء. 

15- الإسلاميون لم يمنعوا السباحة في الشواطئ، ولم يغلقوا الحانات، ولم يمنعوا العلمانيين من حرية التعبير، ولم يديروا ظهرهم للغرب، ولم يمنحوا اي حصانة للإرهابيين. والدولة اليوم ومع حكومة الثورة لم تعد تمنع المرأة من حقها في اختيار اللباس الذي تريده، ولم تعد تحتكر الفضاء العام وتمنع معارضيها من عقد اجتماعاتهم والتنظيم في أحزاب وجمعيات وإصدار الصحف. الدولة اليوم لم تعد تمنع الصحف العالمية من دخول تونس لأنها تنتقد النظام الحاكم او الحزب الحاكم مهما كان النقد قاسيا او غير موضوعي. 

16- قد يقول البعض بأن وصول الإسلاميين الى السلطة، شجع على ظهور المتشددين. وهي مغالطة لا تحتاج الى جهد كبير لدحضها. لان الاستبداد وعدم التمييز بين التيارات الجهادية التكفيرية والتيارات الاخرى، هو الذي جعل تونس من أكبر الدول المصدرة للإرهاب قبل الثورة. وسياسة القمع الأمني الاستئصالي التي سلطها النظام المخلوع على النهضة، والاسلاميين المعتدلين، هي التي أوجدت فراغا في الساحة الفكرية والسياسية ملأه المتشددون. 

17- لقد أثبتت الأشهر الماضية أن الحوار مع التيارات السلفية العلمية، وسياسة ضبط النفس مع التيارات الأخرى، لا تعني التساهل مع من يمارس العنف او يحرض عليه، وهو ما يؤكده نجاح أجهزة الدولة في تفكيك عديد الشبكات الإرهابية وإحباط مخططاتها دون أن يؤدي ذلك الى احياء " الدولة البوليسية" . او التشويش على الجهد المتواصل لإصلاح المنظومة الأمنية وهي مهمة معقدة وشاقة، تقدمنا فيها خطوات هامة والحمد لله. وهو ما يشير بوضوح ٍإلى أن الديمقراطية قادرة على حماية نفسها من الرهاب، الذي يزدهر في ظل الدكتاتورية، ويتحول الى ظاهرة معزولة يمكن مواجهتها بالقانون، في ظل دولة حرة.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة




المفتي: البيعة تلزم "السمع والطاعة".. والسعي لجمع الكلمة

اعتبر مشاريع الباطن وعدم الالتزام بالمواصفات "خيانة" للأمة


الرياض: نايف الرشيد 2013-03-29 11:29 PM      أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن البيعة لولي الأمر تقتضي وجوب السمع والطاعة له وعدم الخروج والتأليب عليه، فيما أوضح في موضوع آخر أن مخالفة الشروط والمواصفات بالمشاريع الحكومية "خيانة للأمة".
وبين مفتي عام المملكة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، أن من صور الوفاء بالعهود، وفاء الرعية بطاعة ولي الأمر والسمع والطاعة له، والالتزام بالبيعة الشرعية التي أخذت عليهم.
وأضاف"أن البيعة لولي الأمر تقتضي وجوب السمع والطاعة بالمعروف وعدم الخروج والتأليب عليهم والسعي لجمع الكلمة ووحدة الصف دون إحداث الفوضى والبلبلة، وأن هذا خلاف الشرع".
واعتبر رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مبايعة ولي الأمر من أجل مصالح محددة دنيوية، وفي حال نقضها فإن ذلك يعد أمرا خطيراً عظيما، لافتا إلى أن البيعة واجبة، مع ضرورة عدم الانسياق خلف آراء المغرضين والمشوشين وأرباب الفتن ودعاة السوء، وقال "إن دعاة الفتنة يريدون التصيد للأخطاء والتغافل عن الحسنات والفضائل".
وأكد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن مما يجب الوفاء به التزام ولي الأمر بحقوق الرعية التي التزم بها وتم أخذ البيعة عليها، مبيناً أن من الواجب السعي فيما يفيد الأمة والرفق والإحسان بها، والسعي لتحقيق مصالحهم الدينية والدنيوية.
وأكد رئيس هيئة كبار العلماء، أن من أهم العقود الواجب الوفاء بها حقوق العمال، والمستأجرين، مشددا على وجوب إعطاء أرباب العمل أجور العمال كما اتفق معه وفي الوقت المحدد.
وعن ملف المشاريع الحكومية، لفت آل الشيخ إلى وجوب الوفاء بعهود تنفيذ المشاريع، إضافة إلى العقود التي يلزم المسؤولون الوفاء بها، لا سيما وأنهم أقسموا على تأديتها، داعيا إلى تنفيذ المشاريع بالوقت المحدد وبصدق ودقة والتقيد بالمواصفات المطلوبة وعدم الغش وعدم الخداع.
وهنا حذر المفتي من المشاريع التي يجري بيعها من الباطن، والتي من شأنها إضعاف المشاريع وفقدها للجودة، مما يعرضها للنقص والخلل، لا سيما تلك المشاريع التي تهم الشأن العام مثل الطرق، مضيفاً: "مخالفة المواصفات والجودة خيانة للعهود وخيانة للأمة جمعا".
ووجه المفتي تحذيراته للمسؤولين عن المشاريع بالتأكيد عليهم بالالتزام بالصدق والإخلاص ومراقبة لله عز وجل، وأن أي مخالفة للمشاريع تعد نقضا للأمانة ودليلا على فساد القلب، مشددا على وجوب الوفاء بالمعاهدات التي أبرمت بين الدول والالتزام بها، إضافة إلى ضرورة الالتزام برعاية الذميين والمستأمنين وذلك في أعراضهم ودمائهم
الوطن
................................................
 
  • ................
















اوباما قلق من "اغتصاب النساء" في مصر
واشنطن - ا ف ب
الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣
اعربت الولايات المتحدة الجمعة عن قلقها حيال ارتفاع وتيرة حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي المرتكبة في اثناء تظاهرات في مصر، منتقدة المسؤولين المحليين الذي يؤكدون ان "النساء الضحايا مسؤولات عنها".
واتى رد "البيت الابيض" بعدما نقلت عدد من وسائل الاعلام في الاسابيع الفائتة شهادات نساء مصريات اكدن التعرض للاغتصاب وغيره من الاعتداءات الجنسية من طرف مجموعات تضم رجالا في اثناء تظاهرات في اعقاب ثورة يناير 2011.
واشارت النساء اللواتي تحدثن عن تجاربهن الى ان المسؤولين الاسلاميين برروا هذه التعديات بتجرؤ النساء على مخالطة الرجال في الاماكن العامة.
وصرح المتحدث باسم "البيت الابيض" جوش ارنست ان "ادارة الرئيس باراك اوباما قلقة جدا بهذا الخصوص".
وذكر ارنست من على متن الطائرة الرئاسية التي تنقل اوباما الى فلوريدا ان "اعمال عنف جنسية من بينها اغتصابات جماعية جرت في اثناء تظاهرات مؤخراً في مصر".
واضاف "انه مصدر قلق كبير للولايات المتحدة والمجتمع الدولي والكثير من المصريين. هؤلاء الضحايا أمهات وزوجات وبنات وشقيقات مصر".
واكد ارنست ضرورة ان تتخذ الحكومة المصرية اجراءات لوقف اعمال العنف الجنسية وملاحقة مرتكبيها.
وتابع ان "فكرة اتهام بعض المصريين الضحايا بالمسؤولية عن اعمال العنف امر مشين. اننا ندين بحزم هذه الافكار ونكرر التاكيد على حق النساء في التعبير عن آرائهن في الاماكن العامة الى جانب الرجال وعلى مسؤولية الحكومة المصرية عن حمايتهن".
وفي 25 كانون الثاني/يناير في اثناء احياء الاف المصريين الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في البلاد تعرضت 19 امراة على الاقل للاعتداء بحسب جمعية مناهضة التعديات الجنسية.





واشنطن - ا ف ب
الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣
اعربت الولايات المتحدة الجمعة عن قلقها حيال ارتفاع وتيرة حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي المرتكبة في اثناء تظاهرات في مصر، منتقدة المسؤولين المحليين الذي يؤكدون ان "النساء الضحايا مسؤولات عنها".
واتى رد "البيت الابيض" بعدما نقلت عدد من وسائل الاعلام في الاسابيع الفائتة شهادات نساء مصريات اكدن التعرض للاغتصاب وغيره من الاعتداءات الجنسية من طرف مجموعات تضم رجالا في اثناء تظاهرات في اعقاب ثورة يناير 2011.
واشارت النساء اللواتي تحدثن عن تجاربهن الى ان المسؤولين الاسلاميين برروا هذه التعديات بتجرؤ النساء على مخالطة الرجال في الاماكن العامة.
وصرح المتحدث باسم "البيت الابيض" جوش ارنست ان "ادارة الرئيس باراك اوباما قلقة جدا بهذا الخصوص".
وذكر ارنست من على متن الطائرة الرئاسية التي تنقل اوباما الى فلوريدا ان "اعمال عنف جنسية من بينها اغتصابات جماعية جرت في اثناء تظاهرات مؤخراً في مصر".
واضاف "انه مصدر قلق كبير للولايات المتحدة والمجتمع الدولي والكثير من المصريين. هؤلاء الضحايا أمهات وزوجات وبنات وشقيقات مصر".
واكد ارنست ضرورة ان تتخذ الحكومة المصرية اجراءات لوقف اعمال العنف الجنسية وملاحقة مرتكبيها.
وتابع ان "فكرة اتهام بعض المصريين الضحايا بالمسؤولية عن اعمال العنف امر مشين. اننا ندين بحزم هذه الافكار ونكرر التاكيد على حق النساء في التعبير عن آرائهن في الاماكن العامة الى جانب الرجال وعلى مسؤولية الحكومة المصرية عن حمايتهن".
وفي 25 كانون الثاني/يناير في اثناء احياء الاف المصريين الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في البلاد تعرضت 19 امراة على الاقل للاعتداء بحسب جمعية مناهضة التعديات الجنسية.
كما تعرضت اجنبيات لهذا النوع من العنف من بينهن مراسلة قناة سي بي اس الاميركية لارا لوغن التي تعرضت لاعتداء جنسي في ميدان التحرير ليلة تنحي حسني مبارك.


إصابة عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق

النظام ينفي تحويل الطائرات من مطار دمشق بعد سقوط طائرة شحن إيرانية محملة بالأسلحة

دبي - قناة العربية -
أعلن النقيب علاء الباشا، المتحدث باسم المجلس العسكري الثوري بدمشق، إصابة عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق الدولي على خلفية سقوط طائرة شحن إيرانية كانت محملة بالأسلحة أصابتها نيران الجيش الحر.
هذا.. وبث ناشطون شريطاً قالوا إنه يظهر قصف الجيش الحر لطائرة شحن إيرانية قبل هبوطها في مطار دمشق الدولي، ما تسبب بحرائق كبيرة داخل المطار.
الطائرة الإيرانية التي قيل إنها تحمل شحنة أسلحة لدعم قوات النظام السوري، تسببت بانفجارات عدة في الجهة الجنوبية من مطار دمشق الدولي أثناء محاولتها الهبوط.
وقال ناشطون سوريون إن الطائرة انفجرت عند هبوطها على المدرج، ما تسبب باشتعال طائرات ركاب كانت رابضة في المطار بسبب تطاير الشظايا وانفجار الذخيرة التي كانت تحملها.
وبلغت الحرائق داخل المطار وصالات الاستقبال والمغادرة بحسب شهود عيان، حيث أخلي المكان من الموظفين العاملين فيه.
وكانت تقارير مخابراتية غربية قد أشارت إلى أن إيران تنقل نحو 5 أطنان من الأسلحة إلى سوريا في كل رحلة جوية أسبوعياً ويجري إخفاء هذه الأسلحة في بطن الجزء المخصص للشحنات في الطائرات.
وتحتوي هذه الشحنات التي تنقلها غالباً شركتا "إيران إير" و"ماهان إير" على قطع لمعدات مختلفة مثل طائرات بلا طيار وصواريخ بر- بحر وصواريخ بالستية، إضافة إلى أجهزة اتصالات وأسلحة خفيفة وأخرى استراتيجية، كما تقول المصادر الاستخباراتية إن إيران تزود نظام الأسد بكوادر عسكرية وفنية.
وكانت شبكةُ "سانا الثورة" قالت إن النظام السوري حول هبوط بعض الطائرات المدنية إلى مطار "بلاي"، الواقع في منطقة براغ على طريق السويداء، والذي يبعد نحو 15 كيلومتراً عن مطار دمشق الدولي، بعد الانفجار.
ويعرف عن مطار "بلاي" أنه مطار احتياطي يستخدم في الحالات الطارئة فقط، وخدماته لا ترتقي إلى مستوى خدمات مطار دمشق الدولي الرئيسي.
من جهتها، نفت وكالةُ الأنباء السورية الرسمية "سانا" تحويل هبوط الطائرات من مطار دمشق الدولي إلى مطار "بلاي"، وقالت إن إدارةَ مطار دمشق الدولي أكدت أن العمل مستمر في المطار بشكل عادي ومنتظم، وأن استقبال الطائرات القادمة والمغادرة يتواصل بشكل اعتيادي.
ورغم المعارك الدائرة على طريقه منذ أشهر، فإن السلطات لم تغلق المطار كاملاً، فالخطوط السورية تستخدمه من وقت لآخر، إلا أن جميع المسؤولين السوريين سافروا عبر مطار بيروت في الآونة الأخيرة.



...................................................................................................

اوباما قلق من "اغتصاب النساء" في مصر
واشنطن - ا ف ب
الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣
اعربت الولايات المتحدة الجمعة عن قلقها حيال ارتفاع وتيرة حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي المرتكبة في اثناء تظاهرات في مصر، منتقدة المسؤولين المحليين الذي يؤكدون ان "النساء الضحايا مسؤولات عنها".
واتى رد "البيت الابيض" بعدما نقلت عدد من وسائل الاعلام في الاسابيع الفائتة شهادات نساء مصريات اكدن التعرض للاغتصاب وغيره من الاعتداءات الجنسية من طرف مجموعات تضم رجالا في اثناء تظاهرات في اعقاب ثورة يناير 2011.
واشارت النساء اللواتي تحدثن عن تجاربهن الى ان المسؤولين الاسلاميين برروا هذه التعديات بتجرؤ النساء على مخالطة الرجال في الاماكن العامة.
وصرح المتحدث باسم "البيت الابيض" جوش ارنست ان "ادارة الرئيس باراك اوباما قلقة جدا بهذا الخصوص".
وذكر ارنست من على متن الطائرة الرئاسية التي تنقل اوباما الى فلوريدا ان "اعمال عنف جنسية من بينها اغتصابات جماعية جرت في اثناء تظاهرات مؤخراً في مصر".
واضاف "انه مصدر قلق كبير للولايات المتحدة والمجتمع الدولي والكثير من المصريين. هؤلاء الضحايا أمهات وزوجات وبنات وشقيقات مصر".
واكد ارنست ضرورة ان تتخذ الحكومة المصرية اجراءات لوقف اعمال العنف الجنسية وملاحقة مرتكبيها.
وتابع ان "فكرة اتهام بعض المصريين الضحايا بالمسؤولية عن اعمال العنف امر مشين. اننا ندين بحزم هذه الافكار ونكرر التاكيد على حق النساء في التعبير عن آرائهن في الاماكن العامة الى جانب الرجال وعلى مسؤولية الحكومة المصرية عن حمايتهن".
وفي 25 كانون الثاني/يناير في اثناء احياء الاف المصريين الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في البلاد تعرضت 19 امراة على الاقل للاعتداء بحسب جمعية مناهضة التعديات الجنسية.
كما تعرضت اجنبيات لهذا النوع من العنف من بينهن مراسلة قناة سي بي اس الاميركية لارا لوغن التي تعرضت لاعتداء جنسي في ميدان التحرير ليلة تنحي حسني مبارك
......
الحياة
......................
تعليق : يالهذا القلب المشفق على نساء المظاهرات في مصر ! في حين يتحجر هذا القلب عن  فتيات صغيرات وحرائر سوريات  تُغتصب وتحمل وتُجهض ! تحت سمع وبصر أوباما والعالم بأسره !....................................سماوية

........................................................................................



المرزوقي: ديموقراطيتنا ليست للنخب

تونس - ا ف ب
الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣
رفض الرئيس التونسي الموقت، منصف المرزوقي، أن تكون "الديمقراطية مجرد لعبة فوقية للنخب"، ودعا إلى "الخروج من النمط التنموي التقليدي ليكون الإقتصاد في خدمة المجتمع".
وقال المرزوقي في كلمة إفتتح بها اليوم الجمعة "ملتقى المواطنة" الذي نظمته الرئاسة التونسية، على هامش أعمال المنتدى الإجتماعي العالمي الذي يقام في تونس حالياً، إنه يرفض أن تكون الديمقراطية "مجرد لعبة فوقية للنخب وألا تهتم في صيغتها الليبرالية بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية التي تمثل ضماناً لإستمرار الحرية".
وأضاف أنه كلما كانت قيم الحرية والديمقراطية، فوقية وشكلية، فإنها ستُعبد الطريق، في مناخ من الفقر والتهميش، إلى عودة الإستبداد وإعادة إنتاج نفس المنظومة التي تولد المزيد من الفقر والفساد.
وتابع المرزوقي، أن "تونس بحاجة إلى خلق نموذج جديد للديمقراطية أو تحسين النموذج الحالي وإستكشاف سبل جديدة لمحاربة الفقر، بإعتباره العدو الأول الذي قامت الثورة من أجل محاربته وكذلك للقضاء على البطالة والتهميش".
واعتبر أن "الحريات الفردية والجماعية لا قيمة لها إن لم توضع بخدمة الحقوق الإقتصادية والاجتماعية.. وأن تونس لن تتخلى عن الديمقراطية، لأنها تبقى، رغم بعض العيوب على مستوى الممارسة، أحسن بكثير من أي نوع من الإستبداد".
ودعا المرزوقي إلى "تفكير جديد وإلى الخروج من النمط التنموي التقليدي لتوفير كل الشروط الضرورية ليكون الإقتصاد في خدمة المجتمع"، بإعتبار أن "الهدف الذي يجب أن تسعى إليه تونس هو إخراج مليوني تونسي من الفقر خلال السنوات الخمس القادمة".
وقال إن الإعتقاد بأن إقتصاد السوق الليبرالي أو"النيو ليبرالي" هو الذي سيخرج التونسيين من الفقر منذ البداية، هي "أفكار خاطئة وقديمة"، ذلك أن "الإقتصاد المتوحش"، سيوسع الهوة بين الفقراء والأغنياء و"سيزيد المشاكل الإجتماعية تفاقما".
وشدد المرزوقي على ضرورة وجود "طريق مواز" يمثل البديل الإجتماعي التكافلي الذي تسعى إلى تحقيقه تونس ما بعد الثورة"، وعلى أن تكون هذه التجربة فريدة، لا تقوم بنقل تجارب الدول الأخرى، بل تضيف إليها وتطورها

....................................................................



المطلك لـ «الشرق الأوسط»: لم ألتق نصر الله.. والبعض في «العراقية» ذاهب إلى التقسيم

المطلك لـ «الشرق الأوسط»: لم ألتق نصر الله.. والبعض في «العراقية» ذاهب إلى التقسيم
اعتبر صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس جبهة الحوار الوطني والقيادي في ائتلاف «العراقية»، أن عودته إلى اجتماعات مجلس الوزراء رغم قرار الائتلاف بمقاطعتها جاءت من أجل تحقيق مطالب المتظاهرين، مؤكدا أن من يحاولون اغتياله سياسيا اليوم هم من حاولوا اغتياله في ساحة مظاهرات الرمادي عندما هاجمه مجموعة كبيرة من المتظاهرين رافضين صعوده فوق المنصة. ونفى تقارير لقائه بحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني في بيروت من أجل دعم حكومة نوري المالكي، قائلا «ما علاقة حسن نصر الله بهذا الموضوع؟».
وقال المطلك في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «قرار (العراقية) كان عدم العودة إلى الحكومة إلا بتحقيق مطالب المتظاهرين، ومجلس الوزراء الآن يقول تعالوا لنناقش تحقيق هذه المطالب، فهل نقول لهم لا لن نعود ونترك المتظاهرين بالساحات لأكثر من 3 أشهر، ونحن نرفض مناقشة مطالبهم مع الحكومة؟.. هل هذا معقول؟.. نحن نعتبر هذا الأمر غير طبيعي، وغير مقبول أن يعترض أي واحد من (العراقية) على حضورنا لتحقيق مطالب المتظاهرين». وأضاف أن «الذي يتكلم في هذا الموضوع ويعترض علينا مجموعة أو كتلة انشقت عن (العراقية)». وقال إن «الحكومة لا تستقوي بعودتنا، فالصدريون سيعودون، والأكراد كذلك، وستبقى (العراقية) هي المضحية مثلما ضحت منذ تشكيل الحكومة وحتى اليوم. (العراقية) تضحي، والآخرون يجنون الثمار، يكفي هذا، يكفي تضحيات على حساب جمهور (العراقية) وعلى حساب البلد».






..................................................................................



بعد ان اختلط "فستان زفافها" بالدماء ...

حشود يشيعون جثامين عروس حفر الباطن ووالدتها وأختيها وابن شقيقتها


صحيفة المرصد:  شارك حشود من المواطنين عقب صلاة ظهر اليوم في تشييع عروس حفر الباطن، هي ووالدتها وابن أختها وأختيها، الذين لقوا مصرعهم في حادث مروري على طريق حفرالباطن- الدمام، وتحولت مستلزمات زفافها إلى مجرد بقايا من الذكريات المحطمة والمؤلمة، ليشكل "فستان زفافها" المختلط بالدماء لوحة حزينة باتت واضحة لمسؤولي وزارة النقل والموصلات، بعد أن حوّلت تحويلات الطريق مراسم زفافها إلى عزاء.
وعن تفاصيل الحادث قال خالد الدايود، أحد شهود العيان أنه حادث مأساوي بكل ما تحمله الكلمة، مضيفاً أن "شاحنة نقل تحمل الحديد حاولت تجاوز شاحنة أخرى وخلال ثوان تفاجأت بها تنحرف في اتجاه المسار الآخر على طريق مفرد يعمل بمسارين، لوجود إصلاحات في المسار الآخر، لتصطدم بمنتصف مقدمة مركبة من نوع جمس يوكون ".
وعند إيقاف سيارتي والترجل منها سمعت أصواتاً تصدر من الجيمس وعند اقترابي منها تبين لي أنه صوت تلاوة للقرآن الكريم يصدر من أحد جوالات النساء، وعند محاولة إيجاد أشخاص ناجين من الحادث وجدت جميع من باليوكن توفوا".
ويضيف "الدايود": حاولت أتمالك أعصابي من هول المشهد، فالأشلاء والدماء شكلت لوحة حزينة ومخيفة.
ثم يتوقف قليلاً عن الكلام ليكمل قائلاً: مشهد مخيف وأنا في موقع الحادث أنظر للأشلاء والدماء مختلطة بالحديد.
ويضيف قائلاً: وجدت ثلاثة أطقم من الذهب والأساور ومبالغ مالية داخل محافظ النساء وبطاقات صراف ومصحفاً بكل محفظة.

ووفقا لموقع سبق يقسم "الدايود" قائلاً: والله.. والله.. والله شاهدت ثلاثة من النساء رافعات سباباتهن، والقرآن يصدح في السيارة من أحد الجوالات، والسائق رافع سبابته أيضاً، موضحاً أن كامل المجوهرات وثلاثة أطقم ذهب والجوالاتهم وجواز سفر وعقد زواج ومبالغ نقدية بالمحافظ، جميعها بحوزته وسيسلمها لذوى المتوفين.

وذكرت مصادر أن مواصفات الطبقة الأسفلتية قد تكون غير مناسبة لأوزان الشاحنات التي تسير عليها، ما سبب الكثير من الحفر والتشققات بالإضافة لعدم التزام الشاحنات بالأوزان المعتمدة، وذلك بزيادة الوزن وغض النظر عن بعض الشاحنات ذات الأوزان المخالفة التي لا تستطيع الطبقة الأسفلتية تحملها.

ورغم أن طريق حفرالباطن- الدمام رصد له ميزانية تقدر ب ٦٣٩،٩٩٩،٩٩٩ مليون ريال لإعادة إنشائه إلا أنه لم يحدث أي جديد بالطريق سوى زيادة أعداد الوفيات والحوادث والتحويلات والحفر والتشققات التي يعاني منها الطريق منذ أكثر من خمس سنوات وما زالت موجودة.

فرحة "عروس" لم تكتمل وطفل بريء لقي مصرعه وأبناء تيتموا وتحول الفرح إلى أحزان، أرادت أن تُزف إلى منزلها ولكن ضعاف النفوس تسببوا بعد قدر الله في إنهاء حياتها قبل أن تبدأها.


.................................................................

لماذا ماتت "عروس الشمال"؟

علي سعد الموسى



أخطر الأسئلة و(أخبثها) عن مأساة (عروس الشمال) لم يطرح بعد، وسأتكفل اليوم بنشره على الملأ. كلنا غرقنا في أسئلة (التحويلة) التي قضت على عائلة كاملة قرب حفر الباطن، وكلنا استغرقنا في اجتهادات الإجابة على الطريق الذي يتحفنا كل عام بقصص وطنية مروعة. السؤال الخبيث الخفي: ما هي الأسباب التي أجبرت فتاة من (القيصومة) كي تلملم فساتين ليلة الفرح لتذهب كي ترتديها في مدينة كبرى، وما الأسباب المقابلة التي جعلت من عشرات مدن الأطراف مجرد حضانة للمهد أو مراتع للصبا والمراهقة، ولا مكان فيها لمستقبل فيما بعد للزواج أو الوظيفة؟ حادثة (العروس) توقظ فينا براءة الأسئلة. الذي أعرفه جيداً أننا نذهب للرياض من أجل العلاج مع الورطة الأولى في مشوار أمراضنا الطارئة. نذهب إليها نطرد (معاملة) لحكم قضائي ذهبت إضبارته للمحكمة العليا. نذهب للرياض كي نشتكي البلدية المجاورة لأنها لم تعتمد مخططنا القروي. نذهب إليها كي ينتظم أطفالنا في دورات تدريب على اختبارات (قياس) أو لسحب استثمارات القبول في كلياتها العسكرية التي تتناثر بالترتيب على بوصلة الجهات بهذه المدينة.
جواب السؤال البريء هو أن (عروس الشمال) حملت فستانها لمدينة أكبر لأنها لم تجد عريساً إلا بهذه المدينة. قبل حادثها بأعوام تم شحن آلاف الشباب إلى (المتن) لتبقى آلاف الفتيات على (الهامش). بمليارات القروض من المال العام، ومن صناديق التنمية المختلفة، ثم حشد مئات المصانع حول ثلاث مدن مركزية بلا سبب وجيه كي نبقي البقية من عشرات البلدات والمدن مجرد ثانوية عامة ومكتب للضمان الاجتماعي وبضعة (صرافات) على الشارع العام للبلدة. بمليارات قرارات الإقراض من المال العام بنينا حول ثلاث مدن مصانع البلاستيك والتمور والبلاط وتجميع المكيفات والأجهزة المنزلية، ومن بينها كان لقرض واحد من المال العام أن يشترط الذهاب إلى (القيصومة) على الأقل كي تجد هذه الفتاة (عريس غفلة) على خط الإنتاج الثامن عشر لهذا المصنع. على أطراف ثلاث مدن بيننا مصانع البترول والبناء والغذاء والأدوية والأثاث. رفعنا عماد الجامعات والكليات العسكرية. نصبنا لوحات هيئات الكهرباء والماء والاتصالات وكأن هذه المدن المكتظة في الأصل بحاجة لمزيد من السكان. ماتت عروس الشمال ومن الخطأ الجسيم أن نحصر السبب في (تحويلة) على الطريق.. ماتت عروس الشمال حين (تأخرت) عشرات المدن الأخرى عن عرس الشمال.



الوطن السعودية



...........


من تطبيق تأملات قرآنية :



Embedded image permalink

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


تفاصيل مثيرة:

حزب النهضة يهزم العريضة الشعبية في مناقشات اللجنة البرلمانية المختصة بكتابة الدستور التونسي




 

مصدر في حزب العريضة الشعبية يقول: "لقد خسرت العريضة الشعبية أمام حزب النهضة في هذا الإجتماع، غير أننا نراها هزيمة بطعم انتصار تاريخي، فقد عبرنا عن مبادئنا وأشواق الشعب، بوضوح ونزاهة، وبينا للناس أن حزب العريضة الشعبية يوحد بين مدينة الدولة والمرجعية الإسلامية ومبادئ حقوق الإنسان من دون أن يتاجر يوما بالإسلام للفوز بالإنتخابات أو يتخذه راية حزبية ضيقة يضعف بها وحدة المجتمع المسلم ويتغول بها على هياكل الدولة".   

 

 

التفاصيل: في يوم الخميس 28 مارس 2013 اجتمعة لجنة التوطئة والمبادئ العامة وتعديل الدستور في المجلس الوطني التأسيسي بتونس، البرلمان المؤقت الذي تم انتخابه لكتابة دستور تونس الجديد بعد الثورة. تتكون اللجنة من 22 نائبا، منهم 9 من حزب النهضة، ونواب من أحزاب أخرى، ونائب واحد من حزب العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية الذي يتزعمه الدكتور محمد الهاشمي الحامدي. ويرأس أعمال اللجنة الصحبي عتيق رئيس كتلة نواب حزب النهضة في المجلس التأسيسي.

 

على جدول أعمال الإجتماع، طرح مقترح من نائب من نواب حزب التكتل، أحد أحزاب الترويكا الحاكمة المحسوب على التيار العلماني، باعتماد عبارة "تونس دولة مدنية" في مقدمة، أو توطئة الدستور التونسي الجديد.

 

بعد نقاش ساخن، لم يوافق أغلب النوب الحاضرين على النص المقترح، ولحل الخلاف، تقدم النائب محمد بن يوسف الحامدي، من حزب العريضة الشعبية بمقترح وفاقي هذا نصه: "تونس دولة مدنية تستلهم مبادئ الإسلام وتعاليمه، وتعتز بانتمائها العربي، وتستفيد من كل ما هو جيد ومفيد في تجارب الأمم والشعوب، وتلتزم بصيانة واحترام حقوق الإنسان للمواطن والمقيم في البلاد التونسية".

 

بعد أن تقدم ممثل حزب العريضة الشعبية بهذا الإقتراح، وبعد أن أبدى رئيس اللجنة اهتمامه بالمقترح،  طلب الكلمة الدكتور عبد المجيد النجار الكلمة، وهو نائب عن حزب النهضة، متخصص في دراسات الشريعة الإسلامية، وقيادي بالإتحاد العام لعلماء المسلمين الذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي. قدم النجار مقترحا منافسا لمقترح العريضة الشعبية هذا نصه: "تونس دولة مدنية تقوم على أساس المواطنة والإرادة الشعبية وعلوية القانون".

 

جرى التصويت في اللجنة على المقترحين، ففاز مقترح حزب النهضة بـ13 صوتا. ومن الذين صوتوا لمقترح النجار نائبان منشقان عن العريضة الشعبية.

 

ونال مقترح حزب العريضة الشعبية الذي يجمع بين مدنية الدولة ومرجعيتها الإسلامية وانتمائها العربي واحترامها لحقوق الإنسان 8 أصوات فقط. نائبان فقط من حزب النهضة منحا صوتيهما لمقترح ممثل حزب العريضة الشعبية.

 

مصدر في حزب العريضة الشعبية قال إن الحزب مصدوم ومندهش من تصرف النجار ونواب حزب النهضة، فقد كان بوسعهم إضافة عبارة "علوية القانون" لمقترح حزب العريضة الشعبية ثم إجازته بالأغلبية  الكاسحة لأعضاء اللجنة، وتثبيت انتصار معنوي كبير يفرح به الشعب التونسي، إذ أن النص المقترح من ممثل العريضة الشعبية يحفظ مدنية الدولة في إطار المرجعية الإسلامية وفي إطار الإنتماء العربي، والإنفتاح على تجارب العصر، ويشدد على حماية حقوق الإنسان للمواطن والمقيم.

 

وعبر المصدر في حزب العريضة الشعبية عن أسفه لأن نواب حزب النهضة كرروا من جديد ما فعلوه في وقت سابق عندما رفضوا تأييد مقترح العريضة الشعبية بتثبيت اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع في المادة الأولى من الدستور الجديد.

 

واعتبر المصدر أن ما جرى في اجتماع لجنة التوطئة والمبادئ العامة للدستور التونسي الجديد يوم الخميس 28 مارس 2013 يبيبن بشكل واضح لأنصار العريضة الشعبية وأنصار حزب النهضة وللراي العام التونسي والعربي والعالمي طبيعة الفرق بين حزب العريضة الشعبية وحزب النهضة. وأضاف: لقد خسرت العريضة الشعبية أمام حزب النهضة في هذا الإجتماع، غير أننا نراها هزيمة بطعم انتصار تاريخي، فقد عبرنا عن مبادئنا وأشواق الشعب، بوضوح ونزاهة، وبينا للناس أن حزب العريضة الشعبية يوحد بين مدينة الدولة والمرجعية الإسلامية ومبادئ حقوق الإنسان من دون أن يتاجر يوما بالإسلام للفوز بالإنتخابات أو يتخذه راية حزبية ضيقة يضعف بها وحدة المجتمع المسلم ويتغول بها على هياكل الدولة".

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



نحتاج إلى ثورة أخلاقية






 
العالم الإسلامي بشكل عام والعربي بشكل خاص يحاول أن يغير الحال، ونرى في السنتين الماضيتين خصوصا حراكا شعبيا وإرادة عارمة عامة للتغيير. والثورة السياسية التي تطيح برئيس فاسد أو حكومة مستبدة هي شيء جيد، ولكن الثورة الحقيقية التي يحتاجها العالم العربي، بل الإسلامي، بل العالم الإنساني، اليوم هي (ثورة أخلاقية)، ومقاصد الشريعة هي المنهج والفلسفة ومنظومة القيم في هذه الثورة المنشودة.
العالم المعاصر يعاني من أزمات حادة في كل مناحي الحياة الإنسانية، ولكننا إذا دققنا النظر وتفكرنا في هذه الأزمات وجدناها جميعا أزمات أخلاقية، سواء في التصورات غير الأخلاقية أو الممارسات غير الأخلاقية "ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" سورة الروم 41.
العالم المعاصر يعاني من أزمات حادة في كل مناحي الحياة الإنسانية، وإذا دققنا النظر في هذه الأزمات وجدناها جميعا أزمات أخلاقية، سواء في التصورات أو الممارسات
فمثلا: الأزمات السياسية كلها أزمات أخلاقية. سوريا مثال صارخ وفلسطين والعراق وبورما وبنغلاديش وما يحدث الآن في أفريقيا وفي الشرق والغرب، هذه كلها أزمات أخلاقية في التصور والممارسة.
وأعجب من أناس عندهم من الصلافة قدر يسمح بأن يقولوا إن إرهاب الدولة في سوريا مشروع أخلاقيا بناء على شرعية الدولة وقواعد (السيادة) والأمن القومي والقانون الدولي وهذا الكلام، وهذا ببساطة يعني أن هناك مشكلة عميقة ليس فقط في الممارسة بل في التعريف النظري والتصور الفلسفي لمفهوم السياسة أصلا.
وبعض الذين يمارسون السياسة باسم الإسلام (ولكن على الطريقة الميكافيلية) أيضا يحتاجون إلى مقاربة أخلاقية مقاصدية لتصحيح التصورات وتصحيح الممارسة السياسية، خاصة مع دعوى الإسلامية.
والأزمات الصحية في هذا العالم -كمثال ثان- مردها إلى تعريف غير أخلاقي للطب كسلعة يشتريها الغني ويحرم منها الفقير، بل يموت الفقير وبالملايين من أجل عدم توفر دواء بدولارين أو ثلاثة، ثم حدث ولا حرج عن شركات الأدوية العملاقة وممارساتها غير الأخلاقية واللعب بالبحث العلمي لإثبات أو عدم إثبات الآثار الضارة لأدويتهم وأمصالهم والطعام، بل أصبح التجميل الذي يغير خلق الله والفطرة البشرية دون حاجة نفسية وصحية؛ أصبح جزءا من الطب وصناعته للأسف.
والتعليم كذلك بدلا من أن يكون حقا صار سلعة هو كذلك، يشتريها من يقدر عليها ويحرم منها من لا يقدر، وأصبح استهداف المدارس مشروعا في كل الحروب!
والفجوة الرقمية أصبحت واسعة، وهي قضية أخلاقية وليست تقنية فنية فقط، ذلك لأنها تجعل من يُحرم من تقنيات التواصل في هذا العالم يزداد فقرا وجهلا ومرضا، وتزداد الشركات التي تحتكر "المعرفة" والمخترعات، التي غالبا ما ينتجها العباقرة في البلاد الفقيرة بأبخس الأثمان، هذه الشركات تزداد ملياراتها ونفوذها على مقدرات الناس.
والفن الحقيقي الصادق يغطي عليه الفن الذي يستهدف تفكيك الفضائل والذي تنشره صناعة الترفيه عن طريق ثقافة النجوم التي تسطح وتفسد شباب هذا العالم، ناهيك عن صناعة الألعاب الإلكترونية التي غالبا ما تُميت فيهم شيئا فشيئا الرحمة والرفق والتواصل الاجتماعي والإنساني. هذه أزمة أخلاقية أخرى كبيرة، وهذه أمثلة قليلة هي غيض من فيض.
أما في مجال الاقتصاد فحدث ولا حرج. فالأزمات الاقتصادية الكبرى التي قتلت من قتلت وشردت من شردت وأفقرت من أفقرت، هي أزمات أخلاقية باتفاق الجميع! ولكن الشركات الكبرى تحتكر الاقتصاد بل والسياسة في هذا العالم، وأغلب البشر فقراء تحت خط الفقر، وتعقد المنتديات الاقتصادية العالمية فلا تناقش الأخلاق رغم أن الأسئلة الاقتصادية الكبرى هي أسئلة أخلاقية أساسا. والربا والاحتكار والرشوة والفساد واستغلال الضعفاء والأطفال في عمالة رخيصة لا توفر أدنى احتياجات الإنسان؛ هي كلها أزمات أخلاقية.
ويلحق بالأزمات الاقتصادية وينتج عنها أزمات بيئية تسببها شركات البترول العملاقة والنفايات النووية لبعض الدول التي تحتكرها في البلاد الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، واستنزاف بعض الاقتصادات الكبرى للمصادر الطبيعية الإنسانية المشتركة من هواء وماء ومعادن، وعلى نفس المنوال تنعقد القممُ البيئية العالمية ولا تناقش الأخلاق ولا تذكر العدالة والإنصاف، ناهيك عن الشركات الكبرى وبعض الدول التي تتلاعب بالجو الطبيعي بل بمكونات التربة أحيانا.
ثم مع فساد مكونات التربة، تظهر التقنيات غير الأخلاقية التي تغير خلق الله وتلعب بالجينات الطبيعية المرتبة ليس في الإنسان فقط بل في الحيوان والنبات بغرض التكسب والتجارة، دون ضابط ودون رعاية لحقوق الكائنات الحية وفطرتها. وتُقتل الحيوانات بالملايين في كل بلد ليزداد الإنسان تخمة ويصل إليه من الحيوان المسكين كله قطعة لحم أو قطعتين. ثم يقابل التخمة والاستهلاك مجاعات وبشرا يموتون بالملايين كل عام لا يجدون شربة ماء أو قطعة خبز، وما نداء (خبز وماء) الذي سمعناه في الثورات العربية عنا ببعيد.
المرأة أصبحت في عالم اليوم سلعة وشيئا يباع ويشترى، فإنك لا تشتري قلما ولا سيارة ولا قطعة أثاث إلا كانت امرأة تظهر من محاسنها في الدعاية له
والمرأة -المسلمة وغير المسلمة- في وضع لا تحسد عليه في كل الثقافات والبلدان التي تدعي التقدم والتي لا تدعيه. ففي الشرق والغرب تُظهر الإحصائيات الفرق الكبير بين النساء والرجال في معدلات الأمية والمرض والفقر، والمرأة أصبحت في عالم اليوم سلعة وشيئا يباع ويشترى، لا تشتري قلما ولا سيارة ولا قطعة أثاث إلا وامرأة تظهر من محاسنها في الدعاية له. والعنف ضد المرأة وتهميشها في علوم الدين والسياسة والفكر والتجارة وغيرها كلها ظواهر عالمية تتخذ أشكالا مختلفة في الثقافات المختلفة.
وأخيرا وليس آخرا، فالأخلاق في الإعلام والصحافة موضوع طويل ذو شجون. ومع كل احترامي للإعلاميين الشرفاء أسأل الإعلاميين والصحفيين بشكل عام: أين الحقيقة؟ وأين الأخبار؟ الذي نراه في الإعلام الخيال فيه أكثر من الواقع، والذي يصل إلينا من الأخبار هو فقط أرقام القتلى في كل بلد في كل صباح نسمعها مع الأرقام الأخرى، أعني درجات الحرارة والبورصة! أين الأخبار عن الحضارة الإنسانية والإنجازات الإنسانية؟ أين قصص النجاح؟ وتحسّن الحال هنا أو هناك؟ أم أن العالم ليس فيه إلا القتل والانتخابات؟
 
ومقاصد الشريعة نتبناها في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بمؤسسة قطر، منهجا لمواجهة الإشكالات والأسئلة الأخلاقية في كل المجالات التي ذكرتها، ولتحقيق تلك الثورة الأخلاقية في دنيا الناس.

ذلك لأن المقاصد هي الأخلاق الكريمة والمعاني السامية والغايات الرفيعة والأهداف الكبرى التي تتغياها شريعة الإسلام كما أنزلها الخالق سبحانه وتعالى. ورغم أن مقاصد الشريعة علم ولد من رحم الفقه وأصوله وما زال يترعرع في هذا المجال، إلا أنه الآن خرج بفضل الله تعالى من هذا الإطار إلى فضاء المجالات الإنسانية المعاصرة كالتي ذكرناها، ويمكنه أن يقدم حلولا لمواجهة تلك الأزمات الأخلاقية الكبيرة على خمس محاور، أوجزها إن شاء الله في ما يلي: التعريفات، والقيم، والأولويات، وآليات التكامل، والممارسات.
أما التعريفات، فالمقاصد هي الإجابة عن سؤال: لماذا؟، وعلماء الإسلام العظام قد أجابوا عن سؤال "لماذا" في الشريعة كلها بمقاصدها العامة المعروفة، من: حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والنسل والمال، وأجابوا عن سؤال "لماذا" كذلك في كل باب من أبواب الفقه المختلفة عن طريق ما سموه (مقاصد الباب)، كمقاصد البيوع وهي: الوضوح ومنع الظلم ومنع الربا والرواج وغيرها، ومقاصد الزواج، ومقاصد الجهاد، ومقاصد العقوبات، ومقاصد القضاء، ومقاصد الولاية، إلى آخره. ولكن (الأبواب) تغيرت مع تغير العالم، ونحتاج اليوم إلى مقاصد لأبواب العلم والفكر الجديدة.
نحتاج إلى إجابات عن سؤال "لماذا" ليس في الشريعة فقط، بل كذلك في الطب والسياسة والاقتصاد والتربية والفن والإعلام وغير ذلك. فإذا سألنا لماذا الطب؟ لن نعرف الطب كسلعة كما هو في الواقع الآن بل بهذا نغير الواقع ونعرفه تعريفا أخلاقيا يستمد من مقاصد الشريعة العظيمة ويضع الممارسات الطبية والقضايا موضعها السليم. وإذا سألنا لماذا السياسة؟ ولماذا الدولة؟ ولماذا الفن؟ ولماذا الإعلام؟... أمكنا أن نراجع التعريفات المراجعة الأخلاقية المنشودة.
وأما على مستوى القيم، فمقاصد الشريعة هي منظومة القيم الإسلامية، وليست المصالح في المفهوم الإسلامي منفصلة عن قيم الخير والحق والجمال والأخلاق المعروفة، بل إن منظومة القيم الإسلامية التي تمثلها المقاصد هي أكثر تعقيدا وتركيبا مما سواها من منظومات القيم الفلسفية، وفيها ترتيب للأولويات بين الضروري والحاجي والتحسيني، والخاص والعام، والعاجل والآجل، بل في داخل كل قسم كالضروري مثلا هناك أولويات: فالنفس قبل العقل قبل العرض قبل المال.
مقاصد الشريعة تدفع الممارسة الأخلاقية وتحرض عليها، وتصل الوعي الإنساني والضمير الإنساني بالله تعالى، وفي هذا حل للمشكلات الأخلاقية كلها
والأولويات التي تمليها المقاصد ضرورية لوضع السياسات وسن التشريعات وضبط الممارسات بطريقة أخلاقية، فقضية الأولويات قضية أخلاقية بالأساس تسفر عن الأهم فالمهم عند متخذي القرار، فتقدم الأهم في الاهتمام والجهد والميزانيات وتؤخر الأقل أهمية، وهكذا تقدم القرارات المهمة على القرارات الأقل أهمية، والأهداف على الوسائل، والأصول على الفروع، والأركان على المتممات، والكليات على الجزئيات، والمعاني على الشكليات، والقيم على الاعتبارات الأنانية والشخصية.
والمقاصد كذلك تدفع البحث والنظر الأخلاقي حول تكامل المنهجية وتعدد أبعادها. لأنه ما من قضية طبية إلا لها بعد اقتصادي وسياسي وبيئي واجتماعي وتربوي، وما من قضية فنية إلا لها بعد اقتصادي وسياسي واجتماعي وثقافي... وهكذا دواليك. والمقاصد معان مجردة تمتد وراء التخصصات الضيقة وتوسع نظرتها وتتكامل فيها المنهجيات بين ما تراه هذه التخصصات ومصلحة أو قيمة مطلوبة في واقع الناس.
والمقاصد أخيرا هي حجة الله البالغة على عباده والدليل على صدق رسالته ونبوة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى حكمة التشريع المنزل، وهي بالتالي تدفع الممارسة الأخلاقية وتحرض عليها، وتصل الوعي الإنساني والضمير الإنساني بالله تعالى، وفي هذا حل للمشكلات الأخلاقية كلها.
المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق