15‏/07‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2745] تشومسكي: الإستثناء الجميل زمن الرداءة الأمريكيّة+فيسك: الأسد سيكون الحليف الأفضل للجيش الحر في حربه ضد الإسلاميين

1


حتى لا نخطئ في تقدير الموقف


أبو يعرب المرزوقي


منزل بورقيبة 2013.07.14

َ

 

 

ليس يوجد ما هو أفسد من القياس الخاطئ في تقدير المواقف لتحديد السياسات التي تجنب البلدان سوء التدبير ووخيم المصير: قياس ما يمكن أن يحدث في تونس على ما حدث في مصر. فالوضعان مختلفان تمام الاختلاف بل هما متقابلان تمام المقابلة. ولقياس يؤدي حتما إلى تقدير خاطئ على الحكم والمعارضة أن يتجنباه حتى لا نقع فيما لا تحمد عقباه. فهو قد يجعل الوضع في تونس أفسد بكثير مما هو عليه في مصر. لذلك فإني أريد أن أذكر بالفروق وما ينبغي أن يترتب عليها حتى لا نخطئ الحساب وحتى ندرك طبيعة العلاج فلا ندخل في استعراضات شبه دروشية تنبني على وجوه شبه منعدمة من الأصل قد تكون مقبولة إذا اقتصرت على تأييد الشعب المصري في محنته. لكنها مرذولة إذا استنتج منها أن العلاج في تونس هو من جنس العلاج في مصر في حين أن الدائين مختلفان.

                  الوضع في مصر


1-فمصر فرغت من المرحلة الانتقالية لكونهم أنجزوا ما يفترض أن يكون من مهامها في النقلة من عهد إلى عهد.


 2-ومصر استفتي شعبها على دستور لا يكاد الخلاف فيه يدور إلا على نزر قليل من البنود


3-ومصر حصلت فيها انتخابات رئايسية شارك فيها الصفان المتصارعان وحسم الشعب بينهما بالآليات الديموقراطية الحقيقية.


4-ورغم ذلك فإن الوضع الشرعي على متانته لم يمنع الدولة العميقة من قلب الشعب والجيش والمحيط الإقليمي والمناخ الدولي على هذه التجربة.


5-ما يعني أن من يقيس نفسه على مثل هذه الحالة لكأنه يبشرنا بعدم جدوى الخروج من المرحلة الانتقالية التي يريد تأبيدها بتقديم الوضع في تونس على أنه مماثل للوضع في مصر.


                       الوضع في تونس


1- لكن تونس ليس فيها شيء من ذلك أصلا. فالمرحلة الانتقالية ما زالت سارية بصورة مفتوحة إذ لا نرى أفق نهايتها


2-و"الشرعية" المعتمد عليها مؤقتة وليست محددة المدة وهو أمر مناقض تماما لمفهوم النيابة التمثيلية.


3-والدستور ما يزال الخلاف فيه حول المبادئ ليس بين الحكم والمعارضة فحسب بل ضمن ثلاثي الحكم نفسه.


4-وشروط القيام بالعملية الانتخابية كلها لم يتحقق منها شيء يعتد به. فلا وجود للجنة المستقلة. ولا وجود لقانون الانتخاب. ولا وجود للمناخ السليم والآمن لإجراء الانتخابات لعدم الاعتراف المتبادل بين القوى السياسية وللخلط بين الاجتماعي والسياسي في المعارك الدائرة بين النخب.


5-ومن ثم فهذه الوضعية يمكن أن تكون فرصة سعيدة إذا راعينا هذه الفروق فعاملنا الأمور انطلاقا من خصائصها هي لا من مقارنة زائفة.

 

 

              الخطر الذي يتهدد الوضع التونسي


إن هذه الوضعية قابلة لأن تتحول إلى منزلق خطير إذا واصلنا الرضا بالمقارنات الكاذبة فأبقينا على المرحلة الانتقالية إلى حد غير معقول لكأنها من جنس المرحلة التي حدث فيها ما حدث في مصر ودون تغيير كيفي يمكن من حل هذه المعضلات بحسم نهائي حاصل على ما يقرب من الأجماع الوطني:


1-فإذا سلمنا بأنه لا وجود لشرعية في تونس من جنس الشرعية الموجودة في مصر حتى نستميت في الدفاع عنها أقدمنا على البحث السياسي السلمي على شروط إيجادها.


2-لكن إذا واصلنا الدفاع عن بديل زائف منها بشرعية تآكلت إلى حد قد يحولها إلى اغتصاب للشرعية بحكم الأمر الواقع فإننا نعرض البلد إلى ما أسوأ مما يجري في مصر.


لذلك فإني أعيد وأكرر أن تونس اليوم مرهون وضعها بأمرين سبق أن أشرت إليهما في محاولات متقدمة وآمل أن نعي أهمية فهمهما لأنهما الأمل الوحيد في تجنيب بلدنا هزات ليس له إمكانية تحملها بسبب طبيعة النسيج الاجتماعي والقدرات الاقتصادية فضلا عن شروط الحماية من التدخلات الأجنبية من القريب والبعيد:


1-حكمة المعارضة التي تواصل الاعتراف بالشرعية رغم أنها ليست نيابة محددة المدة ورغم أنها لم تحقق ما انيبت من أجله. وآمل أن يتواصل هذا الصبر.


2-مسؤولية الحكم في وجوب الإسراع بتحديد نهاية للمرحلة الانتقالية والتفاهم مع المعارضة على الشروط الأساسية لتحقيق الانتخابات في أفضل الظروف.


 

                    شروط العلاج السوي لوضع مختلف


لا بد من الانطلاق من اختلاف الوضع وعلاجه من منطلق خصائصه ومما يحتاج إليه حتى يتحول لصالح الوطن والمواطنين فيستفيد الجميع حكاما ومعارضين وننتقل إلى الجمهورية الثانية بسلام وطمأنينة. وإني على يقين أن في ذلك فائدة جمة حتى للمتشبثين بالحكم حاليا باسم شرعية لم تعد مقنعة إلا لمن يريد أن يحجب عين الشمس بالغربال: فعدم فهم المجريات قد يأتي على الأخضر واليابس فلا يبقى أي معنى للتشبث بحكم بلد ينزلق إلى الهاوية والفضل سيكون لصالح الأحزاب الحاكمة إذا هي بادرت فكانت منطلق تحقيق المقترحات التالية طوعا قبل أن تفرض عليها فرضا:


أ.فلا بد من الإسراع في تكوين لجنة الانتخابات المستقلة حقا بالجمع بين التجربة الماضية والحل المجرب حاليا عن طريق المجلس.


ب. ولا بد من وضع قانون انتخابات بالتوافق يجمع بين التمثيل الشخصي والتمثيل النسبي واختيار حل الغرفتين بجعل إحداهما معتمدة على التمثيل الشخصي للتشريع وفاعلية الحكم والثانية معتمدة على التمثيل النسبي للتفكير والحد من سطوة الحكم.


ج. وقبل ذلك شرطا فيه وتيسيرا لتحقيقه التحقيق الناجع لا بد من تكوين حكومة وحدة وطنية من الأطياف التي تتألف منها الساحة الوطنية أعني: الإسلاميين والدستوريين واليساريين والقوميين ومن عداهم ممن لا يريد أن ينتسب إلى أي من هؤلاء مع ضرورة تحييد الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان في الحقيقة ذراع بعض هذه القوى التي كانت تشعر بأنها محرومة من القيام بدورها.


د. ولا بد أخيرا من عقد مؤتمر وطني يقر هذه الإجراءات وتحديد أجل سنة واحدة بداية من نهاية المؤتمر للمرحلة الانتقالية النهائية التي تكون خاتمتها الانتخابات الرئيسية والبرلمانية للغرفتين.

 

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2



نعوم تشومسكي: الإستثناء الجميل زمن الرداءة الأمريكيّة



المهندس فتحي الحبّوبي




 

«إن معظم تاريخ المثقّفين يميل إلى الخنوع للسلطة، وإذا لم أخن هذا العرف سوف أشعر بالخجل من نفسي». نعوم تشومسكي

في الزمن الراهن، زمن المداهنة والخيانة، زمن الرذالة والسفالة  وعدم الثبات على المبادئ، زمن المساواة بين كبار القوم و"الأقزام"، البائعين لضمائرهم وذممهم بأبخس الأثمان. زمن تفشّي الرداءة كما الردّة بشدّة في كل مكان حتّى غدت العلامة المميّزة لكل فعل يأتيه أغلبنا. في الزمن الراهن حيث كثر أشباه وأنصاف الرجال الجبناء، المستمرئين للصمت ، وحيث ندرت شيم الكبار، بل وعزّ الرجال الذين يستحقّون فعلا –وعن جدارة- حمل صفة "الرجال"، في غير معنى الفحولة بل في معنى الشهامة والشجاعة والجرأة، و يستحقّون بدرجة أقل، صفة الرجال العظام، قياسا بالنضالات ضد الاستعمار و الاستبداد، وبالمواقف المشرّفة في القضايا العادلة أو الحارقة. 

وهي الصفة التي يستحقّها المناضل الرمز  والسياسي الأسطورة نيلسون مانديلا  أو المناضل الثائر بلا توقّف البطل تشي غيفارا. وفي زمن كثر فيه أشباه المثقّفين متقلّبي المواقف، المكتفين إمّا بدور المتفرّج أو بدور مثقّف السلطة التابع لا المتبوع، المنافق و المشارك  في  فخّ المؤامرة السلطويّة السافلة، المجمّل لصورة النظام كيف ما كان قبحه وعفنه والمطهّر له كيف ما كانت أدرانه. في هذا الزمن الرديء بكلّ المقاييس، كان الإستثناء –وياللمفارقة- من مركز ثقل الرداءة، وهو أمريكا. إنّه أهمّ المفكّرين الأحياء على الإطلاق حسب إستطلاع  مجلة «بروسبكت» Prospect Magazine الإنجليزية.

إنّه أبرز داعية سلام وحقوق إنسان في العالم. إنّه أستاذ اللغات نعوم تشومسكي Noame  Chomsky))  الذي لا يزال يعيش بيننا اليوم كآخر الرجال العظماء باعتباره قامة فكريّة سامقة في الفكر السياسي المعاصر و مثقّفا عضويّا بالمفهوم  الغرامشي، بل إنّه  أفضل مثقّف في العالم اليوم حسب صبر أراء المجلّة  الشهرية البريطانية "بروسبكت فورين"  . ذلك أنّه  شديد الاهتمام بقضايا عصره وله مواقف حيالها بما يتماهى مع مقولة جان بول سارتر ) Jean Paul Sartre) التي  يكون المثقف بمقتضاها هو" إنسان يتدخل ويدسّ أنفه فيما لا يعنيه" بما يعني أنّ كل مشاكل عصره تعنيه وله منها مواقف تجعله قوّة إقتراح ذات إعتبار ووزن. يقول تشومسكي في هذا الصدد «إن من مسؤولية المثقفين أن يقولوا الحقيقة ويفضحوا الأكاذيب».


من المعلوم بين النخب أنّ نعوم تشو مسكي هو بالدرجة الأولى عالم لغويات بارز ، بتكوينه ودراساته وأبحاثه التي غدت مراجع لا يستغني عنها الدّارسون  في المجال. فقد توصّل إلى إثبات وتأكيد أن موهبة اللغة والنطق إنّما هي موهبة موروثة تماما مثل موهبة السمع والبصر والادراك. وذلك إعتمادا على مقاربته الطبيعيّة لدراسة اللغة. وهي المقاربة التي اختلفت، بل وتحدّت المقاربة السلوكيّة لدراسة العقل واللغة التي كانت سائدة على مدى خمسينات القرن الماضي. ما يعني أنّ نعوم تشو مسكي أسهم بقدر كبير في قيام ما عرف لاحقا بالثورة الإدراكية في علم النفس. ليس هذا فقط، بل إنّ هذا اللغوي الفذّ  قد وضع تصنيفا للغات الرسميّة متماشيّا مع قدرتها التوليديّة  بات يُعرف ب  "تراتب تشومسكي" ويدرّس مع نظريّته الشهيرة  "النحو التوليدي"، التي لعلّها تعتبر أهم اسهام في مجال اللغويات النظريّة في القرن الماضي من وجهة نظر اللغويين.  لذلك فقد جاء في فهرس مراجع الفنون والإنسانيات، بين 1980 و 1992 أنّ إسم تشومسكي  قد  ذكر كمرجع أكثر من أي شخص آخر على قيد الحياة، كما جاء ترتيبه الثامن بين أهمّ الشخصيّات العالميّة على الإطلاق. بل إنّ كتبه التي فاق عددها المائة هي الأكثر استشهادا عند الغربيين ولا يتقدّمها في ذلك سوى كتابهم المقدّس "الإنجيل".

ولعلّ ما يهمّنا أكثر في هذه الورقة ليس هو الجانب اللغوي لنعوم تشومسكي ، رغم أهمّيته القصوى وغزاره إنتاجه فيه، بل نشاطه الإجتماعي و السياسي ولا سيما مواقفه السياسيّة الجريئة المنحازة إلى الحقّ والمنتصرة إلى المستضعفين في أيّة رقعة من الأرض منذ الحرب الأمريكيّة على الفيتنام. لذلك ينظر اليوم لهذا الرجل الاشتراكي التحرّري، الأمريكي المولد والجنسيّة،  والمنظّر الرئيسي للجناح اليساري في سياسة بلاده، باعتباره أكبر وأشرس ناقد للسياسة الأمريكيّة التي تسعى، حلما وتوهّماّ، للسيطرة على العالم بشعوبه  المختلفة وثرواته الطائلة ، حاضرا ومستقبلا، عبر استراتيجيات ومخطّطات واضحة المعالم وصريحة. ومنها استراتيجية تقزيم روسيا. وقد أتى نعوم تشومسكي على ذلك بشيء من الإطناب والتفصيل في كتاب له بعنوان "ماذا يريد العمّ سام؟! فاضحا الممارسات القذرة للسياسة الخارجيّة للولايات المتّحدة الأمريكيّة منذ الحرب العالميّة الثانية وبروزها كقوّة عظمى وحيدة. حتّى انّه قال بهذا الخصوص «لو طبقنا قوانين محاكمات نورمبرج، عندها يجب شنق كل رئيس أمريكي أتى بعد الحرب العالمية الثانية».

  في تسعينات القرن الماضي، وعند إعلان الولايات المتحدة الأمريكية في عهد جورح بوش الأب عن نظام عالمي جديد، صدع نعوم تشومسكي برأيه عاليا، معترضا عليه ومؤكّدا أنّ هذا النظام لا يمكن أن تحتكره دولة بمفردها مهما كانت قوّتها وعلا صيتها، لأنه ببساطة يجب أن ينطلق من مبدإ الحاجة إليه، وليس بدافع حيازة القوّة العسكريّة والإقتصاديّة فحسب. ثمّ إنّ هذا النظام  العالمي الجديد من المفترض أن تحكمه سياقات التطوّر ولا يجوز أن يكون وليد فرصة تنتهزها دولة من الدول تستشعر في ذاتها القوّة راهنا بما يمكّنها من قيادة الدول بالنظام الذي تفرضه على الجميع.  وهو بالإضافة إلى ذلك مسؤوليّة مشتركة بين الدول جميعا ، أو على الأقلّ بين الدول الفاعلة على صعيد السياسة الدوليّة . وقد توسّع وأطنب نعوم  تشومسكي كثيرا في ذلك في كتابه "النظام العالمي القديم و الجديد" الذي خلص فيه إلى أنّ النظام الجديد هو ليس سوى إعادة إنتاج للنظام القديم.

وقد أتى في الكتاب على تفاصيل دقيقة ومثيرة في المجال تكرّس فكره المعارض للحروب، المدفاع عن حقوق الإنسان، والمنحاز إلى القضايا السياسيّة العادلة، كما تعرّي الممارسات الامريكية التي فضحها في كتب كثيرة أخرى لعلّ من أهمّها "الديمقراطية الرادعة" ، "النزعة الإنسانية العسكرية الجديدة" " ، قراصنة وأباطرة"، "أسرار، أكاذيب وديمقراطية"، "الهيمنة أم البقاء"، "الربح مقدّما على الشعب"، "عشر إسترتيجيّات للتحكّم بالشعوب" "الغزو مستمرّ"، "الدول الفاشلة" و"الدول المارقة". وأحسب أنّ العناوين ذاتها دالة على المضامين دون عناء وكاشفة  للتوهّج والتوجّه الفكري والخطّ الثوري الثابت لصاحبها المهووس بهاجس التغيير، المعادي بدرجة أولى، لسياسة بلاده الإستبداديّة التوسعيّة الظالمة، باعتبارها إمبراطويّة لا يمكنها الإستمرار دون توظيف منها للقوّة والعنف، وبدرجة ثانية، لكل دولة تجري على منوالها كدولة إسرائيل "المسخ" التي قامت كما الولايات المتّحدة  على المحو والإبادة للآخر من فلسطينيين وهنود حمر. ولهذه الأسباب فقد وصفته صحيفـــة "نيويورك تايمز" بـ «الظاهرة العالمية»، وبأنّه « ربما يكون الصوت المقروء على أوسع نطاق حول السياسة الخارجية الأمريكية على وجـه الكرة الأرضيّة»

وبالنتيجة فانّ  نعوم تشومسكي الأمريكي  اليهودي بالميلاد لأبوين يهوديين، بات يعتبر بحقّ أكثر الأصوات المدوّية  في الولايات المتحدة الأمريكيّة، المنتصرة بقوّة  لحقّ الفلسطينيين، والمنتقدة بشدّة للسياسة الاسرائيليّة الرعناء. إذ أنّه يرى -وهو على حقّ- أنّ « الولايات المتحدة وإسرائيل يطالبان الفلسطينيين ليس بالاعتراف بإسرائيل بطريقة العلاقات الدوليّة الطبيعيّة، ولكن أن يعترفوا بـ "حق الوجود"، بما يعني أن يقبلوا رسمياًّ بشرعيّة طردهم من أراضيهم. لا يجب توقّع أن يقبلوا بهذا مطلقا…»

أمّا في خصوص الحرب العالميّة المعلنة على الإرهاب  التي  تخوضها أمريكا منذ أحداث سبتمبر 2001 ، فقد ذهب تشومسكي إلى اعتبارها حربا لتثبيت الإمبراطورية الأمريكيّة لا حربا على  الإرهاب العالمي. فهي حرب  من أجل الحفاظ على مصالح الأقوياء الذين تتزعّمهم أمريكا وهم من يمارسون حقّا إرهاب الدولة بأحدث أسلحة الدمار الحديثة، على حساب المستضعفين و وخاصة منهم المعترضين على سياساتهم كالفلسطينيين الذين لا يمارسون فعلا سوى إرهاب الأفراد بالأسلحة  التقليديّة اليدويّة البسيطة. والمفارقة العجيبة، أن إرهاب الدولة يتقبّله المجتمع الدولي باعتباره دفاعا عن العالم الحرّ والانسانيّة، فيما إرهاب الافراد الأقلّ خطورة يدان بشدّة، لا سيّما إن مارسه الفلسطينيون في إطار دفاعهم عن أرضهم ضد المغتصب الإسرائيلي.

اللّافت، أنّ لنعوم تشومسكي موقف نقدي من الديمقراطيّة، وخاصّة في صيغة ممارستها الأمريكيّة بما هي «منظومة حكومية تسيطر فيها صفوة المجتمع المؤسسة من مجتمع الأعمال على الدولة بسبب سيطرتها على مجتمع القطاع الخاص، في حين يتفرّج سكان الدولة فيما يحدث في صمت». وبهذا المعني فالديمقراطيّة عند تشومسكي إنّما هي « مجرد أداة تستعملها الأقلية بغية التحكم في الأغلبيّة» بحيث تغدو فحسب  شكلا من أشكال «السيطرة على السكّان» في إطار ممارسة  الوظيفة الأساسية للحكومة الأمريكيّة وهي « حماية الأقليّة الأغنياء من الأغلبية» كما قال جيمس ماديسون  في الإجتماع الدستوري سنة1787. علما «أنّ ضعف الإدارة» قد يشكّل  « التهديد الحقيقي للديمقراطية» وفق ما يراه تشومسكي. وهو فعلا ما نلاحظه اليوم  في بلدان الربيع العربي التي أطاحت برؤسائها لتقع ،لضعف الإدارة، في منزلقات إقتصاديّة  وإرهابيّة خطيرة قد تنقلب على الديمقراطيّة  الوليدة بهذه البلدان. ولعلّ ما حدث للرئيس مرسي والإخوان بمصر لا يخرج عن هذا الإطار. وفي سياق متّصل فإنّ نعوم تشومسكي يرى أنّ أمريكا لا تعارض -ولعلّها تؤيّد- الممارسة الديمقراطية في البلاد العربيّة إذا ما انحصرت في الحدود التي لا تهدّد مصالحها. حيث يقول: «تلتزم واشنطن وحلفاؤها بالمبدأ الراسخ الذي يستند إلى أن الديمقراطيّة مقبولة بقدر ما تتطابق فقط مع الأهداف الإستراتيجية والاقتصادية». بمعنى آخر،  «إذا كانت مروَّضة كما ينبغي»

وأمّا فكرة صراع الحضارات التي أسّس لها كل من  صموئيل  فليب هنتنغتون  Samuel Phillips Huntingtonوبرنارد لويس Bernard Louis، فموقف تشومسكي منها  يختزله في أنّه يعتبرها « فكرة خيالية ملفّقة »، ناتجة عن « ظهور  من يريد هذا الصدام من أمثال أسامة بن لادن وجورج بوش الإبن». وهدفها الحقيقي إنّما هو القضاء على كل قوّة مستقلّة تحررّية، ضمانا لبقاء الهيمنة الأمريكيّة على العالم كقوّة وحيدة. و يرى تشومسكي أنّ هذا الخيار لن يؤدّي بها إلّا إلى السقوط. وتجنّبا لذلك، يتحتّم عليها سلوك منهجيّة تشاركيّة مع أقطاب أخرين في قيادة العالم، تفاديا للقطبيّة الأحاديّة، وتأسيسا للتعايش والتسامح كما جاء في كتاب "الهيمنة أم البقاء" للمترجم له.

وأمّا موقفه من الرأسماليّة فهو أنّها « تتعارض مع الديمقراطيّة بشكل جذري»، ضرورة أنّ الربح في الرأسمالية مُقدم على الشعب. بما يجعلها لا تسبّب للإنسانيّة سوى المآسي والكوارث والحروب والفقر والأمراض ونحوها. وبالنتيجة فإنّ تشومسكي  يعتقد أنّه « من غير المرجّح أن تستمر الحضارة في ظل الديمقراطية الرأسمالية القائمة فعلا » لأنّها تتّجه  حتما إلى الدمار الكوني وتعرّض مصير البشريّة للخطر المحقّق.

نظرا إلى أنّ المجال هنا ليس مجالا للتفصيل والإتيان على ذكر كل مواقف و أفكار العملاق نعوم تشومسكي، بل إنّه يسمح فحسب بذكر نبذة منها على شكل إلماحة سريعة، هي غيض من فيض عطائه الفكري والسياسي، فإنّي اكتفي بما سبق، وأشير فقط، في ختام هذه العجالة بإشارات خاطفة إلى بعض المواقف الأخرى كموقفه الرافض لتدخّل حزب الله في سوريا رغم تفهّمه للدوافع. وهو يعتقد أنّ تزويد المعارضة السوريّة بالأسلحة سيصعّد المواجهة العسكريّة دون أن يغيّر التوازن العسكري.  وحول الفقر والفقراء يقول تشومسكي «إن الأمل بأن الفقر المدقع على الأقل يمكن القضاء عليه بحلول نهاية عام 2015، كما هو منصوص عليه في أهداف الألفية الإنمائية للأمم المتحدة، يبدو غير واقعي على الإطلاق. ليس بسبب انعدام الموارد بل بسبب انعدام الاهتمام الحقيقي بفقراء العالم». أمّا أزمة الغذاء العالميّة فإنّه يعتبرها « ليست فقط نتيجة لانعدام الاهتمام الغربي، ولكنّها في جزء كبير منها، نتيجة لاهتمام مطلق وواضح من قبل مديري العالم بمصالحهم الخاصة ». ولمن يؤمن بحريّة التعبير فإنّه يقول« يجب أن تؤمن بحرية التعبير بالنسبة للآراء التي لا تعجبك. غوبلز كان يؤمن بحريّة التعبير ولكن للآراء التي تعجبه فقط، وكذلك ستالين» وبالتالي فهما  من إعداء الحريّة.

بعد هذا، نشير إلى أنّ هذا المثقّف والأكاديمي "العملاق" المتحصّل على 32 شهادة دكتوراه فخريّة، يسمح له تواضعه وعدم غروره، رغم ضغوطات مواعيده  الكثيرة لإلقاء المحاضرات في كافة أصقاع العالم، بالإهتمام بمشاغل قرّائه والإجابة عن تساؤلاتهم، مخصّصا لذلك 20 ساعة أسبوعيّا. وهو ما لا يمكن حدوثه بالتأكيد في ربوعنا العربيّة مع أيّ من المثقّفين العرب، بصرف النظر عن كونهم  في الأغلب الأعمّ أشباه او أنصاف مثقّفين وبالتالي فلا تجوز مقارنتهم بنعوم تشومسكي. إنّها لمفارقة عجيبة تختزل عبرة عظيمة لمن يعتبر من المثقّفين العرب. فهل يعتبرون؟!. إنّني أشكّ، بل أتّهم كما فعل الأديب إميل زولا Emile Zola في رسالته الشهيرة المفتوحة إلى رئيس الجمهوريّة  فيليكس فور Félix Faure.




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3



روبرت فيسك: الرئيس الأسد سيكون الحليف

الأفضل للجيش الحر في حربه ضد الإسلاميين





p18_20130514_pic1

ترجمة : سيزار كبيبوخارج السرب

من تسلح الولايات المتحدة في سوريا؟ الرئيس الأسد يترقب بحماس عقب أخبار عن انشقاق بين المتمردين

الرئيس سيكون الحليف الأفضل للجيش الحر في حربه ضد الإسلاميين، حسب رأي روبرت فيسك

روبرت فيسك – الاندبندنت

الجمعة، 12 تموز 2013

بشار رجل سعيد اليوم. لطالما هللت أميركا ودول الاتحاد الأوروبي لكل وزير أو جنرال يترك الأسد ويتعاون مع أعداء النظام.

ولطالما تباهى هؤلاء بكل انشقاق يحدث داخل حكومة الأسد معتبرينه "نقطة تحول". والآن، ومن دون أي مقدمات، تبين أن ما كان يردده على أسماعنا فتيان الأسد طوال أشهر- بأن أعداءهم هم من تشرذموا وانقسموا- تبين أنه الحقيقة بعينها. والدليل على ذلك جماعة كمال حمامي وأخوه. المتمردون متشرذمون. الإسلاميون والجيش السوري الحر في حالة حرب.

ينبغي على أنصار أوباما وأنصار كاميرون حبس أنفاسهم. فهم في نهاية المطاف يريدون- أو أرادوا- إرسال الأسلحة إلى الجيش السوري الحر، العلماني، المقاوم "البطل" الذي يقاتل من أجل "الديمقراطية" ضد نظام ديكتاتور دمشق الفاشي. لا يزال بإمكان قادتنا خوض جدل حول وجوب تسليح أفراد الجيش السوري الحر، لا سيما الآن وبعد أن بدأ أعضاء القاعدة بقتل قادة الجيش السوري الحر، فإن كان الطيبون من الجيش السوري الحر يقاتلون الآن الأشرار من الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، فمن الواجب علينا مساعدتهم.

لكن التاريخ يخبرنا بأن الأخيار يمكن أن يتحولوا إلى أشرار وأن الأشرار قد ينتصرون. ماذا لو مسح الإسلاميون الجيش السوري الحر عن وجه الأرض؟ لا ريب أن أسلحتنا ستقع حينها في "الأيدي الخطأ" ونكون بذلك قد زودناهم بالسلاح بأسهل الوسائل وأسرعها- إذ أن البنادق تعني المال في الحروب الأهلية، وتمتلك جبهة النصرة والبقية المال الكافي لشراء أي شيء نقدمه للجيش السوري الحر. كما قد يدور جدل آخر قد لا يخطر على بال أنصار هيغ أو أنصار كيري: إن كان الجيش السوري الحر يريد حقاً القضاء على حلفائه الأصوليين السابقين، فإن حليفهم الواضح هو ذاك الشاب في القصر الرئاسي في دمشق.  

سيكون بشار أكثر من جاهز، حتماً، لمساعدة الجيش السوري الحر في مواجهة خصوم النظام من الإسلاميين "الإرهابيين"- وقد يعرض على الجيش السوري الحر إعادة لم شمل مشرف مع جيش الحكومة. فمسؤولوا الاستخبارات التابعين للنظام يعقدون منذ أكثر من سنة اجتماعات منتطمة مع مسؤولي الجيش السوري الحر في مسعى لاستعادة ولائهم لبشار. وإن نجحوا في ذلك، فإن تبرعاتنا السخية من الأسلحة لن تنته في "الأيدي الخطأ" من الإسلاميين بل في "الأيدي الخطأ"  من حزب البعث.

لكن لِم قد يفاجئنا كل ذلك؟ فالمتمردون في أغلب الأحيان يُهزمون. الشيعة المعادون لروسيا وحركات المقاومة السنية في أفغانستان قاتلوا بعضهم البعض عندما كان السوفييت يحتلون بلادهم- واستمروا في قتل بعضهم البعض مما سمح لطالبان ببسط سيطرتها على أفغانستان. في الجزائر، هزمت جبهة التحرير الوطني خصمها الحركة الوطنية الجزائرية- الحركة الوطنية التي تلقت الدعم المالي من فرنسا قبل طرد فرنسا من مستعمرتها الشمال أفريقية في العام 1962. وثمة الكثير من الأمثلة إبان الحرب العالمية الثانية عن أبطال من حركة المقاومة السرية الفرنسية (ماكيوس) قاموا بقتل أبطال من الحركة نفسها.

وفي يوغسلافيا، زود البريطانيون الميليشيات الملكيّة الموالية للجنرال درازا ميهايلوفيتش بالسلاح أثناء صراعهم ضد الاحتلال النازي- إلى أن أخبر جهاز العمليات الخاصة البريطاني (SOE) رئيس وزراء بريطانيا تشرشل أن الشيوعيين الموالين لتيتو، رئيس جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية آنذاك، قتل من الألمان أكثر مما قتل من رجال ميهايلوفيتش. قام تشرشل حينها بإمالة الدفة نحو تيتو. وقد طرح مسؤول في جهاز العمليات الخاصة البريطاني سؤالاً على رئيس الوزراء إن كان يدرك أن يوغسلافيا ستصبح شيوعية بعد الحرب. وقد رد عليه تشرشل بنبرة حادة قائلاً: "وهل تنوي العيش في يوغسلافيا بعد الحرب؟"

لا شك أن أوباما وكيري وكاميرون وهيغ لا ينوون العيش في سوريا بعد الحرب. ولكن من الأجدى لهم التفكير بمن سيدعمون لينتصروا قبل إرسال الأسلحة إلى أصدقائهم في الجيش السوري الحر.

( خارج السرب)


View article...

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



تل أبيب تطالب بتعويضات عن أملاك اليهود المصريين



ثمة من هو مشغول بإعداد الملفات «للدعوى القضائية الأكبر في تاريخ البشرية»، للمطالبة بمليارات الدولارات تعويضاً لليهود المصريين الذين هاجروا إلى فلسطين بعد قيام الدول العبرية

محمد بديرالأخبار

أعدّ باحثون في هيئة الأمن القومي في إسرائيل لائحة جزئية بأملاك اليهود المصريين للمطالبة بتعويضات عنها، تشمل العقار الذي شيدت عليها السفارة الروسية، بما في ذلك منزل السفير الروسي، القصر الذي تقطنه جيهان السادات، مباني كل من السفارات الباكستانية والكورية الجنوبية والسويسرية والألمانية والكندية والهولندية والجزائرية والبحرينية والمكسيكية، وكذلك الأميركية سابقاً، مبنى «المكتبة الكبرى» في القاهرة، مبنى «ليبرتي هاوس» المملوك للسفارة الأميركية ويُستخدم لعقد المؤتمرات والمناسبات العامة، مبنى متحف محمد خليل للفنون، فضلاً عن عشرات المحال والمؤسسات التجارية التي لا تزال قائمة حتى اليوم.

المشروع «السري والضخم» الذي تعكف عليه الهيئة الإسرائيلية التابعة لمكتب رئيس الوزراء توصّل حتى الآن إلى استكمال نحو 5000 ملف تتعلق بعوائل يهودية فقدت ممتلكاتها في مصر ما بين عامي 1948 و 1968 إثر اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي. والمشروع الذي أطلقه المستشار السابق للأمن القومي، عوزي أراد، عام 2011 يهدف بحسب أحد المطلعين عليه إلى تحقيق توازن إزاء المطالب الفلسطينية سواء في ما يتعلق بحق العودة أو بالتعويض على اللاجئين.

ووفقاً لتحقيق نشرته أمس «يديعوت أحرونوت»، فإن المشروع ينقسم إلى جزأين، وقد أُنجز الجزء الأول منه العام الماضي مع صياغة «ورقة موقف شاملة» تشرح موجبات المشروع ومسوغاته القانونية. ويَرِد في هذه الورقة أن «المسؤولية عن خلق مشكلة اللاجئين (اليهود) ملقاة على عاتق الدول العربية التي لم تسمح لليهود بإخراج ممتلكاتهم واضطرتهم إلى مغادرة أماكن سكناهم مجردين من كل شيء ومخلفين وراءهم ممتلكاتهم الشخصية والجماعية. وبذلك سببت الدول العربية الخراب لجماعات عريقة عمرها 2500 عام».

أما الجزء الثاني، المتمثل بجمع المعطيات ذات الصلة بأملاك الجاليات اليهودية في الدول العربية، فلا يزال العمل فيه قائماً على قدم وساق بمشاركة مستشارين خارجيين ومكتب محاسبة. وعلى ذمة هذه المعطيات فإن الجالية اليهودية في مصر، التي كانت تُعدّ الأغنى بين الجاليات اليهودية في الدول العربية، بلغ عدد أفرادها في ثلاثينيات القرن الماضي نحو 120 ألفاً، وكانت تمتلك جزءاً كبيراً من المشاريع الاقتصادية الكبرى في البلاد في المجالين الصناعي والتجاري. وفي السنوات التي تلت إعلان قيام دولة إسرائيل صادرت السلطات المصرية 500 شركة مملوكة لأفراد من الجالية، وجمدت عمل 800 شركة أخرى تمهيداً لوضع اليد عليها لاحقاً. وتبلغ القيمة المقدرة لتعويض هذه الممتلكات نحو ثمانية مليار دولار، من دون احتساب الأصول العقارية المتمثلة بالأبنية والأراضي التي كانت مملوكة لليهود، والتي تقدر قيمتها أيضاً بمليارات الدولارات.

ووفقاً لتحقيق «يديعوت»، فإن قضية التعويضات لليهود المصريين شكلت أحد الموضوعات التي جرى تناولها في مباحثات «كامب دافيد»، حتى إن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تحدثت في البند الثامن عن تشكيل لجنة مشتركة «لتسوية النزاعات المتبادلة» في إشارة إليها. إلا أن الجانبين صرفا النظر عن تنفيذ هذا البند كل لدوافعه الخاصة. فالإسرائيليون كانوا يخشون من إثارة موضوع التعويض عن النفط الذي استخرجته تل أبيب من سيناء إبان فترة احتلالها لها ما بين عامي 1967 و 1982، فيما خشي المصريون من مطالبة إسرائيل بتعويضات لليهود الذين هاجروا من مصر. وفي هذا الإطار، يكشف يعقوب مرون، رئيس «دائرة الممتلكات اليهودية في الدول العربية» في وزارة العدل الإسرائيلية مطلع الثمانينيات أنه سافر إلى القاهرة بعيد توقيع «كامب دافيد» بتوجيه من جهات عليا و«همس» في أذن المصريين بأرقام مبالغ التعويضات التي ستطالب بها إسرائيل رداً على أية دعوى مصرية بشأن نفط سيناء، الأمر الذي دفع القاهرة إلى «النزول عن تلك الشجرة».

ووفقاً لعوزي أراد، فإن «الهدف الأساسي (للمشروع) هو إيجاد تعادل كامل» مع قضية اللاجئين الفلسطينيين بحيث «يُدفع دولار لليهود مقابل كل دولار يدفع للفلسطينيين على أساس تماثلي ومتزامن». ليس ذلك فحسب، إذ يضاف إلى هذا «التعادل» مطلب إسرائيلي آخر هو اقتطاع المبالغ التي أنفقتها إسرائيل في استيعاب «اللاجئين» اليهود من الأموال التي تحولها إسرائيل للسلطة الفلسطينية. وإن لم يكن ذلك كافياً، فإن التوجه الإسرائيلي هو المناقشة في تعريف «من هو اللاجئ». فإذا كان تعريفه يسري على أبنائه وأحفاده، كما تتعامل الأمم المتحدة مع الفلسطينيين، فإن ذلك سيشكل مدخلاً للمطالبة بأن تتعامل كذلك مع أبناء وأحفاد اللاجئين اليهود الذي يشكلون اليوم نحو 40 في المئة من السكان اليهود في إسرائيل.

ويشير أراد إلى أن الأرقام التي خلصت إليها تحقيقات هيئة الأمن القومي بشأن اللاجئين اليهود من البلدان العربية تتحدث عن نحو 800 ألف، وهو رقم يفوق عدد اللاجئين الفلسطيين الذي لا يتجاوز 700 ألف


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5



مشاركات وأخبار قصيرة



 

علماء الأزهر يقسمون أمام الله بالتصدي للإنقلاب العسكري (فيديو)

------------------------------------------

 

تساءل: هل "محمد" و"حصة" آل شيخ لهما نسب بالله و"كاشغري" ما له؟

"الحضيف": تربيت على فكر "الإخوان" و"الداخلية" تعرف إذا كنت منهم

"الحضيف": تربيت على فكر "الإخوان" و"الداخلية" تعرف إذا كنت منهم
عبدالإله القحطاني- سبق- الرياض: قال الدكتور محمد الحضيف في لقائه ببرنامج "140" مع الدكتور فهد السنيدي على قناة "المجد" إنه يصف تجربة الإخوان المسلمين السياسية بغير الجيدة وغير المشجعة، وتساءل خلال اللقاء حول سبب عدم محاسبة الكاتب محمد آل الشيخ والكاتبة حصة آل الشيخ قائلاً "هل لديهما حصانة خاصة؟".
 
ورفض "الحضيف" خلال اللقاء تهمة أن حسابه ليس سوى إعادة تغريد لما يكتبه صديقه الدكتور أحمد بن راشد بن سعيّد، وقال إنه لا يوجد تنسيق بينه وبين "ابن سعيّد" وإنه لم ينتبه لأي تشابه بين تغريداتهما.
 
وقال "الحضيف": "أنا اتّهم بأني إخواني، ولكن تنظيمياً فوزارة الداخلية تعرف إذا ما كنت منتمياً للإخوان أو لست منتمياً.
 
أنا ملفي عند الداخلية ، ولا يوجد سر فيها".
 
وأضاف:"أنا تربيت على فكر الإخوان، لأن جامعة الملك سعود كانت تأتي بهم يحاضرون عندنا في الجامعة مثل عبدالمجيد الزنداني ومحمد قطب وكذلك كتب الفكر الحركي المتوفرة في المكتبات السعودية".
 
واستدرك: "أنا أنتقدُ الإخوان، وعندي في موقعي مقال انتقدت فيه موقف الإخوان بالذات موقفهم من حرب الحوثيين.
 
وانتقدت خطاب "الرئيس المصري وقتذاك محمد" مرسي الذي أعلن فيه قطع العلاقات المصرية مع سوريا وقلت إنها حركة للاستهلاك الإعلامي".
 
ووصف "الحضيف" تجربة الإخوان السياسية بغير الجيدة وغير المشجعة وأن السبب هو ضعف تجربتهم في العملية السياسية وصعوبة إدارة شؤون 80 مليون مصري.
 
لكنه قال: "هناك حرب ضد الإخوان وعملية جادة لإفشالهم".
 
وعن حجب حسابه في "تويتر" قبل سنتين، قال "الحضيف" إن السبب هو نشاطه في قضايا المعتقلين بمن فيهم شقيقه إبراهيم الحضيف. وأضاف: "ربما الرقيب يعتقد أنه يستطيع من خلال حجب حسابي أن يعطل قضية المعتقلين، وحين نطرح موضوع المعتقلين فنحن نطرحه من منظور وطني وأن هذا الملف يجب أن يغلق ويجب احترام العدالة والقضاء".
 
وحول تغريداته عن الكاتب الموقوف حمزة كاشغري قال "الحضيف": "أنا تابعت الأخ حمزة من الفيسبوك ورأيت أن هناك هجوماً مطرداً على الثابت والمقدس، وكتبت عنه عدة تغريدات، ثم تواصل معي بعض ممن يعرفونه وقالوا إنه يبحث عن الشهرة فمسحت تغريداتي".
 
وأكمل "الحضيف" "كاشغري ليس إلا أداة في يد شخص وهو عبدالله حميد الدين الذي يروّج لهذا الفكر الذي فيه تضليل وتشكيك بين شباب وشابات جدة، وفعلاً أنا هاجمته وتبنيت الهجوم عليه".
 
وتابع: "أقول إن محمد آل الشيخ يهاجِم فلماذا لا يحاسب وكذلك حصة آل الشيخ تهاجم فهل لديهم حصانة خاصة؟ وهل لهم نسب بالله سبحانه وتعالى وحمزة كاشغري ما له نسب ؟! يجب أن يقف الناس كلهم سواسية أمام العدالة والقضاء".
 
ولم يعد "الحضيف" النقاش الذي جرى بينه وبين الشيخ عادل الكلباني بشأن مطالبة الأول بمقاطعة مطار دبي وسخرية الثاني من الفكرة واعتباره إياها "نكتة".
 
وعن الوسم الشهير الذي أطلقه حول مقاطعة مطار دبي دافع "الحضيف" عن فكرته وقال: "أنا لم اوجه الهاشتاق لعموم الناس في تويتر وإنما وجهته لشخصيات معينة عندها أطروحات مختلفة مع العقلية الأمنية في الإمارات، وغير منطقي أن أقول قاطعوا مطاراً ينزل به 20 مليون شخص سنوياً".
 
وقال "الحضيف": "كنت أعرف أن الهاشتاق سيؤثر، وفعلاً أثّر وصار هناك انتفاضة داخل تويتر، وكنت أريد أن ألفت الانتباه إلى أن هناك انتباهاً لحقوق الإنسان في الإمارات واقتناصاً للناس وصيدهم في المطارات لمجرد الاختلاف".
 
وذكر "الحضيف" أنه لم يعطِ فرصة ليقدم أي مشروع إعلامي وأنه حين درّس في جامعة الملك سعود لثلاث سنوات كانت لديه أحلام قطعها السجن، وحتى حين قدم لقناة "المجد" تم تهميشه هناك ولم يعط فرصة، ولكونه سجن سياسياً فقد أصبح محل تصنيف والكل يحاذر من العمل معه.

------------------------------------------

 

الفنادق الفخمة بفرنسا في "ورطة" بعد رحيل الأثرياء الخليجيين

الفنادق الفخمة بفرنسا في "ورطة" بعد رحيل الأثرياء الخليجيين

حلول شهر رمضان في فصل الصيف منذ ثلاث سنوات لا يخدم مصلحة الفنادق الفخمة في فرنسا بسبب أثرياء الشرق الأوسط، على الأقل هذا ما خلصت إليه دراسة للشركة المتخصصة "ام كاي جي" حيث أن مغادرة النزلاء الخليجيين وعودتهم إلى بلدانهم خلال شهر رمضان يؤدي إلى تراجع نسبة الإشغال في الفنادق الفرنسية الفخمة.

برقية (نص)
 

اظهرت دراسة للشركة المتخصصة "ام كاي جي" ان شهر رمضان الذي يحل منذ ثلاث سنوات في موسم الصيف يبعد النزلاء الاغنياء من الشرق الاوسط مما يؤدي الى تراجع في نسبة الاشغال في الفنادق الفرنسية الفخمة.

فمنذ العام 2010، سجلت الفنادق الفخمة في باريس والريفييرا الفرنسية تراجعا كبيرا في عائدات الغرفة المتاحة (مؤشر يجمع بين نسبة الاشغال ومتوسط الاسعار) مع اقتراب شهر رمضان ويتزامن مع مغادرة النزلاء من الشرق الاوسط.

وهذه الظاهرة ناجمة عن تراجع في نسبة الاشغال يليها انخفاض في الاسعار قبل ايام قليلة من حلول شهر رمضان الذي يفسر خصوصا بحاجة الزبائن المسلمين على ان يكونوا في ديارهم خلال هذه الفترة من السنة. ويحل مكانهم تاليا نزلاء مع قدرة شرائية اقل على ما شددت الدراسة.

والظاهرة نفسها تسجل في 2013 مع تراجع في متوسط الاسعار ونسبة الاشغال في الفنادق الباريسية الفخمة وفنادق الريفييرا في الاسبوع الاول من تموز/يوليو.

ففي السابع من تموز/يوليو ا قبل ثلاثة ايام من بدء شهر رمضان كانت نسبة الاشغال تراجعت 14 نقطة مقارنة بالتاريخ نفسه من العام الماضي عندما كان بدء شهر الصوم لا يزال بعيدا. اما متوسط الاسعار فشهد تراجعا نسبته 9 % تقريبا في الاسبوع الذي سبق شهر رمضان 2013.

وينتظر ان يعود هؤلاء النزلاء نهاية آب/اغسطس.

وقال جورج بانايوتيس رئيس "ام كاي جي غروب" ان "الزبائن من الشرق الاوسط يشكلون محركا فعليا لنشاط الفنادق الفخمة ويساهمون في الوضع الجيد للمناطق السياحية الفرنسية الرئيسية مثل باريس والريفييرا"

أ ف ب

------------------------------------------

 

‏القصة الكاملة لانقلاب العسكر على شافيز

‏وكيف استطاع الشعب ارجاع رئيسهم المنتخب مع وزراءه المخلصين ..

------------------------------------------




يمني ينام بجوار والدته في قبرها تكفيراً عن عقوقه


يمني ينام بجوار والدته في قبرها تكفيراً عن عقوقه

صورة تعبيرية

لم يجد شاب يمني وسيلة للتكفير عن عقوقه لوالدته التي غاب عنها مسافرا وهي غاضبة عليه ثم عاد فجأة ليعلم أنها توفيت غير أن ينام بجوارها في قبرها في ظل ذهول كثيرين من أهل قريته لهذا التصرف. وقال عدد من أهالي المنطقة التابعة لمحافظة الحديدة غرب اليمن إن الشاب بادر بإخراج جثة أمه من القبر بعد يوم من دفنها، وقام بالنوم الى جانبها وكشف وجهها، وسط ذهول أهل بلدته. وأشاروا إلى أن الشاب العشريني كان مغترباً في السعودية بصورة غير قانونية، وعاد الى البلدة بعد يوم واحد من دفن أمه، ولم يكن يعلم بوفاتها، الأمر الذي أوقعه في صدمة عنيفة، خصوصاً أنه سافر مغضباً لأمه التي ضاقت ذرعاً بمصادقته لرفاق السوء.

المصدر: صحيفة أخبار الكويت.

 

------------------------------------------


تجار التعليم


                                                                                      سعود المصيبيح.


أفضل وأقوى الجامعات في العالم قامت على الأوقاف عبر مؤسسات  غير ربحية تدار بكفائة  عالية وتنفق ما يأتيها من تبرعات ومبالغ وأنشطة خيرية أو وصايا ميراث تساعدهاعلى التوسع في النشاط الأكاديمي من بناء كليات جديدة أو مراكز أبحاث متقدمة أو استقطاب أفضل العلماء والباحثين أو دعم للمواهب والنابغين بحيث يخلو الهم التعليمي والتربوي من الربح والخسارة والمتاجرة بأهم مهنة وهي مهنة التعليم .وتقف هارفرد وأكسفورد وكامبرج وييل واستانفورد وبرنستون على قائمة  المؤسسات التعيليمة الكبرى الخالية من التجارة الأكاديمية الخاسرة .

اما لدينا للأسف فكل الذي تحتاجه هو رأس مال ومبنى مستأجر كسيح   حتى تقيم لك مدرسة أهلية ولا يمضي وقت طويل عليك إلا وأصبحت من أصحاب المال وتبدأ ببناء المدارس ثم تتقدم لوزارة التعليم العالي لفتح كلية أهلية تمارس فيها نفس المتاجرة بالتعليم ومنح الدرجات الجامعية ثم تكتشف وزارة التعليم العالي سوء هذه الكليات فتوقف بعضها كما حصل مع الكليات العالمية التي كانت تستهدف تعليم طلابنا وطالباتنا العلوم الطبية والصحية كما ظهر ذلك في برنامج الثامنة مع داود ومثلها الكثير .كما ان هناك رؤية شرعية فقهية معتبرة ترى كراهية أخذ مال مقابل التعليم  لأن التعليم ليس من الأمور المحبذ فيها المتاجرة وهذا للأسف مايحدث حاليا حيث تتسابق المدارس الأهلية على قبول الطلبة ووعدهم بالنجاح والدرجات المتضخمة وكذلك تفعل الكليات الأهلية كما فعلتها قبل ذلك المعاهد والأكاديميات الصحية التي ورطت الوطن بمخرجات ضعيفة وشهادات في غالبها لا تؤهل خريجيها للتعامل مع البشر فكانت النتيجة كارثية لأن هذه الأكاديميات والمعاهد غير مجهزة عمليا وأكاديميا للتعليم الصحي المناسب .وهاهي الدولة تتحمل إعادة تدريبهم وتعمل جهدها لتوظيفهم ومنحهم سبل العمل الشريف .

ولهذا اقترح على وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم إعادة النظر في قواعد التعليم التجاري وتشجيع المدارس والجامعات الغير ربحية وأعود للتذكير بأن الربح من التعليم كما يؤكد كثير من فقهاء المسلمين ربح مكروه إلا أن بعضهم يعتبره ربحا حراما  وهذا يعني أن الذين يتقاضون ربحا مباشرا من التعليم يأثمون .ففي التراث الإسلامي ومن اجل الثواب لا يقوم المحسنون بإنشاء مرافق المؤسسات التعليمية فقط بل يوقفون لهذه المؤسسة أوقافا تكفي لتغطية جميع نفقاتها ومن ضمنها التعليم والسكن  والمأكل وخلافه .

لهذا فإن سيطرة شركات ربحية على الجامعات الخاصة تؤثر بطريقة أو بأخرى على قدرة الجامعة على تحقيق رسالتها بأمانة وفاعلية .وأعجبتني رؤية في هذا الموضوع للتربوي القدير سعيد التل. واكاد اجزم أن الجامعة من أهم مؤسسات الدولة وأخطرها وبالتالي لا يجوز بأي شكل من الاشكال أن تكون ملكا لشركة ربحية يمتلكها شخص أو مجموعة من الاشخاص يهدفون الى الربح مع الاحترام والتقدير لهم .وبطبيعة الحال هناك مؤسسات تربوية أهلية يهدف أصحابها للإسهام في خدمة المجتمع وعمل الخير لكن هؤلاء قلة شديدة ضاعوا في الغالبية الذين سلموا المدارس والكليات والمعاهد للمتسترين  كما أنه مما يؤسف له مانقله لي  بعض الثقات من تلاعب المعاهد التجارية التي تقع تحت إشراف التعليم الفني والتدريب المهني حيث يقبضون الأموال من المتدربين والمتدربات بهدف الحصول على شهادات في تخصصات معينة ومعتمدة ثم يفاجئون بضعف المستوى وسؤ الإدارة وعدم وجود المتخصصين والمتخصصات في أعضاء هيئة التدريب وكثرة إلغاء المحاضرات ومساومة الطلبة والطالبات على الشهادت على حساب المخرجات

كما أن الأدهى والأمر أن هناك منح من الصندوق الخيري الأجتماعي لأسر الضمان تقبض هذه المعاهد المنح أما التعليم ومخرجاته فالقصة عند المتدربين والمتدربات الذين يصمت بعضهم لأنها منح من الدولة وسيحصلون على الشهادات بمعنى أن لدينا دولة كريمة تمنح وتعطي ولكن هناك من يجير الأشياء لمصالحه الخاصة مع غياب الخوف من الله والضمير الحي الصادق في التحرز من نوعية الربح الذي يحصل عليه المتاجرون بالتعليم ومن يتواطء معهم.وأرى أن هذه المعاهد ينبغي أن ينقل الأشراف عليها إلى معهد الأدارة العامة لأنه وحسب علمي المتواضع أن من منح التراخيص للمعاهد والأكاديميات الصحية في بداية عملها كان التعليم الفني والتدريب المهني.وللأسف أن هذه المعاهد أنتشرت في الأحياء ذات الدخل المتوسط أو الأقل منهفي مغظم مناطق ومدن المملكة. 


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6


العرب أكثر شعوب العالم جهلا بالسياسة

د. محمد بن سعود المسعود



إن أبعد أمة عن السياسة هم العرب، ربما لأنهم عاطفيون أكثر من غيرهم، وربما لأنهم يحكمون على ظاهر كل شيء وظاهر كل صورة، ويستيقنون ظاهر كل قول. وهذا يفضي إلى تصديق ما لا يجوز تصديقه، والتسليم بما لا ينبغي التسليم به. والركون إلى التودد ولو كان فيه دلائل عدم الصدق بادية ومتجلية. وربما لأن الشعوب العربية من تاريخها الضارب في البداوة لا تعني السياسة لها شأنا.. وأنها معنية بالتجارة أو الحرب أكثر من السياسة. أي أنها حضارة تستند إلى سياسة القوة، لا على قوة السياسة، بقاعدة أن القوي في القبيلة وحده هو الذي يكون رئيسا، والقبيلة الأقوى هي التي تستبد بجيرانها وغنمهم. وهي التي تُغير ولا يغار عليها. ولم يكن ثمة مقتضي لسياسة تمكن الأطراف القوية من التعايش لو قدر لها أن تلتقي على قليل من ماء أو قليل من كلأ.

وأبعد الناس عن السياسة هم العرب أيضا لأن عقلهم الجمعي لا يجزئ الصورة، ثم يعيد تركيبها، وتكوينها، ويحكم عليها منفردة ومجتمعة. ما زال العقل العربي الجمعي يحكم على كل شيء بلونين فقط أبيض أو أسود. ما زالت مفاهيم الشيطان أو الملاك هي السائدة، فإما أن تكون طاهرا تماما، أو نجسا تماما. لا يوجد حالة التعاقب المحتمل على الصواب والخطأ، وأن الإنسان المصيب في هذا الرأي قد يخطئ في غيره، وهو ذاته بكل صفاته الجميلة والكريمة والرفيعة، ولا يوجد في المجتمعات العربية والإسلامية "غالبا" ما يسمى "حق الخطأ"، ذاك الذي يطلب الحق فيخطئه ولا يصيبه، وهو ليس كمن يطلب الباطل ويسعى إليه فيصيبه.

غالبا تكون رفيعا وكبيرا ومتعاليا طالما أنت ــ متوافق ــ ومتماثل ــ ومتطابق ــ تماما مع الصورة الجمعية، وتكرار لعقل المجتمع، ولقناعاته. ولما يعتبره المجموع صوابا، وما يعتبره المجموع خطأ، وإن أي مخالفة في رأي، أو خطأ في اجتهاد سينقلك فورا ومباشرة إلى الأسود وإلى الشيطان وإلى الخبيث. وليس من المتيقن أن ترجع إليك صفات البراءة والطهارة تارة أخرى.

غياب القدرة على فهم أن اختلاف الرأي لا يفسد الود، ولا يباعد ما بين القلوب الطاهرة، ذاك حركة العقل من المقدمات إلى النتائج، من التصور للموضوع المختلف والمتعدد إلى الحكم المتعدد بتعدد التصور عنه.

ابن خلدون ــ رحمه الله ــ كان يعتبر لهذا سببا بعيدا له صلة بقمع العربي وقهره، والمقموع والمقهور عبر التاريخ لا يستطيع أن يكون حرا ولا عادلا. وهذا ما جعل الدهماء والغيلان تسري في العواصم العربية فسادا بما لا يملك أحد القدرة على صدها والسيطرة عليها، وهي ذاتها المجتمعات الإسلامية العربية، والقروية البسيطة التي كانت عن قريب تصوم رمضان، وتحج البيت، وتفي لله بالصلاة تامة غير منقوصة عن فرض واحد منها!

غاية الأمر وجدت نفسها قد انحل القيد من أقدامها، وانكسر جدران السجن الكبير، وبذا فقد السجين توازنه، فقد وعيه، وفقد ما كان يظن أنه يملكه وهو قيمه وأخلاقه التي يفترض أنها أصيلة جدا وأنها كانت قبل الإسلام في قصة حضارته العتيقة. الإسلام جاء ليتمها ويكملها وينضجها ويعمقها. في الجذور والأغصان والورق والثمر.

والعرب أبعد أمة عن السياسة، لكونهم على عجلة في كل شيء يستعجلون مجيء كل شيء قبل أوانه، وحين يجيء لا يمهلوه أجله المقدر له لتمام أمره، فالغالب عليهم البداوة والبعد عن صبر الفلاحة والزراعة التي تربي صاحبها على المسافة العاقلة بين البذور وبين الثمر، وبين الغرس وبين الجني.

وهذا جنون الرغائب في الثورات العربية اليوم، كل شيء بعد زوال القهر والقمع بات لا يمكن الصبر عنه، وكل نقص يجب أن يستكمل الآن وبعيدا عن مقدماته الطبيعية. ويجب أن يفي الحاكم بعد الثورة بكل الفواتير المتأخرة التي تركها النظام السابق خلفه دون سداد ووفاء. ولا عقل يبصر المقدمات، ولا عقل يحاول أن يفهم الممكن والمستحيل، ولا عقل يُبصِّر العامة بالتريث الواجب الذي يفرضه تغير الواقع، والتريث الواجب الذي يفرضه كل تغيير، وكل تحول نحو الأفضل. وضعف الطالب والمطلوب في أكثرها.

جزء كبير من عدم الاستقرار لأن العربي كفرد غالبا يتصف بالأنانية، وينزع للتفرد بالغنيمة، وحبسها عن غيره، وهذا ما جعل نزاعات التقسيم، وصناعة الأقاليم، وتكاثر الدول، من تشظي الدولة الواحدة. ربما أيضا مفهوم القبيلة القديم رسخ مفهوم الأنا الفردية، والأنا الفردية في دائرة خاصة "القبيلة" هي كيان قائم بذاته له صفاته الخاصة التي تجعله أفضل من غيره، والتي تجعل الآخرين أقل منه، وتجعله يتعايش مع الآخرين في الوطن في إطار تقبل تفاوت الدرجات واختلاف المراتب. يجعل نفسه في سنامها

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7


السيسي خان قادة الجيش وفاجأهم بالانقلاب ..
فهل سيتدخلون حقنا للدماء؟


بقلم : عصام سلطان - نائب رئيس حزب الوسط




لا أتصور حلا لما وضعنا السيسي فيه إلا برحيل السيسي نفسه خارج البلاد، أي هروبه مثل زين العابدين بن على، ذلك أن الذي يسيطر على تفكير السيسي ويمنعه عن الرؤية والإدراك وتقدير الموقف صحيحا، هو اعتقاده بأن الشعب سينتقم منه إن آجلا أو عاجلا ..
إن فكرة الانتقام هي المسيطرة على دماغ السيسي الآن، ولذلك فإن إصراره على الاستمرار هو لحماية نفسه أولا وقبل الوفاء لأي أطراف داخلية أو خارجية بأية اتفاقات ..
إن السيسي قد فعل فعلته دون أن يحسبها صح، واعتمد على حسابات هيكل فقط، التي سبق وأن حسبها لعبد الناصر فكانت هزيمة 67، وحسبها للقذافى فمات على خازوق ..! هيكل لا يزال في عصر الترانزستور وجورنال الأهرام والتليفزيون العربي.. ومع ذلك فقد صدقه السيسى بمجرد أن قال له أنت عبد الناصر هذا الزمان ..
أما إذا اختار السيسي الأخرى، وهو إراقة مزيد من الدماء والمذابح كمذبحة الحرس الجمهوري، فلن ينجو بنفسه أمام شعب سلمي، يفضل أن يواجه الموت بصدور عارية ليصل إلى غاياته النبيلة، ولا يصدر عنه أي عنف تجاه قواته المسلحة ..
إن كل المعلومات تقطع بأن قادة الجيش (من غير المتواطين مع السيسي) كانوا على علم بأن السيسى سيعلن فقط عن انتخابات رئاسية مبكرة أو استفتاء على بقاء الرئيس، أما عزل الرئيس وإسقاط الدستور وباقي الكوارث فقد فوجئوا به، ولذلك فإنهم الآن يشعرون بالخيانة مثلنا تماما، وأنهم يحاربون في معركة ليسوا طرفا فيها ولم يختاروها، ضد شعب هم منه وهو منهم ..!!
إن قادة القوات المسلحة لا يملكون الانحياز إلى شخص في مواجهة الملايين المحتشدة في رابعة العدوية ونهضة مصر ورمسيس وباقي مدن وشوارع مصر، وهي ملايين لا تحتاج إلى التليفزيون المصري ولا الإعلام الخاص ولا طائرات التصوير ولا الفوتو شوب المخرج خالد يوسف، كما إنها ليست جماهير "ديسبوزابول"، أي استعمال المرة الواحدة، تقف 4 ساعات وتذهب إلى غير رجعة، "يادوب على قد الانقلاب وتروح"! إنها جماهير مستمرة ومصرة ومتمسكة بحقوقها الإنسانية والدستورية والقانونية، ولن يستطيع أحد كسر إرادتها أبدا ..
أعتقد أن قادة القوات المسلحة سيقومون بتوصيل السيسي إلى المطار، إنقاذا لشعب لا يستحق منهم إلا البر وحقن الدماء.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق