15‏/07‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2748] جهاد فاضل:العرب كما يراهم الفرس+لحم العريفي مسموم.. وخاشقجي هرفي

1


العرب كما يراهم الفرس

 

جهاد فاضل

َ


 

 

قد يتصور البعض أن هجاء العرب، شعباً وتاريخاً ومقوّمات، فن أدبي تخصص به الغربيون والإسرائيليون، نظراً إلى تاريخ مشحون بالتوترات والسلبيات على أنواعها. ولكن من يقرأ كتاباً حديثاً صدر عن «دار قدس» عنوانه: «صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث»، يجد أن الفرس يزاحمون الغربيين والإسرائيليين في هذا الفن. 

 

فهذا الكتاب الذي وضعته باحثة أجنبية اسمها جويا بلندل سعد، يرصد، وبدقة، وجهة نظر الفرس، القدامى والمحدثين، في جيرانهم العرب.

ولكن القارئ يظل على حيرته في أمر هذا العداء المستحكم المقيم في الذات الإيرانية تجاه العرب. 


إنه يتفهم موقف الغربيين والإسرائيليين من العرب، ولكن ما يستدعي كدّ الذهن لمعرفة أسبابه، هو موقف الفرس، وهم شعب اعتنق الإسلام وامتزج تاريخه وحضارته بتاريخ العرب وحضارتهم قروناً طويلة. فما هي أسبابهم يا ترى في الحقد على العرب، وفي تصويرهم بأقذع مما يصورهم به أعداؤهم الآخرون؟ 

تجيب عن هذا السؤال الباحثة جويا بلندل سعد في دراستها الاكاديمية هذه، إذ ترى أن «العربي» في الأدب الفارسي هو «الآخر» لا «الأخ» أو «الجار».

فالمفكرون الايرانيون يلقون جانباً من تخلف بلدهم على الإسلام. إيران، في نظرهم، ساسانية وإخمينية دمر حضارتها «بدو متوحشون» ويقول كرماني، أحد هؤلاء المفكرين، إن الإسلام دين غريب فرضته على «الأمة الآرية النبيلة» أمة سامية، هي عبارة عن حفنة من آكلي السحالي الحفاة العراة البدو الذين يقطنون الصحراء. إنهم العرب المتوحشون الذين جلبوا الدمار للحضارة الإيرانية. 

ويحاول مفكر إيراني آخر «شرح» كرماني، فيقول: إن كرماني يريد أن يقول: «بوصفي إيرانياً، ماذا يفيدني معرفة حكام الإسلام العرب شأن خالد بن الوليد ويزيد بن معاوية؟ (ص١٧(. 

ويقول كاتب إيراني آخر اسمه ما شاء الله أجوداني إن العدو الحقيقي للثقافة الإيرانية، وسبب مشكلات إيران كلها، هو الإسلام والعرب.

 

ولكنّ كاتباً إيرانياً آخر اسمه هدايت يضيف اليهود ودينهم وعاداتهم إلى قائمة أعداء إيران. من وجهة نظر هدايت: العرب واليهود والإسلام واليهودية تنتمي جميعها للعرق السامي ذاته، وهم في الجوهر متشابهون. 

وفي مقدمته لرباعيات الخيام، يقدم هدايت عمر الخيام باعتباره شريكاً له في كراهية العرب: «ومن ضحكاته الغاضبة، وإلماحاته إلى ماضي إيران، يبدو جلياً أنه كان يكره أولئك العرب قطّاع الطرق، ويحتقر أفكارهم السوقية من أعماق قلبه»! 

والعرب في صفحات كثيرة من الأدب الفارسي الحديث، «موبوءون، قذرون، بشعون، وأغبياء، جلودهم سوداء».

 

وتضيف الباحثة تعليقاً على خصال العرب هذه من وجهة نظر المثقفين الفرس: بالطبع هذا كلام غير دقيق، والقصد منه هو مزيد من الطعن والذم. 

وفي مسرحية «بروين ابنة ساسان» يعثر المرء على حكاية نموذجية لصورة العربي في الذهن الفارسي. تجري أحداث المسرحية حوالي عام ٦٤٣ في مدينة الري قرب طهران. الحبكة بسيطة: فنان عجوز له ابنة اسمها بروين يتخلفان عن الهروب من الري في حين يهرب الجميع قبل وصول الجيش العربي.

ينجح برويز خطيب بروين في زيارتها على عجل قبل أن يعود إلى الجبهة. يقتحم المنزل أربعة من العرب، يقتلون الكلب وينهبون المنزل ويقتلون الخادم ويقودون بروين من بين ذراعي والدها المحتضر. تؤخذ بروين أسيرة وتباع إلى قائد عربي يسألها من خلال مترجم في أن تقبل الإسلام وتصبح زوجته. ترفض بروين العرض وتكتشف من خلال المترجم أن خطيبها برويز قُتل في المعركة. يزورها شبح خطيبها برويز بعد أن بقيت وحيدة. عندما يعود القائد العربي يتقدم نحوها وسرعان ما تختطف خنجره وتقتل به نفسها. 

ويتم وصف العرب عند الكثير من الكتّاب الفرس المعاصرين بوصفهم متعطشين للدماء، ومتوحشين، وقساة (ص٥٤(. 

وفي رواية فارسية حديثة اسمها «الحجر الصبور» يقول مؤلفها جوباك إن ما جلبه العرب إلى إيران هو بالطبع الإسلام، فهو أداة اضطهاد وخصوصاً تجاه المرأة» (ص٦٦(. 

وبحسب باحث إيراني آخر اسمه أخوان، أفسد العرب كل جانب من جوانب الحياة الإيرانية: من الدين والأسطورة والمأثرة الشعبية إلى اللغة والأدب والتاريخ: «إن التقاليد العربية المشؤومة وعدوى التعريب الملوثة والفظيعة، أفسدت شعرنا التقليدي ليس فقط على صعيد الشكل والبحر والوزن والمنظومة البيانية، لكن على صعيد معظم الأعمال الشعرية، ورزحت لغتنا الوطنية (أي الفارسية) تحت هيمنة الخرافات العربية السامية والإسلامية». 

ولكن العِرق الإيراني لا يموت: «نحن من كنا تحت رحمة غزوات الإغريق والبارثيين سنوات طويلة، لكننا في النهاية شمخنا برؤوسنا، لغتهم وأخلاقهم وعاداتهم (أي العرب) لا تلائمنا.

كيف إذن مع هؤلاء العرب الحفاة العراة المتوحشين الذين لا يملكون شيئاً سوى لسان طويل وسيف؟ (ص٥٦(. 

وتضيف الباحثة أنه لفرط كراهية العرب ودينهم، جرى تأسيس الوعي القومي الإيراني «على اللغة الفارسية وعلى تاريخ إيران قبل الإسلام».

أي على عاملين: اللغة والتاريخ الإيراني القديم دون سواهما. والتاريخ هذا هو التاريخ القومي النقي والخالص من أي تلوث عربي أو إسلامي. 

وتظهر صورة العربي البائس غير المتمدن، مقابل الإيراني المتنعم والحضاري - كما تقول الباحثة - في كتاب «سفر نامة» أو كتاب الأسفار، لناصر خسرو، وهو عمل أدبي كلاسيكي ظهر في القرن الحادي عشر. وفيه يصف العرب الذين رآهم في أثناء عودته من مكة وصفاً شديد السلبية (ص١٩(. 

ويستفيض الكتاب في الحديث عن النزعة القومية الإيرانية التي يعتبرها مسؤولة عن هذا الكم الهائل من الكراهية للعرب. فهذه النزعة وجدت في الإرث الإيراني السابق للإسلام مصدراً للفخر والعزة الثقافية.

في هذه النزعة تم تمجيد إيران ما قبل الإسلام، والديانة الزرادشتية وعبقرية العِرق الآري، ولعْن العرب المسلمين لتسببهم في انحدار إيران من العظمة التي كانت عليها إبان مرحلة ما قبل الإسلام - ص٢٣. 

التاريخ مازال يشكل عبئاً في الوجدان الإيراني. بنظر الإيرانيين أفقد العرب إيران تاريخها السابق، وقضوا على حضارتها وفرضوا عليها ديناً سامياً صحراوياً لا يمت بصلة إلى ديانتها الزرادشتية القديمة.

 

فهل علمنا الآن سبب كل هذا الهجاء المقذع للعرب وتاريخهم وموروثهم الثقافي والحضاري؟ 

وعندما اعتنق الفرس الإسلام، أو وجدوا أنفسهم مضطرين لاعتناقه لأسباب مختلفة، عملوا على تبيئته وجعله يتكيف مع ظروفهم وحاجتهم. هذا ما يُفهم من كتاب الباحثة الدكتورة جويا بلندل سعد «صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث» الصادر حديثاً عن دار قدس بيروت. 

يجد «دوراج» وهو مفكر إيراني معاصر، ان الإسلام الشيعي يشكل ضرورة لمفهوم «الإرينة» أي النزعة القومية الإيرانية: «عبر التاريخ كان على الإيرانيين أن يتكيفوا مع ثقافات الغزاة، ومنهم العرب، لكي يبقوا على قيد الحياة.

ومع ذلك يشكل هذا جانباً واحداً من تطور الهوية الثقافية الإيرانية. أما البعد الآخر من هذا التطور فقد تجلى في السعي الحثيث لتشكيل هوية إيرانية مميزة. ومع أن المضمون الايديولوجي لهذه الهوية الجديدة قد تأثر، وبشدة، بثقافة المحتل، وباختيار المذهب الشيعي مقابل المذهب السني، فقد آثرت أقلية من الإيرانيين، أن تختار هوية إسلامية مميزة.

وبعد التشيع الإجباري الذي بدأ عام ١٥٠١، دعمه وعي قومي في نهاية القرن التاسع عشر، تمكن التشيع من تثبيت موقعه أكثر في الحياة الثقافية الإيرانية، وبات جزءاً لا يتجزأ من الهوية القومية الإيرانية (ص٣٠/٣١( 

ويضيف دوراج ان الإيرانيين أسقطوا على نحو واضح بعضاً من صورتهم الذاتية المثالية على شخصية الإمام علي. كان علي عربياً طبعاً، ولذلك فإن أصوله العربية لا تُناقش. ولكن الرسومات واللوحات في إيران تصور علياً إيرانياً وسيما.

إلا أن المسألة الحساسة التي أثارها دوراج - تقول الباحثة - تؤدي إلى تعقيد آخر هو العلاقة بين العرب والإسلام من جهة، وبين الإسلام الشيعي والإيرانية، من جهة أخرى «لقد تمت أسلمة إيران، ولكن في عيون أكثر الإيرانيين، الإسلام في جوهره عربي، لذا فهو غير إيراني. أما الآخرون فيقولون إن الإسلام الشيعي هو إسلام مؤيرن، أي إيراني. وهو في صميمه إيراني، ويشكل جزءاً أساسياً من مفهوم الإيرنة. يمكن للمشاعر المعادية للعرب أن تتناغم وتمشي يداً بيد مع المشاعر المعادية للإسلام». 


وقد جاء وقتٌ عمِل فيه الفرس على تنقية اللغة الفارسية فقد أصدرت الأكاديمية الإيرانية الرسمية قوائم بكلمات فارسية جديدة أعيد اكتشافها، أو تمت صياغتها مجدداً بغية إزاحة الكلمات الأجنبية، خصوصاً المفردات ذات الأصول العربية. 

كما تغيرت الأسماء الجغرافية خصوصاً العربية والتركية. وتأثرت أسماء العلم أيضاً: حثت الحكومة الآباء على إطلاق أسماء فارسية أدبية أو تاريخية على أطفالهم. 

ويبدو أن موقف الفرس من العرب، شعباً وتاريخاً ومقومات، ليس موقف الأدباء الفرس المعاصرين وحدهم. فهذا الموقف قديم وثابت في الأدب الفارسي القديم. فالشاهنامة عمل أدبي ينتشر في العداء للعرب كما تنتشر النار في الهشيم عادة 

وفي قصة محمد علي جمال زادة «الفارسية سكر» تترادف كلمتا «إيراني» و«فارسي» تماماً كما تترادف كلمات مثل «العربي» أو «الفرنسي» أو «الأذري»، وكلمة أجنبي.

وبينما يرى جمال زادة الإسلام مكملاً للهوية القومية الإيرانية، فهو يعترض على الإسلام الرجعي، وعلى النزعة العربية بوصفها نزعة أجنبية شوفينية. هو يقرن الآخر العربي بالخرافة الدينية والتخلف، بينما يعرّف الذات الإيرانية بوصفها فارسية ومسلمة. 

هذا في الوقت الذي ينفر فيه صادق هدايت من الآخر العربي ويمقت الإسلام على اعتبار أنه دين عربي، نجده في قصتيْ «طلب المغفرة» و«بروين ابنة ساسان» يصور العرب بوصفهم غامقي البشرة، وقذرين وأغبياء ومتوحشين.

وبالاضافة إلى ذلك، يصوّر هدايت مسلمي إيران في الوقت الحالي كمخربين ومنافقين. بينما يبقى الإيرانيون السياسيون على قدر كبير من السحر والفتنة والشجاعة والذكاء والفضيلة.

 

ويجعل هدايت من الماضي الزرادشتي لمرحلة ما قبل الإسلام مثالياً، ويعده عصر إيران الذهبي. فمن وجهة نظره: هوية إيران الثقافية الحقة التي تشترك بها مع الهند، أي الآرية، دمّرها الغزاة المسلمون العرب الذين استبدلوا بحضارة إيران المتفوقة ثقافة دينية تعتمد الوحشية وسفك الدماء! 

وتقول الباحثة إن السخرية الكامنة في النزعة القومية الإيرانية للفترة الدستورية هي أنها انبثقت بوصفها ردة فعل على الامبريالية الغربية، ولكنها استخدمت الأفكار الغربية في اللغة والثقافة والأصل المشترك لتعريف مفهوم الإيرانية. 
ويحفل كتاب «صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث» بآراء وتصورات النخب الإيرانية حول الموقف من العرب والإسلام والحداثة، وموضوعات أخرى سواها. ولكنّ موضوعاً واحداً يلتقي حوله الكتّاب والأدباء والشعراء والمفكرون الإيرانيون هو الموقف من العرب المسلمين وتاريخهم وحضارتهم. العربي عند هؤلاء هو «الآخر» أو «العدو»، لا «الجار» ولا «الأخ». 

ولم يخطئ الشاعر العربي القديم عندما قال: 

           قد ينبت المرعى على دِمن الثرى     وتبقى حزازات الصدور كما هيا


*بقلم – جهاد فاضل - نقلا عن "الرياض" السعودية

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2


طالبان الباكستانية تدخل رسميا الحرب في سوريا



 

الحليفة الأولى للقاعدة تقيم معسكرات تدريب على الأرض السورية، في تطور يضفي مزيدا من التعقيد على النزاع الدائر منذ نحو ثلاثين شهرا.

 

ميدل ايست أونلاين


اسلام اباد/بيشاور (باكستان) - من ماريا جولوفنينا وجبران أحمد


طالبان: استجبنا لطلب من الاصدقاء العرب

قال متشددون الأحد إن طالبان الباكستانية أقامت معسكرات ودفعت بمئات المقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الصلات مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة.

وبعد اكثر من عامين من بدء الانتفاضة المناهضة للأسد أصبحت سوريا نقطة جذب لمقاتلين أجانب من السنة تدفقوا على البلاد للانضمام إلى ما يعتبرونه جهادا ضد حكام ظالمين من العلويين.

أغلب المقاتلين الذين يحاربون إلى جانب جماعات مثل جبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة منتمية لتنظيم القاعدة من دول مثل ليبيا وتونس.

وأعلن قادة طالبان في باكستان الاحد إنهم قرروا الانضمام إلى الصراع في سوريا قائلين إن مئات المقاتلين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب "اخوانهم المجاهدين".

وقال احد القياديين لوكالة رويترز للأنباء "عندما يحتاج اخواننا المساعدة نرسل مئات المقاتلين وكذلك أصدقاؤنا العرب" مضيفا ان طالبان ستصدر قريبا تسجيلات فيديو لما وصفه بأنها انتصاراتها في سوريا.

ومثل هذا الإعلان يزيد من تعقد الصورة في سوريا حيث تشتعل الخلافات بالفعل بين الجيش السوري الحر والإسلاميين.

ويدير الإسلاميون قوة أصغر واكثر فاعلية تسيطر الآن على أغلب المناطق التي تهيمن عليها المعارضة بشمال سوريا. وتجدد التوتر مرة أخرى يوم الخميس عندما اغتالت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة احد كبار القادة في الجيش السوري الحر بعد نزاع على مدينة اللاذقية.

ويأتي هذا أيضا في وقت تحقق فيه قوات الأسد بمساندة من مقاتلي حزب الله ومن إيران مكاسب في سوريا.

وقال قيادي آخر في طالبان بباكستان طلب عدم نشر اسمه ايضا إن قرار إرسال مقاتلين إلى سوريا جاء بناء على طلب من "الأصدقاء العرب".

وأضاف "بما أن اخواننا العرب جاءوا إلى هنا طلبا للمساعدة فإننا ملزمون بمساعدتهم كل في بلده.. وهذا ما فعلناه في سوريا".

وأضاف "أقمنا معسكراتنا في سوريا. بعض رجالنا يخرجون ثم يعودون بعد أن يمضوا وقتا في القتال هناك".

وتنطلق حركة طالبان من مناطق البشتون في باكستان بامتداد الحدود مع أفغانستان وهو معقل قديم للجماعات المتشددة بما في ذلك طالبان وحلفاؤهم من تنظيم القاعدة.

ويخوض مقاتلو طالبان في باكستان المرتبطون بنظرائهم في أفغانستان المعارك أساسا للإطاحة بحكومة طالبان وتطبيق الشريعة اذ يستهدفون الجيش وقوات الامن والمدنيين.

لكنهم يتمتعون ايضا بعلاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة وجماعات أخرى تنشر مقاتليها في المنطقة القبلية بباكستان على الحدود مع أفغانستان والتي تعرف باسم المناطق القبلية الخاضعة للحكم الاتحادي.

وفي أحدث مؤشر في هذا الاتجاه قال مسؤولو امن محليون إن مقاتلين اجنبيين مشتبه بهما قتلا في هجوم طائرة بلا طيار في وزيرستان الشمالية.

وقال أحمد راشد وهو كاتب باكستاني بارز وخبير في شؤون طالبان إن إرسال طالبان مقاتلين إلى سوريا من المرجح أن ينظر له على أنه خطوة مرحب بها تجاه حلفائهم في تنظيم القاعدة.

وقال راشد المقيم في مدينة لاهور الباكستانية "ظلت طالبان الباكستانية بديلا نوعا ما للقاعدة. لدينا كل هؤلاء الأجانب الموجودون في المناطق القبلية الخاضعة للحكم الاتحادي والذين ترعاهم طالبان الباكستانية او تدربهم".

وتابع "إنهم يتصرفون وكأنهم جهاديون عالميون ولديهم على وجه الخصوص نفس أغراض القاعدة. أعتقد أن هذه طريقة لترسيخ العلاقات مع جماعات سورية متشددة... ولتوسيع نطاق نفوذهم

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3


حكمة أن تعرف عدوك




الاثنين 6 رمضان 1434هـ - 15 يوليو 2013م

في عام 1946، وقف تشرشل أمام الرئيس الأميركي هاري ترومان، وألقى خطاباً تاريخياً موثقاً تلفزيونياً، كان له أثر عظيم في رسم سياسة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تجاه الاتحاد السوفييتي وخطر الشيوعية، والجدار الحديدي الذي شيده ستالين ليعزل عواصم أوروبا الشرقية القديمة عن غربها،

إلا أن هذه الصيحة الحكيمة، لم تكن يومها في نظر ترومان إلا خطاباً كارثياً، حيث تنصل من مسؤوليته أو علمه المسبق بما كان سيدلي به ضيفه رئيس الوزراء البريطاني الذي خسر منصبه قبل عام واحد، حيث تحرر تشرشل من تبعات منصبه، ولهذا جاءت تحذيراته أمام الأميركان صريحة وصادمة، ضد الحليف الروسي الذي خاض معه الحرب ضد النازية. شتم الإعلام الروسي تشرشل ووصفه بالعنصري، بينما انهالت عليه الصحافة البريطانية بالسخرية والتهكم: «لقد عاد السيد تشرشل إلى طرقه العتيقة». هكذا كانت ردة الفعل، ولكن بعد ثلاث سنوات، كان العالم الغربي قد أخذ كل تحذيرات تشرشل على محمل الجد، واكتشف أصالة الطرق العتيقة، وفي عام 1950 كانت أوروبا قد دخلت مع أميركا حقبة الحرب الباردة. كان تشرشل قد بحث هذه المسألة قبل ذلك في مؤتمر يالطا مع روزفلت الذي أبدى تذمره، وأبدى جفوته لصديقه، الذي ألح عليه بتشكيل حلف ضد التمدد الشيوعي، وأطماع ستالين التوسعية.
 

والتاريخ يؤكد لنا دائماً أن الأخطار المحدقة بالشعوب، وبزوغ الأفكار المدمرة للاستقرار والسلم الاجتماعي، تترافق إرهاصاتها دائماً، بالتوازي مع صيحات تحذير مبكرة، يطلقها رواد متوجسون مهووسون أو حكماء، تتفاوت مستويات وعيهم السياسي، ونضجهم الفكري، وحكمتهم الفلسفية. ولكن التجاوب مع تلك التخوفات محكوم دائماً بالأهداف السياسية، والتحالفات والمصالح، وأيضاً يكون للحرص على السلم الاجتماعي، والاستقرار والوحدة الوطنية الجامعة تأثير كبير، ولهذا نجد أن تعاطي الأمم والدول مع بزوغ قرون الفتنة متفاوت دائماً. وبين الهوس بالأعداء والأشرار، وانعدام الحدود بين الصديق والعدو، وبين إدراك الأخطار الحقيقية، واحتوائها، وسحقها في مهدها، تكمن الحكمة التي تبقى مشرقة رغم الركام والغشاوة المعتمة ويزهر نجمها رغم الإعلام المضلل، والحصار في الأزقة الخلفية المظلمة لوعي الشعوب والجماهير.

قطعاً لم يكن تشرشل يومها أسيراً للحزن ولا للشعور بالعزلة، لأنه كان- وهو المؤرخ ذو الثقافة العميقة- قد خبُر مثل هذا سابقاً حين كان (النذير العريان)، قبل خمسة عشر عاماً، منذراً بشرٍّ قد اقترب يكاد يأكل أوروبا، محذراً من خطر النازيين. ولهذا شهد في حياته ثمرة حكمته، وبُعد نظره.

واليوم نحن نعرف أن الأطماع الإيرانية، والتمدد الروسي، والمطايا الإخوانية، تشكل مثلث الخطر الماحق الذي يتربص بالجزيرة العربية ودولها، ولكن الولولة الآن لا جدوى منها، لأننا اللحظة هذه منغمسون في تجربة واقعية مجسدة نعيشها كل يوم، ونجد آثارها ونتجرع ثمارها، ونحن كل يوم على موعد مع أرض لنا تنقص من أطرافها، وحمى لنا تنتهك حرماتها.

يقال إن ذاكرة الذباب لا تتجاوز بضع ثوان، حسب واحدة من نظريتين علميتين، حيث تنسى الذبابة ما عرفته بعد ثوان، وثمة نظرية أخرى نشرتها مجلة «Neture» البريطانية، وهي أن الذبابة تتمتع بذاكرة طويلة قد تصل إلى دقائق، وأياً يكن فإنها في كلتا الحالتين تعود أكثر من مرة إليك بعد طردك إياها قبل جزء من الثانية، لتلقى حتفها، والمصاب يكون عندها أدهى وأمر.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


الإعلام والعريفي والنجومية



حصة أحمد الأسمري

إصلاحية مهتمة بشأن المرأة والمجتمع




 

من فترة ليست بالقليلة وعند متابعتي للإعلام المقروء لاحظت بعض كتاب المقالات لابد أن يذكرون في مقالاتهم أسم الدكتور محمد العريفي بأي طريقة وبكل أسلوب وكنت أعرف أن تلك الأوراق ودش الكلمات المملة لن يقرأها الإ قلة من المثقفين المهتمين ، فكنت أعتبرها هدايا مجانية ودعائية له على الأقل لؤلئك القلة بكل بلد تصل له تلك الصحف .

 

وفي ثالث يوم من رمضان 1434هـ فوجئت بوجود غضبة شعبية كبيرة تدافع عن الدكتور العريفي فعلمت بأن الإعلام المرئي ذكره بأسلوب مشابه لأسلوب الإعلام المقروء ولكنه هذه المرة وصل لكل طبقات المجتمع وكان بأسلوب مستفز و (ثقيل دم) ولا يوجد فيه ذرة روح مرحه حقيقية بل سخرية تذكرنا بقوله تعالى (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون  ) .

 

تأملت للنتيجة فوجدت بأنهم صنعوا له دعاية مجانية حقيقية على طبق من ذهب وأنه محظوظ جدا بذلك ، وتذكرت حلقة من حلقاته قبل ثلاث سنوات تقريبا في برنامج مسافرون كانت بعنوان (الطموح) كان قد ذكر فيها بأنه يطمح لأن يكون شخصية دعوية مؤثرة عالمياً ورأيه يؤثر في رأي الحكومات ، فهاهو حلمه يتحقق نوعا ما ، فنور نجوميته وصل لكل أرجاء العالم بفضل الله ثم بفضل إعلامنا المسخر للدعاية له !!!

 

وعندما أقول نور نجوميته فأنا أعني هذه الكلمة (النجومية) بدلاً من قول الشهرة ، لأن النجومية تعني النجاح والتميز في نفع الناس بعكس الشهرة التي تقتضي معرفة الناس ولو بدون نفع (كلاعب الكرة والمغنية وووو) الذين نعرفهم بدون نفع فيعتبرون حققوا شهرة بدون نجومية !!، والدكتور العريفي فعلا تميز ونجح في نفع الناس فكان كالنجم يهتدي به الضال ويرجم الباطل بالحق ويزين سماء الدعوة بما تفضل الله به عليه.

 

قد لا أكون مخطئة إن قلت بأن الإعلام هو من ركض خلف العريفي ودعم نجوميته وأن العريفي رحب بالإعلام كفرصة لابد أن يكسبها لتحقيق طموحاته النجومية ،فقوة الطموح تصنع الفرص وتستغلها ، ولا ضير فالنجومية لا تتنافى مع شرع نقرأ في قرآنه سورة النجم والشمس والقمر ووصف للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كالسراج المنير أي كنجم الشمس ونور القمر ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) [الأحزاب: 45-46].

 

د.العريفي :كن مرتفع كالنجم عن إستفزازاتهم وسر إلى طموحك وحسِّن ظنك بالله سبحانه بأن يسخر لك أعدائك ، وداعيا إلى الله.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5



مشاركات وأخبار قصيرة



 

فيديو تتويج الفريق السعودي لأولمبياد الفيزياء الدولي

أخي عبدالعزيز قاسم 
السلام عليكم ورحمة الله 

تم يوم أمس الأحد تتويج فريق الفيزياء السعودي في أولمبياد الفيزياء الدولي ( كوبنهاجن 2013 ) بميداليتين برونزية وشهادتي تقدير ، فقد حصد كل من محمد الحجي وعلي الحليمي على ميدالية برونزية فيما نال كل من عبدالمحسن العويد وإبراهيم النامي على شهادة تقدير ، يمكنكم مشاهدتها من الفيديو أدناه . 

ملاحظة : حتى الآن لم تنشره أي جهة إعلامية !! 







                                             

شاهد هذا الفيديو على اليوتويب :
تتويج الفريق السعودي لأولمبياد الفيزياء الدولي IPhO 2013




تتويج الفريق السعودي لأولمبياد الفيزياء الدولي IPhO 2013





لقد أرسلنا هذه الرسالة الإلكترونية إلى ns1427@gmail.com. يمكنك إلغاء الاشتراك في تلقي إشعارات حول عمليات التحميل التي تم الانتهاء منها من خلال الانتقال إلى تفضيلات البريد الإلكتروني.



©2013 YouTube, LLC 901 Cherry Ave, San Bruno, CA 94066



 

------------------------------------------

 

التعهدات الجديدة لدعم الدول العربية تصل إلى 67 ملياراً


مساعدات المملكة وإعاناتها الخارجية تتجاوز 200 مليار ريال

الرياض - الرياض

    تجاوزت المساعدات الخارجية التي قدمتها المملكة 200 مليار ريال منذ عام 1990م وحتى منتصف عام 2013، وسجلت المساعدات الخارجية للمملكة أعلى مستوى لها في تاريخها عند 20,4 مليار ريال عام 2011 لتبلغ نحو 187,3 مليار ريال خلال الفترة من عام 1990 وحتى نهاية عام 2011. حيث قدمت المملكة نحو 163,5 مليار ريال في صورة مساعدات وقروض، ونحو 12,4 مليار ريال مساهمات في الجمعيات والمنظمات، و11,4 مليار ريال نصيبها في العون المتعدد الأطراف.

اوضح ذلك المستشار الاقتصادي فادي بن عبدالله العجاجي الذي اشار الى ان إجمالي التعهدات الجديدة للمملكة بدعم الدول العربية بلغ بنحو 67 مليار ريال (17,86 مليار دولار) خلال الفترة من الأول من يناير 2011م وحتى يونية 2012. وتوجه معظم الدعم لسلطة عُمان ومملكة البحرين بمبلغ 18,8 مليار ريال (5 مليارات دولار)، وذلك في ايطار مجموعة تعهدات مجلس التعاون الخليجي بقيمة 20 مليار دولار مقسمة بين الكويت وقطر والسعودية والإمارات.

واوضح ان جمهورية مصر العربية احتلت المرتبة الثانية بنسبة 22,3% من إجمالي الدعم السعودي الموجه للدول العربية. حيث تعهدت المملكة قبل يونية 2012 بدعم مصر بنحو 15 مليار ريال (3.99 مليارات دولار) من خلال مجموعة تعهدات في مجالات دعم الموازنة، وودائع البنك المركزي، وتمويل المشروعات، والائتمان التجاري. وبلغ المنصرف الفعلي منها نحو 5,8 مليارات ريال (1,54 مليار دولار) خلال الفترة من الأول من يناير 2011م وحتى يونية 2012م. وقد أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً دعم الاقتصاد المصري بمبلغ 5 مليارات دولار.

وجاءت الجمهورية اليمنية في المرتبة الثالثة من حيث حجم نصيبها في الدعم السعودي، حيث تعهدت المملكة بتقديم مساعدات للاقتصاد اليمني بنحو 13,5 مليار ريال في صورة جملة من التعهدات بما في ذلك منحتا الديزل والنفط الخام. وبلغ المنصرف الفعلي منها نحو 1,3 مليار ريال (0.35 مليار دولار) خلال الفترة من الأول من يناير 2011 وحتى يونية 2012م.

وكانت المملكة قد تعهدت بدعم الاقتصاد الأردني بمبلغ 9,9 مليارات ريال (2,65 مليار دولار) خلال الفترة من الأول من يناير 2011 وحتى يونية 2012، وذلك في صورة دعم الموازنة بمبلغ 1,4 مليار دولار والباقي في ايطار مجموعة تعهدات مجلس التعاون الخليجي لدعم المملكة الاردنية بمبلغ 5 مليارات دولار مقسمة بالتساوي بين الكويت والقطر والسعودية والإمارات.

كما تعهدت المملكة بتقدم 4,7 مليارات ريال (1,25 مليار دولار) للمغرب، وذلك في ايطار مجموعة تعهدات مجلس التعاون الخليجي لدعم المملكة المغربية بمبلغ 5 مليارات دولار مقسمة بالتساوي بين الكويت والقطر والسعودية والإمارات.

وقال العجاجي ان تعهدات المملكة لدعم الاقتصاد التونسي بلغت بنحو 2,8 مليار ريال (750 مليار دولار)، وذلك من خلال تقديم دعم بمبلغ 500 مليون دولار لدعم المشروعات الحيوية، ومبلغ 250 مليون دولار لتمويل الصادرات.

أيضا تعهدت المملكة بدعم موازنة الضفة الغربية وغزة بنحو 340 مليون دولار، وتقديم قرض للحكومة السودانية بمبلغ 240 مليون دولار لتمويل مشروعات البنية التحتية، وتقديم مساعدة لجيبوتي بمبلغ 40 مليون دولار لدعم الموازنة وقروض تمويل المشروعات التنموية

http://www.alriyadh.com/2013/07/15/article852115.html

------------------------------------------

 

مثقفون سعوديون: لا علاقة لنا ببيان (مؤازرة الشعب المصري).. و (دعاة) تحدثوا باسمنا


زولي: الموقعون لا يمثلون المشهد الثقافي باستثناء اثنين

شحبي: الأسماء التي تبنته من قيادات الإخوان في المملكة

التيهاني: تصدير البيان بهذا الشكل تعد على الآخرين

عطيف: دليل على الجهل بالفكرة الوطنية والتوجه للجماعات


http://www.alsharq.net.sa/2013/07/15/894929

------------------------------------------

 

هذه  حلقة من مسلسل رمضان .. وقد وصلتني هذه الرسائل من مجموعة اسمها (وبشر الصابرين) ضاعت مع بريدي المسروق .. كما ضاعت معها معظم الحلقات .. فإلى الله المشتكى :

أبو أِشرف :

 

الإمام في القرآن

 

الإمام أصله القصد ، وسمي الإمام إماما؛ لأنك تقصد قصده في أفعاله.

وقيل للخليفة: إمام ؛ لأنك تقصد قصد أوامره، أو لأنه يتقدم، فتتبع أثره.

قال الزجاج : الإمام : الذي يؤتم به ، ويفعل كفعله ، ويقصد ما قصده ، ومنه قوله تعالى : "فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) "، أي : فاقصدوا .

يقال تيممت كذا وتأممته اذا قصدته.

وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ.

ويقول الراغب لأصفهاني: الإمام المؤتم به، إنسانا كأن يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا، أو غير ذلك محقا كان أو مبطلا، وجمعه: أئمة.

 

والإمام في القرآن على خمسة أوجه:

الأول : إمام يعني القائد في الخير، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة لإبراهيم " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) " يعني قائدا في الخير يقتدي بمثالك وبسنتك . كقوله تعالى في سورة الفرقان " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " يعني قادة في الخير يقتدي بنا.

قوله تعالى : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)

" وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً " أي : يقتدي بهم ، " يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا " أي : يدعون إلى الله بإذنه.

قوله تعالى : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)

أي جعلنا فرعون وملأه من الأئمة الذين يقتدي بهم ويمشي خلفهم إلى دار الخزي والشقاء.

 

الثاني : إمام يعني كتاب بني آدم ، قوله تعالى: " يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا (71) " أي : بكتاب أعمالهم ، بكتابهم الذي عملوا في الدنيا، وهذا القول هو الأرجح ؛ لقوله تعالى : " وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ " ، وقال تعالى : " وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " .

 

الثالث : إمام يعني اللوح المحفوظ . قوله تعالى في سورة يس " وكل شيء أحصيناه في إمام مبين " يعني في كتاب وهو اللوح المحفوظ.

 

الرابع : إمام يعني التوراة . قوله تعالى في سورة هود " ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة " يعني التوراة إماما يقتدي به ورحمة لمن آمن به . نظيرها في سورة الأحقاف " ومن قبله كتاب موسى إماما " يعني التوراة.

 

الخامس : إمام يعني الطريق الواضح . فذلك قوله تعالى في سورة الحجر لقرية لوط وشعيب " وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ" يعني بالطريق الواضح.

قال ابن قتيبة : وإنما سمي الطريق إماما لأن المسافر يأتم به ويستدل . وأصل الإمام ما ائتممت به.

تقول الخنساء :

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

------------------------------------------

 

لحم العريفي مسموم.. وخاشقجي هرفي


محمد علي البريدي

ـ ربما بحسن نية قال ابن عساكر «لحوم العلماء مسمومة»، ولو عَلِم بأعداد المتزاحمين على التمسُّح بهذه المقولة في كل عصر لسكت رحمه الله، ولأراحنا من البعض؛ طبعاً هو لم يقل الدعاة أو الوعاظ، أو طلاب العلم، وبالطبع لم يقل الصحفيين والكُتَّاب، ومع ذلك رأينا التمايز الكبير في طريقة تناول لحم العريفي، وخاشقجي بعد واي فاي.

ـ بدا واضحاً جداً أن لحم الشيخ محمد العريفي، كان من النوع المسموم مع أنه واعظ وليس عالما؛ لكنها إرادة المحبين، الذين أدخلوه القائمة، ورفعوه إلى صف العلماء، الذين لا يجوز لأحد انتقادهم، وفقاً لقائمة ابن عساكر، ومن حق المريدين أن يدافعوا عن شيخهم؛ أما المسكين جمال خاشقجي، فاتضح أن لحمه شهي جداً، وربما ألذ من الهرفي، لذلك أكلوه، ويأكلونه دائماً براحة بال، وصحة وعافية!!

ـ شخصياً أرفض الإساءة الفنية أو غيرها لأي أحد مهما كان موقعه الاجتماعي، واستقبح تقليد الشخصيات المعروفة لاستدرار الضحك الأهبل؛ لكنني في نفس الوقت أطالب بالعدالة التامة في حفظ حق العريفي، وخاشقجي، بنفس المقدار من الاحترام، ودون تحيز لأي منهما، وأن يكون لهما نفس الدرجة من التقدير، وهذا ما لم يحدث بكل أسف.

ـ المشكلة أن لحم خاشقجي مباح تماما، وبإمكان كل أحد أن يقول عنه ما يشاء؛ ففي النهاية هو مجرد صحفي لم يدخل في قائمة ابن عساكر، وبالتالي فأكله يومياً بالألسنة الحادة لن يستدعي تدخل أحد، أو استغراب مسلم على ما يتعرض له مسلم آخر، وهذه جناية كبرى.

ـ الاعتراض على الإساءة يجب أن يشمل الصحفي، والواعظ، دون تفضيل طرف على آخر؛ أما قائمة ابن عساكر فهي للعلماء فقط، لكن الداخلين إليها أكثر من «الهم على القلب». أرجوكم انصفوا الجميع مهما كانت الخصومات المفتعلة والمتخيلة!!

http://www.alsharq.net.sa/2013/07/15/894868

------------------------------------------



أنور عبد الملك: رجل النهضة بامتياز






15/07/2013 العدد 344




محمود بري

المتأمل في أحوال العالم وأحلافه اليوم لا يمكنه إلا أن يتذكّر بالتقدير الكبير بُعد نظر المفكّر المصري- العالمي الراحل البروفسور أنور اسكندر عبد الملك (1924-2012) الذي، وباستشراف فذّ، اعتقد بحتميّة نشوء قطبية قيمية عالمية جديدة جاذبة غير القطبية الغربية وبديلة عنها، تنطلق من الشرق باعتقاده، ويكون للصين دور مركزي فيها، داعياً العرب والمسلمين إلى الخروج من انشداههم بالغرب وتبعيتهم له، والاتجاه نحو الأنموذج الشرقي والاقتداء به لإعادة صياغة حاضرهم والمستقبل، مع المحافظة على انتمائهم وخصوصيتهم والتمسك بحضارتهم والبناء على أسسها ومبادئها.

ولعلّه من خلال نظرته الثاقبة في التوجّه نحو الشرق، وملاحظته أن ثلثي البشرية يعيشون في آسيا، إنما كان يستشرف مبكراً، من حيث لم ينتبه كثيرون في حينه، حتمية ظهور قطب عالمي جديد بديل عن القطبية الغربية ومناهض لها، وهو ما ظهر فعلاً في السنوات الأخيرة، وصرنا نعرفه بمجموعة دوللـ"بريكس".

تابع القراءة

http://ofoq.arabthought.org/?p=157


http://ofoq.arabthought.org/?p=157

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6



الانقلابيون.. سبعة جنرالات وثامنهم "السيسي"

الوطن الجزائرية




على الطريقة الديكتاتورية القديمة وفي الخفاء، بينما كان محمد مرسي يسابق الزمن لأجل تحقيق بعض من وعوده، بعد عام من الحكم، آمنا جانبه من عسكر ساهم هو شخصيا في ترقية بعض ألويته، ومنهم القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، الذي تحوّل بقرار من الدكتور محمد مرسي إلى وزير للدفاع، كانت في المقابل الطبخة العسكرية بتوابل مالية خليجية تطهى في الخفاء، لتقدم في طبق تم التخطيط له كما تقدم الأفلام المصرية عادة وجها مغايرا للواقع من خلال صورة مقدم البيان العسكري القاضي بتنحية محمد مرسي من على رأس السلطة، أمام أنظار وأسماع شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية وعدد من مشاهير مصر في جميع المجالات، مما يؤكد أن التحضير لهذه الصورة لا يمكن أن يكون وليد الثلاثين من شهر يوليه، وإنما قد يكون ممتد لأسابيع عديدة، وإذا كان الاسم المسيطر على الحدث إعلاميا هو لعبد الفتاح السيسي الذي قال مرة إنه يفتخر بتاريخ ميلاده الذي فيه نوفمبر و1954؟؟، وقال أيضا أن حلم حياته أن يرى مصر بلدا ديمقراطيا مثل الدول الأوروبية يتداول فيه الرؤساء على السلطة بطريقة سلمية، إلا أن تواجده في الصورة الأولى لا يعني أنه المخطط الرئيسي لهذا الانقلاب الذي هزّ مصر، والذي انتقل من الإمارات العربية تحت قيادة محمد بن زايد إلى غاية سبعة ألوية كان ينسق بينهم السيسي.

وتكمن صعوبة مواجهة هؤلاء أن لكل منهم حكاية وعالم قائم بذاته، وصعوبة معرفة من هو القائد الحقيقي في الداخل للإنقلاب ولما بعد الانقلاب، فالمعروف أن رئيس أركان القوات المسلحة صدقي صبحي هو الجسر الرابط بين عسكر مصر والإمارات العربية، وهو الذي قال نهار أمس إنه سيسحق أي ثورة شعبية تحاول إجهاض ما سماها بالثورة الحقيقية في الثلاثين من يونيه .

وساهم قائد القوات الجوية حامد المصري في سرّية المهمة، حيث راح يؤمن الاتصالات بعيدا عن أسماع بقية قادة الجيش حتى يضعهم أمام الأمر الواقع، وابتلع أسامة أحمد الجندي خطة السيسي في الانقلاب بأقل الأضرار، وراح يشرحها للانقلابيين.


 أما وزير مالية الانقلاب فشغله قائد قوات الدفاع الجوي عبد المنعم إبراهيم بيومي الذي نقل أموالا طائلة إلى القاهرة، ووزّع بعضها على ضباط مختلف المناطق لأجل إنجاح الخطة، مع حمله لوعود كثيرة بأن يحققوا مزيدا من الامتياز في حالة نجاح الخطة، وهو ما نسف أي انقلاب عسكري داخلي وجعل العسكر الذين عانوا في وقت قيادة محمد مرسي للبلاد بسبب سيطرة البوليس يعتبرون ما تحقق إضافة لهم، خاصة أن قائد المنطقة العسكرية توحيد توفيق ضمن السيطرة على القضاء وعلى التلفزيونات العمومية والخاصة، حيث تأكد أن غالبية الإعلاميين وخاصة القنوات الخاصة تلقت أموالا ووعودا جعلتها تحوّل الإمارات العربية إلى البلد الثاني بالنسبة لكل المصريين فجاء الانقلاب الإعلامي أقوى من الانقلاب العسكري، مما حيّد الإخوان وعزلهم إعلاميا .

وهو ما سهر عليه أيضا مدير المخابرات محمود حجازي ومدير إدارة الشؤون المعنوية أحمد أبو الذهب الذي تولى إسكات أي عسكري بمبلغ مالي متخم أسكتهم جميعا، ورفقة هذا السباعي ساهم وزير الداخلية في منع القنوات الدينية التي تبدو في صف الإخوان المسلمين وحتى التي أرادت الحياد، كما رسم حمدين صباحي الديكور العام لحفلة الانقلاب التي ظهر فيها مختلف الأطياف من البابا إلى  شيخ الأزهر، وكان واضحا أن لا أحد من الحضور تفاجأ بإعلان الانقلاب، مما يعني أن الطبخة كان زمنها أبعد من زمن ما يسمى بالثورة الشعبية في 30 جوان بأسابيع عديدة، واندس الكثير من الضباط وسط الشباب في ميدان التحرير يبشرونهم بطوفان من المال القادم من الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية لأجل أن تعود مصر إلى عالم السياحة والتجارة، أما السيسي فهو الرجل الظاهر الذي صنع  بالخصوص الشهرة، وهو العسكري الذي تخرج في زمن الخيانة عام 1977 عندما كان أحد الصامتين إزاء سفرية الرئيس الأسبق أنور السادات إلى تل أبيب، والمباركين لمعاهدة السلام التي وضع فيها الجيش المصري سلاحه للأبد وحوّله الآن إلى الانقلابات.


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7



الصوت المسموم من القاهرة


بقلم: إلداد باك

يديعوت





إسرائيل

القدس العربي

صحف عبرية

JULY 12, 2013

هو رجل وسيم في مستهل الاربعينيات من عمره، دقيق القوام ويحرص على مظهر أنيق وتسريحة شعر أنيقة. وهو من أكثر الصحافيين شعبية وتقديرا في مصر، رغم وربما بفضل صغر عمره. ويعُد برنامج تحليل سياسي نقدي يذيعه واحد من محركات الثورة المصرية الاولى التي أنهت حكم مبارك والثورة الثانية التي أفضت قبل اسبوع الى عزل محمد مرسي. وهو نجم في شبكات تلفاز عربية ونشر مئات المقالات وغير قليل من الكتب التي اصبحت الاكثر مبيعا.

يسميه مُجلّوه 'فولتير الثورة المصرية'. قبل نحو من سنة اقترح عليه عدد من كبار المعسكر المدني ان يترشح في الانتخابات الحرة الاولى لرئاسة مصر، فرفض الاقتراح بأدب لأنه ربما قدّر ان هذا ليس هو الوقت المناسب الى الآن. لكن حينما توجه اليه رئيس مصر المؤقت عدلي منصور قبل بضعة ايام باقتراح ان يصبح متحدثه الشخصي، استقر رأيه على انه حان الوقت ليوسخ يديه بالسياسة. لم يصبح احمد مسلماني بتعيينه متحدثا للرئيس صوت مصر الرسمي فقط، بل وجه 'الثورة الثانية' المدنية والليبرالية التي استقر رأيها على الاعتماد على قادة 'جيش الشعب' للتحرر من الحكم الديني المتطرف للاخوان المسلمين. بيد ان معنى المصطلحين 'مدني' و'ليبرالي' في مصر يختلف جدا عن معناهما في الغرب، وليس كشخصية المسلماني لبيان الفرق العظيم بين الصورة التي تحاول الثورة المصرية ان تمنحها لنفسها منذ ايامها الاولى، وبين ما هي عليه في الحقيقة وهي انها موجة قومية معادية لامريكا ولاسرائيل وللسامية.

من المهم ان نؤكد ان ليست جميع تيارات الثورة المصرية مشاركة في هذا التصور العام، لكن أكثرها يؤمن به. لم يُعزل مبارك فقط بسبب الفساد والاستبداد اللذين نُسبا الى نظامه، بل لأن الجماهير كانت تراه متعاونا مع اسرائيل ومع الولايات المتحدة. وطُرح مرسي عن كرسي الرئاسة ايضا لأن معارضيه غضبوا لأنه لم يلغ اتفاقات السلام مع اسرائيل، ولم يضع حدا للهيمنة الامريكية على مصر. إن المسلماني الذي يتوقع له كثيرون حياة مهنية لامعة في السياسة المصرية، وهناك من يعتقدون انه سيصبح رئيسا ذات يوم، يؤمن ايمانا خالصا بالطبيعة القومية للثورة المصرية، وكونها وسيلة لتحويل مصر الى قوة عظمى اقليمية ووسيلة لاختفاء اسرائيل المأمول من خريطة الشرق الاوسط.

كانت حياة المسلماني يمكن ان تفضي به الى اتجاه آخر، فقد ولد في ايلول/سبتمبر 1970 في قرية في دلتا النيل لعائلة فقيرة تقية. وما زال الوالد محمد، وهو رجل دين متواضع، توفي قبل بضع سنوات، مصدر إلهام الى اليوم للصحافي المحبوب، ويفخر المسلماني في جملة ما يفخر بأن قصص القرآن التي كان يسمعها من والده في طفولته علمته كيف يتحدث الى الناس، ويُبين لهم أوضاعا معقدة ببساطة. وكان الوالد نشيطا في حركة 'الاخوان المسلمين' في منطقة سكنه. ومال في آخر حياته الى الاعتزال في بيته والابتعاد عن الناس، لكنه ظل يقابل عددا من اصدقائه من صفوف الحركة.

وترعرع الابن احمد من الفقر الى العظمة. وهذا تحقق للحلم المصري. وكان هذا الفتى صاحب النظر الثاقب والصوت الهادئ، طالبا متميزا وفاز بجوائز كثيرة واختير ليرأس مجالس الطلاب اللوائية والقطرية. وأنهى بتميز دراسته لعلوم السياسة في جامعة القاهرة وقُبل ليعمل مساعد بحث في 'مركز الاهرام للبحوث الاستراتيجية'. وقد اختص في ما اختص به بقضية الصراع العربي الاسرائيلي وهكذا بدأت حياته الاعلامية العامة.

نشأ المسلماني في فترة بلا حروب، حينما كان بلده يتمتع بثمار السلام مع اسرائيل ويسير في طريق التطور والنماء. وكان يمكن ان يكون ممثلا لجيل السلام المصري وصوتا سليما يؤيد التغيير والأمل، لكنه أصبح نتاج بيئته التقليدية والمحافظة ونتاج مؤسسات التربية والدين والاعلام والاكاديميا التي عملت على قمع كل بارقة تعايش مع اسرائيل. ولا ينبع نجاحه المهني والشعبي من الجرأة والتمرد والتجديد، بل من التمسك بأفكار قومية قديمة وآراء مسبقة عنصرية ونظريات مؤامرة خيالية. وقد منح المسلماني كل ذلك في برامجه في التلفاز ومقالاته وكتبه رداء جديدا وشابا ومقاتلا واكاديميا في ظاهر الامر.

قبل بضعة اشهر نشر المسلماني كتابا يحمل الاسم الاشكالي وهو 'ما بعد اسرائيل'. والحديث في واقع الامر عن صيغة ثانية لكتاب نشره قبل عشر سنوات في ذروة الانتفاضة الثانية، تنبأ فيه بنهاية اسرائيل والصهيونية، وأُضيف الى الصيغة الحالية عدد من الفصول يتناول التطورات التي مر بها الشرق الاوسط في السنوات التي مرت منذ ذلك الحين ولا سيما أحداث 'الربيع العربي'. وقوي فقط ايمان المسلماني بأن اسرائيل تخطو نحو الفناء. وهو يقول في مقدمة الطبعة الجديدة ان 'الربيع العربي' يرمز الى 'الشتاء الاسرائيلي'.

إن الكتاب الذي يُعرض في واجهات عرض حوانيت كتب فخمة، ويُباع ايضا على منصات مغبرة في الشوارع، يحظى مثل المتوقع باهتمام كبير. إن مضمونه يمنحنا فرصة ذهبية لرؤية كيف ترى قيادة الثورة المصرية اسرائيل. والاستنتاجات مقلقة، فمتحدث رئيس مصر يعبر عن صدى نظريات معادية للسامية بدائية، وسيتهم اسرائيل بالرغبة في جر مصر الى حرب أهلية للاستيلاء على أجزاء واسعة منها، ويُبين ان الجيش المصري يستعد بكامل الجد لمحاربة اسرائيل. ويتنبأ في الوقت نفسه بانحلال اسرائيل الداخلي. وهذا حشد لا نظام فيه من الفانتازيا المريضة في جزء منها ومقتبسات معادية لاسرائيل لناشطي يسار متطرف من اسرائيل ويهود العالم تمنح أفكار المسلماني تأييدا اخلاقيا واكاديميا في ظاهر الامر. ويفخر مؤلف الكتاب بعلاقاته القريبة من زعيم حماس خالد مشعل ومعرفته لروجيه غارودي مُنكر المحرقة الفرنسي الذي أسلم (ومات قبل نحو من سنة في سن الـ98)، وبالالهام الذي تلقاه من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لكتابة الطبعة الحالية من كتابه.

يبدأ الكتاب بأقوال ثناء من مشعل على قيادة الجيش المصري. 'أنا على صلة دائمة بالاستخبارات المصرية وأعرف قادتها جيدا'، يكشف مشعل في حديث أجراه قبل زمن قصير مع المسلماني. 'عملت معهم في ايام مبارك وفي زمن الثورة. وهم نفس الاشخاص لكن روحهم تغيرت. فقد عادت اليهم الروح بعد الثورة. ويوجد بازائنا اليوم جهاز استخباري جديد وضباط جدد، رغم ان الحديث عن نفس الاشخاص. إنني أراهم اليوم مصدر فخر'.

ويزعم المسلماني ان اسرائيل رفضت بشدة الاعتراف باعتدال حماس السياسي واستعدادها المبدئي للموافقة على تسوية على أساس حدود 1967. 'لا تريد اسرائيل ان تسمع أخبارا طيبة من الجانب الآخر'، يكتب. 'وهي غير معنية بعلاقات طيبة بأية جهة ما لا الفلسطينيين ولا غيرهم. وتحظى أهم دولة وقعت على اتفاق سلام مع اسرائيل من اسرائيل بعلاقات عدائية. وبدأ يُكشف بالتدريج عن تفاصيل خطط اسرائيلية لضعضعة الاستقرار في مصر، إما بتأييد حرب أهلية داخلية بين المسلمين والمسيحيين، وإما بمساعدة اسرائيل لدول حوض النيل على فرض حصار مائي على مصر'. ويتناول المسلماني في كلامه التوتر المتزايد بين مصر واثيوبيا حول قضية تقاسم ماء النيل وانشاء 'سد النهضة' في اثيوبيا، الذي يهدد بالمس بجريان ماء النيل الى مصر وباحداث نقص شديد من الماء. إن متحدث الرئيس المصري مثل كثيرين آخرين من النخب المصرية يرى ان انشاء السد مؤامرة اسرائيلية ترمي الى اضعاف مصر ودفعها الى محاربة اثيوبيا. وهو يقتبس من كلام أحد قادة الاستخبارات المصرية زعم ان 'الموساد' يستعد لبناء انابيب تنقل ماء النيل من اثيوبيا الى اسرائيل.

ويقول الصحافي السريع الكتابة وصاحب الخيال الخصب إن مصر صاغت منذ ان سقط مبارك من جديد موقفا حازما في مواجهة اسرائيل، وان الجيش المصري يشعر في السنوات الاخيرة بأن حربا جديدة مع اسرائيل على الأبواب. ويقول المسلماني إن الثورة التي أفضت الى سقوط مبارك أصابت اسرائيل بمفاجأة مطلقة لا تقل عن مفاجأة حرب يوم الغفران، وهو يرى ان فترة مبارك كانت بالنسبة لاسرائيل 'نصرا بلا حرب' وكانت بالنسبة لمصر 'هزيمة بلا حرب'. ويقول المسلماني إن اسرائيل عملت طول فترة ولاية مبارك على اضعاف مصر لكن الثورة أنهت خطة 'مصر الصغيرة'.

خطة التهويد السرية

إن أحد السيناريوهات المرعبة التي تقض في هذه الايام مضاجع كثير من المصريين، بتشجيع من محللين من أنصار المسلماني، هو خطة اسرائيلية لتشجيع الارهاب في سيناء كي يكون ذلك ذريعة لها لاحتلال شبه الجزيرة من جديد وانشاء دولة بديلة للفلسطينيين. ويزعم أناس المعسكر العلماني ان 'الاخوان المسلمين' يساعدون اسرائيل على تحقيق هذه المؤامرة. ويكشف المسلماني في كتابه عن 'مؤامرة اسرائيلية' اخرى، وهي تهويد سكان واحة سيوا على مبعدة 800 كم غرب القاهرة وجعلهم 'أبناء الفلاش مورا المصريين'.

ويؤكد المسلماني ازاء كل هذه التهديدات الوهمية لأمن بلده وسلامته وضع اسرائيل اليائس، بالاعتماد على قراءة انتقائية للصحافة الاسرائيلية وتحليل نفسي مبتذل للمجتمع الاسرائيلي. فالوضع النفسي للاسرائيليين يتدهور. كما يقرر الخبير المصري بالسلامة النفسية ويضيف، ان اسرائيل هي دولة بلا حدود أمنية طبيعية وبلا موارد اقتصادية طبيعية وبلا محيط طبيعي. فحقيقة وجودها غير طبيعية باختصار. ويريد اسرائيليون كثيرون حياة الكسل والترف، كما يقول المسلماني في جازما، غير ان ذلك غير ممكن. 'الاسرائيليون شعب ضعيف في دولة قوية، وجُبناء في دولة مغامرة. وقد نجحت الحركة الصهيونية في انشاء دولة لكنها فشلت في انشاء شعب. وفي كل يوم تخسر اسرائيل أكثر مما تربح. وهي دولة صغيرة يحيا الجميع فيها في خوف، ودولة ذات قنابل كثيرة لكنها بلا أمن'.

ويزعم ان شعور اسرائيل المزور بالقوة يجرها الى تهديد ايران والى البحث عن سقوط الاردن والى احداث توتر مع تركيا ومصر. 'لكن اسرائيل القوية تخفي وراءها اسرائيل ضعيفة، وقوة الجيش تخفي وراءها تدهور الدولة'، يكتب المسلماني. 'يتغير التاريخ من جديد، فهناك شروق في مصر وغروب في اسرائيل، وخريف الفساد في القاهرة وربيع الفساد في تل ابيب'.

ويُبين المسلماني ان اسرائيل من اجل البقاء في هذه الظروف غير الطبيعية تُجري معركة لا على الاسلام والمسلمين فقط بل على الغرب والمسيحيين ايضا. واحدى وسائل هذه المعركة الرئيسة هي نظرية 'الكبلاه' المنتشرة جدا 'بين اشخاص يعانون حالات قلق وتنافس′ ويبحثون عن معنى للحياة. وهكذا يجعل مادونا وديمي مور وبريتني سبيرز 'عميلات مسيحيات لليهودية في خدمة اسرائيل'.

وهناك وسيلة اخرى في هذا الصراع كما يرى المسلماني، وهي استغلال مشاعر الغرب بالذنب بسبب المحرقة لتسويغ 'المحرقة الجديدة' على الفلسطينيين. ويتوسع في الاتيان باقتباسات من كلام اشخاص، منهم ناشطون يساريون اسرائيليون زعموا ان اسرائيل تعامل الفلسطينيين كما عامل النازيون اليهود، بل ان المسلماني يلاحظ عند الاسرائيليين 'ميلا نازيا' ينبع من الشعور بالفشل والضعف الذي بدأ بعد حرب يوم الغفران وقوي بعد التوقيع على اتفاقات كامب ديفيد. ويُدلي بتقرير عن زيادة عدد المهاجرين من اسرائيل ويقتبس خبرا من وكالة الانباء الفرنسية يقول ان 50 ألف اسرائيلي أحرقوا جوازات سفرهم وعادوا الى البلاد التي ولدوا فيها في شرق اوروبا، وأرادوا الهجرة من هناك الى المانيا. فليكن.

ويولي المسلماني مجموعة 'المؤرخين الجدد' أهمية كبيرة ويُكثر الاقتباس من كتب: توم سيغف وآفي شلايم وايلان بابه وشلومو زيند عن وضع اسرائيل اليائس والاسطورة 'الكاذبة' التي بُنيت عليها. ومن جهة اخرى يحظى المؤرخ الجليل بني موريس الذي 'خان' تصور المؤرخين الجدد من متحدث الرئيس المصري بشتائم شتى، فهو عنصري وبلا أية قدرة على التفكير السامي، وانسان محدود لم يُسهم بشيء مهم في البحث التاريخي، وهو ينشر كتبا كي يثبت فقط انه ما زال قادرا على الكتابة.

ويُبحر المسلماني ايضا الى الماضي، ويُحدث قراءه عن ان صدمة انهيار مملكة الصليبيين في الشرق الاوسط قبل نحو من ألف سنة أفضت باسرائيل الى ان تنشئ بعد تأسيسها فورا معهدا لبحث تاريخ الصليبيين. وقد وجد العاملون في هذا المعهد ان الصليبيين كانوا شديدي التعلق بمساعدة خارجية، ولهذا بنت اسرائيل قوة مستقلة. وهذا ما يجعل اسرائيل ايضا تحرص على الحفاظ على مبادرة الهجوم ولا تنتظر ان تهاجَم. ويلخص المسلماني قائلا ان 'اسرائيل في مفترق طرق وكذلك العالم العربي ايضا. قد يتطور المستقبل في اتجاه الفكرة العامة لهذا الكتاب، وهي الشتاء الاسرائيلي والربيع العربي. وقد يتطور الربيع العربي ليصبح شتاء من جديد ويغرق العالم العربي في الفشل مرة اخرى. لكنني من أنصار مدرسة الأمل'. واذا كان شخص مثل المسلماني متفائلا فعندنا سبب جيد لنكون متشائمين.


 12/7/2013

http://www.alquds.co.uk/?p=62685

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق