30‏/08‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2842] الاندبندنت:كاميرون يمنى بهزيمة مذلة في البرلمان+ابوالعزايم: أصول أعضاء الإخوان تعود إلى يهود اسرائيل


1


أبعاد مشروع أم القرى الإيراني المزعوم


د. حمد بن عبدالله اللحيدان


    من المعروف أن الذاكرة السياسية للجماهير وكذلك لأصحاب القرار أصبحت في كثير من الأحيان قصيرة، خصوصاً في الوقت الحالي، والسبب توالي الأحداث وتراكمها بصورة لم يسبق لها مثيل ومعززة بتغطية حية من قبل الفضائيات ذات الخلفيات والتوجهات المتناقضة والمتعارضة ما ينعكس سلباً على المتلقي خصوصاً أن كلا منها يدعي الحقيقة ما بين منبر من لا منبر له، وبين أن تعرف أكثر وغيرها من الفضائيات المسيّسة والمؤدلجة والموجهة.

ولذلك فإن إعادة قراءة بعض الأحداث والنظريات والمشروعات ذات الارتباط السياسي والأمني والتوسعي التي سبق للإعلام الحديث المقتضب عنها لها أهمية بالغة خصوصاً أن تلك النظريات والمشروعات ذات ارتباط عميق بما يحدث على الساحة العربية والإسلامية.. ولعل من أهم وأوضح تلك الطروحات التي تم تبنيها من قبل النظام الإيراني وتحويلها إلى خطة عمل مركزية يدور حولها ولأجل تنفيذها مجمل الحراك الإيراني السري والعلني والذي بموجبه تعمل إيران الليل والنهار على استقطاب الولاء والجواسيس والتدخل في شؤون الدول الأخرى، خصوصاً دول الخليج كنطقة انطلاق لها لتحقيق نظرية أم القرى التي يزعم واضعها محمد جواد لاريجاني منظّر النظام الإيراني أن قم يجب أن تصبح بديلاً عن مكة، وأن تصبح إيران هي مركز أم القرى وأن يصبح الولي الفقيه القابع في طهران هو خليفة المسلمين، ولذا يتم إعداد جيش إيراني معزز بأحدث الأجهزة وبأكبر عدد من الرجال وبمدن عسكرية تحت الأرض ومدعوم بقوة نووية تعمل حكومة طهران على امتلاكها بأسرع وقت ممكن، وقد أنشأت لذلك عدداً كبيراً من المفاعلات النووية المعلنة والسرية وزودتها بأكثر من (١٥٫٠٠٠) جهاز طرد مركزي وبنت لها مخابئ تحت الأرض على أعماق كبيرة لوقايتها من أي تهديد خارجي.

إن كتاب «مقولات في الاستراتيجية الوطنية» لمؤلفه محمد جواد لاريجاني يمثل خريطة طريق للسياسة الإيرانية، خصوصاً تلك المتعلقة بما حول إيران من الدول العربية والإسلامية وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي لما تتمتع به من ثروات وموقع استراتيجي وقلة سكان ورخاوة أرض، ولعل أهم تلك المقولات «نظرية أم القرى الإيرانية» التي أبرزت لاريجاني وجعلته يوصف بأنه من أهم العقول التي تصيغ السياسة الخارجية التوسعية الإيرانية اليوم.

وإذا ما علمنا أن لاريجاني هذا متخصص في الرياضيات ويحمل درجة الدكتواه في الفيزياء من أعرق الجامعات الأمريكية وهو معجب بالمجتمع الأمريكي وبالثقافة الأمريكية، ومع ذلك فهو شديد التمسك بمنطلقاته القومية الفارسية، هذا وقد تقلد عدداً كبيراً من المراكز والمسؤوليات في الحكومة الإيرانية، حيث عمل نائباً في البرلمان الإيراني لعدة فترات وشغل منصب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجلس الشورى وعمل مستشاراً في وزارة الخارجية وترأس لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية التي كان يرأسها أخوه أية الله لاريجاني، وهو أيضاً أخو علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني.. فهذا يعني أن أسرة لاريجاني ذات جذور عميقة في نظام الحكم الإيراني وذات تأثير كبير فيه وذات جذور فارسية قحة..

نعم لقد اتضح من نظرية «أم القرى» التي تبناها نظام الملالي في طهران كخارطة طريق أن حقيقة الطريق إلى القدس التي يتزين بها النظام الإيراني ما هي في الحقيقة إلا الطريق إلى مكة والمدينة عبر التوسع الإيراني الذي يسعى إلى محاولة تقليل دور هاتين المدينتين وتحويل قم وطهران كبديلين لهما..

ولعل من أهم بنود تلك النظرية على الأقل المعلن منها ما يلي:

* إن إيران ممثلة ب «قم وطهران» مركز عليها مسؤولية وواجبات تجاه العالم الإسلامي تتمثل في أن يخضع الجميع لولاية الفقيه وأن تصبح قم (إيران) هي أم القرى، أي هي دار الاسلام، وهذا حسب السياق المضمر لا يتحقق إلا بالسيطرة على مكة والمدينة وهذا ما يعملون على أمل تحقيقه من خلال بناء جيش قوي وتدخل سافر في دول الخليج وجمع معلومات من خلال تجنيد الجواسيس ومد النفوذ من خلال بذل المال، والحصول على موطئ قدم في البحرين واليمن ولبنان وسورية، ناهيك عن مد نفوذها في دول الربيع العربي التي لا زالت تعاني من عدم الاستقرار الذي ينسب جزء منه للتدخل الإيراني والإسرائيلي والخارجي، ناهيك عن عملائها في الداخل.

* إن ولاية الفقيه في معتقدهم ركن من أركان الإسلام يسبق في أهميته أركان الإسلام الخمسة، ولهذا يجب الالتزام بها وبالتالي يجب أن يعمم ذلك على كل بلاد الإسلام، كما يحرم الخروج على ولاية الفقيه بأية حال من الأحوال مهما كانت المبررات لأن ذلك أهم أركان الإسلام وبدونه يعتبر إسلام المرء غير مكتمل!

* إن نظرية أم القرى الإيرانية المزعومة تقبل بالحدود السياسية القائمة حالياً لأنها مجبرة على ذلك لكنها تعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل إزالة تلك الحدود حتى لو أدى ذلك إلى استخدام القوة في الوقت المناسب، وهذا بالطبع ضمن البنود السرية التي ينبئ بها الواقع المشاهد للسياسة الإيرانية والممارسات على أرض الواقع.

* كما أشرت سابقاً أن ولاية الفقيه هي أساس قيادة العالم الإسلامي وهو سوف يكون خليفة النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا تعتبر إيران الخميني نقطة البداية والمنطلق نحو تحقيق الوحدة الإسلامية، ولهذا فإنها هي أم القرى في الوقت الحاضر وعليها تحمل تلك المسؤولية، وهذه المسؤولية يتحملها الآن ولي الأمر سماحة آية الله خامنئي، ولهذا فإن المحافظة على مكانة أم القرى (دار الإسلام)، وهي إيران الآن كما يزعمون، تتطلب اتباعا استراريجيا خاصا لتعميمها ونشرها وهذا ما تسعى إيران لتحقيقه وقد وضع هدفاً زمنياً لتحقيق ذلك خلال خمسين عاماً في الظاهر، ولكن ربما تكون المدة المستهدفة أقل من ذلك بكثير.

* هناك هدفان مترادفان هما المحافظة على أم القرى، وتحقيق مقولة تصدير الثورة الإيرانية لتعزيز المقولة الأولى وضمان امتدادها والتي تعتمد من أساسها إلى رأسها على ولاية الفقيه، وهذه الأمور أو الحقائق كما سطرها بنيت عليها السياسة الخارجية والدفاع والإعلام والتبشير العقدي الإيراني، ولهذا فهي تحظى بالتطبيق جنباً إلى جنب مع التعديل والتحوير حسب مقتضيات الحال وطبقاً لمتقضيات التقية وعدم الوضوح والنفاق السياسي.

* إن هذه النظرية لا تكاد تخلو خطبة جمعة في أية مدينة إيرانية من الإشارة إليها من قريب أو بعيد، بالتصريح أو التلميح حسب متقضى الحال.

* إن نظرية أم القرى لم تعد نظرية بقدر ما أصبحت مشروعاً قومياً فارسياً إيرانياً رسمياً غير معلن، لكن إرهاصات تنفيذ أجندته على أرض الواقع بارزة للقاصي والداني خصوصاً على الأرض العربية في الخليج ولبنان وسورية واليمن ومصر والسودان وحدث ولا حرج..!

وبعد، فإن إيران اليوم ومن منطلقات هذه النظرية التي أصبحت مشروعا تحارب إيران بمقتضاه في سورية وتقف إلى جانب الأسد في قتله للشعب السوري مستخدمة حزب الله ذراع الحرس الثوري الإيراني في لبنان، وتدعم الحوثيين في اليمن تسعى من أجل أن يكون لها موطئ قدم على الحدود من الجنوب، وتتدخل في البحرين من أجل السيطرة عليها أسوة بالعراق الذي يحد المملكة من الشمال وتتمركز في الجزر الاريترية في البحر الأحمر وتدرب فيها الكوادر الموالية لها سواء أكانوا من تنظيم القاعدة أم من المخدوعين بها من شيعة الخليج وغيرهم من أجل تخريب بلاد العرب والمسلمين ومن أجل التجسس لها أو تقديم خدمات أخرى مثل تشكيل ركائز نائمة تستفيد منها وقت الحاجة واللزوم.

إن إيران اليوم وفقاً لأجندتها المعلنة والسرية تشكل خطراً استراتيجياً داهماً له أطماع توسعية مبنية على طموحات فارسية تستغل المذهبية والتشيع كوسيلة من أجل تحقيقها، والدليل ما يعانيه العراق من فلتان أمني وعدم استقرار وفساد في ظل سيطرة النفوذ الإيراني هناك، فالشيعة والسنة هناك يعانون الأمرين بنفس القدر بغض النظر عن القيادات الحاكمة التي تتمتع بالامتيازات، أما البقية من سنة وشيعة فلهم الويل والثبور.

نعم، مرة أخرى إن إيران تسعى بكل طاقاتها لمحاصرة دول الخليج بصورة عامة والمملكة بصورة خاصة بقواعد ومراكز موالية لها مثل الحوثيين والقاعدة في اليمن من الناحية الجنوبية، والعراق من الناحية الشمالية وتمركز البحرية الإيرانية في الجزر الاريترية في البحر الأحمر ومحاولة زعزعة الاستقرار في البحرين والتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة من خلال خلايا التجسس والتغرير ببعض المخدوعين ببهرجة وطروحات النظام الإيراني الذي لن يعيرهم أدنى أهمية بمجرد تحقيق أهدافه كما هو حاصل في العراق حيث الكل يعاني على الرغم من تبعية حكومة المالكي لطهران.

وفي المقابل لا بد من العمل على محاصرة إيران بقواعد ومراكز موالية لدول الخليج وللمملكة من القوى والدول المحيطة بإيران مثل باكستان وأفغانستان والأكراد وتركيا والمعارضة الإيرانية في الداخل والخارج بالإضافة إلى المقاومة في عرب ستان (الأحواز) المحتلة ناهيك عن استعداد دول الخليج لكل الاحتمالات والسيناريوهات المحتملة على قاعدة «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» الآية. وفي نفس الوقت مد يد التعاون معهم ما وسعنا إلى ذلك سبيلاً على قاعدة «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله» الآية.

وأنا هنا أتحدث عن هذا الكتاب وأفكاره من باب اعرف عدوك كما تعرف صديقك..

http://www.alriyadh.com/2013/08/30/article863442.html



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



صحف غربية



الصحف البريطانية: كاميرون يمنى بهزيمة مذلة في البرلمان برفض التدخل العسكري في سوريا

ديفيد كاميرون

كاميرون أعرب عن مخاوفه من الضرر الذي سيلحق بالعلاقات البريطانية الأمريكية بعد رفض التدخل العسكري في سوريا

"كاميرون في حالة لا يرثي لها بعد هزيمته"، و"خسارة مصيرية في تصويت مجلس العموم البريطاني"، " كاميرون يتعرض للمهانة بعد رفض نواب البرلمان توجيه ضربة عسكرية لسوريا".. اختلفت عناوين الصحف البريطانية ولكن المعنى واحد.

فقد أبرزت الصحف في تناولها للقضية السورية اللطمة القوية التي تعرض لها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون برفض اقتراحه للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام السوري.
وتعود أهمية تلك الهزيمة التي مني بها كاميرون إلى وقعها على العلاقات البريطانية الأمريكية في المستقبل.
ونبدأ من صحيفة الاندبندنت التي انفردت بتغطية خاصة للأزمة السورية وكان عنوان صفحتها الرئيسية " قصة حربين" في إشارة إلى مشاركة بريطانيا في غزو العراق عام 2003 ومحاولة رئيس وزرائها للمشاركة في ضربة عسكرية أخرى في سوريا.
محرر الشؤون السياسية في الاندبندنت اندرو جريس كتب يقول إن احتمالات مشاركة بريطانيا في شن ضربة عسكرية ضد حكومة دمشق تبددت بصورة درامية الليلة الماضية بعد أن مني ديفيد كاميرون بهزيمة مذلة في مجلس العموم البريطاني.
ويقول جريس إن التصويت ضد قرار التدخل العسكري في سوريا فاجأ الجميع وترك كاميرون مشوشا غير قادر على تقديم الدعم للولايات المتحدة، كما يريد، في ضربتها العسكرية المحتملة.
وتناولت الصحيفة في موضوع آخر أهم وأبرز التعليقات التي جاءت على لسان السياسيين المشاركين في جلسة مجلس العموم البريطاني التي استمرت لساعات طويلة حتى وقت متأخر من ليل الخميس.
وتباينت آراء نواب البرلمان ولكن غالبيتهم رفضوا التدخل العسكري ومن أبرزهم جيم فيتزباتريك المتحدث باسم وزارة النقل في حكومة الظل الذي قدم استقالته احتجاجا على اقتراح العمل العسكري قائلا إن "الحقيقة الوحيدة التي نعرفها إننا لا نعلم إلى أي مدى سنذهب إذا مضينا قدما في طريق العمل العسكري".

"أدلة غير مقنعة"

ثم عرجت الصحيفة على قضية أخرى وهي تقارير أجهزة الاستخبارات حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا.
ونشرت الاندبندنت موضوعا تحت عنوان " بغض النظر عن الشكوك. الأدلة على فظائع الأسلحة الكيماوية لا تزال غير مقنعة".
ويتناول المقال الذي كتبته كيم سينغوبتا الانتقادات الموجهة لتقرير أجهزة الاستخبارات البريطانية بأنها فشلت في توفير دافع قوي ومقنع لتدخل بريطانيا عسكريا في سوريا.

" حرب العراق"

لافتة معارضة لعمل عسكري في سوريا


الفاينانشال تايمز: محتجون رفعوا لافتات أمام مقر البرلمان البريطاني لفرض التدخل العسكري في سوريا


أما صحيفة الفاينانشال تايمز فتناولت قضية تصويت البرلمان البريطاني من زاوية أخرى ونشرت موضوعا تحت عنوان " ذكرى العراق تخيم على مداولات مجلس العموم".
وتقول الصحيفة إن نصيب العراق من خطاب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في جلسة البرلمان جاء مماثلا لنصيب سوريا وعقب انتهاء التصويت أوضح كاميرون الحقيقة التي توصل إليها وهي أن " رغبة الرأي العام البريطاني تأثرت بحرب العراق".
أما صحيفة التايمز فنشرت موضوعا تحت عنوان " ميليباند متهم بالخيانة وعلاقة بريطانيا الخاصة بأمريكا تنهار".
صاحب المقال الكاتب سام كوتس ركز على تصريحات كاميرون حول تأثر العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد رفض المشاركة في عمل عسكري.
ونقلت الصحيفة تصريحات عن مسؤولين في الحكومة البريطانية تعكس غضب كاميرون من زعيم حزب العمال اد ميليباند كان أبرزها " لا نصدق أن ميليباند فضل التنازل عن مصالح البلاد من أجل تجنب الانزلاق في حفرة".

"جنون مطلق"

نطالع في التايمز موضوعا آخر تحت عنوان " خبراء يحذرون أوباما من أن اللجوء لقرار فردي درب من الجنون"
وتناولت الصحيفة آراء بعض الخبراء الأمريكيين من بينهم الجنرال المتقاعد باري ماكفري، وهو عضو سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي وقائد لواء المشاة الميكانيكي في حرب الخليج الأولى.
ويقول ماكفري إن " لجوء الولايات المتحدة للتصرف بمفردها دون دعم من بريطانيا جنون مطلق".
وأضاف الجنرال " لا يمكنني تخيل أننا سنتخذ خطوة أحادية. على الأقل نحتاج دعم بريطانيا وفرنسا. لا يمكننا التحرك دون دعم بريطانيا أنا متأكد من ذلك".
أما كين بولاك، مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق بيل كيلنتون فأكد أن " الدعم البريطاني الكامل أمر ضروري وحيوي لإدارة أوباما".
ميليباند


الديلي تلغراف: المحافظون اتهموا ميليباند بمساعدة بشار الأسد


صحيفة الديلي تلغراف تناولت اتهامات المحافظين لزعيم حزب العمال بأن معارضته للتدخل العسكري يعد طوق نجاة للرئيس السوري بشار الأسد وجاء عنوان الصحيفة على صفحتها الأولى كالتالي " انقسام حاد حول سوريا والمحافظون يهاجمون مليباند بضراوة".
كما نشرت الديلي تلغراف في إطار تغطيتها للأزمة السورية موضوعا آخر حول " تحركات الجهاديين تحت غطاء الضربة الأمريكية".
وقالت الصحيفة إن الجماعات المتشددة التي تقاتل في صفوف المعارضة أعلنت أنها ستنفذ سلسلة من الهجمات ضد القوات الحكومية السورية مستغلة الغطاء الذي ستوفره الضربات الأمريكية المحتملة.
ونقلت الصحيفة عن جماعة أحرار الشام المتشددة تحذيرها من أنها لن تسلم من الصواريخ الأمريكية.
وقال مقاتل من الجماعة " نحن جماعة أحرار الشام والجماعات الإسلامية الأخرى في سوريا نعقد اجتماعات لا نهاية لها من أجل تأمين الاجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة العدوان الأمريكي".

..........
بي بي سي

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



في مفهوم الإرهاب وتوظيفاته

 

أبو يعرب المرزوقي

منزل بورقيبة في 2013.08.29

                 


 

 تكوينية المفهوم الحالية

سبق أن كتبت عن مفهوم الإرهاب بمناسبة أول محاولة لتوظيفه في السياسة الدولية توظيفا نسقيا في سعي الولايات المتحدة للتفرد بقيادة العالم بعد إفلاس الاتحاد السوفياتي بسبب علل ذاتية له وعلل أجنبية تتمثل في ما يبدو علاجا عند خصومه لعيوب نظامه. والعلل بنوعيها هي إما بنيوية مصدرها إيديولوجية الصفين أو ظرفية مصدرها سياستهما للوضع بمقتضى قوانين الفاعليتين المادية والرمزية. والاتحاد السوفياتي خسر المعركة على المستويين المادي (الفشل الاقتصادي والدفاعي) والرمزي (الفشل الإعلامي والثقافي).

وقد كان للدينين الإسلامي والمسيحي الدور الرئيس في المعركة الرمزية والقيمية ضد الشيوعية أفقا عقديا والإشتراكية وضعا تاريخيا. فرجال الدين في العالم الإسلامي وفي أوروبا الشرقية أدوا دورا كبيرا في خسران الاتحاد السوفياتي معركته الرمزية والقيمية فضلا عما اتصفت به العقيدة الماركسية من تفريط مخل بدوافع النفس البشرية الأساسية مع ما صاحبها من استثناء القيادات من هذا التفريط جعل المعركة الرمزية والقيمية مخسورة حتما للتناقض بين وضع الشعب السوفياتي (الحرمان من كل الحقوق المادية والمعنوية) عامة وضع قياداته فيه (حياة الملوك والأباطرة).

لكن المميز لدور الإسلام هو أنه تجاوز الإسهام في خسران الاتحاد السوفياتي للمعركة الرمزية والمعنوية لأن دوره مثل اللحظة الحاسمة من هذا الخسران حتى على المستوى المادي إذ كانت المعركة التي خسرها الجيش السوفياتي في أفغانستان أكبر حتى من خسران فرنسا وأمريكا في فياتنام لأن المادي فيه طابق الرمزي والمعنوي فكانت بداية النهاية المطلقة. وهذا الدور بالذات الذي كان محالفا للصف الغربي ومقاوما للمد السوفياتي بما يشبه الحلف الموضوعي هو الذي مثل المزرعة التي أصبحت لاحقا مصدر من يتهمون بالإرهاب.

والعلة من جانب المجاهدين هي أن المعركة انتقلت من التصدي للمد السوفياتي في العالم الإسلامي إلى التصدي (للأمريكيين) في الجزيرة العربية خلال حرب الخليج الثانية. وهي من جانب الأمريكيين العلم اليقين بأن عقيدة المجاهدين هي الخطر الأساسي الذي يمكن أن يحقق ضد الأمبريالية الأمريكية ما عجزت دونه الماركسية خاصة والمعركة تجري في أرضهم على حقوفهم وأعراضهم: فليس فيها التفريط في دوافع النفس البشرية وفيها مع ذلك قيم العدالة والحق والحرية وكرامة الإنسان فضلا عن الإيمان بأن الحياة من دون ذلك فاقدة للمعنى وهو المقصود بحب الشهادة في سبيل الله.


                      حيثيات التهمة بالإرهاب

عندئذ تحول المجاهدون إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي في الوطن العربي عامة بنفس الروحية التي كان عليها ضد الاستعمار السوفياتي في العالم الإسلامي عامة وفي أفغانستان خاصة. وبذلك فالجهاد أصبح يسمى إرهابا. وكان يمكن أن يبقى هذا القلب للمفهوم الجهادي المقاوم إلى مفهوم الإرهاب مجرد تهمة أمريكية لن تغير من الحقيقة البينة المتمثلة في مواصلة حرب الاستقلال التي بدأت منذ مفتتح القرن التاسع عشر لولا حدوث الأمور التالية:

الأول سياسي محلي هو دور الدكتاتوريات العربية في محاولة الاستفادة من هذا المفهوم الأمريكي الجديد للجهاد التحريري وتحويله إلى معركة ضد ما يسمى بالإرهاب: فكل مقاومة للاستبداد والفساد بالطرق السياسية التي قد تصل إلى العنف عندما تسد كل أبواب المقاومة السلمية سموه إرهابا حتى يحظوا بالسند الأمريكي.

الثاني سياسي إقليمي إسرائيلي فلسطيني هو دور إسرائيل في الاستفادة من موقف الرأي العام الغربي ضد ما يسمى بالإرهاب بعد حادثة 11 سبتمبر 2001 لتصفية المقاومة الفلسطينية وسوء تقدير القيادات الفلسطينية لهذا الأمر رغم ما وجهته من نصائح داعيا إياهم عن طريق جريدة القدس اللندية إلى إيقاف الانتفاضة مؤقتا لتفويت الفرصة على إسرائيل التي تريد محو كل التقدم الحاصل في القضية الفلسطينية لدى الرأي العام الغربي.

الثالث هو حصول الحلف بين الأنظمة العربية المستبدة والفاسدة وإسرائيل التي تبدو الوسيط الممكن من الحصول على الشرعية من الولايات المتحدة ضد الشعوب العربية التي هي أميل إلى المقاومات الجهادية حتى وإن كانت ضد تخليها عن مفهوم الإرهاب القرآني (الردع بالقوة عامة وبالقوة العسكرية خاصة) وأخلاق الحرب القرآنية التي تحول دون الجهاد والتحول إلى إرهاب بمعنى العنف الأعمى.

الرابع هو حصول أمرين متناقضين بسبب العناصر الثلاثة السابقة. فأما أولهما فظاهر على السطح وهو ما يبدو من تلهف لتحقيق إمارات جهادية قطرية لكأن مفهوم المقاومة الجهادية عاد إلى شكل المقاومات القطرية من جنس ما حدث في حروب الاستقلال ضمن الحدود التي خطها الاستعمار ولكن الآن في شكل معارك سياسية من أجل الحكم في القطر. وأما الثاني فباطن في العمق وهو ما يبدو من وحدة الهدف عند هذه الحركات التي تتحد في العقيدة والمنهج بل وتتواصل خلال خوضها لمعاركها ما قد يفيد بأنها توحد صفوفها من دون قيادة قوة عظمى كالحال في العامل الثالث أعلاه أعني الحلف الواضح بين الأنظمة العربية وإسرائيل بقيادة أمريكية.

الخامس ثقافي استراتيجي هو الذي يجعل المعاني الأربعة الأخرى مستمرة في الوجود بل هو الذي أسس لانقلاب المفاهيم. ويتمثل في اعتمدا المقاومة على فلسفة جهاد بدائية نتجت عن سوء فهم لآية الإرهاب القرآنية ولأخلاق الحرب الإسلامية. وفي ذلك في الحقيقة تأثر واضح عند مجاهدي السنة بفلسفة الإرهاب عند الحشاشين الذين لا يؤمنون بالدين بل هو عندهم مجرد الحيل التي تقاد بها الجماهير. ومن ثم فالسياسة هي العنف المطلق الذي لم يعد مناسبا لظروف العصر بعد أن أصبحت المعركة الرمزية مقدمة على المعركة المادية. لذلك بات المجاهدون في الحقيقة بطرقهم البدائية مؤلبين للرأي العام لصالح أعدائهم ومن ثم حاكمين على معركتهم بالخسران المبين.


        تعريف الإرهاب وتمييزه عما يختلف عنه من المعاني

والحصيلة هي أن للإرهاب معنيين كثيرا مع يقع الخلط بينهما ليس من قبل العدو وحده بل حتى من قبل المجاهدين عندما يجهلون أو يتجاهلون المعنى القرآني للكلمة وتلازمها مع أخلاق الحرب القرآنية:

فأما المعنى الأول القرآني فهو الردع بالاستعداد المعتمد على عاملين كلاهما مضاعف. وقد جاء على صيغة فعلية لا مصدرية: "ترهبون" وله صلة بالرهبة والرهبنة وكلها معاني خلقية وظيفتها منع الشر بردعه وليس الإقدام عليه:ذ

 وأول العاملين المقومين لهذا العامل الخلقي هو القوة بمعنى أصل القيام المادي والرمزي المحققين للإرادة المستقلة شرطا في شرط الحرية: فلا حرية للعاجز. وهو إذن بمعنى الإرادة ذات القدرة الفعلية التي مجرد علم العدو بوجودها يغني عن استعمالها لأنها يحول دون وقوع العدوان. وذلك هو معنى الردع أو الإرهاب بالمعنى القرآني.

والثاني هو القوة بمعنى أدوات فرض هذه الإرادة عندما لا يرتدع العدو فيجرؤ على العدوان. وقد رمز إليها القرآن الكريم بعبارة رباط الخيل أي القوة العسكرية والدفاعية. وهي كذلك مادية ورمزية لأن هذا رباط الخيل الذي هو مادي أي القوة العسكرية متغير ليكون متناسبا مع ما يحصله الاستعلام على قدرات العدو وحتى يكون مستعدا للمفاجئات التي أشارت إليها الآية بعبارة "وآخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم".

وأما المعنى الحالي فهو نقيض تلك المعاني ومن ثم فهو علة النكير على ما يصل إليه الإنسان عندما يغيب  المعنى الأول فيصبح المدافع في وضع رد الفعل بما يتوفر لديه من وسائل بدائية ضد عدو حقق هذا المعنى في حربه. فالحركات الجهادية الإسلامية اليوم توجد في وضع من يرد الفعل الذي آل إليها بحكم عدم عمله بآية الاستعداد وخلو وفاضه من أدوات الدفاع المادية والرمزية المناسبة للمعركة الجارية. وكان يمكن لهذا النكير أن يكون مفتعلا وكاذبا لو حافظ المجاهدون الذين هم في هذا الوضع على أخلاق الحرب القرآنية فلم يحولوا بعض المعارك فعلا أو تصويرا من العدو وحتى صناعة دعائية منه إلى قتال بدائي يغلب عليه الوحشية والانتقام بدلا من الشهامة والفروسية بعدي أخلاق الحرب الإسلامية.


          علتا تشويه الجهاد بمعنى الدفاع الشرعي المسلح

وعندي أن العلة الأساسية في هذا التشويه لمفهوم الجهاد كما يتعين في الكفاح المسلح والدفاع المشروع خلال حرب التحرير من الاستعمار وحتى من الظلم أيا كان إذا سدت أبواب الكفاح السلمي عندي أن العلة ترجع إلى عاملين أساسيين:

 أحدهما تصح نسبته إلى بعض المجاهدين دون أن يكون جوهر الجهاد الدفاعي المشروع. وهو عامل عديم الدلالة في تحليل الأوضاع لأنه راجع إلى المستوى النفسي من الظاهرة المستوى الذي يصاحب عرضيا وبصورة جانبية كل الصدامات المسلحة. ودون أن نبرره فإن حقيقته لا تجعله محددا لطبيعة الظاهرة التي نريد فهمها. فهو يعود إلى سلوك فردي قد يحصل بسبب حالة نفسية هوجاء لمن يوجد في وضع رد الفعل الغاضب على الوحشية الآتية من العدو أو حتى لوحشية ذاتية للبعض. فالذي أكل كبد عدوه مثل-ا إن صحت الحادثة- لا يعني أن المقاومين من حيث هم مقاومون من آكلي القلوب بل هو يعني أن هذا الشخص بعينه عاش حالة يحصل مثلها كثير في الحروب وتتمثل في وصول الإنسان إلى حد السلوك الوحشي: فلعله رأى ذلك الذي أكل كبده قد اعتدى على عرضه باغتصاب زوجته أو ابنته أو حتى باغتصابه هو كما حصل ويحصل في سجون الطغاة العرب.

والثاني لا تصح نسبته إلى المجاهدين حتى بهذا المعنى العرضي لأنه ملفق وكاذب. فالعدو يقوم بشناعات لا تحصى إما بذاته أو بمن اندس من عملائه بين المقاومين ليتهم به المقاومة. ولتحقيق هذا الاندساس لا بد لهذا العدو سواء كان أجنبيا أو أهليا لنظام مستبد وفاسد من استعمال شبكات الإجرام المنظم والبلطجيات التي تمثل جسرا بين السياسي والمافياوي في المجتمعات ذات الحكم المستبد والفاسد عامة والتابع منها لاستعمار خاصة. وهذا هو الأمر الذي ينبغي إيلاؤه الأهمية الكبرى في تحليل الأوضاع لأنه هو الإرهاب الحقيقي الذي يستعمل ذريعة لجعل تهم الإرهاب قابلة للتصديق ومن ثم لتأبيد الاستعمار خارجيا واستبداد عملائه وفسادهم داخليا.

فالأنظمة العربية المستبدة والفاسدة تقدم لنا من الأمثلة ما لا يحصى ولا يعد من هذه الأمثلة في كل البلاد العربية التي أرادت أنظمتها الاستفادة من الحملة الأمريكية على ما أطلقت عليه اسم الإرهاب عندما حاول المجاهدون إخراجها من الجزيرة العربية بنفس الروحية التي أخرجوا بها الاتحاد السوفياتي من أفغانستان.

وطبعا ففكر الجهاديين يعاني من قصور استراتيجي لعله من أهم أسباب عدم فهمهم أن سر فاعلية الجهاد المضاعف. فهم لم يفهموا أن كل تخل عن أخلاق الحرب القرآنية يكثر من الأعداء ويخسرهم المعركة الرمزية وأن نجاحهم الأول لم يكن بالقوة المادية الذاتية أو بالقوة العقدية وحدها. فالشرط المادي الذي توفر في حالة الحرب الأفغانية غير متوفر في الحرب الحالية: كان الحلف مع أمريكا أحد الشروط التي مكنتهم من النجاح في الحرب ضد السوفيات. وعدم وجود حليف يجعل النجاح في الحرب مع أمريكا شبه مستحيل خاصة إذا غابت أخلاق الحرب القرآنية  ليس بسبب تلفيق العدو فحسب بل بسبب بعض الأحداث التي تضفي المصداقية على تلفيقاته.


       كيف أفهم استعمال تهمة الإرهاب بعد الربيع العربي

إن ما أخشاه حقا هو بقاء الحال على ما كانت عليه. فالأنظمة العربية التي تلت الثورة تبدو وكأنها بسبب التبعية مضطرة لمواصلة نفس اللعبة أعني توظيف تهمة الإرهاب. كما أن الحركات الجهادية لم تزل على سلوكها البدائي سوء فهم لآية الردع وعدم عمل بأخلاق الحرب الإسلامية ما يقوي صف الأعداء بتيسير اتهامهم وتوفير فرص التشنيع عليهم حتى بصناعة إجرامية يقوم بها المندسون بينهم فيضعف صف الساعين إلى التحرر من التبعية بأدوات المقاومة المناسبة للعصر أعني ما شرحنا من المعنى القرآني المصحوب بأخلاق الحرب الإسلامية. ولنبدأ بهذه المسألة الثانية لنختم بسلوك أنظمة ما بعد الربيع وما تواصله من سلوك أنظمة ما قبله.

إن فلسفة الجهاد عند الحركات الإسلامية هي كعب أخيل في مساعي المسلمين للعودة إلى التاريخ. فما ظلت على هذا النحو من عدم الوصل بين آية الردع وأخلاق الحرب الإسلامية فإنها ستكون دائما رغم أنفها في خدمة خطط الأعداء بدلا من خدمة المشروع الإسلامي المتمثل في عودة الأمة إلى دورها التاريخي إسهاما في تحديد آفاق البشرية المقبلة في كل المجالات النظرية الطبيعية والعملية الإنسانية وتطبيقات ذلك كله من أجل جعل الحياة الدنيا مطية للحياة الأخرى حتى لا ينحط الإنسان فيخلد إلى الأرض. وأخلاق الحرب الإسلامية هي تجعل العدو يصبح صديقا فيربح المسلم الحرب في المستوى الخلقي ومن ثم تسهل هزيمة العدو المادية.


             سلوك أنظمة ما بعد الربيع العربي

ففي مصر بعد الانقلاب بات واضحا أن النظام الانقلابي يستعمل تهمة الإرهاب مع تعميمها على كل الحركات الإسلامية بل وعلى أكثرها وسطية وسلمية أعني حركة الإخوان المسلمين. ولعل التلفيق بين في حالتين واضحتين: أولاهما لتملق إسرائيل في سينا والثاني لتملق الأقباط في حرق الكنائس. وقد تفنن السيسي فبالغ إلى حد لم يصدقه حتى مبدعو نظرية الحرب على الإرهاب فاضطر إلى الذهاب إلى الغاية أعني القول إن الإسلاميين يريدون استعادة الخلافة لتخويف أوروبا التي لا تزال تعيش بعض ذكريات التاريخ الوسيط.

لكن ما يجري في تونس ليس بهذا الوضوح. فرغم أن الانقلاب لم يحصل بعد  يبدو أن الضمني في كلام الساعين إليه أعني ما يسمى بجبهة الإنقاذ هو اتهام من بيدهم السلطة من الإسلاميين بأنهم طرف في ما يشبه الإرهاب الملفق سواء مباشرة أو بسبب السكوت عليه. لكن ما يزعجني ليس هذا المسعى. فهو معلوم. مايزعجني هو انزلاق بعض الإسلاميين المتشبثين بالحكم في ما قد يجعلهم مضطرين للتبرؤ من الإسلاميين الأقرب إلى هذه التهمة بأدلة لم تتعمق في فرضية أن يكون ما يحدث من مفاعيل السطح لمؤامرة الدولة العميقة. وإني أقول ذلك دون نبة تبرئة أي كان لكن الاتهام الذي لم يثبته القضاء الحر والمستقل لا يمكن أن تبنى عليه أحكام. وطبعا فليس عندي المعلومات الكافية لأرجح ما يقبل التصديق فضلا عن كون شروط التصديق لم تبلغ الدرجة التي اعتبرها مقنعة لا من حيث المضمون ولا من حيث الشكل ولا خاصة من حيث السلطة التي أعلنتها والتي ليس من وظيفتها أن تفعل: فليس القضاء هو الذي تكلم.

لست مقتنعا حقا بأن ما وصفته الداخلية بالإرهاب في تقرير الأمس صحيح النسبة إلى المتهمين ذلك أنه حتى لو صح أن الأيدي المنفذة تبدو منتسبة الأشخاص المعينين في التقرير فإن ذلك لا يعني أنهم هم الفاعلون الحقيقيون إذ قد لا يكونون إلا شبابا متحمسا تلاعب بهم من يريد توريط الإسلاميين سواء من عرف منهم بصلاته مع ما يسمى إرهابا أو البقية. فما يدريني فلعل ذلك كله من تلفيق الدولة العميقة التي توظف اسم حركة من اليسير اتهامها بالإرهاب بالاندساس الإجرامي الذي وصفت أعلاه. وحجتي الأساسية في عدم الاقتناع بما سمعت من تقرير الداخلية هي التالية وهي صادرة عن التناقض البين بين الهدف المنسوب للفاعلين كما يصفه التقرير والأفعال المنسوبة إليهم:

 فلا يمكن لمن يسعى إلى قلب نظام الحكم وتأسيس إمارة أن يفسد على نفسه خططه التي ينبغي أن تكون سرية بأفعال عبثية يغلب عليها الانتقام لقيم يمكن أن تعتبر ثانوية عند أي سياسي انقلابي اللهم إلا إذا كانوا دروايش فيقتلون شخصا لمجرد أنه سب بعض القادمين من دعاة الشرق. فالقيام بهذه الجرائم التي وصفت في التقرير على أهميتها ليست مما يساعد خطة من يريد تأسيس إمارة. ذلك أن هذا السعي يقتضي من صاحبه ألا يضيع وقته في الانتقام من زيد أو عمرو لأنه قال كذا أو فعل كذا.

وكان يمكن أن صدق أن مثل هذا السلوك قابل لأن يتماشى مع سرية العمل الانقلابي لو كانت الأفعال قد استهدفت من يمكن أن يعتبر من أساطين الحكم لا قادة ثانويين ليس لأحزابهم الوزن السياسي المؤثر: الهدف هو تحقيق بعض الفوضى من أجل إضعاف الحكم من خلال مؤامرة تقوم بها الدولة العميقة ضد الديموقراطية الناشئة بعد الربيع العربي في كل أقطاره. لذلك فعندي أن مثل هذا السلوك يدل بالأحرى على مؤامرة ضد الحركات الإسلامية لدفعها للاقتتال على الحكم حتى ينفرد صاحب المؤامرة بالثمرة خاصة والرموز التي استهدفت تحدد الهدف الواضح داخليا وخارجيا: بيان وحشية الإسلاميين ضد الفكر ورموز اليسار والقوميين لأسباب إيديولوجية لا يوليها الأهمية الأولى من يسعى إلى تأسيس إمارة فيفضح سر خطته لتحقيق أهداف ثانوية بالنسبة إليه.



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


أوباما وبوتين: خطوة اثنين في رقصة موت
 
أوباما وبوتين: خطوة اثنين في رقصة موت


أمير طاهري


هل يعمل فلاديمير بوتين لصالح باراك أوباما؟
على الرغم من أسلوبه الاستفزازي، فالسؤال ليس غريبا.
حينما يواجه قرار سياسة خارجية صعبا، يميل أوباما للتذبذب وعدم القدرة على اتخاذ القرار بسهولة.
لذلك الاتجاه ثلاثة أسباب:
الأول هو أنه على الرغم من خلفيته الأفريقية والآسيوية والأميركية، لا يفهم أوباما بدرجة كبيرة كيف تعمل السياسات الدولية. أما السبب الثاني، فيتمثل في أن أوباما قد شكل مسيرته المهنية حول موضوع انعزالي بتصوير تحرير أفغانستان والعراق في ظل حكم الرئيس جورج بوش الابن على أنه نسخة سياسية من الخطيئة الأساسية. في النهاية، تعكس كراهية أوباما لـ«المغامرات» الخارجية المزاج العام في الولايات المتحدة؛ حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن السواد الأعظم من الأميركيين سئموا من العالم الخارجي ولا يرغبون في أن يقحمون في نزاعات شعوب أخرى - تلك النزاعات التي غالبا ما لا يفهمونها.
ومع ذلك، فإن المشكلة التي يواجهها أوباما هي أن الولايات المتحدة تظل قوة عظمى لها مصالح أساسية أو مهمة عبر مختلف أنحاء العالم، لا يمكنها التراجع ببساطة إلى درع سلحفاة انعزالية. إذن، كيف سيبدو أنه يحافظ على وضع أميركا الممثل في زعامة العالم من دون القيام بأي عمل خطير ولو على مسافة بعيدة؟
أدخل كلمة بوتين لتجهيز إجابة.
أوباما يضع «خطوطا حمراء» ويتحدث حديثا جيدا عن هذا الموضوع أو ذاك، ولكن ينتهي به الحال إلى عدم اتخاذ أي إجراء بسبب حق النقض الذي يملكه بوتين أو، حري بنا أن نقول، التهديد باستخدام حق الفيتو.
الرجلان يستفيدان من خطوة الاثنين في الرقصة. بإمكان أوباما أن يظهر نفسه في صورة زعيم صاحب مبدأ، على استعداد لاستخدام قوة الولايات المتحدة في دعم القضايا العادلة، ولكن، من المؤسف، أنه تحبطه إساءة استغلال روسيا لموقعها في مجلس الأمن.
من جانبه، قد يظهر بوتين في صورة الزعيم الذي استعاد جزءا من المكانة الرفيعة التي حظيت بها روسيا في عهد الاتحاد السوفياتي السابق.
تسيطر على بوتين رغبة جامحة في تكافؤ المكانة الرفيعة بين الولايات المتحدة وروسيا. وهو يعلم أنه لا يمكنه القيام بهذا من حيث القوة الملموسة. لا يمكن مقارنة إجمالي الناتج المحلي لروسيا البالغ 2.2 تريليون دولار بذلك الخاص بالولايات المتحدة، البالغ 16 تريليون دولار. وفيما يتعلق بإجمالي الناتج المحلي لكل شخص سنويا، تحل روسيا في المرتبة السابعة والسبعين، في حين تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الرابعة عشرة.
من الناحية العسكرية، لن تتمكن روسيا من المنافسة مع القدرات العالمية الأميركية بفضل الإمدادات البحرية الأميركية وشبكة القواعد المنتشرة في أكثر من 60 دولة حول العالم. لكن الأسوأ هو أن روسيا لا تزال محصورة في اتجاه ديموغرافي هابط، في الوقت الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة بواحدة من أصح معدلات النمو السكاني في العالم.
وقد استخدم بوتين الخطابة لسد جزء من هذه الفجوة؛ ففي حديثه الذي أجراه أخيرا مع إحدى القنوات الفضائية التي يسيطر عليها من خلال الكرملين، عرض بوتين جانبا من كراهيته العميقة للولايات المتحدة، عندما تحدث عن الولايات المتحدة باعتبارها نتاج التطهير العرقي الذي نفذ ضد قبائل الهنود الحمر الأصليين في أميركا، وأشار إلى «ويلات العبودية» قبل الاعتراف على مضض، بأن الأميركيين «أنشأوا نوعا من الديمقراطية»، لأنه كان على «المستوطنين من أوروبا» البحث عن وسيلة للعيش معا. ثم طرح بوتين وجهة نظر كانت أكثر إثارة للدهشة، عندما قال، إن ستالين، لم يستخدم القنبلة النووية ضد ألمانيا كما فعلت الولايات المتحدة ضد اليابان في المرحلة قبل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. وبعبارة أخرى، كان ستالين أكثر إنسانية من الرئيس هاري ترومان الذي أمر بشن هجمات نووية ضد هيروشيما وناغازاكي.
أحد جوانب معاداة الولايات المتحدة عند بوتين قد يكون مرده إلى عجز نسبي. لكن من الممكن أنه يعتقد أنه فقط من خلال توليه قيادة تكتل روسيا المناهض للولايات المتحدة يمكن استعادة المكانة الدولية المفقودة لبلاده.
ومن خلال إظهار القوة، يمكن لبوتين إخفاء حقيقة أن روسيا لا تملك تقريبا أي نفوذ في الشرق الأوسط، اليوم، ولا حتى في سوريا. كما يحاول بوتين استغلال ما يسميه الاستراتيجيون «قدرة الإنكار»، أي إنكار ميزة حقيقية أو متخيلة لخصمك حتى وإن تحصل على فائدة ترجى منها. وبالتالي، فحتى لو تمكن الأسد من تحقيق الفوز والاستمرار في حكم سوريا، لن تجني روسيا أي فائدة تذكر. لكن حقيقة أن انتصار الأسد، واستمراره قد يمثل انتكاسة للولايات المتحدة وحلفائها، أمر كاف لإرضاء كرملين يتوق إلى المجد.
سواء أكان ذلك بقصد أو من دون قصد، فأوباما وبوتين يكمل كل منهما الآخر. وربما كان هذا هو السبب في موافقتهما على مشروع ساخر: مؤتمر جنيف حول سوريا.
عبثية المشروع بديهية وليست بحاجة إلى أدلة. لماذا يجب على قوتين لا تستطيعان الاتفاق على أبسط القرارات في مجلس الأمن، إنجاز شيء في جو من الشكوك يسيطر على مؤتمر جنيف يشكلان فيه مجرد لاعبين بين عشرات آخرين؟
ولكن ماذا يحدث إذا ما أجبر أوباما على «القيام بشيء ما» في استجابة لما تطالب به المؤسسة الأميركية؟
تخميني هو أن بوتين سيغض الطرف عن عدوانية أوباما ما دام ذلك لم يؤد إلى تغيير النظام في دمشق. فإذا أطلق أوباما بضعة صواريخ كروز ضد أهداف لا معنى لها، كما فعل بيل كلينتون ضد السودان وأفغانستان، فسوف يثير بوتين بعضا من الجلبة. لكن أفضل سيناريو بالنسبة له، هو أن يلجأ أوباما إلى التهديد باستخدام السلاح، بدعم من نوبات خطابية من ذلك النوع الذي انتهجه جون كيري هذا الأسبوع، ولكن من دون شيء يمكن أن يرجح كفة الميزان لصالح الثوار السوريين. هناك، بطبيعة الحال، احتمال أن يلجأ أوباما وبوتين، الشريكان في رقصة الموت هذه، إلى استخدام التهديد بالقيام بعمل عسكري أميركي لإقناع الثوار السوريين بحضور «جنيف الثاني» في نفس الوقت الذي يفتح فيه متجر الأمم المتحدة الكبير للحديث أبوابه للموسم الجديد الشهر المقبل.
حينئذ سيتحدث الناس في جنيف ونيويورك، كان الناس يتحدثون ويتحدثون والسوريون يقتلون ويقتلون.
...........
الشرق الأوسط

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة




من صور التضليل الذي يمارسه الأكاديميون:


التحدث عن أن الحركات الدينية أوجدت حالة من عدم الاستقرار  في المجتمعات الإسلامية بخلاف المجتمعات الغربية. وهنا ثلاثةٌ:  


الأولى: الحكم العلماني أوجد ازدواجية في  المجتمع فيما يتعلق بالمؤسسات المعنية بالدين -والتعليم عمومًا-، ولذا قضية الدين لم تحسم إلى الآن، بل تم التشويش عليها مجتمعيًا.


الثانية: المجتمعات الغربية تستجيب للدعوات العنصرية أكثر مما تستجب للدعوات الدينية، فالدين في حسهم ليس كالدين في حسنا.


الثالثة: أن الحركات الأصولية (مسيحية ويهودية) نشيطة بالفعل في بلدان الغرب، وتمتلك أجندات تتعدى البعد الروحي إلى البعد المجتمعي.. الذي يستهدف إيجاد تغيرات فعلية في المجتمع، وتمثل ضغطًا.. أو عاملًا مهمًا في الانتخابات، وخاصة في أوروبا، ودولة الاحتلال الصهيوني.


محمد جلال القصاص

...................................................


أميركا ستتحرك بمفردها بشأن سوريا



أعلن البيت الأبيض الخميس أن الرئيس باراك أوباما سيحدد قراره بشأن الملف السوري "وفقا للمصالح الأميركية"، من دون الحاجة إلى انتظار الأمم المتحدة أو حلفائه مثل بريطانيا، وذلك بعد رفض البرلمان البريطاني مذكرة تتيح للحكومة توجيه ضربة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن "لقد شاهدنا نتيجة التصويت في البرلمان البريطاني الليلة"، مضيفة "الرئيس أوباما سيبني قراره على ما هو أفضل لمصلحة الولايات المتحدة. إنه يعتقد أن هناك مصالح أساسية للولايات المتحدة على المحك وأن الدول التي تنتهك المعايير الدولية المتعلقة بالأسلحة الكيمياوية لا بد أن تحاسب".

من جهته قال مساعد المتحدث باسم الرئاسة جوش آرنست إن أوباما، الذي تحدث الخميس عن "ضربة تأديبية" لا بد من توجيهها إلى نظام الأسد، عليه أولا أن يقدم حسابات إلى الأميركيين الذين انتخبوه لحمايتهم. و"الرئيس مقتنع بالكامل بأن التحديات المتعلقة بهذا الوضع تشمل إجراءات ضرورية لحماية مصالحنا الحيوية بالأمن القومي".

وتابع "نحن نحترم المسار المتبع في الأمم المتحدة، لقد أجرينا مشاورات عن كثب مع حلفاء أعربوا عن وجهات نظر متضاربة".

البرلمان البريطاني رفض مذكرة تتيح للحكومة توجيه ضربة لنظام الأسد (الفرنسية)

رفض بريطاني
وجاء الموقف الأميركي بعد أن أعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند عدم مشاركة بلاده في ضربة متوقعة ضد النظام السوري، لكنه قال إنه يتوقع أن تتم الضربة رغم ذلك.

وقال هاموند في تصريحات تلفزيونية "كنت آمل في أن تنجح حججنا لكننا نتفهم أنه يوجد قدر هائل من الارتياب بشأن التورط في الشرق الأوسط".

وقال إن الولايات المتحدة، وهي حليف رئيسي، ستشعر بخيبة أمل من أن بريطانيا لن تشارك. وأضاف قائلا "لا أتوقع أن عدم مشاركة بريطانيا سيوقف أي عمل".

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قد خسر اقتراعا برلمانيا رمزيا لكنه مهم، يهدف إلى تمهيد الطريق أمام بريطانيا للانضمام إلى ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا.

وأعلن كاميرون أنه من الواضح أن البرلمان "لا يريد تحركا عسكريا بريطانيا" في سوريا بعد رفض مجلس العموم مذكرة تقدمت بها حكومته لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا لمعاقبتها على استخدام أسلحة كيمياوية، وأضاف إنه لن يتخطى إرادة البرلمان بالموافقة على مثل هذا العمل.

وسقطت المذكرة الحكومية بعدما صوَّت ضدها 285 نائبا مقابل 272 أيدوها. وتنص المذكرة على إدانة "استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا في 21 أغسطس/آب 2013 من قبل نظام الأسد"، وأن "ردا إنسانيا قويا مطلوب من جانب من المجتمع الدولي، بما في ذلك إذا اقتضت الحاجة تحركا عسكريا يكون شرعيا ومتكافئا وهدفه حماية أرواح بشرية من خلال منع أي استخدام لأسلحة كيمياوية في سوريا في المستقبل".

ونصت المذكرة أيضا على وجوب أن يصوت عليها مجلس العموم مرة ثانية قبل الشروع في أي عملية عسكرية تلي صدور تقرير مفتشي الأمم المتحدة.

المصدر:الجزيرة + وكالات
.......................................................

«فايننشال تايمز»: حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط منقسمون

البيت الابيض

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم، إن وتيرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط تتسارع مرة أخرى، فبعد أكثر من عامين على بداية الربيع العربي، لا تزال أرض الواقع تتغير بشكل سريع، وبطريقة تجعل من الصعب على الحكومات الغربية مواكبة الأحداث، ففي الأسبوع الماضي، عقد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" اجتماعًا طارئًا لمناقشة حملة القمع العنيفة ضد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ولكن وجد نفسه أمام أحداث أكثر دراماتيكية، وهي هجوم الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وأضافت أن كلا الحدثين يشكل تحديات سياسية واضحة، فهل ينبغي قطع المعونة الأمريكية عن مصر، وهل على الولايات المتحدة شن ضربات عسكرية ضد سوريا، وفي حال أي عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، فإن بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيقدمون الدعم المشار إليه للانتقام العسكري من سوريا.
وتتساءل: كيف سيكون رد الولايات المتحدة على الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، وسط تمسك "أوباما" باستراتيجية سياسته الخارجية، فهو يريد تقليل حجم التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط للتركيز على الإصلاحات الداخلية لبلاده، ومعالجة صعود الصين.
وأوضحت الصحيفة أن "أوباما" سمح لحلفائه بريطانيا وفرنسا، أخذ زمام المبادرة في العمليات العسكرية بليبيا ولو بمساعدة أمريكية لا غنى عنها، ومن الناحية المثالية، يريد أيضًا الرد على الاضطرابات في الشرق الأوسط من خلال حلفائه الإقليميين، ولكن هناك مشكلة من الناحية الاستراتيجية، وهي أن حلفاء واشنطن الخمس في المنطقة، إسرائيل والمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا ودول الخليج، تتخللها خلافات قوية على السطح نتيجة للأوضاع الراهنة.
وأكدت أن الوضع القديم في الشرق الأوسط لم يعد موجودًا، وحلفاء أمريكا التقليدين يتم سحبهم الآن في اتجاهات مختلفة، والنتيجة هي أن إدارة "أوباما" سوف تجد أنه من الصعب للغاية الوصول لأي نهج إقليمي مشترك للاضطرابات، وقد خلق الوضع في مصر، أكثر من سوريا، خلافات لا يمكن حلها بين شركاء الولايات المتحدة.
إذا دعمت واشنطن ما يحدث في مصر الآن، فسترضي المملكة العربية السعودية، الداعم الرئيسي للانقلاب في القاهرة، وهي أقدم حليف لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط، أما تركيا، فرئيس وزرائها "رجب طيب أوردغان" غير راض عن الأحداث المصرية، وهو شريك رائد للولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن قطر والتي أصبحت لاعبًا مؤثرًا في المنطقة من خلال الاستخدام الحكيم للكميات الطائلة من المال، وتستضيف أيضًا أحد القواعد الرئيسية الأمريكية في المنطقة، القطريين متعاطفين مع الإخوان المسلمين في مصر، وبذلك تقف الدوحة على الجانب الآخر من موقف المملكة العربية السعودية.
ورأت أن هناك إجماع إقليمي حول الوضع السوري، يريد أصدقاء أمريكا التقليدين في المنطقة رحيل نظام "الأسد"، فالسعوديين والإسرائليين يعتقدون أنه سيوجه ضربة كبيرة إيران، المنافس الإقليمي لهم، والأتراك والقطريين يدعمون المتردين بشكل كبير، أما النظام المصري الجديد، فموقفه غير واضح تجاه سوريا، رغم أن "الأسد" شعر بسعادة غامرة للانقلاب الذي حدث في القاهرة.
يخشى "أوباما" من التدخل المباشر في سوريا، وحال استجابت الولايات المتحدة لدعوات حلفائها داخل وخارج المنطقة، فلإنها ستتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر ضد "الأسد"، والحلفاء سيجلسون خارج المعركة نفسها، ثم يلقون اللوم على واشنطن عندما تبدو الأمور على غير ما يرام.
هذا الخلاف الإقليمي سيقوي غريزة "أوباما" للانسحاب للوراء بعيدًا عن الشرق الأوسط، بدلاً من التسرع نحو صوت إطلاق النار، ولكن في بعض الأحيان تأخذ الأحداث منطق خاص بسياسة واشنطن، والهجوم الجوي على سوريا أكثر عرضة حاليًا من أي وقت مضى، ويبدو أنه سيتم سحب "أوباما" إلى منطقة أعمق في الشرق الأوسط بدلاً من بلاده.
البديل

......................................


ضبط قيادي الإخوان البلتاجي عشية «جمعة الطوفان»
الشرق الأوسط
ضبط قيادي الإخوان البلتاجي عشية «جمعة الطوفان»
أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس القبض على القيادي الإخواني الهارب محمد البلتاجي، عشية دعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» للحشد في ميادين مصر تحت اسم «جمعة الطوفان»، استباقا لنيتهم تفعيل عصيان مدني بالبلاد بدءا من يوم غد السبت، بحسب ما أعلنوا أمس.
وأكد مساعد وزير الداخلية المصري للأمن العام، إلقاء القبض أمس على البلتاجي في قرية بمحافظة الجيزة، كما ضبط ثلاثة آخرون من قيادات الجماعة معه، من بينهم خالد الأزهري وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشري النائب البرلماني السابق.
وكشف مصدر أمني عن أن قوات الأمن رصدت البلتاجي منذ يومين، بيد أن تحركاته حالت دون القبض عليه، مشيرا إلى أنه جرى نصب كمين له أمس، ومحاصرة المبنى الذي كان مختبئا فيه, والقي القبض عليه من دون مقاومة، قبل نقله إلى سجن طرة ووضعه في حبس انفرادي.
ويواجه البلتاجي عدة اتهامات بالتحريض على العنف والقتل والإرهاب في أحداث فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«نهضة مصر»، وكذلك أحداث «بين السرايات».
في غضون ذلك، تعهدت وزارة الداخلية بالتصدي لأي محاولة للخروج على القانون، مشددة على حقها في استخدام الذخيرة الحية، وفقا لضوابط القانون. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك تعليمات واضحة للقوات بمواجهة أي محاولة للاعتداء على منشآت ومؤسسات الدولة اليوم (الجمعة) خلال المظاهرات التي دعت إليها عناصر تنظيم الإخوان»، مؤكدا أنه لن يسمح بأي حال من الأحوال لأي شخص بحمل السلاح, وأن الداخلية لن تسمح بأي اعتصام لأنصار الجماعة في الميادين خلال الفترة المقبلة.
من جهتها، حذرت مصادر مطلعة بشمال سيناء من احتمال تسلل عناصر مسلحة من حماس بقطاع غزة للمشاركة في المظاهرات. ورجحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» احتمال تسلل هذه العناصر في الساعات الأولى من فجر اليوم (الجمعة)، عبر عدد من الأنفاق السرية، التي لم يستطع الجيش المصري أن يكتشفها حتى الآن في إطار خطته لهدم الأنفاق.


...................

البلتاجى أمام النيابة: "أنا معملتش حاجة من الاتهامات دي.. حرام عليكم"

قال مصدر قضائي إن القيادي الإخواني محمد البلتاجي، أنكر جميع الاتهامات الموجهة إليه أمام فريق النيابة الذي تولى التحقيق معه حول قيامه بالتحريض على ارتكاب الجرائم التي وقعت إبان الاعتصام المسلح بميدان النهضة بالجيزة وأحداث العنف بمنطقة بين السرايات.
 
ونقل المصدر على لسان البلتاجي قوله: "الشرطة قتلت بنتي واعتقلت ابني .. أنا معملتش حاجة من الاتهامات دي حرام عليكم".
 
ونسبت النيابة العامة إلى البلتاجي عددا من الاتهامات، من بينها الانضمام إلى عصابة لغرض إرهابي يتمثل في التحريض على القتل والشروع في القتل لغرض إرهابي، واستعراض القوة والتجمهر والبلطجة وإتلاف المنشآت العامة والخاصة وإضرام النيران في العديد من المباني الحكومية والتي من بينها كلية الهندسة جامعة القاهرة، وإحراز الأسلحة النارية والذخيرة بواسطة الغير.

....الفجر


...............................................................................


ابوالعزايم: أصول أعضاء الإخوان تعود إلى يهود اسرائيل..وحسن البنا إرهابي

الدكتور علاء الدين ماضي أبوالعزايم


طالب الدكتور علاء الدين ماضي أبوالعزايم، شيخ الطريقة العزمية، ورئيس الرابطة المصرية، شباب جماعة الإخوان المسلمين، وبعض من شباب السلفيين الذين ضللهم الإخوان، بأن يعودوا إلى صوابهم وإلى طريق الحق القويم.
وأكد أبوالعزايم خلال مؤتمر "دعم الجيش والشرطة" أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ليسوا من أصول مصرية، وأن الداعم لهم هي الولايات المتحدة الأمريكة، راعية اسرائيل، وقطر خادمة اسرائيل.
وأضاف أبوالعزايم "أعتقد أن أصول أعضاء الجماعة تعود إلى يهود اسرائيل الذين تواجدوا بيننا بعد وعد بلفور".
وشكك شيخ الطريقة العزمية فى بعض الأقاويل التى تتردد فى الآونة الأخيرة بأن كل ماحدث من إهمال عنف واضطراب، يعود إلى أفكار سيد قطب ، وأن حسن البنا برئ من ذلك، قائلا "وأنا أقول لهؤلاء إن البنا نفسه إرهابي وارجعوا إلى التاريخ وستعرفون ذلك جيدا".
وأوضح أبوالعزايم أننا كرابطة مصرية مسلمين ومسيحيين يد واحدة خلف الجيش والشرطة المصرية والحكومة المؤقتة إلى أن نصل بمصر إلى بر الأمان.
البديل




......................................................................................



تغريدات عن نعم المرض التي قد يجهلها المريض للشيخ د.عوض القرني



تغريدات يحتاجها كل مريض ومبتلى, كتبها الشيخ د.عوض القرني أثناء مرضه, شفاه الله وجميع مرضى المسلمين:
.......

قال تعالى : ( رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين ) و قال جل و علا : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .اللهم إني أسالك الشفاء.
.....
المرض جاءني قبل سبع سنوات وتعالجت لمدة سنة وزال , ثم عاد الآن من شعبان واشتد في رمضان والحمد لله على نعمه,
من نظر بعين البصيرة والإحتساب للمرض فسيرى فيه من رحمة الله سبحانه أضعاف ما فيه من الإبتلاء وسأسرد بعض ذلك :
من هذه الألطاف الربانية أنك تتفرغ رغماعنك لبعض العبادات وبخاصة عبادات الذكر والدعاء والتلاوة والتفكر والقراءة,
ومن النعم في المرض إنكسار النفس بين يدي الله وشعورهابالعجزالذي يجعلك أقرب إلى رحمته وإجابته لدعائك واضطرارك,
ومن تلك النعم في المرض أنه يقوى رجاؤك في التطهر من الذنوب وتكفيرها وتشعر بذلك قوة في يقينك وإن أنهك جسدك,
ومن نعم الله في المرض ابتعادك قسرا عن كثير من مجالس القيل والقال وخلوتك مع ربك تناجيه وتتذلل له وتنتظر رحمته,
ومن نعم الله على العبد في المرض شعوره بقيمة نعمة الصحة التى تقلب فيها زمنا طويلا ومدى تقصيره في شكر الله عليها,
ومن نعم الله في المرض شعور المريض بمعاناة من أصيب بالبلاء من الناس , وكم قصرنا في حقهم وماذا يمكن أن نعمل لهم,
ومن نعم الله في المرض اغتباطك بأخوة الإيمان حين ترى وتحس باهتمام ودعاء الصالحين لك ممن لاتعرفهم ولا تقرب لهم,
ومن نعم الله في المرض هوان الدنيا عند المريض وعدم المبالغة في رفعها فوق منزلتها وتصحيح السير إلى الأخرة.
....

اللهم إني قد عفوت عن كل مسلم يحب الله ورسوله والمؤمنين و أساء إلي ، اللهم اغفر له و اجعل ذلك كفارة و صدقة لي و لوالدي و شفاءا وعافية من مرضي .
.................................................................................................
نسأل الله
أن يزيد شيخنا د. عوض القرني رضا وصبرا جميلا ويقينا, وأن يشفيه شفاء لايغادر سقما, ويجمع له بين الأجر والعافية, وجميع مرضى المسلمين, ,آمين



................................................................
سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



ضربة عسكرية ..أم عملية جراحية؟

  • (كاتب ومحلل سياسي مصري)





تتصاعد وتتسارع التحركات لإعداد المسرح السياسي والإعلامي والدبلوماسي، لتوجيه ضربة عسكرية ترد على آخر جرائم قصف وقتل المواطنين السوريين بالسلاح الكيماوي من قبل جيش بشار. وإذ يبدو أمر الإثبات القانوني لقيام قوات بشار بارتكاب الجريمة الجديدة – عبر بعثة التحقيق الدولية- هو أمر لا معنى له بحكم أن نظام بشار قتل ما يزيد على 100 ضعف ما قتله بالكيماوي – في الضربة الأخيرة- مستخدما كل أسلحة الحرب من طائرات وصواريخ ومدفعية بل وباستخدام الكيماوي نفسه من قبل، فالحقيقة المؤكدة أن المشكلة التي تواجهها عمليات إعداد المسرح للقيام بتلك العمليات لا تتعلق لا بإثبات الجريمة على نظام ثابت إجرامه 100 ألف مرة – بعدد الشهداء- بل هي تتعلق بوضع الحركة وظروف اتخاذ القرار في ظل مناخ دولي وإقليمي معقد.
ما يعوق القيام بالضربة العسكرية أو يؤخرها أو يجعل منها ضربة عقابية لإضعاف النظام لا لتغييره وإنهائه، هو هذا التحالف الدولي الإقليمي المشكل من روسيا والصين – في مجلس الأمن- وإيران وحلفائها من الجماعات المسلحة غير النظامية العاملة على الأرض في مساندة الأعمال العسكرية للنظام ضد حراك الثورة السورية.
ويمكن القول بأن الإعلان الروسي على لسان وزير الخارجية عن أن روسيا لن تحارب في سوريا أو لن تدخل في مواجهة حربية من أجل بشار ونظامه، وأنها ستسلك نفس المسلك الذي اتخذته حين قامت القوات الأمريكية الأطلسية بقصف صربيا وليبيا وغيرها، لم يأت إعلانا بحدود القدرة والدور الروسي فقط، بل جاء مناورة للحصول على قرار أمريكي وأوروبي – عبر الحراك الدبلوماسي الالتفافي في مجلس الأمن-بعدم الإطاحة بنظام بشار والاكتفاء بضربة عقابية، تحت ذات العناوين المستهلكة، من الخوف من استفادة القاعدة والإرهابيين من سقوط النظام..الخ.
ويمكن النظر لحالة التخويف التي تشنها روسيا وإيران ونظام بشار من اليوم التالي للقصف، بأنها محاولات للوصول إلى ذات الهدف، خاصة وأن إيران لاشك تشعر بالخطر البالغ من أن تأتي تلك الضربة بطريقة عسكرية حاسمة، باعتبارها تفتح الباب أمام قصف مماثل لحزب الله ولإيران نفسها، في ظل الجاهزية الإسرائيلية لانتهاز فرصة تغيير الموازين لإنفاذ خطتها في توجيه ضربة إجهاضية للبرنامج النووي الإيراني.
غير أن الأمر المؤكد هو أن الضربة التي ستوجه لنظام بشار - أيا كان ما ستنتهي إليه عملية صنع القرار بشأن حدودها وأهدافها – ستحدث تغييرا حقيقيا وبعيد المدى في سوريا وعلى صعيد دور إيران وأوضاع لبنان والعراق وتركيا، وعلى إقليم الشرق الأوسط كله، باعتبارها تأتي في ظل ظروف في غاية الاضطراب والتوتر والتحول والصراع.
وإذا كان الاحتمال الأخطر والأسوأ في كل التقديرات، هو أن تنتهي الضربة الأمريكية الأطلسية لقوات بشار إلى حالة الحرب الإقليمية بالتداعي – وهو ما ليس متصورا حدوثه لا من بشار ولا إيران ولا حزب الله في ظل موازين القوى الراهنة – فالأغلب أن تنتهي الضربة إلى تكرار قاعدة تأديب من يقصف شعبه بالسلاح الكيماوي، وإلى تغيير نسبي في موازين القوى على الأرض في سوريا لصالح الجيش السوري الحر، الذي سيدخل مرحلة جديدة من الصراع على حكم سوريا وإنهاء نظام الأسد بعد وقوع هذه الضربة. وفي الأغلب ستوجه تلك الضربة رسالة مباشرة إلى روسيا والصين ومن تغطى بهما وراهن عليهما بحدود قدرتهما ودورهما، ولإيران بأن دورة الصراع قد انقلبت ضدها في الإقليم وأنه لم يعد مسموحا لها بالتمدد أكثر من ذلك بل عليها أن تتراجع – في العراق ولبنان خاصة- وبطبيعة الحال فلاشك أن تركيا ستحرز وضعا أفضل مما هي عليه الآن في الإقليم بعدما جرى لسمعتها ودورها بعد عزل الرئيس المصري المنتخب د.محمد مرسي.
الأغلب – إلا إذا حدث تداعٍ غير محسوب- أنها عملية جراحية حاسمة لكنها ليست نهائية، وإن كانت ستفتح الباب أمام تطورات وتغييرات بالغة التأثير.
.........
الشرق القطرية





مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



التحذير من سب الصحابة رضي الله عنهم 

د. صالح بن فوزان الفوزان


لحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فإن الله فضل الصحابة على من جاء بعدهم من قرون الأمة. قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. وقال تعالى: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وقال سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) الحديث. وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) فلا يجوز سب الصحابة عموماً ولا سب أحد منهم. ومن سبهم أو سب أحداً منهم فقد عصى الله ورسوله وخالف إجماع المسلمين وصار من المنافقين الذين قال الله فيهم: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ..}. ومن سبهم فقد طعن في الإسلام الذي حملوه وبلغوه لمن جاء بعدهم، فهم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين نشروا الإسلام بالدعوة والجهاد. فحقهم علينا توقيرهم واحترامهم ومحبتهم والاقتداء بهم ولثناء عليهم، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.

وقد ظهر الآن طوائف وأفراد يتنقصون الصحابة ويسبونهم أو يتنقصون ويسبون بعضهم في القنوات والمواقع، وهذا طعن في الإسلام وفي حملته ومعصية لله ولرسوله ومخالفة لإجماع المسلمين، قال الإمام المزني الشافعي في كتابه شرح السنة صفحة 87: ويقال بفضل خليفة رسول الله أبي بكر الصديق، فهو رضي الله عنه أفضل الخلق وأخيرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ونثني بعده بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهما وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضجيعاه في قبره. ونثلث بذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه. ثم بذي الفضل والتقى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. ثم الباقون من العشرة الذين أوجب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة. ونخلص لكل رجل منهم من المحبة بقدر الذي أوجب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفضيل. ثم لسائر أصحابه من بعدهم رضي الله عنهم أجمعين. ويقال بفضلهم ويذكرون بمحاسن أعمالهم، وتمسك عن الخوض فيما شجر بينهم. فهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم. ارتضاهم الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وجعلهم أنصاراً لدينه. فهم أئمة الدين وأعلام المسلمين رضي الله عنهم أجمعين - انتهى. وقال الحافظ أبوبكر احمد بن إبراهيم الإسماعيلي في كتابه (اعتقاد أهل السنة في صفحة 50 وما بعدها: ويثبتون خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم باختيار الصحابة إياه. ثم خلافة عمر رضي الله عنه بعد أبي بكر رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر إياه. ثم خلافة عثمان رضي الله عنه باجتماع أهل الشورى وسائر المسلمين عليه عن أمر عمر. ثم خلافة علي رضي الله عنه ببيعة من بايع من البدريين: عمار بن ياسر وسهل بن حنيف ومن تبعهما من سائر الصحابة مع سابقته وفضله. ويقولون بتفضيل الصحابة الذين رضي الله عنهم لقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}. وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ}. ومن أثبت الله رضاه عنه لم يكن منه بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان. فمن كان من التابعين من بعدهم لم يأت بالإحسان فلا مدخل له في ذلك. ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه يعني الكفر لقوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينََعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}، فأخبر أنه جعلهم غيظاً للكافرين.. انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}. وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)، ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، إلى أن قال: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال يوم غدير خم: (أذكركم الله في أهل بيتي).. إلى أن قال: ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين. ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة. خصوصاً خديجة أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية. والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام). إلى أن قال في فضل عموم الصحابة: (ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منّ الله به عليهم من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء. لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله - انتهى.

وبهذا يتبين خطأ وضلال من يسب الصحابة أو يسب بعضهم خصوصاً في وسائل الإعلام إما عن ضلال وكفر وإما عن جهل. نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين إلى الحق والصواب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء
..............
الجزيرة السعودية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق