1 |
|
السبت 24 شوال 1434هـ - 31 أغسطس 2013م كان الإعلان في أعقاب استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا عن اجتماع طارئ في الأردن، يضم قادة عسكريين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، تطوراً محموداً . فقد أصبحت السياسة الغربية الآن عند مفترق طرق: فإما الاكتفاء بالتعليقات أو التحرك؛ وإما تشكيل الأحداث أو الاستجابة لها . بعد الحملات العسكرية الطويلة والمؤلمة في العراق وأفغانستان، فأنا أتفهم كل دافع إلى البقاء بعيداً عن الاضطرابات، والمراقبة من بعيد بلا تدخل، وتصعيد الخطاب ولكن من دون الانخراط في المسألة الصعبة القاسية المتمثلة في محاولة تغيير الواقع على الأرض . ولكن ينبغي لنا أن ندرك خطورة العواقب المترتبة على التقاعس عن العمل . إن الناس يجفلون من فكرة التدخل . ولكن علينا أن ننظر في العواقب التي قد تترتب في المستقبل على التردد والتقاعس: فقد تحولت سوريا، الغارقة في المذابح بين وحشية النظام وجماعات متعددة تنتمي إلى تنظيم القاعدة، إلى أرض خصبة للتطرف وأصبحت أشد خطورة من أفغانستان في تسعينات القرن الماضي؛ ومصر في حالة من الفوضى، حيث يبدو الغرب، رغم ما ينطوي عليه هذا من ظلم، وكأنه يقدم العون لأولئك الذين يريدون تحويلها إلى نسخة من إيران؛ وإيران ذاتها، برغم رئيسها الجديد، لا تزال دكتاتورية تحكمها فاشية دينية . ولنبدأ بمصر . يرى كثيرون في الغرب بوضوح أن المؤسسة العسكرية المصرية أزاحت حكومة منتخبة ديمقراطية وأنها الآن تمارس القمع ضد حزب سياسي شرعي، فتقتل أنصاره وتسجن زعماءه . لذا فإننا نسلك مساراً ثابتاً نحو نبذ الحكومة الجديدة . وبهذا نتصور أننا نتمسك بقيمنا . وأنا أتفهم وجهة النظر هذه تماما، بيد أن تبنيها يشكل خطأً استراتيجياً فادحا . إن المغالطة في تناول الأمر من هذه الوجهة يكمن في طبيعة جماعة الإخوان المسلمين . فنحن ننظر إليها باعتبارها حزباً سياسياً طبيعياً، وهذا غير صحيح على الإطلاق . فإذا أردت أن تنضم إلى حزب المحافظين في المملكة المتحدة أو الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، أو الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، فبوسعك أن تفعل هذا بسهولة وسوف يرحبون بك بحرارة . ففي كل هذه البلدان تحترم كل الأحزاب الحريات الديمقراطية الأساسية . أما جماعة الإخوان المسلمين فهي ليست حزباً على هذه الشاكلة . فاكتساب العضوية فيها يتطلب الخضوع لعملية تمتد لسبع سنوات من المراقبة والحث والتلقين وغسل الدماغ . إن جماعة الإخوان المسلمين حركة تدار وفقاً لتسلسل هرمي أقرب إلى البلاشفة . وما عليك إلا أن تقرأ خطب قادة الجماعة تلك التي لا تستهدف آذان الغربيين بل تخاطب المنتسبين إليها . إن ما فعلوه بمصر لم يكن "حكماً رديئاً" . فإذا انتخبت حكومة سيئة، فهو أمر مؤسف، ولكن عليك أن تتعايش معه . أما جماعة الإخوان المسلمين فكانت على النقيض من هذا تعمل بشكل منهجي على تغيير الدستور، وفرض سيطرتها على مفاصل الدولة من أجل جعل أي محاولة لتحدي حكمها أمراً مستحيلاً . وكانت تفعل ذلك ساعية إلى فرض قيم تتناقض مع كل ما ترمز إليه الديمقراطية . إن مصر ليست صنيعة لعبة القوى العالمية العظمى في القرن التاسع عشر أو القرن العشرين . بل إنها حضارة قديمة يمتد تاريخها آلاف السنين في الماضي، وشعبها متشرب بحس شرس بالكبرياء الوطنية . والجيش يحتل مكانة خاصة في مجتمعه . والشعب المصري يريد الديمقراطية حقا، ولكنه يترفع بإباء وشمم إزاء المنتقدين الغربيين الذين يرى أنهم يتعاملون بسذاجة مطلقة في مواجهة التهديد الخطير الذي تفرضه جماعة الإخوان المسلمين على الديمقراطية . إن الواجب يملي علينا أن ندعم الحكومة الجديدة في جهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار في مصر؛ وأن نحث الجميع، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، على إخلاء الشوارع من مظاهر الاحتجاج؛ والسماح لعملية مناسبة وقصيرة لإجراء انتخابات تحت إشراف مراقبين مستقلين . ولابد من وضع دستور جديد يحمي حقوق الأقليات ويعكس الروح الحقيقية للبلاد، ويتعين على كل الأحزاب السياسية أن تعمل وفقاً للقواعد التي تضمن الشفافية والالتزام بالعملية الديمقراطية . هذا هو السبيل الواقعي الوحيد لمساعدة هؤلاء الذين ربما يشكلون الأغلبية الراغبين في بناء ديمقراطية حقيقية، وليس مجرد خوض انتخابات تستغل كسبيل إلى الهيمنة . وفي سوريا، نحن نعلم ما يجري هناك ومن الخطأ أن نسمح به . ولكن فلننح أي حجة أخلاقية جانباً ولنفكر للحظة في مصلحة العالم . إن عدم القيام بأي شيء يعني تفكك سوريا وانقسامها في بحر من الدماء، فضلاً عن زعزعة استقرار البلدان المحيطة بها وانطلاق موجات من الإرهاب تجتاح المنطقة . وسوف يظل الأسد محتفظاً بسلطته في القسم الأكثر ثراءً من البلاد، في حين يحكم القسم الشرقي النائي من البلاد الغضب الطائفي المرير . وإني لأتعجب عندما أسمع الناس يتحدثون كما لو كان من غير الممكن القيام بأي شيء: إن أنظمة الدفاع السورية قوية للغاية، والقضايا شديدة التعقيد، وفي كل الأحوال لماذا ننحاز إلى جانب دون الآخر ما داموا كلهم في السوء سواء . ولكن آخرين قرروا الانحياز . وهم لا يخشون التدخل المحتمل . بل إنهم يتدخلون دعماً للنظام الذي يعتدي على المدنيين . الآن حان وقت الانحياز: إلى صف الناس الذين يريدون نفس ما نريد؛ والذين يرون في مجتمعاتنا، برغم كل ما فيها من عيوب، شيئاً يستحق الإعجاب؛ والذين يدركون أنهم لا ينبغي لهم أن يرغموا على الاختيار بين الطغيان والفاشية الدينية . وإنني لأشعر بالاشمئزاز إزاء الفكرة الضمنية الكامنة وراء الكثير من تعليقاتنا وشروحنا في الغرب بأن العرب، أو أهل الإسلام، غير قادرين على فهم الكيفية التي قد يبدو عليها المجتمع الحر، وأنهم لا يؤتمنون على شيء بحداثة النظام السياسي الذي يضع الدين في مكانه الصحيح . هذا غير صحيح . والحق هو أن صراع حياة أو موت يدور الآن حول مستقبل الإسلام، حيث يسعى المتطرفون إلى تخريب تقاليد العقل المنفتح المتقبل للأفكار الجديدة التي يتسم بها الإسلام الصحيح، وتدمير العالم الحديث في الوقت نفسه . وفي هذا الصراع، لا ينبغي لنا أن نلتزم الحياد . فحيثما دمر هذا التطرف حياة الأبرياء من إيران إلى سوريا ومصر وليبيا وتونس، أو أي مكان آخر في إفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأقصى لابد أن نكون إلى جانبهم . وباعتباري واحداً من مهندسي السياسة بعد الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ،2001 فأنا أدرك ما تنطوي عليه عملية اتخاذ القرار من جدال وآلام وكرب وتكاليف . وأنا أفهم لماذا تأرجح البندول بشدة نحو الاتجاه الآخر . ولكن ليس علينا بالضرورة أن نعود إلى تلك السياسة من أجل إحداث الفارق . ومن المؤكد أن القوى التي جعلت التدخل في أفغانستان والعراق أمراً بالغ الصعوبة هي ذات القوى الكامنة في قلب العاصفة اليوم . لابد من إلحاق الهزيمة بهذه القوى . وهزيمتهم واجب علينا مهما استغرق الأمر من وقت، لأنهم لن يختفوا لو لم نفعل . بل إنهم سوف يكتسبون المزيد من القوة إلى أن نجد أنفسنا عند مفترق طرق آخر؛ وعند تلك النقطة لن نجد أمامنا أي خيار. * نقلا عن "الخليج" الإماراتية |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
2 |
أردوغان: التدخل بسوريا يجب أن يضع نهاية لحكم الأسد
| |||||
وشدد في تصريحات للصحفيين أثناء احتفال بيوم النصر في العاصمة أنقرة إنه ينبغي القيام بتدخل كما حصل في كوسوفو "لأن أي عملية محدودة لن ترضينا"، مضيفا أن تدخلا ليوم أو يومين لن يكون كافيا "إذ يجب أن يكون الهدف إجبار النظام على ترك السلطة". وجاءت تصريحات أردوغان على خلفية إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يدرس توجيه ضربة محددة ومحدودة، ردا على الهجوم بالأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي في سوريا. واعتبر أردوغان أنه لا يمكن أن تكون ضربة خاطفة لمدة 24 ساعة كافية، مضيفا أن "ما يهم هو وقف إراقة الدماء، وإضعاف النظام إلى الدرجة التي يستسلم عندها". نتيجة إيجابية واستبعد رئيس الوزراء التركي تحقيق أي نتيجة إيجابية لأي تدخل عسكري دون الكشف عن إستراتيجية سياسية له. وقال إن الضربة إذا كانت تشبه مثال كوسوفو فإن النظام السوري لن يستطع الاستمرار، معلنا أنه سيجري مباحثات ثنائية مع كل من الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أثناء قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في روسيا الأسبوع المقبل. وكانت تركيا قد قالت في وقت سابق إنها مستعدة للمشاركة في تحرك دولي ضد بشار الأسد حتى بدون قرار من الأمم المتحدة، واضعة قواتها المسلحة في حالة تأهب للتصدي لأي تهديدات تأتي من سوريا. ورأى أردوغان أن موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري يشير إلى أن الضربة الغربية لسوريا قد تكون قبل قمة الـ20 في السادس والسابع من سبتمبر/أيلول المقبل، متهما الأمم المتحدة والجامعة العربية بعدم القيام بما عليهما في ما يتعلق بالهجوم الكيمائي في سوريا. وكانت وكالة الأناضول التركية للأنباء قد نقلت عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله إن كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المعارضة لا تمتلك مثل هذه الأسلحة المتطورة "ونعتقد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول من دون شك عن الهجوم الكيميائي". وقال الوزير التركي في وقت سابق إن معلومات المخابرات التي جمعتها أنقرة لم تدع مجالا للشك في أن قوات الأسد مسؤولة عن هجوم الغاز السام الذي وقع قرب دمشق الأسبوع الماضي، مضيفا أن كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المعارضة لا تمتلك مثل هذه الأسلحة المتطورة. وأضاف أن بعض الأطراف حاولت اتهام تركيا بالدعوة إلى حرب في سوريا "لكن تركيا منذ البداية كانت تدعو المجتمع الدولي لرد فعال"، مردفا "إن المسألة الأساسية بالنسبة إلينا هي الأمن العام التركي". المصدر:الجزيرة + وكالات |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
3 |
| ||||||||||||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 | حال الشرق الأوسط الجديد: سوريون يتلقون العلاج على يد 'اعدائهم' الإسرائيليين | ||||||||||||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
5 | مشاركات وأخبار قصيرة | |||||||||||||||
مكتب حسن الصفار اعتبر سماحة الشيخ حسن الصفار الاستعانة بالأعداء ضمن الصراعات الداخلية في الأمة "منتهى الإنحطاط السياسي والتدهور الأخلاقي" حتى في ظل الرفض التام لأنظمة الإستبداد السياسي في دول المنطقة. وقال الشيخ الصفار "إذا كانت حالة الاحتراب سيئة داخل الأمة فإن الأسوأ من ذلك أن يستعين بعضها على بعض بالعدو الأجنبي الطامع، ذلك يعني منتهى الانحطاط السياسي والتدهور الأخلاقي". جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 23 شوال 1434هـ الموافق 30 أغسطس2013م في مدينة القطيف شرق السعودية. وأوضح سماحته بأن رفض الأنظمة الاستبدادية في دول المنطقة ليس مبررا لإستدعاء التدخلات الأجنبية التي لا يهمها إلا تحقيق مصالحها وأطماعها واستنزاف ثروات الأمة. وأمام حشد من المصلين شكك الشيخ الصفار في دوافع القوى الأجنبية المتحمسة للتدخل في نزاعات المنطقة. وقال "حينما يتدخل الأمريكان والغربيون في أي قطر من أقطار عالمنا الإسلامي فإنهم لا يتدخلون لمصلحة هذه الشعوب ولا حماية للمدنيين". وتسائل "أينهم (الغربيين) عن المدنيين حينما كانوا يقصفون في غزة. أولم يسكتوا عن الحكام المستبدين سنين طويلة. بل كانوا هم الذين يدعمونهم ويشجعونهم على الاستبداد والفتك بشعوبهم". وأشار الشيخ الصفار إلى التداعيات المدمرة على شعوب المنطقة التي أعقبت التدخلات الأجنبية في أفغانستان والعراق وليبيا محذرا في الوقت عينه من تكرر ذات الخطأ في سوريا. وتابع القول "ان معارضة التدخل الأجنبي لا تعني الدفاع عن انظمة الاستبداد الداخلي وإنما يعني التشكيك والرفض بأن يكون هذا الحل". وقال سماحته بأن التدخل الأجنبي له مساوئ كبيرة جدا ولا ينبغي أن يفرح به أحد أو يطلبه أحد في أي بلد من بلاد المسلمين. وانتقد في السياق ذاته بعض الإسلاميين الذين يتوسلون بالأمريكان للتدخل في سوريا وقبل ذلك في ليبيا وقد كانوا سابقا يشنّعون على التدخل الأمريكي في العراق. واعتبر الشيخ الصفار استجداء التدخلات الأجنبية في النزاعات الداخلية على الضد تماما من مصلحة الأمة وسببا للمزيد من المشاكل والتعقيدات في مناطقنا ------------------------------------------
------------------------------------------
جيش من الصغار ..هل استعددنا له؟ أشار المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم إلى أن إجمالي المسجلين في الصف الأول الابتدائي 298 ألف طالب وطالبة لهذا العام. وهذا العدد الكبير الذي يعادل جيشا من الصغار الذين هم في غالبيتهم مقبلون على المدرسة بشوق وأحلام مجنحة ورغبة في أن يصبحوا كبارا مثل إخوتهم الذين سبقوهم أو أقاربهم ومعارفهم وليكبروا مثل آبائهم الذين يظنون أن بيدهم مقاليد الحياة حسب ما وقر في أذهانهم الصغيرة وعقولهم الغضة الطريّة. ثم لن يلبثوا أن يتعلموا شيئا فشيئا مع تقلب الأعوام الدراسية أنهم مجرد حمقى كمن سبقهم حين كونوا صورة وردية عن التعليم ثم لن يلبثوا أن يتململوا من المدرسة ومن أعبائها وقيودها حتى لن تستغرب حين يصموها بالسجن.فلماذا؟ كلنا نعرف الجواب !! لكن متى نحلّ المشكلة ونحن لا نعدو أن نكون مجرد مدعوين إلى كراسي النظارة الخلفية مجرد مشاهدين يمكن الاستغناء عنهم في أية لحظة وبدون مقدمات. وفي حين كان جيل آبائنا يقولون لمدير المدرسة في بداية السنة لكم اللحم ولنا العظم...نقول نحن الآن عن أبنائنا استلموهم صاحين أسوياء على الفطرة وأعطونا إياهم لا مرضى ولا صاحين!!. لن أدخل معكم في فلسفة التربية ولا في حاجات النمو ولا الاحتياجات النفسية والاجتماعية لطلاب الصف الأول لكني سأسألكم سؤالا واحدا هل تعتقدون أن مدارسنا الآن بأنظمتها الحالية المعمول بها والقائمة تختلف كثيرا عن ما كان معمولا به قبل عقدين من الزمان ؟ خذ جولة في مدرسة أبنك أو ابنتك إن كنت أماً ثم سجل الفروق الخمسة بينها وبين مدرستك..ثم أخرج لتقارن الفوارق بين حياتك حين كنت طفلاً وبين مشاهد الحياة اليوم لترى كأنك قد انتقلت من قارة إلى أخرى ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى وعالم جديد بالكلية .. فيما بقي ابنك مقيدًا في مدرستك القديمة التي لم تتغير كثيرًا .. خالد بن محمد الشهري ------------------------------------------ أنا عدّوك اللدود
------------------------------------------ دعوة لحضور مؤتمر فقه الموازنات وأثره في الحياة المعاصرة أخي الكريم أبا أسامة السلام عليكم نتشرف بدعوتكم والإخوة والأخوات الكرام أعضاء وعضوات المجموعة البريدية لحضور مؤتمر فقه الموازنات وأثره في الحياة المعاصرة والذي تنظمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة في الفترة من 27-29 شوال الجاري وذلك بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بالجامعة بالعابدية، والنساء بقاعة الجوهرة بمقر الطالبات بالزاهر، علما أن فعاليات المؤتمر تبدأ الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء وتمتد حتى قبيل العصر خلال أيام المؤتمر الثلاثة (الثلاثاء - الأربعاء - الخميس) فحيا الله الجميع لتشريفنا بالمؤتمر والإفادة من الأبحاث المقدمة فيه والتي تتناول الكثير من القضايا المعاصرة المهمة كما يظهر من جدول الجلسات التفصيلي المرفق. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد علماً أن الدعوة عامة للجميع أخوكم رئيس اللجنة الإعلامية والعلاقات العامة للمؤتمر أ.د. إحسان المعتاز ------------------------------------------
منير شفيق وضربة سوريا
قال لي أحدهم ممازحا اكتبي موضوعا عن روسيا و أمريكا و دورهما في سوريا، وعن هذه الضربة الأمريكية المحتملة.. ليست لدي القدرة على أن أكتب عن تعقيدات السياسة، ولست ضليعة فيها، و لا أعرف ظواهرها فكيف بخفاياها!! لكن حاولت في مرة من المرات أن أفهم و لو جزء يسير مما يجري من حولنا خصوصا الحروب التي تحدث في منطقتنا، و لهذا الغرض اقتنيت كتاب اسمه (الإستراتيجية و التكتيك في فن علم الحرب ) لمنير شفيق المحلل السياسي العميق.. يقول الكاتب: "أن أكبر كذبة روّج لها الغرب و أقنع بها العالم، هو أنه سيستخدم قنابله النووية إذا دعت الحاجة لذلك، و هي كذبة لا يمكن تحقيقها و تقع ضمن نطاق الحرب النفسية لا أكثر و لا أقل، مع أنهم يملكونها حقا" .. و قال شفيق: "بأن دول العالم القوية عسكريا تخوض جميعها حرب استنزاف طويلة، تتلخص في أن كل دولة تتفنن كل يوم في اختراع و ابتكار أسلحة جديدة و كل سلاح يعتبر ناسخ و لاغٍ للسلاح الذي قبله".. معلومات سياسية عديدة أوردها الكاتب، ليس مجال سردها الآن ، ولكنني ما خرجت به بعد قراءة هذا الكتاب، هو أن دول العالم العظمى تسعى فقط لبسط نفوذها و هيمنتها على بعضها البعض، و لا يهمها بتاتا ما إذا كان هذا الشعب مظلوم أو مضطهد، أو أن ذاك الشعب يعاني، و لن تتوانى عن تقديم المساعدة إن شعرت بأن في ذلك مصلحة لها ، فقط هي المصلحة الأولى والحاسمة في موقفها، وأسقطوها على سوريا اليوم.. إن أسقطنا تلك الرؤية على واقع سوريا، ستعرفون لماذا التردد اليوم من قبل دول الغرب، وتردد العالم بأسره في نصرة و إنقاذ شعبها من براثن هذا السفاح الذي طغى و أفسد .. و بالأمس غير البعيد، نرى تلك الأمم الغربية تهب مسرعة متسابقة لليبيا !!!! هل كان هو البترول يا ترى ؟ .. ربما ولكن ماذا لدى سوريا كي تهب اليوم لها؟؟ هذا هو السؤال!! وسمية القحطاني |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
7 | الكفاءة في النَّسب وغيره بقلم: معالي الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية |
الكفاءة في النَّسب وغيره 1-3 الكفاءة أصلُها مِن الكُفْء، وتعني المساواة، فالكفاءة بين الزوجين مِن أهم أسباب السعادة الزوجية، فالتقارب بين الزوجين في أحوالهم الاجتماعية والماليةَّ والخِلْقيَّة والثقافيَّة وغيرها يورث مزيد أُلْفةٍ بينهما، بخلاف التفاوت وعدم التجانس في الطباع والعادات وغيرها، فهي مظِنَّة التنافر والتنازع، وحين كان صلاح الأسرة من أسمى مقاصد الإسلام، ناسب أن يراعي دينُنا في تشريع عَقْد الزوجية انتظامَ أمر الأسرة، وناسب أن يجعل من مُتمِّمات تقوية آصرة الأسرة، توافق الزوجين وسلامتهما مِن أن يكون بأَحَدِهِما وَصْفٌ يُنفِّرُ الآخرَ منه، لألا تَضعف المودَّةُ بينهما، والأصل في ذلك قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) فهذه الموافقة والملاءمة التي تورث مزيد محبَّة ومودَّة، وتُفضي إلى السكن، يسميها الفقهاء مبدأ "الكفاءة" أي التقارب الذي تَقْـوَى بسببه الرابطةُ الزوجية وتشتد، وحقُّ الكفاءةُ مبدأ متَّفقٌ عليه بين الفقهاء، وأظهرُ مثال لذلك ندْبُ الشريعة إلى نظر الزوجين إلى بعضهما، فقد قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه حين أراد أن يَتزوج: (فانظر إليها فإنَّه أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بينكما) ويُؤْدَم مأخوذةٌ مِن الأَدْم وهو السكون، بمعنى أن يوفِّق بينكما فتسكُنا إلى بعض، فالمحبَّةُ والأُلفة بين الزوجين تكتمل بالتقارب والتوافق في الأوصاف، وحين كان عقدُ الزواج رابطةً بين طرفين، فقد جعلت الشريعةُ للطرفين حقَّ الرِّضا بالآخر، ثم إن التكافؤ يكون في أوصافٍ كثيرة، فمنها أوصافٌ لا تُعتبر، ولا يُعدُّ التفاوت فيها سبباً لعدم التجانس، لأن الكفاءة المطلقة في كل شيء متعذِّرة، فكلُّ شيئين متغايرين يجب أن يكون بينهما بعض الفروق، وهذا الذي يجعلهما متغايرين، فليس المقصود التوافق في كلِّ الأوصاف، بل ولا في معظمها، فاشتراط هذا متعذِّر لما فيه من المشقَّة، وإنما المقصود هو وجود أوصافٍ تزيد التآلف بين الزوجين، وتقلِّل من احتمالات التنافر والتباغض، فمن الأوصاف أوصافٌ معتبرة، فمنها ما لا يجوز التنازل عنها إلا برضا جميع الأطراف، وسيأتي تفصيل القول فيها في المقال القادم، ومنها ما لا يجوز التنازل عنها وإن رضيَ الطرفان، كاختلاف الدين، فهذه الأوصاف المعتبرة هي التي تحدَّث عنها الفقهاء، وبسطوا القول فيها من حيث صحَّة انعقاد عقد الزواج في حال عدم التكافؤ بين الزوجين، ومن حيث جواز فسخ العقد إذا أجراهُ الوليُّ بدون رضا الزوجة، ويلاحظ أن الكفاءة حقٌّ للمرأة، فهي معتبرةٌ في الرجال دون النساء، ففي الأوصاف المعتبرة في الكفاءة يَشترط الفقهاء في الرَّجل أنْ يكون مساوياً للمرأة أو أن يكون أعلا منها، ليكون كفؤا لها، فليس لأحدٍ من ولياء المرأة أنْ يَفرض عليها الزواجَ من غير كفءٍ لها، وليس له إجبارها على التنازل عن هذا الحق الذي كفله الشرع لها، بخلاف الرجل، فلا يُشترط أنْ تكون المرأة مساويةً له ولا أن تكون أعلا منه في أوصاف الكفاءة المعتبرة، فيتزوج الرجلُ مَن هي مثله، ويتزوج مَن هي دونه في الكفاءة، مثل مَن هي أقل منه مالا أومنصبا أو جمالا أو غيرها من الأوصاف، وليس له أن يجعل من عدم علمه بعدم مكافأة المرأة له سببا مشروعا لفراقها، ذلك أنَّ العيب والعار يلحق بالمرأة إذا تزوَّجت بمَن هو أقلَّ منها، بخلاف الرجل الذي لا يعابُ عليه الزواج بمن هي دونه، وعليه فللمرأة أن تتنازل لتقبل بمن تشاء من الرجال ليكون زوجاً لها، فالكفاءة حقٌ لها، فقد ترضى ذاتُ المنصب بالزواج بمن هو أقلَّ منها مكانةً، وقد يكون هذا سبب يُضعف المودَّة بينهما، لأنَّ نفْسَها قد تشمخ ولا تسكن إليه، وقد يقع بسبب ذلك خلافات وبغضاء مع مرور الأيام، غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذن للزوجة بذلك، وجعل الحق لها في قبول هذا الزوج، فقد جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "إنَّ أبي زوَّجني من ابن أخيه، ليدفع بي خسيسته، ولم يستأمرني، فهل لي في نفسي أمر" فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها، فجعل الأمر إليها، فقالت: "قد أَجَزْتُ ما صنع أَبي، فما كنت لأرُدَّ على أبي شيئا صنعه، ولكنْ أرَدَتُ أنْ يعلم النساء أَلَهُنَّ في أنفسهن أمرٌ أم لا " وللحديث بقية .
الكفاءة في النَّسب وغيره 2-3 الكفاءة بين الزوجين سببٌ لتحصيل التآلف، وبذلك كانت مقصداً شرعيَّاً متفقاً عليه بين الفقهاء، كما تبيَّن في المقال السابق، فَحِكمةُ الزواج دوام العشرة في مودَّةٍ واستقرارٍ ببيت الزوجيَّة، وقاعدةُ الفقهاء كما قال الإمام القرافيُّ أنَّ كلَّ عقدٍ لا يُحصِّل الحكمةَ التي شُرع لأجلها لا يُشرع، واتفق الفقهاء كذلك على أن الكفاءةَ حقٌّ للمرأة، ذلك أنَّ العيب والمنقصَةَ تَلحقُ بها إذا تزوَّجَتْ برجلٍ أقلَّ منها منزلةً وقدْراً، وهذا الأمر تختلف فيه المرأةُ عن الرَّجل، فالرَّجل لا يَرى عيباً في الزواج بمن هي أقلَّ منه قدراً، ومن أجْلِ هذا فإذا تزوَّج الرجلُ من امرأةٍ ثم تبيَّن له أنها أقلَّ منه قَدْراً، في دينها أو في نسبها أو في غير ذلك من الأوصاف، فليس له أن يدَّعي أنه تضرَّر وتأذَّى من هذا الزواج، وأن الضَّررَ الذي لحِقَ به يُبيح له أن يطلِّقها ويستردَّ منها الصداق، ولا أن يطلب تعويضاً من الزوجة، بدعْوَى الضَّررِ والغشِّ، أما المرأةُ فلها طلبُ الطلاق بسبب ما أصابها من ضرر، ويتحمَّل الزوجُ ما خسر من صداق وتكاليف الزواج، وقد ذكر الفقهاءُ الأوصافَ التي تحصل بها الكفاءة، والمعتبر منها أربعةٌ، أوَّلها الدِّين، فصلاحُ دِين الزَّوج وصفٌ متفقٌ عليه بين الفقهاء، فلا مساواة ولا مكافأة بين المسلم وغير المسلم، لأن الحقَّ هنا لله وحده، وقد قال سبحان: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وقال: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ) واستناداً لهذا فلا يجوز زواج المسلمة مِن رجلٍ كافر، لأنه ليس كفئاً لها، وكذلك لا يجوز أن يتزوَّج الرجلُ المسلمُ امرأةً كافرةً، فليست بكفءٍ له، وإنما أباح الله تعالى -استثناءً- أن يتزوَّج المسلمُ بامرأةٍ كتابيةٍ، يهوديَّةً كانت أو نصرانية، بشروطٍ وضوابط ليس هذا موضع الحديث عنها، والكفاءةُ في الدِّين وصفٌ لا يصحُّ لأحد الزوجين التنازل عنه، وعليه فليس للمرأة أنْ تتنازل عن حقِّها وتقبل بالزواج ممن هو أقلَّ منها في الدِّين، لأنَّ الحقَّ هنا لله وليس لها وحدها، وكذلك الأمر في الفاسق، فإن الفاسق ليس كُـفْئاً للشريفة، فالصالح كفءٌ للصالحة، والفاسق كفءٌ للفاسقة، غير أنَّ الفقهاء فرَّقوا بَين الفاسق المشهور بفسقه، والذي لا يُؤمَن على الزوجة منه، ويُخشى عليها من إذايته لها، أومِن أنْ يوقِعَها في المعاصي والآثام، فهذا لا يُزوَّج أصلاً، ولا يُعتدُّ بِرضا المرأةِ ولا برضا أوليائها بهذا الفاسق، وبَـيْن الذي لم يشتهر فِسْقُه، ولا يُخشى عليها من التأذِّي منه، بحيث يُؤمَن عليها، فلا يُظنُّ منه أنْ يوقعها في المعاصي، ولا أنْ يفتنها في دينها، فهذا تَنهى الشريعةُ عن الزواج منه، غير أنه يصحُّ العقدُ إذا رضيَتْ المرأةُ ورضيَ أولياؤها كذلك، فَرِضَا الأولياءِ شرطٌ لصحَّةِ عقد الزواج، لأن العيب والعارَ يَلحق بهم إذا تزوَّجت ابنتُهم منه، وينبني على هذا أنَّ المرأة إذا تزوَّجتْ، ثم ظهر لها أنَّ زوجها فاسقٌ، فإنَّ لها ما يُسمِّيه الفقهاء "الرَّدُّ بالعيب" فلها أن ترفع الأمر للقاضي وتطلبَ منه فسخ الزواج، ولا يلزمها أنْ تعيد لزوجها شيئاً من الصَّداق، لأنه خدعها وغشَّها، ومثال ذلك أنْ تتزوَّج امرأةٌ رجلاً تظنُّه شريفاً وعفيفاً، ثم يتبيَّن لها بعد عقد الزواج أنَّ به عيباً في دِينِه، مثلَ أنْ يَظهر لها بعد الزواج أنه يشرب الخمر، أو أنه يمارس فاحشةَ الزِّنا، أو أنَّ كسْبَهُ ومالَه حرامٌ، فههنا تُعطي الشريعةُ المرأةَ الخيار في أنْ تقبل به إن شاءتْ، ولها إن شاءتْ رَفْعَ الأمرِ للقضاء، وطَلَب فسخ عقد الزوجية، وعلى القاضي أنْ يقبل دعواها، فيفسخ العقد إذا ثبتَ له أن الزوجَ غير كفءٍ لها، لأنه خدعها وغرَّر بها، فَفِسْقُهُ عيبٌ يوجب لها الخيار، إذا كانت لم تعلم به، فمخالطة الفاسق محرَّمةٌ شرعاً، ومكروهةٌ طبعا، فكيف بخلطة النكاح، وللحديث بقية في المقال القادم إن شاء الله .
الكفاءة في النَّسب وغيره3-3كان الحديث في المقال السابق عن كفاءة الدِّين، وهو الوصف الأول من الأوصاف الأربعة التي تحصل بها الكفاءة، ومقال اليوم حول الأوصاف الثلاثة الباقية، وهي النَّسب وكمال الخِلْقة والمال، وهي أوصافٌ يجب إخبار المرأة بها قبل الزواج، لتكون على بيِّنة من عدم مساواة الزوج لها فيها، ذلك أنها إنْ لم يتبيَّن لها عدم كفاءة الزوج لها إلا بعد الزواج، فإنَّ لها الحق في ردِّ الزوج بالعيب وفسخ العقد، فمِن حِكمة اشتراط الولاية على المرأة في النكاح ألا يُغرَّر بها، وألا تُضيَّع بالزواج عند مَن ليس بكفءٍ لها، ذلك أن الوليَّ ليس له أن يمنعها من الزوج بمن تقدَّم لها إنْ رضِيَتْه، ولا أنْ يُجبرها بالزواج، باستثناء الأب فإنه يُجبر ابنه وابنته بشروطٍ وضوابط سبق ذكرها في مقال سابق، فأبدأ بالوصف الثاني وهو النَّسب، فهو وصف لم يَعتبره بعض الفقهاء، باعتبار أنَّ بني آدم أكفاءٌ، فالعربيُّ والهندي والفارسي سواء، غير أنَّ بعض الفقهاء اعتبروا هذا الوصف، وجعلوه حقَّاً للمرأة، بل وأشرَكوا أقاربها معها، وأدلَّةُ الطرفين مبسوطة في كتب الفقه، وبذلك فلو جاء رجل فلبِّينيٌّ أو تايلندي أو هندي صالحٌ وتقيٌّ، وخطب فتاةً عربية، فرَضيَتْ به زوجاً، فالإمامُ أحمدُ وغيرُه يرون أن رِضاها وحدها لا يكفي، بل يُشترطُ أنْ يرضى أقاربُها كذلك، لأن هذا الزواج بسبب مضادَّته لأعراف البلد يَعدُّه الناس عيباً ونقيصةً على أقارب المرأة، وقد يُفضي إلى قطيعة رحم وإلى خصومات اجتماعية، كتطليق أخواتها مِن أزواجهم، أو غير ذلك من المفاسد، فرَأوْا أنَّ للأقارب أن يعترضوا على هذا الزواج قبل حصوله، وأنَّه إنْ وقع فإنَّ لهم أنْ يرفعوا الأمر للقضاء لفَسْخَ العقد الذي تمَّ بدون رضاهم، وأما الإمام مالكٌ وغيرُه فيرون أنَّ الزواج ينعقد إذا رَضِيَتْ المرأةُ بزوج عربيٍّ أو غير عربي، ولا عبرة باعتراض أبيها ولا غيره من الأقارب، فالقولُ قولُها وحدها في قبوله وفي ردِّه، فالمسألة محلُّ خلاف بين الفقهاء، وكلا الرأيين له حظٌّ من النَّظر، فهذه خلاصةُ معنى الكفاءة في النَّسب التي أثارت الرأيَ العام، واستشكل معناها وحِكْمَتَها كثيرٌ من الناس، وأما الوصف الثالث فالكفاءةُ في كمال الخِلْقة، أي السلامة من العيوب، فالمقصود ألا يكون الزوجُ ناقصاً في خِلقته، أي أن يكون سليماً من العيوب، وهذا لا يعني أن يكون كامل الأوصاف، وإنما أنْ يَسلم من العيوب التي تجعل للزوجة الخيارَ في أنْ ترضى به زوجاً، وتبيح لها أن تطلب فسخ عقد الزوجية لدفع الضرر عنها، وإلى هذا المعنى أشار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: (يَعمَدُ أحدُكم إلى ابْنَتِهِ فيُزوِّجُها القبيحَ الذميمَ! إنَّـهـنَّ يُرِدْنَ ما تريدون ( فمن العيوب التي نصَّ الفقهاءُ على أنها نقصٌ في الرَّجل يَضرُّ بالمرأة، الجذامُ والبرص الجنون، وكِبَر السِّــنِّ كالشيخ الهرم، وأمثال ذلك مما تتأذَّى الزوجةُ بسببه، وتفصيل العيوب من حيث ما يُردُّ به الزوج وما لا يُرَدُّ، مبسوط في كتب الفقه، والكفاءةُ هنا حقٌّ للمرأة وحدها، فلها أن ترضى بالزواج ولو كان به عيب، فإذا عَلِمَت بالعيب قبل العقد ورضِيَتْ به، فلها أن تتزوَّجه، فإن لم تَعلَم بالعيب إلا بعد عقد الزواج فهي بالخيار، فإنْ شاءت قَبِلَتْهُ بعيوبه، وإن شاءتْ طلبت فسخ العقد، ولا تعيد له شيئاً من الصَّداق، فإخفاءُ العيوب غشٌّ لا يجوز، فقد جاء رجلٌ إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: تزوَّجت ُامرأةً، فقال له عمر: هل أخبرتها أنك عقيمٌ لا يولدُ لك؟ قفال الرجلُ: لا، فقال عمر: فأخبرها وخـيِّرها، وأما الوصف الرابع فهو كفاءةُ الرجل للمرأة في المال، بأن لا يكون فقيراً فَقراً تتضرَّر منه، أي فقراً يُعجِزه عن النفقة عليها وعن أداء حقوقها الزوجيَّة، والكفاءة في المال كذلك حقٌّ للمرأة وحدها، فإنْ غرَّر بها وأخفى عنها فقره الشديد، فلها أن تطلب الطلاق، ولها الصداق كاملاً، بل وتطالبه به إن كان لم يدفعه لها، وهكذا حاطتْ الشريعةُ الإسلامية الرابطة الزوجية بأحكامٍ وآداب تدفع أسباب الخلاف والتنازع، وتحفظ حقوق الطرفين . |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق