23‏/09‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2891] لماذا هجوم محمد السيف ع الدريس+د.صيني:ردا على حصة آل الشيخ


1


بل السلفية.. قوة وديمومة للدولة





عبد العزيز محمد قاسم 


ولدينا شواهد عديدة، كالموقف من التلفاز والصور، وبطاقة المرأة..إلخ، كان النص الفقهي السائد لدى علمائنا، خلاف ما يتطلبه الأمر، ولكن للمرونة الفقهية وسعة صدر العلماء لاجتهادات بعضهم، مضت الأمور

كيف نقارن دولة تقود حوار الأديان والثقافات على مستوى العالم، يتقدمها علماؤها ومفكروها، وبين دولة ذات رؤية دينية ضيقة جدا. برأيي أن المقارنة ظالمة، وثلمة كبيرة في المقالة

العلماء هم الركن المتين في استقرار البلاد، وهم المناصرون الحقيقيون لهذه الدولة وولاة أمرها، أسوق لكم دليلا وباحصاءات علمية، من وحي تظاهرة "حنين" وقد رجفت المواقع ضد هذه البلاد، وتنادى المغرضون عليها، هبّ العلماء والشرعيون للتحذير من الفتنة

 

والسلفية التي أقصدها هنا، لا تلك التحزبات أو التيارات التي تعجّ بها الساحة الشرعية والسياسية، بل الإسلام النقي في أصوله ومعينه الأصفى، الذي يقصده علماء هذه البلاد وولاة أمرها عندما يؤكدون تمسكهم به، فالمقصود هو الكتاب والسنة بما فهمه السلف الصالح.

مناسبة مقالتي اليوم ما كتبه الزميل الدكتور حمزة السالم الأسبوع الماضي في صحيفة (الجزيرة) بعنوان: "السلفية على فراش الموت"، ولامست جوانب لم تمس قبلا، دعا فيها د.السالم الدولة للتخلي عن السلفية، وقال نصا: "لم تَعُد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب اليوم إلا عبئاً على الدولة السعودية، بعد أن كانت مصدراً من مصادر قوّتها وعزّها. فالدعوة قد تخلفت تخلفا شديدا عن جميع مظاهر التطور الإنساني الهائل الذي حدث في العقود الماضية"..

وبالتأكيد لست مع ما ذهب له الصديق د. السالم، الذي صرح في حوار فضائي أخير له، بأنه لم يقصد الفهم الذي تبادر لنا من مقالته، وهو أحد المحبين والمناصرين للدعوة السلفية، وأحمد الله على ذلك، ولكن أحب الوقوف مع بعض ما جاء في تلك المقالة، وأولها مقارنته المجحفة بين دولتنا وتطبيقها لـ"السلفية" –بحسب وصفه- وبين دولة "طالبان"، فأية سلفية تلك التي طبقتها "طالبان"!! وعقيدة القوم هناك أقرب لـ"الماتريدية"، فضلا عن تساهل كبير في المزارات وبناء الأضرحة على القبور، وشركيات يقف شعر الرأس لها، وقبل هذا وذاك، كيف نقارن دولة تقود حوار الأديان والثقافات على مستوى العالم، يتقدمها علماؤها ومفكروها، وبين دولة ذات رؤية دينية ضيقة جدا. برأيي أن المقارنة ظالمة، وثلمة كبيرة في المقالة.

لم تكن السلفية أبدا ضد انخراطنا في صميم الحداثة، والأخذ بأسباب التطور، والولوج في الحضارة الكونية، ولعل الأمير نايف بن عبدالعزيز – يرحمه الله- سبق لتوضيح هذه النقطة، فقد قال في ندوة (السلفية منهج شرعي ومطلب وطني) التي نظمتها جامعة الإمام: "حسبما هو معروف بأن هذه الدولة المباركة قامت على المنهج السلفي السوي منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود وتعاهد مع الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله-، ولا تزال إلى يومنا هذا بفضل الله وهي تعتز بذلك، وتدرك بأن من يقدح في نهجها أو يثير الشبهات والتهم حولها، فهو رجل جاهل يستوجب بيان الحقيقة له. إننا نؤكد لكم على أن الدولة ستظل- بإذن الله- متبعة للمنهج السلفي القويم، ولن تحيد عنه ولن تتنازل، فهو مصدر عزها وتوفيقها ورفعتها، كما أنه مصدر لرقيها وتقدمها، لكونه يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهو منهج ديني شرعي، كما أنه منهج دنيوي يدعو إلى الأخذ بأسباب الرقي والتقدم والدعوة إلى التعايش السلمي مع الآخرين واحترام حقوقهم".

كلمات واضحات من رجل عاش جلّ حياته في موقع المسؤولية والقرار، فيها إجابة صريحة لكل من يتهم المنهج السلفي بأنه جامد أو يحتضر، وولاة الأمر لدينا يوازنون بين متطلبات وتغييرات العصر، وبين تمسكهم بالسلفية، ولدينا شواهد عديدة، كالموقف من التلفاز والصور، وبطاقة المرأة..إلخ، كان النص الفقهي السائد لدى علمائنا، خلاف ما يتطلبه الأمر، ولكن للمرونة الفقهية وسعة صدر العلماء لاجتهادات بعضهم، مضت الأمور، وتنازل كثير من أولئكم العلماء أوتوقفوا، وتركوا حسم تلكم القضايا لولي الأمر، بما يراه من مصلحة للمجتمع والناس.

دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب السلفية هي روح هذه الدولة، وهل يحيا الجسد بلا روح؟ ومعاهدة الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب بقيت طيلة أطوار الدولة السعودية الثلاثة، ولم تك عائقا أو عبئا، بل كانت شرفا وفخرا لقادة هذه البلاد، الذين حملوا هذه الرسالة على عواتقهم، وهم يلهجون بالشكر لله تعالى أن اصطفاهم لتلك المسؤولية، ودونكم مقولات ملوكنا منذ الملك المؤسس عبدالعزيز -يرحمه الله- إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -يحفظه الله- فلا تمر مناسبة إلا ويعلنون فخرهم بحمل رسالة الإسلام والدين، ولم تك السلفية والدعوة الإصلاحية والرسالة المحمدية عائقا أبدا أمام الدولة، حتى لو اختلفوا في بعض التفاصيل، بل إنهم يدفعون أكلافا دولية باهظة بسبب تمسكهم بهذا المنهج الذي يفخرون به، لمعرفتهم أن عزّ هذه الدولة بحمل الرسالة، التي إن تخلوا عنها – بما يطالب البعض- تخلوا عن موقعهم في قيادة العالم الاسلامي برمته.

علماء الدعوة الإصلاحية لهذه البلاد، كانوا يقومون بأدوارهم، ويعرفون حدودهم، وتاريخنا الحديث يخبرنا كيف كانت مواقفهم مع الملك المؤسس يرحمه الله في "السبلة" وغيرها، ثم مع الملك سعود وتنازله، ثم وقوفهم مع الملك فيصل والناصرية التي دهمتنا، وكيف كانوا ضد جهيمان والطغمة التي معه مع الملك خالد، ومواقفهم أثناء حرب الخليج الثانية، وضد القاعدة والإرهاب الذي التاث بفكره بعض أبنائنا في عهد الفهد، وربما آخرا وليس أخيرا، في تظاهرة "حنين" التي راهن القريب والبعيد على زلزلة ستحدث في بلادنا، ولكن الدور الكبير الذي قام به علماؤنا بمنهجهم السلفي الذي يحرّم الخروج على ولاة الأمر، وأد تلك الفتن، فضلا عن حب الشعب لرجل اسمه عبدالله بن عبدالعزيز.


العلماء هم الركن المتين في استقرار البلاد، وهم المناصرون الحقيقيون لهذه الدولة وولاة أمرها، أسوق لكم دليلا وباحصاءات علمية، فمن وحي تظاهرة "حنين" وقد رجفت المواقع ضد هذه البلاد، وتنادى المغرضون عليها، هبّ العلماء والشرعيون للتحذير من الفتنة، وجيروا منابرهم ومواقعهم الالكترونية للوقوف مع الدولة، ولكن ماذا كان في مقابلهم، اقرأوا معي ما رصده مفرح الجابري الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز، في عمل أكاديمي علمي موثق، مجموعة المقالات في أكبر صحيفتين سعوديتين في تظاهرة "حنين"، وخلال أسبوعين قبل وبعد، بأن عدد المقالات التي كتبت في الصحيفتين (517) مقالاً ل (181) كاتباً، يقول لنا: "بعد هذه الأرقام الكبيرة لكم أن تتخيلوا أو تخمنوا كم هي المقالات التي نددت بالدعوة للمظاهرات وحذرت من الخروج فيها. عدد المقالات التي تحدثت عن المظاهرات في السعودية لم تتجاوز (5) مقالات في صحيفة (عكاظ)، وفي صحيفة (الرياض) كان عدد المقالات التي تحدثت عن المظاهرات (5) مقالات أيضا", ويعقب الجابري: "النتيجة لوحدها قد تكون كافية لمعرفة الخادم الحقيقي للوحدة الوطنية، وهل هو الخطاب السلفي أم الخطاب الليبرالي؟".


سأختم بما كان يردده عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس هذه الدولة، ويوجه به أبناءه كركائز وأركان ومسلمات لرؤية حكام هذه الدولة: "إننا لا نعتز بشيء أكثر من اعتزازنا بأن وفقنا الله لتطبيق شرعه المطهر وإقامة حدوده كواجب نقدمه ولا نميل عنه، وشرّفنا الله بحمل الدعوة الإسلامية، هذا هو عزّنا وعزّ دولتنا، وسرّ نجاحنا الذي ربما جهله الكثيرون". كلام من ذهب وإبريز خالص، بل خارطة طريق لدولتنا من رجل حكيم، بعيد النظر..

أيها السادة، معاهدة الإمامين ضمان أكيد لقوة وديمومة دولتنا.
........
الوطن السعودية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



ردا على حصة آل الشيخ

هل الإسلام هو ما قال الله، ورسوله، وإمامنا؟


بقلم: د. سعيد صيني


 


 

 إن القصة التي أوردتها الأستاذة حصة آل الشيخ تذكرني بحوار جرى قبل سنوات بين اثنين. أحدهما يحمل "رخصة سواقة" ماجستير في الدعوة إلى الإسلام، وليس إلى... ولنسميه "الداعية". والآخر لا يحمل أي رخصة رسمية في مجال الدراسات الإسلامية.

 

 وقد انطلق الحوار من موقف الداعية المؤيد لبعض أقاربه المعترضين على تزويج أحد أقاربهم ابنته من مسلم تقي، يحمل الدم الأفريقي!

أراد الداعية أن يقنع الآخر بموقفه فجرى الحوار التالي:

- الداعية: هل ترضى أن تزوج قريبتك من هذا؟

- الآخر: هل زوّج خليل رب العالمين ابنة عمته زينب من زيد الذي كان مملوكا؟

- الداعية: نعم، ولكن لم يأمر النبي زينب بقبوله فلا تُعتبر طاعته في هذه المسألة واجبة.

- الآخر: صحيح لم يأمرها النبي، ولكن هل حققت رغبته تقديرا له، رغم نفورها النفسي من هذا

           الزواج؟

- الداعية: نعم، ولكنها بسلوكها جعلت زيد والنبي يقتنعان بأن الزواج غير ناجح.

- الآخر: وهل كافأ رب العالمين زينب لتحقيق رغبة نبيه، فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؟

- الداعية: ولكن لم ينكر عليها رب العالمين سلوكها الذي لم تتمكن من السيطرة عليه.

- الآخر: هل قريبتكم هي المعترضة على الزواج الذي تتحدث عنه أو أنكم الأقرباء؟ وهل هي

           تخالف شريعة الله باتباعها سنة المصطفى فيجوز لكم الاعتراض عليها؟

ورمى الداعية شبكته الأخيرة، فقال: هل ترضى أن يعاديها أهلها ويحدث قطع الرحم بسبب هذا

          الزواج؟

فقال له الآخر: هل يليق بالمسلم العاقل أن يعادي المتبعة لشريعة رب العالمين وسنة نبيه

         لتصون نفسها ولتفوز بالسعادة في الدارين؟ وهل يستحق من يعادي المتبعة لسنة نبي الله أن نحرص على صلة رحمه؟ وهل يجوز في الإسلام تقديم طاعة الأقرباء على الطاعة لرب

السماوات والأرض؟

تساؤلات ذات علاقة:

دعنا نستخدم عقولنا التي أنعم الله بها علينا ونتأمل في هذه القصة ومثيلاتها، ومنها الحادثة التي استغل أولاد العمومة سلطاتهم أسوأ استغلال فسجنوا الخاطب حتى يتنازل. ومنها ما انحدرت الإنسانية عند أصحاب السلطة الشكلية والفعلية فمزقت أسرة أوجدها والد الزوجة في حياته وكانت تعيش سعيدة آمنة. فبعد وفاة والد الزوجة برز وحش "كفاءة النسب" فقلب سعادة الأسرة من نعيم إلى جحيم. إن هذه القصص المؤلمة تثير سيلا من التساؤلات في الذهن، ومنها ما يلي:

·       ما ذا يقول رب العالمين ورسوله في شرط كفاءة النسب؟

·       هل يأمر الإسلام بتسلط الرجل على المرأة باسم القوامة؟ أم أنه يأمر بالعدل وبحسن معاملتها؟

·       هل يأمر الرحمن الرحيم بحرمان المرأة من حقوقها وتمزيق أسرتها باسم الولاية؟ وهل يجيز نبي الرحمة هذا الفهم لتعاليم الإسلام؟ وهل يتسق هذا الفهم للكفاءة في الزواج مع الفطرة السليمة؟

·       وهل قول الإمام والشيخ مساو لقول الله ورسوله، وربما أعلى، حتى أننا أحيانا نحتج به، وإن كان يتعارض مع الكتاب والسنة أو العدالة الإنسانية والإسلامية؟

·       أليس العقلاء من المسلمين والمسلمات، وإن لم يكونوا علماء، يدركون أن الوحي لم ينزل إلا على محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء والرسل من قبله، وليس بعده نبي؟

·       أليست الحقيقة هي أن أحداً من العلماء لم يدعي أنه يتلقى وحيا من السماء ينسخ ما ثبت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الموثقة؟ وأنه مغفور لهم إن أخطأوا أو نسب إليهم بعض تلاميذهم أقوالا فهموها خارج سياقاتها أو...

·       ألا يتفق العلماء على أن الاجتهاد البشري يقتصر على المسائل التي لم يرد فيها شيء في الكتاب أو السنة بصورة قطعية في الثبوت والدلالة، أو قريبا من ذلك، وأنه لا يجوز معارضتها إلا في حالة وجود تعارض بين النصوص المتكافئة نفسها؟

·       أليست المحاكم الشرعية في المملكة التي تصرف عليها الدولة من بيت مال المسلمين هي لخدمة الإسلام والمتبعين له بحق، والمقيمين في الدولة الإسلامية، وليست لخدمة عادات الجاهلية ومعتقداتها؟

·       أليست المسلمة البالغة مؤهلة عند الله لاتخاذ القرارات المستقلة التي يجعلها تستحق المحاسبة على معتقداتها وأقوالها وأفعالها...؟ يقول تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب.}ٍ (سورة غافر40)

    فلماذا نعتقد نحن البشر أنها ليست مؤهلة لاتخاذ القرار فيما يخصها من أمور الدنيا، وخاصة

    إذا كانت حريصة على طاعة الله واتباع سنة نبيه؟

 

لقد بحثت طويلا عن نصوص من الكتاب والسنة الموثقة تؤيد القائلين بجواز عضل المرأة المسلمة العاقلة باسم "كفاءة النسب" فلم أجد دليلا واحدا، وأكون شاكرا وممتنا جدا لمن يدلني

على شيء منها. فجوهر أدلتهم عقلية تدور حول "احتمال نجاح الزواج أكبر عند تكافؤ النسب". ويستشهدون بقول الإمام فلان والعلامة فلان، أما ما أوردوه من نصوص – حسب اطلاعي - لا تخلو من محاولات لتطويع بعض النصوص لهذا الرأي.

إن الجميع يعلم أن هذه الصفة هي من الصفات الموروثة وإن كانت تصلح للتمييز بين الناس  فهي نعمة من الله، وليست من كسب من ينعم بها. ولا أظن أن مسلما عاقلا يدعي بأن الفضل الموروث ينفعه في تحديد مصيره في الحياة الأبدية. فالصفات التي يكتسبها المسلم أو المسلمة بجهدهم الشخصي هي التي تحدد مصيرهما في الحياة الأبدية: فإما جهنم أو الجنة، أو درجات منهما.

وصحيح أن الحرص على التماثل مطلوب، ولكن ليس التماثل في الصفات الموروثة، فالعبرة بالصفات المكتسبة. يقول تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} فالتقوى صفة مكتسبة لا يرثها الإنسان.

وصحيح أن تسخير العقل مطلوب في البحث عن أسباب نجاح الزواج، ولكن لا يشك المسلم العاقل بأن أقوى سبب في نجاح الزواج وفي تحقيق السعادة هو طاعة رب العالمين واتباع سنة نبيه الكريم.

وصحيح أن التعامل مع الواقع مطلوب بنسبة محددة، مثل أن تتعرض أخوات المرأة للطلاق بسبب موافقتها على الزواج ممن لا يرضى أزواجهن (...) به، ولكن قبل أن يتم الزواج. وحتى في هذه الحالة فإنه من حق المرأة وحدها، بعد استشارة الآخرين من أقربائها وقريباتها، اتخاذ القرار المناسب للواقع الذي تعيشه. وعموما يُنصح لها الاستعانة بالاستخارة وبالدعاء أن يخلصها أحكم الحاكمين من شرور الظالمين عاجلا غير آجل، إما بهدايتهم للحق أو...

ويذكرني هذا الموضوع بما كتبه الشيخ فؤاد أبو الغيث تعليقا على من قال "صيني ويريد تعليمنا كيف نفهم الكتاب والسنة" جزاه الله خيرا للدفاع عن ما يعتقد أنه الحق ورزقه التوفيق والسداد. ويذكرني هذا الموضوع أيضا بما أورده الدكتور صالح الشمراني في تغريداته الخمس والثلاثين عن النعم التي ميز الله بها المرأة على الرجل.

النصوص المتعلقة بكفاءة النسب:

لو تأملنا النصوص الواردة في هذه المسألة سنجد فورا قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ. وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا.(36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ. فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا.} (سورة الأحزاب:37؛ وانظر مثلا تفسير ابن كثير؛ والدر المنثور للسيوطي).

عندما نتأمل في هذه الآيات قطعية الثبوت والدلالة والتعليقات التي وردت عليها نجد ما يلي:

أولا: عدد من المفسرين يقولون بأن قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} نزلت لأن زينب ابنة عمة الرسول رفضت الزواج من زيد عندما خطبها النبي صلى الله عيه سلم في البداية. وتؤكد الآية أن زينب نفّذت أمر رسول الله في النهاية. بيد أنه من يستعرض قصة بريرة يرجح أنه عليه الصلاة والسلام لم يأمرها، ولكن خطبها لزيد. فقد ورد  في قصة بريرة أنه اقترح عليها مراجعة زوجها الذي كان مملوكا وكان يحبها وانفصلت عنه بحصولها على الحرية، وذلك بقوله لها " لو راجعتيه. فقالت: أتأمرني يا رسول الله؟ قال: إنما أنا شافع. فقالت: لا حاجة لي فيه."( التمهيد لابن عبد البر ج 3  ص 52؛ الكافي في فقه ابن حنبل  ج 3   ص 31)

ثانيا:  يلاحظ في جميع الأحوال أن زواج زينب بزيد، رغم موقفها الشخصي منه، سواء أكان امتثالا لأمر النبي أم  تقديرا لوساطته، فإن زينب حققت رغبته عليه الصلاة والسلام، وإن لم تتحمل الواقع طويلا فكان الطلاق. فكافأها الله لتعاونها من نبيه في كسر العادة الجاهلية، وذلك  بتزويجها النبي صلى الله عليه وسلم.

والسؤال: أليس هذا دليل واضح لأولي الأبصار أن رب العالمين ورسوله يرفضان كفاءة النسب في الزواج؟

والسؤال الآخر: إذا كان هذا ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام وشرف نسبه لا يدانيه شرف، فهل يتنطع العاقل بشرف النسب ليعضل قريبته مهما كان نسبه شريفا؟ وكيف يجرؤ المسلم على تمزيق الأسرة المسلمة الآمنة وترويعها، مخالفا بذلك أوامر الله وإرادته الشرعية؟ وكيف يجرؤ القاضي الذي يعلم قول النبي "القضاة ثلاثة: قاض في الجنة واثنان في النار". (شرح النووي على صحيح مسلم  ج 12: 14) على تأييد عضل المسلمة الحريصة على صيانة نفسها وعلى السعي  لتحقيق السعادة في الدارين، متبعة شريعة الله وسنة نبيه؟

والدليل الصريح الآخر على رفض الإسلام لهذا المعتقد الجاهلي قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى." (مسند أحمد ج 5: 411) ويقول ابن تيمية "وفى الصحيح أن النبي سُئل: أي الناس أكرم؟ قال: أتقاهم. وورد في السنن أنه قال: لا فضل لعربى على عجمى ولا لعجمى على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى. الناس من آدم وآدم خلق من تراب."(مجموع الفتاوى  ج 7   ص 686)

والسؤال: إذا كان لا فضل لعربى على عجمى ولا لعجمى على عربي، ألا يعني هذا لمن يعرف العربية أنه لا فضل لعربي على عربي وعجمي على عجمي، من باب أولى؟

 

ولعل من المناسب في هذا السياق، توضيح المدلول الذي تخبط فيه كثير من الناس، ومنهم المستشرقون في قوله تعالى { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}.

لقد افترض البعض أن النبي علم بتزويج الله زينب له، قبل أن يطلقها زيد، وهذا ما أخفاه. ونص الآية لا يؤيد هذا الافتراض. واتهمه بعض المستشرقين بأنه رأى زينب بعد زواجها فرغب فيها. وهي تهمة مرفوضة لأن ابنة عمته ليست غريبة عليه، منذ صغرها. ولو كانت لديه رغبة فيها لتزوجها من قبل، والآية صريحة أن الزواج كان أمرا ربانيا ليبطل معتقدا فاسدا كان منتشرا في الجاهلية.

والحقيقة تقول بأن زيدا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي ما يلقاه في حياته الزوجية من عناء ويعبر عن رغبته في الطلاق. فأخفى النبي في نفسه موافقته زيد الرأي، خشية سوء تفسير  الناس هذه الموافقة، وممنيا نفسه بنجاح الزواج إن صبر زيد فقال له {أمسك عليك زوجك}. (دلائل النبوة ج7: 285؛ الطب النبوي ج1: 206-27؛ السيرة الحلبية ج2: 483 – 484) ومن كلام الناس المتوقع قولهم أنه لم يبادر بزواجهما عن قناعة، ولكن مجاملة وأنه ندم فطلب من زيد طلاق  زينب... ويقول حكمت ياسين: "ما كان يخفيه في نفسه ودّ أنه طلقها" لما يرى من شقاء الطرفين بسبب هذا الزواج.(التفسير المختصر الصحيح؛ وانظر كتاب التسهيل للكلبي).

هذا، والله أعلم.

سعيد صيني

sisieny@hotmail.com

 

 

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الجيش والسياسة وذاكرة المصريين


محمد الجوادي







 
يعتقد كثير من المثقفين أن تجربة أحمد عرابي في الثورة والحكم كانت هي الذروة الأولى لما يمكن أن تسمى بالمأساة السياسية الأولى في مسار العمل على إرساء أو تحقيق الأهداف الوطنية، كما يجمع هؤلاء وغيرهم على أن نتائج هذه المأساة كانت بمثابة العوامل الحاكمة للديناميات وحتى الأهداف المشروعة والمتبناة التي فرضت نفسها على وجدان المصريين في العصر الحديث.

صعد أحمد عرابي من الجندية إلى قيادة الجيش بسبب عوامل كثيرة تضافرت حتى ساعدته على هذا الصعود الذي لم يتح لجندي مصري من قبله، ولكن هذا الصعود حمل معه طموحا شديدا دفع عرابي إلى لعب دور سياسي أكبر من تصوراته للسياسة.

وهكذا فإنه انطلق من مطالب يمكن وصفها بلغة اليوم (أو مصطلحات العصر) بأنها مطالب "فئوية" تخص جماعة ضباط الجيش المصري، إلى تبني دعوات سياسية تقليدية من قبيل الدعوة إلى الدستور والبرلمان والوزارة وطرح الثقة وغيرها.

بيد أن قدرات عرابي وخبراته وسياساته وترتيباته لم تكن على المستوى الكفيل باستيعاب الموقف الدولي أو الخارجي (أو الأوروبي على حد تعبير ذلك الزمان)، ولم يكن عرابي واعيا بالقدر الكافي بمدى أو حجم المطامع الأوروبية في مصر.
انطلق عرابي من مطالب يمكن وصفها بلغة اليوم بأنها مطالب "فئوية" تخص جماعة ضباط الجيش المصري، إلى تبني دعوات سياسية تقليدية من قبيل الدعوة إلى الدستور والبرلمان والوزارة وطرح الثقة وغيرها
انتهت ثورة عرابي بدخول البريطانيين مصر غزاة فاتحين منتصرين حاكمين مسيطرين وبتثبيت سيطرتهم، حتى أنهتها الظروف الدولية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية التي انتصر فيها الحلفاء على ألمانيا في الظاهر بينما كانت الحقيقة الموضوعية أنهم كانوا أقرب إلى الوصف القائل بأنهم قد تراجعوا أو انهزموا على جميع الأصعدة الأخرى بسبب الاستنزاف الذي أنهك قواهم تماما.

كان الجيش المصري عقب دخول الاحتلال البريطاني قد أبقي (أو وُضع) عن قصد -والحرب تخطيط- في المحل الذي لا يجاوز كونه جيشا رمزيا، فقد انخفضت قوته العددية والمعنوية والمادية إلى ما يوازي 10% مما كان عليه قبل صعود عرابي وهزيمته.

ولم يكن من الممكن لأي أمير أو زعيم طموح أن يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه في ظل وجود هذه الإمبراطورية البريطانية القاهرة، وفي ظل قبول أو شبه قبول من العثمانيين بهذا الوضع الذي بدا مثاليا على صعيد التوازن الدولي المحسوب والمرعي بدقة بعد كل الأمجاد التي حققها إبراهيم باشا الذي نجح في أن يحقق ما لم يحققه نابليون في بعض الأحيان، وإن كان حظه من المجد الدولي قد ظل ضئيلا.

نعم ظل ضئيلا لأنه كان الابن ولم يكن الأب، ولأنه كان قائد الجيش لا قائد الدولة، ولأنه أخيرا لم يتول الحكم إلا لشهور معدودة لا تكفي لتتويج الملك ولا المجد، ومع هذا فقد ظلت أحلام إنجازات إبراهيم باشا تراود العسكريين المصريين من وقت لآخر.

وفيما بعد نجاح ثورة 1919 فإن الامتداد الفعلي لهذا النجاح الثوري المؤسس لوطنية حديثة إلى مجال الجيش لم يتحقق إلا بمعاهدة 1936 التي سمحت بعناصر كثيرة من التكوين العسكري والدينامية العسكرية.

ويكفي، على سبيل المثال السريع، أن هذه المعاهدة هي التي مكنت عبد الناصر والسادات وكافة ضباط الثورة من أن يكونوا طلبة في الكلية الحربية وأن يتخرجوا ضباطا عاملين، ومن ثم فقد مكنتهم من أن يمارسوا العمل السياسي السري وأن يقوموا بثورة 1952.

لكننا لا نستطيع أن نختزل جهود الحكومات الليبرالية فيما بين 1919 و1952 في صعيد الموارد البشرية وحدها، فقد كانت هذه الحكومات تسابق الزمن في الارتقاء بالعسكرية المصرية من خلال التسليح والتطوير والتدريب والتأهيل والمباني والنظم والمجالس وكل ما يضمن تكوين مؤسسة وطنية عالية الفنية.

ويكفيني في هذا الصدد أن أشير إلى أن وزارة سعد زغلول بدأت في 1924 خطوات جادة في ميدان الطيران، وأن الطيران لقي حفاوة واهتماما على الصعيدين المدني والعسكري منذ مطلع الثلاثينيات، وقد كان التطور الطبيعي لهذا أن دخل الجيش المصري حرب فلسطين ومعه سلاح للطيران، في حين لم يكن سلاح الجو الإسرائيلي قد تأسس بعد، وقد كان التفوق الجوي المصري أحد أسباب الانتصارات المصرية المبكرة في هذه الحرب.
بدأت وزارة سعد زغلول في 1924 خطوات جادة في ميدان الطيران، وقد كان التطور الطبيعي لهذا أن دخل الجيش المصري حرب فلسطين ومعه سلاح للطيران، في حين لم يكن سلاح الجو الإسرائيلي قد تأسس بعد
مع نجاح ثورة 1952 التي ينظر إليها الكثير من المثقفين العرب على أنها انقلاب عسكري أنشأ وضعا جديدا جعل الجيش فوق الجميع في جميع المجالات، ومع أن هذا لم يحدث بين يوم وليلة، فإنه حدث بمعدل سريع لم تشهده مصر من قبل في صعود الطبقات واستقرارها على القمة.

ومن الطريف أن كثيرا من العوامل غير المباشرة قد ساعدت في صناعة هذا الصعود وتسريعه، وليس هذا محلا لمناقشة هذه العوامل بالتفصيل، ولكن يكفي أن أشير إلى ظواهر هامشية فاقت في تأثيرها كل السياسات والتوجهات الجوهرية وذلك من قبيل أن سياسة عبد الناصر في التمصير والتأميم والحراسة والمصادرة قد جمعت بين يديه عددا لا نهاية له من الوظائف المرموقة التي آلت إلى العسكريين.

كما أتاحت هذه القرارات السلطوية عددا أكبر من العقارات التي أصبحت تحت تصرفه هو والقريبين منه بحيث انتقل من شاء من رجال العسكرية ورجال الدولة إلى سكن القصور والشقق الفاخرة دون أي مقابل، وهو الوضع الذي لا تزال آثاره ممتدة حتى يومنا هذا، فلكل من المقربين من عبد الناصر بيت على مساحة فدان في مدينة المهندسين بالقاهرة حيث يصل ثمن الأرض فقط إلى رقم بالمليارات.

وقد كان هذا الصعود المترسخ والمتجذر (دون تجاوز أو مبالغة) في هذين الوضعين بمثابة أكبر دافع إنساني وعملي لحرص العسكريين على مكانتهم الجديدة حتى ليصدق القول إن كثيرين منهم حرصوا على الحكم بسبب المميزات والمزايا التي يوفرها لهم، لا بسبب فكرة مثالية أو غير مثالية استحوذت عليهم، ولا بسبب أي انتماء أيديولوجي أو حزبي أو ديني أو عقيدي.

ومع ما قد يبدو في هذا الأمر من تجاوز فإن واقع الأمر الحقيقي الذي تدركه الجماهير الغفيرة يثبت مدى صواب هذه الرؤية، ذلك أن كثيرا من هؤلاء حرص على أن يظهر نفسه اشتراكيا تماما، فلما انقضى عهد الاشتراكية وجاء الانفتاح كان الشخص نفسه من أكثر المهاجمين للاشتراكية والمتغنين بمزايا الرأسمالية، وقل مثل هذا في موقف الضباط من العلاقات السوفياتية والعلاقات الأميركية والعلاقات العربية حيث تطورت السياسة المصرية، بل تقلبت أيضا من نقيض إلى نقيض.

ومع أن الصورة المفضلة عند الناصريين هي أن مصر تحت حكم العسكريين نجحت في بناء السد العالي، فإن هذا السد نفسه خلق مشكلات لم تكن مرئية، وانسحب هذا على الإنجازات الماثلة الأصغر حجما، وأصبح ظهورها يتوالى مع ظهور حقيقة أن الحديث عن إسهامه في التنمية كان حديثا مبالغا فيه، ومن ثم تحول كل تضخيم سابق لإنجازات الثورة القليلة إلى موقف جديد أقرب إلى السخرية أو الاندهاش من حجم المبالغة، فقد اتضح أن السد الذي قيل إنه يزود مصر بالكهرباء لا يزودها الآن إلا بأقل من 10% من احتياجاتها الكهربائية (الرقم الحقيقي ما بين 6 و7%)، وفي المقابل فإن الدعاية لهذا السد جعلت الأفارقة منذ الستينيات يبحثون عن فرصة لإقامة سد، وكان هذا هو الدافع الجوهري في قصة سد إثيوبيا بدءا من 1964، وكأن السد كفيل بأن ينعم الحاكم (أي حاكم) بما نعم به عبد الناصر من زعامة ومجد.

في كل الأحوال فإن الإنجازات التي كثر الحديث عنها في الحقبة العسكرية الأولى، أي الناصرية، كانت ولا تزال مدينة للإعلام.
كان الإعلام الذي ضخم من إيجابيات الحكم العسكري وستر عيوبه كفيلا بأن يخلق من الزي العسكري أسطورة تحوّل مرتديه إلى عبقري لا لشيء إلا لأنه يرتديه
بقيت كلمة أخيرة في هذه المساحة المحدودة، وهي أن الإعلام الذي ضخم من إيجابيات الحكم العسكري وستر عيوبه كان كفيلا بأن يخلق من الزي العسكري أسطورة تحول مرتديه إلى عبقري لا لشيء إلا لأنه يرتديه.

ومع أن الزي العسكري المصري كان محلي الخامات ومحلي الصناعة فإن هذه الروح الطاغية في تقديره وصلت أعلا مراحلها في الستينيات حين أصبحت كل الوزارات والمحافظات والهيئات والشركات والسفارات في أيدي العسكريين، وتراجع المهنيون جميعا إلى المحل الثاني والثالث.

وربما تلخص القصة التالية ما وصلت إليه الأمور في ذلك الوقت، فقد استضاف أحد السفراء المصريين من ذوي الأصول العسكرية السيدة أم كلثوم أثناء زيارتها للبلد الذي كان سفيرا لمصر فيه، وحدثها عن ذكاء ابنه واجتهاده، وكان للابن نصيب كبير من شهادة أبيه، ثم سألها الرأي، أيهما أكثر مناسبة للابن ولمستقبله أن يكون طبيبا أم أن يكون مهندسا، وهو سؤال تقليدي في العائلات المصرية.

ولكن المطربة المعجزة الفطنة بحاستها وقتها وروحها المرحة قالت لمضيفها الضابط السفير في جدية ظاهرة: الأولى أن تلحقه بالكلية الحربية أولا، فإذا تخرج منها كان بوسعه أن يختار هل يكون طبيبا أم يكون مهندسا.
المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


الكراهية إذ تحرف البوصلة ..

محاولة فحص لهجوم محمد السيف على زياد الدريس ..

نادر بن عبدالعزيز ال عبدالكريم



 

 

عندما تلوح في الأفق الثقافي مقدمات لمحاكم تفتيش ضد تيار فكري معين كالإسلاميين، ينقسم عادة خصومه الفكريين إلى مواقف كثيرة في هذا الحدث الكاشف جدا عن معادن الرجال و شرف الخصومة: فمنهم الكبار أصحاب المبادئ و الرقي الأخلاقي الذين تمنعهم عقولهم ومروءتهم من استغلال الجو العام المشيطن لخصومهم في ظلمهم ثقافيا أو الإعانة على ذلك، و إن احتاجوا له في تلك الظروف فبعلم و عدل و أدب و تحفظ يمنع استغلاله لمآرب أخرى. يقابلهم آخرون يستغلون الموقف لتصفية حسابات ثقافية و انتقام و ثأر فكري موهوم  مستخدمين الغمز و اللمز تارة ومتبرعين بلوائح ادعاء جائرة خادعة تارة أخرى . وبين هذين الموقفين أشتات كثيرة من النَّاس، كل منهم يقف في مكان إحداثياته نتاج معادلة معقدة  مدخلاتها علمه وثقافته وعقله وأخلاقه وبيئته ونشأته و ضبطه لشهوات نفسه وغير ذلك .

ليس معيبا أبدا أن يخطئ المرء في معلومة معينة أو تقدير موقف، لكن المرفوض حقا أن  يتعامل مع غيره بالعقلية "الاستراحاتية الشللية" لمزا و تشويها و نبشا وملاحقة للزلات و إفراغا لحمولة الكراهية. و إلا فما الفائدة من قراءة وبحث وكتابة سير الكبار إن كان المرء لن يستفيد كثيرا من سموهم الفكري و تعاملهم الراقي مع المخالف الفكري و ألفاظهم المهذبة و تباعدهم عن نقد الشخص إلى نقد الفكرة . 

الأستاذ محمد السيف "صحفي مختص بكتابة السير" له رصد مميز لسيرة الطريقي -رحمه الله- و جهود مشكورة في تدوين سير و مواقف الرواد السعوديين الأوائل . وهذا مجال مهم جدا ليقرأ الجيل الجديد قصص النجاح الباهرة لأقوام عانوا شظف العيش و تغلبوا على عقبات الحياة مهدين لوطنهم الكثير من الإنجازات و العطاءات و الأخلاق العالية الرفيعة .

في حواره التويتري الأخير مع الأستاذ زياد الدريس، ابتدأ السيف بالغمز واللمز بلا داع ولا مناسبة ولم يكن منصفا مع أبي غسان، بل اقتطع من مقاله ما يوافق هواه في تشويه الصورة . و قد رد عليه الأديب اللماح حسين بافقيه بنصيحة راقية الأسلوب كعادة الكبار بأن هذا توقيت غريب و مريب راجياً ألا تكون "محاكم تفتيش" ! و هي فعلا بوادر محاكم تفتيش فكرية للإسلاميين يتداخل فيها بشكل ظاهر محاولة انتقام و ثأر من النتائج " المؤلمة الموجعة" لمعركة الإسلاميين و الحداثة كما وصفها السيف ذات مقال.

  الملاحظ أن ميزان السيف في رصده و أرشفته غالبا ما يكون مائلا ضد تيار فكري معين فيخفي حسناتهم و يبزر أخطائهم بشكل غريب ملفت للنظر ، وربما ذر الرماد في العيون بشئ قليل يوحي بالحياد و الموضوعية و يكون راية يرفعها كلما رُمي بقلة الإنصاف وضعف الموضوعية. وهو يمارس هذا التشويه و الانتقائية تحت جُبّة نشر الأرشيف الثقافي و عمامة رصد التاريخ الفكري ، و ما علم وفقه الله أن وعي المتابعين ارتقى كثيراً و اكتشف هذا التذاكي، فالتاريخ من السعة بحيث يختار الناظر فيه من الحوادث ما يوافق هواه ليطلق الحكم الذي بيّته بليل. وحوادث التاريخ كمئات الحبات الملونة من أحلك السواد إلى أنصع البياض، لكن البعض هداهم الله لا ينظمون منه إلا العقود السوداء في حق مخالفيهم.

و كم هي بليغة كلمة الأستاذ بافقيه حين بلغت الكراهية و التنبيش مداها عند السيف و قدم لائحة إدعاء مبكرة لمحكمة التفتيش المنتظرة ، حاول فيها إدانة الدريس حسب تصوره، قال بافقيه : إذن هنا تجاوزنا "الأرشفة"،  ولما حاول السيف رفع رايته البالية من كثرة الاستخدام رد بافقيه بلغة يختلط فيها اليأس بالأمل: أرجو ذلك . و تكرار الرجاء من بافقيه رسالة بليغة لم يلتقطها السيف ربما بسبب اندفاعه الشديد.

" أراك أبعد ما تكون عن الإنصاف و الموضوعية ، ذلك أنك تريد أن نساهم معك في تغييب وجه آخر لك!" هكذا يرى السيف الإنصاف و الموضوعية في هذه الجملة المتورمة بالاتهام و سوء الظن والفهم المعكوس، فبدلا من يسرد السيف ابتداءً كل تاريخ زياد بصوابه الكثير و خطأه القليل يغمزه و يلمزه، ولما طالبه زياد بالإنصاف فقط رد منفعلا بطريقة "ساداتية" مراوغة: أتريد أن نساهم معك في تغييب وجه آخر لك!

و في حين تورع زياد عن الخوض في مستنقع المهاترات ، يواصل السيف معركته داخله يبارز الهواء بنَفَس انتقامي متوتر جدا واتهام بتعدد الوجوه و تساؤل "شاطح" عن مؤهلات زياد التي أوصلته لليونسكو ! وهذه شخصنة بعيدة عن صلب الموضوع تبين النفسية التي يحملها السيف و ينطلق منها تجاه من يخالفهم في الرأي. و تبين كذلك طريقة تفكير السيف التي تخلط عباس على دباس في هذا الحوار الثقافي و كأن المهم كيف "تؤلم" خصومك؟ لا كيف تستفيد من الحوار مع مخالفيك؟  والثانية بلا شك راقية رفيعة.

يواصل السيف القصف العشوائي في كافة الاتجاهات و ينشر كراهيته بعبارات من نوع : محدود الأفق ، مندوب الإسلاميين " الذين يدعون الوطنية وولائهم للمقطم" في الصحافة السعودية ، يحرم فتاة سعودية من العمل في اليونسكو لأنها ليست صحوية ! من نقلك من مختبرات الصحة إلى التربية و التعليم؟! مثقل بحمولة أيدولوجية ( وهذه الأخيرة مضحكة إذ يبدو السيف كملاك طاهر يشع بالتسامح وينشر المحبة و السلام بلا أي "كونتينرات" ايديولوجية !) . و يترفع زياد مرة أخرى بثيابه النظيفة عن الخوض في الوحل إذ يفترض في محاوره رقي الخلاف و حكمة الحوار ، و يرد مدافعا عن نفسه واضعا يده على الجرح : هل هذه أرشفة ثقافية أم غضب تاريخي ؟ ولأن السيف حاد عن الإجابة الصادقة فأنا أجيب : بل هي انتقائية مقيتة وكراهية فكرية و حقد ثقافي !

موجة التغريدات الثانية و الثالثة  للسيف قربت القارئ أكثر من (عقدة السيف الثقافية) التي تحركه و كشفت كذلك عن مستواه الأخلاقي و انفعاله الغريب و نَفَسه المتشنج عبر: اتهامات طائشة بأن زياد انتهازي ذو أوجه متعددة و لف و دوران! لماذا لا ترتوت لي و لا تقبل الخلاف حول فكرك؟  الترابي أستاذك فاشفع لنا عنده ! أنت أصولي عقدي مغالي مناهض للوطن مؤمن بالمفاصلة الشعورية "القطبية"! سأكشف ما تحاول إخفاءه من فكرك "البطّال"!  مخادع مراوغ تحاول احتوائي حتى لا أكشفك و أعريك فأنا قوي جدا كتبت سيرة الطريقي! تتخلق بالكراهية وتتربص بالناس و تتأبط الشر لهم ! تقول عني راصد ثقافي و عند الحديث عنك نفيت أن يكون أرشفة ! وهذه الأخيرة فهم غريب ربما سببه التوتر والاحتقان لأن زياد يطلب منه الإنصاف فقط ، لكن السيف في هجومه كان  كمن يصرخ قد اشتعلت في ثيابه النيران هائجا محمرا وجهه: زياد إسلامي بل إخواني بل قطبي ترابي أقيموا عليه حد مناهضة الوطن يا قضاة التفتيش الفكري! وهو في هذا يهرول في اتجاه واحد والأنوار خافتة لا تتيح لي الرؤية بشكل جيد ما لم يتمهل و يركد . 

 في الموجة التغريدية الثالثة أيضا تضح (العقدة الثقافية) المحركة للسيف بشكل أكبر و تضح معها الديكتاتورية الفكرية  مبتغيا من زياد أن ينسلخ من أفكاره كلها لأنها فقط لا توافق المقاييس و المعايير "السيفية" ! و لا يريد أن يبقى لها أدنى أثر في قمة تقمص الدور الستاليني ! و تعود أيضا توهمات السيف التي يبني عليها اتهاماته حول كتب و مقالات زياد ، ثم يقفز في مشهد مخز من نقد الفكرة إلى الشخصنة و غمز و لمز لإدريس أخ زياد و "الحقود النمام" صديق زياد و الملفى المعتاد مؤهلات اليونسكو . و يختمها كالعادة بالفهم المعكوس: لماذا تفخر بإرشيفك و فيه هفوات و زلات كبرى؟ و لست أدري كيف أشرح الأخيرة إن كانت حقا أعمته عنها الكراهية . و كأن الزلات الكبرى تمنع أن يقوم المرء بحسنات كبرى أيضا و كأننا لم نتعلم يوما ما في الابتدائية أن الرجوع عن الخطأ "خيرٌ" من التمادي فيه وأن الاعتراف بذلك من شيم الكبار.

 قد يفقد المخالف الفكري العاقل الرصين الإنصاف أحيانا إذا تحدث عن مخالفيه وهو معذور في هذا لطبيعة النفس البشرية. فما بالك إذا المخالف أقل عقلا و حكمة و رزانة ؟ هل ترجوا منه إنصافا كبير وأمانة علمية و دقة في التوصيف و الرصد؟  أم هل ترجوا منه حكمة و إرشادا حميدا للأجيال الجديدة و إضافة راشدة لعقولهم الغضة و قلوبهم النقية؟

 الكراهية الثقافية ، الإقصاء للمخالف في الرأي ، الشخصنة البالغة التي تترك نقاش الفكرة إلى الغمز و اللمز، الفهم المعكوس ، الاتهامات الطائشة المتدنية المستوى لحد الشتم، الانتقائية و تحريف أقوال خصومه و تشويهها، افتقاد الحكمة و الرصانة و الإنصاف ، هذه ثيمات ظاهرة في محمد السيف حين ابتدأ الحوار و أثار الغبار في هذا الاشتباك، وظاهرة كذلك في طريقة إدارته له . من الثيمات الواضحة كذلك أن السيف يُسقط لا شعوريا أخلاقه في هذا الحوار على خصمه: تتخلق بالكراهية وتتربص بالناس و تتأبط الشر لهم ، أصولي عقدي مغالي مؤمن بالمفاصلة الشعورية مع المختلف عنهم فكريا ، وهي صفات كما ترى تنطبق عليه حذو القذة بالقذة .

يبدو لي أن "العقدة الثقافية " الكبرى عند محمد السيف و الهاجس المحرك المؤثر على بوصلته الفكرية جاعلا كتاباته كالطالب الذي يرد كل القضايا في العالم إلى "الجمل لأن الجمل سفينة الصحراء ... الخ" ، هذه العقدة هي معركة الحداثة ، وحمولة الكراهية و "الكربلائية " التي يحملها السيف سببها نتائج هذه المعركة و تداعياتها و ما حصل فيها من تجاوز فكري و ثقافي و اجتماعي غير مرضي من كلا الطرفين كعادة المعارك الكبرى، و مع أن الكبار الذين كانوا في قلب المعركة تجاوزوا كثيرا من آثارها السلبية بعد أن برد العقل و هدأ الفكر،  لكن البعض أصبحوا بعدها أكثر كراهية  خصوصا إن كانوا يظنون النهاية " موجعة مؤلمة" كما وصفها السيف في أحد مقالاته،  واللفظان الذي استخدمهما السيف كاشفان جدا فوجع المريض وألمه ينقله إلى دركات من النظرة السوداوية للحياة و المجتمع الذي نعته السيف ذات تغريدة : بالمتخلف الذي يحكمه الإسلاميون و يسيطرون عليه، ومع أنهم يمثلون بأطيافهم شريحة كبيرة من المواطنين بحسب السيف نفسه، مع ذلك فإنه ينتكس و يفقد اتزانه إذا جاء ذكرهم ليبلغ قاع الكراهية و الإقصاء والصلافة الفكرية .

سيظل هذا المجتمع -قبل معركة الحداثة و بعدها- متعدد الطيف الفكري و إذا ما تعاملت هذه الأطياف مع بعضها بالعلم و العدل و الأدب فسيرتقون جميعا . أدرك هذا الكبار و العقلاء من تجربة معركة الحداثة فثبتوا على صحيح أفكارهم و اعتذروا عن أخطائهم و نشروا ثقافة التسامح و المحبة و الإنصاف و الإعذار بين الأجيال الجديدة متسامين على ما لحقهم من أذى ، فيما بقي آخرون يهرولون في جمع بقايا فحم المعركة ورمادها ليسودوا قلوبهم وعقولهم ثم ينفثوه فيرتد على وجوههم و ينقلب البصر خاسئا وهو حسير.



نادر بن عبدالعزيز ال عبدالكريم

الرياض 12/11/1434

n.alabdulkareem@gmail.com

 

 



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



ولي العهد السعودي: المراهنون على زعزعة استقرارنا خسروا من الجولة الأولى
الرياض: الشرق الأوسط -
ولي العهد السعودي: المراهنون على زعزعة استقرارنا خسروا من الجولة الأولى
تحتفي المملكة العربية السعودية، اليوم، بيومها الوطني الـ83، وسط مكتسبات مطردة في كافة الأصعدة.
وقال الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إن ضمان الاستقرار وديمومته في الدول «لا يأتي بالتمني، بل بالعمل الجاد لإقامة العدل بعمل منهجي منظم يقوي مؤسسات القضاء وأجهزة الرقابة ويفعل أدوات رصد الفساد ويعزز مبادئ النزاهة وينشر ثقافتها ويضمن بالتشريعات والأنظمة والقوانين حقوق المواطنين وكرامتهم وأموالهم وأعراضهم».
وأضاف أن «المراهنين على زعزعة استقرار دولتنا خسروا من الجولة الأولى، وكل من راهن على ضعف ولاء المواطنين لبلدهم فشلوا منذ اليوم الأول، نسي هؤلاء كلهم أن ركائز الدولة مشتركة مع قيم الأفراد، وأن هذه الدولة قامت على سواعد أجدادهم فصنعوا الوحدة وحافظوا عليها في بلد صالح يواصل تحكيم شرع الله وإقامة العدل وحفظ الحقوق».
من ناحيته، قال الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين: «نعيش بأمن واستقرار ليس لهما مثيل.. متآخين متعاضدين كالجسد الواحد في الوقت الذي نرى فيه العالم من حولنا تعصف به النزاعات والصراعات ويتجرع أفراده مرارة تلك النزاعات»، وأضاف أن «نعمة الأمن والاستقرار لا يعيها ولا يعرفها إلا من افتقدها».
وهنأ أمراء المناطق السعودية والعلماء وكبار المسؤولين القيادة السعودية باليوم الوطني، في حين تأهبت مدن ومحافظات البلاد ببرامج وفعاليات متعددة للاحتفاء باليوم الوطني، وجهزت الساحات والميادين والصالات الرياضية لاستقبال المواطنين وتهيئة أجواء تليق بهذه المناسبة.


......................................



الأسد: نحتاج لسنة ومليار دولار لتدمير الكيماوي



 قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن بلاده قبلت التخلي عن ترسانتها الكيماوية بموجب المبادرة الروسية وليس خوفا من التهديد الأمريكي، على حد قوله.

 وأعرب عن استعداده لتسليم تلك الأسلحة إلى أي دولة قادرة على التعامل معها، مقدرا الحاجة إلى مليار دولار وسنة من العمل للتخلص منها.

وقال الأسد إن بلاده بانضمامها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية تكون قد وافقت على تدمير ترسانتها من تلك الأسلحة، نافيا أن تكون بلاده قد أنكرت في السابق امتلاكها لهذا النوع من الأسلحة. كما أكد أن التخلص من تلك الأسلحة "عملية معقدة تحتاج الكثير من المال" مقدرا أن يستغرق الأمر قرابة عام كامل وبكلفة مليار دولار.

وتابع الأسد، في المقابلة التي أجراها مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، ردا على سؤال حول ما إذا كان يمانع بتسليم ترسانته الكيماوية إلى الولايات المتحدة، بالقول: "ليس لدينا أي شروط فيما يتعلق بإرسالها إلى أي مكان. إذا كانت ستدمر.. يمكن أن تدمر في أي مكان. كما قلت.. إنها ضارة جدا بالبيئة.. فأي بلد مستعد للمخاطرة المتعلقة بهذه المواد.. يمكنه استلامها".

ونفى الأسد أن تكون بلاده قد تراجعت تحت وطأة التهديدات العسكرية الأمريكية، مضيفا أن دمشق "لم ترضخ يوما للتهديد" وإنما "استجابت لمبادرة روسية", على حد وصفه.

وحول هجوم الغوطة الكيماوي، قال الأسد إنه يتفق مع التقرير الدولي الذي أشار إلى استخدام غاز السارين، ولكنه كرر اتهام المعارضة بالوقوف خلق العملية.

وتتهم التقارير الدولية الحكومة السورية بالمسؤولية عن الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق، الذي خلف مئات الضحايا بينهم أطفال.
وفي شأن متصل, عبر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة عن اعتقاده بأن الحكومة السورية ما زالت لها السيطرة الفعلية على أسلحتها الكيماوية.

وقال الجنرال مارتن ديمبسي إنه من المتوقع أن تكون دمشق قادرة على نقلها إلى المفتشين الدوليين لتدميرها برغم الحرب الأهلية المستمرة.

وأضاف "الدلائل في المرحلة الحالية تشير إلى أن النظام يسيطر على مخزوناته".

لجينيات


....................................................................



الدعوة السلفية في مصر : لجنة تعديل الدستور تضم أغلبية متطرفة من الليبراليين واليساريين والمعادين للإسلام ؟

الدعوة السلفية في مصر : لجنة تعديل الدستور تضم أغلبية متطرفة من الليبراليين واليساريين والمعادين للإسلام ؟

وجه نائب رئيس الدعوة السلفية بمصر، ياسر برهامي، الجمعة، انتقادات شديدة للجنة الخمسين المكلفة بمراجعة المقترحات التي وضعتها لجنة العشرة من الخبراء الدستوريين لتعديل الدستور.

وقال برهامي مقالا نشر على موقع "صوت السلف" الناطق باسم الدعوة السلفية بالبلاد: "بعد 30 يونيو/ حزيران 2013 جاء القرار بأن اللجنة التي تعد التعديلات الدستورية وتناقشها ستكون بالتعيين من رئيس الجمهورية المؤقت المعيَّن أيضًا بخطاب القوات المسلحة في الذي لم يتضمن نصًّا صريحًا في طريقة تشكيل اللجنة 'لجنة الخبراء، ولجنة الحوار المجتمعي' التي جاءت بمنزلة الهيئة التأسيسية."

وأضاف: "جاء التعيين صادمًا بخلاف المعايير؛ حيث تم تعيين عضو واحد فقط من حزب النور وتعيين عضو آخر لا يمثـِّل أي حزب من الأحزاب الإسلامية، ولم يرشحه أي منها، وتكونت أغلبية مطلقة من خلال اختيار أشخاص لهم انتماءات سياسية وفكرية وحزبية واضحة غاية الوضوح، معروفة بالليبرالية والليبرالية المتطرفة، واليسارية واليسارية المتطرفة، شديدة العداء لكل ما هو إسلامي."

وألقى برهامي الضوء على عدد من الجوانب كان أبرزها: "ومهما كان عدد الخارجين في 30 يونيو/ حزيران... فإنهم لم يكونوا يطالبون بإسقاط الدستور، ولا أعطوا أحدًا تفويضًا بذلك، وإنما طالبوا برحيل الدكتور مرسي والإخوان، فمن أين لكم أن تجنوا كل هذه الجنايات على الهوية الإسلامية والمجتمع المصري، هل تضعون دستورًا لأنفسكم أم للشعب المصري؟ وهل تعبِّرون عن وجهة نظركم الشخصية أم أنتم ممثلون للشعب المصري؟!"

وقال: "جاء عمل لجنة العشرة معدلاً في المادة الرابعة وحاذفـًا قيد الانضباط بمقومات الدولة والمجتمع في المادة 81 ولا أدري هل يريدون هدم مقومات الدولة والمجتمع أم إهمالها في مقابلة الحقوق والحريات الفضفاضة الألفاظ والتطبيقات؟!"

زأشار: "ومن أخطر الاقتراحات: حذف كلمة 'مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود' ووضع كلمة غير المسلمين بدلاً منها؛ والتي تعني بوضوح قبول الأديان غير المنسوبة إلى السماء كالبهائية والقاديانية والبوذية، وعبادة الشيطان في هذا العموم."

وأختتم برهامي مقاله بـ" أفيقوا قبل فوات الأوان، قبل ألا تجدوا أحدًا مخلصًا لله مريدًا مصلحة الوطن، حريصًا على وحدته واستقراره، ناصحًا للجميع بلا أجر من مال أو منصب أو شهرة يقف معكم ويسير معكم."

...........................................................

المعارضة السورية ترد على تونس : لايوجد " مجاهدات النكاح " في مناطقنا

المعارضة السورية ترد على  تونس : لايوجد


نفى مسئولون فى الجيش السورى الحر وجبهة النصرة، أى وجود لـ"مجاهدات النكاح" فى المناطق التى يسيطرون عليها، كما نفوا تصريحات لوزير الداخلية التونسى حول توجه عدد من التونسيات إلى سوريا للمشاركة فى ما يسمى "جهاد النكاح" مع مقاتلى المعارضة.

وقال العقيد قاسم سعد الدين، عضو القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، والقائد العام لجبهة تحرير سوريا، إن ما يتم الترويج له من موضوع "جهاد النكاح" لتونسيات فى سوريا لا يتعدى أن يكون "فبركات إعلامية أو لبس"، وأن ذلك يعد عند الجيش الحر "زنا كامل الأركان وليس جهاداً".

وصرّح وزير الداخلية التونسى، لطفى بن جدو، بأن تونسيات ذهبن إلى سوريا ومارسن الجنس هناك تحت مسمى "جهاد النكاح" وعدن حوامل جراء تلك الممارسات، دون أن يكشف عن وقائع محددة.

وأضاف الوزير، خلال الجلسة العامة للمجلس الوطنى التأسيسى (البرلمان المؤقت)، الخميس الماضى، أن "بنات يمارسن الجنس مع 20 و30 شخصًا فى سوريا ويعدن حوامل نتيجة تلك الاتصالات الجنسية تحت مسمى جهاد النكاح".


.....................................................

الزهراني والبلوشي يطالبان بسرعة التحرك والتصحيح

«فيفا» يلغي «العربي» ويستبدلها بـ «الفارسي»

علي الزهراني

علي الزهراني

إبراهيم بن محمد من الرياض

أصبح موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يسمي الخليج العربي بالخليج الفارسي، حيث ألغى اسم العربي من صفحته نهائيا، واستبدلها بكلمة "الفارسي" حتى عبر صفحات معلومات الدول العربية المطلة عليه، وهي: السعودية، الكويت، قطر، البحرين، والإمارات رغم أن تلك الدول تشير إلى اسم العربي في جميع مسمياتها الرسمية والودية.
وعبّر الزميل علي الزهراني مشرف موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم الإلكتروني عن استيائه لهذا العمل، معتبرة إياه خطأ يجب تصحيحة من وجهة نظره، وقال "لن يتم السكوت على خطأ هكذا، سنقوم بما نستطيع عمله".
وأوضح الزهراني "ستتم مخاطبة الأمانة العامة في الاتحاد عاجلا وإفادتهم بهذا الخطأ في الموقع الدولي من أجل مخاطبة الاتحاد الدولي بصفة رسمية لمعالجة وتصحيح الخطأ وإفادتنا كذلك عن سبب الإلغاء".
في المقابل، ناشد الباحث الكويتي حسين البلوشي، الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ورؤساء الاتحادات الخليجية بسرعة تقديم مذكرة احتجاجية بطريقة دبلوماسية إلي السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم علي عدم اعتراف "فيفا" بتسمية الخليج العربي، تسميته الإقليمية الدولية الحالية واعتماد تسميته الخليج الفارسي.
الاقتصادية

........................................................................
علي جمعة للقرضاوي: أصبت بالزهايمر وما يصدر عنك لا يعد علما
  وكالات مصر
الدكتور علي جمعة
هاجم الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين قائلاً " أنت أصبت بتصلب الشرايين والزهايمر وبلغت 86 عاماً وليس لك دخل في مصر".
 
وأضاف جمعة - خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية منى الشاذلي ضمن برنامج "جملة مفيدة" مساء الاحد " نحن ننصحك، أنت رجل مريض، عفاك الله، وكل ما يصدر منك لا يعد علماً ولا تقوى وأدعو لك بالشفاء.
 
وأكد على أن ما صدر من القرضاوي لن يعفيه من المسائلة القانونية، ولن ينجيه سوى أن يملك الشجاعة ويخرج للناس ويكشف عن مرضه، فليس على المريض حرج.
 
وأوضح الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، حقيقة ما حدث معه بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة حيث كان يناقش رسالة دكتوراة لأحد الطلاب، عندما قام مجموعة من الشباب بالهتاف ضده، وإمتد الهتاف للسباب والمطالبة برحيله، وقال أن مناقشة الرسالة استمرت وهؤلاء الطلاب تلقوا اتصالات وتوصيات من قيادات الإخوان لكي يفعلوا ذلك أمام جموع الطلاب.
 
وأضاف جمعة " كنت أتمنى أن يستمع الناس للشتائم القذرة التي علمها قيادات الإخوان للشباب، لقد صورناهم من البداية للنهاية، ولم أغادر مكاني وأكملنا المناقشة لمدة 3 ساعات، وأعطينا الطالب درجة ممتاز.
 
وشدد الدكتور علي جمعة على أن جماعة "الإخوان المسلمين عليها أن تعيد تنظيم وهيكلة القيادات لتعرف كيف تربي شبابها في المستقبل، مشيرا إلى أن شباب الإخوان يستحل الكذب والقيادة الفاسدة هي السبب.
الدستور الأصلي


.............................................



طلاب جامعة القاهرة يطردون علي جمعة: "شيل العمة شيل.. عرفنا إنك عميل"


مفكرة الإسلام : حاصر طلاب جامعة القاهرة الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق - اليوم الأحد حتى أجبروه على الرحيل من الجامعة، وطاردوا سيارته هاتفين: "شيل العمة شيل، عرفنا إنك عميل" و"بره يا قاتل".

وبحسب "المصريون", فقد حاصر الطلاب المفتي السابق داخل مبنى كلية دار العلوم التي تصادف وجوده بها خلال تظاهرات تضم الآلاف من مؤيدي الشرعية بالجامعة.

ونظم الآلاف من طلاب الإخوان مسيرة حاشدة داخل جامعة القاهرة للتنديد بـ"الانقلاب العسكري"، والمطالبة بالقصاص للشهداء من زملائهم الطلاب الذين قتلوا أثناء فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة، محملين الدكتور علي جمعة المفتي السابق مسئولية تلك الدماء بعد فتواه التي أحل فيها مهاجمة المعتصمين والتحريض عليهم.

وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين ومن بينهم محمود الشوربجي وعبد الرحمن رفعت من كلية دار العلوم.



......................................................



فوضى عارمة في الموقع.. والأمن يقبض على شاب والبقية يفرون

شبان يغلقون طريق الكورنيش بـ"جدة" ويتراقصون على أنغام الموسيقى

شبان يغلقون طريق الكورنيش بـ"جدة" ويتراقصون على أنغام الموسيقى
إبراهيم الحذيفي- سبق- جدة: أغلق مجموعة شبان طريق الكورنيش بمحافظة "جدة" مقابل ملاهي "الأمواج" في وقت متأخر من ليل الأحد، بعد أن نزل عدد كبير منهم إلى الشارع العام للتراقص على أنغام الموسيقى.
 
وتجمع عشرات الشبان مما أدى لنشوب فوضى عارمة في الموقع، وتدخل رجال الأمن وقبضوا على شاب في الموقع، في حين لاذ البقية بالفرار، والبحث جارٍ عنهم.

..................................................................
 

بين السلفيه والدين..

عبدالعزيز السماري

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الانغلاق والممانعة ضد التطوير، وعن علاقة ذلك بالسلفية، وهو ما يثير التساؤل الأهم، هل الدين المحض هو السلفية؟، أم هما شيئان مختلفان؟، يلتقيان في بعض الأصول، لكنهما يختلفان في كثير من المواضع، وقد أستطيع القول في المقدمة أن مختلف مجتمعات العالم مرت في حالة سلفية، قبل العبور نحو المستقبل، لذلك تمثل السلفية الحالة التي تعتري الإنسان عند القرب من حدوث متغيرات كبرى في حياته، مما يجعله يعترض على تلك التغييرات بمزيد من دعوات المحافظة على الأصالة والماضي.

لكن في الحالة السعودية يعد التفكير السلفي حالة متضخمة لدرجة قياسية عند مقارنتها بالمجتمعات الأخري، وصلت إلى أن تكون في كثير من المراحل الزمنية الأخيرة عائقاً ضد التطور، ولولا تدخل القرار السياسي لما تقدمنا قيد أنملة نحو بعض مظاهر العصرنة في الزمن الحاضر، ولن أحتاج إلى طرح أمثلة، فالتاريخ الحديث للوطن يحكي تلك الصراعات في مشاهد واضحة، وفصول الصراع مع تعليم البنات والاستعانة بالخبرات الأجنبية وفتح البنوك توضح تلك المنعطفات.

لذلك يرى البعض أن السلفية منهج دفاعي في العقل الإنساني ضد الأمور المحدثة، وفيها دعوة للتقيد بنماذج الأمس وبالتقاليد الأصيلة التي كانت مصدراً للاستقرار السلطوي في حياة الإنسان في الماضي، في حين أن الدين منهج رباني يدعو لتطهير الإنسان من الخزعبلات في العبادة، وإلى تنقية العلاقة بالله عز وجل من الرموز الوثنية أياً كانت، لكنه في الجوهر لا يوقف مسيرة الإنسان في البحث عن وسائل أفضل في الحياة، وعن الدعوة للتفكير في ابتكار الأشياء الجديدة.

والأدلة على ذلك كثيرة، يأتي في مقدمتها على سبيل المثال الموقف من الرق والعبودية والتي كانت مشروعة في سالف الأيام، وبالتحديد في الأزمنة التي نتمسك بها كحالة نموذجية للحياة، لكن عندما وصل العقل المسلم إلى قناعة أنها لم تعد صالحة في هذا الزمان، وأن الرق يمثل خروجاً عن الفضيلة الإنسانية، يستحق فاعلها العقوبات، تم إلغاءها، ولهذا لا نسمع في الوقت الحاضر دعوات للعودة لممارسته لحجة أنها مشروعة في زمن السلف.

لذلك تدخل كثير من الممانعات ضد التطوير في الوقت الحاضر ضمن منهج التفكير السلفي الذي يخاف إلى درجة الرعب من التغيير، في ظل عدم وجود تأصيل شرعي لتلك الممانعات، ومنها المثال الأشهر وهو الموقف من قيادة المرأة للسيارة، ومن عملها في الحياة العامة، والذي يعتبر حالة سلفية بامتياز، لأنه قرار يفتقر للنص الشرعي، لكنه تم استدعاء تحريمه بسبب الخوف من حدوثه، ويدخل في ذلك كثير من المتطلبات الاقتصادية والسياسية والإدارية، التي تواجه ممانعة عقلية في ظل عدم وجود تأصيل شرعي يمنع التقدم نحوها.

يدخل في ذلك أيضاً الموقف من الإنجاز كمعيار للأفضلية في المجتمع، والذي يواجه أيضاً ممانعة سلفية عقلية، لذلك تم استدعاء القبيلة والعائلة والموروثات الاجتماعية والثقة كحالات سلفية تمانع أن يكون الإنجاز هو معيار النجاح والتفوق في المجتمع، لهذا السبب تم استدعاء التاريخ الشعبي بكل رموزه ومفرداته من أجل ترتيب مقاييس الأفضلية في المجتمع، وتم تمجيد القبيلة كحالة سلفية محمودة، وتم إعادة رسم أشجار العائلات، وتاريخها من أجل نيل الثقة وامتياز التفوق، وذلك ليس حالة خاصة بالمجتمع السعودي، وقد مرت فيها دول غربية.

لفت نظري دراسة حديثة تتحدث أن نسبة الملحدين في المملكة العربية السعودية! تضاهي نظيرتها في بلد أوربي غربي مثل بلجيكا..!، وتصل إلى نسبة 6 في المائة، وهو ما يعني أن على رموز السلفية مراجعة الخطاب الديني والعمل على تفريغه من التقاليد التي تحولت مع مرور الوقت إلى أصول لا يصح تناولها، في حين أن الدين الحنيف بريء من كثير من تلك المواقف المتشددة من التطور في الحياة العامة.

لهذه الأسباب لابد من التعامل مع السلفية كحالة اجتماعية متضخمة، تستحق المراجعة في كثير من الأمور، لكن بشيء من الحذر، لأن الاستسلام لها، أو مواجهتها بتطرف قد تولد ردة فعل اجتماعية، قد تصل إلى حالة الكارثة، مع التأكيد أن الموقف من بعض ممانعاتها لا يعني على الإطلاق أنه موقف من الدين الحنيف، والملاحظ أن الأجيال الجديدة تبدو في بعض ممارستها خارجة عن التفكير السلفي بسبب التعنت في الدفاع عنها من قبل بعض رموزها، ونتمنى ألا تتطور تلك المواقف المتمردة منها إلى متغيرات لا يحمد عقباها.


.................
سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




وما ذنب الأسلحة الكيميائية؟!



أبو لجين ابراهيم


كانت طبول الحرب تقرع وتصم الآذان, من قبل الولايات المتحدة الأمريكية, وبعض القوى الغربية لمعاقبة نظام بشار الأسد على قتله المئات من شعبه في مدينة الغوطة بالسلاح الكيماوي, قبل عدة أسابيع, على الرغم من أن الآلاف قتلوا من قبل ذبحا, ولم يتحرك المجتمع الدولي.

وعلى وقع تلك الطبول, جاءت المبادرة الروسية, حيث أعلن وزير الخارجية؛ الروسي سيرغي لافروف، عن مبادرة تقوم على وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي ثم تدميرها، وتوقيع النظام على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية.

كان التدخل الروسي, فيما يبدو، طوق النجاة بالنسبة للرئيس الأمريكي؛ باراك أوباما, الذي بدا منذ اللحظة الأولى للأزمة مرتعش اليد, في مواجهة النظام العميل, نظام بشار الأسد, حتى ذهب إلى الكونجرس, طالبا التفويض في توجيه ضربة عسكرية.

شكلت المبادرة الروسية, خروجا من الأزمة للرئيس أوباما, بتحقيق ذات النتائج, التي كانت محل اعتبار من قبل الرئيس الأمريكي, وبقية القوى الغربية التي ساندت فكرة توجيه ضربة عسكرية إلى نظام بشار الأسد, وهي تقليم أظافر النظام, مع الإبقاء عليه حيا, والقضاء على ما يمكن أن يشكل تهديدا مستقبليا لإسرائيل.

والتهديد المستقبلي هنا, لن يأتي من قبل نظام بشار, فالكل يدرك أنه نظام فقد مقومات البقاء, ولا خوف على إسرائيل منه, ولكن الخوف من أن يأتي إلى سدة الحكم, من تراوده فكرة تحرير أرض الجولان من الاغتصاب الصهيوني, ومن ثم توجه تلك الأسلحة إلى حيث يجب أن توجه.

هكذا جاءت فكرة معاقبة الأسلحة الكيماوية, باعتبارها الفاعل الرئيس, والجاني الحقيقي، الذي ارتكب تلك المذبحة الدامية التي راح ضحيتها العشرات, وليس معاقبة النظام العلوي المجرم, الذي استخدم بدم بارد تلك الأسلحة, في مواجهة شعبه الأعزل.

وهكذا وجدنا أنفسنا في حالة هزيلة، ومسرحية سيئة الإخراج, يجرى فيها الترويج على أن القتل أنواع, فالقتل قصفا لاشيء فيه.. والقتل حرقا لا حاجة للمجتمع الدولي بالتدخل لوقفه.. والقتل بالهدم من قبيل الأمور الداخلية التي لا يتحرك حيالها ضمير المجتمع الدولي.

سيتدخل المجتمع الدولي, على استحياء, حينما تقتل الشعوب فقط بالأسلحة الكيماوية, لإدانة تلك الأسلحة, وما عداها, فالقتل بها لا شيء فيه, وعلى الشعوب أن تتحمل حينها القتل, لأنه مشروع دوليا, كما أن القتل بغير الكيماوي, قتل رحيم, مهذب, تقره الشرائع والأعراف الدولية الأمريكية ـ الروسية!!

كما شكلت المبادرة الروسية قبلة الحياة للنظام السوري الذي وضع البلاد في مأزق شديد الخطورة, فلم يعد مسؤولا عن هؤلاء القتلى, لأن الجاني, وهي الأسلحة الكيماوية, سيتم معاقبتها, ومن ثم سيذهب الجميع مجبرا إلى مؤتمر "جنيف 2", حيث يتم التوصل إلى حل يضمن بقاء الأسد, وتدجين الثوار, ومحاولة استمالتهم ببعض المناصب السياسية العقيمة.

لقد ذهبت دماء تلك الضحايا سدى, بفعل المبادرة الروسية، التي أنقذت الرئيس الأمريكي أوباما, وأنقذت نظام بشار الأسد, وكافأت الاحتلال الصهيوني, وعاقبت الأسلحة الكيماوية على فعلتها المنكرة.

عزاؤنا للقتلى والشهداء..


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



في المسلسلات الخليجية ...المرأة شريرة أوتافهة




في المسلسلات الخليجية ...المرأة شريرة أوتافهة

11-16-1434 05:27
موقع المثقف الجديد – ماجد الخزيم:: الصورة النمطية التي تقدمها المسلسلات الخليجية على مدار عقود عن شخصية المرأة الخليجية مريبة جدا وتحتاج إلى وقفة تأملية تحليلية للخروج بنتائج هذه الشخصية المعلبة المروجة بكثافة كبيرة .
لا أزعم أني متابع لتلك المسلسلات بالشكل الذي قد تتصوره ولا يشرفني هذا ,ولكن يكفي أن تقرأ أخبار الصفحة الفنية ,وأن تشاهد شارات تلك المسلسلات ومقاطع بسيطة وأن تسترجع الذاكرة لتدرك أن المرأة ما بين صافعة ومصفوعة وصارخة ومغفلة وخائنة وحية سامة متمسكنة وثعبان مفترس شرير وكائن نكدي عدائي يحمل الأحقاد والضغائن !

حيث انطلقت هذه الشخصيات المشوهة منذ المسلسلات القديمة البدائية فقدمت المرأة الخليجية على أنها امرأة متخلفة ترى المال هو الحياة والرجل هو السوط وزوجة الابن هي العدو الدائم والتعليم مرحلة غزل ولهو وهروب من عين الوالدين والعمل خيانة للأهل والزوج !!

ولطالما قدم المسلسل الخليجي المرأة الخليجية على أنها امرأة ثرية قبيحة قبح خلقي وخلقي..

فهي امرأة تسكن في بيت فاره وتلبس لباسا غير مناسب اجتمعت فيه جمع ألوان الكون بشكل مقرف متيمة في تلوين وجهها كمهرج في ساحة الترفيه مهووسة في عمليات التجميل شدا ونفخا وتعديلا !!

وزادت على قبح مظهرها بقبح لغتها ونبرتها فهي لا تتكلم إلا بغطرسة ولا تتحدث إلا بنفس خبيثة متمردة على زوجها لا تخاطبه بأدب ولا احترام ولا
اعتبار لمكانته , قاسية على أولادها لا تحاورهم ولا تلين لهم , تفرق بينهم وتميزهم عن بعض , متسلطة في تعاملها فضة غليظة وأحيانا مفسدة لهم داعمة لعصيانهم على والدهم وكذا مع خدمها تستعبدهم وتستمتع بذلهم !!

أما مع جيرانها فإن العلاقة في الغالب مبنية على المشاحنة والمخاصمة والكراهية !!

وحتى مع صديقاتها فهي إنما تتخذهن صاحبات من أجل أن تنافسهن وتغيظهن وتحاول إفسادهن على أزواجهن أحيانا أو العكس!!

وإما إن كانت زوجة ثانية فإنها ستكون مسعرة حرب وسوسة نخرة وقلبا أسود دنيئا وعامل هدم وسببا للأمراض والفرقة والمشاكل وعدوا لدودا للزوجة الأولى وأبنائها لا تتورع عن استخدام أي وسيلة ضارة مهما كانت لصرف زوجها عن أبنائه وزوجته الأولى كاستخدام السحر والنميمة والبهتان وغير ذلك !!

وبالإضافة لهذه الصور العنيفة فإنها امرأة كما تصور المسلسلات مهووسة بالتسوق والتبذير, تمضي وقتا ليس بالقصير ما بين التسوق والأكل والمشاغل النسائية ولا تنسى في كل حالاتها ممارسة العداوات هنا وهناك فهي لا يهدأ لها بال ولا تستمع حتى تفسد أجواء من حولها!!
وربما قدمت بصورة أخرى لا تقل سوءا , امرأة بسيطة ساذجة تافهة لا تدري ما الذي يجري حولها يخدعها البقال ويمكر بها الزبال ويغريها الجار الغادر , فهي ما بين تفاهة الثقافة وفجور الأخلاق !!

فهي ذات علاقة وطيدة مع الشر !

وفي الفترة الأخيرة تطور الأمر فزاد سوءا فقدمها المنتجون بالإضافة للشخصيات السابقة بشخصية فتاة الستينيات المصرية في الأفلام المنحلة , امرأة منحلة منفلته تلبس الفاضح وتقبل الملاصقة الجسدية والنظرات الشهوانية والحركات الإغرائية الفاجرة وتتقبل العهر وتتفاخر بتقليد المرأة الغربية المنحلة !!

فألبست قصدا الملابس الفاضحة وتعمد المخرجون تسليط الكاميرات على أجزاء من جسدها الحساس!!

ومن الفجور أن جعلت الخيانة كأبرز سماتها حتى أنك لا تكاد تقرأ قصة مسلسل خليجي إلا وفيه قصة أو أكثر من قصص الخيانة والسكر والعهر والفجور والحفلات المخلة الساقطة!!

لقد بنى المنتجون للمسلسلات الخليجية صورة ذهنية خطيرة عند المشاهد حتى أن بعض الخليجيين قد ظن بأن هذا هو واقع المرأة الخليجية !

لقد كرس المنتجون صورة المرأة الخليجية الفاسقة كنموذج حقيقي للخليجيات وركزوا على القصص الشاذة في المجتمع وأبرزوا قضايا نادرة .

وقد أثرت هذه الصور على العقل الباطن للمشاهد حتى أنه أصبح متقبلا لصور منافية لدينه وأخلاقه وقيمه .

لقد كان التركيز عبر عقود من الزمن على عدة جوانب مخلة بالقيم والأخلاق ومفاهيم مغلوطة منكوسة ومن أبرزها :

أن المرأة ند للرجل وأن المرأة كائن تافه سطحي قابل للخيانة والسقوط في الرذيلة وأن الرجل الصالح عملة نادرة وأن المال سر السعادة والغرب هو المثل الأعلى في كل شيء وأن الانحلال هو التقدم والتحضر .

مما جعل هذه المفاهيم تؤثر على المشاهد البسيط حتى أصبحت الصداقات الغرامية رقما كبيرا بين الجنسين كما تشير الدراسات التربوية والتفسخ ظاهرة بين الفتيات وحتى الأمهات والمادة لغة الناس وحديثهم والسطحية سمة بارزة لبعض النساء المتلقيات لهذه المسلسلات وبعض الشباب هش ضعيف جدا فارغ العقل سطحي التفكير همه شكله والعلاقات المحرمة كما أثرت هذه المسلسلات في عكس بعض المفاهيم وتقديمها بشكل مغلوطة جدا كمفهوم التعدد بأنه خيانة وأمر مرفوض والزواج قبل الجامعة بأنه خطأ اجتماعي وأن العلاقة بين الجنسين أمر طبيعي وغير ذلك من المفاهيم التي شكلت تشوها في عقل المشاهد البسيط .

فهل كانت هذه المسلسلات ذات منهج فاسد مدروس ومخطط له أم أنها نتاج ثلة من المنتجين غير المبالين بتكوين شخصية المسلم والحفاظ على هويته ؟ وأين دور التربويين والمبدعين الملتزمين بقيم مجتمعاتنا ؟

وإلى أي طريق ستصل ؟

كما تدعونا للتساؤل : ألم يحن بعد إنتاج مسلسلات تليق بالشخصية الخليجية المتزنة تسهم في المحافظة على قيمنا ورفع مستوى الوعي بقيمة الإنسان وفكره وتطلعه ؟

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق