05‏/10‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2917] وزير إسرائيلي: الضفة لنا وللأبد +خاشقجي:الدستور معركة أردوغان الحاسمة


1


الدستور... معركة أردوغان الحاسمة مع دولة أتاتورك العميقة



جمال خاشقجي



السبت ٥ أكتوبر ٢٠١٣
بدا رئيس حكومة تركيا رجب طيب أردوغان الإثنين الماضي واثقاً مطمئناً وهو يعلن حزمة الإصلاحات التي وعد بها. إنها الأخطر في تاريخ تركيا الحديثة، ذلك أنها تمس «الهوية»، ولكن بدت مهمته سهلة يومها، ذلك أنه حسم معركته مع الجيش والاستخبارات والقضاء قبل ذلك بسنوات، لذلك كان سهلاً أن يلغي نشيداً قومياً مغالياً في الأتاتوركية، ويسمح بالحجاب، والتعليم باللغة الكردية، مسائل كانت كفيلة بجره إلى المشنقة لو أننا في العام 1960 مثلما حصل لأول رئيس وزراء يتحدى الأتاتوركية، عدنان مندريس. كم تغيّرت تركيا منذ ذلك الزمن!

ولكن أردوغان لم يكمل مهمته بعد، بقي الدستور وقد وعد بكتابة دستور جديد لتركيا «متفق مع معايير الحقوق الأساسية الأوروبية». ذكي هذا الرجل، حوّل قضية الانتماء لأوروبا إلى مكسب لتحقيق أجندته في تعميق الديموقراطية وسلطتها، بعدما كانت مسألة خلافية حادة مع القوى العلمانية التي حاولت فرض عملية «تغريب» على المجتمع التركي، كأن أردوغان يقول للأتراك: «إذا أردتم أن تكونوا غربيين، فيجب أن تكونوا ديموقراطيين، ثم اتركوا المجتمع يختار الهوية التي يريد».

في البداية حاولت النخبة السياسية التي صنعها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أن تكون ديموقراطية. في العام 1924 وضعوا (وحدهم) دستوراً لتركيا، من دون مجلس تأسيسي منتخب أو إشراك أحزاب وتيارات أخرى، كان دستورهم يدعو للمفاهيم العامة السائدة للديموقراطية، ولكنه «لم يضع أي ضوابط أو توازنات رقابية ضد السلطة المطلقة للغالبية البرلمانية، فسمح بقيام نظام الحزب الواحد الاستبدادي الذي استمر حتى عام 1946» كما يقول الباحث أرغن أوزبدون بجامعة بلكنت التركية في مقالة مطولة له عن الدستور التركي الجديد نشرت بمجلة «رؤية تركية» أخيراً، وقد استندت إليها في كثير من المعلومات الواردة في مقالتي هذه.

عندما تحولت تركيا نحو ديموقراطية حقيقية بعد الحرب العالمية الثانية، فأفرزت الانتخابات ممثلين حقيقيين عن الشعب كما هو، وليس كما تتمنى النخبة السياسية والثقافية المتسيّدة والمتحالفة مع جيش عقائدي ورجال المال، التي ترى دوماً أنها تعرف الأفضل للشعب، فرفضت النتيجة وتآمرت لإسقاط بل حتى إعدام أول رئيس وزراء منتخب من خارج الحزب الحاكم، عدنان مندريس، على رغم أنه نجح اقتصادياً، وأحدث نهضة صناعية في تركيا، وعزز علاقات بلاده بالغرب، وضمها إلى حلف الناتو، ولكنه أيضاً سمح بعودة الأذان بالعربية والتعليم الديني، وظل ينجح في أي انتخابات تُجرى في البلاد، فحركت القوى العلمانية والجيش تظاهرات بدأت في الجامعات، وتحولت إلى أحداث شغب في شوارع المدن الكبرى تبيّن لاحقاً أنها كانت مخططة، فاستغلها الجيش ذريعة وتحرك في أيار (مايو) 1960 ليقود أول انقلاب عسكري صريح «لإنقاذ تركيا».

منذ ذلك اليوم، بدأ العبث في الدستور التركي، بصياغته بشكل يحمي رؤية النخبة الكمالية للمجتمع التركي ومستقبله واختياراته، بوضع ضوابط تضمن «عدم انحراف المسار الديموقراطي»، فيرى الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة الشرق الأوسط التقنية بأنقرة الباحث إحسان داغي أن واحدة من أكبر أزمات الكماليين مع الديموقراطية أنهم «لا يثقون بالأشخاص غير المتعلمين، المعرّضين للخداع من قبل الساسة ذوي الشعبية والآيديولوجيات (المعادية للثورة)، وأن الناس بحاجة إلى من يرشدهم وينير لهم الطريق».

بالتالي عمدوا في الدستور الذي كتبوه بعد الانقلاب (مرة أخرى من خلال لجنة معينة وليست منتخبة، مستبعداً كل نواب الحزب الديموقراطي الفائز بآخر انتخابات)، إلى وضع ما يمكن وصفه بمبادئ «فوق دستورية» تحكم الدستور، وسمّوها «المبادئ الأتاتوركية»، وتكرس ذلك بشكل أكثر شراسة بعد انقلاب 1980 الذي صاغ دستوراً ثالثاً بلجنة معينة بالكامل بعد حل كل الأحزاب السياسية، فامتلأ الدستور- الذي لا يزال يُعمل به، وهو موضوع معركة أردوغان القادمة - بعبارات استبدادية مثل «لا يجوز حماية أي فكر أو عمل يتعارض مع القومية الأتاتوركية، أو إصلاحات، ومبادئ أتاتورك»، كما توجد 3 مواد أساسية لا يمكن تعديلها حتى بإجماع الأصوات تحكم الدستور، مثل المادة الثانية التي تصف الجمهورية التركية بـ «الموالية لقومية أتاتورك»، والمادة 58 التي تمنح الدولة «مهمة تربية وتثقيف الشباب وفقاً للفكر الكمالي».

معركة أردوغان وحزبه هي إزالة كل هذه الإشارات التي تتعارض مع المعايير الأوروبية للحريات، على أساس أن المبدأ الأول للدستور الديموقراطي هو عدم وجود «آيديولوجية رسمية له»، مثل تلك الاشتراطات «الكمالية».

التحدي الثاني هو إزالة «الضمانات» لحماية المبادئ الأتاتوركية المشار إليها، وهي التي تميز دستور 1982، إذ يبدو أن العسكر شعروا بضرورة وجودها بعد انقلابهم الثاني، إذ عادت الحياة الديموقراطية على رغم اشتراطات دستور 1961 (الانقلاب الأول)، فطغت على دستورهم الجديد روح وصائية على الدولة تظهر عدم ثقة المؤسسة العسكرية بالساسة المدنيين، حتى العلمانيين منهم، فجعلوا لأنفسهم وضعاً تفضيلياً فوق الحكومة من خلال مجلس الأمن القومي، فكانوا خط الحماية الأول، ثم جعلوا «القضاء» خطاً ثانياً، وسلّحوه من خلال المحكمة الدستورية بصلاحيات مكّنته من حل عشرات الأحزاب، بل إن حزب أردوغان نفسه كاد وعلى رغم نجاحه وغالبيته البرلمانية أن يحل بقرار قضائي عام 2008 (أي قبل 5 أعوام فقط) ونجا بفارق صوت واحد.

رئاسة الجمهورية أيضاً كانت واحدة من خطوط الحماية، إذ صيغت صلاحيات الرئيس ليكون الضامن للدستور، وكان ذلك مناسباً وذكياً عندما توج قائد انقلاب 1980 الجنرال كنعان ايفرين بمنصب الرئيس، ولعلهم كانوا مؤملين أن يتوالى على المنصب دوماً قادة عسكريون، وهو ما لم يحصل نتيجة قوة التاريخ التي لا تخدم الاستبداد وحكمة ساسة مدنيين آمنوا بالتدرج مثل تورغوت أوزال، الذي قبل به العسكر على مضض ليخلف ايفرين على رئاسة الجمهورية، ويمكن النظر إليه بأنه الرجل الشجاع الذي قبل أن يكون الجسر بين زمن استبداد العسكر وزمن الديموقراطية، بل ربما دفع حياته ثمناً لذلك، إذ شهد الشهر الماضي أولى جلسات محاكمة ضابط كبير متهم بدس السم له قبل 20 عاماً.

معركة الديموقراطية طويلة وقاسية في عالمنا، تحتاج صبراً وحكمة وتدرجاً، وليس غضباً وتظاهرات، ولعل هذا ما يفسّر صمت أردوغان عن مشروع كتابة الدستور الجديد على رغم أن الجميع يعلم أن اللجنة المكلفة بذلك قطعت شوطاً طويلاً فيه.
.......
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



تخريفات طارق حجي..

الأقباط هم أصحاب مصر الأصليون

والمسلمون غزاة مستعمرون

                                                                                    أ.د/ جابر قميحة




"...إني أومن بالحداثة والعلمانية والحضارة، وأعادي كل التوجهات الفكرية الماضوية، وأدافع عن قضايا المسيحيين في مصر بصفتهم أصحاب هذا الوطن الأصليين، ويضحكني أن أسمع عربيًا يبكي على خروج العرب من الأندلس.

فالذي كان في الأندلس لا يعدو أن يكون احتلالاً عربيًا لا بد أن ننظر إليه مثل نظرتنا لاحتلال فرنسا للجزائر.

إنني لا أؤيد فقط ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، ولكني أنتقد هوادة الضربة الأمريكية، وكنت أتوق لأن أرى قوات الحضارة تمحو من فوق الأرض كل معاقل الظلام، والظلام عندي والسلفية هما ذات الشيء...".

تلك كانت سطورًا من المقال الذي كتبه الكاتب المصري العربي المسلم الأستاذ طارق حجي في "صوت الأمة" الصادرة في 9/12/2002م تحت عنوان "المسلمون أنتجوا مذهبًا مظلمًا هو الوهابية".

 والسطور السابقة ـ والمقال في أغلبه يدور في فلكها ـ تحمل شحنة عاتية من الانفعالية المتسعرة التي تجافي الموضوعية، وإن طرحت من قبل بأقلام استشراقية، وصليبية تعصبية:

1 ـ فالكاتب يعلن، ويلح، ويكرر ـ في مقالة كله ـ أنه ضد التوجهات الماضوية،/ ويعادي الماضي بل إنه ـ كما يقول بالحرف الواحد ـ "من أكثر العرب خجلاً من معظم ما يسمى بالثوابت العربية".

فهو إذن يكره الماضي لذاته، ونكتشف بسهولة ـ من سياقاته ـ أنه لا يكره إلا الماضي العربي والإسلام بكل معطياته وتوجهاته، ولم يقدم لنا سيادته تبريرًا موضوعيًا معقولاً لهذه "العقدة" المتجذرة . ولا يصلح إيمانه بالحداثة والعلمانية والحضارة تبريرًا لتوجهه هذا؛ لأن الإيمان بهذه "الثلاثية" لا يقود معتنقيها إلى الرفض المطلق، أو الكفران المطلق بالماضي العربي والإسلامي وإن انسلخوا من كثير من قيمه.

ولا يصلح أن يكون تبريرًا كذلك لهذه العقدة المتضخمة أن يكون ـ كما قال عن نفسه ـ "أحد مفكري مصر الذين خرجوا من عباءة طه حسين"، فمن عباءة طه حسين ـ أو تتلمذ على يديه ـ خرج كثير من قادة الفكر الذين دعوا وانتصروا للعروبة والإسلام والتراث العربي والإسلامي، وآمنوا بعروبة مصر وإسلاميتها، مثل د.شوقي ضيف , ود.مصطفى الشكعة ,ود.نعمات أحمد فؤاد . وطه حسين نفسه ترك للمكتبة العربية عطاء إسلاميًا طيبًا مثل: مرآة الإسلام، والوعد الحق.

 هذا وإن سُجِّلتْ عليه مآخذ في كتابه "في الشعر الجاهلي" وكتابه "مستقبل الثقافة في مصر" الذي ادعى فيه أن مصر ـ بطوابعها وأبعادها ـ أقرب إلى دول حوض البحر الأبيض المتوسط منها إلى الدول العربية والحضارة الإسلامية. وقد عبر الأستاذ الحجي عن إيمانه المطلق بهذه الفكرة.

2 ـ ويعلن حجي بأنه يدافع عن قضايا المسيحيين في مصر ـ يقصد الأقباط ـ "بصفتهم أصحاب هذا الوطن الأصليين".

 وما كنت أتصور ـ بل أتخيل ـ أن يسقط كاتب متمرس هذه السقطة؛ لأنه بمقولته هذه قد قسم المواطنين المصريين إلى: مواطنين أصلاء، وهم الأقباط، ومواطنين "دخلاء" وهم المسلمون.

 وهو للأسف يردد ما كتبه ـ ويكتبه ـ قلة قليلة جدًّا من الأقباط في المهجر الأمريكي، وكان من منشوراتهم منشورة بعنوان "مصر بين المصري الأصيل، والمصري الدخيل"، وهذا ما تبرأ منه أقباط مصر، لا مصر التي نعيش فيها، ولكن مصر التي تعيش فينا".

على أن هناك آلافًا من الأسر المسلمة المنحدرة من أصول قبطية، وأنا شخصيًا أعرف بعضها، ومنها قادة للفكر والعمل الإسلامي.

 وإذا كان هذا هو معيار الكاتب في التأصيل فلماذا لا يتبنى دعوة ينتصر فيها "للهنود الحمر" ويدافع عن حقوقهم "بصفتهم أصحاب الوطن (أمريكا) الحقيقيين الأصلاء "قبل زحف العصابات والشواذ من أوروبا، إلى الأمريكيتن، واستعمار الأرض، واستئصال أغلب سكانها الأصليين ؟، ولماذا لا يطالب "بوش" بنقل السلطة إلى أحفاد هؤلاء الهود الحمر "بصفتهم أصحاب هذا الوطن الأصليين ؟، ولماذا ـ بناء على هذا التوجه المسعور ـ لا يطالب بعودة إيران إلى أهلها الأصليين، أصحاب الوطن قبل الفتح العربي، من أحفاد مزدك، وكسرى أنوشروان، ويزدجرد، واعتناق المجوسية، وعبادة النار؟، ويكون كذلك من حقه أن يطالب بعودة "استانبول" إلى اسمها القديم "القسطنطينية" وتسليمها للروم البيزنطيين؟

وأعود بعد هذا الاستطراد إلى القول بأن إعلانه أنه يدافع عن قضايا المسيحيين في مصر يطرح إيحاء قويًا بأنهم يعانون الظلم والاضطهاد في معايشة الأغلبية المسلمة، كما أن تقسيم المصريين إلى أصيل ـ وهو قبطي ـ ودخيل أو طارئ وهو المسلم فيه افتئات على الحق والحقيقة، وإثارة لنعرة منكودة قد تجر لفتنة نحن في غنى عنها.

 وللأسف تغافل الكاتب "التنويري العلماني جدًّا" عن حقائق التاريخ التي أبرزها كتاب موسوعيون غربيون، مثل غوستوف لوبون، وويلز، وبتلر، ومنها أن المستعمرين الرومان ظلوا ـ قرابة ستة قرون ـ ينهبون خيرات مصر وأموالها، ويثيرون الفتن بين أهلها، بل عاش الأقباط أنفسهم في صراع دام بين طائفتيهم: "الملكانية" و "اليعاقبة" , ولم يعرفوا العدل والاستقرار والأمان إلا في عهد المسلمين، وكانت معاهدة الإسكندرية التي عقدت بين الفاتح عمرو بن العاص والمقوقس (عظيم القبط) نموذجًا طيبًا للحكمة والإنسانية. فقد نصت على ألا يأخذ المسلمون أي كنيسة، ولا يتدخلوا في حرية المسيحيين الدينية أو الأسرية، ولا تؤخذ أراضيهم , ولا يخرجوا من قراههم . ومن مظاهر الإنسانية أيضًا ما نصت عليه المعاهدة بالنسبة للروم واليهود: من أن يرحل جنود الروم بحرًا من الإسكندرية، ومعهم متاعهم، والسماح لليهود ـ وكان عددهم سبعين ألفًا ـ أن يقيموا بالإسكندرية بصفة دائمة إذا شاءوا.

وعرف الأقباط معنى العدل في ظل الإسلام، وحكاية ابن عمرو بن العاص الذي ضرب ابن القبطي مشهورة، ولولا إيمان القبطي بالعدل الإسلامي ما هرع إلى المدينة ليشكوا ابن الوالي للخليفة عمر ـ رضي الله عنه ـ ويأمر عمر ابن القبطي أن يضرب ابن عمرو، بل طلب منه أن يضرب عمرًا نفسه؛ لأن الولد ـ كما قال الخليفة ـ : "لم يجرؤ على ابن القبطي إلا بسلطان أبيه" ثم قال "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟".

*****

 ويعتبر حجي الوجود العربي الإسلامي في الأندلس استعمارًا مثل استعمار فرنسا للجزائر، ويضحك حينما يسمع عربيًا يبكي على خروج العرب من الأندلس".

وكأني بالسيد طارق لم ير دموع من يفوقونه علمًا وفكرًا من علماء الغرب ـ ومنهم أسبانيول ـ وهم يبكون لانقطاع وتوقف أعظم حضارة شهدتها البشرية، وذلك بعد خروج العرب من الأندلس، ولو استمر تدفق هذه الحضارة العربية لما وجد حجي ما يسميه حضارة غربية أو أمريكية يؤمن بها . يقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" : وعرب الأندلس وحدهم هم الذين صانوا في القرن العاشر الميلادي العلوم والآداب التي أهملت في كل مكان حتى في القسطنطينية، ولم يكن في العالم ـ في ذلك الزمن ـ بلاد يمكن الدرس فيها غير الأندلس العربية، وإلى بلاد الأندلس كان يذهب أولئك النصارى القليلون لطلب العلوم، ومن هؤلاء "جربر ت" الذي صار بابا في سنة 999م باسم "سلفستر الثاني" والذي أراد أن ينشر في أوروبا ما تعلمه، فعد الناس عمله من الخوارق، واتهموه بأنه باع روحه للشيطان..".

وفي كتابه "ظلال الكنيسة" يشيد العلامة "بلاسكوا أبانيز" بمجد العرب الأندلسيين، ويصف حضارتهم بأنها حضارة جديدة اتسم أهلها بفضيلة التسامح وحرية الضمير، فقبلوا كنائس النصارى، وبيع اليهود، بجانب المساجد، وأنها كانت أزهى الحضارات وفي الزمن الذي كانت أمم الشمال فريسة للفتن الدينية، والمعارك الهجمية، ويعيشون عيشة القبائل المتوحشة في بلادهم كان سكان أسبانيا يزدادون، فيزيدون على ثلاثين مليونًا تنسجم بينهم جميع العناصر البشرية , والعقائد الدينية...فعاشت في الجزيرة الأندلسية طوائف من النصارى والمسلمين، وأهل الجزيرة والشام، وأهل مصر والمغرب، ويهود أسبانيا والشرق، وعاشت ـ بفضل هذا التفاعل الحي بين العناصر والعروق ـ جميع الآراء والعادات والكشوف العلمية، والمعارف، والفنون، والصناعات، والمخترعات الحديثة، والأنظمة القيمة، وانبثقت من تجاوب هذه القوى مواهب الإبداع والتجديد.."

*****

 ويبرز لوبون ما للفتوح العربية من طابع خاص "لا تجد مثله لدى الفاتحين الذين جاءوا بعد العرب، وبيان ذلك أن البرابرة الذين استولوا على العالم الروماني، والترك وغيرهم ـ وإن استطاعوا أن يقيموا دولاً عظيمة ـ لم يؤسسوا حضارة ـ أما العرب فقد أنشئوا بسرعة حضارة جديدة كثيرة الاختلاف عن الحضارات التي ظهرت قبلها، وبذلك تمكنوا من اجتذاب أمم كثيرة إلى دينهم، ولغتهم، فضلاً عن حضارتهم الجديدة".

 فهل كان وجود العرب في الأندلس كالاحتلال الفرنسي للجزائر؟ هل نسي حجي دماء مليون شهيد حتى تخلصت الجزائر من هذا الاستعمار؟ وهل ما زال يلح على إيمانه المطلق بالحضارة الغربية، وكفره المطلق بالثوابت العربية " كما أعلن في مقاله ؟ علم ذلك عند ربي، ثم عند السيد العلماني المستنير جدًّا طارق الحجي .

*****

 ومن قبيل الحرص على الموضوعية نذكر القارئ بأهم الخطوط التي عالجناها فيما سبق . فقد رأينا تصريح حجي بإيمانه المطلق بالحضارة الغربية، وأن قوات أوروبا وأمريكا هي قوات الحضارة، ويأخذ عليها "ضعف" ضرباتها لأفغانستان، ويتمنى لو أنها ضربتها الضربة الماحقة" مع أن أمريكا استخدمت من الأسلحة والذخائر ما لم تعرفه البشرية من قبل منها قنابل تزن الواحدة أطنان، وصواريخ تخترق الصخور ثلاثين مترًا في العمق.

ورأينا تعبيره بأنه من أكثر الناس خجلاً من معظم ما يسمى بالثوابت العربية، وإيمانه المطلق بانتساب مصر إلى دول البحر الأبيض لا دول الأمة العربية.

وأعتقد أن الثوابت العربية، والحضارة الإسلامية ـ وقد قدمنا بعض مظاهرها آنفا ـ لن يضيرها، ولن يهز مكانتها التاريخية أن يخجل منها ألف، أو آلاف مثل السيد طارق الحجي، كما أن الحضارة الغربية لن يعلي من شأنها إيمانه المطلق بها، ولن يغير من طبيعة مصر العربية الإسلامية أن ينسبها ـ كأستاذه طه حسين ـ إلى دول البحر الأبيض المتوسط.

 وأعجب كيف نسي ـ أو تناسى ـ الكاتب الكبير صفحات العار ـ وما أكثرها ـ في سجل الحضارة الغربية، ومنها: حرب الأفيون (opium war) وهما حربان: الأولى (1840 ـ 1842م) والثانية (1857 ـ 1860م) وسببها حرص بريطانيا "العظمى" على ترويج تجارة الأفيون وتصديره إلى الصين والهند، وما جاورها، ومقاومة حكومة الصين لهذه التجارة المحرمة، وهزمت الصين في الحربين، وأجبرت الصين على توقيع معاهدة "ناناكنغ" وبمقتضاها تنازلت الصين لبريطانيا عن "هونج كونج" , ودفعت لها غرامة قدرها 21 مليون دولار، وفتحت خمسة موانئ صينية كبيرة للتجارة البريطانية الحرة، وغير ذلك . وبأسلوب التهديد حظيت فرنسا، والولايات المتحدة على ما يقارب هذه الامتيازات، وأثناء الحربين ارتكب الجنود البريطانيون مذابح بشعة، كان ضحيتها آلاف المدنيين الصينيين في المدن والقرى.

*****

ولا ينسى التاريخ ما وقع في جنوب أفريقيا على يد العنصريين البيض في جمهورية جنوب أفريقيا و"زامبيا" و"ناميبيا" , وما فعله المغامرون البيض ببقايا الهنود الحمر في الأمريكتين.

 وفي كتابه "حرب قذرة" يحكي الكاتب الأسترالي "كليف تورنبل Clive Turnbull قصة إبادة السكان الأصليين لجزيرة "تسمانيا" عن آخرهم، وكان اسمها الأصلي "أرض فان ديمين" وقد تم هذا الاستئصال خلال خمسة وسبعين عاما، على أيدي أسوأ أنواع المجرمين الإنجليز الذين ضاقت بهم سجون إنجلترا في بداية القرن التاسع عشر، لتتخلص منهم.

ولكن ما سبب هذه الثورة الوحشية الضارية التي حاول فيها حجي أن يحرق كل الحقول؟ لنقرأ ما صدَّرت به صوت الأمة (9/12/2002م) مقال طارق حجي "في صيف عام 2001 تعرف الكاتب والمثقف الكبير طارق حجي على الأمير خالد الفيصل، اقترح الأمير أن ينضم الكاتب إلى قائمة المؤسسين لمؤسسة الفكر العربي، رد عليه طارق قائلاً: اترك لي ثلاثة اشهر، وبعدها سأقول لك رأيي، وبعد ثلاثة أشهر بالضبط قال طارق حجي رأيه في رسالة، ووجهها للأمير كتب طارق رسالته منذ عام كامل، واحتفظ بها بين أوراقه، كان يريد أن تظل في أرشيفه الشخصي , لكن المؤتمر الذي عقدته المؤسسة في مصر مؤخرًا، والحملة التي قادتها "صوت الأمة" ضد الذين أرادوا تجميل وجه السعودية على حساب المصريين دفعا طارق ليفرج عن رسالته، التي رغم أنه كتبها منذ عام لكنها تصلح للقراءة في هذا الوقت بالتحديد".

وفي هذه الرسالة يرفض أن يكون عضوًا مؤسسًا لمؤسسة الفكر العربي؛ لأن فيها أعضاء يدعون لفكر السلف الصالح "كالذي يملك قناة فضائية مثل قناة اقرأ "..."

 وهنا نرى الرجل قد ناقض نفسه، وهدم معبده بيده، وهو الذي يدعي أنه يحمل لواء الديمقراطية وحرية الرأي، فأين إيمانه بالرأي الآخر مهما خالف رأيه وتوجهه؟ هل يريد أن يكون هو الصوت الوحيد في هذه المؤسسة؟

 لقد أثار هذا المقال تقزز كل من قرأه من الأسوياء من المسلمين والأقباط، وقد هاتفني أحد الأصدقاء من الأقباط قائلاً: ".. ماذا يريد هذا الرجل؟ هل سيكون أكثر تحمسًا لديننا وواقعنا منا نحن المسيحيين؟ ومن قال له إننا في حاجة إلى دفاعه عنا؟ ومن قال له أننا مضطهدون وفي حاجة إلى دفاعه، ودفاع أمثاله؟ إننا ـ نحن المصريين ـ نشعر أننا جميعًا ـ مسلمين وأقباط ـ أصلاء، وليس فينا دخيل".

 وتساءل الصديق القبطي: "وما حكم طارق حجي على آلاف اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر حتى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي؟ هل هم أصلاء أم دخلاء؟ وما حكمه على أقباط اعتنقوا الإسلام حديثًا؟ هل تحولوا في نظره من أصلاء إلى دخلاء؟".

قلت لصاحبي ـ وأنا أحاوره: من يدري، فغدًا قد تتمخض "النظرية الطارقية الحجية" عن نظرية جديدة يتبناها هو أو غيره مؤداها أن اصحاب الوطن الأصلاء هم الفراعنة والمصريون القدماء، أما الدخلاء فهم الأقباط والمسلمون على سواء".

ثم إني أنبه السيد طارق الحجي إلى أن محاولته فرض رأيه والدفاع عنه بصورة فوقية نرجسية لا يفيده شيئا، كقوله عن نفسه أنه "يفكر أن يحاضر بأكبر جامعات العالم ليسهم في عملية انتشال العقل العربي من وهدة التخلف ... الخ. وإصراره على أن "مؤلفاته ومقالاته تدعو دعوة دءوبا للحاق بركب المدنية والعصرية .... إلخ.

 وحينما تصدت السيدة صافي ناز كاظم (في صوت الأمة في 16/12/2002م) لنقض ما قال، لم يجد ما يقوله إلا كلمات الدهماء لا أسلوب العلماء أو الأدباء" , ويعجب كيف ترد عليه وهو ـ كما قال عن نفسه "... مفكر توجد كتاباته على أكثر من مائة موقع للانترنت بمجتمعات الحضارة والتقدم، كما تنشر كتاباته بدوريات كبريات الجامعات الأمريكية، والكندية، والبريطانية، والفرنسية، وتترجم مؤلفاته لأكثر من ست لغات أوروبية".

ويعجب مرة أخرى كيف تنقد مقاله مع أنه قد مدحه "أساتذة أجلاء مثل السيد ياسين، وسمير سرحان، وجابر عصفور، وآخرون!!".

 ويعود فيكرر أن له "سبعة عشر كتابًا منها أربعة كتب بالإنجليزية، وأنه يحاضر في جامعات هارفارد وكولومبيا وبرنستون..الخ".

*****

 ولكن دعك من هذا، وتعال لنشهد ما هو أشد إيلامًا للنفس، فالكاتب الكبير ينكر إنكارًا فاضحًا مضمون ما كتبه من كلمات، ففي صوت الأمة الصادرة في 16/12/2002م ـ في سياق رده على صافي ناز كاظم ـ يقول بالحرف الواحد: "إن قولي إن الأقباط هم أصحاب الوطن الأصليون، يعني أنهم مواطنون من الدرجة الأولى، ولا يعني على الإطلاق أن المصريين المسلمين ليسوا من أصحاب هذا الوطن الأصليين..".

وواضح أن الرجل قد جانبه التوفيق في هذا التأويل الهروبي فعبارته في العدد الصادر 9/12/2002م هي:

".. وأدافع عن قضايا المسيحيين بصفتهم أصحاب هذا الوطن الأصليين..".

أ ـ فمفهوم المخالفة ـ الذي يعرفه الفقهاء ـ يقطع بأنه يقصد أن المسلمين دخلاء على هذا الوطن، فلو قلنا: إن الهنود الحمر هم أصحاب أمريكا الأصليون، فهذا يقطع بأن غيرهم طارءون دخلاء عليها، ونصل إلى النتيجة نفسها لو قلنا: إن السوء هم أصحاب جنوب أفريقيا الأصليون .. ولا دخل هنا للدرجة الأولى أو غير الأولى.

ب ـ ويقطع بما ذهبنا إليه عبارته التالية مباشرة، ونصها "ويضحكني أن أسمع عربيًا يبكي على خروج العرب من الأندلس، فالذي كان في الأندلس لا يعدو أن يكون احتلالاً عربيًا، لا بد أن ننظر إليه مثل نظرتنا لاحتلال فرنسا للجزائر".

فهذه السطور تعطي إيحاء قويًا بأن الوجود العربي الإسلامي بمصر لم يكن طارئًا فحسب، بل كان استعمارا حقيقيًا، كاستعمار العرب للأندلس (!!) الذي هو ـ في نظره كاستعمار فرنسا للجزائر.

 ولا عجب أن يكون هذا هو القصد الحقيقي لرجل يفخر بعلمانيته وحداثيته، وتعبده للحضارة الغربية، وكفره بالثوابت العربية، ويؤمن بأن مصر من دول البحر الأبيض المتوسط لا من الدول العربية والإسلامية.

 نعم القصد واضح، وما كنت أحب لصاحب السبعة عشر كتابًا (منها أربعة باللغة الإنجليزية)، الذي يحاضر في كبرى جامعات العالم أن يحاول خداع القراء، وينكر ما قصد إليه، ويحاول أن يهرب من الحقيقة بطريقة تثير التقزز والغثيان.

* * * * *

أيها القارئ تذكر أن من مضامين إفراز طارق حجي:

ـ على أمريكا ودول الغرب أن تمحق أفغانسان و"دول الظلام" من الوجود.

ـ المسلمون استعمروا أسبانيا، كما استعمر الفرنسيون الجزائر.

ـ أنا مؤمن إيمانًا مطلقًا بالغرب وحضارته وكافر بمعظم الثوابت العربية، وبكل معطيات الماضي العربي.

ـ قناة "اقرأ" الفضائية قناة ساقطة متخلفة.

ـ وحتى نقطع الشك باليقين نقدم للقارئ مقالا نشره طارق بتاريخ 12 5 2007 , في

صحيفة : المصري اليوم . عنوانه " لو كنت قبطيا " .يا ليت القارئ يرجع إليه.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



دفاعا عن هيئة الأمر بالمعروف ومن وحي حراك ومقالة السعيدي

لا تزال الدنيا بخير

وإن فقد بعض "رجال" الإعلام غيرتهم على أمهاتهم؟


بقلم: د. سعيد صيني


يحق لنا أن نشكر السياسة الإعلامية التي منحت المخلصين والأكفياء من رجال الإعلام فرصة مساندة المخلصين من أصحاب القرار بالمساهمة في تشخيص الواقع بدقة وفي توفير المقترحات المدروسة بعناية.

وأقول لا تزال الدنيا بخير لوجود نماذج إعلامية لديها حس مرهف لمشكلات الوطن، ومؤهلة بمهارات عالية للتعامل معها، إما بإثارة التشخيصات الجيدة أو بإثارة المقترحات المفيدة.  فهذه النماذج هي التي  نحتاجها للحفاظ على مصلحة المجتمع والوطن وأمنه واستقراره، وصموده أمام الزوابع الهوجاء التي تهب من كل صوب.

ولكن يبدو أن البعض أخطأ تفسير هذه الحرية الإعلامية فاستغلها لتصيد الشهرة بتصيد الأحداث المثيرة واستثمارها، وإن كان بتسخير التحيز لأحد الأطراف والكذب على الطرف الآخر، وإن كان بقلب الحقائق: تصوير الذين يعتدون على الآخرين ويعرضون أنفسهم للعقوبة الشرعية ضحايا، وتصوير من يطبقون شريعة رب العالمين معتدين. والسؤال: أليس من واجبهم أن يبذلوا شيئا من الجهد والعمل لتثقيف أنفسهم حتى يصبحوا مؤهلين لأن يساهموا في رفعة شأن الوطن الذي ينعمون برغد العيش والأمان فيه؟ ألا يخشون مصيرهم يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا شهرة..؟

 

يدفعني للكتابة في هذا الموضوع ما وقع من هجوم على هيئة الأمر بالمعروف ودفاع من جهة أخرى. فأحسن الله مثوبة كل مسلم ومسلمة حريصين على أعراض المسلمين والمسلمات، وعندهم الغيرة على أمن الأسر المسلمة والوطن، ولديهم الوعي المتزن في تقويم الواقع وما يجري فيه من سلبيات وإيجابيات.

 وأقول لا تزال الدنيا بخير لما أرى من حرص حكومتنا الرشيدة على الحفاظ على وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولما قرأته لأخينا سليمان الذويخ وغيره ولما اطلعت عليه في حلقة برنامج حراك حول قضية التعامل الإعلامي مع أنشطة هذه الهيئة، ولتعليق شيخنا محمد السعيدي و...

فوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واحدة من الأعمدة التي لا يستغني عنها أي مجتمع أو دولة حريصة على البقاء والعيش بسلام...

 يأمر أحكم الحاكمين عباده فيقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.}(آل عمران: 104) وليس غريبا أن يُحذر نبي الهدى من مغبة التهاون في أداء هذه الوظيفة في أحاديث كثيرة، منها: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثم لتدعونه ولا يستجيب لكم."

وأقول: وإن فقد بعض "رجال" الإعلام من المسلمين غيرتهم على أمهاتهم، لأن الرجل أي رجل، لا يخلوا من أن تكون له أما، إن تعذّر بأنه ليس لديه أخت أو ابنة يغير عليها من أن يتعرض لها جاهل أو لئيم بأذية...

 

أهمية وظيفة رجال الإعلام:

صحيح أن الفضل لله ثم للأداء الواعي للمسئولين المخلصين في كافة مراتب المسئولية في الدولة لما نحن فيه من خير. بيد أنه لا يمكن إنكار أهمية رجال الإعلام ومسئوليتهم الكبيرة تجاه وطنهم، ولاسيما في عصر الوسائل الفردية والمؤسسية الضخمة. فهم يتحملون جزءا كبيرا من المسئولية.

فالإعلامي اليقظ والمخلص (محرر في صحيفة أو في موقع أو مدونة شخصية...) يدرك أن مهارته أو مهنته تفرض عليه أن يجتهد في مساندة جهود المخلصين من المسئولين في تشخيص الواقع بدقة وبتوفير المقترحات العملية لهم. فالنجاح "الصحفي" الذي يثاب عليه المسلم في الدنيا والآخرة لا يتمثل في صيد الفضائح وقلب الحقائق ومساندة الغاوين الضالين (مثل من يتعرض للمؤمنات المحصنات)على المصلحين والمربين(مثل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

إن الإعلامي الكفو إذا كان مخلصا لدينه ولوطنه يحرص على معالجة الأسباب الخفية (الأنظمة واللوائح للهيئة) قبل تصيد التطبيقات السلبية الفردية للأنظمة واللوائح الصالحة. فالإعلامي المخلص لدينه ولوطنه ولمهنته وسعادته في الدارين مثله مثل الداعية والمربي يحرص على إزالة العوامل الأساسية للانحراف بدلا من تبديد جهده ووقته على إبراز الانحرافات الفردية وتمجيدها من حيث لا يدري.

القضايا المصيرية ورجال الإعلام:

هناك قضايا وطنية كثيرة تحتاج إلى المعالجات الناضجة والمحايدة وهناك ثقافات سلبية منتشرة تفت في عضد الوحدة الوطنية في حاجة إلى الجهود التوعوية الناضجة. فأين أصحاب "البطولات الصحفية"؟ وأين الكفاءات المتمرسة؟...

فالسائد مثلا، عند ملاحظة النقص في الشعور بالوطنية هو تركيز جهودنا كلها أو معظمها على علاج الفرد، مثل إلزام الطالب "الغلبان" بمقررات إضافية في التاريخ ومجموعة من النصائح، باسم التربة الوطنية، وإلقاء اللوم على المدرسين وأفراد أسرته. كما أن الاتجاه الغالب عند ملاحظة الخلل والفساد، على بعض الأفراد، في أداء الواجب أو في أسلوب التفكير أو في السلوك ننظر إلى المشكلة نظرة ضيقة، فنخرج بعلاجات تكون لها ردود فعل سلبية وخطيرة على الوطن كله لا ندرك وجودها حتى يستشري أمرها ويصعب علاجها أو يستحيل.

فكثيرا ما يقع المصلحون والمسئولون المخلصون في قرارات هدفها الإصلاح، ولكن تأتي بنتائج سلبية خطيرة، وإن كان على المدى البعيد. فمثلا، بدلا من أن نعالج ظاهرة الخيانة عند بعض الموظفين في بعض القطاعات الحكومية ذات الحساسية قد نعمم الانحرافات الفردية على فئات كبيرة من المواطنين، وذلك باستخدام "الكفاءة في النسب" الموسعة. (مثل مواطن من الجيل الثالث...) وبهذا نؤثر سلبا على أمن الوطن كله ونهز ولاء قطاع كبير من المواطنين للوطن ولوظائفهم. وربما يدفع  البعض إلى التحدي أو الانتقام لنفسه,...

فالوطن في حاجة ماسّة إلى الإعلاميين والمفكرين القادرين على الإسهام في  تشخيص مشكلات الواقع بكفاءة. فهو المطلب الحتمي للوصول إلى معالجات ناجحة تخلوا من ردود الفعل السلبية. والوطن في حاجة إلى الإعلاميين الموهوبين في إثارة الأفكار المفيدة التي تسهم في حل مشكلاته وفي تطويره وتقدمه.

ولعل من أمثلة الموضوعات التي تستحق العناية الكافية من الإعلاميين والمثقفين قضية "كفاءة النسب" التي تناولتها بعض الأقلام القيادية المخلصة. فالعنصرية من الأوبئة التي لا تخلوا منها المجتمعات الإنسانية البدائية والمتحضرة. فهذا خضيري وهذا قبيلي، وهذا سعودي ماركة مسجلة وهذا سعودي تقليد،... وهذه الظاهرة طبيعية إذا بقيت بين بعض الفئات التي يسيطر عليها الجهل أو العنصرية العمياء، ولكنها تصبح خطيرة إذا انتشرت بين القيادات الفكرية في الوطن الواحد. أما إذا اعتمدتها بعض الإدارات الحكومية التي تصرف عليها الدولة من أموال المواطنين لإشغال بعض الوظائف العامة فالخطر يصبح عظيما. فالاعتراف الرسمي ب"كفاءة النسب" الموسعة لا يهدم أسرة آمنة سعيدة فقط، ولكن يسهم بطريقة خفية في هدم وطن يحرص فيه كبار المسئولين، والمخلصون الواعون من أصحاب القرار على بذل الغالي والرخيص لدوام عزه ورخائه وأمنه.

إنه من الطبيعي أن نحرص على كفاءة من يشغلون الوظائف العامة وأن نضع لها بعض الشروط والمواصفات، ولكن ليس من الطبيعي، بل من المخاطرة، أن نبني هذا المعايير على الصفات الموروثة التي لا يتحكم فيها الفرد وحده، ولا يتساوى فيها المواطنون جميعا. ففي ذلك مخالفة للكتاب وللسنة الموثقة. يقول تعال {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وورد في الصحيح أن النبي سُئل: أي الناس أكرم؟ قال: أتقاهم. وورد في السنن أنه قال: لا فضل لعربى على عجمى ولا لعجمى على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى. الناس من آدم وآدم خلق من تراب.".(ابن تيمية، مجموع الفتاوى  ج 7: 686)

وفي بناء معايير الكفاءة للوظائف العامة على "الكفاءة في النسب" الموسعة تهمة للأبرياء من المواطنين، ويتعارض مع القاعدة العامة في العدالة الإنسانية، فضلا عن الإسلامية التي تؤكد بأن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته". وفي ذلك إثارة للضغائن وتفتيت لوحدة الوطن، وإن كان بطريقة خفية ولا تظهر آثارها السلبية إلا بعد فوات الأوان لعلاجها.

ويتعارض تطبيق هذه المعايير على المواطن المسلم مع الثقة الكاملة التي نمنحها للخبراء الأجانب ولاسيما من غير المسلمين. لا شك أن وضع الثقة في الأجانب من الكافرين أمر مشروع. فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم ثقته في كافر، غير معادي، عند هجرته متخفيا من قريش. ومن الطبيعي أن تضع الدولة ثقتها في خبراء أجانب لا تعلم شيئا عن اتجاهاتهم العقدية أو الفكرية أو السلوكية، وذلك استنادا على الثقة في كفاءة الشركة التي يعمل معها في مجال محدد. ولكن من غير الطبيعي أن نجرد من الثقة فئات من المواطنين لا تحثهم معتقداتهم على بغض الرموز الإسلامية من الجيل الأول أو إيذاء إخوتهم وأخواتهم من المواطنين.

مهمة كليات الشريعة والقضاء والقانون: 

في ظل بعض الأنظمة واللوائح التي عليها ملاحظات أقترح على كليات الشريعة والقضاء والقانون منح عناية كافية لطريقة وضع وصياغة أنظمة الدولة ولوائحها التطبيقية. وأقترح عليها تدريس الأنظمة المتقدمة المتطورة في دول العالم في المجال المباح. كما أقترح عليها تنفيذ دراسات موضوعية لأنظمة ولوائح المؤسسات الحكومية في الوطن للكشف عن الإيجابيات والوقوف على السلبيات، ولاسيما سلبيات النظرة الضيقة المصحوبة بالإخلاص أو الحماس الشديد،  وتبصير طلبة العلم بمخاطرها. (ومما يفيد في الموضوع أبحاث المؤتمر الأول للأمن الفكري لكرسي الأمير نايف، وخاصة علاقة الأنظمة واللوائح بالأمن)

وهناك مثال سريع من الواقع للنظام الذي أثمر استقرارا عامًًّا أكثر من مائتي عام رغم التنوع الشديد في التركيبة السكانية والتعدد الحضاري والديني. تقتصر أقوى دولة في العالم على الشروط التي يتحكم فيها الأفراد ويتساوى فيها جميع المواطنين لشاغلي الوظائف العليا في الحكومة. فتشترط مثلا ما يلي:

1.    لعضوية مجلس النواب تشترط حدا أدنى 7 سنوات من تاريخ الحصول على الجنسية الأمريكية، و 25 من العمر، والإقامة في الولايات المتحدة أثناء فترة الترشيح.

2.    لعضوية مجلس الشيوخ تشترط حدا أدنى 9 سنوات من تاريخ الحصول على الجنسية الأمريكية، و30 عاما من العمر، والإقامة في الولايات المتحدة أثناء فترة الترشيح.

ومن المعلوم أن هذين المجلسين يمثلان السلطة التشريعية العليا في الولايات المتحدة، ويسهم أعضاؤها في وضع جميع تشريعات الدولة كلها. وبعبارة أخرى، ليسا مجرد مجالس استشارية، والمرشحون لوظائفها ليسوا مجرد منفذين للتشريعات.

وقد يخطر في ذهن القارئ السؤال: ماذا يُشترط لرئاسة الجمهورية؟ والجواب: أن يكون مواطنا بالولادة الطبيعية لوالدين أمريكيين، وأقام في البلاد 14 سنة متصلة، وأن لا يقل عمره عن 35 سنة.

وهنا لابد من التنبيه إلى مسألة تخبّطت فيها آراء كثير كبار من "المفكرين المسلمين" فاقتصروا الحكم الإسلامي على الخلافة الراشدة، واتهموا كبار الصحابة بالانحراف عن الإسلام لموافقتهم على النظام الوراثي للسلطة العليا في الدولة.

لقد غاب عنهم أن النظام السياسي يتكون من عنصرين: المضمون أو المبادئ،  والشكليات أو الإجراءات. وفي الوقت الذي يضع فيه الإسلام المبادئ العامة اللازمة للتنظيم الاجتماعي والسياسي فإنه لم يقيد المسلمين بشكليات أو إجراءات محددة. وترك هذه الأمور للمسلمين في كل زمان ومكان ليختاروا ما يناسب واقعهم وظروفهم.( أسد ص 53-56؛ العوا ص 66-68.) فقد أجاز الله  توارث النبوة والسلطة بين داوود وسليمان، ولم يحرِّمه. يقول تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْء.ٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِين.ُ}( سورة النمل : 16) فالمبادئ صالحة لكل زمان ومكان لأنها تخاطب العناصر الفطرية الأساسية للإنسان. والإجراءات الجيدة هي في الغالب ليست إلا نتيجة للتفاعل بين المبادئ الثابتة والظروف المتغيرة المتجددة. وتختلف درجة التفاعل المطلوبة باختلاف مجالات الحياة. وهي في مجال التنظيم السياسي أعظم من غيرها.

وقد أثبتت الدراسات بأن النظام الوراثي أصلح للشعوب التي تسيطر فيها الروابط الوراثية (الرباط الرأسي) وتسود فيها النزعات الفردية على الروابط الاجتماعية الأفقية (الرباط الناتج عن التماثل في الصفات المكتسبة: معلمون، محامون...). كما يؤكد الواقع أن النظام الوراثي لا تزال فعاليته ملحوظة، بعد إجراء درجات متفاوتة من التعديلات، سواء في الغرب أو في الشرق المتطور في العلوم الدنيوية. ولو تأملنا الواقع الملحوظ على الدول الإسلامية التي تحوّلت من النظام الوراثي (الملكي) إلى الانتخابي (الجمهوري) والدول التي حافظت على النظام الوراثي، وعقدنا بينهما مقارنة بمعايير محسوسة سنجد أن الغالب هو ما يلي:

1.    عملات الدول التي حافظت على النظام الوراثي أكثر استقرارا وقوة.

2.    هجرة العمالة من الأولى إلى الأخيرة.

3.    الدول التي حافظت على النظام الوراثي أكثر استقرارا، وبالتالي فإن تراكمية التقدم فيها واضحة على البلاد، وإن كان التقدم بطيئا أحيانا. أما الدول التي تحولت إلى النظام الجمهوري فقد أدى انعدام الاستقرار فيها إلى حدوث مذابح كبيرة وهدم متكرر للجهود السابقة في البناء والتطوير...

 

وكمثال طريف للوائح التي تحتاج الإعلاميين اليقظين للتنبيه إليه والإسهام في إصلاحه، ذهب أحدهم ليبعث برسالة إلى مسئول كبير ففاجأه موظف البريد  بأن طلب منه نسخة مصورة من بطاقته الشخصية. وكان النظام السابق يقتصر على التأكد من هوية المرسل وتسجيل رقم بطاقته...

وجاءت المناسبة ليروى هذا المواطن هذه الطرفة لصديق له أمريكي كان في زيارة للمملكة. فصعق الأمريكي لذلك، ولم يتمالك من القول: "هذا نظام يتهم موظفي البريد بالخيانة ورجال الأمن عندكم بالغباء، لأنهم يحتاجون إلى مثل هذه الأوراق لأداء واجباتهم بكفاءة...

وبصراحة، أنا مندهش من هذا النظام ليس للأسباب التي قالها الأمريكي، ولكني ليقيني بأن كبار المسئولين المخلصين لا يعتقدون أن القرارات البشرية معصومة من الخطأ، وحريصون على معرفة السلبيات لمعالجتها، ويتمتعون بثقة في إخلاصهم لا يجرحها نقد الجهلاء ولا شتائمهم.

وأما إذا كان المُرَسل طردا فعلى موظف البريد استخدام الحذر اللازم، في حدود إمكانياته، مثل التأكد من شخصية المرسل وهويته.

وطرفة أخرى، ذهب مقيم للحصول على رخصة سواقة في المدينة فقال له أحد المسئولين في المرور "روح الطائف وطلع رخصة من هناك... إقامتك من الطائف". والسؤال الذي يقفز في الذهن فورا: هل الطائف دولة مستقلة لا تعترف بها المملكة التي منها المدينة، ولاسيما في عصر تطور إدارة المرور وكفاءتها الملحوظة في استخدام قواعد البيانات الإلكترونية؟

والحقيقة، عجائب الدنيا كثيرة، والموضوعات التي تستحق عناية الإعلامي والمفكر المخلص لدينه ولوطنه لا تُعدُّ ولا تحصى. وينطبق عليها المثل "تعيش وتشوف".


sisieny@hotmail.com


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


وزير إسرائيلي: الضفة لنا وللأبد







 إحدى نقاط التفتيش لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية  (الجزيرة-أرشيف)

 صالح النعامي-غزة

أكد وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل أن الضفة الغربية كلها ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية "إلى أبد الآبدين". ونقل موقع "عروتس شيفع" الإسرائيلي صباح اليوم الخميس عن الوزير قوله إن كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن "ستظل تحت السيادة الإسرائيلية".

كما أكد أرئيل -الرجل الثاني في حزب البيت اليهودي اليميني- خلال افتتاح مدرسة دينية في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، التزام الحكومة الإسرائيلية بمواصلة البناء في جميع أرجاء الضفة الغربية.

وفي سياق متصل ذكر تقرير إسرائيلي أن التعاون الأمني الذي تبديه السلطة الفلسطينية قد أسهم في تحويل المستوطنات اليهودية بالضفة إلى بيئة جاذبة للسياحة الداخلية.

وأشار التقرير الذي نشره موقع "وللا" الإخباري إلى أن "التعاون الذي تبديه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية مع الجيش الإسرائيلي لعب دوراً رئيسياً في تحسن البيئة الأمنية للمستوطنين بالضفة الغربية، بشكل سمح بقدوم الإسرائيلي من داخل إسرائيل للتمتع بالطبيعة الخلابة التي تمنحها جبال الضفة".

كما أشار إلى أن "الحملات الأمنية المشتركة والتنسيق الوثيق بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية للسلطة ضد نشطاء فصائل المقاومة الفلسطينية قلص فرص تنفيذ عمليات ضد المستوطنين، مما أقنع المزيد من الإسرائيليين بالقدوم إلى الضفة الغربية". 

تقرير إسرائيلي:
الحملات الأمنية المشتركة والتنسيق الوثيق بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية للسلطة ضد نشطاء فصائل المقاومة الفلسطينية، قلص فرص تنفيذ عمليات ضد المستوطنين

سرير وفطور
ولفت التقرير إلى تعاظم مظاهر سياحة "سرير وفطور" التي تجذب الكثير من الإسرائيليين الذين يقطنون المدن الساحلية في إسرائيل إلى مستوطنات الضفة الغربية.

ونقل التقرير عن سائح إسرائيلي قدم إلى الضفة قوله "كنت أدفع آلاف الدولارات من أجل الاستمتاع بجلسة في أحضان الطبيعة بإحدى الدول الأوروبية، أما الآن فعلى بعد بضعة كيلومترات يمكنني الاستمتاع بمناظر أكثر جمالاً بسعر زهيد نسبياً".

وفي سياق آخر، أشارت الكاتبة الإسرائيلية عميرة هاس في مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" إلى أن "التنازلات التي يبديها الرئيس الفلسطيني محمود عباس هي المسؤولة عن تطرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وقالت إن عباس وافق على استئناف المفاوضات و"التزم بعدم القيام بأي خطوة للانضمام إلى المؤسسات الدولية وتنازل حتى عن الحد الأدنى من مطالبه، والمتمثل في وقف مشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس".

تراجع
وأشارت هآرتس إلى أن الراعي الأميركي يمارس ضغوطه على عباس الذي أجبر على التراجع عن الوفاء بما التزم به أمام شعبه، بينما يسمح للطرف الإسرائيلي الأقوى بمواصلة خطواته الأحادية دون أن يخشى أية عقوبات.

وتساءلت "هل سيسمح عباس لنفسه بالتوقيع على إعلان الاستسلام كما تطلب إسرائيل؟"، وأجابت قائلة "لحسن حظ الولايات المتحدة أن عباس أثبت نفسه كزعيم أوحد ليس بحاجة إلى المؤسسات والإجراءات الديمقراطية، ولكنه يعرف أيضاً أن توقيعاً كهذا منه لا يساوي الحبر الذي سيكتب به".

وأكدت الكاتبة الإسرائيلية أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة نية للضغط على إسرائيل، مشيرة إلى أن منظومة الاعتبارات التي تحكم العلاقات الأميركية الإسرائيلية كبيرة، وتشمل الدور الإستراتيجي الذي تلعبه إسرائيل في خدمة مصالح الولايات المتحدة، علاوة على دور الصوت والمال اليهودي.

وختمت مقالها بالقول إن "معنى عبارة جهود السلام اليوم هو استمرار الولايات المتحدة في الضغط على الطرف المضغوط أصلا، فهل بإمكان عباس إقناع شعبه بأن الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى اتحاد الكنتونات الفلسطينية في الضفة الغربية وبدون غزة، هو اتفاق دائم ومعقول؟".

المصدر:الجزيرة

--------------------------------------------------------------------------------------



صحيفة: هل نسفت تركيا فرصتها بالمنطقة؟






الرئيس التركي عبد الله غل نادى بضرورة رحيل الأسد عن السلطة (الأوروبية)

تساءلت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في مقال للكاتب باتريك كوكبيرن عمّا إذا كانت تركيا قد نسفت فرصتها في قيادة المنطقة المضطربة؟ وقالت إن أنقرة كان يمكنها تعزيز نفوذها وإنقاذ الكثير من الأرواح، ولكنها فعلت العكس تماما.

وأوضحت الصحيفة أن تركيا ما فتئت تشكل دولة صاعدة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ظل اقتصادها المتنامي وديمقراطيتها المستقرة وحكومتها الإسلامية المعتدلة، وأنها قد تكون نموذجا للدول العربية التي أنهت عقودا من الحكم الاستبدادي في 2011.

وأضافت الصحيفة أن تركيا بدت في وضع مثالي لقيادة المنطقة، وخاصة أنها لم تكن تواجه مشاكل مع جيرانها ولم يكن لها أعداء، وأنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة إن هذه الأوضاع والسمات الجيدة التي حظيت بها تركيا سرعان ما تأثرت بتداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة، وإن بعض أصدقاء الأمس صاروا أعداء اليوم، وذلك يشمل القوى الشيعية في إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان.

الرئيس التركي عبد الله غل سبق أن نادى بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة
ومضت الصحيفة بالقول إن العلاقات التركية تشهد فتورا مع دول الخليج باستثناء دولة قطر، وذلك في ظل دعم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للرئيس المصري المعزول محمد مرسي والإخوان المسلمين، الأمر الذي أغضب النظام العسكري في مصر.

عبد الله غل
وقالت الصحيفة إن الحرب الأهلية المستعرة في سوريا منذ أكثر من عامين ما فتئت تلقي بظلالها على تركيا بشكل كبير، كما أن الرئيس التركي عبد الله غل سبق أن نادى بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

يشار إلى أن وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي أجمن باغيش أعلن قبل أيام أن بلاده قد لا تنضم أبدا للاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب المعارضة القوية التي تبديها دول مثل ألمانيا وفرنسا, وأنه حثّ الأوروبيين على ألا يتعاملوا بإجحاف مع أنقرة في هذه المسألة.

ونقلت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية عن باغيش قوله، خلال مؤتمر في يالطا لدعم التقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، إن تركيا قد تتحصل نهاية المطاف على وضع يماثل وضع النرويج، فقد تحصل على حرية دخول خاصة للاتحاد بدلا من أن تصبح عضوا في هذا التكتل الإقليمي.

المصدر:الصحافة البريطانية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



"شلل" الولايات المتحدة يعرقل تنفيذ عقوبات إيران وسوريا

تواصل تعطيل إدارات الدولة بعد فشل المحادثات بين أوباما ونواب جمهوريين

واشنطن - بيير غانم
قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن مكتب وزارة الخزانة المسؤول عن تنفيذ العقوبات الأميركية، بما فيها العقوبات على إيران وسوريا، غير قادر على متابعة أعماله الأساسية بسبب الإجازات التي منحت للموظفين نتيجة توقف أنشطة أجهزة حكومية اتحادية.
وأضاف كارني: "إن الموظفين العاملين في مكتب تنفيذ العقوبات غائبون بسبب قرار الجمهوريين إغلاق الحكومة غير الضروري وغير المبرر. إنه أمر يضر بأمننا القومي. عمل هذا المكتب مهم جداً فبفضل جهود موظفيه تقدمنا دبلوماسيا في أكثر الملفات الخارجية سخونة مثل الملف النووي الإيراني".
وأردف: "إلغاء رحلة الرئيس إلى آسيا بسبب الإغلاق الحكومي تعرض مصالح شعبنا الاقتصادية للخطر، كما تقلص احتمال إيجاد فرص عمل إضافية للأميركيين في الخارج".
فبعد فشل المحادثات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من النواب الجمهوريين في البيت الأبيض لبحث إنهاء تعطيل إدارات الدولة الفيدرالية، تجمع المئات من العمال المتضررين أمام مبنى الكونغرس للإعراب عن سخطهم على هذا التعطيل.
يذكر أن الحكومة الأميركية مازالت مغلقة، أي أن 800 ألف عامل وموظف حكومي هم خارج الدوام وأبواب المتاحف مغلقة، وأبواب الحوار أيضاً مغلقة.
من جانبه، قال جون باينر، رئيس مجلس النواب الأميركي: "ليست هذه لعبة لعينة، لا يريد الأميركيون إقفالاً حكومياً وأنا أيضاً، وكل ما نطلبه هو الجلوس والتحادث لفتح الحكومة وإنصاف الناس في ظل أوباما كير".
وخارج مبنى الكونغرس طالب أعضاء من تجمع النواب التقدميين إقرار الموازنة وإعادة الموظفين إلى العمل.
يقول جيم موران، عضو مجلس النواب: "يقول الموظف إنه لا يريد أن يعود إلى العمل فيما يبقى جاره في المنزل".
ويضيف لويز سلوتر، عضو مجلس النواب: "ماذا سيحدث عندما يضرب الإعصار الخليج ونحتاج إلى عمال حكوميين.. ما نريده هو إعادة فتح أبواب الحكومة وعودة كل العمال".
وبدأ موظفو القطاع العام يعبّرون عن قلقهم من الخلافات بين الجمهوريين والديموقراطيين، كما أنهم يعبّرون أيضاً عن قلقهم من انقطاع دخلهم من الحكومة الاتحادية. فمن الواضح أنهم يلقون اللوم على الجمهوريين، والمشكلة أن الحوار مفقود بين الطرفين.


....................................................
-

أردوغان لا يستبعد الترشح لرئاسة تركيا



أردوغان يفكر في مستقبله السياسي بعد نهاية ولايته الحالية كرئيس للوزراء (الأوروبية)
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل إذا طلب منه حزب العدالة والتنمية ذلك، واستبعد أن تنشب خلافات بينه وبين الرئيس الحالي عبد الله غل بخصوص هذا الموضوع.

وأكد أردوغان في حديث تلفزيوني مساء أمس الخميس أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، وأوضح أنه سيسعى لتولي منصب الرئاسة أو أي منصب يحدده له حزبه.

وتنص قوانين حزب العدالة والتنمية على الاكتفاء بثلاث ولايات متتالية لأعضائه المنتخبين نوابا في البرلمان ولرئيس الوزراء، وبالتالي لن يتمكن أردوغان من مواصلة ولايته كرئيس للوزراء التي بدأت في 2003 بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 2015.

ويتوقع محللون أتراك أن يترشح أردوغان للانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب 2014 التي ستنظم لأول مرة بالاقتراع العام المباشر عوضا عن اختيار الرئيس من قبل البرلمان.

وأعرب أردوغان مرارا عن تأييده لتعزيز دور الرئيس الذي يعد منصبا فخريا، لكن مساعيه لتعديل الدستور فشلت بسبب الخلافات بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة.

مواجهة مباشرة
ومهما كان قراره بشأن الانتخابات الرئاسية استبعد أردوغان في تصريحاته التلفزيونية أي مواجهة مباشرة خلال الاقتراع مع الرئيس الحالي عبد الله غل الذي شكل معه حزب العدالة والتنمية في 2001، وقال "لا أعتقد أنه سيكون هناك قرار يؤدي إلى أن يسير كل منا في طريق، ما أعنيه هو أننا سنجري المشاورات الضرورية والمفاوضات فيما بيننا إذا كانت هناك حاجة لذلك".

وتختلف طبيعة أردوغان الصارمة المندفعة وغل الأكثر اعتدالا صاحب التوجه الهادئ، وهو اختلاف تجلى في تعاملهما مع الاحتجاجات التي عرفتها تركيا مؤخرا.

وفي خطابه في جلسة افتتاح البرلمان رحب غل بالاحتجاجات السلمية وقال إنها مؤشر على النضج الديمقراطي في تركيا، وحذر من الاستقطاب السياسي قائلا إن ذلك يضر بنسيج الأمة.

في المقابل ندد أردوغان مرارا بالمحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع في تركيا في يونيو/حزيران، ووصفهم بأنهم "رعاع".

ويحق لغل أن يبقى في المنصب لفترة ثانية لكنه لم يعلن عن عزمه القيام بذلك. وتحدثت وسائل الإعلام عن طموحات الرئيس الحالي السياسية، وتكهن البعض عن إمكانية عودته إلى منصب رئيس الوزراء الذي شغله لفترة قصيرة عام 2002.


-------------------------------------------

ووتش: سجون سوريا تعج بالمعتقلين

 
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن عشرات الآلاف من المحتجين السلميين المناهضين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد أودعوا السجون في سوريا، ويتعرضون لتعذيب ممنهج فيما يبدو.

وأوضحت المنظمة -التي تتخذ من نيويورك مقرا لها- أن المحتجزين تعرضوا للاغتصاب ولانتهاكات تضمنت الصدمات الكهربائية على مناطق حساسة، والضرب بالعصي والأسلاك والقضبان المعدنية.

وقالت المنظمة في بيان إنه استنادا إلى روايات محتجزين سابقين فإن قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد ارتكبت انتهاكات أيضا، إذ احتجزت صحفيين وعاملين في مجال الإغاثة ونشطاء مدنيين، وأعدمت بعض المحتجزين.

وقال جو ستورك نائب قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إن انتهاكات فاضحة يتعرض لها المحتجزون السياسيون، تتمثل بالاعتقال والتعذيب وربما القتل لمجرد انتقاد الحكومة سلميا أو لمساعدة محتاجين تختفي وراء الوحشية المروعة للقتال في سوريا.

وجاء في التقرير -الذي قالت المنظمة إنه يهدف إلى جذب الانتباه إلى النشطاء المدنيين المحتجزين في ما لا يقل عن 27 سجنا في سوريا- "أصبح الاحتجاز التعسفي والتعذيب من الأعمال الروتينية المعتادة لقوات الأمن السورية".

وأضاف التقرير أن كثيرين أودعوا السجن لمجرد انتقاد السلطات أو تقديم مساعدة طبية لضحايا الحملة العنيفة على المحتجين في عام 2011.

وقال إن اللجوء للتعذيب يحدث بشكل منهجي فيما يبدو، وإن هناك "دلائل قوية" على أنه يمثل سياسة دولة وجريمة ضد الإنسانية، وذكر أن معظم المحتجزين من الرجال، لكن الأمر لم يخل من احتجاز نساء وأطفال أيضا.

واستشهد التقرير بأرقام أوردها مركز توثيق الانتهاكات -وهو جماعة رصد سورية معارضة- وأشارت إلى مقتل 1200 محتجز بالسجون السورية منذ بدء الانتفاضة.

وأضاف "تسجن السلطات محتجزين سياسيين لأشهر دون اتهام، وتعذبهم وتسيء معاملتهم وتمنعهم من الاتصال بمحاميهم أو عائلاتهم، وتترك أسرهم تتلهف لسماع شيء يعرفها بما حدث لذويها".

 امتناع
 وتمتنع السلطات السورية عن التعليق على الحالات الفردية لكنها تنفي احتجاز معتقلين سياسيين، وتقول إن كثيرا ممن احتجزوا خلال الانتفاضة انتهكوا قوانين مكافحة الإرهاب.

وأبرز التقرير 21 حالة فردية، منها حالة يحيى شوربجي، وهو عامل بناء عمره 34 عاما من إحدى ضواحي دمشق اشتهر بأنه "صاحب الزهور" لأنه كان يوزع الزهور على الجنود في الأشهر الأولى للانتفاضة.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن اعتقلت شوربجي وشقيقه محمد وثلاثة نشطاء آخرين في مجموعة يطلق عليها شباب درعا في سبتمبر/أيلول عام 2011. وأضافت "رفض المسؤولون الحكوميون إعطاء أسرة شوربجي أي معلومات عنه. وتوفي أحد الخمسة وهو غيث مطر في الحبس بعد أيام من اعتقاله".

ومن بين النشطاء البارزين في السجن خليل معتوق وهو محام مسيحي لحقوق الإنسان، ومازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.

وقالت سارة مارجون نائب مدير واشنطن في منظمة هيومن رايتس ووتش  للجزيرة إن لدى المنظمة أدلة مؤكدة على الانتهاكات بحق المعتقلين في سجون النظام السوري، وأعربت عن أملها في أن يتمكن المراقبون الدوليون من زيارة المعتقلات داخل سوريا.


....................................................................................

الزهار: "حماس" لن تتنازل عن مشروع المقاومة والجهاد

 
نفى النائب في المجلس التشريعي وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور محمود الزهار أن تكون حركته تُعاني خلال الفترة الحالية من أزمة مالية خانقة.

وشدد الزهار خلال لقاء سياسي نظمته وزارة الداخلية لأكثر من 1000 من ضباطها في خانيونس جنوب قطاع غزة على أن حركة "حماس" لن تتنازل عن مشروع المقاومة أبداً ولن تسمح لأحد أن يعطلها.

وقال الزهار: "إن رئيس السلطة محمود عباس لا يملك قرار عدم الذهاب للمفاوضات لأنه في حال عدم ذهابه سيُتهم بتدمير مشروع التسوية".

وأكد النائب في التشريعي أن تحرير فلسطين أمر حاسم لا جدال فيه، لافتاً إلى أن "حماس" خاضت خلال السنوات الست الماضية أربع حروب مع "إسرائيل" لم تُهزم في واحدة منها.

وفيما يتعلق بملف المصالحة، أشار الزهار إلى أن المصالحة لا تتم إلا بإنجاز خمسة بنود أساسية؛ من بينها تشكيل الحكومة المؤقتة وتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني.

وأضاف: "حماس ستفوز في انتخابات المجلس الوطني إذا جرت في الخارج، وتطبيق شروط المصالحة لا يعني بالمطلق عودة فتح إلى غطرستها".

وتحدث الزهار خلال كلمته المطولة عن مستجدات الأوضاع في دول الربيع العربي والآفاق المستقبلية للواقع ومدى تأثيره على القضية الفلسطينية.


................................................





أسرة الزويد ترد على «شرطة الرياض»: كيف يكون «إطلاق النار» نظاميا ً؟

بريدة - منصور الفريدي
الجمعة ٤ أكتوبر ٢٠١٣
بعد تشييع الشاب زويد الزويد (20 عاماً) إلى مقبرة الموطأ في مدينة بريدة أمس، بعد وفاته الثلثاء الماضي نتيجة تعرضه لإطلاق نار من دورية أمنية في مركز الرغبة (120 كلم شمال الرياض) عندما كان برفقة شقيقه؛ أكد الدكتور عبدالله النغيمشي (خال القتيل) في حديث إلى «الحياة» أن الخطوة المقبلة هي اللجوء إلى القضاء.
وقال النغيمشي: «إن أسرة القتيل تعيش وضعاً نفسياً سيئاً نتيجة الحادثة، ونحن نثق في الشرع المطبق في بلادنا، وفي نزاهته، ولكن يجب ألّا ننزه أحداً من الخطأ، ولا بد من أن تأخذ العدالة مجراها».
وعن تصريحات المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان إلى «الحياة» أمس عن الحادثة؛ أضاف النغيمشي: «يحز في نفسي ما صرح به العقيد الميمان بنظامية موقف رجل الأمن الذي أطلق النار على المركبة، ونحن نعرف أن شروط إطلاق النار على الهارب المطلوب معروفة، وهي ثلاثة، أولها: ثلاث رصاصات في الهواء، ثم على الإطارات وقبلها التعميم على المركبة لكل الدوريات في محيط المنطقة، ولا يمكن بحال من الأحوال توجيه النار بأي اتجاه يصيب المطلوب فما بالك بمرافق للمطلوب بحسب الادعاء».
وتابع: «ما زاد من استغرابنا أنه حتى هذه اللحظة لم يتفاعل معنا أحد من الجهات الأمنية للتخفيف من مصابنا؛ فمهما كانت المبررات لموقف الأمن فأرواح البشر غالية، فمأساتنا في هذا المصاب إنسانية بالدرجة الأولى ويجب ألّا تستغل للانتصار لهذا الفريق أو ذاك، فكلنا أبناء وطن واحد ورجال الأمن رجالنا، ولكن كشْف الأخطاء وإيجاد الحلول لعدم تكرارها مطلوبان منا جميعاً».
وكانت «الحياة» نشرت أمس تصريح للمتحدث الرسمي باسم شرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان بعنوان: «شرطة الرياض: تعاملُنا مع حادثة رغبة نظامي»، أوضح فيه أن موقف رجل الأمن الذي أطلق النار على المشتبه به «جنائياً» في مركز الرغبة سليم تماماً، وأنه تصرف بما يمليه الموقف وبحسب النظام المعمول به.
وأضاف أن المقتول مطلوب جنائياً وشقيقه موقوف للتحقيق، وأن توقيفه طبيعي، لأنه كان في قلب الحدث، ولا بد من سؤاله ومعرفة أسباب عدم توقفهما لنداءات الشرطة المتكررة أو عند نقطة التفتيش، إضافة إلى أن هناك بلاغاً ضدهم.


....................................................

ممرضة تُصيب 4 موظفين بالإيدز في مستشفى بالمدينة المنورة

أخبار 24

تسببت ممرضة تعمل بإحدى المستشفيات بالمدينة المنورة في إصابة 4 موظفين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

ووفقاً لـ "الشرق"، نقلاً عن مصدر مطلع في المستشفى فإنه تم إكتشاف إصابة الممرضة بالمرض بعد إجرائها تحاليل سنوية خاصة بتجديد العقود، لافتاً إلى إنه تم تحويلها إلى مستشفى الملك فهد لتنويمها، وأجرت الجهات الأمنية تحقيقاً معها بشأن الحادثة.

وأوضح المصدر نفسه أن الممرضة اعترفت في التحقيقات أنها أقامت علاقات جسدية محرَّمة مع ثلاثة ممرضين، إضافة إلى إداري في المستشفى، لم تُحسم مسألة تأكيد إصابته من عدمها، بمقابل ماليٍ دفعته لهم، مبديةً عدم علمها الإصابة بالمرض.


........................................................................


فوائد الجزر تظهر مع الدهون

المصدر:
  • برلين ــ د.ب.أ
التاريخ: 05 أكتوبر 2013
أوصى اتحاد مزارعي الخضراوات والفاكهة الألمان، بإضافة بعض الدهون كالزيوت أو الزبد أو القشدة إلى الجزر عند إعداده، سواء عند تناوله نيئًا أو تحميره أو تشويحه، وذلك للاستفادة من مادة الكاروتين الموجودة به، التي تعمل على تقوية حاسة البصر، وتُسهم أيضاً في تحفيز عملية التمثيل الغذائي بالجسم. وأوضح الاتحاد الألماني، الذي يتخذ من العاصمة برلين مقراً له، كيفية حدوث ذلك بأنه لا يُمكن للجسم امتصاص مادة الكاروتين الموجودة للجزر وتحويلها إلى فيتامين (أ)، إلا بإضافة بعض الدهون إليه. وإلى جانب الكاروتين، أشار الاتحاد إلى أن الجزر يحتوي أيضاً على الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم، وكميات كبيرة من الألياف الغذائية، التي تحمي الإنسان من نوبات الجوع الشديدة؛ لأنها تعمل على رفع نسب السكر بالدم لديه بشكل تدريجي.


...............................................






صور وفيديو: شجرة بريطانية تنبت طماطم وبطاطس في آنٍ واحد

صور وفيديو: شجرة بريطانية تنبت طماطم وبطاطس في آنٍ واحد

نجح مدير البساتين بأحد شركات الزراعة البريطانية في تهجين شجرة سميت "توم تاتو" تستطيع إنتاج كلاً من الطماطم الكرزية والبطاطس في آن واحد في بريطانيا. وتستطيع شجرة "توم تاتو" أن تنتج أكثر من 500 حبة طماطم كرزية تظهر على الساق فوق الأرض بينما تطرح البطاطس تحت الأرض.
وقال البستاني "بول هانسورد"، الذي يعمل الآن لدى شركة "تومسون ومورجان" المتخصصة في الأغذية، إنه سيطرح تلك الشجرة للبيع مقابل 14.99 جنيه إسترليني لكل منهما، وأكد أن هذه الشجرة تم تهجينها بشكل فردي واعتمدت على الحرفية اليدوية وليس الهندسة الوراثية. وأضاف "هانسورد" إن هذه الفكرة طرأت إليه قبل 15 عاما في الولايات المتحدة، عندما زار حديقة حيث زرع شخص البطاطس تحت الطماطم على سبيل المزاح.

صور وفيديو: شجرة بريطانية تنبت طماطم وبطاطس في آنٍ واحد
صور وفيديو: شجرة بريطانية تنبت طماطم وبطاطس في آنٍ واحد


..........................................................................



للتذكير: لمن أراد أن يضحي آخر موعد للحلق وقص الأظافر هو اليوم السبت قبل غروب الشمس .

أفضل أعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة

 الشيخ صالح المغامسي

http://www.youtube.com/watch?v=uy7ZsKZPMsg


.........................

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



تقسيم الشرق الأوسط


نجيب عبد الرحمن الزامل



.. لا أمة على الأرض تأتي سبكاً مقولباً بمادة واحدة، كل أمة فيها عناصر مختلفة "يمكن" أن تجتمع لتشكل سبيكة مقولبة واحدة .. وهنا تحتاج صمغاً للأمة.

هل نحن - وأقصد بلادنا - أمة متماسكة بعناصر مختلفة؟ هذا السؤال يجب أن نخرج رؤوسنا، ونجعل ضمائرنا تقودنا، ونستلهم شجاعتنا مع الحق المطلق، ثم نجيب .. أي إجابة خاطئة، ستقودنا إلى منحدرات الخطر. ليس هناك كلام يضيع، بل هناك كلام يتفاعل .. ثم يستمر في التفاعل، سلباً أو إيجاباً .. من أنواع الخير، أو من أصناف الشر.

خرج علينا الكاتب في "نيويورك تايمز" روبن رايت Robin Wright بمقال في 28 أيلول (سبتمبر) 2013، بعنوان مفزع هو Imagining a Remapped Middle East "تصور إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط". والسيد روبن رايت نعرفه منذ زمن كما نعرف صاحبة السيد "فسك"، ويعتبران سلطتين معرفيتين بالشأن شرق الأوسطي، فصاحبنا روبن رايت قضى نحو العقدين في الشرق الأوسط يدور فيه ويدرسه ويلتقي مع الطيف الاجتماعي في كل بلد، من مركزه في بيروت. وله كتاب يتكلم عن انقسامات المنطقة، وأحدث زوبعة حوار طويل.

السيد رايت لا يقول إن هناك خطة تقسيم لدول الشرق الأوسط وخص منها سورية والعراق وليبيا واليمن والسعودية، بل يقول هي قد تحصل آليا بفعل تتابع الأحداث، ولكنه أخطأ بالنسبة لقارئ مثلي بخلفية شكية، عندما استدعى الاتفاقية التقسيمية السيئة الصيت التي سُميت باتفاق سايكس ـــ بيكو، وكانا يمثلان بريطانيا وفرنسا اللتين ورثتا جسد الرجل المريض، الإمبراطورية العثمانية. استحضار هذه الاتفاقية في معرض تغيرات يصفها بأنها مصيرية حتمية، يجعلك "تشك" في أن وعيه الداخلي يعرف أو يقصد خطة إما في المطبخ السياسي، وإما هي وصفات الطبخة التي تُعَد.

قسّم المقالُ سورية إلى شريط غربي ساحلي كامل للعلويين، وقلبُ البلاد السورية سماها البلاد السنية، وهذه تندمج مع المنطقة السنية الجنوبية العراقية التي هي أقلية في أغلبية شيعية، فالتغيير يطول الدولتين، وأخرج بنغازي الولاية الشرقية الليبية الثرية بالنفط عن ليبيا بادعاء أنها تنحاز ثقافة إلى المشرق العربي، بينما فزان والمنطقة الجنوبية الغربية تنتمي للمنطقة المغربية. وأن اليمن سيستقل منها الجنوب ويلتحق بالسعودية التي تربطها بحضرموت علاقات تجارية وعائلية وكأنهما نسيج واحد، وتريد إطلالة استراتيجية تجارية على البحر العربي، خصوصاً مع التخوفات في قدرة إيران على قفل مضيق هرمز. وهنا يقع رايت في خطأ منطقي، سأعود إليه حتى نكون على صفحة واحدة. بعد الحديث عما يتصوره للسعودية، يقسّم رايت الدولة السعودية كالتالي: شريط بحري غربي شمالي للحجاز، ومنطقة مستقلة جنوبية، ومنطقة تأخذ الغطاء الشمالي كاملاً للجزيرة العربية، ثم "وهابيستان أو بلاد الوهابية" وهي بلاد نجد الممتدة من حائل شمالاً إلى أطراف الربع الخالي ووادي الدواسر .. وأخيراً المنطقة الشرقية بكامل الساحل الشرقي.

الخطأ التكتيكي الذي وقع فيه السيد رايت هو: كيف ستنضم المنطقة الجنوبية للسعودية، والسعودية مقسمة أصلاً كما ادعى في تصوره؟!

على أي حال، رسالتي فيما أدعي من حب صادق للوطن، ولا داعي أن أثبت محبتي، فالواقع يقول إنه لا أرضَ لي غير هذه التي أقف عليها، إن ضاعتْ هي ضعتُ أنا! لن أقلق ولا يغضبني مقال السيد رايت، ولا قصة تقسيم البلاد .. وعلى النقيض أستبشر بأنها ستكون ناقوساً عظيم الصوت يزمجر في آذان الأمة، أن انتبهي على كيانك ووجودك ووحدتك. لو استمررنا في اختلافاتنا المتزايدة وتبادل هذه الكراهية التي تستشري والعفن العنصري، فإننا سنسلم بلدنا ليلعب به الآخرون، وهنا لا نبكي على اللبن المندلق الذي لن يعود، فنحن من فرط فيه بسوء إدارتنا لبلدنا، ولمجتمعنا ولأنفسنا. وبالصراحة المطلقة بدأت أسمع رجفات الفرقة المناطقية .. وبأسف مؤلم، بوضوح.

وهنا أرجع لقضية الصمغ. عناصر الأمة المترابطة بدأت فعلاً في الانفصام ووضحت الشروخ، أمر حتى لو لم نعترف به فهو موجود، وعدم الاعتراف أسوأ لأنه سيحرمك خيارَ الحلول. والصمغ يبدأ أولا في القضاء على الفساد بلا مزح ولا تزويق ولا فذلكة ولا استثناء، تماماً كما قال الملك عبد الله: "كائناً من كان"، وأن يستقل القضاء فهو الذي يحكم في الحالات الأمنية والسياسية ضمن نصوص موضوعة ومرافعات محمية لتحقيق العدل بأقصى ما يمكن .. توزيع الثروة العادل، وعدم الإتيان بقرارات تغضب الشباب بالحد من نشاطاتهم الخدمية الانتمائية، أو بتضييق العمل العصامي، ففي الأمس شباب غاضبون صرفوا على مطعم مليوني ريال، ولما حضرنا وفيه 60 طاولة لم يكن هناك إلا عامل واحد .. وسيخرجون خاسرين ولكن ليسوا عاطلين فقط، بل قد ركبتهم الديون .. فماذا نحن فاعلون في هذا الوطن .. حرام!

الصمغ الوطني أن تحب أرضكَ جادا، خصوصا وأنت في مراقي السلطة، فلا تستنزفها، وأن تحب كل من انتمى إليها، فلا تقف مع فئة دون فئة، ولكن تصلح أو تجازي الفئة التي خرجت عن الصف .. وأن هذا العصر لم يعد يستسيغ الفساد والظلم والضبابية.

بإذن الله، أطمئن إن سرنا على هذا المنهج وحافظنا عليه .. فلن تجرؤ قوة على الأرض بلمس جدار أمتنا الواحد.
الآن سمعنا قرع الناقوس!
............
الاقتصادية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



رسالة عاجلة إلى السيسي!

 بقلم / المفكر الإسلامي الهندي الدكتور محمد عناية الله أسد


تلك رسالة عاجلة ناصحة ممن لايحمل لك في قلبه إلا النصح والخير،فهل أنت فاتح لها أذنك وقلبك ياسيسي؟

ياسيسي ! كنا نحسب أنك رجل مسلم، باعتبار أنك وزير الدفاع، ورئيس القوات المسلحة في بلد يملؤه   المسلمون، ويشكلون فيه أغلبية ساحقة، ولكن جاءت الأنباء الأخيرة تؤكد أنك لاتمتّ إلى الإسلام بصلة،لامن قريب ولا من بعيد، وإنما تنتمي إلى أسرة من أسر الصهاينة. ولاندري أيّ الخبرين أقرب إلى الصحة ؟

ولكن لايهمّنا ذلك، فأنت على كل حال من أبناء أبينا آدم، ومن أحفاد أبينا إبراهيم عليهما الصلاة والسلام،  فالأخوّة بيننا قائمة،ولابد للأخ أن يكون ناصحا لأخيه ! هكذا علّمنا قرآننا، وعلمنا نبينا عليه الصلاة والسلام.

ياسيسي ! أنت وزير الدفاع ورئيس القوات المسلحة في مصر الحبيبة، وكان من واجبك، بحكم منصبك ومسؤوليتك، أن تحمي هذا البلد من أعدائه، وتوفّر للمواطنين كل ما يمكنك من حماية وحصانة ورعاية، ولكنك خالفت ما يملي عليك منصبك ومسؤوليتك، فما حميت البلد من أعدائه،بل فتحت لهم الأبواب كلها،حتى يجوسوا خلال الديار، ويوقدوا نار الفتنة في أرجائها، ويجلبوا المصائب على أهلها !

هذا ما فعلت بالأعداء، وأما المواطنون،أهل البلد، فانقلبت عليهم، وتنكرت وتنمّرت في وجوه قومك الصالحين، الطيبين الطاهرين، وفعلت بهم مالم يفعله أحد بقومه عبر التاريخ !

قتلت المواطنين المسالمين قتلا، وعذبتهم عذابا،حتى وصل عدد الشهداء بأيدي قواتك المسلحة إلى آلاف وآلاف ! ووصل عدد الجرحى والمعذبين إلى ما لايحصى ! فأهل مصر كلهم في عذاب، حتى الأطفال الصغار،والفتيات الأبكار، والعجزة من المرضى وكبار السنّ، كلهم يتجرعون من العذاب في السجون، كما يتجرعون في الأرياف والمدن !

ياسيسي ! أنت ما عذّبت بتصرفاتك الحاقدة الغاشمة أهل مصر فقط، بل آذيت كل من يتأذى بالظلم والطغيان في مشارق الأرض ومغاربها، وآذيت كل من ينبض قلبه بالرأفة والرحمة للصالحين الأبرياء، سواء كانوا من المسلمين أم غير المسلمين!

لقد ركبت مركبا صعبا ياسيسي ! فماذا تقصد من هذه الأفاعيل العمياء، وهذه الحركات الجنونية كلها ؟

هل تحركت هذه التحركات كلها بإرادتك الحرّة ياسيسي ! أم فوقك من يأمرك، ويرقّصك مثل الدمية كما يشاء ويشتهي!

إن كانت هذه التحركات كلها بإرادتك الحرة ياسيسي! فهذا يعني أنك ابتليت بنشوة القوة وسكرة السلطة، التي تُعمي العيون وتُصمّ الآذان! وهو داء قديم عُضال، قد أصيب به الفراعنة وأشكالهم قبلك، ولايُشفى منه إلا من رحم ربك !

وإذا كنت تحب الخلاص من هذا الداء الوبيل، وتريد النجاة من عواقبه الوخيمة، فعلاجه الوحيد أن تخلو بنفسك، وتجلس معها جلسة عاقلة متأنية، وتفكر في مصيرك، وتعتبر بمصير أمثالك ! فإن القوة التي تتبجح بها، والسلطة التي تتبذخ بها لن تدوم لك، وهل دامت لأحد قبلك حتى تدوم لك ؟ وهل يختلف مصيرك من مصير من سبقك من الطغاة الجبارين ؟

 اخرج من حصنك المحصّن، وبُرجك المشيد،واضرب جولة إلى أهرام مصر، واسألها عمن بناها وشيدها، واسأل عنهم: أين ذهبوا ؟ وماذا فعلوا ؟وإذاكان لك قلب،أوألقيت السمع وأنت شهيد، فستجد تلك الأهرام تناديك،وتعظك بلسان حالها، وتقول:

(تباً لأرباب الغفلة من الملوك والأمراء ! ورؤوساء الدول ! وقادة الجيوش !  

أين الفراعنة الشداد،الذين ظلموا العباد ؟ وأين التبابعة الحداد الذين دوّخوا البلاد ؟

أين من بنى وشيّد، وزخرف ونجّد، وغره المال والولد ؟

أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى ؟

ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأبعد منكم آمالا، وأطول منكم آجالا ؟

طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم بتطاوله !

فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية !!)

 تلك رسالة الأهرام إلى كل من زارها، وسألها عمن بناها وشيدها ! فلاتنس تلك الرسالة يا سيسي! واشدُد عليها يديك، فتلك رسالة قيّمة غالية ! رسالة تنوّر البصر والبصيرة، ولاتدع الإنسان يتيه في الحيرة!                                                                                 

وإن لم تفتح عينك تلك الرسالة، فاضرب جولة إلى متحفٍ تحت قدميك، وهو متحف يضمّ الفراعنة، ويضمّ فرعون سيدنا موسى، اقترب منه قليلا، واهمس في أذنه:

 كيف تجدك ياسيدي، فقد ذبّحت بني إسرائيل،وقتّلتهم تقتيلا ! وكنت تسومهم سوء العذاب! وكنت تزعم أنك رب الناس، وإله الناس، وليس لهم إله غيرك ؟ فماذا تقول الآن ؟ وما رسالتك إلى الناس ؟

اسأله هذا السؤال، وأنصت لجوابه بقلب حاضر، وأذن مرهفة !

إذاً،سيجيب عن سؤالك حتما، إن لم يجبك حوارا، فليجيبنّك اعتباراً ! وإن لم تجبك لسانه ليجيبنّك بدنه! سيأتيك الخبر اليقين ! ولاينبئك مثل خبير.

فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46:سورة غافر)

فاعتبر ياسيسي ! بالمستكبرين الهالكين قبلك، ولاتكن عبرة لمن يأتي بعدك ! فالسعيد من وُعظ بغيره. ولاتغترّ بقوتك وسلطتك، فرب المؤمنين أشد منك قوة ! وزبانيته ينتظرون أمر ربهم فيك، وفي جنودك !

وإن كانت هذه الأفاعيل كلها بإيحاء وتحريض من الآخرين،ياسيسي! فاعلم أن كل من حرّضك على مافعلت، إنما سخر منك، وضحك على عقلك، وأوردك موارد الذلّ والهلاك، وما أراد بك إلاسوءاً !   

وكل دعم منه، سواء كان دعما بالريالات والدولارات، أم كان دعما بالصواريخ والدبابات، أم كان دعما  بالتهنئات والتشجيعات، أم كان دعما بالافتراءات والإشاعات،كل ذلك كان غروراً ! ولن يزيدك إلا خسارا، ولن يزيدك إلاتبارا.

واعلم ياسيسي! أنك جنيت على نفسك، حينما أردت أن تجني على الرئيس محمد مرسي، فلن يكرمك أحد ممن حرّضوك ! ومنّوك ! ووعدوك ! بمثل ما أكرمك رئيسك الدكتور محمد مرسي !

فقد كنت، حينما كنت معه، موضع حب وتقدير، وموضع إجلال وتكريم لدى الجميع ، وكانت لك وجاهة ومكانة عند المواطنين وغير المواطنين.

حتى نحن في بلادنا كنا نحبك ونذكرك بكلمات التكريم، وكنا نعتقد أنك ستكون بطلا من أبطال الإسلام المبرّزين، وسيكون لك ذكر في تاريخ الإسلام المجيد !

وأما الآن،بعد ما جنيت على الرئيس محمدمرسي! وجنيت على الشعب المصري العظيم ! فأنت أعلم بما آل إليه أمرك ! أنت أعلم بمايجري في شوارع مصر وميادينها، وما يجري في أريافها ومدنها، وأعلم بما يقوله الناس فيك بألسنتهم، وبما يكنّونه في صدورهم !

فصغارهم وكبارهم، ورجالهم ونساؤهم، كلهم يكرهونك ، ويبغضونك، ويلعنونك، وينتظرون أن يفعل الله بك ما يفعله بأمثالك من الخائنين المجرمين!

وهذا لايخص الشعب المصري فقط،بل المسلمون في الهند كذلك يشعرون بما يشعربه إخوانهم المسلمون في مصر! ويصبّون عليك اللعنات في كل حين! وأمرالمسلمين في أرجاء العالم لايختلف عما عليه المسلمون في بلاد الهند !

فكّر ياسيسي ! ماذا ربحت بما فعلت، وماذا خسرت ؟ فوالله ما ربحت غير خزي الدنيا والآخرة !!

ياسيسي !لعلك تحلم أن تقعد في مقعد الرئيس محمد مرسي،وتحلم أن تكون رئيسا لجمهورية مصر! ولعل هذا الذي طمّعك فيه، ومنّاك به كبراؤك ! ولكن ماذا تفعل بمنصب لايُنيلك أيّ كرامة،بل يزيدك خزيا إلى خزي، ومقتا إلى مقت !

كيف يقبلك الشعب المصري ياسيسي، وأنت ولغت في دماء أبناءهم وبناتهم ! ودماء آباءهم وأمهاتهم! ودماء إخوانهم وأصدقاءهم ! وأفسدت حياتهم وخرّبت ديارهم ! 

وما زلت تلغ في دمائهم ! وتحارب دينهم وعقيدتهم ! وتلاحق علماءهم وقياداتهم ! وتلعب بكرامتهم وأعراضهم حتى زهّدتهم في هذه الحياة، وجعلتهم يتمنون الشهادة !

فعد إلى رشدك، وارجع إلى صوابك، ياسيسي ! قبل أن يتسع الخرق على الراقع ! فقد بلغ السيل الزبى! ولم يعد الأمر يحتمل التأجيل ! فالوحى الوحى !! النجاء النجاء !!

 واخرج من أحلامك الباطلة، التي جلبت عليك وعلى قومك البوار! وأصلح أمورك مع الشعب المصري، ومع الرئيس مرسي.

اذهب إلى الرئيس محمد مرسي، وقبّل رأسه العظيم، واعتذر عما فعلته، وبايعه على السمع والطاعة،من غير مراوغة ولا مساومة ! وعد به إلى مكانه الذي اختار الله له.

ثم اخرج إلى الشعب، وهوشعب أبيّ كريم،واسكب أمامهم العبرات، رحمة بهم وشفقة عليهم، فالضرب شديد، والجُرح عميق ! واعترف بما تجنيت عليهم، واطلب العفو عما فعلت بهم ! ولاتقل: خزي الدنيا! فخزي الدنيا أهون من خزي الآخرة !

والعبرات إذا كانت صادقة نادمة، فهي تسكب برد الطمأنينة في القلوب، وتملؤ الجروح، ولوكانت غائرة عميقة !

وأنا أدعوك ياسيسي! أن تصلح علاقتك مع ربك،قبل كل شيء، ولايمنعنّك كونك من الصهاينة من أن تؤمن بالله، وبرسوله محمد بن عبد الله، وبكتابه الذي جاء به من عند الله، ولك أسوة فيمن ذكرهم الله في كتابه، وهم من سادات قومك بني إسرائيل،قال ربنا تبارك وتعالى:

لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (سورة آل عمران:115)

 وقال تعالى في موضع آخر: قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىعَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109:سورة الإسراء)

 أسلِم تَسلَم يا سيسي! فالإسلام يهدم ماقبله،وسيعود لك بإخلاصك وحسن إيمانك بربك، ما خسرته وضيّعته من العزّ والكرامة عند الله، وعند الناس.

هذا هو الرأي، وهذا هو الطريق، فراجع نفسك، واستشر عقلك، ولاتنظر إلى من أضلوك وجرّدوك من كل كرامة، فهم لايزيدونك غير تخسير،نسأل الله لك الهدى والتوفيق.

الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني ، عالم ومفكر إسلامي معروف، له العديد من المؤلفات الإسلامية، وخاصة في تفسير القرآن، ومن بينها كتابه الشهير (إمعان النظر في نظام الآي والسور) ، وكتاب (البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران) ، وبحث الذي نشره تحت عنوان (لا إكراه في الدين).. والدكتور سبحاني معروف عنه متابعته الجيدة للشأن المصري.. وقد نشر رسالته التي نحن بصددها "ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة".


-: http://www.islamion.com/kotap.php?post=10389#sthash.3tKVInUu.dpuf





مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق