18‏/12‏/2012

[عبدالعزيز قاسم:2203] تشومسكي مفكّر أميركي متمرّد+(الإخوان المسلمون) ودول الخليج العربي

1


(الإخوان المسلمون) ودول الخليج العربي

مصطفى الفقي

أعترف بداية أنه موضوع شائك ذلك الذي أتصدى للكتابة عنه، وهو موضوع لا يخلو من شجون وذكريات وعتابٍ ومجاملات أثارتها جميعاً أحداث الربيع العربي، خصوصاً في مصر معقل جماعة «الإخوان المسلمين» والبلد المؤسس لتلك الحركة التي أثرت في سياسات المنطقة ونظم الحكم في دولها على امتداد العقود الأخيرة، فعلى رغم أن جماعة «الإخوان» ولدت على يد مؤسسها الأول الإمام حسن البنا كجماعة دعوية ذات طابع ديني وأخلاقي إلا أنها تحولت إلى الحياة السياسية بسرعة واستبدت بها شهوة الحكم بمنطق أن الإسلام دين ودنيا وأن دورها الديني والاجتماعي يمهد بالضرورة لدور سياسي مطلوب، ولقد قامت الجماعة في العصرين الملكي والجمهوري بأعمال عنف وتم على يدها اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي والقاضي الخازندار وغيرهما، ووقفت الجماعة تاريخياً شريكاً في الحياة السياسية عبر أحداثٍ متتالية بدءاً من حرب فلسطين الأولى عام 1948 مروراً بـ «حريق القاهرة» في كانون الثاني (يناير) 1952 ثم الثورة التي قادها الجيش في تموز (يوليو) من العام نفسه حتى وقع الصدام العنيف بين الجماعة وجمال عبد الناصر على نحوٍ وصل بعدد من قياداتها إلى المشانق بعد اتهامهم في محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل عام 1954، وفي تلك الفترة تبعثرت القيادات الإخوانية داخل مصر وخارجها وكانت دول الخليج هي الملاذ الأول لعدد كبير منهم، فقد كانت منطقة الخليج في مستهل تكوينها السياسي ولدى أهلها رحابة وكرم بمن يلوذ بهم لاجئاً من ضغطٍ أو اضطهاد وقد استقبلت تلك الإمارات والمشايخ في خمسينات القرن الماضي أعداداً من قيادات جماعة «الإخوان المسلمين» الذين مكثوا فيها لسنوات وظلوا على عقيدتهم وفكرهم رافضين سياسات عبد الناصر في ذلك الوقت وهو الذي قام بتوجيه ضربة إجهازية لمجموعة سيد قطب الذي جرى إعدامه عام 1965. وبرحيل عبد الناصر عام 1970 ووصول الرئيس الراحل أنور السادات إلى السلطة فتحت الأبواب للجماعة وغيرها من رموز «التيار الإسلامي» لكي تمارس دورها في الحياة السياسية بالتدريج وعلى استحياء، وقد اعتمد عليهم الرئيس السادات في التخلص من بقايا العصر الناصري وجماعات «اليسار» المصري، واستعان السادات بواحد من أبرز معاونيه هو محمد عثمان إسماعيل الذي كان عرَّاب دخول الجماعة إلى الحياة السياسية المصرية مع بدايات عصر السادات وكان مرشد «الإخوان» في ذلك الوقت هو الراحل عمر التلمساني والذي كانت له مواجهة شهيرة مع الرئيس السادات على الهواء مباشرةً تجلى فيها تعاطف الرئيس الراحل مع الجماعة وإن كان ذلك في شكل مستتر. خلاصة القول هنا إن جماعة «الإخوان المسلمين» الذين يحكمون مصر الآن هي نتاج لصراعات دامية وسياسات متراكمة ولكن علاقتهم بدول الخليج كانت مرشحة لأن تكون هي الأفضل خصوصاً بعد وصولهم الى السلطة للمرة الأولى بعد أربعة وثمانين عاماً من الانتظار في صفوف المعارضة لكافة الأنظمة التي توالت على السلطة في القاهرة، ولنا هنا عدد من الملاحظات نوجزها في ما يأتي:

أولاً: إن مصر التي كانت قاعدة الانطلاق لجماعة «الإخوان المسلمين» منذ عام 1928 هي التي تعاني الآن من انقسامٍ داخلي وتوتر سياسي غير مسبوقين في تاريخها الحديث لذلك فإن الدعم الخليجي لمصر قد بدأ يتأثر بمنطق الخلاف بين بعض دوله ونظام الحكم في مصر حيث يتصدر «الإخوان المسلمون» المشهد السياسي بالكامل، وهنا تكمن الخطورة في أن يتعامل أشقاء الخليج مع مصر من منطلق رأيهم الحالي في الجماعة ورأيها السياسي وعلاقتها وتطلعاتها نحو المجموعة الخليجية وهو ما بدأ يعطي إحساساً بأن مصر تدفع ثمناً لوصول «الإخوان» إلى سدة الحكم.

ثانياً: إن دور الجماعات السلفية في مصر يلقي بظلاله هو الآخر على الداخل المصري ويرى كثيرون ولو وهماً أن تلك الجماعات قد تربت في الخارج على اعتبار أن الفكر السلفي ـ من منظورهم ـ هو أقرب الى المملكة العربية السعودية وفكرها السياسي وعقيدتها الدينية، ولا شك في أن السلفيين يمثلون ظهيراً قوياً يدعم «الإخوان» ويعزز دورهم السياسي بعد الثورة المصرية عام 2011، وإذا كان «الإخوان المسلمون» يعتمدون بنسبة ثمانين في المئة على السياسة وعشرين في المئة على الدين فإن الأمر عكسي بالنسبة الى السلفيين حيث يعتمدون بنسبة عشرين في المئة فقط على السياسة وثمانين في المئة على التدين، وهنا تكمن الفوارق بين درجات اللون السياسي الذي يطفو على السطح في مصر حالياً.

ثالثًاً: يعود تاريخ جماعة «الإخوان المسلمين» في المملكة العربية السعودية إلى ثلاثينات القرن الماضي عندما بدأت الدعوة في الانتشار داخل مصر وتطلَّع الإمام حسن البنا إلى العاهل السعودي الذي استقبله في أحد مواسم الحج بعد ذلك بسنوات قليلة وعندما عرض عليه الإمام البنا أفكاره ومبادئ دعوته أنهى العاهل السعودي الكبير اللقاء بقوله (كلنا مسلمون وكلنا إخوان فليس في دعواك جديد علينا) وقد كان البنا يأمل في افتتاح مكتب للدعوة داخل المملكة العربية السعودية بدعم ملكي وبمباركة من العرش السعودي ولكن الملك الحصيف لم يمكنه من ذلك! أما بعد اغتيال البنا ورحيل الملك عبد العزيز الكبير وبدايات المواجهة الناصرية مع «الإخوان» وهروب عددٍ منهم إلى المملكة ودول الخليج تغيرت الصورة وبدأ التعاطف معهم من منطق عدائهم المشترك لتوجهات عبد الناصر تجاه الفكر الاشتراكي وانقسام العالم العربي بين ما كان يسميه الناصريون حينذاك «دولاً تقدمية» وأخرى «رجعية».

رابعاً: إن التراشق الذي جرى بين الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي وبعض عناصر الجماعة أخيراً، بل وتصريح الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات بأن لديه إحساساً خليجياً واضحاً تجاه مخططات الجماعة وأساليبها المختلفة وتطلعاتها البعيدة في منطقة الخليج وغيرها، إن هذا التراشق يعكس إلى حدٍ كبير طبيعة العلاقة بين جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة في مصر وبعض دول الخليج العربي، وفي ظني أن هناك تحفظاً عاماً لدى دول الخليج ـ ربما باستثناء دولة قطر ـ تجاه جماعة «الإخوان المسلمين» وأساليبها في الحكم ورؤيتها للمستقبل وتغليبها للأممية الإسلامية على «القومية العربية»، ولقد كانت لهجة الفريق خلفان شديدة وقوية ومباشرة بصورة ألقت بظلالها على علاقات دولة الإمارات تحديداً بنظام الحكم الجديد في مصر خصوصاً منذ وصول الرئيس محمد مرسي إلى السلطة تعبيراً عن بلوغ الجماعة سدة الحكم في أكبر دولة عربية، والذي ترى فيه بعض الدول في المنطقة أمراً خطيراً يغير معطيات الحاضر ويلفت النظر إلى احتمالات المستقبل.

خامساً: تتردد إشاعات كثيرة منذ سنوات عن مصادر تمويل جماعة «الإخوان المسلمين» خصوصاً في السنوات الأخيرة واحتمال قيام جماعات أو أفراد بتقديم الدعم المالي الدائم للجماعة وهو أمر لا نستطيع التأكد منه أو نفيه على الإطلاق، ولكن المؤكد أن الإمكانات المادية لجماعة «الإخوان» أمر يتجاوز ما عداها من أحزاب سياسية أو مؤسسات دينية في العالمين العربي والإسلامي! ويبدو أن الفتوى الشهيرة بجواز تحويل أموال الزكاة إلى مصارف الخير وفي مقدمها «الدعوة الإسلامية» قد أعطت جماعة «الإخوان» طريقاً مباشراً نحو الحصول على الأموال بطرق مشروعة من دون إخفاء أو مواربة، ويهمنا هنا أن نؤكد أن الحديث عن شرعية الجماعة من عدمه إنما يصدر من خلال وجودها في الشارع، فليس المهم هو الوضع القانوني أو التكييف القضائي وإنما هو التكييف السياسي الذي يختلف من جماعة لأخرى ولكنه هنا في الواقع المصري يبدو مؤثراً وفعالاً على كل من المسلمين والمسيحيين فوق أرض الوطن. ويعزز من تفكيرنا هذا تلك الظروف التي مرت بها مصر مع بدايات الثورة والتي كان رد فعلها واضحاً تجاه ما حدث بعد ذلك من تنامي الإحساس بأن مصر تستحق أفضل بكثير مما هي عليه. ونحن نرقب حالياً عن كثب ردود الفعل عربياً على ما يجري في مصر حيث يبدو التعاطف العربي مع الشقيقة الكبرى واضحاً ويبدو الاهتمام بشؤونها ملموساً، فالوحدة العربية حقيقة إنسانية وسكانية قبل أن تكون سياسية أو قانونية وسوف تظل دول الخليج تحديداً ترقب المسرح السياسي المصري في اهتمام وتعاطف لا يتوقف نتيجة الإحساس بالمستقبل المشترك والمصير الواحد.

http://alhayat.com/OpinionsDetails/463156

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2




من 1 إلى 10 ... قصة مصر .


فاتن السديس

"واحد: عايزينها إسلامية.
اثنين: كَسبنها بالشرعيّة.
ثلاثة: إحنا الأغلبية .
أربعة: أحنا مش بلطجية .
خمسة: مبروك للتأسيسية.
ستة: إخوان وسلفية .
سبعة: وجماعة إسلامية.
ثمانية: النخبة علمانية.
تسعة: وصلوا الحرامية .
عشرة: عقبالك يا سورية " .
هذا الهتاف الجميل للطفلة المصرية من أمام مسجد رابعة العدويّة ..
يختصر لك كل المخاضات التي يدور رحاها داخل رحم الأم الكبرى "مصر" العروبة..
أمام الملايين تقدمت الفتاة ذي الـ11سنة؛ وهتفت بكل فخر وشموخ بمقطعٍ رائع وهو موجود على موقع اليوتيوب تحت عناوين مختلفة، ومختصَرُه: أنه الواقع لا يكذب.. وأن هناك من يقاتل لأجل طمس صورة مصر الحقيقة!.

وهذه النتائج التي ترددها الفتاة الصغيرة..
هي ما عجزَّت عن فهمه أمخخت من يسمون أنفسهم: "ليبراليين".
وهذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي ما عجزّت عن استيعابه قنوات الكذب الرخيص المصرية.
وهذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي ما عجزتّ نياشين "ضاحي خلفان" أن تحملها .
وهذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي ما أفلست صحيفتي "الرياض" و "الشرق الأوسط" دون أن تُقتنع الناس بما تكتبه لهم  .
وهذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي ما أفلست القناة السعودية "الخشبية" من إظهاره!
وهذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي التي أعلَت رجالاً، وأناخت رجالاً، وأسكَرت رجالاً، وماتوا لأجلها أجيالاً.
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي من أحيّت أرواحًا جلفا، وآذانًا صماء .. وعقولاً دُميا.
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي من ميزانيات دولٍ نفطية تحت تصرف أغبياء النظام المصري الفلولي السابق - ويا للأسى !! -
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة ..
هي التي عاش لأجلها الإمام محمد ابن عبدالوهاب، وصَبرَ لأجلها المحدث أحمد ابن حنبيل، وظلم بسببها العبقري الفريد ابن تيمية.
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي التي جعلت الباحث  "المسيري" يعكف 40 سنة لتحديد هويته، وهي من أدمت عيني "المنفلوطي"؛ وكتب مقالته الشهيرة: أيها الخاملون!.
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي الحقيقة الناصعة التي يحاول بعض المغلوب على أمرهم أن ينفيها بفلسفتيه "المصطنعة".
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي التي جعلت بعض الحكومات العربية ترتعد لأن الشعوب أخرجت وجهها الحقيقي وأصبحوا يتكلمون بما يريدون.
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي التي جعلت القنوات الموبوءة، والأيادي المرتعشة، تخاف من "المحلاوي" وهو يخطب في مسجد القائد إبراهيم!.
هذه النتائج التي توصلها لها الفتاة الصغيرة..
هي التي جعلت شرفاء الوطن العربي؛ ومن لا تنطليّ عليه الحقائق؛ أن يقف تحيةً: لأي شخصٍ وصلَ إليها.
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
هي التي جعلت كل الناس - أيُ ناسٍ سبقونا أو لحقوا بنا- يرغبون بأن يقولوها للناس بكل : حرية وتجرد.
هذه النتائج التي توصلت لها الفتاة الصغيرة..
من أجلها خَلقَت الحكومات العربية "الشيطان" الذي تخوفنا به منذ 80 سنة!

فشكرًا لهذه الفتاة الملهمة حقيقةً..
لأنها اختصرت عليّ مقالاً طويلاً ألغيتُه بعدما سمعت هتافها الجميل.
ثم شكرًا للبطل والسياسيّ المُحنك.. حازم صلاح أبو اسماعيل.
لأنه وكعادته -وفقهم الله- كانت له وقفه رائعة وتاريخية لن ينساها الأحرار.. فبعدما استطالت قنوات البذاءة المصريّة في هجومها الشرس على كل شيء شرعيّ، وأي شيء إسلاميَّ!..
فتقدم الشيخ .. وحشد الناس أمام مدينة الإعلام المصريّة (وهو مجمع للقنوات المصرية الخاصة) وكانت أعدادهم بالآلآف ويتزايدون.. فلم تسكت تلك القنوات؛ وتتغيّر لغتها المتعالية؛ إلا بعد تلك المظاهرة.. وكل من في مصر .. ممن يختلفون مع حازم أو يوافقونه شكروه لموقفه الرائع والذكيّ ولا يُستغرب من مثله.
ولا أجد ما أقوله عن هذ الرجل إلا أنه سيكتب التاريخ عنه كثيرًا..
فهو ليس رجلاً عاديًا ..
ولا خارج النسق..
ولا صحويًا متشنجًا لأجل مسائل هامشيّة..
ولا بسيطًا سطحيًا يفهم الأشياء .. بدون وعيّ وبحث وتحريّ.

أما الجانب المضيءُ فيما يحدث بمصر من مصادمات ..
أنها تختبر قناعات الناس ممن كُنا نعدهم من "العقلاء"
وتُمحص الرجال ..
وتكشف معادن الأفكار والأنفس..
ثم تُظهر لك "الزبد" عن "اللبن"
بدون أي محاولة منك لهز صميل "المبادئ" !


اللهم إنيّ آمنت بكَ.
وبشرعك..
وبأنك العدلُ الذي يُجيرُ ولا يجارُ عليك..
اللهم أختر لأمةِ محمدٍ الخيرَ كله، وأبعد عنها الشرَ كله.


مودتي؛؛
فاتن السديس..

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3



نعوم تشومسكي مفكّر أميركي متمرّد على الفكر الأميركي


ترجمة: حسين جواد قبيسي



أصدرت مجلة  "سيانس أومينّ" Sciences Humaines الفرنسية عددها الخاص ((hors-série / N17 السابع عشر، وخصّصته للنتاج الفكري الأميركي بمحاوره المختلفة من العلوم الصحيحة إلى العلوم الإنسانية، ومن التاريخ إلى السياسة، مروراً بالسوسيولوجيا والسايكولوجيا والفكر السياسي والأنتروبولوجيا.. وفي محور "الفكر السياسي" كتب تيتوس هوليداي Titus Holliday مقالة بعنوان "Noam Chomsky, l'Amérique subversive". في ما يلي ترجمة للمقالة.

 

ترجمة: حسين جواد قبيسي

لم يعد نعوم تشومسكي معروفاً بنظرياته اللسانية بقدر ما بات معروفاً بمواقفه الجريئة ضدّ الإمبريالية الأميركية والدعايات الإعلامية؛ فتشومسكي،أنشتاين علم اللسانيات، المفكّر المستقلّ والكاتب المتمرّد،الواقف بجرأة وثبات في وجه الفكر النيوليبرالي السائد، والمساند للحركات المطلبية "الفوضوية" (أي من خارج الخط الرسمي للنقابات)، والأستاذ الجامعي الذي لا يكلّ عن فضح التزوير الإعلامي، والمدافع عن حرية التعبير، والوجه الأبرز بين المفكرين السياسيّين المناضلين، لا يمكن أن يكون لك تجاهه موقف حيادي: فإما أن يحبّه قرّاؤه حباً جمّاً، أو أن ينفروا منه دفعةً واحدة فلا يقرؤون له بعد ذلك، شأنه في ذلك شأن جميع الشخصيات القوية ذات التأثير النافذ في زمنها.

تعدّدت مزايا تشومسكي ومواقفه وتنوّعت، حتى أنه يصعب اختصاره في واحدة منها؛ وما أكثر ما سُئل هذا البروفسور الفخريفي "معهد ماساشوشتس للتكنولوجيا"، عن العلاقة بين عمله كباحث في اللسانيات وبين مواقفه كمفكّر ملتزم بقضايا الإنسانية الكبرى، وكان يُجيب: "سأكون سعيداً جداً إذا استطعت أن أكتشف العلاقات الفكرية التي تربط بين قناعاتي الفوضويّة من جهة أولى، وبين ما أستطيع معرفته عن طبيعة الذكاء من جهة ثانية. لكنني لا أجد روابط كافية بين هذين المجالين".

باختصار، تشومسكي هو أحد أولئك المفكرين الذين يخوضون حرباً على جبهات عدّة في آن معاً. تُعتبَر نظريته اللغوية في "النحو التوليدي والتحويلي" grammaire générative et)(transformationnelle التي عرضها في الخمسينيّات، من النتاج العلمي الأكثر أهمية في القرن العشرين في اكتشاف القدرات الإنسانية، وإن كانت تلك النظرية وما زالت إلى يومنا هذا تلقى نقداً من جوانب عدّة، فهي تقول بأن اكتساب الكلام ليس نتيجة تلقين، بل هو نتيجة استعداد طبيعي لدى الإنسان لإنتاج فكرة منتظمة في عبارة. في ذلك الوقت، قبل أكثر من نصف القرن، كانت تلك النظرية بمثابة ثورة فكرية.

غير أن تشومسكي معروف اليوم بشخصيته "الفوضوية" وفكره "المتمرّد" داخل الفكر الأميركي. منذ أواسط الستينيّات حينما قرّر الوقوف علناً ضدّ الحرب الأميركية على فييتنام، لم يكفّ عن تأليب الرأي العام عليها، من خلال كتاباته التحليلية في السياسة والتاريخ والاجتماع. علا صوته في مؤتمرات وندوات شارك فيها بمحاضراته وتدخّلاته في عموم بلدان العالم، ووضع أكثر من ثلاثين كتاباً، ونشر عدداً لا يُحصى من المقالات في صحف أميركية وأوروبية حرَّض فيها على سياسة الولايات المتّحدة الخارجية، وفضح دور وسائل الإعلام في عموم أنحاء العالم. ولعلّ أكثر مواقفه تجلّياً حول هذه المسألة يظهر في كتابه "تزييف الرضى والتوافق" (La Fabrication du consentement) الذي كتبه بالتعاون مع إدوارد هيرمان في العام 1988، والذي يكشف فيه نمط الدعاية الذي تمارسه وسائل الإعلام الواسعة الانتشار والتابعة للمؤسّسات المالية والإعلانية الكبرى التي تموّلها، لكي تبثّ أخباراً مشوّهة أو مجتزَأة خدمةً لمصالح النخبة الاقتصادية والسياسية الأميركية. وفي رأي تشومسكي أن حرية الصحافة والتعبير ليست سوى وهم يحجب رضىً مزيَّفاً،ويبقى ذلك الوهم خفيّاً عن الناس، إلى هذا الحدّ أو ذاك، تبعاً لدرجة وعيهم به، إذ تفرض المصادر الإعلامية وقنوات توزيعها وانتشارها، من خلاله، خطاً أو وجهةً إعلامية لا محيد للصحافة عنها، من أجل إبقاء المواطنين تحت الرقابة.

في كتابه هذا، يقول تشومسكي "عندما ندرس نظام الدعاية، لا بدّ لما من التمييز بين أمرين: النظام نفسه، أي طبيعته ووظائفه وأهدافه، من جهة أولى، وبين مفاعيله وتأثيره على الجمهور، من جهة ثانية. وكتابنا هذا كرّسناه لتبيان الجانب الأول من نظام الدعاية. أما الدراسات التحليلية للجانب الثاني منه، فهي محدودة جداً، على الرغم من أن تأثير الإعلام واضح وجلي وواسع، يمكن تبيانه من خلال المقارنة بين عملية إعلامية دعائية وبين نتائج استقصاء الرأي".

"بعد عشرين عاماً على صدور الكتاب، ما زالت طبيعة النظام الإعلامي وآلياته على حالها، لم تتغيّر" كما قال لنا تشومسكي في حديث أجريناه معه مؤخراً. وقال أيضاً: "إن تكاثر وسائل الإعلام لم يؤدِّ إلى الحدّ من قوة الدعاية التي يتمتّع بها النظام الإعلامي. لا بل إن العكس هو ما حدث؛ فتأثير اليمين المتشدّد في الولايات المتّحدة تزايد على نحو مخيف من خلال المحطات الإذاعية المتزايد عددها باستمرار. ومع تزايد الصحف المحلّية ونموّها السريع، تناقصت قدرتها على الاستقلالية. أما قنوات التلفزة، فلا يختلف بعضها عن بعض ولا تقدّم إلا عدداً محدوداً من البرامج والاختلاف بين ما يُسمّى "يسار" (لكنه في حقيقة أمره، ليس أكثر من "وسط ليبرالي") وبين اليمين المتطرّف. كذلك الإنترنت، فهو على الرغم من التنويع الشديد في مواده، وهو بلا شكّ تنويع مهمّ وثمين، لكنه يبقى حكراً على أولئك الذين يعرفون كيف يتصفَّحونها ويبحثون فيها، تماماً مثلما يبحث قارئ الكتب في رفوف المكتبات الكبرى". 

هذا الالتزام الفكري الأخلاقي الذي انتهجه تشومسكي هو ما شكّل تمرّده الذي لم يتخلَّ عنه، فهو يقول في كتابه "أفق سياسي" (Perspective politique): "إن مسؤولية الكاتب، بوصفه يمارس تأثيراً معنوياً، تُرغمه على بذل كلّ جهوده من أجل كشف حقيقة موضوعات إنسانية مهمّة أمام جمهورٍ قادرٍ على الإمساك بهذه الحقيقة". ولئن كان تشومسكي يفضح العالم الذي ينتمي إليه، بنقده الولايات المتّحدة والديمقراطيات الغربية، فلأنه يرى أن من واجبه أن يكثِّف اهتمامه بالسلوكات التي يمكن له أن يؤثّر فيها: "المجاهرة بالحقّ، في وجه السلطة، ليست رسالة مشرّفة بحدّ ذاتها، بل هي كذلك فقط من خلال إبلاغها إلى جمهور قدير (...) وتلك طبيعة ثانية راسخة في كلّ معلّم ماهر، ويجب أن تكون أيضاً في كلّ مفكّر أو كاتب".

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


ما يحدث في أفريقيا لا يقل خطورة

                                            محمد جلال القصاص




ما يحدث في "الأزواد" لا يقل خطورة عن الخروج المحتمل  لمصر من السيطرة الغربية، ولا عما يحدث على أرض الأفغان، فهو يفسد "مشروع خليج غينيا" (بترول وسط وغرب أفريقيا، وخطوط الأنابيب الواردة من الخليج ومن جنوب السودان ودارفور مستقبلا)، على الأمريكان، ويفسد الشمال الأفريقي وخاصة الجزائر وجنوب المغرب الإسلامي (موريتانيا والسنغال). 
وقد يبشر بدولة إسلامية تمتد عبر الصحراء وتطال ـ بيسر ـ أجزاء من ليبيا وتشاد والجزائر ومالي والنيجر وبروكينا فاسو فضلا عن مالي والسنغال ومنطقة الريف في جنوب دولة المغرب. ويتصل بجاهد أهل نيجيرا (بوكو حرام ) ، ويعيد للمنطقة ذكرى الولايات الإسلامية السابقة

إن نجاح هذا المشروع وارد جداً، فسياسة الأمريكان أنهم لا يقاتلون بأنفسهم إلا مضطرين، ويأتون تحت مظلة أممية "مقبولة"، وليس عندهم من يدفعون به أمامهم إلا الأفارقة، والأفارقة لا يستطيعون قتال المجاهدين في "الأزواد" أو في الصومال، وقد فشل الأحباش وهم أمة شرسة استعمارية إبادية انتهازية، وفشل أفارقة الصحراء في التصدي للأزواد، و"أفريكوم" لا زالت في ألمانيا تبحث عن مكانٍ آمن تضع فيه قدمها.
 وإن سلحت أمريكا الأفارقة  وقاتلت معهم بالطيران فغاية ما ترجوه هو إسقاط المدن، والدخول في حرب عصابات، مع "القاعدة" وهي أجرأ الناس وأخبرهم بالأمريكان وحلفهائهم،  واستمرار حرب العصابات يعني بداهة قطع خطوط الوقود المارة بالصحراء الغربية وتهديد المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة واليورانيوم (دارفور ووسط الصحراء والصومال). 

ويدعم ذلك الحراك الإسلامي الجهادي في القرن الإفريقي (الصومال بأجزائه كلها)، فإن سيطر المجاهدون هناك، أو حافظوا على وضعٍ غير مستقر، اضطربت الملاحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي وقطع الطريق على الأمريكان ومصادر الطاقة، وهذا وارد، فأمريكا لا تقاتلهم بنفسها و تعجز عن ذلك، ودوابهم التي يقاتلون بها (الأحباش) كلت أيديهم ولم تعد لهم حيلة .. لم يعد باستطاعتهم ابادة القوات الإسلامية في القرن الأفريقي، وقد تصالحوا مع "الصومال الغربي" ... "أوجادين". 

وفي الشام تباشير تدعم هذا الأمر، وهو تمرد سوريا، واضطراب الحدود الصهيونية السورية، وكذا أهل العزة في غزة ، وهذا يعني أن "إسرائيل" ستشغل بنفسها ، وتنعكس عليها سياسة "شد الأطراف" التي تتبناها مع الدول العربية، وتخرج من أفريقيا وأسيا، أو تنشغل عنهم، وإن فعلت هلكت وتآكلت سريعا، وفك الله الضيق عن أهل أفريقيا، فعامة الشرور القادمة من أفريقيا مصدرها يهود. وأمريكا. أو أمريكا باليهود، أو اليهود بأمريكا .. كله سواء.  

وظهور حكومات قوية في الدول العربية سيجعل القوى الأسيوية الطامعة اقتصادياً (الصين، والهند، وماليزيا، وكوريا) تتعامل مع العرب وتترك يهود وأمريكا، فهمهم الأول هو (الطاقة وأمن الطاقة)، وبالتالي يحدث انهيار سريع للامبراطورية الأمريكية.

قد بدأ المخاض... والأمور مبشرة جداً.. إننا في ساعة السحر وإن الظلام اشتد يقاوم الرحيل.. وإن الفجر على مد البصر .. يلملم الظلام بيديه.... 
أراه؟ وابتسم له فرحا به. 
أقبل النور . تراه ؟؟
قد بدأت التباشير. والله من ورائهم محيط.
محمد جلال القصاص
18/12/ 2012

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5





مخرجة العمل السعودية هيفاء المنصور

وجدة السعودية تخطف جائزة مهرجان دبي السينمائي



رئيس المهرجان: أيام دبي شهدت عرض 158 فيلماً، وتنظيم لجلسات تعارف لـ 1700 شخصية سينمائية محترفة.

فاز الفيلم السعودي الألماني "وجدة" بجائزة افضل ممثلة وذهبت إلى بطلته وعد محمد 

ميدل ايست أونلاين


وجدة ومخرجتها والجائزة

دبي 

د محمد، وبجائزة افضل فيلم روائي طويل بمهرجان دبي السينمائي في دورته التاسعة التي اختتمت فعالياتها مساء امس الاحد.

وأبدت مخرجة العمل السعودية هيفاء المنصور سعادتها الشديدة لفوزها بالجائزة الكبرى في المهرجان، مشيرة إلى أنها كانت تحلم بالمشاركة بفيلم قصير في هذا المهرجان الدولي، معتبرة أن فوزها بهذه الجائزة يدعم السينما الخليجية.

والفيلم يتناول واقع المرأة السعودية وبعض القيود المفروضة عليها، من خلال قصة صبية سعودية (وجدة) تتمنى شراء دراجة هوائية، وفي سبيل تحقيق حلمها كانت تتاجر في أشياء محظورة في مدرستها، وحتى تكمل باقي ثمن الدراجة شاركت في مسابقة لحفظ القران.

ونالت فلسطين والسعودية ومصر والهند وفرنسا النصيب الأكبر من الجوائز التي وصلت إلى 35 جائزة وشهادة تقدير يزيد مجموعها عن 575 ألف دولار.

وفاز الفيلم المصري "الشتا اللي فات" بجائزة أحسن ممثل وذهبت إلى الفنان عمرو واكد الذي قال لوكالة الأنباء الألمانية انه يهدي جائزته "لثوار مصر وثورة يناير".

ويدور الفيلم "في الفترة ما بين عامي 2009 و2011، حول شاب يتم اعتقاله أكثر من مرة، الأولى بسبب اشتراكه في مظاهرات ضد إسرائيل، والثانية أثناء ثورة 25 يناير ويستعرض الفيلم ما دار في مصر بين هذين التاريخين، وحتى نجاح الثورة وتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك".

وفاز فيلمان يتناولان القضية الفلسطينية، الأول يحمل عنوان "السلحفاة التي فقدت درعها" ونال جائزة افضل فيلم في فئة "المهر العربي للأفلام الوثائقية" ويدور حول فتاة ألمانية تحاور والدها الفلسطيني المسكون بالعودة إلى فلسطين.

والفيلم الثاني "متسللون" للمخرج خالد جرار الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، ويتناول "حياة الفلسطينيين وطرقهم وابتكاراتهم في التحايل على جدار الفصل العنصري الجاثم على صدورهم متتبعاً محاولات أفراد وجماعات البحث عن ثغرة فيه والتسلل من خلالها".

ومن افلام "الربيع العربي" فاز فيلم " يا من عاش" للمخرجة هند بوجمعة بجائزة أفضل مخرج لفيلم وثائقي، ويدور حول "المتغيرات في تونس بعد الثورة ورحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي".

ونال جائزة أفضل مخرج للأفلام الطويلة كمال الماحوطي، عن فيلمه الفرنسي المغربي "خويا"، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الروائية الطويلة الى الفيلم المصري "هرج ومرج" للمخرجة نادين خان، في أولى تجاربها الروائية الطويلة.

وفي جوائز الأفلام الاماراتية، فاز بجائز افضل مخرج، عبدالله الجنيبي وحميد العوضي عن فيلمها "الطريق" وفاز بجائزة أفضل فيلم"رأس الغنم" للمخرج جمعه السهلي.

ونال جائزة افضل فيلم في فئة "المهر العربي للأفلام القصيرة" فيلم "نور" للمخرج المصري المقيم في الولايات المتحدة أحمد إبراهيم.

وفي فئة الأفلام الآسيوية الأفريقية القصيرة فاز فيلم "صمت" من قيرغيزستان بجائزة افضل مخرج، ونالتها المخرجة نرجيزا ممتكولوفا، وفاز الفيلم التركي "صامت" بجائزة افضل فيلم.

وفي فئة الأفلام الآسيوية الأفريقية الروائية فاز الفيلم التركي "في الداخل" بجائزة افضل فيلم، وذهبت جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما إلى الفيلم الجزائري الفرنسي الإماراتي "يما" بجائزة افضل مخرج.

وقال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة "بعد أشهر من العمل المضني جاءت نتائج دورة المهرجان التاسعة كما خططنا لها.. فأيام المهرجان الثماني لم تقتصر على عرض 158 فيلماً فقط، وإنما شهدت تنظيماً لجلسات تعارف لـ 1700 شخصية سينمائية محترفة، وعرضنا أيضاً 330 فيلماً في سوق الأفلام".

وأضاف "نظم المهرجان 24 ندوة وورشة عمل للمخرجين الصاعدين، بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي للمخرجين أصحاب المواهب المتميزة، كما استضفنا نخبةً من المواهب المحلية والعالمية لأننا نهدف إلى الارتقاء بمعايير المناسبات الثقافية في المنطقة، وترسيخ مكانة المهرجان بوصفه تظاهرةً سينمائية بمستوى عالمي".

من جانبه، قال المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله آل علي "لقد كان أمراً مشجعاً جداً أن نرى مخرجين سبق لهم الفوز بجائزة المهرجان وهم يعودون إلى دبي مع أعمال جديدة، ونحن على ثقة بأن الأفلام التي وقع عليها الاختيار لنيل جوائز المهر ستستمر في تحقيق انتصاراتها في المهرجانات العالمية خلال العام المقبل. فقد خاضت هذه الأعمال منافسات صعبة، وذلك للتقارب الشديد في جودتها، الأمر الذي يشكل عبئاً إضافياً على لجان التحكيم. وبينما نعلن أسماء الفائزين، نتطلع إلى عودتهم إلى المهرجان مجدداً في الأعوام المقبلة بأعمال مميزة".

يشار إلى أن الدورة التاسعة من المهرجان انطلقت يوم 9 ديسمبر الجاري، وعرضت أفلاما من 61 دولة تتحدث 43 لغة موزعة مابين أفلام روائية طويلة وقصيرة ووثائقية، وضمت لجان التحكيم سينمائيين بارزون ونقاد ومدراء مهرجانات سينمائية دولية.

 



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6


بعد قرن من الزمان سيكتب مؤرخ التالي:


بعد قرن من الزمان سيكتب مؤرخ:

 

وفي سنة 1433 من الهجرة أفتى علماء ذلك العصر بجواز إجهاض الحوامل بسبب انتهاك أعراضهن ولم يفتوا بالجهاد لتحريرهن!

 

 

 وسيقول المؤرخ في فصل عنوانه: مجازر الباطنيين في الشام: اختلف العلماء في ذلك العصر حول الإجهاض، لكنهم أفتوا بجوازه مادام الجنين في طور 40 يوماً

 

 

 - وسيقول المؤرخ: ولم يدع كثير من علماء ذلك الزمان إلى الجهاد لنصرة أهل الشام، لأن الجهاد ارتبط حينها بالحرابة التي كانوا يسمونها الإرهاب ومما يروى وفي ثبوته نظر أن بعض طلبة العلم دعوا لجمع المال إعانة للمجاهدين فغضب الوالي عليهم وأفتى كبار علماء ذاك الزمان أن هذا من الخروج عليه !!

 

 

 ويضيف المؤرخ: ومن عجب أن أئمة ذلك العصر مكثوا زمناً لا يذكرون مصيبة الشام ولا يدعون لأهلها، فقد حسبها بعضهم فتنة، وبعضهم انتظر إذن السلطان ويقال أنهم أذنوا بالقنوت لهم شهرا   ويقول المؤرخ: وكان المسلمون يرون القتل عياناً، ويرون الباطنيين يفعلون الأفاعيل بالأطفال والنساء، فلا لأعراضهم يغضبون، ولا لإخوتهم ينتصرون

 

 

 ويضيف المؤرخ في كتابه: الإعلام، بخذلان المسلمين لأهل الشام: ولا تنتهي عجائب ذلك الزمان، فإن أهل سوريا تفرقوا في الأمصار، وتقطعت بهم السبل

واشتدت وطأة النصيريين عليهم وعاونهم أولياء منتسبون زوراً إلى أهل البيت في سفك دماء المسلمين، فعظم الخطب، واشتد الكرب

 

 

ويضيف المؤلف: ومن علماء ذلك العصر من أفتى بنصرة الشام بالمال دون الرجال، بينما كان أهل الباطل يتداعون إلى الشام كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها

 

 

 ويضيف المؤلف: والحق أن سلاطين ذلك العصر لم يفعلوا شيئاً سوى الكلام، بل إنهم أوفدوا إلى سفاح الشام غرابين مشؤومين أحدهما اسمه الدابي والآخر عنان فكانوا عونا له على إخواننا ولا غرو ففي التنزيل ( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء )

 

 

 يقول المؤرخ:ولكن الله أنزل السكينة في قلوب المؤمنين وشرح صدور المرابطين وقذف الرعب في قلوب الكافرين من مغول بني أسد فردهم على أعقابهم خاسرين

ومن آيات الله في تلك الحقبة أن أهل سوريا ولوا وجوههم إلى الله واستغاثوا به، ومن ذلك قولهم: يا الله ما لنا غيرك يا الله

واشتهر عن أهل الشام وقتها قولهم: "لبيك..لبيك..لبيك يا الله"

ويذكر أن تكبيرهم كان يهز أركان البلاد ويقذف الرعب في قلوب النصيريين وقد تأملت ذلك، فشعرت كأنما دعاهم الله فلبوا نداءه بالخروج على الظلم 

 

 

ويضيف المؤلف: وأشد ما آلمني هو تهافت السلاطين والولاة على امرأة من الروم يقال لها: هيلاري، تعطيهم من طرف لسانها حلاوة، وتخدرهم بمعسول الكلام

  ويقول المؤرخ: سميت ثورة أهل الشام بالكاشفة، وسماها بعضهم بالفاضحة، لما كشفت من بواطن، وما فضحت من عمائم، وما أسقطت من أصنام وما أبانت من زيف

وقد كان الولاة في ذاك الزمان ضعفاء ويعتذرون بقلة حيلتهم وهوانهم على الروم، لكن شيعة السفاح أقوياء على ماهم عليه من باطل، ولا تأخذهم لومة لائم في ذبح أهل السنة

 فلا حول ولا قوة إلا بالله..وإنا لله وإنا لله راجعون..ورضي الله عن عمر إذ قال: أشكو إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة

 

 

 وأخيراً قال المؤلف: ومن عجائب بل من طوام ذاك القرن انشغال بعض المسلمين باستضافة قينات بني الأصفر، يغنين ويرقصن ويتنقلن بين المدن بينما طاغية الشام يسفك الدماء ويفسد في الأرض .

 

 

هذا مارويناه مما حصل من أحداث في هذا التاريخ ونحن وإن كنا نجزم بوقوعه جملة إلا أننا لانجزم بكل ماوقع فيه من تفاصيل وننزه صلحاء ذاك الزمان أن يقع فيه ماذكر مما لا يقبله العقل وهم أحياء ينظرون .

 

 

ثم دخلت سنة ١٤٣٤ ...

 


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7


معاناة السوريين : هل يخاف العرب من بعضهم؟!!



محمود المختار الشنقيطي




وإذا ما العذاب كان ألوانا *** فلغو قول المعاني الدقاق

من أعب العجب أنني لم أستطع أن أكتب حرفا واحدا عن معاناة أشقائنا في سوريا .. على كثرة  ما ينزف القلب من ألما .. على معانة الأشقاء .. وعلى أحبة غابوا .. أو غابت أخبارهم ..

لعل السبب أن أي كلام أسطره هو (لغو) – حسب البيت السابق – قياسا على كم المعاناة .. وقد كتبت إبان مأساة البوسنة .. أفٍ للشعر .. ألف قصيدة ما أطعمت جائعا واحدا .. إلخ.

ولكن الشيء الذي لا شك فيه .. أنني ظللت متمسكا بسلاح المسلم (الدعاء) .. أدعو لهم .. في كل وقت .. وفي كل حين ..

أما زفرات القلم .. فلم!!

ثم قرأت تعليقا – على مقالتي "يوميات غزاوي مديني : الموت الظلام المرض" – لأختنا الأستاذة سوسن الزعبي قالت فيه :

(وماذا عن سوريا التي تنزف يومياً وتسيل دماء شعبها في كل مكان غن قتل سبون او ثمانون من اهل غزة ( فرّج الله عنهم وعنا ) بيومين او ثلاثة نحن نفتقد ثلاث أضعاف هذا العدد في اليوم الواحد والله ان ما يفعله الأسد لأشد ضراوة وعنفاً مما يفعله اليهود في فلسطين إن أراد اليهود القتل يحددون الهدف ولكن الأسد يضرب دون تحديد لأن هدفه قتل أ كبر عدد من الشعب هل رأيتم الحكومة الإسرائيلية تقتل شعبها ؟)

كان السؤال جارحا .. كنصل حاد .. ثم قرأت لها تعليقا حول استضافة السوريين للاجئين .. في البيوت لا في المخيمات.

فما كان للقلم أن يظل على صمته .. ولن أقول حان وقت نزفه .. فمصيبتنا أكبر من ذرف دمعة أو دمعتين ..

مصيبتنا في  معاناة أشقائنا

مصيبتنا في عجزنا

مصيبتنا في عجز أمتانا .. التي تقرأ من أكثر من ألف وأربعمائة سنة ({وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9]. ) ومع ذلك لم تُعد الأمة أي شيء لتفعيل هذه الآية الكريمة .. وحين تم الاعتداء على الكويت .. استعين بالغرب .. الذي ينطبق عليه مثلنا الشعبي (ما مصلي إلا طالب مغفرة) ..

مصيبتنا المبكية .. إذا تدخل الغرب قلنا (قوات الناتو) ... إذا لم يتدخل قلنا (نتخاذل) – وهو كذلك قطعا- لكن العيب فينا .. في عجزنا ...  حتى تحذير الغرب – الآن – من استعمال الأسلحة الكيماوية .. يذكرني بمثل عربي قديم يقول (ذكرتني الطعن وكنت ناسيا)!!!

هل يخاف العرب من بعضهم؟!!

ليس السؤال جديدا .. ولكن مصيبة أشقائنا السوريين فجرته ..

قد .. أقول قد نتفهم إسكان الأشقاء الفلسطينيين في مخيمات .. ليكونوا قريبا من وطنهم ... ولكي لا يأتي جيل ينسى الوطن المسلوب – طبعا كان يوجد قانون يمنع تجنيس الفلسطينيين لنفس السبب – لكن العراقيين ... يختلفون .. لكن السوريين يختلفون .. فهم في أزمة وسوف تنتهي بإذن الله ... ثم يعودون لوطنهم ليعيدوا بناءه ..

صحيح أننا نتفهم قلق بعض الدول من أن (يندس) بين اللاجئين بعض من يضمرون سوءا للبلد .. ومع ذلك .. خصوصا في أزمة السوريين ..

السوريون الذين شردهم نظام الأسد .. فأصبحوا جزء من معظم المجتمعات العربية،خصوصا الخليجية – القريبة من بلدهم الذي حرموا منه – فكان لكل أسرة سورية مقيمة .. أو حتى تحمل جنسية البلد الذي تقيم فيه  - وحتى أنسباؤهم من الخليجيين -  أن تستضيف أقاربها من اللاجئين الذين شردتهم الحرب .. وخافوا أن يدمرهم بشار الأسد كما يدمر مساكنهم .. ويمكن أن تكون تلك الاستضافة عبر (كفالة)!!

أهذا هذيان قلم .. جفف العجز حبره؟!! بعد أن عجزت كلماته عن التعبير عما يجول في الخاطر .. ونضب قاموسه؟!! أم ماذا؟!!

اللهم فرج عن إخواننا في سوريا .. واكفهم بشار وزبانيته ومن أعانه بما شئت وكيف شئت .. عاجلا غير آجل .. اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 27/1/1434هـ

  Mmsh601@gmail.com  

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق