1 |
بحق علي .. !! وبحق معاوية !!
د . محمد بن سعود المسعود |
متسولان ذكيان أتفقا على التظاهر بالعمى يجلس أحدهما على يمين مدخل جسر الرصافة في بغداد وعلى يساره ومقابلا له تماما يجلس صاحبه الثاني .. وينادي أحدهما بالعابرين : - بحق علي بن أبي طالب عليه السلام , زوج البتول , أبو الحسنين , أعطوني وتصدقوا عليَ ..! فيرفع الثاني عقيرته : - بحق معاوية بن أبي سفيان , كاتب الوحي , وأمير المؤمنين تصدقوا علي , وأعطوني مما آتاكم الله من فضله . ! وبعد صلاة العشاء , وفي زاوية غير بعيدة عن الجسر يتقاسم المتعاميان صدقات علي , ومعاوية ! . تحضرني هذه القصة دائما .. وأنا أقرأ أو أسمع (( مرتزقة المذاهب )) الفئة التي تأكل بدينها , وتأكل الناس بتجارة التمذهب ! . تأتي المطالب بالغوث والمدد تارة لعلي وثانية لمعاوية , لا حبا في ذا ولا كرها في ذاك , ولكنها تجارة متقادمة جدا , قدم العقول التي لا تستعمل , حين يكون الطالب للمال , قد تلبس لحية , وعباءة , وعمامة ومسبحة صلاة , وسواك السنة من تمام الندب . قنوات مذهبية تتكاثر مثل حب الذرة وكل واحدة منها تستغيث طالبة المدد المالي والتبرع نصرة لدين الله وقياما بالحق ..! .وطلبا للمثوبة والأجر !! . أحد أصحاب هذه القنوات طلب (( خمسين مليون دولار )) (( 187,5 مليون ريال )) مائة وسبعة وثمانون مليون ريال سعودي .. من خادم الحرمين الشريفين شخصيا من أجل عدم إغلاق قناته لمدة عام واحد فقط !!! وهذا مبلغ يقارب تكلفة بناء (( مائة وسبعة وثمانون مدرسة حول العالم الإسلامي )) أو حفر أكثر من سبعة ملايين بئر لفقراء المسلمين حول العالم !! وعلاج ملايين المرضى , أو إغاثة مليون مسلم يمني تحت خط الجوع حاليا وهم ذوي قربى لنا جميع , وكل هذه الموارد في الصرف , أهم من قناته الفقيرة جدا في نسبة المشاهدة !هذه القناة في نظر صاحبها هي , نصرة للحق وللدين وهذا يكفي لقبض مائة وسبعة وثمانين مليون ريال سعودي في كل عام ! وحين رفض طلبه , حول القناة إلى (( قناة معارضة )) , وتحول هو بقدرة قادر إلى داعية حقوقي وناشط إنساني , يفضفض ليس أكثر عبر الأثير المفتوح عن الحقوق التي للتو وبعد قرار رفض الطلب المالي تعرف عليها وبلغها علمه , وأنتهى إليها فهمه ..! شيخ شيعي يفتح قناة في لندن .. ويجعلها متخصصة في شتم وقذف وتحقير كل الصحابة الذين يحظون بتعظيم وإجلال عظيم في قلوب المسلمين والذين يصفهم الله بخير أمة أخرجت للناس !, منتهكا بهذا أبسط قواعد الفقه , والدين , و التعايش بين المسلمين و حقوق حرية التعبير في عدم التطاول على معتقدات الغير . وأن حريته تنتهي حين يعتدي على المقدس المصان عند غيره , مثيرا الضغائن , محرضا على الكراهية ' شاغلا وعي , وضمير وقلوب الناس بما لا خير ولا نفع فيه ! لماذا هذا التنطع بما ضرره بين وشره عظيم , وفتنته بالغة وقد خلت قرون متعاقبة تلتها قرون وفي ظرف ألله أعلم بمنتهاه ..! هناك بحق معاوية !! وهنا بحق علي !! الأهم هو الدفع من العقول المؤجلة عن حضور الوعي فيها , حتى إشعار آخر ..!! الرسائل تأتي من كل مكان من طرفين جسر الرصافة , والأعمى الحقيقي هو الذي لا يبصر من حوله ولا ما حوله ! الأعمى الحقيقي هو من يسهم في خطف وعي الناس , وإشغال الأمة بصراع مضى عليه ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثون عاما كاملة ..!! عوض أن يدفع لتعليم الفقراء , وحفر أبار لهم , وإغاثة الملهوف الذي تعاني بلادهم من التصحر والجفاف وقلة الموارد !! أو التفريج عن لمكروبين الغارمين لديون صغيرة وهم مسجونين بسببها في بلده ومن أبناء جلدته وليسوا عنه ببعيد على مسافة شارع واحد , أو حي واحد , عن السجن العام !! في منطقته . مع غياب التشريع الرادع على مستوى دول العالم الإسلامي , نحتاج إلى يقظة و وعي يحض على التعايش وعلى تجريم جمع التبرعات الفردية , لأسباب طائفية يُثرى بها من لا ضمائر ولا قلوب لهم ويدفعها المستغفلون حول العالم بحماسة التدين الساذج ! وقلة الوعي . ولو تكشفت بعض الأرصدة من هنا وهناك لوجدنا أن يمين وشمال (( جسر الرصافة )) هو العائد الربحي المذهل برأس مال (( العاطفة الدينية )) المشوبة بالتعصب والعصبية للمذاهب , وببضع كلمات تسحر وعيك وتجعلك أعمى ولا تبصر شيئا إنها كلمة السحر (( بحق علي )) و (( بحق معاوية )) . وأبناء الخليج (( دفيعة )) كما يعبر (( أحد القابضين في مقطع يوتيوب )) !! وهو يبتسم أبتسامة الرضا , المشوبة بنظرة مهينة لهم . بعد كل قصة نسوق لهم دليلا جديدا على أننا لا زلنا في طور تفكيك المفردات ' ولم نبلغ قدرة تكوين الجمل المفيدة لحاضرنا , وصناعة مستقبلنا بعدً ! . |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
2 |
تسوية الشرع والفرصة الأخيرة عبد الرحمن الراشد |
فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، لم يظهر للعلن سوى مرة في أغسطس (آب) الماضي في ظروف ملتبسة وبعدها لم يره أحد، بعد هذا الاختفاء المشبوه نسبت إليه مبادرة تنازل تعبر عن اقتناع النظام بقرب سقوطه. يدعو الشرع المعارضة للمشاركة في حكومة ذات صلاحيات أوسع، وهو يوحي بالإبقاء على بشار الأسد مجرد رئيس في القصر بلا صلاحيات. في نفس الوقت، هناك مبادرة أخرى تطبخ، اسمها «الفرصة الأخيرة»، الأرجح أن يكلف بها المندوب الأممي الأخضر الإبراهيمي حتى ينقلها للأسد وحلفائه خلال الأيام القليلة المقبلة، تقضي بأن يتخلى الأسد عن الحكم ويغادر سوريا، بصحبة عائلته، إلى إحدى الدول اللاتينية ويسلم السلطة للمعارضة، تماثل ما تحدث عنه من قبل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عندما اقترح خروجا آمنا للأسد مقابل وقف نزيف الدم. أصحاب «الفرصة الأخيرة» يهددون الأسد، إن رفضها، بأن الهجوم على نظامه سيزداد عددا وعتادا، ومن المؤكد أنه سينهار سريعا بعدها ولن يجد أحد منهم فرصة عفو. أما لماذا يمنح مهندسو المبادرة فرصة النجاة لأقسى مجرمي التاريخ، وأكثرهم دموية؟ السبب أنهم يعتقدون أن نهاية يتفق عليها، وبتوقيع الدول المتنازعة الإقليمية والدولية، ستمكن الثوار السوريين من تسلم الدولة بسلاسة تجنب البلاد الحرب الأهلية المحذورة، وتختصر النزاع بما تبقى من وقت. لكن المسافة بين المبادرتين بعيدة: مبادرة تبقي الأسد في القصر بلا صلاحيات ومبادرة تقصيه من البلاد، وغالبا سيرفضها الشعب السوري الذي يعيش المأساة المروعة. سيرفض خروج الأسد حتى لو كلفه المزيد من الضحايا. وبالتالي، نحن نشهد سباق الأسابيع الأخيرة، والأسد إن أراد الفرار لا يحتاج إلى مبادرات؛ فهو يستطيع أن يفعلها في جنح الظلام، سواء للساحل الغربي من سوريا، وحينها ستستمر الحرب وملاحقته، أو أن يفر إلى روسيا أو فنزويلا، وهناك عليه أن يأمل ألا يغتاله المضيف الروسي نفسه ليتخلص منه. الأسابيع الأخيرة ستكون معقدة، ورأس الأسد أهون العقد، لأن أمره صار مقضيا، وصفحة تطوى من التاريخ، أما الأهم فهو المحافظة على وحدة سوريا والسيطرة على المدن ومؤسسات الدولة، أي تركة نظام الأسد، من قبل الهياكل التي تشكلت في الأسابيع القليلة الماضية ضمن إطار سوريا الجديدة. ومن الخطأ الحرص على مقايضة الأسد، سلامة رأسه مقابل الخروج، لأن الوقت تأخر كثيرا، وقد ولغ في الدم بدرجة لن يكون هناك سلام في سوريا طالما بقي الأسد حرا في أي مكان في العالم. إن محاكمته هي التي قد تجلب السلام بعد ما ارتكبه من جرائم هو المسؤول الأول عنها، وفي غيابه سيدفع كثيرون، ربما أبرياء، ثمن ما فعله الأسد. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
3 |
السعودية... وما بعد الربيع العربي خالد الدخيل |
لم يعد السؤال: هل يجب أن تكون مع ثورات الربيع العربي، أم ضد هذه الثورات؟ أن تعتبرها ثورات أم شيئاً آخر؟ هل يجب أن تتخوف منها، ومن تداعياتها، أم ينبغي لك أن تأمن جانبها؟ ما هو موقفك من الإسلام السياسي الذي أتى به هذا الربيع؟ هل يجب أن تكون مع الإخوان؟ أم يجب أن تكون ضدهم؟ هذه وغيرها، أسئلة مشروعة، لكن هناك السؤال الأهم بالنسبة لك: ماذا أنت فاعل أمام هذا التيار التاريخي الذي يدفع، ويفرض نفسه بقوة؟ ماذا ستفعل بعد أن تتضح نتائج هذا الربيع، وتبدأ مفاعيل تداعياته بالعمل والانتشار من إطارها المحلي لتعم أرجاء المنطقة؟ هل أنت مستعد لما يخبئه القدر، قدر هذه المنطقة، وقدر الربيع الذي أفرزته هي قبل غيرها؟ هل أنت مستعد لحقيقة أن ما حصل لدول الربيع قد يحصل لك بشكل أو بآخر، أو قد تتأثر به بشكل أو بآخر؟ أم تعتقد أنك في مأمن من كل تداعيات ما يحصل؟ وفي كلا الحالين، هل اتخذت استعداداتك لمواجهة أي منهما؟ وهذا السؤال يعني أنه من المهم، بل في غاية الأهمية أن يكون لك موقف من الأحداث، وأن تسهم في صياغة وتوجيه هذه الأحداث، بدلاً من أن يقتصر دورك على رد الفعل، وتوزيع مواقف التأييد والدعم، أو مواقف النقد لهذا الطرف أو ذاك، وفقاً للموقف الإقليمي، والظرف المحيط بهذا الموقف. هذه أسئلة تخص الدول العربية، بخاصة تلك التي لم تصلها عاصفة الربيع، مثل الجزائر والسعودية وموريتانيا وقطر والإمارات العربية، وغيرها. يمثل المغرب من هذه الزاوية حالاً مميزة من حيث أنه لا ينتمي إلى الدول التي عصفت بها رياح الربيع تماماً، ولا إلى تلك التي تجنبتها العاصفة أيضاً. وهذا يعود في ما يبدو إلى إسراع القيادة في المغرب، وبذكاء سياسي واضح، إلى احتواء نذر العاصفة، عن طريق استباقها بحزمة إصلاحات دستورية وسياسية تنازل من خلالها الملك عن بعض من صلاحياته للبرلمان، والقبول بأن يكون تشكيل الحكومة حقاً للقوة السياسية التي تحصل على الغالبية في البرلمان من خلال الانتخابات الشعبية. مهما قيل عن الربيع العربي لصالحه، أو ضده، فقد تحول بالفعل إلى خط تاريخي فاصل. هناك ما يشبه الإجماع على أن العالم العربي لن يعود كما كان عليه قبل هذا الربيع. المزاج الشعبي في المنطقة يتغير بدرجة متسارعة، الشوارع في تونس ومصر واليمن والكويت، وفي ميادين القتال التي تغطي خريطة سورية كلها لعشرين شهراً الآن تفصح عن ذلك، وربما أنها تخبئ ما هو أكثر من ذلك. من بين أكثر مؤشرات تغير المزاج الشعبي العربي مفاجأة ما يواجهه الإسلام السياسي في مصر وتونس بعد الثورة. لم يكن مفاجئاً أن الإخوان في مصر مثلاً يحظون بدعم جماهيري كبير. المفاجئ هو هذا الحشد الجماهيري الكبير المعارض للإخوان، والذي صارت تموج به ميادين المدن المصرية، والمفاجأة نفسها هي اعتراض المصلين على خطيب الجمعة في أحد مساجد القاهرة عندما بدأ يدافع عن الرئيس محمد مرسي والإخوان، وكان ذلك بحضور الرئيس نفسه. هناك ما هو ليس أقل أهمية بكل المقاييس، فمن يتابع ما يقال على موقع «تويتر» العربي، وبخاصة السعودية، يستطيع أن يلاحظ أن تغير المزاج الشعبي لا يقتصر على الدول التي مرت عليها عاصفة الربيع. ما يقال على هذه المواقع من مواقف وآراء ومطالب اجتماعية وسياسية واقتصادية، بل ودينية، فيه من التطلعات والجرأة ومن المعرفة ما يتجاوز كثيراً سقف الإعلام التقليدي، وهو ما يوحي بأن هناك هوة تتسع بين هذا الإعلام والرأي العام الذي يتوجه إليه، ويريد أن يتواصل معه، وخطورة هذا أن الإعلام التقليدي في العالم العربي يمثل الحكومات، بينما الإعلام الجديد يمثل الشعب، وبالتالي فالهوة التي تفصل الرأي العام عن الإعلام التقليدي قد تفصله عن الحكومات أيضاً. تغير المزاج الشعبي يعني أن الثقافة السياسية في المنطقة تتغير، وبسرعة لافتة. يؤشر إلى ذلك أن مصطلحات مثل «الحقوق» و «الدستور» و «الديموقراطية» صارت من أكثر المصطلحات تداولاً، ومثاراً للنقاش والاختلاف في الإعلام التقليدي والجديد، وفي المؤتمرات واللقاءات الخاصة والعامة. كانت هذه المصطلحات أو بعضها من المحرمات، وكان الحديث عنها أو حولها يعتبر نوعاً من التزيد أو الرفاهية الفكرية التي لا مكان لها ولا مبرر. انقلب الوضع تماماً، ففي مصر أصبح الدستور وتفسيره موضوعين لصدامات سياسية وشعبية سالت فيها بعض الدماء، وفي الأردن والكويت صارت الحقوق، وتحديداً حق التصويت، موضوع صدامات مع قوى الأمن، وفي اليمن تحتل الدولة بكل متعلقاتها الدستورية والحقوقية والديموقراطية مواضيع للصدام قبل علي عبدالله صالح وبعده. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن تغير المزاج الشعبي، وما يرافقه من تغير في الخريطة السياسية داخل بلدان الربيع وخارجها، وتغير الثقافة السياسية، سيترتب عليه تغيّر في مفهوم الدولة العربية نفسه، وهو يتغير أمامنا الآن. قد لا نعرف إلى ماذا سينتهي، ويستقر عليه هذا التغيّر، لكن هذا تحديداً هو مصدر القلق، وما ينبغي أن يكون بالتالي مناط العناية والاهتمام، فالدولة تتغير في سورية بطريقة دموية أطلقها وتسبب فيها النظام الحاكم، وفي تونس ومصر تتغير الدولة بطريقة أكثر سياسية وعقلانية، حتى الآن على الأقل، وفي ليبيا هناك طريقة ثالثة بدأت بطريقة سورية، وتحاول الآن أن تسير على الطريقة التونسية والمصرية، وفي اليمن طريقة رابعة، أما في الكويت والمغرب والأردن إلى حد ما، فهناك طريقة خامسة! أفضل هذه الطرق وأقربها للعقلانية الطريقتان الثانية والخامسة. ما هو موقف السعودية من هذا المشهد العربي؟ هل ينبغي لها أن تقلق من تداعياته؟ أم أنه في وسعها أن تلوذ إلى الطمأنينة بأنها في كل الأحوال ستبقى في الأخير بمنأى عن كل، أو أخطر، ما يعتمل في هذا المشهد؟ لا أظن أن على السعودية أن تقلق، لكن لا ينبغي لها أن تطمئن أيضاً. ليست السعودية بمنأى عما يحدث، ولا تستطيع ذلك، هي جزء لا يتجزأ من العالم العربي، وفي القلب من هذا العالم، وأحد أقطابه الكبيرة. في المشرق العربي تحديداً السعودية هي الدولة الكبرى الوحيدة الآن التي نجت من كل العواصف السياسية التي هبت على المنطقة منذ ما كان يعرف بالحرب العربية الباردة في خمسينات وستينات القرن الماضي، والصراع العربي الإسرائيلي، والثورة الإيرانية، والغزو العراقي للكويت في صيف 1990، و11 سبتمبر، والغزو الأميركي للعراق، وحتى منتصف الربيع العربي الذي لا يزال مستمراً، وهذا بلا شك إنجاز كبير، لكنه إنجاز يأتي معه بالضرورة بمسؤوليات كبيرة أيضاً تجاه الداخل أولاً، وقبل كل شيء، ثم الخارج الإقليمي. إذا كانت المنطقة تمر الآن بلحظة مفصلية، فالسعودية جزء من هذه اللحظة. ما هي رؤيتها لما يحدث؟ وكيف ينبغي لها أن تستجيب لهذا الذي يحدث؟ وإذا كان المزاج الشعبي العربي يتغير، فالمزاج الشعبي السعودي ليس استثناءً من ذلك. وإذا كانت الثقافة السياسية العربية تتغير، فالثقافة السياسية السعودية لا تملك أن تعزل نفسها عن هذا التغير، وإذا كان مفهوم الدولة العربية يتغير، فإن الدولة السعودية لا تستطيع أن تكون بمنأى عن ذلك، لأنها جزء من النسيج الثقافي والسياسي العربي نفسه، تتأثر به، وينبغي أن تؤثر فيه. السعودية مؤهلة أن تمسك بزمام التأثر، وأن تبادر إلى التأثير. السؤال: كيف ينبغي أن يكون ذلك؟ للحديث بقية. ....... |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
| |||||||||||||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
5 |
مشاركات وأخبار قصيرة
| ||||||||||||||
وفاة إمام الحرم المكي الشيخ محمد السبيليُصلى عليه الثلاثاء في بيت الله الحرام ويدفن بمقابر العدل الشيخ محمد بن عبدالله السبيل الرياض - خالد الشايع غيّب الموت عصر اليوم الاثنين إمام الحرم المكي الشريف الشيخ محمد بن عبدالله السبيل بعد معاناة مع المرض، وسيصلى عليه بالمسجد الحرام عصر غدٍ الثلاثاء ودفنه بمقابر العدل. وولد الإمام الراحل بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1345هـ، وتعلم في كتاتيب مدينته ثم حفظ القرآن الكريم على يد والده ويد الشيخ عبدالرحمن الكريديس، كما قرأ التجويد على الشيخ سعدي ياسين (رحمه الله). وأخذ العلم على يد مشاهير العلماء في البكيرية أمثال الشيخ محمد المقبل وأخيه الشيخ عبدالعزيز السبيل (يرحمهما الله)، ثم واصل العلم على يد الشيخ عبدالله بن محمد أحمد بن حميد حينما كان رئيساً للمحاكم في القصيم. وقام بتدريس التوحيد والتفسير والفقه وأصوله والفرائض والنحو والبلاغة والعروض والقوافي في المدارس والمساجد، عيّن مدرساً بمدرسة ابتدائية بالبكيرية 1367 هـ ثم مدرساً في المعهد العلمي ببريدة عام 1373هـ، وفي عام 1385هـ صدر الأمر بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام ورئيساً للمدرسين والمراقبين في رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام، وفي عام 1390 عيّن نائباً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام للشؤون الدينية وفي عام 1393هـ، وتم تعيينه نائباً عاماً لرئيس الإشراف الديني رئيساً للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد تمت إحالته إلى التقاعد حسب رغبته عام 1422، وهو عضو هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي. ومن من مؤلفاته: رسالة في حد السرقة، رسالة في الرد على القديانية، أمالي في الفرائض، ديوان خطب على مسجد الحرام. ////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////// ممثل كوميدي يتعهد بالتبرع بالمال لسعودي محتجز في غوانتانامو UPI. com يو بي آي تعهد ممثل كوميدي بريطاني بالتبرع بمبلغ 50 ألف جنيه إسترليني حصل عليها كتعويض بقضية قذف، لمساعدة سعودي كان يقيم في لندن ويُحتجز في غوانتامامو على مقاضاة أجهزة الاستخبارات البريطانية. وقالت صحيفة "ميل أون صندي" أن الممثل الكوميدي التلفزيوني فرانكي بويل، المعروف بنكاته المنتقدة للملكة، تعهد بمساعدة السعودي شاكر عامر، الذي يُعد آخر مقيم نظامي في بريطانيا محتجز في غوانتانامو، في إجراءاته القضائية. وأضافت أن بويل كان حصل على تعويض مقداره 54 ألف جنيه إسترليني في أكتوبر الماضي في قضية رفعها أمام المحكمة لعليا في لندن بحق صحيفة محلية وصفته بالعنصري، وانضم إلى المنظمة الخيرية البريطانية المدافعة عن حقوق الإنسان (ربريف) في مساعدة عامر على مقاضاة أجهزة الاستخبارات البريطانية بتهمة التشهير. ونسبت الصحيفة إلى الممثل الكوميدي الاسكتلندي قوله "لا يمكنني وصف قضية عامر بأنها إساءة لتطبيق أحكام العدالة لأنه لم يخضع حتى الآن للمحاكمة، ونريد فقط أن نراه في بريطانيا". وأشارت إلى أن الادارتين الأميركيتين السابقة والحالية أجازتا إخلاء سبيل عامر، المحتجز في معتقل غوانتانامو منذ 11 عاماً بدون تهم ومحاكمة بعد اعتقاله في أفغانستان عام 2001 من قبل القوات الأميركية، لكنه لا يزال في غوانتانامو حتى الآن. ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله إن قضية عامر "ما تزال أولوية قصوى لحكومة المملكة المتحدة ونستمر في الإيضاح للولايات المتحدة بأننا نريد الإفراج عنه وإعادته إلى بريطانيا كمسألة ملحة". وحرّكت منظمة (ربريف) يوم الجمعة الماضي دعوى قضائية ضد أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية بالنيابة عن عامر، بتهمة التشهير وتقديم بيانات كاذبة عن علم إلى محتجزيه الأميركيين. وكان عامر جاء إلى المملكة المتحدة من السعودية عام 1996 وحصل لاحقاً على الإقامة الدائمة فيها وعاش مع زوجته وأطفاله الأربعة في جنوب لندن، وذهب مع عائلته إلى أفغانستان عام 2001 للعمل مع الجمعيات الخيرية الاسلامية، حيث اعتقلته وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة ومعرفته بزعميها، وقتها، أسامة بن لادن./////////////////// بالفيديو..مراقبون لحماية الثورة: الحديث عن انتهاكات بالاستفتاء مجرد «فزاعة»وطالبوا من خلال المؤتمر بأن يتم التحقيق الدولي في أداء مراقبة منظمات حقوق الإنسان على عملية الاستفتاء، معتبرين أن أداء تلك المنظمات تأثر بـ"الأغراض السياسية". وأضافوا، أنهم لم يرصدوا أي حالة لتصويت جماعي، أو توجيه للناخبين من قبل القضاة المشرفين على اللجان، مؤكدين أن من يدعون رصدهم وقوع انتهاكات لم يخرجوا من بيوتهم، بحسب قولهم. وقاموا اليوم بإعلان أهم التجاوزات التي شهدتها عملية الاستفتاء، والتي لم تخرج عن وقوع بعض حالات توجيه الناخبين أمام اللجان، ووجود "بوسترات" معلقة بالقرب من بعض اللجان لم يتم إزالتها على النحو المطلوب. http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=17122012&id=d29d6d49-37ae-4c4a-8c5c-07311839644d ////////////////////////////// طالب مسلم يقرأ القرآن الكريم بحضور الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال تأبين ضحايا مدرسة نيو تاون التي قتل فيها 28 أمريكيا http://www.4cyc.com/play-oHvYZeUV9EE رابط آخر http://www.youtube.com/watch?v=oHvYZeUV9EE ////////////////////////////////////////////////////
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////// هشام وأليسا .. قصة مبتعث أم حكاية حُب مع التحية العطرة لأخي عبد العزيز قاسم .. تفضل هذه الرواية التي كتبتها من واقع الابتعاث لاستراليا وسطرت فيها الكثير مما يحتاجه المبتعث الجديد .. وهنا تعريف سريع بالرواية
(هشام وأليسا .. قصة مبتعث أم حكاية حُب) رواية تعكس غالب أحداثها صورًا واقعية لطالب مبتعث اسمه هشام ابتُعث لأستراليا _ وتحديدًا مدينة سيدني _ لدراسة الماجستير، ثم وقع في حُب فتاة أسترالية جميلة اسمها أليسا كانت تدرّسه اللغة الإنجليزية في معهد اللغة وهام في غرامها لسنوات حتى صارحها بحبه ثم طلب منها الزواج فوافقت ولكن الفجوة الثقافية كانت له بالمرصاد ! إضافة إلى قالب الحُب الذي يلفُّ القصة، فإن هذه القصة تدور على ثلاث قضايا رئيسة هي: كيفية الاستعداد والتخطيط للبعثة. والثانية كيفية استغلال الوقت أثناء البعثة. والثالثة قضيّة ثقافية وهي أن التعلق بالثقافة الغربية من بعض فئات المجتمع الشرقي _ العربي تحديدًا _ قد يتغير بعد المخالطة. أيضًا تتوسّع القضيّة الثالثة لتقرر أنه وإن تعذّر التمازج بين الثقافات _ وهو أمر طبيعي _ إلا أن احترام وتقدير الإنسان أيًا كان هو الواجب على جميع البشر، فلن تسعد البشرية إلا إذا ساد الاحترام بين الثقافات وحُفظت الحقوق.
وافر الاحترام يوسف النملة -------------------------------------------------------------- الإمارات تستنكر رسميا إدعاءات الإخوان بالتخطيط ضد مصر م وكالات مصر استنكرت الإمارات العربية المتحدة ما وصفته بوجود «افتراءات» بالتخطيط ضد مصر وذلك حسبما أفادت النسخة العربية من موقع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية. وكان محمد سعد ياقوت عضو جماعة الإخوان المسلمين قد اتهم في وقت سابق ، «جبهة الإنقاذ الوطنى» والمرشح السابق للرئاسة الفريق أحمد شفيق، بأنهما وراء مؤامرة تدبر لعزل الرئيس مرسى من الحكم وذلك بالاشتراك مع خلية خليجية يقودها ضاحي خلفان قائد شرطة دبي. ///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////// 1,000,000,000,000 ريالصالح الشيحيبعد موازنة العام الماضي، طرحت هنا سؤالا مباشراً: "نريد أن نعرف، ما الذي سيتطور في بلادنا خلال العام الحالي"؟!.. وضربت مثلاً بسيطاً بالمواطن ( سين).. لو سافر وعاد بعد سنة: ما الجديد الذي سيجده أمامه؟ ........ الوطن |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
6 |
كيف غطى الإعلام المصري إحراق المقرات؟ أحمد السباعي | ||||||
حوادث عنف متعددة وإحراق ومهاجمة مقرات حزبية رافقت الأزمة التي تعيشها مصر منذ الإعلان الدستوري الأول الذي أصدره الرئيس محمد مرسي في نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن متابعين لاحظوا الفارق بين التغطية الإعلامية لإحراق مقر حزب الوفد ونظيرتها لإحراق 28 مقرا لحزب الحرية والعدالة والمقر الرئيس لجماعة الإخوان المسلمين في المقطم بالقاهرة. وعن هذا الأمر يقول أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة سليمان صالح إن وسائل الإعلام متحيزة للتيار الليبرالي في موضوع إحراق مقر حزب الوفد، الذي وصفه بأنه مفتعل ومضخم، وقامت باتهام أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بمهاجمة المقر دون تقديم دليل. وأضاف أن المقر لم يتم إحراقه، ولكن تم تكسير عدد من أبوابه ورمي ما يسمى بـ"الشمروخ" عليه دون إحراق محتوياته. وأشار إلى أن الإعلام الرسمي يسيطر عليه "فلول الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا)" والقنوات الخاصة يملك معظمها رجال أعمال ينتمون للحزب الوطني المنحل، مقابل إعلام إسلامي "ضعيف جدا". لكن ما يميز الإسلاميين هو الاتصال المباشر مع الجماهير في المساجد والزوايا التي لعبت -برأي صالح- دورا حاسما في الثورة وستلعب هذا الدور في المستقبل. من جهته رد أستاذ الإعلام والدعاية السياسية في جامعة حلوان كمال القاضي عمليات إحراق مقرات الإخوان المسلمين إلى محاصرة مقر المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي، الأمر الذي جعل الأمن غير منضبط وشجع على ردود الفعل، لأنه في الدول الديمقراطية والممسوكة أمنيا لا "يُحاصَر القضاء والإعلام"، معتبرا أن "بؤرة الأزمة هي محاصرة القضاء والإعلام وتداعياتها إحراق المقرات ومهاجمتها". وختم بالخشية من تصاعد أعمال العنف هذه، طالما لم يُضبط الوضع الأمني جيدا.
انقسام واستقطاب وأضاف أن قوة الإعلام المحسوب على المعارضة المصرية واضحة بسبب تعدد الفضائيات وتنوعها، في مقابل إعلام الدولة المتحيز للتيار الإسلامي وخصوصا مع وجود وزير للإعلام ينتمي لجماعة الإخوان. إضافة إلى الاتصال الجمعي لأئمة الجوامع والدعاة والذي يشكل عاملا حاسما ووسيلة اتصال مهمة وفعالة، بحسب شومان. وبالعودة إلى اتهام أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل بمهاجمة مقر حزب الوفد، وصف جمال نصار -أحد أتباع أبو إسماعيل- الاتهام بالباطل الذي لا يدعمه أي برهان وبأنه خديعة للشعب المصري. اتهامات وبلاغات وتحدث عن أن أبو إسماعيل طلب من أنصاره عدم التوجه إلى مركز الشرطة في الدقي بالقاهرة بعد الهجوم على مقره حرصا على الأمن ولمنع الاشتباك مع الشرطة، ودعا حزب الوفد إلى تقديم الأدلة للشرطة لاعتقال الأشخاص الذين قالوا إنهم ظهروا في الفيديو الذي بُث لمهاجمي المقر. وختم بأنهم سيرفعون دعاوى قضائية ضد كل من اتهمهم "بالباطل ودون دليل". وأكد أنهم علقوا الاعتصام في مدينة الإنتاج الإعلامي، لكنه حذر بالعودة للاعتصام "في حال جد جديد". على الضفة المقابلة، يرى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عصام شيحة أن اتهاماتهم مبنية على معلومات أمنية وصلتهم بأن أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل يتجهون نحو مقر صحيفة حزب الوفد، ولهذا اعتلى مصورو الصحيفة أسطح المباني المحيطة بالمقر، وبعدها قام آلاف المتظاهرين بمهاجمة المقر "بالشمروخ والرصاص" وتحطيم البوابات وتكسير سيارات صحفيي جريدة الوفد، كما أصيب عناصر من الأمن وسكرتير عام الحزب. وأشار إلى أن حزبه قدم بلاغات موثقة بالصور والفيديوهات وبيانات المهاجمين للنائب العام، ومذكرة لرئيس الجمهورية بصفته المسؤول عن البلاد. وختم شيحة بالقول إن الهجوم كان يهدف لإلهاء الشعب عن إعلان نتائج المرحلة الأولى من الاستفتاء وشغله بحوادث أمنية عبر "استخدام" أنصار أبو إسماعيل في حوادث متعددة أبرزها حصار مدينة الإنتاج الإعلامي. المصدر:الجزيرة |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
7 | |
في التعريف اللغوي ثمة ترادف بين الفقه والمعرفة، فالفقه هو الفهم، والمعرفة ليست بعيداً عن ذلك. والفلسفة هي في شأنها حب للحكمة وللمعرفة وإعمال للفهم في الوجود، هكذا يعرّفونها.لكن... بمرور الزمن، وشيوع التقليد الأعمى في أتباع الفلاسفة، نجد أنهم يتنكرون لتاريخهم الأدبي، ثم يرث أتباع أتباع الفلاسفة بعد ذلك ما هو أبعد من التنكر، يرثون الجهل بماضيهم، وعندها يبدؤون في توجيه العيوب والنقائص إلى الآخرين، وتلك العيوب التي يوجهونها إليهم، لو أنهم قرؤوا تاريخهم الفلسفي لوجدوها بارزة ومتمثلة فيه بصورة لا يمكن إغفالها بحال. وبهذا فإن القسوة التي يتعامل بها أتباع أتباع الفلاسفة مع الآخر المختلف معهم، كان ينبغي لهم أن يوجهوها قبل ذلك إلى ماضيهم الذي يفخرون به، لا أن يأتوا في غفلة التاريخ ليعيروا الآخر ويقسوا عليه بما هو في حقيقته أحد منتجاتهم المعرفية التي يفخرون بها! من أقرب الأمثلة على ذلك مثال: ولاية الفقيه! فحين يسخر محبو الفلسفة أو أتباع أتباعها العرب من فكرة ولاية الفقيه، ويوجهون إليها شتى أنواع السخرية فإنك تجد أن هذه الفكرة وليدة للفلسفة اليونانية، بل ووليدة الفلسفة الأفلاطونية التي تدعي الفضيلة تحديداً، وليس في هذا مجال لاختلاف اثنين. فأفلاطون يقرر في مدينته الفاضلة أنه ما لم يكن الحاكم فيلسوفاً أو الفيلسوف حاكماً فإنه لا يمكن للعدالة ولا للفضيلة أن تتحقق في الدولة! وهذا نص مقولة أفلاطون: "ما لم يتول الفلاسفة الحكم أو يتحول من نسميهم ملوكاً وحكاماً إلى فلاسفة حقيقيين، وما لم نر القوة السياسية تتحد بالفلسفة وما لم تسن قوانين دقيقة تبعد من لم يجمعوا هاتين القوتين فلن تنتهي الشرور من الدول بل من الجنس البشري".ما يعني أنه يدعو إلى ولاية الفيلسوف. أليست هذه هي نفسها فكرة ولاية الفقيه؟ التي تقضي بتوحد قوة الفقيه مع قوة الحاكم أو اجتماعهما لديه، وأنه ما لم تجتمع هاتان القوتان للدولة فسينتشر فيها الشر والفساد؟ نأتي إلى فكرة أخرى: هي محاربة الفنون، أو إقصاء الفن والإبداع من الحياة السياسية والاجتماعية. هذه القضية نجد كثيراً من المهووسين بتاريخ الفلسفة يعادون الفقهاء من أجلها. لكن الحقيقة أن هذه الفكرة سبق إليها فقهاء ملتحون من نوع آخر، وهي مرقومة مسطورة في المدينة الفاضلة الأفلاطونية. فأفلاطون يعارض شعر هوميرووس وشعراء التراجيديا، وهو يتهم الشعراء والمصورين بأنهم لا يقدمون خلقا فنيا يعبر عن الحقيقة أو يهدي إلى الخير. وإنما يقدمون خداعا يضلل النفس عن الحق، ويخلل اتزانها. هذا كلام أفلاطون الفيلسوف وليس كلام فقيه في القرن العشرين. وهذه فكرة أخرى: فيما يتعلق بالرقابة الأسرية يستاء أتباع أتباع الفلاسفة من فكرة مراقبة الأطفال والمراهقين والحيلولة بينهم وبين قراءة القصص والفنون التي تؤدي إلى انحراف ذوقهم وأخلاقهم. لكننا لو رجعنا إلى أفلاطون فسنجد أنه حين يتحدث عن المدينة الفاضلة يتكلم عن النظام في التربية والتعليم فيقول ما معناه: ينبغي مراقبة كل ما يصل إلى الأسماع في طفولة شعب الجمهورية الفاضلة من قصص أو فنون تؤدي إلى انحراف في ذوقهم وأخلاقهم. هذه عبارة فيلسوف وليست عبارة فقيه. وفكرة أخرى: ينتقد أتباع أتباع الفلاسفة دعوة الفقهاء إلى عدم الاختلاط، ولكن نجد هذه الدعوى متمثلة في تحريم الاختلاط عند أفلاطون في جمهوريته الفاضلة، ليس بين الذكور والإناث، ولكن بين طبقات المجتمع، فهو يحرم اختلاط طبقة الحكام بطبقة الحراس وبالطبقة المنتجة، بل ويقول على لسان سقراط: اختلاط طبقات المجتمع الثلاث، ليس في الواقع إلا الفوضى بعينها والدمار، بل هو جريمة لا شك فيها. ولا تنتهي الأفكار عند هذا الحد: بل إنه حتى في فكرة الديمقراطية والحرية، التي من أجلها يحارب أتباع أتباع الفلاسفة الفقهاء أكثر من غيرها، نجد أن أفلاطون يتحدث عن الدولة الديمقراطية بما مفاده: في هذه الدولة لا يقدس الإنسان شيئا إلا الحرية، ولكن ما يظنه في هذه الدولة، لا يؤدي إلا إلى الفوضى، إذ سيتبع كل فرد فيها أهواءه، فتتعدد المبادئ والقوانين، ويبدو هذا النظام جميلاً في نظر البعض، لأنه سيصير أشبه بثوب مزركش بكل الألوان. أما مواطن هذه الدولة الديمقراطي فهو ذلك الذي ترك العنان لكل شهواته ولقب المخازي فضائل حتى دعا السفاهة حسن التربية والفوضى حرية، والتهتك حرية والوقاحة شجاعة. إن الخطاب السابق ليس خطاب فقيه في القرن الحادي والعشرين، بل هو خطاب فيلسوف من فلاسفتهم الكبار الذين لا يزال أتباع أتباعهم يعيشون على البسيطة، ويعادون من أجل مقولات أسيادهم التي يجهلونها، أشخاصاً يقولون بمثلها، أو ربما أحياناً بأقل منها حدة في زمانهم؟! وحين يسخر أتباع أتباع الفلاسفة في هذا العصر من فكرة تعدد الزوجات، فإننا نجد في مدينة أفلاطون التي يرسم قانونها من هو أشد من ذلك، إذ إنه يمهد لأقسى مظاهر التشارك الإباحي في النساء: فأفلاطون يقرر أنه يجب إلغاء نظام الزواج والأسرة في طبقة الحراس في مدينته الفاضلة، فلن يختص أحد من هذه الطبقة بزوجة أو بولد، وستكون جميع النساء والأولاد مشاعا بينهم، ويربى الأطفال بعدها في دور حضانة! ترى: لو خرج أفلاطون إلى أتباع أتباعه في العصر الحالي من قبره؟ وردد هذه المقولات المريعة، أكانوا سيعاملونه بعدائية وتقزز كمعاملتهم للفقيه؟! أم أنهم سيخرون له على الأذقان سجّداً، لمجرد أنه "فيلسوف الفضيلة المدعو أفلاطون"؟! |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق