02‏/01‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2244] القصيبي كان غازيا +مسؤولية الإسلاميين التاريخية


1


القصيبي   ... كان  غازيا  ..!


د.  محمد بن سعود  المسعود

 

 


 

           الفقيد  السعيد  بإذن  ربه  ..   الدكتور  غازي  عبد  الرحمن  القصيبي     الراحل    من  فرحنا  به  ,  إلى   حزننا  عليه  ..!  المتنقل  بين   صدقه  معنا  حيا  ,  وبين  طهره  في  قلوبنا    خلودا  .. !  الواقف   كشعاع  من   شمس  الله  ،   للذين  أُتمنوا   فلم  يخونوا  أماناتهم  ،  وتولى  ولاية  ،  فلم  تطوع  له  نفسه  ،   مالا   لا  يستحقه  .. فتخطفه   هونا  ..  مستترا  . !   .

    لقد   قبضت   يدك  ..     عن   ما  أنبسطت  أيدي  كثيرة   حولك   إليه  ,  ورفعت   يدك    عن  موائد  كانت  عامرة   لغيرك ..!  ..  أيما  الله  ..    لو  شاء   لكان    رأسها   ,  وصدر  الوجاهة  فيها 

       طابت  نفسك  ..  فتعاليت  ,  عن  ما  تصاغر  عنه  غيرك  ..!   حتى  هم  أولئك  الذين  ..  أظهروا  لعيوننا  الركب   من  ورع  تقصير  الثياب   ولم  تتورع  أيديهم    ,   عن  الرشوة   ,  والمال  الحرام  ,  والمال  العام  ..  إن  ولي  ولاية   هي  أدنى   من ولاياتك    ,  وإن  ابتلي   بأختبار   صغير  جدا  ,  هو  اصغر   من  أختباراتك  الكبيرة  التي    جللتها   نجاحا  بعد  نجاح  ,  وشرفا  مبجلا   بالطهر   بعد  شرف  ..  !!

            يا سيدي ...!   ما  أكثر  العفة  المتولدة   من  العجز  ..!   فإن  كانت  القدرة  ,  أو  تبدت  سيطرة  الولاية  ..  ,  وغاب  المعاقب  ,  وخان  الرقيب  ..!  تبدت   النفس  على  طواياها   ,  وظهرت  من  النفس  أكاذيبها   التي   يتطهر  منها  لسانها   ,  وقد  أشرأبت  بها   القلوب  ,  وجشع  النفوس  ,  وكانت  الآخرة     في   وعيه     كتابا  مؤجلا  ..!!

      وما  أجمل  ثغرك  ..  بالصدق   ..  والعفة  .. والطهر  .. حين  تبدى  ..  !! .  كأنك   في  جمال  الليل   ,  ليلة  في  العمر   واحدة  .. !   من  ذاك  ..  حمل  نفسه   التفقد  ..  للزوايا  المهجورة  في  وزاراته  ,  دون  ضجة  الطبول  ,  و زغاريد  القدوم  ..!!  وكأنه   عرس  أن  يتفقد  وزير  ..  وزارته   سرا  ؟  وكأنه  غريبا  عن الزمان  .. وعن  المكان  ..  أن  يكون  الوزير  -  إنسانا -  كما   كنت  ,  وأن  يكون  مخلصا  كما  كنت  ,  وأن  يكون  شجاعا  ..  كما  قدمت  وفعلت  ..!  كأنه  عصي  على  غيرك  ..!  أن  يفعل   ما  يمليه  عليه  ضميره  ..  ولو  لوح  الخاسرون   بتذاكر  سفرهم   لدبي   ..!   فكانت  منك    صدق  المسؤولية   .. وصدق  المحبة   لوطنك  وأهلك  ..  /

      - إذا    بمن  يلوذ  العيال  ..   أيها  التجار  ..   أليس  البلد  بلدك  ..  أليس  الولد  .. ولدك  ..!؟  . أليس  الوطن  هو  الأم  التي  أرضعتك  ..؟  

   رحمك  الله  ..  يا  قصيبي  ..    كنت  غازيا  .. !! 

      لم  تزل  إلا  غازيا  ..  كأن   أباك   اصطفى    صفة   فعلك  ..  !  وصفة  ما   كان  يسكن   مستقبلك  .. وما  كان  ينتظرك  ..  وما  نلناه   بسببك  ..!!  .  كم  يدي  طاهرة   لك  على  هذا  الوطن  ..  بعقلك  .. وبصدقك   في  عطاياك   وفي  أخلاصك  ..!! .  

 

 

 

   أعلم  أنك   ترحلت   تنوء   بحمل   هموم   ثقيلة   على  قلبك  ...!

أعلم   أنك   أن  كثيرين   لا  يعلمون  ..  أن  النزاهة  عن  المال  العام    لمن  كان  في  الولايات  العامة  .. من  أعظم  موجبات  الجنة  .. وأقرب  السبل   لنيل  رضوان  الله  ..!

 وأعلم  يا سيدي  ..  أن  البلاء  على  قدر  حامله  ..  وأن  من  لم  يختبر  نفسه  بالصدق  ..  لا  يصح  منه  شتم  الكاذبين  ,  ومن  لم  يعرف  من  نفسه العفة   ,  عند  الأمانات  الكبيرة  ..  لا  يليق  منه  شتم  الفاسدين  ..  إذ  ربما   شتم  نفسه  ,  ورجعت  اللعنة  على  من  يستحقها   وهو  أولهم  .. !!

   يا أخر  سيوفنا  الوطنية  .. المشرعة   في     رفعة   رايته  ..  وجلال  شعبه  ..!   كم  حزن  عميق   ..  الآن   رقد  معك  ..!  كم  حزن  عميق    لم  يغادر  عينيك  .. !  كم   مرة   أسمعناك  ..  ما  يليق   بعدوك   ..  لا  بك  ..!!     ما  أكثر  الباصقين  في  وجه  الشمس  ,  وما  أكثر  المعكرين   لعذوبة  النهر  ,  وما  أكثر  الرامين   ,  الشجر  المثمرة   بحجر  عجز  البلاغ  ,  وخمول  همة   الوصول  .

   مغفرتك  يا  سيدي   ..  يا غازيا  ..  !!

      لقد  سخروا  بمقادير  الله  على  جسدك  .  وشتموا  مرضك  .!!  ولم  يوقروا  بعدك   مرارة  وجعك  ,  وحزننا  المر  عليك   ,    لقد  جعلوا   البلاء  المطهر  الطاهر   لمن  يحبه  الله  ,    البلاء  الذي  أنزله  على  أيوب  ,  وأنزله  على  زكريا  ,  وأنزله  على  الصادقين   والأنبياء   والطاهرين  والذي  جعله   رسول  الله  -  أمارة  رضا الله على  العبد -  يطهره  من  ذنبه  قبل  أن  يفد  عليه  .   لقد  جعلوا  هذا  -  والعياذ  بالله  -  من  اعوجاج  فكرهم     ..  وكأنه  دعوة  مجابة  منهم  .. !!    يزكون  أنفسهم   بأنهم  أصحاب  -  دعوة مجابة -   وهم  يخاصمون  في  غرض  من  أغراض  الدنيا   !!    ومتاع  عارض  من  متاعها  ..!!  .  فلو  كان  الجدال  في  دين  الله   ,  لما  جاز  الدعاء  إلا   بالهداية  ,  وإنارة  الطريق  ,  وهداية  السبيل   !  فكيف  تكون  الدعوة   بخبيث  المرض  على  من  أجتهد  في  صدق  ونزاهة  في خدمة   وطنه  وأهله  ..!  إن  أصاب  له  أجرين  وإن  جانبه  الصواب   فله  أجر  من  بذل  جهده  ,  وصدقت  لله   ولوطنه    ولملكه     ..   نيته  .

         رحمك  الله   يا وطننا  ..   كنته  ..! 

        ورحمك  الله  يا  أخلاصا  ..  تجسد  فيك   رجلا  سويا  ..!

      ورحمك  الله  ..  ناثرا    نزاهتك  .. ومنثورا  بجلالها   ..!!

     رحمك   الله   إذ  أرتميت   بشوق  على   خلودك  في  قلوبنا  ..  لتغفر  لنا  روحك  الطاهرة  البتول  ..

  بعض  ..  المرذول  ..  وسقط  الكلام  فيك  ..

 أغفر   لقومي  يا غازيا  ..

 أنهم  لا  يعلمون  ..   قليلا  من  كثير  معانيك  ..!

  إن الكلمة  الناقصة  في  حقك  ..

 كأنها  نصل  من الجحيم  في  ضلوعنا   ..

 ليطيب  الله  روحك  ..  بالروح  والريحان  .. وجنات  النعيم  ..!    اللهم  آمين  ..  آمين  ..  آمين  .

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2


الإبراهيمي إذ يهدد الشعب ويتجاهل النظام!!




لا يحتاج المرء إلى كثير ذكاء كي يلحظ ذلك الميل من طرف الإبراهيمي لتحميل المعارضة مسؤولية إفشال الحل السياسي، وإن لم يقل ذلك بشكل مباشر. من الصعب الدخول في لعبة التحليل النفسي للرجل، كما أن من الصعب الحديث عن استقلال كامل لحراكه السياسي، وإن استبعدنا أن يضع أي أحد فيتو على أية نتيجة يصل إليها يمكن أن ترضي المعارضة والنظام، لأن ذلك سيكون بمثابة تدخل مفضوح لا يمكن لأي طرف التورط فيه.
تبدأ المعضلة مع الإبراهيمي من لعبة التوصيف للوضع القائم في سوريا، والذي يبدأ من مصطلح الصوملة، وهو تحذير يبدو مبالغا فيه، لاسيما حين طرحه معطوفا على نفي إمكانية التقسيم، وتحدث عن أمراء حرب يسيطرون على المواقع التي يتحصنون فيها.
في سوريا يصعب تصديق هذه النظرية لاختلاف الظروف التاريخية والحضارية بين البلدين، لأن الشعب السوري لن يقبل ببساطة لعبة أمراء الحرب الذين يتحكمون بحياة الناس، ولن يلبث أن ينتفض في وجوههم إذا فعلوا ذلك.
اللافت في خطاب الإبراهيمي أنه، وخلافا لبعض الخطاب الروسي (بوغدانوف مثلا)، وجزء كبير من التقارير الغربية لم يتحدث أبدا عن إمكانية سقوط النظام، ولو خلال شهور عديدة وليس مجرد أسابيع، مع أن مراقبا عاقلا لا يمكنه التورط في حسم من هذا النوع في سياق الحديث عن نظام أمني مغلق لا يمكن لأحد التنبؤ بلحظة انهياره، ونتذكر في هذا السياق ما سبق أن قيل عن معركة طرابلس في ليبيا التي يمكن أن تمتد لشهور طويلة، وإذا بها تنتهي خلال ساعات.
هو في الخلاصة يوجه الخطاب (بل التهديد) للشعب السوري وللمعارضة وليس للنظام، وخلاصته: إما أن تقبلوا بحل بوجود بشار الأسد في السلطة، ولو لعام أو أكثر، أو تنتظروا حالة صومالية، مع 100 ألف قتيل خلال عام واحد فقط كما قال.
هل يعقل أن يصدر هذا الكلام عن وسيط محايد؟ أليس من الطبيعي أن يوجه تحذيرا مماثلا للنظام وللفئة التي تلتحم معه في المعركة، كالقول مثلا إن مصيرا سيئا ينتظرها في حال إصرارها على المعركة التي أخذت تنحو منحى طائفيا، وأنها -أعني الفئة إياها- تضحي بمصيرها ومصير أبنائها في معركة يائسة مع نظام سيسقط يوما ما، إن لم يكن بعد شهور، فبعد سنوات لن يكونوا خلالها مستمتعين بقتل الآخرين، بل سيُقتل منهم الكثير (صفوة أبنائهم) أيضا؟!
الإبراهيمي كان يهدد الشعب السوري، وأقله المعارضة وحدها، ويقول لها بشكل غير مباشر: إن عليها الاعتراف بأنها لن تُسقط الأسد بقوة السلاح، وإن عليها القبول به لفترة انتقالية الله أعلم بما يجري بعدها، بينما لا يوجه أي خطاب مماثل للطرف الآخر الذي يملك بكل بساطة حماية نفسه ومقدرات البلد من خلال قبول تنحي بشار مقابل الإبقاء على مؤسسات الدولة ومن ضمنها الجيش.
هذا الخطاب الذي تبناه الإبراهيمي خلال الأيام الماضية لم يأت من فراغ، بل جاء نتاج شعور بأن الغرب لم يعد معنيا بحل سريع للأزمة لا يتطلب تدخلا عسكريا مباشرا بقرار من مجلس الأمن، بل مجرد السماح بمد الثوار بأسلحة نوعية يمكنها حسم المعركة.
والحال أن هذا الموقف الغربي لم يأت بدوره سوى نتاج لتبدد شعور الكيان الصهيوني بالخوف من وقوع السلاح الكيماوي في أيدٍ غير أمينة، وبالطبع بعد أن جرى تحديد أماكنها بدقة، مع حصول نتنياهو على ضمانات روسية في السياق، ووجود فرق «كوماندوز» غربية في الأردن على أهبة الاستعداد للانقضاض عليها ونقلها إلى أماكن أخرى حال سقوط النظام.
بعد تأمين السلاح الكيماوي صارت مصلحة نتنياهو هي ذاتها القديمة ممثلة في إطالة أمد المعركة من أجل تدمير سوريا وإشغالها بنفسها لعقود طوية، أما الفوضى المحتملة فسيجري التعامل معها من خلال جدار تقرر بناؤه وسيفصل الكيان الصهيوني عن الأراضي السورية «غير المحتلة»، وهو سيناريو يبدو مناسبا لإيران التي تريد سوريا مدمرة لا تؤثر على منجزاتها في العراق ولبنان، فيما يرى نتنياهو أن استنزاف إيران في سوريا قد يشعل ثورة داخلية فيها، أو يصل بها إلى وضع اقتصادي بائس يدفعها إلى التنازل من المشروع النووي فرارا من العقوبات (روسيا أيضا لا تريد هزيمة تضرب هيبتها الدولية). كيف يمكن الرد على هذا الوضع البائس؟! هذا السؤال موجه إلى تركيا بشكل أساسي، ولقوى المعارضة ولبعض الدول العربية الداعمة لها، والرد عليه يكون ببناء استراتيجية جديدة تؤمن الحسم العسكري في أسرع وقت ممكن، أو تقربه بما يدفع النظام لقبول الرحيل الطوعي، وهي استراتيجية لا تبدو متوافرة بشكل جيد.
ليست لدينا تفاصيل حول الاستراتيجية المشار إليها، لكن تفعيل العمل الشعبي داخل المدن لإرباك النظام، وصولا إلى عصيان مدني، مع الضغط العسكري ربما كان جزءا من الحل، مع إحداث اختراقات في المدن لا تدفع إلى تدميرها، فضلا عن توجيه نداءات للنخبة العسكرية العلوية (اتصالات إذا أمكن) بأن انقلابها على بشار سيفضي إلى تفاهم معها يرضي الجميع
...........
العرب القطرية










 

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3

 

بغداد: الربيع إذا جاء لا يُؤخر


أحمد بن راشد بن سعيّد


 




كانت انتفاضة محافظة الأنبار في العراق، ثم امتدادها إلى مدن أخرى كالرمادي وسامراء والموصل حدثاً متوقعاً. كما كان تصريح رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي وصف فيه الانتفاضة بأنها «جعجعة» رداً مألوفاً سمعناه من قبل.
لم يكن بوسع المالكي، وهو ابن حزب «الدعوة» الذي رضع من لبانه إقصاء الآخر أن يكون ديموقراطياً، أو أن يقبل بالتعددية ويمارس السياسة وفقاً لقواعدها. تعود جذور الحكم الطائفي في العراق للغزو الأنغلو أميركي في مطلع نيسان (أبريل) 2003، ثم تولي الأميركي بول بريمر إدارة البلاد، وتشكيله ما عُرف بـ «مجلس الحكم» ذي التركيبة الطائفية الذي كرس أسطورة الأغلبية الشيعية. سن المجلس قانون «اجتثاث البعث «الذي حمل اسمه معنى الاستئصال، في ظل مشروع بشر بالتسامح وطي صفحة الماضي، وانضوى «اجتثاث» البعثيين تحت راية الحرب على «الإرهاب»، وكانت الراية واسعة فضفاضة بحيث دخل تحتها مقاومو الاحتلال الأميركي الذين لم يكونوا في الغالب إلا عرباً سنة، وجرت عملية خلط متعمدة للأوراق، أعطت «النخبة» الشيعية المدعوة أميركياً وإيرانياً الذريعة لوصم أكثر أهل السنة بالعنف.
شعر الصفويون في العراق بحلاوة النصر، وأظهروا منذ البداية نفساً طائفياً من تشييع أسماء الشوارع والأحياء, إلى عمليات اغتيال منظمة لرموز السنّة، بل استهدفوا بالقتل من يحملون أسماء «أبي بكر» و«عمر» و«عثمان» و«عبد الرحمن»، ما لفت حتى أنظار الصحف الغربية, التي تحدثت عن ازدهار تجارة تغيير الأسماء السنية مخافة القتل. ثم جاءت عملية إعدام صدام حسين لتسبغ كثيراً من الوهج على الانتصار الشيعي «التاريخي» في العراق.
لكن نجاح المشروع الصفوي حمل في طياته أيضاً بذور الفشل. عندما وطئت قدما رجل الدين الشيعي الراحل محمد باقر الحكيم أرض النجف واستقبله الآلاف من أنصاره، هتف بقوة: «نريد العدالة.. نريد العدالة». أراد الحكيم أن يوحي لأتباعه أن أسطورة «المظلمة التاريخية» التي وقعت على الشيعة قد طويت صفحتها, وحانت ساعة التصحيح. لكن كيف يتم تحقيق العدالة إلا بالانتقام من الآخر، المسؤول كما توحي الأسطورة، عن معاناة الشيعة. كان الحكيم إذن يعد أتباعه لمعركة ضد أهل السنة، وتحديداً العرب، تتضمن إقصاءهم، أو دفعهم إلى التسليم لواقع يصبح فيه أبناء طائفته سادة العراق لأول مرة في التاريخ.
لا يُعرف بالضبط كم من السنة العرب قُتلوا في السنوات القليلة التي أعقبت الغزو، ولا يُعرف بالضبط حجم الأذى الذي نالهم في المعتقلات الصفوية والأميركية أيضاً. أدارت حكومة الصفوي، إبراهيم الأشيقر (الجعفري)، ووزير داخليته الإيراني باقر جبر صولاغ، «عهد إرهاب» طائفي مروع وزع القتل على كل شبر في العراق. نفذ الرجلان وفريقهما مخططات الصفويين الإيرانيين، وتفننوا في اجتثاث الكفاءات العراقية من علماء دين، وأئمة مساجد، وباحثين، وأساتذة جامعات، ومهندسين، وعسكريين.
يقول جاسم الجبوري في «موسوعة الرشيد» عن الجعفري وعصابته إنه لم يبق عالم وأكاديمي إلا اغتالوه أو حاولوا اغتياله، ولم يبق طيار من الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية إلا أعدموه، بل نفذوا حادثة تفجير المرقدين العسكريين في سامراء، الأمر الذي أشعل نار فتنة طائفية راح ضحيتها مئات الآلاف من أهل السنة على أيدي ميليشيات مقتدى الصدر المسلحة والمدعومة من إيران. ويضيف الجبوري أن الذي حدث في عهد الجعفري «لم يحدث في تاريخ العراق منذ بدء الخليقة، (إذ) عمل الرجل على جعل العراق دولة شيعية تابعة لحكومة الملالي في طهران، فالوزارات الأمنية (أدارها) ضباط إيرانيون, مهمتهم الأولى القضاء على أهل السنة».
وعلى الرغم من حرب الإبادة التي تعرض لها سنّة العراق، إلا أن قياداتهم السياسية والدينية نأت عن الخطاب الطائفي، وحرّمت قتل الشيعة، ودعت إلى التسامح. وإذ فاحت المسميات والتصريحات الصادرة عن الطرف الشيعي برائحة طائفية، فقد اتسم الخطاب السني بالتعقل. سمّت هيئة علماء السنة نفسها «هيئة علماء المسلمين», وحرص مؤتمر أهل العراق الذي شكله السنة، على اتخاذ اسم «العراق» الجامع هوية له (لا يمكن اعتبار تنظيم القاعدة ممثلاً للرأي العام السني).
تذكرنا التجربة الصفوية في العراق في بعض ملامحها بالمشروع الصهيوني في فلسطين، وبالمشروع الصربي في البوسنة. قام المشروع الصهيوني على أسطورة «الشعب المختار» التي تزعم أن الله أعطاه وحده الأرض من النيل إلى الفرات، وعلى أسطورة «حائط المبكى» التي تكرس الحقد على الآخر المتسبب في خراب الهيكل المزعوم، وعلى أسطورة «الهولوكوست» التي تغرس الشعور بالظلم لدى اليهود, وترسّخ عقدة الذنب ليس لدى مرتكبي هذا الظلم المزعوم فحسب, بل لدى البشرية كافة، الأمر الذي يبقي التعاطف مع الكيان الصهيوني وممارساته حياً. أقام الصهاينة كياناً لقيطاً في فلسطين على أنقاض مجتمع مسالم تم تدميره ضمن عمليات إبادة منهجية. ولم يكتفوا بذلك، بل زيّفوا التاريخ، ولفّقوا الآثار، وغيّروا أسماء المدن كي تتسق مع أساطير أرادوا تخليدها. أما الصرب، فقد شنوا حرب إبادة على البوسنة والهرسك، قتلوا خلالها مئات الألوف من مسلميها، واغتصبوا نساءهم وصباياهم، وهدموا مساجدهم ومتاحفهم ومكتباتهم، بدعوى أنهم أبناء الأتراك الذين دمروا مملكة الصرب قبل خمسة قرون.
يشبه الحكم الصفوي في العراق في بعض ملامحه هذين المشروعين الأحاديين الإحلاليين، إذ يقوم على أسطورة المظلمة التاريخية (النسخة الصفوية من الهولوكوست) التي وقعت على أهل البيت، ما يبرر الانتقام من الآخر السني المسؤول بحسب الأسطورة عن حدوث المظلمة. الصفويون «يلطمون» وينتحبون في كل مناسبة على أساطير شتى من «كسر ضلع» فاطمة إلى اغتصاب الخلافة من علي، مطالبين بالثأر لهما (حائط المبكى الشيعي). القتل الطائفي في العراق يشبه أيضاً القتل الطائفي في البوسنة؛ إذ كان يستهدف الأساتذة وقادة الرأي ورجال الأعمال أكثر من غيرهم، كما كان متوحشاً ودموياً، ولم يسلم منه حتى اللاجئون الفلسطينيون الذين طاردتهم فرق الموت الشيعية. المساجد كانت هدفاً في فلسطين والبوسنة والعراق لعصابات «تطهير» لا ترى حقاً لغيرها في البقاء.
ثمة أساطير أخرى يؤسس الحكم الصفوي عليها بنيانه: اعتبار ميراث البعث وصدام حسين ميراثاً سنياً (رغم أن السنة بمن فيهم الأكراد عانوا كما عانى غيرهم إبان حكم صدام)؛ إعلاء خطاب الطائفة الشيعية المنصورة على حد تعبير عبد العزيز الحكيم, وترويج أن الشيعة هم أغلبية السكان (يشكل العرب السنة 54 في المئة من شعب العراق، بينما يشكل الشيعة 43 في المئة، بحسب وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية عام 2004. وبحسب الأكاديمي الشيعي محمد جواد علي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بغداد، فإن نسبة السنّة 53 في المئة، بينما تتراوح نسبة الشيعة بين 40 و 45 في المئة - قدس برس، 29 كانون الثاني/يناير 2004).
منذ أن تولى نوري المالكي رئاسة الوزراء في عام 2006 خلفاً للجعفري، لم تزدد الأوضاع الأمنية في العراق إلا سوءاً، ولم تغيّر إعادة انتخابه «القسرية» في عام 2010 من سلوكه الطائفي شيئاً، وظل العرب السنة (بمن فيهم قياداتهم كعدنان الدليمي وطارق الهاشمي ورافع العيساوي) هدفاً سهلاً تحت لافتة جاهزة ويصعب الدفاع عنها: الإرهاب. منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إن حكومة المالكي تمارس تعذيب المعتقلين، وتعيد البلاد إلى الحكم الشمولي (15 أيار/مايو 2012)، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن في سجون العراق ما لا يقل عن 30 ألفاً يلقى بعضهم حتفه نتيجة التعذيب (12 أيلول/سبتمبر 2012). طاول الاعتقال والإيذاء النساء اللاتي يؤكد مواطنون عراقيون وناشطون حقوقيون تعرضهن للاغتصاب. وبالطبع، عمّق دعم المالكي للسفاح بشار الأسد إحساس أبناء السنّة بطائفيته وخطورته.
لم يكن بوسع الصفويين بناء دولة قائمة على التعددية والمواطنة، ودفَعَهم الانغلاق الإيديولوجي إلى حضيض إلغاء الآخر والتقوقع على الذات. لا يمكن للصفوية أن تفهم ثقافة التنوع والتشارك، وهي كالصهيونية التي تستبد بها عقلية الغيتو، لا تكف عن اللهاث خلف «النقاء». في دولة يهودية محاطة بالجُدُر. ربما كان الربيع العراقي فرصة أخرى للشيعة العراقيين أن يتحرروا من أسر الصفوية التي تفتقد القدرة على إدارة عراق ديموقراطي، غير طائفي، موحد، ومستقر.
ليس غريباً أن يأتي الربيع العراقي. الغريب أنه أتى متأخراً. لكنه أتى طلقاً يختال من الحسن كما قال البحتري، متألقاً عصياً على الذبول. إن الربيع إذا جاء لا يؤخر.
...........
العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4




الدعاء بالسرطان بين الجواز والمنع ؟!

رؤية فقهية


د. عبد الله بن راضي المعيدي الشمري

جامعة حائل



طلب من بعض الفضلاء التعليق حول لقاء بعض المشايخ وطلبة العلم مع وزير العمل والتركيز حول الحكم الفقهي للدعاء على المعين؟!

وأقول مستعيناً بالله تعالى أن هاهنا  أمور لابد من الوقوف حولها، ومسائل لابد من تحريرها ومن ذلك :

أن المدعو عليه لا يخلوا من حالين :

الحالة الأولى: أن يكون المدعو عليه كافراً فهذا لا خالف بين الفقهاء في مشروعية الدعاء عليه لأدلة كثيرة منها قوله تعالى حكاية عن نوح : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً "، ولما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء على قريش وغيرها، ومن ذلك ماجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : " اللهم اشدد وطأتك على مضر؛ اللهم أجعلها عليهم سنين كسني  يوسف ". وغير ذلك من الأحاديث .

الحالة الثانية : أن يكون المدعو عليه مسلماً ظالماً :

وهذا أيضاً لا يخلو من حالين :

الأولى : أن يكون ظالماً للمسلمين ومجاهراً بظلمه، فقد نص الفقهاء بلا خلاف ( أنه يستحب ) الدعاء عليه جهراً، ليندفع ظلمه وأذاه عن الناس، وهذا في حال كل ظالم متمرد عم ظلمه أو كثر، أو تكرر،  والداعي على الظالم مأجور على دعوته، لأنه لم يدعو لحظ نفسه، وقد نص على هذا غير واحد من العلماء، منهم ابن العربي، والقرطبي، وابن مفلح وغيرهم .

ولكن هنا أمر لابد من التفطن له، وهو أنه لابد من تحرير مناط الحكم هنا، فلابد من معرفة من هو الظالم ؟ وهل هذا الشخص الذي وقع منه ظلم يعتبراً ظالماً في الشرع أم له عذر يعذر به من جهل أو اجتهاد، والمقصود أنه لابد من تحقق أن الشخص وقع من الظلم وأنه ليس معذوراً فيما هو فيه شرعاً .

الثانيه : أن يكون الظالم المسلم ليس مجاهراً بظلمه، فهذا يجوز باتفاق الفقهاء للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، والأفضل للمظلوم أن يصفح، والأفضل منه أن يدعو له بالهداية ! بل يستحب له عند الفقهاء أن يستغفر له ؟!!

ومن هنا نفهم جهل بعض الكتاب والذين يفهم من كلامهم الإنكار على الدعاء على الظالم، ويقيسون الأمور بعقولهم، ومن المحزن أن يأتي كاتب جاهل في الشريعة فيتكلم عن أحكامه بعقله وجهله؟! وكم بلينا اليوم بهؤلاء الكتاب، ومن عجيب هذا الأمر أن أحد الكتاب وهو طارق إبراهيم كتب في جريدة الوطن ينكر على المشايخ وهو لا يفرق بين سور القرآن ويخبط خبط عشواء ؟! 

ولذا فقد أحسن بعض الكتاب يوم ترك الحكم الشرعي لأهله، وهذا ليس بمستغرب على مثله وفقه الله . 

وهنا أمر مهم أرى من الواجب التبه له، وهو لماذا يصر وزير العدل على هذه السياسية المخالفة لمنهج الكتاب والسنة وعليهما قامت هذه الدولة المباركة ويخالف المرجعية التي أمرنا ولي الأمر بعدم التعدي عليها وهي هيئة كبار العلماء ؟!!

نعم هذا الأسلوب قد لا يوافق عليه من قاله، ولكن لماذا لا تكون هناك شجاعة  وهبة عند هؤلاء الكتاب ويقولون إنّ وزير العمل قد أفسد المرأة بمقرراته وما القضايا التي تطلعنا بها الصحف من الخلوات والتحرش إلا نتاج هذا الوزير ؟!!

فائدة : انتشر بين الناس وصف مرض السرطان بـ " الخبيث " وهذا له حالان :

الحالة الأولى : أن يراد بتلك الكلمة وصف المرض أنه من النوع الذي ينتشر في الجسم ، ويحدث أضراراً بالغة، وضده ما يطلق عليه الأطباء لفظ " الحميد " .
فهذا الوصف جائز، لأنه ليس المقصود منه إلا التعريف بالمرض ، وإن كان الأولى الإتيان بكلمة أخرى أو وصف آخر غير هذا الوصف "الخبيث" تأدباً في اختيار الألفاظ المناسبة .
الحالة الثانية : أن يطلق لفظ " الخبيث " على مرض السرطان على سبيل السب له بذلكف أقل أحوال حكم هذه التسمية : الكراهة، وقد كان شيخنا ابن عثيمين – رحمه الله – يمنع من تسمية هذا المرض بهذا الاسم،  وهو من مات به، وقد ورد في الحديث النهي عن سب "مرض الحمَّى" ؛ لأنها من قدَر الله تعالى ، وهي تكفِّر خطايا المسلم ، ويستفاد منه النهي عن سب عموم الأمراض ؛ لاشتراك الأمراض كلها في كونها من قدر الله تعالى ، ومن كونها مكفِّرة للخطايا . وفي مسلم من حديث جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ أُمِّ السَّائِبِ قَالَتْ : الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم لها : ( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ) .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله : " الحمَّى " هي السخونة ، وهي نوع من الأمراض وهي أنواع متعددة ، ولكنها تكون بقدَر الله عز وجل ، فهو الذي يقدِّرها وقوعاً ، ويرفعها سبحانه وتعالى ، وكل شيءٍ من أفعال الله فإنه لا يجوز للإنسان أن يسبَّه ؛ لأن سبَّه سبٌّ لخالقه جل وعلا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الدهر : فإن الله هو الدهر ) ...فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبِّها .وعلى المرء إذا أصيب أن يصبِر ويحتسب الأجر على الله عز وجل ، وأخبر أنها تُذهب بالخطايا كما يُذهب الكير بخبَث الحديد ، فإن الحديد إذا صُهر على النار ذهب خبثه وبقي صافياً كذلك الحمى تفعل في الإنسان ... .المهم : أن الإنسان يصبر ويحتسب على كل الأمراض ، لا يسبها" انتهى.

وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : والدي توفي بمرض سرطان خبيث ، من مرضه وإلى وفاته خمسة أشهر ، فهل يُعتبر شهيداً ؟ وهل هذا المرض الخبيث يمحو جميع الذنوب التي عليه ؟ فأجاب : "إذا صبر المسلم على المرض واحتسب الأجر : فله الأجر عند الله ، ولا يعتبر الميت بالسرطان شهيداً ؛ لعدم الدليل على ذلك ، ولكن المسلم يرجى له الخير . ويكره وصف المرض بأنه خبيث" انتهى .

والله من وراء القصد ،،،،

 

 
 



 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5



مشاركات وأخبار قصيرة


 كشف عن إنجاب الأسيرات من بنات السنة بعد اغتصابهن في سجون الروافض

الشيخ حارث الضاري ردا على تهديدات المالكي :" نوري يتحدث لغة الطواغيت .. ومطالب السنة أقل من مظالمه "


القاهرة-متابعات :
قال الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق ردا على التهديدات الأخيرة للرافضي نوري المالكي رئيس الحكومة الرافضية بالعراق إن اللغة التي يتحدث بها الرافضي المالكي هى نفس اللغة التي لا يتحدث بها سوى أمثاله من الطواغيت العرب وأن مطالب أهل السنة والجماعة أقل من المظالم التى تعرضوا لها على يد ميشلياته .

وأضاف حارث الضاري في تصريحات على قناة الجزيرة إن من أعلن الرافضي المالكي أنه أفرج عنهن من أسيرات أهل السنة والجماعة في سجون المليشيات العراقية لا يزيد عن 1 بالمائة من العدد الحقيقي للأسيرات العراقيات من أبناء السنة والجماعة في سجون الروافض العراقيين ، وكشف الرافضي عن ان سجن الكاظمية فقط يضم أكثر من 500 أسيرة عراقية من بنات السنة والجماعة أنجبن أطفال نتيجة اغتصاب جلاوزة الرافضى المالكين .
كان الرافضى المالكي قد وصف في تبجح واضح  الثورة السنية في العراق بأنها "نتنة " ، وهدد الرافضي المالكي في تصريحات إجرامية  مع قناة رافضية عراقية ثوار أهل السنة والجماعة في العراق  بأحد الخيارين إما إنهاء الاعتصام وإلا الحكومة ستتخذ ما وصفه بإجراءات صارمة ضدهم ، وخاطب الرافضي المالكي شيوخ الأنبار قائلا :" أنا أحذر من هذه الطريقة وأحذر من استمرارها واستمرار السكوت عنها سواء إن كان من الأنبار ووجهائها أو علماءها أو شيوخها أو بقية العراقيين ومحاولة إعطائها ثوب وطني لايمكن أن تعطى لأنها نتنة الشعارات التي ترفع وتمارس هذه فقاعة ستنتهي ونحن نقول لهم انتهوا قبل ان تنهوا هي ارادة الحكومة انهو قضيتكم اسمعتكم ما

مرسى الاخبار


//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////



رداً على اتهامهم بدعم تنظيم سري في الإمارات

«إخوان» مصر : لماذا يكرهنا ... ضاحي ؟

محمود غزلان وضاحي خلفان
محمود غزلان وضاحي خلفان


facebook






| القاهرة - من عبدالجواد الفشني |

نفى الناطق الرسمي لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمود غزلان ما نشرته صحيفة اماراتية نقلا مصدر اماراتي مطلع اتهم فيه جماعة الإخوان المسلمين بتجنيد مصريين في الإمارات في تنظيم سري ضد الدولة ويهدف الى قلب نظام حكمها، وقال إن «ذلك مجرد كلام الهدف منه إثارة البلبلة حول جماعة الإخوان المسلمين».
وأكد غزلان أن الجماعة «لا تتدخل فى شئون الدول الأخرى، وأننا حريصون على العلاقة الطيبة بين مصر والإمارات».
وأضاف غزلان أن «أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين يعملون بالإمارات بحثًا عن الرزق، ليس أكثر أو أقل، مثلهم فى ذلك مثل أي مواطن مصري يعمل هناك»، مضيفًا أن «الجماعة بعيدة تمامًا عن هذه الافتراءات، وسوف نرد على هذه الأقاويل بالحقائق».
وردًا على سؤال بشأن تصريحات متكررة لقائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان يهاجم فيها الإخوان المسلمين فى مصر، ومدى علاقتها بإلقاء القبض على مصريين هناك فى الأونة الأخيرة، قال غزلان: «لقد عاهدت نفسي ألا أرد على هذا الرجل» واصفا إياه بأنه «رجل لديه هواجس وأفكاره متصلبة، وكان أولى له الحوار معنا».
وتابع: «لا أعلم سببا لكراهيته للإخوان»، مشيرًا إلى أنه «لا يستبعد أن يكون قائد شرطة دبي ألقى القبض عليهم لمجرد الكراهية ودون تهمة محددة، انتقامًا من الإخوان». وفى سياق متصل، وردًا على هذه الاتهامات المنشورة بالصحيفة الإمارتية، قال أحمد نجل الطبيب على سنبل أحد المصريين المقبوض عليهم فى الإمارات،: «أتعجب تمامًا مما قرأته اليوم، ولا أعرف سببا لهذا الكلام»، متسائلا، «لماذا لم توجه هذه التهمة لأبي ومن معه، ويخبرونا بمكانهم، حين القبض عليهم؟ فهل من الممكن، توجيه تهمة بعد انتهاء التحقيقات كما ذكر لنا السفير الإماراتى فى مصر؟ّ!». ونفى أن يكون والده من الأصل منتميا لجماعة «الإخوان المسلمين»، مؤكدا أن والده «متدين ويصلى الفجر حاضر رغم بعد المسجد عن البيت، وساهم في دخول العديد من الهندوس ومن ليست لهم ديانة من الجاليات المختلفة بالإمارات في الإسلام، وأعتقد أن هذا شيء لا يدينه».
من جانبه، رد مقداد صالح فرج، نجل المهندس المحتجز منذ 40 يومًا بالإمارات على الاتهامات قائلا: «والدي لا ينتمى لأى تنظيم دينى أو سياسي».
وأضاف أنه معروف عن والده التدين مثله فى ذلك مثل الشعب المصري الذي يميل للتدين.
وكانت صحيفة «الخليج» الإمارتية قد نشرت فى عددها الصادر امس، أنباء تفيد إلقاء السلطات الأمنية في الإمارات، القبض على خلية تضم أكثر من عشرة أشخاص من قيادة جماعة الإخوان المسلمين، على أرض الدولة الإمارتية. وتابعت الصحيفة قولها، نقلا عن مصدر مطلع أن التحريات أكدت أن هؤلاء الأشخاص ينتمون لتنظيم سري منذ سنوات، وكانوا يعقدون اجتماعات سرية فى مختلف مناطق الدولة في ما يطلق عليه تنظيميًا «المكاتب الإدارية». واوضح المصدر ان هؤلاء يقومون بتجنيد أبناء الجالية المصرية في الإمارات للانضمام إلى صفوف التنظيم، كما أنهم أسسوا شركات وواجهات تدعم التنظيم على أرض الدولة، وجمعوا أموالاً طائلة وحولوها إلى التنظيم الأم في مصر بطرق غير مشروعة، كما كشفت المتابعة تورط قيادات وعناصر التنظيم في عمليات جمع معلومات سرية حول أسرار الدفاع عن الدولة.
من ناحية أخرى، أكد المصدر وجود علاقات وثيقة بين تنظيم الإخوان المسلمين المصري وقيادات التنظيم السري في الإمارات المنظورة قضيته في نيابة أمن الدولة، حيث كان هناك تنسيق مستمر بين الطرفين ولقاءات سرية، ونقل للرسائل والمعلومات بين تنظيم الإخوان المسلمين في مصر وقيادة التنظيم السري، وقدم تنظيم الإخوان المسلمين المصري في الإمارات العديد من الدورات والمحاضرات لأعضاء التنظيم السري حول الانتخابات وطرق تغيير أنظمة الحكم في الدول العربية. وتوقع المصدر أن تكشف التحقيقات في القضية معلومات خطيرة عن المؤامرات التي كانت تحاك ضد الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما توقع أن تشمل قائمة التحقيقات مئات العناصر المرتبطة بالشبكة الإخوانية، وقال إن بعض هذه العناصر قد أدرجت بالفعل في قائمة الممنوعين من السفر خارج الدولة تمهيداً لاستدعائها للتحقيق.


الراي

////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


مؤسسة الأهرام تعتذر للقرضاوي بعد إساءتها له

الاربعاء 20 صفر 1434 الموافق 02 يناير 2013
إرسال إلى صديق طباعة أضف تعليق حفظ
الإسلام اليوم/ وكالات

قام وفد صحفي من مؤسسة الأهرام برئاسة ممدوح الولي رئيس مجلس الإدارة ونقيب الصحفيين، بزيارة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتقديم التوضيح اللازم حول ما نشر بصحيفة الأهرام من عبارات في أحد المقالات تضمنت إساءة للعالم الجليل ، ولوحظ أن الوفد خلا من صاحب الإساءة عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الصحيفة .

وقال الولي ، بحسب بوابة الأهرام ، إنه انطلاقا من تقاليد الأهرام العريقة التي تدعونا إلى احترام كل القامات المصرية على اختلاف مشاربها وهذا هو عهد الأهرام لقارئه ولوطنه ولتاريخه، قمنا بزيارة فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي لتقديم اعتذار له، وقد تقبل فضيلته الاعتذار، ووعد بأن يكتب للأهرام مستقبلا".

وخلال زيارة وفد المؤسسة مع العلامة الكبير، قال القرضاوي إنه متسامح مع من أساؤوا إليه بالكلمات وأن خطبته في الجامع الأزهر الجمعة الماضية أشاد بها العالم الإسلامي كله، وكانت تهدف لجمع الشمل والتهدئة داخل الوطن ولم تكن تهدف إلى الفرقة والتناحر، كما ذكر المقال المنشور بالأهرام.

كما استنكر القرضاوي ما نشر بالمقال حول اعتبار الثورة السورية ليست ثورة شعبية وإنما ثورة طائفية كما جاء بالمقال، مؤكدا أنه يدعم الثورة السورية منذ يومها الأول وأنها ثورة شعبية حقيقية يتعرض فيها أشقائنا المسلمين والعرب في سوريا لأشد أنواع التعذيب والقتل والتنكيل على يد النظام السوري المستبد.

وأشار القرضاوي إلى أن الشعب السوري كله يثمن له هذا الموقف في حين أن كاتب المقال وصفها بالثورة الطائفية على عكس الواقع، مشيدا بدور مؤسسة الأهرام التنويري على مدة تاريخها كأقدم صحيفة في الشرق الأوسط وأنها ديوان الحياة في مصر لما تتميز به من مصداقية، والعمل من أجل الوحدة وليس الفرقة.

وحول دعاوى تكفير الآخر والتعصب، أكد العلامة الكبير أن أبناء الشعب المصري بالكامل متدينون ولا يوجد مصري أيا كانت ديانته لا يؤمن بالله وباليوم الآخر، مشيرا إلى أن هذه الدعاوى لا بد أن تختفي وأن يضع الجميع يدهم في أيدي بعض من أجل الوطن.

حضر اللقاء مع رئيس مجلس إدارة الأهرام كل من عبد الحسيب الخناني وإسماعيل الفخراني ومحمد عبد السلام وإبراهيم فهمي ، بينما غاب عنه عبد الناصر سلامة رئيس التحرير الذي تسبب في المشكلة بمقاله الذي اعتبره كثيرون خروجا على أعراف الأهرام في النقد السياسي .



/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////



للمرة الأولى.. وقفة اليوم لنشطاء إسلاميين لإحياء ذكرى سقوط الأندلس

الأربعاء، 2 يناير 2013 - 00:40

الدعوة للوقفة الدعوة للوقفة

أعلنت حركة "أحرار"، تنظيم وقفة بميدان سفنكس بشارع جامعة الدول العربية، مساء اليوم الأربعاء، لإحياء ذكرى سقوط الأندلس فى أيد الأسبان، موضحة أنه سيكون هناك فعاليات متنوعة خلال الوقفة غد الأربعاء منها عروض تاريخية وفقرات منوعة.

وقالت الحركة، إن الذين يعتبرون أن الدعوة لإحياء ذكرى سقوط الأندلس انشغالا عن القضايا الحاضرة يجب أن يدركوا أن أحد أسباب تأزم الحاضر وضبابية المستقبل هو"الغفلة عن الماضى"، مؤكدة أن الأمم التى لا تحسن صناعة الدروس والعبر من تاريخها لن تحسن صناعة الآمال والأحلام فى المستقبل، وأنه لا خير فى أمة تنسى ماضيها ولا خير فى شباب لا يعرف تاريخ أجداده.

يشار إلى أن ذكرى سقوط الأندلس يوافق غداً الأربعاء 2 يناير، وسقطت بعد ثمان قرون من حكم المسلمين، ومر على سقوطها نحو 521 عاماً بعد أن أبيد أهلها الأصليون مسلمين ويهود على يد محاكم التفتيش فى أفجر حادثة تطهير عرقى ودينى عرفها التاريخ، وبلغ عدد ضحايا القتل والتعذيب والتهجير حوالى 3 ملايين شخص من الأندلسيين الذين رفضوا تغيير دينهم قسرا إلى الكاثوليكية، ويحتفل الأسبان كل عام بهذا اليوم فى الوقت الذى تصمت فيه الشعوب الإسلامية.


///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


بعد أسبوع.. "التربية" تتراجع عن تنظيم الإجازات


محمد الدخيني
محمد الدخيني

استجابت وزارة التربية والتعليم سريعا لصيحات منسوبيها من شاغلي الوظائف التعليمية "بنين وبنات"؛ حيث لم يمض أسبوع على قرارها الخاص بتنظيم الإجازات حتى تراجعت أمس وقررت أن تكون عودة الهيئة الإدارية والتعليمية في جميع المدارس والمعاهد لجميع المراحل في العام الدراسي المقبل، السبت 17 شوال 1434 الموافق 24 أغسطس 2013، أي قبل عودة طلابهم بأسبوع فقط بدلا من أسبوعين كما جاء في قرارها الذي أصدرته الأسبوع الماضي.
وأوضح ذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني، مشيراً إلى أن ذلك يأتي إلحاـقاً لما تمـّ تعميمـه بشأن التقويـم الدراسي، وآلية تنظيـم إجازات شاغلي الوظائف التعليمية، وذلك لبقية العام الدراسي 1434 /1435.
يذكر أن قرار التربية الذي صدر الأسبوع الماضي لقي ردة فعل واستياء لدى المعلمين والمعلمات، بل طال الأمر إلى مطالبة البعض منهم من خلال المنتديات التعليمية ومواقع التواصل الإلكتروني والرسائل النصية والمصورة عبر خدمات الهواتف النقالة إلى الوقوف والرفض لذلك القرار وإرسال الاعتراضات لوزارة التربية والتعليم بالرياض


/////////////////////////////////////////////////////////////////



 

خبراء إعلام عرب يثمنون دور الجزيرة في نشر مبادئ الديمقراطية

مبنى قناة الجزيرة

 القاهرة — السيد السعدني:
ثمن لفيف من قادة الفكر والإعلام العربي الدور الكبير الذي قامت به قناة الجزيرة في العمل التوعوي ونشر ثقافة الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر والعمل على نشر كافة المعلومات التي هي حق للمشاهد.
جاء ذلك على هامش انعقاد ملتقى قادة الإعلام العربي الذي ضم نخبة من أبرز الإعلاميين العرب من مختلف الدول العربية وخاصة دول الربيع العربي والذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وناقش دور الإعلام في العمل على التحول الديمقراطي، كما ناقش محورا آخر وهو الإعلام العربي وتحديات المرحلة الراهنة من ناحية المهنية والممارسة.
وشارك في الملتقى كل من ماضي عبدالله الخميس، وماجد العلي، وصلاح العلاج من الكويت، ومؤنس المردي من البحرين، وجميل الذبياني، وسلطان القحطاني من السعودية، وأيمن الصياد، وسليمان جودة، ويحيى غانم، وحافظ المرازي، ومحمد الشبة، وصفوت العالم من مصر، وراشد العريمي من الإمارات، وليليان داود من لبنان، وعلي الكليدار، ومؤيد اللامي من العراق، وسمير الحياري من الأردن.
وفي تصريح خاص أكد علي الكليدار نقيب الصحفيين العراقيين ان قطر تملك بنية إعلامية هائلة، وأضاف: لا أكون مبالغا إذا قلت انها أكبر دولة عربية تمتلك بنية إعلامية واستطاعت ان تفرض نفسها بقوة على الإعلام ليس فقط في المحيط العربي بل على المستوى الدولي، مشيرا إلى ان قناة الجزيرة لها سمعة عالمية ولها ترتيب عالمي بين القنوات الإخبارية وحقت مجموعة كبيرة من السبق الإخباري في مجالات مختلفة.
وقال: كما ان قطر الآن أصبحت واحة للحرية وتداول المعلومات، لذلك فهي قاطرة الإعلام حاليا هذا.
ومن جهة أخرى أصدر الملتقى العديد من التوصيات التي أكدت الحق في الحصول على المعلومات والحق في التعبير دون خوف أو ترصد والحق في الرأي والعمل في مناخ إعلامي جيد وكذلك العمل على تشريعات تشجع على التطور الإعلامي ليكون مرآة للحقائق وليس للسلطة الحاكمة.



 

 .

 

........................................................................


------------------------------------------














مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6


رقصة الموت في مصر


بقلم الشيخ د.إبراهيم بن محمد الحقيل




 

عندما غزا الصليبيون العالم الإسلامي واحتلوا بلاد الشام وأسسوا إماراتهم فيها صمدت مصر أمام المد الصليبي، وفشلت فيها أهم الحملات الصليبية وهي الحملة السابعة التي قادها الملك الفرنسي لويس التاسع، وأثخن المصريون والشاميون في الصليبيين، وأسر لويس التاسع قائد الصليبيين، وسجن في المنصورة، وبعد هذه المعركة تقهقر أمر الصليبيين، وتوالت هزائمهم حتى دحروا.

وعندما اجتاح التتر بلاد المسلمين من خوارزم إلى بغداد، وأسقطوا الخلافة العباسية، ولم يقف في وجوههم شيء دُحروا على يد المصريين في عين جالوت، وأدبر أمرهم بعد ذلك.

وعندما سير نابليون حملته الاستعمارية على مصر في أواخر القرن الثامن عشر تصدى المصريون لهذه الحملة حتى أخرجوا الفرنسيين، وخلفهم الانجليز في القرن التاسع عشر وقاومهم المصريون حتى أخرجوهم. فاقتنع الصليبيون أن المسلمين لا يتم غزوهم من الخارج؛ لأن جذوة الجهاد تشتعل فيهم حتى تحرق المحتل الغازي، واقتنعوا أن مصر هي بوابة العالم العربي، وأن إفساد مصر كفيل بنشر الفساد في العالم العربي كله، وهذا ما كان في مصر عقب الاحتلالين الفرنسي ثم الإنجليزي؛ حيث الغزو بالقوة الناعمة بإعادة قراءة الإسلام من جديد، وإزالة الحواجز العقدية والفكرية والأخلاقية بين المؤمن والكافر، وحركة تحرير المرأة المسلمة من القيود الشرعية وجعلها كالغربية، وتبديل القضاء بإحلال القانون الوضعي محل الحكم الشرعي؛ وحيث بداية التصوير والتمثيل والسينما والغناء، وإغراق الناس بالشهوات، ومن مصر صُدِّر الإنحراف إلى العالم العربي كله؛ فصلاح مصر صلاح العالم العربي، وفسادها فساده، وقوتها قوته، وضعفها ضعفه. ولم يُحرر بيت المقدس من الاحتلال الصليبي إلا لما حررت مصر من حكم العبيديين الباطنيين، ولما احتله اليهود في القرن الماضي ما خافوا إلا من مصر، وركزوا جهودهم عليها حتى ظفروا باتفاقية كامب ديفد؛ ليحيدوا مصر عن الصراع، وبها تنفس اليهود الصعداء.

إن مصر لما كانت صالحة صدرت للعالم العربي والإسلامي العلماء والدعاة والمصلحين والمدرسين حتى غصت بهم المدارس والجامعات، وصدرت الكتب النافعة في شتى العلوم والمعارف حتى قيل: مصر تؤلف، ولبنان تطبع، والعراق يقرأ. ثم لما أفسدها العلمانيون بمعونة اليهود والنصارى صدّرت الفساد والانحلال في الأفلام والمسلسلات والكتب والمجلات. وظل الفساد مهيمنا على مصر طيلة القرن الماضي حتى جاءت الثورة المباركة فاقتلعت رأس الفساد وربانه لكن بقيت جذوره منتشرة في أجهزة الدولة تبث سمومها وأوبئتها، وتنشر أوساخها وقذارتها، والشعب المصري والعالم العربي من ورائه لن يجنيان شيئا من الثورة إذا كان الرأس صالحا في جسد مريض بات عشرات السنين يُحقن بالأوبئة. إن عملية تنظيف قذارات العلمانيين في مصر من قوميين ويساريين وناصريين وليبراليين ومتصهينين ومتأمركين تحتاج إلى وقت طويل وتضحيات جسيمة، وغالبا ما يكون قتلى ما بعد الثورة أكثر من قتلى الثورة. وقاذورات الأنظمة السابقة متجذرة ومتمكنة، واقتلاعها يجلب الألم لكن لا بد منه. وهذه القاذورات المتجذرة في الجسد المصري حقودة على الشعب المصري ولو ابتسمت له في الكاميرات؛ لأنه رفضها واختار عدوها، فتود الانتقام منه، وعندها استعداد أن تفني الشعب المصري لو قدرت على ذلك، فلا يُستغرب منها محاولة نشر الفوضى وإفشال جهود الحكومة الجديدة للنهوض بمصر.

ويمكن تقسيم التحالف القذر للالتفاف على الثورة المصرية وخلق الفوضى في مصر إلى أقسام خمسة:

الأول: فلول النظام السابق في أجهزة الدولة وخاصة القضاء, ودافعهم لذلك أمران: الإبقاء على نفوذهم وامتيازاتهم ونهبهم للشعب واستعباده، والخوف من فتح ملفات الفساد والنهب الذي كان سبب ثرائهم، ومن ثم محاكمتهم عليها.

الثاني: العلمانيون المضطهدون في النظام السابق؛ كالناصريين والشيوعيين؛ فإن مصر لما تحولت إلى الليبرالية في عهد السادات، وأخفق المشروع الناصري الاشتراكي نال من بقي منهم على المذهب السابق شيء من الأذى، وهؤلاء يريدون إعادة أمجاد عبد الناصر، ولا زالوا يحلمون بالفردوس الاشتراكي رغم انتهائه في دولته الأم.

الثالث: الأقباط؛ وذلك أن البابا الهالك شنودة الثالث أدخل الكنيسة المصرية في السياسة، وصارت طرفا لاعبا فيها للضغط على الحكومة لنيل امتيازات للأقباط، وعزز موقفه بعد رفضه مرافقة السادات لإسرائيل في زيارته لها بعد توقيع اتفاقية السلام معها.

وزاد قوته أقباط المهجر الذين يحرضون الدول الغربية والمنظمات الدولية على الحكومة المصرية، ويزعمون أنها تضطهد الأقباط، وهم في الواقع قد حظوا بما لم يحظ به المسلمون في مصر، غير أن لهم تطلعات لحكم مصر رغم أنهم أقلية في أكثرية مسلمة، وزاد من أحلامهم هذه فصل جنوب السودان؛ ولذا فهم يلوحون بالتقسيم.

الرابع: بعض الدول، خاصة ماخور الخليج فقد احتضنت بعض لصوص نظام مبارك وفلوله، ودافع هذه الدول الخوف من تمكن الإسلام الحركي أو السياسي؛ لأنه إن نجح في مصر واستقر له الأمر سيكتسح الدول كلها، ويكنس أقذارها، ويعيد للإسلام هيبته ومجده. وتسهم في ذلك أيضا مخابرات إسرائيل وأمريكا لأن حرب غزة الأخيرة أثبتت لليهود أن حماس ما بعد الثورة المصرية ليست كحماس ما قبلها، ولم يكن أداء مرسي رغم عدم تمكنه الكامل من السلطة كأداء نعل اليهود حسني مبارك؛ ولذا أوقف اليهود الحرب بعد أيام قليلة من إشعالها.

الخامس: أدعياء السلفية داخل مصر وخارجها، وبغض هؤلاء لما يسمى الإسلام الحركي أو السياسي -وخاصة الإخوان المسلمين- يجعلهم يتحالفون مع الشيطان، ويسبغون الشرعية على فرعون ولو ادعى الربوبية ما دام أن فيه مضرة على الإخوان والإسلام الحركي؛ ولذلك تحالفوا مع بشار النصيري، والقذافي العبيدي، ومع الليبراليين والعلمانيين، ووقت الانتخابات المصرية أجاز أحدهم باسم السلفية تولية القبطي على المسلمين، كرم الله تعالى منهج السلف الصالح عن رجس هؤلاء الخلوف.

ووقت الثورة كانت هذه المجموعات الخمس متباينة الموقف من الثورة بحسب مصالحها، فمنها المؤيد ومنها المعارض، لكن بعد بروز قوة المد الإسلامي الحركي ممثلا في الإخوان (خيرت الشاطر) والسلفيين (حازم أبو إسماعيل) وانقسام الشارع المصري بينهما دبر بقايا النظام السابق حيل إبعادهما، وأضفت لجنة الانتخابات شرعيةً على هذا الإبعاد بإبعاد عمر سليمان نائب مبارك الذي لن يفوز بأصوات شعب أسقط رئيسا هو نائبه ورجل مخابراته.

ثم لما حل محمد مرسي محل الشاطر وحازم، وبدت بوادر تقدمه في الاستفتاءات، احتشدت المجموعات الخمس آنفة الذكر خلف العلماني أحمد شفيق رئيس الوزراء في عهد مبارك، وهو متهم بقضايا فساد، ولكنه سقط وفاز مرسي رغم الدعم الكبير له من دول شتى، وهرب للإمارات ليعين مستشارا سياسيا لحاكمها، وهو ينفذ أجندته في الإمارات، ولن يكون إلا وبالا على أهلها، وسيفسدها كما أفسد في مصر، والتوتر الذي يعيشه الساسة في الإمارات مع الإخوان لم يأت إلا من مشورته على الأرجح، وبئس المشورة.

لقد كانت النية مبيتة للإجهاز على أي بادرة توصل الإسلام السياسي لكراسي الحكم في داخل مصر وخارجها؛ ولذا ضخت بعض دول الخليج أموالا ضخمة على أناس لا تساوي الأحذية التي تلبسها، لكنهم لم يفوزوا بشيء، ولم يثنوا الشعب المصري عن اختيار من يظنون أنه سيحكم بالإسلام، ويقيم العدل، ويقضي على الفساد، فقام الجيش المصري والمحكمة الدستورية بضربة استباقية قبيل الانتخابات حين حل مجلس الشعب المنتخب الذي هيمن على مقاعده الإسلاميون، وكان حله بقانون دستوري صنعته المحكمة للجيش لإعادة السلطة التشريعية للعسكر بحيث لا تجتمع للإسلام الحركي السلطتان التشريعية والتنفيذية فيما لو فاز مرسي بالانتخابات.

وأراد فلول النظام السابق أن يتسلم المرشح الإسلامي مرسي لو فاز بالسلطة حكما بلا حكومة، ورئاسة بلا صلاحيات؛ إذ سحب الجيش الصلاحيات من الرئيس؛ لإظهار الإسلام السياسي أمام الرأي العام المصري والعربي بالعاجز عن إدارة الحكومة، وتسربت معلومات للرئيس أن انقلابا عليه يدبره طنطاوي وعنان لكن وفق الله تعالى مرسي فعزل رأسي الفساد في الجيش في وقت ذهبي عجزا معه عن فعل شيء.

وبقي القضاء ورأسه النائب العام أقوى ما تبقى من فلول حسني مبارك، وتسربت معلومات أن انقلابا على شرعية الرئيس يدبره النائب العام عبد المجيد محمود، وأنه سيعيد طنطاوي وعنان، ويبطل قرار مرسي، فعزله الرئيس، وبعزله أطيح بنفوذ نصف فلول النظام السابق، فهي عملية تطهيرية فائقة للفساد المترسب في القضاء وما يحميه القضاء خارجه.

وكان الإعلان الدستوري الأخير ضربة موجعة للفلول لا تقلم أظفارهم وتحجم نفوذهم فحسب، بل تجعل كثيرا منهم محل الإدانة والمحاسبة؛ إذ كان من أهم بنوده مما يمس فلول النظام السابق إعادة محاكمة الضالعين في قمع الثوار وقتلهم سواء بالمباشرة أو بالأمر، وهذا من شأنه سيفضح عددا من المتربعين على كراسيهم ببدلاتهم الأنيقة، فيساقون من جاههم في دوائرهم الحكومية إلى المحاكمات والسجن. وفي ظني أن هذه هي القاصمة التي جن جنون الفلول من أجلها فسعوا بكل قوة ليتراجع مرسي عن الإعلان الدستوري، بل طالبوا بعزله وسعوا لإحداث الفوضى وإشعال العنف ومحاصرة قصر الرئاسة وبيت الرئيس ليضغط الناس على الرئيس فيتراجع. واستغل هذا الإعلان الموتورون المبغوضون عمرو موسى والبرادعي وصبحين وأعلنوا الثورة على الإعلان الدستوري بحجة أنه يكرس الدكتاتورية، وحشدوا إعلام مبارك ضد الرئيس وإعلانه الدستوري، وتسلحوا بالأكاذيب للفت من عضد مؤيدي الرئيس، لكن الملايين التي خرجت تؤيد الرئيس في إجراءاته الأخيرة زادت من جنون المعارضين الذين لم يستطيعوا أن يحشدوا إلا بضعة آلاف للمعارضة في مقابل ملايين مؤيدة، فما ثم إلا العنف والاستفزاز باستئجار المجرمين والبلطجية للتخريب والقتل، ومشاركة شباب الأقباط في التظاهر مع محو ما يدل على نصرانيتهم من ألبسة وصلبان؛ لتكثير سواد العلمانيين، وإيهان عزم الحكومة، وإقناع الشعب أن المعارضين كثيرون. وأموال القبطي سارويس مع أموال الفلول كأحمد عز مع الأموال المتدفقة من بعض دول الخليج تمول أحداث العنف التي نشاهدها هذه الأيام، لكنها ستبوء بالفشل بإذن الله تعالى، وقد أحسن الإسلاميون وخاصة الإخوان الذين قتل بعض أفرادهم وجرحوا حين لم يقابلوا العنف بالعنف، وفوائد ذلك فضح المعارضين للرئيس من فلول مبارك والمتأمركين والناصريين أمام الشعب المصري، وأن هؤلاء المتأنقين في الظاهر يتبنون العنف، وزيادة التعاطف مع الإسلام الحركي المنظم الذي لم يرد العنف بعنف مثله، وتفريغ غضب المعارضين من فلول مبارك والأقباط وأتباع البرادعي وصبحين وعمرو موسى بمثل هذه الأحداث إلى أن يتم الاستفتاء على الدستور، فيكون حالهم كحال القائل: أوسعتهم شتما وساقوا الإبل. وقد أعجبني وصف الليبرالي أحمد عبد الجواد -عضو الهيئة العليا لحزب غد الثورة- والذي فضح النائب العام وقضاته في مؤامرتهم على الرئيس، حين وصف عنف الفلول والأقباط وأتباعهم بأنه رقصة الموت.

ولطول هذه المقالة سأفرد الحديث عن الدروس المستفادة من الأحداث المصرية المتسارعة بمقالة خاصة إن شاء الله تعالى، والله تعالى أسأل أن ينصر الحق وأهله، وأن يكبت الباطل وجنده، إنه سميع مجيب.

24/1/1434

http://wa3yan.com/archives/7093

         

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7


مسؤولية الإسلاميين التاريخية

جمال سلطان

 
 


نجاح التيار الإسلامي في حسم أخطر تحديين واجها مصر بعد الثورة، وهما استحقاق رئاسة الجمهورية واستحقاق الدستور، يكفي تمامًا لطمأنتهم على انتصار ثورة يناير وعلى ميلاد الدولة المصرية الجديدة، ولم يعد هناك معنى أو مبرر لهيمنة المخاوف والشكوك والبحث عن تفسيرات تآمرية للحراك السياسي الحالي، وأصبح المطلوب من التيار الإسلامي بكامله، وفي مقدمته حزب الحرية والعدالة أن يقوم بدور كبير لنقل الثقة بانتصار الثورة إلى جميع شركاء الثورة ذاتها، وجميع القوى الوطنية، لا بد من أن يثق الجميع الآن في أن فصيلًا أو تيارًا لا يرغب ولا يعمل على الاستئثار بثمار الثورة، بقدر ما كان يرغب في الاطمئنان على ميلاد الدولة المصرية الجديدة، لا يمكن تجاهل حقيقة شكوك ووساوس القوى الوطنية الأخرى من تمددات التيار الإسلامي بأحزابه وفصائله المختلفة، وبعضها فيه رعونة لا يمكن التغاضي عنها، وبعضها فيه استعلاء لا يصح أن يطرح في تلك اللحظة التاريخية، ولا ينبغي أن تنسينا أخطاء جبهة الإنقاذ واضطراب رؤيتها وعبثية مواقفها في المرحلة السابقة أن ثمة مطالب حقيقية وجادة ومشروعة بل وضرورية لها ولجميع القوى الوطنية ينبغي أن تراعى وأن تكون محل إجماع واتفاق مع التيار الإسلامي.
الوساوس مشروعة لدى الأحزاب المدنية لأنها تدرك أن سباق الصندوق الانتخابي ليس لصالحها أبدًا الآن، ولعشر سنوات مقبلة على الأقل، وهم يدركون أن الحديث عن التزوير في كل استحقاق ديمقراطي هو من قبيل التهويش وقنابل الدخان لحفظ ماء الوجه عند الهزيمة المعروفة سلفًا، وبالتالي هناك قناعة بأن التيار الإسلامي قد يستحوذ على كل شيء، فبعد رئاسة الجمهورية سيفوز بغالبية البرلمان بغرفتيه وسيفوز بالتالي برئاسة الحكومة منفردًا، أي أنه سيكون معه رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان، وهو سيناريو مقلق بالفعل وكابوسي من وجهة نظرهم، خاصة وأن الكثير من اختيارات التيار الإسلامي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية لم تكتمل أو تنضج بشكل مطمئن للآخرين، وبالتالي فالمفاجآت واردة في المواقف والقرارات والسياسات، وعندما تكون مالكًا لكل مفاتيح القرار فإن مفاجآتك يمكن أن تكون مروعة للآخرين، هذه وساوس حقيقية لابد من احترامها والتعامل معها بروح المسؤولية والشراكة الوطنية، والبرهنة الأمينة والعملية على أنها غير حقيقية، لابد أن يتيقن كل شركاء الثورة بأنهم شركاء في حصاد الثورة، وشركاء في صناعة واقع البلاد ومستقبلها، فهذا حق للجميع وليس تفضلًا من أحد، فالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في ثورة يناير كانوا من كل التيارات وليسوا من فصيل واحد، والضحايا الذين أصيبوا بالمئات أو الآلاف كانوا من كل التيارات، وطوفان الملايين الذي فجر الثورة وحقق لها النصر كان من كل القوى والتيارات وليس من فصيل أو تيار واحد، وكثرة الوعود والخطب والتصريحات أو التراشقات عبر الصحف والفضائيات لن تقنع أحدًا ولن تزيل وساوس أحد، وإنما الممارسة العملية وروح التوافق السياسي المنفتحة والمقننة هي التي تزيل المخاوف وتبعث على الطمأنينة وتؤسس للثقة وتنقذ الوطن من الانقسام، وأعتقد أن الملفات الأساسية المفتوحة الآن وفي مقدمتها: قانون الانتخابات، والمواد الخلافية في الدستور، تمثل مدخلًا مهمًا وفرصة للتوافق الوطني أرجو أن تنجح مؤسسة الرئاسة في إنجازها بأسرع وقت ممكن.
الإسلاميون تحديدًا يتحملون مسؤولية كبيرة وتاريخية في تلك اللحظات الفارقة من تاريخ الأمة، ليس في مصر وحدها، بل في جميع بلدان المنطقة، وخاصة البلاد التي شهدت وتشهد ثورات الربيع العربي، وعليهم أن يعطوا المثل والقدوة في قدرتهم على قيادة سفينة الوطن بأمان وانفتاح وشفافية وديمقراطية، وأن يفوا لشعوبهم بوعدهم في الحرية والكرامة والأمن والرفاه والعدالة الاجتماعية، الإسلاميون في مصر أمام امتحان أخلاقي كبير، وعيون العالم كله ـ عربًا وعجمًا ـ تراقبهم وتزن كلامهم وسلوكياتهم بدقة، فإما أن يكونوا باب خير وإنقاذ وإلهام لغيرهم، وإما أن يكونوا مثلًا بغيضًا يقطع طريق الأمل على شعوب أخرى في الانعتاق والتحرر.
............
المصريون



.










مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق