مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
2 |
جولة في الصحف البريطانية مآل المد السلفي بعد الانتفاضات العربية، وظهور حكمتيار |
آخر تحديث: الأربعاء، 2 يناير/ كانون الثاني، 2013، 04:21 GMT حكمتيار يحذر من انحدار أفغانستان إلى الفوضى بصورة تشبه ما أعقب الانسحاب الروسي من افغانستان في الثمانينيات. غاب الشأن الشرق الأوسطي عن اهتمام الصفحات الرئيسية في الصحف البريطانية الصادرة صباح الأربعاء، عدا صحيفة ديلي تلغراف التي انفردت بنشر مقابلة سمتها "نادرة وحصرية" مع قلب الدين حكمتيار أحد أمراء الحرب الأفغانية والذي تصنفه الولايات المتحدة الامريكية ك"أرهابي دولي".
وفي هذه المقابلة التي يتكلم فيها من موقع سري حسب وصف الصحيفة ، دعا حكمتيار إلى "انتقال سلمي للحكم" إلى الديمقراطية، بيد أنه عبر عن مخاوفه من انحدار البلاد إلى الفوضى بعد انسحاب القوات الدولية بقيادة الناتو بصورة تشبه ما أعقب الانسحاب الروسي من أفغانستان في الثمانينيات.
وشن أمير الحرب الافغاني هجوما على بريطانيا وعلى الامير هاري الذي يقضي خدمته قائدا لمروحية مع القوات البريطانية في اقليم هلمند متهما اياه بأنه يسعى بمجيئه إلى افغانستان "لقتل الافغان الابرياء" و"اصطياد المجاهدين بصواريخ مروحيته".
واتهم حكمتيار بريطانيا بأنها تورطت "في نزاع وحشي غير عادل ولا فائدة منه لمجرد ارضاء البيت الابيض. فالبريطانيون لم يجنوا أي شيء سوى فقدان الدماء والثروة".
واضاف حكمتيار"أنا لا أفهم كيف يوافق البريطانيون على أن يُرسل ابناؤهم إلى موت محقق من أجل ارضاء الجنرالات الأمريكيين".
"انتقال سلمي للسلطة" وتقول الصحيفة إنها لم تجر المقابلة مع حكمتيار وجها لوجه بل ارسلت الاسئلة له وأجاب عليها عبر شريط فيديو مصور بعد 3 اسابيع من ارسالها.
وقد قضى حكمتيار الأحد عشر عاما الماضية هاربا، إذ يعتقد أنه لعب دورا اساسيا في مساعدة أسامة بن لادن على الهرب من جبال تورا بورا بعد انهيار طالبان في عام 2001. وصنفته الولايات المتحدة عام 2003 بوصفه "ارهابيا دوليا" كما اتهمه الرئيس الافغاني حامد كرزاي بأنه "مجرم حرب". اختراق طالبان ونقص المعدات العسكرية يهددان التقدم الذي حققه بناء القوات الأفغانية. ونجا حكمتيار من محاولة اغتيال قامت بها وكالة المخابرات المركزية الامريكية، ويعتقد أنه العقل المدبر وراء الهجمات الدموية ضد القوات الامريكية والبريطانية في افغانستان في السنوات القليلة الماضية. وتقول الصحيفة إن مكانه الان غير معروف ولكن يعتقد أنه في منطقة جبلية جنوبي شرق افغانستان. وتقول الصحيفة إن حكمتيار بدا في أجوبته اشبه بمراقب انتخابات من الأمم المتحدة وليس أمير الحرب المعروف الذي عرف بمسؤوليته عن القصف الدموي لكابول ابان فترة رئاسته للوزراء في أفغانستان في الثمانينيات، إذ يدعو في اجاباته إلى "انتقال سلمي للسلطة " ويطالب بـ "انتخابات حرة وعادلة" قائلا إن من يفوز بأغلبية الأصوات فيها يجب أن "يقبل به الجميع".
واضاف حكمتيار أن الحزب الاسلامي الذي يرأسه مستعد للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الافغانية عام 2014 ، مشترطا "الانسحاب الكامل للقوات الاجنبية واقامة انتخابات يمثل فيها جميع الأطراف على قدم المساواة".
تحديات أمام القوات الافغانية وفي الشأن الافغاني أيضا تنشر صحيفة الغارديان تحقيقا مطولا كتبه موفدها جوليان بورغر من معسكر شوراباك في افغانستان حيث يتحدث فيه عن مآلات الجيش والقوات الأمنية الأفغانية والتحديات التي تواجهها بعد انسحاب القوات الدولية من افغانستان.
ويشير الكاتب الى أن اختراق طالبان لهذه القوات ونقص المعدات العسكرية لديها يهددان التقدم الذي حققه بناء القوات الأفغانية. وفي السياق نفسه يكتب جيريمي كيلي في صحيفة التايمز مثيرا التساؤلات نفسها عن قدرة القوات الافغانية على السيطرة على الاوضاع على الارض بعد انسحاب القوات الدولية بقيادة حلف الناتو من افغانستان، مستندا إلى شهادات من جنود وضباط أفغان بشأن التحديات العملياتية التي تواجههم مع نقص الامدادات والمعدات ووجود الفساد وواقع قتالي صعب معدل خسائرهم الشهري فيه نحو 310 قتيلا.
ويضرب الكاتب مثلا بالقوة الجوية الأفغانية التي يرى أنها ستظل مجرد وجود اسمي حتى حلول عام 2016 على الأقل، على الرغم من مبلغ الـ 300 مليون دولار التي صرفها الأمريكيون لإعادة إعمار قاعدة جوية بناها السوفييت غربي البلاد. وينقل عن المتحدث باسم وزير الدفاع محمد زهير عظيمي قوله "سنظل معتمدين في الغالب على الناتو لنقل جنودنا".
وبدورها تقدم صحيفة الاندبيندت تقريرا عن ما تسميه حرب طالبان على التعليم متحدثة عن مقتل سبعة من العاملين في مجال المساعدات الانسانية في باكستان بينهم خمس معلمات إثر وقوعهم في كمين نصبه مسلحون في طريقة عودتهم الى مركزهم، الامر الذي تصفه الصحيفة بأنه حادثة أخرى من سلسلة الهجمات التي ضد تعليم النساء في افغانستان.
المد السلفي
ظهر المد السلفي بعد الانتفاضات العربية بوضوح كبير وتنشر صحيفة الفايننشيال تايمز تحقيقا مطولا كتبته مراسلتها رولا خلف عن المد السلفي في الشرق الأوسط والمساحة التي اتاحتها الانتفاضات العربية لظهور مثل هذه الحركات السلفية في المشهد السياسي.
وتبدأ الكاتبة من مقارنة بين صورتين داخل المعارضة السورية بين صورة معاذ الخطيب، الأسلامي المعتدل الذي تحرص الحكومات الغربية على التعامل معه كممثل للمعارضة السورية، وبين صورة الشيخ السلفي عدنان العرعور الذي ترى الكاتبة إن خطابه مؤثر في العديد من المقاتلين ضد النظام في سوريا إلى درجة اختياره عضوا في قيادة بعض مجالسهم العسكرية.
وتحاول الكاتبة أن تقدم صورة لنمو هذه الحركات السلفية وتشابهاتها أو اختلافاتها في مختلف بلدان المنطقة من سوريا الى مصر وتونس وليبيا والمغرب وغيرها من البلدان، واصفة تلك النماذج المختلفة التي تتخذ طيفا واسعا من الاستجابات لتحقيق أهدافها بفرض تطبيق الشريعة الاسلامية، من استخدام القوة كما هي الحال لدى سلفيي جبهة النصرة في سوريا أو الجماعة السلفية الليبية التي اتهمت بالهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي وتدمير عدد من الاضرحة والمقامات الصوفية، إلى الجماعة السلفية المصرية التي تحاول أن تستعير بعض تكتيكات الأخوان المسلمين في التركيز على العمل الخيري والتركيز على كسب أصوات الناخبين المصريين.
خطر على الديمقراطية "إن أي محاولة لمنع (السلفيين) أو قمعهم ستؤدي إلى ضرر كبير على المدى الطويل لأنهم سيتحولون الى العنف." عمر عاشور باحث في جامعة إكسيتر وترى الكاتبة أن العلمانيين العرب يرون في المد السلفي أكبر تهديد لعملية بناء الديمقراطية في المنطقة، لاسيما في اضرارها بالحقوق المدنية للمرأة. كما ترى في تصاعد مدهم عامل ضغط على الأسلاميين المعتدلين كالأخوان المسلمين لاتخاذ خط أكثر تشددا.
وتنتقل الكاتبة إلى رصد تزايد الانتقادات والضغوطات التي يواجهها السلفيون في هذه البلدان أيضا، ضاربة أمثلة بمهاجمة الليبيين لجماعة أنصار الشريعة بعد حادثة القنصلية الامريكية، و تصاعد الضغوط على الحكومة المؤقتة التي يقودها حزب النهضة الاسلامي المعتدل في تونس لاتخاذ اجراءات صارمة ضد السلفيين في تونس.
كما تتوقف عند الانتقادات التي تعرض لها نائب سلفي في مصر بعد اجراءه عملية تجميلية لأنفه أو لنائب سلفي آخر حاول غواية فتاة شابة مقابل اعطائها وظيفة، فضلا عن الانتقادات المتزايدة للسلفيين واتهامهم من بعض المعارضين السوريين بتشويه صورة انتفاضتهم ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وتخلص الكاتبة إلى الاستشهاد برأي راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية في تونس الذي يرى أنه لا ينبغي الغاء التيار السلفي حتى لو كانت وجهات نظره الدينية خاطئة التوجه، وتستشهد ايضا برأي عمر عاشور الباحث جامعة إكسيتر الذي يرى أن "أي محاولة لمنعهم او قمعهم ستؤدي الى ضرر كبير على المدى الطويل لانهم سيتحولون إلى العنف، وسترى مزيد من التجذر لاحساس أنهم ضحايا. وفي الوقت نفسه فأن أي تساهل مع محاولتهم الاعتداء على حقوق المرأة والأقليات ستؤدي ايضا إلى ضرر كبير على المدى الطويل".
أبعاد الكون وأسرار المادة المعتمة
يقوم المهندسون باجراء اصلاحات ستسمح باستخدام المصادم بأقصى طاقته في عام 2015 وبعده. وفي صحيفة الغارديان يكتب المراسل العلمي أيان سامبل تحقيقا عن مصادم الهدرونات الكبير في سيرن وعملية اصلاحه، مشيرا إلى الافاق الاستكشافية الكبيرة التي سيسمح بها تشغيل المصادم بطاقة أعلى من صورته الحالية في مجال اكتشاف ابعاد الكون واسرار المادة المعتمة.
ويقول المحرر إن المصادم الذي ساعد العلماء على تشخيص بوزون هيغز الافتراضي سيواجه فترة اغلاق لسنتين يقوم المهندسون خلالها باجراء اصلاحات ستسمح باستخدام المصادم بأقصى طاقته في عام 2015 وبعده.
وسيتركز العمل على تقوية الاتصالات الالكترونية في المصادم التي سبق أن شخصت بوصفها نقاط ضعف فيه إثر اكتشاف خلل فيها قبل أربع سنوات أبعد المصادم عن العمل لأكثر من عام.
ووقعت الحادثة بعد أيام من تشغيل المصادم في سبتمبر/أيلول عام 2008 ، عندما تسببت دائرة الكترونية صغيرة بثقب داخل الآلة تسرب منه نحو 6 أطنان من الهليوم إلى النفق الذي يحتوي المصادم. ومنذ ذلك التاريخ أجبر العلماء على تشغيل المصادم بنصف طاقته التصميمية لتجنب حدوث كارثة أخرى.
وينقل المحرر عن أحد العاملين في المصادم، عالمة الفيزياء بيبا ويلز، قولها "ستكون تحسينات كبيرة قد تسمح لنا بالانتقال من معرفة 4% من الكون الى نحو 25%".
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2013/01/130101_press_review_wed.shtml |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
3 |
كنْ مكاني زياد الدريـس * صحيفة الحياة الأربعاء 2 يناير 2013 |
مساء أحد الأيام اشتكى إليّ جارنا الذي يقطن الشقة التي تحت شقتنا مباشرة، أن الماء يتسرب في سقفهم من جهتنا وأن علينا فحص مسارب المياه لمعرفة المصدر؟ شاركت جارنا العزيز القلق من هذه المشكلة والاعتذار والمبادرة فوراََ بالاتصال بالصيانة. تأخر موظفو الصيانة في المجيء، ثم حين جاؤوا لم يكونوا بالدراية الكافية لقطع دابر المشكلة، حيث عاد التسرب بعد أسبوع وعاد جارنا للتذمر وهو يريني الماء وقد نفخ السقف والجدران عنده وبلّل الأرضيات. كان انفعال جارنا يزداد لكن تفاعلي معه يقلّ! إذ أقنعت نفسي وإن لم أقنعه بأن ما يحدث له ليس مسؤوليتي بل مسؤولية الصيانة. في المرة الثالثة لشكوى جارنا لم أعد لامبالياََ فحسب، بل بدأت أبدي تذمري من انفعال جارنا الذي انقطعت بيننا تحيات المجاملة الصباحية والمسائية. بعد مرور ستة أشهر من هذه المشكلة المزمنة، اتصلت بي زوجتي منزعجة لتخبرني بأن سقف الشقة التي فوقنا يسرّب الماء على شقتنا. اتصلت بجارنا العلوي وشكوت له، بمنتهى الأريحية، وأنا في ذهني حكاية جارنا السفلي. بعد أسبوع تكرَّر تسرب الماء، ازداد انفعالي وأنا ما زلت أحاول ضبط النفس... وفي ذهني حكاية جارنا السفلي !
* * *
ما الذي أريد أن أصل إليه من هذه الحكاية العابرة؟ أني ازددت قناعة بأن أفضل قانون لتحسين تعاملك مع الآخرين هو مبدأ: تخيّل نفسك مكان الآخر. كلما اشتكى إليك أو عتب عليك أحد فتخيّل، قبل أن تخلق لنفسك الأعذار، بأنك لم تخطئ، وأن لا مبرر لغضبه، تخيّل أنك في مكانه، ماذا كنت ستعمل! كلما هممت أن تقول أو تعمل شيئاََ لشخص آخر، تخيّل لو كنت مكانه وعمل لك الشيء نفسه، ماذا سيكون رد فعلك؟ إذا طلبت من أحد في مكتب إداري أو في محل تجاري طلباً استثنائياً ولم يستجب لطلبك، قبل أن تصفه بالرذالة تخيل لو كنت مكانه هل كنت ستستجيب لطلبه؟ يمكن تطبيق القانون حتى في الأعمال الإيجابية التي نتردد أحياناََ في القيام بها ظناًَ منا بأنها هامشية أو لا داعي لها، كالتفكير في إسداء خدمة ولو كانت بسيطة جداًَ فنتردد في فعلها لهامشيتها، وكثيراًَ ما تحدث هذه مع المارة في الشوارع، تخيّل لو أن أحداًَ فعلها لك كيف سيكون وقعها عليك؟ عندما نُدعى إلى مناسبة ثم نتردد في الذهاب من دون عذر مانع، تخيل أنك أنت الداعي وأن ذاك الآخر لم يستجب لدعوتك، بماذا كنت ستفسر عدم مجيئه؟ إذا كنت ستفسر ذلك تفسيراََ سليماًَ من الظنون فأنت منصف، لكن المصيبة أن تكون لديك مهارة في إيجاد الأعذار لتصرفاتك وفي خلق التهم ضد تصرفات الآخرين! معظم الخصومات تنشأ بين الناس بسبب غياب «العدالة» في التعامل في ما بينهم. نلوم الناس على تصرفات كنا قد قمنا بها مع آخرين قبل أيام عدة، ونستهجن ردود فعل شخص ما ونحن سنرد مثله أو أشد لو واجهنا الفعل نفسه. لا يوجد قانون أكثر إنصافاًَ وعدلاًَ في التعامل مع الناس من «قانون: كن مكاني».
* كاتب سعودي |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
"أوباما الثاني" ماذا سيفعل الرئيس الأميركي في ولايته الثانية؟ حسين جواد قبيسي |
لو أن أوباما أعلن بصراحة ما سيفعله في ولايته الثانية لزالت الحاجة إلى التكهّنات والتوقّعات، وانقطع سيل الكتابات والمقالات والمحاورات في وسائل إعلام العالم كافة، منذ فوزه بالرئاسة للمرّة الثانية في السادس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ولئن كان العالم يعرف ما ستفعله السيدة الأميركية ميشيل أوباما أثناء ولاية زوجها الثانية بعدما صرّحت أنها "ستشنّ حملة واسعة ضدّ السمنة في الولايات المتّحدة وستقود حملةً عالمية من أجل غذاء صحّي ومتوازن"، فإن برنامج سيّد البيت الأبيض ما زال غامضاً على الرغم من أن حملته الانتخابية ضدّ خصمه مات رومني تمحورت حول "حلم أميركي جديد" يتعدّى مجرّد كونه الرجل الأسود الأول الذي اعتلى سدّة الرئاسة في تاريخ الولايات المتّحدة الأميركية. ولئن كان الرئيس الأميركي لم يُعلِن بعد برنامجاً واضحاً لحكمه خلال الفترة الثانية، فإن ذلك لا يعني أنه ليس لديه مثل هذا البرنامج المبيّت أفكاراً ونوايا ومقاصد. ربما لن يكون لدى أوباما متّسع من الوقت لينْعَم بسعادة الفوز بولايته الثانية الحافلة بالعقبات والصعوبات. إذ يتعيّن عليه التعاون مع المعارضة الجمهورية في الكونغرس في ملفات الإصلاح الداخلي وفي تحويل السياسة الأميركية الخارجية.ويقول المراقبون الخبراء في سلوك الرؤساء الأميركيّين خلال السنوات الأربع التي تستغرقها ولاية حكمهم، إن الإنجازات التي قد يقوم بها أوباما في ولايته الثانية ستكون محكومة بالظروف الخاصة بكلّ سنة من سنواتها: فالعام 2013 سيشهد سلسلة من التقليصات في الموازنات المالية وسلسلة أخرى من الضرائب سوف تكون الشغل الشاغل للرئيس الأميركي وتعيق قدرته على إيلاء الاهتمام اللازم لشؤون أخرى. والعام 2015 سيكون عام الاستعداد للضجيج الإعلامي لخوض الحملات الانتخابية من أجل الرئاسة الأميركية لفترة 2016 ـ 2020. وأثناء ذلك الاستعداد والضجيج لا يعود صوت الرئيس الأميركي مسموعاً بما فيه الكفاية ولا تعود حركاته تستأثر باهتمام أحد. يبقى له إذن الربع الأخير من العام 2013 والنصف الأول من العام 2014، إذ إن نصفه الثاني سيكون مشغولاً بالانتخابات "النصفية" التشريعية التي تأتي بنصف عدد نواب الكونغرس، في منتصف الولاية الرئاسية. ولئن كان ثمة الكثير من الوعود والمشاريع أطلقها أوباما قبل فوزه بالرئاسة الثانية وبعده ، فإنه يمكن حصر الموضوعات الرئيسة التي ستشغله في ولايته الثانية بثمانية موضوعات، هي: الإصلاح الضريبي والمالي، الصحّة، الأسلحة النارية، الزواج المثلي، الإجهاض، الطاقة، الدفاع، السياسة الخارجية. الملف الاقتصادي الأكثر إلحاحاً بعد ملف الإصلاح الضريبي وتقليص العجز المالي، من طريق خفض الموازنات الأميركية في مختلف القطاعات، يأتي ملف الإصلاح الضريبي الذي سيكون بمثابة حاجز واقٍ لتجنّب وقوع أزمة مالية بحجم أزمة العام 2008. ويقتضي هذا الإصلاح تدبيج مئات النصوص القانونية الذي يتطلّب مشاورات كثيرة على الرغم من الاتفاق المبدئي الذي تمّ التوصل إليه بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كما يتطلّب فترة زمنية تتراوح بحسب التقديرات بين 4 أشهر و3 سنوات. فقد التزم أوباما بزيادة الضرائب على الأغنياء إلى حدّ قد يبلغ 30% من إيراداتهم المالية، وقد أطلق على هذه الضريبة اسم "ضريبة بوفيت" (على اسم الميلياردير الشهير الذي استغرب أن تكون الضريبة التي تدفعها سكرتيرته أرفع من الضريبة التي يدفعها)، ولاسيّما أن النموّ الاقتصادي تراجع إلى حدود2%، في حين تقدّمت البطالة لتصل إلى 7% (بحسب تقديرات الشهر الماضي) حتى ولو أن مستوى البطالة لم ينقطع عن التحسّن خلال ولاية أوباما الأولى. بيد أن المشروع الأكبر الذي سيحمل اسم أوباما في التاريخ الأميركي هو دعم المهاجرين وتعزيز الهجرة إلى أميركا. فعلاوةً على مضيِّ أوباما في تحسين أوضاع الأميركيّين الأفارقة، يعمل أيضاً على تعزيز أوضاع الأميركيّين "اللاتين والأسبان" الذين يعرف أنه خيَّب أمل قسم منهم بتدابير التشدّد في رقابة الحدود وقمع الهجرة غير الشرعية، التي كان قد بدأها في ولايته الأولى، والتي ما زالت مستمرّة؛ فقد شرع في بعث مشروع "قانون الحلم" (Dream Act) الذي سوف يمنح أبناء المهاجرين غير الشرعيّين جميعاً وضعاً قانونياً، ليجري استيعابهم إما في صفوف الجيش الأميركي أو في صفوف التعليم المدرسي والمهني. ولا عجَبَ في أن يكون مشروع القانون هذا بين أولى مشاريع القوانين التي ستقدّمها إدارة أوباما إلى الكونغرس في العام 2013، وفي أن يكون أكثرها حظوةً بموافقته، فالجمهوريون لم يعد لديهم خيار آخر. في ملف الصحّة وعد أوباما بتعزيز "قانون الرعاية الصحّية بأسعارٍ معقولة" (Affordable Care Act) الذي يُتيح لكلّ أميركي أن يتمتّع بتغطيةٍ صحّية، ويحظر على شركات التأمين أن ترفض ضمان أيّ أميركي يعاني من مرضٍ مزمن. كما يُعطي للشبّان الحقّ في أن يشملهم ضمان ذويهم الصحّي حتى يبلغوا سنّ السادسة والعشرين. الرقابة على اقتناء سلاح ناري: لم يكن هذا الملف من ضمن الملفات التي شغلت اهتمام أوباما في فترته الرئاسية الأولى، لكنه التزم ـ خصوصاً في أعقاب حادث القتل الجماعي المروّع الذي وقع في مدرسة ابتدائية في قرية نيوتاون في ولاية كنيكتكت وذهب ضحيته 21 طفلاً و7 راشدين ـ بأن تضع الحكومة الفدرالية "قوانين حكيمة" وأن يفرض قيوداً مشدّدة على بيع الأسلحة الفردية. وتخشى "الرابطة القومية للبنادق" ("National Rifle Association") وهي اللوبي المُدافع عن "حقّ الأميركي في اقتناء سلاحه الفردي" أن يؤدي هذا القانون إلى إضعافها والحدّ من نفوذها؛ فما يجعلها "لوبي" قوياً استنادها إلى الرأي العام الأميركي الميّال إلى حرية الفرد وحقّه في التسلّح، لكن أوباما بدوره مسلّح بسلاح ربما كان أكثر قوةً وإقناعاً: العمل على "إنقاذ أرواح الأبرياء" بوضع قوانين تضمن ذلك، وبخاصة بعث القانون الذي كان بيل كلينتون قد وضعه في هذا الشأن سنة 1994، ثم أُلغِيَ بعد 10سنوات. مشروع القانون هذا بات جاهزاً أعدّته السيناتورة ديان فنشتاين وهو ينصّ أولاً على حظر صنع بعض الأسلحة الفردية الهجومية، وثانياً على منع بيع أكثر من 90 نوعاً من الأسلحة الفردية. لكن مشروع القانون هذا ـ بحسب انتقادات لوبي آخر مضاد "للرابطة القومية للبنادق" ـ يتضمّن الكثير من العيوب؛ فهو لا يشكو من سوء تعريف السلاح الفردي الذي يحظر بيعه فقط، بل إنه لا ينصّ أيضاً على مفعولٍ رجعي له، بحيث إن كلّ أميركي يمتلك سلاحاً فردياً يستمرّ بالاحتفاظ بحقّه باستعماله، بل ببيعه أيضاً. غير أن أوباما يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى ضرورة معالجة الصحّة العقلية والنفسية للأميركيّين، التي هي الدافع الأساس للانحرافات والأعمال الإجرامية التي يرتكبها المختلّون عقلياً والمضطربون نفسياً. في ملفَّيْ الزواج المثلي والإجهاض، كان أوباما قد أعلن في الربيع الماضي، قبيل حملته الانتخابية الثانية، أنه بصفته الشخصية يحبّذ استصدار قوانين تشرّع الزواج المثلي، بعدما ظلّ يتفادى الكلام في هذا الموضوع طيلة ولايته الأولى. كما أن الديمقراطية ليست معادية للحقّ في الإجهاض. غير أن هذا الموضوع أثار في السنوات السابقة ـ وبخاصة في العام الماضي ـ جدالاً واسعاً في الولايات المتّحدة الأميركية، ولاسيّما أن إصلاح القوانين المتعلّقة بالصحّة يفرض على أرباب العمل، بمن فيهم أرباب العمل في المؤسّسات ذات الطابع الديني، أو ذات المرجعية الدينية، تضمين عقود العمل وعقود التأمين الصحّي مواد تنصّ على إباحة تناول حبوب منع الحمل وحبوب الإجهاض. بعد إعصار سيدني الذي دمّر وقتل وخلّف وراءه خراباً كبيراً في مدينة نيويورك، قرّر أوباما أن يطرح ملف الطاقة والتغيّر المناخي على طاولة البحث، ليقف بحزم في وجه الشركات النفطية والتسهيلات الضريبية الممنوحة لها، ويقدّم الدعم والتشجيع للطاقات البديلة، ويقلّص إلى النصف حجم كميات النفط المستورَد حتى العام 2020. يعلم أوباما أن "عالَماً من دون سلاح نووي" بات أشبه بيوتوبيا، لكن توقيع اتفاقية جديدة مع روسيا في هذا الشأن تشكّل همّاً من همومه في المرحلة الراهنة. أما في ملف الدفاع، فقد وعد أوباما بتقليص حجم الجيش الأميركي، وخفض الميزانية العسكرية الأميركية بما يقرب من 500 مليار دولار، خلال 10 سنوات. بلغت النفقات العسكرية الأميركية 711 مليار دولار في العام 2011، أي 41% من النفقات العسكرية لدول العالم أجمع، في حين أن نفقات الصين لم تتجاوز 143 مليار دولار (8.2% من نفقات العالم العسكرية). وفي ملف السياسة الخارجية يرى أوباما أن إيران هي الخطر الأكبر الذي يتهدّد الولايات المتّحدة. وهو لا يستبعد فرض المزيد من العقوبات بما في ذلك التدخل العسكري. ويعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي على دفع الرئيس السوري بشار الأسد إلى الاستقالة من منصبه، لكنه يستبعد أيّ تدخل عسكري في سوريا. كان همُّ أوباما الأول في ولايته الأولى وضع حدّ للحرب في العراق وأفغانستان لإعادة توجيه استخدام موارد الولايات المتّحدة في بناء الاقتصاد الأميركي من جديد. فانسحبت القوات الأميركية من العراق نهاية العام الماضي، ويتمّ الانسحاب |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
5 |
مشاركات وأخبار قصيرة
| |||||||||||||
لندن – كشفت مصادر إماراتية مطلعة الثلاثاء عن أسماء أعضاء الخلية الإخوانية التي أعلن عن تفكيكها في الإمارات والتي كانت تقوم بـ"تجنيد مصريين مقيمين وجمع معلومات سرية عسكرية بهدف زعزعة الأمن في البلاد". وتضم الخلية أكثر من عشرة أشخاص من قيادات تنظيم الاخوان المسلمين المصري الذي يتزعمه محمد بديع، وبعضها مقيم في الامارات منذ أكثر من 20 عاما. وقالت المصادر ان الخلية كانت "تتمتع بهيكلية تنظيمية ومنهجية، وكان أعضاؤها يعقدون اجتماعات سرية في مختلف مناطق الدولة". واضافت المصادر ان هذه القيادات "قامت بتجنيد عدد من ابناء الجالية المصرية في الامارات للانضمام الى صفوف التنظيم، وأسست لذلك شركات وواجهات تدعم التنظيم وجمعت من خلالها أموالا طائلة وحولتها إلى التنظيم الأم في مصر بطرق غير مشروعة". كما كشفت التحقيقات عن قيام الخلية بـ"جمع معلومات سرية حول أسرار الدفاع والعمل على وضع خطط هدفها النيل من استقرار الأمن والعمل ضد الأمن الوطني في الإمارات". وفي تموز يوليو الماضي، أعلنت السلطات توقيف خلية بتهمة التامر على امن الدولة. واتهم قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان "الاخوان المسلمين" بانهم يريدون قلب الانظمة الحاكمة في دول الخليج. وقالت وسائل اعلام ان المعتقلين الاسلاميين، وهم من جمعية الاصلاح المرتبطة بالاخوان المسلمين، اقروا بانتمائهم الى "تنظيمات سرية" كانت تريد اغتنام فرصة الربيع العربي لاقامة نظام ديني. واضافت ان "بعضهم ادلى باعترافات مفادها الاقرار بوجود تنظيم ينتمون اليه، وان التنظيم سري، وان هنالك اموالا واستثمارات ومحفظة خاصة به، كما انه سعى الى جمع اموال، وان التنظيم يتواصل مع التنظيم الدولي وجهات خارجية". وتتهم السلطات الإماراتية الخلية بالتعامل مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والذي يسعى للإطاحة بحكومات في عدد من الدول العربية مستغلا حالة الاضطراب التي أوجدها الربيع العربي وتمكن بواسطتها من الوصول إلى الحكم في مصر وتونس وغزة وبعد أن أزاح شركائه في الحكم. ويستهدف التنظيم العالمي للإخوان المسلمين دولة الإمارات بشكل خاص بدعوى الإصلاح وهو الأمر الذي يرفضه الإماراتيون بشكل عام، في حين يراهن الأخوان على الحصول على دعم من قيادة التنظيم في قطر أو من أعضاء التنظيم في الخليج ومصر وتونس وفلسطين. وفيما يلي أسماء قيادات الخلية الإخوانية المصرية في الإمارات التي تم الكشف عنها: 1. احمد طه، مدرس رياضيات في امارة عجمان ومقيم في الامارات منذ 25 عاما 2. صلاح رزق المشد، مهندس إلكتروميكانيك في بلدية دبي ومقيم في الامارات منذ 25 عاما 3. عبدالله محمد زعزع، أخصائي أسنان ويملك عيادة خاصة لطب الأسنان في أم القيوين 4. ابراهيم عبدالعزيز ابراهيم، مهندس اتصالات في "جاسكو أبوظبي"، مقيم في الامارات منذ 28 عاما 5. مدحت العاجز، مدرس في كلية الصيدلة بجامعة عجمان، مقيم في الامارات منذ حوالي 10 سنوات، عمره 40 عاما 6. محمد محمود علي شهدة، استشاري امراض نفسية في مستشفى راشد بدبي 7. عبدالله محمد العربي، مشرف عام (موجه) التربية الإسلامية بمدارس الأهلية الخيرية في دبي 8. صالح فرج ضيف الله، مدير ادارة الرقابة والتدقيق الشرعي في بنك دبي الإسلامي بإمارة دبي 9. علي احمد سنبل، طبيب أخصائي أمراض باطنية في وزارة الصحة ويعمل في مركز الاتحاد الصحي بجميرا دبي منذ 29 عاما 10. احمد لبيب جعفر، مدير مركز البحار السبعة للاستشارات والتدريب، مقيم في الإمارات من أكثر من 20 عاما 11. مراد محمد حامد، صاحب شركة الفاتح للإنشاءات، مقيم في الإمارات منذ أكثر من 14 عاما------------------------------------------
"فتنة دبي" تحتاج لجراحة خاصة أعلم تماما حجم الغضب لدي الكثير من المصريين من حالة التخبط التي تتبعها الاجهزة الامنية في دبي بالإمارات العربية المتحدة واعتقال 14 مصريا من الصحفيين والمهندسين والأطباء الذين ذهبوا ليخدموا اشقائهم هناك فأصبحوا في السجون بتهم معلبة (علي طريقة أمن الدولة) ، مثل مزاعم " قيامهم بإدارة تنظيم يتمتع بهيكلة تنظيمية واجتماعات سرية وجمع معلومات سرية وأسرار الدفاع عن الدولة " !. وأعلم بالمقابل أن جزءا كبيرا من حجم القلق الاماراتي والخليجي عموما من مصر يأتي من تخوفهم من تصدير الثورة والصحوة (الربيع) العربية اليهم ، وأن هذا الهوس الأمني في دبي تحديدا له أساس منطقي يتعلق بكون دبي عبارة عن سوق تجاري خدمي كبير أو (مول تجاري) يتأثر بسرعة من أي خلل أمني لأنه يمكن أن يدمر هذا السوق ويدفع الاستثمارات للهرب منه، ولهذا لديهم حساسية أمنية يغذيها أن ضباط أمن دولة مصريون هم الذين أسسوا أجهزة الامن هناك . دوافع هذا القلق من جانب دبي تحديدا – بخلاف بقية الامارات – والذي يدفعها لمعاداة الرئيس مرسي والإسلاميين عموم لخصه بدقة المفكر الأمريكي اليهودي (نعوم تشومسكي) في ندوة سياسية بجامعة كولومبيا بنيويورك أول أمس في ثلاثة أمور أساسية . (الأول) هو قلق دبي من مشروع تطوير إقليم قناة السويس الذي يتبناه مرسي لأنه سيحول القناة لأفضل من دبي ويصبح كارثة لاقتصاد الأمارات وخاصة دبي ، لأن اقتصادها خدمي وليس إنتاجيا يعتمد على الموانئ البحرية (بعكس بقية الامارات التي بها نفط) ، كما إن موقع قناة السويس الإستراتيجي الدولي أفضل من مدينة دبي المنزوية داخل الخليج العربي الذي يمكن غلقه إذا ما نشب صراع مع إيران . و(الثاني) أن دبي هي أكثر دولة عربية تعتمد سياسيا ومخابراتيا على الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية وطبيعي أن يقلقها أي نشاط أو صحوة إسلامية ، و(الثالث) أن هناك قلق إماراتي من التقارب المصري التركي ومن الزخم التركي وراء الثورة السورية ، لأنه سيؤدى مستقبلا إلى فتح الأبواب التجارية الأوروبية للمنتجات السورية والمصرية، وتصبح الحاجة إلى مشاريع أعمار منطقة قناة السويس بمثابة اللطمة للاقتصاد الإماراتي الخدمي ، وهذا أحد أسباب مساندة دبي للثورة المضادة ضد الثورة المصرية والجيش السوري الحر والرغبة في إفشال التواصل المثمر والبناء بين تركيا ومصر لأنه إذا تمكنت مصر من تنفيذ هذا المشروع العملاق في منطقة قناة السويس، ستنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا . بعد هذا التوضيح يجب أن ندرك أن هناك أطراف خارجية وأخري من فلول النظام السابق تزكي هذا الخلاف وتعمقه بين القاهرة ودبي ، وبعض التسريبات من دبي تلمح لموجة تصعيد أخري بعد اعتقال المصريين هناك قد تتضمن توجيه التهم لشخصيات إخوانية قيادية في مصر بزعم أنها تقف وراء التنظيم السري المزعوم الذي يتحدثون عنه ! . والحل العاجل الذي لا يجب أن ينتظر في تقديري هو أن تسعي الشقيقة الكبري مصر لحوار مباشر مع القيادة الأم في "أبو ظبي" خليفة الشيخ زايد ، لطمأنتها أولا أن مصر لا تريد تصدير الثورة ، وأن نهضة مصر لصالح كل العرب وليست ضد أحد وأن يتم طرح مشاريع تعاون مشترك وتكامل بين مواني دبي ومنطقة قناة السويس الجديدة . اقترح بوضوح أن يتم ترتيب زيارة لوفد مصري علي مستوي عال للقاء الشيخ زايد والقادة هناك أو لقاء قمة في أقرب فرصة لتدارك هذا الانهيار للعلاقات لو استمر تصعيد الأزمة وما سيترتب عليه من أضرار علي الامارات وعلي المغتربين المصريين هناك ، وأن نحتضنهم ونذيل شكوكهم بمزيد من التواصل أو عبر خلية أزمة ، ثم يتم إطلاق سراح المعتقلين المصريين بصورة عاجلة . محمد جمال عرفة ------------------------------------------
القرضاوى بالمحلة: النظام البائد ترك لنا بلد منهك ومنهار.. والشعب يعبد الله فلماذا يقف كل منهم ضد الآخر؟ الغربية – محمد مبروك 1-1-2013 | 22:18
قال الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن مصر تحتاج لأن يترك أبناؤها الصياح والأصوات العالية والانتماءات الحزبية والمظاهرات، لأنها لا تسفر عن شىء سوى تعطل الإنتاج، وألا يفكر إلا فى العمل والنهضة بالبلاد، التى ورثناها عن النظام البائد منهكة ومنهارة وأموالها هربت للخارج. http://gate.ahram.org.eg/News/290358.aspx ------------------------------------------
تزوير قصيدة باسم امام الحرم المكي تهجو "العربية" !- القصة الكاملة- ,ونص القصيدة المزورة والملفقه باسم الشيخ الفاضل سعود الشريم امام الحرم المكي الشريف..
-كما وصلت! http://www.libvoice.net/articles/view/thread/id/36249 ![]() ------------------------------------------
مجلة فرنسية تنشر قصة مصورة عن النبي محمد مجلة تشارلي ابدو uu أعلنت مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية عزمها نشر قصة مصورة تتناول حياة النبي محمد عليه السلام بعد استشارة إسلامية مشيرة إلى خلوها من أية تجاوزات هذه المرة. وكانت المجلة الأسبوعية قد نشرت في سبتمبر الماضي صورا مسيئة للنبي محمد عليه السلام، الأمر الذي أثار حينها، غضب واستياء المسلمين في مناطق عديدة من العالم. وذكرت المجلة أن القصة لن تتضمن أي تلميح أو إشارة مسيئة مؤكدة أنها حضرت بالتنسيق مع أحد المستشارين الاجتماعيين المسلمين في فرنسا، مشيرة إلى أنها ستكون في متناول القراء الأربعاء القادم. وقال معد الرسوم ويدعى شارب"أنها سيرة مقبولة إسلاميا بما أن كتابها مسلمون (..) هي عبارة عن تجميع لما كتبه كتاب السيرة عن حياة محمد، ونحن رسمناها فقط"وأضاف "لا أظن انه سيكون بوسع أي عالم إسلامي أن يأخذ علينا شيئا بشان الجوهر". وأضاف "بدأت أفكر بهذا الكتاب منذ 2006، مع قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في الدانمارك، اعتقد أننا في البداية تعاملنا مع الآمر بالمقلوب، وتناولنا شخصية لم نكن نعرفها وأنا في المقدمة (..) قبل أن نتعامل مع شخصية بطريقة غير جدية، علينا أن نعرفها جيدا، بقدر ما نعرف الكثير عن حياة المسيح، لا نعرف شيئا عن محمد". وردا على الانتقادات التي يتوقع أن يثيرها تجسيد النبي الذي يعتبر محرما في الإسلام، قال شارب"انه مجرد عرف، لم يرد التحريم في القرآن.وبما أن ذلك لا يهدف إلى السخرية من محمد فلا أرى مبررا لعدم قراءة هذا الكتيب كما تقرأ حكايات عن حياة يسوع في كتب التربية الدينية المسيحية". وفي نوفمبر 2011 بعد نشر عدد خاص أطلق عليه اسم "شريعة ابدو" تضمن رسوما كاريكاتورية للنبي محمد احرق مقر الصحيفة الهزلية في باريس وتعرض موقعها على الإنترنت للقرصنة، وتلقى شارب نفسه تهديدا بالقتل. وما زالت المجلة تخضع لحماية الشرطة وقوبلت رسوم كاريكاتورية أخرى نشرتها المجلة مؤخرا بانتقادات شديدة في عدة بلدان إسلامية، حتى أنها دفعت الحكومة الفرنسية إلى الرد.وبعد أن خسرت جهات إسلامية دعاواها على "شارلي إبدو"ربح الرسام الكاريكاتير السياسي موريس سينيه (84 عاما) هذا الشهر دعواه ضدها بعد 4 سنوات من معركة قضائية محتدمة. وقضت محكمة الاستئناف في باريس الجمعة الماضي بأن تدفع الشركة الناشرة للمجلة مبلغ 90 ألف يورو إلى الرسام الذي صرفته من العمل بعد أن كان من مؤسسي طبعتها الجديدة وعمل فيها لمدة 16 عاما. واستغنت "شارلي إبدو" عن خدمات سينيه في صيف 2008، بعد أن نشر رسما كاريكاتيريا يسخر فيه من زواج جان ساركوزي نجل الرئيس الفرنسي السابق، بوارثة ثرية واعتناقه اليهودية، دين عروسه.وجاء في التعليق المصاحب للرسم ما معناه أن نجل ساركوزي يعرف من أين تؤكل الكتف وسيصعد بسرعة بفضل هذا الزواج.واعتبر القائمون على المجلة، وعلى رأسهم مديرها فيليب فال أن الرسم ينطوي على نبرة معادية للسامية، إذ يفهم منه الربط بين الصعود الاجتماعي للعريس وتحوله لليهودية، وهو أمر "غير مقبول ولا يمكن الدفاع عنه أمام القضاء" حسب فال.ومن المعروف أن معاداة السامية تهمة يعاقب عليها القانون في فرنسا. ورفض سينيه التهمة ومضى إلى المحكمة مطالبا بتعويض قدره 148 ألف يورو. وفي خريف 2010 نال حكما أوليا لصالحه يقضي بحصوله على تعويض قدره 40 ألف يورو.ثم استأنفت الصحيفة الحكم وعادت وتلقت خسارة ثانية حيث ارتأى القاضي تشديد الغرامة عليها، مع نشر حيثيات الحكم في صفحاتها. يذكر أن سينيه من الفنانين الفرنسيين المعروفين بمواقفهم المؤيدة للحقوق العربية وقد عمل في صفوف ثوار الجزائر، أثناء حرب التحرير، أواسط القرن الماضي، ووضع خبرته في الرسم والطباعة تحت تصرفهم لإصدار جوازات سفر للملاحقين منهم.------------------------------------------ |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
6 |
نعوم تشومسكي … معالم النظام العالمي:الهيمنة عدم الاستقرار و رهاب الأجانب في عالم متغير نص محاضرة ألقاها في ويستركيرك, أمستردام , هولندا ترجمة : عزة حسون – فريق الترجمة – خارج السرب |
عندما استقرينا على عنوان هذا النقاش قليلون هم من خمّنوا أنه سيكون مفيداً لاحقاً, و كم سيتغير العالم بشكل كبير و حجم العواقب الكبيرة التي سيحملها هذا النظام على النظم المحلية و العالمية. كانت حركة الديمقراطية المتصاعدة في العالم العربي عرضاً رائعاً للشجاعة و التفاني و الالتزام من قبل القوى الشعبية, و هذا توازى أيضاً و بشكل لافت مع التمرد الواسع لعشرات الآلاف ممن يدعمون حركة العمال و الديمقراطية في ماديسون و ويسكونسن و مدن أمريكية أخرى. سأتطرق أولاً إلى حدثٍ وقع في العشرين من شباط و ذلك عندما أرسل كمال عباس16 رسالة من ساحة التحرير إلى عمال ويسكونسن يقول فيها:" نقف إلى جانبكم كما وقفتم إلى جانبنا." و يعد كمال عباس قائد سنوات من الصراع على الحقوق الأساسية للعمال المصريين و قد حفزت رسالته التطلعات التقليدية للحركة العمالية؛ هذه التطلعات التي تدعو إلى التلاحم بين عمال العالم و بين الشعوب بشكل عام. بغض النظر عن بعض الخلل و الأخطاء في مسيرتهم, كانت الحركات العمالية دوماً في مقدمة الصراعات الشعبية من أجل الحقوق الأساسية و الديمقراطية. في الحقيقة ترقى الحركات العمالية التي تقود القوى في ساحة التحرير و شوارع ماديسون و العديد من مناطق الصراعات الشعبية الحالية مباشرة إلى مطامح ديمقراطية حقيقية؛ أي الوصول إلى أنظمة اجتماعية سياسية حيث الناس كلهم معنيون أحرار و متساوون في إدارة المؤسسات التي يعيشون منها و يعملون فيها. تتقاطع حالياً المسارات في كل من القاهرة و ماديسون و لكنهما تتجهان إلى منحيين مختلفين. فالهدف الأساسي في القاهرة هو الحصول على الحقوق الأساسية التي منعتها الديكتاتوريات, أمّا في ماديسون فالهدف الدفاع عن حقوق رُبحت سابقاً بعد صراع مرير و تواجه الآن هجوماً شرساً. كلاهما ( القاهرة و ويسكونسن) عالم صغير من التوجهات في مجتمع عالمي و كلاهما يتبعان مسارين مختلفين. بالتأكيد سينجم عن ذلك عواقب كبيرة على أمريكا التي أصبحت قلب العالم الصناعي المتردي بعدما كانت أغنى الدول في التاريخ البشري, و على مصر التي دعاها الرئيس أيزنهاور " بالمنطقة الأهم استراتجياً في العالم" و"المصدر الهائل للقوة الإستراتجية",و" الجائزة الاقتصادية الأغلى في العالم في مجال الاستثمار الأجنبي", كما جاء في كلمات وزارة الخارجية خلال أربعينات القرن الماضي. وهي جائزة أرادتها الولايات المتحدة لنفسها و لحلفائها في النظام العالمي الجديد المتكشف المعالم منذ تلك المرحلة. بالرغم من كل التغيرات التي جرت حينئذٍ لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن صناّع السياسة الحاليين مخلصون بشكل رئيسي لحكمة إي إي بيرلي (A.A. Berle )- المستشار المتنفذ للرئيس روزفلت- والتي تقول بأن "التحكم بمصادر الطاقة التي لا مثيل لها في الشرق الأوسط سيؤدي إلى هيمنة قوية على العالم". بالمقابل فإن خسارة هذه الهيمنة ستهدد مشروع السيطرة العالمية الذي تم الإفصاح عنه خلال الحرب العالمية الثانية, و الذي استمر في مواجهة كافة التغيرات التي مرّ بها النظام العالمي منذ أربعينيات القرن الماضي. بعد اندلاع حرب 1939 توقعت واشنطن بأنها ستنتهي باحتلالها لمركز القوة العظمى الوحيدة في العالم. حيث التقى موظفون مهمون في وزارة الخارجية مع خبراء في السياسة الخارجية خلال سنوات الحرب من أجل وضع خططٍ تحدد معالم عالم ما بعد الحرب. وضعوا الخطوط العريضة " للمنطقة الكبرى" ( Grand Area) التي من المفترض أن تسيطر عليها الولايات المتحدة بما في ذلك القسم الغربي و الشرق الأقصى و الإمبراطورية البريطانية السابقة و معها مصادر الطاقة في الشرق الأوسط. كانت روسيا أنذالك في بداية انهزامها أمام الجيوش النازية بعد معركة ستالينغراد. و قد اتسعت أهداف "المنطقة الكبرى" لتشمل ضم أكبر مساحة ممكنة من اوراسيا و مركزها الاقتصادي في أوربا الغربية على الأقل, حيث ستقوم الولايات المتحدة و ضمن حدود هذه المنطقة الكبرى بالحفاظ على " قوة لا منازع لها" و " تفوق عسكري و اقتصادي" و تأمين " أقل حد ممكن لأي ممارسة سيادية ", و في الحين نفسه تحتوي الدول التي قد تتدخل في خططها العالمية. وطُبقت هذه الخطط الدقيقة لمرحلة الحرب بكل السرعة الممكنة. كان هناك إحساس دائم بأن أوربا قد تختار إتباع مسارها الاستقلالي الخاص و لهذا فقد كانت مهمة حلف الناتو جزئياً تقويض أي تهديد من هذا النوع. فحالما انهارت الذريعة الرسمية لحلف الناتو في عام 1989 توّسع الحلف باتجاه الشرق في خرق واضح للتعهدات الشفوية التي أُعطيت لغورباتشوف. بناءً على هذا أصبح الناتو منذ ذلك الحين قوة تدخل تديرها الولايات المتحدة بمجال واسع. و قد عبّر غييب دي هووب شيفر الأمين العام للحلف آنذاك (Jaap de Hoop Scheffer) في مؤتمر للناتو عن هذه الحقيقة حين قال بأن "مهمة الناتو هي حماية أنابيب النفط التي تنقل النفط و الغاز إلى الغرب و بشكل أوسع تأمين الطرق البحرية التي تستخدمها الناقلات النفطية و حماية البنى التحتية الأخرى لنظام الطاقة." كما هو واضح فإن عقائد المنطقة الكبرى تعطي ترخيصاً بالتدخل الأجنبي و وفق ما يراد له أن يكون. و قد عبرت ادراة كلينتون بشكل واضح عن هذه الخلاصة التي منحت الولايات المتحدة حق استخدام القوة العسكرية من أجل تأمين " دخول غير محدود إلى الأسواق الرئيسية و إمدادات الطاقة و المصادر الإستراتجية" و الحفاظ على قوى عسكرية كبيرة " منتشرة مُقدماً" في أوربا و آسيا " من أجل تشذيب آراء الشعوب بخصوصنا " و " التحكم بالظروف التي قد تؤثر على معيشتنا و أمننا." دعمت المبادئ نفسها قرار غزو العراق حين أصبح فشل الولايات المتحدة في فرض إرادتها على العراق أمراً واقعاً ولم تعد الأسباب الحقيقية وراء أي خطاب برّاق للإدارة مخفيّة. و قد أصدر البيت الأبيض في تشرين الثاني 2007 إعلاناً حول الأسباب اللازمة لبقاء القوات الأمريكية في العراق إلى أجل غير محدد و تسليم البلد إلى مستثمرين أمريكيين ( أصحاب امتيازات) ممن تدعمهم واشنطن. حيث أخطر الرئيس بوش الكونغرس بعد شهرين من هذا الإعلان بأنه سيرفض أي قانون قد يحد من التمركز الدائم للقوات الأمريكية المسلّحة في العراق أو من " سيطرة الولايات المتحدة على مصادر النفط العراقية". و هذا يعني , وفقاً لوجهة نظر بوش, أن يُطلب من الولايات المتحدة بعد ذلك الحد من بقاء القوات الأمريكية في العراق و الاستسلام في وجه المقاومة العراقية. حصد الحراك الشعبي في تونس و مصر انتصارات مهمة, لكن منذ بضعة أيام خلت أوردت منظمة كارنيغي انداومنت 19(Carnegie Endowment)بأن " التغيير في النخبة الحاكمة و نظام الحكم لا يزال هدفاً بعيداً" في دلالة واضحة إلى أن الأسماء قد تتغير و لكن النظام سيستمر. هذا و يناقش تقرير كارنيغي انداومنت العوائق الداخلية أمام الديمقراطية و لكنه يتجاهل العوائق الخارجية و هي كالعادة على القدر نفسه من الأهمية. تملك الولايات المتحدة و حلفائها الغربيين ثقة بفعل ما يلزم لمنع قيام أي ديمقراطية حقيقية في العالم العربي, و من أجل فهم سبب هذا فمن الضروري النظر إلى استطلاعات أراء العرب التي تقوم بها وكالات الاستطلاع الأمريكية. على الرغم من أنها بالكاد تظهر في التقارير و لكنها تؤخذ في حسبان من يضع الخطط. تُظهر استطلاعات هذه الوكالات بأن العرب, الغالبية الساحقة منهم, يعتبرون إسرائيل و الولايات المتحدة مصدر التهديد الأكبر الذي يواجهونه ( 90% من المصريين و أكثر من ثلاث أرباع المنطقة؛ بالمحصلة تعتبر الغالبية أمريكا مصدر تهديد بينما يعتبر قسم نسبته 10% إيران كمصدر تهديد). إنّ المعارضة للسياسة الأمريكية قوية جداً لدرجة أن الغالبية تؤمن بأن الأمن سيتحسن لو امتلكت إيران أسلحة نووية. ففي مصر وحدها 80% يعتقدون بأن الأمن سيتحسن لو امتلكت إيران سلاحاً نووياً و هناك أرقام أخرى مشابهة في بلدان أخرى. لو كان للرأي العام في الشرق الأوسط قوة ضغط مؤثرة على السياسة لما تمكنت الولايات المتحدة فقط من عدم التحكم بالمنطقة بل كانت ستُطرد منها مع حلفائها, و بالتالي ستنهار دعائم الهيمنة العالمية للولايات المتحدة. يُعتبر دعم الديمقراطية مجال اختصاص الأيدلوجيين و الدعاة السياسيين, بينما الوضع على أرض الواقع و في العالم الحقيقي هو كره نخبوي للديمقراطية. و هذا أكبر دليل على أن الديمقراطية مدعومة فقط بقدر ما تساهم بتحقيق الأهداف الاجتماعية و الاقتصادية كما أقرّت باستفاضة الجهات الأكثر جديّة. كشف البغض النخبوي للديمقراطية عن نفسه من خلال ردة الفعل تجاه فضائح وثائق ويكيليكس. فالوثائق التي كانت محط الاهتمام أتت على شكل تعليقات خفيفة و مرحة لم تخفِ دعم العرب لموقف الولايات المتحدة تجاه إيران و الإشارة هنا طبعاً إلى الحكام العرب الديكتاتورين, أمّا موقف الشعب فقد كان غائباً في التسريبات. و هذا المبدأ المركزي للسياسة الأمريكية عبّر عنه مروان مشير48 وهو اختصاصي في شؤون الشرق الأوسط يعمل لصالح منظمة (Carnegie Endowment) و مسؤول سابق رفيع المستوى في الحكومة الأردنية:" لا يوجد أي خطأ فكل شيء تحت السيطرة." باختصار إن دعمنا الحكام الديكتاتورين فماذا يهمنا غير هذا؟ ما قاله مشير عقلاني و يستوجب الاحترام, و نذكر على سبيل المثال قضية قريبة و وثيقة الصلة بما نقوله. ففي نقاش مغلق عام1958 عبّر الرئيس أيزنهاور عن قلقه من " حملة الكره" تجاهنا في العالم العربي و هو حقد من قبل الناس و ليس من قبل الحكومات. و قد بيّن مجلس الأمن القومي وجود اعتقاد في العالم العربي بأن الولايات المتحدة تدعم الديكتاتورين و تمنع الديمقراطية و النمو من أجل التحكم بمقدرات المنطقة. ويتضح, علاوة على ذلك, أن هذا الاعتقاد صحيح بشكل أساسي كما استنتج مجلس الأمن القومي الذي أوصى بما علينا فعله بالتحديد: أي تبني ما جاءت به مقولة مشير. يتوازى هذا مع نتائج الدراسات التي أجراها البنتاغون بعد الحادي عشر من أيلول التي أوضحت حقيقة ما يحدث بالضبط في هذه الأيام. من الطبيعي أن يرسل المنتصرون التاريخ إلى سلة القمامة و أن يتمسك به المنهزمون بشكل جدي, لذلك قد يكون من المفيد بمكان ذكر بعض الملاحظات المقتضبة بخصوص هذا الموضوع المهم. يمكنني القول بأن هذا اليوم ليس المناسبة الأولى التي تواجه فيها كل من مصر و الولايات المتحدة مشكلة متوازية و تتحركان فيها باتجاهين مختلفين فقد حصل الأمر عينه في بداية القرن التاسع عشر. جادل المؤرخون الاقتصاديون بأن مصر مرّت سابقاً بوضع مناسب للدخول في نمو اقتصادي متسارع بالتوازي مع الولايات المتحدة. فكلا البلدين امتلكا زراعة غنية بما في ذلك محصول القطن الذي كان وقود الثورة الصناعية. على نقيض مصر كان على الولايات المتحدة أن تطور إنتاج القطن و القوة العاملة فيه عن طريق الاستعباد والإبادة والعبودية التي تبرز تداعياتها الآن في ما يجري لمن نجوا و في عدد السجون التي ازداد منذ أيام ريغان من أجل إيواء الجماعات السكانية الفائضة التي خلّفها أفول هذه الصناعة . هناك فرق واحد أساسي بينهما وهو أن الولايات المتحدة حصلت على استقلالها و بالتالي أصبحت حرة في تجاهل ما أتت به النظرية الاقتصادية التي قدمها آدم سميث(Adam Smith) بشكل أدق مما يُعبر عنه اليوم من قبل الدعاة إلى مجتمعات متطورة. جادل سميث بأن على المستعمرات المحررة في الولايات المتحدة تصنيع المنتجات الأولية للتصدير و استيراد صناعات بريطانية متفوقة في الوقت عينه, و بالطبع لا يجب أن لا تقدم هذه المستعمرات أبداً على محاولة احتكار السلع الرئيسية بالأخص احتكار سلعة القطن. و كان من شأن اتخاذ منحى آخر مخالف (محاولة المستعمرات المحررة احتكار السلع ) التسبب بإعاقة. فقد حذر سميث شعوب المستعمرات من أن اتخاذ هذا المنحى المخالف لن يسهل التنامي المتزايد في قيمة الإنتاج السنوي وسيكون عائقاً بدلاً أن يكون ترويجاً لنمو بلدهم باتجاه امتلاك ثروة و عظمة حقيقيتين. و حين استقلت المستعمرات أصبحت حرة في تجاهل النصيحة و اتباع طريقة بريطانيا في التطور المستقل الذي تتحكم به الدولة. و لذلك ارتفعت التعرفة لحماية الصناعة من المستوردات البريطانية و في مقدمتها ارتفعت تعرفة الصناعات النسيجية و لاحقاً الصلب و غيرها وتم تطوير العديد من الأدوات أخرى بغية دفع وتيرة النمو الصناعي. سعت أيضاً الجمهورية الأمريكية المتحدة حينذاك إلى الحصول على احتكار القطن من أجل " وضع باقي الأمم كلها تحت أقدامنا", بالتحديد وضع العدو البريطاني "تحت أقدامنا", كما أعلن الرؤساء الجاكسونيون عندما كانوا يحتلون تكساس و نصف المكسيك. بالنسبة لمصر فقد أُعيق منحى مشابه من قبل القوة البريطانية حين أعلن اللورد بالمرستون (Lord Palmerston ) بأنه " لا يجب أن تعترض أي أفكار عن العدالة (عدالة تجاه مصر) الطريق أمام مصالح بريطانيا الكبرى و المهمة و ضرورة حماية هيمنتها الاقتصادية و السياسية. و قد عبّرت بريطانيا عن "كرهها" " للبربري الجاهل" محمد علي الذي سعى بكل جرأة للحصول على الاستقلال, لذلك استخدمت بريطانيا الأساطيل و القوة المالية من أجل سحق سعي مصر للاستقلال و النمو الاقتصادي. بعد الحرب العالمية الثانية و حين أصبحت الولايات المتحدة القوة العالمية المهيمنة بدلاً من بريطانيا تبنت واشنطن الموقف ذاته, و أوضحت تماماً بأنالولايات المتحدة لن تقدم أي مساعدة أو عون لمصر ما لم تلتزم الأخيرة بقوانين الطرف الضعيف المتعارف عليها. هذا الطرف الضعيف الذي استمرت الولايات المتحدة بانتهاك حقوقه من خلال فرض تعرفة مرتفعة حتى تعيق إنتاج القطن المصري و تتسبب باستنفاذ عجز الدولار حسب التحليلات المعتادة و وفق معايير السوق. إذاً ليس من الغريب أن "حملة الكراهية" تجاه الولايات المتحدة و التي أثارت قلق أيزنهاور استندت على الاعتقاد بأن الولايات المتحدة وحلفاؤها يساندون الديكتاتوريين و يمنعون الديمقراطية و التنمية. يجب أن نضيف و ي دفاع عن آدم سميث أن الأخير أدرك ما سيحدث في حال اتبعت بريطانيا قوانين الاقتصاديات الثابتة التي تدعى الآن ب "الليبرالية الجديدة". فهو من حذّر بأنه في حالة توجه المصنعون و التجار و المستثمرون البريطانيون إلى الخارج فأنهم سيربحون و لكن بريطانيا ستعاني. كان لدى سميث أملاً بأن المصنعين و التجار سيتحيزون للوطن, بالتالي و بيد خفية, سيوفرون على بريطانيا ما قد تؤدي إليه العقلانية الاقتصادية الداعية للتوجه إلى الخارج. من الصعب تفويت هذا المقطع ففيه الإشارة إلى العبارة الشهيرة "يد خفية في ثروات الأمم" (عنوان أحد كتب آدم سميث المثيرة للجدل). ينتهي ديفيد ريكاردو(David Ricardo), مؤسس آخر للاقتصاديات الكلاسيكية, إلى النتائج نفسها آملاً أن يقود التحيز للوطن رجال الأعمال إلى " الاقتناع بأرباح منخفضة في بلدهم بدلاً من السعي إلى استغلال أكثر ربحاً لثرواتهم في البلاد الأجنبية و هي ثروات ستشعره بالأسى في حال واجهت التراجع". لكن بغض النظر عن توقعاتهم فإن حدس الاقتصاديين التقليديين كان صائباً و سليماً. يمكن مقارنة حراك الديمقراطية في العالم العربي أحياناً بما حدث في أوربا الشرقية في 1989 و لكنها ستكون مقارنة على أرضية أقل صلة بين الحدثين. ففي عام 1989 قمع الروس حراك للديمقراطية مدعوم من القوى الغربية بما ينسجم مع العقيدة الأساسية التي تقول بتوائم الديمقراطية مع الأهداف الاقتصادية والإستراتجية الغربية. آنذاك عَدّت القوى الغربية هذا الحراك انجازاً نبيلاً و حظي بالكثير من الشرف مقارنة بما حصلت عليه صراعات أخرى جرت في المرحلة نفسها كالصراعات الشعبية" الداعمة لحقوق الإنسان الأساسية لشعوب أمريكا الوسطى" حسب كلمات رئيس الأساقفة آل سلفادور الذي اغتيل و هو واحد من مئات آلالاف ضحايا القوة العسكرية المسلحة و المدّربة من قبل واشنطن. لم يكن هناك غورباتشوف في الغرب خلال هذه الأعوام المرعبة و لا يوجد غورباتشوف الآن أيضاً و لكن تبقى القوى الغربية معادية للديمقراطية في العالم العربي لأسباب وجيهة. تستمر عقائد المنطقة الكبرى بالامتثال للأزمات والمواجهات المعاصرة ووفق مجامع صناع السياسة الغربية و التعليقات السياسية. يشكل الآن التهديد الإيراني الخطر الأكبر على النظام العالمي و بالتالي يجب أن يشغل هذا التهديد الاهتمام المحوري في سياسة الولايات المتحدة الخارجية و أوربا التي تنتهج السياسة الأمريكية بكل تهذيب. ما هو بالتحديد التهديد الإيراني؟ هناك جواب رسمي على هذا السؤال يقدمه كل من البنتاغون و الاستخبارات الأمريكية (CIA). ففي تقرير عن الأمن العالمي العام الماضي أوضحوا بأن تهديد إيران ليس عسكرياً و استنجوا بأنّ الإنفاق العسكري الإيراني "منخفض نسبياً مقارنة بمثيله في بقية المنطقة", و بأن عقيدة إيران العسكرية لا تتعدى كونها " دفاعية و مصممة لإعاقة أي احتلال و فرض حل دبلوماسي في حال وجود أعمال عدائية." حسب اقتباسات الجميع فما تملكه إيران حقاً هو " قدرة محدودة لإبقاء مجال الاحتمالات مفتوح أمام ممارسة القوة خارج حدودها", و مع اعتبار الخيار النووي فإن " برنامج إيران النووي و قابليته للإبقاء على احتمالات مفتوحة لتطوير أسلحة نووية جزء أساسي في إستراتجيتها الرادعة". بلا شك هذا النظام الديني القاسي يشكل تهديداً على شعبه بالرغم أنه بالكاد يضاهي ما يفعله حلفاء أمريكا في هذا المجال و لكن هذا التهديد غير حقيقي على صعيد آخر و نذير شؤم في الواقع. هناك عنصر واحد يجب ذكره و هو أنّ القدرة الرادعة لإيران و أي محاولة من قبلها لممارسة سيطرة غير شرعية قد يشكلان عائقاُ أمام حرية عمل الولايات المتحدة في المنطقة. من الواضح بما لا يخفى سبب سعي إيران لامتلاك قدرة رادعة فنظرة واحدة إلى القواعد العسكرية الأمريكية و النفوذ النووي في المنطقة كافٍ لشرح السبب. منذ سبعة أعوام مضت كتب المؤرخ العسكري الإسرائيلي مارتن كريفلد (Martin van Creveld)3 بأن " العالم شهد كيف هاجمت الولايات المتحدة العراق من أجل لا شيء كما ظهر لاحقاً. لهذا فإن لم يحاول الإيرانيون صناعة أسلحة نووية فهم مجانين." خاصة و أنهم تحت تهديد مستمر بالتعرض لهجوم يخرق ميثاق الأمم المتحدة. لكن سواء فعلوا هذا أم لا سيبقى السؤال مفتوحاً أمام الاحتمالات, لكن على الأغلب هم يفعلون ذلك. و الخطر التي تشكله إيران يتجاوز سياستها الرادعة فهي تسعى إلى توسيع نفوذها في البلدان المجاورة كما يؤكد البنتاغون و السي آي ايه, و هو توسع " يُضعف استقرار" المنطقة وفق المصطلحات التقنية لخطاب السياسة الأمريكية الخارجية. في الحين نفسه يعتبرون غزو الولايات المتحدة و الاحتلال العسكري لجيران إيران " تحقيق استقرار" و ينظرون إلى جهود إيران لمد نفوذها على هذه المناطق " إضعاف لهذا الاستقرار" و لهذا اعتبروه توسعاً غير شرعي. مثل هذا الاستخدام المزدوج للمصطلحات شائع, و على الأغلب استخدم محلل السياسية الخارجية البارز جيمس تشاس مصطلح " الاستقرار" بمعناه التقني عندما وضّح بأنه و من أجل تحقيق "الاستقرار" في تشيلي فمن الضروري " إضعاف استقرار" البلد ( من خلال الإطاحة بحكومة الليندي المنتخبة و وضع ديكتاتورية بينوشيه بدلاً منها). هناك مصادر قلق أخرى مثيرة للاهتمام أكثر من قضية توسع إيران لكن يكفي على الأغلب كشف المبادئ الأساسية و وضعها في ثقافة امبريالية كما أكد المخططون أيام روزفلت حين أرسيت عقيدة النظام العالمي المعاصر القائلة بعدم تحمل للولايات المتحدة " لأي ممارسة مستقلة للسيادة" بما يتعارض مع مخططاتها العالمية. تتحد كل من الولايات المتحدة و أوربا في معاقبة إيران من أجل التهديد الذي تضعه على الاستقرار و لكن من المفيد أن نتذكر كم هم معزولون في موقفهم. فقد دعمت الدول غير المتحيزة بحماسة حق إيران في تخصيب اليورانيوم و في المنطقة يبدو أن الرأي العربي العام يفضل بشدة أن تمتلك إيران أسلحة نووية. هذا و قد صوتت قوى إقليمية كبرى كتركيا ضد حركة العقوبات الأمريكية الأخيرة في مجلس الأمن بالتوازي مع البرازيل – البلد الأكثر إثارة للاحترام في أمريكا الجنوبية. و لكن هذا العصيان سبب لهم توبيخاً لاذعاً ليس الأول من نوعه. فقد كانت تركيا محط للإدانة المريرة في 2003 عندما حققت الحكومة إرادة 95% من الشعب و رفضت المشاركة باجتياح العراق؛ هذا يعني بأن قبضتها الديمقراطية ضعيفة حسب التعريف الغربي للديمقراطية. تلقت تركيا, بعد إساءتها للتصرف في مجلس الأمن العام الماضي, تحذيراً من فيليب غوردن و هو دبلوماسي رفيع المستوى خاص بالشؤون الأوربية. و من جهته استطرد أوباما تحذير فيليب غوردن قائلاً بأنه يتوجب على تركيا "أن تظهر التزامها بالشراكة مع الغرب". و قد تساءل أحد الباحثين في العلاقات الخارجية للمجلس عن " كيفية إبقاء الأتراك على المسار؟" يتبعون الأوامر كديمقراطيين جيدين. ظهر عتب على رئيس البرازيل "لولا" في عنوان بجريدة النويورك تايمز حيث أظهرت الجريدة جهود "لولا" المشتركة مع جهود تركيا في سبيل تقديم حل لقضية تخصيب اليورانيوم خارج إطار قوة الولايات المتحدة على أنها " وصمة عار في إرث القائد البرازيلي". باختصار: افعلوا ما نقول و إلاّ. يتحدث العدد الحالي لمجلة " فورن أفيرز"(Foreign Affairs): " يتضح عرضياً و بشكل لافت احتمالية أن أوباما وافق مقدماً على الاتفاق الإيراني – التركي- البرازيلي بناءً على اعتقاد بأنه سيفشل. بالتالي فهو قد أشهر في وجه إيران سلاحاً أيدلوجياً و لكن عندما نجح الاتفاق تحولت هذه الموافقة إلى توبيخ. حاولت واشنطن التملص من موافقتها عبر قرار من مجلس الأمن و لكنه أتى قراراً ضعيفاً لدرجة أن الصين وقعت عليه فوراً و هي الآن معاقبة لأنها كانت على مستوى ما جاء فيه حرفياً و ليس على مستوى الأهداف الأحادية لواشنطن." في الحين الذي تحملت فيه الولايات المتحدة العصيان التركي بخيبة أمل لم يسهل عليها تجاهل موقف الصين. و حذرت الصحافة من أن " المستثمرين و التجار الصينيين يملؤون الآن فراغاً في إيران على شكل صفقات عمل من بلدان أخرى, بالتحديد, من بلدان أوربية و قد نجحوا " خاصة أنهم بدؤوا يوسعون دورهم المسيطر على صناعات الطاقة الإيرانية", و يظهر أن واشنطن رضخت لهذا الوضع بمسحة يأس. و قد حذرت وزارة الخارجية الأمريكية الصين بأنها في حال أرادت أن يقبلها المجتمع الدولي, و هذا مصطلح تقني يشير إلى الولايات المتحدة و كل من يتفق معها, فعليها ألا تلتف و تتهرب من المسؤوليات الدولية( الواضحة)؛ و نعني بذلك " أن تمتثل للأوامر الأمريكية". لكن من غير المرجح أن تتأثر الصين بهذا التحذير. يتعاظم القلق أيضاً من التهديد العسكري المتصاعد للصين. فقد حذر تقرير حديث للبنتاغون من ارتفاع إنفاق الميزانية العسكرية للصين إلى " خُمس ما أنفقه البنتاغون على الحروب في العراق و أفغانستان". و هذا بكل تأكيد بالكاد يرقى إلى مكافئ حقيقي مقارنة بنفقات الميزانية الأمريكية العسكرية. و تحذر جريدة النويورك تايمز من أن أي توسع في القوة العسكرية للصين قد يؤدي إلى " حرمان قدرة السفن الحربية الأمريكية من العمل في المياه الدولية قبالة شواطئ الصين ". إذاً حرمان الولايات المتحدة من العمل قبالة شواطئ الصين مما يعني أن تقلّص من قوتها العسكرية و تحرم بالمقابل السفن الحربية الصينية من العمل قبالة شواطئ الكاريبي. و يتضح أكثر " قصور" قدرة الصين في فهم قوانين "اللياقة الدولية" من خلال اعتراضها على خطط بناء حاملات طائرات جورج واشنطن العاملة بالطاقة النووية والتي تنضم إلى التدريبات البحرية على بعد عدة أميال من الشاطئ الصيني على أساس أنها قريبة و قادرة على ضرب بكين. على نحو مغاير يتفهم الغرب أسباب كل هذه العمليات التي تجريها الولايات المتحدة و التي يراها ضرورية من أجل حماية استقرار و أمن أمريكا. حيث يعبّر المحافظون الليبراليون الجدد عن قلقهم بأن " الصين قد أرسلت عشرة سفن حربية عبر المياه الدولية قبالة الجزيرة اليابانية أوكينوا". بالتأكيد هذا عمل استفزازي من قبل الصين, و هو استفزاز لا يمكن مقارنته أبداً بذلك الاستفزاز الذي تُغفل واشنطن ذكره حين حولت الجزيرة إلى قاعدة عسكرية لها متحدية بذلك الاحتجاجات الشعبية الكبيرة ضد وجودها على الجزيرة. هذا بالتأكيد ليس استفزازاً أبداً بناءً على أساس أننا نملك العالم. لنضع جانباً العقيدة الامبريالية المتأصلة فهناك أسباب وجيهة تدعو جيران الصين إلى القلق من قوتها العسكرية و التجارية المتصاعدة. على الرغم من أن الرأي العام العربي يدعم برنامج الأسلحة النووية الإيرانية فهذا لا يعني أننا يجب أن ندعمه. هذا و تزخر أدبيات السياسة الأمريكية الخارجية بالطروحات لمواجهة هذا الخطر. من أحد هذه الطروحات طرحٌ غير متداول إلا فيما ندر و يقوم على أساس الدعوة إلى قيام منطقة خالية من الأسلحة النووية في المنطقة. تكرر طرح هذا الحل خلال مؤتمر "منع انتشار الأسلحة النووية" ( NPT) في مركز الأمم المتحدة أيار الماضي. حيث دعت مصر بصفتها رئيسة مئة و ثمانية عشرة دولة في حركة دول عدم الانحياز إلى مفاوضات لقيام منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط, تماماً كما جاء في الاتفاق مع الدول الغربية عقب مؤتمر مراجعة اتفاقية عدم انتشار الأسلحة عام 1995. و كان الدعم العالمي لهذا الحل كبيراً جداً إلى درجة أن أوباما وافق عليه رسمياً على أساس أنه " فكرة جيدة". و لكن واشنطن أبلغت المؤتمر بضرورة تأجيل الموضوع حالياً. هذا و قد أوضحت الولايات المتحدة ضرورة استثناء إسرائيل. فما من داع لوضع البرنامج النووي الإسرائيلي تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أو نشر أي معلومات بخصوص " المنشئات و النشاطات النووية الإسرائيلية". و لا يسعنا القول إلّا أن هذه طريقة بعيدة كل البعد عن طريقة التعامل مع الخطر النووي الإيراني. بما أن عقيدة المنطقة الكبرى مستمرة فإن القدرة على تطبيق هذا الحل تراجعت. وصلت قوة الولايات المتحدة إلى أقصاها بعد الحرب العالمية الثانية و ذلك عندما امتلكت نصف ثروة العالم تماماً. و لكن هذا تراجع في الوقت التي تعافت فيه اقتصاديات صناعية أخرى من دمار الحرب ومضت مرحلة ما بعد الاستعمار في طريق التعافي المؤلم. مع بداية عام 1970 انخفضت حصة الولايات المتحدة من الثروة العالمية إلى حوالي 25% و أصبح العالم تحت سيطرة ثلاثية القطب تتضمن أمريكا الشمالية و أوربا و أسيا الشرقية التي كانت اليابان مركزها حينئذٍ. حدث أيضاً تغيير كبير في الاقتصاد الأمريكي منذ سبعينيات القرن الماضي و هذا التغيير كان باتجاه مزيد من الدعم المالي و تصدير الإنتاج. ليس لدينا الوقت الكافي للخوض في التفاصيل و لكن هناك مجموعة من العوامل تلاقت و أنتجت حلقة مفرغة من التركيز الراديكالي للثروة و بالأخص بأيدي القسم الأعلى ل 1% من السكان من مدراء تنفيذيين و من على شاكلتهم. و أدى هذا التركيز الاقتصادي إلى تركيز سياسي, أي تركيز السياسة الحكومية, من أجل مزيد من التركيز الاقتصادي و ذلك عن طريق انتهاج سياسات خاصة بالخزينة و قوانين محابية تدعم سيطرة الشركات و تحرير القيود و غيرها الكثير. و ارتفعت خلال هذا الوقت تكلفة الحملات الانتخابية بشكل كبير مما دفع الأحزاب إلى الجيوب حيث يتركز رأس المال و المقدرات المالية المتزايدة. اندفع الجمهوريون أولاً بقوة و لحقهم الديمقراطيون ممن باتوا يعرفون الآن بالجمهوريين المعتدلين. أصبحت الانتخابات تمثيلية تديرها صناعة العلاقات العامة. فبعد فوزه في انتخابات 2008 ربح أوباما جائزة من هذه الصناعة عن فئة أفضل تسويق لحملة انتخابية ذلك العام. و كان المنتجون سعداء جداً و أوضحوا في صحف الأعمال بأنهم يسوقون المرشحين مثل أي سلعة أخرى منذ عهد ريغان و كان تسويق عام 2008 أعظم انجازاتهم و مما سيغير بلا شك من أسلوب عمل مجلس الشركة. يتوقع المراقبون أن تكلف انتخابات 2012 حوالي 2 بليون دولار و معظمه تموله الشركات و هنا لا نتعجب من اختيار أوباما لقادة رجال الأعمال لشغل مناصب رفيعة. هذا كله و الشعب غاضب و يائس و لكن ما دام "مبدأ المشير" يحكم فهذا لن يكون بذي أهمية؛ فالثروة و القوة تركزتا بشدة و تراجع مدخول الغالبية الكبرى من السكان التي بالكاد تدبر أمورها مع ساعات عمل متزايدة و ديون و تضخم و دمار ناجم عن الكوارث المالية التي تحل منذ تم تفكيك الجهاز الناظم للاقتصاد في ثمانيات القرن الماضي. كل ما نقوله لا يعتبر مشكلة بالنسبة للأغنياء جداً ممن ينتفعون من سياسة التأمين الحكومية التي تدعى سياسة " أكبر من أن تفشل". يمكن للبنوك و شركات الاستثمار القيام بتعاملات خطيرة و يحققون بذلك عوائد ثمينة و لكن عندما ينهار النظام حكماً سيطلبون من الحكومة الراعية المساعدة من مال دافعي الضرائب بينما يمسكون بنسخهم من كتب (Hayek) و( Milton friedman). لقد كان هذا المسار الطبيعي منذ عهد ريغان و كل أزمة أتت كانت أخطر من سابقتها و أقصد هنا أخطر على الناس. يوجد الآن, بالنسبة للكثير من السكان,عطالة حقيقية عن العمل تكاد تصل إلى مستويات الكساد. و في الحين عينه أصبح أحد المهندسين الرئيسين للأزمة الحالية أغنى من قبل. فقد أعلن غولدمان ساكس(Goldman Sachs)26 مؤخراً عن تعويض قيمته 17.5 مليار دولار للعام الماضي و تلقى المدير التنفيذي في الشركة لويد بلانكفين علاوة قدرها 12.6 مليون دولار بينما راتبه الأساسي أكثر من ذلك بثلاثة أضعاف. ليس من المجدي التركيز على حقائق كهذه فالدعاية المغرضة سعت على مدى شهور قليلة خلت إلى لوم آخرين في قطاعات العمال العام على أساس أن رواتبهم كبيرة و تقاعدهم باذخ و هكذا دواليك. كل هذا مجرد أوهام تماماً مثل وهم الصورة الريغانية النمطية التي أظهرت الأم السوداء تركب سيارة ليموزين و هي في طريقها لقبض شيكات الرعاية بالإضافة إلى نماذج أخرى لا داعٍ لذكرها الآن. إذا يجب علينا جميعاً شد أحزمتنا ربما ليس جميعنا بل غالبيتنا كما هي حقيقة الأمر. يشكل المعلمون بالتحديد هدفاً جيداً للدعاية المغرضة لأنهم جزء من الجهد المدروس الساعي إلى تدمير نظام التعليم العام من دور الحضانة إلى الجامعات و ذلك عن طريق خصخصة قطاع التعليم. مجدداً هذا جيد للأغنياء و لكنه كارثي على الناس و على الصحة المديدة للاقتصاد أيضاً. و يبقى هذا مجرد أمر واحد من الأمور الجانبية غير المهمة لصناع القرار ما دام مبدأ السوق هو ما يسود حقاً. يشكل المهاجرون أيضاً هدفاً آخراً دائم و رائع للدعاية المغرضة. تتضح حقيقة هذا عبر تاريخ الولايات المتحدة و بشكل خاص في أوقات الأزمات الاقتصادية حين يتعاظم شعور الغضب من أن البلد يؤخذ منا ( نحن السكان البيض) فالسكان البيض سيصبحون أقلية قريباً. يمكن أن يتفهم المرء الغضب أو الأفراد الغاضبين و لكن قساوة هذه السياسة مفجعة فمن هم يا ترى المهاجرون المستهدفون؟ يتكون السواد الأعظم للمهاجرين في ماسيتشوتس الشرقية (Eastern Massachusetts) حيث أقطن من المايان الهاربين من المجازر في الأراضي الغواتمالية, و هي مجازر قام بها قتلة محببين لريغان و مهاجرون آخرون هم ضحايا مكسيكيون لاتفاقية( NAFTA)27. حيث استطاعت هذه الاتفاقية الخاصة التي وقعها كلينتون إيذاء العمال في كل من البلدان الثلاث المشاركة. و لقد تم التخلي عنها أثناء اعتراض عام للكونغرس في عام 1994. أطلق كلينتون بعدها حملة عسكرة للحدود الأمريكية المكسيكية التي كانت فيما مضى مفتوحة تماماً. كان من المعتقد بأن المزارعين المكسيكيين لا يستطيعون منافسة الصناعات الأمريكية و بأن الشركات المكسيكية لن تنجو من المنافسة مع الشركات الأمريكية المتعددة الجنسية, هذه الشركات التي يجب أن تُمنح " معاملة وطنية" من قبل المكسيك وفق شروط الاتفاقيات المضللة للتجارة الحرة. و كان امتياز تلقي "معاملة وطنية" يُمنح فقط إلى شخصيات الشركات و ليس إلى أناس من لحم و دم. لا يفاجئنا أن تقود هذه الإجراءات إلى طوفان من اللاجئين اليائسين و إلى تصاعد هيستريا معاداة المهاجرين من قبل ضحايا سياسات الدولة/الشركات في أمريكا. يبدو أن هذا ما يحدث في أوربا أيضاً حيث التفرقة العرقية أكثر عنفاً منها في الولايات المتحدة. لا يملك المرء إلا أن يراقب بتعجب كيف تشتكي ايطاليا من تدفق اللاجئين من ليبيا و هو يشبه مشهد المجزرة الأولى للحكومة الايطالية الفاشية بعد الحرب العالمية الأولى في الشرق المتحرر الآن. أو عندما غضت فرنسا,الحامي الأساسي للديكتاتوريات الوحشية في مستعمراتها السابقة حتى اليوم, عن أعمالها الوحشية البشعة في أفريقيا و في الوقت نفسه يحذر ساركوزي بشراسة من " طوفان المهاجرين" بينما تعترض ماريان لي بن (Marine Le Pen ) بأن ساركوزي لا يفعل شيئاً حيال الموضوع. و لا أحتاج لذكر بلجيكا التي قد تربح جائزة على " اللاعدالة البربرية الخاصة بالأوربيين" كما دعاها آدم سميث. إن ظهور الأحزاب الفاشية الجديدة في معظم أوربا سيكون ظاهرة مخيفة حتى لو لم نستعرض ما حدث على القارة في الماضي القريب. فقط تخيل ردة الفعل لو أن اليهود طُردوا من فرنسا إلى البؤس و القمع و راقب حينها غياب أية ردة فعل عندما يحدث هذا في روما لأناس هم أيضاً ضحايا المحرقة و ضحايا أكثر الأوربيين تجرداً من الإنسانية. في هنغاريا حصل حزب جوبيك (Jobbik ) الحزب الفاشي الجديد على 17% من الأصوات في الانتخابات العامة. ربما هذا لا يثير العجب في حين ثلاث أرباع السكان تهاجر و أوضاعهم أسوأ مما كانت عليه أثناء الحكم الشيوعي. قد نشعر بالراحة لفوز اليميني المتطرف غورغ هيدر(Jörg Haider) بنسبة 10 % فقط من الأصوات في2008 في النمسا و لم يكن هذا ليحصل لو لم يطوقه حزب الحرية الجديد. أما لو بقي في أقصى اليمين المتطرف لربح أكثر من 17% من الأصوات. ما يثير القشعريرة أن نتذكر أنه في عام 1928 ربح النازيون الانتخابات في ألمانيا بنسبة أصوات أقل ب 3%. أما في بريطانيا فيعد كل من الحزب البريطاني الوطني و عصبة الدفاع البريطانية في الجناح اليميني المتعصب عرقياً من أكبر القوى و ما يحدث في هولندا تعرفونه جيداً. في ألمانيا كان اتهام ثيلو سارازين (Thilo Sarrazin) للمهاجرين بأنهم يدمرون ألمانيا من أكثر الكتب مبيعاً على الرغم من أن المستشارة أنجيلا ميريكل (Angela Merkel) أدانت ما جاء في الكتاب, لكنها في الوقت عينه أعلنت بأن سياسة التعددية الثقافية " قد فشلت فشلاً ذريعاً", فقد فشل الأتراك المستوردون للقيام بالأعمال القذرة في التحول إلى أصحاب بشرة بيضاء و عيون زرقاء و بذلك فشلوا في التحول إلى آريين حقيقيين. وسيتذكر من يملك حس السخرية بنجامين فرانكلين (Benjamin Franklin) أحد الشخصيات القيادية في فترة التنوير. لقد حذر فرانكلين بأن على المستعمرات المحررة حديثاً الحذر من السماح للألمانيين بالهجرة لأنهم من ذوي البشرة القذرة(Swarthy) و السويديين أيضاً على حد سواء. كانت الخرافات السخيفة عن نقاء الأنغلوساكسونين منتشرة في أمريكا خلال القرن العشرين و من بينها تلك التي تناولت الرؤساء و شخصيات قيادية أخرى. أصبحت التفرقة العرقية في الثقافة الأدبية فحش واضح و نحن بغنى عن القول أن الوضع أسوأ على أرض الواقع. قد تكون قدرتنا على التخلص من شلل الأطفال أكبر من قدرتنا على التخلص من هذا الوباء المرعب و الذي يتكاثر شيئاً فشيئاً في أوقات المحن الاقتصادية. بهذا أكون بالكاد اقتربت من قشرة هذه القضايا الحرجة و لكن لا أريد أن أختم دون ذكر قضية أخرى تلقى الرفض في أنظمة السوق و هي قضية مصير و مستقبل الأنواع. يمكن علاج الخطر الدائم في النظام المالي بواسطة دافعي الضرائب و لكن لن يقدر أحد على إنقاذ البيئة إن دُمرت و أن يحصل دمار البيئة على يد المؤسسات أقرب إلى الحقيقة. يستوعب قادة رجال الأعمال ممن يقومون بحملة دعائية لإقناع الناس بأن الاحتباس الحراري الذي يسببه البشر هو خديعة ليبرالية حجم هذا الخطر الكبير. و لكن من شأن نشر هذه المعرفة تقليص الأرباح القصيرة الأمد و حصة السوق و إن لم يستغلوها هم أحدٌ آخر سيفعل. قد يتحول هذا إلى حلقة مفرغة مميتة و لكي تعرفوا إلى أي مدى هذا الوضع خطير فقط ألقوا نظرة إلى الكونغرس الجديد في الولايات المتحدة الذي دخل العمل بقوة أموال الأعمال و الدعاية و غالبيتهم ممن ينكرون قضية المناخ. و ها هم قد بدؤوا باقتطاع التمويل الداعم لإجراءات من شأنها تخفيف الكارثة البيئية. و لكن الوضع أسوء بكثير فبعضهم من المؤمنين المتدينين. على سبيل المثال أوضح رئيس اللجنة الفرعية لشؤون البيئة أن الاحترار الكوني ليس مشكلة لأن الله وعد نوح بأن لا يتكرر الطوفان مرة ثانية. لو حدث هذا في بلد صغير و بعيد لضحكنا, و لكننا لا نضحك عندما يحدث في أغنى و أقوى البلدان في العالم. و قبل أن نضحك يجب علينا أن ألا ننسى بأن الأزمة الاقتصادية الحالية تعود بمقدار صغير إلى الإيمان المتعصب بهذه العقائد على اعتبار أنها فرضيات السوق الأكثر فاعلية, و هذا ما أشار إليه الحاصل على جائزة نوبل جوزيف ستيغليتز(Joseph Stiglitz) منذ خمسة عشر عام ب " الدين" التي يؤمن به السوق بشدة. هذا " الدين" الذي منع كل من البنك المركزي والاقتصاديين من ملاحظ الفقاعة الإسكانية التي تقدر ب 8 تريليون دولار و التي لا تستند أبداً على أساسيات اقتصادية و أدت في النهاية إلى تدمير الاقتصاد عندما انفجرت. كل هذا و الكثير أيضاً يمكن أن يستمر ما دامت عقيدة "مشير" مستمرة و ما دامت غالبية السكان سلبية و لا مبالية يلهيها الاستهلاك أو الحقد على الضعفاء, عندئذٍ فقط يستطيع الأقوياء أن يفعلوا ما شاءوا و من بقي سيُترك للتفكير بالعاقبة. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
|
( الجامية ) بين الله و السلطان ! موسى الصعب |
المجال مفتوح للأحبة من طلبة العلم الشرعي لمناقشة الزميل موسى الصعب.. عبدالعزيز قاسم كنت حينها في أواخر المرحلة الجامعية عندما تركت السكن أو (السجن ) الخارجي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز..لأعيش حياة المدينة بكل مكوناتها وشرائحها ، شعرت عند انتقالي بنسمات الحرية وأنا أقطن وأعيش في ( مجتمع) مفتوح مجتمع حقيقي متنوع من كل أطيافه وطبقاته بعد أن قضيت سنوات لا أرى إلا لوناً واحدا من المجتمع ..أراه في السكن في الجامعة في المسجد والمطعم وفي كل مكان .. انتقلت في تلك الفترة للسكن في أحد أحياء جدة العتيقة على ضفاف أحد أقدم الشوارع في جدة ( شارع باخشب ) الذي اشتهر بمكتباته الإسلامية وتسجيلاته المتناثرة حول مسجد الأمير متعب .. في الجانب ( الخلفي) من هذا الشارع وفي الطريق المؤدي إلى حيث أسكن كان يلفت انتباهي مكتبتان متجاورتان لكنهما تشذان عن بقية المكتبات ..في الموقع وفي شئ آخر ..حدثتني نفسي الأمارة ذات ليل أن أدخل أحداهما بالرغم أن المنظر العام لها لا يشجع من يمر من هناك على دخولها حيث تبدو بدائية في ترتيبها وعشوائية في تنظيمها ..دخلت ورأيت مجموعة من أشرطة الكاسيت قد وضعت على المدخل ويبدو أنها( أحدث الإصدارات عندهم) بالرغم من شكلها العتيق والساذج على غرار الإصدارات في التسجيلات والمكتبات الأخرى ..ليس هذا هو مالفت نظري فقط بل غالب العناوين التي وضعت لتك الأشرطة كثيراً منها يصدَر بكلمة ( الرد على ...) ثم يتبع ذلك اسم داعية أو أكثر من مشاهير الدعاة في المملكة ..اتجهت للداخل أكثر فإذا ليس هناك سوى قليل من الكتب منها التي في الشريعة ومنها كتب عبارة عن بحوث أو رسائل لبعض طلبة العلم ، وأشرطة أخرى متناثرة لبعض كبار العلماء وأشرطة قرآن كريم ..هذا تقريباً كل ما هو موجود بالمكتبة .. قد لا تسعفني الذاكرة الآن لأنقل ماحدث كما كان ..لكن لا أنسى ذلك الحوار أو الجدال الذي امتد ـ بدون ما أشعر ـ إلى أكثر من ثلاث ساعات متواصلة مع العاملين في المكتبة ( من جنسية عربية ) في مواضيع متفرقة في الشأن الدعوي ( المحلي ) وعن أبرز الشخصيات والقضايا الدعوية ولأول مرة استمع لحديث من هذا النوع بعد أن كنت أظننا في مجتمع ذي نسيج دعوي وعلمي واحد ..ولكن اتفاجأ الآن من كثير من الجرأة ( التي لم أتعود عليها ) من اتهام دعاة بل وعلماء ضمن هيئة كبار العلماء اتهامهم في الدين والمعتقد وانتمائهم لأحزاب وتيارات ابتدعوا لها تسميات وفصلوا لها أشخاص على مقاسها ، فهذا قطبي وهذا سروري وهذا ثوري ( هذه بالذات ما نسيتها منذ سمعتها لأول مرة ) !! لم أكد أصدق ما جرى وأنا أسمع عن علماء كبار كالشيخ ( عبدالله بن جبرين رحمه الله ) وهم يرمونه بأبشع التهم ويطعنون في عقيدته ..ناهيك عما دونه من الدعاة ..وأفظع من ذلك حينما يخادعون أنفسهم وغيرهم ويدعون أن ذلك هو منهج ( السلف ) ومنهج الشيخين ابن باز و ابن عثيمين رحمهما الله تعالى ، كيف ونحن منذ نشأتنا نسمع ونرى الشيخين ونقرأ لهما وما سمعنا ولا قرأنا من هذا الكلام شيئاً وهذا أكثر ما أثار حفيظتي تلك الليلة حيث يتم تزوير الحقائق واجتزاء الكلام ولي أعناق النصوص ..لأكتشف بعدها أن دخولي لهذا المكان في تلك الليلة وفي ذلك المكان المنزوي البعيد عن الأنظار وعن الأضواء إنما يمثل زيارة لم تكن مرتبة لفكر منزوٍ يعيش بعيداً عن وجه الحقيقة تم زرع أحد بذوره في ذاك المكان ..وأخرج منه لأجد الشارع بات مظلماً والمحلات قد أغلقت جميعها ..خرجت مستوحشاً جائعاً في تلك الساعة المتأخرة من الليل بعد أن أوصدت جميع المحلات أبوابها وتوقفت خدماتها وانتابني شعور كبير بالندم على هذه الزيارة التي لم انتفع منها ديناً ولا دنيا ! لم أخبركم عن المكتبة الأخرى المجاورة ..في الحقيقة تلك المكتبة لم تدم زمناً طويلاً بعد معرفتي بها ولا أعرف عنها شيئاً فكل الذي كنت أعرفه أنهما مكتبتان متجاورتان تخدمان نفس الفكر والتوجه تقعان في نفس الجانب المظلم من الشارع ، لكن كان بأسهما بينهما شديدا في أمور تفصيلية لم أكن على اطلاع دقيق بها وكل واحدة منها تدعي أنها أكثر ( سلفية ) من الأخرى وتكييل للأخرى التهم والأوصاف التي مؤداها هو البعد عن هذه السلفية ..!!! .................................... في بداية ثورات مايسمى الربيع العربي دار حوار طويل بيني وبين أحد من ينتمي إلى هذا الفكر على أمور وقضايا كثيرة كان من ضمنها موضوع الدفاع عن النفس وحرمة دم المسلم إبان قتل المتظاهرين ( السلميين) ، وحينما كان القتل يستحر في ليبيا آنذاك ويقتل النساء والأطفال والمدنيين من قبل قوات القذافي ..كان يستثيرني حديثه حول حرمة الخروج على ولي الأمر وتأسفه لما يجري على يد الخوراج ( حسب وصفه ) . وعندما أحدثه عن الأرواح التي أزهقت والدماء التي أريقت كان يشعرني بأن هذا في ( ميزانهم ) يهون إذا ما قورن بالخروج على ولي الأمر ..فأحدثه عن حرمة قتل المسلم ويحدثني عن حرمة الخروج !!! بل وصل الأمر إلى أنه كان يرى أن الإنسان مستباح الدم والمال بالنسبة للحاكم له أن يفعل فيهما ما يشاء ويستدل عليه بحديث ( وإن أخذ مالك وجلد ظهرك ) . فقلت له إن كان مستباح الدم والمال فهل هو مستباح العرض أيضا؟؟!! هنا سكت ولم يجب ..ثم سألته هل الحاكم يأثم على القتل أم لا ..وهل يجب القصاص منه إذا اعتدى على نفس بريئة ؟؟ طبعاً لم يجبني على تلك الأسئلة ..ولست حفياً بإجابته بقدر احتفائي بقناعتي التامة عن هذا الفكرة منذ ما يربو على عقد من الزمان وما تزيده الإيام إلا قناعة .. ولن أنسى حينما أرسلت لشخص آخر منهم مقطع فيديو لتلك الطفلة السورية البريئة التي وجدوها على قيد الحياة بعد رحيل أسرتها تحت الأنقاض إثر قصف قوات بشار الأسد لمنزلهم وهي تئن وتطلب الماء من شدة العطش ..كان رده على رسالتي بهذا النص ( جنوا على أنفسهم ...ارجو أن لا ترسل لي هذه المقاطع .. )!!! وأترك لكم التعليق ! ......................... إني على قناعة تامة أن هذا الفكر أو الفرقة التي اشتهرت باسم ( الجامية ) ـ وإن كانوا يهربون من هذ التسمية وينبذونها لكن ليحبوا لأنفسهم مايحبوه لغيرهم من الألقاب والتسميات ولو لمجرد التعريف فقط على أقل تقدير ـ هذه الفرقة يدور مركزية الإيمان والإسلام عندها على (الحاكم و السلطان ) فقط وتمتثل له بالولاء المطلق والطاعة المطلقة بل وتعادي وتوالي على هذه المركزية والأساس ..لست أبالغ حينما أقول هذا الكلام فالشواهد أكثر من تورد وتحصى وليس الغرض إيراد الشواهد ـ على كثرتها ـ بل هو الخيط الناظم بين جميعها . وانا هنا لا أعني حكماً شرعياً أو فقهيا يتعلق بطاعة الإمام والسمع له بالمعروف فهذا شئ معروف..بل أعني ماهو أعمق من ذلك وأخطر ، حينما تتحول مسالة من الدين وجزئية منه إلى الدين كله يوالى فيها أقوام ويعادى آخرون بسببها ويصبح الإيمان بها كتلة واحدة لا يقبل النقاش أو إيراد اختلاف المجتهدين حوله بل إنهم بهذا المفهوم شوهوا مذهب السلف في عموم تصوراته وأهمها في علاقة المسلم بربه حتى لتشعر عندما تسمع لهؤلاء أو تقرأ لهم أن غاية ما يطرحون ومابه يتمايزون عن غيرهم من المسلمين هو شغل أوقاتهم ودروسهم بتقرير حقوق الحكام والعلاقة بين الحاكم والمحكوم أكثر مما يتحدثون عن حق الله سبحانه مجرداً من كل شائبة ..أكثر مما يتحدثون عن علاقة العبد بربه وإخلاص العبودية له سبحانه دون أحد من خلقه ، لم أجد في مواقفهم مع بقية المسلمين ( من أهل السنة ) من غير المنتمين إليهم أي موقف يتخذ إلا وتجده مقروناً بالعلاقة بالحاكم والسلطان حتى جعلوا هذه العلاقة هي مقياس اسلام غيرهم بالنسبة إليهم أو ما يدعون أنه مذهب ( السلف) حتى لتتكون لديك صورة ذهنية أن مذهب السلف الصالح ليس له مكون أو حديث إلا في العلاقة بين الحاكم والمحكوم..فإذا اتخذت من غيرك موقفا بناءً على هذه العلاقة ولاءً أو براءً فأنت سلفي ، وإذا قمت بتبديع غيرك وتكفيره بناءً على مايعتقده في هذه العلاقة فأنت سلفي ..وهذا بدوره أعطى صورة أخرى لمذهب السلف واختزلها في صورة أحد طلبة العلم أو المنتسبين إليه يجمع مريديه في حلقة علم أو درس يكون مرتكزها على تبديع غيرهم وتضليلهم وتسفيه آرائهم ..فبات مذهب السلف ـ في فهمهم ـ هو أن تصبح لديك المهارة في النبش عن ما يعتقده الناس وإصدار الأحكام بناءً على ذلك فكلما جمعت عدداً كبيراً من الأشخاص أو الأعيان في رصيد نقدك فأنت حينها سلفي بامتياز..أما أن تبني علاقتك مع غيرك على أساس حسن الظن والبراءة الأصلية والتماس العذر فهذه قيم ومفاهيم ليست سلفية ! ويالله العجب !! والأعجب من ذلك حينما يتحدثون في مجالسهم ولقاءاتهم عن خطر التحزبات والجماعات وهم الذين ملأوا الدنيا تصنيفاً للناس وكتبهم وأشرطهم خير شاهد على ذلك ولم يسلم أحد من العلماء وطلبة العلم والدعاة إلا واخترعوا له اسماً يتنابزون به في مجالسهم بل حتى تلك الأسماء التي اخترعوها اشتقوها من اسماء أشخاص نصبوا لهم العداء وجعلوها عناوين لأشرطتهم ومغلفاتهم وكل ذلك بدعوى أن هذا هو الإسلام المتمثل في منهج السلف الصالح .. طالع فيما يكتبون ..بل حتى تغريداتهم في ( تويتر) تأملها جيداً لن تجدها تبني منهجاً واضحاً أو فكراً ستجدها اتخذت منابر للطعن في اسماء وأشخاص وأعلام فقط ..وهذا مايميزهم عن غيرهم حتى في هذا المجال ..غيرهم يكتب انطلاقا من أفكار وقناعات وهم ينطلقون من أسماء ، وأتحدى هنا أي قارئ لتغريداتهم أن يجدها تخلوا من ذلك أو من عبارات مثل ( فضيحة ...) ( ضلالات ....) ( أخطاء ...) ( كفريات ...) وهلم جراً وضع بدل النقاط اسم أي داعية أو طالب علم مشهور أو أي شخصية مشهورة تتحدث عن هم اسلامي ..غيرهم يتناقش الأفكار والمواضيع وهم يناقشون الأسماء فقط عليها يجتمعون وعنها يتفرقون ..وكله باسم ( السلفية ) أو مايسمونه أحياناً( جلسة سلفية ) ! هذا الهوس في الطعن في مخالفيهم أورثهم في المقابل شغفاً بالبحث عن مايسمى ( التزكية ) حتى صارهذا شغلهم الشاغل أيضاً وأسمى مطلب عندهم أن يحظى أحدهم بتزكية من عالم أو شيخ بل حتى في كتبهم ومؤلفاتهم يولون موضوع التزكية أو التقريظ اهتماماً ملفتاً للنظر وربما يهتمون به أكثر من مادة الكتاب نفسه وكأن تزكية المزكي هي تزكية من الله سبحانه يأمنون بعدها كل فتنة وارتكاس وصك غفران يوصلهم للجنة !! لقد أشغلوا الساحة الإسلامية منذ نشأتهم وإلى اليوم في نقاش قضايا تافهة وأمور جانبية وقشور جعلوها في صداراة مشروعهم على حساب قضايا الأمة الكبرى والمصيرية التي سكتوا عنها ولن تجد لهم فيها اسهاماً ..اشغلوا الساحة في حكم ( الأناشيد الإسلامية ) و ( المخيمات الدعوية ) أو المراكز الصيفية ..ثم بدأوا في تخوين حلقات تحفيظ القرآن الكريم والقائمين عليها وأطلقوا عليها أبشع الأوصاف والألقاب التي لا تخفى على كل من يقرأ إنتاجهم في ذلك .. ليس الغرض في هذه العجالة الوقوف والاستقصاء ومناقشة كل مايطرحون ..فمثل هذا لن يكفيه مقال واحد وسيضيع العمر في تتبع مالا فائدة ولا قيمة في الرد عليه ..لكن أن يكون هذا الفكر يظن ويعتقد أنه يمثل خلاصة منهج الأمة وأنه يمثل العقيدة الصافية التي عليها السلف الصالح فهذا تضليل للأمة وافتئات على منهج الأمة نفسها ، وللأسف لم أجد من يقف ويرد على هؤلاء انطلاقاً من هذا التصور الخطير والتشويه المتعمد لمذهب السلف ..حتى أصبحت تشعر عند اطلاق لفظ سلفي في العصر أنه انسان نذر نفسه في طاعة السلطان ومن مهمته في هذه الحياة هو الذب عنه في كل صغيرة وكبيرة وأن يؤلف الكتب ويقيم الدروس وحلقات العلم عن فضائل السلطان وطاعته وخطر انتقاده أو الإعتراض على حكمه ومحبته في السر والعلن وفي المنشط والمكره ..ألخ ! وأنا هنا لم آت بشئ من عندي ومن أحب الإطلاع على ما يكتبون وما يتحدثون فسيجد أن بينهم وبين الطوائف الإسلامية الأخرى ( التي صنفوها ) قضية طاعة الولاة قبل مناقشة أي قضية عقدية أخرى تتجاوز في سقفها الحدود الأرضية لتصعد وتناقش حق من في السماء تعالى وتقدس ...لذلك يندر جداً أن يتحدثوا عن اليهود ـ مثلاًـ أو عن النصارى وعن مشاريعهم في بلدان المسلمين أو حروبهم ( العقدية) المستمرة في أكثر من بلد اسلامي ..أو تجد لهم اهتماما في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام سواء عبر مكاتب الجاليات أو المؤسسات العالمية الإسلامية الأخرى بل على العكس تماما تجد هذه المؤسسات الإسلامية في قائمة وصدارة نقدهم وهجومهم ، أو أن تجد لديهم إسهاما في المؤتمرات الإسلامية التي تهتم بالقضايا الكبرى والعلاقة مع غيرالمسلمين أو حتى في الجوانب الخيرية الأخرى كجمعيات البر ولجان التنمية الإجتماعية أو مايعرف بمؤسسات المجتمع المدني على اختلاف أنشطتها .. إن تصوير العلاقة بين الحاكم والمحكوم على هذا النحو المغالي جداً وتجييره باسم السلفية هو جناية على السلفية نفسها وعلى العلاقة ين الحاكم والمحكوم أيضا ، فالحاكم في الإسلام له السمع والطاعة في المعروف وله النصيحة وعدم الخروج عليه وكل ذلك معروف في مظانه ..لكن الخطأ هو في التفسيرات التي وضعوها لكثير من هذه المعاني كمفهوم النصيحة أو الخروج حتى أدخلوا فيها ماليس منها أو أخرجوا منها ما هو فيها وغير ذلك من المعاني والمفاهيم .. حتى في جانب النصوص الشرعية المتعلقة بهذا الأمر جعلوها قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً..يحدثك بحديث ( أسمع وأطع وإن جلد ظهرك ..) لكن لا يحدثك بحديث ( الدين النصيحة ..لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) . يحدثك ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) لكن لا يحدثك مثلا بحديث ( من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق ) .. وغير ذلك من الشواهد التي ينتقون فيها من النصوص مايخدم فكرتهم ويتركون ـ عن عمد ـ ما يرونه مخالفاً لها ..بل إنهم يجادلون في موضوع كتوحيد الحاكمية لله مثلاً ويرون أن من يدعو إليه هو مبتدع وضال بينما ثم هم يجعلون هذه الحاكمية للسلطان ..تعالى الله .ففروا من تصور ظنوه خطئاً ليقعوا في خطأ أكبر منه ..والدليل الشرعي لديهم أن تذكر قول أو أكثر لواحد من علماء العصر ( بن باز ـ بن عثيمين ـ الألباني ) رحمهم الله . أما الإجماع عندهم فهو ما أجمع عليه هؤلاء الثلاثة ـ حسب زعمهم ـ لا شك في مكانة هؤلاء المشائخ الأجلاء ولكن الغرابة حقاً في طريقة الإستدلال لديهم والإستباط!! ومصطلح شرعي كـ( الخوارج) مثلاً لبسوا على الناس فيه وجعلوا المقصود منه هو فقط الخروج على الحاكم ، وكلنا يعرف صفات الخوارج الواردة في الأحاديث ككثرة الصلاة وقراءة القرآن وقتال أهل الإسلام وترك الكفار ..وغيرذلك من الصفات التي ليس منها هذه الصفة ..نعم كان من فعل الخوارج هذا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكن حين الإستدلال بالأحاديث يتركون الصفات الواردة ليستدلوا بفعل خارج النص أو يتركوا عموم اعتقاد الخوارج كالتكفير بالمعصية وتخليد صاحب الكبيرة في النار فيلبسون وصف شخص ما بالخارجي وهو لا يعتقد مثل هذا أصلا.. إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم التي جاء بها الإسلام علاقة ناصعة بينة يعرف فيها كل واحد ماله وماعليه يراقب فيها المحكوم ربه ومافي ذمته من بيعة لإمامه كما يراقب الإمام فيها الله سبحانه وماتحت سلطته من محكومين في علاقة تحكمها الشريعة وإليها الإحتكام وعقد بين طرفين يكفل حقهما..وليس هذا مقام التفصيل في ذلك ولا أنا من أهل الإختصاص فيه .. الله سبحانه وتعالى خلقنا لمقصد واحد عظيم أن نعبده لا نشرك به شيئا وأن لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله وأسمى معاني الحرية هي في عبادة الله وحده دون سواه وأن لاينطوي القلب على حب أحد أو الخوف منه كما هو لله وحده وجعل الناس سواسية لا فضل لأحدهم عن الآخر إلا في تقواه سبحانه .. ومن أراد الدعوة إلى الله سبحانه فليسلك بالناس طريق الله المستقيم ويعلق الناس بخالقهم والتأدب معه والخوف منه ولا يجعل لغيره من الخلق حظاً ولا نصيباً ، ولئن كثر المتحدثون عن ذنوب الشعوب في حق حكامها فقد قل من يتحدث عن تقصير العباد في حق ربهم ، ولئن كان هناك وعاظ يذكرون بالله فهناك أيضا وعاظ يزاحمونهم في ذكر حقوق الحكام مع كل موعظة ونصيحة .. والله الهادي لسواء السبيل ،،،،
موسى الصعب
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق