1 |
بمشاركة الشيخ الطريفي والدريس والشيباني
جميل فارسي وعبدالله الوطبان في (حراك)
المحتسبون وفقه الاحتساب
|
· ما هي مشروعية الاحتساب، ألا ينوط الأمر بالجهات المسؤولة كهيئة كبار العلماء أو هيئة الأمر بالمعروف أو حتى وزارة الشؤون الاسلامية؟
· هل ما قاله الشيخ أبا نمي لوزير العمل حيال مرض القصيبي جائز شرعا؟
· ماذا عن طريقته في امهال الوزير فقيه شهرا وإلا دعا عليه،هل هو من فقه الاحتساب؟
· هل المرأة فقط هي مناط الاحتساب،أين الميادين الآخرى للاحتساب؟
· ماذا عن محاربة الفساد والسؤال عن مصروفات الميزانية،والدعوة للحقوق،أليست هذه مجالات احتساب؟
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
2 |
هفنجتون بوست: 2013 سيشهد إعلان مصر "وطن ثالث" للفلسطينيين.. وإقامة فيدرالية بين غزة وسيناء تحت حكم الإخوان |
عبدالمنعم حلاوة
حذرت صحيفة هفنجتون بوست الأمريكية من أن خطة إقامة وطن ثالث للفلسطينيين في مصر والأردن قد بدأت تنفذ على أرض الواقع، وأن مصر ستُكون فيدرالية مع قطاع غزة، وتصبح بمثابة وطن ثانٍ لهم تحت حكم الإخوان المسلمين.
وأشار الكاتب الأمريكي مايكل شارنوف مؤسس ومدير مركز شارنوف للأبحاث السياسية، إلى أن مصر ستلعب دوراً كبيراً في عام 2013 من أجل مساعدة اسرائيل وأمريكا على تنفيذ خطتهم القديمة "وطن ثالث للفلسطينيين" في مصر والأردن، بدلاً من حل الدولتين "إسرائيلية وفلسطينية"، وأن مصر تحت حكم الإخوان المسلمين بدأت في منح فلسطينيي قطاع غزة بعض الامتيازات من أجل تنفيذ هذه الخطة.
وأكد الباحث الأمريكي أنه منذ تولي الرئيس محمد مرسي الحكم وبدأت مرحلة جديدة من العلاقات بين مصر وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس التي تعد الجناح الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين المصرية.
وتابع: "الفلسطينيون الآن يمكنهم دخول مصر عبر معبر رفح بدون تأشيرة لمدة ثلاثة أيام، والوقود ومواد البناء تدخل القطاع باستمرار إما من خلال المعبر الرسمي أو عبر أنفاق التهريب.
كما أعلنت حركة حماس أنه سيتم قريباً ربط غزة مع مصر بخط أنابيب للغاز الطبيعي وكذلك شبكة كهرباء موحدة.
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة المزيد من الإجراءات منها إقامة اتفاقية تجارة مع غزة، وبعد اكتمال هذه الإجراءات فسوف تعلن حماس استقلالها بقطاع غزة وهو ما ستوافق عليه اسرائيل وواشنطن، وبعدها تعلن إقامة فيدرالية مع مصر، والتي ستصبح الوطن البديل للفلسطينيين. http://www.alrassedonline.com/2013/01/2013.html |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
3 |
مركز مصر الفاطمية... مَن وراء بعث هويات الماضي؟ | ||||||||||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
علمانيو "باسم يوسف" وعلمانيو "الشعراوي" محمد طلبة رضوان
|
Jan 2013 1 علمانيو باسم هم معارضو الإخوان وخصومهم السياسيون
في اللقطة الأولى من الفيديو المزور الذي انتشر على المواقع الاجتماعية مقطع لباسم يوسف ينتقد فيه طريقة الإخوان والسلفيين هذه الأيام في تكفير مخالفيهم ومنافسيهم السياسيين، فإذا بمزوّر الفيديو يسحب الكلام ليلقيه في حجر الشيخ الشعراوي في حوار قديم له كان يردّ فيه على ادّعاءات علمانيي عصره بالجمع بين التدين والعلمانية، فيقول الشيخ إنهم كاذبون، وإنهم يفضّلون العمى عن رؤية واحد متدين، وتتوالى لقطات الفيديو المزوّر تزويرا فاضحا لتكشف عن أنفس ملؤها الكذب والتدليس، فكلما تحدث باسم عن سلوك الإخوان مع مخالفيهم استدعى المزور مولانا الشيخ الشعراوي في سياق مختلف، ليبدو وكأنه يرد على باسم يوسف، أو كأن باسم يسخر من الشعراوي.
ولكي ندرك مدى الافتراء على الحقيقة من أجل الكسب السياسي الرخيص فنحن نحتاج إلى إضاءة السياقين، سياق فيديو باسم يوسف وسياق فيديو مولانا الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه.
ولنسأل أنفسنا: من هم علمانيو الشعراوي الذين يقصدهم؟ علمانيو الشعراوي يعرّفهم هو بنفسه في الفيديو الذي أتى به المزور ليكون دليلا له، فإذا به دليل قاطع عليه "الكذب مالوش رجلين" يقول إمام الدعاة "بالحرف الواحد": "العلماني هو الذي يريد أن يعزل دين الله عن الحياة، مافيش حاجة اسمها دين"، ويستطرد في وصفهم فيقول ما مفاده إنهم كاذبون بشأن تدينهم وإنهم يفضّلون العمى عن رؤية متدين واحد.
هؤلاء من يقصدهم الشيخ الشعراوي، وهم موجودون منذ فجر نهضتنا الحديثة وحتى اليوم، وهم خصوم كل متدين يعرف دينه ويدرك أنه عقيدة وشريعة ومنهج حياة، وليس مجرد شعائر تعبدية وتسبيح وحوقلة، هم خصومنا وخصوم باسم يوسف وخصوم من يصفهم الإخوان بالعلمانيين، وخصوم كل من ينتمي صادقا إلى هذا الدين دون خلاف.
والسؤال: هل هؤلاء من يقصد باسم يوسف الدفاع عنهم، هل هؤلاء هم خصوم الإخوان والسلفيين الذين يتوجه باسم بالحديث إليهم؟ الإجابة بكل تأكيد "لا"!
إذن من هم علمانيو باسم يوسف؟ علمانيو باسم أو إن شئنا الدقة الذين وصفوا في زماننا بالعلمانيين لمجرد أن الإخوان والسلفيين قالوا عنهم ذلك، هم معارضو الإخوان وخصومهم السياسيون "عاطل في باطل" كلهم علمانيون، وكلهم -في رأي البعض- كفرة، وكلهم عدو للشريعة وكلهم يتصفون بأي حاجة في الدنيا تكرّه الناس فيهم، فينتخبوا الإخوان والسلفيين ولا ينتخبوهم!
خذ عندك عبد المنعم أبو الفتوح: إخواني سابق، عضو مكتب الإرشاد، نائب المرشد، كان أحد أبرز الوجوه المرشحة لتولي قيادة الجماعة لولا سيطرة التنظيم الخاص عليها، ابن من أبناء الحركة الإسلامية منذ نعومة أظفاره، لا يمكن أن يزايد على خلقه وتدينه وتاريخه المشرف عاقل، ولا يمكن أن يزايد شخص يتمتع بأقل درجة من درجات الإنصاف على وطنيته وإخلاصه للمشروع الإسلامي في شقه الإصلاحي -لا سيما إذا كان هذا الشخص من الإسلاميين الذين عرفوا أبو الفتوح عن قرب- ومع هذا كله فهو في نظر الإخوان المسلمين رجل خالف عهده مع الله!
وإيه كمان: رجل أحادي النزعة، مستبد، ديكتاتور، لا يقتنع إلا برأيه، مصاب بجنون العظمة "ده أبو الفتوح؟!!".
يعمل لصالح أجندة أمريكية، يهدد الثورة، صدامي، ضلع في مشروع التوريث "ده أبو الفتوح برضه؟!!!".
لسه: يعاني من مرض لن يمكّنه من القيام بمهام رئيس الجمهورية -خدت بالك؟؟- ولا يستطيع أن ينام إلا بعد الحصول على جرعة من الأكسجين عبر أجهزة التنفس الصناعي "حاجة تقطّع القلب!".
خلاص؟ لأ لسه: الجماعة جابوا من الآخر، وقالوا إن أبو الفتوح ليس مرشحا إسلاميا أصلا "كافر بقى، علماني، ليبرالي، هولوكوست، اللي تحسبه!!".
كل هذا قالوه عن الرجل في جلسات "وضوح الرؤية" "اسمها كده.. تخيل؟!!"
أما ما قيل عن الرجل على لسان اللجان الإلكترونية وتجار الدين والمنشورات التي وزّعت ضده في الشوارع، والشائعات التي تعاونوا فيها مع كل خصوم الرجل فحدّث ولا حرج: لو بقى رئيس هيقلّع نسوانكم الحجاب.. "ده أبو الفتوح؟!" هيدخّل الإخوان السجن عشان بيكرههم، هيفتح المعتقلات زي أيام عبد الناصر، هيطلع لكم بالليل وأنتوا نايمين ويكهربكم في أماكن حساسة.. قول زي ما انت عايز.. الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا.. اكذب لحد ما تتكيف.. واحلف بالله وبالمصحف وبرحمة أمك كمان.. المهم أبو الفتوح يخسر ومرسي ينجح وبعدين يحلّها ربنا!!
هذا واحد من علمانيي باسم يوسف الذين يحاول صاحب الفيديو المزور أن يساوي بينهم وبين العلمانيين الذين لم ينكروا علمانيتهم، والذين كانوا ينادون صراحة بعزل الدين عن الحياة، والذين كان يتحدث عنهم ويرد عليهم مولانا الشيخ الشعراوي.
ومن عينة أبو الفتوح: محمد حبيب، إبراهيم الزعفراني، كمال الهلباوي، مختار نوح، ثروت الخرباوي، وغيرهم الكثيرون وكلهم نالوا من الإخوان نصيبهم من الاتهام بالعلمانية والعمالة والخيانة وقيل عنهم المخلّفون، والمتساقطون على طريق الدعوة، وكل اللي قلبك يحبه!
هؤلاء قطاع إسلامي صريح من "علمانيي باسم"!!، إسلاميون أمام الله علمانيون أمام الإخوان!! أما القطاع الآخر فهم من يرفضون بدعة التصنيف ويعتبرونها من مخلفات ماضٍ أسود، ويتجاوزونها إلى صيغة تتكامل فيها دوائر الانتماء ولا تتقاطع أو تتنافر.
فهم مصريون حتى النخاع وعرب حتى النخاع ومسلمون حتى النخاع، ولا يتعارض فهمهم الواعي لدينهم مع عشقهم للحرية وتطلعهم إليها، مما يحلو للبعض تسميته بالليبرالية، ولا ميلهم للعدالة الاجتماعية ومناداتهم بحقوق الفقراء، مما ينسبونه للحس اليساري، ولا رغبتهم في تنزيه الدين عن المتاجرة به كورقة دعاية انتخابية لخداع البسطاء مما يسميه البعض بالعلمانية، وهي -إن صحت التسمية- العلمانية الجزئية التي أشار إليها المفكر الإسلامي الراحل عبد الوهاب المسيري حيث يستلهم أصحاب هذه الرؤية الإسلام فكرا وعملا وسلوكا بينما يرون الفصل بين الدعوي والسياسي ضرورة مصلحية واجبة ليعمل كل في مجاله الذي يحسنه.
ومن هؤلاء: وائل غنيم، بلال فضل، عبد الرحمن يوسف، أسامة غريب، مصطفى النجار، هبة رؤوف، نهى الزيني، وباسم يوسف نفسه.. وكلهم كانوا في نظر الإخوان أبطالا مغاوير وثوارا محترمين حين أيّدوا محمد مرسي في الإعادة، ثم تحوّلوا في غضون شهور قليلة إلى علمانيين، وعملاء وفلول، وماسونيين وكفرة، وإذا أردت المزيد فاسأل اللجان الالكترونية أو اسأل Google ولا يخبرك مثل Google!
ما فعله مزورو الفيديو هو استدعاء كلام باسم ودفاعه عن هؤلاء الشرفاء وتركيبه على كلام للشيخ الشعراوي قاله ردا على علمانيين حقيقيين ليبدو الأمر كما لو أن الشعراوي يرد على باسم ويفنّد حججه، في حين أن مولانا الشعراوي وباسم يوسف يقفان على أرضية واحدة، سواء من الذين يريدون فصل الدين عن الحياة وتهميشه وسجنه في المسجد، أو من الذين يتاجرون بدين الله ويتخذونه سلما للوصول إلى مطامعهم السياسية.
وللشيخ الشعراوي رأي شهير منتشر على الشبكة العنكبوتية يمدح فيه حسن البنا ويستهجن فيه موقف من جاءوا بعده وتعجّلوا ثمرة غرسه، ويدعو لهم بالمغفرة على ما فعلوا!
وله أيضا رأي واضح من الأحزاب التي تدّعي تمثيلها للإسلام يرد به على السائل: لماذا لا ينضم الشعراوي إلى حزب ديني، فيقول: "لأنني أرفض أن استجدي ديني في صندوق انتخاب، فديني لا أستجديه من غير خالقي.. لأن الانتماء إلى حزب ديني ليس من ركائز الإسلام، ولا يضر إسلامي شيئًا إن لم أنتمِ إلى هذا الحزب أو ذاك، فأنا مسلم قبل أن أعرف ذلك الحزب، وأنا مسلم قبل أن يتكون الحزب، وأنا مسلم بعد زواله، ولن يزول إسلامي بدون الأحزاب؛ لأننا كلنا مسلمون، وليسوا هم وحدهم من أسلموا".
ويكمل الشعراوي: "أرفض أن أنتمي إلى حزب يستجدي عطفي مستنداً على وازعي الديني، قبل أن يخاطب عقلي؛ لأنه حزب سياسي قبل أن يكون دينيا، وهو يمثّل الفكر السياسي لأصحابه ولا يمثل المسلمين".
والشيخ الشعراوي أيضا هو القائل: "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة، فإن كنتم أهل دين فلا جدارة لكم بالسياسة، وإن كنتم أهل سياسة فمن حقي ألا أختاركم ولا جناح على ديني"، وهو الكلام نفسه الذي كان يردده ولا يمل من تكراره مولانا الشيخ الثائر عماد عفت شهيد الأزهر الشريف.
هذا هو رأي الشيخ الشعراوي الذي يجرّونه معهم إلى مستنقع الكذب -نزّهه الله عن ذلك- إن الذين كذبوا على الشيخ الشعراوي وعلى باسم يوسف وحاولوا أن يستغفلوا الناس بالفيديو المزور لم يفعلوا ذلك بغرض التفنيد أو الرد أو الدفاع عن الحق كما يصور لهم خيالهم، وإنما هو نوع من الكذب الانتقامي الذي يعتبره علم النفس الحديث مرضا يستوجب العلاج، فهم في حقيقة الحال لا يحتاجون إلى انتقاد "باسم"؛ لأنهم لا يستطيعون إنما يحتاجون إلى العلاج من "باسم"، شفاهم الله.
ففي هذه الأحوال يتصوّر الكاذب أنه ينصر دينه بكذبه ويكذب "بما لا يخالف شرع الله" فيتبع منطق الوضاعين الذين كانوا يكذبون على رسول الله ويقولون القول وينسبونه زورا للنبي الكريم، فإذا سألهم الناس قالوا إننا نكذب "لرسول الله لا عليه". ورسول الله منهم براء، وهو القائل صلوات الله عليه: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
المدهش أن فيديو الإخوان والسلفيين المزور استدعى أيضا فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي مصر، ليحرجوا به باسم يوسف ويستخدموه في النيل منه، وعلي جمعة عند هؤلاء كما هو معلوم لمستخدمي يوتيوب بالضرورة، هو "الصوفي المبتدع الضال المضل الكذوب المخرف"، والألفاظ أنقلها بنصها من فيديوهات كثيرة تهاجم علي جمعة وتقدح في خلقه وفي دينه وفي عقيدته، وإذا أردت التثبت فاذهب إلى يوتيوب تجد ما يسرك وما لا يسرك!
فجأة تحوّل الصوفي الأشعري الضال إلى وسيلة للدفاع عن الإخوان والسلفيين وخالد عبد الله وأبو إسلام ومحمود شعبان ومحمد مرسي والعريان، فجأة تحول المخرف المبتدع إلى العالم الفاضل الجليل، لله درك يا باسم! لو هاجمك شارون لصار من أولياء الله الصالحين!!
أيها الأفاكون لو كنتم صادقين حقا فلا تكذبوا على الناس وتخلطوا الحق بالباطل ثم تدّعوا أن باسم يوسف يفعل المثل، وهو ادعاء كاذب فضلا عن كونه لا يعفيكم من العقاب لو افترضنا جدلا أنه حقيقي.. فالمسلم الحق الذي يحب الله ورسوله ويحمل منهج الله لا يكذب على من كذب عليه ولا يسرق من سرقه ولا يسب من سبه.
لقد كذبتم لأن الكذب هو الوسيلة الوحيدة لحفظ ماء الوجه، وجه الأحزاب التي تتاجر بفقر الناس وحاجتهم ومشاعرهم الدينية، ووجه فضائياتكم التي تطفح غلا وحقدا وكراهية وتدليسا وكذبا على الله وعلى الناس.
لقد كذبتم للعودة بالناس إلى المناضل خالد عبد الله الذي كان يؤيد جمال مبارك والذي يكذب أكثر مما يتنفس، لقد كذبتهم لأنكم أجبن من أن تواجهوا أنفسكم بحقيقتكم.
ولو كان باسم هو الكاذب حقا كما تزعمون فاعرضوا فيديوهات شيوخكم على الناس كاملة، دون اقتطاع.. وما أسهل أن تكشفوا كذب باسم وتضليله إن كان حقا يقتطع العبارات من سياقها ويقدمها للناس بمعاني غير التي حملتها، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فانشغلوا بعيوبكم وأمراضكم، واتركوا الناس لدينها ولوطنها ولثورتها التي ضيعتموها وأنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعا. http://boswtol.com/politics/prespectives/13/january/1/75432#.UOMMtk59mOc.facebook |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
5 |
مشاركات وأخبار قصيرة
|
أوباما يوقع قانوناً للتنصت على الأجانب بدون إذن قضائي يشمل المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني والاتصالات الإلكترونية الأخرى
الإثنين 18 صفر 1434هـ - 31 ديسمبر 2012م وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قانوناً لتمديد السماح للحكومة الأمريكية بالتنصت على المقيمين الأجانب في أمريكا بدون إذن قضائي، وذلك لمدة خمس سنوات. ويشمل القانون المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والأنواع الأخرى من الاتصالات الإلكترونية. http://www.alarabiya.net/articles/2012/12/31/257915.html ------------------------------------------
مصر: "الأمر بالمعروف".. ما بين الهيئة والائتلاف الخميس ، 03 كانون الثاني/يناير 2013، آخر تحديث 12:26 (GMT+0400)
القاهرة، مصر (CNN)-- نفت وزارة الداخلية المصرية أن تكون قد تلقت طلباً من شخص يدعي أنه مؤسس ما يسمى بـ"هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر"، لاعتماد الهيئة كخطوة للتطبيق الفعلي للشريعة الإسلامية، في الوقت الذي أكد فيه الأزهر أن مسؤولية الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، في أي مجتمع، تقع فقط على الدولة.
من جانبه، قال صاحب فكرة تأسيس "ائتلاف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، الشيخ هشام العشري، إنه لا يسعى إلى تأسيس "هيئة"، وإنما
يسعى إلى ما أسماه "مجرد ائتلاف"، لتصحيح "الفكرة السيئة" عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون هذا هو "دور الشرطة، تحت
إشراف فني من الأزهر الشريف." وذكر العشري أن هذا الائتلاف سيسعى إلى أن "تُحكم مصر بالشريعة الإسلامية، وأن يكون العقاب طبقاً للشريعة الإسلامية، وليس القوانين الوضعية،
كما أكد أن الائتلاف سيؤكد على ضرورة ارتداء الزي الإسلامي للرجال والنساء، وتحريم الخمور، كما أنه سينهى الناس عن الشرك والكفر، حتى لا
يموت الإنسان كافر غير موحد."
وطالب الشيخ العشري، في تصريحات تلفزيونية مساء الأربعاء، أوردها موقع "أخبار مصر"، الناس بعدم الخوف من فكرة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر، مشدداً على أن هدفه هو "تصحيح فكرة الناس"، وأن دوره سيكون "الإرشاد والتصحيح."
من جانبه، أكد مصدر في مشيخة الأزهر، رداً على ما تردد في إحدى الصحف المستقلة والقنوات الفضائية، على لسان شخص ليس من علماء الأزهر،
بسعيه لتأسيس ما يسمى "ائتلاف" أو "هيئة" للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، أن مسئولية ذلك تقع على الدولة، ولا دخل للشعب أو الأفراد بها.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المصدر قوله إن "علماء الأمة والمجامع الفقهية أكدوا أن هذا الأمر يعود للدولة لا الأفراد، وذلك منعاً لانتشار
الفوضى، ولتحقيق الاستقرار بالمجتمع"، وفق ما أورد موقع التلفزيون المصري. وشدد المصدر نفسه على "ضرورة الفهم الصحيح لآيات القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة"، وأن يقوم بها العلماء وذوو العلم، وأهمية إرجاع
الأحاديث النبوية لمصادرها الأصلية، منعاً لفوضى الفتاوى. http://arabic.cnn.com/2013/middle_east/1/3/egypt.islamists/index.html ------------------------------------------
قصة العلمانية مع الربيع العربي------------------------------------------
بكار»: لو خرجت دعوة «العريان» بعودة اليهود من البرادعي أو «موسى» لثارت الدنياMon, 31/12/2012 - 11:27 ·1
انتقد نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور السلفي، تصريحات الدكتور عصام العريان، زعيم الأغلبية بمجلس الشورى، والتي دعا فيها لعودة اليهود إلى مصر، وقال إنها «أمر لا يقبله عاقل». وكتب «بكار»، في تغريدات على حسابه الشخصي على «تويتر»، الإثنين: «لابد أن يحرص السياسي فضلا عن صاحب الموقع التنفيذي على مراعاة تصريحاته للسياق العام ولحال السامعين، وكلاهما كان غائبًا في تصريحات عودة اليهود». وأضاف: «ديننا حرم الظلم ضد أي مخلوق، لكن ما مناسبة الحديث الآن عن يهود كانوا في مصر؟ فارق بين تصريحاتك كمسؤول حزبي وبين كونك مستشارًا للرئاسة». وقال: «اتفق مع كل من يقول أن هذه التصريحات لو كانت خرجت من البرادعي أو موسى لثارت الدنيا، لكنني كما انتقدت تصريح الهولوكوست انتقد هذا التصريح أيضا». وأكد أنه الأولى أن نتحدث عن «شبابنا الذي يموت غرقا في هجرته للبحث عن لقمة العيش؛ وعن عقول مهاجرة نحلم بعودتها لبلادنا العربية، أما التسوية بين من أجبر على مغادرة أرضه بعد احتلالها وبين من هاجر إلى أرض مغتصبة محتلة أمر لايقبله عاقل». وأبدى «بكار» تفهمه لـ«الرأي المتخوف من ولاء اليهود غير المحسوم لمصر إن طلبوا العودة إليها، فلا يمكن أن ننسى فضيحة بنحاس لافون وغيرها كثير». كان عصام العريان طالب، في رسالة وجهها ليهود مصر، الذين يعيشون في إسرائيل والذين تم تهجيرهم بناء على قرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بـ«العودة إلى بلدهم مصر فهي أولى بهم من دولة ملوثة بالاحتلال»، على حد تعبيره، وكذلك «ترك المجال للفلسطينين للعودة بدورهم إلى أراضيهم التي سلبت منهم غصبًا». http://www.almasryalyoum.com/node/1350351 ------------------------------------------
سمر المقرن كثيرة هي الاتهامات التي تم توجيهها إلى الفكر القبلي، في كونه يتجه إلى قمع المرأة، ويعيش ضمن منظومة الموروثات السلبية التي تحتكر صورة المرأة في العيب والعار.. أنا هنا لا أنفي معاناة المرأة مع التهميش بسبب بعض الموروثات، إلا أنني في الوقت ذاته لا أرى في أن هذه الموروثات هي بسبب مجتمع القبيلة، لذا فهناك من يقول بضرورة إلغاء القبيلة والاتجاه إلى المجتمع المدني! في رأيي الشخصي، أن الفكر القبلي هو نتيجة لفكر مجتمعي سائد، لذا يختلف من منطقة لأخرى، وفيه الكثير من الإيجابيات لو نظرنا له بلغة العصر كمجتمع مدني لجماعة تشترك في عناصر مختلفة تحت مسمى قبلي واحد، بهذا نخرج بمؤسسة مدنية رائعة.. وهنا أُفضل أن آخذكم بمثال لواحد من هذه الإيجابيات، فمثلاً في جنوب المملكة نجد من نفس القبيلة طوائف مذهبية مختلفة، في الوقت ذاته، كل هذه الطوائف تنضم تحت لواء قبيلة واحدة، هذا الأمر ألغى معضلة كبيرة هي أساس شق الصفوف ألا وهي "الطائفية"، فأفراد القبيلة بالمنظور القبلي كلهم سواسية. http://www.al-jazirah.com/2013/20130102/ar5.htm ------------------------------------------ الأستاذ فهمى هويدى حين يخطئفقد شعب مصر المتفائل واحد من كبار رموز التفاؤل في مصر الآن هو الأستاذ الكبير فهمي هويدي الذي كتب يقول إنه أصيب بالإحباط حينما انتهى الرئيس مرسي من إلقاء خطابه أمام مجلس الشورى.. وفي المقال التالي على التوالي جاء الأستاذ فهمي بالخبر غير اليقين وهو المصدر هذه المرة،الذي يقول إن مصر على شفا الهاوية.. لكن هذا الخبر الذي هو من العيار الثقيل له مبتدأ خفيف خف الريشة وهو "عام صعب إلا أن مصر على شفير الهاوية".. لذا استحققت إشارة المقال (مبتدأ وخبر) أن تحتل المكان المميز في الصفحة الأولى من الشروق شمال. ربما -وأنا أخمن – لأن الإشارة تناغم مع كلمة السر للجريدة الموقرة ثم ختم الأستاذ فهمي هويدي المنظومة بإعلان مشاعر اليأس من المستقبل التي تجعل الأفق مجللاً بالسواد.. هذا ليس كلامي، ووجب التنويه أنني شخصيًا أقتبس وأنقل من زخائر مفردات قاموس فهمي هويدي الذي يتميز بأنه يشبع رغبة قرائه في الفهم.. فما بالك بالكتاب.. لا أحد كائنًا من كان يمكن أن يشكك في نزاهة قلم فهمي هويدي إلا أنه فقد البوصلة اللغوية على الأقل حينما ألمح – وهو الكاتب اللمّاح – إلى وصف الرئيس بالمطرب غير المقنع – في مقال بعنوان "أقنعونا ولا تطربونا" وقال الأستاذ فهمي إن خطاب الرئيس تضمن من الإنشاء أكثر مما تضمن من الرؤية للمرحلة الجديدة، وأن الرئيس مرسي الذي جلس مع الأستاذ فهمي ساعات وساعات وبعدها يتهم الرئيس بأنه يدغدغ مشاعر الناس بمعلومات تخدرهم وتسرب إليهم شعورًا مؤقتًا بالسكينة والاطمئنان. كيف ينقل الأستاذ فهمي هويدي عن آخرين وهو المرجعية قولهم داخل المستطيل الفاخر على أعمدة الشروق بأن الرئيس مرسي في تفاؤله ظهر وكأن يتحدث عن بلد آخر. -حسب فهمي أنا المحدود- فإن مصدر الخطورة في الإحباط في ظل الرئيس الإسلامي أن الذي أصيب به هذه المرة هو فهمي هويدي الحصن الأخير للدفاع عن الحقيقة والحقيقة وحدها.. وبافتراض أن الأستاذ فهمي هويدي أصبح قريبًا في الرؤية للأوضاع حالية من العلمانيين فإن ذلك لن يكون له أدنى تأثير في رئيس نجح في كسر إجماع النخب بكافة ألوانها وأشكالها.. لكن المشهد المؤلم لي أنا شخصيًا أن أشاهد الأستاذ فهمي هويدي وهو يشارك في حملة الظلم على الرئيس.. منك أنت لا.. من غيرك نعم.. الأستاذ فهمى هويدي – وليس الأستاذ هيكل- الأستاذ فهمي هويدي نتيجة واحدة نسيج وحده لا يخلط الأوراق كل ما في الأمر النتيجة أنه وقع في بئر الإحباط.. وفي النهاية لعلي أكون قد استطعت أن أحقق الهدف من هذا العامود.. وهو أنني أريد أن أقدم الدليل المادي على أن الأستاذ الكبير فهمي هويدي ليس معصومًا من الخطأ.. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
6 | «أنصار الشريعة»: أشكال استجابة «القاعدة» للتحول الديموقراطي في العالم العربي محمد أبو رمان وحسن أبو هنية * |
الخميس ٣ يناير ٢٠١٣
يمثّل بروز ما يسمّى بـ «أنصار الشريعة» في أكثر من دولة عربية، في حقبة الثورات الديموقراطية العربية، طوراً جديداً من أطوار السلفية الجهادية ورهاناتها الاستراتيجية، فبعدما بدت أيديولوجيا «القاعدة» (التي تقوم على فرضيات الدمج بين العدو القريب والبعيد، واختيار العمل المسلّح سبيلاً وحيداً للتغيير، والاعتماد على «عولمة الجهاد» لكسب الرأي العام) عاجزة عن الإجابة على أسئلة لحظة الثورات الديموقراطية وما أفرزته من نتائج لا تنسجم مع فرضياتها، قام منظرو وقياديو السلفية الجهادية في العالم العربي بإعادة هيكلة أولويات التيار ورهاناته وخياراته عبر ما يمكن أن نطلق عليه عملية «تكيف أيديولوجي»، للفلفة هذه الثغرات الكبيرة من جهة، ولإطلاق مرحلة جديدة تنسجم مع المعطيات الجديدة، من دون التخلّي عن «البنية الصلبة» لأيديولوجيا التيار، التي تقوم على مبدأ الحاكمية والإصرار على تطبيق الشريعة الإسلامية، ورفض اللعبة الديموقراطية، مع التراجع عن اعتبار العمل السلمي مرفوضاً أو عبثياً، إذ تمّت إعادة الاعتبار له، وإعادة الاهتمام كذلك في الشأن المحلي وموضوعة تحكيم الشريعة، ما يعني ضمنياً تراجعاً عن المرحلة الماضية (منذ النصف الثاني من تسعينات القرن).
قراءة «جهادية» للثورات الديموقراطية!
اعتبر محللون أنّ مقتل بن لادن بمثابة «إسدال الستار» على مرحلة «القاعدة» التي أتت انعكاساً لفشل الأنظمة العربية وسوء إدارتها خلال العقود الماضية، وأنّ المقتل الحقيقي للرجل والضربة القاصمة لقاعدته تمثّلت في الثورات الديموقراطية العربية التي قدمت خياراً استراتيجياً مختلفاً للشباب العربي ومغايراً للطريق التي تدعوهم إليها «القاعدة» لمواجهة الأنظمة العربية.
إلّا أنّ أنصار السلفية الجهادية لهم رأي آخر، إذ نظروا إلى أنّ هذه الثورات خلّصت «القاعدة» من عدو شرس متربص بها، وهي الأنظمة العربية القائمة، وفتحت الطريق أمام الشعوب العربية لتكون أكثر حرية واستقلالاً وكرامةً، وتمتلك القدرة على المشاركة في اختيار حكوماتها، كما هي الحال في مصر وتونس، وهي أنظمة معادية بقوة وشراسة للقاعدة والحركات الإسلامية عموماً.
من هذه الزوايا المتباينة والمتعددة في الرؤية يمكن الاقتراب من قراءة «القاعدة» لهذه الثورات وتداعياتها في المنطقة العربية، وهو ما يدعونا للوقوف أولاً عند خطاب قيادات نافذة ومؤثرة في القاعدة تجاه الثورات الديموقراطية، ثم استخلاص النتائج، على المستوى العالمي.
في السياق العالمي، تبدو رسائل أيمن الظواهري، المنظر الأيديولوجي للقاعدة والرجل الأبرز حالياً فيها، حول الثورات، وتحديداً في مصر، من أهم «الوثائق» بهذا الخصوص، وتحديداً ما سمي بـ «رسالة الأمل والبشرى لأهلنا في مصر» (ربيع الثاني 1432هـ). وكذلك مقالة أبو يحيى الليبي، وهو المفتي الشرعي والفقهي للقاعدة، بعنوان «ثورات الشعوب بين التأثر والتأثير»، في العدد 18 من مجلة «طلائع خراسان» (ربيع الثاني 1432)، وهي المجلة الأكثر تأثيراً وحضوراً لدى تنظيم القاعدة، وتحمل المواقف الأكثر أهمية لقادتها، وأخيراً مقالة أنور العولقي، وهو من أبرز دعاة القاعدة، بعنوان «تسونامي التغيير» في مجلة «الإلهام» التي تصدرها قاعدة الجزيرة العربية باللغة الإنكليزية.
يعتبر الظواهري، بمثابة المنظّر الأيديولوجي للقاعدة، وتناوله لموضوع الثورات على درجة من الأهمية والتأثير في مسار القاعدة وأفكارها، ويمكن أن يمثِّل ملامح الخطاب الجديد أو التغيرات في خطابها. في رسالته؛ يخصص الجزء الأكبر للشأن المصري ويسهب في نقاط رئيسة أبرزها:
- اعتباره أنّ ما حدث من ثورات عربية هو جزء مكمّل للحرب التي تخوضها «القاعدة» في العراق وأفغانستان ضد الغرب والأنظمة المتحالفة معه، بهدف تحرير الأمة من الاستبداد والاحتلال: «أمتنا تخوض معركة واحدة ضد غزاة الحملة الصليبية ووكلائهم حكامنا الفاسدين المفسدين».
- التحذير من الأجندة الأميركية والغربية، والتشكيك بجدوى دعمها الثورة المصرية، بل والتشديد على أنّهم لا يريدون إقامة حكم حرّ حقيقي في العالم العربي، يمثل نظاماً إسلامياً شوروياً، ويرفض احتلال أراضي المسلمين، ويواجه المطامع الإسرائيلية، بل يرى الظواهري أنّ كل ما تريده الولايات المتحدة هو «نظام يعطي الشعب بعض الحريات، ولا يهدد مصالحها، ولا يمس بأمن إسرائيل».
- الجزء الأكثر أهمية في رسالته يبدو في تحذيره من «سرقة الثورة»، بعدم تحكيم الشريعة الإسلامية أو التلاعب بهوية مصر الإسلامية، وفي هذا السياق يطالب الإسلاميين والمصريين جميعاً بالدفع نحو تطبيق الشريعة الإسلامية، وعدم القبول بالحكم الديموقراطي بديلاً عنها، موضّحاً الفوارق بين الشورى الإسلامية والديموقراطية الغربية.
أمّا أبو يحيى الليبي، فهو أحد أبرز قادة القاعدة (قُتل في قصف جوي أميركي)، وتحديداً في مجال التنظير الفكري والفقهي، وتبدو مقالته «ثورات الشعوب بين التأثير والتأثر»، أكثر تحديداً ودقة من رسالة الظواهري، إذ يعرِّف فيها - بصورة حاسمة - لأنصار التيار في مختلف البقاع ما هو مطلوب منهم، وما هي أهدافهم، وما المحددات في تفاعلهم مع الثورات، حتى لا تؤثر سلباً في ولاء الأفراد للقاعدة، فكراً وتنظيماً.
يقدّم الليبي باعتبار هذه الثورات «فرصةً سانحةً» يجب استثمارها، لكن مع عدم الاندفاع وراء «صيحات التغيير» من غير تثبت واستبصار. ويصوغ لذلك قاعدة رئيسة «المطلوب من المجاهدين أن يتقنوا الولوج للأحداث محافظين على جهادهم ومبادئهم، وأن يحذروا من تسلل شيء من (المفاهيم) المعوجة إليهم في غمرة الانشغال والانفعال مع التغيرات الكبرى المتسارعة المبهرة، وأن تكون مرتكزات مسيرتهم راسخةً في أذهانهم مصقولةً في تصوراتهم، وأن يكون همُّ المحافظة عليها وصيانتها وتدعيمها وزيادة ترسيخها فوق كل شيء».
الوثيقة الثالثة هي مقالة أنور العولق (الذي قتل في العام الماضي بقصف جوي أميركي)، وهو الداعية الفكري وأحد أبرز قادة «القاعدة» في اليمن، ولديه قدرة خاصة في التأثير على الأنصار والأجيال المسلمة في الغرب، بل خصص لذلك مجلة ناطقة بالإنكليزية (إلهام)، وقد ساهمت حياته في الولايات المتحدة وتفاعله مع الأحداث هناك في صقل إمكانات متميزة لديه بالتأثير في الجاليات المسلمة، بخاصة من خلال شبكة الإنترنت، وكان له دور في تجنيد كل من نضال مالك (الذي قتل عدداً من الجنود في قاعدة عسكرية بتكساس 2010) وعمر فاروق (الذي حاول تفجير طائرة ديترويت) وغيرهم ممن تأثروا بأفكاره.
في مقالته «تسونامي التغيير» (في العدد الخامس من مجلة «إلهام») يبدو العولقي أكثر «براغماتيةً» من صاحبيه السابقين، بل وأكثر اطلاعاً على القراءة الأميركية للثورات وتأثير «القاعدة» وتأثرها بها، مستشهداً بآراء وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، والخبير في شؤون الإرهاب بيتر بيرغن، والكاتب المعروف فريد زكريا.
في انبثاق أنصار الشريعة
في سياق هذه الخلاصات ولدت لحظة التحول إلى فكرة «أنصار الشريعة»، التي بدأت تنتشر في أكثر من دولة عربية وإسلامية، عبر الجماعات والتيارات المحسوبة على السلفية الجهادية و «القاعدة»، بداية في اليمن، ثم في المغرب العربي ومالي ومصر، وهنالك ميل في الأردن للذهاب في التوجه نفسه.
فكرة «أنصار الشريعة» تعبّر بدرجة كبيرة عن تكيفات الفضاء السلفي الجهادي مع الثورات الديموقراطية العربية، فقد جاءت استجابة لمتغيرات بنيوية في البيئة المحيطة بالتيار، وهي استجابة للثورات الديموقراطية العربية، التي تخلّصت من الحكومات السابقة وجاءت بحكومات على أساس الانتخابات في أكثر من دولة عربية (مصر، اليمن، تونس) وزيادة مساحة الحرية والحدّ من القيود على الديموقراطية، كما في دول أخرى (المغرب والأردن...)، أو سيطرة «القاعدة» على بعض المناطق وتطبيق الشريعة فيها.
الثورات الديموقراطية، بحد ذاتها، مثّلت تحديّاً لأيديولوجيا «القاعدة» وتيار السلفية الجهادية واستراتيجيتها من زوايا متعددة، فكما تحدثنا سابقاً وصلت أيديولوجيا «القاعدة» في الأعوام الأخيرة، إلى ثلاث فرضيات أساسية:
الفرضية الأولى؛ أنّ طريق العمل المسلّح هو الوحيد القادر على إحداث التغيير في العالم العربي والإسلامي، بينما الديموقراطية أو العمل السلمي لن يأتي بنتائج، وهي فرضية سقطت مع نجاح الثورات السلمية في تونس ومصر.
الفرضية الثانية؛ أنّ الهدف من التغيير هو إقامة الخلافة أو الدولة الإسلامية، وليس الديموقراطية.
الفرضية الثالثة؛ الجمع بين العداء للولايات المتحدة الأميركية والأنظمة العربية (العدو القريب والعدو البعيد)، وهذا ما لم يظهر في الثورات العربية، إذ كان تركيز غالبية الشعوب على الشأن المحلي، والمطالبة بالديموقراطية ومكافحة الفساد والعدالة، بعيداً من شعارات العداء للغرب.
كان لا بد، إذاً، من أن تحوّر السلفية الجهادية في خطابها السياسي، وأن تقفز إلى المرحلة الجديدة حتى لا تفقد الصلة بالتطورات المهمة، وكأنّها خسرت رهاناتها السياسية، فسعى خبراء السلفية الجهادية إلى تحويل الثورات من تحدٍّ إيديولوجي إلى «فرصة تاريخية» عبر التشديد على التكامل بين ما تطرحه «القاعدة» من مواجهة مع الأنظمة العربية المتحالفة مع الغرب وبين ما حققته الثورات من إزالة هذه النظم، وبالاستفادة من مناخ الحريات الجديد من أجل نشر الدعوة الجهادية والضغط باتجاه تطبيق الشريعة، وتحويل الرهان نحو مشاعر الناس الدينية.
هذا «التحوير» أو التكيّف في خطاب القاعدة وتيارها الأيديولوجي «السلفية الجهادية» ورهاناتها السياسية تأطّر بصورة ذكية مع مشروع «أنصار الشريعة»، فالقاعدة لم تتخلَّ عن مطالبها بإقامة الشريعة الإسلامية وإقامة النظام الديموقراطي بدلاً من ذلك (كما فعل الإخوان المسلمون والإسلاميون الديمقراطيون)، ولا هي أعلنت التخلي عن العمل المسلّح (الجهاد) كأحد خيارات التغيير السياسي (مثلما فعلت الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد في مصر)، ولا هي قامت بتشكيل أحزاب ودخلت اللعبة الديموقراطية والسياسية وقبلت بصندوق الاقتراع (كما فعل السلفيون في مصر - أحزاب النور والأصالة والبناء والتنمية...).
السلفية الجهادية من خلال أنصار الشريعة ردّت الاعتبار إلى الخيار المدني السلمي في التغيير، مع الاحتفاظ بركائزها الأيديولوجية: الحاكمية ومشروعية العمل المسلح (الجهاد)، في محاولة لاستثمار مناخات الحرية والديموقراطية الموجودة، عبر الضغط على الإسلاميين المشاركين في العملية السياسية للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وعبر الدعوة إلى الأفكار السلفية.
إحدى مهمات «أنصار الشريعة» هي ممارسة أكبر مقدار من الضغط على الإسلاميين، الذين وصلوا إلى السلطة، وفق الآليات الديموقراطية، من خلال التشديد على وجوب «تطبيق الشريعة».
هذا التطوّر في رؤية الجهاديين لا يحتاج إلى تأويلات مركّبة فقهياً وعقدياً في الخطاب الفكري للتيار، ولا في الأدبيات التي يتم التعامل بها مع أنصاره، فكل ما في الأمر هو تفعيل مبدأ «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» عبر الكلمة، وعدم الاكتفاء باليد أو السلاح.
الجغرافيا والأيديولوجيا
ظهرت تسمية «أنصار الشريعة» ابتداء في اليمن في مرحلة مبكرة من بدء الانتفاضات في العالم العربي، وهي أحد «تجليّات» تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الفرع الإقليمي الأقوى والأكثر نشاطاً بين الفروع الأخرى بل من التنظيم المركزي في باكستان منذ توحد الفرع اليمني والسعودي بداية 2009، ولا نعلم ما إذا كانت التسمية والاستراتيجية تمتّا بالتشاور مع التنظيم المركزي، إذ لم ترد في خطابات أسامة بن لادن ولا خليفته أيمن الظواهري، وظهرت عندما أعلن المسؤول الشرعي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، عادل بن عبدالله بن ثابت العباب المكنى بالشيخ «أبو الزبير»، (12 نيسان/ أبريل 2011) عن تأسيس «أنصار الشريعة»، فنجده يقول «أطلقت هذه التسمية لتحبيب الناس بالشريعة في المناطق التي يسيطر عليها القاعدة»، وتعتمد على جذب القبائل والسكان المحليين في اليمن إلى أيديولوجية القاعدة أو التيار السلفي الجهادي عبر «تحويل تحكيم الشريعة من عمل نخبوي إلى عمل شعبوي».
ثم ظهرت جماعة «أنصار الشريعة» في تونس، بعد إطاحة الرئيس زين العابدين بن علي، ففي آذار (مارس) 2011، تم الإفراج عن مجموعة متنوعة من المساجين السياسيين وآخرين مدانين بتهم الإرهاب بعفو من الحكومة الانتقالية التونسية. وكان من بينهم سيف الله بن حسين المكنى أبو عياض التونسي، المشارك سابقاً في تأسيس «الجماعة التونسية المقاتلة في أفغانستان» والتي ساعدت على تسهيل اغتيال أحمد شاه مسعود قبل يومين من هجمات 11 أيلول (سبتمبر). يلقب بشيخ الجهاديين في تونس، من مواليد عام 1970 وهو من تلاميذ السلفي الجهادي المعروف «أبو قتادة» الذي عاش في بريطانيا ثم سافر «للجهاد» في أفغانستان.
في عام 2000 نُصّب أبو عياض أميراً على رأس «سرايا الدعوة والجهاد»، وهو هيكل مسلّح نظّمه مع مجموعة من العناصر السلفية التي كانت تعمل على إرساء نظام إسلامي في تونس. تنقل بين دول عدة، وبقي مطلوباً لسنوات من قبل حكومات عدة (تونس، بريطانيا، تركيا...) إلى أن ألقي القبض عليه في تركيا، ثم سلم إلى السلطات التونسية التي حكمت عليه بالسجن 43 عاماً.
عقب إطلاق سراحه من السجن نظم أبو عياض ما يُعتبر الآن المؤتمر السنوي الذي أسس «أنصار الشريعة في تونس» في نيسان 2011 حيث زاد حضور المؤتمر من بضع مئات في 2011 ليصل إلى عشرة آلاف شخص في 2012 ما أكد تزايد شعبية التنظيم.
شارك «أنصار الشريعة» في تونس في بعض التصرفات العدوانية على مدار عام ونصف، بما في ذلك «يوم الغضب»، الذي جاء عقب قرار قناة محلية بث فيلم «برسيبوليس»، كما تورط بعض أعضاء «أنصار الشريعة» في تونس في هجمات ضد مصالح أميركية وغربية.
أصبح أبو عياض زعيم «أنصار الشريعة» في تونس العدو الأول للدولة بعد اتهامه بالتحريض على تظاهرات الجمعة أمام السفارة الأميركية في تونس والتي تحولت إلى أعمال شغب أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وجرح العشرات وإحراق نحو 60 سيارة في حرم السفارة وإنزال العلم الأميركي ورفع علم الخلافة.
وفي ليبيا، عقب سقوط نظام القذافي في ليبيا برزت جماعات سلفية عدة تستخدم اسم «أنصار الشريعة». وثمة اثنتان من أبرز الجماعات، وهما: «كتيبة أنصار الشريعة» في بنغازي التي يُنظر إليها على أنها المشتبه بها الرئيس في الهجوم الأخير على القنصلية الأميركية في بنغازي، التي أسفرت عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة ديبلوماسيين آخرين، وذلك عقب التظاهرات الغاضبة بعد عرض مقاطع من الفيلم المسيء للإسلام.
«أنصار الشريعة» في ليبيا تنتهج الأساليب نفسها فهي تقدم خدمات اجتماعية، إذ قام أفرادها بتنظيف الطرق وإصلاحها وقدموا صدقات خلال شهر رمضان، وكانوا أخيراً يساعدون في توفير الأمن في مستشفى بنغازي. وعلى رغم أن الجماعة تقر بأنها هدمت الأضرحة والمقابر الصوفية في بنغازي إلا أنها حاولت أن تصوغ لنفسها توصيفاً محلياً بأنها مدافعة عن تفسير صارم للإسلام مع المساعدة في الوقت ذاته على توفير الاحتياجات الأساسية للمجتمع، وهي تشكل إحراجاً في المرحلة المقبلة عبر سياسات الضغط لتطبيق الشريعة.
أبو المنذر الشنقيطي: المنظّر
أحد أبرز منظّري أنصار الشريعة هو الموريتاني أبو المنذر الشنقيطي، عبر الموقع الالكتروني (منبر التوحيد والجهاد)، إذ كتب مقالة بعنوان «نحن أنصار الشريعة» (29-5-2012)، يقدّم فيها تبريراً لدعوته بتغيير اسم التيار نفسه من السلفية الجهادية إلى أنصار الشريعة، ونشر هذا الاسم ليصبح بمثابة العنوان العام الذي يضم أبناء التيار في العالم.
ويرسم الشنقيطي في هذه المقالة معالم الدور السياسي الجديد للتيار في حقبة الثورات الديموقراطية العربية، وتتمثّل أركانه بالنقاط الآتية: اجتماع كلمة أهل التوحيد في إطار واحد حول هدف واحد ومشروع واحد، وإبراز القادة المؤهلين للصدارة من خلال هذا الإطار، والخروج من العمل العشوائي الذي يبعثر القوة ويبدد الطاقة، ومنافسة بعض الشيوخ من تجار الفضائيات، الذين برزوا في عهد الأنظمة السابقة، وعدم إخلاء الساحة لهم بعدما سقطت الأنظمة التي كانت تدعمهم ويدعمونها، ووجود قوة إسلامية تسعى الى تحكيم الشريعة بالوسائل الشرعية، وليس من طريق الديموقراطية، وكيان إسلامي شرعي منافس للأحزاب الإخوانية والسلفية؛ وإيجاد البدائل الشرعية من أجل صرف الناس عن «تجمعات المناهج المنحرفة»، وأن نتسمّى بالاسم الذي نريد ونتصف بالأوصاف التي تعبر عن حقيقة الأهداف السامية التي نسعى إليها.
ويختتم الشنقيطي مقالته بالقول: «إذا كان هناك من جعل اسمه مرتبطاً بـ «العدالة و«الحرية» و«التنمية» و«الإصلاح» و«النور»... فسوف نجعل اسمنا مرتبطاً بالشريعة... فنحن أنصار الشريعة».
نقطة التحول الاستراتيجية في تصور الشنقيطي لأنصار الشريعة ومهمتها الأساسية تتمثّل في الانتقال بتيار السلفية الجهادية من العمل السرّي إلى العلني، ومن نطاق النخبوية إلى الجماهيرية، ومن العشوائية والهلامية إلى التنظيم الواضح الذي له عنوان معلن في الشارع وهو «تطبيق الشريعة الإسلامية».
على رغم أنّ اسم أبو المنذر الشنقيطي لم يكن متداولاً أو معروفاً على الأقل لدى المتابعين والمهتمين بالحركات السلفية الجهادية، ولا نمتلك معرفة مفصّلة عنه، باستثناء ما نشر من مقالاته ومساجلاته مع الشيخ وجدي غنيم (الداعية المصري المعروف)، إلاّ أنّ نجمه صعد بسرعة كبيرة في المواقع الالكترونية التي تتبنى السلفية الجهادية (بصورة واضحة؛ منبر التوحيد والجهاد)، والمنتديات الجهادية، ويفتي باسم اللجنة الشرعية في «منبر التوحيد والجهاد».
* محمد أبو رمان، باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية * حسن أبو هنية باحث أردني في شؤون الحركات السلفية |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
7 |
أزهارُنا تذبُل يا أصحاب البساتين فلا بساتينكم ناضرة وأزهارها ذابلة ! سعيد بن محمد آل ثابت |
لقد خلق الله البشر من جنسين كما هو معلوم ليشاركا الحياة بتكامل وشمولية, وقد شرّع الله لكلا الجنسين ما يخصهما من تشريعات وأحكام؛ وأوجب لهما الحقوق لاسيما جنس المرأة الذي كان يعاني الاضطهاد والظلم في عصر ما قبل الإسلام في كافة الأقاليم, يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون: "إن الإسلام قد أثّر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من قوانيننا الأوروبية", فجاء الإسلام ليبرز بقيمتها, ويترك للجيل مبادئ تكريمها واحترامها، وأوضح لهم حقوقها، فمن وعى هذه الحقوق، وأدى الذي عليه فيها، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )) [ أخرجه ابن حبان في صحيحه ], وفي صحيح الجامع من حديث ابن عباس: ((خيركم خيركم للنساء)). وبعد أن أعاد الإسلامُ للمرأة هيبتها وقدرها؛ سُجِّل في عصر صدر الإسلام كثيرٌ من المساهمات لهن سواءً كانت بنتاً أو زوجةً أو أماً, وكان لها الأثر الفاعل في دفع عجلة التقدم الحضاري والفكري في الإسلام, وهو ماكفله الدين لهن من حقوق. واليوم ها نحن نجد عصراً مخيفاً قد أراد بهذه الفتاة أن تُزهق روح الشرف والكرامة فيها, ولا أتكلم عن دور المشاريع التغريبية كسببٍ رئيس, وإنما القضية أوسع من ذلك, يأتي على هامتها تلكم الأجواء المحيطة لجنس الفتاة كالبيت والمدرسة والإعلام والمجتمع. وحتى تكون الصورة أوضح, لعلي أدلف للموضوع بتسجيل بعض المظاهر في هذا الشأن: 1. ضعف العناية بتنشئة الفتاة وتربيتها وتوجيهها عاطفياً ووجدانياً, وبحث احتياجاتها وخاصة العاطفية لاسيما من الوالدين. وإنّ كثرة المشاكل والقضايا غير الأخلاقية فيما يخص الفتيات, من الابتزاز الذي جرّ لهن الويلات,أو وجودهن في الخلوات غير الشرعية, أو سهر بعضهن خارج المنزل, أو التعرف على الشباب وحضور منتدياتهم, أو التعلق بالشبان خاصة المغنين ولاعبي الكرة والمشهورين بشكل عام لهو أحد آثار ذلكم الهجران العاطفي والتربوي معاً. ولنعلم أن أعظم ما تعانيه الفتيات من الآباء هو الحرمان العاطفي, وإن اتجاهات الوالدين المشبعة بالحب والقبول والثقة تساعد البنت على أن تنمو وهي راضية عن ذاتها وتحب الخير لغيرها, ومن ناحية أخرى فإن المناخ الأسري المضطرب يهدد كيان هذه الفتاة, ويستحث مشاعر الجفاء, والحرمان. وقد كشفت لنا دراسة صادرة من لجنة الإصلاح الأسري بمحافظة عنيزة قام بها الدكتور /محمد السيف بعنوان(الحرمان العاطفي في الأسرة)عام 1426هـ. أن 52.2% ممن يبحثون خلف العلاقات الزائفة من الفتيات يبحثون عن مشاعر الحب والدفء, و32.2% كانت ردات فعل غاضبة وانتقام ضد الوالدين. وفي الدراسة أيضاً أن 50% من البنات المحكوم عليهن بالسجن بارتكابهن أفعال جنائية محرمة كن يشعرن بالحرمان العاطفي الأسري من الوالدين, وبسبب سلوك الأشقاء , وقد تحددت عوامل مؤثرة في الحرمان العاطفي عند بنات الأسر حسب الترتيب التالي: أولاً: شعور البنت بعدم العدل من الوالدين بالمشاعر وانحيازهم للآخرين وخاصة الذكور. ثانياً: الشعور بالحرمان من عطف الأم. ثالثاً: الشعور بعدم اهتمام الأب والسؤال عن أحوال البنت. رابعاً: كثرة غياب الأب عن المنزل وعدم مجالسته للبنت. خامساً: عدم استقرار العلاقة الزوجية بين الوالدين. وهذه الدراسة تجرد لنا جانب من أخلاقياتنا في البيوت مع الفتيات. وفي مجلة شهرية أمريكية مسيحية توزع لقرابة 8مليون نسخة على مستوى العالم تحتل غلاف المجلة لعام 1986م شهر سبتمبر صورة فتاة بائسة اسمها سالي تبدو على وجهها علامات الحزن والخوف, ونشرت لها المجلة كلاماً تقول فيه مارست الجنس وأنا في الثامنة من عمري مع ولد في الخامسة عشرة, وفعلت ذلك لأني لم أحصل على الحب والاهتمام من والدي, وأنا أحتاج إلى الحب, ولكن والدي لم يهتمان بي, ولم يتغير شيء داخل البيت, وحملت من صديقي وأنا في الخامسة عشرة من عمري, واعتبرني صديقي مسئولة عن ذلك, وانصرف عني, ولم يكن لدي من مكان أتجه إليه, وقد وقعت في الفخ, ولجأت إلى الإجهاض, والآن أنا أخاف من أن أرتبط بأي موعد مع الشبان, وأنا أبكي كل ليلة إلى أن يدركني النوم. فهل تدرك ياولي الفتاة أي العواقب تنتظر فلذة كبدك إذا ماقمت بدلالها, وإشباع عاطفتها؟ 2. عدم القيام على حاجة الفتيات بالشكل المطلوب, وترك الحبل على الغارب في خروجها مع السائق, وغيابها عن أنظار الأسرة, وهو ما نشاهده يومياً في الأسواق والشوارع والمستشفيات, فغالب النساء ليس معهن عائل سوى السائق الذي يقود المركبة, بل وكثيرٌ رأيناهن على قارعة الطرقات يستقللن سيارات الأجرة. أيها الرجل انظر في هذا الحديث وتمعّن معي جيداً فيه؛ ففي صحيح مسلم عن أنس أن النبي قال: ((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا)) وضم أصابعه. وإنما كانت هذه الفضائل المعدة لمن قام على حقوقهن بسبب ضعفهن وعدم قدرتهن على مجابهة شظف العيش لوحدهن فكان هذا الفضل والأجر, ويرى الباحثون أن البنات الصغيرات يتصفن بالتبعية والاعتماد على الآخرين, بينما الأولاد الصغار يتمتعون بالاستقلال, ولو أقيم حاجز بين الأطفال الصغار وأمهم, فالذكور منهم يحاولون رفع هذا الحاجز, بينما البنات يقفن حاجزات ويبدأن بالصراخ والعويل. واسمع لشيء من مواقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مع ابنته فاطمة-رضي الله عنها- فقد شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال علي: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: مكانك، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم.صحيح البخاري .إنه الحب والاهتمام الذي ساق الأب الحنون للمضي لابنته يتفقد حاجتها, ويستمع لشكواها, ويحقق رغباتها, حتى ولو زوجها قائم على شأنها.بل لم يستطع أن يؤجل القدوم لها صباحاً فضلاً أن ينتظرها تأتيه مرة أخرى. فهل احتسبت الأجر في رعايتهن والقيام على حوائجهن؟ كيف وهن وصية الله! فاحفظ من حمُـِّلت أمانتها، فإن البنت ضعيفة سرعان ما تخدعها أباريق الدعاوي المنمقة، فإن لم تجد يدًا حانية تصونها عن تلك الأوحال فإنها قد تمشي إليها خطوة خطوة، إلى أن تقع في فخ لا تملك منه خلاصًا. 3. كثرة حوادث الظلم والهجران التي تتعرضن لهن الفتيات, وهذا يحدث في صور كثيرة, والسجون والمحاكم خير شاهدة في ذلك, فحقوقهن في المواريث مضيعة, وقضايا العضل بدأت تنمو بشكل رهيب, وتهميش دورها في المنزل والجفاء معها في التعامل سمة بارزة في أغلب البيوت, والتسلط الذكوري الذي طوقته عادات المجتمع على عنقها وهو كل يوم يزيد حبس أنفاسها, وغير ذلك الكثير. وفي صحيفة اليوم بتاريخ 11/2/1433هـ كشفت إحصائية عن عدد حالات هروب الفتيات بسبب العنف الأسري وصل إلى 1400 حالة خلال عام واحد في المملكة. وقال رئيس اللجنة النفسية والاستشاري النفسي والأسري بالغرفة التجارية الدكتور مسفر المليص خلال ندوة العنف الأسري التي نظمتها اللجنة النفسية بالغرفة التجارية بجدة مؤخراً إن هذا العدد جاء نتيجة ارتفاع معدلات الطلاق والتي أحياناً ما يتزامن معها رصد عدد من الجرائم. وأضاف المليص أن نسبة العنف الأسري وصلت بحسب الإحصائيات إلى أن 45 بالمائة من الأطفال معنفون، وهروب أكثر من 1400 فتاة من منزل الأسرة خلال عام واحد، بالإضافة إلى رصد أكثر من 26.6 بالمائة من قضايا الإهمال و22.8 بالمائة من قضايا سوء المعاملة النفسية للأطفال، بالإضافة إلى 12.2بالمائة سوء المعاملة الجسدية. إنّ الخوف بدأ يحلِّق حول مجتمعنا نتيجة إهمال الفتيات وضعف العناية بهن والقيام عليهن, وهذا الإهمال جبذهن لكثيرٍ من الكوارث وعلى رأسها الرغبة في الخروج من سيطرة البيت, والعصيان على المقدسات الشرعية, والتقاليد العرفية, حتى أصبح التبرج والسفور ومقارفة الفواحش في كليات البنات ومدارس المرحلة الثانوية والمتوسطة سمة طبيعية في شرذمة منهن لاينكره عليهن إلا الغرباء. 4. عدم وجود فروع نسائية في غالب الدوائر الحكومية,و عدم توفير الخدمات اللازمة لقضاء حوائجهن بعيداً عن الحاجة للتنقل, ومخالطة الرجال. ونحن نعلم التأخر الذي يقع للفتيات في مراجعتهن للدوائر الحكومية جرّاء اختلاطهنّ للرجال, ولا أخلاق موسى عليه السلام تجدها في جلّ موظفين الأجهزة الحكومية, إنك تجد المعضلة, والأرملة, واليتيمة, والمطلقة وقد لا تتجاوز بعضهن عقدها الثاني, وكثيرٌ في عقدها الثالث لا يقوم على شؤونها أحد في مراجعاتها للدوائر الحكومية, وأن تقوم هي بالمهمة فهذا يتطلب مال كثير وجهد كبير وذل حقير حتى تصل لجزء من حقوقها التي تكفّل بها وطنها, سواءً من وزارة الشؤون الاجتماعية أو مراجعة حقوقها في المحاكم, فتخسر ثلثي حقها لكثرة من توكّل من الرجال غير المؤتمنين فيضيعوا عليها نصف حقها, وهي تقوم بذلك حفاظاً على عفتها وشرفها, وكذلك في الشؤون البلدية والقروية فلبعضهن حقٌ في منح الأراضي, لكنك تجدها تبحث عمّن تدفع له جزءاً من تلكم الأرض المنتظرة حتى يتوكل عنها في التقديم على المنحة. فليت الحكومة المباركة أن تنظر لملف فتح الفروع النسائية بعين الجد, وأن تباشر ذلك عاجلاً, فسيوفر الوظائف النسائية لكثير من العاطلات, وسيقضي على تعثر المراجعات الخاصة بالنساء. ويحفظ لهن حقوقهن وحشمتهن. 5. وأخيراً من المظاهر قلة وجود المراكز المجتمعية (غير الربحية أو الخيرية) والتي تقوم على تنمية الفتاة, وصقل شخصيتها, وإبراز دورها في خدمة دينها ومجتمعها. وهذا الدور يتكامل مع توظيف المرأة في تربية النشء والقرار في البيت. إنا بحاجة لوجود تلكم البرامج والمحاضن والمؤسسات التي تحوي الفتيات, بقوالب عصرية, ومحتوى أصيل بحيث يتم الإفادة من هذه الطاقات الكامنة في سبيل خدمة أمتها ومجتمعها, ولتكن هذه البرامج موجهة في بداية الأمر إلى أن تُخرج أمهات صالحات مربيات, وانظر للدول المتقدمة, فإنك تجد تحولاً ورغبةً من قبل الفتيات إلى أن يعدن أمهات في بيوتهن, ففي مجلة الأسرة- العدد107- صفر 1423هـ فإن 97.7 من الفتيات اليابانيات يذهبن إلى المدارس الثانوية- لا تتجاوز نسبة مشاركتها في مجال العمل 38% ، ولا تنسى أوروبا تلك المظاهرة التي اخترقت شوارع كوبنهاجن وشارك فيها أعداد كبيرة من الفتيات وطالبات الجامعات وحملت لافتات تقول (نرفض أن نكون أشياء)، (سعادتنا لا تكون إلا في المطبخ) (يجب أن تبقى المرأة في البيت) (أعيدوا إلينا أنوثتنا), وتقول الكاتبةُ ( آرنون ): (لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادمَ خيرٌ وأخفُّ بلاءً من اشتغالهن بالمعامل ، حيثُ تصبحُ المرأة ملوثةً بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة). (أنظر فتياتنا بين التغريب والعفاف، للدكتور ناصر العمر ص 56 ). إن دور المرأة عظيم حيث عظمه الإسلام قبل أي قوانين وشرائع, والناظر لتاريخ الأمم يجد كثيراً من الممارسات الإقصائية لدور المرأة ومركزها في الأسرة والمجتمع, بداية من مجتمع الروم والفرس أيضاً حيث تباع وتشترى, وتعامل كالبهيمة والمتاع, حتى العصر الجاهلي, قال ابن عباس –رضي الله عنهما-(كان الرجل إذا مات أبوه أو حميه فهو أحق بامرأته إن شاء أمسكها , أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها, أو تموت فيذهب مالها) رواه البخاري. فأتى الإسلام ليعظم دورها أماً, وبنتاً, وأختاً, وزوجاً ويصف طريق حشمتها وصيانتها, ويبين الدليل الشامل لحقها في الميراث, والرأي في الزواج, والحقوق على القريب والبعيد, وكذلك سبلها لتحصن نفسها, وتحمي عرضها, ولم يمانع من أن تدلف مع عملها الأساس ومهمتها الأصيلة في تربية أبنائها, وصيانتها لحق زوجها في أي عمل شريف لها. إنها دعوةٌ لأهل الشأن والاختصاص وكلنا ذلكم المهتم, أن نلتفت لجنس الأنثى في حياتنا وأن تُسخر كل الإمكانيات لإبقاء أنوثتهن وعفتهن التي تكفل الإسلام بحفظها لهن, ومن ثم واجب الداعيات والمهتمات بشؤون المرأة أن يوصلوا أصواتهن للمسئول عبر القنوات الرسمية لتذليل كل الصعوبات في خدمة المرأة, وبحث ذلك عن طريق الدراسات والاستبيانات الاستقرائية عن رأي المرأة, إنها دعوة محب وصادق أن نلحق بأزهارنا قبل أن تذبل. وكتبه سعيد بن محمد آل ثابت |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق