24‏/01‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2310] كنت ناصريا..فاهتديت+واشنطن بوست:التدخل الفوري في سوريا واجب أخلاقي


1


كنت ناصريا .. فاهتديت 

 صلاح الإمام

 

 

أحد الصحفيين (والاعلاميين) الناصريين، والذى يعف قلمى عن ذكر اسمه، لكنه يقدم برنامج توك شو (بمفرده) خلفا لسيدة زوجها صاحب قناة (التيت) للرقص، قال هذا الصحفى: "ما أحوجنا لعبدالناصر فى ظل الخضوع والإذعان الذى نعيش فيه".

   إنه يتحسر على عهد عبدالناصر، مثله مثل أغلبية رموز الصحافة والإعلام والسياسة فى مصر الآن، بل أصبح إعلامنا فجأة كله ناصرى التوجه، رغم أنه قبل سنوات كان ذلك يعد من قبيل التهم التى يتعرض أصحابها للاضطهاد، وأنا هنا بصفتى من الذين انتموا لهذا التيار سنوات طوال مغيبا متعاميا عن الحقائق، لابد أن أبرىء ذمتى أمام الله أولا ثم أمام الدنيا كلها، فلقد اكتمل عقلى، ونضج فكرى، واهتديت بفضل الله تعالى إلى أننى كنت ضالا فاستفقت وهدانى الله الذى ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا، وأحمد الله أنى قد استفقت قبل لقائه، مؤكدا على أننى لا أنتمى لأى أحزاب أو جماعة أو ائتلاف، ولن يحدث هذا أبدا.

 

 

   لقد عشت ردحا من عمرى وأنا مثل هؤلاء أرى فى عبدالناصر زعيما استثنائيا لن يأتى الزمان بمثله، فلما تقدم بى العمر وازددت نضوجا واتسعت دائرة مداركى ومعارفى، وأخذتنى هواية البحث والتنقيب فى تاريخ الأمة، رأيت ما لم أره فى زمن (المراهقة المعرفية) من سلبيات وجرائم، جعلتنى أنزل بعبدالناصر من على قمة التمجيد إلى أسفل درجات التحقير، وبدأت أرى حقيقة ما غاب عنى خلال عهد الهزائم والانكسارات، وقتما كان يجلس على قيادة الجيش شخصا أرعنا هوايته مجالسة المومسات، وكل وقته ضائع بين الخمر والنساء.

 

   عبدالناصر بنى المصانع وأقام المشاريع والشركات، لكنه بناها على أطلال المصانع والشركات التى أممها وانتزعها من أصحابها، والسؤال: ماذا لو أقدم الرئيس محمد مرسى اليوم على تأميم كل المصانع التى يملكها رجال الأعمال ـ وأغلبهم لصوص ـ وفتح أبواب هذه المصانع لتكون ملجأ لكل المتعطلين فيقبضون رواتب بلا عمل، ونفرح أياما بذلك، ثم نبكى سنينا بعدما تخرب هذه المصانع مثلما خربت مصانع ناصر وانهارت من داخلها لأنها تحولت إلى مأوى لكل المتعطلين الغير فاعلين؟.

 

   بعد قيام ثورة يوليو عام 1952 قدم عبد الناصر القرابين (من لحم الوطن) للغرب لينال رضاءهم، فبدأت حكومتة المفاوضات مع بريطانيا حول السودان فى 20 نوفمبر سنة  1952، وانتهت فى 12 فبراير سنة 1953، وقبل التفاوض مع الانجليز على الجلاء عن مصر، وكان هذا التصرف مقابل أن يختفى اللواء محمد نجيب عن صدارة المشهد، ويصبح عبدالناصر (34 سنة) هو رئيس وزعيم أكبر دولة عربية، وكان الثمن هو التخلى عن السودان التى كانت كانت جزءً من مصر، وفى أواخر سنة  1953، أجريت انتخابات برلمانية فى السودان صورية برعاية انجليزية، وتم سحب القوات المصرية من السودان عام1955 ، وهى جريمة تستحق المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، لأنه فرط فى ثلاثة أرباع الوطن.

 

   ولم يقف الأمر عند هذا الأمر، بل لعب دورا قبيحا بعد ذلك، فساعد فى تسليح المتمردين بجنوب السودان، الذين انفصلوا بدورهم هم الآخرين فى دولة جديدة عام 2010 برعاية حسنى مبارك والبشير والقذافى، رغم أن هذه الأراضى كانت خاضعة للسيادة المصرية منذ عام 1838م، ويرفع عليها علم مصر.

   ومع اتساع دائرة البحث، اكتشفت أمورا رهيبة، فالزعيم الذى صدع رؤوسنا عن القومية العربية (وهى فى حقيقتها دعوى استعمارية خبيثة) كان يساعد ويدعم المتمردون الأكراد ضد العراق، وأيضا كان يدعم الهند ضد باكستان المسلمة، ويدعم اليونان ضد تركيا المسلمة، ويدعم الروس ضد دول الاتحاد السوفيتى الاسلامية .. فيا لهول ما اكتشفته متأخرا.

  فى كل صراع يكون فيه الاسلاميون طرفا، نجد عبدالناصر يقف مع الطرف الآخر ضد الاسلاميين، فقد كان دوره محددا وواضحا، وهو مناهضة المد الاسلامى، تحت دعاوى (القومية العربية) تارة، أو تحت شعارات التقدم والنهوض وغيرها.

 

   راجعوا معى عهد عبدالناصر من خلال الصحف والسينما، ستجدون فى عهده كانت صور أغلفة المجلات مخصصة للعاريات العاهرات، وفى أفلام الخمسينيات والستينيات سنرى كيف كانت النساء يرتدين ملابس فوق الركبة بشبر أو أكثر، وكان إعلام الدولة موجه لنشر هذا الانفلات ورعايته وتشجيعه ونعته بالتقدم والتحرر، فأسس لهذه الموجه من الانفلات الأخلاقى التى تشهدها البلاد حاليا.

   بعد مصرع السفاح محمود سليمان الذى روع مصر وقتها، خرجت جريدة الأخبار يوم 10 ابريل سنة 1960 بعنوان رئيسى كبير يقول:

   مصرع السفاح

   عبدالناصر فى باكستان

دون أن يقوم سكرتير التحرير التنفيذى بوضع خط يفصل بين السطرين، رغم أن السطر الأول كان بالأسود والثانى كان بالأحمر، إلا أن عبدالناصر قرأ الخبر على أنه هو الذى لقى مصرعه فى باكستان، وأنه أيضا هو السفاح، فغضب الزعيم (الديمقراطى) بشدة وأصدر قرارا تاريخيا بتأميم الصحافة فى الثالثة فجرا، ونفذ القرار بأسلوب الانقلابات العسكرية، ثم زرع فى كل جريدة رقيب من أسافل الضباط المبتزين اللصوص.

 

 وفى عهده حدث انهيارا صخريا أثناء العمل فى مشروع السد العالى، ولقى 300 مهندس وفنى وعامل مصرعهم، فأمر بعدم نشر الخبر، لكن جريدة الجمهورية نشرته على سبيل السهو، فتم إقالة رئيس تحريرها.

   لقد شاهدت ـ على قناة خاصة ـ فيلم (الكرنك) يوم الأربعاء الماضى، وكأنى أشاهده لأول مرة، رغم أنى شاهدته قبل ذلك مرارا لكنى كنت لا أهتم بمحتواه وأظنه افتراءات، شأن كل الافلام التى صورت لنا ما كان يجرى من انتهاكات بشعة للحريات والحياة الخاصة للمواطنين، ومن هذه الأفلام: امرأة من زجاج، طائر الليل الحزين، العرافة ... إلخ، شاهدت فيلم الكرنك فى هذه المرة بعيون الانسان العادى المنزه عن الهوى، ورايت كيف نجح السيناريست ممدوح الليثى فى نقل صورة حقيقية لتلك الأيام، وكدت أبكى وأنا أرى فى أحد المشاهد كيف كان الطيران الاسرائيلى يضرب العاصمة والمدن المصرية فى ذات اللحظة التى كان فيها زبانية السجن الحربى من ضباط وعساكر يجلدون خيرة الشباب المصرى بالكرابيج، ويرفعون عليهم رشاشاتهم لأنهم صرخوا فيهم وقالوا لهم: اتركونا نخرج نحارب عن بلدنا، فكان الرد مزيدا من الضرب والتعذيب على أصوات قنابل الطائرات الاسرائيلية التى تنفجر على بعد أمتار منهم (!!)، فى السابق كنت لا أصدق هذا، لكنى مع البحث والتحرى، مع التدقيق والتمحيص فى كل ما كتب، وكل ما قيل، تيقنت من صحة كل هذه الوقائع.

 

   لقد وضع عبدالناصر مادة فى دستور 1956 تحصن كل قراراته السابقة واللاحقة من الطعن عليها أمام القضاء، وأرسل احد غلمانه (الرائد سعد زايد) ليضرب فقيه فقهاء القانون فى مصر والعالم العربى الدكتور عبدالرازق السنهورى، يضربه بالحذاء فى مبنى مجلس الدولة الذى تأسس على أكتافه، وكافأ عبدالناصر سعد زايد فيما بعد فجعله محافظا للقاهرة، وفى عام 1969 كانت مذبحة القضاء، حيث تم إبعاد نصف مستشارى محكمة النقض، وتشريد ثلث قضاء مصر فى وظائف غير قضائية.

 

      الزعيم حل مجلس نقابة المحامين عام 1954، بعد أن اجتمعت جمعيتها العمومية فى 26 مارس 1954، وطالبت الجيش بأن يعود لثكناته، فأقدم الزعيم على سابقة (تنضم لكومة سوابقه)، بحل مجلس النقابة، وعزل النقيب عبدالفتاح الشلقانى، وتعيين عبدالرحمن الرافعى نقيبا للمحامين، وهو المؤرخ الذى أفرط فى مديح الثورة وقادتها، ولما قبل التعيين كنقيب للمحامين بالمخالفة لكل الأعراف والقوانين، سقط من نظر الكثيرين.

 

   لقد كانت مصر قبيل ثورة 52 واحة للديمقراطية، حيث الأحزاب المختلفة والصحف والمنابر، فلما جاء الزعيم حل كل هذه الاحزاب، وشكل تنظيما واحدا تحت مسميات مختلفة، مهمته الهتاف وتأليف الشعارات، حتى عند الهزائم والنكبات.

 

   الزعيم ناصرهو الذى ابتدع نسبة 99.999% موافقون على أى استفتاء أو انتخابات تتم بشكل صورى، استلم مصر وحدودها فى الجنوب تضرب عند اثيوبيا، وحدودها الشرقية نهاية حدود قطاع غزة، فتركها دون السودان، ودون غزة، ودون سيناء، والعدو الاسرائيلى على بعد 50 دقيقة من القاهرة.

   ترك مصر بعدما أسس لحكم عسكرى مستبد غاشم، مزق الوطن فتركه أشلاء، وترك جيشا مدمرا، وشعبا خانعا خائفا.

 والحديث عن كوارث الزعيم لا ينتهى، ولذا فإنى أعلن ندمى على كل كلمة مديح وإشادة له ولعهده، وأعتذر لكل من هاجمته بضراوة من الكتاب والمفكرين العظام الذين انتقدوا عهد الزعيم، وعلى رأسهم المرحوم المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود، فى أعقاب مقال له بجريدة أخبار اليوم عام 1987 بعنوان "يسقط اليسار"، فقد كان محقا، وكنت أنا متجنيا على المفكر الكبير حينما رددت عليه بتحقيق صحفى مثير فى جريدة "صوت العرب" بعنوان "شربة الشيخ مصطفى محمود"، وأعتذر لكل من ناصبته العداء يوما ما بسبب دفاعى عن زعيم النكبات والهزائم.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



ليبق الإخوان في بيوتهم


فهمي هويدي

إذا كنا لا نستطيع أن نمنع حدوث العنف في ميدان التحرير غدا. فأضعف الإيمان ألا نتطوع بتقديم ذريعة له. ذلك أن أي عاقل لابد أن يتوقع احتمالات العنف في أجواء الاحتقان المخيمة على الشارع وبعدما تواصلت طوال الأيام الماضية عمليات التعبئة والتحريض. عبر وسائل الإعلام. حين ركزت على تهيئة المتظاهرين لتوقع ما وصفته بعض الصحف بساعة المواجهة التي يتبدى فيها الغضب الساطع وتشارك فيها مجموعات «الأقنعة السوداء». إعدادا لحرب الشوارع التي تستلهم وتكرر إحراق واقتحام محكمة جنايات الإسكندرية. إلى غير ذلك من رسائل التحريض التي أشرت إليها، أمس.
هذه الأجواء إذا لم تكن فرصة مواتية لإشاعة الفوضى وتفجير العنف، فهي على الأقل تغري بذلك. وإذا كانت خبرة الأشهر الماضية قد علمتنا أن العنف بات واردا حتى في المناسبات شبه العادية. فما بالك به حين تكون المناسبة غير عادية كتلك التي نتوقعها غدا في جمعة الخروج، حيث الحشد المفترض معبأ وكبير وكل أدوات وعناصر التفجير متوافرة. بالتالي فأي عود كبريت يلقى في الساحة سيكون كفيلا بإشعال الحريق. ولأنه من السذاجة أن نطالب الساعين إلى ذلك بأن يصرفوا النظر عما ينتوونه، فكل ما أدعو إليه وأؤكد عليه هو ألا نتطوع نحن بإهداء ذلك العود إلى الذين ينتظرونه، ولنترك الأمر إلى أصحابه لكي يقوموا من جانبهم بما يلزم لتحقيق غضبهم. وهذه مسألة تحتاج إلى توضيح يعيننا عليه استعادة درس ما جرى عند محاصرة قصر الاتحادية في شهر نوفمبر الماضي. حينذاك ذهب المعارضون إلى محيط القصر، تجمعوا وتظاهروا ونصبوا خيامهم واعتصموا. إلا أن هذا السلوك استفز قيادة حزب الإخوان «الحرية والعدالة»، وسواء لأنهم أرادوا أن يتحسبوا لاحتمال اقتحام القصر من جانب المتظاهرين أو لأنهم لم يكونوا مطمئنين إلى أن الشرطة ستقوم بما يلزم لحماية مقر الرئاسة، أو لأنهم أرادوا أن يثبتوا حضورا في مواجهة المعارضين، فالشاهد أنهم دفعوا بأعداد من أنصارهم إلى محيط القصر، الأمر الذي أدى إلى اشتباكهم مع المعارضين. وظهر السلاح في ذلك الاشتباك، الأمر الذي أدى إلى قتل عشرة أشخاص وإصابة أكثر من مائة آخرين. ورغم أن استخدام العنف كان جريمة بكل المقاييس، إلا أن الجريمة بدأت بقرار خاطئ تمثل في دفع جموع المؤيدين إلى محيط القصر، الأمر الذي هيأ فرصة الاشتباك ووفر ذريعة استخدام السلاح.
تداعيات الحدث لم تكن أقل سوءا من وقائعه، ذلك أنه ما أن وقعت الواقعة حتى روجت بعض الأطراف للادعاء بأن قيادة حزب الإخوان لم توفد إلى محيط الاتحادية أنصارا يتظاهرون للرد على تظاهرة المعارضين، ولكنهم دفعوا بميليشيات مسلحة و«شبيحة» مارست العنف فأسقطت القتلى وأصابت الجرحى. كانت الفكرة ساذجة وعبثية، لأن العشرة الذين قتلوا كان تسعة منهم من الإخوان، وليس معقولا أن يكونوا قد سقطوا بنيران زملائهم الذين جاءوا معهم. ومن المفارقات أن ما جرى في محيط الاتحادية وقع في اليوم التالي لاقتحام ومحاولة إحراق 26 مقرا للإخوان، في المقدمة منها المقر الرئيسي للجماعة، دون أن تعترض طريقها عناصر «الميليشيا» التي تحدثت عنها الشائعات وروجت لها وسائل الإعلام، الأمر الذي يعني أنها ليست سوى كيان اخترعه الإعلام المعارض ولا وجود له على أرض الواقع.
في أجواء الاحتقان السائدة فإن خطأ إرسال الموالين إلى محيط الاتحادية، لم يوقع قتلى وجرحى فقط، ولكنه ألصق التهمة بالإخوان وحملهم مسؤولية العنف الذي وقع، وهو ما كان ينبغي أن تتوقعه الجهة التي قررت إرسال ذلك العدد الكبير منهم لمواجهة المعارضين. واستقرت الفكرة في أذهان البعض، حتى قرأت في مقالة نشرتها صحيفة الشروق في 21/1 لإحدى الكاتبات ذكرت فيها أن (عملية الهجوم المسلح قادتها مجموعات دينية منظمة ومسلحة قاصدة المحتجين أمام قصر الاتحادية). وهو حكم شاع رغم أن تحقيقات النيابة في القضية لم تنته بعد. وقد استمعت حتى الآن إلى أقوال 180 شخصا من شهود الحدث.
أرجو أن تكون قيادة حزب الحرية والعدالة قد تعلمت الدرس من خطأ تجربة موقعة الاتحادية، بحيث تدفعها تلك التجربة المحزنة إلى دعوة أعضاء الجماعة إلى الإبقاء في بيوتهم وعدم التوجه إلى ميدان التحرير يوم الجمعة، لكي لا يوفروا للمتصيدين والمتربصين فرصة التذرع بوجودهم لإطلاق شرارة العنف وإشاعة الفوضى التي تتمناها بعض الأطراف. وأكرر أن عدم نزول الإخوان ربما لا يمنع العنف، ولكنه قد يضعف احتمالاته، وعند الحد الأدنى فإنه سوف يخرجهم من ضمن أسباب وقوعه لا قدر الله. ولا يظنن أحد أن ما أسعى إليه هو تبرئة الإخوان وتحميل الآخرين بالمسؤولية عن العنف، لأن أكثر ما يشغلني هو إبطال الذرائع التي يتوسل بها دعاة الفوضى لتحقيق مرادهم. لأجل الوطن وليس لأجل الإخوان
.............
الشرق القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


مصر الحسين والأزهر


جمال خاشقجي
جمال خاشقجي



22-01-2013 04:05

عزمت أمري أن أصلي الجمعة في الأزهر، ذلك أن الشيخ يوسف القرضاوي كان سيلقي الخطبة هناك، كمسافر تسقط عني إلزامية صلاة الجمعة، وإن لاحظت أن كثيراً من السعوديين يحرصون على أدائها حتى أثناء سفرهم، سواء سياحة أو عملاً، ولكنه كان حدثاً استثنائياً، فخطبة القرضاوي بالأزهر تحمل معاني كثيرة في مصر اليوم، التي تتشكل جمهوريتها الجديدة، لذلك حرصت على حضورها، بينما يحصل ذلك، تمضي الحياة في حي الحسين والأزهر كما هي منذ ألف عام، لا يهم مواطنيها أمر السياسة، إلا بقدر محدود في ما له علاقة بكسبهم وعيشهم .


رتبت مع صديق أن نمضي صباح ما قبل الجمعة هناك، وما أكثر ما يكون فعله هناك، فالحياة صورتها كثيفة هناك، مليئة بالتفاصيل والشخوص، لذلك كانت دوماً مصدر إلهام لكثير من الروائيين المصريين، وكتّاب التحقيقات الصحفية والمصورين الفوتوغرافيين والرسامين، ولن أنسى المؤرخين .


مضينا دون هدى في أزقة ضيقة، خان الخليلي، ربما كان كذلك، إذ إننا لم نسأل، كنا نتحدث في السياسة، وتحليل الموقف المصري المتداخل، مثّل رفيقي في هذه الجولة الكاتب الصحفي بصحيفة «الشرق الأوسط» المتخصص في الأديان إميل أمين، فهو قبطي مصري، ولكنه يتبع كنيسة روما، ورفض استغرابي لذلك كون الانفصال بين كنيسة الإسكندرية ونظيرتها في روما لم يكن بالطلاق الودي عندما وقع قبل 15 قرناً، مؤكداً طبيعة المصريين المتسامحة، ما يفسر أنه دخل معي مسجد الحسين بدون تردد، وزرنا ضريحه معاً، والتقطنا صوراً، وصليت ركعتين في المسجد، بينما وقف هو يتمتم بصلاته، ثم خرجنا نتحدث عن الزوار البهرة، رأيناهم متحلقين حول الضريح، وهم إسماعيليون من الهند، يتميزون بالثراء والعلم والتكاتف، ويترددون على القاهرة الفاطمية، حيث توجد مساجد وأضرحة لبعض من رموز مذهبهم، أبرزهم الخليفة المثير للجدل الحاكم بأمر الله، الذي لا يحظى بعظيم تقدير في تاريخ مصر، لبطشه وعجائبه، ولكن من الواضح أن البهرة يرون فيه ما لا نراه .


داخل المسجد الذي يسميه المصريون المشهد الحسيني أو الحرم الحسيني، مشهد آخر للتسامح، تجده مع الفقراء المتعبين، فهم نائمون دون أن يضايقهم أحد، صورة أخرى، ثقافية هذه المرة للتسامح على جدار المسجد، حيث نصب أحدهم متجراً لبيع الكتب، هناك اجتمع الشيخ عايض القرني وكتابه «لا تحزن» مع ماجي فرحي، وكتابها الشهير عن الأبراج، وليس بعيداً عنهما نزار قباني وديوانه الكامل، وبينهما دلائل الخيرات، كتاب الأدعية الشهير، وشتى كتب الوعظ التراثية والعقيدة والفقه، وكذلك كتب أخبار يوم القيامة.


مضينا نبحث عن مطعم شعبي نفطر فيه، بدا عليهم كمن يستعد ليوم جديد ويتعافى من سهر البارحة الذي امتد حتى صلاة الفجر، هكذا تمضي الحياة في المقاهي المحيطة بالحسين، لا تغلق أبوابها أبداً، جلسنا على جلسات خشبية ربما يمتد عمرها لعشرين أو ثلاثين عاماً، وأكلنا على صينية مثخنة بالصدمات، هنا لا تتخلص من القديم، طالما أنه غير مكسور، أو يمكن إصلاحه .


خرجنا نمشي نحو الأزهر، مزيد من الأزقة الضيقة والمباني التاريخية العريقة التي أنهكها الزمن، ولكنها تحتفظ بلمسات جميلة تشوهت، لو انصرف لتجديدها وتجميلها وزير الثقافة وهيئة الآثار والمجلس المحلي وبقية المنظومة البيروقراطية، لحولوها إلى متحف تاريخي مفتوح، يجذب ملاييناً من السياح، ولكن المصريين مشغولون هذه الأيام بجدل سياسي لا ينتهي، متى يخرجون منه؟ لا أعلم، فالتاريخ في بلد عمره 7000 سنة يمضي ببطء.

جمال خاشقجي

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



مصر: جسر مع السعودية وانفراج بأزمة الجيزاوي





الأربعاء، 23 كانون الثاني/يناير 2013، آخر تحديث 11:24 (GMT+0400)

 

القاهرة، مصر (CNN) -- أكدت الرئاسة المصرية أن المشاورات التي أجراها الرئيس محمد مرسي في السعودية شملت عدة قضايا، على رأسها إنشاء جسر يربط بين البلدين، وسط "قبول" من الجانب السعودي، وذلك بالإضافة إلى نقل"التماس" عائلة أحمد الجيزاوي، المسجون في المملكة بتهمة إدخال مواد محظورة، متوقعة "انفراجة قريبة" بهذا الصدد.

وقال ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن مرسي "ناقش مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية إنشاء جسر بري" بين البلدين، موضحا أن المشروع "لاقى قبولا من الجانب السعودي مما يؤكد اقتراب البدء في تنفيذه خاصة في ظل وجود الإرادة السياسية من الجانبين لتفعيل المشروع."

وأضاف علي، في تصريحات نقلها التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ليل الثلاثاء، أن مرسي "حرص على مناقشة مشكلات المستثمرين السعوديين في مصر واستعراض الحلول التي توصلت إليها الحكومة المصرية لتسهيل الاستثمار السعودي في مصر وزيادة نسبته في المرحلة القادمة."

وفي شأن أخر أكد علي أن مصر "نقلت التماس أسرة الجيزاوي للافراج عن أحمد الجيزاوي المحتجز في المملكة العربية السعودية، مؤكدا على اقتراب وجود انفراجة في هذا الشأن،" مع تأكيده على احترام مصر لأحكام القضاء السعودي وحرص الرئاسة على رعاية المصريين في الخارج.

وكانت شاهندة، زوجة أحمد الجيزاوي قد كشفت لـCNN بالعربية السبت أنها اتصلت بالرئاسة المصرية طالبة تدخلها للحصول على عفو عن زوجها خلال زيارة مرسي إلى المملكة، بعدما صدر بحقه قبل أيام حكم بالسجن والجلد بتهمة إدخال مواد مخدرة إلى المملكة، في قضية أدت إلى توتر في العلاقات بين البلدين.

 

http://arabic.cnn.com/2013/middle_east/1/23/egypt.morsi-trip/index.html



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


واشنطن بوست : التدخل الفوري في سوريا واجب أخلاقي على أوباما



- ترجمة: ياسر إدريس | 2013-01-24
أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية على ضرورة التدخل السريع والفوري للرئيس باراك أوباما في الحرب الطاحنة التي تدور في سوريا، داعية إدارته لبذل مزيد من الجهد من أجل وقف القصف الكامل للمدن والقرى السورية ووضع نهاية لاستهداف الصحافيين واغتيالهم، مؤكدة أن القيام بهذا الأمر في أسرع وقت سوف يجنب الشرق الأوسط كوارث محدقة.
وصنفت الصحيفة الأزمة السورية باعتبارها «حربا ضرورية» ينبغي خوضها فورا مع أخذ الاحتياطات المناسبة، وليست «حربا اختيارية» يمكن تجنبها وتفادي عواقبها، وضربت مثلا بالحرب العالمية الثانية والحرب على أفغانستان وقالت إنهما من الحروب الضرورية، بينما الحرب على العراق اختيارية معتبرة دخول أميركا في تلك الحرب شيئاً من الحماقة.
وأكدت الصحيفة على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليس أمامه سوى التدخل في سوريا بعد أن تحولت الحرب هناك من اختيارية إلى حرب ضرورية، مشيرة إلى إن ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 60 ألفا وأعداد اللاجئين إلى أكثر من 650 هو دليل على خطأ تأخر التدخل في سوريا. ورأت أن عدم التدخل الآن في سوريا يعني استمرار الحرب واستمرار حمام الدم وتهديد لاستقرار المنطقة برمتها، لافتة إلى أن اللاجئين السوريين بينهم أطفال ومسنون لا يتحملون الأوضاع الصعبة والمأساوية التي يتعرضون لها في الدول المجاورة.
ورأت «واشنطن بوست» أن هناك واجباً أخلاقياً يحتم على أوباما وإدارته التدخل في سوريا، وهو التدخل الذي لن يكون مكلفاً، موضحة أن من واجب المجتمع الدولي كله معاقبة الأشرار الذين يقفون وراء كوارث إنسانية في العالم وتقديم رسالة لأشرار المستقبل أنه لا مجال للفرار من العقاب.
وقالت إنه كان باستطاعة الولايات المتحدة والناتو إظهار قدر من قوتهما، وكان ذلك كفيلا بإنهاء تلك الأزمة السورية مبكراً، مؤكدة أن فرض منطقة حظر طيران مثلما حدث في ليبيا كان كفيلا بصد طيران الأسد الحربي وبث مشاعر الشك بين جنود جيش النظام السوري في قدرة الأسد على البقاء.


//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


مجلة أمريكية : الربيع العراقي سيكون أشد عنفا مما حدث في سوريا وليبيا


القاهرة-متابعات :
قال تقرير أميركي نشرته مجلة نيويورك فايلز ان الشيعة في العراق وبعد عشر سنوات من القوة في الحكم، يتجهون بسرعة نحو خسارة ما حصلوا عليه بفضل الآليات الديمقراطية.
وفي جانب آخر من التقرير، قال أن ما يحدث الآن في العراق "يجعلنا نتوقع ربيعاً أشد عنفاً مما حصل في ليبيا وما يحصل في سوريا حاليا".

وجاء في التقرير الذي كتبه (ديف فوستر) : "كل الدلائل تضع العين على  نقطة واحدة، أن قادة الشيعة السياسيين يضعون مستقبلهم السياسي على متن قارب  مثقوب ، فالازمة التي طالت في البلاد تقوض قوتهم، وخصومهم الداخليين  والاقليميين اصبحوا امام طيف واسع من الخيارات الناجحة التي يقدمها لهم  قادة الشيعة بشكل مستمر"، ولفت التقرير الى امتعاض متزايد في عدد من  عواصم القرار الغربي من الحالة العراقية، حيث وضعت الولايات المتحدة تحت  تصرف الزعماء العراقيين .

مرسى الاخبار



////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

خلفان:هل ٢٥ يناير الإخونجي طاير!!!





صحيفة المرصد:  أكد "ضاحي خلفان" قائد شرطة دبي أنه إذا اجتاز الإخوان ٢٥ يناير القادم فالثورة ستكون فشلت حقاً, ونجح الإخوان في السيطرة الدكتاتورية على البلاد.
وتساءل "خلفان" عن مستقبل الإخوان بعد الساعات القليلة المقبلة، والتي ستشهد خروج تظاهرات عارمة بالبلاد، قائلا: "الـ48 ساعة القادمة هل ستكون حرجة للإخوان الله اعلم!! هل ٢٥ يناير الإخونجي طاير!!! الله اعلم !!".
وأشار "خلفان"- علي حسابه الشخصي علي موقع "تويتر" اليوم الأربعاء- إلى أن 48 ساعة فقط تفصل بين أن يكون شباب الثورة وأن يكون الإخوان هم من يقودون المستقبل في مصر، متابعا: "إن قاده الإخوان حلت البلاوي وأن قاده شباب الثورة فالمستقبل غاوي!!".

........
الوفد






////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

المرزوقي: عودة مفهوم القمم الاقتصادية دلالة على تغير الوعي

الرئيس التونسي ل«الرياض»: أضعنا نصف قرن في قمم سياسية جلبت الفرقة



حوار - أيمن الحماد

    أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن عودة مفهوم القمم الاقتصادية دلالة على تغير الوعي لأن المشاكل العربية الحقيقية مشاكل اقتصادية واجتماعية.
وأضاف في حديث ل» الرياض» إلى أن العرب اكتشفوا الطريق بعد أن ضيعوا خمسين عاماً في قمم سياسية لم تؤدّ إلا لزيادة الفُرقة. مشيراً إلى أن فترة تحكُم الأمور السياسية بالاقتصادية قد ذهبت مع الثورات العربية التي كان الجانب السياسي فيها يتحكم في الاقتصادي فيشّل التنمية.
وتطرق الرئيس المرزوقي إلى الأزمة في مالي مؤكداً أن الوجود الفرنسي لوقت طويل ليس من مصلحة باريس، لافتاً في ذات الوقت أن عدم إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة يهدد المنطقة بأكلمها. مؤكداً بأن القاعدة عنصر تهديد على صورة المنطقة واستقرارها ووجودها لكن لا يهدد المسار الديموقراطي.
واستغرب الرئيس التونسي من تضايق قيادات دول الربيع العربي من الاحتجاجات، قائلاً: «لا يمكن أن تصل إلى السلطة بديموقراطي، وتقول لا تحتجّوا على النظام الديموقراطي. الاحتجاج جزء من العملية الديموقراطية»

نص الحوار:



http://www.alriyadh.com/2013/01/23/article803853.html

//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


بسبب تذاكر مرافقيه

شيخ الأزهر يلغي زيارته للسعودية



شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ألغى زيارته للسعودية  (رويترز- أرشيف)


أنس زكي - القاهرة

ألغى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب زيارة كانت مقررة له اليوم إلى السعودية وذلك قبل دقائق من مغادرته مطار القاهرة، وهو ما أرجعته مصادر بالأزهر إلى التفريق بينه وبين مرافقيه من هيئة كبار العلماء بالأزهر خلال رحلة السفر. 
وقالت المصادر إن د. الطيب فوجئ بعد استكمال إجراءات السفر بأن الرحلة التي تم ترتيبها من جانب مسؤولين سعوديين تضمنت مقعدا له بالدرجة الأولى ومقاعد بالدرجة العادية لمرافقيه، فطلب من طاقم الطائرة أن ينتقل أعضاء الوفد إلى الدرجة الأولى احتراما لمكانتهم الدينية والعلمية، ولما اعتذر طاقم الطائرة عن إمكانية تنفيذ ذلك قرر شيخ الأزهر إلغاء الرحلة.
ووفق المصادر فقد كان الوفد المرافق يضم مستشاره القانوني محمد عبد السلام، ومن أعضاء هيئة كبار العلماء رئيس مجمع اللغة العربية د. حسن الشافعي، ومفتي الجمهورية السابق د. نصر فريد واصل، ووزيرالأوقاف السابق د. محمد الأحمدى أبو النور، ود. محمد مختار المهدى، وأستاذ الحديث بالأزهر د. أحمد معبد عبد الكريم.
وكان مقررا أن تستمر زيارة الوفد للمملكة عدة أيام يلتقي خلالها عددا من علماء السعودية، كما يشارك في حضور حفل جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية، إضافة إلى أداء العمرة.
المصدر:الجزيرة

////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

شفيق يحرض الدول العربية ضد مصر
حرض الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة والمقيم حاليًا بدولة الإمارات العربية المتحدة، الدول العربية على عدم تقديم دعم اقتصادي لمصر.
وقال شفيق: إن هناك دولاً تريد التعاون والاستثمار في مصر لكنهم يخشون من الإخوان المسلمين، ومن عدم الاستقرار.
وأضاف شفيق، خلال لقاء تلفزيوني أذاعته قناة القاهرة والناس، مساء الأربعاء، وتم تسجيله بدبي، "أن علاقات مصر لم تعد جيدة مع معظم دول العالم، في حين أنها تسعى للتقارب مع من لهم مصلحة في مصر".
وقال: إن الإخوان يحاربون أنظمة سياسية، "ليس من أجل المواطن أو الاقتصاد بل للسيطرة، ولأجل مشروع إسلامي وخلافة إسلامية



////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

«بن لادن»: لم نرتبط بتمويل إنشاء جسر السعودية - مصر

الاقتصادية24/01/2013
1,101 0

أوضحت مجموعة بن لادن السعودية على خلفية ما تناولته وكالات أنباء ووسائل إعلام بشأن مشروع الجسر البري بين السعودية ومصر، عدم وجود أي ارتباط رسمي بتمويل وإقامة مشروع الجسر البري بين السعودية ومصر.

وأكدت مجموعة بن لادن السعودية استعدادها التام للتعاون مع المسؤولين. وأشادت بقوة العلاقات بين السعودية ومصر، اللتين تربطهما أواصر قوية واحترام متبادل وعلاقات وثيقة في مختلف مجالات التعاون. يُذكر أن مجموعة بن لادن لها مشاريع عديدة في مصر، كان آخرها مشروع توسعة مطار الغردقة.





مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


الاستبداد

د. حسن الحميد

الاستبداد الذي تَعُمّ عقوبته الناسَ أجمعين هو الاستبداد السياسي، وكل استبداد دونه هو سيئة من سيئاته، فإن الخَرَاج بالضمان.. فمن تَنَعّم بالسلطة والحُكم تَحمَّل مسئولية إقامة العدل، واستحقّ الذّمَ والعقوبة على الجور والإهمال. هكذا فهم الفاروق"لو عثرت بغلة في العراق لحسبت عمر مسئولا عنها: لِمَ لمْ يُسَوّ لها الطريق"؟ فأمير الناحية والقاضي والوزير ونحوهم؛ جَوْرُهم من جور الحاكم، وعدلهم من عدله " لأن أولي الأمر كالسوق ما نفق فيه جُلب إليه؛ هكذا قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. فإن نفق فيه الصدق والبر والعدل والأمانة جُلب إليه ذلك؛ وإن نفق فيه الكذب والفجور والجور والخيانة جلب إليه ذلك". ولهذا فالاستبداد ليس مرادِفا للظلم أو الفساد أو الترف. كلا.. بل هو هذه الخبائث كلها، وزواله أو إزالته هو إزالة للظلم والفساد، وتوطينٌ للحرية والعدل والحقوق.. إذ  لايمكن ولا يتصور إحلالها والعيش في كنفها مع الاستبداد.. وقد أجمعت الشرائع والوقائع والعقول على وجوب مقاومة الاستبداد، وعدم توريثه واستنساخه تحت أي ذريعة..

الاستبداد عَلَمٌ  لايُستَدَلُّ لِقُبحِه وتجريمه.. فاسْمُه قبيح ونِتاجه حَنظلٌ، وهو مشتمل على مُوبقاتٍ، كلُّ موبقةٍ منها مُحكمٌ تحريمها ومستقرٌّ في العقول والفِطَر فسادُها.. ولقد تحالف عقلاء الجاهلية على نبذ الاستبداد وما ينتج عنه فيما عُرِف بحلف الفُضول، تحالفوا "ليكونُنّ مع المظلوم حتى يؤدوا إليه حقه، وفي التآسي في المعاش، والتّسَاهم بالمال"..وقد شهده النبي صلى الله عليه وسلم وهو فتىً، وزكّاه بعد نبوته  وأحبّ تكراره " لقد شهدتُ في دار عبد الله بن جدعان حِلفا لو دُعيتُ إلى مثله في الاسلام لأجَبْتُ" قال ربيعة ابن أبي عبدالرحمن"كان تحالفهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن لا يَدَعوا لأحد عند أحد فضلا إلا أخذوه " فكم في بلاد الله من مظالم وحرمان وطبقيّة تحتاج إلى أحلاف فضول ؟.  وهل نحتاج مع بداهة العقول إلى حشد النصوص الشاهدة على تحريم الظلم والفساد وآثارهما الوخيمة العاجلة ؟ وهل بعد قول الحق سبحانه "وَلَقَدْ أَهْلَكَنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا" وقوله "وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ" وقوله جلّ وعزّ }وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً{ والفتنة العقوبة التي إذا نزلت لا تَخُصّ الظالمين وحدهم. وهل بعد قول الحق مُحذِّرا العقلاء عاقبة قيادة المفسدين للمجتمع }وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ{ وقوله }وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا{ وفرعون كان من المفسدين }آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{ وقارون الوزير الرأسمالي كان من المفسدين }وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{ والآيتان نَصّ في متلازمة الاستبداد والفساد؛ فإن فرعون من أكابر المستبدين..وقارون من أكابر المستغلين للسلطة؛ فإنه قد بَغَى على قومه وانحاز  لمعسكر المستبد.

الظلم والفساد متلازمان، وهما العمود الفقري للاستبداد. وأتحدى أن يأتي باحثٌ بِمُستبدٍ غير ظالم وغير مفسد على طول التاريخ البشري؛ لسببٍ عَقلي بَدَهيّ وهو أن الاستبداد قائم على أساس قمع الرأي المعارض والاستئثار بمُتَع الحياة.. والناس شركاء في الرأي والمتاع.. فإما شَراكةٌ وهي تستلزم العدل والشورى، أو استئثار وهو الاستبداد..ولا ثالث لهما في تجارب البشر، وإن كانت هناك صُورٌ مُحتملَةٌ في القِسمة العقلية.لكن ليس كل ما صحّ في الأذهان يقع في الأعيان.

الاستبداد والنهضة لايجتمعان.. والتاريخ شاهد بذلك! فالإسلام صنع نهضة شاملة بعدما خلّص الأفراد من استبداد القبيلة وعنجهية الأنا، وألّف بين القلوب. وأوربا الحديثة لم تنهض إلا بعد مقاومة استبداد الكنيسة ورجال الإقطاع.. وقارِن بين شطري كوريا لترى العلاقة بين الاستبداد والتخلف، والحرّية والنهضة.

الاستبداد مُفسِد لدين الناس ودنياهم، والمستبِد مُنازِعٌ لله خصائصَ ربوبيته؛ ألا ترون أنه لايزال يُرَوِّعُ الناس ويمنعهم حقوقهم حتى يكون خوفه ورجاؤه مضاهيا لخوف الله ورجائه في قلوبهم! وأكثرُهم مع ذلك يُضْفي عليه من ألقاب التعظيم، ولا يَعترِض على أَمْرٍ أمضاه أو قانونٍ سَنَّه ولو كان مُصادِما للشريعة مُفسِدا للأخلاق؟؟

لذلك ولغيره فإن الاستبداد من أعظم المصائب التي اقتضى العقل ودَلّ الشرع أنها تجمع أشتات الناس، حتى مع اختلاف أديانهم ومذاهبهم، والمسلمون ليسوا استثناءً، بل هم قد أصابهم أضعاف ما أصاب غيرهم من عذابات الاستبداد. ومقاومتُه في ديننا من أعظم الجهاد؛ فقد صحّ  "ألا إن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر، ألا لا يمنعَنّ أحداً مخافةُ الناس أن يقول بالحق إذا شهده، أو عَلِمه". والمستبِدُّ حائزٌ قصَب السبق في الجور..

الاستبداد هو هادم اللذات ومُفَرِّق الجماعات وهم أحياء.. ألا نعتبر  بتشريد بني إسرائيل من مصر على يد فرعون وعصابته، وفرار الصحابة من مكة لاجئين عند النصارى في الحبشة، وشتات الملايين من أبناء العالم العربي في أصقاع الأرض؟. هل كان سيجرى ذلك كله لولا الاستبداد ؟.

وإنه بالاستقراء لافَرْقَ بين مستبد أجنبي ومَحَلّي، بل كثيرا ما يكون المستبد المحلي أشد ظلما وقهرا للشعب، وأكثر إفسادا وسلبا للخيرات من الأجنبي..وقد جَرّبت المنطقة العربية الاستعمار الأجنبي والاستبداد المحلي في قَرنٍ واحد، وأظن أن الناس لو نطقوا لقال جمهورهم ما قال طرفة ..

وظُلْمُ ذَوي القُرْبَى أشَدُّ مَضَاضَةً           على المَرْءِ مِنَ وقْعِ الحُسام المُهَنَّد

ولأطرقوا رؤوسهم تصديقا لما قال الرّضِيُّ

لِلذُّلّ بين الأقربين مضاضة                والذلّ ما بين الأباعد أَرْوَحُ

وإذا رَمَتك من الرجال قَوارصٌ         فسِهام ذي القربى القريبة أجْرَح

 فمن هَوّن من شأن إزاحة الاستبداد، أو اعتقد أن زوال الاستبداد ليس مصلحةً إلا إذا جاء وفق هواه وعلى مقاس مشروعه فقد تَحَجّر واسعا، وتجاهل مشاعر الملايين، ولم يُحسِن مشاركتهم أفراحهم..بل وتَجَاهل المكاسبَ الضخمة التي سوف تتحقق للناس من الشعور بالكرامة، وللإسلام من الانتشار  والظهور.

إن إزالة الاستبداد عبادة فلتكن نِيّة المقاومين للاستبداد صالحة وعملهم صوابا..وإن المستفيد من زوال الاستبداد هو الشعب الباحث عن هويته وكرامته، وفي مقدمة فئات الشعب أصحابُ المشروع الإسلامي، فنحن أحوج إلى مناخ الحرية من غيرنا، ونحن سنستفيد من زوال الاستبداد أكثر من غيرنا؛ لأن استبداد الأنظمة العربية هو استبداد بمرجعية عَلمانية. ولا ريب أن الفضائل تتوالى على أثَر زواله، فهو قُفْلها وبابها المُوصد.. فَشُكرُ الله متعين على عامة الشعب بهدم سور الاستبداد أعظم من شكر الرقيق رَبَّه على نعمة الإعتاق؛ لأن زواله إعتاق لملايين الأرقاء.. ومن لم يحتفل بزوال الاستبداد فهو قِنٌّ خِلْقَةً.. وإنه

منْ يَهُنْ يسهُلِ الهوانُ عليه            ما لجُرحٍ بميّت إيلامُ

وهؤلاء يعاقبهم الله بالإقامة في الذل، ويحرمهم نَسيم الحرية التي تهُبّ على الشعوب الكريمة على نفسها.. }وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ{

اللهم لاتجعلنا شماتة لخلقك، ولا فتنة لعبادك.

............

البيان

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



في المثقف الجديد وسؤال عبدالرحمن الوابلي



03-11-1434 12:01

حبيب عبدالله :


تحت عنوان (ما حاجتنا إلى الليبرالية ولدينا الإسلام) أبدى كاتب جريدة الوطن عبدالرحمن الوابلي استغرابه العاجي ممن يسأل هذا السؤال ,واتهم السائل بالجهل بالإسلام وبالليبرالية معا , مضيفا بأن الواقع الحالي لهذا السائل بات مزيفا ووعيه مغيبا أيضا . وهو ما دفعه لطرح هذا السؤال )الغبي( .. الوابلي ومن أجل قبول طرحه للقضية استهل مقاله عبر دفاعه أولا عن الإسلام وإطرائه بشموليته وثرائه وصلاحه لكل زمان ومكان مشيرا إلى قبول الإسلام للآراء الجديدة وبقاء الاجتهاد مفتوحا لمزيد من التشريع والتغيير.. ونفى الوابلي أن تطرح الليبرالية نفسها كبديل عن الإسلام , بل هي رؤية لإدارة الشؤون الدنيوية المدنية , لا أكثر من ذلك، مؤكدا أنها لا تتدخل في أمور الدين والعقيدة والفقه.ثم تطرق للنماذج الليبرالية الناجحة وفقا لرأيه مثل ليبرالية الهند الهندوسية وماليزيا المسلمة واليابان البوذية، وأميركا المسيحية؛ والتي جميعها تتخذ من الليبرالية أسلوبا لإدارة حياتها العامة، في ظل احتفاظ كل دولة بدينها، وقال لم يأت مواطنون يسألون نفس هذا السؤال بمدى الحاجة إلى الليبرالية ,ولدى دولهم دياناتها المختلفة مرجعا السبب إلى وجود الوعي الرشيد بالفصل التام بين الدين وإدارة الحياة، هذا الوعي الذي لا يتوفر إطلاقا عند السائل الغبي ومن هم على شاكلته.. وفصل الوابلي بعد ذلك في أنواع الليبرالية وقيمها واختلافاتها حتى قال أن القارة الأوروبية الصغيرة بحجمها هي مصدر الليبرالية الحديثة، ثم خاض في الثورات العربية اليبرالية حسب رأيه لأن ديمقراطيتها وانتخاباتها اللاحقة جمعت مختلف التيارات الدينية وغير الدينية، وقال حتما ستزيد الليبرالية من إنسانية وثراء الإسلام من خلال قبول الآخر والتعايش مع الحضارات الأخرى التي يعاديها هذا السائل المتطرف والمتشدد لكل آخر.. وأدان بالفضل والمنة للفكر الليبرالي الذي ساعد كثيرا في انتشار الدين الإسلامي في المجتمعات الليبرالية في حين يقل انتشاره في الديكتاتوريات كون الإسلام ينتشر في الأجواء الليبرالية المليئة بالحرية وبالتسامح.


وبالرغم من أن الكاتب دافع عن الإسلام لشموليته وتجدده وتعدد مدارسه في بداية المقال إلا أنه وفي منتصف المقال عاب على هذا الدين تخلفه وتعدد مذاهبه التي تتمسلك بتأويلات الأولين الذين لم تعن لهم الحرية والعدالة والتسامح أي شيء , ولم تكن في وقتهم هذه القيم من ضروريات الحياة كما هي الآن.. وضمنيا عاب على هذا الدين عدم قدرته على التجديد باستيعاب ,ومواكبة عصر العولمة والقرية الكونية ,وعدم قدرته على الفصل بين الشأن المحلي والدولي، منوها باستجابة الليبرالية لطبيعية وروح هذا العصر ومعطياته.. وتساءل الكاتب بشكل ينم عن سذاجة (لا أدري كيف تصدر من كاتب في صفحة رأي)، تساءل كيف يمكن لمسلم أن يركب طائرة مستوردة بينما يرفض هذا المسلم فكرا غربيا كالليبرالية. ولكن الكاتب تجاهل أن الاستفادة من الآخر لا تتطلب قبول كل شيء آخر منه، فهل يمكن للمسلم أن يرفض السيارة بسبب أنه لا يستطيع قبول الفكر الغربي معها، أم يقبل السيارة والعلاج ويرفض غيرهما.


ومن بين كل المقارنات الساذجة التي نقرأها ونسمعها كل يوم جاء الكاتب بمقارنة ساذجة جديدة، حيث قارن بين قبول الأوربيين للإسلام ورفض المجتمعات الإسلامية لليبرالية، وقارن أيضا بين قبول المسلمين الأولين لكلمات حبشية كمصحف أو فارسية كدواوين وبين رفض المسلمين المعاصرين لليبرالية بسبب أنها كلمة غربية.. هل يعقل أيها الكاتب أن المجتمعات الإسلامية المعاصرة ترفض الليبرالية بسبب المفردة اللغوية، لماذا إذن قبلت كلمات أجنبية حديثة جدا مع الإنترنت والتقنية، وهل عندما يدخل عدد من الأوربيين الإسلام ويحصلون على حقوقهم كمواطنين في دولهم يتطلب الأمر منا أن نتقبل فكرا منهم مقابل ذلك.. كيف يمكن لكاتب أن يأتي بمقارنات لا محل لها في قاموس المقارنات المنطقية إطلاقا، كيف يمكن أن يكون قبول الأولين مثلا لكلمة فارسية سببا لقبول اللاحقين لفكر غربي أو شرقي جديد، ألا يعرف الكاتب أن القبول بالشيء لا يتطلب القبول بكل شيء بعده وإلا ما ركبنا طائرة أو شربنا ماء باردا.. أعتقد أن الكاتب يكشف عن عجزه الفكري والمنهجي والذي أساء حتى لليبرالية نفسها والتي تحمل قيما سياسية واجتماعية أفادت مجتمعاتها المفلسة ولا شك في ذلك.


ويقول الكاتب أن الليبرالية التي يريد استيرادها لا تتدخل في أمور الدين والعقيدة والفقه، وكيف ذلك وهي أساسا وضمن مبادئها الأساسية إلغاء الدين وتشويهه في مجتمعاتها , وقد باعت الكنيسة وحولتها إلى ناد للشواذ ، وساعدت على الانحلال والانفتاح القذر على الحياة الحديثة، وهي التي ألغت عقوبة الإعدام للقتلة والمغتصبين، حتى أن الأنظمة الليبرالية الحديثة تسمح بخروج القاتل والمغتصب من السجن عند التثبت من حسن سيرته وسلوكه.وبصراحة لا أدري كيف استطاع الكاتب أن يُعجب بالقارة الأوروبية الصغيرة بحجمها , لأنها أصبحت مصدر الليبرالية الحديثة، هل يعرف طبيعة الليبرالية أو أحزابها وقادتها ودعاتها في أوروبا، هل يعرف وعودها الانتخابية وأجندتها الثقافية ومشاريعها الاجتماعية.. صحيح أن الليبراليين من أوائل المنادين بحرية المسلمين وحماية مساجدهم لأنهم يؤمون بالتعدد والمساواة وليس فقط للمسلمين بل لكل دين وعبادة أصنام وشياطين..
الحرية والمبادئ الليبرالية باعت الكنيسة وحولتها إلى ملاه ليلية ونواد للشواذ والشواذ وحانات للسكارى وفي أحسن الحالات حولتها إلى قاعات لحفلات موسيقية يحضرها كبار السن الذي فقدوا الاتصال بأبنائهم وبناتهم ممن وجدوا في قوانين الليبرالية الحديثة الخلاص من وصاية آبائهم وأمهاتهم عليهم.. هذه الحرية والمساواة التي وصلت لدرجة أن تمنع المسلم من تربية أطفاله على العقيدة التي يريدها، وتحاول هذه التيارات الليبرالية زيادة قوانين الحرية والمساواة والعدل التي تقيد حرية المسلم لتكون داخل المسجد فقط، أي عبادة فقط ولا غير ذلك، حرية تهدف إلى جعل المسجد كالكنيسة غير مؤثر وخاو من كل المبادئ والقيم الدينية التي شيد من أجلها، ليبرالية تسمح وتحمي حرية الكلمة التي تقذف الأنبياء والرسل والازدراء بأي دين وثقافة تحت ذريعة الانتقاد الحر، ولكن وفقا لليبرالية عندما تنتقد يهوديا أو شاذا فهذه عنصرية تتطلب المحاكمة والسجن.


الأجواء الليبرالية المليئة بالتسامح التي يريد الوابلي استيرادها هي التي سمحت للرجال الزواج بالرجال وللنساء بالنساء وفي وسط الكنيسة التي لم يخطر ببال من بناها أن تصل إلى هذه المرحلة من الانحلال الأخلاقي وأن تتحول إلى ناد للشواذ وإلا لما بناها أصلا.. القيم الليبرالية وعلى مدار المائة سنة الماضية أجبرت الكنيسة على قبول الشاذين المؤمنين حتى قال أحد القساوسة ورجال الكنيسة أنه اكتشف من بين الشواذ مؤمنين حقيقيين أكثر من الأسوياء ودان بالفضل للقوانين الليبرالية .. هذه القيم الليبرالية أعطت للشاذين حقوقهم وكفلت لهم الاحترام بالشارع والمدرسة والجامعة والعمل وإلا فمصير المعارض أو حتى المنتقد هو تهمة التمييز العنصري وخسارة دراسته أو وظيفته والسجن في نهاية المطاف.


الأجواء الليبرالية المليئة بالحرية التي يقصدها الوابلي هي التي أخرجت المراهقة من بيت والديها وبدون رضاهما إلى الحانات والملاهي، وهي التي فضت بكارة الأطفال في سن العاشرة.. أجواء الحرية والتسامح الليبرالية المتزايدة في أوروبا هي التي تمنع المسلمة الصغيرة من الزواج مبكرا، بينما تسمح بحملها سفاحا من أقرب مراهق في شارعها، بل وتساعد على السفاح والزنا من خلال تقديم المعونات والسكن لهؤلاء المراهقات وأولادهن.. ليذهب الكاتب إلى أبعد من شانزليزيه باريس وأكسفورد لندن ليرى في الشوارع الخلفية للعواصم الأوروبية بنات صغارا يحملن أطفالا مثلهن، وباتت بعض المراهقات يسعين بكل الوسائل للحمل من أي رجل من أجل الحصول على المعونات المالية والسكن بعيدا عن الأهل، هذه هي أنظمة المساواة التي كفلتها الليبرالية في بعض دول أوروبا الغربية.. وقد اشتكى كاتب ليبرالي تونسي من اغتصاب حقوق النساء التونسيات التي يحملن سفاحا وعدم مساعدتهن من قبل الحكومة الإسلامية الجديدة والتي لا تصرف إعانات لهن.. هذه الأجواء الليبرالية المليئة بالتسامح والحرية هي التي ألغت السياسات المحافظة وشرعت المواخير وعمل العاهرات، ونشرت نوادي الشواذ والملاهي الليلية وألزمت الدول بحمايتها وحماية مرتاديها.. إذ أن الحرية للجميع والتسامح هو السائد فلا دين ولا أخلاق ولا ثقافة ولا حتى فن غير الموسيقى والرسم ونحت التماثيل العارية، ذلك الفن والثقافة القديمة أصبح تحفا وصورا فقط في المتاحف.الأحزاب الليبرالية في أوروبا وصلت للبرلمانات بسبب أصوات الشواذ والملحدين وبعض المسلمين في بادئ الأمر طمعا في مساواتها وعدلها، الأمر الذي دفع بعض المسلمين في السنوات القليلة الماضية في بريطانيا مثلا للتصويت للحزب المحافظ الذي كان في أساسه ضدهم ولكن كل ذلك من أجل الحفاظ على أخلاق وقيم هذه المجتمعات التي دمرت بسبب المساواة والعدل الليبرالي، فقدان الأوروبيين لدينهم وأخلاقهم هو الذي دفعهم للأحزاب الليبرالية التي لا تعترف بدين أو قيم أخلاقية.. لينظر الكاتب لزعيم الحزب الليبرالي البريطاني الملحد الذي لا يؤمن بأي دين أو ملة ويعيش مع خدنه ولهما ثلاثة أولاد وهما غير متزوجين أصلا.

لم لا يتجرأ الوابلي وغيره من الكتاب أن يقولوا بأن بعض القيم الليبرالية هي من استوحت قيم الحرية والعدالة والتسامح وحقوق الإنسان من الإسلام ولم تأت أبدا بجديد، لماذا لا نبحث عن هذه القيم التي كفلها وأتى بها الإسلام بدون ربطها أو مقارنتها بأي أفكار ليبرالية أو ماركسية واشتراكية، ولنعلم أن عصر المدنية والتعايش في عصور إسلامية سابقة وصل لمراحل قد لا يمكن تخيلها في عقلية عزيزنا الوابلي.. أعتقد أن الكتاب الليبراليين يخافون ويشعرون بالنقص ليطالبوا بتطبيق القيم الإسلامية ، لذلك تراهم مندفعين بحثا عن أي قيم ومبادئ من خارج هذا الدين العظيم الذي يخجلون كثيرا من الغوص فيه واكتشاف جماله وعدله ومساواته وشموليته وتسامحه،، لذلك تأخذ بعضهم العزة بالإثم فلا يرى عصورا جميلة عاشها الإسلام قبل اليوم إلا التي بشرت بها الليبرالية الحديثة،، ألم يعش المسلمين في عصر انشغل فيه الصانع في صناعته والحجام في حجامته والبائع في تجارته والمحارب في ثغره والفلاسفة في مناظراتهم والحاكم في حكمه وفق عدالة كفلت للجميع حياتهم واحترامهم ومساواتهم، بغض النظر عن الحالة السياسية أنذاك، ألم يهرب اليهود من مجتمعاهم الأوروبية للسكن بجوار جوامع قرطبة وغرناطة وغيرهما طمعا في الأمن والاطمئنان.



وإن امتلك الكاتب وغيره الحد الأدنى من الشجاعة فليتطرقوا إلى الليبرالية السياسية، أو ينتقدوا الليبرالية الاقتصادية التي أكلت حق الضعيف وصانت تجارة القوي وباعدت بين الغني والفقير ودمرت العدالة المعيشية بين الناس حتى في أوروبا التي تخوض حاليا أزمات البطالة والمال والصناعة بسبب ليبراليتها وأنانيتها الاقتصادية، لينتقدوا الليبرالية المتوحشة التي قامت عليها المنظمات الدولية كالبنك الدولي أو صندوق النقد، لينتقدوا الليبرالية التي حاربت ووقف ضد مظاهرات وول ستريت ولندن، أو لينظر الكاتب إلى ليبرالية البنوك الواقعية لدينا ويناقش كيف تدمر وتغير المجتمع للأسوأ.


وحتى أنا عندما أبدي إعجابي مثلا بالأفكار والقيم الاشتراكية التي تنتهجها بعض دول غرب وشمال أوروبا , لأنها كفلت جميع الحقوق للمواطنين من علاج مجاني للجميع بخلاف أميركا الرأسمالية وتعليم لا يفرق بين المواطنين وإعانات للعاطلين ومساعدات للأمهات وعدل عظيم في المحاكم بدون مزايدات ,وكذب المحامين كما في أميركا، أبحث بعد ذلك عن أصول هذه القيم والأفكار لأجدها واقعا إسلاميا قبل وصول الاشتراكية حين كفل القاضي النزيه وبيت مال المسلمين الأمين الحقوق والمساواة للجميع والقصص والتشريعات كثيرة لا مجال لذكرها، ولكن ألا يعرف هؤلاء الكتاب أن المشكلة دائما ليست في الإسلام الذي لا يحتاج إلى مبادئ جديدة بقدر حاجته العظيمة إلى طريقة مثلى ومخلصة وشجاعة لتطبيقه.. ففيه من الشمولية وكفالة الحقوق ما تعجز عنه الليبرالية والاشتراكية معا!



مشكلة بعض الكتاب العقلية أنه لا يستطيع البحث عن محاسن وعدل وروح الإسلام الحقيقية بعيدا عن أصوات النشاز والصراعات الفكرية السطحية، وبنفس الوقت لا يستطيع أو لا يريد كشف مثالب النظريات التي يريدونها ومنها الليبرالية، فكل ما يرودونه دين في المسجد وليبرالية تنظم الحياة وفق تصوراتهم التي لا أطعن في إخلاصها ,ولكن انتقد السذاجة ومدى السطحية التي يمارسونها ,والمفردات التي يرددونها في مقالاتهم بدون الغوص في كل شيء كما يطالبون بقبول أي شيء.
........
المثقف الجديد

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق