|
ذروة التخويف من الإسلام: «الإرهاب.. صناعة وأداة» زين العابدين الركابي |
«الإرهاب».. هذا الوباء الدامي الرهيب الرعيب هو ذروة «التخويف من الإسلام».. فإن من الثمار المرة لهذا الإثم الغليظ، أو الجرم البواح، أن الغلاة الدمويين قد سخروا أنفسهم لـ«خدمة الأعداء» من حيث تصديق شبهاتهم القولية الآثمة بـ«الفعل الآثم».. كيف؟ إن أبرز شبهات الأعداء وأشملها وأدومها – لا سيما في عصرنا هذا - شبهة أو فرية «انتشار الإسلام بالسيف والعنف الدموي».. والشبهة ساقطة من الناحيتين: العلمية والتاريخية.. أولا: من الناحية العلمية.. فالدين الذي استنكر الإكراه على الإيمان، فقال كتابه: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»؟!.. والدين الذي عد جمع الناس كلهم على الهدى أمرا مستحيلا لا يستطيعه النبي (صلى الله عليه وسلم) ذاته، فقال كتابه: «وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين».. والدين الذي نفى الإكراه في الدين بعدما تبين الرشد من الغي فقال كتابه: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي».. والحكمة العقلية الأخلاقية الواقعية ساطعة في هذا النص.. فأصل العلاقة بين الله والإنسان هي «الحب».. والمكره لا يحب، ولا يستطيع ذلك، ومن هنا لا قيمة ولا اعتبار لعمل إنسان تجرد قلبه من حب الله!!.. إن دينا هذا منهجه، وهذا هداه، يستحيل أن ينتشر بالسيف والعنف الدامي. ثانيا: من الناحية التاريخية: لم يثبت إدخال الناس في دين الإسلام بالسيف والعنف والإرهاب.. ومن هنا، فإن فرية أعداء الإسلام تلك ساقطة بالحجة العلمية، وساقطة بالحجة التاريخية الواقعية، لكن الغلاة الإرهابيين من المسلمين قدموا لشبهة أعداء الإسلام «حجة عملية» تؤيد الشبهة وتصدقها.. ما هي هذه الحجة العملية؟ هي استباحة الدماء المعصومة، والتوسل إلى الأهداف السياسية بالعنف الدموي.. وباسم ماذا؟.. باسم الإسلام!! وبينما نحن نعد هذا المقال التقينا بأخبار ثلاثة تأتلف حول موضوع الإرهاب: خبر المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب الذي انعقد - منذ قليل - في المركز العالمي لمكافحة الإرهاب في الرياض بالمملكة العربية السعودية.. الخبر أو المعلومة الثانية: العاصفة الفرنسية الأوروبية التي هبت على جمهورية مالي بذريعة مكافحة الإرهاب هناك.. أما الخبر الثالث فهو تصريح مثير مباغت أدلت به وزيرة خارجية أميركا السابقة هيلاري كلينتون، إذ قالت: «نحن أنشأنا (القاعدة) وصنعنا الإرهاب»!!.. وكلام هيلاري كلينتون ليس جديدا من حيث المعلومات والوقائع، فثمة اعتقاد سياسي في العالم بأن الولايات المتحدة تصنع الإرهاب وتلعب معه - وبه - لأجل تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية ما كان لها أن تحققها إلا تحت مظلة مكافحة الإرهاب.. نعم ليس جديدا ما صرحت به هيلاري كلينتون منذ أيام. لكن الجديد هو «البوح» بما كان سرا، وما كان مكتوما عن عمد.. لقد كان هذا السر يهم بالخروج إلى العلن، بل خرج بعضه: ليس على فم كاسترو – مثلا - وإنما تبدى – في غير صورة - على أيدي نفر من الصفوة الأميركية.. منهم مورغان رينولدز الأستاذ في جامعة تكساس، فقد قال: «إن أحداث 11 سبتمبر (أيلول) كانت عملية زائفة، وأكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الإدارة الأميركية للهيمنة على العالم».. ومنهم أستاذ القانون ورئيس مؤسسة سلام العصر النووي ريتشارد فوولك الذي قال – بصراحة: «إن إدارة بوش يحتمل أن تكون إما أنها سمحت بحدوث هجمات سبتمبر، وإما أنها تآمرت لتنفيذها بهدف تسهيل تطبيق مشروعها المسبق».. ومنهم كوندوليزا رايس نفسها.. ففي شهادتها أمام الكونغرس قالت: «إن الرئيس بوش تلقى قبل شهر ((!!!!)) من أحداث 11 سبتمبر مذكرة استخباراتية تصنف أهداف أسامة بن لادن، ومصلحته في شن هجوم على الولايات المتحدة يتضمن اختطاف طائرات واستعمالها في الهجوم، وكان عنوان المذكرة (تصميم بن لادن على شن هجوم داخل الولايات المتحدة)، لكن المذكرة تفتقر إلى تحديد مكان وكيفية ((!!!!)) وقوع مثل هذا الهجوم. وأنا لم أتخيل على الإطلاق ارتطام طائرات بمبان»!!.. ومنهم ريتشارد كلارك المسؤول الأول في مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأميركي. قال كلارك – بوضوح فاجع: «إن الإدارة تجاهلت ((!!!)) التهديد الذي كان يمثله تنظيم القاعدة قبيل هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الرغم من علمها بهذه التهديدات. وكنت أنا وجورج تينت مدير الاستخبارات (سابقا طبعا) نشعر بالأسى دائما لأن تنظيم القاعدة وتهديداته لا يعالجان بالجدية اللازمة من جانب الإدارة، وأنه حتى بعد حدوث هجوم سبتمبر واختفاء بن لادن في أفغانستان، أرادوا ضرب العراق مباشرة على الرغم من عدم وجود أي علاقة بين العراق والهجمات». والسؤال المباشر – ها هنا - هو: الكلام الآنف متعلق بالمخططين لصناعة الإرهاب: اللاعبين به ومعه.. فماذا عن منفذي العمليات الإرهابية؟.. هل هم متواطئون مع أولئك المخططين أو هم مجرد «أدوات» تستعمل لتحقيق أهداف هي أكبر منهم: أكبر من عقولهم، وأكبر من إمكاناتهم، وإلا كيف يمكن أن يتعاون مسلمون يعملون لنصرة الإسلام – كما يقولون هم أنفسهم - مع قوى دولية يتهمونها هم أنفسهم بأنها تعادي الإسلام وتكيد له كيدا؟!! لسنا بصدد «تحقيق جنائي» في هذه القضية. فمثل هذا يفوق قدراتنا، ثم إنه في المجال السياسي يصعب أن تجد دليلا يوثق العلاقة المشبوهة بين طرفين متآمرين، بيد أن ما يمكن طرقه وطرحه في هذا الميدان هو رصد القرائن رصدا يكوّن منها ما يمكن تسميته «العمالة بالأهداف» – على غرار الإدارة بالأهداف مثلا - ومن هذه القرائن التي تثبت خدمة الأدوات لأهداف المخططين: بحسن نية، وحماسة فائقة.. أ) ما بين أحداث 11 سبتمبر وبدايات قصف أفغانستان، كان العالم كله - تقريبا - بما في ذلك أوروبا نفسها يتحدث باستفاضة وحرج عن (ضعف الأدلة الأميركية وقتها في تسويغ الحرب)، ويطالب بأدلة قاطعة تسوغ الحرب، أي تسوغ - على الأقل - موت بريطانيين وفرنسيين وألمان فيها، ولما كانت الولايات المتحدة لم تقدم هذا النوع من الأدلة المطلوبة، وكانت في الوقت نفسه قد عزمت – بإطلاق - على شن الحرب، فإن موقفها السياسي كان مثقلا بالحرج الشديد على مستوى العالم (باستثناء حالات التعاطف الإنساني من هنا وهناك مع ضحايا 11 سبتمبر). في هذا الظرف البالغ الحرج جاءها الفرج، وسعى إليها المخرج، وهما فرج ومخرج تمثلا في الخطاب الذي أذاعه امرؤ لامع جدا في تنظيم القاعدة، واعترف فيه بفعلة 11 سبتمبر.. متى بث هذا الخطاب تلفزيونيا؟ قبيل شن الحرب على أفغانستان بساعات معدودة ((!!!!)). ب) كانت الإدارة الأميركية محتاجة إلى مزيد من المناخ الذي يمكّنها من إصدار قوانين جديدة تجعل «ضرورات الأمن» فوق اعتبارات الحريات العامة، وهذه خطوة لا تتم بسهولة في مجتمع مثل أميركا، وبينما كان الجدل السياسي والفكري والقانوني محتدما بين شرائح المجتمع الأميركي، طلع على العالم متحدث باسم «القاعدة» يقول - في حسم: «إن عواصف من الطائرات ستضرب أميركا من جديد، ولذلك نحن (أي القاعدة) نحذر المسلمين هناك ونطلب منهم ألا يسكنوا في بنايات عالية هي هدف رجالنا الذين يقودون طائرات الانقضاض والتدمير». وقد علم الناس في هذا العالم أن شيئا من ذلك لم يحدث قط - بحمد الله ورحمته - بيد أن هدف سن قوانين مقيدة للحريات قد تحقق بفضل هذه التهديدات المرعبة من «القاعدة»!!!!! والضرر الجسيم - من قبل ومن بعد - نزل بالإسلام والمسلمين.. ولذا قلنا - ومعنا عشرات البراهين - أن الإرهاب هو ذروة استراتيجيات التخويف من الإسلام.. ومما لا ريب فيه أن هذا التخويف نوع من الصد عن سبيل الله.. وهذا هو طريق الضالين: «ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد». ......... الشرق الاوسط |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| عصيان الجنرال وعسكرة الليبراليين |
عشنا وشفنا: الجنرال الهارب يعطى دروسا لجبهة الإنقاذ، ويطل علينا فى هيئة الزعيم المنقذ، راعى الثورة والثوريين، ويتحدث باعتباره الأب الروحى للعصيان المدنى.
قد يبدو ذلك مدهشا، لكن المدهش أكثر أن الرموز الوطنية النضالية الثورية الكبيرة تلتزم الصمت ولا تنطق ببنت شفة أمام قفزة قائد منطاد الثورة المضادة على المشهد الثورى، وكالعادة لم يشأ أحدهم أن ينطق بكلمة تسد هذا الهويس، وتتصدى لهوس المزج بين عذبهم الفرات وملح زعيم الفلول الأجاج، وربما كان المنطق ذاته الذى استخدموه حين سمحوا باستقبال مجموعات «آسفين يا مبارك» وأبناء عمر سليمان فى ميادين الثورة لايزال سائدا، وهو منطق الحشد والكثافة بصرف النظر عن المكونات وعلاقتها بالثورة.
إذن يتحدث الجنرال بكل ثقة منتقدا أداء جبهة الإنقاذ ومعلما ومرشدا، ولم لا وهو يدرك أن داخل هذه الجبهة من كانوا فاعلين فى حملته الانتخابية، سواء بالحضور فى قلب مقاره، أو بالوقوف على الأرصفة فى انتظاره ليعرضوا خدماتهم.
لكن الجديد هذه المرة أنه يريد أن يخطف الشارع منهم، ففى حديثه لقناته «العربية» مساء أمس الأول يجلد الجبهة على انقسامها وخلافاتها فى الرأى، ثم يغازل الشارع مباشرة متحدثا عن العصيان المدنى وكأنه اختراعه ومنتجه الأولى بالرعاية والتصعيد.
وبصرف النظر عن الركاكة والضحالة اللفظية فالرجل يريد أن يقول بوضوح: «أنا العصيان والعصيان أنا وما فى الجبة الثورية إلا الجنرال» ،موجها التحية للجماهير ومشجعا على العصيان إلى أن تتدخل القوى الدولية وتنقذ مصر، ويحرض على حصار البلاد اقتصاديا، مبديا الخوف على أموال المستثمرين الأجانب من التبدد فى حالة العمل داخل مصر، ومشفقا على صندوق النقد الدولى من تقديم قرض إلى ذلك البلد المعادى المسمى مصر.
وبالتوازى مع اقتحام الجنرال لمشهد العصيان المدنى، ينشغل نفر من بقايا مشروعه الانتخابى فى حملة «التجييش» بمواصلة تحريض واستدعاء المؤسسة العسكرية للانقلاب على المشهد، وفرض سيطرتها على البلاد، دون أن تدرك ــ وربما تدرك ــ أن مثل هذه الدعوات المجنونة تؤدى إلى فتح أبواب الجحيم على مصاريعها وإلقاء البلاد والعباد فى أتونها.
وإذا كان مفهوما أن البعض مصاب بنوع من الفوبيا يجعله يفر من الانتخابات فرار الحالم بالنوم من الضوء، فغير المفهوم ألا يشعر أحد بخطورة أن يكون طريق الفرار ومنتهاه محرقة، إن اندلعت لن ينجو منها أحد، بمن فى ذلك الذين يتسولون انقلاب الجيش على السياسة وعودة الحكم العسكرى.
وأزعم أن المؤسسة العسكرية تدرك جيدا أن مثل هذه الدعوات الطائشة لا تنطلق حبا فى الجيش أو خوفا عليه، بل تقوم أساسا على انتهازية مقيتة واستثمار شرير لأوهام صنعها الداعون للانقلاب بأنفسهم وسوقوها باعتبارها حقائق.
حمى الله ثورة مصر من جنرال الثورة المضادة، وحمى جيشها من مراهقات العجزة. ............ الشروق المصرية |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| حزب النور السلفي والفشل في المهمة الجليلة!ساري عرابي |
كان ثمة محاولة في المقالة السابقة (تحولات حزب النور السلفي! http://alasr.ws/articles/view/14064/) لفهم المحركات الرئيسة لسلوك حزب النور، ومن خلفه جماعته الأم، الدعوة السلفية، بيد أنه لم يتم التركيز على الانتخابات البرلمانية القادمة، كإحدى هذه المحركات، إرجاء إلى هذه المقالة المتممة، ولأن الانتخابات ظرفية، تعيد بشكل كبير تغيير خارطة التحالفات والمواقف، والتي بدورها لا تلبث أن تتغير بعد أن تستقر صورة البرلمان، بمعنى أن أثرها متغير وأقل ثباتًا ومحكوم بفترة المنافسة الانتخابية بالأساس. يظهر أن حزب النور (والذي تقوده هواجس الشيخ ياسر برهامي)، لم يكن مطمئنًا إلى إمكان استقرار الأمور لصالح القوى الحاكمة الجديدة بفعل الروح السياسية المحافظة التي جرى تعريفها في المقالة السابقة، وهو الأمر الذي يعيد الذهن دائمًا إلى مسارعة قيادة الدعوة السلفية لترتيب صفقة مع أحمد شفيق قبيل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية، فسارع هذه المرة، وبصورة مفاجئة، وفي حالة قطع حاد مع كل خطابه ومواقفه السياسية السابقة، إلى تقديم مبادرة تتبنى مطالب "جبهة الإنقاذ"، وإن بصورة مخففة، قفزًا من مركب توهمت الروح القلقة غرقه عن قرب. ولعل هذه الروح ازدادت قناعة بسقوط مرسي، وضرورة الحفاظ على الذات بالقفز من هذا المركب، بإيحاء من دولة عربية نافذة تملك تاريخيًا أدوات التأثير على الجماعات السلفية في العالم. قرر حزب النور، فجأة، الاستفادة من أزمة الإخوان المسلمين في صراعها مع القوى التي اتخذت موقف الخصم، بناء على قراءة تتصور أن ثمة ملامح حالة شعبية تحمل الإخوان وخصومهم معًا مسؤولية الأزمة الراهنة، بينما يرى حزب النور نفسه الأولى بلعب دور المعارض الذي يقدم نفسه كبديل، من موقع أنه الحزب الثاني من حيث نتائج الانتخابات البرلمانية الماضية، وبالتالي ضرورة التمايز عن جماعة الإخوان المسلمين، والتحلل من كل المواقف السابقة التي اتخذها حزب النور والدعوة السلفية في الدفاع عن شرعية الرئاسة. فطرح هذه المبادرة التي تبتعد عن الإخوان وتقترب من الحملة الموتورة ضد الرئيس المصري وجماعة الإخوان المسلمين دون أن ينغمس حزب النور عضويًا في هذه الحملة التي تنال بدورها قدرًا من السخط الشعبي. هاجس القوة الثانية، والقوة البديل عن الإخوان، والاستفادة من الصراع بين الإخوان وخصومهم، ظهر بقوة في كلمة يونس مخيون رئيس حزب النور، في جلسة الحوار الوطني التي بثت على الهواء مباشرة بحضور الرئيس مرسي يوم الثلاثاء 26/2/2013، إذ اعترض مخيون على ترتيب كلمته الذي "لا يليق بحزب هو القوة الثانية في الشارع المصري، بينما تقدم عليه أحزاب تحت التأسيس"، وقرر الانسحاب لولا أن الرئيس مرسي استدرك الموقف ومنحه وقتًا مبكرًا لكلمته، التي جاءت معبرة عن مواقف "جبهة الإنقاذ"، لكنه اختلف عن الجبهة بحضوره لجلسة الحوار التي قاطعتها. رافق هذه المواقف الحدية من طرف حزب النور، انسحاب رموزه، ورموز الدعوة السلفية، من الهيئة الشرعية للدعوة والإصلاح، بحجة اقترابها من الإخوان، وامتناعها عن إنصاف حزب النور في أزمته الأخيرة مع الرئاسة، و"هيمنة خيرت الشاطر عليها"، و"تحولها إلى كيان مواز للاتجاهات الإسلامية الموجودة على الساحة". وهذه الأسباب كلها عبر عنها ياسر برهامي بشكل واضح في بيان انسحابه، لكن لا يخفى أن السبب الأخير مزعج، بالتأكيد، لحزب يسعى لاحتكار التمثيل السلفي داخل مصر، وهذا بدا واضحًا في تلميحات برهامي المنزعجة –في البيان نفسه- من الشيخ السلفي محمد عبد المقصود النائب الثاني لرئيس الهيئة، والمناصر الدائم للإخوان. واللافت، ذلك التزامن في انسحاب الشيخ محمد حسان من الهيئة مع انسحاب رموز الدعوة السلفية وحزب النور، فحسان ليس منهما، ما يعطي دلالة على ما سبق ذكره من تأثير دولة عربية نافذة. من حق حزب النور أن يستعد مبكرًا للانتخابات، ويذهب بعيدًا عن الإخوان المسلمين، ويتصرف من موقع الحزب الكبير، لكن هذا لا يمنع من الاختلاف معه في تقديره لمواقفه. فالعمل الحزبي السلفي يواجه مخاطر التشظي دائمًا، فمن ناحية؛ لا تمثل الدعوة السلفية بالإسكندرية، وحزبها النور، كل السلفيين، وبالضرورة غريزيًا ذهبت أصوات أكثر السلفيين من غير المنتمين للدعوة السلفية إلى حزب النور، خاصة جمهور المشايخ السلفيين المشهورين من غير المنتمين للدعوة السلفية، وهؤلاء لا ضمان لاستمرار تصويتهم لصالح حزب النور الذي لا يرتبطون به برابط عضبوي، خاصة مع تكاثر الجهات التي ترفع اليافطة السلفية، واندفاع حزب النور إلى استخدام أدوات سياسية في المنافسة لا تنتمي إلى بديل إسلامي خالص، ولا تنطلق من مقولة أخلاقية إسلامية حقيقية، بقدر ما تعيد، سياسيًا، إنتاج نفس خطاب "جبهة الإنقاذ"، دون أن يعلم الناس ما هي المقولة أو المشروع المختلف لهذا الحزب! ومن ناحية أخرى، يفتك بالاتجاهات السلفية عمومًا داء التشظي، الذي يجد متكئا في المقولات العلمية التي تأسس عليها التوجه السلفي بتجلياته المتنوعة، فادعاء إتباع الدليل دون تقليد، يفتح الباب واسعًا للاجتهاد الفردي المخالف للشيخ المعلم، والذي إذا كان مقبولًا، بل وفضيلة، ما التزم بأدب الاختلاف وتجرد من الدعاوى العريضة في البيئة العلمية، فإنه مدمر في البيئة الحزبية والتنظيمية. ويعزز هذا الداء، كما نلاحظ في الأساس العلمي ثم في امتداداته في العمل الحزبي السلفي؛ دعاوى الإتباع الحصري للسنة والعقيدة الصحيحة دون بقية جماعات المسلمين، وشيوع روح السجال وهوس الردود (التي تمثل مساحة واسعة من النشاط العلمي السلفي)، مع إغراءات الظهور وادعاء الأعلمية، فإذا تعاضد كل ذلك مع دعوى إتباع الدليل دون تقليد وانسحب على العمل السياسي رأينا هذه التشظيات، ولأن الساحة السلفية المصرية ليست محتكرة لفصيل واحد، فإنها مرشحة أكثر لمثل هذا التشظي. فتمايز حزب النور عن الإخوان، لغاية تحقيق مكاسب سياسية، بأطروحة لا تختلف في مضمونها وأدواتها عن أطروحة القوى المناهضة للإخوان، بل والمناهضة للمشروع الإسلامي بحسب توصيفات حزب النور السابقة، لا يتوفر على الضمانات الأكيدة لتحقيق هذه المكاسب، وإنما يمكن لقطاع واسع من الجمهور السلفي ممن لا تلزمه العضوية الحزبية، أن يفسر مواقف حزب النور بالانحياز ضد طرف إسلامي (مهما كانت المؤاخذات عليه)، بما يخدم قوى مناهضة للمشروع الإسلامي بكل فصائله. وهذا يذكر بعجز حزب النور عن الحشد لصالح المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح، حينما لم يكن خياره مقنعًا للجمهور السلفي الذي وجد محمد مرسي أكثر قربا من الشعار الإسلامي من عبد المنعم أبو الفتوح، بل لم يكن يخفى على الجمهور السلفي غرابة هذا الخيار وتأسيسه على أسباب أخرى غير المعلنة، خاصة مع اشتهار آراء عبد المنعم أبو الفتوح التي هاجمتها الدعوة السلفية طويلًا! هذا لا يعني الاعتراض على مبدأ شرعية الاختلاف مع الإخوان، بل إن هذه ضرورة حيوية للتيار الإسلامي، الذي يفتقد التنظير الكلي من بعد انتقاله من المعارضة إلى الحكم، وهو ما يهدد مجمل الطرح الإسلامي، وصدقية امتلاكه بديلًا عما هو سائد من أنظمة في العالم، ومن ثم فإن هذا يجرد الإخوان المسلمين من دعوى احتكار المشروع الإسلامي، ويجعل تسديد مقاربات الإخوان في الحكم ونقدها وتصحيحها واجبًا على كل الإسلاميين. فليس المهم أن يتقدم حزب النور على الإخوان المسلمين في عدد أصوات الناخبين أو العكس، وإنما المهم كيف عارض حزب النور الإخوان، وما هو المشروع الإسلامي المتماسك الذي يقدمه على مستوى التنظير؟! في جانب المعارضة، أي في السلوك العملي، يستخدم حزب النور نفس أدوات خصوم الإخوان من "القوى العلمانية" مع تجنب العنف المادي، ومن ناحية التنظير -وباستثناء الإلحاح على الخطاب التقليدي المتعلق بالشريعة وحراسة العقيدة، وهو ما يمكن منافسة حزب النور فيه، بل ويمكن اتهامه فيه ما اقترب من القوى التي يصفها بالعلمانية- لا نستدل في خطاب حزب النور على مشروع، أو رؤية كلية لماهية مصر الإسلامية وموقعها حضاريًا، فمرة أخرى ليس المهم أن يكون حزب النور مكان الإخوان، لكن المهم ماذا سيفعل إن كان مكانهم! وهذا أيضًا لا يعني أن الإخوان، وبعد أن انتقلوا من المعارضة والقمع والملاحقة إلى الحكم، قدموا تنظيرًا لمشروع إسلامي فيه أنظمة بديلة عما يسود في هذا العالم، لكن يمكن القول إن الإخوان وعلى ضوء أدبياتهم التاريخية يملكون رؤية طموحة، بينما يعانون الآن من هموم إدارة دولة ورثوها محطمة في ظل محاولات إفشال هائلة، ما يجعلهم مستنزفين لا يملكون القدرة على التنظير في هذه المرحلة، وهو ما يلقي العبء على بقية الإسلاميين لسد هذا الخلل. إلا أن حزب النور، وبدلًا من أن يثبت جدارته في هذه المهمة الجليلة، ينصرف إلى المساهمة في محاولات الإفشال، مقدمًا الخاص على العام، معتقدا أن هذا كفيل بأن يكسبه مساحات جديدة على حساب الإخوان! وهو على الأغلب مخطئ في هذا التقدير، كما اخطأت حساباته عدة مرات سابقًا. كانت أمام حزب النور، ولا تزال، فرصة عظيمة لتسديد مسيرة الإسلاميين، وتقديم أنموذج مختلف في المنافسة وإدارة الخلاف، والانشغال في مراجعة أطروحاته، وتكوين نظرية إسلامية على ضوء معاناة الإخوان المسلمين في إدارة الحكم، واصطدامهم بأنظمة عالمية متوحشة وإقليمية متآمرة، لكنه اختار المنافسة في أكثر صورها ذمًا من الإسلاميين، وهي الأسرع إلى الفشل المادي والقيمي، وهي خسارة لكل الحركة الإسلامية، لا لحزب النور وحده، فأي إضافة ناجحة من أي طرف إسلامي هي مكسب للجميع، والعكس صحيح، فهكذا ينظر العالم للإسلاميين، وهكذا ينبغي أن ينظروا إلى علاقتهم ببعضهم. الوهم في الغالب يكون حالة مركبة، كأن يتوهم المرء في نفسه الطهورية المطلقة، معتقدًا أن الآخرين يرونه كما يرى نفسه، وهكذا يظهر حزب النور، فبينما يقول الشيخ أحمد فريد، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، في سياق انسحابه من الهيئة الشرعية للإصلاح: "ونحن سنظل إن شاء الله حراس للعقيدة ، والدنيا لا تساوي عندنا شيئا" –والنص بأخطائه من صفحة حزب النور الرسمية على الفيسبوك- كان يونس مخيون يتحدث عن العدالة في توزيع المناصب والوظائف بين الأحزاب! هذه التتمة، للحديث عن تحولات حزب النور تعزز النظرية حول المؤثرات في صياغة العقل السياسي للدعوة السلفية بمصر، كمقولات تبرير الوجود المختلف؛ وهو المؤثر الذي يخلق هذا الوهم المركب، فبينما ينغمس الحزب في السياسة إلى أبعد دركات الانتهازية يتوهم أنه بذلك يحرس العقيدة، على خلاف "الإخوان الانتهازيين"! ...... العصر |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| |
يعتقد الكثير من الإستراتيجيين أن إدارة الرئيس "باراك أوباما" أصبحت محشورة في الزاوية السورية بعد أن رفض الرئيس "أوباما"، الصيف الماضي، اقتراحا من "هيلاري كلينتون" و"ديفيد بيترايوس" مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية آنذاك، يدعمهما وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا" أن تقوم واشنطن بتعديل سياستها وترسل أسلحة يحتاجها مقاتلو المعارضة السورية الذين يقاتلون جيش بشار أسد. زاد في حشرة واشنطن فشل "سيرغي لافروف" وزير الخارجية الروسي -أو هو لا يريد ذلك- في دفع "بشار أسد" للعدول عن سياسته التدميرية والجلوس مع المعارضة للوصول إلى قواسم مشتركة. توقع "أوباما" من موسكو وقد أفسحت لها واشنطن في المجال حين تخلت عن تسليح المعارضة السورية، أن تنجح في إنهاء الاقتتال بما لها من نفوذ على "بشار أسد" الذي دعمته دعما كاملا في مجلس الأمن وقدمت له السلاح يقتل به معارضيه السوريين. بل يزيد "لافروف" أنه ما يزال يتمسك بأسطوانته القديمة التي يتهم فيها المتشددين في سورية بأنهم سيطروا على الفصائل المقاتلة في الجيش الحر، ويرفضون الحوار. أما وقد فشلت موسكو بما كانت تأمله منها واشنطن، فقد ارتفعت أصوات في أمريكا، وخارجها من حلفائها في أوروبا، منادية بتسليح المعارضة السورية. "ويليام هيغ" وزير خارجية بريطانيا الحليف الأوثق لواشنطن، قرع ناقوس الخطر، ودعا صراحة إلى رفع حظر توريد السلاح إلى السوريين، ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم في وجه آلة بشار أسد المدمرة. "فريدريك هوف" مسئول الملف السوري في إدارة "بل كلينتون" (بقي يعمل في وزارة الخارجية الأمريكية حتى عام 2012) دعا إدارة " أوباما" صراحة إلى (البحث عن فصيل في المعارضة السورية يكون الأكثر اعتدالا، والأكثر احتياجا للسلاح، والعمل على توصيله له بسرعة). ولكن هل هناك حقا في الجيش الحر فصائل متطرفة وأخرى معتدلة؟ هنا علينا أن نفرق بين ما تطلبه إسرائيل من"أوباما" في مقاربته للتعامل مع المقاتلين السوريين في صراعهم مع بشار أسد وبين واقع مكونات هذه الفصائل. نستعجل هنا لنقول: إن المقاتلين السوريين قبل أن ينخرطوا في الجيش الحر، سوا أكانوا جنودا منشقين، أم شبابا التحقوا مع قيادات مدنية، لم ينتموا إلى أي جماعة إسلامية. فقد جفف القانون 49 (أصدره حافظ أسد عام1980 ويحكم بإعدام كل منتمٍ للإخوان المسلمين) منابع التنظيمات الإسلامية. هؤلاء المقاتلين كان دافعهم الأول تخليص سورية من الحكم الأسدي العائلي، وبناء سورية حرة تكون لكل مواطنيها، بعد أن كان الجميع مهمشين. نؤكد أن المنشقين عن الجيش، كان معظمهم لا يؤدون الصلوات الخمس قبل الانشقاق، فكيف يكونون متطرفين؟ لكن ممارسات الجيش الأسدي أثناء حربه لهم، أقنعت المقاتلين أن الاستهداف الإجرامي موجه للمواطنين السوريين من السنة حصرا، وأن القتل كان "على الهوية"، لا فرق بين طفل أو امرأة أو رجل. على أن مواجهة هؤلاء للجيش الأسدي لم تكن نزهة. كانت آلة القمع الأسدية تستخدم الدبابات والطائرات التي تلقي القنابل البرميلية على المخابز والتجمعات المدنية. هنا تحرك في نفوس المقاتلين الوازع الإيماني، وهم يرون إخوانهم يقتلون رافعين أصابعهم بالشهادتين. فكنت ترى المقاتل يتوضأ ويصلي ركعتين قبل ذهابه للقتال، كأنه يتهيأ للشهادة. بل كثيرا ما كنا نرى في مقاطع "اليوتيوب" كيف يلقن المقاتلون زميلهم الشهيد "الشهادتين" وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. هذه هي السلوكيات التي تريد واشنطن أن تمسحها من ذهنية المقاتلين السوريين، فأنى لها ذلك؟ في المقلب الآخر، نؤكد أنه مضت سنتان على بدء ثورة الحرية والكرامة، وأكثر من 18 شهرا على بدء القتال بين الجيش الحر والجيش الأسدي، لم يصل من واشنطن للجيش الحر إلا أقوال ونصائح لم تكن في واقع الأمر إلا لاستبعاد من تعتبره واشنطن متطرفا إسلاميا. حدثني أحد القادة الميدانيين في جبل الزاوية، أنهم في بدء معاركهم استعملوا بنادق الصيد مثل "جفت الكسر"، ثم بدأوا يكبرون شيئا فشيئا، حتى أصبحوا يملكون راجمات صواريخ ودبابات ومدفعية ميدان، مما كانوا يكسبونه من الجيش الأسدي، الذي كان أفراده يقاتلون وعيونهم تنظر إلى الخلف، يتحينون الفرصة للهرب من معركة، لا ناقة لهم فيها ولا جمل. جبهة النصرة التي أعلنت واشنطن الحرب عليها، لا يختلف أفرادها في قليل أو كثير عن أفراد باقي الفصائل وأكثرهم سوريون، بخلاف ما يشيعه إعلام النظام من أن فيهم من السعودية ومن باكستان ومن لبنان. صحيح أن التمويل في جبهة النصرة، على ضآلته، كان مستمرا ما مكنها من شراء الأسلحة، وهو تمويل من متطوعين أغنياء من داخل سورية ومن خارجها، ويصل الدعم منهم من دون انقطاع، لكن الصحيح أيضا أن أداء جبهة النصرة كان أكثر فعالية بسبب ما يملكون من أسلحة ليست متوفرة لباقي الفصائل. باقي فصائل الجيش الحر كان أداؤها يتعثر. وكثيرا ما استعصت عليهم مواقع بسبب نقص الذخيرة كما هو حاصل في "وادي الضيف". في المختصر المفيد، ما تسعى إليه واشنطن لن يجد آذانا صاغية عند فصائل الجيش الحر، بعد أن حرمت واشنطن هذه الفصائل من السلاح النوعي الذي يتصدى لآلة القتل الأسدية الجهنمية، التي أهلكت البشر ودمرت كل ما هو حضاري في سورية. ا نشرته "واشنطن بوست" مؤخرا من أن إدارة "أوباما" تعيد النظر في موقفها، وتوفر للجيش الحر واقيات للصدور ومناظير، لن يستفيد منه الجيش الحر حتى لو كان هذا صحيحا، لأنه لا يؤمن لهم الحماية من قذائف القصف الجوي، وقد حرمتهم واشنطن من مضادات الطائرات. كما إن "الباتريوت" الذي ركبه "الناتو" على حدود تركيا مع سورية لم يكن من مهامه إسقاط صواريخ "سكود" التي يقصف بها النظام حلب ودير الزور، مع أن المدى للباتريوت يطال صواريخ سكود هذه. أحد النتائج الجيدة على المقاتلين السوريين أنهم رجعوا إلى إسلامهم بعد أن كان قسم كبير منهم شاردا عنه. وكما كان المتظاهرون يهتفون في تظاهراتهم "ما لنا غيرك يا ألله" بعد أن كانوا من رواد المقاهي، فإن المقاتلين كانوا كلما قصفوا دبابة أو أسقطوا طائرة كانوا يقولون: "الله أكبر". فات الوقت واشنطن كي تستدرك أمرها، وتقنع السوريين بأن يحاربوا "جبهة النصرة"، أو حتى يتخلون عنها. هذه المعادلة يصعب على واشنطن تحقيقها!!! أخيرا، وبعد مؤتمر روما، نقول للرئيس الأمريكي "باراك أوباما": بعد أن حجبت عن الجيش السوري الحر السلاح الفعال الذي يوقفون به آلة الحرب الأسدية، تأتيهم من روسيا ويقودها ضباط من طهران، فلا نريد مليوناتك 60، لا نريد أن نأكل من هذا الطبق المسموم!!! ........ العصر |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
|
مشاركات وأخبار قصيرة | ||||
تعليق الشيخ د . محمد السعيدي عن موضوع (حزب الله) وأطماع الحرمين في برنامج (حراك)1- يجب علينا حين نريد الأمن أن نبدأ بأنفسنا فنعمق الإيمان الذي لا يتحقق إلا بالعمل لنستنجز وعد الله عز وجل بالأمن والتمكين والرخاء 2- إذا دافع الله تعالى عنا هيأ لنا كل أسباب النصر وحقق لعدونا كل أسباب الكبت والخذلان بلا حول منا ولا قوة بل بحوله سبحانه وقوته 3- الدولة التي تريد نصر الله وتأييده ومدافعته سبحانه تحمي عقيدة المؤمنين وتحفظ أخلاقهم وتبعد عنهم بسلطانها ما يمكن أن يكون سببا لانحرافهم 4- العالم يدفع الشيعة والسنة نحو مواجهة ليست في صالح الطرفين وإيران وكل أجهزتها وعملائها تتجاوب مع هذا الدفع في جنون غير مبرر 5- عملاء إيران متمتاهون مع التوجه لإثارة الصراع وجر المنطقة نحوة بشكل غير مسبوق وهذا واضح لكل من لديه أدنى متابعة ولا يحتاج إلى كثير تفصيل 6- المواجهة الشرسة لو تمت ولن تتم بإذن الله تعالى فإيران تتصور أنها ستحقق من ورائها حلم دولة البحرين الكبرى وتقضي على النظام الوهابي كما يقولون 7- والصهاينة يتصورون أن هذه المواجهة فرصة لإقامة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل في ظل الانهيار السوري والعراقي والعجز المصري 8- إيران تحاول التقرب من هذه المواجهة تدفعها أوهام عريضة ومهما بلغت إيران من قوة وجاهزية فالمواجهة ليست في صالح أحد لو قادها عقل رشيد 9- السعودية تبتعد عن المواجهة قدر استطاعتها وهذا هو الموقف الصحيح وإيران في تقربها من المواجهة تتناسى داخلها الهش جدا وعجزها العددي 10- نذكر موقف المملكة الحاسم في إنقاذ البحرين من الإنزال الجوي الإيراني والذي كان مقررا في ١٥ /٣ / ٢٠١١ وذلك بالدخول الأول لقوات درع الجزيرة وهذا رابط الحلقه كامله وفيها مداخلة الشيخ محمد السعيدي http://youtu.be/HXz5qbLkICg (@AlkorbiAhmad).............................................----الطائفيون من العراق إلى لبنان الخبر:
..................................................................................... نجاد يتهم الحرس الثوري بالتدخل في النقابات دبي: محمد نصار طهران ـ لندن: الشرق الأوسط اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الحرس الثوري الإيراني بالتدخل في تحديد الشخصيات المؤهلة لخوض انتخابات مجلس إدارة نقابة الأطباء في إيران، مطالبا إياه بالكف عن ذلك، بينما رد الحرس الثوري بنفي ما وجه إليه من تهم، معتبرا أنه قدم المعلومات التي طلبت منه بخصوص أهلية بعض المرشحين لهذه الانتخابات التي تحظى بأهمية كبيرة في إيران، وأكد مصدر إيراني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن نقابة الأطباء في إيران تستعد لتنظيم انتخابات لمجلس إدارة النقابة، ولا بد أن يحصل المرشحون على موافقة جهات أمنية معروفة في إيران ليكونوا مؤهلين لخوض هذه الانتخابات، مضيفا أن من ضمن هذه الأجهزة الأمنية الجهاز الأمني التابع للحرس الثوري ووزارة الأمن العام، بينما يبدو أن تبادل الاتهامات بين نجاد والحرس الثوري هو أحدث حلقة من حلقات الخلافات بين نجاد ومسؤولين إيرانيين. وأشار المصدر إلى أن بعض المرشحين لمجلس إدارة النقابة طعن في أهليتهم القانونية من قبل أجهزة أمنية وقضائية. ومن غير الواضح ما إذا كان استياء نجاد ناتجا عن التدخل الأمني الفعلي من قبل الحرس الثوري أم أنه متعلق بأجندة سياسية يحملها الرجل في جعبته مع اقتراب نهاية ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة. إلى ذلك، قطعت شركة المنظمة الأوروبية للأقمار الصناعية والاتصالات (يوتلسات) بث برامج قناة «العالم» الإخبارية على قمر «إيه بي 7» (AB7) الذي تمتلكه. ولم توضح الشركة أسباب قطع البث. ويشار إلى أن القناة قامت أكثر من مرة بعمليات تغيير الترددات لتأمين مواصلة بثها. ويذكر أنه قبل عامين تم شطب قناة «العالم» من أقمار «عرب سات» و«نايل سات» و«هوتبيرد» .............................................................................................. حزب الله يجر المعركة السورية إلى لبنان كريستيان ساينس مونيتور - ترجمة: مصطفى منسي قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية إن مقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات حكومية سورية يقاتلون ضد الجيش السوري الحر من أجل السيطرة على منطقة وصفتها الصحيفة بأنها ستكون ذات قيمة استراتيجية كبيرة حال سقوط دمشق في يد الثوار وأجبر النظام على الخروج. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المنطقة والتي تتكون من حقول مسطحة والبساتين والمزارع والقرى الصغيرة الواقعة بين بلدة القصير السورية والحدود الشمالية للبنان صارت ساحة معركة حامية الوطيس قد تمتد إلى لبنان. وقالت إن بلدة القصير تقع على مقربة من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحمص، ثالث أكبر المدن السورية، ومنها إلى طرطوس، المدينة الساحلية التي تعد البوابة لسلسلة الجبال التي يهيمن عليها العلويون. ويعتقد بعض المحللين أنه إذا أجبر بشار الأسد على الفرار من دمشق، فإن عناصر النظام سوف تتجه إلى الجبال العلوية لتشكيل جيب يمكنهم من البقاء اعتمادا على الدعم اللوجستي والمادي من إيران، الحليف الرئيسي لنظام الأسد، وحزب الله الذي ترعاه طهران. وتنقل «كريستيان ساينس مونيتور» عن جوشوا لانديس، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما قوله «إذا أجبر الأسد على الخروج من دمشق فإن القصير سوف تكون مهمة جدا للربط بين دمشق والجبال العلوية. الطريق السريع سيكون حاسما». وقالت الصحيفة إن القصير ذاتها في يد المعارضة السورية، في حين أن القرى الواقعة إلى الغرب يسكنها الشيعة اللبنانيون الموالية لنظام الأسد، لذلك صار القتال من أجل فرض السيطرة على المنطقة شديد الشراسة مؤخرا. وأضافت أن المتمردين يتهمون حزب الله بمساعدة القوات السورية الحكومية التي تشن هجوما على القرى السنية في المنطقة. وسبق أن اعترف زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله في أكتوبر الماضي أن بعض أعضاء الحزب كانوا يقاتلون في سوريا، لكنه قال إنهم يدافعون عن القرى الشيعية من هجوم المعارضة المسلحة السورية. وأشارت إلى أن حزب الله يواصل علنا التهوين من شأن دوره في سوريا رغم أنه أصبح من المعروف أنه نشر مقاتلين في عدة مناطق من البلاد، وذلك أساسا على الجانب الآخر من حدود لبنان الشمالية والشرقية وفي دمشق. وأشارت إلى أن بعض المحللين يرون أن القرى الشيعية الواقعة إلى الغرب من القصير يمكن أن تشكل في نهاية المطاف جزءا من ممر يربط بين المناطق التي يسيطر عليها حزب الله من البقاع في لبنان, الطرف الجنوبي من الجيب العلوي الذي قد يمتد إلى سلسلة الجبال الساحلية إلى مدينة اللاذقية، وإذا تم تأمين ممر مثل هذا، فإنه سيكون ذا عواقب استراتيجية كبيرة، ويسمح لحزب الله بمساعدة بقايا نظام الأسد, كما يمكن أن يصبح أيضا ممرا جديدا لتدفق الأسلحة إلى حزب الله. العرب القطرية ....................................................................... "الطيب" يستجوب أستاذ فقه بـ"الأزهر" أباح زواج المتعة والخمرالجمعة، 1 مارس 2013 - 01:41 الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كتب لؤى على بحث مجمع البحوث الإسلامية فى جلسته الشهرية أمس، الخميس، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشكوى المقدمة من الدكتور أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء والأستاذ بقسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر ضد الدكتور سعد الدين الهلالى، رئيس قسم الفقه المقارن، ينتقد فيها بعض آراء لرئيس القسم قال فيها إنه أباح الخمر وزواج المتعة. اليوم السابعوقرر المجمع فى ضوء تلك الشكوى استدعاء الدكتور سعد الدين الهلالى لاستجوابه بشأن تلك الإدعاءات فى جلسة خاصة تجمعه بالإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبحضور الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء. من جانبه أكد د. سعد الدين الهلالى فى تصريحات "لليوم السابع" أن تلك الشكوى كيدية بكل المعنى ولا يعرف الهدف من ورائها، موضحاً أن الزواج العرفى غير جائز فكل زواج يترتب عليه عدم الميراث ولا النفقة ولا يعترف به المجتمع هو باطل. وأضاف الهلالى أنه يرحب بلقاء شيخ الأزهر للرد على كل ما قيل ضده فى تلك الشكوى الكيدية. ................................................................................... البحرين تتهم إيران بدعم خلايا إرهابية الإسلام اليوم/ وكالات اتهمت البحرين إيران بمساندة ودعم خلايا وعناصر إرهابية كانت تخطط لاستهداف عدد من المواقع الحيوية بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد. وقال وزير الداخلية البحريني، راشد آل خليفة: "إن أبرز التطورات الأمنية هي القبض على أعضاء الخلية الإرهابية التي كانت تهدف إلى تأسيس تنظيم إرهابي عسكري باسم جيش الإمام، وذلك لتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من المناطق الحيوية بمملكة البحرين،" حسب ما نقلته كالة الأنباء البحرينية. وأشار الوزير خلال لقائه برئيسي مجلس النواب والشورى، الأربعاء، إلى أن " أقوال المتهمين دلت على وجود علاقة لإيران من خلال أحد عناصر الحرس الثوري بإنشاء تنظيم جيش الإمام، وهي التدخلات التي لا يمكن وصفها بالتدخلات الإيرانية غير المباشرة فقط". وأوضح الوزير الدور الإيراني بقوله: "من خلال تتبع تنقلات المتهمين واتصالاتهم والتحويلات المالية وإيوائها لأشخاص بحرينيين مطلوبين، ومن خلال مقارنة التقنية الفنية المستخدمة في صنع المتفجرات، إضافة إلى الاستهداف الإعلامي الإيراني لمملكة البحرين، وكل هذه الأدلة والاعترافات تعكس مدى علاقة إيران بالتدخل في شأن الأمن الداخلي البحريني". وأشار الوزير إلى أنه في الفترة الماضية تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على اثنين من مرتكبي التفجيرات الإرهابية التي شهدتها المنامة في 5 نوفمبر 2012، وستواصل البحث والتحري لضبط بقية المتهمين واستكمال الأدلة لتقديمها للنيابة العامة. ........................................................................ قطر تطلب تأجير الآثار المصرية بـ 200 مليار دولار ذكرت وسائل إعلام مصرية أن هناك دولا خليجية عرضت على الوزارة تأجير المناطق الأثرية فى مصر لمدة من ثلاث إلى خمس سنوات مقابل 200 مليار دولار، بحيث يكون لهذه الدولة وحدها حق الانتفاع بهذه المناطق، وهو الأمر الذى ناقشه مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار فى اجتماعه الأخير، الذى عقد آخر الأسبوع الماضى. وقال محمد البيلى رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، إنه لم يحضر اجتماع مجلس الإدارة الأخير، لكنه سمع بالخبر، مؤكدا أنه حقيقي، لكنه لا يعلم حتى الآن موقف الوزارة منه، ولا الطريقة التى ستتعامل بها معه، كاشفا أن هذه الدولة هى دولة قطر، وأن هذا العرض قدم من الأمير الشيخ حمد بن خليفة الثاني، وأن هذا العرض بالطبع تدعمه جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، وأن الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار يروج دائما لفكرة عمل معارض للآثار فى دول الخليج، وأن الدولة الوحيدة التى تجرؤ على هذا الطلب هى قطر لعلاقتها بتنظيم الإخوان المسلمين. كذلك أكد الدكتور مختار الكسبانى أستاذ الآثار الإسلامية ومستشار المجلس الأعلى للآثار السابق، أن المقترح المقدم من قطر هو إقامة معرض لمدة ثلاث سنوات بشكل مبدئى فى قطر، يضم الآثار المصرية كافة المنقولة من كل الحضارات بداية من حضارة ما قبل التاريخ مرورا بالفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، وأخيرا التاريخ الحديث، بحيث تكون كل الآثار المصرية المنقولة مثل القطع الأثرية المعروضة بالمتاحف وكل ما يمكن نقله، تكون معروضة فى قطر، كاشفا أن هناك مشروعا آخر مقدما من قطر، قررت الوزارة التكتم عليه، وهو تأجير الآثار المصرية الثابتة التى لا يمكن نقلها من مصر، مثل المعابد والمقابر الفرعونية والمساجد الإسلامية والكنائس الأثرية، وغير ذلك، ويكون لقطر وحدها حق استغلال والانتفاع بهذه الأماكن، وهنا تضع قطر يدها على كل الآثار المصرية بحضارتها وتراثها. وأكد الكسباني رفضه التام لهذا المشروع، حتى لو كان مجرد إقامة معرض خارجي للآثار المصرية فى قطر، موضحا أن مصر يجب أن تنتقى الدول التى تعرض آثارها بها، ويجب أن تكون هذه الدول ذات حضارة وتعرف جيدا قيمة الحضارات المختلفة والتراث الإنساني. ........................................................................................ طبيبة أسترالية:تحرر المراة افسد الزواج أثارت بيتينا ارنت ، الطبيبة النفسية ومؤلفة الكتاب الافضل مبيعا "مذكرات الجنس"، غضب بعض من بنات جنسها في استراليا بآراء من بينها أنه ربما كان الزواج يمثل رابطة أقوى قبل أن تحصل النساء على حقوق تسمح لهن برفض ممارسة العلاقة الحميمة وهي الحقوق التي يتمتع بها الرجال منذ الازل. وقالت ارنت: "الرغبة غير المتوافقة هي الموضوع الملتهب.. انه ما يملأ غرف الانتظار في عيادات المعالجين النفسيين للمشكلات الجنسية في كل أنحاء العالم. لقد أمضيت نصف حياتي استمع لرجال محرومين من الجنس ونساء يقلن (هل أنا مضطرة؟)". وفي ردها على سؤال عما تغير في موقفها حيث كانت في ستينيات القرن الماضي في طليعة الحركة النسائية التي كانت ترى الزواج أمرا جيدا للرجل ولكنه سيء للمرأة ، قالت ارنت إنه غالبا ما يكون لدى النساء قائمة مشتريات طويلة يردن أن يأتي بها أزواجهن ، وليس من السهل على الرجال الوفاء بهذه التوقعات. لذلك فإن معظم حالات الانفصال الزوجي تكون المرأة وراءها ، بمختلف أنحاء العالم الغربي ، عندما يتقاعس الرجل أو يفشل في تحقيق قائمة طلبات المرأة. وأضافت: "يدرك الرجال جيدا أنهم سيخسرون في حالة انتهاء الزواج. ففي الغالب يتضررون ماليا بشدة ويفقدون أبناءهم ، ولذلك يجتهد الكثير من الرجال في ارضاء شريكاتهم برغم انهم قد لا يحصلون على الكثير في المقابل. ويتعايش الكثير من الرجال في زيجات يحصلون فيها على قدر ضئيل للغاية من العلاقة الحميمة. وقالت ارنت في رد على تساؤل عما اذا كان خفض سقف التوقعات من الزواج يفيد في عدم الشعور بخيبة الامل : " اعتقد أنه قد يكون من المفيد ألا تتوقع النساء من رجالهن أن يكونوا متعددي المواهب ، فإنهن يردن توأم روح ورجل يفصح عن كل مشاعره ويكون مستعدا في نفس الوقت للإسراع بدخول مبنى بحترق وسحق العناكب والصراصير. إنه مطلب صعب". وأشارت الى أنه "في زمن مضى كانت الزوجات سعيدات لأنهن كن يفسرن سلوك الرجال بناء على الطريقة التي يتصرفون بها ، ولكنهن الآن يردن معرفة ماذا يدور داخل رؤوسهم غير أن الكثير من الرجال ليسوا ماهرين في تكرار الكشف عن مشاعرهم". http://www.khalidyat.net/news-action-show-id-34398.htm .......................................................................................... |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| |||||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| حول (الدستور) في الدولة الإسلامية (10) د. سعد بن مطر العتيبي |
مما مضى يتضح جلياً أنَّ حقيقة الدستور الإسلامي لا يختلف فيها مؤمنان بالإسلام عقيدة وشريعة، ويعلمان معنى ما يؤمنان به على حقيقته؛ ولهذا نجد دعاوى إنكاره إنَّما تصدر من خصوم الإسلام أو ممن يجهلون حقائقه.. كما يتضح جلياً أنَّ علماء العصر، قد بذلوا جهوداً مشكورة في صياغة مشاريع لدساتير إسلامية معاصرة، وأسهموا في صياغة نظم أساسية إسلامية، تجمع بين الثابت الدستوري، والمتغير الدستوري المتفرع عنه، والذي لا ينفصل عن محور الثابت منه.. وقد تعمدت البدء بالجانب العملي، لأنَّه ردّ فعلي على جهالة المنكرين، وجواب عملي على أسئلة المتسائلين.. وأمَّا جانب الفقه الدستوري، فلا يخلو كتاب ولا مدونة من مدونات الفقه الإسلامي العامة، ولا تفسير من تفاسير آيات الأحكام ولا شرح من شروح كتب الحديث- فضلا عن كتب السياسة الشرعية الشاملة - من بحث الموضوعات الدستورية؛ بل أدخل جزء منه في كتب العقيدة الإسلامية عند أئمة أهل السنة والجماعة .. ومع أن الدستور الإسلامي يُصنّف في القرون الماضية في إطار ما يعرف بالدستور المرن، الذي لم يدون في صيغة وثيقة دستورية؛ لرسوخه، و وجوده في ضمير الأمة، وتطبيقاتها الدستورية الصحيحة- إلا أن الحكَم في تطبيق الدستور الإسلامي هو القضاء الشرعي، الذي لم يكن يستثني قضية دستورية من النظر- وإن خرج على ذلك ظلمة الزعماء - فقد كان القضاء هو الضمانة العملية للتطبيق، وهو ما سأفرده بحديث لاحق إن شاء الله تعالى .. وهذه حقيقة يعرفها من درس الشريعة ودرس القانون الدستوري، وإن جهلها بعض الشرعيين ممن يجهلون المعنى المعاصر لـ(الدستور)، فضلا عن القانونيين الوضعيين الذين لم يدرسوا الشريعة ولم يطلعوا على ما كتب في الموضوع، وهو ما بينه الدكتور/عبدالناصر العطار في المقال السابق.. ولا ينقضي عجبي حين أجد شخصيات غربية غير مسلمة- فضلا عن الشخصيات الغربية المسلمة- تعلم من حقائق الدستور الإسلامي ما ينكره بعض المنتسبين لبعض الكليات الشرعية! وهنا أستحسن ذكر شخصية يهودية الأصل، غربية المنشأ، درست الإسلام فاعتنقته، ولم تلبث أن ألّفت مؤلفا في الدستور الإسلامي، يتعمق في الفهم، فيفيض إعجاباً بالدستور الإسلامي، فيتجلى إيمانه بمبادئه ومسائله، ليسهم في مؤلف خاص به، هو : (منهاج الإسلام في الحكم) فيضع النقاط على الحروف في جملة من كلياته، ليكشف لمن حرفهم بعضُ ما بلغهم من بني قومه! كيف أنَّ الحق ما هرب منه المنحرفون، لا ما هرولوا إليه!! لقد جلّى ليبولد فايس رحمه الله قضايا مهمة تتعلق بالنظام السياسي الإسلامي وما يضادّه، بلغة عصرية واعية؛ بل يمكن القول: لقد كان ليبولد فايس رحمه الله (المشهور بمحمد أسد) من أوائل من نبهوا إلى ضرورة النص في تدوين أي دستور إسلامي: على منع أي قانون وإبطال أي نظام يتعارض مع نصوص الكتاب والسنة؛ فقد قال رحمه بعد أن ذكر جملة من الأحكام الدستورية الثابتة: " على الرغم من أن هذه الأحكام الشرعية التي أشرنا إليها ستضل راسخة في أساس بنيان الدولة الإسلامية مهيمنة على عملها..."، ثم يُبيّن رحمه الله أنَّ طبيعة تلك الأحكام الدستورية، تفتح المجال لنا نحن المسلمين، لننظم ونسنّ " ما قد نحتاج إليه من الإجراءات اللازمة لإدارة شؤون الدولة؛ ولهذا لا بدّ لنا من أن نضيف بأنفسنا القوانين الملائمة لزماننا ومقتضيات حياتنا، شريطة أن لا نبيح لأنفسنا سنّ قوانين تتعارض مع نصّ الشريعة أو روحها . وقد حذّرنا الله من ذلك فقال : )وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم[؛ وعلى هذا فإنَّ دستور الدولة يجب أن ينصّ على أنّ أية قوانين إدارية –سواء كانت ملزمة أو آذنة في أي أمر من الأمور- لا تصبح سارية المفعول إذا وجدت متناقضة مع أي نصّ من نصوص الشريعة" . وقد تعمّدت أن أورد هذا التقرير السياسي الشرعي لهذا المفكر المخضرم، وأنقل عن عالم غربي كان يهودياً فأسلم، ثم لم يجد عناء في فهم الفقه الدستوري الإسلامي ومبادئه، ليكون من منظريه المتشبعين بالإيمان بعدالته وتفوقه؛ تعمدت ذلك مع كثرة الفقهاء الدستوريين الشرعيين، ليتضح الفرق بين من درس الفقه الدستوري الإسلامي من مصادره ثم تحدث عنه، وبين من لم يقرأ شيئا في الفقه الإسلامي، أو قرأ عنه من غير مصادره، أو من طريق خصومه والجهلة به، فكان ريشة في مهب الشبهات الواهية أمام أبجديات الأحكام الدستورية الشرعية.. وإلى لقاء في مقالة تالية إن شاء الله تعالى .. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق