1 |
من مصلحة الثورية السورية أن تبتعد عنها واشنطند. بشير موسى نافع |
الأمريكيون يحسمون موقفهم بضرورة رحيل الأسد ونظامه. لا، الأمريكيون يدعون إلى مفاوضات بين الأسد والمعارضة، ويعملون على بقاء الأسد. الأمريكيون أسرى الموقف الإسرائيلي من الوضع في سورية. لا، الأمريكيون يؤيدون الموقف البريطاني والفرنسي في ضرورة تزويد المعارضة بالسلاح. وهكذا، لا ينتهي الجدل حول التصور الأمريكي للأزمة السورية حتى يبدأ مرة أخرى. وليس هناك من جديد؛ فمنذ اندلاع الثورة السورية والمراقبون، عرباً وغير عرب، مشغولون بالموقف الأمريكي وتطوراته. صرح بعض السوريين، سيما بعد أن لجأ النظام إلى سياسة الاجتياحات الدموية للمدن والبلدات الثائرة، في منتصف صيف 2011، برغبتهم في تدخل دولي ما في سورية. ولم يكن خافياً أن التدخل الدولي ليس ممكناً بدون دور أمريكي. في ليبيا، لم يستطع الأوروبيون إنجاز المهمة بدون أمريكا؛ وسورية بالتأكيد أكثر تعقيداً، ليس فقط لأن النظام يحتفظ بأداة عسكرية هائلة، وأن ثمة انقساماً طائفياً في البلاد يصب لصالح النظام، ولكن أيضاً لأن قوة دولية بحجم روسيا، وأخرى إقليمية بحجم إيران، تقف إلى جانب النظام قلباً وقالباً. الولايات المتحدة لم تستمع بالطبع لدعوات التدخل؛ واليوم، وبعد تولي جون كيري مقاليد الخارجية الأمريكية، وجولته الأوروبية والعربية متعددة المحطات، يتصاعد الجدل من جديد حول حقيقة الموقف الأمريكي. لم يتدخل الأمريكيون في سورية، ولكنهم بذلوا جهوداً ملموسة في مجلس الأمن الدولي لإدانة النظام وسياساته، أخفقت في تحقيق أية نتائج ذات أثر بفعل المعارضة الروسية؛ كما شاركوا حلفاءهم الأوروبيين في فرض عقوبات على قيادات النظام وأجهزته الأمنية وعدد من رجال الأعمال الملتفين حوله. ومنذ بدأت دول عربية تمد يد المساعدة للثوار السوريين، المالية منها والعسكرية، غض الأمريكيون النظر، بالرغم من إعلانهم المتكرر عن تأييدهم لحل سياسي، يؤمن انتقالاً منظماً وسلمياً للحكم. في نهاية يونيو 2012، وبعد إخفاق مجلس الأمن المتكرر في الوصول إلى توافق حول الموقف من الأزمة، توصل الأمريكيون والروس إلى ما سيعرف بعد ذلك بإعلان جنيف، الذي أكد على ضرورة تفاوض السوريين، نظاماً معارضة، للتوصل إلى اتفاق حول مستقبل البلاد وفترة انتقالية. ولكن مصير الرئيس السوري، الذي أصبح تنحيه أو إسقاطه هدفاً مبدئياً للمعارضة والثوار السوريين، لم يوضح بصورة قاطعة، وترك لما يعرف في التقاليد الدبلوماسية بالغموض البناء. بعد أسبوع من صدور الإعلان، قال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، أن إعلان جنيف يطالب بتنحي الأسد. في مناسبات أخرى، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن على الأسد أن يرحل. ولكن الروس ردوا دائماً بأن مصير الأسد ليس شرطاً للتفاوض، ولن يكون هدفاً مسبقاً له، وأن مستقبل سورية ونظام حكمها لابد أن يترك للسوريين أنفسهم ولما يمكن أن يتفقوا عليه. بهذا، لم يحقق اتفاق جنيف تقدماً يذكر خلال النصف الثاني من 2012. ولأن الولايات المتحدة انتقلت منذ بداية الخريف إلى أجواء الانتخابات الرئاسية، تراجعت المراهنات على الموقف الأمريكي بصورة كبيرة. وما إن أعلنت كلينتون رغبتها في التخلي عن موقعها في الإدارة الأمريكية، انتظر مراقبو السياسة الأمريكية ما يمكن أن يفصح عن الاتجاه الذي يرغب خليفتها في وزارة الخارجية، السيناتور جون كيري، في دفع السياسة الخارجية الأمريكية إليه، سيما فيما يتعلق بالأزمة السورية. كان كيري، بصفته رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، مهندس تطبيع العلاقات الأمريكية السورية في مطلع ولاية أوباما الأولى، وظن البعض بالتالي أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد سيتبع سياسة مختلفة عن سلفه. ولكن كيري تحدث في جلسات استماع الكونغرس الخاصة بلغة شبيهة بتلك التي تبنتها كلينتون من الأزمة: إعلان جنيف، تفاوض السوريين، انتقال سلمي للسلطة، وتنحي الأسد. في ديسمبر 2012، في الأيام الخيرة لإدارة أوباما الأولى، ولم تزل كلينتون في موقعها، برز تطور جديد في الموقف الأمريكي، عندما أعلنت إدارة أوباما جبهة النصرة، إحدى أبرز قوى الثورة السورية المسلحة، منظمة إرهابية. تتهم جبهة النصرة منذ ظهورها على ساحة النزاع المسلحة في سورية بأنها ليست أكثر من نسخة جديدة للقاعدة، وأن سلوكها في سورية لا يعكس سوى اختلاف مؤقت عن سلوك شقيقتها في بلاد الرافدين، وليس تبايناً في الأهداف النهائية. في جولته الأوروبية والعربية، أولى رحلاته الخارجية الرئيسية بعد توليه منصبه، نهاية فبراير وبداية مارس، احتلت سورية مساحة كبيرة في مباحثات وزير الخارجية الأمريكية الجديد مع نظرائه العرب والأوروبيين. وقد توقع عدد من مراقبي السياسة الأمريكية والمهتمين بالشأن السوري، بعد مؤتمر كيري الصحافي في لندن، بصحبة وزير الخارجية البريطاني، أن ثمة موقفاً أمريكيا جديداً في طريقه للتبلور. ولكن التطور الوحيد الذي أمكن تسجيله خلال مؤتمر أصدقاء سورية في روما، بعد أيام قليلة من مباحثات كيري في لندن، كان الإعلان عن تقديم مساعدة أمريكية مالية صغيرة للائتلاف الوطني السوري. أعاد كيري خلال زيارته المتلاحقة للقاهرة والرياض والدوحة وأبوظبي التوكيد على أن إعلان جنيف لم يزل محور المقاربة الأمريكية للأزمة السورية، وأن واشنطن تعمل من أجل دفع السوريين للتفاوض، بهدف التوصل إلى اتفاق على المرحلة الانتقالية. بعد أيام قليلة، أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن ما يقصده هو التفاوض بين ممثلين (مقبولين) للرئيس السوري والمعارضة التي يمثلها الائتلاف الوطني. وجد هذا التصريح بالذات ترحيباً حاراً من دعاة الحل التفاوضي، سيما الروس، الذين جعلوا من التفاوض غير المشروط ركيزة لسياساتهم تجاه الأزمة. قلة فقط لاحظت أن جولة كيري الأوروبية العربية، وسلسلة تصريحاته حول سورية، واكبت إعلانات منفصلة من بريطانيا وفرنسا تشير إلى عزم الدولتين تقديم مساعدات عسكرية للثوار السوريين، للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية، حتى إن رفضت دول الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تصدير السلاح لسورية. في 18 مارس، قال كيري بلغة واضحة أن الولايات المتحدة لن تقف عثرة أمام أية دولة ترغب في تزويد المعارضة السورية بالسلاح، مندداً في الآن نفسه بالمساعدات العسكرية التي توفرها كل من روسيا وإيران للنظام طوال العامين الماضيين. فأين هو الموقف الامريكي فعلاً؟ لم تتغير السياسة الامريكية تجاه سورية كثيراً منذ خريف 2011، لا من جهة الفرضيات والأهداف، ولا من جهة المفردات. وبالرغم من التغيير في قمة وزارة الخارجية، فلا يبدو أن كيري سيبتعد عن السياسة التي اتبعتها كلينتون. ويصح القول بأن هذه هي سياسة إدارة أوباما، وأن وزير الخارجية الجديد، كما سلفه، ليس أكثر من معبر عن هذه السياسة في الساحة الدولية. اقترب الأمريكيون من الثورة السورية من منطلق تراجع موقع الشرق الأوسط في سلم أولوياتهم الإستراتيجية العالمية، وانتقال اهتمامهم إلى حوض الباسيفيك. وينبع جزء كبير من الاضطراب، الذي يشوب تقديرات الموقف الأمريكي، إما من تجاهل هذا التحول في الإستراتيجية الأمريكية العالمية، أو في فهم هذا التحول وكأنه يعني انسحاباً أمريكيا كلياً من الشرق الأوسط. ما حدث، ولأسباب تتعلق بمتغيرات جوهرية في موازين القوى العالمية، كما في الحدود التي تفرضها الأزمة الاقتصادية المالية العميقة، والمستمرة منذ 2008، أن الصين وجوارها أصبحت منطقة الأولوية القصوى؛ وهو ما يتطلب تغييراً جوهرياً في تقدير واشنطن للحد الأدنى من مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط، وكيفية الحفاظ على هذه المصالح، بأقل قدر ممكن من التكاليف. على أساس من هذا التحول الإستراتيجي في الأولويات الأمريكية، لم تكن إدارة أوباما، في أي مرحلة من مراحل الأزمة السورية، على استعداد للتدخل المباشر، لا بالقوات ولا بالجهد العسكري الملموس ولا بالمساعدات العسكرية للمعارضة. والأرجح أننا لن نشهد أي تغيير في هذا الموقف في المستقبل، ما لم يقع تطور كبير ومفاجىء في مسار الأزمة، يمس بتوازنات القوة على المستوى العالمي. ولأن إدارة أوباما توصلت إلى قناعة منذ الشهور الأخيرة لسنة 2011 بأن نظام الأسد أصبح فاقداً للشرعية، وأن الثورة ضده تضم أغلبية الشعب السوري، لم تعترض على قيام دول عربية بتقديم مساعدات مالية وعسكرية للثورة، ولا هي بصدد الاعتراض على تعهد دول أوروبية حليفة، مثل بريطانيا وفرنسا، دوراً مشابهاً. وإلى جانب متغيرات الإستراتيجية العالمية، فإن عاملين رئيسيين آخرين، حددا طبيعة المقاربة الأمريكية للأزمة خلال الشهور القليلة الماضية: الأول، كان الإخفاق المستمر في مجلس الأمن، وتصميم روسيا على الوقوف إلى جانب النظام، من ناحية، وصعود نفوذ القوى الإسلامية المسلحة في الساحة السورية، من ناحية أخرى. لعب هذا العاملان دوراً رئيسياً في سعي الولايات المتحدة إلى محاولة إحداث التغيير في سورية بطريقة تضمن بقاء الجسم الأساسي لمؤسسات الدولة السورية، سيما في العاصمة دمشق، حيث مركز أغلب هذه المؤسسات، وانتقال الحكم والسلطة في مؤسسات الدولة هذه بصورة منظمة أو شبه منظمة لأيدي عناصر وقوى 'معتدلة' في صفوف المعارضة. يرى الأمريكيون، وهو ربما تقدير صحيح، أن استمرار المعركة إلى النهاية، سيؤدي بالضرورة إلي تقويض نهائي لمؤسسات الدولة السورية، ولأن جماعات مثل جبهة النصرة تتقدم تدريجياً في ساحة الصراع المسلح باعتبارها الأكبر والأكثر فعالية، فإن استمرار المعركة قد يؤدي إلى سيطرة هذه القوى على سورية ما بعد الأسد. ولا يستبعد أن يكون القرار الأنجلو - فرنسي بتقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية مدفوعاً بالقلق نفسه من تزايد قوة وتأثير الجماعات الإسلامية الراديكالية. بمعنى أن المساعدات الأنجلو - فرنسية ستتوجه لأجنحة معينة في الجيش الحر (توصف عادة بالمعتدلة)، لتعزيز القوة والتأثير النسبيين لهذه الجماعات. في النهاية، وبكلمة أخرى، ليس ثمة ما يثير القلق أو التفاؤل بأي موقف أمريكي مختلف. ولعل مصلحة الثورة والشعب هي في التزام واشنطن بالابتعاد عن الشأن السوري، وبأقل درجة من التدخل في مجريات الثورة السورية. وليس الولايات المتحدة وحسب، بل والحلفاء الآخرين في أوروبا كذلك....... العصر |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| صراع الدين والقومية في إيران أمير طاهري - |
على مدى العام الماضي أو نحوه، تطور الخيار بين صفتين إلى إحدى القضايا المهمة في الصراع على السلطة بين النخبة الخمينية الحاكمة في طهران. هاتان الصفتان هما: «إيراني» و«إسلامي». أثناء الحكم البهلوي، دعم شاهات إيران الرؤية القومية، فتمت تنحية صفة «إسلامي» جانبا لصالح «إيراني». ووضع الخط الرسمي كلمة «إيراني» مرادفا للتميز والعظمة. بعد استحواذ الملالي على السلطة عام 1979 أبدوا قلقا تجاه كلمتي «إيران» و«إيراني» منذ البداية، حتى إن آية الله صادق خلخالي، أحد رفقاء درب آية الله روح الله الخميني، اقترح تسمية إيران «إسلامستان». حاولت الثلة الخمينية إلغاء عيد النوروز، رأس السنة الجديدة لسنوات، ومنعت الأسماء الإيرانية التي تعود إلى ما قبل الإسلام في تسمية الأطفال حديثي الولادة. وأصر الخمينيون على ربط صفة «إسلامية» بكل ما هو إيراني. ومن ثم شهدنا الفيزياء والأحياء والرياضيات والمطبخ الإسلامي، والأهم من ذلك، الموسيقى والسينما. وزعم الملالي أن حب إيران كان أشبه بشخصية «شريك» أو الارتباط بإله متفرد. أما الدستور الذي فرضه الخميني، فيجعل المرشد الأعلى زعيما للأمة الإسلامية التي تشكل إيران جزءا منها فقط. وعلى مدى سنوات، اكتشفت آلاف القبور الخفية لمن يفترض أنهم أحفاد الأئمة في البلاد. وبدأ لقب «سيد» الذي كان يمنح للمنحدرين من أصول عربية يضاف إلى المزيد والمزيد من الأسماء، وتمنى الخميني ذاته لو أخفى أصوله الإيرانية لتأكيد هويته الإسلامية. شارك اليساريون من حلفاء الملالي كراهيتهم لـ«إيران» لأنهم رأوا الهوية الوطنية تهديدا آيديولوجيا آخر، حيث رأى الماركسيون ضرورة تقسيم الأفراد لا بحسب خلفيتهم الوطنية؛ بل وفق انتماءاتهم الطبقية. لكن، على الرغم من تراجع صفة «إسلامية» إبان حكم الشاه، فإن الإسلام لم يترك الحياة الإيرانية، وفشلت كراهية الملالي والماركسيين لفكرة إيران. فشل الخميني وخليفته علي خامنئي في منع الإيرانيين من الاحتفال بعيد النوروز، وانتهى بالاعتراف به عاما جديدا وطنيا برسالة رسمية. كما لم يتمكنا أيضا من منع الإيرانيين من القفز فوق نار التطهير الذي يجري في آخر يوم أربعاء من العام الإيراني، ولم يتمكنا من إجبار الإيرانيين على عدم استخدام الأسماء ما قبل الإسلامية لأبنائهم. دفع هذا الموقف المعادي للصفة الإيرانية من جانب النخبة، الإيرانيين إلى تبني القومية الإيرانية؛ ففي خريف العام الماضي شارك أكثر من 6 آلاف شاعر في الاحتفال الشعري السنوي الذي نظمته الحكومة، ونشرت وزارة الإرشاد الإسلامي مجموعة مختارة من قصائدهم تغلب على القسم الأعظم منها الروح القومية أكثر من الإسلامية. لا يعني ذلك أن الإيرانيين أصبحوا معادين للفكرة الإسلامية، لكنه يعني، ربما كما كان متوقعا، أنهم يحاولون تحدي الرواية التي فرضها عليهم الحكام، فعشق الفاكهة المحرمة إنما هي عادة متأصلة في طبيعة النفس البشرية. نتيجة لهذه الآيديولوجية الخمينية المفلسة، حاول بعض شباب النخبة الحاكمة لسنوات العثور على مظهر بديل لخطاب يحتضر. خلال الثمانينات، حاول رئيس الوزراء آنذاك، مير حسين موسوي، محاكاة آيديولوجية كوريا الشمالية من الاعتماد على النفس ومناهضة الاستعمار، لكن هذا المزيج لم ينجح. وفي التسعينات دعم هاشمي رفسنجاني، بوصفه رئيسا ورجل دولة قويا، صيغة غريبة؛ «الثراء السريع»، وكان نموذجه الصين بمزيجها من الاقتصاد الرأسمالي والسياسات الشمولية، لكن هذا المزيج أثبت فشله أيضا. وعندما انتخب أحمدي نجاد رئيسا للمرة الأولى، حاول هو ومرشده الفكري، إسفندياري مشائي، محاكاة سياسة هوغو شافيز الاشتراكية القائمة على النفط. وكان شعاره: «أموال النفط على طاولة عشاء الأسر»، لكنها فشلت هي الأخرى. وقبل نحو عامين تقريبا، فتحت إمكانية خلافة مشائي في الرئاسة بعد أحمدي نجاد الحديث عن مسألة إضفاء الطابع الإيراني على الجمهورية الإسلامية. حينما تم جلب «إسطوانة قورش» الشهيرة، التي نقش عليها مؤسس الإمبراطورية الإيرانية الأولى «ميثاقه لحقوق الإنسان»، إلى طهران على سبيل الإعارة من المتحف البريطاني في لندن، رحب أحمدي نجاد وحرس الشرف «بالإسطوانة». وقد وصف الرئيس «قورش» بأنه «في مرتبة الأنبياء». تحدث مشائي فيما بعد عن «المدرسة الإيرانية» زاعما أن إيران نقلت الدين الإسلامي من مجرد عقيدة مجردة إلى حضارة، فيشير حسب قوله إلى أن «المدرسة الإيرانية» قدمت بديلا آخر للحضارة الغربية. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة عن تنظيمها 2.500 فعالية في جميع أنحاء البلاد للاحتفال بذكرى النوروز. يهدف هذا الرقم، الذي يعيد إلى الأذهان الاحتفالات التي كان يتم تنظيمها في عهد الشاه، إلى الاحتفال بالذكرى المئوية الخامسة والعشرين للإمبراطورية الفارسية التي أسسها قورش. ولتثبيت فكرة القومية الإيرانية، سميت هذه الاحتفالات المقررة بـ«صوت الربيع» في إشارة إلى عبادة الإيرانيين قبل الإسلام للإلهة أناهيتا، إلهة الخصوبة. كان رد الفعل الأولي لخامنئي تجاه شعار «المدرسة الإيرانية» مليئا بالغضب. وأطلقت وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرته هجمات عنيفة ضد كل من أحمدي نجاد ومشائي للتقليل من شأن القومية التي يناديان بها. وفي تغير مفاجئ يثير الكثير من الدهشة، أعلن خامنئي الأسبوع الماضي إنشاء ما يسمى النموذج الحضاري «أسلمة إيران» باعتبارها «بديلا عن الحضارة الغربية»! أراد خامنئي تطوير هذا النموذج فأمر بإنشاء منظمة خاصة وتعيين صادق واعظ زاده لقيادة برنامج التطوير. تكمن رسالة خامنئي الضمنية في: «نظرا لأنه لا يمكن نبذ صفة (إيراني)، فماذا عن منحها المرتبة الثانية بعد صفة (إسلامي)؟». هل سيقبل أحمدي نجاد بحل وسط، أم سيروج للنموذج «الإيراني الإسلامي»، وهذا نموذج يؤدي الدين فيه دورا ثانويا مقابل القومية؟ ....... الشرق الاوسط |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| العَقد الضائع في الشرق الأوسط | |||||||||||||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
بمشاركة الطبطبائي والمعاودة والمقرن والربيش |
![]() |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
|
مشاركات وأخبار قصيرة | ||
مقتل البوطي بتفجير بدمشق وتواصل القتال وقال التلفزيون الرسمي إن تفجيرا "انتحاريا" استهدف درسا دينيا أسبوعيا يقيمه الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في جامع الإيمان بحي المزرعة الدمشقي أودى بحياة البوطي من بين عشرين قتيلا آخر. وفي المقابل، اتهم ناشطون بالمعارضة -خلال تصريحات لقناة الجزيرة- النظام بتدبير التفجير، وقالت الناشطة ريم الدمشقي من دمشق إنه من غير المستبعد أن يقتل النظام البوطي "بعد انتهاء ورقته" برغم وقوفه إلى جانب النظام ضد الثورة، ورأت أن النظام أقدم على قتله ليثير مخاوف الأغلبية السنية من الحركات المتطرفة ولاستمالة الأقلية الكردية إلى جانبه نظرا لانتماء البوطي إليها.
وأشارت إلى أن المنطقة التي يقع فيها المسجد تخضع لمراقبة أمنية كثيفة مما يجعل من المستحيل على الثوار الوصول إليها وتنفيذ أي عمليات. وفي الأثناء، قال المكتب الإعلامي للمجلس العسكري إن الثوار قصفوا مطار دمشق الدولي مجددا بقذائف الهاون. وفي اتصال لقناة الجزيرة، قال الناطق باسم قوات المغاوير بالمجلس العسكري سارية الدمشقي إن طريق المطار لم يعد آمنا لسيارات النظام التي يتم استهدافها باستمرار من قبل الثوار، حيث لم يبق أمام جيش النظام سوى طريق الطائرات المدنية لنقل الحمولات العسكرية عبره. وقالت لجان التنسيق المحلية إن قتلى وجرحى سقطوا برصاص قوات الأمن التي هاجمت مستشفى ميدانياً جنوب العاصمة، كما أفاد ناشطون أن قصف الجيش السوري طال القابون وجوبر بالعاصمة، ومدن وبلدات بيت سحم والذيابية والنشابية والعبادة وعدرا والعتيبة وببيلا وداريا ومعضمية الشام وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، حيث أدى إلى تدمير حي كامل في داريا بريف دمشق. ووثقت شبكة فلاش مقتل ستة مدنيين بينهم أطفال في كفربطنا بريف دمشق، وبثت صورا لانتشال الجثث من تحت الأنقاض جراء قصف النظام منازل سكنية. وتدور في الأثناء اشتباكات عنيفة في حي سيدي مقداد في ببيلا ومحيط حي مخيم اليرموك، بينما عزز الجيش السوري الحر وجوده في مناطق الغوطة الشرقية وحي جوبر. ............................................................................. أوجلان يعلن نهاية «الحرب».. وأردوغان ينتظر «أفعالا» إسطنبول: ثائر عباس لندن: الشرق الأوسط - أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، من سجنه الانفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة في تركيا، نهاية الحرب المستعرة في جنوب شرقي تركيا منذ نحو 30 عاما, في رسالة كتبها وتلاها أمس نائبان من حزبه باللغتين التركية والكردية في مدينة ديار بكر وسط إجراءات أمنية مشددة، وأمام عشرات الآلاف من السكان. وطالب أوجلان في رسالته، التي كانت منسقة بالكامل مع الاستخبارات التركية وتأتي في عيد النوروز الكردي، بوقف لإطلاق النار وانسحاب للمقاتلين و«تغليب الحل السياسي» للقضية التي كلفت تركيا نحو 40 ألف قتيل و400 مليار دولار. وتابع القول «آن الأوان لقواتنا المسلحة أن تنسحب من الحدود.. هذه بداية جديدة وليست نهاية. إنها بداية نضال جديد للأقليات الإثنية. إننا جميعا نتحمل مسؤوليات عظاما من أجل دمقرطة الناس فوق هذه الأرض». واعتبر حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الخطوة بداية حقبة جديدة, فيما قابلت السلطات التركية الإعلان الكردي بترحيب حذر، وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إنه ينتظر أفعالا لا أقوالا. وقال الخبير البريطاني في الشؤون التركية نيكولاس بيرتش، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك إدراك عام في الطرفين أن الحرب لم تعد خيارا. ومن هذا المفهوم فإن جميع مستويات (بي كي كي) تشير إلى ذاك الاتجاه». وشرح بيرتش أن أردوغان يعتقد أنه سيحظى بتأييد النواب الأتراك في تحركه هذا. كما أن أوجلان نفسه كما يبدو يؤيد طموحات أردوغان، أو على الأقل يعطيه ضوءا أخضر.
..............................................................................
على خلفية تصريحات نارية لمجلة أميركية إخوان الأردن يطالبون الملك بالاعتذار وفي مقابلة أجراها الصحفي جيفري غولدبيرغ، شن ملك الأردن هجوما حادا على عدة أطراف كانت من بينها جماعة الإخوان المسلمين بالأردن التي اتهمها بتلقي الأوامر من قيادة الجماعة في القاهرة، وعبر عن يقينه بأنها تريد إزاحته عن العرش، كما وصفها بأنها "طائفة ماسونية". وبالرغم من صدور بيان من الديوان الملكي قال إن الحوار أخرج عن سياقه، فقد هاجم بيان صادر عن مجلس شورى الجماعة (أعلى هيئة قيادية فيها) الذي أنهى اجتماعا غير عادي له في ساعة متأخرة من مساء الخميس، تصريحات العاهل الأردني بشكل لافت. وجاء في البيان الصادر عن الاجتماع أن ما نقل من "تصريحات وأقوال لا تعبر عن أدنى درجات المسؤولية، وتشكل استخفافا بالشعب والوطن والدولة، وتسيء إلى مكونات المجتمع الأردني وللحركة الإسلامية، من اتهامات لا أساس لها من الصحة كانت مثار استهجان كافة شرائح المجتمع الأردني، وبما لا يليق بالحس الوطني ولا يتناسب مع تبعات المسؤولية، ويستوجب الاعتذار الصريح، والتعامل بالاحترام الذي يليق بكرامة الشعب الأردني". .................................................................................................... الأمير سعود بن عبدالعزيز يكمل سجنه في الرياض أُعيد الأمير السعودي سعود بن عبد العزيز بن ناصر الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته بقتل خادمه إلى بلده لقضاء ما تبقى من محكوميته في السعودية. ونُقل الأمير سعود إلى السعودية بطائرة تجارية مساء الاثنين بعد أن أمضى أقل من ثلاث سنوات في سجن بريطاني. ورافق عدد من حراس السجن الأمير سعود، إلى المطار حيث سُلم قبل ركوب الطائرة إلى مسؤولين سعوديين في رحلة العودة. وأُخذ الأمير لدى وصوله إلى أحد السجون السعودية لقضاء ما تبقى من عقوبة السجن المؤبد. والأمير سعود أول مواطن سعودي يُشمل باتفاق تبادل السجناء الذي عملت الحكومة السعودية على التوصل اليه مع بريطانيا في غضون أشهر من إدانته بتهمة القتل. وكان الأمير سعود (36 عامًا) أُدين عام 2010 بتهمة قتل خادمه بندر عبد العزيز في أحد فنادق لندن بعد أسابيع من الاعتداءات عليه. وأظهرت كاميرات أمنية الأمير سعود وهو يركل ويضرب خادمه المولود في الصومال عبد العزيز (32 عامًا) 37 مرة في مصعد فندق لاندمارك بمنطقة ماريلبورن وسط لندن. وقضى الخادم خنقًا وضربًا في مشهد ختامي لعلاقة عنيفة اعتدى الأمير سعود مرات كثيرة على خادمه خلالها. وقررت المحكمة أن يقضي الأمير سعود 20 عامًا على الأقل في السجن قبل أن يجوز له طلب الإفراج المشروط عنه. وكان الأمير السعودي محبوسًا في سجن مدينة ويكفيلد ذي الحراسة الأمنية الشديدة شمالي انكلترا حتى نقله إلى أحد سجون لندن قبل إعادته إلى السعودية. ونقلت صحيفة التايمز عن متحدث باسم وزارة العدل قوله إن لدى بريطانيا اتفاقية لتبادل السجناء مع السعودية تتيح لمواطني أي من البلدين قضاء محكوميته في بلده. وأن الأمير سعود عاد الآن إلى السعودية لقضاء ما تبقى من عقوبته، ونُقل كما يُنقل سائر السجناء لدى إعادتهم إلى بلدانهم. وأضاف المتحدث أن الأمير سعود أول سجين يُنقل بموجب الاتفاقية. ويستطيع عشرة مواطنين سعوديين ما زالوا محبوسين في سجون بريطانية وستة بريطانيين محبوسين في سجون سعودية أن يتقدموا بطلب نقلهم لقضاء ما تبقى من محكومياتهم في بلدهم. وهذا الاجراء يؤكد ماتتمتع به الاجهزة في المملكة من ثقة دولية في المساواة والعدالة ا
................................................................................................................................. السعودية الأولى من حيث معدل استخدام "تويتر" أوضحت دراسة ظهرت موخرا و أجرتها "GlobalWebIndex" أن المملكة العربية السعودية هي الأولى من حيث استخدام موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بين دول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا خلال الربع الأخير من العام الماضي. وأوضحت الدراسة أن 51% من المتصلين بالإنترنت في السعودية يستخدمون "تويتر"، ثم جاءت تركيا في المرتبة الثانية بنسبة زوار 39%، بينما حصلت الإمارات العربية المتحدة على المرتبة الثالثة بنسبة 34%، أما المرتبة الرابعة فحصلت عليها دولة الأرجنتين بنسبة 31%، ثم جاءت أسبانيا في المرتبة الخامسة بنسبة 30%. ووفقاً للدراسة، فإن عدد مستخدمي "تويتر" على مستوى العالم ارتفع بما يقرب من 40% خلال الفترة بين الربع الثالث للربع الرابع من العام الماضي ليبلغ 288 مليون مستخدم. .......................................................................................... معنى بيان الداخليةمحمد معروف الشيباني ليس جديداً أن ترصد و تتتبّع و تقبض (وزارة الداخلية) على خليةِ تجسس معادية. فذاك إختصاصها. و لو لم تزاوله لَما نَعِمْنا بأمن. و ليس غريباً أن يستهدفَنا أعداء، و إلّا كُنّا أهوَنَ عند الناس من جناح بعوضة. و لا عجيباً أن تكون خياناتُ سعوديين في الخلية ضد وطنهم، و إلا لَخِلْنا إبليس إستثنانا من إغوائه بني آدم. الجديد هو إعلان التفاصيل. فلماذا و العملُ الأمنيُ سريٌ.؟. هي رسالة لثلاث جهات : أولُها : (الدولة المتورطةِ) خارجياً، بألّا تراهن على (سكوت) الرياض كثيراً، فهي تتكلم عندما يكون الكلام في صالحها، و تُغضي كذلك. ثانيها : (العملاء)، سعوديين و وافدين، ألّا يَركَنوا لشطارتهم، أو مظلة الدولة الأجنبية، أو حتى إفتعالِ أزماتٍ أخرى إستباقية لإيهام أنْ تُحاسبهم الداخلية عليها فيصبحوا أبطالاً بدل توثيق خفاياهم. ثالثُها : طمأنة المواطنين و المقيمين أن العيون الساهرة (يَقْظى في الميدان) لا (نائمةً في المُنتدى). فهل تُحسن الأطراف الثلاثة فهمَ رسالتها.؟.أم ستحتاج (الداخلية) لمزيد إيضاح.؟. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| السادس من نوفمبر.. فارسات الجِياد الخشبية !ملاك إبراهيم الجهني |
لجينيات - أن تمتطي جوادًا خشبيًا وتصرُخ وتزمجر وكأنك في معركة، فسلوكٌ يجعل من يراك يظنك تتدرب على أداء مشهدٍ مسرحي، أو تشارك أطفالك اللعب.. لكن أن تحاول إقناع من حولك أنك تعتلي جوادًا حقيقيًا، وتخوضُ معركة كبرى ومصيرية تتلفعُ بالبطولة، وتصنعُ التاريخ، فطرفةٌ ثقيلة تُزيّف الحقائق وتستخفُ بالعقول.. ولا يختلف هذا كثيرًا عمّا يطالعه قارئ الكتاب الصادر عن دار (جداول) اللبنانية عام 2013م تحت عنوان: (السادس من نوفمبر المرأة وقيادة السيارة 1990م) لمؤلفتيه عائشة المانع، وحصة آل الشيخ، حيث نسجتا كتابهما على هذا المنوال ومنذ السطور الأولى لمقدمته التي قالتا فيها :" إن إرادة صنع التاريخ هي حتمًا إرادة صلبة متميزة يسطرها دائمًا أولئك الشرفاء من الرجال والنساء، حيث تسودُ العتمة من حولنا ويحاول اليأس أن يتسلل خلسة إلى نفوسنا مسنودًا من قوى الاستبداد والظلام لوقف عجلة التاريخ، بل وإعادتها إلى الخلف" [ص11]. " إن للمرأة السعودية وقفة عز وفخار. كان ذلك عصر يوم الثلاثاء في السادس من نوفمبر عام 1990" [ص11]. " نعم إنه السادس من نوفمبر يومٌ للمرأة في هذا الوطن " [ص11]. " لقد كانت الحكاية مثيرة ورائعة، 47 امرأة كنّ يخططن لكتابة تاريخ للمرأة في بلدهن وكان كل شيء مرسوما بإرادتهن الخالصة، وكان القرار قرارهن" [ص11]. " وسوف يأتي يوم سيتذكر فيه الجميع يوم السادس من نوفمبر على أنه يومٌ مشهودٌ أسس لمرحلة جديدة في واقع وحياة المرأة السعودية والمجتمع السعودي على السواء"[ص204]. إن رصد التجارب الذاتية لا يسلم غالبًا من غياب الموضوعية في تناول الأحداث والوقائع وتحليلها ونقدها، وهو أمرٌ مسلم به في إطاره الواقعي، فرغم أن المؤلفتين قالتا في مقدمتهما أنه " لم يكن القصد من هذا العمل الإساءة أو تصفية حسابات مع أي أحد إنما كان توثيقًا للتاريخ"[ص12]. وعنين بذلك المظاهرة التي نظمنها وخرجن فيها يقدن سياراتهن بأنفسهن مطالبة منهن بقيادة المرأة للسيارة، رغم ذلك فقد عمدتا لشيطنة رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسخرية منهم، وتشويه مواقفهم، والتحدث عن الهيئة كجهاز منفصل عن الدولة بل كحكومة أخرى تنازعها الحكم، وتكرر منهما وممن استكتبنهن من المشاركات في مظاهرة السادس من نوفمبر الأمر نفسه، كقول هيا العبودي: " كان رجال الهيئة في غاية الحنق والغضب، حيث كانوا يركلون سياراتنا بأيديهم وأرجلهم ويوجهون لنا شتائمهم ويبصقون علينا، كان هناك تعارض في الأوامر التي تأتي من رجال الهيئة وتلك التي تأتي من الشرطة وكأن هناك حكومتان"[ص239]. " وفي الوقت الذي ذهب فيه رجال الشرطة جميعًا لأداء الصلاة جماعة في المسجد، بقي رجال الهيئة واقفين إلى جانب السيارات وهم يتقافزون بطريقة عصبية، وقد فتح أحدهم باب السيارة التي أركب بها ونظر إلى وجهي الذي لم يكن يرى منه سوى عيني، حيث كنت منتقبة بشكل جيد، فما كان منه إلا أن طلب مني أن أغطي عيني وأردف قائلا حتى إنهما غير جميلتين" [ص240]. ويستمر توصيفهن للحدث بذات النَفَس الإيديولوجي الذي يصِم من عارض فكرة القيادة بالمتشددين حتى طال هذا الوصف مواقف الدولة نفسها، كقولهن:" فالمؤسسة الرسمية الدينية وعامة المتشددين من الناس ورموز الصحوة كانوا من المعارضين للفكرة، في حين وقف التيار الليبرالي ومجموعة المثقفين لدعم الحدث والإشادة به، أما على الصعيد الرسمي فقد تبنت الجهات الرسمية الخطاب السلفي المتشدد الذي يربط بين ما حدث وبين الفتن"[ص79]. إلا أن الذي قامت به المؤلفتان يتجاوز رصد التجربة من وجهة نظر شخصية إيديولوجية إلى محاولة إلباسها لباسًا موضوعيًا واعتبارها مكسبًا نسائيًا سعوديًا يضاف لحصاد نضال المرأة السعودية، وكأن المرأة السعودية نالت حقوقها انتزاعًا وغِلابًا ولم تُمنحها بطريقة لم تحلم بها المرأة الغربية (من قبل ومن بعد)، فهل نالت المرأة السعودية أهم مكتسباتها الاجتماعية وهو حقها في التعلم والعمل بأجرٍ متساوٍ مع الرجل نتيجة لنضال السعوديات أم بقرار سياسي (رجالي)!! أم هل حازت المرأة عضوية مجلس الشورى مؤخرًا وبنسبة لا تُماثَل على مستوى برلمانات العالم إلا بقرار سياسي (رجالي) !! إن تكرار هذه الدعوى في الخطاب يدفعنا للتساؤل: أين هي مكاسب النضال النسائي السعودي؟! والواقع أن تحليل الخطاب يكشف عن إسقاط لتاريخ وواقع الصراع القائم بين الرجل والمرأة في الغرب على مجتمعنا السعودي، يؤكد هذا مصطلحات النقد النسوي التي حَفَل بها الكتاب كمصطلح (السلطة الأبوية) و(المجتمع الذكوري) وغيرها. ولا يخفى على قرّاء التاريخ الغربي عمومًا وتاريخ الحركات النسوية الغربية بوجه خاص أن التظاهرات الاحتجاجية الأولى لتلك الحركات صدرت عن العاملات الكادحات في المصانع لمدد زمنية تزيد على سبع عشرة ساعة يوميًا في ظروف عمل خطرة، وبيئة صحية مزرية، وبأجور متدنية، طلبًا للتساوي في الأجور مع الرجال الذين كانوا يأخذون ضعف ما تأخذه المرأة على أداء العمل نفسه. فهل خرجت نسوة السادس من نوفمبر لرفع الظلم عن المرأة السعودية لأسباب قريبة من هذا أو شبيهة به، أم لأجل المساواة في الجلوس خلف مقود سيارة (فاخرة) يملكنها بالأساس ومكنت لهن أوضاعهن المادية المريحة والمرفهة من تملكها ! إن دخول المرأة السعودية للتاريخ من مظاهرة المطالبة بقيادة السيارة دخولٌ للتاريخ من (أصغر) أبوابه وأكثرها هامشية مع الأسف. وهذا ما تنبهت له المؤلفتان فحاولتا الخروج من مأزق الهامشية والضآلة بوصف المظاهرة بأنها " حركة رمزية لتغيير واقع المرأة السعودية" [ص34]. لكنهن لم يلبثن أن سقطن من جديد في شَرَك التناقض حين ذكرن الدوافع التي حركتهن شخصيًا للقيادة قبل أن يُسبغن عليها رداء الموضوعية، كقول عائشة المانع حين شاهدت المجندات الأمريكيات في حرب الخليج آنذاك يقدن عرباتهن العسكرية:" لقد تركت رؤيتي للمجندات الأمريكيات وهن يقدن عرباتهن العسكرية بأنفسهن بكل حرية على ذلك الطريق وفوق تراب الأرض التي حرمت من قيادة سيارتي عليها أثرًا بليغًا في نفسي"[ص 197]. " نعم لقد قررت في ذلك اليوم أن أقود سيارتي وأن أتحدى نفسي قبل أن أتحدى واقعي وظروفي وتقاليد مجتمعي التي حرمتني من أبسط حقوق المواطنة ...بحيث لن أرضَ بعد اليوم أن يصادر أيٌ كان حريتي ولن أنتظر بعد اليوم أحدًا ليتصدق علي بتلك الحرية التي هي ملكي وجزء من شخصيتي وحقي في المواطنة"[ص 198-199]. " كنت قد وصلت إلى منطقة الظهران وفي لحظة وجدانية وانفعالية طلبت من السائق السيرلنكي الذي كان يقود سيارتي بأن يتوقف ويجلس في المقعد الخلفي ليفسح لي المكان للقيادة...ركبت سيارتي ووضعت حزام الأمان وانطلقت مسرعة باتجاه الرياض"[ص 199]. إنّه منطق الثورة والنزق ذاك الذي يبرر للمطالب بحقوق مختلفة أن يتجاوز النظام، ويكسر الحواجز، ويشيع الفوضى، استجابة لمشاعر التبخيس والإهانة حقيقيةً كانت أم مفتعلة .. منطقٌ ذاتيٌ محض يعلو فيه صوت الفردانية فلا يأبه بالنتائج ولا يلتفت للمجتمع. وخطاب الكاتبة الذي حضرت فيه (الأنا) وتحركت ببواعث وجدانية وقررت، وفعلت، ثم استدعت بعدها العقل ليشرعن طيشها، ويضفي عليه صبغة موضوعية، قريبٌ مما ذكرَته بقية المشاركات في الكتاب ممن سجلن تجاربهن في ذلك الوقت ودمغنها بمطالب الجماعة ووظّفن لها الأدلة والمبررات العقلية والشرعية ومنحنها جوازًا وطنيًا. يظهر هذا في خطاب المطالبة بقيادة المرأة للسيارة الذي رفعته المانع نيابة عن المتظاهرات لأمير منطقة الرياض ولم يرد فيه شيء من دوافعها أو دوافع صويحباتها التي صرحن بها في الكتاب، بل ذُكرت فيه المبررات الدافعة لهذه المطالبة والتي تلخصت في خمس نقاط، هي: الخلوة بالسائق الأجنبي، والأعباء المالية الإضافية التي تتحملها الأسر لأجل السائق، وحدوث تجاوزات أخلاقية نتيجة وجود السائق الأجنبي في البيوت، وحاجة المرأة للقيادة في الأزمات كالحروب، وإعطاء المرأة الثقة لتحمل المسؤولية في المشاركة في بناء الأمة.[ص34-35]. فهل هذه المبررات هي ما حرك المتظاهرات حقا.. ؟ ما دونته أقلام الكاتبات في الكتاب يجيب صراحة بالعكس، أمّا ما سجلنه في خطابهن المرفوع للدولة فاستخدام براجماتي لمبادئ الشرع ومصلحة الوطن الذي لم تكترث به المتظاهرات، ولا بظروفه الحرجة آنذاك بل تعاملن مع أزمته بانتهازية ليست بأقل من انتهازية من نظمن المظاهرة واخترن شخصيات نسائية من أسر ذات ثقل تاريخي وصلات قوية بالعائلة المالكة ورجال الدولة، ليضمنّ نجاتهنّ من النسيان، وهذا ما تحقق بالفعل فقد كانت تبعة التظاهر- على انتهازيته في وقت كانت أنظار العالم تتجه فيه لهذه البقعة من العالم- أخف من تبعات مواقف سياسية حدثت في تلك الفترة الحرجة فعامين ونصف من فصل المتظاهرات من وظائفهن لا يقارن بفصل نهائي من الوظائف لمن شارك بمجرد التوقيع على مذكرة النصيحة وقتذاك، هذا إذا احتكمنا للمنهج المقارن الساذج الذي طبقته نسوة السادس من نوفمبر في كتابهن! وهذا هو الفرق بين من تحركه وتصوغ مواقفه الإيديولوجيا، ومن تحركه وتصوغ مواقفه الموضوعية، ففي حين يغلب على الموضوعي التجرد والاتساق والإنصاف، يغلب على الإيديولوجي الانتقائية والاضطراب والتناقض، كانتقائية مؤلفتي السادس من نوفمبر المتمثلة في الاقتصار على نشر عدة أسطر من بداية الرسالة الجوابية التي أرسلها الشيخ محمد بن عثيمين-رحمه الله-ردًا على خطاب أرسلته بعض المشاركات في مظاهرة السادس من نوفمبر لفضيلته، واكتفائهما بالقول أن الشيخ "سرد بعدها 12نصيحة دينية لجميع السيدات المشاركات في المسيرة"[ص94]. والغريب أنهما لم توردا رسالة المتظاهِرات للشيخ ابن عثيمين ولا النصائح التي وجهها الشيخ لهن، بينما أوردتا ردودًا طويلة تتمحور حول تصرف الإعلامي داود الشريان في محاضرة مفرغة للشيخ سلمان العودة عن التثبت في النقل، نشرها الشريان في صحيفة (المسلمون) بوصفها موقفًا من المنشورات المسيئة للمتظاهرات آنئذ، والمثير للدهشة أن تلك الردود الممتدة على مدى (ثنتي وخمسين صفحة من الكتاب) لا تتناول جوهر الموضوع بل تناقش موقف الشريان من الشيخ العودة، وعدم إشارة الشريان لكون الكلام المنشور للشيخ في الصحيفة هو بالأصل محاضرة مفرغة سُجلت قبل سبعة أشهر من الحدث، كما ناقشت الردود المذكورة في الصحيفة تفاصيل كثيرة متناثرة ليست ذات علاقة بالمظاهرة !!!! فهل ما جاء في كتاب صيغ بهذا الأسلوب وبدت فيه بوضوح منهجية تفكير المتظاهرات ودوافعهن يمثل المرأة السعودية بإطلاق كما حكمت المؤلفتان ؟! لم يبقَ سوى القول أن ذكرى السادس من نوفمبر لا تعني إلا صاحباتها ومن حذون حذوهن أو شاركهن الفكر والرؤية والمنهج، ولا تعني أو تمثل المرأة السعودية (بـإطلاق)، والقول بخلاف هذا تحكمٌ وانتحالٌ وتزييفٌ للتاريخ والواقع، ولو أن نسوة السادس من نوفمبر اكتفينَ برصد تجربتهن لما خالفن الأعراف الكتابية، لكنهنّ جاوزنَ التجربة، وتطاولنَ على التاريخ، وصادرنَ صوت المرأة السعودية، ونسبنَ لها تاريخًا لا يُشرّفها ولا يضيفُ إليها. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| العبد الكريم: ممثلون من 36 دولة عربية وإسلامية في الملتقى الأول بتركيا77 منظمة نسائية تعلن تأسيس أول رابطة عالمية للمرأة المسلمة |
سبق - خاص: انطلقت صباح اليوم الخميس فعاليات الملتقى الأول للمنظمات الإسلامية النسائية في إستانبول بتركيا، والتي تستهدف اختيار مجلس لإدارة الرابطة من بين النساء المشاركات واللاتي يمثلن 77 منظمة نسائية في العالم العربي والإسلامي. وفي كلمته الافتتاحية للملتقى أكد الدكتور فؤاد عبدالكريم المشرف العام على مركز باحثات بالرياض أن هدف الملتقى الأول يتلخص في بناء رؤية تتجاوب مع حاجات المرأة المسلمة والتصدي لما يعترضها من عقبات وتحديات. وقال: إن الرابطة تستهدف أن تقود المنظمات الإسلامية العالم إلى المنهج الصحيح الذي يكرم المرأة ويحفظ لها كرامتها وحقوقها، وذلك بديلاً عن المنظمات النسوية الغربية التي انحرفت بأهدافها عن قيم الفطرة، ناهيك عن قيم الإسلام. وأضاف: أن العالم عانى كثيراً من هذه الرؤية المنحرفة ومازال، وبالرغم من ذلك يسعى القائمون على هذه المنظمات إلى فرض أفكارهم المنحرفة على العالمين العربي والإسلامي بشكل ملح من خلال محاولة تمرير أفكارهم من خلال المنظمات الدولية وتحت ستارها. وعن أعداد المشاركين في الرابطة قال عبدالكريم إن العدد فاق التوقعات التي تصورناها، فقد كنا نتصور أن عدد المنضمين من المنظمات النسائية الإسلامية قليل وعدد الحضور محدود إلا أننا فوجئنا بحضور واسع وصل إلى 77 منظمة تمثل 26 دولة عربية وإسلامية. ووفقاً لعبد الكريم فإن التمثيل شمل أغلب الدول العربية والإسلامية، حيث شاركت منظمات من كل من الفلبين وإندونيسيا وباكستان وقرغيزيا وتركيا والبوسنة وفرنسا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا وفلسطين ولبنان، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية واليمن وقطر والبحرين والإمارات. وحول إجراءات تشكيل مجلس إدارة المنظمة الوليدة أكد عبدالكريم أن الجمعية العمومية المجتمعة اليوم ستتولى مهمة اختيار مجلس إدارة ورئيس وأمين عام للرابطة وسيتم اختيارهم جميعاً من النساء أعضاء المنظمات المشاركة. وبسؤاله عن الجديد الذي يمكن أن تقدمه الرابطة بين مؤسسات مناظرة قال عبدالكريم إن الروابط الموجودة بالفعل والتي تمارس عملاً نسائياً إسلامياً شاركت معنا بالفعل في الرابطة حتى تتكامل الجهود ولا تتبعثر أو تتقاطع. وقال إن كثيراً من هذه الروابط لديها تحديات وصعوبات تحول بينها وبين الاستمرار والإنجاز، بينما التئامها في الرابطة الجديدة سيمثل حلاً لكثير من مشاكلها ودفعاً لجهودها. وعن ضمانات استمرار الرابطة وسط التحديات الموجودة على الساحة قال عبدالكريم إن الإرادة القوية للمنظمات المشاركة والتي نلمسها بشكل واضح في التجاوب السريع من جانب الحضور الواسع يؤكد أن هناك إدراكاً عاماً لدى هذه المنظمات بخطورة التحديات التي تواجه المرأة المسلمة، خاصة بعد الجهود الدولية لفرض وثائق تتعارض مع المنهج الإسلامي ويمثل تحدياً كبيراً له. وقال عبدالكريم إن الرابطة الجديدة تلقى اهتماماً ودعماً مجتمعياً واسعاً، خاصة المؤسسات الخيرية والقطاع الخاص من خلال إدراك الجميع بأهمية دور المرأة في النهوض بالمجتمعات الإسلامية ومواجهتها للتحديات التي تهددها. وحول الجهود التي يمكن أن تقوم بها الرابطة خلال المرحلة القادمة والخطط التي ستقوم بتنفيذها أكد عبدالكريم أن هناك توافقاً على الأهداف والمنطلقات، إلا أن خطة العمل ستكون أول مهمات مجلس الإدارة الجديد الذي سيتم اختياره في ختام اجتماعات الملتقى الأول. ومن جانبه قال معن عبدالقادر كوسة من سوريا إن العالم خسر كثيراً من تراجع المسلمين عن دفة قيادة العالم، فشغل المكان كثير من أصحاب الفكر المنحرف، واليوم ينبغي عودة المنهج الإسلامي لقيادة العالم من جديد. ويضيف معن أن فكرة وجود رابطة للمنظمات النسائية الإسلامية تتجاوز الموقف الدفاعي إلى عرض المنهج من خلال تشكيل منظمة راعية للمنهج الإسلامي نتقدم به للعالم. وقال إننا نحتاج إلى نوع من الإبداع في تقديم المنهج الإسلامي نظراً لوجود تحديات كثيرة، كما أننا بحاجة إلى عرض الشريعة الإسلامية كمنهج متكامل بدلاً من عرضها على أنها ضوابط. وتكلمت عزيزة البقالي القاسمي من المغرب أننا بحاجة إلى التأكيد على أن الشريعة الإنسان هي المرجعية الكبرى لحقوق الإنسان، فالإسلام أخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وطالبت بضرورة الدخول في تدافع إيجابي مع الأفكار المطروحة في العالم وطرح منهجنا الإسلامي باجتهاداته، مع تطوير مقاربات جديدة لا تخرج عن المنهج، ولكنها تنطلق من الشرع الحنيف. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق