26‏/03‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2481] هويدي:الخروج من المأزق+ردا ع مقالة عبدالعزيز قاسم


1


تفكير في الخروج من المأزق










أكثر ما أتمناه في الوقت الراهن ألا يكون سكوت الرئيس محمد مرسي تعبيرا عن الرضا عن الوضع في مصر، لأنه لو رأى ما نراه لتلبسه قلق عميق أطار النوم من عينيه.

(1)

في الأسبوع الماضي، بكى أحد العمال المصريين في الدوحة أثناء حديثه عن أحوال بلده، حين صادف بعض زملائنا الإعلاميين الذين قصدوا مطعما شهيرا هناك لتناول وجبة العشاء. عاتبهم لأنه اعتبر أن الصورة التي يقدمها الإعلام المصري للبلد مهينة لمصر والمصريين، قال إنه شخصيا صار يعاني من تلك المهانة كل يوم جراء ما يسمعه من تعليقات لاذعة وجارحة من جانب الذين يتابعون القنوات التلفزيونية المصرية، الأمر الذي يثير حزن المصريين وسخرية آخرين من الوافدين. انفعل صاحبنا أثناء الحديث ولم يتمالك نفسه فانخرط في البكاء.
إذا كان لنا أن نتصارح أكثر، فلا مفر من الاعتراف بأنه بعد مضي سنتين على الثورة تراجعت مؤشرات الأمل، وبدا الأفق أكثر انسدادا، والمستقبل أقل إشراقا
لا يحتاج المرء لأن يذهب إلى الدوحة لكي يدرك حقيقة الحزن الذي بات يستشعره المصريون، صحيح أن مشاهدة القنوات التلفزيونية الخاصة -فضلا عن صحف المعارضة- تشيع كل يوم قدرا لا يستهان به من الغم والإحباط والاكتئاب، إلا أن ما تقدمه يظل له أصله الذي يتم اصطياده وتوظيفه على النحو الذي يحقق تلك النتيجة.
ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن مشاعر الحيرة والحزن وعدم الرضا أصبحت تخيم على مختلف شرائح المجتمع. وإلى عهد قريب كان السؤال الذي يردده المصريون هو: إلى أين نحن ذاهبون؟ لكن الأمر اختلف هذه الأيام بحيث بات السؤال هو: متى يتوقف تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية بوجه أخص؟ وإذا كان لنا أن نتصارح أكثر، فلا مفر من الاعتراف بأنه بعد مضي سنتين على الثورة تراجعت مؤشرات الأمل، وبدا الأفق أكثر انسدادا، والمستقبل أقل إشراقا. وتلك خلاصة -إذا صحت- ينبغي ألا نستسلم لها وأن نقاومها بكل السبل، ليس إنقاذا للثورة المصرية فحسب، ولكن دفاعا عن الحلم العربي الذي لاح في الأفق حين انطلقت ثورات الشعوب معلنة رفضها للاستبداد والظلم الاجتماعي، وإصرارها على استرداد أوطانها من غاصبيها.

(2)

إذا حاولنا أن نبحث عن مخرج من الأزمة، فربما كان مفيدا أن نبدأ بتحديد الأطراف التي تتحرك على الساحة المصرية في الوقت الراهن، وهي ثلاثة على الأقل: الأول الرئيس محمد مرسي وفريقه ومؤيدوه، والثاني يتمثل في معارضيه، والثالث يجمع بين معارضي الاثنين السابقين، بمعنى أنهم يعارضون الثورة ذاتها ويقودون الثورة المضادة. وسوف أؤجل الحديث عن الرئيس في ترتيب التناول لأنه المسؤول الأول الذي يُفترض أن يكون القرار بيده، وبالتالي فإن الحل المفترض ينبغي أن يبدأ من عنده.
أبرز ما يميز المعارضة في مصر أمران، أولهما أنها لم تلتق إلا على هدف واحد هو رفض الرئيس مرسي وخاصة حركة الإخوان، وثانيهما أنها معارضة انقلابية بالأساس. بمعنى أنها لا تسعى إلى تصويب أخطاء الرئيس أو التوافق معه على حلول وسط، ولكنها منذ البداية عمدت إلى محاولة الضغط عليه لإفشاله ومن ثم إسقاطه. فهي تشكك في نزاهة انتخابه، وتطعن في شرعية كل خطوة يقوم بها لإقامة مؤسسات النظام الجديد. وتنسحب من لجنة الدستور بعد إقرار مواده. وتقاطع الحوار كما تقاطع الانتخابات، وتنادي صراحة بتولي الجيش للسلطة.
وفي ذات الوقت، فإنها لا تكفّ عن توجيه رسائل الاحتجاج والضغط من خلال استثمار مظاهرات الشارع بالتحريض عليها وتوفير الغطاء السياسي لها، رغم أن المتظاهرين في الشارع أو المعتصمين في الميدان لا يشكلون قواعد لرموز المعارضة، ولكن كلا منهما يستفيد من الآخر ويوظفه لصالحه.
إلى جانب المعارضة السياسية، هناك الإعلام المتربص والمتصيد الذي يتولى من خلال منابره المقروءة والمرئية ليس فقط الترويج والتهويل والتعبئة المضادة، ولكن أيضا تجريح صورة الرئيس والتطاول عليه والحط من كرامته.
وفي الجانب ذاته، نجد القضاء المسيّس الذي كانت بعض مؤسساته ضمن أدوات النظام السابق. وقد تجلى ذلك في ممارسات عدة، منها بعض أحكام المحكمة الدستورية العليا، ومظاهرة وكلاء النيابة التي حاولت إجبار النائب العام على الاستقالة، كما لاحظناه في مواقف بعض القيادات التي أعلنت تحديها للسلطة، ولاحظناه أيضا في تبرئة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، وفي إطلاق سراح المتهمين بممارسة العنف في المظاهرات.
هل نضع بعض عناصر وأجهزة الأمن -والداخلية بوجه أخص- ضمن معارضي الرئيس مرسى؟ هناك عدة قرائن دالة على أن تلك العناصر لا تقف في صفه على الأقل، وفي هذا الصدد لا يستطيع أي باحث أن يتوقع غير ذلك من جانب أجهزة عاشت أكثر من ثلاثين عاما في ظل الطوارئ وفوق القانون، وكان الإخوان الذين ينتمي إليهم الرئيس مرسي هم "العدو الإستراتيجى" لها. وهي التي تولت ملاحقتهم وتعذيبهم وتلفيق التهم لهم. وحين تكون تلك خلفيتها فمن الصعب أن نتوقع منها أن تقدم ولاءها لرئيس من الإخوان خلال سنتين. وبهذه المناسبة فإنني سألت أحد المسؤولين عن مشكلة القصور الأمني، وقلت له هل الأجهزة الأمنية غير قادرة أم أنها منهكة أم غير متعاونة؟، فكان رده أن الأسباب الثلاثة واردة.
وبهذه المناسبة، فإنني أنبه إلى أن تكتيكات وخطط إسقاط الأنظمة صارت معروفة، ولها دراسات توثقها وتحدد خطواتها، وقد تمت تجربتها وحققت أهدافها في العديد من دول أميركا اللاتينية في سبعينيات القرن الماضي. ومن هذه التكتيكات نشر الفوضى في البلاد وإغراقها في الشائعات بما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتعجيز الدولة عن القيام بمهمة الدفاع عن أراضيها، ثم إنهاكها اقتصاديا بما يرفع معدلات الغلاء والبطالة، الأمر الذي ينتهي بإفشال الدولة ثم إسقاطها.

(3)

بقايا النظام القديم هم أركان الدولة العميقة، وهم الذين أضيرت مصالحهم السياسية والاقتصادية، ويتولون تمويل العديد من أنشطة تحدي السلطة والمشاغبة عليها
معارضو الثورة -وليس الرئيس مرسي وحده- موجودون في الداخل والخارج. وكنت في وقت سابق قد ذكرت أن الدولة العميقة لم تتشكل بعد في مصر ولكنها تحت التشكيل وأركانها موجودون بالفعل، وهم بقايا النظام القديم الذين أضيرت مصالحهم السياسية والاقتصادية. والأخيرون هم الذين يتولون تمويل العديد من أنشطة تحدي السلطة والمشاغبة عليها. وإذا استحضرنا نموذج الدولة العميقة الراسخة في تركيا فسوف ننتبه إلى أن أصابع تلك الدولة موجودة داخل الجهاز البيروقراطي ذاته، والأجهزة الأمنية بوجه أخص.
إلى جانب هؤلاء، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل دور الدول الأجنبية التي أضيرت مصالحها جراء قيام الثورة. وفي هذا السياق، أستأذن في تكرار ما سبق أن قلته من أن الأميركيين والإسرائيليين الذين ظلوا يرتعون في مصر طوال ثلاثين عاما على الأقل، لا يعقل أن يكونوا قد تركوها واستقالوا من دورهم بعد الثورة. وكوننا لم نستطع أن نضع أيدينا على شيء من ممارستهم، فذلك لا ينبغي أن يعني أنهم غير موجودين.
الجديد في المشهد أن بعض الدول العربية أزعجها قيام الثورة خشية انتقال عدواها إليها، والبعض الآخر أقلقه فوز التيارات الإسلامية في الانتخابات التي جرت بعد ذلك. ومعلوماتي أن مسؤولا عربيا كبيرا عاتب اللواء عمر سليمان على ذلك في إحدى المناسبات، وحين رد عليه قائلا إنه لم يكن مسؤولا عما جرى وإن المشير طنطاوي كان يرأس المجلس العسكري آنذاك، فإن المسؤول العربي أبلغه بأمرين: الأول أن بلده يعتبره هو والمشير طنطاوي مسؤولين عن وصول الإخوان إلى السلطة. والثاني أن مصر لن تتلقى أي دعم من جانبهم ما دام الإخوان في الحكم. وهذا ما حدث.

(4)

في كل الأحوال، تظل مسؤولية الرئيس محمد مرسي أكبر من أي طرف آخر. وقد أظهرت خبرة الأشهر التسعة التي أمضاها في السلطة عدة ثغرات في أدائه، أبرزها ما يلي:

- عدم القدرة على التواصل مع المجتمع وعدم الاكتراث بإقناع الناس برؤيته أو خلفية قراراته.
- البطء الشديد في التعامل مع الأزمات.
- ضعف الطاقم الرئاسي المعاون له الأمر الذي أدى إلى ابتعاد عدد غير قليل من معاونيه، كما ترتب عليه حدوث ارتباكات عدة في قراراته.
- إشاعة مناخ عدم الثقة بينه وبين الطبقة السياسية، التي تلقت منه وعودا لم ينفذها ولم يُعنَ بتفسير ذلك لهم.
- الإخفاق في إقامة تحالفات سياسية مع قوى وتيارات إما كانت حليفة له (السلفيون مثلا) أو صديقة له (حزبا مصر القوية وغد الثورة مثلا)، بالإضافة إلى دائرة المستقلين الذين لم يكونوا ضده وكانوا على استعداد للتعاون معه، لكنهم انفضوا من حوله.
- أيا كانت تحفظاتنا على أداء الآخرين، أو على أدوار العناصر الداخلية والخارجية المتربصة به أو المعادية للثورة، فإن الرئيس محمد مرسي يظل هو المطالب الأول بتقديم مبادرات للخروج من الأزمة وإزالة الاحتقان القائم.

في هذا الصدد، أزعم أن المبادرات ينبغي أن تمضي في اتجاهين متوازيين، الأول يتمثل في استعادة ثقة النخبة والقوى الوطنية في مصر. الثاني يعيد للمجتمع تفاؤله واطمئنانه إلى المستقبل، بما يخرجه من أجواء الإحباط الراهنة، وهو ما يمكن أن يتحقق على النحو التالي:

- استعادة ثقة النخبة تتم بالتعبير عن احترامها من ناحية، وباستدعائها للتشاور معها بشأن حل الأزمة من ناحية ثانية. وهو ما يقتضي التجاوب مع الملاحظات التي أجريت على قانون الانتخابات والنظر في المواد المختلف عليها في الدستور. وهذا التجاوب يتعين أن يأخذ شكلا عمليا يتمثل في إشراك ممثل للمعارضة في خطوات التعامل مع الملفات العالقة.
من الضروري إقناع الرأي العام بجدية خطوات الإصلاح التي تتخذ، وبوضوح خطوات التحرك في مجالات الإصلاح الاقتصادي والعدالة الانتقالية وهيكلة الشرطة
وبالتوازي مع ذلك، فإن الفصل بات ضروريا بين حزب الحرية والعدالة بالدور السياسي الذي يقوم به، وجماعة الإخوان المسلمين التي باتت بعد الإشهار جمعية دعوية لا شأن لها بالعملية السياسية. صحيح أن ذلك من شأنه أن يضعف الحزب في الظروف الراهنة وقد يؤدي إلى خسارته، إلا أنه لا مفر من ذلك لكي يخوض الحزب تجربته بغير رافعة أو حاضنة أو شبهة وصاية.
- فيما يخص ثقة المجتمع فإن إعادة تشكيل الحكومة الحالية تعد ضرورة لا غنى عنها، وسوف تتعزز تلك الثقة لو تولت رئاستها شخصية مستقلة لها وزن أثقل في المجتمع، وضمت أعدادا من الخبراء (التكنوقراط)، وإذا كان لا بد من تمثيل الإخوان فيها فليكن ذلك بعيدا عن الوزارات ذات الصلة بالانتخابات القادمة.
وفي الوقت ذاته، فإنه من الضروري إقناع الرأي العام بجدية خطوات الإصلاح التي تتخذ، وبوضوح خطوات التحرك في مجالات الإصلاح الاقتصادي والعدالة الانتقالية وهيكلة الشرطة، من خلال الدعوة إلى عقد مؤتمرات للخبراء والمتخصصين المصريين في كل واحد من تلك المجالات.
بطبيعة الحال، ليس ذلك آخر كلام في الموضوع، ولكنها مجرد عناوين أهم ما فيها أنها تمثل اجتهادا في محاولة الخروج من المأزق، وتجاوز حالة السكون المخيم على دائرة القرار في حين يمتلئ الشارع بالصخب والغليان، ويتقلب الناس بين الإحباط والحزن، إننا نريد لكل مواطن أن يعتز بثورته لا أن يبكي حزنا على ما آلت إليه.
المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



هيتو وصوت الثوار المعارض له
عبد الرحمن الراشد -
هيتو وصوت الثوار المعارض له

الجميع في الطريق ذاهبون إلى القمة العربية في الدوحة، وهناك لن يجد الملوك والرؤساء على طاولتهم موضوعا أهم من الأزمة السورية بتداعياتها الإنسانية والسياسية والعسكرية على سوريا نفسها، وكل الإقليم. وفي المؤتمر يوجد كرسي وعلم لسوريا لن يجلس عليه هذه المرة بشار الأسد بل من خصومه، المشكلة أنه يوجد كرسي لكن بلا رئيس متفق عليه بعد!
وفي الوقت الذي كانت المعارضة تصر على هيتو في فنادق الدوحة، كاد العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش الحر، يفقد حياته في ريف دير الزور بعد أن استهدفه النظام بمحاولة اغتيال بترت على أثرها قدمه.
وهنا، لا يعقل أن يقارن أحد بين أحقية الذين يصنعون التغيير على الأرض بيديهم مجازفين بحياتهم كل ساعة وكل يوم وبين الذين يتجادلون في المؤتمرات على كراسي الحكومة والائتلاف. وقبل التفجير بيوم كان الجيش الحر قد أصدر بيانه معترضا على تعيين غسان هيتو. قال الجيش الحر إنه لا يريد أن يفرض اسما أو زعيما، لكن يصر على أن يكون التعيين توافقيا برغبة كل القوى لا بأغلبية البعض. وهذا يثير الاستغراب أن الائتلاف اختار رئيس حكومة، أي أهم منصب لإدارة الدولة، دون أن يكترث حتى بسؤال الذين يخاطرون بحياتهم على الأرض مثل «الجيش الحر» و«الهيئة العامة للثورة»!
وكنت كتبت مقالا قبل أيام بأن الأهم أن يسير السوريون في الطريق المستقيم نحو دمشق بأقل قدر من النزاعات حول المسائل السياسية، كنت أعني ألا يدخلوا الدوحة متنازعين، كما هو حالهم اليوم بكل أسف. وقد اتصل بي أحد مخضرمي المعارضة السورية موضحا طبيعة المشكلة. قال: إن السيد هيتو بشخصه ليس المشكلة، ولا كونه كرديا هو الاعتراض أيضا، فقد سبق أن صوت للسيد سيدا من قبل. لكن، لقد مر على الثورة عامان، وليس مجرد أسبوعين أو شهرين، فهل يعقل أن نستيقظ صباحا في الفندق لنبلغ بأن شخصا اسمه السيد غسان هيتو أصبح رئيسا للحكومة! من هو هذا الهيتو؟ وكيف سنقنع 25 مليون سوري بأننا اخترناه لهم ونزكيه؟ كيف سنشرح للشعب السوري أننا بعد عامين لم نجد شخصا واحدا يعرفونه، فاضطررنا أن نعين لهم اسما مجهولا جيء به من أميركا ولا ندري إن كان قادرا على القيادة أم لا؟
وقال: نحن نواجه عدوا بلا أدنى حد من الأخلاق، قادرا على زرع الشك، وشق الصفوف، وفي الوقت نفسه نحن مساءلون أمام شعب عانى بما لا يتخيله العقل، فلا يوجد بيت لم يدفع الثمن غاليا في هذه الثورة. كيف نستطيع أن نقنعهم بأننا عينا عليهم رئيسا نحن لا نعرف من هو، ولم يشاهدوه في أي مكان طوال عامي الثورة؟! أنا واثق أن السيد هيتو شخص محترم، وقلبه على سوريا، لكن في هذا الوقت العصيب نريد شخصا يمثل الجميع، لا بعض السوريين فقط، لأن بعض الائتلاف قرر اختياره، في حين أن الائتلاف نفسه لا يمثل إلا بعض السوريين. وبالتالي صار هيتو يمثل بعض البعض، تخيل! من حقنا كأفراد أن نختلف على الأفكار والسبل، كل واحد منا يريد الأفضل لبلاده ومعظمنا معارضون منذ سنين طويلة، فهيثم المالح أمضى 50 عاما وهو من سجن إلى سجن، وميشيل كيلو مسيحي عارض الأسد رغم إغراءات النظام لطائفته، وكذلك وحيد صقر علوي بدأ معنا النضال منذ البداية رغم ما يسمعه من تهديد على الجانبين بسبب طائفته، ومع هذا فهو صامد.
وأضاف محدثي محتجا: «لو كانت الأمور تدار بهذا الشكل، أي سياسة فرض الأمر الواقع بحيث نستيقظ في الصباح ونجد أنه قد تم تعيين رئيس حكومة رغما عنا، علينا أن نخاف، علينا أن نسأل أنفسنا، حقا لماذا نقاتل نظام بشار الأسد؟ كل هذه الثورة والمعركة ليست فقط من أجل خلع الأسد، بل الأهم من أجل بناء نظام عادل يقبل به كل السوريين. لا يجوز أن يعين هيتو حتى من دون استشارة الذين يضحون بأنفسهم، من نحن حتى نفرض على الشعب السوري رئيسا أو وزيرا. دع عنك أنهم تجاهلوا كل القوى السورية المعارضة».
أخيرا، الحقيقة ستكون الأمور صعبة في سوريا إن لم يتم التوافق.
.......
الشرق الاوسط

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



تساؤلات حول مقال عبدالعزيز قاسم لسلمان العودة



عبدالله آل سلوم


 

·   لا أعرف ما الذي جعلك يا أبا أسامة تخالف جُل النُخب لدينا بمختلف توجهاتهم وشريحة كبيرة من المجتمع السعودي وتغالط وقائع المرحلة الزمنية التي نمر فيها الآن وتغيُّراتها وتقول بأن البيان الذي أصدره الشيخ سلمان العودة والبيانات الأخرى هي أخطاء تتكرر بعد عقد ونصف دون أي عظة !!؟ ولا أعرف كيف ربطت يا أبا أسامة بين موقف مشائخ الصحوة إبان حرب الخليج الثانية وما احتوته تلك المرحلة من ظروف وأحوال وبين بيان الدكتور سلمان العودة الآن !!؟

·        تقول :

"أبا معاذ، أناشدك الله، وبقية الدعاة الذين تزامنتم في إصدار بعض بياناتكم ومناصحتكم، أن تتأملوا المآلات التي ننتهي إليها كمجتمع ودولة، وأن الصدامالناعم - الذي قمتم به الأسبوع الماضي، لن ينفع أحدا، في هذا الظرف العصيب الذي نمرّ به كدولة ومجتمع، والصفويون متربصون بنا، والحوثيون ينتظرون إشارة من مرشدهم، فيما الغرب عبر عملائه يحلم بتفكيكنا، ودعوتي هنا ليست لإسكات أي صوت مناد للإصلاح، بل الإصلاح بما كتبت مرارا؛ واجبٌ وفريضة، ولكن ضمن ضوابطها التي تعرف، وأنت المتخصص الشرعي"


ولماذا يا أبا أسامة صورت هذه البيانات المتزامنة بأنها "صدام ناعم" على حد تعبيرك مع أن بعضها عبارة عن مراسلة بينهم وبين مسؤولي القرار في الدولة منذ زمن !؟ أين الصدام الذي تراه يا أبا أسامة ولم يراه بقية النخب والجماهير في الجملة !؟ ولماذا أشعر بكلمات التخوين عالقة في حلقك بالرغم من عباراتك الديكورية التي وضعتها في مقالتك لتنطلي على "البسطاء" بأنك .. وبأنك .. وبأنك !!؟

وكأنك الوحيد الذي يحرص على وطننا ووحدتنا وتزايد بذلك على أُناس نحسبهم والله حسيبهم أكثر حرص منا على ذلك . ثم عندما تتحدث عن مواجهة المؤامرات الخارجية كيف تريد أن تواجهها والبلد مليء بالقضايا التي تفتك بوحدته (الفقر-البطالة-الفساد بأنواعه المنتشرة في جميع الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية والإعلامية..... إلخ – قضايا المعتقلين - ... وغيرها)!؟

·        أيضاً تقول :

"الإصلاح التدريجي ـ وإن تأخر ـ يجنبنا كثيرا من المآزق، والهزات المجتمعية، التي ستفقدنا جملة من المكتسبات الوطنية التي حققناها، ولسنا في حال استعداد، لنخسر الذي أنجزناه خلال العقود الماضية."

الإصلاح التدريجي والدولة عمرها قرابة التسعون سنة !! الدولة ليست حديثة حتى نتدرج بها وقد بدأت بالإصلاح منذ تأسيسها وتدرجت بعد ذلك فيه ونحن الآن في مرحلة تتطلب معالجة أسرع وأكبر نظراً للتغيرات في العالم كله ولقضايا العصر التي نشهدها ثم إن الإصلاح لابد أن يُعلن عبر مشروع وخطة إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف والزمن وليس سراب يشاع أنه أمامك ، ولن يجنبنا المآزق الخارجية إلا إذا تكاتفنا ابتداءً وانهينا على الأقل معظم القضايا التي فتكت بنا وبوحدتنا وحينئذ نستطيع أن نواجه بحول الله أي خطر وتهديد على ديننا وأمننا ووحدتنا .

 ·        تقول :

"سآتي للبيان لأقول رأيي فيه، بأن جلّ المطالبات وأكثرها، لا يختلف أيّ عاقل ووطني عليها، بل وسبق لكثير من الإصلاحيين طرحها، وستكون مزايدة رخيصة إن رفضناها، ولكن بعض المطالب، رغم مشروعيتها، ليس مناسبا الآن طرحها، وليس هذا وقتها تحديدا، فيما البعض الأخير من هذه المطالب لا يوافق عليها، وأرى طرحها من باب إحراج المسؤولين ليس إلا"

كثر الحديث عن "هذا ليس وقته" وأتعجب من هذه الجملة التي لم يخجل أصحابها من ترديدها بعد مرور  أكثر من عقد عندما يناشد أحدهم بالإصلاح !!! متى سيحين الوقت في ظنك ؟

أخيراً يا أبا أسامة عبارتك عن إحراج المسؤولين أليست دخولاً بالنوايا التي نهرت من وصفك بها في بداية حديثك !!؟ أربى بك يا أبا أسامة من هذا اللون الذي بدأت تصبغ نفسك به من خلال مقالاتك وهو ليس بلونك والله وما عهدتك كذلك نحن حريصون على ديننا ووطننا ودولتنا ونحب مليكنا ومع ذلك سنطالب بالإصلاح ولن نقبل من أحد أن يزايد على ولاءنا أو على غيرتنا .



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



 "هذا القلق المطّرد في الوضع السياسيّ الذي اختصر حكم السلاطين ولم يسمح لهم إلا نادراً بأن يموتوا حتف أنفهم؛ استتبع حالةً من القلق وعدم الاطمئنان تهددت رجال البلاط والحكومة جميعاً في أرواحهم وممتلكاتهم، مما لم تُستهدف لمثله طبقة حاكمة من قبل إلا في أسوأ أيام الدولة الرومانية. فقد عجز الموظفون -حتى أقدرهم- عن لاحتفاظ  بمناصبهم أكثر من ثلاث سنوات إلا في القليل النادر، وكم من قاضٍ أُسند إليه القضاء ثم عزل عنه عشر مرات متواليات أو يزيد، ليس هذا فقط؛ بل لقد كان ثمة نفوذ فقهاء السنة ورادعهم المعنوي، أولئك الفقهاء الذين لم يتورّعوا عن اضطهاد رجل صالح مؤمن بالله أصدق الإيمان وأَشدّه كابن تيمية الحنبلي، لإحجامه عن مجاراتهم في جميع ما ذهبوا إليه من رأي، ولمقاومته كثيراً من مظاهر التديّن لدى العامة كعبادة الرسل والأولياء". كارل بروكلمان

حقّاً؛ إنه ليمرّ بي اسم العالِم والعالِم فلا أكاد آبه.. ثم يمرّ ذكر ابن تيمية فيأخذني شيءٌ لا أتبيّن مأتاه، رحم الله أبا العباس، فالكتابة عنه ضربٌ شديدٌ من الوعي والمسؤولية، لأنه يحتاج إلى مقياس خاص.. 

هنا إحدى عشرة فقرة هي حصيلة تأمّل في شخصيةِ هذا الإمام وتراثِه الضخم، حاولتُ أن آتي فيها بجديد ما استطعت، ونحن ما أحوجنا بين الفينة والأخرى إلى أن نقلّب النظر كثيرًا في منازع هذه العبقرية الفذّة، وإلى أن نُعمل الفكر طويلاً في اجتلاء هذا الإرث الذي امتنّ الله به على عباده في هذه الأعصر المتأخرة

..

1ـ كثيرٌ من تراث ابن تيمية لا يُبتدأ به؛ وإنما يُنتهى إليه… فالعلوم يأخذ بعضها بـحُجَز بعض، فهي كدرجات السلم كل واحدة تسلم إلى أختها، ولعلّ مما أضرّ ببعض طلبة العلم؛ أن أحدهم يعلق بسمعه أوَّلَ ما يسلك طريقَ العلم اسمُ هذا العَلم الكبير، وما لتراثه من الأهمية البالغة، فيغوص في عمقه وهو لـمّا يتعلم السباحة على الشاطئ بعد، فيؤذيه ذلك كثيرًا.. 

2ـ ليست هناك شخصيةٌ حيةٌ حاضرةٌ في بناء عقل ابن تيمية ولا في تشكّل وجدانه، فلا تراه يقول: وكان شيخنا، ودخلت مرّة على فلان.. مما تراه فيما يذكره عنه ابن القيم مثلاً، أو فيما يذكره كثير من الأعلام عن مشيختهم ومن أخذوا عنهم.. لا أدري؛ لعلّ الله سبحانه لما أن أعدّ هذا الإمام لما هو بسبيله من هذا التجديد وعصرُه على ما هو عليه من السوء؛ هيأ له ألاّ يتطامن عقله ولا وجدانه لسلطان أحد من مشيخته المعاصرين، فجاء منه هذا العقل الحرّ النـزّاع إلى الحق، الرافض للتقليد الأعمى، وهذا الوجدان الصافي الذي اغتسل بماء الوحي النقيّ، فلم تكدّره تلك الأوضار التي كانت عالقة بكثير من أنفس أهل عصره.

3ـ تمنّيت لو أن سيد قطب وعبد الوهاب المسيري -رحمهما الله- قد عرفا تراث ابن تيمية وأفادا منه، لا أكاد أجد له ذكراً ولا أثراً فيما كتباه.. ولو كانا توافرا على تراثه؛ لرأيت نقلة رائعة في كتابات هذين الكبيرين، ولقرأت إضافة ثرية في فهم بعض نصوصه، وقراءة جوانب من شخصيته.

4ـ رأيتُ ابنَ تيمية في مداخل ردوده على أهل الفرق المخالفة، وأرباب الأهواء المُضلّة؛ يبالغ كثيراً في عرض معارفه، وما يحسنه من علوم هؤلاء.. أظن أنه -رحمه الله- كان يمارس نوعاً من الإذلال المعرفيّ لخصوم الوحي، كأنه يقول لهم : هذا الذي تتحدّثون عنه وتأخذون في شأنه؛ لم نطّرحه جهلاً به، فنحن أعرف به منكم، لكننا آثرنا الوحي عليه

5ـ ركّزتْ السلفية المعاصرة على درس جوانب من شخصية ابن تيمية وتراثه، وأهملت جوانب أخرى  -كالجانب الفكري والسياسي والسلوك الاجتماعي- لا تقل أهمية.. ولأن كثيراً من خصوم ابن تيمية إنما عرفه عن طريق الصورة التي رسمتها السلفية المعاصرة له؛ فإن ذلك ضيّق زاوية النظر لدى هؤلاء المثقفين والمفكرين من الخصوم، فلم يتبيّنوا هذا الاتساع الهائل الذي تمتلكه هذه الشخصية الكبيرة في ذاتها وتراثها

6ـ لابن تيمية سلطانٌ بالغ الأثر على عقل قارئه، لما له من هذا الأسلوب السيّال، والتدفق المعرفيّ المُبهر، والحجة العقلية النافذة، والحماس المتّقد لما يؤمن به.. لذا فإن المطلع على تراثه يفقد مع الأيام محاكمة نصِّه، ويُستلب له.. على طالب العلم أن يحاذر وهو يتخرّج بتراث هذا الإمام؛ عليه أن يحاذر من أن يفقد شخصيته واستقلاله، فيفقد ما به أصبح ابنُ تيمية 

ابنَ تيمية

7ـ كان ابن تيمية -رحمه الله- من كبار مثقّفي عصره، وكثيرٌ من هذا الذي تقرأه في تراثه إنما هو ثقافة عصره الدائرة، ومعارفُه الحاضرة، ولهذا -وهو من المفارقات- ترى أن كثيراً من طلبة العلم ممن لهم بَصَرٌ وعنايةٌ بتراث شيخ الإسلام ابن تيمية؛ يعرفون من الواقع الثقافي والفكري لعصر ابن تيمية أكثر مما يعرفون من واقعهم الثقافي والفكري

8ـ أحسب أن كلّ هذا الاصطراع والاحتراب الكائن في زماننا اليوم، إنما يعود عند تأمّله إلى تراث وجهود خمس شخصيات مؤثرة رئيسة

1ـ ابن تيمية.

2ـ مارتن لوثر.( لمحمد أبو حطب كتاب: مارتن لوثر والإسلام). 

3ـ كارل ماركس.

4ـ ثيودور هرتزل.

5ـ الخميني. (تنبّهت إلى أن بين هرتزل والخميني شبهاً غريباً، هناك مشروعٌ أثمر عن دولة، ذاك بنبذ فكرة المخلّص، وهذا بولاية الفقيه، هل كان الخميني يترسّم مشروع هرتزل؟ وهل ما قيل عن مشابهة بين الرافضة واليهود؛ يحقّقه هذا الاقتداء؟).

بسط هذا الموضوع كله له من الخطر ما يحتاج معه إلى إفراده في مقالة مستقلّة، عسى الله أن ييسر ذلك.

9ـ من أعظم المقاييس عندي للعمل الخالد: هو أنه العمل الذي لا تستطيع أن تتجاوزه مهما عدت إليه.. ثمة تراث يكون له أثر في نفس القارئ في مرحلة من مراحل عمره، لكنه حين يعود إليه بعد أن يقطع شوطاً من العلم يشعر أنه قد تجاوزه (هذا المنفلوطي يحبّه المتأدب ويكرهه الأديب كما قيل) هناك أعمال لا تستطيع أن تتجاوزها مهما اكتسبت من المعرفة وعدت إليها، وعندنا في التراث أمثلة لهذا: المغني لابن قدامة، مقدمة ابن خلدون، فتح الباري.. أظن أن تراث ابن تيمية كله -وليس عنواناً أو عنوانين- يصدق عليه هذا المعنى كما لا يصدق على تراث عالم من علماء الإسلام، لا تستطيع أن تتجاوز تراث هذا العالِم مهما اكتسبت من المعرفة وعدت إليه

10ـ لا يمكن أن يُفهم نصُّ ابن تيمية بمعزلٍ عن روح عصره، وما احتفَّ به من أحداث، لابدّ من قراءة الخلفية التاريخية لهذا النص، والسياق المعرفي الذي تكوّن فيه، لن يَفهم هذا التراث المعرفي الهائل من لا يملك قراءة جيدة عن عصر المماليك، وما كان في تلك المرحلة من اشتجار ثقافي واجتماعي وسياسي كان له أثر كبير في تشكّل النصّ التيميّ..

11ـ في مقدمات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية المحققة، وفي كثير مما كتب عنه؛ أجد أن الأقلام تعيد كلمات بأعيانها قد قيلت فيه، حتى إني سئمتها لكثرة ما قرأتها عشرات المرات بل مئاتها: "لم أر مثله ولم ير مثل نفسه"..

هناك بعض الكلمات الرائعة عن هذا الإمام لا تكاد تذكر: للواني والمقريزي وشاه ولي الله الدهلوي وقولدتسيهر ومحمد كرد علي ونقولا زيادة.. ولعل ما صدّرتُ به من كلمة بروكلمان من هذا القبيل، فهي لا تكاد تذكر مع أنها ذات شأن من مثل هذا المستشرق، ليت أننا نتجاوز هذا الاجترار ونتوسع في قراءاتنا، حتى نقف على مظانَّ عاليةٍ غير مكرورة فيما نكتبه

"إني منذ عهد غير قريب وجدتُ من وقتي فراغاً يتّسع لدراسة دقيقة لكتاب شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبد الحليم الحراني الدمشقي الحنبلي المعروف بابن تيمية، المتوفى في عام (728) من الهجرة، وهما كتاب "منهاج السنة المحمدية في نقض كلام الشيعة والقدرية"، وكتاب  "موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول"، فأخذت نفسي بأن أقرأ كل يوم عدة أوراق من أحد الكتابين، وأن أقف عند نهاية كل مبحث وَقفة فاحص متدبرّ يحب أن يفيد مما يقرأ، وكنت أجد في كل يوم من غزارة علم الشيخ، وسعة اطلاعه على ما ألّف الناس وما قالوه، وما نسب إليهم، ومديد باعه في الحوار والجدل، ورجاحة عقله التي تنخُل الآراء والأقاويل، وتبهرج زائفها، وقوة عارضته في إقامة الحجة، ما لا يُقضى منه العجب..". العلاّمة محمد محيي الدين عبد الحميد 

رحم الله شيخَ الإسلام ابنَ تيمية ورضي عنه، ولقد أراه بلغ في آخر أيامه في سجن القلعة من الولاية؛ ما لم ينل منه بعض الأكابر إلا الفُتات "في مَقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر
.........
المقال




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


  – المختصر/ قال المعارض السوري المعروف، عضو عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، هيثم المالح: إن محاولة اغتيال قائد الجيش السوري الحر؛ العقيد رياض الأسعد، هي عملية خططت لها وحاولت تنفيذها المخابرتان الأمريكية والسورية. وأرجع المالح محاولة الاغتيال من قبل التحالف بين المخابرات الأمريكية والنظام السوري، إلى سببين "السبب الأول دخول العقيد سوريا لمناقشة فتح جبهة مع طرطوس، في خطوة من شأنها إفشال مشروع التقسيم الذي تتمنى أمريكا نجاحه"! أما الثاني فهو: "أثنى العقيد على جبهة النصرة واعتبر أي محاولة لتهميشها نكران جميل، وهذا استفزاز لا يفوقه استفزاز للأمريكان"! وأضاف هيثم المالح في تغريدات في حسابه على تويتر: "لقد التقت مصالح أمريكا مع الأسد في محاولة اغتيال رياض الأسعد، فاتحدت قوتان على فرد بريء، نجا من مكْر شياطين الإنس بقدرة قادر"
المصدر: تواصل

"الحر" لايستبعد وقوف إيران وحزب الله وراء محاولة اغتيال "الأسعد"
صرح مسئول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر فهد المصري بأن "قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد حالته خطرة وقد بُترت ساقه".

وكانت هيئة أركان المنطقة الشرقية للجيش الحر قد أفادت في وقت سابق اليوم بإصابة العقيد "رياض الأسعد" بانفجار عبوة ناسفة زُرعت في السيارة التي كان يستقلّها خلال جولة له في مدينة الميادين بدير الزور.
واتهمت الهيئة النظام السوري بمحاولة اغتيال الأسعد قائلة: "إن النظام يحاول النيل من أبناء دير الزور بعد تلقيه ضربات موجعة من الجيش الحر".
وأكد فهد المصري أن المعلومات الواردة عن صحته غير مطمئنة وقد يودي هذا التفجير بحياته؛ لكنه قال: "نتمنى ألا يحدث ذلك؛ لأن الأمر سيكون خسارة وطنية كبيرة لسوريا". بحسب صوت لبنان.
وحول الجهة التي تقف وراء استهداف الأسعد، قال المصري: " لا أعتقد أن للمعارضة دورا، لكن هناك أياد خفية تلعب في الصفوف الخلفية للمعارضة السورية؛ لأن النظام زرع العشرات من الجواسيس والمخبرين، وربما يكون لإيران وحزب الله دورهما في العملية عبر بعض ضعفاء النفوس".
وأبدى المصري أسفه لأن المعارضة السورية ما زالت مشرذمة ولم ترتقِ لمستوى الحدث ومستوى التضحيات الكبيرة في سوريا.
والعقيد الأسعد أحد مؤسسي الجيش السوري البارزين، وقد تولى رئاسة الجيش السوري الحر، المظلة التي حاولت تجميع المقاتلين السوريين المعارضين تحت قيادة واحدة
المصدر: مفكرة الاسلام



........................................................................

وزير الداخلية يوجّه بالإفراج الفوري عن 4 موقوفات على خلفية تجمعات بريدة

أخبار 24 

وجّه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بالعفو عن أربع موقوفات على خلفية تجمعات بريدة التي جرت مؤخراً، استجابة لشفاعة عدد من أهالي ووجهاء مدينة بريدة.

وكان الأمير محمد بن نايف قد استقبل مساء اليوم (الاثنين) وفداً من أهالي ووجهاء مدينة بريدة ضم الدكتور إبراهيم بن حمود المشيقح وعبدالله بن سليمان العياف وصالح بن بن عبدالله التويجري والدكتور محمد بن عبدالعزيز الثويني والشيخ علي بن صالح الرشودي والشيخ بدر بن ناصر السعوي والدكتور خالد الطويان.

وقال وزير الداخلية: "زيارتكم ومبادرتكم محل تقدير، وبنات الوطن بنات لنا، ويعز علينا ويكدرنا بُعدُهنّ عن ذويهن وأطفالهن", مصدراً سموه أمراً بإطلاق سراحهن الفوري بتنسيق الأهالي مع ذوي الموقوفات.

جدير بالذكر أن الوفد تداول مع الأمير محمد هموم وآمال المواطنين, وقدموا مقترحات عديدة تتعلق بالسجناء والموقوفين، مهنئين إياه في الوقت ذاته على كشف مخطط خلية التجسس ضد الوطن.



.......................................................................................




الاستخبارات السعودية): تطيح بشبكة "جواسيس" جديدة في أحد القطاعات الأمنية شرق المملكة 


إخبارية عرعر - محليات:


قالت مصادر مطلعة وفقا لموقع إيلاف أن النشاط الاستخباراتي السعودي أسقط من جديد شبكة "جواسيس" يتبع بعضهم للخلية التي أعلنت السعودية عنها قبل خمسة أيام.وأفادت المصادر أن الشبكة التي يتساقط أعضاؤها حاليًا، يعمل غالبهم في عدد من شركات الاتصالات بالمملكة، كانت مهمتهم الأساسية هي إمداد جهات خارجية وأخرى داخلية بمعلومات عن قيادات أمنية وأخرى نافذة في المجتمع السعودي.

وأضافت المصادر أن رجال الاستخبارات العامة أسقطوا كذلك عدداً من الـ"جواسيس" العاملين في عدد من شركات التشغيل والصيانة في أحد القطاعات الأمنية بإحدى المناطق شرق السعودية، ولم توضح المصادر أرقامًا لأعداد المقبوض عليهم حول ذلك، بينما ألمحت إلى إمكانية الإعلان الرسمي حين الانتهاء من إجراءات العمل الأمني بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

المصادر قالت إن الجهاز الاستخباراتي السعودي استعاد قوته بعد تعديلات داخلية في هيكله التنظيمي والميداني، مع سعي كبير لتعزيز نفوذه وسط ظروف إقليمية استثنائية، وأن الاستخبارات تعمل بشكل كبير من خلال سفاراتها بغالب الدول على التنسيق المباشر مع وزارة الخارجية سعيًا للحفاظ على الأمن الوطني بالمملكة.

أدخلت إيران نفسها في قفص الاتهام بعد إعلان السعودية القبض على شبكة تجسس تضم 18 شخصًا، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إنه لا صحة لـ"مزاعم السعودية بشأن وجود صلة بين الجمهورية الإسلامية وشبكة التجسس".

وذكر المتحدث الإيراني أن وجود إيراني ضمن أعضاء الخلية هو "سيناريو مكرر ولا أساس له من الصحة". مضيفًا أن مثل هذه الأنباء هي صالحة لـ"الاستهلاك المحلي" موجهًا انتقاداته للمسؤولين السعوديين.





عاجل : تعيين البرادعي مستشارا لرئيس دولة الإمارات للطاقة النووية

كشفت صحيفة «الحياة» من مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبو ظبي، أصدر مرسوما أميريا بتعيين الدكتور محمد البرادعي ، رئيس هيئة الطاقة الذرية والمرشح الرئاسي المنسحب من انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة، مستشارا للطاقة النووية لرئيس دولة الإمارات.

يذكر أن البرادعي غادر الأراضي المصرية الي الإمارات بعد فتح التحقيق في بلاغات تتهم أكثر من 169 سياسي بالتحريض علي أحداث العنف الأخيرة في الشارع المصري.

و قالت المصادر بحسب الصحيفة ذاتها بأن الدكتور البرادعي سيعود لمصر قريبا ربما نهاية الأسبوع بعد وضوح سير التحقيقات و الإطمئنان علي عدم البطش به




...........................................................................


قائد عسكرى سابق: ملف "الموساد" و"الإنقاذ" لحرق مصر أمام الرئيس
تداول نشطاء على موقع التوصل الاجتماعي "فيس بوك"، تصريحات منسوبة للواء مجدى حمزة، أحد القيادات السابقة بالجيش المصري، كشف فيها عن أن الرئيس محمد مرسي لديه ملف حول مخطط لإفشال مصر، يشترك فيه الموساد الإسرائيلي ومخابرات حركة فتح الفلسطينية، وبعض السياسيين ورجال الأعمال المصريين.
وقال حمزة في تصريحاته: "أيها الشعب المصرى العظيم ... يا ثوار ... يا شرفاء الوطن.. الرئيس محمد مرسى أمامه الآن ملف لمخطط إفشال مصر، مشترك فيه الموساد وللأسف مخابرات محمود عباس التى يتواجد من أفرادها ألفي عنصر داخل مصر منذ خمس سنوات، وبتعاون كامل بينهم وبين سياسيين مصريين، مثل حازم عبد العظيم وأعضاء من جبهة الإنقاذ، ومعهم إعلام مبارك بالكامل قنوات وجرائد، وكل ذلك بعلم قيادات أمنية كبيرة ربوا ضباطهم على كره النظام، وهم من يوفرون البلطجية ويمدون جبهة الإنقاذ بهم بأموال أجهزة مخابراتية عديدة تتغطى فى صورة مراكز حقوقية، مشيرا إلى أن الملف به 467 اسما".
وأضاف اللواء حمزة: يجب أن نعلم أن الإعلام ملك لنظام مبارك، والكنز الاستراتيجى لإسرائيل والفاسدين، والرئيس يخشى على مصر من اتخاذ قرارات ثورية فورية، سيتخذ القرار، ولكن استعدوا واجهزوا واثبتوا وكونوا عونا له لا عليه".
وطالب حمزة الشعب المصري بدعم الرئيس في هذه القرارات، حيث قال: "أرسلوا   رسائل إعلامية عبر الفيس وتويتر وبالشارع أنكم معه وحوله ولن تتركوا مصر للخونة المتآمرين العملاء الفاسدين".
وأكد حمزة أن رد الفعل على اتخاذ القرار ستكون عنيفة جدا، حيث إن الأسلحة متوفرة معهم بكل أشكالها، حيث إن هناك السلاح الإعلامى وهو أقواهم، وهناك  غطاء سياسى ممن يدعون انفسهم جبهة الإنقاذ، وأسلحة مثل الآلى والآر بي جي، إضافة إلى جيش من البلطجية.
وتابع: القرار لكم ننتظر صوتكم وقراركم يصدر قرارات ثورية أم يستسلم، وحتى لا تحبطوا اطمئنوا الشرطة والجيش بهما كثير من الشرفاء، هذه هى النقطة الفاصلة فى حياة الأمة، اتحدوا واعتصموا جميعا قبل فوات الأوان، تجهزوا واثبتوا وأعينوه بقوة.المصريون



.......................................................................



تونس: سحب التحفظات على اتفاقية "سيداو" يتناقض مع السيادة الوطنية
تونس - يو بي أي
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣
اعتبر وزير الشؤون الدينية في الحكومة التونسية المؤقتة نور الدين الخادمي، أن سحب التحفظات على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، يتناقض مع السيادة الوطنية.

وأوضح الخادمي أن هذه المخالفة تشمل عدة مواضيع، منها "المساواة في الميراث بين الجنسين، والعدة وبعض الفروق الطبيعية، التي لها علاقة بوظائف وأدوار كل من المرأة والرجل".

وأضاف أن "المرأة هي إنسان مكرّم ومكلّف، له واجباته وحقوقه، ونحن مع المساواة العادلة والحقوق الكاملة بين الجنسين"، ولكن "يجب مواصلة التحفظ على بعض ما جاء في هذه الإتفاقية، باعتباره يتعارض مع الفصل الأول من الدستور".

وينص الفصل الأول من الدستور التونسي السابق، والذي أعلن المجلس الوطني التأسيسي الإحتفاظ به في الدستور الجديد، على أن "تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها، العربية لغتها، والجمهورية نظامها".

يُشار إلى أن مسألة رفع التحفظات على اتفاقية "سيداو"، والاعتراف بها في تونس أثارت جدلاً كبيراً في الساحة الحقوقية النسائية التونسية مازالت متواصلة بانتظار حسمها من قبل المجلس الوطني التأسيسي.

وتُطالب المنظمات الحقوقية النسائية التونسية بضرورة رفع تحفظات تونس على هذه الاتفاقية التي تُوصف بأنها ثمرة 30 عاماً من الجهود والأعمال التي قام بها مركز المرأة في الأمم المتحدة لتحسين أوضاع المرأة ولنشر حقوقه


.................................................................

جامعيات يطالبن بـ"هيئة نسائية" و"المعروف" ترد: مطلبكن صعب

ضوئية موقعة من طالبات جامعة الجوف
ضوئية موقعة من طالبات جامعة الجوف

الجوف: محمد الحسن 2013-03-25 10:42 PM     

خرجت نحو 30 طالبة جامعية في جامعة الجوف، بخطاب وجهنه إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة، طالبن فيه بإيجاد "هيئة نسائية" داخل الحرم الجامعي، في خطوة للحد من بعض الظواهر السلبية، على حد ما ورد في البيان الذي ضم تواقيعهن، وحصلت "الوطن" على نسخة منه.
وبحسب البيان، أن هذه المطالبة تأتي بعد انتشار ظاهرة "البويات" المسترجلات وانتشار الملابس الشفافة والعارية وتصرفات تخدش الحياء داخل الجامعة، بحيث تتولى "الهيئة النسائية" إيقاف ومحاسبة الطالبات المخالفات.
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجوف رزق المشفي لـ"الوطن" أن مطالبات طالبات جامعة الجوف بهيئة نسائية بالحرم الجامعي صعب تطبيقها ويمكن ضبط المخالفات عبر لجنة الانضباط بالجامعة بإجراءات جزائية وتعيين مراقبات، لافتا إلى أن دور الهيئة يقوم على التوعية فقط، مشيراً إلى أن فكرة توظيف النساء مطروحة بالهيئة بشكل عام وتنتظر التنفيذ من جهة الاختصاص.
وجاء هذا الإيضاح بعد أن أصدرت 30 طالبة بيانا يطالبن فيه بهيئة نسائية بالحرم الجامعي بعد تفشي ظاهرة المسترجلات ( البويات) والملابس الشفافة والألفاظ خادشة الحياء. من جانبها، التزمت جامعة الجوف الصمت حيال الموضوع ولم يرد المتحدث الرسمي بجامعة الجوف جميل اليوسف على اتصالات "الوطن" المتكررة حول هذا الموضوع.
وكان الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، قد أكد في تصريحات له عقب افتتاح مؤتمر "التطبيقات المعاصرة للحسبة" بجامعة الملك سعود، الذي نظمه كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة، أن مشاركة المرأة في العمل بجهاز الهيئات "موضع دراسة"، وقال: "إن المرأة تمثل نصف المجتمع. أفكر الآن وأدرس كيفية أن نستفيد من عمل المرأة في الهيئة في  المجالات التي تخصها".

الوطن



...................................................................................


طريقُ البرماويين

محمد معروف الشيباني

حمد معروف الشيباني

05-12-1434 10:27

كان الفيصل الشهيد هو الذي ناصر و آوى البرماويين من نير الإضطهاد. فأَجار آلافَهُم قبل أربعة عقود. ثم لحقهم عشرات الأضعاف، و تناسلوا، مقيمين و متخلفين.

لم يحلَّ مسؤولٌ مشكلتهم طوال ثلث قرن. كان كلٌ يُدحرجُها لخَلَفه. لكن الزمن ليس دوماً حلّال مشاكل، بل كثيراً ما يكون مُفاقِمَها.

حتى جاء الفيصل خالد. تبنّى حلّها جِذرياً، لا وقتيّاً. فهي قنبلةٌ موقوتةٌ إنسانياً و إجتماعياً. كما أن الجالية البرماوية أثبتت لعقودٍ براءتَها من الإجرام أو الإنحراف، فباتت نسيجَ تعاونٍ و بناءٍ في محيطها المكّاوي.

تلك قصةُ تصحيح أوضاع حوالي نصف مليون برماوي بمنحهم إقاماتٍ يكونون بها تحت الأضواء، لا أخفِياء.

إنه موقف يستحق الإشادة. فالوطن محتاج لكثير من قرارات التصحيح الجذرية لا المؤقتة.

و ليت تلك المعالجة تأخذ طريقها لجاليات متخلفةٍ أخرى بالحرمين، فتفكّ أزماتٍ موقوتةً لا مفر من مواجهتها.

أنْ تَستوعبَ طاقاتٍ مهدرةً، تَناسجَتْ مع المجتمع آباءً و أبناءً، خير من تجارة التأشيرات و إجرامِ متسللين أو متخلفين.



................................................................................................

الفتاوى وأحكام القضاء جدل فقهي مستمر وكبار العلماء: اجتهادات ولا يجوز الجزم بأنها أحكام الله

الصالح: الأحكام التي تحتمل الاجتهاد لا يصح أن يقال إنها حكم الله ورسوله.

الحكمي: ما يصدر من المفتي أو القاضي اجتهاد مبني للوصول إلى حكم الله.

القويعي: في غياب النص أو الإجماع أو القياس تُبنى الأحكام على مناطات متغيِّرة.

http://www.alsharq.net.sa/2013/03/25/776952

---------------------------------------------------------------------------



محاضرة قيمة للشيخ د. سعد بن مطر العتيبي

المحاضرة بعنوان : الحقوق الزوجية

وفيها بيان حقوق الطرفين !

ومنها :

تحدث الشيخ عن الظلم الواقع على المرأة في مجتمعنا الإسلامي
!

وذكر أسبابه , وتحدث عن ظلم المرأة باسم الدين !

وذكر عدة أحاديث موضوعة أدت إلى ظلمها والنظرة الدونية لها , مثل الحديث المكذوب: شاوروهن وخالفوهن !

ثم تطرق للأحاديث الصحيحة  , وذكر تعليلا جميلا لمعنى (ناقصات عقل ودين) ومنه أنه جاء في بيان دهاء المرأة , وأن نقص الدين في المقدار وليس الثواب ,

كذلك تحدث عن التعسف في استخدام حق القوامة ! وعن ظلم بعض المعددين ! وفند بعض الشبه عن المرأة وحقوقها .....

http://www.4cyc.com/play-A4F6w1KBblk

http://www.youtube.com/watch?v=A4F6w1KBblk&feature=youtu.be

...........سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




تطبيق الشريعة بعدم تطبيق الشريعة!
محمد عابد الجابري أنموذجاً


فهد بن صالح العجلان





بسم الله الرحمن الرحيم


هل أنت ضد (تطبيق الشريعة)؟

خذ هذا السؤال وضعه على طاولة أي اتجاه علماني، ستجد أن الغالبية منهم ستقول لك بوضوح: لستُ ضد تطبيق الشريعة، بل إن ما أدعو إليه هو التطبيق الحقيقي للشريعة.
بل لستَ بحاجة لأن تعرض هذا السؤال على أحد؛ لأن الأجوبة متاحة منثورة بين ناظريك في القنوات والمواقع والدراسات، يتحدث فيها العلمانيون بوضوح عن أنهم لا يعارضون الشريعة وأن موقفهم ليس فيه عداء ولا مخاصمة لها.
هل انتقل العلمانيون إذن إلى الصف الإسلامي وتخلوا عن رؤاهم العلمانية؟
أم قد انتهى الخصام الإسلامي/ العلماني حول تطبيق الشريعة وصارت من الأمور المسلَّمة؟
لنأخذ أولاً نموذجاً من هذه الإجابات ولنفحص مضامينه جيداً حتى نكتشف الجواب عن هذا السؤال، ولأن النماذج لدينا كثيرة، فسنضع جهاز الفحص على أوسعها وأشهرها، وهو نموذج الدكتور محمد عابد الجابري، وسبب اختيارنا الجابري يرجع لأسباب عدة، من أهمها: أنه شرح فكرته شرحاً بيّناً يوفر عليك كثيراً من الظن والاستنتاج.

يتفق معنا الجابري أولاً على أن تطبيق الشريعة قد غدا من المسلمات التي يصعب معارضتها، فهو في نظره:
(شعار لا يمكن مواجهته بشعار مضاد ولا حتى بشعار بديل، ومن يستطيع أن يناقش وجوب تطبيق الشريعة في بلاد إسلامية تستمد معظم نظم الحكم فيها شرعيتها من الانتماء للإسلام بصورة من الصور)[1].
ولهذا يبدي الجابري معارضة للعلمانية ولفكرة فصل الدين عن الدولة، ويرى أن المجتمعات الإسلامية لا تحتاج إليها؛ فهي خاصة بالهوية الأوروبية.
ما مفهوم (تحكيم الشريعة) إذن عند الجابري؟ وما العلمانية التي يعارضها؟

لنستعرض معاً رؤية الجابري التفصيلية حول هذا الموضوع حتى يتضح جيداً مقصوده منها:

يرى الجابري أنه لا بد من مرجعية فقهية لتحكيم الشريعة، ويرى أن المرجعيات الفقهية التراثية غير موثوقة:
(يمكن القول إن معظم المرجعيات التي يستند إليها الباحثون المعاصرون كانت موجهة بكيفية أو بأخرى بالظروف السياسية التي زامنتها)[2].

ولأن الثقة بالمرجعيات الفقهية معدومة، فلا بد من:
(التأكيد على ضرورة بناء مرجعية تكون أسبق وأكثر مصداقية من المرجعيات المذهبية، أعني تلك التي قامت أصلاً كوجهة نظر تروم تأييد موقف سياسي معين)[3].

وحلاً لهذه الإشكالية لا بد من العودة بالمرجعية إلى مرحلة الصحابة رضي الله عنهم:
(وإذا كنا هنا ندعو إلى وضع الاجتهادات السابقة والمذاهب الماضية بين قوسين والرجوع مباشرة إلى عمل الصحابة)[4].

وحين رجع الجابري لفقه الصحابة وجدهم في بنائهم الفقهي قد اعتمدوا على المصلحة:
(إن المبدأ الوحيد الذي كانوا يراعونه دوماً هو المصلحة، ولا شيء غيرها، وهكذا فكثيراً ما نجدهم يتصرفون بحسبما تمليه المصلحة، صارفين النظر عن النص حتى لو كان صريحاً قطعياً، إذا كانت الظروف الخاصة تقتضي مثل هذا التأجيل للنص)[5].

واكتشف أن النظر المصلحي عند الصحابة لا يختلف عما كان فيه نص أو لم يكن فيه نص:
(إن هذا المبدأ مبدأ المصلحة هو المستند الذي كان الصحابة يرتكزون عليه في تطبيقهم، سواء تعلق الأمر بما فيه نص أو بما ليس فيه نص)[6].

وبناءً عليه، يرى ضرورة الاعتماد على المصلحة في بناء النظام السياسي الإسلامي:
(يجب أن تؤسس عملية تطبيق الشريعة في كل زمان ومكان، وهي اعتبار المصلحة العامة.. يبقى بعد هذا المبدأ الأساسي العام تحديد المصلحة في كل نازلة وفي كل حكم وفي هذا شيء سهل لأن ميدان البحث عنها ميدان بشري)[7].

وأما العلمانية فيرى أنه مصطلح جرى تشويهه، فهو قد ارتبط في أول الأمر بالوحدة والاستقلال ضد الدولة العثمانية، ولهذا لا بد من تعويضه بمصطلحات بديلة:
(وفي رأيي أنه من الواجب استبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي وتعويضه بشعاري الديمقراطية والعقلانية؛ فهما اللذان يعبّران تعبيراً مطابقاً عن حاجات المجتمع العربي.. الديمقراطية تعني حفظ الأفراد وحقوق الجماعات، والعقلانية تعني الصدور في الممارسة السياسية عن العقل ومعاييره المنطقية والأخلاقية وليس عن الهوى والتعصب وتقلبات المزاج)[8].

والمجتمع الإسلامي في نظره ليس بحاجة لفصل الدين عن الدولة، إنما يحتاج لفصل الدين عن السياسة:
(ما يحتاج إليه مثل هذا المجتمع هو فصل الدين عن السياسة بمعنى تجنب توظيف الدين لأغراض سياسية باعتبار أن الدين يمثل ما هو مطلق وثابت، بينما تمثل السياسة ما هو نسبي ومتغير، السياسة تحركها المصالح الشخصية أو الفئوية، أما الدين فيجب أن ينزه عن ذلك وإلا فقد جوهره وروحه)[9].

الصورة الكلية لتطبيق الشريعة:

بعد هذا العرض التفصيلي نريد أن نبتعد قليلاً عن التفصيلات وننظر في الصورة الكلية لتطبيق الشريعة عند محمد عابد الجابري.
نهاية رؤية الجابري أننا سنعتمد على المصلحة، فما جاءت به هو المعتبر، وما رفضته هو غير معتبر، والمصلحة في رؤية الجابري ليست هي المصلحة بحسب الموازين الشرعية المعروفة عند الفقهاء، بل المصلحة يمكن أن تتجاوز حتى النص القطعي.
وحين نعرف أن كل الاتجاهات العلمانية تبحث عن المصلحة، وهي إنما ترفض تطبيق الشريعة بدعوى مخالفتها للمصلحة المعاصرة؛ فإن رؤية الجابري في النهاية هي الرؤية العلمانية ذاتها، وهي سترفض تطبيق الشريعة لكنها هذه المرة بدعوى تطبيق الشريعة!
الفرق بين رؤية الجابري ورؤية بقية العلمانيين، أن العلمانيين صرحوا بقبولهم المفاهيم الحداثية المعاصرة وصرحوا برفضهم ما يعارضها من تطبيق الشريعة، أما الجابري فقد كان مدركاً أن هذا المسلك في رفض الأحكام الشرعية ليس مجدياً، وأنه لا يمكن قبول المفاهيم الحداثية المعاصرة إلا بعد البحث عن مرجعية فقهية لها، واستنبات أصول تراثية للمفاهيم المعاصرة، ولهذا يحرص على تجاوز المفاهيم التراثية من خلال مفاهيم تراثية أخرى.
هل هذا دخول في النوايا أو إساءة ظن أو حتى تحليل واستنباط؟
أبداً، بل هو أمر يتحدث عنه الجابري كثيراً وبكل وضوح، ويراه ضرورياً لأي إصلاح.
فهو يعترف بأن قراءة التراث إنما هي طريق للبحث عن سند تاريخي للمضامين الحديثة:
(إن هذا يعني أن قراءتنا لما كان موضوعاً للتفكير أو قابلاً لأن يكون كذلك في تراثنا، ستكون موجهة بالرغبة في إيجاد سند تاريخي يمكننا من تأصيل المضامين الحديثة والمعاصرة التي يحملها مفهوم الإنسان وحقوقه، تأصيلها في وعينا ومرجعياتنا)[10].
وحين شرع في البحث عن حقوق الإنسان في التراث الإسلامي قرر بوضوح أنه:
(يجب ألا يغرب عن بالنا قط أننا موجّهون في قراءتنا لنصوص تراثنا بالرغبة في تأسيس مفهوم الإنسان وحقوقه على جميع المستويات تأسيساً يجعلها ذات جذور في تراثنا وكياننا الحضاري)[11]، فهي رؤية واضحة تبحث عن جذور للنتائج المتقررة سلفاً!
وهذه الطريقة نابعة من واقع خبرة لدى الجابري أدرك بها أن التجديد لا يمكن أن يمر من دون أدوات تراثية:
(لا سبيل إلى التجديد والتحديث ونحن نتحدث عن العقل العربي إلا من داخل التراث نفسه وبوسائله الخاصة وإمكاناته الذاتية أولاً)[12].

ولهذا شرح سبب اهتمامه بالتراث:
(والحق أن اهتمامي بالتراث لم يكن من قبل وليس هو الآن من أجل التراث ذاته، بل هو من أجل حداثة نتطلع إليها)[13].
وما دام أن المقصد هو توظيف الأدوات التراثية وليس الاعتماد عليها، فهو يعلن – بلا خجل - أنه في سبيل هذا الهدف ليس مهماً المحافظة على الموضوعية والصرامة العلمية:
(والمقاربة ليست من الأمور التي يطبق عليها منطق الصواب والخطأ تطبيقاً صارماً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بموضوعات كالتي نحن بصددها، ذلك أن موضوع المقارنة هنا ليس من نوع الحقائق العلمية، بل هو من جنس الحقائق الثورية إن جاز التعبير؛ الحقائق التي توظفها الثورات وكل دعوات الإصلاح والتي تستمد صدقها ولنقل مصداقيتها من وظيفتها كمحرك للثورة وشعار للدعوة)[14].
فالذي حدث أن الجابري أراد هدم مفهوم (تطبيق الشريعة) من خلال البحث عن أصول شرعية يستطيع بها إبدال هذا المفهوم بمفهوم آخر لا ينازع المفاهيم الحداثية المعاصرة.

ولأجل هذا فمن الطبيعي أن يكون المنهج الذي يسلكه ليس منهجاً موضوعياً يبحث عن الدلائل ويتقصى الوصول إلى الحق بقدر ما هو بحث عما يعين على الهدف، وهو شيء يعترف به كما نقلنا ذلك سابقاً.
لهذا تجد أن الجابري يمارس تفريغ الأصول الشرعية التي يتعامل معها من مضامينها:

فهو يتجاوز أولاً مرجعيات الفقهاء بدعوى الوصول إلى فقه الصحابة، وهذا خلل منهجي كبير، لأن الوصول إلى فقه الصحابة لا يمكن أن يتم من دون هذه المرجعيات الفقهية، فهم الذين نقلوا لك آثار الصحابة، وهم الذين محَّصوها، فاتهامهم بأنهم كانوا منقادين للسياسة هو اتهام لفقه الصحابة الذي نقلوه، فالمنطق الصحيح أن يطعن الشخص في فقه الصحابة بناءً على طعنه في العصور التي نقلته، أما جعل العصور المتأخرة عصوراً ملوثة ومؤدلجة ومنحرفة ثم يستطيع الشخص الولوج منها إلى عصر الصحابة من دون أي تأثر؛ فهذه طريقة استدلال ظريفة!

الخلل الثاني أن الجابري لما وصل إلى عصر الصحابة لم يطالبنا بالاستمساك بفقه الصحابة، وإلا لوجد أن فقه الصحابة قائم على ذات الأصول التي ينطلق منها الفقهاء، وأن فقههم في المصالح لا يختلف عن فقه العلماء؛ إنما أراد الجابري الانتقال إليهم لحذف مَن بعدهم ثم البدء بعملية تفكير جديدة هي أن الصحابة كانوا يعتمدون المصالح فقط، وهذه صورة مغالطة لفقه الصحابة؛ فالصحابة كانوا يستعملون المصالح فعلاً، غير أن المصالح في رؤيتهم تختلف عن المصالح في رؤية الجابري؛ فأساس رؤيتهم في المصالح قائم على اعتبارها وفق موازين الشريعة، فما رفضته الشريعة ليس بمصلحة، وما اعتبرته هو مصلحة، وبقدر اعتبار الشريعة يكون وزن المصلحة، وبقدر رفض الشريعة يكون وزن المفسدة، والنصوص في هذا عن الصحابة أكثر من أن تحصر، وهو شيء يختلف تماماً عند الجابري، لهذا يأتي الجابري إلى النصوص القطعية التي جاءت بها الشريعة والتي هي من أصول المصالح المعتبرة، فيحرفها ويؤولها بسبب أنها مخالفة لرؤيته في المصلحة المنطلقة من رؤية مختلفة؛ كموقفه مثلاً من حد السرقة، وهو نص قطعي لا يحتمل الخلاف ولا التأويل، ومع ذلك فمن تطبيق الشريعة في نظر الجابري أن لا يطبق هذا الحكم، ويتم التخلص من قطعية الحكم بطرائق مختلفة؛ كالبحث عن سبب تاريخي معين يجعل الحكم مرتبطاً به، وهو:
(تدبير كان معمولاً به في الجاهلية لعدم وجود سجون ولا سلطة تعتقل السارق، لقد كان العقاب البدني هو الوسيلة الزجرية الوحيدة التي تعاقب السارق)[15]. ومارس أمثال هذا التأويل مع ما ترفضه الثقافة الغربية من أحكام ميراث المرأة وحد الردة وتعدد الزوجات والطلاق[16].
ولو أن الثقافة الغربية المعاصرة تتقبل مثل هذه الأحكام لقبلته هذه النفوس ولما بحثت عن أسباب تاريخية مفتعلة للتخلص منه!

الخلل الثالث: أنه لا ينطلق من مقاصد الشريعة وأصولها للحكم على المصالح المعاصرة، وإنما يريدنا أن نخلق مقاصد للشريعة من خلال هذه المصالح:
(وهكذا عندما ننجح في جعل ضروريات عصرنا جزءاً من مقاصد شريعتنا، فإننا سنكون قد عملنا ليس فقط على فتح باب الاجتهاد في وقائع عصرنا المتجددة المتطورة، بل سنكون أيضاً قد بدأنا العمل في تأصيل أصول شريعتنا نفسها بصورة تضمن لها الاستجابة الحية لكل ما يحصل من تغيير أو يطرأ من جديد)[17].
فالطريقة عند الجابري ليست أن تنظر في المصلحة المعاصرة ومدى موافقتها للشريعة، بل أن تنظر في المصلحة المعاصرة وتبحث في الشريعة عما يجعلها من مقاصدها!
فمقاصد الشريعة عند العلماء هي استخراج أصول كلية مستقرأة من جمع فروع الشريعة، وأما الجابري فيريد أن تكون مقاصد الشريعة منتزعة من المصالح المعاصرة التي نريد أن نجعلها داخلة ضمن الشريعة!
(فإن تطبيق الشريعة يتطلب اليوم إعادة تأصيل الأصول على أساس اعتبار المصلحة الكلية كما كان يفعل الصحابة، وبعبارة أخرى إن تطبيق الشريعة التطبيق الذي يناسب العصر وأحواله وتطوراته يتطلب إعادة بناء المرجعية للتطبيق).
فحقيقة الوضع هي أن الجابري لا يعتبر بالشريعة، لكنه بدلاً من أن يكون واضحاً في رفضه لها واعتبارها لما يخالفها؛ رفضها واعتبر ما يخالفها، لكن بحث عما يجعلها غير مخالفة!
فالجابري إذن يصل إلى ذات الغاية التي يجتمع إليها العلمانيون، وإنما تميز عنهم بأنه مزق من الأدوات التراثية ما جعلها طريقاً يوصله لهذه الغاية، ولهذا تجد الجابري يكرر ذات الإشكالات التي يثيرها العلمانيون ضد الشريعة، مثل:
لا بد من فصل الدين عن السياسة حتى لا يؤدي ذلك إلى إدخال جرثومة التفرق والاختلاف في الدين، وما يحدثه من طائفية وحروب أهلية، وأنه يجب تنزيه الدين عن السياسة حتى لا يفقد روحه كونه مطلقاً، وهي نسبية متغيرة[18]. إن تطبيق الحدود سيكون شبهة للتسييس[19].
وأما موقف الجابري من العلمانية؛ فهو في الحقيقة رفض لفظها، وقَبِل محتواها، فهو يرفض اللفظ لما تعرض له من إسقاط وتشويه في نفوس عامة الناس، فأراد البحث له عن ألفاظ بديلة، فالعقلانية والديمقراطية التي عرضها بديلاً عن العلمانية تحمل ذات المضامين المستقرة في العلمانية.

بعد هذا يتضح جواب السؤال السابق:

هل تحوّل العلمانيون إلى الصف الإسلامي وأصبح تحكيم الشريعة من الأمور المسلَّمة؟
بالتأكيد لا، فما زال العلمانيون على موقفهم من رفض تحكيم الشريعة، إنما الذي استجد هو انتقال أكثر العلمانيين وبعض الإسلاميين إلى تبنّي ذات الموقف العلماني من تحكيم الشريعة وهم يحسبون أنها هي الشريعة، فبدلاً من رفض الشريعة تُفرَّغ من مضمونها وتعبأ بذات المضامين العلمانية والليبرالية، ولهذا يجري في رؤيتهم تأويل جميع الأحكام الشرعية التي تعترض عليها الثقافة الحداثية المعاصرة، فأي حكم لا ترتضيه الحداثة فهو مؤول ويبحث في سبيل ذلك عن أي خلافٍ فقهي أو سبب نزول أو أي مخرجٍ من هنا أو هناك.
تطبيق الشريعة بعدم تطبيق الشريعة مسلكٌ لجأ إليه العلمانيون هرباً من النفرة التي يجدون أنفسهم فيها مع أي احتكاكٍ لهم مع الشارع المسلم، كما ذهب إليها بعض الإسلاميين هرباً من الضغط الذي يلاحقهم به العلمانيون!

--------------------
[1] الديمقراطية وحقوق الإنسان 70.
[2] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 8.
[3] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 9.
[4] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 12.
[5] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 12.
[6] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 41.
[7] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 171.
[8] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 113.
[9] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 116-117.
[10] الديمقراطية وحقوق الإنسان 197.
[11] الديمقراطية وحقوق الإنسان 201.
[12] بنية العقل العربي، محمد عابد الجابري، 568.
[13] محمد عابد الجابري في المسألة الثقافية 250 ، نقلاً عن «الحداثيون العرب في العقود الثلاثة الأخيرة وموقفهم من القرآن» للجيلاني مفتاح 70.
[14] الديمقراطية وحقوق الإنسان 159.
[15] الديمقراطية وحقوق الإنسان 184.
[16] انظر: الديمقراطية وحقوق الإنسان 179 و183 و186.
[17] الدين والدولة وتطبيق الشريعة 192.
[18] انظر: الدين والدولة وتطبيق الشريعة 116-117 .
[19] انظر: الدين والدولة وتطبيق الشريعة 200.


مجلة البيان العدد 308 ربيع الآخر 1434هـ، مارس 2013م.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



قوة التخيل في صناعة الواقع

وليد فتيحي

 
الأشخاص الذين يستطيعون تغذية عقولهم دائما بالصور والأفكار الإيجابية يحققون من النجاحات والإنجازات ما لا يستطيع أن يحققه من يستسلم لواقع سلبي ويقضي وقته يفكر في السلبيات
قد يستغرب البعض عندما يقول العلم لهم إن العقل لا يميز بين الحقيقة والخيال.. نعم إن العقل (أو الدماغ) كأداة لاستقبال المعلومات وتحويلها إلى صورة ذهنية لا يفرق بين ما يُستقبل ويُرى بالعين، وبين ما يُستقبل ويُرى بالمخيلة (ما يتخيله الإنسان وعيناه مغلقتان).
إن علماء النفس الإكلينيكي والتجريبي أثبتوا بما لا يقبل الشك أن الجهاز العصبي والدماغ لا يستطيعان التفرقة بين الحقيقة والخيال، وهذا بناء على مئات التجارب المختلفة، وسأسوق لكم من التجارب ما تمت إعادته عشرات المرات، وفي كل مرة تكون النتائج متشابهة. في إحدى هذه الدراسات أتوا بلاعبي سلة وأعطوا كل واحد عدداً معيناً من الرميات الحرة، وتم التحديد وبدقة نسبة التسديد الناجح لكل لاعب، وتمت إعادة التمرين مرات عديدة للتأكد من دقة هذه النسبة لكل لاعب، ثم وبطريق عشوائية تم تقسيم اللاعبين إلى ثلاث مجموعات..
المجموعة الأولى: جعلوها تتدرب كل يوم لعدة ساعات على الرميات الحرة. المجموعة الثانية: لم تتدرب أبدا. المجموعة الثالثة: طُلب منهم الجلوس على المنصة، وأن يتخيلوا أنهم يتدربون على الرميات الحرة بخيالهم لعدة ساعات في اليوم، وهي نفس الفترة الزمنية للمجموعة الأولى.
وبعد الانتهاء من التمارين في الثلاث مجموعات، وجدوا أن المجموعة الأولى التي تدربت فعلا، تحسن أداؤها بشكل ملحوظ، أما المجموعة الثانية التي لم تتدرب على الإطلاق فوجدوا أنه ليس لديها أي تحسن.
والآن سؤالنا: كيف تظن أداء المجموعة الثالثة التي كانت تتدرب بخيالها فقط، هل تعتقد أن أداءها تحسن ولو قليلا؟ إن الإجابة قد تذهل كل من لا يعرفها.. لقد وجُد في هذه التجربة وفي كل التجارب المشابهة أن مستوى المجموعة الثالثة تحسن تقريبا بنفس نسبة المجموعة التي تدربت فعلا. كيف حدث ذلك؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال نسوق لكم تجربة أخرى..
في أولمبياد عام 1980، قام الفريق الروسي باستخدام طريقة التدريب هذه، فقسم الفريق عشوائيا إلى أربع مجموعات..
المجموعة الأولى: 100% تدريب تقليدي جسدي. المجموعة الثانية: 75% تدريب تقليدي جسدي، و25% تدريب عقلي أو تخيلي. المجموعة الثالثة: 50% تدريب تقليدي جسدي، و50% تدريب عقلي أو تخيلي. المجموعة الرابعة: 25% تدريب تقليدي جسدي، و75% تدريب عقلي أو تخيلي. والنتيجة كانت أن المجموعة الرابعة حققت أكبر قدر من أوسمة الفوز.
مثال آخر مشهور، هو قصة الطيار الحربي جورج هول الذي وقع أسير حرب في فيتنام ووضع في صندوق مظلم لمدة سبعة أعوام، وفي كل يوم كان الطيار يتخيل نفسه يلعب الجولف ليمضي الوقت وكي لا يفقد عقله في هذا السجن المظلم، وبعد إنقاذه من الأسر بأسبوع واحد، شارك جورج هول في مسابقة عالمية للجولف وفاز بمرتبة متقدمة جدا. ما الذي حدث في كل هذه التجارب والقصص؟
إن الدماغ البشري لم يميز بين التدريب الحقيقي والتدريب العقلي، والفائدة التي كان من المفترض أن يجنيها المتدرب العقلي بالطريقة التخيلية من خلال الممارسة الفعلية الجسدية، عوضها العقل ببناء الثقة الناتجة عن عدم إضاعة رمية واحدة في التدريب العقلي التخيلي، بينما في التدريب الحقيقي هناك رميات تضيع لأن هذا هو الشيء الطبيعي، ولهذا كان يقول أنشتاين إن القدرة على التخيل أهم بكثير من المعرفة أو المعلومة.
وبما أن الدماغ لا يميز بين ما هو حقيقي مرئي وبين ما تغذيه به من أفكار تخيلية، لهذا نجد أن الأشخاص الذين يستطيعون تغذية عقولهم دائما بالصور والأفكار الإيجابية يحققون من النجاحات والإنجازات ما لا يستطيع أن يحققه من يستسلم لواقع سلبي ويقضي معظم وقته وهو يفكر في السلبيات (العقل السلبي)، وهو الذي كثيرا ما يكون نتاج تربية قائمة على التفكير بطريقة سلبية ووضع نظارة سوداء، وهو ما يسمى بالبرمجة السلبية. وفي كتابه ميزة السعادة Happiness Advantage يبين لنا الكاتب شون آكور أن المفهوم التقليدي: أنك إن عملت وثابرت واجتهدت ستنجز وتنجح، وهذا الإنجاز والنجاح سيجعلك سعيدا، مفهوم غير دقيق، حيث إن الأبحاث والدراسات الحديثة في علم النفس الإيجابي وجدت أن هذه المعادلة في الحقيقة مقلوبة، وهذه نتيجة دراسات في هارفارد ودراسات مساندة حول العالم بأكثر من 200 دراسة علمية على أكثر من 270 ألف شخص.
نعم هذه المعادلة مقلوبة، فالسعادة هي التي تغذي النجاح وليس النجاح يؤدي إلى السعادة..
بمعنى آخر عندما نكون سعداء إيجابيين في الحياة بشكل عام، ونبحث عن كل شيء إيجابي حولنا، فإن العقل البشري سيستقبل هذه الصور الإيجابية المتفائلة، مما يؤدي لإفراز كمية أعلى من هورمون الدوبامين الذي يقوم بوظيفتين، الأولى أنه يضفي السعادة على الإنسان، وبالتالي النشاط والحيوية والطاقة والتطلع لمزيد من العمل، والثانية أن الدوبامين كذلك يجعل الإنسان أكثر ذكاء وأكثر قدرة على رؤية الفرص المتاحة واقتناصها، وبالتالي إنجازات أكبر، مما يؤدي لسعادة أكبر وبدوره إفراز أكبر للدوبامين. وبذلك فإن هذا الشخص الإيجابي ينتقل من إنجاز لإنجاز، ومن نجاح إلى نجاح، ويكون دائما ممتلئا بالنشاط والحيوية والتفاؤل للحياة، وهذا عكس الشخص الذي لا يرى في الوجود حوله إلا السلبيات (العقل السلبي) المبرمج على السلبيات.
وهذا يفسر لنا كيف أن إنسانا في ظروف خارجية صعبة يستطيع أن يتجاوزها بتغذية عقله بالصور الإيجابية، كمن يقضي في السجن أعواما وهو لا يرى منه إلا نعيم الجنة كأنه يعيش فيها، وآخر يسكن القصور وهو بصحة وعافية وليس من مكدر لعيشه وينتهي الأمر به إلى الاكتئاب، بل إلى الانتحار، لأن عقله لا يرى من العالم إلا ما يغذيه له صاحبه، بغض النظر عن الواقع الذي يعيش فيه.
وهنا نقف لنفهم قول الإمام ابن تيمية عندما قال: "ماذا يصنع بي أعدائي؟ جنتي وبستاني في صدري، أينما ذهبت فهما معي.. سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة". وبهذا نلمس قدرته على تحويل كل ظرف صعب وسلبي ليستقبله العقل بصورة إيجابية. وقد حثنا ديننا على صناعة الإيجابية، فمن حديث "أنا عند ظن عبدي بي" نتعلم أنه لا بد للإنسان أن يظن خيراً، وأن يفكر بطريقة إيجابية، وكما في أمر الرؤية الصالحة الإيجابية التي طُلب منا أن نقصها حتى نكون مؤمنين بها، والرؤية السيئة التي يجب أن ننساها ولا نذكرها وأن نستعيذ بالله منها. إن أعظم الإنجازات التي حققها أفراد كانت تحت ظروف قاسية جعلت هذه الإنجازات تبدو مستحيلة في بداياتها، لكن كل هذه الإنجازات العظيمة بدأت هناك بعيدا عن العيون في داخل عقل الإنسان الذي يراها كأنها حقيقة ويغذي عقله بها كل يوم ليستقبلها العقل والدماغ كأنها واقع مُسلّم به، فيؤمن بها القلب إيمانا راسخا لا يتزعزع بأنها ستتحقق، وبدون هذا الإيمان والعقل الإيحابي تبدو بحق كل الإنجازات العظيمة التي تحققت على أرض الواقع شبه مستحيلة. يقولون: راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا، وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات، وراقب عاداتك لأنها ستصبح طباعا، وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.

  ........
الوطن السعودية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق