| 1 |
الحوار (المحير)  زياد الدريس |
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣ 1 على غرار مقولة غوبلز الشهيرة: «كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي»، أكاد أقول الآن: كلما سمعت كلمة «حوار» تحسست عصاي! 2 بدءاً، وفي السياق التاريخي لفعاليات الحوار، يجب أن نتذكر مبادرة الحوار بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان قبل قرابة أربعين عاماً بتفويض ومباركة من الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، واليوم نحن ننعم بهذا اللقاء الحواري الثري بمباركة برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز ثقافة الحوار والسلام. سيثير انتباهكم هذا الوجود السعودي في مشاريع الحوار منذ ذلك الحين حتى اليوم، بخلاف الصورة النمطية المصنوعة عن السعودية في هذا السياق! 3 في ما بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) أصيب المجتمع الدولي، ومعه المجتمع العربي تبعاً، بما يمكن تسميته: «متلازمة الحوار». أبرز أعراض هذه المتلازمة هو: سخونة في أطراف الحوار ... وانتفاخ وتورم لدى أطراف النزاع، في الوقت ذاته. تتزايد الحوارات وتتفاقم النزاعات، وهما عندنا بمثابة البيضة والدجاجة! جاء الربيع العربي فزاد الطين بلّة، خلط الأوراق وأذاب الماكياج وكشف العورات. ويكاد الإحباط أن يقتلنا الآن لأننا ظننا أن هذا الربيع هو نهاية المطاف، وكان حريّاً بنا أن نراه بداية المطاف لرحلة تغيير قد تطول. رحلة يجب أن لا تحبطنا فيها مخذّلات العرب الذين لا يجيدون سوى شتم الذات ومديح الآخر، والمقارنة بين الغربي الرفيع والعربي الوضيع، وينسى أولئك أن الربيع الأوروبي بدأ قبل ثلاثة قرون ولم يستقر وتختفي أعراضه المرهقة إلا منذ سنوات معدودة ... بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. من المؤكد أن تَفاقُم الاستخدام المبتذل لمفردة (الحوار) في العالم قد أربكنا وأربكها، حتى أوشكت هذه الكلمة الفاخرة أن تفقد هيبتها ووهجها ومن ثمّ فعاليتها التي باتت مهددة بالتلاشي. ماذا نفعل؟ هل نتوقف عن الحوار، تعليم الحوار وإذاعته وإشاعته؟ أم نسعى لإيقاف المتاجرين بالحوار؟! مَنْ المسؤول عن تأزيم الحوار بين الشعوب؟ ... هل هم رجال الدين أم رجال الإعلام أم كلاهما وغيرهما ممن يختفي خلف الستار؟! بل هل ما زال هذا السؤال مشروعاً ومنطقياً بعد أن أصبحت وسائط التواصل الاجتماعي قادرة أن تجعلنا كلنا رجال دين وكلنا رجال إعلام، ما يعني ضرورة إعادة النظر في تأثير (النخبة)، بل في وجودها الافتراضي؟ 4 هذا المؤتمر، بما يحويه من عناوين جادة وعميقة وشفافة، هو ما تحتاجه حواراتنا العربية عن ثقافة الحوار. فشكراً لكل من وقف خلف صنع هذا اللقاء المتين: (الوكالة الجامعية للفرنكوفونية بالشرق الأوسط، مكتب منظمة اليونسكو ببيروت، والمعهد العالي للأعمال). اعذروني إن بدا خطابي هذا ليس دبلوماسياً بما فيه الكفاية .. فقد آثرت أن أكون صادقاً بما فيه الكفاية! * كاتب سعودي * بتصرّف، من الكلمة التي ألقيت في افتتاح أعمال مؤتمر «حوار الثقافات وثقافة الحوار في الشرق الأوسط»، 21 - 22 آذار (مارس) 2013. ....... الحياة | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| | «الشيخ» معاذ في مقعد بشار!  حلمي الأسمر | |
لحظة جلوس «الشيخ» أحمد معاذ الخطيب، رئيس ائتلاف ثوار سوريا على مقعد من كان يسمى «الرئيس السوري بشار الأسد» كانت لحظة درامية مؤثرة على غير صعيد، فهي وإن كانت رمزية، أو «قبض ريح» على حد تعبير أحد المذيعين الذين لم يعجبهم المشهد برمته، تعطي دلالة على تقدم «معنوي» للثورة السورية، وإن كانت تشبه في بعض جوانبها حصول فلسطين على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، لكن الفرق هنا أن سوريا الخطيب تحظى بدعم يفوق كثيرا ما تحظى به فلسطين الدولة، سواء عربيا أو حتى دوليا! نجح معسكر قطر أخيرا في «فرض» رؤيته، ولم يصبر أميرها سوى دقيقة او اثنتين، بعد تسلمه رئاسة منتدى القادة العرب، قبل أن يدعو الخطيب للجلوس مكان الأسد، وكان لافتا طبيعة الخطاب الذي وجهه «الشيخ» معاذ إلى القمة، ومن وراء القمة، فهو خطاب رجل دولة ثوري، خاصة حينما طالب قادة العرب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في الوطن العربي.، وقال لهم أيضا «اتقوا الله في شعوبكم، وازرعوا الحب والعدل في كل مكان». وفي ختام خطابه الذي كان شديد اللهجة واستعرض فيه ملامح من الواقع السوري «المأساوي»، قال الخطيب «اعذروني إن خرجت عن الأعراف الدبلوماسية»، مردفا «شعوبنا أمانة ثقيلة نسأل الله على إعانتنا على حملها»./ إنه كلام جديد وغريب على اجواء القمم العربية، يصدر من رجل ثائر، وداعية، وابن داعية، وجد نفسه في مقعد الأسد، الذي طالما «شبّح» في القمم وألقى النكات، وشرق وغرب، ولم يزل صدى خطاباته الرنانة الطويلة تتردد في جنبات قاعات القمم العربية! أحمد معاذ الخطيب الحسني لمن لا يعرفه جيدا (ولد في دمشق، سنة /1960م انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة بالتزكية في 11 نوفمبر 2012 وفي 24 مارس 2013 أعلن استقالته ليتمكن من العمل بحرية على حد قوله، وهو خطيب وداعية. اعتقله الأمن السوري عدة مرات في سنتي 2011 و2012 على خلفية دعمه للحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام بشار. والده الشيخ محمد الفرج خطيب دمشق وأحد وجوه العلم فيها، وجده لأبيه الشيخ عبد القادر الخطيب خطيب جامع بني أمية الكبير وعالم من علماء دمشق. له أخوان وأخت، هم مصونة (مدّرسة في أصول الفقه)، وعبد القادر (خطيب جامع بني أمية الكبير – أستاذ في التفسير وأصول الفقه - مهندس ميكانيك) ومحمد مجير (أستاذ في علم الحديث – محقق ومؤلف). يعني هو من عائلة كلهم دعاة وعلماء، وهو نفسه أقام الكثير من الدورات الدعوية والعلمية، وحاضر وخطب في نيجيريا والبوسنة وإنكلترا والولايات المتحدة الأميركية وهولندا وتركية وغيرها وهو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وله عدة كتب مطبوعة منها رمضان.. حياة بعد ضياع و كتاب اليهود تحت المجهر! «الشيخ» معاذ الخطيب في مقعد الأسد، هي لحظة تاريخية فعلا، وقد تتلوها جلوسه في مقعد بلاده في الأمم المتحدة، ولكن الأهم من ذلك، متى يتوقف نهر الدم السوري عن الجريان؟ ومتى يتوقف الأشرار عن مد آلة الموت في الشام بأسباب الحياة؟ ....... الدستور الأردنية | ||
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| | فتح دمشق.. بين تموضع الصحابة بالأمس وتموضع الثوار اليوم |
| فقد تمركز الصحابة الكرام أول ما تمركزوا في منطقة المقسلاط بالغوطة الشرقية ليزحفوا بعدها صوب جوبر وكان على رأسهم خالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة رضي الله عنهما، ولا يزال قبر حرملة بن الوليد شقيق الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنهما ومسجده شاهدين على ذلك، بينما كانت داريا من نصيب الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح الذي قاد جيشه من هناك و تقدم صلحا مع أهلها من خلال باب الجابية في حين تقدم خالد بن الوليد حربا من باب شرقي الذي هو من طرف جوبر وساحة العباسيين والزبلطاني حيث تدور المعارك الطاحنة بين الجيشين الحر والنظامي، وكل متتبع لوضع المعارك في دمشق وريفها يتبين له سخونة جبهتي جوبر وداريا اليوم تماما كما كانت الصور أيام الفتح الإسلامي .. وحين تنسم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيم الغوطة وبردى وتذوقوا ماء الفيجة، قرر بعضهم السكنى بالشام لا سيما وأن أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام تحض على السكن بها، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد قال لاحقا أبو بكر الخوارزمي إن جنان الأرض أربع : صُغد سمرقند، ونر الأُبلة، وشعب بوّان ، وغوطة دمشق، وأضاف: «إنه زارها كلها فكان رأيه أن فضل غوطة دمشق على الثلاث كفضل الأربع على غيرهن وكأنها الجنة وقد زخرفت وصُوّرت على وجه الأرض»، ولذلك قيل لولا الغوطة ما كانت دمشق من أجمل مدن العالم، ولولا دمشق ووجود السلطان فيها لعاثت البادية في الغوطة.. وقد قال بعض المفسرين في قوله تعالى:»إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد» بأن ذات العماد هي دمشق حاضرة الغوطة العظمى، وكان فيها على ما قيل أربعمائة ألف عمود، وفي قوله تعالى: «وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين» قيل إنها أيضا مدينة دمشق بأرض يقال لها الغوطة. هذا البعد الديني والجمالي هو ما دفع بني أمية إلى اختيار دمشق لتكون عاصمة لدولتهم وهم يستمعون لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: «بينما أنا نائم فإذا بعمود الكتاب قد انتزع من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فإذا هو بالشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن في الشام» أو كما قال عليه الصلاة و السلام . ولذا فقد أدرك بنو أمية هذه الحقيقة النبوية فاختاروا دمشق عاصمة لدولتهم، فرعوها حق رعايتها واهتموا بها وبغوطتها وهو ما دفع الأب لامنس إلى القول: «.. وما دمشق إلا حسنة من حسنات بني أمية.» وحين نرى الدعم الإيراني الرهيب للنظام السوري واستقدام شيعة من أفغانستان والعراق نتذكر عبقرية الشام ونتذكر معها مقولة هرقل حين قال بعد أن هزمه أجداد ثوار اليوم: «السلام عليك يا سورية، سلام لا اجتماع بعده، ولا يعود إليك رومي بعدها إلا خائفا» ........ العرب القطرية | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| 4 |
من سعى في بعث الفتنة يُؤخذ على يده كفاً لشره
د. صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء |
| الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين - أما بعد، فهذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين اللذين يفد إليهما الحجاج والمعتمرون كل عام لحج الكعبة المشرفة، لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)، والتي هي قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها قال تعالى: (وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، يعني المسجد الحرام وفيهما مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقلب العالم الإسلامي - وهذه الدولة المباركة دولة آل سعود دولة التوحيد والدعوة وتحكيم الشريعة المطهرة وفيها قيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها دُور العلم لتعليم العلوم الشرعية والعلوم اللغوية والعلوم التقنية، وتقوم هذه الدولة على خدمة الحرمين الشريفين وتوفير الأمن للحجاج والمعتمرين والوافدين إليها من المسلمين بتوفيق الله، تنفق على مؤسسات الدعوة فيها وفي العالم الإسلامي وتقوم عليها وتبذل المساعدات السخية للمحتاجين والمنكوبين من المسلمين في كل مكان، وتشارك في حل مشاكل المسلمين، وقد قامت هذه الدولة على بيعة شرعية وهي تحمي اجتماع الكلمة وتقيم الحدود الشرعية على الجناة والمفسدين بما يحفظ الدين والعرض والمال والأمن والاستقرار، حيث لا أمن إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، والإمامة تنعقد بمبايعة أهل العقد لا بالانتخابات الغربية، ومن خرج على الجماعة فهو شاذ، قال صلى الله عليه وسلم: «ومن شذ شذ في النار، وقد خلع رقبة الإسلام من عنقه ويموت ميتة جاهلية»، كما صح ذلك في الأحاديث، ومن سعى في بعث الفتنة فإنه يُؤخذ على يده كفاً لشره ويجب التعاون مع ولاة أمور المسلمين بالقيام بالأعمال التي يولونها لمن يقوم بها على الوجه المشروع، لأن هذه الأعمال أمانة في أعناق الموظفين يسألهم الله عنها، وكذلك يجب التعاون مع ولاة أمور المسلمين بمناصحتهم بالطرق الشرعية وتكون النصيحة سراً بين الناصح والمنصوح كما جاء في الحديث: «من كان عنده نصيحة لدى سلطان فليأخذ بيده وينصحه سراً بينه وبينه فإن قبلَ وإلا فقد أدّى ما عليه»، ولا يجوز إعلان الانتقادات على ولاة الأمور على الملأ كما عليه مذاهب الخوارج والمعتزلة، ومن النصيحة لهم الدعاء لهم بالتوفيق والإعانة كما كان عليه السلف الصالح وتجب طاعتهم لأن الله يقول: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)، وجب الصلاة خلفهم والجهاد معهم، لأن هذا من أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ولا يشترط في ولي الأمر المسلم أن يكون معصوماً سليماً من الأخطاء، فقد يكون عنده أخطاء لكنه يناصح عنها بالطريقة الشرعية ولا يجوز الخروج عليه من أجلها ولا يجوز تشهيرها احتجاجاً بحديث: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن نقول الحق لا تأخذنا في الله لومة لائم»، لأن معناه أن نقول الحق بالطريقة الشرعية جمعاً بين الأحاديث دون تشهير ولا دعوة للخروج عليه، فإن هذا ليس طريقاً لبيان الحق، بل هذا هو المنكر المخالف لمنهج السلف الصالح ولسنّة الرسول ولا نوافق منهج الخوارج والمعتزلة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا عرف أن طائفة خرجت على ذي سلطان إلا كان حالهم بعد الخروج عليه شراً منها قبل الخروج عليه)، وهذا شيء مشاهد الآن في الدول التي ثارت على ولاتها، فحالها الآن شر من حالها قبل الثورة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على جور الولاة وظلمهم، لأن هذا من ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، ولا نرضى بما يحصل منهم بل نناصحهم بتركه. وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم نزع يد من طاعة ولا منازعة لأهل الولاية الشرعية كفعل الخوارج والمعتزلة الذين حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من طريقتهم، وأثبت التاريخ فشلها على مر العصور، وقد قال تعالى لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: (فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ)، قال أتياه ولم يقل أعلنا النكير والتشهير عليه مع أنه فرعون الذي ادّعى الربوبية، فكيف بولي أمر المسلمين، وأخبر سبحانه أن هذا أرجى لقبوله النصيحة. وفق الله الجميع لطاعته واتباع شريعته، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. http://www.al-jazirah.com/2013/20130327/ln20.htm
| |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| |
مشاركات وأخبار قصيرة |
بيان القمة الختامي يؤكد حق تسليح المعارضة السورية وإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان الدوحة - أ ف ب الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣ اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون أعمالها في الدوحة بتأكيد حق الدول الأعضاء بتسليح المعارضة السورية، ومنح مقاعد دمشق في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها للائتلاف الوطني السوري المعارض. وأكد "إعلان الدوحة"، الذي اختتمت به القمة التي كان يفترض أن تستمر حتى الأربعاء إنما اختصرت في يوم واحد، على "أهمية التوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر". ورحب الاعلان والقرار العربي الخاص بسورية بـ"شغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها، إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فى سورية". كما دعت قمة الدوحة في قراراتها الختامية إلى "عقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة لإعادة الإعمار في سورية، وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الأمم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر". وتبنت القمة مقترح قطر بـ"عقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة، وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس، مع رأسمال يبلغ مليار دولار". وأشار قرار خاص للقمة إلى أن "الصندوق سيعمل على تمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، وتعزيز صمود أهلها، وتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدرتة الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الإسرائيلي، ومواجهة سياسة العزل والحصار". كما قررت القمة تشكيل وفد وزاري عربي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وعضوية كل من الأردن والسعودية وفلسطين ومصر والمغرب والأمين العام للجامعة العربية، نهاية نيسان/أبريل لإجراء مشاورات مع الإدارة الأميركية حول عملية السلام". ووافقت القمة على انشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان وتكليف لجنة قانونية لإعداد النظام الأساسي لها. ............................................................................. السعودية تعلن رسميا ارتباط شبكة التجسس بإيران.. وأنباء عن مغادرة السفير إلى طهران  أعلنت السعودية، أمس، رسميا، ارتباط المتهمين بخلية التجسس المعلن عنها الأسبوع الماضي بأجهزة الاستخبارات الإيرانية، مستندة الى التحقيقات الأولية التي أجرتها أجهزتها الأمنية. وقال اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إن التحقيقات الأولية، والأدلة المادية التي تم جمعها، والإفادات التي أدلى بها المتهمون في هذه القضية أفصحت عن ارتباطات مباشرة لعناصر هذه الخلية بأجهزة الاستخبارات الإيرانية». وأضاف التركي أن «هذه العناصر دأبت على تسلم مبالغ مالية، على فترات، مقابل الإدلاء بمعلومات ووثائق عن مواقع مهمة في عملية تجسس لصالح تلك الأجهزة»، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع عناصر هذه الخلية. وردا على سؤال حول وجود أي تحركات سياسية ستتخذها الرياض، قال التركي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن جهات أمنية ومهمتنا ومسؤوليتنا ضبط مثل هذه القضايا، وبحكم أن القضية تجسسية فإننا نتولى إجراءات التحقيق فيها. أما الإجراءات السياسية فتقررها القيادة، ولا نستطيع الجزم بالتحركات السياسية المترتبة». في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط»، من مصادر واسعة الاطلاع، أن السفير الإيراني لدى السعودية غادر إلى طهران لأسباب غير معروفة، في حين تحفظت السفارة الإيرانية في الرياض عن التعليق. من جهته، دعا الدكتور عبد الله العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، إلى نشر الوثائق، وقال لـ «الشرق الأوسط»: «إنها دامغة بحسب بيان الداخلية». وشدد الدكتور العسكر على ضرورة أن تعلم إيران، أن «وحدتنا خط أحمر». الشرق الاوسط ........................................................................................................ الجارديان: ضرائب الخمور مؤشر خطير على تحول مصر إلى السعودية  قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن قرار الحكومة المصرية برفع الضريبة على مبيعات الخمور للضعف استياء التيار الليبرالي وأصحاب المحلات والمطاعم التي تقدم هذه المنتجات، مشيرة إلى أن هذه القرارات تعد مؤشرا على تحول مصر إلى السعودية بعد سيطرة الإسلاميين على مقاليد الحكم.وأضافت الصحفة في تقرير لها أن حكومة الدكتور هشام قنديل الضرائب من مائة بالمائة إلى 150 بالمائة ثم إلى 200 بالمائة، بالإضافة إلى منعها بيع الخمور في الأسواق الحرة بالمطارات. وأشارت الصحفية إلى أن هذه القرارات بالنسبة للكثير من الليبراليين تعد ''مجحفة''، بالإضافة إلى كونها مؤشرا خطيرا لسيطرة الإسلاميين على البلاد. ولفتت الصحيفة إلى الضرر الواقع على أصحاب المحلات التي يكون معظم روادها من الأجانب الذين يرغبون في تناول الخمور ومدى تأثير هذ القرار على حركة السياح في مصر. ونقلت الصحيفة تخوفات بعض أصحاب المحلات المتعاملين في الخمور من أن تفرض الحكومة شروطا جديدة لرخصة محلات الخمور، مشيرين إلى نقص الوعي السياسي للحكومة في اتخاذ هذه القرارات. كما استبعد أصحاب المحلات الموافقة على هذه الشروط الجديدة أو الالتزام بها، ضاربين المثل بما حدث في بورسعيد عندما فرض الرئيس مرسي حظر تجول بها، فخرج الناس في الشوارع معترضين على الحظر – حسب الجارديان. وزعم أحد أصحاب محلات الخمور في مدينة 6 أكتوبر يسمى أبو رامز :'' أن هذا القرار يضر شريحة كبيرة من المجتمع طالت رموز سياسية إسلامية، والتي بحسب قوله تقوم بإرسال سائقيها للحصول على كميات كبيرة من الخمور والبيرة من محلة (بازار الجماعة)''. وقال أبو رامز أنه يتلقى مكالمات تهديد كثيرة بحرق المحل إذا لم يتوقف عن مزاولة نشاطه، ويكون رده عنيفا دائما ''هيا قوموا بحرق المحل اذا كنتم ترغبون في ذلك''. ورفعت الحكومة المصرية في فبراير الماضي الضرائب على بعض السلع الاستهلاكية غير الضرورية، غير الخمور، منها الساعات والقوارب والجمبري والنظارات الشمسية والمكسرات. كما أصدر اليوم الرئيس محمد مرسي، رئيس الجمهورية، قرارًا بزيادة التعريفة الجمركية على بعض السلع المستوردة من الخارج، منها مستحضرات لبن الأطفال الرضع والجمبري والكابوريا والمكسرات والكافيار والسبيط والألعاب النارية واللبان والقوارب والنظارات الشمسية. كما قرر إنشاء مجلس أعلى للتعريفة الجمركية برئاسة وزير المالية، يختص ببحث واقتراح التعديلات الملائمة للتعريف .................................................................................................... الرئيس التونسي المنصف المرزوقي للحكام العرب : " فتبينوا " | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| | عندك حساب في «تويتر»؟  عبدالعزيز السويد |
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣ أكثر الحسابات الرسمية في «تويتر» هي للإرسال، قليل من المسؤولين من يتفاعل ويرد، لا أحد يتوقّع الرد على كل شيء طبعاً، هذا غير ممكن وغير مجد، لكن تحول الحساب إلى إرسال فقط، لا ينتج فائدة مرجوة، إنه أشبه بجهاز العلاقات العامة والإعلام التقليدي، كما أنه لا يختلف عن المواقع الرسمية على الشبكة تلك التي لا تختلف كثيراً عن أي كتيب أو بروشور، كلمة لمعالي الوزير، وكلمة لمعالي النائب مع الصور.وفي «تويتر» رغبة عارمة لدى الكثير في زيادة عدد المتابعين بصنوف من الأساليب «ريتوت لا هنت» أو لو سمحت، ربما أحياناً بالمقايضة، ولا مشكلة في ذلك إلا في نقاط معينة، أسرد بعضاً منها، إذا كان لديك ما تقدمه «شاب أو شابة يقدم خدمة أو سلعة»، ضع ما يسمح بالتثبت، موقعاً كان أو نبذة أو عنواناً، صحيح يمكن الاستدلال عليه، كما أن ذكر الاسم الصحيح لمن يدير الحساب مهم للتوثيق والاطمئنان للرسمي وغيره، وحتى لو كنت تجمع المتابعين لاستخدامهم في الإعلانات التجارية لا غضاضة في ذلك، بشرط أن يعلم المتابع قبل لا بعد! لا يعقل أن تغش، تبدأ بوجه، ثم تظهر الوجه الآخر بعد التمكن. في «تويتر» كما في الواقع هناك من له أكثر من وجه، حينما يزيد عدد متابعيه يغيّر «المعرف» والصورة، تسأل نفسك من هذا؟ وكيف تابعته؟ ثم يتحوّل إلى شبيه لمن هبطت عليه ثروة مفاجئة «أو منصب»، تغيّرت نفسه على من حوله، لذلك في «تويتر» مجال رحب للمزايدة، والأخيرة أسهل وأيسر، خصوصاً إذا ما كان رأس المال «دلال متلطم»، أتوقّع أن يلطش أحدهم هذا «المعرف»، ويضعه في تويتر! أما إذا كنت تدير حساباً يهتم بنشر تلاوات للقرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة والأذكار، فمن واجبك أكثر والمسؤولية عليك أكبر أن تعرف بنفسك بوضوح لا يقبل اللبس، أنت تعلم مثلما يعلم الكثير أن هناك جهوداً حثيثة للتزييف والتحريف والتدليس. .............. الحياة | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| | سد الذرائع وتطبيقاته المعاصرة على المشهد المصري د. عامر الهوشان  |
أقام الله تعالى الشريعة الإسلامية على مصالح العباد في المعاش والمعاد , فالشريعة حكمة كلها وعدل كلها ومصالح كلها , وكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور , وعن المصلحة إلى المفسدة , وعن الحكمة إلى العبث وعن الرحمة إلى ضدها , ليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل والأهواء . (1) ومن أجل تحقيق هذا العدل وهذه الرحمة المبنية على الحكمة المؤدية حتما إلى تحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل , عمدت الشريعة إلى سد طريق الفساد و وسائله , ولعل من أهم الأصول الشرعية والمبادئ المرعية التي تحقق هذا المقصد : سد الذرائع , فهو أصل معتبر دلت عليه نصوص وأدلة شرعية كثيرة , بل عده ابن القيم رحمه الله أحد أرباع الدين . وقبل الكلام عن معنى سد الذرائع ودليله لا بد أن نبدأ بمعلومة ضرورية عن أصول ديننا وعقيدتنا , وهي أن مصادر التشريع الإسلامي عند أهل السنة والجماعة قسمان كما يقول العلماء : القسم الأول : المصادر الأصليةوهي القرآن والسنة والإجماع والقياس , وهذه المصادر مما اتفق الفقهاء الأربعة على الأخذ بها إجمالا , مع بعض الاختلاف في بعض المسائل الفرعية فيها . وأما القسم الثاني : المصادر التبعية وهي : الاستصحاب وشرع من قبلنا وقول الصحابي والاستحسان والمصلحة المرسلة وسد الذرائع والعرف والاستقراء , وهذه المصادر اختلف الفقهاء في الأخذ بها , فكل مذهب أخذ ببعض هذه المصادر دون البعض , وسد الذرائع من المصادر التبعية المختلف فيها بين العلماء , فما معنى سد الذرائع ومن الذي أخذ بهذا الأصل , وما هو دليله على ذلك . معنى سد الذرائع كثرت التعريفات التي ساقها العلماء لسد الذرائع , ولا بأس أن نأتي ببعضها لفهم المقصود منها بالتحديد , فقد عرفها القرطبي بأنها ( أمر غير ممنوع لنفسه يخاف من ارتكابه الوقوع في الممنوع ) (2), وعرفها القرافي ( سد الذرائع معناه : حسم مادة وسائل الفساد دفعا لها )(3) , وعرفها ابن تيمية بقوله ( الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل محرم ) (4), وقال الشاطبي ( وحقيقها التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة ) (5), وعرفها الشيخ محمد هشام البرهاني بانها ( عبارة عن أمر غير ممنوع لنفسه قويت التهمة في أدائه إلى فعل محظور ) (6). وذكر ابن القيم معنى سد الذرائع بقوله : منع كل وسيلة مباحة قصد بها التوسل إلى المفسدة أو لم يقصد إذا أفضت إليها غالبا وكانت مفسدتها أرجح من مصلحتها . (7) ولا بد من إبداء بعض الملاحظات على هذه التعريفات لتوضيحها بشكل أفضل : 1- كل التعاريف قيدت الفعل المتوسل إليه بكونه محظورا , وهذا شرط ضروري لإعطاء سد الذريعة معناه الحقيقي . 2- قيدت الوسيلة بكونها مباحة - أي أن الوسيلة الموصلة إلى النتيجة المحظورة مباحة – أو متضمنة لمصلحة , أما إذا كانت الوسيلة محرمة في ذاتها كالقتل والظلم والزنا وشرب الخمر وغير ذلك , فإنها ليست ذريعة بهذا المعنى . يقول ابن تيمية (الذريعة :الفعل الذي ظاهره أنه مباح وهو وسيلة إلى محرم , أما إذا أفضت إلى فساد ليس هو فعلا كإفضاء شرب الخمر إلى السكر, أو كان الشيء نفسه فسادا كالقتل والظلم , فهذا ليس من باب سد الذريعة , فهذه أشياء حرمت لكونها في نفسها فساد, أو لكونها أكثر منه فتحرم, فإن كان ذلك الفاسد فعل محظور سميت ذريعة, وإلا سميت سببا ومقتضيا وغير ذلك من الأسماء المشهورة ) (8) 3- أنه لا اعتبار للمقاصد والنيات في سد الذرائع , وإنما مناط الحكم على الأفعال والأقوال بمآلاتها وما يترتب عليها من مصالح أو مفاسد , فإذا ترتب على الفعل أو القول مصلحة شرع فتحه , وإذا ترتب عليه مفسدة شرع سده , سواء قصد الفاعل المفسدة أو لم يقصد , وكل ذلك مراعاة للمصلحة ومنعا للمفسدة . وفي هذا الجانب يقول الشيخ محمد أبو زهرة : ( والنظر في اعتبار سد الذرائع هو النظر في مآلات الأفعال وما تنتهي جملتها إليه , فإن كانت تتجه نحو المصالح التي هي المقاصد والغايات من معاملات الناس مع بعضهم البعض , كانت مطلوبة بمقدار يناسب المقصد , وإن كانت مآلاتها تتجه نحو المفسدة فإنها محرمة بما يتناسب مع تحريم هذه المفاسد , والنظر في هذه المآلات لا يكون إلى مقصد العامل ونيته بل إلى نتيجة الفعل وثمرته , وبحسب النية يثاب الشخص أو يعاقب في الآخرة , ةبحسب النتيجة والثمرة يحسن الفعل أو يقبح في الدنيا ويطلب أو يمنع , لأن الدنيا قامت على مصالح العباد ) (9) موقف الفقهاء من سد الذرائع أما المالكية والحنابلة : فقد أخذوا بسد الذرائع وتوسع الإمام مالك في ذلك أكثر من الإمام أحمد , واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة جدا أوصلها الإمام ابن القيم إلى (99) دليلا سنكتفي بدليلين فقط لعدم الإطالة : قوله تعالى : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } الأنعام / 108 , فقد حرم الله تعالى سب آلهة المشركين – مع كون سب الأصنام في الأصل مباحا - لكونه ذريعة لسب الله تعالى , وكانت مصلحة ترك مسبة الله تعالى أرجح من مصلحة سبنا لآلهتهم . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكف عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة , لئلا يكون ذلك ذريعة إلى تنفير الناس عنه وعن دينه , ففي الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري : يا للأنصار ! وقال المهاجري : يا للمهاجرين ! قال : فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك , فقال : ( ما بال دعوى الجاهلية ) فقالوا : يا رسول الله رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار . فقال : ( دعوها فإنها منتنة ) فقال عبد الله بن أبي بن سلول : قد فعلوها لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل , فقال عمر رضي الله عنه : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق . فقال صلى الله عليه وسلم : ( دعه لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه ) (10) فإن هذا القول يوجب النفور عن الإسلام ممن دخل فيه وممن لم يدخل فيه , ومفسدة التنفير أكبر من مفسدة ترك القتل , ومصلحة التأليف أعظم من مصلحة القتل . وأما الحنفية : فلا يعتبرون سد الذرائع من أصولهم , ولكن المتأمل في كتبهم يجدهم قد أعملوا هذا الأصل من باب الاستحسان للمصلحة , فالخلاف مع المالكية والحنابلة لفظي واصطلاحي , ولا مشاحة في الاصطلاح , ومن صور إعمال الحنفية بسد الذرائع قولهم بقتل الجماعة بالواحد . (11) وأما الشافعية : فمع أنهم لا يعتبرون سد الذرائع أصلا عندهم ويستعيضون عنه بالقياس , إلا أنهم أعملوا سد الذرائع في بعض مسائلهم , كاستحباب إخفاء المعذورين بترك الجماعة سدا لذريعة التهمة في تركهم لصلاة الجمعة , واستحباب عدم الجهر بالفطر في رمضان للمعذور بسفر أو مرض , سدا لذريعة التهمة بالفسوق والمعصية . (12) يقول الشيخ محمد أبو زهرة : ( إن الأخذ بالذرائع ثابت من كل المذاهب وإن لم يصرح به , وقد أكثر منه الإمامان مالك وأحمد , وكان دونهما في الأخذ به أبو حنيفة والشافعي , ولكنهما لم يرفضاه جملة ولم يعتبراه أصلا قائما بذاته , بل كان داخلا في الأصول المقررة عندهما كالقياس والاستحسان ) (13) أنواع سد الذريعة من خلال ما تقدم من تعريف سد الذريعة , والملاحظات على التعاريف التي تعتبر بمثابة القيود التي لا بد منها لإعمال سد الذرائع في محله ومكانه , يمكن أن نتعرف على أنواع الذريعة , التي أجملها الإمام القرافي بقوله : ( الذرائع ثلاثة أقسام : قسم أجمعت الأمة على سده ومنعه وحسمه , كإلقاء السم في أطعمة المسلمين لأنه وسيلة لهلاكهم , وسب الأصنام عند من يعلم من حاله أنه يسب الله عند سبها , وقسم أجمعت الأمة على عدم منعه لأنه ذريعة لا تسد ووسيلة لا تحسم , كالمنع من زراعة العنب خشية الخمر فإنه لم يقل به أحد , وقسم اختلف فيه هل يسد أم لا ؟ كحكم القاضي بعلمه هل يحرم لأنه وسيلة للقضاء بالباطل أم لا يحرم ؟ ) (14) وقد فصل الدكتور وهبه الزحيلي هذا الأمر من خلال قرار مجمع فقهي هذا نصه : إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره التاسع بأبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 1 إلى 6 ذي القعدة 1415هـ، الموافق 1-6 أبريل 1995 بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع: « سد الذرائع » ، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله , قرر مايلي : 1 - سدّ الذرائع أصل من أصول الشريعة الإسلامية، وحقيقته: منع المباحات التي يتوصل بها إلى مفاسد أو محظورات. 2 - سدّ الذرائع لايقتصر على مواضع الاشتباه والاحتياط، وإنما يشمل كل مامن شأنه التوصل به إلى الحرام. 3 - الذرائع أنواع: (الأولى ) مجمع على منعها: وهي المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أو المؤدية إلى المفسدة قطعاً أو كثيراً غالباً، سواء أكانت الوسيلة مباحة أم مندوبة أم واجبة. (والثانية ) مجمع على فتحها: وهي التي ترجح فيها المصلحة على المفسدة. (والثالثة) مختلف فيها: وهي التصرفات التي ظاهرها الصحة والمصلحة ، لكن تكتنفها تهمة التوصل بها إلى باطن محظور، لكثرة قصد ذلك منها. 4 - وضابط إباحة الذريعة: أن يكون إفضاؤها إلى المفسدة نادراً، أو أن تكون مصلحة الفعل أرجح من مفسدته. وضابط منع الذريعة: أن تكون من شأنها الإفضاء إلى المفسدة لا محالة (قطعاً) أو كثيراً، أو أن تكون مفسدة الفعل أرجح مما قد يترتب على الوسيلة من المصلحة.(15) التطبيقات المعاصرة لسد الذرائع على المشهد المصري لعل من أبرز التصرفات والأفعال التي أثارت كثيرا من التساؤلات وإشارات الاستفهام حولها على المشهد المصري , تلك الزيارة التي قام بها وزير السياحة المصري هشام زعزوع مع الوفد المرافق له لإيران , وتم التوقيع فيها على فتح باب السياحة للإيرانيين بعد غلقه لعدة عقود خلت , وكذلك زيارة رئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له من الوزراء وعلى رأسهم وزير الخارجية والكهرباء والطاقة والتخطيط وغيرهم , إضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال المصريين إلى العراق , لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين . و قد أثارت هاتان الزيارتان ردود فعل متباينة , ففيما اعتبرها البعض خطوة إيجابية للنهوض بمصر اقتصاديا , خاصة في خضم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر بعد الثورة , أبدى البعض الآخر تخوفه الشديد من آثار هذه الزيارة لهذين البلدين بالذات , خاصة في ظل توتر العلاقات الشديد بين إيران الشيعية وحليفها المالكي من جهة , وبين الدول العربية السنية من جهة أخرى , في ظل تدخل إيران الواضح والسافر في شؤون الدول العربية بشكل عام , ولا سيما تدخلها المباشر في الدم الذي يسيل بشدة في سوريا , والذي يذهب ضحيته يوميا المئات من الشهداء المسلمين السنة . فلنأخذ هاتين الزيارتين مثالا واقعيا معاصرا في المشهد المصري , ولنتسائل عن مدى انطباق سد الذرائع على هاتين الزيارتين , ولنحرر أولا محل النزاع كما يقول الفقهاء والعلماء , حتى نصل إلى نقطة الخلاف الحقيقي بين المؤيدين للزيارة الذين لا يرون خطورة كبيرة من ورائها , وبين المحذرين المتخوفين من الزيارتين . وبالعودة لأنواع سد الذرائع فإن محل الخلاف هو , هل المفاسد المترتبة على الزيارتين محققة بشكل مؤكد ؟ وبالتالي فهي ممنوعة سدا للذريعة , أم غير موجودة أصلا فلا شيء في الزيارتين , أم أن المفسدة متأرجحة بين التأكيد والنفي ؟؟. أما الفريق الاول : الذي يمثل الحكومة المصرية التي قامت بالزيارة طبعا , وكذلك الإخوان المسلمين وبعض القطاعات المصرية الأخرى , وهوالمؤيد للزيارتين فيرى أن المصالح المترتبة على الزيارتين أكبر بكثير من المفاسد , ويقلل هذا الفريق من المخاوف الكثيرة الغير مبررة لهاتين الزيارتين , وذلك من خلال الضوابط التي يمكن أن تمارسها الحكومة لتفادي المحذور والمحظور , وبالتالي فإن المفسدة المتوقعة عندئذ تكون قليلة ونادرة , وهذا هو تماما ضابط الذريعة المباحة التي وردت سابقا , وبالتالي فالزيارتان مباحتان شرعا , لأن ذريعتهما من المباح . ويستدل هذا الفريق على كلامه من خلال سرده المنافع والمصالح المتوخاة من هاتين الزيارتين وهي : 1- تنشيط قطاع السياحة التي تضرر كثيرا بعد الثورة بإحجام السياح عن السفر إلى مصر , ولا شك أن السياحة ستوفر العملة الصعبة التي تحتاجها مصر لإنعاش سوق العمل والاستثمارات . 2- الإفراج عن جميع السجناء المصريين في العراق والبالغ عددهم 33 سجينا وفق ما نشرته اليوم السابع . 3- تزويد المصافي المصرية بالخام العراقي عبر العقبة , و يقدر النفط الذي سيورد لمصر بأربعة ملايين برميل شهريا , مما يؤدي إلى توفير فرص عمل كثيرة للمصريين إضافة إلى الأموال الضخمة التي ستوفرها الحكومة . 4- إعطاء الشركات المصرية الأولوية في إتفاقات إعمار العراق , إضافة إلى لقاء 60 من رجال الأعمال المصريين لهيئة الاستثمار للإتفاق على المشاريع التي يحتاجها العراق . 5- إنهاء ملف الديون المصرية المستحقة على العراق بما بات يعرف ( الحوالات الصفراء ) والتي يقدر نصيب مصر منها 408 ملايين دولار , وهي قيمة تحويلات المصريين في العراق في عام 1990 . 6- الضغط على العلمانيين والليبراليين المصريين الذين يستخدمون الورقة الاقتصادية أداة ضغط على الإسلاميين , وإتهامهم بالفشل في قيادة البلاد إلى بر الأمان , وغير ذلك من المنافع الاقتصادية . بل إن أنصار هذا الاتجاه يرون في الزيارتين منافع سياسية أيضا , من خلال دخول مصر على خط محاولة حل الأزمة السورية , وذلك بالضغط على إيران والعراق للوصول إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف , ويعتبر هذا الفريق ان المخاوف من الزيارتين مبالغ فيهما كثيرا . وفي المقابل يرى الفريق الثاني : الذي يمثل قطاعا كبيرا من التيار الإسلامي المصري , كحزب النور السلفي والدعوة السلفية والهيئة الشرعية وغيرها , إضافة إلى الأزهر الشريف الذي حذر من هذه الخطوة , أن هاتين الزيارتين يترتب عليهما مفاسد كثيرة تكاد تكون محققة وأكيدة , وهو ضابط الذريعة الممنوعة شرعا كما مر , فإن لم تكن المفاسد المترتبة على الزيارتين مؤكدة , فهي على أقل تقدير راجحة على المصالح , مما يعني أن سد الذرائع ينطبق على الزيارتين نظرا للمفاسد الكثيرة المترتبة عليهما بغلبة الظن وهي : 1- فتح الباب واسعا لنشر الفكر الشيعي في مصر , خاصة إذا علمنا أطماع الإيرانيين بمصر , واعتبارها شيعية بالأصل من أيام الفاطميين كما تدعي . 2- فتح الحسينيات والحوزات الشيعية التي يمكن أن تشكل بؤرة لنشاطاتهم ومؤامراتهم , لا سيما بعد الأنباء التي تؤكد انتشار بعض الحسينيات في مصر في الآونة الأخيرة . 3- نشر البدع والخرافات والعقائد الباطنية الفاسدة التي يمكن أن تؤثر على الهوية السنية المصرية . 4- الاستغلال السياسي الإيراني للوضع المصري المضطرب في الوقت الراهن , وقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك تدخل إيران في شؤون الدول العربية كافة , من خلال الحوزات والمرجعيات والحسينيات الشيعية الموجودة في كل بلد عربي , مما يعني أن الغاية الرئيسية من كل الأنشطة الثقافية والاقتصادية سياسي عقائدي . 5- أضف إلى كل ذلك التأثير المباشر لهاتين الزيارتين على مسار الأحداث في سوريا والعراق , وما يمكن أن يفهم منه على أنه اعتراف بالمصداقية والشرعية لرئيس الوزراء العراقي المالكي , خاصة بعد مطالبة الدكتور الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق بعدم زيارة المالكي ومقاطعته لنزع المصداقية والشرعية عن حكومته التي تمارس الإقصاء والتهميش لأهل السنة في العراق , إضافة إلى إعطاء دعم معنوي لإيران الداعم الرئيسي للنظام السوري . إن المفاسد المترتبة على الانفتاح على إيران كما يرى أصحاب هذا التوجه أكثر من أن تحصى , وما يقال عن اتخاذ الحكومة خطوات استباقية لمنع محاذير العلاقة مع إيران , من تحديد أماكن الزيارة بالشواطئ وأربعة من المدن , وعدم السماح بدخول القاهرة , وأن السياحة الدينية غير مسموحة , أو اشتراط عدم الدعوة إلى التشيع كشرط لدخول السائح إلى مصر ...... فهي بالغة الصعوبة في التطبيق إن لم تكن مستحيلة , وبالتالي فهي دون جدوى ونتيجة , خاصة مع الواقع الذي نراه بأم أعيننا فيما يحدث في لبنان وسوريا والعراق , والتي لإيران فيها موطئ قدم ونفوذ , الذي لم يأت بين ليلة وضحاها , بل جاء عبر بوابات مشابهة لتلك التي تريد مصر أن تفتحها على نفسها اليوم . ومن خلال ما سبق يمكن القول : إنه بناء على غلبة الظن بأن المفاسد المترتبة على العلاقات المصرية الإيرانية مؤكدة , و التي استنتجت من خلال عدة تجارب واقعية في أكثر من بلد عربي , ومن خلال انتشار الحسينيات الشيعية والفكر الشيعي في بعض المناطق والمدن المصرية فعلا , و باعتبار أن المصالح المترتبة على هذه العلاقة , إنما هي مصالح اقتصادية مالية , بينما المصالح الدينية العقائدية مقدمة عليها بترتيب الضروريات الخمس المعروفة : النفس والدين والنسل والعقل والمال , فالمال في آخر ترتيب الضروريات الخمس , وباعتبار أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح , وهي قاعدة شرعية معروفة , فإنه يترجح إعمال سد الذرائع على هاتين الزيارتين . وبما أن الحكومة المصرية قد قامت بالتوقيع وانتهى الأمر , فإنه وبعيدا عن أي تخوين أو تجريح , فإن أقل الواجب على الحكومة اليوم أن تبذل كل جهد في منع تسلل الفكر الشيعي إلى مصر , من خلال القيود والاجراءات الوقائية اللازمة لذلك , وإن كان ذلك من الصعوبة بمكان , وإلا فإن الوزر والإثم سيكون في صحيفة كل من كان سببا في دخول التشيع في صفوف الشعب المصري . الهوامش والمصدرhttp://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=2698&ct=3&ax=5 | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق