27‏/05‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2630] أوباما يمر بأقسى أزمة سياسية+''العريفي'' يهاجم ''نصرالله''


1


عندما ينحاز الوزير ضد المواطن



عبد العزيز محمد قاسم 


اتصلت على أباطرة الاقتصاد ليساعدوني في فهم أنّ المتضرر من التجوال الدولي المجاني هو المستخدم المحلي، فحار الأكاديميون بدورهم، وليت من يعرف حل هذه الأحجية، أن يكرمنا بفك طلاسمها



الله أكبر يا معالي الوزير، كم تألمنا لتقليل أرباح المساهمين في تلكم الشركات، من بضعة "مليمات" ستنقص عليهم من أرباحهم الفاحشة، وأنت تعلم هذه الأرقام الفلكية التي تحققها شركات الاتصالات





"الشعب أهم شيء عندنا.. شعبكم اجعلوه راضياً عنكم بالعدل والإنصاف والحق، وخدمة الدين والوطن؛ عزّ لكم وشرف لكم، وشرف لدولتكم".

صدّرت بين يدي مقالتي هذه الكلمات المشرقات، التي أوصى بها والدنا خادم الحرمين الشريفين سمو الأمير مقرن النائب الثاني، عند قسم سموه أمام المليك.

التوجيهات من لدن مليكنا لوزرائه لا تعدّ ولا تحصى، وفي كل مناسبة، ينبه مليكنا المسؤولين بالانحياز للمواطن والشعب، وأستشهد هنا بما قاله ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز – مؤخرا - بأن خادم الحرمين لا يفتأ يوصيهم بالشعب في كل مناسبة.

ولا أشك للحظة بأن الوزراء والمسؤولين، يمتثلون في غالبهم صالح الوطن والمواطن، بيد أن ثمة هفوات يقع فيها البعض، ما يجعلنا نحار فعلا في استيعابهم لتلكم التوجيهات، وربما نحن كإعلام وكتبة، عندما نمارس دورنا الحقيقي كسلطة رابعة؛ لَننبه المسؤول الذي غفل عن ذلك التوجيه. والوزير العاقل والواثق من نفسه، لا يجد غضاضة أبدا في الرجوع إلى الحق، والاعتراف بالخطأ، وتلك لعمرو الله فضيلة، لا يؤتاها إلا الشرفاء فقط.

الأمثلة والشواهد كثيرة لمن نعتبرها – من زاويتنا كمواطنين - هفوات كبيرة، ولنأخذ موقف معالي المهندس محمد جميل بن أحمد ملا وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، الذي أعرب عن تأييده لقرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في إلغاء مجانية التجوال الدولي، وقدم معاليه مبررات، جعلت مواطنا مثلي يشدّ شعره من فرط الغيظ، حيث برّر معاليه بأن: "الشركات العاملة في السوق السعودي ستحرم من إيرادات مستحقة كانت ستعود لمصلحة بناء شبكاتها وتطويرها، وإدخال مزيد من التطبيقات والخدمات للنهوض بمستوى الخدمة المقدمة، فضلا عن حرمان المساهمين في تلك الشركات من أرباح".

الله أكبر يا معالي الوزير، كم تألمنا لتقليل أرباح المساهمين في تلكم الشركات، من بضعة "مليمات" ستنقص عليهم من أرباحهم الفاحشة، وأنت تعلم هذه الأرقام الفلكية التي تحققها شركات الاتصالات، وتعادل في ضخامتها أرباح (سابك).

إحدى شركات الاتصالات أرباحها التي وزعتها على مساهميها المساكين المعدمين في عام 2010 بلغت قرابة 9 مليارات ريال في 12 شهرا فقط، وفي عام 2011 بلغت 7 مليارات ريال، وعام 2012 أيضا 7 مليارات ريال، ثم تأتي وتتباكى على أن التجوال الدولي المجاني سيحرم هؤلاء المساكين من أرباحهم، علما أن لها فائض أرباح بلغ 22 مليار لم توزعها على المساهمين.

لنأت إلى شركة اتصالات أخرى وزعت أرباحا في عام 2010 بلغت قرابة 4 مليارات ريال، وعام 2011 بلغت 5 مليارات ريال، وعام 2012 بلغت 6 مليارات ريال.

أيعقل بالله يا معالي الوزير، أن تؤيد إلغاء مجانية التجوال الدولي، وتبرّر لهم – ضمن ما برّرت - بعدم حرمان المساهمين من الأرباح؟

الأنكأ في موضوع إلغاء مجانية التجوال الدولي؛ أن تنبري هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي من المفترض هي الأخرى أن تكون في صفّ المواطن، لا صفّ شركات الاتصالات، وتقول عبر متحدثها الرسمي الزميل سلطان المالكي: "إن التجوال الدولي المجاني حتى وإن بدا في ظاهره أنه في مصلحة المستخدمين، إلا أنه في ظل وجود ملايين من الشرائح المرحّلة إلى الخارج، أصبح المتضرر الفعلي منه هو المستخدم المحلي وبنية الاتصالات المحلية".

والله قلبت الموضوع رأسا على عقب، ولجأت إلى آليات الرياضيات من لوجاريثمات وتفاضل وتكامل وقوانين دالتون وفيثاجورس وريمان، لحلّ هذه الأحجية بأنّ المتضرّر الفعلي من مجانية الاتصال الدولي هو المستخدم المحلي، ولم أستطع.

اتصلت على أباطرة اقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز ليساعدوني في فهم أنّ المتضرر من التجوال الدولي المجاني هو المستخدم المحلي، الذي هو أنت أيها - القارئ الكريم - وأنا عندما نسافر، وأبناؤنا المبتعثون في الخارج، فحار الدكتور طارق كوشك وزملاؤه الأكاديميون بدورهم، وليت من يعرف حلّ هذه الأحجية، أن يكرمنا بفك طلاسمها.

لا أريد التوسع في سبب إلغاء الخدمة، وأن المقيمين هم من استفاد، وسهولة حلّ تلك المسألة مع الشرائح المهرّبة، مع إبقاء حق المواطن في تلك المجانية، ولكنني استشهدت بهذا المثال كي أقول بأن بعض الوزراء والوزارات والهيئات، لا تطبق بشكل صحيح توجيه خادم الحرمين الشريفين بجعل المواطن وخدمته، هو الهدف الأول لهم.

أكرر هنا، بأنني وغيري من الزملاء عندما نقوم بهذا النقد، ونقل ما يعتمل في صدورنا والمواطنين، لنرجو أن يكون ذلك في مصلحة المسؤولين والوزراء، عبر تنبيههم، بامتثال توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، أن يكونوا مع المواطنين دائما، مع تقديرنا لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم.


...........
الوطن السعودية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل





أوباما يمر بأقسى أزمة سياسية منذ انتخابه ...

ويحكم حسب استطلاعات الرأي



تقرير واشنطن








2013-05-25 05:57:05

دراسات وتقارير

 

تقرير واشنطن


الرئيس باراك اوباما يحكم حسب استطلاعات الرأي. لم يتحرك عسكريا في سورية لعلمه ان حركة من هذا النوع لا تلقى رواجا بين الاميركيين. كما يحرص الرئيس الاميركي على ابعاد نفسه عن الفضائح. عندما تكلم آمر القوات في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ضد الادارة، عزله أوباما. وعندما انتشرت انباء عن المغامرات الجنسية لمدير «وكالة الاستخبارات المركزية» الجنرال دايفيد بترايوس، طلب الرئيس منه الاستقالة وقبلها. اما عندما شن الجمهوريون هجوما ضد مرشحته الى منصب وزيرة الخارجية سوزان رايس، تخلى عنها الرئيس الاميركي بطرفة عين

.

ويبدو ان حرص أوباما على سمعته دفعه الى اقفال ابواب ادارته وتحويلها الى قلعة عصية على الصحافيين، حتى على كبارهم من امثال بوب وودوارد، الكاتب الذي كشف فضيحة «ووتر غايت» التي اطاحت بالرئيس الراحل ريتشارد نيكسون. وكان وودوارد تعرض أخيرا لما يشبه التهديد بعزله عن مصادر معلوماته من احد المساعدين للرئيس الاميركي بعدما اصرّ الصحافي على نشر مقالة يحمّل فيها اوباما، بدلا من الجمهوريين، مسؤولية سياسة التقشف

.

وفي الوقت نفسه، يعلم كل صحافي في واشنطن عاصر عهد الرئيس السابق جورج بوش ان الادارة السابقة كانت اكثر انفتاحا على الصحافيين. وزراة الخارجية، مثلا، كانت تعقد بشكل دوري لقاءات بين مسؤولين رفيعي المستوى وصحافيين للحديث عن شتى الامور، شرط عدم ذكر اسماء المسؤولين

.

اليوم، حتى وزارة الخارجية لم تعد في موقع القرار في السياسة الخارجية التي صارت تنحصر بأيدي نفر قليل من المقربين من الرئيس في «مجلس الامن القومي». حتى داخل اروقة البيت الابيض، هناك حالة اطباق على المعلومات وتسريب من الاخبار ما يتناسب واجندة اوباما فقط.

وفي هذا السياق، لاحظ الخبراء انه حتى جاي كارني، الناطق باسم البيت الابيض، ليس من مجموعة النخبة المحيطة بأوباما، ما يجعله يقف في وجه الصحافيين للدفاع عن سياسات غالبا هو ليس على علم كامل بتفاصيلها. اما ما يثبت المزاعم بأن كارني هو خارج دائرة القرار فجاء في سلسلة الايميلات التي تبادلها مسؤولون في الادارة، في البيت الابيض والخارجية ووكالة الاستخبارات، حول صناعة والموافقة على «نقاط الكلام» التي تم تزويدها للمسؤولين للتعليق على احداث هجوم بنغازي في 11 سبتمبر. ويظهر جليا في تلك الرسائل ان كارني لم يكن مشاركا بالنقاش حول موضوع الهجوم، ولكنه مع ذلك انبرى فيما بعد للدفاع عن تعاطي الادارة معه

.

الاطباق على المعلومات هذا وابقاؤه خارج متناول الصحافيين لا يبدو انه كاف من وجهة نظر ادارة اوباما التي يبدو انها تسعى الى ملاحقة الصحافيين قضائيا، فالحكومة الاميركية الحالية، والتي تقدم النصائح لحكومات العالم، مثل الكويت، حول ضرورة عدم ملاحقة الصحافيين والافساح لهم بالتعبير عن رأيهم بغض النظر عن مضمونة، يتضح انها اكثر حكومة في تاريخ الولايات المتحدة التي عمدت الى ملاحقة الصحافيين

.

وتشير الارقام الى انه منذ صدور قانون مكافحة الجاسوسية العام 1917، وحتى وصول اوباما الى الحكم في 2008، قامت الحكومات الاميركية المتعاقبة بمحاكمة ثلاثة صحافيين فقط بتهمة افشاء اسرار الامن القومي. في عهد أوباما وحده، بلغت عدد الملاحقات الحكومية القضائية بحق الصحافيين ستة، بتهم افشاء اسرار الامن القومي، منها اثنتان ظهرتا الى العلن في الاسبوعين الاخيرين، كانت الاولى بحق وكالة انباء «اسوشيتد برس» بعدما نجحت الاخيرة في الانفراد بقصة حول خطة تنظيم «القاعدة» في اليمن ارسال عبوة متفجرة عبر البريد في طائرة في طريقها الى الولايات المتحدة

.

وبعد صدور المقالة، سمحت وزارة العدل للمحققين بالتجسس على المكالمات الهاتفية لعدد من المحررين والكاتبين من الوكالة، اضافة الى شخصين من البيت الابيض، على مدى شهرين، وهو ما اثار زوبعة من الانتقادات في البلاد ضد الحد من حرية الصحافة.


اما في الواقعة الثانية، فقام «مكتب التحقيقات الفيدرالي» (اف بي آي) بمراقبة الصحافي في شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية اليمينية جايمس روزن، ومراقبة حركة دخوله وخروجه الى مبنى وزارة الخارجية، كما مراقبة حركة مكالماته الهاتفية لتحديد هوية من يقوم بتسريب المعلومات له حول سياسات تتعلق بكوريا الشمالية

.

ثم قامت النايبة العامة بالادعاء على روزن بتهمة افشاء اسرار الامن القومي، وهو ما اثار كذلك عاصفة من ردود الفعل ضد ادارة اوباما قادها الديموقراطيون من مؤيديه قبل الجمهوريين من معارضيه.


الهجوم الاعلامي ضد ممارسات فريق اوباما بحق الصحافيين اجبرت الرئيس الاميركي على التراجع، فأطل كارني امام الاعلاميين في البيت الابيض ليقول ان الرئيس يؤمن بأنه من غير المسموح ملاحقة اي صحافي بأية تهمة جنائية اثناء تأديته عمله، وهو ما اثار تهكم بعض المعلقين من امثال دانا ميلبانك، الذي كتب في صحيفة «واشنطن بوست» انه على «الرئيس الاميركي ان يقول ذلك للأف بي آي


».

ولم تتخلف صحيفة «نيويورك تايمز»، المؤيدة عادة لاوباما والديموقراطيين، في هجومها على الرئيس الاميركي، فكتبت في افتتاحية ان «قضية روزن تأتي في اعقاب مؤشرات اخرى على ان الادارة تمادت في عثورها على، وتكميمها، مصادر الاخبار داخلها».


وجاء في الافتتاحية ان «المسؤولين في ادارة اوباما يتحدثون عن التوفيق بين حماية الاسرار وحماية الحريات الدستورية لاعلام حر، ولكن اتهام صحافي بأنه متواطئ في مؤامرة، بالاضافة الى سرية التحقيقات، تظهر انحيازا فاضحا عند الادارة لمصلحة السرية وعدم الاكتراث بالاعلام الحر


».

وترافقت الفضائح بحق الاعلاميين مع ظهور تقارير حول قيام وكالة الضرائب باستهداف مجموعات يمينية دون غيرها، يضاف الى ذلك اصرار الجمهوريين على ملاحقة اوباما وادارته في قضية ما يسمونه «تغطية على الفشل» في التعاطي مع هجوم بنغازي

.

ومايزيد في الطين بلة، ان الفضائح تبدو وكأنها اخذت أوباما وادارته على حين غرة، ففي موضوع الضرائب، قال اوباما انه سمع بالامر من الاعلام مثل كل الاميركيين، ليتبين في ما بعد ان البيت الابيض كان يعرف بالموضوع منذ ابريل، وهو ما دفع بعض اعضاء الكونغرس الى تكرار عبّارة «نريد ان نعرف من كان يعرف ماذا ومتى»، وهي عبارة ذاع صيتها اثناء التحقيقات التي اطاحت برئاسة نيكسون، فاذا كان اوباما يعلم واخفى ذلك فمشكلة، واذا كان فريق اوباما يعلم فيما الرئيس لا يعلم، فهي مشكلة كذلك تشير الى عدم سيطرة الرئيس على مفاصل حكمه

.

باراك أوباما يمر بأقسى ازمة سياسية يتعرض لها منذ انتخابه رئيسا. الارجح ان هذه الازمة لن تؤدي الى الاطاحة برئاسته، على غرار نيكسون، ولكن من شبه المؤكد انها شوهت اسطورته والتاريخ الذي سيكتب عن عهده، وهو موضوع يهم أوباما كثيرا، ولكن لسوء حظه يبدو انه لا يسير على حسب رغبات الرئيس الاميركي

 

http://www.thirdpower.org/index.php?page=read&artid=112387



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




هنا.. تركيا «الأردوغانية»! (1-2)


جميل الذيابي

الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
بمجرد أن تفكّر في السفر إلى تركيا في زيارة صحافية «محفوفة» بالرسمية، ستشتعل ذاكرة التاريخ والجغرافية، وستدلف الحقبة الإمبراطورية العثمانية، في حضور الجهود «الأردوغانية» الحثيثة لوضع تركيا في مكانة دولية متقدمة.

ستتذكر حضارة حلقت قروناً وسادت، ثم نامت ثم عادت إلى الضوء في السنوات الأخيرة، بعد أن أصبحت تركيا في عهدة حزب العدالة والتنمية «قوة ديموقراطية ناعمة ومحافظة». ستسأل نفسك هل نجح الثنائي (غل وأردوغان) في استعادة الوهج «العثماني»، والتخلي عن ملاحقة الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال حتى اليوم يتعنت في قبول تركيا كاملة العضوية؟

ماذا تعني تركيا للعرب، سواء أكانت دولة أوروبية أم آسيوية، علمانية أم مسلمة، سوى أنها دولة تبحث عن مصالحها واستعادة قوتها وتقديم نفسها قوة «عالمية مسؤولة» تحقق أهدافها وطموحات شعبها؟ لماذا تنجح الحركة الإسلامية في تركيا، فيما لا تزال «تتعثر وتسقط» في دول عربية وإسلامية أخرى؟ هل يمكن التعويل على دور أنقرة في مجابهة التحديات والمشكلات التي تواجه دول المنطقة؟ وهل تركيا على وفاق مع الدول العربية، أم منافسة لها وتعمل لمصالحها فقط؟

على متن طائرة ملكية سعودية أقلعت من جدة إلى تركيا، تناسيت في الوهلة الأولى العاصمة أنقرة، وتخيلت صباح إسطنبول، تلك المدينة التاريخية الاستراتيجية التي تصل القارتين الآسيوية والأوروبية. تذكرت مضيق البوسفور، وبحر مرمرة، ومضيق الدردنيل، ولون البحر الأسود والبحر الأبيض.

تخيلت ليل إسطنبول، تلك المدينة التي لا تنام. مدينة البحر والنجوم. مدينة القباب والمآذن والتراث الإسلامي العتيق.

قبل هبوط الطائرة بدقائق، بدأت أطل على أنقرة وهي تشكّل لوحة فنية لافتة، ليست كما كانت في زيارات سابقة. بدت عاصمة شابة متحفزة ومنتشية اقتصادياً.

اليوم، تعد تركيا ثالث دولة في العالم في مجال الإنشاءات والتشييد، ومن أكبر اقتصادات أوروبا، فيما يحتل الاقتصاد التركي المركز الـ17 عالمياً، ومن ضمن دول مجموعة الـ20.

دروس مستفادة كثيرة في التجربة التركية في الإصلاح الاقتصادي يجب التوقف عندها، إذ تمكّنت خلال 10 سنوات فقط من تحقيق نقلة حقيقية في المؤشرات المالية كافة، وعلى مستوى التنمية والإنتاج والتصدير والسياحة، ما انعكس على جودة التعليم والصحة والخدمات، وتوفير فرص العمل وكبح البطالة، والقضاء على الفقر المدقع، وتحسين الأحوال المعيشية للشعب التركي.

عندما بدأت تركيا تجربتها الإصلاحية كانت ديونها لصندوق النقد الدولي 23 بليون دولار، والمثير للإعجاب أن تركيا في شهر نيسان (أبريل) الماضي سددت جميع ديونها، وتدرس حالياً إقراض الصندوق 5 بلايين دولار.

حققت تركيا بفضل السياسات الحازمة والمرنة لحزب العدالة والتنمية استقراراً اقتصادياً واجتماعياً لمواطنيها، وقضت على مشكلات الإسكان، وقلّصت نسب البطالة، ونجحت في إرساء وضعية سياسية قوية لها على الصعيدين الإقليمي والدولي، معتمدة على سياسة خارجية تقوم على مبدأ «صفر مشكلات مع دول الجوار».

لم تنجح حكومة أردوغان لأنها تعمل وحدها، وتتفرد بقراراتها، وإنما لقدرتها على تفعيل مبدأ المشاركة الشعبية، وتشكيل علاقات عمل قوية مع المجتمع المدني، إذ تشارك الأوساط الأكاديمية ومراكز البحوث والجمعيات والنقابات المهنية والشركات التابعة للقطاع الخاص والهيئات غير الحكومية في أنشطة العمل التحليلي والسياسات، التي يضطلع بها البنك الدولي مع الحكومة والسلطات الوطنية، وهو الدور المغيب في غالبية الدول العربية.

في تركيا ثورة عمل حقيقية، ما انعكس على الدولة وأصبحت متفائلة وشغوفة وواثقة بنفسها و«منفتحة» على الآخرين، وجعلها قوة جديدة مؤثرة في المنطقة يمر على مطاراتها القادمون من الشرق والغرب.

شخصياً، لست من المتحمسين لبعض سياسات أردوغان ومبالغاته الخطابية، ولست من المتسمرين أمام المسلسلات التركية، التي تهيْمن على الشاشات العربية، لكن الحقيقة أن تركيا تتقدم بثقة، وتقدم نفسها دولة حكيمة، على رغم استفزازات النظام السوري، وبدأت تحصد ثقة شعبية وعلاقات إقليمية قوية، وتحقّق إنجازات دولية، فيما الحكومات العربية تغط في سبات، ولا تريد أن يعمل ويقرر سوى من ينتمون للدائرة الضيقة!

(غداً مقالة عن زيارة ولي العهد السعودي إلى أنقرة)

الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



أكبر فضيحة للقضاء المصرى






مجلس الدولة هو أحد أهم أركان القضاء المصرى وسجلت أحكام بعض قضاته بصمات مشرفة وصفحات من نور تدل على النزاهة والانحياز الكامل للعدالة، لكن المذكرة التى وجهتها اللجنة التشريعية بمجلس الشورى لرئيس المجلس ونشرها موقع «اليوم السابع» مساء الجمعة الماضية أصابتنى بشىء من الصدمة والذهول حول هذا الحصن القضائى وما يجرى فيه، فقد طالبت اللجنة التشريعية بمجلس الشورى مجلس الدولة بوقف تعيينات أكثر من ألفين بمجلس الدولة من أقارب المستشارين بالمجلس ومن بينهم أطفال حاصلون على الابتدائية فقط والإعدادية فقط، ومنهم من لم يستخرج بطاقة الرقم القومى ومعمرون قاربوا الخمسين من العمر، وقالت المذكرة إن المجلس عين هؤلاء بالقرار رقم 435 فى الأول من إبريل 2011 دون الإعلان عن وجود مسابقة ودون الإعلان فى الصحف الرسمية طبقا لما نص عليه قانون العاملين المدنيين فى الدولة.
 
وجاء فى المذكرة أن مجلس الدولة وهو المنوط به حماية الحقوق هو أول من ينتهك حقوق المصريين من خلال تعيين عشرات الأطفال من أبناء المستشارين وأقاربهم الذين لم يتموا تعليمهم ولم يتجاوزوا الرابعة عشرة من أعمارهم، ويتقاضون رواتب دون عمل رغم أنهم أطفال أو مازالوا فى الدراسة، وتضمنت المذكرة أسماء مندوبين ظلوا عشرين عاما متعثرين فى الحصول على الدرجات العلمية التى تؤهلهم للترقية وأسماء مندوبين مساعدين من أبناء المستشارين تم تعيينهم فى مجلس الدولة بعدما حصلوا على ليسانس الحقوق بدرجة مقبول بعضهم قضى 8 سنوات فى كلية الحقوق حتى حصل على الليسانس وبعضهم قضى ما دون ذلك، بينما يتعسف مجلس الدولة فى تعيين الباحثين القانونيين الذين حصلوا على درجات الماجستير والدكتوراه ولا يتم تعيينهم بالعمل القضائى على درجة مندوب، وأن هذا تعسف من مجلس الدولة فى استخدام سلطته التقديرية، ونقل التقرير عن الدكتور جمال جبريل عضو اللجنة التشريعية أنه فى حالة عدم استجابه مجلس الدولة للأمر فإنه سيتقدم بمشروع قانون بتعديل المادة 127 من قانون مجلس الدولة بحيث يكون تعيين الحاصلين على ماجستير ودكتوراه وجوبيا بدرجة مندوب بمجلس الدولة، وقال جبريل: «إن ما رآه من مستندات تثبت تعيين أبناء المستشارين ممن حصلوا على الإعدادية بوظائف فى مجلس الدولة حتى يضمنوا لهم الوظيفة عندما يتخرجوا فى الجامعة هو وضع كارثى مضيفا «حتى العزبة لن يحدث فيها هذا، لأن صاحب العزبة هيراعى مصلحتها».
 
هذا التقرير ليس مجرد كارثة ولكنه إن صح بكل ما فيه فهو أكبر فضيحة فى تاريخ القضاء المصرى، وإذا كان رئيس مجلس الدولة ونوابه والمسئولون فى مجلس الدولة على مستوى المسئولية فيجب عليهم أن يتقدموا باستقالاتهم فورا هم وكل المتورطين فى هذه الفضيحة ويتنحوا عن نظر أى قضية تتعلق بأى مواطن مصرى لأنهم ارتكبوا جريمة بحق هذا الشعب ولا يحق لهم الولاية على القضاء، وإذا كان رئيس الجمهورية على قدر مسئوليته باعتباره رئيس أكبر سلطة فى البلاد فعليه أن يصدر قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق فى هذه الفضيحة وإن صحت هذه المعلومات فيجب إقالة كل من له مسئولية وتحويل من يستحق للمحاكمة وإلا فكيف نثق بقضاة مجلس الدولة وهم ينتهكون حقوق الشعب كله لصالح أبنائهم وأقاربهم؟
الشروق





مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



السعودية تدين تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني ضد البحرين

جدة: واس

أدانت وزارة خارجية المملكة العربية السعودية بشدة التصريحات التي أدلى بها السيد حسين أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية لوكالة أنباء فارس بتاريخ 18 مايو 2013م وتعتبرها تدخلا مرفوضا وغير مقبول في شؤون مملكة البحرين الدولة العضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتصرفا غير مسؤول في العلاقات الدولية والإقليمية ويتناقض تماماً مع مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي التي تؤكد جميعها احترام سيادة الدول واستقلالها.
وتؤكد أن استمرار وتكرار هذه التهديدات الخطيرة والتحريض السياسي والديني والإعلامي المستمر أمر مرفوض ويعكس بكل وضوح الأطماع التوسعية الإيرانية تجاه دولة عربية عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، وسوف يكون لها نتائج خطيرة على الأمن والاستقرار وتزيد من حدة التوتر في منطقة الخليج العربي



معركة سوريا تنتقل إلى الضاحية في بيروت

الشرق الاوسط
في وقت تستمر فيه الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية بين جبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية موالية للرئيس السوري بشار الأسد ومنطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنية، على خلفية الأزمة السورية، امتدت رقعة النزاع السوري في لبنان أمس إلى الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل حزب الله، بسقوط 3 صواريخ غراد (أحدها لم ينفجر)، وذلك للمرة الأولى منذ حرب يوليو (تموز) 2006 مع إسرائيل.
وبعد أقل من 12 ساعة على تعهد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بمواصلة القتال في سوريا ضد مقاتلي المعارضة في خطاب ألقاه مساء أول من أمس، استهدف صاروخان منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية، سقط أحدهما في معرض سيارات بالقرب من كنيسة مار مخايل، والآخر في حي مارون مسك، وأديا إلى إصابة أربعة أشخاص بينهم 3 سوريين بجروح.
وفي غضون ذلك أعلن وليد المعلم وزير الخارجية السوري خلال زيارة مفاجئة إلى العراق أمس، موافقة سوريا على حضور مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده في يونيو (حزيران) المقبل،.
وفي سياق متصل وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، نصر الله زعيم حزب الله بأنه «إرهابي يعلن الحرب على أمته». وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «إيقاف (نصر الله) وإنقاذ لبنان من براثنه واجب قومي وديني علينا جميعا».



وزراء خارجية أوروبا يناقشون إنهاء حظر تصدير السلاح للمعارضة السورية

تبنت بريطانيا وفرنسا الدعوة لرفع الحظرعلى تزويد المعارضة السورية بالسلاح.

يناقش وزراء الخارجية بدول الإتحاد الأوروبي الدعوة البريطانية الفرنسية المشتركة لتخفيف القيود المفروضة على تصدير الأسلحة للمعارضة السورية.

ومن المفترض أن يطالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ نظرائه بالتعاون في تصدير الأسلحة للمعارضة السورية حيث ينتهي العمل بالحظر المفروض حاليا بنهاية الأسبوع الجاري.
وسيطالب هيغ بضرورة إمداد الفصائل "المعتدلة" في المعارضة بالأسلحة وهو الأمر الذي يواجه معارضة من بعض الدول الأوروبية.
يذكر أن الحظر المفروض حاليا يحتاج إلى إجماع الدول الأعضاء على جدواه في سبيل تمديده لفترة أخرى وهو ما يبدو مستحيلا في ظل الرغبة البريطانية الفرنسية المشتركة.
"يجب أن نوضح تماما أن النظام السوري إذا لم يدخل مفاوضات جنيف مع المعارضة بصورة جدية فأن جميع الخيارات ستكون متاحة"

وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ

وتعتقد الدول المعارضة لرفع الحظر أن تصدير السلاح إلى المعارضة السورية سيساهم في تأجيج الحرب الأهلية في سوريا.
لكن هيغ يعتقد أن إمداد المسلحين السوريين بأسلحة حديثة سوف يضع مزيدا من الضغط على النظام الحاكم في سوريا كي يلجأ إلى المفاوضات لتسوية النزاع سلميا.
وكان هيغ قال أمام مجلس العموم البريطاني أن عملية تصدير الأسلحة ستتم بعد تدقيق كبير وتعهدات صارمة من المعارضة السورية.
وأضاف هيغ "يجب أن نوضح تماما أن النظام السوري إذا لم يدخل مفاوضات جنيف مع المعارضة بصورة جدية فأن جميع الخيارات ستكون متاحة".
ويعتقد بعض المراقبين أن إجتماع وزراء خارجية الدول أعضاء الإتحاد الأوروبي في بروكسل قد يقوم بتمديد الحظر دون تعديلات لفترة وجيزة إنتظارا لنتائج مؤتمر جنيف المنتظر الشهر المقبل بين النظام السوري والمعارضة.


نائب رئيس الوزراء التركى: على "حزب الله" أن يغير اسمه إلى "حزب الشيطان"
قال رئيس الوزراء التركي، "بكير بوزداغ"، إن على "حزب الله" أن يغير اسمه إلى "حزب الشيطان"، واضاف مستنكرا: "من يسمي نفسه "حزب الله"، يقوم حاليا بقتل الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن".

وحذر بوزداغ في كلمته اليوم الأحد أمام الندوة الدولية السادسة لرسائل النور والاتحاد الإسلامي، المقامة في أنقرة، من رغبة البعض في إعادة إحياء المذهبية في العالم الإسلامي، وأشار إلى أن الراغبين في إشعال نزاع مذهبي في سوريا، يتجولون بحرية في أنحائها.

وأكد بوزداغ أن جميع المذاهب، والطرق الصوفية، والعلوم، والكتب، تهدف لشرح القرآن الكريم والسنة النبوية، وإنارة الطريق إليهما. وأنه لا يمكن اعتبار أي منها في منزلة القرآن أو السنة. وشدد على ضرورة وقوف العالم الإسلامي بأكمله في وجه المذهبية.

ولفت بوزداغ لكون العنصرية أحد أصعب الأمراض التي يعاني منها العالم، وأكد أن القرآن الكريم يقف في وجهها، وفي وجه استعلاء أي عرق على الآخرين، ومع ذلك فإن تركيا تكافح إرهابا عنصريا - منظمة بي كاكا - منذ 30 عاما.

وقال بوزداغ، إن "بديع الزمان النورسي"، عمل خلال حياته المليئة بالصعوبات، باستخدام الإلهام الذي استمده من القرآن، على دفع الأمة للعودة لقيمها الدينية والوطنية، وأنه كان يؤمن بأن المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي، يمكن حلها عن طريق الإيمان بالله، وإدارة الظهر لمغريات الدنيا، والعمل الجاد.




''العريفي'' يهاجم ''نصرالله'': ''الشام كشفت عقائد حزب اللات''



''العريفي'' يهاجم ''نصرالله'': ''الشام كشفت عقائد حزب اللات''
شنَّ الداعية محمد العريفي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود، هجومًا حادًا على حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني، على خلفية اعتراف الأخير بمشاركة قواته في قمع الثورة السورية.
وقال ''العريفي''، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي '' تويتر'': ''إن الدور الذي كان يؤديه نصر اللات لخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة انتهى وفُضح وفاحت رائحته النتنة، وانقطع تأثيره العربي''، مؤكدًا أنه لا يستبعد أن تغتاله إيران ''ليموت بأسراره''.
وتابع: ''من زمان والعقلاء يحذرون من (حسن نصر اللات)، فهو يعتقد كفرنا ويستحل دماءنا، واليوم فضحته الشام.. يذبح الأطفال ويهتك الأعراض، ويتقرب للمجوس بها وكنا ننقل عقائد حزب اللات والروافض من كتبهم، ونُتّهم بالتشدد والطائفية والتكفير، فها هي الشام والقصير تكشف ما تبقى من سوءاتهم، والقادم أعظم''.
يذكر أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، قد صرح قائلاً ''فلنتقاتل في سوريا ونحيد لبنان عن القتال والصراع والمواجهات الدامية''، وخلال كلمة له، عبر شاشة كبيرة خلال احتفال الحزب بذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في 25 مايو 2000، أعرب نصر الله عن استعداد الحزب لإرسال آلاف المقاتلين من عناصره إلى سوريا لمقاتلة ما أسماها ''الجماعات التكفيرية المسلحة''.
 






إغلاق مطعم لـ"المثلوثة" يصنع الصلصة ببراميل الطلاء
"الأمانة" أغلقت 380 مطعماً في الرياض لمخالفتها شروط السلامة العامة

أغلقت أمانة منطقة الرياض، الأحد، أحد أشهر المطاعم في المنطقة والمختص بصناعة وجبات "المثلوثة"، وجاء ذلك ضمن حملة قامت بها الأمانة ضد فساد اللحوم والأطمعة، استهدفت من خلالها محال المطاعم وأسواق اللحوم والخضرة.
وقامت الأمانة بإغلاق المطعم المخالف، وذلك بعد أن اكتشفت أنه يقوم بصناعة "الصلصة الحارة"، بداخل براميل لطلاء البوية (صبغ الجدران).
لحظة الكشف عن اللحوم الفاسدة
كما داهمت الأمانة سوق اللحوم بمدينة الرياض، وكشفت لحوم مغشوشة وغير طازجة، حيث تم تداول صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يظهر فيها رجال الأمانة وهم يقومون بمصادرة هذه اللحوم.
وفي وقت سابق أنهت أمانة منطقة الرياض حملتها الرقابية على المطاعم التي استمرت أربعة أيام بإغلاق 380 مطعماً وكافتيريا للوجبات السريعة في مختلف أحياء العاصمة، بسبب تجاوزات تتعلق بالنظافة والسلامة العامة.
وكان أبرز المخالفات التي سجلها مراقبو الأمانة تدني مستوى النظافة وسوء تخزين المواد الغذائية، وعدم وجود شهادات صحية للعاملين فيها، كما المستوى المتردي للمعدات المستخدمة في عملية الطهي في هذه المنشآت.
وأسفر اليوم الأخير للحملة عن إغلاق 133 مطعماً، فيما كانت حصيلة اليوم الأول 52 مطعماً، والثاني 96، والثالث 99 مطعماً. كما أسفرت الحملة عن إيقاف بائعين جائلين غير سعوديين مخالفين لأنظمة البيع، ومصادرة بضائعهم واحتجاز بعض السيارات، وإصدار مخالفات مالية على أصحابها.
وكانت أمانة منطقة الرياض خصصت رقم هاتف مركز طوارئ الخاص بسكان العاصمة (940) للإبلاغ عن أية مخالفة، ومنها تلك المتعلقة بالصحة العامة.

......................

تغريدات :

إرتبطت إسم حزب الله بالدم العربي.

تقاتل مع أمل وإغتال رموز اليسار اللبناني. يغطي جرائم بشار ومتهم بإغتيال الحريري.

الآن يشارك في قتل السوريين



.......................



  سعد بن مطر العتيبي سعد بن مطر العتيبي @otsaad
الإسلام عقيدة منها الشريعة، وشريعة ملازمة للعقيدة..
ومن فرق بينهما فقد شابه أهل الكتاب في رد بعض الكتاب، والعلمانيين في فصل الدين عن الحياة!



.............................



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



اختطاف مصر يأتي من الشرق

محمد سليمان الزواوي

www.Fb.com/zawawy.m

مفكرة الاسلام: بالنسبة لمصر فإن الشرق لا يمثل مصدر إلهام كما تقول أقلام الأدباء، ولكنه مصدر آلام وأحزان، وتظل الجبهة الشرقية لمصر هي مصدر اختطاف إرادتها وأمنها، وكذلك مصدر أحزانها المتعاقبة منذ عقود. فعمليات الاختطاف داخل سيناء لا تزال تمثل أزمة حقيقية للنظام المصري، أي نظام؛ فالمسألة ليست متعلقة بفصيل حاكم أو برئيس جمهورية ما، كما يريد البعض أن يصوره، ولكن القضية متعلقة بأمن وطن وقطعة غالية من ترابه؛ هي منطقة عازلة بين عدو سكبت الدماء من أجل تحريرها ومن أجل تحرير الإرادة المصرية فيها وفتح المجرى الملاحي الهام للاقتصاد المصري، قناة السويس، فسيناء كانت ولا تزال ساحة إرادة مصرية، فالأمر أكبر من مجرد عمليات اختطاف لجنودنا أو قتل بعضهم، مع أن أرواحهم ودماءهم زكية وقطرة منها لا تساويها الدنيا وما فيها، إلا أن قَدَر الجيش المصري هو أن يكون بطلاً في حياته ومماته، وكل رجال القوات المسلحة يعلمون ذلك من اللحظة التي يختارون أن يكونوا فيها دروعًا من أجل الوطن، سواء من الضباط والجنود العاملين أو من المجندين.

فكما كانت لحظة اختيار مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 لإلغاء الأحزاب لحظة فارقة في تاريخ مصر دفعت ثمنها غاليًا، فكانت كذلك لحظة تطوير الهجوم في حرب أكتوبر لحظة فارقة في تاريخ مصر، وهي التي ندفع ثمنها حتى اللحظة مما تلاه من تنازلات في اتفاقيات السلام مع "إسرائيل" بنقصان السيادة على شبه جزيرة سيناء، وهذا هو جوهر القضية في سيناء: نقصان السيادة المصرية وعدم قدرة الجيش المصري على بسط سيطرته على كامل ترابها، فهي معركة إرادة أيضًا مثل معركة القمح ومعارك التصنيع العسكري وتنويع علاقات مصر الدولية شرقًا وغربًا.

إن تحول سيناء إلى بؤرة أزمات للأنظمة المصرية المتعاقبة تعود إلى ما بعد حرب أكتوبر 1973، فعدم تنمية سيناء وعدم قدرة الجيش المصري على بسط هيمنته على كامل ترابها طبقًا لاتفاقية السلام وما تلاه من غلق المعابر أمام الفلسطينيين وخنقهم وحصارهم وتجويعهم وهم يقتلون بالفسفور الأبيض وعدم السماح حتى لمدنييهم ونسائهم وأطفالهم بالهرب - هي التي فتحت الأنفاق وهي التي جعلت عرب سيناء يتعاطفون مع إخوانهم على الجانب الآخر من الحدود، التي كانت تدكها الطائرات "الإسرائيلية" ولم تفرق صواريخها وارتداداتها بين بيوت الغزاويين وبيوت المصريين في رفح وعلى طول الحدود.

فعندما اختار السادات الحل الفردي وسار بعيدًا عن شعبه وعن مستشاريه ووزرائه بل وأمته العربية، انتكست منذ ذلك الحين القضية الفلسطينية وتحول الصراع إلى "إسرائيلي" فلسطيني، بعد أن كبلت أيادي مصر باتفاقية السلام التي انتقصت من السيادة المصرية على سيناء، وسمحت الأوضاع الناتجة عن تشرذم الجبهة العربية لـ"إسرائيل" بأن تعربد في المنطقة بعد انكفاء مصر على ذاتها في حقبة مبارك وعدم القدرة على المبادرة والمناورة بعد أن كانت العلاقة الثلاثية - المصرية "الإسرائيلية" الأمريكية - هي الثقب الأسود الذي سحب مصر وسحب معه إرادتها طوال عقود مبارك، بآمال تسليح الجيش وإنعاش الاقتصاد المنفتح منذ عهد السادات، مقابل الإرادة والسيادة المصرية ودورها الإقليمي.

إن أزمة سيناء تعود جذورها إلى تلك الليالي الملحمية من حرب أكتوبر بعد معركة المزرعة الصينية وقدرة "إسرائيل" على تمرير جسرها للعبور من خلال محور "أبو طرطور" إلى الضفة الغربية للقناة وتنفيذ عملية "الغزالة" التي كانت خطة "إسرائيلية" مضادة للعبور إلى الداخل المصري، ومنذ ذلك الحين وسيناء تدفع ثمن المناورات السياسية غير المدروسة والفردية والتي دائمًا ما كان يدفع ثمنها جنودنا على الأرض، والتي بدأت بتوغل القوات "الإسرائيلية" وتحطيم حوائط الصواريخ وقتل جنودنا في الضفة الغربية بدون حماية عسكرية، ولا يزال أمن مصر منقوصًا حتى هذه اللحظة بسبب تلك الخطوة غير المدروسة عسكريًّا.

واليوم فإن تحركات النظام المصري في عهد الرئيس مرسي تتمحور حول معركة استعادة الإرادة والسيادة والدور الإقليمي، وهو ما بدأنا في رؤية ملامحه وأبعاده اليوم، والذي يعد محور تنمية إقليم قناة السويس والتخطيط لتنمية سيناء وتوفير مصادر دخل لأبنائها، وحل قضية المعابر مع غزة؛ كلها أبعاد متناثرة من تلك المعركة، وكذلك التعاون في إطار مبادرات إقليمية موسعة بين كل من مصر وتركيا وإيران لمنع أي عدوان جديد على غزة ـ مثلما نجحت تلك المبادرات في منع مذبحة جديدة في 2012، بالإضافة إلى رؤية أمنية جديدة للمنطقة تعتمد على أحدث تقنيات المراقبة والطائرات بدون طيار التي بدأت المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع في تصنيعها، هذا بالإضافة إلى عمليات تجفيف منابع السلاح المنفلت في المنطقة، وكلها محاور في إطار الطريق الشاق من أجل استعادة أمن سيناء على المدى البعيد.

كما أن المصالحة مع قبائل سيناء ومع مظالمهم التاريخية أصبحت اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ويجب أن تشارك الدولة بكل أجهزتها في عمليات المصالحة تلك، وهذا ما دعا إليه رئيس الجمهورية، ويجب مخاطبة كل مخاوف قبائل سيناء وتحقيق مطالب التنمية ليبتعدوا عن الصفقات المشبوهة والمخدرات والسلاح وطرق العيش الملتوية في جبال ووديان صحراء سيناء، وأن يتم تجييش أجهزة الدولة الخاصة بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وبالرصيد الدعوي والإسلامي للجماعات السياسية الجديدة على الساحة المصرية، من أجل عمل منظومة متكاملة من الحلول الجذرية لهذا الإقليم الهام والمحوري للأمن القومي المصري.

ولكن في خضم ذلك كله تظل هناك أسئلة حائرة متعلقة بوزارتي الداخلية والدفاع في سيناء: كيف يسمح بعمل أكمنة على الطرق من أهالي سيناء تؤدي إلى اختطاف الجنود؟ ما هو دور الاستخبارات العسكرية والأجهزة الأمنية الأخرى المتعلقة بالمراقبة وأعمال الاستخبارات وجمع المعلومات في المنطقة إذا استطاع الخاطفون أن يعتقلوا سبعة جنود بتلك السهولة؟!

ولكن بالرغم من ذلك كله لا تزال هناك أطراف تريد اللعب على وتر شعبية الرئيس ولا تترك مناسبة بدون استغلالها من أجل النيل من مؤسسة الرئاسة؛ فالرئيس مسئول مسئولية كاملة عن حماية أمن جنوده وتحقيق أمن مصر القومي، لكن المسئولية المباشرة تقع على الأجهزة المنوط بها حماية سيناء وجمع المعلومات فيها لاسيما في ظل توترات متعاقبة في الآونة الأخيرة من اختطاف ضباط شرطة وقتل قوات حرس الحدود واعتداءات على مقرات الداخلية بالعريش وغيرها من العمليات الأمنية التي من المفترض أن تجعل كل الأجهزة المعنية على أعلى درجات التأهب والاستعداد.

ولكن على أي حال، فإن الإحاطة بكافة جوانب الصورة في سيناء بأبعادها التاريخية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية سترشد الدولة المصرية إلى إيجاد حلول جذرية لذلك الصداع المستمر للأمن القومي المصري وأجهزته المختلفة؛ من أجل عدم السماح لـ"إسرائيل" بأن تستخدم ورقة سيناء في نيل أية مكاسب سياسية أو أمنية بحجة عدم استتباب الأمن فيها، والأحداث الأخيرة كفيلة بأن تجعل ملف سيناء وتجفيف منابع التهديدات هناك على رأس أولويات الرئاسة في الفترة القادمة.

مفكرة الاسلام

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




بطولات ابن تيمية في جهاد أعداء الإسلام


                    سلطان بن عبدالرحمن العميري

لازلت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل تتعرض للغزو والتخريب والتقتيل والنهب من أعدائها في الداخل وفي الخارج , وما زالت مشاهد الخراب في بلاد الإسلام تتكرر على مسامع المسلمين وأبصارهم .


وفي مقابل تلك المناظر المؤلمة والمشاهد المحزمة لا زالت أرحام نساء الأمة الإسلامية تنجب لنا الأبطال تلو الأبطال , وتخرج لنا أجيالا من الصادقين العاملين من جميع طبقات المجتمع , من الرجال والنساء والشباب والشيوخ .


وعلى مر تلك المصائب المدلهمة النازلة على الأمة الإسلامية كان للعلماء الصادقين العاملين دور كبير في تثبيت المسلمين وفي إزالة ما حلّ بهم , فبادروا إلى بيان المواقف الشرعية المتعلقة بتلك النوازل , وسعوا إلى تقوية جأش المسلمين , وتعبئة صفوف المجاهدين , وخاطبوا الأمراء والملوك ودعوهم إلى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن حياض المسلمين وألزموهم بذلك , ولم يكتفوا بمجرد التحريض والتشجيع , وإنما شارك كثير منهم في قتال الأعداء , وبذلوا أموالهم ونفوسهم رخيصة في سبيل الله , فمنهم من قضى نحبه وفاز بالشهادة في سبيل الله , ومنهم من لم يرزق الشهادة فبقي يعلم الناس ويدعوهم ويرشدهم .


ومن أولئك العلماء الصادقين المجاهدين بنفسه وماله وقلمه : العالم الجليل ابن تيمية , فقد كانت له مشاهد معلومة ومواقف عظيمة في جهاد التتار الذين غزوا بلاد المسلمين في زمانه , فخربوا وقتلوا ونهبوا وسرقوا , ويلخص ابن فضل العُمري ما حصل من ابن تيمية فيقول :"وحكي من شجاعته في مواقف الحرب نوبة شقحب ونوبة كسروان ما لم يُسمع إلا عن صناديد الرجال وأبطال اللقاء وأحلاس الحرب , تارة يباشر القتال , وتارة يحرض عليه , وركب البريد إلى مهنا بن عيسى واستحضره إلى الجهاد , وركب بعدها إلى السلطان واستنفره , وواجه بالكلام الغليظ أمراءه وعسكره , ولما جاء السلطان إلى شقحب لاقاه إلى قرن الحرة وجعل يشجعه ويثبته".


ولا بد من التأكيد على أن الاقتصار على مواقف ابن تيمية ليس المقصود منها التنكر لمواقف العلماء الآخرين ولا التقليل من شأنها , وإنما كان التركيز على مواقفه لكثرتها ولمناسبة كثير منها لما هو واقع في عصرنا ؛ ولأن لكلامه وتقريره ومواقفه تأثير بليغ على قطاع كبير من علماء المسلمين وشبابهم.


ابن تيمية يتوجه إلى الأمراء والملوك ويعظهم :


حين توجه غازان – أحد ملوك التتار الذين ادعوا الإسلام – إلى الشام وقصد غزوها توجه إليه ابن تيمية مع عدد من علماء المسلمين ووجهائهم يحذرونه من مغبة فعله , وكان مما قال له ابن تيمية :" أنت تزعم أنك مسلم ومعك مؤذنون وقاضٍ وإمام وشيخ على ما بلغنا , فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا ؟! وأبوك وجدك هلاكو كانا كافرين وما غزوا بلاد الإسلام، بل عاهدوا قومنا، وأنت عاهدت فغدرت , وقلت فما وفيت" .


وحذره من قتل المسلمين وأخذ أموالهم , وحين قدّم لهم الطعام أبى ابن تيمية الأكل منه , فقيل له : ألا تأكل ؟! فقال : كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتموه من أغنام المسلمين , وطبختموه بما قطعتموه من أشجارهم .


وكان في أثناء حديثه لغازان يرفع صوته ويقترب منه حتى كادت ركبته تلاصق ركبة السلطان يحذره ويخوفه , فخافه السلطان وأنصت له , وحين خرجوا منه عنده قال له أصحابه :" كدت تهلكنا وتهلك نفسك" .


هكذا يضرب ابن تيمية أروع الأمثلة في مواجهة الأمراء المستخفين بأموال المسلمين ودمائهم.


وحين تأخر سلطان مصر عن الخروج بالجيوش ضد التتار في الشام وتلكأ عن نصرة المسلمين توجه إليه ابن تيمية حتى وصل مصر واستحث السلطان ومن معه على القتال والجهاد في سبيل الله , وقال للسلطان عبارة قوية وصريحة جدا :" إن كنتم أعرضتهم عن الشام وحمايتها أقمنا سلطانا يحوطه ويحميه " .


وقال له في كلام صريح وواضح :" لو قُدر أنكم لستم حكام الشام وملوكه واستنصركم أهله وجب عليكم النصر , فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه؟!!" .


ولم يزل بهم يحثهم ويعظهم حتى خرجت جحافل جيوش المسلمين من مصر وتلاقت رايات المسلمين في الشام , "ففرح الناس فرحا شديدا بعد أن كانوا قد يئسوا من أنفسهم وأهليهم وأموالهم" .


وهنا يكشف ابن تيمية عن عمل عظيم من الأعمال التي يجب أن يقوم بها العلماء , وهو التأثير على الأمراء المترددين والمتخاذلين وإلزامهم بالدفاع عن بلاد المسلمين وتقديم مصلحة الإسلام على المصالح الشخصية , وأنه يجب أن تكون مواقف العلماء هي المؤثرة على قرارات السياسي وليست قراراته هي المؤثرة على مواقفهم .


ابن تيمية يحرض على الجهاد ضد الأعداء ويحث المسلمين عليه :


حين توجه التتار إلى بلاد المسلمين أقام ابن تيمية ميعادا سنة 697هـ للجهاد في سبيل الله حرض فيه وبالغ في أجور المجاهدين , وكان ميعادا حافلا جليلا , أشعل فيه روح الانتصار في نفوس المسلمين .


وحين انزعج الناس سنة 700 هـ من توجه التتار إلى بلاد الشام وأخذوا يبيعون متاعهم ويتأهبون للهرب , قام ابن تيمية بمجلسه في الجامع وحرض الناس على القتال وساق لهم الآيات والأحاديث الواردة في فضل الجهاد ووجوبه , ونهى عن الإسراع في الفرار ورغب في إنفاق أجرة الهرب في الجهاد , وأوجب جهاد التتار وألزم به .


وتوجه إلى العسكر القادم من حماة فاجتمع بهم , وحثهم وثبتهم ورفع من معنوياتهم , وبين الأجر العظيم الذي وُعدوا به.


وكان يذهب إلى المجاهدين في سبيل الله ويجتمع بهم كثيرا ويبيت عندهم ويعظهم ويقوي من جأشهم , ويعدهم بالنصر ويبشرهم الغنيمة ويذكر لهم ما ينتظرهم من الجزاء عند الله في الجنة , بل إنه في بعض المواقف يقسم لهم ويقول : والله إنكم منصورون , فيقولون له : قل : إن شاء الله , فيقول : إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا .


وابن تيمية في هذا الموقف يكشف لنا بأن الأدوار التي يقوم بها العلماء ليست منحصرة في جمع الأموال والتبرعات ولا في إلقاء الخطب والكلمات , وإنما هناك أعمال أخرى يحتاجها من هو في أرض الميدان , وهي تثبيت القلوب وتقوية العزائم ورفع المعنويات , وخير من يقوم بذلك هم العلماء , فالمجاهدون في الميدان يحتاجون إلى أن يكون العلماء بجوارهم وبقربهم ليدعموهم بالدعم المعنوي المساوي للدعم المالي والحسي .


ابن تيمية يبين بوضوح الموقف الشرعي في تلك النوازل :


بلغت الأمة الإسلامية في وقت غزو التتار لها مبلغا عظيما من الضعف والهوان والتفرق , وبات الأمراء والملوك يتقاسمونها فيما بينهم ويستحوذون على خيراتها ومقدراتها , وأضحى الناس مغلوبين على أمرهم وخاضعين لهوى من يحكم ويتأمر عليهم .


ومع ذلك فحين دخل التتار بلاد المسلمين لم يتردد العلماء ومنهم ابن تيمية في وجوب محاربتهم والتصدي لهم , بل ابن تيمية يؤكد ذلك الوجوب , ويقول :"قتال هؤلاء واجب بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق المسلمين" ثم بين الأصول التي يقوم عليها ذلك الحكم , وجمع الأدلة الشرعية التي يعتمد عليها في فتواه .


وحين نزل الأعداء ببلاد المسلمين كتب كتبا كثيرة إلى أمراء المسلمين ومدائن الإسلام يحثهم فيها على الجهاد ويبين حقيقة الموقف الشرعي في تلك النوازل , وذكر أقسام الناس في تلك الفتنة فقال :" فهذه الفتنة قد تفرق الناس فيها ثلاث فرق: الطائفة المنصورة , وهم المجاهدون لهؤلاء القوم المفسدين , والطائفة المخالفة , وهم هؤلاء القوم ومن تحيز إليهم من خبالة المنتسبين إلى الإسلام , والطائفة المخذلة , وهم القاعدون عن جهادهم وإن كانوا صحيحي الإسلام , فلينظر الرجل أيكون من الطائفة المنصورة أم من الخاذلة أم من المخالفة".


وأشار إلى أهمية ولزوم الحفاظ على بلاد المسلمين وعلى مركزية الدولة الإسلامية , وأكد على أن أهل الشام ومصر في زمنه هم المقاتلون عن دين الإسلام وهم المدافعون عن حياضه , وأنهم أحق الناس دخولا في الطائفة المنصورة التي مدحها النبي صلى الله عليه وسلم , وبين أحوال المسلمين المزرية في بقاع الإسلام الأخرى : اليمن والحجاز والمغرب وأفريقيا , وأوضح ما فيها من الفساد والبعد عن الدين والوقوع في الشرك والمحرمات .


وأكد في كلام واضح جدا على أهمية ووجوب نصرة أهل الشام ومصر وعلى أن خذلانهم والتخلي عنهم من أعظم الخذلان للإسلام والمسلمين .


وفي أثناء غزو التتار لبلاد المسلمين وجهت إليه أسئلة متعددة عن تلك النازلة , ومن تلك الأسئلة سؤال مفصل يحكي شيئا مما وقع في ذلك الزمان مشابه لما يقع في زماننا هذا , فقال السائل :" ما تقول الفقهاء أئمة الدين  في هؤلاء التتار الذين قدموا سنة تسع وتسعين وستمائة وفعلوا ما اشتهر من قتل المسلمين وسبى بعض الذراري والنهب لمن وجدوه من المسلمين وهتكوا حرمات الدين من إذلال المسلمين وإهانة المساجد لاسيما بيت المقدس , وأفسدوا فيه , وأخذوا من أموال المسلمين وأموال بيت المال الحمل العظيم وأسروا من رجال المسلمين الجم الغفير وأخرجوهم من أوطانهم وادعوا مع ذلك التمسك بالشهادتين وادعوا تحريم قتال مقاتلهم لما زعموا من إتباع أصل الإسلام ولكونهم عفوا عن استئصال المسلمين فهل يجوز قتالهم أو يجب وأيما كان فمن أي الوجوه جوازه أو وجوبه أفتونا مأجورين".


فما كان من ابن تيمية إلا أن بين حكم الله في هذه القضية بكل وضوح وبين وجوب قتال هؤلاء وأن قتالهم ليس مما يقع فيه الخلاف بين المسلمين , وبين أنه يجب على أمراء المسلمين وغيرهم الوقوف ضد هؤلاء المعتدين ومحاربتهم وأكد على أن قتالهم من الجهاد في سيبل الله , وجمع النصوص الشرعية المتعلقة بالجهاد والمبينة لفضله وشرح وفصل وأصل وبين كثيرا من المسائل الشائكة المتعلقة بقتال أولئك الأعداء .


وابن تيمية في هذه المواقف يقوم بواجب من الواجبات المحتمة على العلماء في مثل هذه النوازل العظيمة النازلة بالأمة , فالأمة في مثل هذه الأحوال التي تسفك فيها الدماء وتنتهك فيها الأعراض وتقهر فيها النفوس وتسرق فيها الأموال وتخرب فيها الديار يحتاجون إلى مواقف واضحة من العلماء وجادة في بيان الحكم الشرعي , بحيث يكون فيها العلماء على قدر كبير من الشجاعة والوضوح والاتفاق والاستقلال الذاتي عن المؤثرات الخارجية فيبينون الموقف الشرعي ولو كان مخالفا لبعض السياسيات.


ابن تيمية يشارك في جهاد الأعداء بنفسه :


لم يكتف ابن تيمية بتلك المواقف الواضحة والبينة في مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين , وإنما جمع مع ذلك أن قام بالاشتراك بنفسه في الجهاد ضدهم وبذل ماله ونفسه في سبيل الله , فقد كان حاضرا في أرض الوغى ومقاتلا في سبيل الله مع المجاهدين , وكان يدور على المقاتلين يحثهم ويصبرهم ويعدهم بالنصر , "وكان هو وأخوه يصيحان بأعلى أصواتهما تحريضا على القتال وتخويفا للناس من الفرار".


وفي هذا المشهد يقف ابن تيمية العالم الجليل في مثل هذا الموقف وهو من أقوى ما يزيد من معنويات المجاهدين في سبيل الله ومن أشد ما يقوي من عزائمهم , وهذا يؤكد على ضرورة وجود العلماء المعروفين في صفوف القتال وفي أرض المعركة , فكما أن في ذلك أجرا وثوابا من عند الله ففي فوائد معنوية وقتالية للمجاهدين في سبيل الله.


ومن خلال هذا الاستعراض المختصر لجهد عالم واحد من علماء المسلمين في وقت الأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية ينكشف لنا أن الأدوار التي يمكن أن يقوم بها العلماء في نصرة المسلمين ورفع الظلم عنهم متعددة المشارب ومتكاثرة الجهات , فليس جهدهم منحصرا فقط في جمع الأموال ولا في إلقاء الخطب والكلمات المنكرة لما يحدث في بلاد المسلمين , فمع أن ذلك واجب وهو أمر مهم , إلا أن هناك أدوارا أخرى تنتظر من يقوم بها منهم , فهناك الدعم المعنوي والإيماني للمجاهدين وهناك التوجه نحو الأمراء والملوك وحثهم على الجهاد في سبيل الله وإلزامهم ذلك , بل وتهديدهم وتخويفهم إن لزم الأمر , لأن مصلحة المسلمين يجب أن تكون مقدمة على كل مصلحة أخرى.


وإذا كانت تلك الأدوار لا يمكن أن يقوم بها عالم واحد بمفرده فإنه يجب أن يتجمع من علماء المسلمين العدد الذي تتحقق به تلك الواجبات , ومتى ما فرطوا في ذلك ولم يحرصوا على تجميع العدد المجزئ في تحقيق تلك الواجبات فهم آثمون عند الله تعالى لأنهم فرطوا في أداء واجب محتم عليهم.


ومتى ما قام العلماء بواجبهم وحققوا الأدوار المتعلقة بهم فإنهم فضلا عما يكسبون من الأجر العظيم عند الله وعما يؤدونه من الأمانة المناطة بهم وعما في ذلك من نصرة الإسلام والمسلمين ... فضلا عن ذلك كله فإنهم سيكسبون قلوب المؤمنين ويستحوذون على حبهم وتقديرهم , وفي هذا أكبر نصر للدعوة الإسلامية , ولمذهب الحق الموافق للسنة , فنتيجة لما قام ابن تيمية من مواقف مشهودة أحبه الناس وتعلقوا به ومالوا إليه ودافعوا عنه وقبلوا دعوته ورضوا بتوجيهه لهم وإرشاده إياهم. 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق