1 |
سابقة الأمير حمد بين التنازل والانقلاب! |
الأربعاء ٢٦ يونيو كان أمس يوماً مشهوداً في قطر. فقد أعلن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رسمياً تنازله عن الحكم لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ربما كان من اللافت أن تفعيل الإعلان كان سريعاً، إذ دعا الديوان الأميري أبناء الشعب لمبايعة الأمير الجديد في اليوم نفسه ويوم الأربعاء الذي يليه. لكن ما يبدو أنه تطبيق سريع للمبادرة كان حصيلة سنوات من التفكير والمشاورات والتقرير. وذلك لأن فكرة التنازل عن الحكم، كما تقول مصادر عدة، كانت قد طرحت منذ أكثر من ثلاث سنوات على الأقل. والأرجح أن دائرة من كانوا يعرفون عن ذلك تتجاوز مجلس العائلة في قطر، وأهل الحل والعقد، إلى قيادات دول مجلس التعاون، وبعض القيادات العربية والدولية. وهذا يشير إلى أن قرار التنحي لم يكن متسرعاً، ولم تفرضه ظروف صحية، أو محلية، أو إقليمية، بمقدار ما أنه كان نتيجة موقف مسبق، شكّل الأساس الذي استند إليه القرار في الأخير.٢٠١٣ كان الشيخ حمد ولياً للعهد منذ 1977. وتسلّم الحكم من طريق انقلاب أبيض على والده عام 1995. حينها بدا الأمر جزءاً من لعبة الحكم، وشهوة الوصول إليه بأي طريق، وبأي ثمن. الآن يفرض قرار التنحي زاوية أخرى للنظر إلى الموضوع. فخلال 18 سنة أعاد الشيخ حمد تأسيس إمارة قطر: حققت تنمية عمرانية، ونهضة تعليمية، ورفاهية مالية، وبعض الإصلاحات السياسية المهمة، التي كان من أبرزها دستور صوّت عليه الشعب عام 2003، وقانون لانتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى. في هذا السياق تأتي قناة «الجزيرة» التي أطلقها ورعاها الشيخ حمد منذ عام 1997، وتمثل هذه القناة إنجازاً كبيراً لأنها غيّرت وجه الإعلام العربي في شكل غير مسبوق، ووضعت اسم قطر على الخريطة الدولية. ثم يأتي قبل ذلك وبعده الدور السياسي والاقتصادي النشط الذي اختطه الشيخ حمد لقطر، وجعل منها لاعباً إقليمياً، مستغلاً بذلك الفراغ السياسي الذي نشأ في العالم العربي نتيجة تراجع دور الدول العربية الكبرى. وفي نهاية أقل من عقدين على هذه المسيرة يأتي قرار التنحي لمصلحة الابن الأوسط. للدقة هذا ليس قراراً ديموقراطياً، ولا يعكس تقاليد ديموقراطية. لكن، أن يتنحى الأمير بعد إنجازات كبيرة بمقاييس قطر، ومقاييس المنطقة، وهو لم يصل إلى منتصف الستينات من عمره، ووضعه الصحي لا غبار عليه، فهو يشير إلى عقلانية سياسية، وخطوة لمصلحة ترسيخ الاستقرار، ودفعة أخرى للمزيد من الإصلاحات. وقطر على رغم كل ما تم إنجازه لا تزال في حاجة ماسة إلى المزيد من الإصلاحات السياسية والدستورية. وذلك لأن معظم وأهم ما تحقق من إنجازات في عهد الشيخ حمد كان في مجال الاقتصاد والإدارة والخدمات والتعليم والإعلام. وهو في هذا لا يختلف كثيراً عما تحقق في دول خليجية أخرى. ما تحقق في مجال الإصلاح السياسي لا يزال أقل من ذلك. خطوة التنحي بحد ذاتها تأتي من خارج الدستور القطري، وهو ما يعني أن تداول السلطة لم يستقر بعد على آلية دستورية ثابتة ومرنة تتسع لاستيعاب مختلف الظروف التي قد تستجد. المجتمع المدني لا وجود له تقريباً. وليس واضحاً بعد ما هي الوجهة السياسية والدستورية التي تتجه إليها قطر. ستواجه قطر مثل غيرها من الأنظمة الملكية القاعدة التاريخية التي تقول إن «النظام الملكي الذي لا يعترف بضرورة التحول في نهاية المطاف إلى ملكية دستورية يتخشب». قد يتضح شيء من ذلك أثناء حكم الأمير الشاب. لكن مع ذلك، تفرض خطوة تنحي الشيخ حمد في هذه الظروف، وبعد إنجازات لم يسبقه إليها أحد من شيوخ قطر، إعادة تقويم دواعي الانقلاب الأبيض الذي نفّذه عام 1995 وأهدافه. يبدو الآن أنه كان بدوافع أكبر من المصلحة الشخصية. كان بإمكان الشيخ حمد أن يبقى في الحكم مدى الحياة. هذا هو التقليد الموروث. وليس في الدستور القطري الجديد تماشياً مع الموروث ما يمنع ذلك. وفي قطر تم تداول السلطة بأكثر من طريقة: بانتقالها إلى الوريث بعد وفاة الحاكم، وبالانقلاب الأبيض، وبالتنازل الطوعي. الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني تولى الحكم عام 1948 بعد تنازل والده عبدالله عن الحكم لمصلحته. وتولى الشيخ أحمد بن علي الحكم بالطريقة نفسها عام 1960. أما الشيخ خليفة بن حمد فتولى الحكم عام 1972 بعد انقلاب أبيض على الشيخ أحمد. صحيح أن الشيخ حمد جاء إلى الحكم بواسطة انقلاب أبيض، وهو يخرج منه الآن بالتنازل لمصلحة ابنه. لكن التنازل حصل، كما ذكرت، بعد إنجازات كبيرة في مختلف المجالات لم تعرفها قطر من قبل. وهذا، إلى جانب الاعتبارات الأخرى، يؤيد ما قاله الشيخ في خطابه أمس، من أن الوقت حان لإفساح المجال أمام قيادة شابة، لمرحلة سياسية مختلفة. لكن، يبقى السؤال: لماذا تنازل الشيخ حمد؟ وفي هذا التوقيت؟ من حيث أن فكرة قرار التنحي تعود لأكثر من ثلاث سنوات من الآن، يمكن القول إن الربيع العربي لم يكن السبب الأول والأهم وراء القرار. في الوقت نفسه ربما أن أحداث الربيع، والدور البارز الذي لعبته قطر في دعم ثورات هذا الربيع، قد لعبت دوراً مهماً في إنضاج القرار، وحسم خيار الأمير في اتجاه تنفيذه. ولهذا السبب سيبدأ الأمير الجديد، الشيخ تميم بن حمد، عهده بداية جديدة، متخففاً من الحمولة السياسية التي كان يمثلها والده، خصوصاً في ما يتعلق بالربيع، وبالخلافات التي كانت لقطر مع بعض الدول الخليجية والعربية. وإذا كان لهذا الاعتبار دور في اتخاذ قرار التنحي، فإنه يعكس نضجاً سياسياً واضحاً يروم مصلحة قطر، ومصلحة البيئة التي تنتمي إليها قطر. كيف ستختلف السياسة الخارجية القطرية في زمن الشيخ تميم؟ لن يمر وقت طويل قبل معرفة البوادر السياسية الأولى لعهد الأمير الجديد. من الواضح أن الشيخ تميم سيأتي بفريق جديد، ما يؤشر إلى تغير ليس في ثوابت السياسة القطرية، وإنما في أدائها، وتحالفاتها الإقليمية، وربما في بعض أهدافها. يقال مثلاً إن الشيخ تميم يريد أن يعزز التعاون مع السعودية، ودول المجلس، بأكثر مما هو عليه الآن، وإنه أقل ميلاً إلى التحالف مع «الإخوان المسلمين». تبقى هذه تقديرات بعض المقربين ممن يعرفون شيئاً عن ميول الشيخ تميم وتفضيلاته. لم يخلُ خبر التنازل من عنصر المفاجأة. لا أعرف إن كانت تلك حال القطريين. لكن، من الواضح أن غالبية الناس خارج قطر لا تعرف كما يبدو أنه كانت هناك سوابق للتنازل عن الحكم في قطر، وإن لأسباب وظروف مختلفة. كان السبب وراء المفاجأة توقيت التنازل، وأنه بدا لأسباب اختيارية وليست إلزامية، وبالتالي انطوى على تنازل عن مصلحة سياسية شخصية لمصلحة الدولة ومستقبلها. هنا، تبدو سابقة الشيخ حمد على رغم ما سبقها من تنازلات. ستثبت الأيام مدى صحة ما يبدو أنه كذلك. لكن، لم يكن من الممكن تفادي أن تنازل الشيخ حمد في الظروف التي حصل فيها بدا خطوة سياسية خارج السياق. في هذا السياق عادة لا مكان لجملة «التنازل عن الحكم» في الثقافة السياسية العربية. لا يزال الناس يتذكرون المشير سوار الذهب الذي تولى السلطة في السودان عام 1985 من خلال انقلاب عسكري ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة، وينسحب هو من المشهد تماماً. حكاية العرب مع الحكم لا تزال منذ آلاف السنين حكاية مربكة. منذ حادثة السقيفة وحتى الآن لا يزال سؤال الحكم معلقاً في سماء الثقافة العربية من دون إجابة سياسية ودستورية تحظى بالإجماع. آنذاك طرح سؤال «من يتولى الحكم بعد النبي (ص)؟» بكل جرأة. ثم سحب من التداول. كان ولا يزال الحكم مسألة منفصلة عن الناس المحكومين: اختياراتهم، وموافقتهم، وحقوقهم، ومصالحهم. الحكم من نوع الصراع الصفري، إذا جاز القول، أي أن تكسب كل شيء، أو أن تخسر كل شيء. لا مجال لتداول سلمي، دوري، دستوري ملزم، للسلطة يكسب في إطاره الجميع، وقبل ذلك تكسب الدولة، ويكسب الشعب. لا مكان لتعاقب الأجيال، وأهميته من مرحلة إلى أخرى. رئيس الدولة عادة هو رئيس مدى الحياة بصرف النظر عن كل شيء آخر. هذه هي الضمانة الوحيدة لمكانته، وطموحاته، ومكاسبه، ولاحتفاظه بكامل حريته، وأحياناً لسلامته. في العالم العربي كثيراً ما أخذ الصراع على السلطة منحى دموياً. دونك كمثل ما حصل في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، وما يحصل على يد نظام البعث في سورية منذ أكثر من سنتين. بقيت السلطة في الثقافة العربية مدعاة للخوف والشك، بل وللدم أحياناً. في مثل هذه الحال تصبح مسألة التنازل عن الحكم لمصلحة جيل جديد حان وقته أمراً خارج السياق، وخارج نظام التوقعات. تبدو غريبة ومفاجئة حتى عندما تكون كل المبررات والمسوغات تفرض مثل هذه الخطوة. ......... الحياة |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| مفارقات بين الحلم والحزم في إدارة الأزمة المصرية |
من حق الرئيس أن يتنازل عن كل حقوقه الشخصية، لكن لا يجوز له أن يفرِّط في ذرة من حق مصر عليه أرضًا وشعبًا وتاريخًا وحضارة، وأمنا واستقرارا، فالحلم في حقوقه الشخصية يزيده رفعة ورقيا لقول الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199)، وقوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت: من الآية34و35)، ويقول الإمام الشافعي: يزيد سفاهة وأزيد حلمًا كعود زاده الإحراق طيبا ويقول الشاعر شمر بن عمرو الحنفي: ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمت قلت لا يعنيني لكن حق مصر يوجب الحزم لا الحلم لأن الله تعالى الذي أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر: من الآية88)، هو الله الذي أمره أن يتعامل مع الكافرين والمنافقين بالحزم والقوة، فقال تعالى مرتين في التوبة والتحريم بلفظ واحد تأكيدا على أهمية الأمر: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73) ولا يجوز ديانة ولا سياسة أن يعامل اللئام بما يعامل به الكرام، وقد قال المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا الشعب المصري مليئ بالكرام من المؤيدين والمعارضين، ممن انتخبوك وممن انتخبوا غيرك، من الإيجابيين في كل المواقف ومن الذين ينتظرون ماذا ستُسفر عنه التجربة الجديدة لحكم الإسلاميين، وهم على استعداد أن يغيروا مواقفهم من المتفرجين إلى الفاعلين، إذا وجدوا قوة في إدارة الدولة تعصمهم من المرَّوعين والبلطجية من القلة في المجتمع، والمسعورين في الشاشات الذين لم ينبس أحدهم ببنت شفة أيام الاستبداد والفساد، والآن يسيئون إليك - وحقك أن تعفو - لكنهم سعَّروا الحرب، وحرضوا على العنف، وحوَّلوا الشعب إلى الترقب والترصد، والخوف والفزع، والجبن والهلع، والسب والشتم، والجحود والإنكار، والجدال والإصرار، والثورة على كل شيء، ولم يسبق أن حوصر المشايخ في المساجد وأُلقيت عليهم وعلى بيوت الله الحجارة، وتم نزع حجاب الفتيات في الشوارع، وقتل أبرياء بيد مجرمين صغار يدفعهم أكابر مجرميها في (تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) (النمل: من الآية48)، وبيع السولار والبنزين المسروق من بقايا النظام السابق في دول الجوار بأسعار مخصوصة، وعمدوا إلى الفضيحة لا النصيحة، والتجريح لا التصحيح، وحرقوا كابلات الكهرباء وتفننوا في تهريب الأموال المنهوبة للخارج، وأدخلوا الأموال القذرة من أسيادهم للانقلاب على الشرعية بغير ما أقره الدستور، وجرائم من العيار الثقيل، وقد أغراهم حلمك فمالوا عن الحق، وعاثوا في مصر قتلا وفسادا، وإرعادا وإرهابا، وأصابوا من عقول الناس حيرة واضطرابا، ومن أهوائهم تحللا وتمردا، وصار نخاع الشعب المصري يصرخ في كل مكان داخل وخارج مصر قوم محبون لك ولمصر يقولون يا سيادة الرئيس: افعل شيئا قويا يتوازى مع إفسادهم وعنادهم وافترائهم وتضليلهم، كفى حلما على المجرمين، كفى عفوا عن الفاسدين، كفى صبرا على العتاة المجرمين، كفى تراخيا مع الخونة المأجورين، كفى تهديدا شفويا دون سيف السلطة(تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) (الأنفال: من الآية60)، كفى تشويها لمصر في العالمين، كفى تطفيشا للسائحين والمستثمرين، لقد كانت الشرطة التركية أسبق من وعيد أردوغان، وفي مصر لم يجد المجرمون من السلطة ما يرد إليهم صوابهم فتمادوا في شرورهم، ويهددون البلد كلها بحرب داخلية لا يعلم إلا الله مدى خطرها. يا فخامة الرئيس - الذي نحسبه من أتقى عباد الله ولا أزكي على الله أحدا- لقد كان مشهورا عن أبي بكر رضي الله عنه أنه أحلم وأرق الناس، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حزم النبي صلى الله عليه وسلم ، ووقف أمام تهديد عمر بقتل من يزعم أن محمدا قد مات، فبين الحق في قوة نادرة، ولم يصغِ لكبار الصحابة الذين يريدون عزل أسامة بن زيد وإيقاف جيشه فقال حازما عازما: "لأنفذن جيش أسامة أو تنفرد سالفي (تُقطع رقبتي)" ، وسيَّر أحد عشر جيشًا بالتوازي لا التوالي في وقت عصيب لحرب المرتدين، وقال لعمر لما تردد في الأمر خوفا من انتشار الردة في معظم القبائل، وقلة الثابتين على الحق فأمسكه أبو بكر قائلا: "أجبَّار في الجاهلية خوَّار في الإسلام يا عمر؟!!! والله لو منعوني عقالا (حبل ماعز) كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه"، وانتصر أبو بكر في كل المعارك في ١٢ جيشًا وذلك باعتماده على الله، ثم حزمه مع المنافقين والمرتدين والمحاربين، وهناك ملايين من الشعب المصري تنتظر قرارات حازمة، وستكون الأغلبية معك حرسًا وجيشا وشرطة وشعبًا وقوة رادعة تُنسي هؤلاء وساوس الشيطان، كما قال سيدنا أبو بكر لما تعددت المعارك دون حزم مع الرومان: "والله لأبعثن على الرومان من يُنسي الرومان وساوس الشيطان"، وأرسل خالد بن الوليد فأنهى الاحتلال الروماني إلى يوم الدين. يا فخامة الرئيس لا يخفي عليكم أن منهج القرآن يوجب التحرك قبل الحدث لمجرد أخبار ظنية أن هناك خيانات دون انتظار لأمور يقينية، ومن ذلك قوله تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال:58)، وعليه فلا يجوز الانتظار حتى يكون الشك يقينا والظن حقيقة، بل تجب المبادرة القوية فإن الدفع أهون من الرفع، كما يقول إمام الحرمين الجويني، والوقاية خير من العلاج كما يقول الحكماء، فنسألك بالله الذي بوأك هذا المقام، وولاَّك قيادة مصر في أحرج فترة أن تتقدم بقرارات رادعة للقلة من دعاة العنف والتضليل والانقلاب على الشريعة والشرعية، وليس للمعارضين السلميين. يا فخامة الرئيس معك قوة الله، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21)، ومعك ملايين الأحرار الأبرار ومصرون أن يكملوا معك المشوار، وما يوم رابعة العدوية وجامعة القاهرة منا ببعيد، فاضرب بيد من حديد حزما مع المجرمين، ووفر حلمك لمن يستحقه من جماهير كرام المصريين، والله معك كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (الأنفال: من الآية 62) |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
|
مشاركات وأخبار قصيرة
| |||||||||||||||
"واشنطن بوست": إذا لم يحصل الثوار على الأسلحة قريبا سيخسرون جنوب سوريا 2013-6-26 | العصر تحدث تقرير نشرته اليوم صحيفة "الواشنطن بوست" من إعداد مراسلها من عمان عن مخاوف الثوار السوريين من أن الأسلحة التي تعهدت بها مؤخرا الولايات المتحدة وباقي الداعمين الدوليين الآخرين لم تأت في الوقت المناسب لتحقيق مكاسب ميدانية ضد قوات الرئيس بشار الأسد. وقال قادة وحدات الثوار التي تقاتل في جنوب سوريا، أنه إذا كان السلاح الذي وُعد به لم يصل في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن قواتهم ستواجه مخاطر من قبل القوات الموالية للأسد وميليشيات حزب الله الشيعية اللبنانية وعدد غير معروف من المرتزقة الإيرانيين. وقال التقرير إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قطر يوم السبت (الماضي) من طرف وزيرة الخارجية جون كيري ومجموعة "أصدقاء سوريا"، لم يتم تحديد نوع الأسلحة أو البلدان التي ستزود بها. لكنَ الدبلوماسيين الذين حضروا مؤتمر الدوحة قالوا، كما نقل عنهم كاتب التقرير، إنن المملكة العربية السعودية وقطر على استعداد لتوريد الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف وقذائف خارقة للدروع لاستخدامها ضد طائرات الهليكوبتر ودبابات قوات الأسد. وأضاف: "إننا نرحب بإعلان يوم السبت، ولكن لا يمكننا تحمل أي تأخير أكثر من هذا"، كما قال أحد قادة الثوار، الذي قدم اسمه الحركي، أبو ضياء الدرعاوي. وقال إن كتيبة الجيش السوري الحر خسرت مؤخرا القرى الجنوبية من بصرى الشام وغيرها لصالح قوات الأسد بمساعدة من حزب الله. "ما لم نحصل على الأسلحة الثقيلة بين أيدينا قبل نهاية الأسبوع، سوف نفقد جنوب سوريا"، كما صرح قائد آخر، أبو محمد النعيمي، الذي اشتبكت مجموعته القوية (800 من المقاتلين) مع قوات الأسد خارج القرية الجنوبية "الشيخ مسكين". في الأيام الأخيرة، تدفق آلاف من الشبان السوريين من مخيم رئيس للاجئين في الأردن عائدين إلى بلدهم للقتال وحماية قراهم. وقال كاتب التقرير إن أجهزة الجيش والمخابرات المخابرات الأردنية ترصد تحركات الثوار عن قرب عبر الحدود، وضيقوا على عمليات تهريب الأسلحة الثقيلة للحد منها. ولكنَ مسؤولين أمريكيين قالوا إن وكالة المخابرات المركزية تستعد لتسليم شحنات محدودة من الأسلحة والذخائر إلى الثوار السوريين من خلال إنشاء قواعد سرية في تركيا والأردن. وقال مسؤول كبير في المنطقة غب الأسبوع الماضي إن معظم الأسلحة قد دخلت سوريا عن طريق تركيا حتى الآن، وهناك خطط لزيادة استخدام الحدود الأردنية مع تنامي التدفقات والمساعدات. ورغم شكوكهم في إمكان وصول الأسلحة، يقود القادة الميدانيون للثوار القتال في الجنوب السوري، وقد قابلهم مراسل الصحيفة في شمال الأردن، وحددوا قائمة من الأسلحة المطلوبة، وأهمها صواريخ ستينجر وصواريخ خارقة للدروع. وقال قادة الثوار، الذين قابلتهم الصحيفة، إنهم بحاجة إلى 50 على الأقل من مثل هذه الأسلحة في كتيبة قوامها 1000 مقاتلة لمواجهة جيش الأسد. "ليس لدينا شيء سوى الأسلحة القديمة لخوض المعارك بالأساليب الحديثة. نحن لا نطلب الطائرات والدبابات، ولكن الأسلحة للدفاع عن أنفسنا ضد الطائرات والدبابات"، كما قال أبو عمر الغولاني، قائد لواء في الجيش الحر الذي خاض معركة ضد قوات الأسد هذا الشهر للسيطرة على القنيطرة على طول الحدود مع مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل. .............................................................................................
رئيس الوزراء القطري يفقد منصبه في تغيير وزاريالدوحة – رويترزأجرت قطر تغييراً وزارياً اليوم الأربعاء غيرت فيه رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي كان يتولى أيضاً منصب وزير الخارجية ويتمتع بنفوذ قوي وذلك بعد يوم من تسليم أمير البلاد السلطة إلى نجله. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني عين رئيساً للوزراء، كما عين خالد العطية وزيراً للخارجية. وعين أيضاً علي شريف العمادي وزيراً للمالية في حين احتفظ محمد صالح السادة بمنصب وزير الطاقة والصناعة. الشرق السعودية ................................... لندن – يسابق فريق من العمال الزمن في منطقة بلغريفيا وسط العاصمة البريطانية لندن للانتهاء من تجديد منزل ضخم اشتراه رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، على الرغم من امتلاكه شقة هي الأغلى في بريطانيا تطل على "هايد بارك كورنر"، إضافة إلى بيت فخم في منطقة "ماي فير" الراقية. وعزت مصادر سياسية اختياره العاصمة لندن مقرا لحياته الجديدة كـ"مواطن عادي" بسبب امتلاكه لأغلى شقة في بريطانيا، فضلا عن حبه الشخصي لأجواء الحياة في بريطانيا. وتطل الشقة الواقعة في حي "نايسبريج" الراقي على حدائق هايد بارك وتحتوي على مصعد يرفع السيارة من الطابق الأرضي إلى الأعلى، إضافة إلى نفق يربطها بفندق "مندرين" القريب منها. وكشفت مصادر مقربة من الشيخ حمد الذي كان يمسك بالملفات السياسية والاستثمارية لقطر، أنه رفض الإقامة في منزله في منطقة "ماي فير" بسبب قربه من منزل أمير قطر الجديد الشيخ تميم، والقريب أيضا من منزل الشيخة موزة التي يعتبرها الشيخ حمد بن جاسم أحد أسباب إزالته من موقعه المهم في الإمارة الصغيرة. ورجح مصدر دبلوماسي في العاصمة القطرية الدوحة تفضيل الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني العاصمة البريطانية لندن لتكون مقر إقامته مستقبلا كمواطن عادي. وأكدت مصادر أميركية صفقة شراء قصر "إلين بيدل شيبمان" في نيويورك مع كل ما يحتويه من أثاث بـ35 مليون دولار من قبل الشيخ حمد بن جاسم، الأمر الذي يضيف نيويورك كوجهة محتملة لإقامته بعد تنحيته من رئاسة الحكومة. ورأت صحيفة "واشنطن بوست" أن القصر المباع بثمن يفوق التوقعات لن يكون ملكا شخصيا للشيخ حمد، بل سيتخذه مكانا للإقامة مع أسرته كي يمنحه نوعا من الخصوصية. ونسبت صحيفة التايمز البريطانية إلى مصدر دبلوماسي قوله إن رئيس الوزراء القطري ينفق حاليا المزيد من الوقت للإعداد لحياته المستقبلية كمواطن عادي بعد مغادرته الحكم والعيش في لندن. العرب اللندنية ..................................................... الجارديان تدعو المصريين لعدم جرّ بلادهم نحو الفوضىويرى "خنفر" أن الرئيس محمد مرسي ارتكب أخطاء خلال فترة حكمه، ملقيا اللوم على المعارضة المصرية أيضا لتحالفها مع الفلول قائلا: الرئيس مرسي ارتكب بالفعل أخطاءً، لكن تحالف المعارضة في مصر مع أتباع النظام السابق وأد للديمقراطية. وقال الكاتب: يوم السبت المقبل يكمل الرئيس مرسي عامه الأول في الحكم، وبدلا من الاحتفال بهذه المناسبة، فهو أول رئيس منتخب تنتشر مخاوف بشأن انهيار النظام السياسي لمصر في ذكرى تنصيبه، وأضاف "خنفر" : المعارضة المصرية دعت لمظاهرات ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في 30 يونيو الجاري، وعلى الرغم من أن التظاهرات حق ديمقراطي إلا أن هذه التظاهرات قد ينتج عنها انقلاب على العملية الديمقراطية يجر البلاد إلى دائرة العنف والفوضى. وقال الكاتب في مقاله إنه يمكن توجيه العديد من الانتقادات للرئيس مرسي وسلوكيات جماعة الإخوان المسلمين منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك حيث عجزت جماعة الإخوان في فتح قنوات حوار مع أطراف المعارضة المصرية، واتخذوا العديد من الإجراءات أحادية الجانب في الوقت الذي تتطلب فيه هذه القرارات إجماع عام من جميع القوى السياسية الفاعلة في البلد. كما لم تسلم المعارضة من الانتقادات التي وجهها "خنفر" بقوله: سعت المعارضة خلال السنة الماضية إلى عزل الرئيس والإسلاميين وكذلك رفضهم الاعتراف بنتيجة الانتخابات الحرة حيث أنها تحاول تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية. كلمتي ................................................... منع ناشطين أمريكيين مناهضين للإسلام من دخول بريطانيا رويترز منعت بريطانيا، اليوم الأربعاء، ناشطين أمريكيين اثنين مناهضين للمسلمين من دخول أراضيها للانضمام إلى مسيرة مناهضة للإسلاميين تنظمها رابطة الدفاع الإنجليزية. وقال تليفزيون سكاي نيوز إن باميلا جيلر وروبرت سبينسر اللذين أسسا معا جماعة (أوقفوا أسلمة أمريكا) المناهضة للمسلمين كانا يأملان في الانضمام إلى المسيرة في منطقة ووليتش في جنوب لندن حيث قتل الجندي البريطاني لي ريجبي. وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية صدور قرار بحظر دخول جيلر وسبينسر. وقال "ندين كل من تتنافى تصرفاتهم وآراؤهم مع قيمنا المشتركة ولن ندافع عن أي تطرف بأي شكل. "ستسعى وزيرة الداخلية لإبعاد أي شخص إذا اعتبرت أن وجوده في المملكة المتحدة لا يفيد الصالح العام." ............... الاهرام ...................................................................... رفعت الاسد يبيع قصره الباريسي
نقلت صحيفة التايمز الإنكليزية عن مراسها في باريس أن الأضواء سلطت بالأمس على ثراء عائلة الأسد إثر تقارير عن أن عمه باع قصرا ذا سبعة طوابق في باريس بسبعين مليون يورو أو 50 مليون جنيه إسترليني. شكوى رسمية ضد رئيس تحرير "الشرق".. والجاسر يؤكد: مستعد للاعتذارأخبار 24 تقدم عدد من الصحفيين المتعاونين بشكوى إلى وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، ضد رئيس تحرير صحيفة "الشرق" جاسر الجاسر، وذلك لوصفه لهم بـ"المرتزقة" خلال مشاركته في برنامج "الثامنة مع داوود الشريان" الذي يبث على قناة ( mbc). من جانبه أعلن الجاسر استعداده للاعتذار في حال أثبتت نتائج الشكوى أنه أخطأ بحق الصحفيين المتعاونين. وأضاف الجاسر حسب صحيفة "الدمام" الإلكترونية، أنه أكد من قبل عبر بعض وسائل الإعلام، بأنه لم يقصد جميع الصحفيين المتعاونين، حينما وصفهم بالمرتزقة، لافتاً إلى أن هناك العديد من الصحفيين المتعاونين يتفوقون على غيرهم من الصحفيين الرسميين، بل إن بينهم من يعتبرون أساتذة في مجال الإعلام ويشار إليهم بالبنان. ........................................................... محمد معروف الشيباني |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| دور الخليج في ترويض جبهة النصرة |
لقد قفزت أحدث النوافذ المنبثقة للمسرح السوري 24 يناير 2012م تحت عنوان جبهة النصرة، وخطب أبومحمد الجولاني قائلا: «هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام، نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري -حفظه الله-، فإننا نبايع على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والهجرة والجهاد، وألا ننازع الأمر أهله». فكان على الغرب بعدها انتهاك خصوصيتنا مجددا والتدخل السافر في نظامنا العربي وتركيب مانع للنوافذ المنبثقة « Pop-up blocker» حيث قرر مجلس الأمن الدولي في 30 مايو 2013م بالإجماع إضافة «جبهة النصرة لأهل الشام» إلى قائمة الإرهاب. لقد كان لجبهة النصرة رغم حداثة دخولها المسرح السوري إنجازات عسكرية نوعية تظهر إرث القاعدة التعبوي الفذ، بمخاتلتهم أكبر الأعداء ثم التنفيذ بحرفية قوات الصفوة. وقد شاهدنا ذلك في الهجوم على قيادة الأركان السورية والمخابرات الجوية ونادي الضباط والفوج 46، لكن صدى مبايعة الظواهري وإدراجهم على قائمة الإرهاب عادت وبالا على الثورة السورية برمتها، حيث توقف تدفق الأسلحة وتراجعت خطط الغرب لفرض مناطق حظر جوي. تبعتها حملة خليجية لإبعاد النصرة عن هياكل الثورة السورية المدنية والعسكرية. في الثمانينيات قاتل بن لادن قوات بابراك كارمل المدعومة سوفيتيا، وحين ضاقت به مساحات التفجير هناك عاد لزرع الموت في شوارعنا؛ فهل يتكرر ذلك مع نمو جبهة النصرة في سوريا جراء رضاعتها من حسن النوايا الخليجية بالمساجد والديوانيات؟ لقد طفقت النصرة فاستدعت رفاق السلاح في العراق وأفغانستان والشيشان؛ حيث تلونت نوافذ النصرة المنبثقة حاليا بألوان عربية وتركية وشيشانية وأوزبكية وأوروبية، لكن بصمات الجهاديين الخليجيين ظهرت أكثر من غيرهم. وقد أعلنت واشنطن أنها ستترك جنودها بالأردن بعد مناورات مشتركة، وأشار حلف الناتو إلى أن تدخله وارد، وعليه لن يكون المشهد الافتتاحي للتدخل العسكري الدولي المرتقب مواجهة بين الأسد والغرب، بل مواجهة بين الغرب والباحثين عن الجنة في جولة جديدة من الحروب الصليبية وأولئك هم جبهة النصرة. ولتفويت مثل هذه المواجهة التي ستقوي الأسد فيتبعها بالضرورة فرار منتسبي جبهة النصرة من الخليجيين إلى شوارعنا، لتفويت ذلك لا بد من ترويض جبهة النصرة، فلا نصر إلا عبر النصرة، أما دور الخليجيين في ذلك فيكون كالتالي: - تروعنا جملة من الوقائع على الأرض السورية، فالتبعات الاستراتيجية تتعدى خطر التواجد الأجنبي والتدخل الإيراني لتصل لخطر خلق مناطق تدريب للقاعدة ولحزب الله وللفصائل العراقية المارقة. ولا نغالي في القول بقدرة دول الخليج على ترويض جبهة النصرة، فقد أظهر الأسبوعان الماضيان هناك ارتفاع مستوى الدور الخليجي ومنسوب الدور السعودي والقطري خاصة. كما يظهر افتتاح طالبان لمكتب لإمارة أفغانستان الإسلامية في الدوحة قدرة الخليجيين على ترويض الفاعلين من غير الدول «Non-State Actors»، وقبلهم جماعة الإخوان في الكويت والبحرين وقطر والتي كان التعامل معها سابقا من الموبقات. فما الذي يمنع من ترويض جبهة النصرة خليجيا بالضغط على منابع دعمهم بالرجال والمال كخطوة لتغيير تأثير الفاعلين من غير الدول في صناعة الأحداث لصالحنا؟ - ولأنه لا قبل للجيش الحر بإزاحة النصرة منفردا، ولأن الدول الغربية لا تثق في تسليم أسلحتها مباشرة لثوار يمكن أن ينقلوا بنادقهم من كتف إلى آخر. ومع ضرورة إقامة رأس جسر عسكري عربي يمهد للتدخل الغربي، من أجل ذلك كله يمكن إنشاء وتسليح وتدريب لواء أو فرقة من المجاهدين الذين يشكل أبناء الجزيرة العربية شريحة كبيرة منهم قرب أو تحت مظلة درع الجزيرة لتحويل جريان نهر المتطوعين الخليجيين بعيدا عن جبهة النصرة تمهيدا لتحييدها. الخلاصة الصافية أن القدرة التخريبية لبرامج متعارضة في النظام الأمني العربي هي سبب البؤس غير اللائق الذي يتعرض له إخواننا في سوريا، وجبهة النصرة تحمل قدرا كبيرا من وزر الإحجام الدولي والعربي عن إسقاط الأسد، ولن ننقل استشرافنا القابل للنقاش من دائرة الخلاف في الرأي إلى دائرة التحريض، لكن فكر القاعدة عابر للحدود، ما يلقي على عاتق مجلس التعاون الخليجي القادر اقتصاديا وسياسيا مهمة أن يرفع سيفه بدل أن يرفع صوته، ويساعد في ترويض جبهة النصرة من أجل سوريا، وقبل أن تلد النصرة الخليجية. ......... العرب القطرية |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| قطر.. أسرار الخزينة التى لم يفتحها أحد كريستيان تشيسنو وجورج مالبورنو |
هى: دولة لا تريد أن تترك شيئاً إلا وأخذته، أما هو، فكتاب لا يريد أن يتركها فى حالها!. تعقد صفقات بيزنس فيلاحق أسرارها. تشعل الصراعات فى العالم، فيكشف صراعات كبارها. تهز الدنيا بسلاح الإعلام وإثارة الاضطرابات فى قلب الدول، فيضرب قلبها بكشف ما تريد ستره، وإظهار نقاط ضعفها وتفككها، أمام من تتظاهر أمامهم بالصلابة والسيطرة على مجريات الأمور.
هى: قطر «القزم الذى يتمتع بشهية الغيلان» كما يصفها هو: الكتاب الفرنسى الذى هز أوروبا كلها بعنوانه: «قطر، أسرار الخزينة». كان كتاباً مبهراً، لاثنين من أشهر الصحفيين الفرنسيين فى شئون الشرق الأوسط: هما كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو. كل منهما أمضى سنواته الأخيرة فى «تحقيق» المعلومات الواردة فى الكتاب. ليرسم صورة متكاملة، ومتعمقة لقطر، تختلف عن التصور العادى، العائم، الذى يحمله الناس لدولة تعرف عنهم دائماً أكثر مما يعرفون. من الذى يتخذ القرار الحقيقى فى قطر؟ وكيف؟ ما سر تلك الصراعات التى تشتعل فى قلب العائلة المالكة بين الشيخة موزة زوجة الأمير القطرى، والشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء.
ما حقيقة ممتلكات أمير قطر، وحمد بن جاسم؟ وما سر الفيلا التى أمرت الشيخة موزة بتشييدها لها على هيئة طبق طائر؟ كم أنفقت قطر على تدخلاتها فى ليبيا وسوريا؟ وكم استفادت من قناة الجزيرة؟ مَن الوجوه القطرية الخفية التى تتحرك لخلق مجالات نفوذ جديدة لقطر فى الأعمال والسلاح؟ إن قطر لغز يحمل فى داخله كل المتناقضات: دولة تبدو هشة ظاهرياً، لكنها تمثل تهديداً للكل. قليلة السكان، لكن العالم يحسب لتحركات أفرادها القلائل ألف حساب. لقد كان هذا الكتاب فرصة نادرة لرؤية قطر من الداخل، بعيون رجال عرفت عنهم الدقة، لا تحركهم نظرية المؤامرة، وإنما تقودهم الرغبة فى الفهم والمعرفة، حتى وإن كانت معرفة «العدو».
صراع الرجل الثانى وولى العهد فى قطر
يدرك الأمير تميم أن طريقه للسلطة ليس سهلاً وأن الصراعات هى قانون الوجود الأول فى العائلات الحاكمة العربية، خاصة فى أسرته التى انقلب فيها أبوه على جده، وأطاح به من الحكم ليتولى مكانه.
لذلك، فأهم الصراعات التى يضع الأمير تميم عينه عليها غالباً، هى الصراعات بين أجيال عائلة «آل ثانى» وبين أبناء أمير قطر أنفسهم. يقول الكتاب: «إن هناك من بين أبناء الأمير حمد أنفسهم من يعارضون سياسته الخارجية المغامرة فى ليبيا، والآن فى سوريا. ويقول أحد الخبراء الأجانب الذين تعاملوا عن قرب مع عائلة أمير قطر: إنه لو وصلت موجة الربيع العربى يوماً ما إلى قطر، فإنها ستكون فى قلب العائلة المالكة القطرية نفسها، بين الجناح المحافظ والجناح المنفتح على العالم فيها. هناك مساحة شاسعة تفصل بين الشيخة مياسة مثلا، ابنة الشيخة موزة والشيخ حمد، التى تسبق زوجها فى الظهور، وبين أى أمير آخر لا يظهر زوجته أبدا إلى النور! هناك أيضاً صراع أجيال فى قلب العائلة؛ الأمراء الشباب مثل الشيخة مياسة تلقوا دراستهم فى الخارج، واكتسبوا أساليب العالم فى التفكير والتحرك، وهم بالطبع أكثر انفتاحا بكثير من الآخرين. باختصار، إنه لا يمكن استبعاد حدوث مواجهة فى المستقبل القريب بين جيل الأمير تميم، هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عاماً، ونجحوا فى انتزاع حق تنظيم كأس العالم، وبين من يطلق عليهم جناح (المسنين) فى العائلة».
ويواصل الكتاب: «كل هذا سيكون على عاتق الأمير تميم بعد أن قرر والده تمرير السلطة إليه خلال بضعة أعوام. ويدرك الأمير تميم جيدا تلك التحديات التى تنتظر حكمه، والآثار التى ستترتب على نشاط والده ورئيس وزرائه. وإن كان أحد السفراء الأوروبيين فى قطر يلخص اختلاف شخصية الأمير تميم عن أبيه بقوله: «إن الأمير تميم يتمتع بمميزات عديدة، لكنه على العكس من أبيه ليس قاتلا اضطر إلى شن معركة لانتزاع السلطة، لذلك فهو لن يبدى، على الأرجح، تلك الرغبة الحارقة فى الحكم، أو السيطرة على كل شىء».
لكن، سيظل التحدى الأكبر أمام الأمير تميم هو رئيس الوزراء حمد بن جاسم.
لقد رصد الكتاب الفرنسى بداية الصراع الذى بدأ مبكراً ومكتوماً بين ولى العهد القطرى ورئيس الوزراء الطموح الذى لا يمكنه التخلى بسهولة عن مكاسبه.
يصف الكتاب الفرنسى الصراع بين حمد بن جاسم رئيس الوزراء، وولى العهد الأمير تميم بن حمد، بأنه الصراع الأكثر تعقيدا فى قلب العائلة المالكة القطرية. صراع الحاضر والمستقبل، بين حمد بن جاسم، رفيق كفاح الأمير وذراعه اليمنى، وبين ولى العهد، الذى يحمل اسم وصلب ابيه، وحبه لأمه الشيخة موزة فى نفس الوقت. يقول: «الصراع بين حمد بن جاسم والأمير تميم، هو الصراع الأكثر تعقيدا بالطبع، لأنه صراع سلطة، خاصة أن الأمير تميم أعطى لرجاله الضوء الأخضر لتجاوز رئيس الوزراء، والتفاهم مباشرة مع الوزراء لو أرادوا.
ولم يقدر حمد بن جاسم على منع هذا، وإن بدا الأمر وكأن الأمير تميم يكرر مع حمد بن جاسم نفس مع فعله أبوه الأمير حمد فى عهد جده الأمير خليفة، عندما سعى لتقليل نفوذ كل خصومه بمن فيهم أبوه، قبل أن ينجح فى الإطاحة به».
ويرصد الكتاب بداية استعداد الأمير تميم لدعم وتكوين سلطته فى قلب سلطة حمد بن جاسم، داخل مجلس الوزراء نفسه، يقول: «عام 2011 تم تعيين نائبين جديدين لرئيس الوزراء، كلاهما من المقربين للأمير تميم بشكل بدا معه ولى العهد وكأنه يدعم سلطته فى مجلس الوزراء، أو كأنه يسعى لتشكيل (حكومة ظل) أو مجلس وزراء تابع له فى مواجهة خصمه حمد بن جاسم رئيس الوزراء، كما فعل أبوه الأمير حمد عندما كان فى مثل عمره تقريباً».
وإن كان حمد بن جاسم يظهر قوته فى الملفات الدبلوماسية والعلاقات بين الدول، فإن الأمير تميم يملك ما هو أخطر؛ صفقات السلاح وعلاقات قطر العسكرية مع باقى الدول. يواصل الكتاب: «إنه تحت رعاية الأمير حمد، شهد الناس صعود نجم ولى العهد، الذى نجح فى أن يصنع لنفسه تدريجيا مناطق نفوذ لا ينازعه فيها أحد، خاصة فى مجالات الدفاع وصفقات التسليح. وقال أحد المسئولين العسكريين الفرنسيين: إن تميم هو صاحب اليد العليا فى هذا الأمر، مستعيناً فى ذلك بمنصبه كنائب رئيس الأركان فى الجيش القطرى، وهو المنصب الذى يمنحه أفضلية وشرعية للتفاوض مع العالم فى صفقات التسليح، على حساب رئيس الوزراء القطرى الذى لم يعد يملك الحق فى الحديث باسم قطر فى هذه الأمور».
مفاجأة: أمير قطر قرر ترك السلطة فى 2016 ومعه حمد بن جاسم
كانت واحدة من أكبر المفاجآت التى كشف عنها الكتاب أن حمد بن خليفة، أمير قطر، قرر أن يترك السلطة نهائياً عام 2016، على الرغم من الاعتراضات العنيفة لزوجته الشيخة موزة على هذا القرار.
يقول الكتاب الفرنسى: «لم يعلن الأمير قراره هذا بعد، لكن الأمر لم يعد سراً بالنسبة لكل المقربين منه. لم يعد الأمير يخفى رغبته ولا قراره بتمرير السلطة إلى ابنه وولى عهده الأمير تميم، وهو على قيد الحياة».
ونقل الكتاب حواراً دار بين الأمير حمد وأحد أصدقائه فى ربيع 2012، قال فيه «حمد» لصديقه: «لقد قررت أن أترك الساحة بعد أربع سنوات، لا بد من إفساح المجال أمام الشباب»، فسأله الصديق: «أتظن أن حمد بن جاسم سيوافق على قرارك هذا، أو حتى إنه ينوى ترك السلطة بدوره؟». فرد الأمير: «حمد سيفعل ما آمره». استمر اعتراض الصديق: «لكن حمد يصغركم بتسعة أعوام»، فردد الأمير: «طالما أنا موجود فسيظل حمد موجوداً، أما لو ذهبت، فسيذهب معى».
وواصل الأمير حديثه لصديقه القديم قائلاً: «أتعلم، أنا أود الرحيل منذ فترة طويلة، لكن (الشيخة) موزة هى التى تعارض ذلك. إنها تحاول دفعى لأن أفعل مثلها، أن أستمر فى أعمالى فى قيادة قطر. وحتى عندما فكرت فى إسناد 80% من سلطاتى إلى تميم، رفضت موزة. إننا جميعاً أسرى لزوجاتنا، لكننى قلت لها أخيراً بوضوح: أربعة أعوام وبعدها «خلاص» (أوردها الكتاب بنطقها العربى). سوف أترك السلطة».
وبالطبع، كان تأثير الشيخة موزة على الأمير حمد، هى إحدى المحطات التى توقف أمامها الكتاب طويلاً. أحد المقربين الأجانب من الديوان الملكى القطرى كانت له شهادة عن شكل العلاقة التى تجمع بين الأمير وزوجته، يقول: «عندما كنت فى الدوحة، كان الأمير يدعونى مع أسرتى لتناول الغداء مع أسرته فى نهاية الأسبوع، وفى أحد الأيام، استقبلنا مازحاً وهو يقول عن زوجته: (إنها فى مزاج سيئ اليوم، لحسن الحظ أنكم جئتم لتغيروا الجو). وجلسنا نتناول الغداء على المائدة، فى تلك الفترة كان الأمير أكثر بدانة بكثير من الآن، وكان يلكزنى بكوعه طيلة الوقت لكى تملأ المضيفة اللبنانية طبقى بالطعام وتملأ له طبقه بدوره، إلا أن الشيخة موزة كانت له بالمرصاد، ومنعته من الأكل الزائد قائلة: أعرف تماماً ما الذى تفعله. كفّ عن هذه الألاعيب!».
كل حرص «موزة» على صحة زوجها لم يمنع تدهورها، يواصل الكتاب: «لكن تدريجياً، راحت صحة الأمير تتدهور، أصبح يعانى من مرض السكر مثل ابنه محمد، وفقد إحدى كليتيه، بينما اقتطع الأطباء جزءاً من أمعائه، وصار هناك طبيب أعصاب فرنسى يشرف على حالة «حمد» الصحية الذى فقد 40 كيلوجراماً من وزنه بين عامى 2010 و2011».
فقد الأمير حمد كثيراً من وزنه لكنه لم يفقد حرصه على مظهره ولا على أسلوب حياته. يقول الكتاب: «فى الصيف، يحب الأمير أن يبحر على متن يخته الخاص فى البحر المتوسط من جزيرة «مايوركا» فى إسبانيا وحتى «كوت دازور». وغالباً ما يمر فى هذه الرحلة على باريس التى يمتلك فيها شقة مساحتها 800 متر مربع مكونة من طابقين فى حى «ريفولى» الراقى، إضافة بالطبع للقصر المنيف الذى يملكه فى «فرساى». وعلى الرغم من أنه يحب أن يظل مرتدياً الزى القطرى التقليدى «الدشداشة» البيضاء معظم الوقت، فإنه يقوم أيضاً باستدعاء الترزى الإيطالى الأكثر شهرة فى العالم «البرتو كابال»، لكى يقوم بتفصيل بِدله الرسمية الخاصة التى يرتديها فى المناسبات الرسمية فى الخارج، والتى يتكلف المتر الواحد من قماشها 15 ألف يورو».
لكن، كان المثير هو ذلك الجانب الآخر الذى كشفه الكتاب عن الطبيعة «المغامرة» للأمير القطرى، وطريقته فى قضاء إجازته مع الشيخة موزة دون أن يتعرف عليه أحد. مثلاً، كانت واحدة من هوايات أمير قطر هى ركوب الموتوسيكلات. يروى الكتاب: «أن أمير قطر يعشق ركوب الموتوسيكلات، والتجول بها فى مناطق جنوب فرنسا الساحرة، حيث يحب أن يتناول الغداء فى المناطق التى لا يعرفه أحد فيها هو وزوجته. ويحكى أحد أصدقائه الفرنسيين: فى يوم تلقيت مكالمة من الأمير حمد، كان يتناول غداءه مع الشيخة موزة، وطلب منى أن أنضم إليهما. وعندما التقيته، كان يرتدى ملابس غير رسمية، وقال لى: هنا على الأقل، أنا واثق من أننى لن أقابل أحداً من عرب الخليج (هو لا يحبهم على الإطلاق)، أنا هنا أنعم بالهدوء».
ويواصل الصديق الفرنسى: «عندما كان الأمير يقيم فى السنوات الأخيرة فى منزله فى مدينة «كان» الفرنسية، كان يحب أن يركب الموتوسيكل، ووراءه الشيخة موزة، ليكتشفا معاً المطاعم الصغيرة فى فرنسا»، ويروى السفير البلجيكى السابق فى قطر «بول ديفولفير» أنه «فى إحدى هذه الجولات اكتشف أمير قطر بطولة فرنسا» للدراجات، وبمجرد أن رأى الأمير المشهد صاح: هذا رائع، أريد من هذا عندى!، هل تعرفون من يمكنه أن ينظم لى سباقاً مثل هذا؟. وبعدها بثلاثة أيام تم توقيع عقد لبطولة قطر للدراجات».
لا أحد يفهم سر العلاقة الوثيقة التى تجمع بين أمير قطر وزوجته، وإن كان الكتاب يشير إلى أن طفولتهما الصعبة كانت أحد العوامل التى رأى الأمير أنها تقربه من زوجته: «لقد وُلد الأمير حمد عام 1952، وتوفيت والدته عائشة العطية، أثناء ولادته، وتولى خاله «على» تربيته مع ابنه «حمد العطية» الذى أصبح لاحقاً رئيساً لأركان الجيش القطرى. لقد عانى الأمير فى طفولته من إحساسه القاتل بالعزلة، تماماً مثل زوجته المستقبلية الشيخة موزة، التى عانت من استبعاد عائلتها ونفيها من قطر، وغالباً ما وجد الأمير نفسه متوحداً مع الصعوبات التى شهدتها زوجته فى صباها فى مرحلة ما».
هذا الإحساس بالعزلة، تسرب من طفولة الأمير إلى إحساسه ببلده كلها، يقول الكتاب: «كان الأمير مصراً على أن يمنح لقطر هوية، ويجعل لها وجوداً ملحوظاً ولافتاً على خارطة العالم، الأمر كله ينطلق من عقدة قديمة تكونت عنده عندما كان طالباً فى الأكاديمية العسكرية الملكية فى بريطانيا، وكان يشعر بالغيظ فى كل مرة يقدم فيها جواز سفره لضباط الجمارك الأوروبيين، فيسألونه: أين تقع قطر على الخريطة؟».
لم يعد الأمير يقبل ألا يلاحظه أحد، ولم يعد يقبل أن يحاول أحد التغطية على وجوده أيضاً. يروى أحد أفراد العائلة المالكة القطرية لمؤلفى الكتاب عن واقعة حدثت بين أمير قطر وأحد أبناء عائلة «الفردان»، وهى إحدى العائلات الكبرى فى قطر: «فى مرحلة ما، ولسبب ما، قرر «على الفردان» أن يتنافس مع الأمير حمد بشكل مستفز. صار يلاحقه فى كل الأماكن التى يقضى فيها إجازاته، وفى مرة كان الأمير يقضى إجازته فى جنوب فرنسا، فوصل «على» مستعرضاً نفسه جواره، يحيط به حراسه الشخصيون، وسياراته الفارهة، لم يتقبل «حمد» هذا الاستعراض، وقرر تأديبه فيما بعد بإفساد عدة صفقات تجارية مؤثرة له».
«لم يمنع هذا الأمير من أن يكون بدوره قناصاً بارعاً للصفقات والفرص خاصة بعد أن تولى الحكم. وعندما طلب السعوديون من الأمريكان ترك الأراضى المقدسة، سارع حمد بدعوتهم لإقامة قواعدهم فى قطر، وكان هو الذى بادر وعرض ذلك عليهم».
«ويقول أحد الدبلوماسيين الفرنسيين السابقين فى الدوحة: إن هذا هو نفس المنطق الذى يتعامل به الأمير حمد فى دعمه لثورات الربيع العربى ووصول الإسلاميين للحكم فيها. إنه لم يتصرف من منطلق عقائدى ولا دينى، فهذا ليس ما يشغل باله. إنه يتحرك مفكراً فى الفرص التى يمكنه اقتناصها. فمنذ اللحظة التى استضافت فيها قطر وقامت بتمويل الشيخ يوسف القرضاوى، ومنذ أن صار أصدقاؤه من الإخوان وحدهم، هم من يملكون قواعد منظمة فى قلب العالم العربى بفضل قناة «الجزيرة» التى قامت بتوصيل رسالتهم، قال الأمير «حمد» لنفسه إن أمامه فرصة لأن يكون مع الشارع، ويصبح له دور إقليمى فعلى وحقيقى فى نفس الوقت».
الأمير تميم.. القوة القادمة فى قطر
على الرغم من أنه لم يتجاوز الحادية والثلاثين من العمر، فإن الأمير تميم، ولى العهد، والابن الثانى للأمير حمد من الشيخة موزة، قد بدأ بالفعل فى تدعيم سلطته فى البلاد.
يقول الكتاب: «إنه منذ اللحظة التى نجح فيها الأمير حمد فى وضع ابنه الثانى من الشيخة موزة فى منصب ولى العهد، راح الأمير تميم يضع الرجال الذين يتمتعون بثقته فى المواقع المؤثرة والحيوية فى قطر، وإن ظل يحيا هو نفسه فى ظل أبيه فى كل شىء على الساحة الدولية، إلا فى الرياضة».
«لقد كان هو بالفعل المحرك الأساسى فى كل الأحداث الرياضية التى قررت قطر تنظيمها، ورث عن أبيه القامة الفارعة، ورئاسة اللجنة الأولمبية. وكان فوز قطر بتنظيم كأس العالم فى 2022 دفعة قوية لتدعيم سلطته داخلياً، ومنح القطريين مشروعاً يلتفون به حوله. كل ما تبقى هو معرفة اللحظة التى سيتسلم فيها فعلياً الحكم من والده، والأخطر ما إذا كان سيتمتع بالدعم الكامل من باقى مجلس العائلة المالكة القطرية، ومن رئيس الوزراء حمد بن جاسم على وجه التحديد». ويصف الكتاب الفرنسى ولى العهد القطرى بأنه: «إصلاحى، درس فى الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية مثل أبيه. يجيد الإنجليزية والفرنسية بطلاقة شديدة، خاصة أنه تربى على يد مربية بلجيكية، ودرس فى جامعة (لوفان) البلجيكية. وكان هو صاحب فكرة قيام قطر بشراء نادى الدورى الفرنسى (باريس سان جيرمان)، الذى ترك إدارته لصديقه ناصر الخليفى، مدير عام قنوات الجزيرة الرياضية».
«ومثل أبيه أيضاً، تزوج الأمير تميم من واحدة من بنات عائلة (آل ثانى)، لكى يضمن ولياً مستقبلياً للعهد من زواج بين اثنين من أفراد العائلة المالكة. لكنه تزوج بعدها واحدة من عامة الشعب، العنود الهاجرى. وهو يعشق كرة القدم، والتنس، والصيد. ويقولون عنه إنه يتمتع بمزايا عديدة، فهو راجح العقل، شديد الاتزان، ولديه حس سياسى جيد يمنحه قدرا معقولا من السلطة، ومن المعروف اليوم أنه فى حالات غياب الأمير حمد يتولى الأمير تميم رئاسة مجلس الوزراء، وتوقيع المراسيم».
وتبدو العلاقة بين الأب وابنه، من وجهة نظر الكتاب، علاقة وثيقة لا يعكر صفوها شىء، يقول وزير الخارجية الإسبانى السابق ميجيل موراتينوس، الذى يعمل الآن مع العائلة المالكة فى قطر: «إن الأمير حمد يحب ابنه حبا جما، ويحرص تميم من جانبه على أن ينصت باهتمام فى كل الاجتماعات التى يحضرها، ويهتم بتسجيل الملاحظات. إنه شخص شديد الاحترام، والأمير حمد عهد إليه بكل الملفات التى لها علاقة بالأمن، بما فى ذلك ملفات الأمن الغذائى، وقرر تميم أن يعين فهد العطية، وهو أحد أصدقائه الذين درسوا معه فى الأكاديمية البريطانية، رئيساً لبرنامج قطر الوطنى للأمن الغذائى. بمعنى آخر، فإن ولى العهد يثبت أقدامه فى السلطة بالفعل».
ويضيف أحد الأجانب الذين تعاملوا عن قرب مع الأمير تميم: «إن تميم يمتلك رؤية خاصة به أيضاً، لكن هناك أمر واحد يصعب التكهن بوجوده فيه، هو ما إذا كان يمتلك نفس إرادة والديه فى الإسراع بعملية تطوير بلاده ونقلها بوثبات سريعة للأمام».
لا يبدو أن قطر لو تولى الأمير تميم السلطة فيها ستكون تلك الدولة التى تلفت إليها أنظار العالم بشكل مستفز. ينقل الكتاب عن بعض المقربين من الأمير تميم: «إنه على العكس، يرى أن قطر فى الأساس دولة إقطاعية، بالتالى لا بد من الأخذ فى الاعتبار أصول المجتمع البدوى وتقاليده. والواقع أن تميم يشعر بالقلق من التطورات المتسارعة والمهولة التى تشهدها قطر داخلياً، لذلك فسيكون من أنصار أن تستريح قطر برهة من الوقت، ثم تتبنى فيما بعد مواقف دبلوماسية تثير ضجة أقل بكثير من التى تحدثها الآن».
ويرصد الكتاب واحدة من أهم ملامح تفكير الأمير تميم، وهو رؤيته لثورات الربيع العربى التى دعمها والده، على تأثير الأحداث الخارجية على الوضع الداخلى لقطر، وليس تحكم قطر فى مسار الأحداث خارجها. يقول: «يرى الأمير تميم أن أحداً لا ينتبه، وسط صخب أحداث الربيع العربى، إلى أن هناك مطالب بالإصلاح ستتشكل حتماً لدى القطريين إن لم يكن اليوم فغداً.
«موزة»: لا أريد أن يكبر أطفالى ليصبحوا مثل أبناء مبارك
يقول الكتاب الفرنسى: تؤمن الشيخة موزة بقوة بأهمية تعليم الأجيال الحالية والقادمة لكى تمسك بين يديها بمفاتيح المستقبل، ولا تعيش معتمدة فقط على عائدات الذهب أو البترول القطرى. وتعلن الشيخة موزة بوضوح أمام زوارها أنها تقف بشدة ضد الفساد، وتردد دائماً: «لا أريد أن يكبر أطفالى ليصبحوا مثل أبناء مبارك!». ربما تتعالى الشيخة موزة على أبناء مبارك، لكنها استلهمت تجربة جمال عبدالناصر فى التعليم، وظهر ذلك بوضوح فى إطلاقها لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التى تعتبرها ضمان مستقبلها الحقيقى فيما بعد». ويقول الكتاب عن الشيخة موزة: «إنها سياسية من طراز رفيع، تدرك جيداً أنها لن تظل سيدة قطر الأولى إلى الأبد، لذلك، فهى تفعل كل ما فى وسعها لكى يستمر مجهود عمرها فى مؤسسة قطر. وراحت تحول المؤسسة من كيان يعتمد على دعم الدولة إلى مؤسسة تجارية ذات كيان يستقل تدريجياً، حتى يصبح مستقلاً تماماً على المدى البعيد». «وتحرص الشيخة موزة على تصعيد المقربين منها فى مؤسسة قطر، كما فعلت مثلاً مع أحد أبناء أخواتها، الشيخ عبدالله بن على آل ثانى الذى قامت بتعيينه نائباً لرئيس مؤسسة قطر. كأنها تقول إنه أيا كان ما سيحدث غدا، وأيا كان المسار الذى ستتخذه الأحداث، فإن مؤسسة قطر لا بد أن تستمر».
وفى ديسمبر 2011، اتخذت الشيخة خطوة أخرى لكى تصبح مؤسسة قطر أكثر التصاقا بها وضمانا لمستقبلها. يقول الكتاب إنه فى هذا التاريخ: «قررت الشيخة موزة إجراء تغييرات فى مجلس إدارة مؤسسة قطر، وأدخلت فيه أربعة من أبنائها: أولهم الشيخة هند، التى تعمل فى الديوان الأميرى إلى جوار أبيها. إضافة إلى ابنتها الأميرة مياسة وابنها الأمير محمد، إلا أن العضو الأهم الذى انضم لمجلس إدارة المؤسسة، كان ابنها ولى العهد الأمير تميم. وكانت رسالتها بتعيينه فى مجلس إدارة المؤسسة لخصومها المحافظين واضحة ومحددة: لا أحد يمس أو يقترب من مؤسسة قطر، وإلا فعليه أن يتفاهم مباشرة مع ولى العهد!».
وكان على رأس خصوم الشيخة موزة من «المحافظين»، رئيس الوزراء القطرى حمد بن جاسم.
يقول الكتاب: «إن تحركات الشيخة موزة من خلال مؤسسة قطر، أثارت ضدها دوائر المحافظين التقليديين فى المجتمع القطرى، وعلى رأسهم حمد بن جاسم. لم يكف رئيس الوزراء أبدا عن انتقاد ومعارضة مبادراتها. وحتى عندما قامت الشيخة بإنشاء مركز للمؤتمرات قام هو أيضاً بإنشاء مركز مماثل، وهو يتمنى بشدة اختفاء مؤتمر القمة العالمى للابتكار فى التعليم، ذلك المؤتمر الذى يعقد فى قطر سنويا تحت رعاية الشيخة موزة منذ عام 2008، أو يضم كل خريف، أكثر من ألف خبير يأتون إليه من العالم كله. فى ذلك المؤتمر، تتركز الأنظار كلها على الشيخة موزة، التى تعلن عن الفائز بجائزة قدرها نصف مليون دولار، خصصتها لأى شخصية أو مؤسسة تنجح فى تطوير أفكار جديدة فى مجال التعليم، هذا المبلغ الضخم، يمنح الشيخة موزة فرصة استعراض المزيد من كرمها، لتصبح أكثر وأكثر محط الاهتمام، والمركز الذى تتجه إليه كل الأضواء فى تلك اللحظة». «وتتردد أقاويل فى الدوحة، أن هند، ابنة الشيخة موزة، سوف تخلفها يوماً ما فى رئاسة مؤسسة قطر. وهند هى سر أمها وأبيها معا، فهى التى تدير الديوان الأميرى، وتمتلك شركة خاصة للاستثمارات، برأسمال يتجاوز المليار دولار، تضع معظمها فى بيزنس الفنادق والرفاهية».
وفى الديوان الأميرى، يقع مكتب الشيخة هند فى نفس الطابق الذى يضم مكتب حمد بن جاسم!.
هى حلقة جديدة من هذا الصراع الفريد بين حمد بن جاسم، الوهابى التقليدى المحافظ، الذى لا يقبل ظهور زوجاته فى المناسبات العامة، وبين الشيخة موزة التى تؤمن أن مكان المرأة الطبيعى تحت الأضواء. وإذا كانت الشيخة موزة، بكل طموحها، قد تركت المجال السياسى دون أن تقترب صراحة منه، فإنها دفعت بكل قوتها لدخول ابنتها إليه من أوسع أبوابه. يصف الكتاب الفرنسى الشيخة هند بأنها: «سياسية حقيقية، قادرة على التفاوض مع قادة حماس، والتفاهم مع المسئولين الإيرانيين. هى تدير مكتب الأمير حمد فى الديوان الأميرى منذ عام 2008، وصارت بالفعل ذراعه اليمنى فيه. وفى قصر الديوان على كورنيش الدوحة، يقع مكتبها مباشرة فى مواجهة مكتب حمد بن جاسم فى نفس الطابق. سيدة نشيطة، مجتهدة، تسير دائما فى حماية أبيها، وترافقه فى كل تحركاته فى الخارج، وتنخرط فى الوقت نفسه، فى شئون التعليم والمرأة، بصفتها نائبة لرئيس مؤسسة قطر التى تديرها أمها، وستخلفها فى رئاستها يوماً ما». كانت الشيخة موزة ترتب لمستقبلها دون أن تنسى مستقبل أبنائها، يرصد الكتاب حرص الشيخة موزة على وضع أبنائها الخمسة الكبار فى مراكز قوة، كأنهم أصابع قبضة محكمة، فبعد صعود الأمير تميم والشيخة هند: «اتجه الأمير جوعان بن حمد إلى المجال العسكرى، وينتظره مستقبل مفتوح سيصبح فيه على الأرجح الذراع العسكرية الذى سيعتمد عليه شقيقه الأمير تميم. أما الأمير محمد، الذى يعشق المسرح والخيل، فهو الذى حمل الشعلة فى دورة الألعاب الآسيوية التى استضافتها الدوحة عام 2006، لتتركز عليه أنظار العالم كله فى احتفال ضخم، وهو يرأس لجنة تنظيم بطولة كأس العالم التى ستستضيفها قطر عام 2022، ويحتل كذلك منصبا قياديا فى هيئة الماء والكهرباء. وأخيراً، تأتى الشيخة مياسة، الابنة الكبرى للشيخة موزة والأمير حمد، لتهتم بالثقافة والفنون، وفى 2005، تم تعيينها رئيسة لهيئة المتاحف فى قطر، وصارت جزءاً من مجلس إدارة مؤسسة قطر، وإن كانت لا تمتلك نفس طموح شقيقتها الصغرى هند. وما زال ابنا الشيخة موزة الصغيران، الأمير ثانى، والأمير القعقاع، يواصلان دراستهما».
كل هذا، دعا الأمير حمد لأن يحرص على عدة توازنات دقيقة «لم يكن الأمير حمد يرغب فى أن يتصور البعض أنه يفضل أبناءه السبعة من الشيخة موزة على أبنائه الستة عشر الذين أنجبهم من زوجتيه الأخريين».
على أن التوازنات الأخطر بالنسبة للأمير حمد، تظل هى التوازنات المطلوبة منه فى الصراع الأخطر بين الشيخة موزة وحمد بن جاسم، يقول الكتاب: «من الطبيعى أن تكون هناك صراعات تغلى تحت السطح، فى قلب عائلة شديدة القوة وشديدة الطموح مثل العائلة المالكة القطرية، بعض هذه الصراعات ما زال مكتوما، وبعضها الآخر بدا يطفو على السطح مثل الصراع بين الشيخة موزة وحمد بن جاسم، الأمر الذى يضع الأمير حمد فى موقع حساس للفصل بينهما. يقول الكتاب أن حمد بن جاسم عرقل مرة عقد قطر لصفقة تجارية مع فرنسا لأنها كانت اقتراحا للشيخة موزة، يقول: «فى لحظة ما، أراد أمير قطر أن يشترى صالة المزادات الشهيرة «كريستى»، لكن صاحبها رجل الأعمال الفرنسى «فرانسوا بينو»، رفض بشدة. كان هناك تفكير قطرى أيضاً فى شراء أسهم فى مجموعة «بينو» التى تضم عدة بيوت أزياء وماركات عالمية، وكانت الشيخة موزة هى التى تقف وراء هذا التفكير بسبب رغبتها فى وجود «شارع للموضة»، يضم فروعاً لبيوت الأزياء العالمية فى الدوحة مثل الشوارع الموجودة فى لندن وباريس وميلانو، وكان وقوف الشيخة موزة وراء هذه الصفقة على ما يبدو، سبباً فى أن يتدخل حمد بن جاسم لعرقلتها. وكان هذا كله سببا فى أن تقول الشيخة موزة لأصدقائها أكثر من مرة: أنا لا أحب حمد بن جاسم!».
على أن حمد بن جاسم، على الأرجح، لن يكون هو المنافس الوحيد الذى تواجهه الشيخة موزة فى قلب العائلة المالكة القطرية، هناك مثلاً تلك العلاقة المتوترة التى تكونت بين الشيخة موزة، والعنود الهاجرى، الزوجة الثانية لابنها تميم. يقول الكتاب: «إن علاقة الشيخة موزة بابنها تميم علاقة طيبة، حتى إن كانت هى تحمل ضعفا خاصا تجاه ابنها محمد، وهى لا تطيق العنود الهاجرى، زوجة تميم شديدة الجاذبية، التى أنجبت لولى العهد صبيا فى أكتوبر الماضى. والغريب أن العنود أنجبت ابنها فى غياب الشيخة موزة التى اختارت أن تكون إلى جوار ابنتها الكبرى مياسة، التى كانت تلد أيضاً فى نيويورك. والواقع أن العنود، برشاقتها وقامتها الطويلة، تحمل بالفعل شبها ما من الشيخة موزة، إلا أن تلك الأخيرة لا تحب أبدا أن يذكرها الناس بهذا، ولا أن يقارنها أحد بزوجة ابنها».
على الرغم من التقوى والورع اللذين تتميز بهما السيدة الأولى القطرية، إلا أنها لا تعتبر ممثلة لسيدات المجتمع القطرى، والواقع أن نساء آل ثانى لا يحببنها على الإطلاق. يتهامسن من وراء ظهرها بأنها تبالغ فى الظهور، وتسرف فى إنفاق المال، وأنها فى النهاية مجرد واحدة من عامة الشعب. يقول أحد الديبلوماسيين الأوروبيين فى الدوحة لمؤلفى الكتاب: «إن الشيخة موزة فهمت الرسالة جيدا، وخففت كثيرا من ظهورها فى الفترة الأخيرة، ففى النهاية، كل عائلة لا بد أن تفكر فى مصالحها الخاصة جيدا قبل أى شىء».
ويواصل الكتاب: «إن من يعرفون الشيخة موزة جيدا يقولون إنه صار لها مؤخرا أصدقاء قليلون فى قطر. على الرغم من أن آل ثانى ما زالوا يضايقونها باستمرار. ويقول بعض المقربين منها إنها تسخر من الانتقادات الموجهة لها، بينما يقول آخرون إنها على العكس، تشعر بقلق عميق على مستقبلها، ولم تعد تفكر إلا فيه، لأنه الشىء الوحيد الذى لا يمكن التأكد منه، أو السيطرة عليه».
«ربما لذلك، تقضى الشيخة موزة معظم وقتها مع الأمير، أو مع أبنائها منه. كما أنها لا تتحدث تقريبا مع أبناء الأمير الذين ولدوا من زيجاته مع أخريات. والواقع أن أمير قطر يستجيب للعديد من رغباتها، مثل ذلك اليخت الذى يبلغ طوله 139 متراً، ويعمل عليه 87 شخصا فى جزر الباهاما، أو الطائرة البوينج التى اشتراها لها، إضافة لطائرتها الخاصة الإيرباص التى قام المصمم الفرنسى العالمى فيليب ستارك بتصميمها لها، وهو الذى صمم لها أيضاً طراز فيللتها الجديدة على شاطئ البحر، بالقرب من الحى الدبلوماسى فى الدوحة، على شكل طبق طائر وبتصميمات مستوحاة من الفضاء الخارجى، إضافة بالطبع إلى شقتها الفاخرة التى تبلغ مساحتها 4 آلاف متر مربع، تحتل عدة طوابق فى أحد أبراج مانهاتن فى نيويورك، وتضع فيها مجموعة من أثمن وأجمل اللوحات الفنية التى تقتنيها».
ويواصل الكتاب: «إن الشيخة موزة تعشق نيويورك، لكنها تعشق أيضاً التزلج على الجليد شتاء فى منتجع «كورشوفال» فى جبال الألب الفرنسية، يحيط بها فى تلك الرحلات عادة تسعة من الحراس الشخصيين، وتايلاندية تتابع أمورها الخاصة، ومدربتها الإسبانية الخاصة للياقة، فالشيخة موزة تعرف جيدا كيف تعتنى بنفسها، يجيد طباخها الفرنسى طهى الأطعمة التى تحافظ على رشاقتها، وتحافظ عليها هى بممارسة الرياضة بانتظام».
صفقات وعمولات "حمد بن جاسم" أغنى رجل فى قطر
هو أحد أخطر اللاعبين فى قطر، الرجل الذى يمسك فى يده بكل خيوط السياسة والبيزنس والتمويل، فلا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.. أو هكذا كنا نظن!
هو الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى، نعرفه كمصريين منذ أن عرفنا قناة الجزيرة التى كانت تنقل تصريحاته المستفزة عن مصر، وصفقاته الأكثر استفزازا مع إسرائيل، قبل أن نراه بـ«نيولوك» بعد حكم الإخوان، يحتل شاشات التليفزيون الرسمية، «واهبا» المنح والقروض القطرية، «حليفا ومنقذا» لمصر ولاقتصادها ولحكامها من الانهيار.
كيف تحول حمد بن جاسم إلى بطل؟ من المسئول عن هذا الوهم؟ إن قراءة الكتاب الفرنسى المثير «قطر.. خزينة الأسرار»، الذى صدر مؤخرا ليحتل رأس قائمة أكثر الكتب مبيعا فى أوروبا، تكفى لكشف الوجه الآخر لحمد بن جاسم: صفقاته وعمولاته التى تحوم حولها علامات استفهام ليس لها عدد. صراعاته الداخلية العنيفة مع ولى العهد، الأمير تميم، الذى ينتزع منه أهم الملفات التى كان يتحكم بها، واستهانة رجال الأعمال والسياسيين الغربيين به على الرغم من كل محاولاته لفرض نفسه عليهم؛ فهم على الأقل لم يصابوا بالعمى الذى أصابنا مؤخرا، وجعل بعضنا يرى كل من يحمل حقائب الدولارات الخضراء ملاكا بـ«دشداشة» بيضاء!
ربما كان حمد بن جاسم سياسياً قوياً، لكنه ليس الأقوى فى قطر، ربما كان ثريا، لكن ثراءه الآن يخضع لرقابة أجهزة مكافحة الفساد فى الدوحة.. تلك هى الأسرار التى لا يريد دراويش قطر أن يعرفها أحد، وإن كان كتابنا الفرنسى لا يتردد فى كشفها رغم أنف الجميع.
يصفه أحد الأجانب الذين تعاملوا معه عن قرب لمدة ثلاثين سنة بأنه: «القوة الضاربة، والذراع المسلحة للأمير القطرى. لا ينام سوى أربع أو خمس ساعات ليلاً، والأمير حمد لا يملك طاقته على العمل. وهو وهابى محافظ، لا يراه الناس أبداً مع زوجاته فى العلن، وظل لفترة طويلة يملك وحده الحق فى أن يكون مكتبه ملاصقاً لمكتب الأمير حمد فى قصر الديوان الأميرى».
تولى حمد بن جاسم منصب رئيس الوزراء فى 2007، وظل محتفظاً بمنصب وزير الخارجية معه. ويقول أحد أقاربه لمؤلفى الكتاب: «إنه هو من يمسك بالاتصالات والعلاقات الدولية القطرية كلها فى قبضته، ويدرك الأمير حمد أنه قادر على الاعتماد تماماً عليه، فالشيخ حمد بن جاسم يمتلك موهبة خرافية فى التفاوض، وقدرة بارعة على توصيل الرسالة المطلوبة بالضبط كما يريد».
ويصف الكتاب الشيخ حمد بن جاسم بأنه: «رجل أعمال محنك، لا بد أن تكون له صلة من قريب أو من بعيد بكل الشراكات والصفقات المالية والتجارية التى عقدتها قطر فى السنوات العشرين الأخيرة. كما أن قائمة ممتلكاته وثرواته تثير الإعجاب: فهو يرأس شركة الخطوط الجوية القطرية، وبنك قطر الدولى، ونائب رئيس هيئة الاستثمارات القطرية، ومؤسسة قطر القابضة، ذراعها المسئولة عن شراء العقارات فى الخارج. وهو يملك أيضاً فندقى الفور سيزون وويست باى فى الدوحة، وفندقى راديسون وتشرشل فى لندن».
أما عن رجال حمد بن جاسم، ومندوبيه فى إتمام الصفقات، فيذكرهم الكتاب بالتفصيل: «فى عديد من المفاوضات والصفقات التجارية والصناعية، تكون عائلة الفردان الشيعية الكبيرة فى قطر هى ممثلة حمد بن جاسم، خاصة كبيرها حسين الفردان، مصحوباً بأولاده على وفهد وعمر. أما «مديرو» صفقاته، الذين يتولون مهمة ترتيب تفاصيلها، فأبرزهم الشيخ محمد العقر، أحد أعضاء مجلس إدارة بنك قطر الدولى، ووزير الطاقة الشيخ غانم بن سعد السعد، الذى يقوم بدور جندى الاستطلاع فى مفاوضات حمد بن جاسم مع المؤسسات الأجنبية، وكان هو الرجل الذى أرسله لجس النبض فى صفقة شراء فندق كارلتون فى مدينة كان الفرنسية».
وأورد الكتاب الفرنسى واقعة غريبة عن التعامل المالى للشيخ حمد بن جاسم، يقول: «لقد انتبه حمد بن جاسم مبكراً لقوة ونفوذ المال على الناس، وهو يرى أن كل شىء، وكل شخص، يمكن شراؤه، بشرط أن تضع له الثمن المناسب. ومنذ فترة طويلة، قبل أن ينقلب أمير قطر الحالى على والده الأمير خليفة فى أوائل التسعينات، جاء اثنان من رجال الأعمال الفرنسيين لزيارة خليفة، الأمير القطرى السابق فى منزله بمدينة كان الفرنسية، سعياً لتعزيز وتوسيع أنشطة شركاتهما فى قطر».
ويواصل: «هنا، سأل الأمير خليفة، الذى لم يكن مهتماً بالبزنس أصلاً، وزير خارجيته حمد بن جاسم عما ينبغى قوله لرجلى الأعمال، فرد عليه ابن جاسم: قل لهما أن يناقشا هذا الأمر معى أنا! ووصل رجلا الأعمال الفرنسيان إلى فيلا الريان، مقر إقامة الأمير خليفة، وبعد دقائق من المناقشة، قال الأمير: إن حمد بن جاسم هو الذى يهتم بشئون الأعمال الخاصة بنا، سأترككم معه الآن.. ونهض ابن جاسم مرافقاً الأمير خليفة حتى الباب، متظاهراً بأنه يهمس فى أذنه بكلمات ما، وعندما عاد إلى رجلى الأعمال الفرنسيين قال: أنا أشعر بحرج بالغ لأننى مضطر إلى أن أقول هذا، لكن الشيخ طلب 20 مليون دولار لنفقاته الخاصة! هو لن يقول لكما هذا، أنا فى غاية الحرج».
ويؤكد مؤلفا الكتاب أنهما حصلا على هذه القصة من أحد قيادات شركة الأعمال التى كانت تتفاوض على توسيع أعمالها فى قطر، وأكد القصة لهما مصدر آخر من قلب العائلة الحاكمة، وواصلا: «كانت تلك غالباً هى الـ20 مليون دولار الأولى التى وضع حمد بن جاسم يده عليها من الشركات الفرنسية التى تعمل فى قطر. وإن كان من غير المؤكد أن الأمير خليفة قد رأى هذه الأموال أصلاً».
ويتابع: «ابن جاسم مثله مثل الشيخة موزة، عدوته اللدودة، يعتبره البعض مبالغاً فى ظهوره، بينما أمير قطر نفسه يقول صراحة إن حمد بن جاسم هو أغنى رجل فى قطر، إلا أن كل هذا النشاط كان سبباً فى إثارة الكثيرين ضده، لم تكن صدفة مثلاً أن عائلة (العطية)، التى يعتبر أفرادها من رفاق درب أمير قطر، شكلت مركزاً لمكافحة الفساد فى قطر منذ بضعة أعوام. ظاهرياً، قيل إن هذا المركز يستهدف مكافحة هذا (الشر) الذى يلتهم الإدارة، إلا أنه فى واقع الأمر كان سيفاً مصلتاً على رأس حمد بن جاسم على وجه التحديد».
ويواصل: «وبدأ الضجيج بالفعل، ففى قلب العائلة المالكة القطرية لا أحد يجهل أن حمد بن جاسم تلقى ما بين 200 إلى 400 مليون دولار فى صورة عمولات، بعد إتمام صفقة شراء محلات هارودز الشهيرة فى لندن، التى كان يملكها الملياردير المصرى محمد الفايد، وفى فرنسا تلقى حمد عمولة قدرها 200 مليون دولار من شركة مقاولات بهدف بناء جسر بين قطر والبحرين، وهو جسر لن يرى النور فى القريب غالباً.. واللائحة تمتد لتشمل أكثر من ذلك بكثير».
«وتتردد قصة بأن حمد بن جاسم، الذى ورث عن أبيه أراضى شاسعة، كان الوحيد من بين عائلة آل ثانى الذى قال له والده: اذهب لإتمام دراستك فى الولايات المتحدة، لكنى لن أنفق عليك مليماً، عليك أنت أن تتصرف حتى لو قمت بغسيل السيارات»!
ويتابع الكتاب: «أما ابن حمد، جاسم، فهو وسيطه عادة فى الشئون الخاصة، يقول عنه أحد رجال الأعمال الفرنسيين إنه يرسله كثيراً فى طليعة كتيبة المفاوضين على عقد ما سيتم توقيعه بين الشركات، ربما لأنه ورث عن أبيه سرعته التى تقترب من سرعة البرق فى إنجاز وعقد الصفقات، وهى المزايا التى جعلت حمد بن جاسم دائماً موجوداً وظاهراً فى قطر، كما لو أن الأمير حمد غير قادر على الاستغناء عنه».
ويذكر الكتاب مثلاً تلك الواقعة التى جرت بين أمير قطر وعدد من ملوك وأمراء دول الخليج، وتدخل فيها الأمير لحماية حمد بن جاسم، يقول: «فى أحد اجتماعات قادة مجلس التعاون الخليجى بسلطنة عمان، تحدث حمد بن جاسم بلهجة لم تعجب الكبار فى المجلس، فقالوا صراحة لأمير قطر: نحن نريد أن نعاقبه، أو ألا نراه بيننا مجدداً.. إلا أن الأمير تدخل لصالح وزيره قائلاً: عفواً، لن أقبل المساس بحمد، أنا من سيحدد ما سأفعله فى هذا الموضوع.. وهو ما جعل البعض يرى أن أقصى عقاب يمكن أن يفرضه الأمير على حمد بن جاسم، هو أن ينتزع منه منصب رئيس الوزراء، ويترك له منصب وزير الخارجية الذى أثبت فيه أنه أكثر نفعاً».
ويواصل: «ويرى البعض أن هناك سبباً لعدم المساس بحمد بن جاسم، هو أنه يمسك بين يديه بكل أسرار تمويل الصفقات التى تعقدها قطر فى الخارج، وظل يتحكم فيها لوقت طويل».
لكن، تظل هناك تلك الصراعات القاسية التى يمكن أن تغير مسار حمد بن جاسم، خاصة صراعه مع الشيخة موزة، وابنها ولى العهد تميم، الذى عهد إليه والده بملفات صفقات التسليح التى ظلت فى يد حمد بن جاسم لوقت طويل، وبدأ يدخله إلى قلب نفوذ حمد بن جاسم، وهو مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية لقطر. وكانت الحرب على ليبيا هى التى شهدت تزايد دور الأمير تميم فى مجال العلاقات الخارجية لقطر.
يقول الكتاب الفرنسى: «إن أمير قطر صار يعتمد على ابنه أكثر فأكثر لإدارة الملفات الدبلوماسية المهمة التى كانت فى الأساس مهمة رئيس الوزراء. وخلال الحرب ضد نظام القذافى فى ليبيا، كان الأمير تميم هو المسئول عن الاتصالات بالقبائل الليبية، التى لعبت دوراً شديد الأهمية والحسم فى الإطاحة بالقذافى».
وكان نجاح تميم فى إدارة الملف الليبى سبباً فى أن يعتمد عليه والده من جديد فى تعامل قطر مع الأزمة السورية، وهو الملف الذى أشعل الصراع بين حمد بن جاسم وعزمى بشارة، رجل تميم فى الملف السورى، على حد وصف الكتاب.
تقول إحدى البرقيات الدبلوماسية السرية التى أرسلتها السفارة الفرنسية فى الدوحة وفقاً للكتاب، إنه «فى أزمة سوريا سعت قطر لحشد التأييد الدولى لدعم المعارضة السورية بكل الوسائل والسبل؛ حشد الفنانين، تقديم الدعم المالى والسياسى للمجلس الوطنى السورى، تحريك رجال الأعمال السوريين.. باختصار، كل ما يمكن أن يجعل الدوحة عاصمة المعارضة السورية التى يتم التخطيط لمستقبل سوريا فيها».
وتواصل البرقية: «وكما حدث فى ليبيا، فإن رجلاً واحداً لعب دوراً محورياً فى هذا التحرك، هذا الرجل هو عزمى بشارة، نائب الكنيست الإسرائيلى السابق من عرب إسرائيل، والرجل الذى تم نفيه من إسرائيل بسبب صلاته بحزب الله، واستضافته الدوحة بعدها لكى يدير أحد مراكز الأبحاث فيها. إن عزمى بشارة، المقرب من الأمير تميم، منخرط مع المعارضة السورية منذ بداية الأزمة، لكنه اضطر لاحقاً إلى أن يتراجع أمام رئيس الوزراء حمد بن جاسم، الذى انتزع ملف الأزمة السورية وأحكم قبضته عليه».
ووفقاً للكتاب، فإن الصراع الذى يجرى على أرض سوريا ستنعكس آثاره حتماً على الصراع الدائر فى قلب العائلة المالكة القطرية بين حمد بن جاسم والأمير تميم بن حمد، خاصة فى حالة فشل ابن جاسم فى وضع حد للأزمة، يقول المؤلفان: «إن الوضع فى سوريا شديد التعقيد بالنسبة لقطر، خاصة فى ظل وجود دول أخرى لها مصلحة فى الانتقام؛ فالعراقيون مثلاً يقولون إنهم يملكون دلائل على أن القطريين يقومون بتمويل الإرهابيين فى جماعة جبهة النصرة، وهى الامتداد السورى لتنظيم القاعدة فى العراق. مثل هذا الكلام هو أساس الانتقادات المبطنة التى يوجهها الأمير تميم، الأكثر حذراً، لطريقة التعامل مع الملف السورى، إلا أنه فى نهاية الأمر لا يملك ذلك الملف تحت يده».
ويقول أحد الدبلوماسيين الأوروبيين العاملين فى الدوحة: «إن التوازنات الداخلية فى قطر ستهتز لو ازداد تعقد الأزمة السورية، وتعذر الوصول إلى حل للصراع فيها. وستزداد حتماً حدة المعركة المكتومة الدائرة بين حمد بن جاسم، الذى يتحرك فى الملف السورى، وبين ولى العهد، الذى يملك وجهة نظر مختلفة فى إدارة هذا الملف».
وتقول إحدى البرقيات الدبلوماسية التى أرسلتها السفارة الفرنسية فى الدوحة: «إن القطريين يتحركون على أساس قرارات يتخذها بضعة رجال من وحى اللحظة، أو يتخذها الأمير منفرداً. لا يبدو أن السلطة فى قطر عندها تخطيط على المدى الطويل، ولكنها تتحرك وفقاً لما يقتضيه الموقف لحظتها، وهذا ما يمثل نقطة ضعفها الأساسية».
ويواصل الكتاب: «إن مجال الدبلوماسية، الذى يتحرك فيه حمد بن جاسم منذ عشرين عاماً ويمثل قلب تحركاته كلها، هو المجال الذى تفجرت فيه كل طاقاته، ليضع نفسه بوضوح فى قلب المجتمع الدولى. وفى اجتماع لمجلس الأمن، أرادت فيه قطر أن تفرض عقوبات على سوريا، أصر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على الاعتراض بحق الفيتو على أى مشروع قرار فى هذا الصدد، فسأله حمد بن جاسم: كم تريد مقابل رفع اعتراضكم بحق الفيتو؟ فرد عليه لافروف: إياك أن تتخيل أنكم قادرون على شراء كل شىء بالمال. وتعجب الحاضرون من هذا النقاش الذى يتم فى غير محله، وتوترت العلاقات بين روسيا وقطر منذ ذلك الوقت».
ويروى أحد الدبلوماسيين المغاربة، فى مقابلة مع مؤلفى الكتاب يوم 12 ديسمبر 2012، عن واقعة حدثت فى قلب جامعة الدول العربية فى المغرب، وجه خلالها حمد بن جاسم تهديداً صريحاً لوزير الخارجية الجزائرى مراد المدليسى، الذى كان رافضاً بشدة تبنى موقف معارض للنظام السورى بالطريقة التى تريدها قطر، فصاح فيه حمد بن جاسم: اسكت أنت، دورك سيأتى! ثم استدار للحاضرين الذين صمتوا مبهوتين قائلاً: على كل حال، ليس أمامكم إلا أن تتبعونى، لأن الأمريكان ورائى أنا».
لكن، ربما كانت نظرة الأمريكان أنفسهم لحمد بن جاسم تختلف، يقول الكتاب: «إن حمد بن جاسم يضغط منذ زمن طويل على أعصاب نظرائه، فبعد الحرب الإسرائيلية على حزب الله فى لبنان عام 2006، كان من المفترض أن يكون هناك غداء يختتم اجتماع فى نيويورك عقدته وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها، كوندوليزا رايس، مع وزراء الخارجية العرب، لكن كوندوليزا رايس هتفت: كلا أرجوكم، لا أريد حمد بن جاسم تحديداً، سيستمر فى استعراضه! ولم يبذل أى من الوزراء العرب أدنى جهد لمحاولة تغيير رأيها أو الإصرار على أن يحضر حمد بن جاسم الغداء».
ويواصل الكتاب: «لا يوجد بلد واحد فى العالم يسمح لرئيس وزرائه ولا لوزير خارجيته بإهانة أحد نظرائه، وحده حمد بن جاسم يجرؤ على ذلك، لأنه يتصرف كأنه أمير ثانٍ. ووصلت به الجرأة يوماً ما إلى أن يدس ميكروفوناً تحت السجادة خلال مناقشة جرت بينه وبين ملك السعودية الراحل الملك فهد!».
ويواصل: «إن حمد بن جاسم، مثل قطر، يمتلك شهية الغيلان.. نجح مؤخراً فى أن يضع يده على كل استثمارات البترول والغاز المملوكة لهيئة الاستثمارات القطرية، مستفيداً من اختفاء منافسه، الشيخ أحمد العطية، من قيادة وزارة الطاقة، إلا أنه فى النهاية يمتلك عقلية حقيقية للمساومة و(الفصال)، كما لو كان كل شىء بالفعل معروضاً للبيع فى سوق. وحدث مرة أنه كان يريد الاستحواذ على إحدى الشركات الفرنسية، فطلب من المسئولين فيها (تخفيضاً) على سعر الأسهم المعروضة للبيع فيها، فقالوا له على الفور: مستحيل! هذه صفقة بين شركاء، نحن لسنا فى سوق هنا! واحتاج الأمر إلى أن يتدخل أمير قطر شخصياً ليعيد العقل إلى ابن عمه».
«لكن، عندما قال له شركاؤه الفرنسيون بعدها: لقد خسرت، رد ضاحكاً: أنا لم أخسر شيئاً، يكفينى أننى حاولت».
http://www.islamdaily.org/ar/general/11616.article.htm |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق