30‏/06‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2714] الفايننشال تايمز: الشيخة موزة "الأم الحاكمة في قطر"+خاشقجي:في انتظار موقف شجاع آخر من الشيخ القرضاوي


1

يوم التقى الجمعان!


حلمي الأسمر

بغض النظر عن أي اعتبارات أيديولوجية، لا أشعر أنني من الممكن أن أكون في صف الثورة المضادة في مصر، الأمر لا يتعلق بالدكتور محمد مرسي، ولا بالإخوان المسلمين، أو بما يسمونه «الإسلام السياسي» لا.

الأمر بتعلق بثورة شعبية جاءت برئيس منتخب، واقتلعت نظاما متواطئا مع العدو، نهب البلاد وأذل العباد، ولو جاء مكان مرسي رئيس آخر، كأبي الفتوح مثلا، أو حازم أبو إسماعيل، لواجهته قوى الفلول والجواسيس والمُضللين والمضللِين (بالفتح والكسر) بالشراسة ذاتها، لأن المطلوب ليس إسقاط حكم الإخوان، أو المرشد كما يقولون، بل تغييب أي خيار شعبي حر، يوقد شجرة كبرياء هذه الأمة، بدءا من أرض الكنانة، وهذه الشجرة تحديدا هي المقصودة، لأنها ظلالها ستمتد - حال استوائها على سوقها- إلى كل بلاد العرب والمسلمين، وستقتلع جبابرة وظلمة وجواسيس ومتواطئين، وستهدد مصالح طالما ارتوت من الخيانات ودم الشعوب المقهورة.

لهذا كله، كان على كل الأفاعي والجرذان أن تلتقي لتقتلع هذه الشجرة المباركة، كي تبقى الأمور على ما هي عليه، من استلاب وخذلان واستسلام لعدو الأمة، ومن اعتادوا على امتطاء ظهرها، وإبقائها في حالة خمول وكسل وذل وهوان!

هل أدافع عن مرسي تحديدا، ولم لا؟ هل أقول صراحة أنه ليس الرئيس الذي تمنيته لمصر؟ ربما، ولكنه الآن غدا رمزا لثورة المظلومين والمستضعفين والمهمشين، والانتصار له انتصار لهم، أما من يقف ضده اليوم، فليسوا سواء، فثمة منهم من يعمل بتوجيه وتمويل، وآخرون يختلفون معه فكريا ويرونه تهديدا للدولة المدنية، وثمة من يرى في الإخوان الذين يمثلهم تيارا ظلاميا يهدد متعهم وانفلاتهم، وآخرون يسيئون فهم الرجل والتيار، وطرف مضلل يردد ما يقوله الإعلام الطاغي الممول بالملايين ممن يرتعدون خوفا من انتصار إرادة الشعوب، وهناك من عرفوا حقيقة الرجل فانحرفوا لهوى أو رشوة، وهناك من عرف فالتزم، ولكن على كل الأحوال، يبقى هو خيارا شعبيا أنا موقن انه سينتصر وسيهزم الجمع المناوئ -بإذن الله تعالى- وسيعلم المضللون والمضللون أنهم ارتكبوا خطأ فادحا باصطفافهم مع أعداء الأمة وخيار الشعب!

ليس مهما أن تكون من الإخوان المسلمين، أو حتى متدينا، لتدرك أن المؤامرة هي عليك ايها العربي العادي المسكين، الذي تحلم بربطة خبز غير مغمسة بالذل، واستنشاق هواء نقي، خال من القهر، وحياة تخلو من الاستبداد والعسف والظلم وتحكم جلاوزة السلطة، وحثالتها، ممن أدمنوا إذلالك وإرهابك وإرعابك.

عليك أن تختار اليوم أن تكون مع حريتك وكبريائك، أو مع ديمومة الاستبداد الذي ثملت منه منذ عقود طويلة، منذ صاح أول فرعون في تلك البلاد: لا أريكم إلا ما أرى!
......................
الدستور الأردنية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



المشروع الإسلامي.. إلى أين؟ وأين الخلل؟





 
قد يبدو العنوان غريبا، فإذا أصبح المشروع الإسلامي مشروع سلطة فهو اليوم في قمّة النجاح. أما إذا كان مشروع نهضة وإصلاح كما بدأ وكما ينبغي أن يعود، فهو في مأزق تاريخي لم تزده السلطة إلا تعقيدا، ولا مفرّ من صياغة جديدة للمشروع وتأسيس جديد للحركة.
طبعا الحديث هنا عن اجتهادات وجهود بشرية، فالإسلام قادر دوما على استنهاض الشعوب وإصلاح أوضاعهم، وقد غيّر وجه الأرض ومجرى التاريخ في بضعة عقود وفي أسوأ الظروف، فما أبقى عذرا لأحد.
إذا أصبح المشروع الإسلامي عامل تفرقة ولم يحقق مقاصده، فذلك مؤشر على جمود وانغلاق وانحراف وإخفاق في صياغته صياغة وطنية مدنية إنسانية جاذبة
ولأن مرجعية المشروع الإسلام وغايته الإصلاح فهو ملك للجميع وينبغي أن يتسع للجميع، ولا ينبغي أن يُختزل في حزب أو يقتصر على فئة بعينها، وإذا أصبح عامل تفرقة ولم يحقق مقاصده، فذلك مؤشر على جمود وانغلاق وانحراف وإخفاق في صياغته صياغة وطنية مدنية إنسانية جاذبة، فهو بحاجة مستمرة إلى تطوير وتجديد وتقييم وتعديل كي يظل مواكبا للعصر، وإلا احتاج إلى صياغة جديدة.
واضح أن المشروع الإسلامي قد تآكل وتجمّد وأنهكته عقود الصدام والتهميش والإستنزاف، وأصيب بعدد من التشوّهات لعل أخطرها تدحرجه منذ أمد ليس بالقصير من مشروع نهضة وإصلاح محوره الإنسان إلى مشروع سلطة محوره التنظيم، فلا يوجد عمل فكري ولا رؤية واضحة ولا تخطيط إستراتيجي ولا تنمية بشرية ولا تقويم.
ذلك ما كشفه الربيع العربي الذي وضع الحركة الإسلامية على المحك وتحت المجهر، ومثّل لها أكبر اختبار وأكبر فرصة لتترجم مبادئها وشعاراتها إلى واقع ملموس. ولكن البداية الخاطئة والأداء المرتبك والضعيف كشفا أن الحركة -على وضعها الحالي- تفتقر إلى القدرة -وربما الإرادة- لتكون قاطرة النهضة العربية.
كان الأمل أن تتبنى الحركة مقاربة وطنية وتراهن على الشعب لا على السلطة، وتعتمد على أطروحاتها ثم إنجازاتها لا على تنظيمها، وتغلّب المصلحة الوطنية وتزهد في المكاسب الآنية، وتحافظ على الوحدة الوطنية وتتعاطى مع الشعب بشفافية، فتتعزز مصداقيتها وتلتحم به وتقوده في مواجهة الأجندات الإقليمية والدولية لإخراج البلاد من التخلف والتبعية، وبالتوازي تعمل على تجديد هيكليتها وإحياء مشروعها والعودة به إلى الأصل بعدما أزيحت العقبة من طريقه.
لم يكن ذلك الأمل واقعيا، وسارت الحركة في الاتجاه المعاكس بعدما أخطأت في قراءة الحدث (الذي أنقذها من مأزق)، فاعتبرته تتويجا لمسيرة ناجحة وبداية لموسم الحصاد، وهي قراءة تحول دون تقييم المسيرة وتصحيح المسار، ودون التخطيط والإعداد للمستقبل.
افتقرت الحركة إلى رؤية وإستراتيجية واضحة ومشتركة تحتكم إليهما، وفاجأت المتابعين ليس فقط بنقص الخبرة والكوادر، ولكن بمواقف وقرارات وخطوات فيها من التذبذب والارتباك والتناقض ما لا يكاد ينتظمه سوى التشبث بالحكم، وانعكس ذلك في تصريحات لا تخفى فيها النشوة. وتصرفت الحركة كأنها أنجزت المطلوب، وكأنها لم تقم من أجل أهداف أكبر وأسمى من أن تحكم وتبقى في الحكم، وكأنها جاءت إلى الحكم بانقلاب لا بالانتخابات، وكأن الثورة ما قامت إلا لتغيير الوجوه وتمكين الحركة.
رفع الربيع العربي عن الحركة الاضطهاد والمظلومية وأخرجها من السرية، وأعلنت تخليها عن فكرة الدولة أو الخلافة الإسلامية، فضعُفت بعض المرتكزات والعناصر الموحّدة للصف والتي حلّ محلها الوصول إلى السلطة والبقاء فيها والخوف من فقدانها ومن العودة إلى السجون والمنافي، فأصبح المشروع مشروع سلطة بامتياز، وأصبحت الحركة فريسة سهلة للابتزاز، خاصة بعدما تمزق الصف الوطني وتبخر الزخم الثوري وغرقت الحركة في تصريف الأعمال وحمّلت نفسها التركة الثقيلة وكبّلت نفسها بوعود غير واقعية.
كل ذلك خفض سقف الثورة وأضعف موقف النظام الجديد في التعاطي مع الأطراف الإقليمية والدولية، واضطره إلى تنازلات وصفقات لا تخطئها العين، ثم استُدرِج إلى سياسة المحاور (التي وقعت فيها منظمة التحرير الفسلطينية وأضرت بالمنظمة وبالقضية)، واستنزفت الطاقات في صراع بائس (بين الأحزاب وداخلها) بين من يتلهف على السلطة ومن يخشى فقدانها، وهو صراع عضلات وماكينات انتخابية لا صراع أطروحات وإنجازات ومؤهلات.
وفي النهاية وجد النظام الجديد نفسه ينفّذ أجندات إقليمية ودولية كان يفترض أن يتصدى لها مسنودا بشعبه، فكانت الاستمرارية الكاملة والمحيّرة في السياسات الاقتصادية والخارجية، مما جعله يكابد ليثبت اختلافه عن الأنظمة المخلوعة.
فجأة أصبح السقف عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة، وأصبح يُستكثر على الشعب أن يطالب بأكثر من الحرية التي يُمنّ بها عليه رغم أنه انتزعها بنفسه، واعتُمد الولاء والترضيات والمحاصصة بدل الكفاءة في التعيينات، ثم كان التخبّط والسطحية في التعاطي مع بعض الملفات الحساسة، مما أضر كثيرا بمصداقية الحركة وتميّزها ورصيدها وبالثورة التي كانت بحاجة إلى تيار وطني جامع يقودها كما قادت الحركات الوطنية معركة التحرر والاستقلال.
فالمعارك والتحولات الكبرى لا يقدر عليها إلا شعب معبأ وموحّد حول قضية وطنية جامعة ومحفّزة وقيادة وطنية عابرة للطوائف والأحزاب والأيدولوجيات والفئات. والحركة الإسلامية كانت مرشّحة أكثر من غيرها لتكون نواة ذلك التيار، لولا ما أصاب بنيتها ومشروعها من أضرار.
 
الصراع على الحكم واحتكاره صراع وجودي مزمن ومدمّر يتمخض عن حلقة مفرغة من الانقلابات والمواجهات، والسلطة لا يمكن أن تتحول إلى وسيلة للنهوض بعد أن تصبح غاية
المقاربة الحزبية التي اعتمدتها الحركة وجعلتها تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، كانت أكثر اتساقا مع مسيرتها منذ ربطت مشروعها بالحكم وراهنت عليه لإصلاح المجتمع بديلا عن منهجها الأصلي في الإصلاح التراكمي.
هذه المراهنة التي طغت على التاريخ السياسي العربي في بنيتها خلل يجعلها لا تستقيم ومحكومة بالفشل، مثلها مثل وهْم المستبِد العادل. ذلك أن الصراع على الحكم واحتكاره صراع وجودي مزمن ومدمّر يتمخض عن حلقة مفرغة من الانقلابات والمواجهات، والسلطة لا يمكن أن تتحول إلى وسيلة للنهوض بعد أن تصبح غاية.
ولأن المواطن محور النهضة وصانعها فلا يمكن أن تتحقق بتهميشه من قبل جهات تنصّب نفسها نائبا عنه ووصيّا عليه، فضلا أن تجعله وقودا لصراعاتها. والحرص على السلطة -والخوف من فقدانها- لا يبني نهضة، بل يؤسس للدكتاتورية.
لم يكن تحوّل الحركة عن المشروع الأصلي والمقاربة الأصلية طارئا ولا خفيا، فمنذ أمد بعيد بل ومنذ النشأة والحركة تعاني من نقص شديد في الجانب الفكري والإستراتيجي، ونادرا ما أخضعت مشروعها للمراجعة وقياداتها للمحاسبة وأداءها للتقويم، حيث طغى البعد الحركي والتنظيمي.
خطورة هذا الوضع أنه يشكل وصفة مثالية للجمود والمراوحة وحلقة مفرغة بين المراهنة على السلطة ومن ثم الاعتماد على التنظيم وعلى عامل الدين (مما يضمن أسبقية حاسمة على الخصوم والأغلبية في الانتخابات) والجمود الفكري والإستراتيجي وانتفاء الحاجة إلى المراجعات والتقويم أو تطوير الأداء أو تعديل المسار(خاصة أن تلك الخطوات قد تهدد وحدة التنظيم وتكلّف بعض المكاسب الآنية)، وانتفاء الحاجة لدى الأعضاء إلى التطور والتميز وإثبات أنفسهم في المجتمع، فكان أن أضر الرهان على السلطة والتنظيم والجمع بين الدعوة والسياسة بالدعوة وبالسياسة والمشروع والأعضاء والبلاد.
لقد أصاب الإمام البنّا كثيرا في التشخيص والعلاج وبلور مشروعا إسلاميا وطنيا للإصلاح التراكمي المتدرج محوره الإنسان، وبدايته ثورة في العقول والنفوس من خلال عمل سلمي علني قانوني وتنظيم مفتوح ومرن ما فتئ حضوره وتأثيره يتعاظمان، خاصة في حياة المؤسس الذي تميز بصدق الخطاب وبساطته، وقوة البعد الروحي والوطني والإنساني.
لكن المشروع لم يتبلور ولم يتطور فكريا وإستراتيجيا ومؤسسيا بما يتناسب مع التضخم السريع للتنظيم الذي لفت الأنظار ورفع مستوى التحديات، فانكشف الخلل، وكانت مسألة التنظيم الخاص والانفلات التنظيمي والاغتيالات والصدام المزمن مع النظام بلا أفق والانغلاق التنظيمي والسرية وتداعيتها الكارثية على النفوس والأخلاق، ثم كانت ظاهرة سيد قطب الذي كان له فكر عميق ومتسق وواضح، ولكنه مخالف ويكاد يناقض فكر الإمام البنّا، إذ لا يرى فائدة في أي إصلاح في ظل حكم جاهلي.
كما تضرّر المشروع من مفهوم الشمول (الذي ترجم خطأ إلى تنظيم مركزي يشرف على كل المجالات) ومفهوم العالمية (الذي أضعف الحس الوطني لحساب الولاء للجماعة المحلية والعالمية). 
وحاولت الجماعة الجمع بين المنهجين المتناقضين فوقعت في مأزق تاريخي صبغ مسارها، حيث جنّدت خليطا من الأعضاء يحملون قناعات متباينة، وظلت تتأرجح بين المسارين (الإصلاح التراكمي والتغيير الفوقي) ووقعت في الازدواجية، وينطبق ذلك على جل الحركات التي استنسخت التجربة، باستثناء الحالات التي حسمت التناقض مبكرا (كتيار التوحيد والإصلاح المغربي).

أصبح الأساس الفكري للجماعة فيه ضعف وتناقض، وبالتالي أصبح المشروع عصيّا على أي بلورة وتطوير، فذلك أمر غير مطلوب لأن الإصلاح أصبح مؤجّلا، وغير مرغوب لأنه يهدّد تماسك التنظيم الذي أصبحت الجماعة تعتمد عليه كليا، وجل ما أنتجته الجماعة من أدبيات يُصنف ضمن فقه الدعوة ويطغى عليه الطابع الحركي والتنظيمي، كما تطغى على الأعضاء الأنشطة والإداريات، وأصبح النجاح يقاس بكثرة الأعداد والمناشط وليس بالمساهمة في النهوض بالوطن وأمنه وازدهاره، وأصبح التركيز على تجنيد الأعضاء وصهرهم في التنظيم وليس تكوينهم ليكونوا رساليين وطنيين وقادة مجتمع، وكل ذلك أضعف في المشروع البعد الفكري والإستراتيجي، وأضعف لدى الأعضاء الحس الرسالي والوطني، وأصبح التنظيم أشبه شيء بالطائفة أو القبيلة.
لم تخلُ مسيرة الحركة من الاجتهاد والتجديد خاصة فيما يتعلق بالمشاركة السياسية والمواءمة بين الإسلام والديمقراطية، خاصة بعدما تبينت استحالة استنساخ التجربة الإيرانية في التغيير، وتبين أن العمل التنظيمي والحركي لا يوصل إلى الحكم، ولكن تلك الاجتهادات لم تخرج المشروع من مأزقه التاريخي، وطغى عليها الارتجال والتكيّف مع الواقع والترقيع، وناقضها العمل كما حصل في حالة السودان وغيرها.
دون تصحيح جذري للمسار ومراجعة عميقة للمسيرة وصياغة جديدة للمشروع الإسلامي، لا يصلح المسار الحالي إلا للتمدّد الأفقي وتصريف الأعمال
بقدر ما نجحت الحركة في إحياء الدين وتجديده ومصالحته مع العصر ونشر التدين، أخفقت في السياسة والجمع بينها وبين الدعوة، وفي توظيف النجاحات والإمكانات في النهوض بالشعب والوطن. ظلت تخوض معركة الهوية بعدما حسمتها، وأبطأ بها الضعف والتناقض في الأساس الفكري وغياب رؤية وإستراتيجية واضحة ومشتركة، وأضرت بمشروعها الأصلي المراهنة على السلطة، وهو مسار لا يحتاج إلا إلى توسيع التنظيم وإحكامه والتغلغل في مؤسسات الدولة والمجتمع.
وفّر الربيع العربي للحركة الإسلامية أعظم فرصة لإحياء مشروعها الأصلي للنهضة والإصلاح وصياغته صياغة وطنية بحيث يلتف حوله وحول الحركة الشعب وسائر القوى الوطنية، ولكن التعاطي مع هذه الفرصة يوشك أن يحوّلها إلى أكبر محنة واجهتها الحركة في تاريخها، وأن يحوّل السلطة (الانتقالية) إلى محرقة وورطة للمشروع الإسلامي الذي أصبح مهددا بالفشل.
ودون تصحيح جذري للمسار ومراجعة عميقة للمسيرة وصياغة جديدة للمشروع، لا يصلح المسار الحالي إلا للتمدّد الأفقي وتصريف الأعمال، ونهايته إعادة إنتاج للمنظومة التي أسقطتها الثورة (ربما مع فساد أقل وهامش من الحرية أكبر)، لأنه ذات المسار الذي سارت عليه الأحزاب التي حكمت بعد الاستقلال شبرا بشبر وذراعا بذراع. وأول المؤشرات على ذلك التشبث بالسلطة والاستمرارية في السياسات.
وإذا استمرت حالة النشوة والمكابرة والصراع العبثي فإن هذا الجيل الذي اختار أن يجني ثمرة نضالاته دون أن يزرع ويخطط للمستقبل، سيترك لمن بعده تركة ثقيلة ومكاسب قليلة، وستستمر الشعوب في دفع أثمان باهظة بسبب هوس نخبها بالسلطة، إلا أن تنكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها البلاد العربية والحركة الإسلامية، وما ذلك بعزيز.
المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



في انتظار موقف شجاع آخر من الشيخ القرضاوي


جمال خاشقجي


السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
لا يمر أسبوع في أفغانستان أو باكستان أو حتى قريباً منّا في العراق، وكل بلاد المسلمين قريبة من فؤاد واهتمام الشيخ يوسف القرضاوي، إلا وتحصل عملية انتحارية. شاب متدين يغتسل ثم يصلي ركعتين لله، يتحزم بحزام ناسف، يضمه شيخ أو من يزعم أنه شيخ أو داعية ضمة وداع وحنو تذكره بالآخرة والنعيم الذي ينتظره، يبكيان معاً ليقول له: «موعدنا الجنة.. موعدنا الجنة»، ثم يتركه يمضي إلى مسلمين مثله ليفجر نفسه فيهم لمجرد أنهم في المعسكر الآخر الذي يخاصمه.
قد يكونون حراسة في نقطة تفتيش أو حتى مصلين في مسجد في باكستان والعراق. أصبحت الحسينيات وتجمعات الشيعة هدفاً مفضلاً وإن كانوا مدنيين ونساء وأطفالاً. بالتأكيد فإن فضيلته لن يفتي بجواز مثل هذه الأعمال، بل إنني سأتجرأ وأجزم أنه سيفتي بحرمتها، وأنها جريمة تصل حدّ الحرابة.
منذ أن خرجت علينا «القاعدة» بفقهها الخارج عن قواعد أهل السنة والجماعة في فقه الجهاد، وللشيخ كتاب مرجعي رائع فيه، ويحمل العنوان نفسه، والعالم الإسلامي يعيش استباحة غير مسبوقة للدماء، إلا في أزمنة الخوارج والقرامطة، والشيخ يؤكد مثل غيره من الفقهاء على حرمة دم المسلم، ولكننا نرى استسهالاً وانتهاكاً من دون تورع حيثما سادت الفوضى والحروب في بلاد المسلمين، فالأسابيع الأخيرة حملت لنا صوراً قبيحة تشوّه الإسلام. فتى يعدم في حلب من دون محاكمة، وطفل ينحر في دير الزور أمام والده لأنه شيعي. شيعة يقتلون في مصر بدم بارد. عملية انتحارية تقضي على أسرة أفغانية من ستة أفراد بينهم طفلان، حتى صديق الشيخ ورفيقه في الجهاد الأستاذ برهان الدين رباني - وهو من هو في الفضل وسابقة الجهاد ضد الروس - قتل في عملية انتحارية.
لقد كانت «القاعدة» تبحث عمّن يجيز لها مثل هذه العمليات، التي أصبحت علامتها الفارقة ومصدر قوتها وخطرها، فوجدت في فتوى الشيخ القرضاوي بإباحة العمليات الاستشهادية للفلسطينيين، التي أصدرها مع غيره من العلماء منتصف التسعينات واستندت على فقه الضرورة، وقاعدة أن الضرورات تبيح المحظورات، ولكنها لم تلتزم بهذا الشرط، وإنما أخذت بعنوانها العريض ومضت تجهز الانتحاريين وتحضهم على تفجير أنفسهم بين المدنيين وفي المساجد والطائرات ومآتم العزاء والتجمعات السياسية والأسواق.
لقد رفع فضيلته من قدر العلماء، وأكد تجردهم للحق عندما خرج على الملأ الشهر الماضي قائلاً في مهرجان أقيم في قطر نصرة للثورة السورية، إنه ناصر «حزب الله» اللبناني وخاصم من أجله علماء السعودية. وأضاف: «تبيّن لي أني خُدعت، وأني أقل نضجاً من علماء المملكة الذين كانوا يدركون حقيقة هذا الحزب. إن الثورة السورية أجلَت الحقيقة، وبيّنت حقيقة حزب الله وشيعته الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله».
لقد حان الوقت في ظل استشراء العنف واستباحة الدم من جهلة المسلمين أن يعود الشيخ لرأي إخوانه علماء السعودية، وتحديداً أكبر علمائهم، وهما الشيخان الراحلان عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين، اللذان رفضا في شكل حاسم إباحة العمليات الانتحارية على رغم ضغوط عدة تعرّضا لها عندما كانت تلك العمليات السلاح المضاء للفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان موقفهما فقهياً وليس سياسياً، فهما ممن يقول بواجب الجهاد ضد إسرائيل، ولكنهما التزما بالقواعد الأصولية الصارمة المحرمة للانتحار حتى ولو كان لأجل هدف نبيل كإثخان العدو الإسرائيلي الغاصب المحتل، بل إن فضيلته يوافق حركة المقاومة الإسلامية أنها أوقفت العمليات الاستشهادية منذ أعوام عدة، ولم ينكر عليها ذلك في فتوى منشورة في موقعه، وأنها استبدلتها باستهداف المستوطنات بالصواريخ قائلاً: «إنهم يلجأون إليها للضرورة كما قلت، فإذا زالت الضرورة توقفت هذه العمليات».
إذاً الخلاف بين الشيخ وعلماء السعودية هو في مسألة «الضرورة»، فماذا لو أضيف إلى ذلك أن تلك العمليات لم تعد ضرورة بل أصبحت «ضرراً»، وضرراً كبيراً في حق الإسلام وسمعته، وهو الدين الذي سبق اتفاق جنيف في وضع قواعد أخلاقية للحرب، واستعرضها الشيخ باستفاضة في كتابه «فقه الجهاد».
لو كانت تلك العمليات ضرورة لما تخلت عنها «حماس»، وهي فعلت ذلك بعدما ثبت عندها أن ضررها أكبر من نفعها، ولكن «حماس» حركة سياسية، أما الشيخ فهو فقيه لا تحركه المصلحة وإنما الدليل.
المطلوب من فضيلته وهو العالم الفقيه ذو المرجعية الواسعة، أن يقود تحركاً مع مفتي السعودية وشيخ الأزهر وغيرهما من كبار علماء المسلمين في مؤتمر عام يحيي القواعد الأخلاقية للحرب وفق الشريعة الإسلامية، لوضع حدّ لعبث العابثين من مدعي العلم، مثل أنصار «القاعدة» والتيارات المتطرفة الموتورين، أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، الذين عاثوا في كتب الفقه والأصول فساداً ينتزعون النصوص من سياقها بما يخدم فقههم القاصر، ويشبعون بها شهوتهم للدم والكراهية.
لقد أفتى الشيخ ومعه جمع من العلماء بواجب الجهاد في سورية، وبالتالي يجب أن يجد الشباب المسلم الغاضب هناك ومن جاء يناصرهم في الشيخ القرضاوي وغيره من كبار العلماء، القيادة الروحية والتوجيه الشرعي الصحيح، فإن لم يفعلوا فسيتقدم الصف غلاة حديثو تدين، ضعفاء تدبير، طارئون على الفقه والعلم الشرعي، وما خبر صيدا وما جرى فيها وعلى أيديهم من توريط عموم المسلمين هناك في فتنة مع جيش البلاد، فسفكت دماء العشرات في مواجهة عبثية ما كانت أن تكون لولا فقه استسهال القتل واستباحة الدم الذي غلب وساد.
فليت الشيخ يقدم على خطوة شجاعة أخرى وتاريخية يتراجع فيها عن فتوى العمليات الانتحارية التي فتحت علينا «كوة» من جهنم، ثم يتبعها بحديث لا ينتهي عن حرمة دم المسلم ونشر لفقه الجهاد الصحيح، وخطاب حازم ضد التطرف يذكرنا بكتابه الشهير «الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف»، لعله ينقذ هو وجمع من علماء المسلمين ما يمكن إنقاذه.
...........
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



الرياح الإيرانية تهب على الإعلام والصحافة البريطانية

خالد الغنامي
خالد الغنامي






أتابع الصحف البريطانية بصفة يومية وتشدني المقالات السياسية التي كنت أجد فيها التحليل العميق والتشريح المتواصل للأحداث. لكن يؤسفني القول بأن الصحافة البريطانية تغيّرت في السنوات الأخيرة وأصبحت تحتوي على كثير من الهراء. لم يعد باستطاعتها أن تفتخر كما كانت في السابق بأنها تختلف عن الإعلام الموجه في الولايات المتحدة. ليس من حقها اليوم أن تفاخر باستقلالية وحياد الـ«بي بي سي» التي كانت في الماضي مضرباً للمثل في عدم الانجراف وراء رأي واحد. أصبحت العناوين التي تتحدث عن مشكلات وقضايا منطقتنا مكررة وتحمل نفس الفكرة لدرجة مملة. فإذا أتى ذكر البحرين، تجد المقالات التي تتبناها تلك الصحف ما زالت تتحدث عن ثورة مجيدة في البحرين، برغم أن ما حدث كان مؤامرة إيرانية حاولت أن تستغل الثورة في مصر فتتماهى معها لأهداف مشابهة وليست مشابهة. وإذا أتى ذكر الثورة في سوريا تجد أنهم يتحدثون عن حرب أهلية وقلق غربي من تسليح المعارضة هناك خوفاً من وصول السلاح والذخيرة لجبهة النصرة. وإذا ورد ذكر السعودية فلا تجد إلا الآراء المتطرفة التي لا تذكر خيراً أبداً. هذا موقف سياسي غير محايد. والغريب في الأمر أن الكتّــاّب في الغالب بريطانيون، لكنك ترى من بين السطور لمحات وإشارات تدل على أصابع إيرانية وربما عربية، تزود هذا الكاتب بالمعلومات وتأخذه في رحلة بعيدة عن الحقيقة. في المقابل، عندما يأتي الحديث عن إيران، فلا بد من كيل المديح الممجوج بلا مقياس، لديمقراطيتها التي هي في حقيقتها ليست ديمقراطية. ولا بد من القفز على واقع الاقتصاد الإيراني الذي تردى لمراحل خطرة، إن لم يتم إنقاذه.
يبدو أن الإيرانيين قد اشتروا عدداً لا يستهان به من الأقلام التي تكتب في الجارديان والإيكونومسيت والإندبندنت وغيرها، وهذا الشراء جعلهم مرتبطين بدوائر استخباراتية إيرانية تزودهم بمعلومات خاطئة تماماً مما جعل قيمة الصحف التي يكتب فيها هؤلاء الكتّاب تنزل عن المنزلة التي كانت لها وتشعر متابعيها بخيبة أمل بسبب تلك الخسارة. «بي بي سي» العربية كنا نؤمل فيها، هي الأخرى، أن تكون قناة مستقلة. وما زلت أذكر تصريحاً لأحد المسؤولين فيها عندما قال إنها سوف تتفوق على العربية والجزيرة بضربة واحدة، وإذا بنا اليوم نجدها قناة منحازة تماماً. وحتى بعد نهاية الأحداث في البحرين التي هي بين أعيننا ما زالوا يتحدثون عن مواجهات ومظاهرات ثم ينقلون لك صورة إطار يحترق، وأهل البحرين قد تعودوا منذ زمن بعيد أن يجدوا إطاراً أو إطارين قد تم حرقهما بعد تجمهر لعشرة أشخاص أرادوا التعبير عن غضبهم من موقف معين. هذا معتاد في البحرين ولا يعتبر استمراراً لما سمّي بالثورة. مع الأسف، لقد نحت الصحف البريطانية هذا المنحى، ويبدو أن الإيرانيين يسيرون على خطوات اليهود في محاولة شراء الإعلام العالمي. هذا متوقع فهم يعيشون مع العرب حرباً يبدو أنها ستطول. السؤال هو أين إعلامنا الذي يتصدّى حقاً لتفنيد وفضح تلك الأكاذيب؟!

..............
الشرق السعودية




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



انفجار داخل دمشق القديمة.. وخطة أميركية لقلب موازين القوى
واشنطن: هبة القدسي بيروت: نذير رضا ـ لندن: الشرق الأوسط -
انفجار داخل دمشق القديمة.. وخطة أميركية لقلب موازين القوى
هز انفجار عنيف حي باب توما في دمشق القديمة هو الأول من نوعه, فيما تضاربت الأنباء حول الجهة المنفذة لهذا الهجوم، فبينما قال التلفزيون السوري إن «4 أشخاص قتلوا على الأقل وجرح العشرات جراء هجوم انتحاري»، نقل عن شهود عيان تأكيدهم أن قذيفة هاون سقطت بالخطأ عند كنيسة المريمية في شارع خان الفضة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ويعد تفجير الكنيسة المريمية أول تفجير كبير يعلن عنه داخل جدران مدينة باب شرقي القديمة المدرجة على قوائم التراث العالمي بهيئة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
في غضون ذلك، قال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى إن قدرة المعارضة السورية على قلب موازين القوى، التي ترجح حاليا كفة الرئيس بشار الأسد، ستستغرق ما بين 4 إلى 5 أشهر. وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأميركية أعطت الضوء الأخضر لإرسال شحنات تشتمل على ذخيرة وبنادق كلاشنيكوف وصواريخ مضادة للدبابات، تعود إلى حقبة الحرب الباردة، للمعارضة السورية الساعية إلى إسقاط نظام الأسد.
وستعمل واشنطن على توزيع الذخيرة والأسلحة لـ«العناصر المعتدلة» في الجيش الحر، وذلك بناء على تقارير ترفعها وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» للتمييز بين جماعات المعارضة السورية ومعرفة الجماعات المعتدلة منها من الجماعات التي ترتبط بروابط مع منظمات «إرهابية».
في غضون ذلك قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي إن بلاده ستقدم مساعدات أمنية وعسكرية للبنان والعراق لمواجهة أي احتمالات

.............................................................................................................

صوفية مصر: إيران حبيبتنا رغم أنف السلفيين والإخوان

صوفية مصر: إيران حبيبتنا رغم أنف السلفيين والإخوان
قال شيخ الطريقة العزمية في مصر، اليوم الجمعة، إنه لا يوجد فرق بين الشيعة والسنة، وإن إيران حبيبتنا رغم أنف السلفيين والإخوان.
وحسب اليوم السابع الالكترونية  فقد ادعى علاء الدين ماضي أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية رداً على الأقاويل بأن هناك من يعملون على المد الشيعي باسم التصوف، أن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف سياسي، وأنه لا يوجد فرق بينهما.
وأضاف خلال الاحتفال بما يسمى ذكرى مولد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب: إن إيران ليست عدواً، بل هي حبيبة المسلمين، رغم أنف السلفية والإخوان، وفقا لصحيفة "اليوم السابع".
وطالب أبو العزايم من أسماهم "المثقفين" بالعمل على توعية الشباب المضلل، كما طالب الشباب بأن ينظروا إلى من يتبعونه، فإن كان يتجه نحو أميركا والكيان الصهيوني فهو مضل، وإن كان يسير ضدهم فهو على حق.
يشار إلى أن القوى الإسلامية المصرية وفي القلب منها القوى السلفية حذرت من المد الشيعي في مصر، خاصة بعد السماح للأفواج السياحية الإيرانية بزيارة مصر بعد قطيعة دامت 34 عاماً منذ قيام الثورة الإيرانية.
ويحذر الدعاة الإسلاميون في مصر من خطورة المد الشيعي تحت ستار حب آل البيت وباب الصوفية، خاصة بعد إعادة العلاقات على المستوى الرسمي وفتح الباب للسياحة الإيرانية مطالبين بالحذر في التعامل مع هذه القضية الشائكة.
ويؤكد الدكتور محمود شعبان، أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر والداعية الإسلامي، أن الخطر الأكبر الذي يواجه الأمة هو المواءمة بين الشيعة والصوفية داخل مصر من باب التقرب في حب آل البيت.



..........................................................................................................


جنرال أميركي "يفضح" واشنطن...

واشنطن بوست

ذكر تقرير إخباري أميركي أن الجنرال المتقاعد جيمس كارترايت أصبح هدفا لتحقيق على خلفية تسريب كشف دور واشنطن في هجوم بالفيروس الإلكتروني "ستكسنت" على برنامج إيران النووي.

وكان كارترايت نائبا لرئيس هيئة الأركان المشتركة عندما تقاعد في 2011. ويشتبه في أن كارترايت كشف عن هجوم فيروس "ستكسنت" الذي أزاحت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الستار في عام 2012 في عملية أميركية-إسرائيلية على البنية التحتية لأجهزة الكمبيوتر الخاصة ببرنامج إيران النووي المثير للجدل، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض.

وقالت شبكة (إن بي سي) إن وزارة العدل أبلغت كارترايت بأنه هدف للتحقيق. وكان وزير العدل إريك هولدر أمر بفتح تحقيق بشأن التسريب في هجوم"ستكسنت" في حزيران 2012.


.........................................................................



بعد فرارهن من بورما.. أعراض الروهنجيات مستباحة بتايلاند


مفكرة الإسلام : ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الجمعة أنه ينبغي على حكومة تايلاند التحقيق الفوري في عمليات اغتصاب متعددة تعرضت لها نساء روهنجيات يقمن في ملجأة تديره الحكومة بمقاطعة فانع نغا من قبل المتاجرين بالبشر.
وطالب براد آدامز مدير قسم آسيا بالمنظمة الحكومة التايلاندية إلى التحقيق العاجل والحيادي والنزيه في قضية الاغتصاب، وكشف كيفية وصول الرجال المغتصبين إلى النساء الروهنجيات في المأوى، مناديا بمحاكمة جميع المتعاونين في هذه الجريمة.
وأضاف آدامز: "من غير المقبول أن المتورطين في الاتجار بالبشر والتنكيل من الروهنجيا يفلتون من العقاب، في حين لم يتوفر للضحايا ‏أي حماية من السلطات التايلاندية"
واستنكر مدير القسم الآسيوي بالمنظمة عدم سماح السلطات التايلاندية لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئين لإجراء فحوصات للاجئي الروهنيجا، مضيفا أن عشرات الآلاف من الروهنجيا سنويا يهربون من اضطهاد الحكومة البورمية والمواطنين البوذيين بجانب الفقر المدقع.
وذكر آدامز أن محنة مسلمي الروهنجيا تفاقمت على أيدي المهربين والمسئولين الفاسدين التايلانديين، مشيرا إلى أنه حان الوقت لأن يتخذ المجتمع الدولي والأمم المتحدة إجراءات حاسمة في هذا الشأن.
ومنذ يونيو من العام الماضي تشهد ولاية أراكان ذات التمركز الإسلامي إلى عنف طائفي ضد عرقية الروهنجيا ‏المسلمة، حيث أغلقت جميع المساجد والمدارس الإسلامية، ومنع الناس من أداء صلاة الجماعة في المسجد أو في ‏المخيمات والمنازل، حيث لا يسمع الآن صوت الأذان بعد كانت مساجده تعج بصوت النداء إلى الصلاة لعدة قرون.‏
إضافة إلى اعتقال عدد كبير من المسلمين وتعريضهم للتعذيب الجماعي، ووقع حالات اغتصاب للنساء المسلمات ‏وابتزاز للأموال، حيث اضطر آلاف العوائل إلى ترك بيوتهم والهجرة إلى عدد من الدول المجاورة، في ظل صمت ‏عالمي، دون توفير أدنى حماية لهم
وتتراوح أعداد المسلمين في ميانمار ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة، يعيش 70% منهم في إقليم أركان، وذلك من إجمالي 60 مليون نسمة هم تعداد السكان بالبلاد.
وفرضت الحكومات المتعاقبة ضرائب باهظة على المسلمين، ومنعتهم من مواصلة التعليم العالي، ومارست ضدهم أشكالا مختلفة من التهجير الجماعي والتطهير العرقي، وإزاء هذه المعاناة يضطر مسلمو الروهنجيا إلى الفرار من ميانمار إلى الدول المجاورة


............................................................................................

اعتقال أسقف بالفاتيكان في تحقيق بشأن مزاعم فساد مالي


عمل سكارانو لسنوات طويلة في بنك الفاتيكان

اعتقلت السلطات الإيطالية الأسقف البارز نونزيو سكارانو في إطار تحقيق بشأن مزاعم فساد مالي في بنك الفاتيكان.

وبالإضافة إلى الأسقف سكارانو، الذي يعمل بالإدارة المالية في الفاتيكان، اعتقل اثنان آخران أحدهما جيوفاني ماريا زيتو وهو عنصر بجهاز الخدمة السرية، والآخر جيوفاني كارينزيو وهو سمسار مالي.
ويشتبه في أن الثلاثة حاولوا نقل 26 مليون دولار على نحو غير مشروع من سويسرا إلى إيطاليا.
وطيلة سنوات عديدة، شغل الأسقف سكارانو (61 عاما) منصب كبير محاسبين في إدارة الوقف الكنسي للكرسي الرسولي بالفاتيكان.
لكن فيدريكو لومباردي، المتحدث باسم الفاتيكان، قال إنه تم وقف سكارانو عن العمل "منذ نحو شهر، بعدما علم رؤساؤه بأمر التحقيق في نشاطه."
وتجري الشرطة الإيطالية تحقيقات بشأن سكارانو للاشتباه به في عدة قضايا من بينها إعادة تدوير شيكات وصفت بأنها تبرعات للكنيسة عبر بنك الفاتيكان.
وكان البابا فرانسيس قد أمر بفتح تحقيق داخلي غير مسبوق في شؤون البنك وذلك في ضوء فضائح تفجرت في الآونة الأخيرة.
ففي وقت سابق من الشهر الجاري، عيّن البابا رجل دين للإشراف على إدارة البنك التي شابتها مزاعم بغسيل الأموال.
ويوصف بنك الفاتيكان - واسمه الرسمي (مؤسسة أعمال الدين) - بأنه أحد أكثر بنوك العالم سرية. وتبلغ أصول البنك 5.4 مليار يورو، ويعمل به 114 موظفا.
ومنح البابا تفويضا مطلقا بتجاوز قواعد السرية التقليدية لمحاولة التحقق من الفضائح التي شابت البنك لعقود من الزمن.
وعلى نحو نمطي، كان بنك الفاتيكان يرفض التعاون مع السلطات الإيطالية التي تحقق في الجرائم المالية، وذلك بحجة الاستقلال السيادي لدولة الفاتيكان، حسبما يفيد مراسل بي بي سي في روما، ديفيد ويللي.
لكن البابا فرانسيس أظهر أنه عازم على وضع حد لمزاعم الفساد وغسيل الأموال المتورط فيها البنك، بحسب مراسلنا.
بي بي سي


..........................................................................

طبيب قطري "يتعرض للضرب" في سجن إماراتي

بيل لو

محلل شؤون الخليج – بي بي سي

الجيدة

عائلة الطبيب لا تعرف اين هو محتجز

أعلنت عائلة طبيب قطري إنه "تعرض للضرب" و"احتجز في حبس انفرادي" في الإمارات العربية المتحدة، حيث يقبع معتقلا منذ أربعة أشهر.
واعتقل الدكتور محمود الجيدة في مطار دبي في 26 فبراير/ شباط الماضي.
وتنتقد منظمات حقوق الانسان الامارات لاعتقالها المعارضين لحكومتها.
وتقول الامارات ان كل السجناء يعاملون وفقاً للقانون وانه يتم التحقيق في أي اتهامات بسوء المعاملة.
ولم توجه إلى الجيدة أي تهمة.
وقضية الجيدة مشابهة بشكل واضح لقضية صلاح اليافعي، المواطن البحريني الذي اعتقل في مطار دبي في 26 أبريل/ نيسان الماضي، وبقي معتقلا لمدة 7 أسابيع بمكان مجهول وبدون توجيه أية تهمة له قبل الإفراج عنه في 15 يونيو/ حزيران بعد تدخّل حكومة البحرين.
وينتمي اليافعي وهو مدرب رياضي إلى جمعية (الإصلاح) البحرينية، وهي مجموعة دينية محافظة على صلة بجماعة الإخوان المسلمين.
واعتقلت حكومة الإمارات في السنة الماضية 94 مواطناً معظمهم ينتمون لجمعية (الإصلاح) الإماراتية بتهمة التخطيط لإسقاط نظام الحكم. ومن ضمن المعتقلين محاميان من المدافعين عن حقوق الإنسان بالإضافة إلى قضاة ومعلمين وقيادات طلابية.
وإذا تمت إدانة الناشطين فسيواجهون - وبينهم 13 سيدة - السجن لمدة 15 سنة. والحكم لن يكون قابلا للطعن.
ويقول أحد أفراد أسرة الطبيب القطري، محمود الجيدة، إن السلطات الإماراتية تحاول أن تربطه بالمعتقلين الإماراتيين الـ 94 والإخوان المسلمين.
ويضيف أن الجيدة "ليس عضواً في الاخوان المسلمين. قد يكون متعاطفاً معها ولكنه ليس عضوا في التنظيم".
وأشار المصدر إلى أن الجيدة حرم من النوم لثلاثة أيام، مضيفا "لقد ضربوه وارغموه على الإقرار بما لم يفعله".
وأضاف ان عائلة الطبيب لا تعرف مكان احتجازه.
ولطالما دعمت قطر الإخوان المسلمين، فيما تنظر الإمارات إلى الجماعة على أنها خطر فعلي.
والبلدان عضوان بمجلس التعاون الخليجي.
وأبلغت عائلة الجيدة بي بي سي أن الحكومة القطرية سهلت ثلاث زيارات لرؤيته مؤخراً، أحدثها كان في 23 يونيو/ حزيران.
ووفقاً لقريب الجيدة، كان الطبيب القطري يصطحب في كل زيارة معصوب العينين من مكان اعتقاله إلى مبنى حكومي في أبو ظبي.
ونقلت العائلة عن الطبيب قوله انه لم يعد يتعرض للضرب لكنه ما زال في سجن انفرادي وأنه خسر نحو 10 كيلوغرامات من وزنه أثناء فترة احتجازه.
والتقي محام عينته العائلة الطبيب مرة واحدة في زيارة استمرت 10 دقائق، وتمت في حضور ضابط إماراتي.
ويقول قريب الجيدة "أبلغتنا حكومة بلادنا بأنها تحاول (اطلاق سراحه) لكنها لا تحصل على استجابة. عليهم بذل مزيد من الجهد".
ولم يتوفر أحد من السلطات القطرية للتعليق.




...........................................................




«الشؤون الإسلامية» لـ «الحياة»: تحذير خطباء الجمعة من «السياسة» والتعرض للدول
جدة - عبدالرحمن باوزير
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣
حذرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خطباء الجمعة من الخوض في المسائل السياسية والمذهبية، إضافة إلى التعرض للأشخاص أو الدول أو المؤسسات تصريحاً أو تلميحاً. وطالبتهم بأن تقتصر خطبة الجمعة على مفهوم الوعظ والإرشاد. وحذرت من أنها ستحاسب من يقصر في مسؤولياته. وأكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة الدكتور توفيق السديري لـ«الحياة» أن الخطباء الذين يتطرقون في خطبهم للمسائل السياسية والحزبية مقصرون طبقاً لقوانين الوزارة. وشدد على أهمية أن تكون الخطبة وفق الهدي النبوي، وأن تقتصر على مفهوم الوعظ والإرشاد، وتذكير الناس بأحكام الدين وفضائله.
وأشار السديري إلى أن استغلال منبر الجمعة في المسائل السياسية أو العصبية أو الحزبية، إضافة إلى التعرض للدول أو المؤسسات، تصريحاً أو تلميحاً، يعد تصرفاً مخالفاً.
واستنكر عضو المجمع الفقهي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور حسن سفر، في حديث إلى «الحياة»، استغلال بعض الخطباء منابر الجمعة في التعريض أو التشهير، مؤكداً مخالفتهم للنهج النبوي الذي كان يعتمد على العموميات، مثل «ما بال أقوام» من دون تشهير ولا تصريح.
وأضاف: «دور الخطيب عظيم، وعليه أن يوصي الناس بتقوى الله والاعتصام بحبله والتعاون على البر والتقوى، ولا بد أن يستحضر الخطيب ما يحدث في العالم من متغيرات وأحداث، ولكن لا بد أن يضع خطوطاً رئيسة، لأن الإسلام هو دين الاعتصام والتعاون على الخير».
الحياة

...................................................................



للفن – من وجهة نظرنا جنايات كثيرة – ولكننا نشهد في هذه الفترة آثار جنايته الكبرى على مصر ..
من يستطيع أن يحصي عدد المرات .. أو عدد المسلسلات .. أو عدد الأفلام التي تكررت فيها عبارة (إن جاك الطوفان حطّ ولدك تحت رجلك)؟!!!
لا يخفى وجود سوء أدب مع سيدنا نوح عليه وعلى نبينا السلام .. إذا تجاوزنا سوء الأدب هذا .. أليس هذا ما يحصل في مصر الآن .. ألا يضع كل الفاسدين،والمفسدين - وقد شعروا بالطوفان – أمن مصر .. ومصلحة مصر تحت أقدامهم؟!!
من يستطيع أن يحصي عدد المرات .. أو عدد المسلسلات .. أو عدد الأفلام التي تكررت فيها عبارة : (أنا ومن بعدي الطوفان)؟!! أو عبارة ( فيها .. يا اخفيها)؟!!!
أليس هذا ما يجري في مصر الآن؟!!
إذا استتب الأمر .. وحصل تداول حقيقي للسلطة ... فسوف تُفتح كل ملفات الفساد – بل هي تفتح الآن – وعليه فإن أول ردة فعل للفاسدين .. والمفسدين .. والمرتشين ... والمعينين بالواسطة .. وبائعي خيرات مصر برخص التراب ..إلخ.. كل هؤلاء سوف ينفذون (أنا و من بعدي الطوفان) ...
جناية الفن على الإخوان
هذه صفحة أخرى ... أو ملحمة أخرى .. بطلها (عاطل إمام) – تنبهت للخطئ ولكني تركته كما هو – كثيرين فكرتهم عن الإخوان جاءت عبر الأفلام والمسلسلات .. والإنسان العادي لن يدقق كثيرا إن كانت تلك المسلسلات و الأفلام تتحدث عن الإخوان أو تتحدث عن الجماعة الإسلامية المتطرفة .. (ذقون وملابس خليجية)
تمجيد الفن لـ(الفرد) .. لـ(الطاغية)
هنا لابد أن نتذكر فيلم (طباخ الرئيس) ... وهو يصلح في بلد لا يسمي نفسه (جمهورية) وليس بلد مؤسسات .. حيث يتم الاختباء خلف (سوء البطانة) ... فالرئيس الطيب (الحنين) في ذلك الفيلم لا يدري عن حال البلد .. رغم أن هذا لو حصل فهي (فضيحة).
إضافة إلى فيلم (طباخ الرئيس) .. هناك (زواج بقرار جمهوري) .. رمز البساطة في التعامل بين الحاكم والمحكوم.
أما ما يتعلق بتمجيد الفرد فأمامنا فيلم ( عايز حقي) ... والذي أحيط بأهم صارفين للتفكير – رغم أن المشاهد أصلا جاء ليتسلى – النساء العاريات ... والتضحيك .. ثم ينبه الفيلم إلى أن إسرائيل تلعب في مصر،عبر أيادي خفية ... وتريد شراء مصر ... وهنا ينتهي الفيلم برفض (البطل / الفرد) لعملية البيع ..بينما يهتاج الجمهور / الشعب .. طالبا البيع .. بل ويقذف البطل بالأحذية .. النتيجة :
الفرد : وعي وإدراك .. اتخذا القرار الصحيح .. التضحية من أجل الوطن.
الجماعة : جهل .. عدم إدراك ... استعداد لبيع الوطن.
حفظ الله مصرنا – وكل بلاد المسلمين – من كل كيد يراد لها .. ومن كل شر يتربص بها ..
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 28/6/2013م


..........................................





Embedded image permalink

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



زمن الشيعة: حقائق وأرقام عن التشيع في سوريا (2/3) بحث ميداني



2013-6-28 | د. حمد العيسى زمن الشيعة: حقائق وأرقام عن التشيع في سوريا (2/3) بحث ميداني

بقلم: أ. د. خالد سنداوي

ترجمة: د. حمد العيسى

تقديم المترجم:  هنا بحث نادر ومهم للغاية للبروفيسور خالد سنداوي عن التشيع في سوريا. نشر البحث في يونيو 2009 ضمن مشروع «اتجاهات حالية في الفكر الإسلامي» التابع لمؤسسة بحثية أمريكية مرموقة غير حزبية وغير حكومية، ومكرسة للبحوث والدراسات التحليلية المبتكرة التي تعزز الأمن العالمي والازدهار والحرية.

أما المؤلف أ. د. خالد سنداوي فهو باحث وأكاديمي فلسطيني مرموق متخصص في الأدب العربي والدراسات الإسلاميةّ بصورة عامة، أما التخصص الدقيق فهو «أدب الشيعة» والذي يعتبر من التخصصات النادرة في العالم. وهو من مواليد قرية الجـشّ الفلسطينية في منطقة الجليل الأعلى عام 1965.

ويعدّ السنداوي حالياً من دارسي الإسلام الشيعي البارزين والنادرين على الصعيدين العربي والعالمي من حيث عقيدة الشيعة وفكرهم وأدبهم. أصدر عشرة كتب آخرها وأهمها «معجم مصطلحات الشيعة»، كما ألف ما يزيد على 60 مقالة علمية في تخصصه نشرها في مجلات عالمية محكّمة.

وكان قد حصل على شهادة الدكتوراه في عام 1999 عن أطروحته: «مقتل الحسين بن علي في الأدب الشيعي». وقد كتب البروفيسور السنداوي هذا البحث بناء على جولة ميدانية قام بها بنفسه داخل سوريا كما سيلاحظ القراء حيث زار سوريا في أواخر عام 2008 وبداية عام 2009 أي قبل الحرب الأهلية بسنوات حيث تجول في المحافظات التي دخلها التشيع وتحدث مع أعيانها ورصد الأساليب والحكايات ليكتب هذا البحث النادر من قلب الحدث.

وهذا البحث يشكل الفصل الخامس من أصل عشر فصول في كتابي المترجم القادم عن «الصراع الإستراتيجي الجديد في الشرق الأوسط بعد الحرب الباردة» والذي سيصدر خلال عام 2014 بحول الله.

 

زمن الشيعة: حقائق وأرقام عن التشيع في سوريا (2/3)

* زيادة النفوذ الإيراني في سوريا:

عندما أصبح بشار الأسد رئيساً، بدأ التوازن الذي وضعه والده بخصوص النشاط الإيراني في التحول لصالح النفوذ الإيراني والتشيع. دشنت حملات بين السوريين السنة العاديين لتشجيعهم على اعتناق المذهب الشيعي.

واتهمت مصادر حكائية عديدة الدكتور أحمد بدر الدين حسون، مفتي سوريا، بأنه تحول سراً إلى المذهب الشيعي. وقد سُمعت الكثير من مثل هذه الاتهامات في أعقاب خطبته في يوم عاشوراء عام [2008]؛ في تلك الخطبة قال العديد من العبارات المتعاطفة مع عقيدة الشيعة، متهماً كل الخلفاء المسلمين، من معاوية ومن تلاه بالكفر، ومشيراً إلى أن علياً (ر) كان معجزة الله لمخلوقاته وأن وجود أسرة النبي (ص) يكفل العدالة والسلام في العالم.

وتجدر الإشارة إلى أن محمد حبش، العضو الإسلامي في البرلمان السوري، ورئيس مركز الدراسات الإسلامية في دمشق، نفى الادعاءات الأخيرة التي ظهرت على مواقع الإنترنت والصحافة العربية عن تشيع المفتي حسون سراً.

وقد جرت تحت حكم بشار الأسد الكثير من التغييرات في الدعاية الرسمية، وانعكست في برامج القنوات التلفزيونية المحلية والفضائية ومحطات الراديو المتاحة في سوريا. السوريون أيضاً يمكنهم رؤية بعض الشبكات الأجنبية مثل قناة المنار التي تبث من لبنان وتعزز التشيع في سوريا وأماكن أخرى.

وهناك أيضاً عدد من القنوات المحلية التي تبث الأفكار الشيعية، والصور والمحاضرات والتفسير القرآني، وتبث علناً المحتوىً التبشيري. التلفزيون السوري يقدم أسبوعياً (على الأقل) برنامجاً لمدة ساعة للمبشر الشيعي عبد الحميد المهاجر.

كما يبث برنامجاً تبشيرياً للعراقي عبد الزهراء، وبخاصة خلال شهر رمضان، عندما يفسر الآيات القرآنية ويلي ذلك أناشيد في مديح أهل البيت. مصدر آخر للمواد الشيعية هو محطة راديو «إف إم» ، التي تبث مواد فكرية وسياسية مماثلة لمواد حزب الله في لبنان، و«المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق».

كما يشجع نظام بشار الأسد على ظهور شيوخ موالين لإيران في وسائل الإعلام على حساب رجال الدين السنة. ويستخدم رجال الدين الشيعة وسائل الإعلام الرسمية لإعطاء دروس محتواها جدلي ويثير الخلاف بين السنة والشيعة (مثل: موقفهم تجاه صحابة النبي(ص)).

وقد أدت المواقف التي اتخذها الشيوخ الشيعة لردود فعل حادة جداً، وخصوصا في دمشق وأيضا في مناطق أخرى أيضاً، مثل حلب وضواحيها.

وتشير تقارير إلى أن هناك اليوم أكثر من خمسمائة حسينية قيد الإنشاء في سوريا. ووفقاً لمصادر أخرى، فإن هذا الرقم يتعلق فقط بدمشق.

إضافة إلى ذلك، فإن نظام بشار يمنح بانتظام الجنسية لآلاف الشيعة الايرانيين، وكذلك الشيعة العراقيين الموالين لإيران. ووفقا لبعض المصادر، فقد منحت الجنسية السورية لعشرين ألف إيراني. ولكن هناك من شكك بهذا الرقم من أهل العلم السنة السوريين.

وبينما منح النظام السوري الجنسية السورية لآلاف الإيرانيين، فقد رفض النظام منح الجنسية للمواطنين الأكراد السوريين على الرغم من مطالباتهم المستمرة طوال أربعين عاماً! كما يدعم النظام السوري إيران في قمعها لبدو الأحواز العرب في إيران (على الرغم من أنهم من الشيعة أيضاً).

وأشارت تقارير صحافية في أكتوبر 2007، إلى أن النظام السوري قد سلم إلى حكومة طهران عدداً من الأحوازيين المعارضين للنظام الإيراني.

ويشير مراقبون إلى أن العلاقات الحميمة بين سوريا وإيران، وبخاصة منذ عقد التحالف الاستراتيجي في عام 1980، قد مكنت إيران من العمل بحرية في الأراضي السورية.

وهكذا يحضر كبار المسؤولين السوريين والإيرانيين مختلف الاحتفالات التي تنظمها السفارة الإيرانية في دمشق مثل الأعياد الوطنية الإيرانية، والذكرى السنوية للثورة الإيرانية، والأعياد الدينية، مثل مقتل الحسين في يوم عاشوراء.

ويتلقى رؤساء القبائل وكذلك عدد من أعيان آخرين في سوريا، وبخاصة في منطقة الرقة، دعوات من قبل السفير الإيراني لزيارة إيران مجاناً، بما في ذلك أساتذة الشريعة السُنة في الكليات الدينية.

وقام برحلة إلى إيران مجموعة من زعماء القبائل برئاسة حامد الجربا، شيخ قبيلة شمر، وفيصل العارف، شيخ قبيلة خفاجة، وعواد العواملة، شيخ قبيلة آل وهب من بلدة البويهج. وذكرت مصادر معلوماتية أن هؤلاء الزوار يعودون إلى سوريا محملين بالهدايا وجيوبهم تفيض بالمال.

الإغراءات المالية تؤدي دوراً ملحوظاً في ترويج التشيع الإيراني. الفقراء، على سبيل المثال، يتم إعطاؤهم القروض باسم التضامن الإسلامي، وفي نهاية المطاف يقال لهم إنه لا داعي لإعادتها.

وبالمثل، يتم توفير الرعاية الطبية المجانية في المستشفيات الخيرية الإيرانية في سوريا، مثل مستشفى الإمام الخميني في دمشق ومستشفى الهلال الأحمر والمستشفى الخيري في مدينة حلب.

ويقدم المبشرون الشيعة السوريون والإيرانيون في بعض الأحيان المال للناس، أو يعرضون مساعدتهم في المعاملات التجارية أو الرسمية.

وعادة ما تقدم مثل هذه الإغراءات إلى وجهاء ورؤساء العشائر، وخصوصاً في المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، حيث تعتبر هذه الطريقة مجرد استمرار للأسلوب العراقي للسيطرة على الناس من خلال رؤساء القبائل والعشائر.

وهناك طريقة أخرى لتشجيع التشيع وهي من خلال تزويجهم أو تزويدهم بالضروريات الأساسية مثل الزيت والسكر والأرز والزبدة.

وقد استورد نظام الأسد أيضاً ميليشيا إيرانية خاصة مهمتها حماية النظام. وتتألف الميليشيا من حوالي 3,000 جندي إيراني، وكذلك عدد من وحدات من الحرس الثوري الإيراني المتخصصة في حرب المدن. هذه القوات تعمل جنباً إلى جنب مع الحرس الجمهوري السوري، برئاسة ماهر الأسد.

ووفقاً لعدد من المصادر المعلوماتية، فإن أولئك الذين يبدون معارضة للنشاطات الدينية والسياسية التبشيرية التي تقوم بها المنظمات الإيرانية -وبخاصة في محافظة الرقة السورية- وأولئك الذين يجرؤون على التعبير عن معارضتهم لتحويل بعض البدو الفقراء والجهلة إلى المذهب الشيعي، يزعمون بأن العديد من القبائل البدوية تحولت إلى المذهب الشيعي بسبب إغراءات مالية.

هؤلاء المعارضون يشهدون أن الحكومة السورية والنشاط التبشيري الإيراني استغل فقر البدو وجهلهم لتحويلهم إلى المذهب الشيعي. في محافظة الرقة، كان المعارضون عرضة للاعتقال من قبل قوات الأمن السورية واتهامهم بأنهم من الوهابيين أو الأصوليين.

* دور التعليم:

التعليم هو أداة أخرى تستخدم من قبل حكومة الأسد لترويج التشيع وتقوية العلاقات مع إيران؛ فعلى سبيل المثال، في بداية العام الدراسي 2006-2007، تم افتتاح كلية دينية شيعية في بلدة الطبقة التحق بها أكثر من مائتي طالب.

لم يجد الشيعة أي صعوبة في الحصول على رخصة لفتح هذه الكلية، بالرغم من أنه لا يوجد في سوريا بأكملها سوى كليتين دينيتين سنيتين، واحدة في دمشق والأخرى في حلب. وكان على الأخيرة الانتظار عدة عقود للحصول على الرخصة، التي جاءت أخيراً في عام 2007.

وتشير مصادر حكومية إلى أن إيران حصلت مؤخرا على رخصة من السلطات السورية لتأسيس جامعة إيرانية كبيرة تحتوي على العديد من الكليات.

وتُقَدَمْ منح دراسية مجانية للدراسة في قم وطهران، وبخاصة لطلاب الدراسات العليا الذين يتم اختيارهم لخلفيتهم الأكاديمية أو الاجتماعية. هذه المؤسسات تمنح معاملة تفضيلية للطلاب الذين يؤيدون السلطات البعثية. يتم إعطاء مثل هؤلاء الطلاب فرص عمل، كما حدث في بدايات مفتي سوريا الحالي، أحمد حسون، وغيره.

ويسمح لبعض الطلاب بالدراسة في الحوزة العلمية لمقام السيدة زينب، حيث لا يدفعون رسوماً دراسية بل يحصلون على راتب شهري من دون قيد أو شرط.

وقد تم فتح مكتبات من قبل الإيرانيين في جميع المراكز الشيعية في سوريا. هذه المكتبات توزع الكتب الإيرانية التبشيرية مجاناً وتعطي جوائز (1,000 ليرة سورية) لكل من يقرأ كتاب شيعي من الناس.

كل هذه التدابير تشجع على دراسة المذهب الشيعي.

ولكن قد تكون وزارة التربية السورية قد بالغت، عندما أصدرت حظراً على التعليم الابتدائي في المؤسسات الدينية السنية التعليمية.

وأعلن علماء الدين السنة، وبخاصة «رابطة العلماء السوريين»، أن هذا الحظر يشكل خطوة قمعية؛ ففي البداية.

وبالرغم من التوترات الأولية التي أثارتها هذه الخطوة داخل مجلس الوزراء السوري، إلا أن النظام لم يفعل شيئاً لتخفيف حالة التوتر، لا بل التقت رابطة العلماء مع الرئيس بشار الأسد نفسه لمناقشة الوضع، ولكنه رفض إلغاء قرار وزيره.

ولكن في نهاية المطاف بعد الاضطرابات الداخلية الأخيرة في سوريا ووصول النزاع بين القيادات السنية السورية والمؤسسات الإيرانية إلى ذروته، قرر النظام السوري التراجع عن قرار إلغاء التعليم الابتدائي في المؤسسات الدينية السنية التعليمية.

* تأثير حرب لبنان عام 2006، على التشيع في سوريا:

عند تأمل عملية التشيع في سوريا حالياً، من المستحيل تجاهل دور حزب الله، المنظمة الشيعية اللبنانية مع العلاقات الأيديولوجية والإستراتيجية لإيران. عندما كانت سوريا تسيطر على لبنان قدمت لحزب الله الدعم السياسي والعسكري، وأصبح حزب الله بالتالي حليف سوريا الرئيس في لبنان.

أدت حرب الأيام الـ 33 بين إسرائيل ولبنان في صيف عام 2006، إلى موجة من الإعجاب بين السوريين لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، ومنظمته، بسبب مقاومتهم الباسلة ضد إسرائيل.

ونتيجة لذلك، أصبح التشيع ينظر إليه بصورة أكثر إيجابية، وتحول عدد أكثر من السنة السوريين إلى المذهب الشيعي.

وأدت إنجازات وانتصارات حزب الله «المُتَوَهمة» و«الدعائية» أيضاً إلى زيادة في النشاط الإيراني. ويقول رجل الدين السوري الشيعي الشاب مصطفى السادة، الذي يملك اتصالات عديدة مع السنة: «لقد خدم جورج بوش العرب ووحدهم».

وأخبرني السادة، أنه يعرف 75 شخصاً سنياً في دمشق اعتنقوا المذهب الشيعي منذ بداية الأعمال العدائية في لبنان في يوليو 2006، وأن الحرب أعطت زخماً إضافياً إلى الاتجاه المتزايد في السنوات الأخيرة للتشيع.

فعلى سبيل المثال قال لي "وائل خليل"، وهو طالب في الحادية والعشرين يدرس القانون الدولي في جامعة دمشق: «لأول مرة في حياتي أشاهد حرباً ينتصر فيها العرب». ولاحقا بدأ خليل، وهو سني، يؤدي الصلاة بحسب الطريقة الشيعية، وقال إنه يخطط ليتحول تماماً إلى المذهب الشيعي.

ومنذ تلك الحرب، أصبحت صور حسن نصر الله وخامنئي الأكثر عرضاً في سوريا من بين الزعماء السياسيين الآخرين في المنطقة. وسيشاهد أي شخص يمشي في شوارع دمشق اليوم صوراً للرئيس بشار الأسد وإلى جانبها صور لزعيم حزب الله. يتم عرض هذه الصور على واجهات المتاجر والسيارات الخاصة والحافلات والجدران.

وقال لي بعض المثقفين السوريين المحليين أن هذه الصور ترمز للوطنية وليس لمشاعر دينية طائفية، لأن حسن نصر الله أصبح رمزاً وطنياً أكثر منه رمزاً دينياً!!

* اتهامات واتهامات مضادة:

وفي رد فعل على الوتيرة المتزايدة للتشيع وعدم اكتراث الحكومة السورية بذلك، أطلق الداعية السعودي البارز سلمان العودة، رئيس مؤسسة «الإسلام اليوم»، تحذيراً في 22 أكتوبر 2006. أشار العودة إلى أن «التوسع الشيعي بين السنة يعتبر مثل اللعب بالنار».

وفي تصريحات للصحافة، أعلن العودة أن «التشيع ينتشر على قدم وساق وخاصة في سوريا، وكذلك في عدد من البلدان الأخرى في العالم الإسلامي، وأن جزءا من هذا الاتجاه قد يرجع إلى دوافع سياسية، وبعبارة أخرى إظهار الدعم للوجود السياسي الإيراني. ولكن هذا لا يعني أن الآخرين لا يخلطون بين الجوانب السياسية والأيديولوجية».

وأشار العودة إلى الطرق المختلفة لنشر العقيدة الشيعية في سوريا: «يتم استخدام الإغراءات المادية لإقناع الناس بالتشيع. ونتيجة لذلك انتشرت الحسينيات، وحوربت كل المحاولات المعارضة لهذا الاتجاه». وجاءت تصريحات العودة بعد قيام عدد من المنظمات الإيرانية ببناء اثنين من الأضرحة، الأول على قبر الصحابي عمار بن ياسر، والثاني على قبر التابعي أويس القرني في محافظة الرقة الشمال شرقية، حيث تم افتتاح مكاتب ثقافية إيرانية كذلك.

رجال الدين الشيعة في سوريا فندوا اتهامات العودة. ونفى اثنان من أبرز القيادات الدينية الشيعية السورية في سوريا، عبد الله نظام ونبيل الحلباوي، وجود أي «حملة تبشيرية شيعية» بين السنة وطالبوا المُدعين بأدلة على ادعاءاتهم.

ونفى أيضاً رجل دين بارز من الطائفة العلوية، ذو الفقار غزال، أية جهود لتحويل العلويين إلى المذهب الشيعي. وفي حديث مطول على «العربية نت»، تحدث عن الاختلافات بين العلويين والشيعة وشدد على أن النظام السوري لا يحكم باعتباره نظاماً علوياً، وأكد أن العلويين حققوا مكاسب سياسية بسبب محبة الناس.

وأضاف أن السوريين يتعايشون بشكل جيد مع بعضهم البعض وأن الطائفة العلوية أكثر انفتاحا وعلمانية من معظم الطوائف الأخرى، وأنهم على استعداد لمواصلة الحوار مع أولئك الذين يختلفون معهم.

وبعث رجل الدين الشيعي الشيخ عبد الله نظام، المشرف على المؤسسات والمزارات الشيعية في سوريا والمدرس في حوزة السيدة زينب، رسالة توبيخ إلى سلمان العودة قال فيها: «نتمنى أن نريح عقل العودة؛ فليس هناك خطر على العقيدة السنية هنا، ونحن نعارض الأشخاص الذين يبيعون دينهم».

ومثل العودة، اتهم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، الذي انشق على النظام السوري وأصبح معارضاً، السفير الإيراني في دمشق بالانخراط في العمل التبشيري في سوريا. وزعم خدام أن «السفير الإيراني في دمشق يتحرك في سوريا بحرية أكبر من رئيس الوزراء السوري».

وفي مقابلة مع وكالة يو بي آي، أعلن خدام، أن السفير الإيراني استغل الفقر في البلاد وقام ببناء أضرحة في أماكن يُظَنْ أن صحابة النبي (ص) عاشوا فيها ويقوم كذلك بتوزيع المال على الفقراء، وذلك بهدف بناء «حزب إيراني» في سوريا عن طريق تحويل الناس إلى المذهب الشيعي.

كما اتهمت شخصيات سورية سنية بارزة، الملحقية الثقافية الإيرانية في دمشق، بتقديم أنشطة لا تتفق مع أهدافها الرسمية المعلنة، وأنها تعزز جهود التحول إلى المذهب الشيعي في سوريا، وأنها في الحقيقة تعمل فعلياً ومباشرة تحت قيادة المرشد الأعلى الإيراني والزعيم الروحي علي خامنئي، على الرغم من الصفة الدبلوماسية الرسمية كجزء من السفارة الإيرانية.

كما اتهم العالم السوري السني الشهير الدكتور وهبة الزحيلي، وهو عالم ومفكر إسلامي سوري مرموق، الملحقية الثقافية، بتقديم إغراءات بشكل نقود كاش، ومنازل وسيارات لجذب الناس إلى التشيع. وأشار الزحيلي إلى أن «مئات من السوريين في دير الزور والرقة ودرعا ومنطقة الغوطة قرب دمشق، قد أذعنوا واستسلموا لإغراءات الملحقية وتحولوا إلى المذهب الشيعي» (وفقاً لتقرير صحافي نشر في 31 أكتوبر، 2006 في لندن).

وقد أغضبت هذه التحولات إلى المذهب الشيعي أيضاً تيار الإسلام السياسي السني؛ فقد قاسعلي صدر الدين البيانوني، رئيس جماعة الإخوان المسلمين في سوريا لوكالة قدس بريس، إن «نشاط التشيع في سوريا هو مجرد محاولة لإثارة البلبلة وذلك لإحداث تغيير في التكوين الاجتماعي للمجتمع السوري».

* التشيع في دير الزور:

يمكن أن تعزى موجة التحولات إلى المذهب الشيعي في منطقة دير الزور إلى بلدة حطلة، حيث اعتنق 10 في المائة من مجموع السكان البالغ 30,000 المذهب الشيعي. بدأت التحولات مع عمر الحمادي، وهو رقيب أول في الجيش عمل في غرب وجنوب سوريا وتحول إلى المذهب الشيعي في عام 1979، بينما كان يقيم في درعا.

وأشارت مصادر معلوماتية إلى أنه يعمل بشكل وثيق مع الإيرانيين، وفي العام نفسه اقنع أيضاً ابن عمه وصهره، ياسين معيوف، بالتشيع. في ذلك الوقت كان هؤلاء الاثنين يشكلان جميع المتحولين إلى المذهب الشيعي.

في عام 1982، دعت جمعية المرتضى، التي أسسها جميل الأسد شقيق حافظ الأسد الأوسط، وجهاء وشيوخ العشائر السورية إلى مقر الجمعية في مدينة القرداحة، وطلبت تعاونهم مع أنشطتها التبشيرية. وعُين ياسين معيوف، رئيساً لفرع الجمعية في قرية حطلة.

وكانت الجمعية نشطة جداً وأنفقت بسخاء مبالغ كبيرة من المال على عملية التشيع، حتى تم إغلاقها من قبل حافظ الأسد في منتصف الثمانينيات.

لكن قبل حلها، كان ياسين معيوف قد تواصل مع إيران، وأصبح واحداً من الطلاب المرسلين إلى ذلك البلد. واستمر هو وآخرون، من بينهم إبراهيم ساير، في تلقي الأموال من الملحقية الثقافية الإيرانية في دمشق، وحوزة السيدة زينب، ومن عدد من التجار العرب الشيعة من دول الخليج «الفارسي».

وبعد عودة معيوف من إيران في بداية التسعينيات، بدأ يُشعر بالنفوذ الشيعي في الأماكن العامة في قرية حطلة السنية. وحتى نداء الصلاة في مسجد حطلة الكبير أصبح يشمل الآن عبارة «أشهد أن علياً ولي الله» الشيعية.

واستخدم معيوف، الذي أصبح ثرياً جداً بفضل الدعم الإيراني، أمواله لحث الناس على اعتناق المذهب الشيعي، إما عن طريق الإغراء المالي المباشر، أو عن طريق تأجير المحلات التي أصبح يملكها في السوق مقابل مبلغ تافه. وبنى معيوف بجانب منزله قاعة تجري فيها مراسم الاحتفال بعاشوراء.

كما أصبح أيضاً حسين آل رجا، وهو قريب لمعيوف والمشرف على هيئة التبشير الشيعية في منطقة دير الزور، رجلاً ثرياً. وعلمتُ من مصادر معلوماتية محلية إنه يقيم ولائم كبيرة يستضيف فيها وجهاء القبائل وكثير من فقراء القرية. وحكى لي بعض معارفه بأنه قام ذات مرة بتصوير تلك الولائم وإرسال شريط الفيديو إلى الملحقية الثقافية الإيرانية زاعماً أنه قد حوّل أولئك الضيوف إلى المذهب الشيعي. ولهذا فهو يتلقى مبالغ كبيرة من الملحقية.

ويُحكى أيضاً أنه يصور احتفالات القرية مثل حفلات الزفاف والمهرجانات الشعبية، ويرسل أشرطة الفيديو إلى الملحقية الثقافية الإيرانية بالذريعة نفسها. ويقول أحد خصومه إنه أرسل أحد رجاله لتصوير قافلة سيارات على الطريق السريع بين الرقة ودير الزور، زاعماً أنها قافلة تحتفل بالتشيع. وفي الوقت الحاضر يلقي الرجا موعظة أسبوعية في الرقة.

وهناك عدد من المثقفين في منطقة دير الزور ينشطون أيضاً في دعم عملية التحول إلى المذهب الشيعي.

أحد هؤلاء هو أمير شبيب، وهو صاحب مكتبة القرآن الكريم الواقعة في ساحة دير الزور الرئيسة. وآخر هو عبد الله حمدان، الذي تشيع والده أولاً، وتبعه ابنه في عام 1990. إنه ابن عم ياسين معيوف.

وفي وقت كتابة هذا التقرير كان يبيع الكتب على جسر الفرات بالقرب من مسجد السرايا. وقيل إنه يوزع كتب الشيعة مجاناً وخاصة للنساء والفتيات. (مثل كتاب محمد جواد مغنية، «الإثنا عشرية وأهل البيت»). كما يبيع كتب منوعة أخرى للتمويه على نشاطه التبشيري وجذب المزيد من الزبائن.

في منطقة دير الزور، وبلدة حطلة والقرى المجاورة لها، تم بناء ما لا يقل عن ست حسينيات مؤخراً. وهناك أيضاً العديد من الحسينيات في القرى المحيطة. ويتم شراء الأرض التي تبنى عليها الحسينية بمبالغ باهظة كحافز لأصحابها ولغيرهم من ملاك الأراضي.

مثل هذه المعاملات تحدث حتى في المدن التي لا يوجد فيها متحولين إلى المذهب الشيعي، وذلك لأجل الحصول على موطئ قدم في المنطقة لنشاطات تبشيرية مستقبلية. أحياناً يتم شراء الأرض بمليون ليرة سورية للدونم الواحد، على الرغم من أن سعرها في السوق لا يزيد على الخمسين ألف ليرة. وتشير مصادر معلوماتية محلية إلى وجود أعداد متزايدة من الحسينيات قيد التخطيط والبناء.

ويشير المواطن السوري محمد الشمري إلى أن بعض الشباب المتشيعين يدخلون في نقاشات جدلية مستعرة لتفنيد أسس المذهب السني أمام أصدقائهم وزملائهم مع تقديم إغراءات مالية لهم ليتحولوا مثلهم. ويتم ترتيب الزيجات للرجل المتشيع حديثاً من امرأة شيعية راغبة بسرعة فائقة وغالباً ما تكون العروس فارسية.

المتشيعون يحاولون أيضاً دعوة القرويين وأبناء القبائل إلى حفلات الأعياد وتزويدهم بالتموينات الغذائية مثل الأرز والدقيق والسكر وما شابه ذلك. في البداية لا يدعون ضيوفهم للتحول، ولكن فقط يسعون إلى مجرد محاولة كسب قلوبهم.

ولاحقاً، في الوليمة الثانية أو الثالثة، قد يحاولون إقناعهم بالتشيع. إضافة إلى ذلك، تشير مصادر معلوماتية محلية إلى أن ياسين المعيوف وحسين الرجا المذكورين آنفاً، جلبا أكياساً كبيرة من المال من الملحقية الثقافية الإيرانية في دمشق إلى دير الزور بعد حرب لبنان في صيف عام 2006، وتم توزيعها بين اللاجئين اللبنانيين غير الشيعة الذين جاءوا إلى منطقة لإغرائهم بالتشيع.

ويستمر وصول المال الكثير إلى المحافظة لنشر التشيع، بالرغم من اختلاف التقارير عن المصادر. وأكدت لي مصادر معلوماتية محلية مطلعة أن رجل عربي من منطقة الخليج «الفارسي» يصل إلى دير الزور مرة واحدة في الشهر.

ووفقاً لبعض التقارير، فإن هذا الرجل الخليجي وليس الملحقية الثقافية الإيرانية في دمشق، هو من يجلب المال، مع وجود احتمال قوي بأن الرجل يعمل بالتعاون مع الملحقية. هذا الرجل يعطي المال للمعيوف والرجا ويحدد لهما كيفية التوزيع على كل المتشيعين. ويقال إن المبلغ المعتاد صرفه هو خمسة آلاف ليرة سورية شهرياً لكل متشيع.

(يتبع)

زمن الشيعة: حقائق وأرقام عن التشيع في سوريا (1/3) بحث ميداني

http://alasr.ws/articles/view/14417


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الفايننشال تايمز:

الشيخة موزة "الأم الحاكمة في قطر"


آخر تحديث: الأحد، 30 يونيو/ حزيران، 2013، 03:02 GMT

كانت الشيخة موزة في قلب الدراما التي دارت داخل القصر الأميري في الدوحة

لم تحل هيمنة الشؤون المحلية على اهتمامات صحف الأحد البريطانية دون تناول موضوعات شرق أوسطية في ثناياها، فخصصت صحيفتان هما الفايننشال تايمز والأوبزرفر افتتاحيتيهما لتناول الأوضاع في مصر والمظاهرات التي ستسيرها المعارضة المصرية بهدف إسقاط الرئيس المصري محمد مرسي، كما نشرت الفايننشال تايمز تقريرا موسعا عن الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق ووالدة الأمير الجديد ودورها في السياسة والأسرة الحاكمة في قطر.

وتضع صحيفة الفايننشال تايمز "هاوية مصر" عنوانا لافتتاحيتها، وتضع لها عنوانا جانبيا آخر هو "بلد منقسم بحاجة إلى إجماع ورجل دولة".

وتقول الصحيفة إن محمد مرسي تعهد عندما انتخب رئيسا لمصر قبل عام بأن يكون رئيسا لكل المصريين، إلا أنه ظل خاضعا لنفوذ جماعة الأخوان المسلمين التي "جلبته" إلى السلطة، ليكون رئيسا غير كفء وعامل انقسام.

وتتحدث الصحيفة عن الغليان في الشارع المصري والمظاهرات الضخمة التي ستسيرها المعارضة لإجبار مرسي على التنحي، والتي استبقها الأخوان المسلمون وبقية الجماعات الإسلامية باستعراض قوة في الشارع المصري، ما يجعل الاشتباكات العنيفة أمرا يصعب تجنبه، وسط تحذيرات الجيش من أنه لن يقف مكتوف الأيدي ليرى البلاد تنحدر إلى "نفق مظلم" من اللااستقرار.

وتشدد الصحيفة على أن ذلك ليس المستقبل الذي أراده مئات الآلاف من المصريين الذين جازفوا بحياتهم لإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك المدعوم من الجيش المصري عام 2011.

 

"الخبز يأتي أولا"

الفايننشال تايمز: مصر "بلد منقسم بحاجة إلى إجماع ورجل دولة".

وتشير الصحيفة إلى أن الانتقال من الديكتاتورية غالبا ما يترافق مع الفوضى. وأن مرسي الذي ورث انهيار الأمن الاجتماعي في مصر لم يستطع بناء الإجماع الذي يحتاج إليه للتعامل مع هذا الوضع. وبدلا من ذلك أبدى هو وجماعة الأخوان المسلمين ميلا لاحتكار السلطة والسيطرة على مؤسساتها، كما هي الحال مع السلطة القضائية.

وتقول الصحيفة إن خطاب مرسي الذي ألقاه الأربعاء في لنحو ثلاث ساعات جعله يبدو بمظهر المصاب بالبارانويا (جنون الاضطهاد) والمتعطش للسلطة بينما مصر بحاجة إلى رجل دولة كفوء.

وتخلص الصحيفة الى أن تحقيق الإجماع هو الطريق الوحيد أمام مرسي لكي يستمر، فمصر بحاجة إلى حكومة شاملة تضم جميع الأطراف، أي حكومة وحدة وطنية تبنى على برنامج طوارئ لاستعادة الأمن وإعادة تسيير الاقتصاد وإعادة النظر في الدستور والتحضير لانتخاب برلمان جديد.

وتتساءل الأوبزرفر في عنوان افتتاحيتها "هل يمكن لروح الربيع العربي ان تبقى في مصر؟" مشيرة الى أن مصر ذات الحضارة العريقة التي تضم اليوم نحو 85 مليون نسمة كانت تلعب دائما دورا قياديا في العالم العربي. وعندما نهض المصريون لإسقاط " 30 عاما من ديكتاتورية حسني مبارك"، فإنهم صنعوا مفهوما غائم الملامح هو الربيع العربي، وكان واقعا ملهما للمضطهدين في كل مكان (وليس العرب فقط).

وتشدد الصحيفة على أنه إذا قدر لمصر أن تنحدر الآن إلى الفوضى فأن تأثيرات ذلك ستنعكس على مجمل المنطقة، وسيكون أمرا مفزعا لأولئك الذين يشاركون المصريين الأمل في التحرر.

وتخلص الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن "مصر لا تحتمل القتال، وإن العالم العربي بمجمله ينتظر خياراتها. فالربيع العربي، هذا النمو الهش، ينتظر فرز نموذجه، وتعويذة الثورة (خبز، حرية، عدالة اجتماعية) ينبغي تبجيلها، ولكن الخبز يأتي أولا".

"لحظة الشيخة موزة"

وتضع الفايننشال تايمز عنوانا للتحقيق الذي تكتبه عن زوجة أمير قطر السابق وأم الأمير الحالي الشيخة موزة بنت ناصر المسند "الأم الحاكمة للخليج الحديث تبتعد عن دائرة الضوء".

وينطلق التحقيق من غياب اسم الشيخة موزة في أي من الخطابات التي رافقت عملية انتقال السلطة من زوجها حمد بن خليفة آل ثاني الذي بات يسمى بـ "الأمير الأب" إلى ابنها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الجديد، ولا في التغطية التلفزيونية للمراسم وجموع المبايعين للأمير الجديد.

وعلى الرغم من ذلك، يقول تقرير الصحيفة، كانت الشيخة موزة في قلب هذه الدراما التي دارت داخل القصر الأميري في الدوحة والتي وصلت ذروتها هذا الأسبوع بتسليم زوجها السلطة إلى ابنها، في لحظة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للأسر الحاكمة في الخليج.

ويشير التقرير إلى أن هذا التغيير لم يشمل تسليم العرش ابنها، من بين ابناء الشيخ حمد بن خليفة الـ 24 من زوجاته الثلاث، حسب ، بل وشمل التخلص من منافسها الرئيس في البلاط القطري رئيس الوزراء القوي الشيخ حمد بن جاسم.

وينقل التقرير عن أحد المقربين من الشيخة موزة وصفه للتغير في قطر بأنه (جسد) "حظوتها" بامتياز، أذ ضمنت الشيخة البالغة من العمر 53 عاما شرعية أن تكون "الأم الحاكمة في قطر الحديثة".

ويضيف التقرير أن التغيير في قطر يعني أيضا أن عليها التعود على ظهور أقل بعد أن ظلت لسنوات المرأة الأكثر حضورا في المنطقة. فالشيخ تميم البالغ من العمر 33 عاما سيختار واحدة من زوجتيه كسيدة أولى في البلاد.

وينقل التقرير عن الباحث سلمان الشيخ من معهد بروكينغز في الدوحة قوله "أنا واثق من أنها ستبقى أكثر وراء الكواليس، لكن سيكون لها ولزوجها تأثير راسخ في ما يجري".

 

http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2013/06/130629_press_review_sunday.shtml

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق