16‏/07‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2749] د.المسعود:أطروحة جهاد فاضل عن الفرس عنصرية +الغارديان" تكشف تفاصيل المفاوضات بين الإخوان وقادة العسكر

1


الغارديان" تكشف تفاصيل المفاوضات بين الإخوان وقادة العسكر بعد الانقلاب



2013-7-14  خدمة العصر

 

 

كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني، اليوم، أعده مراسلها في القاهرة، نقلا عن كبار المسؤولين في جماعة الإخوان، أن بعض قادتهم شاركوا في مفاوضات سرية مع العسكر، رغم الحملة على قيادة الجماعة بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي الأسبوع الماضي.

وتزامن هذا القبول، كما يذكر التقرير، مع إعلان جماعة الإخوان عن خطط تصعيدية في حركة الرفض  للانقلاب. ويأتي هذا أيضا مع بروز دلائل على أن النظام المؤقت في مصر سيمضي قدما في تشكيل حكومة جديدة ولو من دون دعم الإخوان، وقد عين رئيس الوزراء الجديد، حازم الببلاوى، وزراء جدد في حكومته.

وكان مسؤولون في جماعة الإخوان قد نفوا أنهم تفاوضوا مع النظام العسكري الذي اعتقل العديد من القيادات البارزة منذ سقوط مرسي، وأصدر أوامر بالقبض على آخرين منهم.

لكنَ متحدثا لصحيفة الغارديان، وهو الدكتور محمد علي بشر –عضو مكتب الإرشاد في الجماعة ووزير سابق في عهد مرسي- اعترف أنه التقى بالفعل مع كبار المسؤولين العسكريين مساء يوم الخميس الماضي لمناقشة مدى استعداد كل طرف للتنازل. ومع ذلك، لم يرجح القيادي الإخواني، محمد علي بشر، إجراء مزيد من المفاوضات، لأن الإخوان قد طالبوا بإعادة مرسي كشرط مسبق لإجراء مزيد من الحوار، وهو خط أحمر بالنسبة للجيش، كما أورد التقرير.

وقال القيادي الإخواني "بشر"، كما نقلت عنه الصحيفة: "هناك مجال للمفاوضات مع المجلس العسكري"، وأضاف موضحا: "نحن منفتحون ونتحدث مع الجميع. اتصلوا بنا والتقيناهم، لكنهم يريدون أن يستمروا في الطريق للانقلاب ولكننا نرفض هذا. يجب أن تبدأ المفاوضات على طريق الديمقراطية والدستور".

 وكشف التقرير أن "بشر" اعترف أن جماعة الإخوان المسلمين قد توافق على رحيل مرسي، ولكن شرط أن يعاد إلى منصبه الشرعي أولا، وتُعطى له الفرصة لترك منصبه بطريقة يختارها الرئيس بنفسه.

وقال أيضا إن إعادة الدستور المصري ـالذي قرر قائد الجيش اللواء عبد الفتاح السيسي تعليق العمل به- أمر ضروري للمفاوضات"، وأضاف أن "جميع الحلول القانونية متاحة"، وأوضح في هذا السياق: "على سبيل المثال، نحن نطالب بإعمال الدستور بدلا من تعليقه حتى لو ترك مرسي منصبه، لكنه كرئيس يجب أن يدعو إلى انتخابات رئاسية جديدة، أو استفتاء على ما إذا كان سيبقى في منصبه أم لا".

"خلافنا ليس حول ما إذا كان الرئيس باق في منصبه أم لا، وإنما حول تحويل العملية الدستورية إلى انقلاب، ونحن لا نوافق على الانقلاب"، كما نقل التقرير عن محمد علي بشر.

وقال التقرير إن الجيش لم يستجب لطلب الحصول على تعليق، ولكن من المستبعد جدا أن يستسلم لمطالب جماعة الإخوان المسلمين كما هي.

ونقل المراسل أيضا عن الدكتور جمال حشمت، وهو مسؤول في الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، قوله إنه التقى أيضا مع مسؤولين في الجيش يوم الجمعة، وقد طالبوهم بإخلاء الشوارع من الاعتصامات قبل أي إجراء مزيد من المفاوضات. وضاف: "لكن لا يمكننا تطهير الشوارع...فالناس أحرار في الاحتجاج والتعبير عن أنفسهم".

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2


الجماعة بين المواجهة والمراجعة

حسن نافعة



 |  الإثنين 15 يوليو 2013

كيف ستتعامل جماعة الإخوان مع المحنة التى تواجهها فى الوقت الراهن، وهى الأخطر فى تاريخها؟ أظن أن تفاعلاتها الداخلية ستفضى بها إلى تبنى واحدة من استراتيجيتين: الأولى تدفعها للمواجهة والعمل على تحقيق الأهداف التى تسعى إليها بكل السبل الممكنة، بما فى ذلك استخدام العنف، والثانية تجذبها نحو التهدئة والمراجعة والنقد الذاتى وإعادة صياغة أهدافها القابلة للتحقيق فى ضوء المعطيات المحلية والإقليمية والدولية المتغيرة.

المروجون لاستراتيجية المواجهة يستندون إلى مبررات وحجج عديدة أهمها :

 1- أن الجماعة جربت الوسائل والطرق السلمية، وحصلت على ثقة الشعب فى عدة استفتاءات وانتخابات متتالية، غير أن القوى «غير الإسلامية» التى «لا تريد الحكم بما أنزل الله» لم ولن تسمح لها باستخدام حقها فى ممارسة السلطة وتغيير المجتمع وفقا لرؤيتها الخاصة، استنادا إلى إرادة الشعب المعبر عنها فى صناديق الاقتراع.

 2- أن حرمانها من حقها فى ممارسة السلطة التى وصلت إليها بإرادة الشعب تم بقوة السلاح وبالاعتماد على الجيش، وليس على صندوق الاقتراع. ولأن «ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة». فليس هناك من سبيل آخر لاسترداد السلطة.

 3- أن القبول بالأمر الواقع وتبنى سياسة المهادنة والخنوع سيزيد من عناد وجبروت الطرف الآخر، ولن يؤدى إلا إلى تفتت واضمحلال الجماعة من داخلها.

أما المروجون لاستراتيجية المراجعة والنقد الذاتى فيستندون إلى حجج ومبررات مضادة، أهمها:

 1- أن المحنة التى تواجه الجماعة حاليا ليست من فعل الطرف «الآخر» وحده، وإنما تسببت فيها أيضا أخطاء عديدة ارتكبتها القيادة الحالية للجماعة، بقصد أو دون قصد، ومن ثم فعليها التحلى بما يكفى من الشجاعة للقيام بعملية نقد ذاتى يساعد على الاستفادة من أخطاء الماضى، وتجنب الوقوع فى أخطاء مماثلة فى المستقبل.

 2- لن يكون اللجوء إلى العنف فى مصلحة الجماعة هذه المرة، لأن الأوضاع وموازين القوى على الأرض تغيرت واختلت لغير صالح الجماعة، ومن ثم فقد يؤدى إلى محوها من الوجود وطى صفحتها إلى الأبد.

 3- على الجماعة الانتباه إلى أن هناك أطرافا محلية وإقليمية ودولية تسعى إلى الإيقاع بينها وبين الجيش وافتعال صدام مسلح بينهما، وهو ما قد يؤدى إلى كارثة.

والسؤال: إلى أى من هاتين الاستراتيجيتين ستنحاز الجماعة فى نهاية المطاف: استراتيجية التحدى والمواجهة واستخدام العنف، أم استراتيجية المراجعة والنقد الذاتى والحوار؟.. الواقع أنه ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال. فعقيدة الجماعة وبنيتها التنظيمية والفكرية تدفعان بها فى اتجاه ترجيح كفة المواجهة واللجوء إلى العنف، أما سياساتها ومواقفها فى أوقات الأزمات، والتى يغلب عليها الطابع البراجماتى فى العادة، فسوف تدفع بها نحو التهدئة والحوار.

جماعة الإخوان، كما يصورها مؤسسها حسن البنا، هى: «دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية». و«إسلام الإخوان»، عند مؤسس الجماعة، هو: «عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف». لذا يبدو واضحا أنها جماعة ولدت لكى تذوب عن المجتمع وتحل محله، بالعمل على «أخونته» تدريجيا، لا أن تشارك فيه وتعمل على تطويره مع الآخرين، وأنها تستهدف الوصول إلى السلطة لاستخدامها كوسيلة لتغيير المجتمع وفقا لرؤيتها الخاصة، وليس لتتداولها سلميا مع الآخرين استنادا إلى قواعد المنافسة العادلة والشريفة.

يسهل تبرير اللجوء إلى العنف فى جماعة يقوم تنظيمها على مبدأ «السمع والطاعة العمياء للقيادة»، وليس على التفكير الحر وممارسة النقد الذاتى، ويتم ضمان الولاء للقيادة الأعلى فى التنظيم الخاص من خلال «البيعة والقسم على مصحف وسيف»، وليس على الاقتناع والتفاعل الحر بين متنافسين متساوين، كما يسهل إضفاء هالة من القداسة على استخدامه وتصويره باعتباره «جهادا فى سبيل الله». ولأن القيادة القطبية الحالية لجماعة الإخوان تبدو متشددة إلى حد التطرف، فمن المرجح أن تميل كفة التفاعلات الجارية الآن لصالح استراتيجية المواجهة. غير أن هذه القيادة يجب أن تدرك أن المواجهة هذه المرة لن تكون مع نظام حكم مستبد وظالم، لكن مع شعب سُرقت ثورته وفى حالة توحد تام مع جيش وطنى لا يمكنه أن يقف متفرجا على جماعة تصر على العبث بأمن مصر الوطنى.

نأمل أن يسود العقل والحكمة وأن تشرع الجماعة، بعد أن تهدأ مشاعر الغضب والانفعال، فى ممارسة عملية نقد ذاتى تقودها إلى مراجعة شاملة لأفكارها وسياساتها وبنيتها التنظيمية.

 

http://www.almasryalyoum.com/node/1950506

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3



جيش مصر خط أحمر


رأى موقع المصريون


تحتاج مصر وجميع قواها السياسية هذه الأيام إلى قدر كبير من الحكمة والنظر المستقبلى والإحساس العالى بالمسئولية، وذلك من أجل أن تخرج البلاد من حالة الإحباط والتمزق الوطنى إلى مرحلة إعادة بناء الدولة بصورة أكثر هدوءًا وأكثر توازنًا وأكثر شراكة بين الجميع وأكثر أمنًا للجميع أيضًا، وفى هذا السياق نود أن نتوقف عند النقاط التالية:

أولًا: أيًا كان الخلاف مع المؤسسة العسكرية، وأيًا كان تخطئة هذا الطرف أو ذاك لقرارها بعزل الدكتور محمد مرسي، الذى أقدمت عليه استجابة لحراك شعبى كبير وقطعًا للطريق على انهيار الدولة، إلا أن ذلك الاحتجاج لا يمكن أن يكون مبررًا لأى حديث أو فعل أو سلوك يهين تلك المؤسسة الوطنية المحورية فى بنية الدولة المصرية الحديثة، ينبغى أن يكون الجيش المصرى وكرامته وهيبته ووحدته خطًا أحمر فى ضمير الجميع، وأن يتوقف مسلسل الأكاذيب والافتراءات التى يروجها البعض تجاه المؤسسة العسكرية وقيادتها، وقيادات التيار الإسلامى بشكل خاص يدركون كم الثناء والتقدير الذى كانوا يحملونها لأشخاص بعينهم فى المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم ـ وبشكل خاص ـ الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وشهاداتهم المتكررة له بالأخلاق العالية والوطنية والإحساس بالمسئولية والتدين أيضًا، فلا ينبغى أن ننسى مثل هذه الشهادات الصريحة فى خضم خصومة سياسية، ولا ينبغى أن يدفعنا فريق من الإسلاميين إلى الفجر فى الخصومة لأسباب تتعلق بالخلاف السياسى أو تباين النظر فى تقدير اجتهاد سياسي، وعلى المعترضين على أى قرار أن يكون نقدهم فى الإطار السياسي، ولا يصح أن ننسى القيم والأخلاق التى تمثل جوهر رسالتنا وروح المشروع الإسلامى من أجل كسب سياسى رخيص، وهذه الافتراءات المتوالية والتحريض على المؤسسة العسكرية يمثل برهانًا جديدًا على أن من قادوا البلاد خلال العام الماضى لم يكونوا أهلًا للمسئولية ولا أمناء على وحدتها ومستقبلها ولا تعنيهم سلامة البلاد وأمنها القومى بقدر ما يعنيهم شهوة الهيمنة والاستيلاء على السلطة.

ثانيًا: لقد قدمت القوات المسلحة من جانبها، والرئيس المؤقت من جانبه، ونائبه، الكثير من العهود بأن الدولة سيبنيها كل أبنائها بدون إقصاء، والشراكة الوطنية ستكون شعار المرحلة الجديدة، وخارطة الطريق لن تتجاوز الثمانية أشهر يتم فيها إنجاز تعديلات الدستور وانتخابات البرلمان وانتخابات رئيس الجمهورية، فعلى الجميع، وخاصة الإسلاميين، الالتحام فى تلك الخارطة سريعًا وإعادة ترتيب أوراقهم، لأن الوقت قصير للغاية للاستعداد لتلك الاستحقاقات المتوالية، وإذا كان لدى البعض شكوك أو مخاوف من التراجع أو التلاعب بالخريطة، فإن الحشود المليونية التى يملكونها قادرة على وقف أى تلاعب، وسيجدون وقتها قوى أخرى تتضامن معهم وتحتشد فى الميادين، أما أن يتعمد البعض إهدار هذه الحشود الإسلامية وطاقاتها فى مواجهة عدمية أفقها مسدود، ويعرف محركوها أن أفقها مسدود، ويكون رهانهم الوحيد هو هدم المعبد على من فيه، وعلىّ وعلى أعدائى، أو الوصول إلى تفاهمات ومساومات تخص فصيلهم وتقلل خسائرهم السياسية، فتلك تكون خيانة للأمانة تجاه الوطن، وخيانة لأشواق الإسلاميين أنفسهم، وحرقًا لطاقاتهم فى الهدر، والبعض ممن تورطوا فى إشعال حريق الوطن طوال العام الماضى، بجهلهم وغطرستهم وإقصائيتهم وأخطائهم الكارثية، يحاولون أن يجروا بقية التيار الإسلامى معهم إلى هاوية وإرهاق سياسى حتى يحرموا الجميع من فرصة المشاركة فى بناء مستقبل الوطن.

ثالثَا: إذا كان الدكتور مرسى نفسه قد اعترف بأنه أخطأ، وإذا كان الإسلاميون جميعا الآن يسلمون بأن هناك أخطاء حقيقية فادحة، وإذا كان غالبية الإسلاميين يدركون الآن أن الديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخابات، فإن على الجميع أن يكونوا أكثر عقلانية وتفهمًا أمام التطور السياسى الجديد، الذى أعاد المسار "الخاطئ" إلى نقطة الصفر لكى يبدأ البناء من جديد، وعلى الإسلاميين أن يدققوا فى مشهد حشودهم التى يراها العالم كله الآن حشودًا إسلامية فقط، بما يعنى أن المعركة التى يخوضونها هى معركة عقائدية وأيديولوجية فى جوهرها، معركة من أجل الرئيس الذى يصلى والرئيس الذى يحفظ القرآن والرئيس الذى يحمل المشروع الإسلامى، وليست معركة من أجل الديمقراطية، لأنه لا يعقل أن يكون بقية المصريين جميعًا أعداءً للديمقراطية، فالمؤكد أن هذا الاصطفاف الدينى يضر كثيرًا بقضية الإسلاميين وصورتهم أمام العالم، وعليهم أن يتداركوا ذلك مستقبلًا، ويعززوا من الشراكة الوطنية مع بقية أبناء الوطن، وعليهم أن يدركوا أن بناء البلاد وإدارتها فى المراحل الانتقالية وفى أعقاب الثورات لا يمكن أن يكون حكرًا على فصيل أو تيار بعينه، مهما كانت قوته، وأن الصندوق الانتخابى فى مصر بعد الثورة ليس هو بذات المكانة والهيبة والرسوخ التى يمثلها الصندوق الانتخابى فى ديمقراطية عريقة ومستقرة مثل الانتخابات البريطانية أو الفرنسية.

رابعًا: من الواضح أن هناك أطرافًا تستغل ذلك الصدع السياسى الحالى لكى تفجر المشهد بخطاب إقصائى وتحريضى    ضد التيار الإسلامي، لحسابات لا صلة لها بالثورة ولا بالديمقراطية، وعلى القوى المدنية الرشيدة والإدارة السياسية الجديدة للبلاد أن يكون لها صوتها ـ وربما إجراءاتها ـ ضد هذه الأصوات، بوصفها تهديدًا للأمن القومى بالفعل، وتمثل عملية تفخيخ وتخويف للإسلاميين تجاه المرحلة الجديدة، وتنشر الشك وسوء الظن بما هو آت، والحقيقة أن غضب الإسلاميين ومخاوفهم من صورة المستقبل وعودة الممارسات الباطشة القديمة هو أكثر كثيرًا من غضبهم لعزل الدكتور مرسى من رئاسة الجمهورية، ولو وصلتهم رسائل طمأنة عملية فإن ذلك سيسهل إدماجهم سريعًا فى المرحلة الانتقالية وتفكيك الاحتقان والحشد.


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


أطروحة جهاد فاضل عن الفرس  تميل  إلى   إيقاظ  العنصرية
      


محمد  بن  سعود  المسعود 

  الفاضل  العزيز     عميد  المجموعة  البريدية   أخي   عبد  العزيز   قاسم    دمتم  بالف  خير  

           دون  ريب    أن  أفة   الرأي   التعميم    والأستغراق  فيه   -  العرب  كما  يراهم  الفرس  -   فيه  تلبيس   ,  وإستعجال  في  خلق  القناعات  ,  وجعل  الأمر   وكأنه  قصة  صراع  بين  شعبين   وبين  دينين  قائمين  ومتخاصمين  .  ينبغي  أولا  أن  ندرك  أن  هذا  الكم  الهائل  من  المعرفة  الإسلامية   يدين  بالفضل  في  أكثره   لرجال  من  فارس  وبخارى  والهند  وسائر  بقاع  الدنيا   التي  أختارت  الدخول  في  سريعة  الأسلام   افواجا  ...

 أما  رواية  أقوال  العلمانيين   ومن  هو  في  حكمهم    فذاك  كتاب   نفيس   للمفكر  الأسلامي  المعروف   فهمي  هويدي  -  حتى  لا  تكون  فتنة  -   يرد  فيه  على   مثل  هذه   الأقوال  تماما   على  نحو  المطابقة   ..  إلا  اننا  لا  نستطيع  أن  نقول   ((  الخليج  كما  يراهم  المصريون  ))  أو  الأسلام  كما  يراه  المصريون  -   ولا  أعني   مصر  وحدها   ..  فتلك   رؤية  تغربت   وأنطلقت  من  طه  حسين  حتى  يومنا   هذا   ,  ولها  شيوخ  طرق  في  مدرسة  تهوين   العرب  والأسلام  وأهله  .   

   أحيانا   نقود  الخصومة  السياسة     نحو  خلق  بيئة   كراهية    لها  اسبابها   الفكرية  الضالة   و  المضلة  .   ينبغي   دائما   تجنيب   الشعوب   الخصومات  السياسية   ,   الحكومات  تزول   والسياسة  تتبدل   وتتغير   فتلك  طبيعتها   وهذا  شأنها   أما  الشعوب   فهي  باقية  وخالدة   ..  لا  يمكن  أن  نتصور   المعرفة  الاسلامية   إلا  ناقصة   لو  أستبعدنا   إسهامات  العلماء  الكبار   من  حضارة   فارس   ,    التي   بدأت  من  سلمان  الفارسي    حتى   يومنا   هذا  ..  

هذه   اطروحات  تميل  إلى   إيقاظ  العنصرية    التي    تتعارض  مع  جوهر  الأسلام   وروحه   وقيمه  العليا   -  إن  أكرمكم  عند  الله  أتقاكم  -  والذي  خلقكم   من  نفس  واحدة   -  والنبي  صلوات  الله  وسلامه  عليه    كان  يقول   لبعض  صحابته  رضوان  الله عليهم  -  فيك   بقية  من  جاهلية  -   لكلمة   عبرت  لسان  أحدهم   كان  فيها  ظلال  من  تمييز  عنصري   ..  لا  عنصرية  مكتملة   كما   هي  ظاهرة   متجلية  في  هذا  العنوان  ..   
 
    أسأل  الله  أن  يطهر   قلوبنا   ليوم  الحضرة   العمظى    التي  تشخص   فيه   القلوب  والأبصار   للواحد  الديان   .


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5



هل نتجه لحرب عالمية كارثية؟



كتب أ. محمد شعبان أيوب

باحث مصري في الدراسات التاريخية.

*




 


26/06/2013

 

ثمة من يرى أن العالم اليوم أشبه ما يكون في بدايات العام 1914م، ينتظر حادثًا هنا أو هناك كالذي وقع لأرشيدوق النمسا باغتياله على يد رجل صربي مغمور، لتقوم على إثرها الحرب العالمية الأولى بمعاركها الطاحنة، ولئن كانت حادثة عظيم النمسا أمرًا جللاً إلا أن مسببات الحرب كانت أشد تعقيدًا وقِدمًا، إذ بدأت منذ التغيرات السياسية والعسكرية الحادة التي حدثت في أوربا منذ حروب القرن السابع عشر والثامن عشر وسقوط المملكة الفرنسية وظهور نابليون، والتهافت الفرنسي البريطاني على العالم القديم، والمحاولات الحثيثة للقضاء على العثمانيين، فضلاً عن التغيرات الفكرية والثقافية التي كانت تنتاب أوربا في ذلك الوقت.


وهذا على المستوى الواقعي اليوم ممكن. بل مسببات حرب عالمية مريعة قادمة لعلها تكون أكثر وجاهة ورجحانًا من الحربين السابقتين، وحتى نكون أكثر دقة فإننا سنقسّم هذا المقال إلى قسمين، الأول: الغرب والقوى الإسلامية. الثاني: الغرب - "روسيا والصين وإيران"، لنرى أثر مجمل هذه العلاقات التاريخية والمعاصرة على ما يحدث وما سيحدث في المنطقة العربية قريبًا.


الغرب والقوى الإسلامية:

في كل الأحوال وفي مجملها اتخذت العلاقات الغربية الإسلامية أشكالاً متنوعة من الصراعات حتى كادت أن تصبح هي الأصل في العلاقات بين الجانبين، فمنذ الفتوحات الإسلامية الأولى بالقضاء على الرومان في الشام وشمال أفريقيا حتى الأندلس، مرورًا بالحروب الصليبية من الأولى للسابعة، ثم المواجهة العثمانية الأوربية في العمق الأوربي بعد ضم معقل الروم الأرثوذكس القسطنطينية إلى الدولة الفتية العثمانية، إلى الاحتلال الغربي في أواخر القرن التاسع عشر للبلدان العربية والإسلامية، إلى إسقاط الخلافة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى، إلى مآلات الحرب العالمية الثانية بخفوت الإمبراطوريتين القديمتين فرنسا وبريطانيا وصعود القوة الأمريكية الإمبريالية صاحبة الاحتلال أو النفوذ الأكثر خدعةً وتقدمًا وفتكًا؛ تقوم هذه الإستراتيجية ولن تنقطع فيما يبدو.


وإنه لمن اللافت أن ينظر الباحثُ إلى المؤسِّسات النظرية في التراث الإسلامي للفكر والسلوك والنظر تجاه الغرب، فنجد هذا الحديث النبوي اللافت، فعن المستورد الفهري أنه قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه: "تقوم الساعة والروم أكثر الناس. فقال له عمرو بن العاص: أبصِر ما تقول. قال أقول لك ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمرو بن العاص: إن تكن قلتَ ذاك؛ إنَّ فيهم لخصالاً أربعًا: إنهم لأسرع الناس كرة بعد فرَّة، وإنهم لخير الناس لمسكين وفقير وضعيف، وإنهم لأحلمُ الناس عند فتنة، والرابعة حسنة جميلة وإنهم لأمنع الناس من ظلم الملوك".

والحديث وتعليق عمرو بن العاص، رضي الله عنه، عليه في أعلى درجات الصحة؛ إذ رواه مسلم في صحيحه؛ ومن ثم، فإذا كان كبار العسكريين الإسلاميين من الصحابة الكرام كعمرو بن العاص قد رأوا منذ بدايات هذه العلاقات أن في الغرب/الروم حركة دائبة توسعية في المجالات العسكرية لن تتوقف بتقدم الزمان أو معوقات الأقطاب، فإننا يمكن أن نتوقع طبيعة تشكيل هذه المؤسِّسات التراثية في العقلية الإسلامية المعاصرة خاصة لدى الحركات الإسلامية المسلحة التي تتخذ الجهاد أصلاً أصيلاً في تعاملها مع هذا الغرب.


وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا لا نؤسس أو نفهم العلاقة الإسلامية الغربية من خلال الدول العربية القائمة اليوم، وعلاقاتها الإستراتيجية بل والتحالفية مع الغرب، والإجابة تكمن في نتائج هذه العلاقات والسياسات من خلال خمس دول، هي تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا، قامت فيها الثورات على التبعية وآثار هذه التبعية الاقتصادية والسياسية؛ إذ صعد الإسلاميون فيها بقوة الأمر الواقع ليستعيدوا دروهم الطليعي والطبيعي والتاريخي، وتيقن الغرب وعلى رأسهم الأمريكان أن حلفاءهم سرعان ما تهوي بهم شعوبهم سريعًا، فهم ظواهر فقاعية لا يمكن أن يُقاس عليها في فهم هذه العلاقة.

وعلى ذلك فالدول التي لم تقم فيها الثورات بعد، هي إن آجلاً أم عاجلاً ستقدم الإسلاميين على غيرهم؛ وذلك للأسباب الثقافية والتاريخية والواقع السياسي المأزوم.



الغرب ومحور "روسيا – الصين – إيران":


شكل الروس "السوفييت" والصينيين حتى الستينيات من القرن العشرين اتحادًا أيديولوجيًا وسياسيًا مثّل خطورة شديدة على الولايات المتحدة، وقد علمت أمريكا أن آسيا هي أكبر التحديات التي تقابلها في المستقبل، ولم يكن بدعًا ولا مستغربًا أن يقرر كيسنجر أن الولايات المتحدة اقتربت من الصين كثيرًا بعد التكبر والتجاهل الطويل لمحاولات فض هذا الطوق وإفشاله، بعدما مُرِّغت بسلسلة متواصلة من الهزائم منذ كوريا الشمالية في الخمسينيات حتى حرب فيتنام في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، حينها تحولت الولايات المتحدة من طور الشباب من احتكار القوة العالمية والقطبية الأحادية لفترة سريعة خاطفة بعد الحرب العالمية الثانية إلى طور النضج والاستقرار، أو الحفاظ على المكتسبات والتعامل مع واقع ثنائي/متعدد الأقطاب كما يُقرر المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان في كتابه المهم "إستراتيجية الاستعمار والتحرير".

وقد كان هذا الحلف أحد الأسباب التي أرغمت الأمريكان على تقليم أظافر السوفييت دون القضاء عليهم بالكلية، لعلمهم أن الصين مارد قوي قادم، وها هي الصين في العام 2014م تعد الأول في الاقتصاد العالمي لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، وأكبر دائن للولايات المتحدة الأمريكية!

لقد أيقنت أمريكا منذ هزيمتها في فيتنام أن إستراتيجية الأحادية باتت من الماضي، وسقطت مع العثمانيين، وأن الأفضل لها أن تستفيد من التجربة البريطانية الاستعمارية في القرن التاسع عشر وأوائل العشرين في تعاملها مع الأنداد القادمين وعلى رأسهم الروس والصينين، وأرادت ولا زالت أن تجعل نفسها "رمانة الميزان" بل والمرجح للقوى في العالم من خلال دق الأسافين بين الكبار.


الأزمة السورية إلى حرب نووية!


من خلال هذا الوضع العالمي، ومن ثم بروز وتطور أزمة سوريا من المحلية إلى الإقليمية ومن ثم الدولية، نرى هؤلاء الكبار قد يُجبرون بالرغم منهم على التنازل عن لعبة موازين القوى هذه في أية لحظة إذا هُدِّدت مصالحهم، ولأن سوريا تعد من أولويات الأمن القومي الروسي إذ هي المزرعة الخلفية المؤثرة على أمن القوقاز بل وانفصاله إن انتصرت الثورة وصعد الإسلاميون ولاسيما الجهاديون، ولأنها على حدود "إسرائيل" التي ترى الحرب في مناطق وقف إطلاق النار في الجولان لأول مرة منذ أربعين عامًا؛ فهي تهدد الأمن القومي الأمريكي كذلك، فلا يرضى الروس باستيلاء الإسلاميين على سوريا، ولا يرضى الأمريكان بنفس المنطق، لكن الإشكالية كانت وستظل في إستراتجية كلا العملاقين في التعامل مع الأزمات، روسيا تفضل دائمًا الحلول الدفاعية وتراها أكثر نشاطًا وتقدمًا حتى تجلَّى ذلك في العسكرة الدفاعية كصواريخ سام وغيرها، أما الأمريكان فيفضلون الحلول الهجومية ويبرز هذا في عسكرتهم أيضًا من خلال الطائرات بدون طيار وطائرات الإف الشديدة التطور، ولب هذا الاختلاف نرى أثره اليوم في رؤية كل منهما لحل الأزمة السورية.


لكن الإشكالية ليست لا في الروس ولا الأمريكان وحلفائهم، إنما في القوة العسكرية المسلحة على الأرض، هي من تقرر لمن يرجح الصراع. تلعب روسيا على دعم إيران والمليشيات العراقية وحزب الله للقضاء على الجماعات الإسلامية السنية المسلحة، وتلعب أمريكا على دعم المعارضة المسلحة بما فيها بعض الفصائل الإسلامية الأقل تشددًا ضد الأمريكان للقضاء على الأسد ووضع البديل الذي يضمن أمن "إسرائيل" والمصالح الأمريكية، أو حتى من خلال الالتفاف على انتصار الجماعات الجهادية إن حدث، كما فعلت معهم في الصراع الأفغاني السوفيتي، وكل من الطرفين يلعب بالنار المحرقة.


الجديد في هذا الصراع هو تأجج الطائفية بين السنة والشيعة، وآثار هذا التأجج لن تكون في سوريا ولن تنحصر فيها فيما يبدو، فإذا كان الخليجيون يرمون أو سيرمون بثقلهم خلف المعارضة المسلحة في سوريا كحرب دفاعية لسلامة أمنهم القومي من المد الإيراني في الخليج إن انتصر، فإن العكس هو الذي قد يحدث بضرب إيران فعليًا للمصالح الأمريكية في الجزيرة العربية إن رأت الخليجيين يكسبون الكفة لصالحهم، هنا الكارثة الكبرى التي ستجبر الصين على التدخل لحماية المنافذ البحرية وإمدادات النفط. وقتها لا يمكن أن نتصور مآلات هذه الكارثة!

إن غرب آسيا اليوم، وخاصة إيران والعراق ودول الجزيرة العربية بما فيها اليمن ذات الصعود القوي للجهاديين فضلاً عن الأردن وسوريا و"إسرائيل"، ومن خلف هؤلاء وأولئك أمريكا وأروبا وروسيا والصين في حالة مهيئة لحرب إقليمية وربما دولية عظمى، وقد يكون من جملة أهداف هذه الحرب، المعد لهاوفق الرؤية التآمرية، القضاء على القوة الصينية النامية ، وقد يكون الكل مجبرًا عليها.


إن هذه الحرب إن قامت – لا قدر الله – لا يمكن أن نتصور إلى أين ستنتهي، ولأنه لا قانون ولا قيود في الحرب، فاستخدام القنابل النووية سيؤدي لا محالة لإفناء أعداد لا يمكن أن نتصورها من البشر، هذا سيناريو مشئوم. أعرف ذلك، وأرجو ألا نصل إليه أبدًا، لكن مما لا شك فيه أن القوى الإسلامية بمختلف انتماءاتها وعلى رأسها الجهادية باتت منذ الحرب السوفيتية مرورًا بالأمريكية في اطراد وقوة صاعدة.



باحث مصري في الدراسات التاريخية.

- See more at: http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=8404&Itemid=1315#sthash.IrVdBTjP.dpuf

http://ar.qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=8404&Itemid=

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6


أطرش في الديسكو

 

ثامر عدنان شاكر

 

 

               

                  

حين كان زيج زيجلر، رجل الأعمال المعروف والقيادي الشهير يصرخ أمام آلاف الحضور بصوته الأجش المزعج قائلاً "يجب أن تصمت أحيانا، فلا يمكنك أن تبقى متحدثاً طول الوقت"، كان بعضنا يسخر بل يُقهقه ويهمس قائلاً، ليتك تصمت أنت وصوتك العجيب الذي أصابنا بصداع مزمن!

 

لكن من أول نظرة لكتاب حمل عنوان " الصمت"، لمؤلفته القديرة سوزان كين ستدرك أن السيد زيجلر كان محقاً، وأن صوته لا بد أن يتحول في ذاكرة قلبك إلى كروان فجأة، وستصرخ.. "كم كنت محقاً يا مستر زيجلر.. ما قلته كان صادقاً جداً لدرجة الألم".. 

 

فالكاتبة الماهرة سوزان كين التي نجحت في أن تُلفت انتباه القارئ الغلبان بدءاً من الغلاف الرقيق مروراً بالعنوان الجذاب، انتهاءً بمقدمة إنسانية خلابة، ترغمك أن تقتني مؤلفها الثمين وأن تتصفحه بنهم وتُنصت لكل حرف فيه حتى النهاية.. بل و تفاجئك بقنابل من الوزن الثقيل، صارخةً.. كن يا سيدي صامتاً فالصامتون هم خير من في هذه الأرض، هم من يصنعون التغيير ويُضيفون الكثير في عصر الثرثرة. 

 

بيد أن الكتاب ذو الطابع البديع لم يكن هادئاً ولا رقيقاً كما يوحي لون غلافه الأنيق الأبيض.. بل صارخاً صادماً بكل ما يحمله من معلومات ومعان ثائرة على بعض مفاهيمنا البالية. فمن خلال أحد عشر فصلا مقسما على أربعة أجزاء تسرد المؤلفة حقائق نتجاهلها في عالم اليوم عن أسرار الشخصية البشرية، وأنواعها المختلفة والفرق بين هؤلاء الانطوائيين ومن هم على نقيضهم المسمون بالمنفتحين. لتذكرنا أن الانطوائية والعزلة ليست داءً بل قيمة لا نعرف مقدارها، وأن الصمت ليس عيباً بل ميزة نتجاهلها في مجتمعاتنا المتعطشة للثرثرة.. وقد تناسينا أن ثُلث العالم هم من هؤلاء الانطوائيين الذين غيروا العالم وأثروا الأرض بمن عليها.

 

ففي الفصل الأول تسرد المؤلفة صفحاته متحدثةً بإسهاب عن خيالنا الجامح والذي أوهمنا أن المنفتحين هم المثاليون وقد أصبحوا أبطالاً في ثقافتنا وفكرنا دون سواهم،  متناسيين أن لتلك الفئة قوتها وبصمتها في كل إنجاز حضاري وثقافي.


أما الفصل الثاني، فيطرح السؤال الأهم: من تكون أنت، وما هي حقيقتك البيولوجية ومدى تأثيرها في مشوار العمر، وكيف أن معرفتك لنفسك تُمثل أول خطوة في تحديد دائرة راحتك وبالتالي إنتاجك. ليأتي الفصل الثالث، متضمناً الإجابة على سؤال لا يقل أهمية عن سابقه: هل تُقدّر كل الثقافات في قاموسها ذلك المنفتح المنطلق المثالي أم تختلف الرؤية من عالم لآخر، ليكون الفصل الرابع، بمثابة نقطة الفصل وقد أسهبت فيه عن أهمية المشاعر، متسائلة: كيف يُمكنك أن تحب ما تعمل وأن تعمل بإتقان، ومتى تتعامل باتزان وتُظهر ذلك في شخصيتك دون أن تُبالغ فيما هو عكس طبيعتك ؟

 

 في عالم لا يتوقف عن الكلام، ولا يُقدّر الصمت ويُصفّق دائماً لمن يهذر أكثر، تكتب سوزان كتابها، وتذكرنا أن مجتمعاتنا تتجاهل كثيراً هؤلاء الصامتين،  فهم في نظرهم بلا قيمة، وقد أصبحت الانطوائية والميل الى السكوت مرضاً يتنصّل منه البعض، بل أننا لازلنا نمقت مجالستهم ونتهرب من مرافقتهم حتى وإن لم يكونوا معنا، استحضرنا سيرتهم واغتبناهم بكل ما لذ وطاب، ليظلوا مادة ثرية للسخرية التي لا تنتهي، مما دفع الكثيرين ممن يُفضلّون العزلة إلى التظاهر بالانطلاق ، وكأنها  تُهمة تستوجب النفي بسبب سوء تقدير من حولهم لهم.. وقد تجاهلنا أن أبرز  الأسماء القابعة في قائمة المبدعين والمفكرين، هم من تلك الفئة النادرة التي تعمل أكثر مما تتكلم.


 لذا مع كل صفحة كنت أبتسم، مستحضراً مواقف نمر بها في اليوم والليلة ألف مرة بشرقنا البائس. تذكرت تعليقاتنا التي لا نكف عنها مع قدوم أي حدث سياسي أو اجتماعي، وكأن البعض يُصر أن يترك بصمته الواهية من خلال صوتٍ عالٍ بلا علم ولا معرفة. وكأن الحياة بأسرها تحولت إلى مباراة كرة قدم، وأصبح كل فرد منّا مُعلّقاً على لقطة عن علم أو جهل، لا يهم كثيراً.. فقد تناسينا أن هذا هو الضجيج الذي يقتل!


وأنا أقرأ كتاب السيدة الموقرة سوزان، استحضرت كلمات زيجلر  المدوية، التي أطلقها ورحل كعادته تاركنا نغرق في حيرة، والتي أثبتت الأيام صدقها: ثُلث ما يتعلمه حاملي درجة الدكتوراه من علم يأتي من خلال دراستهم الأكاديمية فقط، أما الباقي فيكون حصيلة التأمل والمراقبة خلال سنوات عمرهم الباقية. لذا فليس كل متعلم مفكر.. فقط ابق متأملاً صامتاً لكثير من الوقت.

 

 في كل مكان ستجد من يُزايد ويُضيف صوته وإن كان نشازاً عن جهل بلا علم أو دراية، ستجد من يُغني علينا ويُشوش على أفكارنا ويُحاول جاهداً أن يترك فضلاته هنا زاعماً أنه يبني وهو في الحقيقة يهدم.. فليس كل صوت يُخلد وليس كل من قال آه أطرب ..


ليس بالصراخ يُنقش الأثر.. اطرب ودع بصمتك وامض، لا تضف رتوشاً على اللوحة كي تثبت وجودك، فالصوت العالي لم يكن أبداً دليل حضور وإنجاز.. كن على المنصة ولا تكن في الهامش وهذا لن يحدث صدفةً ولا بصرخة تائه ولا بافتعال المعارك وإحداث الضجيج، إنما بجهد وعمل وكفاح يليق بحلمك..

تعيش الكلمة الصادقة ويُخلد صاحبها، يبقى في وجدان الناس ويسكن ذاكرة قلوبهم، الضجيج الكاذب ربما يبقى لكن سيظل ملعوناً مُهمشاً في زاوية كئيبة.. سيعيش نكرة ويمضي نكرة.. ويموت في جوف الفراغ سراباً بلا معنى..


 زيج زيجلر وسوزان كين، يقولان لك، أن الصمت أحياناً كثيرة يكسب وأنه العامل الأهم في نجاحك. لكنك لا تستطيع أن تكون طيلة الوقت على المسرح والناس تُصفق لك. خلف كل صفحة ألف ساعة تحضير  وضغط وبحث، وراء كل ساعة شروق، معركة ليل هادئة ينتصر فيها الفجر الحكيم. الإنجاز لن يولد في الضجيج بل تتشكل ملامحه وسط غابات من الصمت ومن السكون. الانطوائية ليست عيباً، بل دليل نبوغ في أحيانٍ كثيرة.


راقبوا من تحبون فإن لمحتم سمة صمتٍ لا تؤلبوهم ولا تُقيموا الدنيا على رؤوسهم ولا تُقعدوها، ولا تندبوا سوء حظكم، ولا تنزعجوا بل زيدوا صمتهم صمتاً وكُفوا ألسنتكم عنهم.. فأجمل الإبداع يولد من رحم السكون الجميل. ألم يقل أستاذنا الراحل عبدالوهاب المسيري، رحمة الله عليه: " لا أقبل شيئاً على علاته، وهذا ما أصابني بداء التأمل".


كتاب "الصمت"، كتاب حياة، يجعل كل ما فيك ثائراً رغم كل دعوات السكوت التي تمتلأ بها أركانه. كتاب يجب أن يقرأهُ كل أب وأم، كل مسؤول.. كتاب ثري في طرحه، يقول لك في جملة ونصف.. كلما زاد الضجيج حولك، تعلم أن تصمت بوعي... حتى تتعلم أكثر، وتتأمل أكثر، حتى تنتج شيئاً وتترك بصمة مختلفة في هذا العالم المجنون الذي لا يكف عن الدوران. أمّا في ختامه، فكانت عبارة جميلة.. الحب شيء أساسي في حياتنا، لذا لا تهتم كثيراً بأن تكون نجماً اجتماعياً يُشار إليه بالبنان، فقط كن دائما بقرب من تحب، ومن تأنس روحك بمجاورتهم فهم أغلى ما في الحياة.. احرص على أن تجد دائرة راحتك حتى تُعطي بتميز دون توقف، حتى النهاية.

 

 درسٌ ثمين تختتم به السيدة سوزان كتابها،  وكأنها تذكرك أن الاختلاف واردٌ جداً بل واقع، لكن ليس المطلوب منك أبداً أن تكون نسخة مكررة بلا طعم ممن حولك، بل أن جُلّ روعتك تكمن في أمر واحد.. أن تعرف نفسك جيداً  ومن ثمّ تضعها في المكان المناسب وبالتالي تُنتج وتُبدع.. وتُحلّق. وكما يقول المثل الشهير " "بالنسبة للعالم ربما تكون فرداً واحداً، لكن بالنسبة لأحدهم فأنت العالم بأسره".

في زمن شح المشاعر، عانق من تحب وأولهم نفسك التائهة.. فالعمر أقصر مما نتصور !

 

دمتم ودام الوطن بألف خير،،،



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7


رئيس دولة مخطوف !

محمد جمال عرفة 


لم نسمع في العالم عن رئيس شرعي منتخب من 13 مليون مصري "مخطوف" منذ 20 يوما علي ايدي مجموعة ضباط انقلبوا عليه وسجنوه في مكان سري هو وقرابة 10 من مساعديه ومستشاريه ، ولا أحد يعلم عنهم شيئا .. ماذا جري لهم ؟ كيف يعيشون ؟ هل اطمأن أهلهم عليهم ؟ ما هي جريمتهم اذا كانوا متهمين ؟ وإلي متي يستمر اختطافهم ؟!!!.

لم نسمع في العالم عن رئيس دولة مخطوف ، ومع هذا تلتزم كل منظمات حقوق الانسان المصرية التي يسيطر عليها اليساريون والعلمانيون وتتقاضي ملايين الدولارات من أسيادها في الغرب لتقول ما يريدونه لا ما تريده هي ، الصمت ، ولم تصدر بيانا واحد تطالب ولو بمعرفة حالة الرئيس والاطمئنان عليه إبراء لماء وجهها العكر الذي فضحه الانقلاب ؟.

لم نسمع في أي دولة من دول العالم أن رئيس دولة أختطف هو طاقمه الرئاسي والعاملين معه ووضعوا في سرداب .. وخصومه السياسيين من (معارضة حمادة) مثل البوب وصباحي وموسي وباقي أنتيم "عشاق البيادة" ، يقفون صامتين يضحكون شامتين ومبررين لهذا الخطف ما يؤكد أننا في أشد عصور الانحطاط السياسي والأخلاقي .

لم نسمع في العالم أن رئيس دولة عربية منتخب مخطوف .. ورئيس جامعة الدول العربية نبيل العربي يبارك اختطافه، ويمر بنفسه علي الدول الأجنبية ليزف إليهم نبأ اختطاف الرئيس ، نافيا أن ما حدث انقلاب عسكري ؟!.

لم نسمع في العالم أن رئيس دولة منتخب انتخابا حرا ، ولم يتنازل عن منصبه ، "مختطف" منذ 20 يوما ، والأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية الحقوقية أو التي تدافع عن المخطوفين حتي ، "صامتة" أصابها الخرس وكأن شيئا لم يكن !!.

قبل الانقلاب واختطاف الرئيس محمد مرسي بشهرين ، سمعت من صديق علي صلة وثيقة بأحد ضباط المخابرات ، أن تصورهم لمستقبل الرئيس مرسي هو أنه سيتعرض لعملية اغتيال (لم يقل من الذي ينويها) لإصراره علي البقاء في منصبه وحماية (الدولة المدنية) التي هي المكسب الوحيد لثورة 25 يناير بعد انهاء حكم العسكر .

وقتها استغربت ، وقلت لصديقي : وماذا قلت لرجل المخابرات ؟ قال لا شئ ، فقد فهمت أن هناك من يدبر للرئيس مرسي أمرا سيئا أو أن هذه تكهنات .. ولكني لم أتصور أن يتم اختطافه علنا أمام العالم ووضعه في سرداب والعالم يتفرج !.

قبل هذا قال الباحث محمد مسعد ياقوت، أن هناك معلومة تشير لأن هناك تعاونا بين أعضاء جبهة إنقاذ مصر وفى مقدمتهم محمد البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى، وبين ما أسماهم أعضاء «الخلية الخليجية» للإطاحة بالرئيس محمد مرسى أثناء اعتصامات قصر الاتحادية الماضية تنتهي بخطف الرئيس للتخلص منه ، وسخر كثيرون منه وقتها مستبعدين هذا ، ويبدو أن ما قاله الرجل تحقق بالفعل ولكن عبر انقلاب عسكري بعدما فشل اقتحامهم لقصر الاتحادية حينئذ و"شرطة مبارك " تقف متفرجة بينما اليوم تستأسد علي المتظاهرين السلميين وتقتلهم وتعتقلهم لأنهم من مؤيدي مرسي !.

هؤلاء المتحذلقون – ومنهم للأسف أساتذة علوم سياسية فاشلون - الذين يقولون أن الرئيس مرسي "معزول" ، كاذبون ويحاولون غسيل مخ الشعب المصري في إعلامهم .. إعلام البيادة .. بدعاوي أنه "الرئيس المعزول" ، بينما هو "مخطوف" لم يستقل ولم يتنحي .. ولو فرضنا صحة أكاذيبهم بأنه "معزول" فمن الذي عزله ؟ أليس هو الفريق السيسي وصفته هنا عسكرية ؟ فماذا نسمي هذا العزل القصري للرئيس الشرعي سوي أنه "إنقلاب عسكري" !!.

الافارقة الذين كنا نسخر منهم ونقول أنهم بدائيون ولا يعرفون الحضارة ، كانوا أكثر تحضرا من الغرب المنافق الذي أيد الانقلاب وخطف الرئيس .. الافارقة قالوا أن هذا انقلاب واختطاف لرئيس منتخب وجمدوا عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي ، أما عشاق البيادة فسارعوا لمباركة الاختطاف للدولة الديمقراطية وللرئيس المنتخب علي السواء .

الرئيس المخطوف مرسي معزول عن العالم ولا يعلم عن أمر أسرته ولا شعبه شيئا ، وأظنه سعيد بخلوة رمضان للصلاة والاعتكاف التي لم يكن يحلم بها لو كان لا يزال يمسك بالسلطة الان ، وهو بالتأكيد لا يعلم ما يجري في الشارع من غليان وقتل لأنصار الشرعية المطالبين بإنهاء الانقلاب وعودته لممارسة مهامه ، ومع هذا فهو صامد في محبسه أمام التهديدات المتتالية له من قادة الانقلاب ومُصر علي الشرعية كي تتعلم الأجيال المصرية المقبلة مبدأ الثبات علي الحق والرجولة الحقة ، أما الانقلاب فإلي زوال طالما هناك صمود في الميادين من الثوار الحقيقيين ، حتي ولو سانده عشاق البيادة .


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق