29‏/07‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2784] صنداي تايمز: "الصقيع يحيط بالربيع المصري"+الليبراليون والملك فهد


1


محاولة أخيرة لإنقاذ مصر

محاولة أخيرة لإنقاذ مصر

عطاء الله مهاجراني



 - 29/07/2013 - 01:00:00
قال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحافيين الأسبق، إن «المصريين لن يقبلوا بأي شكل من الأشكال عودة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الحكم، لذلك لا بد أن يكون النزول غدا (يوم الجمعة 26 يوليو (تموز) نزولا جادا؛ ليؤكد الشعب مسؤوليته عن القرار بتفويض المؤسسة العسكرية، وأن دور القوات المسلحة هو حماية الإرادة الشعبية».

وأضاف مكرم في تصريحات لبرنامج «بث مباشر» على قناة «سي بي سي»، أن «جماعة الإخوان المسلمين نجحت في اختراق الصحف والإعلام الدولي، بينما لم يستطع الشعب المصري توصيل الصورة الكاملة بأن ما حدث كان ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا كما يدعي البعض».

وأشار إلى أن «دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، المواطنين إلى النزول يوم الجمعة والاحتشاد بالميادين، هو محاولة أخيرة لإنقاذ مصر من حرب أهلية».
على الجانب الآخر، اختار فهمي هويدي عنوانا مثيرا - طبول الحرب الأهلية - للمقال الذي نشر يوم 25 يوليو، ذات اليوم الذي تكلم فيه مكرم محمد أحمد على قناة «سي بي سي». ناقش كلا الصحافيين الكبيرين الحرب الأهلية، لكن كلا منهما كان له رؤيته الخاصة. فيرى مكرم أن إعلان الفريق السيسي هو المبادرة الأخيرة لإنقاذ وحماية مصر من الحرب الأهلية، لكن هويدي يعتقد أن الإعلان في الواقع ليس إعلانا عن الحرب الأهلية.
إن جميع المصريين، بما في ذلك الجيش والدولة، والأحزاب (وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين)، والقادة الدينيون، والمسلمون والأقباط، والنخب والكتاب والفنانون، والصحافيون، بحاجة أكيدة إلى التدبر في الخطوات التي يتخذونها وأن يضعوا في اعتبارهم أن مصر في عشية كارثة لا يمكن تصورها.
يحتاج كل هؤلاء إلى تدبر ما حدث في سوريا، وأن يسألوا أنفسهم عما إذا كانوا سيتحملون تجربة مروعة مماثلة.
إنني أدعو ليل نهار في رمضان الكريم، من أجل مصر الحبيبة. وأنا أقول لنفسي إن هذه هي لعنة الفراعنة!
مشكلة التجبر تبقى مشكلة على الرغم من العبر التاريخية. يروي القرآن عن فرعون أنه رأى في نفسه إلها. فيقول القرآن الكريم في شأنه «فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى»، (النازعات).
لسوء الحظ، فإن حكم وتصريحات وأفعال جماعة الإخوان المسلمين كانت جميعها تنحو منحى متجبرا. فقد وقفوا ضد الجيش، المؤسسة التي تحظى باحترام جدا في مصر، وكانوا ضد النظام القضائي، ووسائل الإعلام، ونظام الحياة في مصر. ويستخدم القرآن مصطلحا بالغ الدقة في وصف أسلوب الحكم في زمن فرعون، فيقول الله عز وجل «وما أمر فرعون برشيد»، (هود 97).
والأمر هو أسلوب الحكم، كما في قوله تعالى «وشاورهم في الأمر»، (آل عمران 159).
ويستخدم تفسير الكشاف للزمخشري تفسيرا بالغ الدقة عن التخويل بالسلطة في سورة هود، فيقول وما أمره بصالح حميد العاقبة. ويقول الإمام فخر الرازي «أي بمرشد إلى خير».
أريد أن أقول نقطتين بسيطتين لمرشد «الإخوان»: أولا، عندما كانت حكومتكم في سدة الحكم، للأسف مصر لم تزدهر ولم تحرز تقدما كبيرا. ثانيا، البرنامج الخاص بكم - مقاومة الانقلاب - كما تسمونه، سيمثل بداية حرب أهلية في مصر. هل رأيت مظاهرة الإسكندرية يوم الجمعة 26 يوليو؟ لماذا لا تعدون حزبكم للمشاركة في انتخابات جديدة بدلا من ذلك؟
إن تقسيم الشعب من مصر إلى فسطاطين، أحدهما في ميدان التحرير، والآخر ميدان رابعة العدوية، وقتل الأبرياء، ولا سيما الشباب، ليس هو الحل. كان «الإخوان المسلمون» يرون منذ فترة طويلة أن «الإسلام هو الحل»، عظيم! هذا يعني أن نبينا محمدا هو سيدنا وأفضل مثال نتبعه. عندما كان النبي يتحدث مع مشرك قال: «وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون، قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم»، سورة سبأ.
لماذا استخدم نبينا الكريم كلمة «أجرمنا» لنفسه، وكلمة «تعملون» للكافر المشرك؟ لأنه كان يقود المجتمع إلى الازدهار، لا إلى نزاع لا نهاية له. كان الرجل الأكثر تواضعا في وقته، لم يكن الشخص المتغطرس الذي يعتقد أنه يحمل الحقيقة المطلقة.
ولاختصار القصة الطويلة، أعتقد أن «الإخوان المسلمين» بمقدورهم إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح عبر دعم الحكومة المؤقتة، والاستعداد للمشاركة في انتخابات جديدة، وإنهاء حالة استقطاب الشعب المصري، وإنهاء لعنة الفراعنة.
على الجانب الآخر، بعد تأسيس الحكومة المؤقتة وبعد أن بدأت مهامها، أجد إعلان الفريق السيسي والذي يدعو الناس إلى النزول إلى الشوارع مثيرا للشكوك إلى حد بعيد. فالكل يعلم أن هذه الدعوات هي بمثابة سيف ذي حدين، حيث سيلجأ الطرف الآخر إلى دعوة أنصاره للنزول إلى الساحات والشوارع أيضا. وهذه المنافسة التي لا نهاية لها تــــؤدي إلى قتل الأبرياء، وتدمير الاقتصاد، خاصة السياحة، وبالتالي فإنه سيتم إنشاء العداوة والبغضاء بين الناس، والأحزاب والنخب والحكومة.
يساورني اعتقاد في بعض الأحيان أن منطقتنا تعيش وضعا سياسيا واجتماعيا معقدا للغاية، كانت هناك ثلاثة جيوش قوية: العراق، سوريا، ومصر. كانت هناك ثلاث دول كبيرة، وكانت مصر، ولا تزال، قلب الدول العربية. إذن فما الخطأ الذي وقع في مصر؟ هل يريد المصريون تدمير بلادهم وخلق سوريا أخرى؟ أليس في تجربة سوريا من الدروس ما يكفي لكل الدول الإسلامية والعالم الإسلامي؟ هل تريدون أن نخلق موقفا تكون فيه إسرائيل أقوى دولة في منطقتنا؟ ليس سرا أن بنيامين نتنياهو وشيمعون بيريس، يدعيان أن على إسرائيل أن تكون دولة محورية في المنطقة، على غرار وضع أميركا في العالم. في كل مظاهرة، يمكن لبعض المجهولين إطلاق النار وقتل المتظاهرين من الجانبين. قد لا يكون مطلق النار مصريا، وقد يكون عدوا للبلاد. قد يريدون بدء حرب أهلية في مصر. هذا هو صوت حرب أهلية، يجب أن ندرك حقيقة أن ما جرى في الإسكندرية يوم الجمعة، 26 يوليو، كان بداية لكارثة لا نهاية لها، وهو ذات الشيء الذي يشعر فهمي هويدي بالقلق إزاءه.
.........
الشرق الاوسط






مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



1000 عام من العزلة


جمال خاشقجي


في بيت بسيط، بمنطقة الحدود الباكستانية - الأفغانية، جلست على الأرض أمام مولوي يونس خالص - رحمه الله، عالم دين أفغاني تحول إلى قائد عسكري أسأله عن الديموقراطية والانتخابات، الزمن كان نهاية 1989 عندما كان الأفغان وحلفاؤهم في إسلام آباد والرياض يبحثون عن الطريقة المثلى لختم الجهاد الأفغاني بانتصار مشرف ونهاية سعيدة، يتحقق بها السلام والوفاق والرخاء لكل الشعب الأفغاني بعد هزيمة السوفيات هناك.

الخريطة السياسية الأفغانية كانت بسيطة جداً، تعتمد على القوة والمال والسلاح والحشود والعلاقات الخاصة مع مختلف الجهات الاستخبارية الإقليمية، وإذ إن كل هذه العناصر متاحة للجميع، إذ تشكل بضعة أحزاب أفغانية يزعم كل منها أنه الأقوى وأن زعيمه هو الأحق بالقيادة والصدارة.

النتيجة كانت خلافاً مزمناً بين القادة الأفغان، تتقطعه اشتباكات بين «الحشود» أو اغتيالات غامضة، مع ما يتبع ذلك من عجز عن تحقيق «النهاية السعيدة» للجهاد الأفغاني.

لم تكن في أفغانستان ثقافة «انتخابات»، فكانت أدوات الحشد والزعامة هي الأدوات التقليدية القديمة، الجهوية والقبائلية والمذهبية والعرقية، وأضيفت إليها الحزبية العقائدية بدخول الإسلام السياسي إلى الساحة، ولكنه تشظى هو الآخر إلى أحزاب عدة.

فاقترح أحدهم «الانتخابات» حلاً، ولكن كيف؟ ومن يجري الانتخابات في بيئة لم تجربها من قبل وفي بلد ممزق؟ كما أن قلب الدين حكمتيار الذي دعا إليها وهو أحد قادة الأحزاب، لم يكن محل ثقة الجميع، فهو متعطش إلى السلطة، ولا يتردد في استخدام «إجراءات استثنائية» لحسم خلافه مع الآخرين، كالاغتيال مثلاً.

ولكن كانت ثمة أسئلة جوهرية أعمق حول الانتخابات والديموقراطية، وهو ما سمعته من مولوي يونس خالص عندما قال منتقداً مبدأ الديموقراطية الأصيل وهو التصويت: «كيف يتساوى صوت العالم الفاضل مع صوت الفاسق الفاجر؟»، كان السؤال مثل المكان من حولنا ينتمي إلى عالم ماضٍ، لا علاقة له بالحاضر سوى مدفع الدوشكا في ركن من السطح الذي جلس بجواره في غير وضع تأهب مقاتل، بعمامة ضخمة على رأسه، يطل على الوادي، إذ لا يزال على الجهة المقابلة بعض من جنود الحكومة المنهكين بعد حرب استمرت عقداً كاملاً.

لم يتفق الأفغان على إجابة عن سؤال عالم الدين الذي تحول إلى مقاتل، فلم يعتمدوا الانتخابات أداة لحسم خلافاتهم، فمضوا يقتتلون حتى يومنا هذا.

يونس خالص لم يدرس في السوربون، ولم يعمل في منظمات دولية، إنه عالم دين درس في المدرسة الحقانية التي تخرج فيها معظم قيادات «طالبان»، وهي تقدم حلولاً بسيطة مباشرة لمشكلات العصر الحديث تدور حول ثنائية «حلال وحرام»، مع أقل القليل من الاجتهاد والتفكر والتبصر، فكانت النتيجة فشل «طالبان» وصراعات لا تتوقف في أفغانستان.

نعود لعالمنا العربي «المتطور» نسبياً إلى أفغانستان، حيث القوى الليبرالية والحقوقية التي طالما دعت إلى الديموقراطية وحقوق الإنسان، ولكن من الواضح وبعد 30 شهراً مما اعتقدنا أنه ربيع العرب، أن الديموقراطية في أسوأ أحوالها، فالنخب الحاكمة تتوجس منها (أو بالأحرى من نتائجها)، والقوى المهمشة تكاد تفقد الثقة بها.

ولكننا سنقتنع يوماً أن الديموقراطية هي أحسن أسوأ الأنظمة، كما قال ونستون تشرشل، وبالتالي هي الأفضل في «الجمهوريات العربية» التي تقول إنها تحتكم بها، من أي بديل آخر مثل الانقلاب العسكري الذي يقوده «الضابط الوطني الحريص على أمن الوطن والشعب، والذي سيقود البلاد نحو المسار الديموقراطي الصحيح».

فالضابط الوطني سيعمد دوماً إلى إجراءات استثنائية، ذلك أنه ابتدأ عهده «الموقت» بإجراء استثنائي وهو الاحتكام إلى القوة وليس الدستور. مشكلة الإجراءات الاستثنائية أنها تحتكم إلى المصلحة والسياسة، وكثيراً ما يبرر «نبل المقصد» اتخاذ قرارات خارج القانون، وكل ذلك يعقّد المسار ويفتح الباب على مشكلات جديدة، كما أن نتائج الإجراءات الاستثنائية غير مضمونة ولا متوقعة، فالدعوة إلى تظاهرة لدعم الإجراء قد تمر بسلام ونصر وتمكين، وقد تنتهي بمقتلة تفتح جرحاً في جسد الوطن والشعب لا يندمل.

الديموقراطية قد تفرز الرئيس الخطأ، أو برلماناً غير متوازن، ولكن بها آليات مضمونة لتصحيح ذلك تصل حتى عزل الرئيس أو حل البرلمان، ففي الديموقراطية هناك دوماً «الفرصة الثانية»، ولكن الفرصة الثانية في زمن الإجراء الاستثنائي يملك قرارها «الضابط الوطني»، وهو فرد معرّض للخطأ والصواب، والتأثر بمن حوله وما حوله.

يجب أن يعود الجميع إلى السؤال الكبير الذي طرح في بدايات الربيع العربي، لماذا توجهت أعاصيره نحو الجمهوريات، ومرت كريح طيبة على الملكيات؟ إنه العقد الاجتماعي هناك، الذي نصّ على أن «الشعب هو مصدر السلطات»، ثم اكتشف الشعب أن «الضابط الوطني» هو مصدر السلطات فشعر بغبن شديد، فثار في لحظة تاريخية من الصعب القول إنها انتهت ومضت.

إذاً للديموقراطية موقع أساسي في العقد الاجتماعي، لكنها تعرّضت لتشويه شديد في عالم العرب بعدما حولتها أنظمة ما قبل الربيع إلى «ديكور»، ولكنها تتعرّض اليوم لتشويه أشد وأمضى على أيدي القوى الليبرالية والعلمانية العربية، بعدما رأت أنها تصب في مصلحة الإسلام السياسي، فتخلت عن «نقائها الثوري»، وباتت مستعدة لقبول ديموقراطية مقننة، فهل الإسلام السياسي هو مشكلة الديموقراطية في العالم العربي؟ أم أن ثمة ثقافة استبدادية كامنة في العقل العربي؟ إنها أسئلة افتراضية من العبث إثارتها أو الإجابة عنها، فلا الإسلام السياسي سيختفي، ولا الاستبداد سيسود مرة أخرى.

ولكن الأكيد وحتى إشعار آخر أننا سنتعلم الديموقراطية بالطريقة الصعبة، بالخطأ والصواب والتجارب المريرة، نتواجه بالحشود، نجرّب الديموقراطية المقننة والإقصاء والتزوير، مقابل صحوة ترفض كل ذلك، تثابر وتناضل، تساعدها قوة التاريخ، إنها القوى الحالمة نفسها التي خرجت في تونس واليمن ومصر قبل عامين ونصف العام، اليوم هي مثخنة بجراح وإحباطات، بعضها جاء من الإسلام السياسي وتخبطاته وعدم نضجه، والبعض الآخر من الدول العميقة التي تأبى أن تستسلم وتمضي، والبعض الآخر نتيجة طبيعية لتخبط من خرج يتلمس طريقه بعد 1000 عام من العزلة.
.......
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



جبهة من؟ لإنقاذ ماذا؟


أبو يعرب المرزوقي

منزل بورقيبة في 2013.07.29


 

سؤالان لا يقبلان الفصل أحدهما عن الآخر: جبهة من؟ لإنقاذ ماذا؟ والجواب يقيني في ما يخص مصر لأن أصحاب الجبهة بذواتهم وأفعالهم أجابوا عنهما الجواب الشافي والكافي: جبهة المنتسبين إلى دولة الفساد والاستبداد لإنقاذ المزايا التي كانت لهم في العهد السابق والمشروطة بالتبعية للمستعمر الذي هو في هذه الحالة أمريكا وإسرائيل. لكن لو اكتفينا بالقياس على ما جرى في مصر لمعرفة ما يراد لتونس لكان جوابنا عرضة لتهمة الحكم على النوايا بخصوص ما يراد إنقاذه ولعيب عليه التقويم التحكمي لأصحابها عدم الاستناد إلى الأفعال والاكتفاء بالأقوال بخلاف الحال في مصر.


لكننا سنبدأ محاولتنا بالقياس الشكلي وننهيها بالأدلة المضمونية على ما نستمده من القياس بما نستقريه من الأفعال لا من الأقوال أو النوايا في جبهة الإنقاذ المقترحة لتونس. فلو انطلقنا مما يقوله أصحاب جبهة الإنقاذ في مصر وقياسا عليهم في  تونس جبهتها للإنقاذ لكان الأمر قابلا للرد إلى المزايدة على غيرهم في أمرين:


تمثيل قيم الثورة التي يدعون أن من يحكم الآن ركب على الثورة ولا يمثلها.

السعي إلى تحقيق أهدافها التي يدعون أن من يحكم اليوم قد خانها تماما.


ولو لم يحصل ما حصل في مصر لكان الأمر قابلا حتى في مصر لأن يعد مجرد ظاهرة سياسية تنتج عن الإفراط غير القاصد للضرر بالثورة أو لمعاداتها. وكان يمكن أن تعتبر ظاهرة ناتجة عن سبب عرضي هو عدم مراعاة ظروف البلاد وإمكاناتها المؤسسية والاقتصادية أمرا طبيعيا يترتب على الحرية المفاجئة وعدم التعود على العلاج المتدرج. ومن ثم فهي ظاهرة طبيعية بعد ثورة مفاجئ. فالأمر قد لا يتعدى كونه نوعا من الغلو في منطق المساومات السياسية:


لكن ما حدث في مصر ألغي مثل هذه الفرضية التي تسم الظاهرة بالبراءة من التآمر على الثورة أو من التعبير عن الثورة المضادة. فهو قد بين أمرين بخصوص أصحاب الجبهة ومطالبها الإنقاذية لم يعد من الممكن المجادلة في دلالتهما الانقلابية على الثورة حتى وإن كانت الحجج المستعملة لتبريرها هي تصحيح مسارها. فأحداث مصر الانقلابية بينت أن أصحاب الجبهة ثلاثة أصناف:


 1-فالجل منهم دمى يحركها من خلف من نعلم ما يريدون إنقاذه ومن هم: إنهم أجهزة الدولة التابعة التي تحركها القوة الاستعمارية وفي حالة مصر أمريكا وإسرائيل وعملاؤهما من العرب.


 2-وقلة منهم هم من يمكن وصفهم بالطامحين سياسيا مع غلو دليل توهم الأهلية المبالغ فيها في الأغلب عند شيوخ السياسة في العهد السابق يريدون المحافظة على حصة من السلطان في النظام الجديد.


 3-وأخيرا بعض الشباب الطموح الذي ليس له الصبر على ضرورات البناء البطيء لشروط الخروج من الاستبداد والفساد.


والمطالب يمكن تعريفها بالرسم إذا اقتصرنا على دلالتها السطحية من منظور يقتصر على العوامل الداخلية والظرفية دون الكلام على المحركات البنيوية للجيواستراتيجيا الاستعمارية التي تحاول إبقاء وضع أقطارنا التابعة على ما هي عليه بحيث ينبغي أن يكون الحكم بعد الثورة من جنس ما كان عليه قبلها: دويلات تابعة تعيش بالصدقات ولا تفكر أصلا في البحث عن شروط القيام المستقل. فهي عند الغفلة عن هذا العامل الدولي والاقتصار على سطح الاحداث قابلة للرد جميعها إلى مطلب وحيد: عودة الدولة الخادمة لهذه المعاني الثلاثة التي صنفنا بمقتضاها أصحاب الدعوة إلى الإنقاذ.


ومن ثم فهي إنقاذ الوضع السابق وإعادته إلى ما كان عليه. أما المخفي أعني سعي المستعمر لمنع التفكير في تحقيق شروط التحرر من التبعية أعني المشروع الأصلي للربيع العربي ومحاولة دفنه فذلك هو ما سيتبين المقصود بالإنقاذ: إنقاذ المشروع الاستعماري من آثار الربيع العربي الذي رمز إليه الرئيس الرمز بحرية الإرادة في الغذاء والدواء والسلاح وكلها مشروط بتجاوز الحجوم القطرية تماما كما فعلت أوروبا لتتحرر من الاستعارين الأمريكي والسوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية. لكن ذلك لا يمكن أن يجند الطفرة الثورية ذاتها ضد ذاتها إلا بحيلة السعي لتصحيح مسار الثورة التي تحتاج فعلا للتصحيح من المخلصين من أبنائها. فكان لا بد إذن أن تلبس الثورة المضادة لبوس الثورية بل المزايدة عليها. فيصبح المعلن عكس المضمر: مقاومة المقصرين في تحقيق أهداف الثورة وقيمها.


فالغلو في الحرية يذهب إلى حد نفي كل نظام

والغلو في الكرامة يذهب إلى حد التعطيل التام للآلة الاقتصادية

والتخريب النسقي يجعل غياب الخدمات أداة التجييش الأساسية للثورة على الثورة وذلك باستغلال نفوذ الدولة السابقة في الإدارة والخدمات.


وكل ذلك له أداة واحدة هي استعمال أجهزة الدولة السابقة ما ظهر منها وما خفي في المستويين المقومين للدولة أعني:

 أدوات الحكم أي الأمن والعدل والإعلام والإدارة.

وأدوات الخدمات أعني شروط الحياة العضوية خاصة.


 وكل ذلك يسير التحريك بسبب خوف العاملين فيها من الثورة التي يشعرون بأنها تهدد امتيازاتهم السابقة. وعلة خوفهم هو فقدان ما كان يدره عليهم الفساد والاستبداد من ثمرات مباشرة وغير مباشرة أعني ما يكاد يصبح أخلاقا عامة في كل المصالح العامة تابعة للدولة كانت أو خاصة.


                       الاستراتيجية الاستعمارية


ذلك هو التعريف السطحي للظاهرة التي تسمى جبهة إنقاذ في مصر. ومن جنسها ما نراه يتكون في تونس. وقبل ذلك في الجزائر خلال العقد الأخير من القرن الماضي. ولا أظن أحدا يخفى عنه أن الظاهرة في تونس لها نفس الخصائص بسبب نفس العلل. لكن لا شيء يدل على صحة هذا القياس إذا بقينا في سطح الأحداث لأن التماثل العرضي لا يفيد بالضرورة وحدة الغاية بين الحالتين. لذلك فالبحث في العمق بات ضروريا. فإذا غصنا إلى أعماق الظاهرة لم يبق الأمر مجرد وجه  شبه بل هو وحدة الحقيقة. فما تبين في مصر بعد الأحداث الانقلابية محددا لطبيعة الظاهرة في العمق تبين في تونس حتى قبل الأحداث الانقلابية التي ما زالت في طور جنيني. ولهذا العمق علامتان تدلان على ما يجري فيه:


العلامة الأولى داخلية: هي عودة الرموز التي كانت تقود دولة الاستبداد والفساد للصدارة بل وللتحريك البين والواضح والجرأة المتعاظمة يوما بعد يوم بسبب الاستناد إلى ما وصفنا من أخلاق عامة هي الاستبداد والفساد مصدرا لتأييد هذه الرموز في مسعاها لاسترداد الوضع السابق. وهذا لم يحصل بسفور في مصر إلا بعد الانقلاب. أما هنا فهو سافر قبل محاولات الانقلاب.


العلامة الثانية خارجية: عودة التدخل السافر للمستعمر بالتأييد بعد الحدث الانقلابي وبالنصح العلن قبله وبالتآمر المتواصل الذي لا يكاد يتستر بسبب لجوء الجميع إليه حكما ومصدر استرزاق. والاسترزاق صنفان: للمسترزقين ذاتهم ثم أداة لإعالة دولا فاشلة تعيش على السؤال. وهذا أيضا لم يصبح بالسفور التام في مصر إلا بعد الانقلاب. أما عندنا فهو سافر من اليوم الأول للثورة.


وفي جملة واحدة فإن ما يراد إنقاذه هو:


1- دولة الاستبداد والفساد داخليا وعلة وجودها خارجيا أعني

2-المحافظة على أصل التبعية في المعاش أعني حصر الربيع العربي في القطرية حتى لا يفكر أحد في وضعها موضع سؤال.


وبذلك يصبح ما اعتبرته أوروبا شرطا لعودتها للساحة الدولية بتحقيق شروط الاستقلال ومن ثم شروط القوة غير التابعة حلالا على الأوروبيين وحراما على من عداهم بل إن عكسه هو الواجب. ذلك أن من شروط قوة أوروبا أن تتحد هي وأن يتفرق من يجاورها حتى يسهل استعماره بالعملاء من أبنائه سواء كانوا من الواعين بذلك أو من المغفلين الذين لا يرون البعائد لغرقهم في القرائب.


وبذلك يتبين أن المعركة هي عين معركة الاستقلال التي يستأنف الربيع العربي بجد طلب شروط التحرر من التبعية. وإذن فما يراد إنقاذه هو الشروط التي تحافظ على مصالح المستعمر وتوابعه وليس الأوطان ومصالحها. فيكون تعريف جبهة الإنقاذ في الحالتين المصرية والتونسية بقصد من بعض أصحابها المحركين للعملية وبغير وعي من البعض الآخر المغرر بهم قابلا لهذه الصياغة في جملة  قصيرة:


ليست جبهة الإنقاذ شيئا آخر غير جبهة أخلاف الحركيين أو المتعاونين مع الاستعمار في حربهم على محاولة الربيع العربي تحقيق شروط الحرية والكرامة بحق أعني شروط التحرر من التبعية التي هي أساس تواصل الاستبداد والفساد. ومعنى ذلك أنهم لو كانوا معاصرين لحرب التحرير ضد الاستعمار التوطيني المباشر لكانوا إلى جانب المعمرين وجنود الاحتلال.  لذلك فالمتوقع أن يكونوا في النهاية من مصاحبيهم في عيد الجلاء النهائي للاستعمار من الوطن العربي والعالم الإسلامي في المعركة الأخيرة من هذه الحرب التي دامت قرنين.

 

 




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


صحف غربية

الاندبندنت: لا يمكن إعفاء الجنرالات من المسؤولية في "مذبحة القاهرة"

تضاربت الأنباء حول ملابسات وأعداد قتلى أحداث العنف الأخيرة في مصر

احتل الشأن المصري صدر معظم صفحات الرأي والتعليق في الصحف البريطانية الصادرة الأحد حتى أن بعض الصحف أفردت لها صفحات تغطية خاصة.

ففي مقال كتبه روبرت فيسك في صحيفة الإندبندنت اون صنداي بعنوان " إطلاق النار على رؤوس المتظاهرين عدا واحد فقط أصيب في ظهره". وجاء العنوان الجانبي للمقال ذاته "كل القتلى من الإخوان المسلمين ولم يقتل شرطي واحد".
ويقول فيسك إن أيمن حسين كان ملقى بجوار الحائط، بينما كتب اسم خالد عبد الناصر بالحبر الاسود على كفنه.
ويضيف فيسك أنه كان في الغرفة الغارقة في الدماء 37 جثة، وكانت الدماء تلطخ ثياب الطبيب.
ويقول فيسك إن المستشفى الملحق بمسجد رابعة العدوية مكتظ بالنساء والرجال المنتحبين، وكان الكثير منهم يتحدث عن الله، حيث قال احدهم وهو يكفكف دموعه "كان الله في عون الواقفين في الخارج في الشمس. نحن هنا في الظل" في إشارة إلى المعتصمين منذ اطاحة مرسي 3 في يوليو/تموز.
ويقول فيسك إن معظم القتلى حملوا آثار إصاباتهم بإعيرة نارية على رؤوسهم وعيونهم، وبعضهم اطلقت النار على صدره.
وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين تقول إن رجالها غير مسلحين، وهو ما قد يكون صحيحا، "على الرغم من أن الرجل الذي يحرس مرآبا للسيارات الذي رافقني إلى المستشفى كان يحمل كلاشنيكوف".
ويقول فيسك إن لا أحد ينحي باللائمة في القتل على الجيش أو على الجنرال عبد الفتاح السيسي، ولكن هذا لا يعفيه من المسؤولية عن كونه "قائد الانقلاب" الذي طلب تفويضا من المصريين لحربه على "الارهاب".
ويضيف فيسك إن عدم لوم الجيش لا يعفي السيسي ايضا عن "مسؤوليته كأب"، ويضيف أن الجنرال "لديه ثلاثة أولاد وبنت واحدة، ولكن الـ 37 قتيلا الذين رأيتهم هم أيضا ابناء مصر، الذين يستحقون التعاطف".

صنداي تايمز: "الصقيع يحيط بالربيع المصري"

ومن صحيفة صنداي تايمز نطالع افتتاحية بعنوان "الصقيع يحيط بالربيع المصري"
ويقول المقال إنه من الصعب التصديق إنه مر اقل من شهر منذ اطاحة الجيش حكومة الرئيس المصري محمد مرسي، ومن الأصعب إيجاد مخرج للفوضى في مصر.
وتقول الصحيفة إن ملابسات اطلاق الجيش النار على المتظاهرين المؤيدين لمرسي لم تتضح بعد، ولكن المعلوم أن الجنرال السيسي الذي طلب تفويضا لمكافحة "الارهاب" عاقد العزم على "القضاء على" الإخوان المسلمين.

صنداي تلغراف:اطاحة الجيش بمرسي "مقامرة" غير محسوبة العواقب


"قواعد لعبة مبارك"

وصفت اطاحة الجيش بمرسي "بالمقامرة" غير محسوبة العواقب

وصف هيو مايلز الكاتب في صحيفة صنداي تلغراف مزاعم قتل الجيش المصري مؤيدي مرسي بأنه مقامرة خاضها جنرالات الجيش تشي بزيادة احتمالات تحويل نزاع القوى في مصر إلى صراع دموي.
وقال مايلز أن المقامرة ذات الحدين بدأت باطاحة أول رئيس منتخب للبلاد، لكن قادة الجيش لم يكتفوا بذلك بل ناصبوا مؤيديه العداء ولم يسعوا إلى تسوية تذكر مع من يدينون بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي.
وأضاف أن المشاهد الدموية لقتلى أحداث السبت تفيد بأن الجيش المصري اختار أن يلعب سياسيا بالقواعد القديمة ذاتها التي اتبعها نظام مبارك قبل وأثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي انتهت باطاحته بعد أن أثار التعامل العنيف مع مناوؤيه التعاطف في الداخل والخارج.
لكن مايلز شدد على أن المشهد في مصر تغير كثيرا بعد الربيع العربي، وأن المصريين لم يعودوا كما كانوا من قبل، وبالتالي فإن مخاطرة الجيش باستخدام القوة المفرطة أو اقصاء الإخوان المسلمين في اي انتخابات مقبلة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة قد تحرق البلاد.

الأوبزرفر: موغابي و"تعطش للسلطة"

يسعى موغابي إلى تمديد فترة حكمه التي استمرت 33 عاما

وبعيدا عن الشأن المصري، اهتمت الصحف البريطانية ومن بينها الأوبزرفر بخوض رئيس زيمبابوي روبرت موغابي التي وصفته بأنه طاعن في السن ومتعطش للسلطة للانتخابات الرئاسية.
وقارنت الصحيفة بين موغابي والزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، حيث قالت إنه في الوقت الذي يجمع بينهما قيادة حركات تحررية في أفريقيا وايصالها للسلطة، فأنه في الوقت الذي تخلى مانديلا من السلطة بعد 5 سنوات فقط يسعى موغابي لتمديد حكمه الذي استمر 33 عاما.
لكن ورقة موغابي الرابحة بحسب الأوبزرفر تتمثل في استعداد موغابي لتحدي معارضيه والغرب، الذي يسعى للاستقرار الذي قد تفتقده زيمبابوي نظرا لكبر سن موغابي الذي تخطى 89 عاما، إضافة إلى قدرته على اعادة تقديم نفسه للناخبين (بحلة جديدة) حيث يرى مراقبون أنه قادر على الصمود.
وأضافت الأوبزرفر أنه من الأرجح أن يفوز موغابي الذي يعتبر بطلاً في اوساط الناخبين في الارياف،على خصمه مورغان تشانجيراي، ليصبح على رأس هرم السلطة في البلاد التي قادها إلى الاستقلال في 1980 ثم الى شفير الحرب الاهلية في 2008.
وترى الصحيفة أن فوز موغابي في الانتخابات التي ستسير بشكل سلمي في الغالب قد يغير كثيرا من الحسابات الدولية في التعامل معه كشخص منبوذ، بيد أنها ألمحت إلى أن سلمية الانتخابات قد لاتعني بالضرورة نزاهتها.
...........
بي بي سي

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


قتل وتوقيف بسيناء.. ونذر تصعيد في رابعة العدوية
الشرق الاوسط
قتل وتوقيف بسيناء.. ونذر تصعيد في رابعة العدوية
قالت مصادر أمنية مصرية، أمس، إن قوات الجيش والشرطة قتلت عشرة مسلحين وصفتهم بـ«الإرهابيين» وأصابت أعدادا أخرى، وألقت القبض على عشرين على الأقل، بينهم ثلاثة من الأسماء المعروفة لدى الأجهزة الأمنية، في موجة من الملاحقات والمواجهات تركزت في المنطقة الواقعة بين العريش ورفح بسيناء. وأضافت أنه جرى ترحيل المقبوض عليهم للقاهرة في مروحيات عسكرية لعرضهم على الجهات السيادية ومباشرة التحقيقات معهم. وبدا أمس وجود نذر تصعيد في منطقة رابعة العدوية التي يعتصم فيها عدة آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وعبرت الرئاسة المصرية عن «الحزن لإراقة الدماء» وأكدت وجود «موجة إرهاب» في البلاد . وردا على مبادرات طرحتها قيادات مقربة من جماعة الإخوان تصب في طريق عودة مرسي للحكم، قال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أمس إن مثل هذه المبادرات تهدف فقط إلى إطالة أمد الأزمة، و«تعقيدها»، مشددا على أن الجهات المسؤولة في الدولة تعطي في الوقت الحالي الأولوية لحفظ الأمن وليس للمفاوضات التي تهدف إلى العودة إلى المربع صفر الذي تجاوزه الشعب المصري

................

تصاعد الاحتجاج بتونس والداخلية تتعهد بالحياد

تعهدت وزارة الداخلية التونسية السبت بالحياد وحماية المتظاهرين المعارضين للحكومة، في حين تصاعدت موجة الاحتجاج أمام مقر المجلس التأسيسي (البرلمان) ومدن أخرى للمطالبة بحل الحكومة والمجلس التأسيسي على خلفية اغتيال المعارض محمد البراهمي.
وعاد المحتجون الأحد إلى ساحة باردو لاستئناف "اعتصام الرحيل" أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي يتقدمهم نحو 70 نائبا كانوا أعلنوا تعليق عضويتهم بالمجلس ودخولهم في اعتصام مفتوح حتى حله.
وخلال مظاهرات عارمة مساء أمس أمام مقر المجلس التأسيسي في منطقة باردو بالعاصمة تونس، أطلقت الشرطة بكثافة الغاز المدمع لتفريق متظاهرين مؤيدين ومعارضين للحكومة، وتدخلت أيضا فجر الأحد حين بدأ المتظاهرون من الجانبين بالتراشق بالحجارة.
وأمام ما أسمته المعارضة "قمعا وحشيا" للمتظاهرين السلميين من معارضي الحكومة، عبر وزير الداخلية لطفي بن جدو الأحد عن التزامه بضمان سلامة المتظاهرين المناهضين للحكومة، وذلك غداة اشتبكات مساء أمس السبت مع متظاهرين طالبوا برحيل الحكومة أمام مقر المجلس التأسيسي.
وقال النائب اليساري المعارض سمير بالطيب إن "الوزير أبلغنا أنه أعطى أوامر واضحة للأمن بالكف عن استخدام القوة ضد المتظاهرين والمشاركين في الاعتصام أمام المجلس التأسيسي".
جاء ذلك خلال استقبال بن جدو (مستقل) لكل من بالطيب ونائب آخر زاراه للاعتراض على ما سمياه أعمال العنف التي وقعت السبت وفجر الأحد ضد معارضي الحكومة.
وزارة الداخلية تعهدت بالتزام الحياد (الفرنسية)
أمن مواز
من جهته نفى المدير العام للأمن العمومي مصطفى الطيب بن عمر في حوار تلفزيوني اتهامات من المعارضة بوجود "جهاز أمني مواز"، داعيا كل شخص يملك "إثباتات" على وجوده أن يقدمها لوزير الداخلية، في إشارة إلى تصريحات النائب المعارض منجي الرحوي الذي نقل إلى المستشفى إثر "اعتداء وحشي".

واتهم الرحوي -وهو قيادي في الجبهة الشعبية (يسار)- المدير العام لوحدات التدخل (شرطة مكافحة الشغب) عماد الغضباني بالإشراف على ما أسماه "أمنا موازيا تشرف عليه مليشيات من حركة النهضة"، قائلا إن الغضباني "يساند حركة النهضة (..) ويقمع المتظاهرين بشكل وحشي".
من جهتها طالبت نقابة موظفي شرطة مكافحة الشغب (غير حكومية) السبت وزير الداخلية "بمراجعة التعيينات في المؤسسة الأمنية بالاعتماد على معيار الكفاءة والحرفية والتجربة لا الولاء والتقرب" إلى السلطة الحاكمة.
سيدي بوزيد
وفي سيدي بوزيد (وسط) مهد الثورة التونسية ومسقط رأس البراهمي الذي شيعت جنازته السبت، قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن فرقت متظاهرين فجر الأحد واعتقلت محتجين أضرموا النيران في إطارات السيارات لقطع الطرق ورشقوا الشرطة بالحجارة.

وكان نشطاء في المدينة قالوا في وقت سابق إن الولاية أصبحت خارج سيطرة السلطة المركزية، وإن الأهالي عينوا مجالس محلية لتسيير الأمور رافضين العودة عن ذلك حتى تسقط الحكومة، حسب قولهم.
يشار إلى أن الاحتجاجات أدت إلى مقتل شاب يدعى محمد المفتي مساء الجمعة أمام مقر ولاية قفصة (جنوب غرب) أثناء مظاهرة ضد حركة النهضة التي تتهمها المعارضة باغتيال البراهمي, في حين تنفي الحركة ذلك.
وأعلنت الرئاسة التونسية في بيان لها اليوم الأحد أن الوضع الأمني في البلاد كان موضع بحث بين الرئيس المنصف المرزوقي والمجلس العسكري الأعلى الذي يضم قيادات الجيوش الثلاث.
المصدر:وكالات

..............................



فيسك:من رافقني للمستشفى الميداني برابعة يحمل كلاشينكوف


وكالات ( صدى ) : تحدث الكاتب البريطاني روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت البريطانية، عن أحداث اشتباكات قوات الأمن مع أنصار الرئيس محمد مرسي عند النصب التذكاري، في مقاله الذي هو بعنوان "تم إطلاق النار على رؤوس المتظاهرين عدا واحد فقط أصيب في ظهره".
واستهل فيسك في مقاله، بأن أيمن حسيني كان ملقى بجوار الحائط، بينما كتب اسم خالد عبد الناصر بالحبر الأسود على كفنه، مضيفًا أنه كان يوجد 37 جثة، غارقين في الدماء، وفي حديثه عن المستشفى الميداني بمسجد رابعة العدوية، أشار إلى أنها مليئة بالنساء والرجال يصرخون، وكان الكثير منهم يتحدث عن الله، حيث قال أحدهم وهو يكفكف دموعه "كان الله في عون الواقفين في الخارج في الشمس، ونحن هنا في الظل".
وأكد فيسك، أن معظم القتلى أصيبوا بأعيرة نارية في رؤوسهم وعيونهم وعلى صدره، وتهكم علي جماعة الإخوان المسلمين والتي تقول إن رجالها غير مسلحين، وهو ما قد يكون صحيحًا، ولكن على الرغم من ذلك كان الرجل الذي يحرس موقف السيارات، والذي وجهه إلى المستشفى كان يحمل كلاشينكوف.

.......................................................

كاتبة أمريكية : أشعر بالشفقة والحزن على الرجل السعودي وكنت أظن أن المرأة مظلومة

(أنحاء) – متابعات : ــ

فجرت الكاتبة الأمريكية زوي فيراري مفاجأة من العيار الثقيل خلال حفل أقيم في هولندا لتوقيع كتابها الجديد "نظرة من الداخل على الحياة السعودية" حيث أكدت أنها تشعر بالشفقة والحزن تجاه الرجل السعودي بسبب ‏ما يتحمله من تعب وإرهاق بحياته اليومية واصفة إياه بالمظلوم مقارنة بالرجال في بقية أنحاء العالم.‏

وبينت زوي، وهي كاتبة عاشت في المملكة لمدة عام في تسعينيات القرن ‏الميلادي الماضي، أنها اكتشفت أن الرجل السعودي حياته مرهقة جداً، حيث يتحمل ‏متاعب دوام العمل طوال النهار، وعند عودته إلى المنزل فهو، مضطر إلى الخروج ‏مع زوجته للتسوق وتلبية متطلباتها.‏ مشيرة إلى أن الحياة في بلد مثل السعودية "ساحرة" ‏بالرغم من القيود الهائلة بها.‏

وقالت زوي فيراري: "في البداية شعرت بأن المرأة السعودية ‏مظلومة، لكن مع الوقت بدأت أشعر بالآسي تجاه الرجل السعودي". وشرحت ذلك ‏بقولها إن الرجال يعملون طوال اليوم ثم عندما يعودون الى المنزل يصطحبون ‏زوجاتهم إلى الأماكن التي يرغبون في الذهاب إليها.. إنه حمل كبير من المسؤولية ‏تلقى على عاتق الرجل السعودي"

......................

زيادة الراتب توحد السعوديين

عبدالله الملحم 
 

المطالبة بزيادة الرواتب التي مازالت متفاعلة في مواقع التواصل الاجتماعي وحدت السعوديين على اختلاف تياراتهم كما لم يوحدهم مطلب آخر، الجميل في هذا الوسم الذي بدأ في تويتر قبل أيام تحت عنوان: " #الراتب_مايكفي_الحاجة "انه انطلق من الأبناء (المواطنون) لوالدهم (خادم الحرمين الشريفين) وكأنهم يقولون: بعد الله ما لنا غيرك ياخادم الحرمين الشريفين، تماماً كما أي طفل في منتهى الأدب يقول لأبيه: يا أبت المصروف لا يكفي، كل شيء ارتفع سعره، الغلاء وحش غاشم، والتجار إلا من رحم الله متوحشون يحملوننا كل زيادة حتى قبل أن تفرض عليهم من بلد المصدر !
ولا غرو أن تأتي هذه المطالبة والمواطنون على أرض الواقع يعانون نمو التضخم الذي بات يأكل نصف الراتب وأكثر، ايجارات الشقق السكنية ارتفعت، أسعار المواد الغذائية تضاعفت، وقبلها أسعار السيارات، وكل شيء في ارتفاع؛ بما في ذلك حليب الأطفال، ولوازم الأسرة المتنوعة، ومطالب الحياة اليومية !
هناك من يتخوف من هذه الزيادة لو أقرت وكأنه يقول جشع التجار لن يدعها تستقر في جيوبنا، لكن هذا القول مجانب للصواب، لأنه اتهام مضمر لعجز الدولة عن تطبيق النظام، وحماية المستهلك من جشع التجار، وما بدأه وزير التجارة د. توفيق الربيعة المهتم بحاجات رجل الشارع لو دُعِمَت وزارته بالأعداد الكافية من المراقبين القادرين على مراقبة الأسواق فسيقضى على مظاهر الجشع بسهولة .
عدد تغريدات وسم #الراتب_مايكفي_الحاجة تجاوزت الـ17 مليون تغريدة وفقاً لما نشرته جريدة الاقتصادية يوم الجمعة 17 رمضان، ولا أدري كم ستصل حتى نشر هذه المقالة ؟!
الناس تريد زيادة الراتب لتستعيد ابتساماتها الهاربة، ولتخفف من ضغوط الحياة الصعبة، ولتحيا حياة كريمة بلا عَوز ولا استجداء، وهذا ما لن يتحقق إلا بزيادة مجزية، ورقابة صارمة على الأسواق، لأن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن !
اليوم

.................................

الشيخ صالح المغامسي وحديث مهم عن ليلة القدر ..

وفقنا الله وإياكم إلى قيامها..واغتنام خيراتها..

http://www.youtube.com/watch?v=iem91ip36LY

..............
سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



مصر .. خبر عاجل !

                                       محمد الرطيان

الإثنين 29/07/2013
مصر .. خبر عاجل !
طوال الفترة الماضية، تحوّلت مصر إلى " خبر عاجل " تكاد لا تخلو منه أي شاشة مهما كان توجهها وأجندتها المعلنة والخفية:
ـ شاشة أصاب كاميراتها العور المؤدلج لا ترى إلا جهة واحدة فيها ولا تنقل سوى الصورة التي تحبها .. وإن لم تجدها لا تخجل من فبركتها .
ـ وشاشة أصابتها " الزغللة " تأتي صورتها مرتبكة .
ـ شاشة يتم التشويش عليها .. وشاشة تمارس التشويش علينا !

رأي لهم ـ إلا من رحم ربي .. أو حصّنته نجوميته ـ تخبرهم الإدارة بتوجهها فيصبح توجه الجميع !
يقول لي صديق يعمل في قناة إخبارية شهيرة أن أحد المذيعين سأل ببراءة :
" دلوقتي إحنا مع مين " ؟!!
ـ شاشة اعتصمت في ذلك الميدان.. وتكاد أن تنطق باسمه وتتغنى بنجومه.
ـ وشاشة تكاد توزع " الشاش " على مصابي الميدان الثاني!
ـ هناك الشاشة المحرضة .
ـ وهناك الشاشة الخائنة .
ـ وهناك الشاشة النائمة !
ـ وهناك الشاشة التي لا تخجل ـ ولا يهتز طرف مذيعيها ـ من صناعة شيء من اللاشيء ، وتحويله إلى " مانشيت " بالخط الأحمر العريض !
ـ ترى كل شيء على هذه الشاشات .. باستثناء الحقيقة ، والتي يتبجح الكل أنهم أنصارها والعاملون لإبرازها والدفاع عنها .
ـ ترى الطاقم الهائل من العاملين فيها ، وشبكة المراسلين .. ولا ترى الحياد .
ـ ترى كل شيء ..
والغائب الوحيد عن المشهد : مصر !
يا رب احفظها .. وأعدها لنا لتصبح سيدة الشاشة وعروس المشهد العربي .
.......
المدينة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الليبراليون والملك فهد

محمد عبدالله الهويمل




الليبراليون والملك فهد

09-20-1434 06:31

::
العودة إلى أصولنا السعودية لفَهْم واسترداد مختطفاتنا الثقافية لا يعوز كبير رصد وتحسس؛ لأن الاختطاف نفسه كان علنياً وعارياً ومبتذلاً ومفاجئاً. ومن أكثرها اختطافاً مفهوم الوطنية الذي تحول من الوداعة السعودية إلى التوحش الليبرالي, وبات استيعابه والتفاهم معه يحتاج إلى مروض أسود لا إلى إنسان سعودي فطري يفهم الوطن ومترادفاته القاموسية: بلد, ديرة, أهل.. والمفاهيم المركزية للوطنية تُستوعب من أدبيات مؤسسي أي وطن الذين بذلوا نفيسهم في سبيل إرساء دعائمه وتوطيد أركانه, وفي طليعتهم الملك عبد العزيز - رحمه الله - وأبناؤه. والتفاعل مع أفكارهم وما طرحوه من كلمات وخطب يكشف المحددات الدقيقة للوطنية السعودية. وما يتجاوزها يصنف في خانة المخالف للسائد السعودي، ولاسيما أن هذه الخطب تمثل المشتركات السعودية اجتماعياً ودينياً وسياسياً.

الذي حرضني على كتابة كهذه هو اطلاعي العفوي على أحد مواقف الملك فهد - رحمه الله - بشأن الديمقراطية؛ ما يفيد بأن الديمقراطية لا تحقق السعادة للإنسان إنما الشريعة هي مصدر السعادة، وكان ذلك في أحد الكتب المعنية بالشأن الثقافي السعودي. ولم يكن ذلك مفاجئاً لدي؛ فمنهج
الملك فهد وإخوانه هو موقف الثقافة السعودية التي نتنفسها. ولكن إعادة هذه التعاليم والمواقف المتعلقة بالمفاهيم الثقافية باتت أمراً ملحاً بعد أن تعرضت هذه المركزيات السعودية للاختطاف من أرباب الفطرية الوطنية السعودية المجسدة فيما خطه عبد العزيز وأبناؤه. ويتمثل الاختطاف وقطع الطريق على السعوديين المسلمين الطيبين في عملية الفصل السيامي بين الوطنية السعودية والرابطة الإسلامية، وما يتحايل الليبراليون في تسميتها ب(الأممية) تفادياً لأي مماسة كهربائية ب(الإسلامية) التي ستورطهم في جدليات يتعين عليهم تأجيلها تكتيكياً. وإن إعادة قراءة ما سطرته القيادة السعودية في الشأن السعودي والوطني سيسفر عن حقائق مهمة تتجه إلى أن ثمة انقلاباً حاداً ومعانداً تبناه بعض الليبراليين ضد هذه الأدبيات القيادية على أنها من أخطاء الماضي التي يجب تصحيحها دون تصريح ناصع، وهم الذين لم يتعودوا على أية نصاعة تجاه قرائهم.

ومن واجبي بوصفي متابعاً للحالة السعودية إثارة مقارنة ومفارقة بين مؤسسي الوطن والوطنية والانقلابيين عليهما، ليس للاستعداء والاستقواء بل لفهم المحددات لتلقي الوطنية وممارستها بعد أن دخلنا في نوبة من التشويش بين الطرح القيادي الخالي من المجازات والتنظير الحداثي الجاهد في إعادة صياغة المحددات على نحو مراوغ ومتحرش بالأممية أو الرابطة الإسلامية.

ولا تخلو هذه المقارنات من إعادة استحضار مفهوم الصحوة وعلاقته العضوية بالوطنية والأممية معاً، وأن التضادية الصارمة بين الوطني والأممي هي فكرة ذات استعدائية وأجندة سياسية مفضوحة تعريها التلقائية السعودية التي أكدت عليها خطب الملك الفهد وإخوانه. والمؤذي لأنصار التيار الحداثي الليبرالي أن الأيديولوجيات التي اتهموا الفكر (الصحوي ) بتسويقها موجودة بحرفياتها في كلمات الملك فهد رحمه الله، بل بدرجة أكثف؛ فهو - رحمه الله - يستحضر الباعث العقدي في كل مفاصل التنمية, ويحيل نجاحات التحديث السعودي إلى عوامل تنهض في طليعتها العقيدة الإسلامية كركن مدني, فحيناً يؤكد أن التمسك بالعقيدة سبب ازدهار، ويذكر بها في زيارته لجامعة البترول والمعادن (جامعة الملك فهد لاحقاً) وافتتاح مصفاة بترومين, حتى في خطاب له - رحمه الله - في اليوم الوطني وإلحاحه على البُعد الديني، وكأنه يوم إسلامي أخذ بعض الليبراليين في التحذير من هذا المزج الذي أكده رعاة الوطنية الحقيقيون (الملك فهد وإخوانه)، وهذه الأيديولوجية التي تدمج الوطني بالديني باتت محط تندر ومكافحة من لدن البعض منهم.


وفي موضع آخر وهو رحمه الله يحتفي برائد الفضاء الأمير سلطان بن سلمان يستدعي ويؤكد أن هذه الرحلة الفضائية ذات فائدة للعقيدة الإسلامية وللمملكة دون أي عزل ناعم أو حاد بين هذين التوأمين. وحتى في خطابه في الأمم المتحدة يذكر بالمبادئ الإسلامية في محفل غربي يدعونا البعض للتمثل بأنماطه السلوكية والأخلاقية ليقف الملك فهد على النقيض من المعادلة الليبرالية؛ فهو - رحمه الله - لا يشير إلى هذه المبادئ دفاعاً فقط بل دعوة ومفاخرة بها؛ فهي تُعدّ الحل الوحيد عنده لتحقيق السعادة للإنسان. ولعلي هنا أقف وأستوقف القارئ الكريم إلى بعض العبارات الموفقة من كلمات الملك فهد، التي تمثل خط العائلة الحاكمة منذ الملك عبد العزيز، وإبرازها في مواجهة الدعوة التغريبية والليبرالية المهيمنة على بعض مفاصل الثقافة والإعلام، التي ستستفز أيديولوجياتهم متذمرين: «يا ويلنا مَنْ بعث هذه الكلمات من مرقدها». وما يأتي بعض منها، فيؤكد رحمه الله أن «الدعوة السلفية رمز الإسلام الحقيقي ومظهره العلمي»، وموقف الليبراليين من هذه الكلمة أنها من احتكار الدين لو صدرت من غير قائلها ومقامه الرفيع. ويشير رحمه الله في موضع آخر إلى أن «العقيدة الإسلامية هي محور حياتنا»، وهذا مرفوض ليبرالياً بل يعتبر عندهم دعوة إلى إلغاء العقل والتقدم المدني. ويؤكد رحمه الله أن «الأخوة الإسلامية فوق كل اعتبار»، وهذا على النقيض من الوطنية الليبرالية القائمة على تقويض كل ما هو أممي «الأخوة الإسلامية». ومن وطنيته - رحمه الله - أن جعل من استيعاب العقيدة سبباً يقوم عليه الأمن في كلمة له أثناء زيارته جامعة الملك عبد العزيز، ثم ها هو يدافع عن مجتمعه إزاء الحملة الضارية التي ضاعفها التغريبيون لاحقاً بنفيه العقد النفسية عن المواطن السعودي أثناء استقباله رحمه الله الطلبة السعوديين للدراسة في الولايات المتحدة، بل ويستمر دفاعه عن المملكة ومن يربطها بالتخلف مؤكداً أننا نتهم بالتخلف بسبب تمسكنا بديننا، نافياً هذا في مواجهة صريحة إزاء من صرحوا علانية في كتاباتهم بهذا. ومن مظاهر تمسكه - رحمه الله - بالتصور الإسلامي بشأن الكوارث إرجاعها إلى الذنوب وربط جفاف السماء ومنع القطر بالمعاصي في تضاعيف كلمة له يدعو فيها المواطنين إلى صلاة الاستسقاء. وهذا التصوُّر مؤذٍ للتصور الليبرالي بشأن الكوارث؛ حيث يعزلونها عن الأيديولوجيا بحسب تعبيرهم، ويصفون قائلها بالمتشفي والحاقد. ولدي الكثير من إسلاميات الملك فهد وإخوانه لا يسعها المقام، ومن يقرأ لهم - رحم الله من مات وحفظ من بقي - سيجد نفسه أمام دعاة لفكر إسلامي سلفي ناصع لو صدر من غيرهم لاتُهم بالتطرف الصحوي.

إن إبراز خطب الملك عبد العزيز وأبنائه ودمجها في الحوار السعودي سيطرح تصوراً طهورياً عن الوطنية، وسيستعيدها من الذين اختطفوها منهم. ولعلي أتفرغ لاحقاً لخطب خادم الحرمين الملك عبد الله لتأكيد هذا النهج الفهدي الوطني الذي يتعرض لتحريف انتهازي من التغريبيين الذين يحاربون هذا اللون من الوطنية الممسوحة بالأممية الإسلامية، متورطين أمام هذه الخطب الملكية بتأويل ما لا يمكن إخفاؤه, وإخفاء ما لا يمكن تأويله. وكلمة الملك عبد الله الأخيرة وأوامره الملكية تأكيد على رفض التدخل الليبرالي الأحمر على تفسير السعودية الخضراء.
........
المثقف الجديد

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق