04‏/08‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2797] د.الدخيل:نصرالله:الذي فقد مصداقيته+معضلة الليبراليين والتّدين في مصـر


1


نصرالله: «السيد» الذي فقد ظله ومصداقيته


خالد الدخيل



الأحد ٤ أغسطس ٢٠١٣
لأول مرة يقول حسن نصرالله أنه سيتحدث كشيعي. قال ذلك يوم الجمعة الماضي. تكلم قبل هذا الوقت كثيراً عن الطائفية، واعترف بأنها داء يهدد المنطقة. لكنه كان يتحدث عن الموضوع من مسافة، وبلغة يغلب عليها الوعظ أحياناً، والتهديد أحياناً أخرى. يوم الجمعة اختار أن يتحدث عنه من خلال انتمائه المذهبي.

السمة الثانية لحديث نصرالله أنه قرن فيه بين انتمائه المذهبي، وتحرير فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر.

أما السمة الثالثة فهي أنه لم يتطرق إلى سورية. تجاهلها تماماً كما فعل في خطابه السابق.

بهذه السمات الثلاث يتبين أن حديث نصرالله كان حديث دفاع عن شيء ما، وحديث تبرير لشيء ما. وعندما تجتمع صفة الدفاع إلى صفة التبرير في الحديث يصبح من الواضح أن ما يخفيه هذا الحديث لا يقل أهمية عما يفصح عنه. كان نصرالله يدافع بشكل خفي، غير مباشر، عن اصطفافه إلى جانب النظام السوري ضد الشعب، وعن مشاركة قوات حزبه إلى جانب قوات النظام في تدمير المدن السورية. هو يدرك أن هذه المشاركة وذاك الاصطفاف نسفا ادعاء المقاومة الذي يتلفع به الحزب من أساسه. ولأن مشاركة الحزب كانت بتوجيه وتمويل إيرانيين، وبالتالي ضمن الإستراتيجية الإيرانية، كان لا بد أن يدافع نصرالله في خطابه عن إيران أيضاً. ولأن منبع هذه المشاركة طائفي في أصله وفصله، كان لا بد أن تكون الطائفية، والتنصل منها، وسيلة الدفاع الأولى.


يقول نصرالله إنه تحدث كشيعي لأن اللغة الطائفية ضد الشيعة «بدأت تكبر مع الأحداث في سورية، بغية إخراج الشيعة من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي وأن تخرج إيران من المعادلة». دقق في هذا المقطع، وستجد فيه نفساً دفاعياً منهكاً، كما ستجد الكثير من المغالطة المكشوفة. من هم الشيعة المشار إليهم هنا؟ ولماذا الربط بينهم وبين إيران في المقطع نفسه، وفي الاستهداف ذاته؟ هل يمكن إخراج الشيعة «من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي»؟ إذا كان المقصود بالشيعة هنا العرب، فهم جزء من الأمة، ولا يملك أحد إخراجهم من المعادلة. أما إذا كان المقصود بذلك إيران، فإن المسألة تصبح مختلفة تماماً.

كأن نصرالله يريد أن يماهي بين إيران وبين الشيعة العرب، كما يتماهى هو، والحزب الذي يقوده. ثم ما العلاقة بين مشاركة الحزب في القتال في سورية لمصلحة إيران، وبين معادلة الصراع العربي الإسرائيلي؟ بالنسبة إلى نصرالله، كما بالنسبة إلى إيران، الانتصار على إسرائيل يتطلب أولاً الانتصار على الشعب السوري، وإبقاء النظام في مكانه على جثث الناس، وأطلال المدن المدمرة. أي أن نصرالله يفصل النظام السوري عن الشعب السوري، وهو محق في ذلك. لكنه يعتبر هذا الشعب بثورته على النظام عدواً، ربما أكثر عداوة له من إسرائيل. وإلا كيف يمكن تفسير إيغال «حزب الله»، ومن خلفه إيران، في الدم السوري من أجل نظام يعتبر من أسوأ الأنظمة العربية، وأكثرها دموية، وأبشعها استبداداً؟

ثم منذ متى كانت الشعوب على ضلال، والأنظمة السياسية، خاصة الاستبدادية منها، هي التي على صواب؟ لم يقل بهذا أحد إلا دهاقنة الاستبداد، وحراس معابد الطائفية. ونصرالله هنا يتناقض في موقفه بشكل حاد مع مقولة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).


على رغم ذلك يقول نصرالله أن العرب جعلوا من إيران العدو بدلاً من إسرائيل، متجاهلاً عداوته هو وإيران للشعب السوري. هو يعكس ما كان ولا يزال الأمر عليه تماماً. فإيران هي التي تتعامل مع العرب كأعداء، وليس العكس. فهي التي شاركت الأميركيين في تدمير العراق من خلال حلفائها الذين جاؤوا مع الاحتلال، ومن خلال تمويل وتسليح المليشيات فيه. وقد دخلت إيران في ما يشبه شراكة نفوذ مع الأميركيين في العراق، وذلك بهدف إضعافه، وإبقائه مقسماً طائفياً حتى لا يعود ويكون منافساً لها في المنطقة، كما كان عليه من قبل. وطهران هي المصدر الرئيس لمد النظام السوري بالمال والسلاح، والمقاتلين الشيعة، بمن فيهم مقاتلي «حزب الله»، في حرب أهلية ذهب ضحيتها حتى الآن أكثر من مئة وعشرين ألف قتيل. وإيران هي التي أنشأت «حزب الله» اللبناني، وهي مصدر تمويله وتسليحه. وهذا الحزب متهم من قبل محكمة دولية باغتيال رفيق الحريري، ومتهم من قبل نصف الشعب اللبناني بأنه متورط في الاغتيالات التي اجتاحت لبنان ما بين 2005 و 2012. وقد أصبح هذا الحزب بفضل إيران وتخاذل العرب، قوة إقليمية تحارب الآن كطرف في الحرب الأهلية في سورية. وإيران هي التي أنشأت المجلس الأعلى للثورة في العراق قبل الاجتياح الأميركي، وهو تنظيم شيعي ترأسه عائلة عراقية من أصل إيراني. هذا فضلاً عن أن إيران تحتل الجزر الإماراتية في الخليج العربي، وتتدخل بالمال والسلاح في اليمن، وفي البحرين. من هو الذي يتصرف في هذه الحالة كعدو مع الطرف الآخر؟ إيران؟ أم الدول العربية؟ إجابة نصرالله على هذه الأسئلة معروفة. لكنها إجابة تبنى ليس فقط على ارتباط مالي وسياسي بإيران، بل على شراكة طائفية معها في المنطقة.


هذا يقودنا إلى حديث نصرالله عن الطائفية. والأمين العام يعرف أن الطائفية ظاهرة عربية إسلامية، بل ظاهرة إنسانية قديمة، وأن مصدر الطائفية ليس وجود الطوائف والمذاهب بحد ذاتها. فهذا يعبر عن التعددية التي هي من سمات المجتمع الإنساني.

مصدر الطائفية هو أولاً ارتباط المصلحة السياسية بالطائفة، وثانياً ارتباط الدين بالدولة، ومن ثم التخندق داخل الرؤية الطائفية ومستنداتها العقدية إلى الإنسان والتاريخ والعالم، حماية للمصلحة السياسية، التي يفترض أن تشكل سياجاً يحمي الطائفة ومعتقداتها. من هذه الزاوية يبدو حسن نصرالله نموذجاً طائفياً بارزاً في خطابه، وفي قناعاته، وفي مواقفه السياسية. يكفي أن ديباجة كل خطاب من خطاباته تعكس بشكل دقيق التخندق الطائفي المشار إليه.

إلى جانب ذلك هو يعتبر نفسه جندياً تحت راية «ولاية الفقيه»، وهي راية طائفية بامتياز. وموقفه، وموقف «حزب الله» من النظام السوري ينطلق في أصله من حقيقة أنه نظام عائلة علوية (إحدى الفرق الشيعية) محاطة بغالبية سنية داخل سورية وخارجها. وبالتالي فإن سقوط هذا النظام سوف يفرض حكم الغالبية، الأمر الذي سيخرج إيران من العالم العربي، ويجعل «حزب الله» في حالة انكشاف سياسي وعسكري ترغمه في الأخير على التحول إلى حزب سياسي من دون سلاح. لا يستطيع حسن نصرالله القول بأن هذه المعطيات الطائفية لا تدخل في حساباته وحسابات الحزب، وهي حسابات على أية حال تبدأ من طهران، وليس من الضاحية الجنوبية في بيروت.


بل إن جمهورية إيران الإسلامية تعرّف نفسها في مواد عدة من دستورها بأنها دولة مذهب بعينه، وبأنها ملتزمة بكل ما تقتضيه رؤية هذا المذهب في الداخل والخارج، وفي الحقوق والواجبات، وفي السياستين الداخلية والخارجية. وانسجاماً مع ذلك تحرم المادة 115 من الدستور على كل إيراني ليس شيعياً إثنا عشري، ولا يؤمن بولاية الفقيه، من الترشح لرئاسة الجمهورية. أي أن الإيراني الشيعي الإثنا عشري الذي لا يؤمن بولاية الفقيه، والشيعي الزيدي، فضلاً عن السني والمسيحي، كل هؤلاء لا يحق لهم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

منصب مرشد الدولة لا يحتاج إلى هذا التحصين الدستوري، لأنه يأتي بالضرورة من داخل طبقة فقهاء المذهب، وليس من خارجه. ما رأي الأمين العام لـ «حزب الله» في هذه القيود والتحديدات الدستورية؟ هل يعتبرها قيوداً طائفية؟ لا أظنه يعتبرها طائفية، لأنه ينظر إلى الموضوع من داخل الصندوق الطائفي نفسه للقيادة الإيرانية؟ وتماشياً مع هذه النصوص تنحصر تحالفات إيران الإقليمية مع قوى شيعية ينتظر منها أن تساعدها في تحقيق رؤيتها، ومصالحها على مستوى الإقليم. ومن هذه الزاوية تحديداً يأتي تدخل قوات «حزب الله» في سورية، كما هو تدخل قوات الفضل بن عباس، و «عصائب الحق». من هنا فإن قول نصرالله في خطابه الأخير «نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعبها ولا عن مقدساتها، فقولوا عنا رافضة وإرهابيين، ومجرمين، قولوا ما شئتم واقتلونا تحت كل حجر ومدر، وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية ومسجد، فنحن شيعة علي بن أبي طالب لن نترك فلسطين»، هو تبرير لمواقف وسياسات طائفية بات معروفاً.

كما أن فيه شحنة من المزايدة على الموقف من فلسطين، وهي مزايدة عرفتها هذه القضية الكبيرة، وخبرت مؤداها ونتائجها على مر أكثر من ستين سنة من الصراع مع العدو الإسرائيلي. الجديد في هذه المزايدة المكشوفة الآن أنها تأتي برطانة دينية طائفية، بعد أن كانت تأتي برطانة قومية ويسارية. لم يأتِ نصرالله بجديد في كل ما قاله يوم الجمعة. كل ما فعله أنه عبر من دون أن يدري عن إحساسه بأن أحداً خارج طائفته لم يعد يصدق ما يقول. سورية أفقدت «السيد» مصداقية كسبها قبل سنوات ليست كثيرة، لكنها مكلفة. كان لا بد أن يكون خطابه شيعياً بشكل مباشر هذه المرة.
........
الحياة





مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



هل بدأت صوملة الربيع العربي؟


حذرنا منذ بدايات الربيع العربي من الوقوع في فخ الصوملة والأفغنة، إما نتيجة التقاتل على الغنائم بين الثوار، أو نتيجة التدخل الخارجي لإفساد الثورات العربية وتحويلها وبالاً على الشعوب التي قامت بها. وما كنا نخشاه، للأسف الشديد، بدأ يحدث بشكل مفضوح بعد أن وقع بعض الأطراف التي شاركت في الثورات في شرك بعض القوى التي تحاول أقصى جهدها لجعل العرب يكفرون بربيعهم كي يعودوا خانعين راكعين إلى أحضانها، وكي لا يكونوا مثلاً حسناً لبقية الشعوب العربية التي يمكن أن تثور لاحقاً على طواغيتها.

لا يخفى على أحد أن هناك محاولات مكشوفة من قبل الكثير من الأطراف لضرب القوى التي أسهمت في إشعال الربيع العربي بعضها ببعض كي يذهب ريحها، وتنتهي الثورات إلى ما يريده أعداؤها والمتضررون منها داخل الأوطان التي ثارت أو خارجها. فمن المعلوم مثلاً أن الغرب لم يترك ثورة عربية منذ منتصف القرن الماضي إلا وتدخل لإفشالها وشيطنة الذين قاموا بها، لأن أي حركة ثورية تحررية حقيقية يمكن أن تقضي على كل المشاريع والمصالح الغربية في منطقتنا.

ولعلنا نتذكر أن كل الأحزاب والشخصيات التي رفعت شعار الاستقلال الحقيقي تعرضت لمؤامرات لا تعد ولا تحصى، وانتهى الأمر بها لاحقاً إما فاشلة أو معزولة أو مشيطنة، ناهيك عن أن الغرب تدخل لاحقاً عسكرياً، وغزا بعض البلدان العربية تحت حجج واهية، مع العلم أن هدفه الرئيسي كان إحباط أي نهضة حقيقية في تلك البلدان.


ولا ننسى طبعاً أن هناك الكثير من القوى العربية والإقليمية التي تتطابق مصالحها مع القوى الخارجية لدفن أي محاول تحررية ثورية في المنطقة. لهذا بدأنا نرى على المكشوف منذ مدة محاولات كثيرة لوأد الربيع العربي وجعل الشعوب التي قامت به تكفر بالساعة التي ثارت فيها. وللأسف هناك الآن بعض الأصوات التي بدأت تتبرم من مجرد تسمية الثورات العربية ربيعاً، لأنها برأيهم لم تجلب للعرب سوى الخراب والدمار على حد زعمهم. ولا شك أن تلك الأصوات هي نفسها التي تضررت من اندلاع الثورات خوفاً على مصالحها.

 لقد تلاقت مصالح فلول الدولة العميقة في معظم بلدان الربيع العربي مع مصالح المتضررين من الثورات في الخارج، لهذا بدأ العمل جدياً على إحراق الثورات من الداخل، وذلك عملاً بالمثل الاستعماري الشهير "فرق تسد" القائم على ضرب القوى الثورية ببعضها البعض بشتى الطرق كي تتحول بلاد الثورات إلى دول فاشلة مشغولة بجراحاتها وهمومها الداخلية لعقود وعقود، وكي تعود خانعة إلى أحضان الذين يدعون مد يد العون لها من الخارج.


لا شك أن الكثيرين عربياً وإقليمياً ودولياً سعداء جداً مثلاً بما آلت إليه الثورة السورية من دمار وخراب وانهيار للدولة واستنزافاً لها بعد أن تحولت الثورة في بعض جوانبها إلى حرب بالوكالة بين أطراف عدة على الأرض السورية. لقد ظهر الشعار الاستعماري "فرق تسد" في أجلى صوره في سوريا من خلال تحويل الثورة السورية إلى صراع مرير بين قوى مختلفة ومتصارعة بعيداً عن الهدف الحقيقي للثورة ألا وهو تحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية للشعب السوري وتخليصه من الطغيان. بعبارة أخرى، فإن القوى المتربصة بالثورة السورية لم تنتظر كي تنتهي الثورة للبدء في تحويلها إلى جحيم على السوريين، بل تدخلت في أوجها لحرفها عن مسارها وإفسادها، وذلك بعد أن باغتتها الثورات الأخرى في مصر وتونس واليمن وليبيا.


لقد وجد أعداء الثورة السورية في التنوع الطائفي والعرقي والاجتماعي الجميل في سوريا ضالتهم لضرب الثورة السورية من الداخل وتحويلها إلى صراع متعدد الأوجه، فتحولت الثورة الشعبية في بعض جوانبها إلى صراع طائفي ومذهبي وإقليمي وعربي عربي وإسلامي إسلامي، وعربي فارسي، وتركي إيراني، وروسي أمريكي، بحيث استيقظ التاريخ كاملاً في سوريا.


وبما أن بقية دول الربيع العربي ليس لديها التنوع الديمغرافي والمذهبي والطائفي الموجود في سوريا، فقد وجد أعداء الثورات طرقاً أخرى لسورنة مصر وتونس وليبيا. لاحظوا كيف بدأ اللعب على المكشوف على ضرب العلمانيين المزعومين بالإسلاميين في تلك البلدان. لسنا هنا في وارد الدفاع عن طرف ضد آخر في مصر، لكن، بحجة البعبع الإخواني تم تحريض شرائح كثيرة للدخول في معركة مع التيار الإسلامي في مصر. وقد سخروا لذلك طاقات رهيبة.

ومن الواضح أنهم نجحوا في الجولة الأولى، وذلك بوأد التجربة الديمقراطية الأنصع في العالم العربي، وتحويلها إلى انقلاب، مما زرع اليأس في نفوس الكثيرين داخل بلدان الربيع وخارجه مما آلت إليه الثورة المصرية. لا شك أن المدافعين عن حركة 30 يونيو الأخيرة يعتبرونها تصحيحاً للثورة. وحتى لو اتفقنا معهم جدلاً، فهل يستطيعون أن ينفوا أن مصر دخلت في نفق الانقسام والتصارع الذي يريده المتربصون بالثورات العربية في الداخل والخارج؟ لا شك أننا نتمنى من كل قلوبنا أن تتغلب مصر على أزمتها، لأن فشلها سيكون فشلاً للعرب أجمعين. طبعاً الأيام وحدها كفيلة بإثبات إذا كان ما حصل في مصر تصحيحاً للثورة، أم مظهراً من مظاهر إفشال الثورات وصوملتها وأفغنتها.


ومن الواضح أن نفس اللعبة التي يلعبونها في مصر بدأوا يلعبونها في تونس، وربما في ليبيا واليمن لاحقاً لنفس الغرض. فلا ننسى كيف انتصرت الثورة الأفغانية على السوفيات، وكيف حولوها لاحقاً وبالاً على أفغانستان عندما ضربوا المجاهدين ببعضهم البعض. لا يخفى على أحد كيف بدأوا الآن ضرب العلمانيين بالإسلاميين في تونس لتحويل الإنجاز التونسي العظيم إلى محنة ووبال على أصحاب الثورة العربية الأولى في سلسلة ثورات الربيع العربي. أليست عمليات اغتيال بعض شخصيات التيار العلماني في تونس مقدمة مفضوحة لإحداث فتنة مع الإسلاميين، وتحويل تونس إلى بؤرة توتر وصراع مقيت بين التيارات المتنافسة. وحدث ولا حرج عن ليبيا الداخلة أصلا في تلك اللعبة القاتلة.


فلتنتبه شعوب الربيع العربي إلى ما يحاك لها، ولتحم ربيعها بأسنانها من المتربصين به في الداخل والخارج، فالاتحاد مع قوى الداخل حتى لو اختلفت توجهاتها أسلم بكثير من التصارع معها، لأن هذا ما يريده أعداء الثورات تحديداً، وهو أن يتقاتل الثوار على الطريقة الصومالية والأفغانية، فتتحول بلدان الربيع العربي إلى بلدان فاشلة وشعوب متناحرة.

فاحذروا المخطط، واسحبوا البساط من تحت من يحاول أن يقنعكم بأنه فاعل خير بينما هو السم بعينه. وتذكروا قول الشاعر: إن الأفاعي وإن لانت ملامسها... عند التقلب في أنيابها العطب.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



والآن حزب الله يهدد الرئيس اللبناني!

والآن حزب الله يهدد الرئيس اللبناني!

عبد الرحمن الراشد


لم تعد هناك خطوط حمراء، ولا حد أدنى من البلطجة التي يمكن أن تحتمل. بدأها عام 2005 بقتله رفيق الحريري، ولن يختمها ضد رئيس الجمهورية اللبنانية اليوم. لقد تغيرت صورة حزب الله في العالم العربي، وفي لبنان أيضا. كذب على العالم أنه حزب مقاومة ليصبح اليوم ميليشيا بلطجة.


لا ننسى أنه قبل ثمان سنوات عجز كثيرون عن تصديق أن حزب الله شارك في اغتيال عشرين شخصية لبنانية، كجزء من وظيفته ميليشيا للنظامين السوري والإيراني. ولم يصدق البعض تورط الحزب في القتال في سوريا قبل أن يعترف نصر الله بلسانه، أنه أرسل آلافا من شبابه للموت دفاعا عن مقامات الرئيس السوري بشار الأسد. ثم أكمل نشاطه بجرائم خطف وعنف ضد سوريين ولبنانيين داخل لبنان. الآن، وبسبب صفحته السيئة، لم يعد أحد يشكك في أنه من أطلق الصواريخ التي قصفت محيط مقر رئيس الجمهورية.

أصبح الحزب المدجج بالسلاح مشكلة كل اللبنانيين، لا فريق 14 آذار، أو السنة، أو نصف المسيحيين، أو بعض الشيعة. وبدل أن يرد على خطاب رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، بخطاب مثله، قصف قصره بالصواريخ، لأنه تحدث عن الخطايا الثلاث التي يمارسها الحزب، خرق الدستور وازدواجية السلاح والتورط في الحرب السورية.


الرئيس سليمان في خطابه أحرج حزب الله عندما كاشف الشعب اللبناني أن ممارساته بلغت حدا لا يمكن السكوت عليه. ولا يستطيع أحد أن يتهم الرئيس اللبناني بمحاباة فريق ضد آخر، فهو أكثر رؤساء لبنان وضوحا في حياديته. قاتل تنظيم فتح الإسلام، المحسوب على النظام السوري، حتى طردهم من داخل مخيم عين الحلوة، بعد أن قتلوا جنوده غدرا. وقاتل أحمد الأسير وجماعته من متطرفي السنة في طرابلس، بعد أن قطعوا الطرقات وأرهبوا الآخرين. ووقف ضد حزب الله عندما أراد أن يفرض حكومة من اختياره بالتخويف والتخوين، ويريد رفع سلاحه على بقية اللبنانيين، بحجة كاذبة اسمها سلاح المقاومة، والدفاع عن القضية الفلسطينية. والجميع يعرف اليوم أن سلاحه هو لحكم لبنان بالقوة، وكانت آخر عملياته ضد إسرائيل خطف جنديين اثنين على الحدود قبل سبع سنوات، والتي تسببت في تدمير لبنان، ومنحت الإسرائيليين وصاية على سماء وبحر لبنان لأكثر من سنتين.


بعد أن كان حزب الله خصما لفريق الحريري، ثم عدوا لبقية القوى السياسية المتحالفة في 14 آذار، اليوم أصبح عدوا لكل اللبنانيين. بسببه تعطلت مصالح البلاد، وتوقف الخدمات، وضربت مصادر رزق المواطن العادي شيعيا أو مسيحيا أو سنيا. الذي يدفع الثمن اليوم هو سائق التاكسي، وبائع الخضار، والجرسون في المقهى، وموظف الفندق. هؤلاء هم خصوم حسن نصر الله ممن قطع مصدر رزقهم، عندما خوف اللبنانيين والسياح والمستثمرين وأجبرهم على ترك لبنان.


سعد الحريري في كلمته أمس قال سنرى ماذا سيفعل حزب الله بعد سقوط نظام الأسد، لكن أعتقد أن الخطر عليه مما فعله في لبنان أعظم من خسارته غطاء النظام السوري. في المرات الماضية التي ورط فيها لبنان في حروب عبثية غير متكافئة مع إسرائيل دمرت بنيتها التحتية وشردت عشرات الآلاف كان يضعها في إطار وطني وقومي وإسلامي وإنساني، فعلها دفاعا عن فلسطين.


هذه الكذبة لم يعد يصدقها أحد ونصر الله يعرف أن الجميع لم يعودوا يصدقون أعذاره، لهذا السبب وفي واحدة من المرات النادرة، خرج للعلن ليخطب مباشرة بدلا من استخدام الفيديو، في «يوم القدس» يريد تحسين سمعته وإقناع الناس بمواقفه.


\عامة اللبنانيين هم خصومه، الذين ليسوا منخرطين في السياسة ومع هذا يدفعون ثمن جرائمه التي ضيقت عليهم حياتهم، وصاروا ما بين مشرد وعاطل وفقير.

........
الشرق الاوسط

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


سلَّة حلول زيادة الرواتب .. المسارات الاقتصادية المتزامنة


  رؤية: غسان بادكوك



فوجئت بمقدار ردود الأفعال والتعليقات المؤيدة التي أبداها العديد من المواطنين على مقال الأسبوع الماضي والذي تساءلت فيه عن ( أيهما أجدى .. زيادة الرواتب أم حزمة إصلاحات هيكلية متكاملة للاقتصاد ؟) خصوصا بعد الإقبال الهائل الذي حظي به هشتاق « الراتب ما يكفي الحاجة» .

تقبل الإصلاحات :

ولا أخفيك قارئي العزيز بأنني كنت أتوقع أن لا يجد تصوري الخاص بتفضيل خيار الإصلاح الاقتصادي قبولا لدى غالبية قراء المقال، نظرا لأن معظم التغريدات التي دونها المغردون بشأن الهاشتاق كانت تميل لصالح خيار الزيادة المأمولة إلا أنني أكتشفت أن ظني لم يكن دقيقا بعد أن اطلعت على تعليقات القراء الذين أيد غالبيتهم ما تناولته في المقال سواء عبر موقع عكاظ الإليكتروني أو من خلال «منشن» حسابي على تويتر أو حتى عبر نقاشاتي مع أصدقاء وزملاء كثيرون ومن مختلف شرائح المجتمع حيث تبين أن الكثيرين منهم تفهموا أهمية وجدوى الحلول المستدامة لهذه الإشكالية التي تؤرق قطاعا واسعا من المواطنين وإن لم تغب أمنية الزيادة عن تطلعات البعض منهم .

الثقة والولاء للقيادة:

وقد أظهر تحليل ردود الأفعال والتعليقات أن هناك إجماعا على ثلاثة أمور أولها هو الثقة الكبيرة التي أعرب عنها المواطنون تجاة قيادتنا الرشيدة وما يكنونه من حب وتقدير وولاء لشخص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ، والأمر الثاني هو القناعة شبه التامة بعدم كفاية الأجور للوفاء بالالتزامات الضرورية باعتبار ذلك واقعا معاشا وليس مجرد هواجس أو تصورات ليس لها أساس على أرض الواقع.

أما الأمر الثالث فكان تفاوت الآراء حول طرق ووسائل التغلب على هذا التحدي حيث تعتقد نسبة متعاظمة من المواطنين الأقل دخلا بأن حل مشكلة عدم كفاية الأجور يكمن في زيادة فورية على الرواتب تساعد على تحسين المستوى المعيشي، في حين تفضل شريحة أخرى خيار التعجيل بالإصلاحات الهيكلية للاقتصاد .

المسارات المتعددة المتزامنة :

وفي تقديري فإن بمقدور الحكومة الأخذ بأكثر من بديل من التصورات المطروحة للتعامل مع هذا المطلب الحيوي وعلى نحو يخفف عن كاهل المواطنين العبء المعيشي المتمثل في عدم كفاية دخول الكثيرين منهم وفي ذات الوقت لا يترتب علية التزامات مالية قد تشكل عبئا على الميزانية العامة للدولة على المديين المتوسط والطويل. وسلة الحلول ــ لو جاز التعبير ــ تأخذ مسارات متعددة ومتزامنة ؛ مالية فورية ، وتشريعية إجرائية ، وإصلاحية هيكيلة .

الحل المالي الفوري :

المسار الفوري منها يتمثل في مقترح صرف بدل نقدي مقطوع لتحسين المعيشة يصرف مرة واحدة سنويا خلال شهر رمضان، ويتم تحديد مقداره بناء على مرئيات قيادتنا الرشيدة وتوصيات وزارة المالية على أن يراعى في هذا المقترح عاملين رئيسيين يحققان العدالة والمساواة أولهما شموليته لكافة المواطنين من ذوي الدخل المحدود بعد وضع تعريف دقيق لهذا المفهوم ؛ سواء أكانوا من موظفي الدولة أو من العاملين لدى القطاع الخاص، وكذلك المتقاعدين والمستفيدين من مظلة الضمان الاجتماعي من الفقراء والأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة ، وثانيهما هو صرف البدل المقترح بنسب متغيرة تزيد لأصحاب الدخول الأكثر انخفاضا وتقل مع ارتفاع أجور المستفيدين.

بدل نقدي للتأمين الطبي :

كما يندرج تحت هذا المسار إقرار نظام التأمين الطبي للمواطنين أو صرف بدل نقدي يتيح لهم التأمين مؤقتا لدى القطاع الخاص لحين استكمال منظومة الرعاية الصحية القادرة على توفير هذه الخدمة بشكل يضاهي أفضل التطبيقات في الدول المتقدمة .

قانون صارم لتنظيم الإيجار :

أما المسار التشريعي الإجرائي فيتم بموجبه سن أنظمة وطنية عاجلة تستهدف التخفيف من الضغوط المعيشية مثل التعجيل بإصدار قانون ينظم فوضى رفع إيجارات المساكن وفق ضوابط كمية وزمنية، بحيث لا يتجاوز مقدار الزيادة نسبة مئوية محددة من القيمة الإيجارية خلال العام التعاقدي الواحد ويمنع تكرار الزيادة قبل انقضاء فترة محددة قد تكون عامين أو أكثر .

قصر الدعم على المستحقين :

كما يندرج تحت ذلك إعادة توجيه الدعم الحكومي السخي، بحيث تقتصر الاستفادة منه على الفئات الاجتماعية الوطنية الأقل دخلا ويكون ذلك من خلال استثمار جانب من مبلغ الدعم الحالي في تأسيس جمعيات تعاونية على غرار العديد من التجارب الدولية الناجحة التي تتيح الحصول على السلع الرئيسية بأسعار تفضيلية للشرائح المستهدفة.

تخفيض الرسوم ومراقبة الأسواق:

وكذلك إقرار تخفيض ملموس على مقدار الرسوم الحكومية مقابل بعض الخدمات كرسوم الاستقدام، وإصدار إقامات العمالة المنزلية، وتجديد الرخص بأنواعها ونحو ذلك، إضافة إلى دعم جهود الرقابة على الأسواق بالمزيد من المراقبين، وتعظيم العقوبات على المغالين في الأسعار مع نشر تشهير بهم في مختلف وسائل الإعلام وإغلاق منافذهم البيعية في حالة تكرار المخالفات .

معالجة الاختلالات وقاعدة صناعية:

في حين يتم بموحب المسار الثالث إجراء إصلاحات هيكلية على كل من التعليم والسياسات الاقتصادية والمالية والنقدية من شأنها تنويع مصادر الدخل، ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وزيادة قدرته على جذب استثمارات أجنبية نوعية لا سيما في مجال الصناعات الثقيلة، ومعالجة اختلالات سوق العمل، وتسريع جهود توطين الوظائف خصوصا في المجالات المهنية لخلق جيل من الشباب المؤهلين القادرين على الإحلال مكان العمالة الفنية الوافدة والمسيطرة على السوق، وخلق قاعدة صناعية تسهم في الخروج من الاقتصاد الريعي المعتمد على دخل البترول.

إعادة تقييم سعر الصرف:

ويندرج تحت هذا المسار رفع سعر صرف الريال مقابل الدولار بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20 % الأمر الذي سيمتص تأثير نسبة مماثلة من التضخم الخارجي وينعكس مباشرة على شكل انخفاض أسعار الواردات بنفس النسبة؛ وذلك بعد دراسة تأثير إجراء هام كهذا على الميزانية وكمية النقد المطبوع.

وفي الختام فإن ماتقدم هو مجرد سيناريو يحتمل من الخطأ أكثر مما يحتمل من الصواب، والمؤكد أن المسؤولين المعنيين لديهم من الحلول ما قد يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة، وتحسين الظروف الحياتية للمواطنين لا سيما محدودي الدخل منهم.

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130804/Con20130804625515.htm





مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة




السفير الإيراني في الرياض: المملكة ستشارك في حفل تنصيب الرئيس روحاني

طهران - أحمد مصطفي:

أعلن سفير الجمهورية الإسلامية لدى الرياض محمد جواد رسولي محلاتي عن أن وزير الدولة في مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية سيزور طهران بهدف المشاركة في مراسم تأدية اليمين الدستورية للرئيس المنتخب.. وكان المرشد علي خامنئي قد صادق أمس السبت علي انتخاب الرئيس حسن روحاني بحضور كبار المسؤولين. يذكر أن عدد الوفود التي وصلت إلى طهران أمس السبت قد بلغ الـ10 وفود، حيث من المقرر أن تشارك نحو 43 شخصية سياسية خارجية في المراسم المزمع عقدها يوم اليوم الأحد بمجلس الشورى الإيراني؛ وأشارت المصادر إلى أن مسؤول السياسات الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا وصل على رأس وفد إلى العاصمة طهران للمشاركة بأداء اليمين الدستورية للرئيس المنتخب.. كما وصل الوفد البرازيلي صباح أمس يتقدمهم وزير الخارجية أنطونيو باتريوتا.. كما وصل نائب رئيس جمهورية كل من تانزانيا وجزر القمر وكوبا ونيكاراغوا إلى العاصمة طهران فضلاً عن ممثل جمهورية الصين الشعبية وزير الثقافة «تساي وو» ونائب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي. وفي السياق ذاته بعث الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد ببياناً إلى السلطة القضائية كشف فيه عن ذمته المالية على مدار السنوات الثماني التي قضاها بمنصب رئاسة الجمهورية الإسلامية. وجاء في البيان: «إنه وفقاً للمادة الـ142 من الدستور أعلن عن عدم حدوث تغيير في ذمتي المالية إلا عن إعادة إعمار وتجديد منزل سكني بمساحة 175 متراً مربعاً وذلك عبر الاقتراض من البنك وصندوق مؤسسة رئاسة الجمهورية ومن بعض الأقاب. وتنص المادة الـ 142 من الدستور بأن على الرئيس قبل تولي منصبه رسمياً وبعد ترك السلطة أن يقدم قائمة من ممتلكاته وأمواله إلى السلطة القضائية التي بدورها تقوم بالكشف عن كل حسابات الرئيس المنتهية ولايته.

http://www.al-jazirah.com/2013/20130804/du16.htm

-------------------
مساع لاحتواء الأزمة بمصر وبيرنز يمدد زيارته




قالت مصادر مطلعة للجزيرة إن وزير الدفاع نائب رئيس الوزراء عبد الفتاح السيسي التقى أمس السبت وفدا من علماء المسلمين نقل له مطالب التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وسط تحرك دبلوماسي لتغليب الحل السياسي على الحلول الأمنية وإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس محمد مرسي.

وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن وفد العلماء نقل مطالب التحالف التي تتضمن عدم استخدام العنف والقوة بحق المعتصمين المؤيدين لمرسي، ووقف ما يصفها التحالف بحملات الاعتقال العشوائية.

وأكدت المصادر لفايد أن السيسي أبدى تفهما لمطالب المحتجين، مما يؤشر على القناعة بضرورة حل الأزمة المصرية في الإطار السياسي.

وكان من بين وفد العلماء الداعية الإسلامي محمد حسان الذي قال بعد لقائه السيسي إن الهدف من اللقاء كان وقف إراقة الدماء وعدم فض الاعتصامات وإيقاف تهديدات وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الإفراج عن المعتقلين.

وأضاف محمد حسان إن لقاءه بالسيسي يمثل بداية لمرحلة جديدة من المبادرات لحل الأزمة في مصر والتي سيتكفل بها السياسيون، واعتبر حسان أن الأزمة التي تمر بها مصر أزمة ً عميقة وخطيرة يجب الإسراع بحلها قبل أن يتدهور الوضع في البلاد.

غير أن عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة جمال حشمت قال إن حسان اعترف بالحكومة الجديدة وبالأمر الواقع، وأن التحالف أبلغه بأنه ثابت على موقفه من أن ما حدث انقلاب على الشرعية وأن المعتصمين لا يمارسون العنف. وأضاف حشمت أن سلطة الانقلاب هي التي مارست العنف وسفكت الدماء عبر قواتها الرسمية والبلطجية. 

وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية قال إن السيسى التقى ببعض ممثلي من وصفهم بالتيارات الدينية الإسلامية، وأضاف في بيان على الفيسبوك أن الفريق السيسي أكد أن رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور ورئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي هم من يدير شؤون الدولة.

وذكر السيسي في اللقاء أن الفرص متاحة لحل الأزمة سلمياً، شريطة التزام كافة الأطراف نبذ العنف دون الرجوع إلى الوراء، والالتزام بخرطة المستقبل.

بيرنز (يسار) مدد زيارته إلى القاهرة لغاية اليوم الأحد (الفرنسية)

تحرك أميركي وعربي
وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات سياسية لاحتواء الأزمة المصرية وإيجاد حل سياسي لها ضامن لصيغة توافق ترضي الأطراف المتنازعة.

فقد قرر وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركي تمديد زيارته حتى اليوم الأحد للقاء السيسي والببلاوي، وذلك بعد أن التقى أمس كلا من منصور ونائبه ووزير خارجيته، وممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية.

وقال طارق الملط -المتحدث باسم حزب الوسط وأحد أعضاء وفد التحالف- في تصريحات صحفية بعد لقائه بيرنز والسفيرة الأميركية بالقاهرة والمبعوث الأوروبي، "إذا أصر معارضو مرسي على أنه يجب ألا يكون جزءا من المعادلة السياسية، فإن صمود واعتصام الملايين في الشوارع على مدار خمسة أسابيع يقتضي عدم وجود الفريق أول عبد الفتاح السيسي في المعادلة السياسية في الفترة القادمة".

وشدد على أن الحلول السياسية يجب أن تتم مع جبهة الإنقاذ الوطني، وأضاف "نجلس معا ويتم تقييم المبادرات السياسية، والوصول لحلول تحترم كافة الإرادة الشعبية، ولكن الجيش لن يكون له دور في الحلول السياسية، يجب أن يظل الجيش على الحياد ولا يتدخل في الحياة السياسية".

وأكد التحالف في بيان أصدره ترحيبه بأية حلول سياسية تُقترح على أساس قاعدة الشرعية الدستورية ورفض الانقلاب، وطالب بتحقيق دولي محايد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمت في ظل الانقلاب العسكري بما في ذلك قتل المتظاهرين السلميين وتلفيق التهم ومصادرة حرية التعبير وإغلاق القنوات الفضائية.

كما أكد التحالف رفضه الواضح للتصريحات الأميركية الصادرة عن وزير الخارجية جون كيري مؤخرا والداعمة للانقلاب العسكري، في مخالفة واضحة للشرعية الدستورية التي تعارفت عليها الدول الديمقراطية.

وشدد التحالف على رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي المصري، في حين رحب بإعلان المجتمع الدولي أمام الجميع احترامه لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ورفض الانقلابات العسكرية وإدانة المجازر.

وأكد أيضا موقفه من دعم الشرعية التي تتمثل في عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى، مذكرا بتطابق مواقفه مع مبادرة الرئيس (المعزول مرسي) التي أعلنها قبل الانقلاب العسكري الذي قلب الموازين الديمقراطية بتعطيل الدستور واختطاف الرئيس.

وأوضح التحالف خلال اللقاء أن "الوضع الذي يشهده المصريون من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان خلال الأسابيع الماضية وهو ما كشف عن الوجه الدموي للانقلاب العسكري".

وأكد أن حركة الشعب المصري بقيادة التحالف الوطني هي حركة سلمية بالكامل، وذلك طبقا للحق الطبيعي في التظاهر والاعتصام، وأعاد التأكيد على الاستعداد الكامل لقيام أية منظمات حقوقية دولية مشهود لها بالنزاهة مستقلة بزيارة جميع ساحات الاعتصام للتأكد من خلوها من أية أسلحة ردا على الدعاوى المزعومة.

السيسي أكد في مقابلة مع واشنطن بوست أنه لا يطمح للرئاسة (الجزيرة-أرشيف)

عملية سياسية
من جانبه، دعا وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي إلى دعم عملية سياسية تكون "مفتوحة أمام الجميع".

في الوقت نفسه، يصل وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إلى القاهرة اليوم الأحد في زيارة يلتقي خلالها نظيره المصري وعددا من المسؤولين المصريين، كما ستشمل لقاءات العطية مع الأطراف الأساسية في الأزمة الحالية.

وصرحت مصادر دبلوماسية مصرية بأن المسؤول القطري سيبحث آخر تطورات الوضع في مصر وسبل دعم علاقات التعاون بين مصر وقطر.

بدوره أكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حرص بلاده على "بذل كل جهد ممكن لدعم مصر في  مختلف المجالات لتحقيق طموحات وآمال الشعب المصري خاصة بعد الثلاثين من يونيو في الأمن والاستقرار والتقدم".

وقالت الوزارة الإماراتية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني صباح الأحد إن بن زايد التقى نظيره المصري نبيل فهمي في القاهرة.

يذكر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان قد كشف أمس أن بلاده ستعمل مع دول أخرى على جمع الأطراف بمصر من أجل إيجاد حل للأزمة يدعم الديمقراطية ويحترم حقوق الجميع.

في غضون ذلك حث وزير الدفاع المصري واشنطن على الضغط على الإخوان المسلمين في مصر لإنهاء الأزمة، مؤكدا عدم رغبته بالترشح للرئاسة.

ونفى السيسي في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست أن يكون طامحا إلى الترشح للرئاسة، دون أن يستبعد ذلك تماما، كما اتهم الإدارة الأميركية بعدم تقدير الإرادة الشعبية المصرية كما يجب.

المصدر:الجزيرة + وكالات

......................................................................................................

العاهل المغربي يأمر بفتح تحقيق حول شمل الإعفاء الملكي اسباني متهم باغتصاب 11 طفلاً

اللقاء الذي جمع الملك المغربي ونظيره الاسباني الاسبوع الماضي

أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس بفتح تحقيق في ملابسات شمول العفو الملكي اسبانياً مدانا باغتصاب 11 طفلا.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن "الملك لم يتم ابلاغه بخطورة الجرائم التي دين بها الاسباني، وأعرب عن "اسفه" للافراج عنه.
واضاف البيان الذي نشرته وكالة الانباء المغربية الرسمية أن الملك و"بمجرد أن تم إطلاعه على طبيعة جرائمه، قرر فتح التحقيق، لاسيما أن الأسباني المفرج عنه مدان".

العفو الملكي

وكان الديوان أعلن الاربعاء الماضي أن العاهل المغربي وافق على التماس من نظيره الاسباني الملك خوان كارلوس خلال زيارته الاخيرة للمغرب بالعفو عن 48 سجينا اسبانيا، ولكن قرار العفو اثار جدلا في البلاد بعدما تبين أن أحد المعفي عنهم ويدعى دانييل غالفان فينا متهم باغتصاب 11 طفلا مغربيا، مضيفاً أنه حكم عليه بالسجن 30 عاما إلا انه لم يقض منها خلف القضبان إلا عاما واحدا.
وشدد البيان على تمسك الملك "بمجموع القيم الأخلاقية الثابتة وبمركزية النهوض بحقوق الإنسان وحماية الطفولة وكذلك الدفاع عن المجتمع المغربي ضد أي مساس به، وكل الأعمال المدانة من قبل الضمير الإنساني".
وأصيب عشرات المتظاهرين في الرباط الجمعة بجروح متفاوتة الخطورة إثر استخدام قوات الأمن القوة لمنعهم من التجمهر أمام البرلمان للاحتجاج على العفو عن مغتصب الاطفال.
ويعتزم المحتجون الاستمرار في تحركاتهم وقد دعوا الى تظاهرات جديدة يومي الثلاثاء والاربعاء في الدار البيضاء والرباط.
...........................................................

الأمن التونسي يجهض محاولة جديدة لاغتيال سياسي



قال مدير الأمني الوطني التونسي، وحيد التوجاني، السبت، خلال مؤتمر صحفي عقد بقصر قرطاج الرئاسي، إن القوات الخاصة تمكنت من إجهاض محاولة اغتيال لسياسي بمدينة حمام سوسة الواقعة بالساحل التونسي، ولم يكشف مدير الأمن عن الجهة المخططة للاغتيال أو السياسي المستهدف من وراء العملية. وشهدت تونس بعد ثورة يناير2011 اغتيالين سياسيين خلال 6 أشهر بالرصاص وبنفس الطريقة، ذهب ضحيتها المعارض، شكري بلعيد، أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين، في فبراير الماضي، والثانية استهدفت منسق التيار الشعبي المعارض، محمد البراهمي، في يوليو الماضي

..........................................................................


معاريف: مأزق التمويل وسقوط الإخوان قد يعيدان حماس لحظيرة إيران



بدأت حركة حماس إدراك الخطأ الاستراتيجى الذى وقعت فيه، بعد أن راهنت بكل أوراقها على نظام جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وخسرت دعم إيران وسوريا وحزب الله. ولذلك تحاول الآن العودة إلى الحظيرة الإيرانية، لكن الأمر لن يكون سهلا أبدا.
 
 
وتقول صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن موسى أبومرزوق، القيادى بالحركة هو من يقود محاولات الصلح بين حماس وإيران، وإن لقاءات جمعت قادة الحركة بمسؤولين إيرانيين فى السفارة الإيرانية بلبنان مؤخرا.
 
 
وفى الوقت الذى سافر فيه وفد من السلطة الفلسطينية إلى واشنطن لاستئناف الجولة الأولى من المباحثات السياسية مع إسرائيل بشكل مباشر، كان هناك وفد فلسطينى آخر يحط رحاله سرا فى مطار طهران الدولى، فى محاولة لإنقاذ حركة حماس من الانهيار، فى ظل أزمة مالية وسياسية حادة. ورأس هذا الوفد السرى القيادى بالحركة محمد ناصر، وكانت مهمته واضحة، وهى بحث استئناف العلاقات بين إيران والحركة الفلسطينية، بعد فترة من القطيعة والتوتر على خلفية تطورات الأزمة السورية، التى انحازت فيها إيران وحزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد، فيما انحازت حماس إلى جانب المعارضة السورية.
 
 
وبحسب موقع «ديبكا» الإخبارى الإسرائيلى، ضم وفد حماس إلى إيران عناصر من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية للحركة، وعدداً من أسرى الحركة الذين تم إطلاقهم خلال صفقة الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط. ونقل عن مصادر إيرانية قولها: إن الرد الإيرانى على طلب حماس عودة الدعم المالى والعسكرى لها كان واضحا وحادا. حيث قال الإيرانيون إنهم لن يقطعوا علاقاتهم بحماس، وإن إيران ستزود الحركة الفلسطينية بالمال والسلاح، مقابل شرط واحد فقط، وهو أن تعود حماس لدعم نظام الأسد، وحليفه حزب الله فى الحرب الدائرة.
 
 
ويلفت التقرير الإسرائيلى إلى استعداد وفد حماس للموافقة على الطلب الإيرانى فورا، لكن المشكلة تكمن فى إمكانية التنفيذ، فى ضوء انقسام حركة حماس إلى 3 مجموعات رئيسية، الأولى تضم رجال رئيس المكتب السياسى للحركة، خالد مشعل، الذى قال منذ الإطاحة بمحمد مرسى وحكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، إن حماس ستتبع منذ الآن مكتب الإرشاد العالمى للإخوان المسلمين. وهى محاولة للتهرب من اتخاذ موقف حاسم، لأن أغلب أعضاء مكتب الإرشاد العالمى هم قيادات الإخوان فى مصر. ويرى مراقبون إسرائيليون أن الأمر يمثل دليلا على استمرار حركة حماس فى مواجهة الجيش المصرى، واستمرار الحصار الذى يفرضه الجيش على قطاع غزة، عبر هدم الأنفاق الحدودية لمنع تسلل عناصر حماس والأسلحة إلى سيناء. وتشير بعض التقارير إلى أن هدم الأنفاق حرم حماس من أكثر من نصف مواردها، مما يهدد حكم الحركة فى غزة.
 
 
أما المجموعة الثانية، فتحيط برئيس حكومة حماس المقالة فى غزة إسماعيل هنية، الذى قطع علاقاته مع خالد مشعل، وتوقف عن تلقى الأوامر منه، بحسب مصادر فلسطينية لموقع «ديبكا».
 
 
 
ويرى «هنية» أنه لا ينبغى على حماس أن تصاب بالذعر من الموقف الحالى الذى أسفر عن معاداة مصر وإيران وحزب الله وسوريا للحركة، وأن على حماس أن تركز جهدها على الإمساك بتلابيب السلطة فى غزة، وأن تتوغل فى الضفة الغربية. وتكمن المشكلة فى أن هنية لا يضع تصورا ولا آلية لكيفية تنفيذ ذلك، فى ظل نقص الموارد التى تمنعه من دفع رواتب موظفيه فى غزة، ورواتب مقاتلى القسام.
 
 
أما المجموعة الثالثة فى حماس فتضم المتعاطفين والموالين لإيران وحزب الله داخل الحركة، وعلى رأسهم محمود الزهار، وقادة الذراع العسكرية للحركة برئاسة محمد ضيف ومروان عيسى، وممثل حركة حماس فى تركيا والمسؤول عن أنشطة الحركة فى الضفة الغربية صالح العرورى. وترى هذه المجموعة أن حماس لا موارد لديها ولا قدرة على مواجهة مصر ودول الخليج التى تدعمها، وعلى رأسها السعودية، وأنه ينبغى على حماس أن تعود فورا إلى المحور الإيرانى - السورى مع حزب الله، ويدل ذلك على المأزق التى تواجهه حماس فى بحر الشرق الأوسط العاصف وأنها كانت من أكبر الخاسرين بعد عزل مرسى والحرب الدائرة فى سوريا.
الدستور الاصلي

....................................................

دول ما بعد الاستبداد

 


جعفر الشايب

 

 

لا تزال التغيرات السياسية الجارية في المنطقة العربية تواجه أشكالا مختلفة من العقبات والتحديات بفعل عوامل داخلية وخارجية، أبرزها إفرازات الأنظمة الاستبدادية التي سادت في المنطقة لعقود طويلة.

ولعل عملية التحول الديمقراطي في منطقتنا العربية تكون هي الأكثر صعوبة وبطئا على مستوى العالم، وما ذاك إلا لتعمق ثقافة ومنهجية الاستبداد وتأثيراتها بشكل كبير في مختلف شرائح ومفاصل المجتمعات العربية بصورة أصبح الانفكاك عنها بحاجة إلى إعادة صياغة شاملة.

عندما تدرس نماذج عهود الاستبداد والدكتاتورية في المنطقة، يتضح أن الاستبداد يتحول تدريجيا إلى نظام أمني مؤسسي شمولي يؤثر في مختلف مجالات حياة الناس.

فمن أجل أن تضمن أنظمة الاستبداد فترات حكم أطول، فإنها تعمل على إعادة صياغة الكيانات والكتل الاجتماعية بصورة تمكنها من اللعب على مختلف أوتار التباعد والتشرذم بينها.

كما تمتد أذرع أنظمة الاستبداد في جميع مفاصل المجتمع، وتعيق نموه الطبيعي، وبالتالي تتحكم في كل شاردة وواردة فيه من فكر أو نشاط أو غيره، مما يُنتِجُ مجتمعاً هشاً ضعيفاً غير قادر على التماسك والصمود أمام أي تحد أو مواجهة.

يلعب الاستبداد دورا مركزيا في تغيير البنى الفكرية والتربوية في المجتمعات بما يؤثر على أنماط تفكيرها وطرقه، وتصبح المجتمعات أكثر انقيادا وتبعية للمنهج الاستبدادي بحيث يتم قمع أي آراء أو أفكار مخالفة.

على الصعيد السياسي، يتم احتكار كل مجالاته بصورة لا تتيح أي فرصة لعمل سياسي فعال تتنافس من خلاله مختلف القوى والجماعات بصورة طبيعية. وهكذا تنمو حالات الفساد المالي والإداري بصورة تهدر فيها الثروات الوطنية وتنمو الفئات «المتمصلحة» على حساب طبقات المجتمع.

في ظل هذه المعطيات المتعددة، فلا غرو إن رأينا أن التجارب التي مرت بها دول ما بعد الاستبداد لا تزال متأثرة بإفرازات الأنظمة السابقة.

فالقوى السياسية تتعاطى فيما بينها بنمط استبدادي ودكتاتوري يعيق تطور أي عملية سياسية بصورة طبيعية، وتنمو أيضا الصراعات الحادة بين الجماعات المختلفة لأنها لم تتعود على أي سلوك حضاري أو حوار مشترك.

دول ما بعد الاستبداد تواجه تركات كبيرة وجمة وغاية في التعقيد، وصعبة في المعالجة، نتيجة لإفرازات الأنظمة السابقة لها. من هنا ينبغي العمل على دراسة تجارب التحولات الديمقراطية لبناء أسس ونماذج عمل يمكن أن تسهل عملية الانتقال من أنظمة استبدادية لمجتمعات ديمقراطية متحضرة.

---------------------------------------------





ضابط أمن إماراتي يحرض على قتل وسحل وصلب كل من ينتمي للإخوان المسلمين


ايماسك:وطن:

المشكلة في دعم الإمارات أو لنقل تآمرها للانقلاب على الرئيس مرسي ان من يفضح سلوكهم هم بأنفسهم.

وقد صدق الدكتور الكويتي المفكر عبد الله النفيسي حين قال عن ابناء الشيخ الراحل زايد متهمكا (العيال كبرت).

فها هو ضابط يتبع لجهاز الأمن الإماراتي ينشر تغريدة وكأنه يخوض حربا للقضاء على الصهاينة تقول: (والله عندما اسمع عن قتل اخونجي أكون أسعد خلق الله. اللهم لا تتوفاهم إلا مقتولين مسحولين مصلوبين).

هذه التغريدة أثارت حتى معارضي الإخوان لأنها تعتبر تحريض علني للقتل والسحل والصلب أيضا صادرة من ضابط يعمل في أمن الإمارات.

الناشطون في المواقع الاجتماعية اعتبروا ان هذه التغريدة تعبر عن موقف الدولة الرسمي تجاه جماعة الإخوان ومحاولاتهم الحثيثة خلق انقسامات واشعال حرب أهلية في العديد من الدول العربية.

يذكر أن الإمارات لها دور ضليع في الانقلاب العسكري في مصر كما أشارت العديد من الصحف الأجنبية وبدا واضحا من المليارات التي تدفقت على مصر. وذكرت تقرير أنها كانت بصدد تمويل السد الأثيوبي قبل خلع مرسي.

وذكرت صحيفة هآرتس أن رئيس الموساد زار الإمارات والتقى بمسؤوليها قبل وقوع الانقلاب بثلاثة أيام.



..........................................................



طائرة رابعة العدوية تحلق بسماء الميدان .. لتصوير محاولات الاقتحام

قامت لجان النظام بميدان رابعة العدوية بإطلاق طائرة في سماء ميدان رابعه العدوية مزودة بكاميرات حديثة؛ لتصوير وتوثيق محاولات اقتحام الميدان على المعتصمين السلميين أثناء صلاة الفجر.

يذكر أن الطائرة التي ما زالت تحلق حتى الآن هي من تصميم عدد من الشباب المعتصمين، وتم تصميمها بهدف كسر التعتيم الإعلامي، وتوثيق انتهاكات الانقلابيين بحق المعتصمين السلميين العزل.


......................................................................................


جوجل تتيح البث المباشر لأصحاب القنوات فوق الـ100 مشترك على "يوتيوب"

الاحد 27 رمضان 1434 الموافق 04 أغسطس 2013







                                   

قامت "جوجل" باتاحة البث المباشر لأصحاب القنوات التي يتجاوز عدد مشتركيها الـ 100 مشترك على موقع "يوتيوب".

وذكرت تقارير إعلامية أن "جوجل أتاحت أيضاً إمكانية استخدام الشروح التي تظهر على سطح الفيديو لربطه مع روابط خارجية مثل المتاجر الإلكترونية أو مواقع الإنترنت التي لها علاقة بالمحتوى، والتي تتيح لأصحاب العروض الحصول على عائدات منها".

وأتاحت "جوجل" ميزة رفع المصغرات لمقاطع الفيديو وأكدت على أصحاب الحسابات أن يرفعوا الصورة الأفضل والأنسب لمحتوى الفيديو

.............................................................

ترويض النفس

أبو لجين إبراهيم


رمضانُ فرصةٌ عظيمةٌ لترويضِ النفسِ، فالصائمُ مأمورٌ بأن لا يرفثَ ولا يجهلَ ويضبطَ أخلاقَه، حتى وإن قاتله أو شاتمه أحدٌ فليذكِّر نفسَه بتلك الحقيقةِ، ويقول: إنِّي صائمٌ.

وفي الصيامِ يعوِّدُ الإنسانُ نفسَه على تركِ بعضِ المباحات لله، فيتركُ طعامَه وشرابَه وشهوتَه لله تعالى، فيفطمُها على هذه المحبوباتِ وهي أصلُ مجاهدةِ النفسِ. ورمضانُ فرصةٌ عظيمةٌ للصبرِ والمصابرةِ، ومجاهدةِ النفسِ، فالشياطينُ مصفدةٌ، والنفسُ منكسرةٌ، والروحُ متأثرةٌ، والناسُ من حولِك صيامٌ قيامٌ، إذًا فالأجواءُ والظروفُ كلُّها مهيئةٌ للابتعادِ وهجرِ المعاصي.

 فالصائمُ يلتزمُ ثلاثين يومًا بالانقطاعِ عن الطعامِ والشرابِ والشهوةِ طواعيةً وبإرادتِه، ويتحكمُ في انفعالاتِه، فلا يردُّ على سبابٍّ وإهانةٍ، بل يتترَّس بقوله: إنِّي صائمٌ، وهي مدةٌ طويلةٌ كافيةٌ لإحداثِ التغييرِ المنشودِ إذا صدقت النوايا.

 وإذا كان علماءُ النفسِ يشيرونَ إلى أن استمرارَ المرءِ على السلوكِ نفسِه من 6 إلى 21 مرةً يغرسُ الفعلَ في النفسِ ويحوِّلُه إلى سلوكٍ، فإنَّ بركةَ الزمانِ اليومَ بِتَفَتُّحِ أبوابِ الجنةِ وتغليقِ أبوابِ النارِ، وضعفِ العدوِّ بتصفيدِ الشياطينِ حتى لا تصلَ إلى ما كانت تصلُ إليه قبلَ رمضان، وعمومِ العفوِ ليشملَ عتقاءً كلَّ ليلةِ، كلُّ هذه بمثابةِ عواملَ مساعدةٍ فعالةٍ تجعلُ النتيجةَ أروعَ والتغييرَ أدومَ. وقد مدحَ صلى الله عليه وسلم كلَّ من روضَ نفسَه فقال في شأنِ من يغضبْ سريعًا: (لَيْسَ الشَّدِيْدُ بِالصُّرْعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيْدُ الَّذِيْ يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ) ، فالذي يستطيعُ أن يروضَ نفسَه هو المستحقُّ للمدح.

فقد خلقَ الله تعالى عند هذه النفسِ استعدادًا للتزكيةِ والتطهرِ، فكما أن فيها قبضةً من طينٍ، ففيها أيضًا نفخةً علويةً من روحِ ربها جل وعلا، تشدها دومًا إلى بارئِها وخالقِها، فهي وسطٌ بين الملاكِ الذي هو خيرٌ خالصٌ، وبين الشيطانِ الذي هو شرٌّ خالصٌ. ومن ثَمَّ؛ فقد وصفَها خالقُها وصفًا دقيقًا، وقال لنا فيها: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. فكما خلقَ اللهُ تعالى في النفسِ نوازعَ الشرِّ التي تشدُّها إلى الأرضِ، خلقَ فيها نوازعَ الخيرِ التي تشدُّها إلى السماءِ، وتَرَكَ للإنسانِ الخيارَ في الانضمامِ إلى أحدِ الفريقينِ، فريقِ الفلاحِ الذي زكَّى نفسَه وطهرَها بطاعةِ الله، وفريقِ الخيبةِ والخسرانِ الذي أهانَها ودسَّاها بمعصيةِ الله. ولا يتمُّ للسالكِ إلى الله انتسابُه إلى حياةِ النورِ حتى يأخذَ بحجزِ نفسِه عن شهواتِها، ويفطمُها عن ملذاتِها، وينصرُ ربَّه على نفسِه.

صحيفة اليوم ـ ملحق آفاق الشريعة .

الجمعة 24 رمضان 1434 هـ

....................................
سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الطاغية ستالين يتضرع إلى الله !


سامي بن خالد المبرك




 

 

1-كان طواغيت الكفر مثل تشرشل وروزفلت وأمثالهم يتضرعون ويدعون الله أن ينصرهم على هتلر ....حتى أن ستالين الملحد في الدولة الشيوعية التي لا تؤمن بالله فتح الكنائس ليتضرعوا إلى الله , فالمقصود أن توحيد العبادة حاجة نفسية اضطرارية لابد منها بين العبد وربه.

 

2-إن السعادة الحقيقة هي بالطاعة , وهنا يتساءل العاصي ويقول : ما هو الشعور الذي أجده في المعصية نقول له : هي سكرة كسكرة الخمر , فإذا انتهى من سكرته أو معصيته شعر بالندم وتأنيب الضمير قال تعالى ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ).

3- إن الإنسان يتضرع يومياً 17 مرة إلى الله في الصلاة بسورة الفاتحة  فيقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) إن الأنسان إن سلك الأسباب الموصلة إلى الجنة وتضرع إلى الله دائماً ودوماً أن يهديه وأن يجعله يصيب الحق وأن يُجنبه الباطل وأن يحفظه وأن يُمسكه بالإسلام حتى يلقاه عليه فإنه سينجو بإذن الله .

4- ولهذا فإن الله يُصيب الإنسان بالمصائب لكي يتضرع إليه فإن لم يتضرع إليه فتح عليه ابواب الخير ثم اخذه بغتة فليحذر الإنسان من كل نعمة فُتحت عليه فأبعدته عن الله لأنها استدراج فليعد إلى الله عز وجل وليتب فإن الله غفور رحيم .

 

 

الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :

قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)

وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ )

 

أتريد أن تعرف ما هو أفضل شعور تشعر به في قراءة القرآن ؟

هو أنك عندما تقرأ الآية تجد لها حادثة معاصرة تصور لك واقع هذه الآية , هذا الشعور يزيدك ايماناً ويجعلك تحلق عالياً إن السعادة الحقيقة هي بالطاعة , وهنا يتساءل العاصي ويقول : ما هو الشعور الذي أجده في المعصية نقول له : هي سكرة كسكرة الخمر , فإذا انتهى من سكرته أو معصيته شعر بالندم وتأنيب الضمير قال تعالى ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون )

بعض العلمانيين عزى ذلك إلى التربية الدينية المتشددة التي جعلت الملذات بزعمهم محرمة ولذلك أتى تأنيب الضمير , لكن لماذا يشعر الكافر الذي لم يسمع بالقرآن ابداً , أنه يعيش بلا هدف , وأن وجوده له هدف ولكن لا يعرفه ؟

لماذا تمتلئ المصحات النفسية في الغرب بالمرضى الذين لا يعرفون لماذا أصيبوا بالإكتئاب والقلق ؟

عذراً أخوتي لأني خرجت عن عنوان الموضوع لكن هذا من حسن الكلام الذي ينبغي أن يكرر مراراً وتكراراً

نتعجب عندما نقرآ قوله تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ.)

في الإنسان فقر ذاتي إلى الله عز وجل , فمهما أنكر هذه الفطرة فأنه سيجد نفسه يوماً مُرغما على استعمالها كاليد والقدم التي لا يستطيع الإنسان أن يتخلى عنهما حتى لو شكك في وجودهما أو ادعى استغناءه عنهما العجب كل العجب من كافر يؤمن بفكر إلحادي , وينكر وجود الله عز وجل وينكر أي دين ويرأى أن كل دين هو  من صنع البشر من خلال الأساطير , ومع ذلك تجده في أحلك الظروف يتضرع إلى الله عز وجل ويدعوه ويبتهل إليه , وتتعجب من المسلم الذي هو أولى الناس بذلك الذي لا يتضرع في حالة المصائب بل يتردد على العيادات والمستشارين لمعرفة حالته !

يقول الشيخ سفر الحوالي شفاه الله ( حتى أيام الحرب العالمية الثانية , كان يضطر الانجليز وحلفاؤهم من الأمريكان عندما خافوا من هتلر خوفاً شديداً إلى أن يقيموا القداسات – كما يسمونها – على ظهر البوارج –السفن – مع أنهم أصلاً لا يتعبدون ولا يدعون إلا في الكنائس ) انتهى كلامه

ويقول الشيخ ايضاً ( كان طواغيت الكفر مثل تشرشل وروزفلت وأمثالهم يتضرعون ويدعون الله أن ينصرهم على هتلر ....حتى أن ستالين الملحد في الدولة الشيوعية التي لا تؤمن بالله فتح الكنائس ليتضرعوا إلى الله , فالمقصود أن توحيد العبادة حاجة نفسية اضطرارية لابد منها بين العبد وربه ) انتهى كلامه

والله إنه من العجب أن تجد ستالين تشرشل وروزفلت يتضرعون إلى الله عز وجل !

لأن  التضرع حاجة نفسية اضطرارية في الإنسان سواء كان مسلماً أو كافراً أنكر هذا أو أثبته فإنه مضطر إليه وإن تركه كان بمثابة من تخلى عن يده وقدمه ورفض استعمالهما بحجة أنه غني عنهما ومع ذلك فإنه سيضطر إليهما .

إن المسلم يتضرع يومياً 17 مرة إلى الله في الصلاة بسورة الفاتحة  فيقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) إن الأنسان إن سلك الأسباب الموصلة إلى الجنة وتضرع إلى الله دائماً ودوماً أن يهديه وأن يجعله يصيب الحق وأن يُجنبه الباطل وأن يحفظه وأن يُمسكه بالإسلام حتى يلقاه عليه فإنه سينجو بإذن الله

وإن اعتمد على نفسه فإنه ستخذله يوماً ماء وستهلكه ويكون ممن اراد الخير ولكن لم يصيبه لأنه لم يوفق له إن الانسان عليه أن يعلم أنه لولا هداية الله له لما اهتدى , وأنه لم يستطيع أن يثبت على الدين إلا إذا ثبته الله ولهذا فإن الله يُصيب الإنسان بالمصائب لكي يتضرع إليه فإن لم يتضرع إليه فتح عليه ابواب الخير ثم اخذه بغتة فليحذر الإنسان من كل نعمة فُتحت عليه فأبعدته عن الله لأنها استدراج فليعد إلى الله عز وجل وليتب فإن الله غفور رحيم

 

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين






مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



معضلة الليبراليين واليساريين مع التّدين في مصـر


ياسر الزعاترة


في تقرير مطول لمراسلها من القاهرة، نشرته مؤخرا، ناقشت صحيفة الإندبندنت البريطانية موقف التيار الليبرالي الذين يمكننا أن نضيف إليه التيار اليساري، وبقدر أقل قطاعا من التيار القومي، موقفه من مشكلة الدين والتدين في الساحة المصرية، والتي تبدو مطروحة في ذهن رموزه هذه الأيام بعد نجاحهم في الانقلاب على الشرعية الدستورية في اللعبة التي سموها ثورة 30 يونيو. وجاء الفيديو الذي تسرب لمناقشات لجنة تعديل الدستور ليكشف توجهات القوم بوضوح.

ولأنهم يدركون تماما أن ما جرى لم يكن ثورة بحال، فقد بدؤوا باكرا النقاش حول المرحلة المقلبة، وكيفية التعاطي مع ما يسمونه تيار الإسلام السياسي، إذ تتمثل معضلتهم في أن أية انتخابات حرة ونزيهة لا يمكن أن تأتي في صالحهم، بمعنى أن يحصلوا على ما يكفي لتصدر المشهد.

من المفيد القول ابتداءً بأننا غير مقتنعين أبدا بأن من أداروا العملية الانقلابية المدبرة بإحكام يريدون أن يرتبوا عملية ديمقراطية حقيقية، أو يريدون كما زعموا استكمال أهداف ثورة 25 يناير، والسبب بطبيعة الحال أنهم يدركون أن أمرا كهذا سيعيد الوضع إلى ما كان عليه، حيث ستتصدر القوى الإسلامية المشهد من جديد، الأمر الذي لا يمكن أن يكون مقبولا؛ لا بالنسبة إليهم، وقبلهم الدولة العميقة، ولا بالنسبة للدول العربية التي دعمت الانقلاب بكل قوة؛ هي التي تعاني حساسية مفرطة حيال الديمقراطية الحقيقية أولا، وحيال الإسلام السياسي، وفي صدارته الإخوان ثانيا.

غير أن تلك القوى التي ساندت الانقلاب ومنحته الشرعية لا تريد القول بأنها ساندت انقلابا، فهي تزعم أنها كانت تستعيد ثورة 25 يناير التي "سرقها الإخوان"، وأنها عازمة على إعادة القرار للشعب الذي "ثار" في 30 يونيو، وهي لذلك تبحث عن صيغ بديلة تمكنها من السعي لديمقراطية حقيقية تصل بها هي إلى السلطة وليس القوى الإسلامية.

تلك معادلة تبدو مستحيلة إلى حد كبير، فخلال خمس جولات انتخابية منذ عامين، ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القوى الإسلامية بمختلف أطيافها هي صاحبة الصوت الأعلى دائما، وأن نصيب الآخرين من اللعبة ليس كبيرا، ولعل الدلالة الأبرز على مزاج الشارع هي انتخابات مجلس الشعب التي حصل فيها الإسلاميون على حوالي 70 في المئة من الأصوات. وفيما زعم القوم أن الإخوان قد تراجعت شعبيتهم بعد فوز مرسي (وفشله المزعوم)، فقد جاءت فعاليات ما بعد الانقلاب كي ترد على ذلك بقوة.

وإذا سألنا بشكل عابر عن ردة فعل تلك القوى المتوقعة على إصرار العسكر وقوى الانقلاب الفلولية على ترتيب لعبة ديمقراطية مفرغة من المضمون كتلك التي كانت موجودة في عهد مبارك، فإن الإجابة هي أن مواقفها ستراوح بين من يقبل بحصة من الكعكة مقابل السكوت، وبين من سيرفض ذلك، فيما أن تكون غالبيتهم من الصنف الأول نكاية بالإسلاميين كما كان الحال طوال العقود الأخيرة.

ما يعنينا هنا هو ما تريده تلك القوى من أجل تحجيم حضور الإسلاميين في الشارع، وهو ما ركز عليه تقرير الإندبندنت، إذ توجِّه بصرها نحو التدين في المجتمع المصري، والذي يمنح برأيها الإسلاميين أفضلية في المنافسة، ولا بد تبعا لذلك من إجراءات وقوانين جديدة تعالج هذا "الخلل".

هنا تتراوح مقترحات السادة الليبراليين واليساريين والقوميين بين أقصى اليسار وأقصى اليمين. بين من يريدون وضع نص في الدستور المعدل يرفض الأحزاب الدينية، ومن يطالب بحل جماعة الإخوان وحزبها (الحرية والعدالة)، وبين من يطالب بقوانين واضحة ضد استخدام الدين في الخطاب السياسي، فضلا عن منع استخدام المساجد في الدعاية السياسية.

ربما وجد بعض أولئك القوم حرجا في هذا الخطاب الذي يتبنونه بعد أن حصلوا على موقف مختلف من حزب النور السلفي من الانقلاب، لكن مجاملة الحزب في حال استقر الوضع للانقلابيين لن يكون ضرورة، لاسيما أن عزلته عن الجماهير الإسلامية باتت واضحة نظرا لعدم قدرته على إقناع الناس بموقفه الذي جاء استجابة لنكاية سياسية من جهة، ولدولة عربية معروفة من جهة أخرى، وإن توسل مبررات أخرى كثيرة.

معروف أن حلَّ جماعة الإخوان لن يؤدي إلى نتيجة، وكذلك حل الحزب، لأننا سنكون بإزاء تجربة تركيا من أربكان إلى أردوغان، والأحزاب الإسلامية لن تقول إنها أحزاب دينية، ولا يحتاج الناس إلى نصوص في برامجها أو وثائقها لكي يعرفوا توجهاتها أو توجهات من ينتخبونهم من رموزها.

هي معضلة كبيرة يعيشها القوم في مواجهة مجتمع متدين، لكنه يريد حريته أيضا، ولا مجال أمامهم تبعا لذلك غير الاحتكام لرأي الصناديق. نقول ذلك، فيما لم تُحسم المواجهة مع الانقلاب أيضا، لكن الليبراليين واليساريين وبعض القوميين يستبقون الأحداث للبحث عن حل لمعضلتهم مع الدين والتدين في المجتمع المصري، هم الذين يتمنى بعضهم أن تختفي المساجد كلها عن وجه الأرض، ليس بسبب مصاريف الكهرباء كما ذهب أحدهم، أو رواتب الأئمة، بل لأنها تصرف الناس عنهم وعن خطابهم.

الدستور




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق