26‏/09‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2897] الفاينانشال تايمز: قطر تلعق جراحها وتعيد النظر في دورها+السالم:سأزوج ابنتي ما لم يمنعني أو يُسفهني القضاء الشرعي السلفي





1




نعم .. سأزوج ابنتي ما لم يمنعني أو يُسفهني القضاء الشرعي السلفي

د. حمزة بن محمد السالم

د. حمزة بن محمد السالم


كتبت حصة آل الشيخ مقالاً بعنوان: «العار» في منظور خرافة تكافؤ النسب» أحيت به الإحساس بمرارة ظلم القريب والأوطان، وإن الشجي يبعثُ الشجى. الخضيري والقبلي بمعطياته وخلفياته هو عرف اجتماعي نجدي - انتقل إلى بعض المناطق السعودية- غير موجود في أي شعب من الشعوب. فلا يوجد شعب من الشعوب - ما عدا نجد- من يترفع عن الزواج من امرأة أو تزويج فرد من أفراد مجتمعه، متفق معه أو معها في الديانة والثقافة والتاريخ والمذهب واللون والعرق واللغة والثروة والجاه والأمجاد والنصرة والمواقف المشرفة لمئات السنين، بل إلى ما امتدت به ذاكرة التاريخ. ويؤيد هذا قول الشيخ ابن باز - رحمه الله-: «والخضيري في عرف الناس في نجد خاصة - ولا أعرفها إلاّ في نجد» من الموقع الرسمي لسماحته. ولكن الشيخ - رحمه الله- وقف هنا ولم يُجدد ويصلح هذا الوضع الخاطئ المعيب المستند على الأحكام الشرعية القضائية المعتمدة من فتاوى كبار العلماء في المملكة.

وذلك رغم موقعه كمفتي عام المملكة الواجب عليه بحكم منصبه الرسمي تصحيح مثل هذه العادات، التي تتخذ من الشرع مرتكزا لها، وبتأييدها وإثباتها يحكم القضاء الشرعي فيها. وأما الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- فله مواقف كثيرة يدعو فيها الناس لرمي هذه المفاهيم الجاهلية والخروج عليها. ومن ذلك قوله «.. فمن العادات الباطلة أنه لا يزوج قبيلي بخضيرية ولا خضيري بقبلية»، ثم قال «وهذه من العادات السيئة التي ينبغي أن تمحى من أفكار الناس»، ثم قال «امرأة حرة نقول: لا يتزوجها الحر، في دين مَنْ؟» «(مقتبس حرفياً من «اللقاء الشهري» رقم (20)» ولكن، وعلى عادة التلقي المجرد- لم يجب أحد الشيخ رحمه الله، فيقول له: يا شيخ هي عادة مستندة إلى الشرع السلفي وهو في ديننا نحن السلفيين! الذين نزعم أننا نحكم الكتاب والسنة، فبهذا الدين الذي تقول عنه «في دين من» تُفرق الأحكام القضائية الشرعية عندنا بين الرجل وزوجه وتُرسخ وتؤصل هذه الدعوى الجاهلية. نعم، فبديننا السلفي - إلا إن كان القضاء ليس سلفيا- تُرد سنة النبي عليه السلام في تزويج فاطمة بن قيس الفهرية للأسود الفطيس الأنف أسامة بن زيد، المولى وابن الحبشية أم أيمن، وقد تقدم لها سادات العرب وقريش كمعاوية بن أبي سفيان والجهم. وأي سلفية في قضاء شرعي وهذا خروج على هدى الصحابة الغر الميامين وترفع عليهم. فقد تزوج بلال الحبشي أخت عبدالرحمن بن عوف القرشي، وزوج سيد الأنصار أبو حذيفة سالما، وقد كان مولى لامرأة من الأنصار من ابنة أخيه عريقة النسل والحسب هند بنت الوليد. ثم يترك القضاء الشرعي السلفي هذه الآثار والأحاديث الصحيحة -غالبها- في البخاري أو مسلم والمتوافقة مع القرآن وروح الشريعة، ويستدل ويستشهد بتكافؤ النسب -على المفهوم النجدي- بالموضوع والضعيف والمنكر والمعارض لما في القرآن ولروح الشريعة، وذلك لأن الشيخ الفلاني قال، وهو قول عند المذهب الفلاني والفلاني. ومما يزيد ضعف هذه الاستشهادات ومعارضتها للكتاب والسنة، أنها مُنزلة على غير منازلها. فما نُقل من هذه النقولات للفقهاء جاءت في حال عدم التكافؤ الظاهر البين بين الخسيس والكريم والغني والفقير ونحو ذلك - الذي يقرأ هذه النقولات في توصيف عدم الكفء يدرك أن المقصود فيها هو الخسيس الوضيع - فلا وجه أبدا لتنزيلها وإسقاطها على أي من العوائل الكريمة الشريفة لنجد ومن قلدهم في هذا العرف الجاهلي من بعض المناطق السعودية الأخرى.

وكالعادة عندنا في الخروج عن جوهر المسألة بأي أمر لا علاقة له في الطرح، لتضييع أي نقاش قد لُبس الموضوع بلباس شرعي سلفي، في أي موضوع مطبق عندنا وواضح عوره وخطأه عندنا، فإنه لا يطرح موضوع الخضيري والقبيلي للنقاش إلا ويلجأ إلى السؤال العقيم الفائدة، وهل تزوج ابنتك من خضيري؟ ثم يعتقد أن هذا إفحاما يُنهي المسألة! وقد سئلت كثيرا هذا السؤال عندما كتبت عدة مقالات من قبل في الدعوة إلى رفض هذه الجاهلية النجدية. فأقول مجاوبا: نعم إنني أقبل بزواج ابنتي من خضيري. ومفهوم القبول بالزواج، هو أن يكون الاختيار أصلا وابتداء منها، ففي هذه الحالة لن أرفض شهما من بني قومي، وأحرم ابنتي من قرة عين اختارته لها رفيق عمر من أجل تسمية جاهلية، أُلصقت به لا يدري أحد ما أصلها ولا سببها.

ولكنني لا أزوج خضيريا ما دام القضاء الشرعي السلفي سيمنعني من ذلك. فمفهوم التزويج هو أن يتقدم الخاطب للأهل وتوافق البنت بموافقة الأهل. وبناتنا مسكينات غافلات، لا يدركن الحياة ورأيهن تبع لرأي أهلهن. فبهذه الحالة لا أملك الحق في توجيه رأي ابنتي في أمر قد تلومني فيه بعد ذلك.

فلنتعد إذا الحجة العقيمة التي يُهرب بها من المواجهة «هل تزوج ابنتك»، ولنناقش جوهر المعضلة وهو أن الفقه السلفي هو من أصل ورسخ هذا المفهوم الجاهلي. وما أعظم في تشكيل ثقافة المجتمعات البشرية من أن يكون القضاء والدين موافقا لها وحاكما لها؟ فماذا أن أقيمت دعوى بعد مماتي، وفرق القضاء الشرعي بينهما وشتت أولادهما؟ أو ماذا يكون وضع الأسرة وموقفها أمام المجتمع، بعد صدور أحكام مماثلة لحالات مماثلة. فالقضاء الشرعي السلفي يقضي بالكتاب والسنة أن زواجا كهذا هو شرعا غير معترف به وفيه تهمة مبطنة أن الابنة قد دنست نسب عائلتها وأولادها، فلا يُفرق بين رجل وامرأته قضائيا إلا لأمر جلل عظيم. نعم هو كذلك أمر عظيم وجلل، وشواهد الاستدلالات الباطلة في النقولات التي يستشهدون بها في تكافؤ النسب تحمل أوصافا أعظم من ذلك بكثير. فلم لا يقف القضاء الشرعي والعلماء الموقف السلفي الصحيح ويُجرمون من يرفع دعوى كهذه ويُعاقب؟ أو ليس هذا سيكون موقفهم لو افترى أحد فقال إنه كان من الأليق ألا يُزوج النبي عليه السلام زيدا.

أو لو تطاول أحد فخطأ أو استهجن تزويج بلال وسالم من بنات سادت قريش والأنصار. أليس هذا هو موقفهم في تزويج الصغيرة رغم ضعف الاستدلال الشرعي فيه اليوم. فأين من يزعم حب السلفية، واتباع هدي النبي وصحبه!!! وأين من يحرص على شرعية القضاء.

وأين من يدعو إلى وحدة الوطن. بل أين كل شهم وكريم من سادات نجد ممن يوصفون بأنهم قبليون؟ ما لهم يطأطئون رؤوسهم عند هذه المسألة - وهم عنها غير راضين- والمجتمع قد جعلهم السادة والأشراف. والشرف والسيادة ليست بالنسب وتحصيل المناصب إنما هي مسئولية تستوجب الفعل والنصرة من السيد الشريف لقومه ومجتمعه، وإلا فعلى ماذا يكون الرجل شريفا وسيدا؟ «إذا لم تكن نفس النسيب كأصله فماذا الّذي تغني كرام المناصب» ولهذه النصرة الواجبة المُتخاذل عنها وقفة أخرى.

http://www.al-jazirah.com/2013/20130926/lp3.htm

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



غزة .. هل تكون مهر العريس ؟!
 
جمال سلطان





 التصريحات المتوالية بتشنج وعصبية من قبل مسؤولين مصريين تجاه قطاع غزة وحركة حماس لافتة للنظر ، هناك رغبة في شيطنة مصطنعة لحماس ، وتحويل قطاع غزة إلى منبع للعنف والإرهاب الذي تعاني منه مصر ، وخبراء النكد والتضليل "الاستراتيجي" الذين يملأون الفضائيات المصرية والصحف أيضا لا يملون يوميا من إصدار معلومات مثيرة للشفقة عن تسلل السلاح من غزة ، وتسلل الإرهابيين من غزة ، وهم أنفسهم الخبراء الذين ضللوا مصر كلها أيام اعتصام رابعة العدوية عندما قالوا أنهم يملكون معلومات موثقة أن المعتصمين يملكون أسلحة مضادة للطائرات وأسلحة مضادة للدروع وأسلحة كيماوية ، لدرجة أن صحيفة قومية كبرى تورطت في هذه المعلومات المضحكة ووضعت مانشيتها الرئيسي ذات يوم عن اكتشاف أسلحة كيماوية في رابعة ، قبل أن يكتشف الجميع أن مضادات الدروع كانت حجارة من كسر رصيف شارع النصر ، وأن الأسلحة الكيماوية كانت أنابيب غاز الطهو ، صوت هؤلاء الدجالين مرتفع جدا هذه الأيام ، والتركيز كله على غزة ، وعلى حماس ، ثم أتت رائحة غير مريحة في يوم واحد ، عندما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إدارته تحتفظ بعلاقات بناءة "مع العسكريين المصريين" ، وفي اليوم نفسه يخرج وزير خارجية مصر نبيل فهمي بتصريح عنتري يقول أنهم لن يصبروا طويلا على ما تفعله حماس ، وأن رد مصر سيكون عنيفا على أي تهديد لأمنها القومي ، وهو تمهيد واضح لإعلان حرب ، لا يوجد معنى آخر له ، فهل تصريح فهمي يدخل في إطار تفسير العلاقات "البناءة" التي تحدث عنها أوباما ، ثم أليس من اللائق والبديهي أن يطلع نبيل فهمي المصريين والعالم على هذه "الجرائم" التي ترتكبها حماس في حق مصر . أعرف أن هناك من يدفعون القيادة العسكرية المصرية لخوض مواجهة مع حماس ، وهناك تحريض مستمر ، والبعض يغري البعض بأن معركة تحرير "إشارة رابعة العدوية" ليست كافية لصناعة بطولة تصلح كمهر للعريس ، وأن عملية خاطفة وحاسمة في قطاع غزة ربما تكون "مهرا" ملائما للعرس الجديد ، ويجعل له المباركة والقبول الدولي والإقليمي ، وهذا في الحقيقة كابوس ينبغي أن نحذر من خطورته من الآن ، وبكل قوة ، أي مغامرة مصرية في قطاع غزة ستكون كارثة تاريخية على مصر ، كارثة عسكرية وكارثة أخلاقية ، وسيكون عارا يصعب محو آثاره لعشرات السنين المقبلة ، كما أنه ينبغي أن يكون واضحا أن مغامرة مثل هذه ستعزز الانقسام الوطني أكثر مما هو منقسم أصلا في مصر ، ومن الطبيعي أن تجد ملايين المصريين يقفون ـ للمرة الأولى منذ تأسيس الدولة المصرية ـ مؤيدين للقوة الخارجية التي تتصدى لجيشهم ، وملايين أخرى تؤيد الجيش ، كما أن مثل هذه المغامرة من شأنها أن تفتح بوابات الجحيم على مصر من البوابة الشرقية ، وستكون هناك حالة استنزاف مروعة لقدرات مصر الاقتصادية والعسكرية والمعنوية لسنوات تجعلها أكثر ضعفا أمام الخارج ، وأكثر تمزقا في الداخل . كل ما يتعلق بالملف الفلسطيني هو شأن بالغ الحساسية والخطورة ، المصريون يفهمون ذلك ، والعرب يفهمون ذلك ، والعالم كله يفهم ذلك ، وحدهم المغامرون لا يدركون ذلك بشكل صحيح ، وإسرائيل راغبة في تصدير أزمتها مع غزة إلى مصر ، والدم المصري الغالي والعزيز الذي أريق على مدار أكثر من سبعين عاما من أجل تحرير فلسطين والانتصار للشعب الفلسطيني لن يغفر لأي "مغامر" أن يلوث تاريخه أو يمحو آثاره ، وعلى الحكماء أن يفصلوا بين الإخوان كتنظيم مطارد ومغضوب عليه في مصر وبين حماس كحركة ذات جذور إخوانية ، حماس حركة تحرر وطني قبل أي شيء ، وكثيرا ما كانت لها مواقفها المعارضة للإخوان في مستويات دولية عديدة على خلفية القرب أو البعد من المصلحة الفلسطينية ، وكل ما يقال عن تدخل حماس في الشأن المصري ، سياسيا أو عسكريا أو أمنيا ، محض خرافات لم يجرؤ أحدهم على أن يقدم دليلا واحدا على صحتها ، جر شكل بالمعنى الدارج ، فاتقوا الله في مصر وشعبها ، واتقوا الله في فلسطين وشعبها ، وتذكروا أن من يخطئ الحساب هنا ، ومن يفكر في المغامرة ، فسيكتب اسمه في أسوأ سجلات عار التاريخ
................
المصريون


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



النفط والسلفية


عبدالعزيز السماري




يظهر في ثنايا الحوار عن السلفية ومفاهيمها الاجتماعية المحافظة وأثرها على تطور المجتمع سؤال ملح عن دور النفط فيما يحدث، وهو عن أيهما كان المؤثر الأكبر على مراحل تطور المجتمع نحو المدنية والتنمية، وهل توجد بينهما علاقات فيما حدث من تردد في دفع عجلة التطور؟، وهل كان هناك عوامل ساهمت في تأجيج التفكير السلفي، ولا أعتقد أن أحداً قد يختلف على أنهما قاما بأدوار في غاية الأهمية في تأسيس الدولة في العصر الحديث، لكن النفط ساهم في مراحل متأخرة في تضخم بعض المفاهيم الاجتماعية في السلفية، وكان يغذي ثقافة الانغلاق في درجة كبيرة عند مقارنتها بالدول التي لم يُكتشف فيها النفط مبكراً.

كانت الأهداف الموضوعية تتحدث عن استغلال النفط في تنمية الموارد البشرية ودفع عملية التطور، ونشر ثقافة العمل، وقد حصل ذلك في بعض الاتجاهات، لكن الضغط الاجتماعي والسياسي ساهم في تحويل موارد النفط إلى تعزيزها، وإلى تسخير موارده في إحكام الانغلاق، بل ونشره خارج البلاد، لدرجة أن الشماغ أصبح رمزاً للانغلاق في دول بعيدة جغرافياً واجتماعياً عن المجتمع السعودي، وشهدت مرحلة الثمانينيات استثمارات في نشر هذه الثقافة في شتى بقاع الأرض، ولم يكن ذلك خاصاً بالمجتمع السعودي، فقد شاركت دول أخرى في صرف جزء كبير من موارد النفط في تعميم المفاهيم المتطرفة.

ويمكن تحديد ذلك لحظة التحول الكبير في اتجاه الاستثمارات النفطية لخدمة التطرف بالانفجار الذي حدث في إيران، ووصول المتطرفين الشيعة لسدنة الحكم في إيران بعد الثورة الإيرانية، مما دفع دول الخليج في مواجهة الخطر القادم إلى استدعاء التاريخ للدفاع ضد تصدير المد الشيعي المتطرف، وضخ الأموال في مهمة نشر السلفية كحركة تاريخية سياسية دينية مضادة للمد الشيعي السياسي، من أهم آثارها ما حدث من حروب في المنطقة، وما يجري الآن في حرب شبه إقليمية في سوريا، وهو ما يعتبر أكبر هدر لثورة طبيعية في تاريخ الأمم، وقد تعي شعوب المنطقة هذا الهدر المادي الكبير بعد عقود من الزمن.

كان من تبعات ذلك الاستثمار الأيديولوجي أن سيطرت قوى التقليد في المجتمع، وأدى ذلك إلى صرف اتجاه التعليم نحو الدين، وتخريج عشرات الآلاف من الدعاة بدلاً من التكنوقراط والمهنيين، وكان الكاسب الأكبر قوى الإسلام السياسي بمختلف اتجاهاته المتطرفة، بدءا من الإخوان والسلفية الحركية، وانتهاءً بالسلفية الجهادية، وما أحدثته من انفجارات كبيرة في المجتمعات العربية والإسلامية، ومن ثم تشويه التطور المدني وحقوق الإنسان والحريات العامة، ثم دخول مرحلة أشبه الحرب الأهلية بين قوى المجتمع، كان شرارتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

قد أستطيع القول: إننا لا زلنا نعيش مرحلة انعدام الرؤية في ظل الصراعات الدينية الحالية، والتي ستؤخر كثيراً من إعادة التوازن لتطور المجتمع، يساهم في ذلك عدم وضوح الرؤية حول كيفية مواجهة التطرف الديني في المنطقة، بعد أن أثبتت التجارب أن إحياء الأصولية في مواجهة الثروة الإيرانية ربما لم يكن الحل النموذجي والأمثل، بل كان بمثابة الاضطرار الذي زاد من اشتعال نار الأصولية في المنطقة، وصرفها عن السير في اتجاه التحديث، والذي أصبح بسبب ذلك تهمة تطال المثقفين والتكنوقراط، وتجعل منهم أعداء للأمة وسفراء للتغريب.

أدى تضخم قوى التقليد في المجتمع إلى تسييس الدين، وظهور حركات دينية لها أتباع وجذور، سيصعب إعادة إنتاجها في وقت قياسي، بل ربما خرج الحل من قبضة السلطات الرسمية، وأصبح محصوراً في الرموز الدينية واحتمالات تغيير نهجهم من نشر ثقافة الانغلاق إلى تبني المفاهيم الحديثة، وقد كان الحوار الوطني أحد الحلول التي حاولت نشر ثقافة احترام الآخر، وهو ما كان يعني الاعتراف بالتعددية، لكنه حل لم يصل بعد إلى نتائج ملموسة، بسبب المكاسب التي تحققت لرموز الحراك الديني الأصولي، وما يتمتعون به من سلطات اجتماعية، تعيق الحلول المدنية في الزمن القريب، وقد نحتاج إلى متغيرات كبرى من أجل دفع العجلة في الاتجاه المعاكس.

ولعل المتغير السياسي الأهم والمنتظر هو حدوث ثورة مدنية في إيران، ومن ثم انطفاء حالة العداء بين قوى التطرف الشيعي والسني، ولن يخرج الحل من حدوث التغيير الإيراني من الداخل، ولن تجدي الحصارات الاقتصادية في دفع التغيير في إيران، بل قد يزيد ذلك من توحد القوى الاجتماعية ضد الخارج، وبالتالي استمرار المد الثوري الديني في الدولة الفارسية، لكن ذلك لا يجب أن يوقف دول الخليج من الاستثمار في الإصلاح المدني، والاعتماد على النفط في إحداث الثورة الاقتصادية المنتظرة والمتعددة الموارد، وبالتالي طرح نموذج مدني ناجح في مواجهة جنون التطرف الديني في المنطقة.

http://www.al-jazirah.com/2013/20130926/ar5.htm

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



الفاينانشال تايمز: قطر تلعق جراحها وتعيد النظر في دورها




يعتقد محللون ان قطر ستنتهج سياسة توافقية في ظل أميرها الجديد

تناولت الصحف البريطانية الصادرة عددا من القضايا العربية من بينها كلمة الرئيسين الإيراني والامريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتطورات الأوضاع في سوريا.

نبدأ من صحيفة الفاينانشال تايمز وتحليل بعنوان "قطر تلعق جراحها وتعيد النظر في دورها في سياسة المنطقة".
ويقول سيميون كير كاتب التحليل إنه يبدو من المزمع ان تتبنى قطر سياسة خارجية اكثر توافقية في ظل أميرها الجديد بعد أن ازعجت الامارة الغنية بالنفط بعض جيرانها بتأييد محمد مرسي، الرئيس الاسلامي المصري المعزول، وبدعمها للمقاومة المسلحة في سوريا.
ويقول سيميون إنه ضمن مساعيها للحصول على نفوذ دولي، انفقت قطر اكثر من ثلاثة مليارات دولار في العامين الماضيين لدعم المعارضة المسلحة في سوريا وكانت اكبر الدول المانحة للمعارضة. ولكن دعمها للجماعات الاسلامية، بما في ذلك الاخوان المسلمين في مصر، جعلها على النقيض من جيرانها.
ويضيف أنه الآن بعد ان تنازل الامير عن دوره لابنه الامير تميم بن حمد آل ثاني، تعيد قطر النظر في دورها الاقليمي، ويأتي ذلك بعد صدمتها بـ "الانقلاب العسكري" في مصر الذي أدى إلى عزل مرسي.
وتقول الصحيفة إن الكثيرين، ومن بينهم الامارات والسعودية اللتان دعمتا "الانقلاب العسكري" في مصر، ما زالوا يتشككون في نوايا قطر ودعمها للاخوان المسلمين، ويستشهدون على ذلك باستضافتها للشيخ يوسف القرضاوي وتمويل قناة الجزيرة "التي يعتقد أنها مؤيدة للاخوان".
ولكن الصحيفة تقول إن المحللين يرون أن قطر لن تنحى سبيل العزلة والابتعاد عن سياسة المنطقة، ويقولون إنها ستلعب دورا توافقيا ضمن اطار الاهداف العامة لدول الخليج.

مبادرة ثورية

التايمز : "المصريون يقولون أيقظوا الثورة"



ننتقل الى صحيفة التايمز ومقال بعنوان "المصريون يقولون أيقظوا الثورة".
ويقول بيل ترو مراسل الصحيفة في القاهرة إنه بالأمس قام مجموعة من كبار النشطاء في مصر باطلاق جماعة سياسية جديدة ترفض كلا من الحكومة العسكرية والاخوان المسلمين.
وتقول الصحيفة إنه بعد شهر دام قتل فيه منذ الف شخص منذ عزل الجيش للرئيس الاسلامي محمد مرسي، تم الاعلان عن ائتلاف يطلق عليه "ائتلاف طريق الثورة" "لتركيز الانتباه على اهداف ثورة 25 يناير 2011" التي تتمثل في اجراء انتخابات حرة ونهاية الفساد ووضع حد لقمع الشرطة وانهاء حالة الطوارئ.
وتشير الصحيفة إلى أن من الاعضاء المؤسسين للائتلاف الروائية والكاتبة أهداف سويف وأحمد ماهر احد قادة حركة السادس من ابريل والمدون والناشط علاء عبد الفتاح.
وقالت سويف عند الاعلان عن الائتلاف الجديد "الدولة الأمنية تحاول العودة محمية بالجيش، وتتخذ الاخوان المسلمين كمسوغ لاغلاق السبل أمام المطالبة بحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية".

"جديرة بالدعم"

وننتقل إلى صحيفة الفينانشال تايمز ومقال كتبه بورزو داراغاهي بعنوان "تونس جديرة بالدعم الخارجي مع تواري احترام الديمقراطية".
ويقول داراغاهي إنه حتى الوقت الحالي يبدو أن تونس ظهرت كالدولة العربية الوحيدة التي تمكنت من الانتقال من النظام السلطوي إلى التعددية دون الحياد عن المسار.
ويقول دراغاهي إنه بينما ينظر البعض إلى مصر وليبيا وسوريا "ككوارث سياسية"، فإن تجربة تونس في الربيع العربي في التعددية وفي امكانية تعايش العلمانيين والاسلاميين جديرة باهتمام الغرب مع تزايد المؤشرات على تراجع التأييد للديمقراطية.
ويضيف أنه منذ أشعل بائع خضر شاب النار في نفسه منذ نحو ثلاث سنوات مفجرا انتفاضة شعبية، كان مسار تونس مليئا بالعقبات.
ويقول إن المتطرفين الاسلاميين في تونس يشنون حربا ثقافية على المؤسسة العلمانية كما شنوا تمردا مسلحا على الحكومة المركزية.
ويضيف أنه منذ سبعة اشهر اغتال مسلحون زعيما للمعارضة التونسية، مما تسبب في ازمة سياسية اطاحت برئيس الوزراء حمادي الجبالي.
وفي يوليو/تموز ادى اغتيال آخر إلى زيادة معارضة العلمانيين للحكومة في تحرك مستلهم من اطاحة الجيش بحكومة الاخوان المسلمين في مصر.
ويضيف داراغاهي أن محاولات الانتهاء من الدستور، الذي سيمهد الطريق أمام اجراء انتخابات جديدة، تعثرت.
ويقول إنه على النقيض من مصر وسوريا، بقي الجيش التونسي بعيدا عن السياسة ولم يبد اهتماما في المشاركة في الخلاف الايديولوجي بين الاسلاميين والعلمانيين.
ويضيف أنه على الرغم من الخلاف بين الاطراف السياسية، تحلى التونسيون بالتعقل. ويقول إنه على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع التأييد للإسلاميين، إلا أن التأييد للمعارضة انخفض أيضا.
كما لا يوجد الكثير من التأييد لاتخاذ نفس المسار الخطر الذي حصل في مصر المتمثل في الاطاحة بالحكومة، حسبما يقول داراغاهي.
ويضيف أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة بيو البحثية واجري في مارس/اذار يظهر أن 54 بالمئة من التونسيينن يؤيدون الديمقراطية، بانخفاض تسعة بالمئة عن العام الماضي.
ويشير تقرير بيو إلى ان اكثر انخفاض ملحوظ في التأييد للديمقراطية في تونس كان في الطبقة المتوسطة، التي تعرضت لضغوط مادية شديدة خلال الاعوام القليلة الماضية.
ويختتم داراغاهي المقال قائلا إن تونس بحاجة ماسة للاستثمارات الغربية بالاضافة دعم مؤسساتها السياسية الوليدة.

"ابتسامة تخفي السم"

الديلي تلغراف : توجد مؤشرات على التقارب بين روحاني والغرب

ننتقل الى صحيفة الديلي تلغراف وتقرير اعده روبرت تيت من القدس.
ويقول تيت إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتصدي لمحاولات الرئيس الايراني حسين روحاني التودد للغرب، بالقول أن الرئيس الإيراني الجديد لا يختلف عن سابقه محمود أحمدى نجاد، الذي كان يدعو للقضاء على اسرائيل.
ويقول تيت إن نتنياهو، الذي يشعر بالقلق ازاء مؤشرات التقارب بين طهران والغرب، سيستخدم كلمته أمام الجمعية العامة الأمم المتحدة في الاول من اكتوبر/تشرين الاول للتحذير من أن لهجة روحاني التصالحية تخفي نفس نوايا احمدي نجاد "العدائية".
وتنقل الصحيفة عن صحيفة يدعوت احرونوت، التي تقول انها حصلت على نسخة من كلمة نتنياهو، أن اسلوب روحاني "ليس عسلا بل سما".
........
بي بي سي

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



الديمقراطية الجديدة.. الرئيس "القاضي" يعدّل تشريع الحبس الاحتياطى ويجعله مفتوحًا


مفكرة الإسلام : أصدر الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلى منصور، تشريعاً، مساء الأربعاء، بتعديل المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية الخاصة بمدة الحبس الاحتياطي وجعلها مفتوحة بدون سقف زمني.
وبهذا يكون عدلي منصور قد قبل مسودة التشريع التي أعدها وزير العدل عادل عبد الحميد بتغير نص الفقرة الأخيرة من المادة143 من قانون الإجراءات الجنائية والتي كانت تنص فيما سبق على "أن مدة الحبس الاحتياطي في مرحلة النقض للمحكوم عليهم بالإعدام أو السجن المؤبد لا تتجاوز السنتين" لتصبح "أنه يجوز لمحكمتي النقض والجنايات أن تأمر بحبس المتهم احتياطيا لمدة 45 يوما قابلة للتجديد" دون التقيد بالمدد المنصوص عليها في المادة 143.

وقد قوبل هذا التعديل برفض واسع من قبل النشطاء المصريين والحقوقيين، حيث أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن رفضها الشديد للتعديل التشريعي على قانون الإجراءات الجنائية والذي يحرر محكمتي النقض والجنايات من التقيد بمدة محددة للحبس الاحتياطي للمتهم في الجرائم التي تكون عقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد.

وأعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن اندهاشها الشديد من أن يكون رئيس الجمهورية القاضي هو من يصدر هذا التشريع الذي يهدر حقوق الإنسان ويعتدي علي كرامتهم الإنسانية التي تشكل ركيزة أساسية من ركائز حقوق الإنسان والتي نصت عليها كافة المواثيق والتشريعات الدولة والمحلية.

وأضافت الشبكة أن هذا التعديل يشكل اعتداءا علي ضمانات وحقوق المتهم التي نصت عليها وراعتها المواثيق والتشريعات الدولية, والتي أكدت علي ضرورة تقييد الحبس الاحتياطي باعتباره تدبير احترازي لضمان سلامة التحقيقات وسير العدالة ولا يجوز اللجوء إليه إلا في حالات الضرورة ووفقاً لمعايير وضوابط محددة وفي أضيق الحدود وذلك إعمالاً للمبدأ القضائي والعرف الدولي القائل بأن الشك في المحاكمات يفسر لصالح المتهم.

وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان "إننا عنينا كثيراً من استخدام الحبس الاحتياطي من السلطات المصرية كعقوبة للنشطاء وأصحاب الآراء عن طريق تقديمهم لمحاكمات جنائية بتهم ملفقة, وإصدار قرارات بحبسهم احتياطاً دون أن تثبت أدانتهم, وكان ذلك في عهد الديكتاتور المخلوع مبارك وفي الوقت الذي كان فيه الحبس الاحتياطي مقيداً بمدد محددة"

وأضافت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في بيان نشرته على موقعها الإليكتروني: "إن نظام الحبس الاحتياطي المطلق يشكل خطرا علي الأفراد أكثر من العقوبة واجبة النفاذ الصادرة بحكم قضائي, وبرغم إن هذه العقوبة تكون صادرة بعد ثبوت إدانة المتهمين إلا أن التشريعات قد أوجبت تحديدها بمدة معينة, وقد حصرت القوانين كل العقوبات التي يجوز توقيعها في حالة الإدانة, أما نظام الحبس الاحتياطي المطلق فهو يبيح جبس الإفراد لمدد غير محدودة قبل حتي أن تثبت إدانتهم, وهو ما يجعل الحبس الاحتياطي يشكل عقوبة في حد ذاته"

وأكدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن هذا التشريع الذي اصدره المستشار عدلي منصور يعصف بالمبدأ القانوني الدولي والذي ينص علي أن "المتهم برئ حتي تثبت إدانته" كما إنه يعصف بحقوق وضمانات المتهم, ويهدر حق المتهمين في التمسك بحريتهم مدام لم تثبت إدانتهم فيما وجه لهم من اتهامات.

.......................

الاتحاد الأوروبي يطالب مصر بإيضاحات حول حكم حظر «الإخوان»

مفكرة الإسلام : طلب الاتحاد الأوروبي من القاهرة بتوضيحات ومعلومات حول قرار القضاء بحظر أنشطة جماعة "الإخوان المسلمين" ومصادرة أموالها وممتلكاتها.

وقالت مايا كوسيانتيش، متحدثة باسم كاثرين آشتون، منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنه عقب صدور أمر قضائي بحظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها، فإن التكتل الأوروبي الموحد يريد الحصول من القاهرة على توضيحات ومزيد من المعلومات في هذا الصدد.

وأشارت المتحدثة، خلال المؤتمر الصحفي اليومي بمقر المفوضية في بروكسل، الثلاثاء، أن «آشتون» ستلتقي وزير الخارجية نبيل فهمي هذا الأسبوع، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأضافت أنها ستطالبه بمزيد من التفسير، بحسب "المصري اليوم".

وقبل أسابيع، وافق وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد خلال اجتماع استثنائي في بروكسل على قرار يقضي بتعليق تصدير السلاح إلى مصر، والإبقاء على المساعدات التنموية وتلك المخصصة لمساندة المجتمع المدني، في محاولة للضغط على القاهرة للعودة إلى إكمال المرحلة الانتقالية. جاء ذلك في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي في انقلاب الثالث من يوليو الماضي وتولي حكومة مؤقتة تسيير أمور البلاد.



..................................


(ثورة 6 أكتوبر) : لم نخلع مبارك حتى يضع عمرو موسى دستور مصر


أطلقت صفحة " ثورة 6 أكتوبر" على الـ "فيس بوك" البيان رقم "1" لها،  والتي أدانت فيه الحكومة الانقلابية على ممارستها خلال الـ 100 يوم في حكم الزعيم الدموي الفريق عبدالفتاح السيسي.
وجاء نص البيان على النحو التالي : "رأينا ما لم نراه في حياتنا من قتل، وحرق، وإهانة، وذل، وطوارئ، ومحاكمات عسكرية، وضبطية قضائية، وإعتقالات باطلة، وغياب الحريات، فضلا عن غياب أقل حقوق الإنسان".
وتابع البيان : "إقتصاد منهار، سياحة ضائعة، إعلام كاذب، غياب الأمن، حكومة فاسدة، لجنة لتعديل دستور لا تمثل شعب مصر، لم نخلع مبارك حتى يضع عمرو موسى دستور مصر".
وواصل البيان اتهامة لحكومة الانقلابين قائلا : "الشهداء يضيع حقهم، و أهالى الشهداء تحترق قلوبهم، لن يرضى بهذا الذل والظلم إلا شخص مريض يعشق الذل أو يكره مصر، أو جاهل ومغيب أو ينتفع من ورائه".
وفي نهاية البيان، دعت صفحة "6 اكتوبر" كافة طوائف الشعب المصري النزول يوم الأحد 6 أكتوبر 2013 الساعة الثانية ظهراً في كل شوارع مصر، للمطالبة بـ عزل ومحاكمة وزيري الدفاع والداخلية.
-
...........................................................



حازمون تدعو للاحتشاد لمليونية الإفراج عن "أبو إسماعيل"

مفكرة الإسلام : دعت حركة "حازمون" إلى الاحتشاد في مليونية للإفراج عن الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، مؤكدة أن التهم الموجهة إليه ملفقة ولن تسكت عليها، وأن عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء.
وقالت الحركة في بيان لها: "نجهز لحشد كبير جدا قريبا، ضمن فاعليات مليونية الإفراج عن أبي إسماعيل، كما يحدث تنسيق مع الكيانات الإسلامية والثورية، باعتبار أبوإسماعيل أحد أهم ثوار ثورة 25 يناير".
ولم تعلن الحركة موعد المليونية التي دعت لها وقالت إنها ستعلن عنه قريبا، وفقا لموقع كلمتي.
يشار إلى أن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل محبوس احتياطيا بسجن طره على ذمة اتهامه بالتزوير في إقراره الجنسية الخاص بوالدته إبان ترشحه لانتخابات الرئاسة في العام الماضي، في قضية اتهامه وآخرين بالتحريض على القتل والشروع فيه في محيط جامعة القاهرة وميدان النهضة.
...............................................

جزيرة ظهرت في بحر العرب بفعل الزلزال الباكستاني




مفكرة الإسلام : عقب الزلزال الذي شهدته باكستان الثلاثاء، تشكلت جزيرة صغيرة في الساحل الجنوبي للبلاد بسبب اندفاع الأرض.

وقد تجمع سكان المناطق المحيطة بالساحل لمشاهدة الجزيرة الجديدة بالقرب من ميناء جوادر.

وقد وصل فريق من المتخصصين التابعين للبحرية الباكستانية إلى تلك الجزيرة، وقالوا في تصريحات للتلفزيون المحلي: إن ارتفاعها يبلغ نحو 18 مترًا، وأن طولها يقدر بنحو 30 مترًا.

ومن جانب آخر، دفع الجيش الباكستاني بقوات وطائرات مروحية إلى منطقة أوران، حيث يوجد مركز الزلزال في الإقليم المتضرر، لكن وعورة المنطقة عرقلت عمليات الإغاثة.

ويعد إقليم بلوشستان أكبر المناطق الباكستانية من حيث المساحة، لكنه أقلها من حيث عدد السكان، وهو من المناطق الأكثر عرضة للزلازل

...............................

بالصور.. الإطاحة بأفارقة يديرون مصنع خمور بفيلا إيجارها 80 ألف ريال بالرياض

الأربعاء, ۲۰ ذوالقعدة ۱٤۳٤

تواصل – خالد الغفيري:

تمكنت فرقة مكافحة الخمور في وحدة العمليات والدوريات الميدانية في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض صباح يوم الاثنين من القبض على عصابة من العمالة السودانية والإثيوبية يديرون مصنعا ضخما للخمور داخل فيلا بحي المرسلات تم استئجارها بمبلغ 80 ألف ريال.

ويحتوي المصنع على 11 راوية سعة الواحدة 2000 لتر منها 6 مليئة بالخمور و2 مكيف صحراوي و2 برميل بترومين طبخ و650 قارورة جاهزة للترويج في مدينة الرياض.

كما ضبط معهم سيارة يوكن مستأجرة بمبلغ 8 آلاف شهريا إضافة إلى وثائق ورخص إقامة وسير مزورة.

وقد تم تحويل أفراد العصابة إلى الجهات المعنية للبدء في إجراءات محاكمتهم.





..........................

من تويتر


تغريدات قيّمة للشيخ د. عوض القرني تعليقا على أحداث مصر





  1. الأب الروحي للتيار الشيوعي في مصر بكافة تنظيماته ومن بذر بذوره هو اليهودي كورييل و تلاميذه هم من يقود حزب التجمع اليساري المتنفذ في الإنقلاب

  2. عبدالناصر والناصرية أول من طرح القومية والإشتراكية بديلا للإسلام وأقام المذابح للإسلاميين وسلم الإعلام والتعليم والقضاء للشيوعيين والأرض لليهود

  3. لم يقف أمام طغيان تحالف الشيوعية والناصرية في الستينات والسبعينات خارج مصر إلا المملكة بقيادة فيصل رحمه الله وداخل مصر إلا الإخوان ومن معهم

  4. لقد عانت المملكة كثيرا من التشويه والحرب العسكرية والمحاولات الإنقلابية من عبدالناصر وقتل من الإخوان الآلاف حتى قصمه الله ومات بغصته من فيصل
  5. لقد استدارالزمان وعاد الناصريون والشيوعيون للإستيلاء على مصر بانقلاب عسكري كما فعل طاغوتهم من قبل واستيقضت أحقادهم مرة أخرى على الإسلام وأهله
  6. ساذج من ضن أن أحفاد كورييل وأبناءعبدالناصر وتلاميذ هيكل تغيرموقفهم من إرث فيصل إنها خطا عبدالناصرالذي زار المملكة في أول عهده كزواج متعة سياسي
  7. إن إحدى خطايا السياسة الكبرى حين تباع المبادئ ويفرط في القضايا الإستراتيجية لمصالح آنية تكتيكية حبا للعاجلة ثم تكون الكارثة كماكان في العراق
  1. إن العرب الآن يكررون ما فعله ملوك الطوائف في الأندلس ومالم يستيقظواويعودوالله فسيطول ليلهم ولن يكون أحد منهم بمنأى عما تأمر به ضد شعبه أوغيره

  2. إن قدر وعزة ونهضة ووحدة وأمن منطقتنا مرتبطة بالإسلام منذ أشرقت عليها شمس الرسالة فعلى ثراها وبأيدي شعوبها تحطمت كل صورالغزو عسكريا أوفكريا


    وأهم من يقف ضد قدرالله وخائب من تحدى وعد الله ومغلوب من يغالب سنن الله ومسكين من يتحدث عن وحي الله بجهل وهوى ويظن أن سلطانه أوماله سينصر باطله


    أيها الأحرار لقد قال أحد قادتنا الكبار((قتيبة)) إن الأجل لايقربه خطر ولايؤجله حذر فهو قدر مقدر وإذا حضر فإن أشرفه وأكرمه ما كان في سبيل الله

.............





......................................................


Embedded image permalink


................
سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




الثقافة الأمنية: القوانين لا تكفي وحدها !!!


كثر الحديث في الآونة الأخيرة في كواليس الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون عن أهمية الاتفاقيات الأمنية بكل تفاصيلها، كما كثرت الأحاديث - أيضا - عن أهمية التعاون في مجالات الأمن الفكري، وكذلك محاصرة الاستخدامات السيئة لكل شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن الإصرار على مراقبة مستخدميها ومحاربة الشركات التي تصر على حماية مستخدميها من المراقبة الأمنية !!

دول الخليج - حسب علمي - لم تتفق حتى الآن على صيغة موحدة حول الاتفاقيات الامنية ، فلكل دولة ظروفها ومخاوفها الامنية التي قد تختلف قليلا أو كثيرا عن بقية الدول الخليجية الأخرى كما أن  هذه الدول تختلف أنظمتها وكذلك الوسائل التي لابد أن تسلكها لكي توافق على أي صيغة أمنية؛ ولكن جميع دول المجلس  في المجمل تشعر بأن التعاون في هذا المجال سيكون في صالحها رغم المخاوف التي قد تطرأ من هنا أو هناك .

ومن نافلة القول أن الأمن بمعناه الواسع مطلب مهم لكل الدول والافراد، ولكنه قد يصبح مصطلحا بغيضا إذا توسعت دولة من الدول في استغلاله لقمع شعبها أو طائفة منه بحجة المحافظة على الأمن ، ولذلك لابد أن يكون تطبيق الأنظمة الأمنية  دقيقا وعادلا وعلى الجميع مهما علت رتبهم أو مكانتهم الاجتماعية لكي تحظى تلك الانظمة بالقبول والاحترام، وفوق ذلك كله  لابد أن تكون القوانين المنظمة لقضايا الأمن والعقوبات المترتبة على الاخلال بها دقيقة جدا وغير قابلة للإجتهاد في تفسيرها لكي لا تستغل في الإساءة للبعض لتحقيق مصالح خاصة لا علاقة لها بالأمن من قريب أو بعيد، وذلك مثل تهم الارهاب والعنف والاساءة للاشخاص وما شابه ذلك من الاتهامات العريضة غير المحددة بمعنى يفهمه بدقة كل من يرتكب عملا مخلا بالامن بحسب قوانين بلاده.

ولكي تتضح الفكرة أضرب مثلا بما نشرته جريدة (البلاد) البحرينية في عددها يوم السبت ٢١سبتمبر٢٠١٣م تحت عنوان (الثقافة الأمنية) حيث ذكرت الجريدة أن قانون العقوبات في البحرين وفي مادتيه: ١٦٨، ٣٦٤، يعاقب على استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في بث الاخبار الكاذبة والاساءة للآخرين وكذلك المساس بالنسيج الوطني ووحدة الشعب ونقل صور وأخبار مضرة بالدولة والتحريض على كراهية النظام، وازدراء طائفة من الشعب، وإهانة دولة أجنبية أو منظمة دولية أو إهانة شخص معتبر وهو موضع  تمجيد من أهل ملته بالقذف والسب .

كثير من هذه التهم الموجبة للعقاب - وهذا للعلم ليس في البحرين وحدها - ليست دقيقة وغير قابلة للتأويل وكثرة التفسيرات، إذ يمكن  لكل واحد أن يفهمها بصورة مغايرة لفهم الآخر ومغايرة أيضا - ربما - للذي وضعها ووضع قانون العقوبات المستحق على ارتكابها ، بل ومن الممكن في بعض الحالات أن يقوم شخص بعمل يحسبه خدمة لأمن بلاده في الوقت الذي يعاقبه القانون عليه بحسب طريقة فهم القانون عند واضعيه، وإذا كان الأمر كذلك فمن المخول بتحديد المفهوم الصحيح لقانون العقوبات ولماذا هو بالذات ؟!! ولكي تتضح الصورة على ما أشرت اليه  فسأذكر مثالا على ذلك وهو مسألة التحريض واشاعة الفوضى، سأفترض أن  شخصا كتب عن بعض جوانب الفساد في وزارات الدولة وهو محق فيما كتب ، وطالب المواطنين بالانكار بكل السبل المتاحة وبحسب قوانين الدولة فهل يعتبر في هذه الحالة محرضا أم يعد مواطنا صالحا لأنه أنكر الفساد وحارب المفسدين ؟! ومثله اذا انتقد مواطن وعبر الوسائل الاعلامية  عملا قامت به الدولة لكنه لا يرى صحته فأبدى وجهة نظره فيه فهل يعد محرضا على الدولة أم يقال إنه عبر بحرية وصدق واخلاص عما رأى أنه عمل لا يليق بدولته  وهذا من حقه باعتبار أن حرية التعبير مصانة ؟!! وكذلك قضية إهانة دولة أجنبية أو منظمة دولية هل هو فعل مجرم بالمطلق أم أن هناك ضوابط لهذا الفعل ؟ القانون بحسب المصدر لم يتطرق الى التفاصيل ولكن العدد نفسه من الجريدة نقل نقدا شديدا من الشيخ جاسم السعيدي لرئيس ايران لانها تدخلت في الشؤون الداخلية للبحرين كما انتقدها ايضا لسوء معاملتها للأحوازيين!! فهل يكون الشيخ في هذه الحالة مدانا يستحق العقوبة بموجب المواد المشار اليها أم أن هناك استثناءات لابد منها؟ شخصيا اتفق معه في إنكار المعاملة القاسية للأحوازيين التي تصل الى قتل العشرات منهم ظلما ولكني هنا اتحدث عن قانون قابل لعدة تفسيرات  يصعب الاتفاق عليها، ومثل السعيدي الشيخ ناجي العربي الذي هاجم أقوى دولة في العالم - امريكا - !!! بل وصل به الحال الى تحريض البحرين عليها !!! وسبب ذلك أنها تدخلت في شؤون البحرين الداخلية !!

ومرة أخرى اتفق معه في أنه ليس من حق امريكا ولا سواها أن تتدخل في البحرين ولا في أي دولة خليجية أخرى  ولكني أعود إلى القانون ذاته فلو أريد تطبيقه بدقة لعوقب الشيخ  بتهمة اهانة دولة أجنبية وهذا غير صحيح على الاطلاق فهو يدافع عن مكانة بلاده ووجوب احترام هذه المكانة!! أما اهانة المنظمات الدولية فكثير وجوده في البحرين خاصة إهانة بعض منظمات حقوق الانسان لمواقفها من بعض ما يجري في البحرين تجاه نشطاء حقوق الانسان ولم أسمع أن أحدا عوقب على انتقاده لتلك المنظمات لأن واضع القانون لم يعد ذلك تجاوزا على الانظمة، وفي السياق ذاته فالحديث عن اهانة شخص معتبر في دولته أو طائفته وانه مخالف للقانون لم أره مطبقا في معظم الاحوال؛ ففي مرات كثيرة أهين أشخاص معتبرون في بلادهم وعند طوائفهم مثل: القرضاوي وعيسى قاسم والسيد حسن نصر الله ومهدي عاكف وآخرين ومع هذا لم تعاقب البحرين التي وضعت مواد خاصة لمثل هذه الحالات من قام بتلك الاساءات  التي عدتها جرائم مخالفة للقانون!!

كل وسائل الإعلام بما فيها الحكومية تهين الاسد وحكومته - وهو يستحق كل أنواع الاهانة وما أكبر من ذلك - فهل يدخل ذلك في قانون المعاقبة والمساءلة أم أنه خارج عن ذلك القانون ؟ وقبلها كان هناك حملات  على القذافي وأخرى  على مخلوع تونس ومصر وكذلك معزول مصر واليمن فهل كل ذلك مما يسمح به القانون أم يحاسب عليه ؟

الذي أراه  أن هذه القوانين لم تخضع لدراسات دقيقة مما جعلها قابلة للتفسير والتكييف  بحسب أمزجة الجهات الأمنية  وحدها فإذا أريد  معاقبة شخص على فعل معين قيل: هذا فعل فيه تحريض أو إهانة أو خروج على الدولة ونظامها، وإذا قام شخص آخر بنفس الفعل وهو مرضي عنه تم التغاضي عنه بحجة أنه لم يرتكب ما يخل بأمن الدولة !!!  وهكذا يصبح التفسير وحده من حق أجهزة  التحقيق فهم في مثل هذه الحالات الخصم والحكم في آن واحد !! وهذا فيما اعتقد ليس في مصلحة أي دولة من دولنا لأنه يوجد الأحقاد ويشجع الخروج على الدولة لأن العدالة اذا فقدت انهزت أركان الدولة وتصدع بنيانها وهذا لا يحقق الأمن لا للحاكم ولا للمواطن  .

من حق الدولة أن تحمي مواطنيها وكيانها وهذا لا يتأتى الا بالقوانين العادلة ، والقوانين كلها ما تعلق منها بالأمن أو سواه يجب ان تكون شديدة الوضوح والدقة لكي لا يظلم المواطن، وإذا حصل اختلاف في تفسير القانون فيجب ان يكون الأصلح للمواطن وهذا ماتطالب به  الشريعة الإسلامية، ولأن دولنا إسلامية فيجب أن تطبق هذه القاعدة تحقيقا للأمن المجتمعي وحماية للأفراد من الانجرار للعنف والإرهاب.

 حمى الله البحرين وأهلها، وحمى الله بلادنا الخليجية والعربية والإسلامية من كل سوء ..
......

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



جورج برناردشو في بعلبك


أحمد فرحات*


في كلّ مرّة زار فيها برناردشو لبنان، كانت وجهته بعلبك وقلعتها الشهيرة.. "للرياضة الروحية مع التاريخ".. كما قال مرّة لأحد السائحين.

أما زوجته شارلوت بيناونشيد فتقول إنه زار القلعة للمرّة الثانية مدفوعاً "بأوامر" محض أخلاقية، يتعلق أغلبها بالروح "الفابية" المسكونة فيه، وبملهم هذه الروح القائد الروماني فابيوس كونكتاتورد، والأهمّ أنه في كل مرّة من زيارته الأثر الروماني الأشهر، كان يقضي نهاراً كاملاً، مدهوشاً ومدوّناً لملاحظات وحتى نصوص أدبية ومسرحية ننقل بعضها، وللمرّة الأولى، إلى اللغة العربية.

"برناردشو في بعلبك".. ليس عنوان فيلم سينمائي، ولا رواية أو قصة أو مسرحية، بل هو حدث واقعي، وإن منذ وقت طويل، ولم يعره الإعلام اللبناني القديم اهتماماً. زار عملاق المسرح الإيرلندي الشهير جورج برناردشو (1856- 1950) لبنان مرتين: الأولى في العام 1925، والثانية في العام 1931. في كلتا الزيارتين، حرص المبدع الكبير أن يبقى في قلب مدينة بعلبك، إلى جانب القلعة التي كان يجول فيها صبح مساء، منخطفاً، مدهوشاً، ومدوّناً ملاحظات شتى لم تنشر جميعها، وإن كانت قد احتفظت بها زوجته الإيرلندية شارلوت بيناونشيد، التي رافقته في الزيارة الثانية لمدينة الشمس.

وكان برناردشو يعتبر شارلوت رفيقة عمره الاستثنائية، والحافظة لأسراره، ومدوّناته على اختلافها، هو الذي اشتهر عنه نفوره من جنس نون النسوة إجمالاً. وقد تعرّف إليها في أجواء العمل السياسي لحركة "الاشتراكية الفابية"، التي كان هو نفسه أحد مؤسسيها الكبار مع "غراهام والاس" و"سيدني ويب" وزوجته الناشطة "بياتريس".

وبخصوص بعض ما أفصحت عنه شارلوت من مدونات زوجها لاحقاً في لندن للصحافي البريطاني جون ك. ديربين، نذكر ما ترجمته: "ما كان يدوّنه جورج، وهو يجول مسحوراً بفناء القلعة، له علاقة أثيرية بعظمة الحضارة الرومانية ورموزها الكبار، وبخاصة بينهم، مُلهم فلسفتنا الاشتراكية الفابية، القائد التاريخي فابيوس كونكتاتورد (275- 203 ق. م.)". وتضيف شارلوت: "جورج كان أخبرني أصلاً أنه يزور هيليوبوليس (التسمية الرومانية للقلعة) للمرة الثانية، مدفوعاً "بأوامر" محض أخلاقية ذاتية، يتعلق أغلبها بالروح الفابية المسكونة فيه، والتي لن يتركها بعيدة عن آثار حضارة مُلهمها فيه، التي تكتسب باستمرار معاني خصبة متنوعة، ومساعدة على مزيد من المفاجآت والاكتشافات لديه".

أمام معبد جوبيتير في القلعة الشهيرة، والذي لم يتبق من أعمدته الكورنثية الـ54 سوى 6 أعمدة، تُميّز بمجموعها المتعارف على مشهديته، أبهّة هذا الأثر الروماني الاستثنائي، وقف برناردشو متأملاً، ومسطّراً هذه الحوارية المسرحية الإضمارية الذاتية المكثفة، وذلك كما نقلتها عن أوراقه، زوجته شارلوت:

"صوت أول: لماذا أنت صامت يا هذا؟.. صوت ثانٍ: ولماذا تتكلم أنت؟… صوت ثالث: كلاكما مريض بالحقد على الموت، خاطف جوبيتير العظيم من قرون. كلاكما عليه الآن أن يُحدث صدعاَ جديداً في ما تبقى له من حياة، هكذا دونما تمييع للفروق. كلاكما عليه أن يكون البرهان الحي لمزايا طلقة الروح الجيوبيتيرية، التي ترفرف في المكان، ولسان حالها يقول في أي ضدين يتواجهان: "حيّ أمات أمة، وميت أحياها". الصوتان الأول والثاني صارا صوتاً واحداً ينادي الآن: جاش الوعي كله فيّ يا فابيوس، والثقة كلها باتت تضجّ في النفس، ولا شيء اللحظة، سوى أن ينبض القلب بنبض هواء المكان والزمان، ليلاً.. نهاراَ. في الليل، حيث بعلبك كسواد العين الكحلاء جمالاً ونوراً، وفي النهار، حيث شبق سلطتها السحرية، ما ينفك يولّد فيّ أشكالاً من أخيلة لا ترتوي.. أخيلة بلا نهاية. فأي مهابة أجلّ من هذه المهابة؟! وأي علاء أعلى من هذا العلاء؟! حقاً إن حرية عشق الأثر العظيم لا تقلّ قداسة عن حرية خوارق التفكير. أنا يا شارلوت في قمة الراحة الآن.. في قمة الجاذبية التي تدفعني لأن أؤدي بنجاح، أول رقصة واجبة لي مع الموت".

وتنقل شارلوت عن برناردشو بعد، نصّ مناداة لها يقول فيه: "تعالي يا شارلوت إلى معبد فينوس، هذا الأصغر الملموم في القلعة، تجدين نفسك منحوتة فيه، يد الأجداد عرفت ما فعلت وقدّمت.. تعالي لكي يليق بنا المكان معاً، ونليق به، وأنا على يقين بأن باخوس من معبده سيلحق بنا، وسيقدّم لنا بنفسه ما نريد من شراب الفردوس.. تعالي يا شارلوت، كأن حياة كل من فارق هذه المدينة الآن، تقف على أدقّ أسرارها فينا، وفي عمق أعماق حركاتنا ومبانيها.. تعالي إلى حيث كل هذا التوازن الممسرح بين العقل والقلب والبصر والذوق والرصانة الناعمة والجادة في اشتهاء المحال".

وفي مدينة بعلبك التي أحبّ ناسها ومناخها وطعامها، نزل جورج برناردشو في فندق بلميرا، (لا يزال قائماّ حتى اليوم) وهو الفندق نفسه الذي كان نزل فيه أيضاً: غليوم الثاني، ملك ألمانيا، وهيلا سيلاسي، إمبراطور الحبشة، وجان كوكتو المسرحي والسينمائي الفرنسي الشهير، ولوي آراغون شاعر "إلزا" العظيم.. وكان يرافقه في الزيارة خطار جرجي الحلو، العامل وقتها في القنصلية البريطانية في لبنان، والذي يخبرنا ابنه ألبير خطار الحلو "بأن والده كان معجباً للغاية بشفافية شخصية برناردشو، وطريقة مخاطبته للناس، ورغبته الحافلة بالعذوبة للتواصل معهم وفهمهم، بمعزل عن حاجز اللغة. وكان البعض من أهل بعلبك يدعوه بحماسة لشرب القهوة العربية المُرّة، أو تناول الغداء البيتي، أو تدخين النارجيلة التركية المعمّرة، ويسرّ هو جداً لكرم الضيافة المنهال عليه، في كلّ مرة كان يتنقل فيها من مكان إلى آخر في المدينة".

وينقل لنا ألبير عن لسان والده: "بأن برناردشو كان يتحاشى الصحافيين، ويحرص على أن يبقى مجهولاً أمام من يشتبه بأمر شخصه منهم، وكذلك أيضاً من متعلمين ومثقفين، وفضوليين غير عاديين. المهم أن يظهر للجميع بصفة السائح العادي، المتواري.. ومرة أمام مدخل القلعة، اشتبه بأمره سائح فرنسي عليه سيماء الثقافة، فتقدّم منه قائلاً: "مرحبا بك يا سيد برناردشو.. كيف وجدت بعلبك وقلعتها؟".. أجابه برناردشو ساخراً: ومن قال لك إني برناردشو؟ برناردشو هناك.. في بلاده الباردة البعيدة.. يخفق بآلام قومه وعزلته ومناجاة ذاته المضطربة.. فلم يصدقه السائح الفرنسي، وقال له: الآن تأكد لي بالجزم أنك برناردشو، وأكثر بكثير مما لو رأيتك في لندن أو باريس".

وموقف برناردشو العدائي من الصحافيين، يؤكده أيضاً صحافيون سوريون حاولوا تطويق الكاتب الإيرلندي العظيم لدى زيارته دمشق في 29 مارس/ آذار 1931، ومنهم الصحافي سليم خياطة، المحرر في صحيفة "الناقد" الدمشقية، والذي حاول تمرير بطاقته الصحافية إلى برناردشو، نزيل فندق "خوام" وقتها في العاصمة السورية، طمعاً في لقاء صحافي معه، فنصحه أحد المعنيين بالأمر في الفندق بألا يفعل ذلك، لأنه سينفر ويغضب على الفور.." وهنا (يقول الصحافي خياطة) أمسكت بكل قوة في نفسي، واستجمعت ما حباني الله به من دقة انتباه وسرعة ملاحظة، وتقدمت مستعيذاً من شرّ مقابلة العظماء، وحييته بالإنجليزية، فردّ التحية، مشفوعةً بظل ابتسامة غير ماكرة، ما شجعني على إتمام مهمتي. قلت ولم أرد أن أجعل لنفسي صفة الصحافي: أنا يا سيدي شاب سوري مولع بكتاباتك، وهذا الولع يدفعني للتشرّف بالتحدث إليك. فقال: طيب!.. قلت: هل تنوون أن تطيلوا بقاءكم في دمشق؟..أجاب: سأسافر في الغد إلى بعلبك، ولكن بعدما أقوم بجولة في أسواق دمشق، وأزور آثارها. قلت: سمعت أنكم قمتم برحلتكم هذه بقصد جمع مواد كتاب تؤلفونه حول نبي الإسلام العظيم محمد، وربما كان الباعث على هذا القول ما عرف عنكم من تقدير للنبي العربي وإعجاب به؟..أجاب برناردشو: ربما كان ما سمعته صحيحاً، نعم أنا أجلّ محمداً وأحترمه، وأنا ضدّ كل رجال الدين المسيحيين، خصوصاً في القرون الوسطى، الذين رسموا صورة سوداء عنه، معتبرين إياه عدواً للمسيحية. لكنني اطلعت على سيرته، وشخصه، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن البتة عدواً للمسيحية، وقلت وأكرر القول بأنه يجب أن يسمى: منقذ البشرية".

وإلى جانب الصحافي سليم خياطة، كان ثمة صحافي سوري آخر متنكراً، يعمل في صحيفة "الحديث" الحلبية، يدعى مروان السراقبي سأل برناردشو: ولماذا تسافرون إلى بعلبك يا سيدي؟ أجابه "شو" : "للرياضة الروحية مع التاريخ.. ألم تقرأ أن آدم عاش في ضواحي بعلبك، ثم انتقل لاحقاً إلى دمشق ودفن في منطقة خصبة الزرع اسمها الزبداني؟".. ذهل الصحافي الحلبي لجواب برناردشو وقال له: "إنك تعرف عن بلادي وعن الشرق، يا سيدي، ما لا أعرفه أنا وكثيرون سواي".

بعلبك وتاريخها انسربا إذاً في ذاكرة برناردشو انسراب الضوء في الخميلة. وقد حاول هو تقصّي كل شيء يتعلق بالأثر البعلبكي، هكذا بتنبّه شعوري، وتوهج تخيلي، مفسراً حتى الظلال والخطوط والقسمات تفسيرات، تتحقق لديه بغير مشقة ولا تأويل معقد.. ومن كثرة ما خلبته القلعة تمناها لو كانت وجدت في لندن، ونمي عنه قوله:" انقلوا لي قلعة بعلبك إلى لندن، وأنا أكفل بإعفاء الشعب الإنجليزي من الضرائب مدى الحياة".

غربي وشرقي على السواء

ما يجدر ذكره إن برناردشو كان إنساناً شرقياً في الصميم، بقدر ما هو غربي في الصميم. وهو أصلاً، كان يتحفّظ جداً على تلكم القسمة أو الثنائية الحضارية: شرق/ غرب. فلا الغرب من وجهته يحدّد الشرق، ولا الشرق يحدّد الغرب، وذلك على الرغم من اعترافه يوماً بأنه ليس في الغرب شيء لم يأخذه من الشرق، وأن ما يسمى الغرب حضارياً اليوم هو ابن الشرق. وكان يحترم العرب وتوقهم إلى الحرية والاستقلال. وهو لطالما دعا، مثلاً، إلى جلاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر. ومرة خاطب حكّام بريطانيا قائلاً: "أيمكنكم أن تقبلوا وجود الألمان والروس في بلادكم؟ اتركوا مصر لأهلها، فهم الأقدر على رفد الإنسانية مستقبلاً، مثلما رفدوها في الماضي، علماً وحضارة".

حاصل القول، وعلى الرغم من تميزه بالسخرية والتهكّم، والتبرّم والتسخّط، كان برناردشو شخصية إبداعية تنزع منازع صوفية رواقية، وتفتح نوافذها على مغاور الإنسانية المنكوبة المعذبة، وتذهب في ذلك كله أحياناً مذاهب تأملية شتى بعيدة الرؤية والانصهار، ووافرة حتى في رسم الحلول، وخصوصاً عندما تصل الأمور إلى حافات اليأس والألم وذروة التشاؤم والانسداد.

*مؤسسة الفكر العربي




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق