01‏/10‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2908] هآرتس:العرب يبولون في سراويلهم من التقارب الإيراني الأمريكي+دروس إيرانية للإسلاميين العرب




1


ليست مدينتى

 

فهمي هويدي |


ما عادت القاهرة عاصمة لأم الدنيا. ولكنها أصبحت وصمة فى جبينها وإهانة لها، وأسوأ دعاية لها. ولا أخفى أننى صرت أنصح الذين تعلقوا بالمدينة وأحبوها ألا يفكروا فى رؤيتها فى الوقت الراهن، بعدما أصبحت بلدة ريفية تعج بالقمامة ومسكونة بالفوضى، انقض عليها العاطلون والباعة الجائلون والمستثمرون الجشعون. فأشاعوا فيها القبح وفساد الذوق. وفى وضعها الراهن فإنها ما عادت تعبر عن مصر الجديدة بعد الثورة بل إنها ما عادت تمثل شيئا فى مصر القديمة، واستحقت أن يتبرأ منها الماضى والمستقبل، وأرجو ألا تتدهور الأوضاع فى مصر حتى لا يصبح حاضر المدينة تعبيرا عنها.
هذه الانطباعات تلازمنى كلما قدر لى أن أمشى فى أحيائها التى أعرفها، غير مصدق ما أراه فى الشوارع والأرصفة والمبانى والمحال التجارية وسلوك الأهالى. ولأننى ابن للمدينة لم يتخل عن افتتانه بها منذ اكتحلت عيناه برؤيتها فى طور عزها وبهائها، فإننى صرت أبرأ مما أراه، بعدما تبددت آثار الافتتان وحلت محلها مشاعر الرثاء والحزن، الأمر الذى جعلنى أردد طول الوقت إن هذه ليست مدينتى.
لقد ظللت أختزن تلك المشاعر طوال الأشهر التى خلت وأقاوم البوح بها، لأسباب عدة، منها أن الوطن كانت تتناوشه العواصف، وتتردد فى جنباته أصوات الاضطرابات والفوضى، التى لا يزال بعضها مستمرا إلى الآن. وأقنعت نفسى بأنه ليس من اللائق أن تكون سفينة الوطن كله معرضة للغرق فى حين أشغل الناس ببهاء غرفة القيادة واستعادتها لشبابها ورونقها. ثم إننى كنت أقول إنه إذا كان ذلك حال العاصمة والمدينة الأولى فى مصر، فلابد أن تكون أحوال غيرها من المدن والقرى أسوأ وأكثر مدعاة للحزن. خصوصا أننى كثيرا ما انتقدت سكان القاهرة الذين ما برحوا يملأون الدنيا ضجيجا إذا انقطع التيار الكهربائى أو المياه لبعض الوقت، أو إذا سقطت الأمطار وامتلأت الشوارع بالأوحال، فى حين أن هناك بلدات أخرى فى مصر لا يسمع لها صوت رغم أنها لم يصلها التيار الكهربائى أو لم تمر بها شبكات مياه الشرب وتنهار بيوتها المبنية بالطين على رءوس سكانها كل شتاء.
لا أخفى أن استعلاء أهل العاصمة كان يتسلل إلىّ فى بعض الأحيان، حتى تراودنى الوساوس قائلة إن ذلك قدر البلدات المصرية الأخرى وشأنها طول الوقت، بالتالى فسوء أحوالها ليس جديدا عليها. أما القاهرة فهى مثل عزيز قوم ذل، لأنها ما كانت كذلك أبدا. فضلا على أنها واجهة البلد التى تستحق اهتماما خاصا وتميزا مشروعا. إن لم يكن لأجل أهلها فعلى الأقل لأجل زوارها ومحبيها الذين ينبغى أن تتوافر لهم أسباب الجذب بدلا من رسائل الطرد، التى تنتظرهم حيثما يذهبون فى أرجاء المدينة.
قاومت هذه الرغبة فى البوح طويلا، إلى أن قرأت حوارا مع محافظ القاهرة الجديد نشرته صحيفة الأهرام فى 24/9 فلم أطق صبرا. وقررت أن أفرغ ما فى صدرى. إذ تحدث الرجل عن المشكلات الجسيمة، التى تعانى منها القاهرة. التى عانت من القذارة والتخريب، فضلا على الفساد الذى كان سببا رئيسيا فى إشاعة الفوضى العمرانية التى فتحت الأبواب للأبراج السكنية المخالفة للارتفاعات المقررة، كما حولت الأحياء السكانية إلى مناطق اكتظت بالمقاهى والمحال التجارية، بحيث لم يعد فى المدينة شارع لم يشوه ولا حى سكنى احتفظ بسمته وهدوئه.
قال المحافظ إن فى القاهرة 36 حيا جميعها يحتاج إلى إصلاح وترميم، كما أن بها 122 منطقة عشوائية. منها 24 منطقة شديدة الخطورة ويتعين إزالتها تماما. وهى تحتاج إلى 26 ألف وحدة سكنية لاستيعاب سكانها. قال أيضا إنه بدأ رفع المخلفات وتلال القمامة من شوارع القاهرة. وفى يوم واحد تم رفع نحو ستة آلاف متر مكعب من مخلفات المبانى ونحو 2600 طن من القمامة، وسيتم رفع ربع مليون طن من المخلفات خلال شهر.
أراحنى كلام المحافظ حين قال إن قضية النظافة تحتل المراكز الثلاثة الأولى فى هموم العاصمة. التى تحتاج إلى اعتمادات تقدر بنصف مليار جنيه لإزالة ما أصابها من تشوهات وقبح. وأرجو أن يصدق فى وعده أن وجه المدينة سيتغير خلال شهر، وأن سكانها سيشعرون بالتحسن النسبى خلال أسبوع.
شجعنى ما قاله المحافظ الدكتور جلال مصطفى، وتمنيت أن يتمكن من الوفاء بوعده، خصوصا أننا سمعنا كلاما مماثلا قبل ذلك عن حل مشكلات العاصمة المعقدة، ولم نر الأثر الذى تمنيناه مترجما على أرض الواقع.
إذ أشد على يد الرجل وأتمنى له التوفيق فإننى أزعم أن حماسه ونواياه لا تكفى مهما بذل من جهد لأنه إذا حل مشاكل التمويل والإمكانات الأخرى سيواجه مشكلتين كبيرتين، واحدة تتعلق ببلادة رؤساء الأحياء الذين يجلسون فى مكاتبهم طول الوقت شأن كل كبار الموظفين، الذين لا يسائلهم ولا يحاسبهم أحد. ولا علاقة لهم بما يجرى فى أحيائهم التى أصبح صغار الموظفين يتحكمون فى مصيرها. والأخرى تتعلق بسلوك السكان الذين سرت بينهم الفوضى وأصبحوا مصدرا دائما لتراكم القمامة ومخلفات المبانى فى الشوارع. وتقويم ذلك السلوك يحتاج إلى وقت طويل. وتلك مهمة أشك فى أن بمقدور المحافظ الحالى أن ينجح فيها. لكنه ينبغى ألا ييأس وأن يحاول.
........
الشروق

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



هل «القاعدة» قوية في العراق؟

طارق الحميد

هل «القاعدة» قوية في العراق؟
وسط موجة إرهابية تجتاح العراق ككل بات هناك من يتساءل عن مدى قوة تنظيم القاعدة هناك، وخصوصا بعد تبني «دولة العراق والشام» التابعة للتنظيم الإرهابي تفجيرات أربيل الأخيرة، فهل فعلا باتت «القاعدة» قوية لهذه الدرجة في العراق؟
الحقيقة أن ما يستحق الملاحظة هنا ليس قوة «القاعدة»، بل ضعف حكومة نوري المالكي داخليا وخارجيا. داخليا تتخندق حكومة المالكي بخندق طائفي ضيق أضعفها أمام جميع المكونات العراقية، فضعف المالكي ليس في الأوساط السنية وحسب، بل وفي الأوساط الشيعية الوطنية المعتدلة والحريصة على وجود نظام سياسي حقيقي بالعراق لا نظام إقصائي متغول، فما تفعله حكومة المالكي حاليا بالعراق كان هو نفس مصير مصر لو استمر مرسي ونظام الإخوان المسلمين بالحكم، فحزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي هو الصورة الشيعية للإخوان المسلمين! أما خارجيا فقد أسهم التخندق الطائفي لحكومة المالكي في عزل العراق عن محيطه العربي، وتحولت بغداد إلى مصدر عدم ثقة للجميع، باستثناء إيران بالطبع!
وعليه، فوسط هذه العزلة الداخلية والخارجية لحكومة المالكي، مع لعبها لدور «غادر» في دعم الأسد، ولأسباب طائفية، تحول العراق إلى مسرح للجماعات الإرهابية، ومرتع خصب للعنف السني والشيعي على حد سواء، فمن المعلوم والمعروف أن ضعف النظام السياسي في أي دولة من شأنه تحويل البلاد إلى ساحة عنف وجريمة، فكيف إذا كان الصراع، مثل الحالة العراقية، قائما على شق طائفي إقصائي، فالمؤكد أن النتائج ستكون كارثية كما هي عليه الآن بالعراق! وهذه الحالة التي يعيشها العراق الآن، والأدوار التي تقوم بها حكومته، من شأنها أن تقوّي ليس «القاعدة» وحسب، بل وكل جماعات الجريمة المنظمة، من غسل الأموال، إلى تجارة المخدرات!
ولذا فمن الطبيعي أن تنشط «القاعدة» بشقيها السني والشيعي، ونقول السني والشيعي لأن في الطائفتين حاليا من يرتكب نفس الجرائم سواء في العراق، أو سوريا، وانطلاقا من الأراضي العراقية استغلالا لنظام سياسي عراقي يعاني من فشل ذريع، حيث إنه يفرق ولا يجمع، ويقصي ولا يقرّب، ولو كان في العراق حكومة راشدة لما نشط العنف والإرهاب، فحينها ستكون هناك وحدة وطنية داخلية عراقية من شأنها تفويت الفرصة على المجاميع الإرهابية، سنية وشيعية، كما أن رشد الحكومة العراقية كان من شأنه أن يضمن علاقات نموذجية لبغداد مع محيطها العربي مما يسمح لها بتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بشكل فعال لاجتثاث المجاميع الإرهابية، سنية وشيعية، ومحاربة تمويلها وتسليحها، مثلما يجري بالمنطقة والعالم، إلا أن طائفية وإقصائية النظام العراقي، داخليا وخارجيا، وتبعيته لإيران حالت دون ذلك، وحولت العراق كله إلى مسرح للإرهاب، مما من شأنه تهديد وحدة العراق، ونسيجه الاجتماعي.
وللأسف، فمثلما عانى العراق بالأمس من الديكتاتورية الصدامية المجنونة، فإنه يعاني اليوم من الديكتاتورية المالكية الطائفية، وكلتاهما أسوأ من الأخرى، سواء على العراق، أو المنطقة.
.......
الشرق الأوسط

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الإخوان المسلمون.. حركة اجتماعية أم إرهابية؟







صدر كتابان عن الإخوان المسلمين في هذا العام صالحان لما نحن بصدده من النظر في ما إذا كانت الجماعة إرهابية كما تجري بذلك ألسن الإعلام الليبرالي اليساري (الليبرويساري) في مصر.

الكتاب الأول بعنوان "الإخوان المسلمون.. عدو أميركا العظيم القادم" لمؤلفه إرسك ستاكليك المختص في علم الإرهاب، أما الثاني فبعنوان "الإخوان المسلمون.. تطور حركة إسلامية" لمؤلفته كري ويكهام أستاذة العلوم السياسية بجامعة إيموري الأميركية.

لم يستعن ستاكليك من تاريخ الجماعة في مصر إلا بما وقع نهاية الأربعينيات المتعلق باغتيال النقراشي رئيس الوزراء المصري حينها، والتنظيم الخاص، ثم تفرع به نحو سيد قطب والقاعدة وحماس.

والكتاب قرع للجرس ليفيق الرئيس أوباما واليسار الأوروبي من ملاطفة الإخوان الذين هم -حسب وصفه- الخطر القادم على الغرب وإسرائيل.

وواضح أنه كتاب لا جديد فيه، جاء ليكرر نفس الاتهامات، فقبل وقت ليس بالبعيد انعقدت بدار حزب التجمع بفي لقاهرة ندوة للتحالف الثوري فرغت من دمغ الإخوان بالإرهاب لتُقَعِّد الأسس القانونية للتهمة.

مؤلف الكتاب الأول ستاكليك لم يستعن من تاريخ الجماعة في مصر إلا بما وقع من اغتيال النقراشي رئيس الوزراء المصري، وقصة التنظيم الخاص، ثم تفرع به الحديث نحو سيد قطب والقاعدة وحماس، واصفا الإخوان بالخطر القادم
أما الكتاب الآخر فجاءت كاتبته بتاريخ أكثر تعقيدا للجماعة لم تبق بعده كتلة صماء كما صورها ستاكليك لتباين استجابات الأطراف فيها للمعاني المستحدثة كالديمقراطية والمواطنة والتعاطي معها، فاجتهدت تلك الأطراف وتراوحت بين الليبرالية والمحافظة.

وتوقفتُ بالذات عند فصلي الكتاب الرابع والخامس اللذين عرضا لتجربة الجماعة البرلمانية والنقابية في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته التي لم تطبعها بقبول العملية الديمقراطية فحسب، وإنما بالسداد فيها أيضا.

أرجع الكتاب ليبرالية الجماعة إلى زهرة "الجهاد" النقابي للإخوان في عقدي الثمانينيات والتسعينيات في دولة حسني مبارك حتى انقلب عليهم عام 1991 وضيق منافذهم للناس. وعزاها إلى المرشد عمر التلمساني في مقال نشره في "لواء الإسلام" (نوفمبر/تشرين الثاني 1981) زكى للإخوان بلوغ المجتمع من خلال الحزب والبرلمان والنقابات.

واستبق تحفظ الجماعة التقليدي من مقاربة نظام للخصم، واستنكافهم الحزبية موئل الفتنة في قول حسن البنا، بوجوب إبلاغها رسالتها للناس بكل سبيل وسيتقبلونها فتصبح قوة لها.

كما ذكّر التلمساني بأن المؤسس حسن البنا لم يمتنع عن الترشح للبرلمان، وعليه طلبت الجماعة التسجيل كحزب، ولم يستجب النظام لها فلم تبتئس ولم ترد جعل شرعيتها محل نزاع.

ومن هناك بدأت تجربتهم في التعاطي مع الديمقراطية من جهة دخول البرلمان وقيادة النقابات وإحسان التحالفات، وتخرّج من مدرسة الجهاد النقابي ما أسماه الكتاب "الجيل الإخواني الوسيط" الذي لم يكد يترك الأسر الإخوانية الطلابية حتى برع في الصراع النقابي، والفوز فيه، والسداد في إدارته.

ومن هذا الفريق أبو العلا ماضي ومحمد عبد القدوس وعبد المنعم أبو الفتوح، وعصام العريان، ومختار نوح، ولم يكن سبيلهم معبدا لا من جهة الدولة ولا الجماعة، وصابروا بالتعزيز الجماهيري وصبروا على ويلات الحكومة وبرم الجماعة بهم لمغامرتهم في حقول الجهر السياسي التي دخلوا بها البرلمان والنقابات.

لم يكتف الإخوان في هذا الطور بالمطالبة بتطبيق شرع الله، فكسبوا في سبيل الله أرضا جديدة وجمهورا، فترشحوا لمجلس الشعب متحالفين مع حزب الوفد عام 1984، ومع الاشتراكي الثوري عام 1987، واقتربوا خلال هذه المرحلة البرلمانية من قضايا مجتمعية مثل: تحسين التعليم، ونقص الإسكان، والصرف الصحي، أكسبتهم مهارة برلمانية لم تكن لديهم، ووقفوا ضد قانون الطوارئ مما نمى ذوقهم للحريات العامة حتى تآخى عندهم قيام الدولة المسلمة والحرية.

أما خبرتهم العظمى في الديمقراطية فهي التي اكتسبوها من العمل النقابي ونجاحهم المنقطع النظير فيه، فساهموا بصورة رئيسية في تحرير النقابات من نكستها التاريخية بعد انقلاب 1952 الذي صارت به أدوات للدولة، ففازت الجماعة عام 1986 بأغلبية المقاعد في نقابة الأطباء وتركت قاصدة خمسة مقاعد لغيرها، ونالت 54 مقعدا من 67 في نقابة المهندسين. وتوجت نجاحاتها النقابية عام 1992 بنزع نقابة المحامين من بين أيدي الليبرويساريين، وترافق ذلك مع نجاحات في انتخابات أندية هيئة تدريس الجامعات.

وفي هذه الأثناء تمرس الجيل الوسيط في خلق تحالفات مبتكرة حتى مع المسيحيين وغير المحجبات وتعاطوا مع مبدأ حقوق الإنسان ومقتضياته، وحرصوا على قيام انتخابات شفافة اعترف لهم بها خصومهم بل وقادتهم إلى خسران انتخابات البياطرة عام 1990 وهم من أشرفوا عليها.

الجيل الوسيط من الإخوان تمرس في خلق تحالفات مبتكرة حتى مع المسيحيين وغير المحجبات، وتعاطوا مع مبدأ حقوق الإنسان ومقتضياته، وحرصوا على قيام انتخابات شفافة اعترف لهم بها خصومهم بل وقادتهم لخسران انتخابات البياطرة عام 1990 وهم من أشرفوا عليها
وأظهرت الكوادر الإخوانية النقابية مهارة عالية في الارتباط بقضايا المهنيين والشعب عامة، كما أسفرت عن تفنن كبير في خدمات عضوية النقابات مثل عقد دورات متقدمة للراغبين في الترقي في المهنة، وتوفير بوليصة تأمين حياة وطوارئ، وتوفير قروض حسنة للمُقدِم على الزواج أو البدء في تجارة، وشراء سلع مثل الأثاثات بأقساط مريحة.

كما تنادت مع طيف واسع في المجتمع المدني إلى مشروعات فكرية مثل مؤتمر العطالة في مصر (1989)، ومؤتمر التنمية والحرية (1990)، وندوة عن الإرهاب (1992)، ولقاء "مصريون ضد التعذيب" الذي ألغته الدولة.

وفي سياق توسيع شبكة تحالفاتهم كونت نقابة المهندسين 40 لجنة شملت تخصصاتها كل شيء مثل قضايا كوسوفو والصين، وتوجت ذلك بلجنة عليا للنقابات المهنية من 17هيئة لتعقد مؤتمرات للنقاش الوطني العام، فعقدت مثلا ندوة عن الحريات عام 1994 أمَّها 500 شخص وانتهت إلى تكوين لجنة ممثلة للطيف السياسي لوضع ميثاق وطني للمستقبل.

وحرص قادة الاتجاه الإسلامي -كقادة للعمل العام- على تحسين مهاراتهم في التعامل مع الآخرين والتفاوض، فأعدوا لحلقات دراسية خاصة حضرها 18 شخصا منهم ودرّسها أساتذة بالجامعة الأميركية.

وسمى الكتاب هذه المرحلة بتحول الجيل من "أمير جماعة" على عهد الطلبة إلى قادة موظفي نقابات، فحلقوا اللحى أو شذبوها وساد بينهم الزي الإفرنجي الأنيق، وسعدوا بالاحتكاكات العريضة التي سنحت لهم فزودتهم "بانفتاح رؤية"، ودفعهم طلبهم أن يكونوا نقابيين جيدين (للفوز في الانتخابات ولأداء واجباتهم) إلى طلب نصح من ليسوا منهم، بل والتماس الخبرة الغربية.

أخذت التجربة البرلمانية والنقابية الجيل إلى حوارات في الحرية وحقوق الإنسان والاستبداد راقت لهم، وبدا لهم عن كثب أنهم سيبسطون شريعة الإسلام الغراء بالديمقراطية لا بالانقلاب أو التربص.

فالديمقراطية هي الحل لإسلام أغر، ولمّا لم يكن الجيل النقابي من المتفقهة في الدين بحثوا عن إطار لمشروعهم في الخطاب الإسلامي الجديد ليوسف القرضاوي، ومحمد الغزالي، ومحمد سليم العوا، وطارق البشري، ومحمد عمارة، وعبد الوهاب المسيري، وعادل حسين، وفهمي هويدي، فسوغ لهم هذا الخطاب دعوتهم إلى التعددية ومواطنة المرأة والمسيحي.

ووجد الجيل نفسه بين قطبي رحى الحكومة وقادتهم في الإخوان، فتعقبتهم الدولة بفظاظة وتجاهلتهم القيادة تجاهلا مدروسا.

وتطرق الكتاب في فصله الرابع للعسر الذي اكتنف مبادرة حزب الوسط التي بادروا بها من جهة الدولة والجماعة معا، فبمقاطعة الإخوان لانتخابات 1990 انتهى عهد التجاهل المتبادل بين النظام والجماعة، وزاد الطين بلة وقوف الجماعة ضد قانون الطوارئ وحرب العراق، وتوسط مصر في مفاوضات مدريد بين فلسطين وإسرائيل.

ونتج عن ذلك أن لاحقتهم السلطة كإرهابيين ومتطرفين ومهووسين مندسين، وخافت منهم حقا حين رأت الجماعة قد سبقتها إلى غوث ضحايا زلزال أكتوبر/تشرين الأول 1992، فنشط وزير الداخلية عبد الحليم موسى في استصدار قوانين من مجلس الشعب للسيطرة على انتخابات النقابات. وذعرت الدولة من الجماعة حين رأت قوة في معارضة تلك القوانين في موكب احتجاج لنقابة المهندسين ضم 15 ألف متظاهر.

وفاقم من محنة الجماعة حينها تصاعد عنف الجماعات الإسلامية بطاقم مدرب من العرب الأفغان، حتى اغتالت رئيس البرلمان رفعت المحجوب، وانتهز النظام السانحة للزج بالإخوان كشريك لتلك الجماعات، وعبأ أجهزة الإعلام شبه الرسمية لدمغ الجماعة بالإرهاب، وتقديم من اعتقلهم الأمن منها إلى المحاكم العسكرية الأولى منذ العام 1965، وتعقبهم الأمن عند انتخابات 1995 باسم حرب الإرهاب لخوفه من أن يؤدي فوزهم إلى تضاؤل فرص مبارك للفوز بالرئاسة مرة أخرى بعدما استنفد مدده الدستورية.

وكان حصاد مواجهة الجماعة والأمن 51 قتيلاً و800 مصاب وألف معتقل، وبجانب سجنهم حرمت الحكومة كادرهم من التمثيل في البرلمان ومن شغل موقع في منظمة نقابية.

أما الجماعة التي عاد طاقمها القيادي من السجون والمنافي في الثمانينيات، فلم تعتبر تجربة الجيل الوسيط النقابية التي قال أبو العلا ماضي إنها غيرتهم تغييرا كبيرا، ولم يهش مكتب الإرشاد للطريق المبتكر الذي شقوه، حيث ما زال شرط الترقي عنده هو سنوات السجن والنفي جراء النشاط في الحقول التقليدية للدعوة والاحتجاج والسرية.

ولم يتكيف المكتب مع شروط أخرى للترقي بالإحسان في العمل البرلماني والنقابي فحسب، بل شعر بغيرة من جيلهم الوسيط الذي كان في سدة النقابات يتصرف في ميزانيات مسرفة وتتهاداه أضواء العلاقات العامة والإعلام.

ومن أوجه ذلك التجاهل، غض المكتب الطرف كليا عن حزب الوسط الذي بادر الكادر الوسيط بتكوينه، خوفا من أن يدخلهم في نزاع مع السلطة هم غير مستعدين له، ولذلك طلب المكتب من أعضاء الجماعة الانسحاب من الحزب أو الفصل، وكثير منهم فعل، ونقص عدد المؤسسين له بما لا يأذن بتسجيله، وانتهى السجال ليستقيل ماضي و15 آخرون من الجماعة.

التاريخ سيذكر لجماعة الإخوان وقفتها مع الإرادة الشرعية المدنية ببذل منقطع النظير، فجوهر الربيع العربي في قول فواز جرجس هو إخضاع جيوش عربية توحشت باسم الوطنية والقومية للإرادة المدنية
ومع ذلك لم يكن مكتب الإرشاد بمنأى عن هذا التجديد الذي بادر به الجيل الوسيط، فالوثائق التي حصلت عليها الدولة في ما عرف بواقعة سلسبيل (1992) أظهرت أن الإخوان اعتمدوا الاقتراع السري لانتخاب مكتب الإرشاد ومجلس الشورى والقيادات التنفيذية، كما نشأت مكاتب متخصصة جديدة عديدة لحقوق الإنسان وغيرها وسّعت دائرة الشورى حول المكتب لصناعة القرار، ووضح أن المرشد لم يعد يبقى مدى الحياة بل لست سنوات قابلة للتجديد.

دق الليبرويساريون إسفينا في المجتمع المدني -بيت الديمقراطية- بمشايعة انقلاب عسكري يوم 3 يوليو/تموز الماضي على دولة مدنية للإخوان أخذوا عليها مآخذ لا بأس بأكثرها.

ويستغرب المرء لهم يذيعون الذائعات عن إرهاب الجماعة لتسويغ محوها من بسيطة السياسة، وهم يعلمون عنها ويعرفون تحولها إلى حركة اجتماعية جماهيرية علما عن كثب وخلال صراع معها.

وسيذكر التاريخ للجماعة هذه الوقفة مع الإرادة الشرعية المدنية ببذل منقطع النظير، فجوهر الربيع العربي في قول فواز جرجس هو إخضاع جيوش عربية توحشت باسم الوطنية والقومية للإرادة المدنية، وبلغ من توحشها المشاهد وتفاقمها حتى أتت على المجتمع المدني، فلم نعد أمما لها جيوش بل جيوشا لها أمم.

وسيتعين على القوى الليبرويسارية أن تفيق من سكرة تخوين الإخوان إلى تسوية الحقل السياسي تسوية تعلو بها الإرادة المدنية على ما عداها، وسيجدون -ربما لدهشتهم- أن الجماعة قد سبقتهم إلى هذا المعنى الرهيب، ودفعت المقدم ثمنا زكيًّا له في رابعة والنهضة.

المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


دروس إيرانية للإسلاميين العرب في التعامل مع الغرب


علي حسين باكير




نعاني في العالم العربي من كم هائل من المشاكل، حتى بتنا لا نعرف من أين نبدأ العلاج، لكن ذلك لا يعد مشكلة بحد ذاته, مقارنة بغياب الرؤية الواضحة للتعامل مع الوضع. وفي طريق البحث عن حلول، تدفعنا العديد من الأنظمة العربية كنُخبها المصنّعة على شاكلتها إلى الهاوية منذ أكثر من نصف قرن, حتى باتت «خير أمّة أخرجت للناس» في قاع الأمم اليوم.
وللأسف لم يستغل التيّار الإسلامي الذي احتل موقع المعارضة في العالم العربي خلال كل تلك الفترة هذه الفرصة الزمنيّة لتطوير رؤى وبرامج عمليّة بديلة، ولا حتى لتطوير نخب قادرة على استلام دفّة العمل السياسي. إذ ظلّت مساهماتهم في هذا الجانب محدودة للغاية في ظل غلبة الخطاب الديني والفقهي، والاهتمامات القشرية دون الحقيقيّة بمتطلبات المجتمع، وغياب أدوات إدارة مجتمع متنوّع فكريا وأيديولوجيا وتضارب مصالح إقليمية ودولية.
موضوع التعامل مع الغرب يعد واحداً من مواضيع عديدة من الممكن أن نشير فيه إلى فشل الأنظمة والمعارضات في إيجاد وسيلة ناجعة للتعامل معه بما ينعكس إيجاباً على المصالح الوطنية والقومية على حد سواء.
الأنظمة الموجودة لدينا في العالم العربي والتي تندرج تحت خانة «حلفاء الولايات المتحدة» هم في حقيقة الأمر لا يقدمون ولا يؤخرون في التأثير على سياسات الولايات المتحدة ولا على قراراتها تجاه المنطقة. هم مجرد مغتصبين للسلطة بغرض فرض الاستقرار «الملتوي» في دولهم، حيث يكمن الاهتمام الأميركي الأبرز في النفط وتدفق النفط إلى العالم. فالنفط في هذا المجال هو الحليف وليس هذه الأنظمة التي ترتعد فرائسها الآن من صفقة أميركية-إيرانية ستطيح بهم وبعروشهم إن تمت، وهي ستتم عاجلاً أم آجلاً، وسيتم التضحية بهم حينها، فأميركا لا تتعامل إلا مع القوي القادر ليس فقط على حماية مصالحه بنفسه، وإنما تأمين مصالحها أيضاً بشكل عملي على الأرض. أما الإسلاميون العرب، فهم في المجمل لا يزالون أسرى الخطاب التقليدي المتحجر الذي يتعامل مع الغرب ككتلة صماء، مطلقين العنان للعموميات والحكم السطحي، ومحملا واشنطن مسؤولية كل شاردة وواردة تحصل في العالم في أسهل طريق للتخلي عن المسؤوليات أو إعمال الذهن لإيجاد الحلول المناسبة لها, أو حتى بذل المجهود اللازم لاختراق هذا التعقيد في المشهد الغربي والأميركي ومحاولة توظيفه بما يخدم الأجندة الذاتية. باختصار الإسلاميون العرب هم كمن يريد أن يلعب لعبة «الريسك» مع لاعبين يلعبون «المونوبولي»! المشكلة عندنا، طالما أننا لا نفهم اللعبة ولا قواعدها، فسنبقى نخسر وفي كثير من الحالات نُطرد, وفي الأغلب الأعم تكون اللعبة على حسابنا دوماً. في الغرب عموما, وفي الولايات المتحدة خصوصاً، هناك عدد من الملفات والمواضيع التي تعتبر بمثابة مفاتيح للدخول إلى العقل الغربي وتحقيق التواصل اللازم عبر لغة موحدة. من دون معرفة هذه المفاتيح سيكون التواصل مع الغرب كالتواصل بين طرفين لا يتحدثون لغة مشتركة ولا يفهمون لغة بعضهم البعض، لا بل حتى لا يتقنون لغة الإشارة. يجب أن نفهم أنه وكما من النادر أن تجد إسلامياً لا يلقي بتحية «السلام عليكم»، فإنه من النادر ألا تجد غربيا يتحدث عن الديمقراطية. وبغض النظر عما إذا كان الطرفان يؤمنان بما يقولان حقا أو أنهما اعتادا تكرار الحديث عن الأمر، فإن ذلك لا ينفي أهمية الموضوع لديهما على الأقل من الجانب الشكلي.
الإيرانيون، وعلى عكس العرب، يعرفون مفاتيح الغرب جيداً، ويمتلكون برنامجاً لخدمة مصالحهم القومية، ولديهم خطابات متعددة، منها ما هو للجمهور ومنها ما هو للإقليم, ومنها ما هو للدولي، ولديهم أيضاً مستويات متعددة للتواصل، منها ما هو علني ومنها ما هو سري ومنها ما هو مدني ومنها ما هو عسكري، كما أن لديهم الأدوات اللازمة لتنفيذ رؤيتهم بما يحقق مصلحتهم بغض النظر عن التكاليف التي غالبا ما يتم تلزيمها للآخر الذي يلعبون على أرضه (في هذه الحالة العرب) أو عن القدر الذي أنجزوه باتجاه تحقيق هذه الأجندة (غالبا على حساب العرب).
عندما جاء الرئيس الإيراني روحاني إلى الحكم بتسهيل من المرشد، بدا واضحاً أن هناك تصورا للنظام الإيراني ككل في الانفتاح على واشنطن, لأن ذلك أصبح ضرورة قصوى في ظل الظروف المحلية الداخلية والإقليمية والدولية, قد يؤدي الإحجام عنها إلى انهيار النظام، وقد شرحنا ذلك في مقال سابق تحت عنوان «روحاني ورقة النظام الإيراني الرابحة».
بعض الملاحظات التي سجلتها على طريقة تواصل النظام الإيراني مع واشنطن والغرب تعطينا فكرة عن مدى فهم العقلية الإيرانية لمفاتيح السياسية الغربية والأميركية بشكل عام.
1) الغرب يهتم بشكل كبير بموضوع المرأة كما تعلمون، وأول خطوة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، هو اختياره لأول مرة في تاريخ إيران الحديث امرأة (مرضية أفخم) في منصب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية. ونظرا لما لوزارة الخارجية من دور حثيث ونشاط دائم خلال المرحلة القادمة، فإن «مرضية» ستكون على الدوام في واجهة الإعلام الغربي على مدار الساعة.
2) الغرب يهتم كثيرا بموضوع الأقليات في الشرق الأوسط. ورغم أن أعداد يهود إيران صغيرة جداً (هناك اختلاف في تحديد الرقم لكن كثير من المصادر تشير الآن إلى أنهم في حدود 30 ألف يهودي يعيشون في إيران)، إلا أن الرئيس روحاني حرص على اصطحاب نائب يهودي معه في زيارته الأخيرة إلى نيويورك وهو «سيامك مرة صدق»، في خطوة تهدف إلى إعطاء صورة إيجابية عن حقوق الأقليات والمواطنة في إيران, خاصة أن هذه الأقليات لها وزن أكبر مما يعكسه حجمها لاسيما على الصعيد العالمي.
3) الغرب يهتم كثيرا بموضوع أمن إسرائيل واليهود، فقام روحاني لأول مرة بتهنئة اليهود في العالم وإيران بعيدهم في السنة الجديدة, وذلك عبر رسالة تويتر باللغة الإنجليزية بما ينعكس على صورة الآخرين الذهنية عن إيران أو المسؤولين الإيرانيين في الغرب, سواء إزاء الموقف أو الرسالة أو اللغة أو الأداة المستخدمة. كما قام بإجراء مقابلة مع قناة «سي أن أن» الأميركية قال فيها: «كل جريمة ضد الإنسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة»، وقام وزير الخارجية أيضاً وبنفس الأسلوب بالقول: «ليس لدينا شيء ضد اليهود، لا أحد في إيران ينكر المحرقة اليهودية (الهولوكوست) التي ارتكبها النازيون باستثناء شخص واحد (نجاد) وقد رحل!
4) الغرب يعطي أولوية للغة المصالح، فقام روحاني بالتركيز في كل خطاباته على المصالح المشتركة بين إيران والغرب, آخرها الكلمة التي ألقاها قبل التوجه إلى نيويورك وركز فيها على ثلاثة أمور أساسية تحتل أولوية لدى الغرب، وهي: «أنه يمثل الشعب الإيراني (يعني جاء عبر الديمقراطية ويخاطب الغرب باسم الشعب)، «محاربة التطرف والعنف» (أهم ملف للغرب)، «السعي لتطوير البلاد دون المساس بالدول الأخرى» (المقصود دون المساس بإسرائيل)، مؤكداً على أنه بإمكانه تحقيق المصالح المشتركة عبر الحوار والتسامح وليس عبر العقوبات.
لقد استطاع الإيرانيون عبر خطوات بسيطة لكن مهمة جداً ومؤثرة تحقيق خرق في جدار الغرب، بل عزل إسرائيل دبلوماسياً دون إطلاق صاروخ واحد, بل حتى دون تقديم أي تنازل حقيقي إلى الآن.
هذه المناورات مهمة جدا في عالم السياسية. لا ندعو الآخرين إلى التحول لنموذج النفاق الإيراني, ولكن هناك مساحة كبيرة بين النفاق الإيراني والجمود والتخشب العربي تتيح الليونة اللازمة لإجراء مناورات من شأنها أن تبقي على التواصل مع الغرب, وأن تحقق المصالح الوطنية، على العرب لاسيما الإسلاميين منهم الإفادة منها.




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


خادم الحرمين يأمر باستضافة 1000 فلسطيني من ذوي الشهداء لأداء مناسك الحج
خادم
الرياض - «الحياة»
الثلاثاء ١ أكتوبر ٢٠١٣
أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باستضافة 1000 فلسطيني من ذوي الشهداء، لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة هذا العام 1434هـ، تتولى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الإشراف على استضافتهم. ورفع وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ - بحسب وكالة الأنباء السعودية - شكره إلى خادم الحرمين الشريفين، لحرصه على «أداء إخوتنا في فلسطين شعائر الإسلام»، داعياً الله تعالى أن «يجزيَ ولاة الأمر في المملكة خير الجزاء على ما قدموه ويقدمونه من خدمات للإسلام والمسلمين، خصوصاً للشعب الفلسطيني».
إلى ذلك، هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رؤساء كل من: الصين شي جين بينغ، وقبرص نيكوس إناستاسيادس، ونيجيريا الدكتور غدلوك جونتان، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلادهم. وأعرب في برقيات منفصلة باسمه واسم شعب وحكومة المملكة عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للرؤساء جين بينغ، وإناستاسيادس، وجونتان، ولحكومات وشعوب الصين وقبرص ونيجيريا اطراد التقدم والازدهار.
من جهة ثانية، أطلقت حملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإغاثة الشعب الباكستاني، برنامج الإغاثة العاجلة لمساعدة متضرري الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان. وأوضح سفير الرياض لدى إسلام أباد عبدالعزيز الغدير، أن برنامج الإغاثة يأتي امتداداً للمساعدات الإنسانية التي تنفذها الحملة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، وبإشراف مباشر من وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الأمير محمد بن نايف، واستكمالاً للدور الإنساني الذي تلتزم به المملكة في مساعدة الدول والشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية
..............................

موافقة غربية مشروطة لمشاركة إيران في «جنيف 2»

باريس: ميشال أبو نجم - نيويورك: مينا العريبي -
موافقة غربية مشروطة لمشاركة إيران في «جنيف 2»
أكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» في باريس أن الباب لم يغلق أمام حضور إيران مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وقالت المصادر ذاتها إن طهران «عادت إلى المسرح السياسي الدولي» من باب ملفها النووي، وخطاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، لكنها أشارت إلى أن هناك «عقبات» يتعين على القادة الإيرانيين اجتيازها قبل أن يجلسوا إلى طاولة الحوار المنتظرة.
وأشارت المصادر إلى أن الشرط الأول لمشاركة طهران يكمن في قبولها بأن الغرض من «جنيف 2» هو الوصول إلى تشكيل «حكومة انتقالية» في سوريا تعود إليها كل السلطات التنفيذية، بما فيها الإشراف على المخابرات والجيش وكل الصلاحيات الأخرى.
وفي غضون ذلك, طالب روحاني سلطات الطيران في بلاده بدراسة إمكانية عودة رحلات الطيران المباشر بين إيران والولايات المتحدة للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة عقود، ضمن سياسة التودد إلى واشنطن، إلا أن محاولته استقبلت بانتقادات من قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري, الذي وجه أول تحذير إلى الرئيس الإيراني، واصفا اتصاله الهاتفي التاريخي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ«الخطأ التكتيكي».
وقال جعفري «كان حريا به أن يرفض أيضا التحدث إليه عبر الهاتف وأن ينتظر أفعالا ملموسة من جانب الحكومة الأميركية».
على صعيد ذي صلة، سعى أوباما إلى تهدئة مخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التقارب مع إيران. وأكد له خلال لقائهما في البيت الأبيض أمس أنه سيكون «يقظا» في المباحثات المقبلة مع إيران بشأن برنامجها النووي. كما حذر أوباما من أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا لإرغام إيران على احترام التزاماتها.


......................................


هآرتس:العرب يبولون في سراويلهم من التقارب الإيراني الأمريكي
هآرتس:العرب يبولون في سراويلهم من التقارب الإيراني الأمريكي



اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تحليل لها أن ملامح التحسن في العلاقات بين واشنطن وطهران قد تؤدي بالضرورة إلى تقارب إسرائيلي خليجي، مؤكدة أنه بالإضافة إلى تل أبيب فإن السعودية ودول خليجية أخرى تخشى من أن صفقة أمريكية إيرانية سوف تكون على حسابها.
حوار الخوف
وكشف "براك رافيد" مراسل الصحيفة في نيويورك عن حوار قلق دار بين دبلوماسي سعودي وآخر إسرائيلي الخميس الماضي أثناء اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الإيراني جواد ظريف على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويقول إن الدبلوماسي السعودي توجه إلى نظيره الإسرائيلي بالسؤال" ماذا يجري هنا؟" وأضاف المراسل الإسرائيلي أن الأسبوع الأخير شهد محادثات بين دبلوماسيين إسرائيليين ونظرائهم من الإمارات العربية المتحدة، والأردن ودول سنية أخري في الخليج غلب عليها التخوف والقلق من التقارب الأمريكي الإيراني.
من يدفع الفاتورة؟
ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن هويته أن" كل حكومات الدول السنية المعتدلة، لاسيما في الخليج، قلقون للغاية من العلاقات الحارة بين أمريكا وإيران" وتابع قائلاً: "يخشون أن يدفعون فاتورة صفقة أمريكية إيرانية. القلق ليس فقط في القدس، بل أيضًا في الخليج- إنهم يبولون في سراويلهم".
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن رسائل القلق التي وصلت للبيت الأبيض في هذا الشأن لم ترسلها إسرائيل فقط بل وعلى الأخص السعودية والإمارات، مشيرا إلى السفير السعودي بواشنطن عادل الجبير أجرى خلال الأيام الأخيرة محادثات "صعبة" مع مؤولين أمريكان وطالب بتوضيحات بشأن موقع الولايات المتحدة إزاء إيران.
وأضاف أن المسالة نفسها طغت على لقاءات جون كيري ووزراء خارجية الغمارات، مصر، الأردن والكويت قبل أيام. لافتًا إلى أن الوزراء العرب حذروا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من سقوط أمريكا في فخ العسل الإيراني على حد وصف المسؤول الإسرائيلي.

روحاني يقلب الموازين
وأوضح مراسل "هآرتس" أن "لإسرائيل ودول الخليج كالسعودية، والإمارات والبحرين وكذلك الأردن ومصر- كانت هناك دائما مصالح مشتركة في كل ما يتعلق بإنهاء المشروع النووي الإيراني. لكن ومنذ تولي حسن روحاني رئاسة إيران، فإن الاتصالات وتبادل الرسائل بين إسرائيل والدولة العربية حول هذا الموضوع أصبحت أكثر تواترا وحميمية".
حول المائدة
وكشف "رافيد" أنه قبل أيام على لقاء كيري- ظريف والمكالمة التليفونية بين أوباما وروحاني، أقيمت مأدبة عشاء مغلقة في المعهد الدلوي للسلام(IPI) بنيويورك، وحول المائدة جلس 40 مسؤولاً من أنحاء العالم من بينهم وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، وبجوارها وزير الخارجية التركي، والقطري، والمغربي، والكويتي، والأردني والمصري والعراقي والأمين العام للجامعة العربية، لافتا إلى أنه بعد محاضرة لبيل ومليندا جيتس، جاء الدور على استعراض عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والتي تحدثت حولها ليفني والمسئول في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه والمبعوث الأمريكي مارتين اينديك.
الشاهد في هذا اللقاء كما تقول" هآرتس" أن أحدًا من الوزراء العرب لم يهاجم إسرائيل ولم يغادر المكان عندما اكتشف أن ممثلة كبيرة لإسرائيل تجلس إلى جانبه، بل على العكس تماما فجميعهم أبدوا اهتمامًا وأرادوا أن يسمعوا، لاسيما عندما بدأت المناقشة المفتوحة التي طرحت على المائدة والتي كان موضوعها الرئيسي هو إيران.

..................................






البرادعي: حملة فاشية ممنهجة من "مصادر سيادية" واعلام "مستقل"
البرادعي: حملة فاشية ممنهجة من


أثار نائب الرئيس المصري المستقيل، محمد البرادعي، الأحد، ضجة بعد قوله إن هناك "حملة فاشية ممنهجة" على يد من وصفها "بمصادر سيادية وإعلام مستقل،" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.

البرادعي: "الصفقة الكبرى" بين أمريكا وإيران مفتاح الاستقرار

وكتب البرادعي في تغريدته: "حملة فاشية ممنهجة من 'مصادر سيادية' واعلام 'مستقل' ضد الاصرار على إعلاء قيمة الحياة الانسانية وحتمية التوافق الوطني.. العنف لا يولد الا العنف."

داود ينفي لقاء البرادعي بأعضاء تنظيم الإخوان الدولي

وفُهمت هذه التغريدة من قبل عدد من المغردين على أنها وصف للواقع الذي تمر فيه مصر حاليا، واعتبارها انتقادا لمجرى الحكومة في معالجة القضايا الداخلية للدولة.

...........................................


نادر بكار: أرفض عزل «الإخوان».. وأكبر أخطاء مرسي معاداة «الدولة العميقة»

نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، 18 أكتوبر 2012.

قال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، إن أكبر أخطاء نظام الرئيس السابق محمد مرسي هو «معاداة الدولة العميقة»، وإن حزبه يرى أهمية احتوائها، مؤكدًا أنه ضد عزل جماعة الإخوان المسلمين عن الحياة السياسية.

وأوضح «بكار» أن حزبه ليس دينيًا وفقًا لقواميس السياسة العالمية، مشيرًا إلى أنه «ضد خلط قداسة الدين بالآراء السياسية للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية

وأوضح «بكار»، في برنامج «الصورة الكاملة» على قناة «أون تي في»، مساء الإثنين، أن حزب النور «وطني غلب المصلحة العامة على الشخصية في الكثير من المواقف على مدار السنتين الماضيتين»، مؤكدًا أن «الحزب ليس وحده من يعترض على حظر الأحزاب على أساس ديني داخل لجنة الـ50 لتعديل الدستور».

وأعرب عن رفضه عزل جماعة الإخوان المسلمين عن ممارسة الحياة السياسية، موضحًا أن «من تلوثت يده بالدماء فقط هو من يعاقب»، مؤكدًا أن «الحزب لن ينسحب من لجنة الـ50».

وأكد «بكار» أن كل المصريين يقبلون الشريعة الإسلامية، وأن حزبه يرى أن الأزهر الشريف يكون عن طريقه تفسير الشريعة.

وأوضح «بكار» أن حزبه لم يتحدث عن زواج القاصرات طوال فترة العضوية بالبرلمان، وأنه راجع موقف أحد أعضائه من «تعريب العلوم».

وأشار «بكار» إلى أنه يرفض نصب محاكم التفتيش والابتزاز باسم الوطنية، في إشارة لنقد المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، للأديب الراحل نجيب محفوظ.

وأوضح «بكار» أن نظام مرسي ارتكب أخطاء قاتلة، منها التعامل بعداء شديد مع الدولة العميقة، وأن حزبه يرى أهمية احتواء تلك الدولة، وأن «جبهة الإنقاذ الوطني» شملت الكثير من رموز نظام مبارك مثل عمرو موسى، رئيس «لجنة الـ50» لتعديل الدستور.

وأكد «بكار» أن حزبه لم يقترح تولي كمال الجنزوري، رئاسة الحكومة، ولكنهم اقترحوا أحمد درويش، وزير التنمية الإدارية الأسبق، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مصلحتها في المقام الأول، وأن حزبه لم يطلب من الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع، لقاء القيادات الرسمية الأمريكية.

وأوضح «بكار» أنه ضد قتل أي مواطن، وأن الحزب أدان مقتل شيعة في قرية أبو النمرس، موضحًا في الوقت ذاته أن التجاوز في حق الصحابة وأمهات المؤمنين خطر على الأمن القومي.

وأكد «بكار» أن المساس بالعقيدة الإسلامية والشريعة وسب الصحابة خط أحمر، واصفًا مادة منع سبهم في الدستور بـ«الوقائية».

وشدد على أن حزبه لن يرشح أحدًا لرئاسة الجمهورية، مؤكدًا أن مصر لن تنهض إلا بالعمل المؤسسي
المصري اليوم


......................................

السياحة السويسرية تخشى مقاطعة خليجية بعد قانون منع النقاب
السياحة السويسرية تخشى مقاطعة خليجية بعد قانون منع النقاب


يعاني قطاع السياحة السويسري من كابوس حقيقي هذه الأيام خاصة بعد مصادقة كانتون (تجمع) تيسان الإيطالي في الكونفدرالية بعد استفتاء شعبي على منع النقاب والبرقع في الأماكن العامة.

وقالت مجلة "لاكسبرس" الفرنسية اليوم، الأحد، نقلاً عن صحيفة سونتاغ بليكس الناطقة بالألمانية، إن قطاع السياحة السويسري مقبل على صعوبات كبيرة في موسم الصيف المقبل.

سوق عربية هامة
وقال عاملون في القطاع السياحي إن السياح العرب من الخليج والشرق الأوسط الذين يفضلون التوجه إلى سويسرا لقضاء عطلتهم الصيفية يشكلون أكثر من 7% من إجمالي الوافدين الأجانب على البلاد.

وقالت مسؤولة من مكتب السياحة بالعاصمة برن "ليس مطلوباً من السائح العربي، أن يعرف أين يقع كانتون تيسان في سويسرا، إذ يكفي أن يعرف بوجود مثل هذا المنع في منطقة سويسرية ليفكر في الانصراف إلى وجهة أخرى".

80 % من عميلاتي محجبات
وقالت مسؤولة أخرى عن شركات خدمات سياحية تقدم جولات ترفيهية لسياحها العرب مثل الطيران بالمنطاد الهوائي "80% من زبوناتي من العرب، ولم يمثل الحجاب مشكلة في السابق، ولم يمنعهن ذلك من التحليق معي" وإذا فكرت كانتونات أخرى في سنّ نفس القانون يمكن أن نقول وداعاً لأفضل عميلاتنا".

أما مديرة اتحاد السياحة السويسري باربرا غيسي، فقالت حسب الصحيفة " الثابت عندنا أن السياح من دول الخليج يتساءلون اليوم، إذا ما كان يمكنهم مواصلة السياحة في سويسرا بعد هذا الاستفتاء"


................................................


أردوغان يعلن رفع حظر الحجاب في المؤسسات العامة

ضمن حزمة إصلاحات أعلنها رئيس الوزراء التركي شملت مقترحات لتفعيل السلام مع الأكراد منها تعليم اللغة الكردية في المدارس الخاصة
  • رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال إعلانه حزمة للإصلاح السياسي قال إنها تهدف إلى تعزيز الحريات والاستقلال (رويترز)

«الشرق الأوسط"
قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، في كلمة ألقاها عن سياسات الدولة، إن تركيا ستنهي الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية، في إطار مجموعة من الإصلاحات المتعلقة بحقوق الإنسان طال انتظارها، وتشهد تركيا قيودا صارمة منذ فترة طويلة تحول دون ارتداء النساء العاملات في مؤسسات الدولة للحجاب.
وسبق أن رفع حزب العدالة والتنمية، الذي يتولى السلطة في تركيا منذ أكثر من 10 سنوات، حظر الحجاب في حرم الجامعات العام الماضي، بعدما كان ساريا بصرامة في تركيا - الدولة العلمانية التي تقطنها أغلبية مسلمة. وترتدي زوجات الكثير من القادة الأتراك الحجاب، ومنهن زوجة الرئيس عبد الله غول، ولن تطبق هذه اللوائح الجديدة على القضاء أو الجيش.
وقدم أردوغان اقتراحاته هذه ضمن حزمة من الإجراءات، عرضها أمام الصحافيين وقال إن الهدف منها «تعزيز الإصلاحات الديمقراطية في تركيا». ويطلق على هذه الحزمة في أنقرة، وصف «حزمة الديمقراطية»، لكونها تسعى «إلى منح المزيد من الحقوق للأقليات والمجموعات العرقية الصغيرة»، من بينها الأقلية الكردية التي تطرق رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى عدد من المقترحات بحقها تسعى لـ«تعزيز الحريات والديمقراطية والتآخي في المجتمع»، ومنها إمكانية تدريس اللغة الكردية «المحظورة في المدارس حتى الآن» ولغات أخرى غير التركية في المدارس الخاصة، كما سيصدر قانون لتغيير أسماء المدن، مما يمهد الطريق للعودة إلى الأسماء الكردية، وتتوقع الحزمة إعادة الأرض المصادرة من دير مور غابرييل التابع للكنسية الأرثوذكسية السورية.
وتتزامن حزمة أردوغان مع عملية سلام قائمة بين أنقرة والمتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني. وبدأت أنقرة وحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض قتالا مسلحا ضد القوات التركية منذ 1984، قبل سنة عملية سلام أصبحت متعثرة. وبعد إعلانه وقف إطلاق النار بشكل أحادي الجانب في مارس (آذار) ثم البدء بسحب مقاتليه من الأراضي التركية، أعلن حزب العمال الكردستاني بداية الشهر تعليق ذلك الانسحاب واتهم الحكومة بعدم احترام وعودها الإصلاحية. وقد شككت المعارضة التركية وممثلو الأكراد في جدوى الإصلاحات التي تمت مناقشتها على مدار الأيام الماضية. ويتهم المنتقدون أردوغان بأنه يتجه بشكل متزايد نحو الاستبداد، وحذر حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) المحظور في عدة مناسبات من أن عملية السلام في خطر بسبب عدم وجود تنازلات من جانب أنقرة.

...................................


الكنعان معقباً على «الحياة»: السيف حاول إدانة الدريس من خلال خلفيته الدينية

«ضوئية» لما نشرته «الحياة».

الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣
تلقت «الحياة» تعقيباً من الكاتب الصحافي في الزميلة «الجزيرة» محمد بن عيسى الكنعان على التحقيق الصحافي الذي نشرته في ملحق آفاق الثلثاء الماضي، بعنوان: «سجال الدريس والسيف... إلى ماذا انتهى؟». هذا نصه: «تساءلت صحيفة «الحياة» في عددها الصادر يوم الثلثاء 24 سبتمبر 2013، وتحت عنوان عريض: سجال السيف الدريس.. إلى ماذا انتهى؟!، إذ تناولت في تحقيق صحافي حيثيات السجال الإلكتروني الذي وقع بين الدكتور زياد الدريس والباحث محمد السيف وعبرت عنه تغريداتهما في «تويتر» إلى جانب استطلاع بعض الشخصيات الثقافية والإعلامية التي شاركت فيه أو على الأقل تابعته. وذلك على خلفية قيام السيف دون أي مسوغ فكري أو مبرر أخلاقي بعرض صورة لقصاصة صحافية تحمل مقالاً قديماً للدريس نشر في صحيفة «المسلمون» الدولية. حيث يرد الدريس في ذلك المقال على الدكتور تركي الحمد تحت عنوان: «نفي الميكيافلية عن جميع الإسلاميين غباء وتعميمها جريمة».
وكوني ممن أقحم اسمه في التحقيق الصحافي، الذي قام بإعداده (خديجة المزروعي، وعبدالله وافيه، وأسماء العبودي)، ونشرته «الحياة» على صفحة «آفاق» لذلك السجال الفكري ومع تحفظي على هذا الوصف، فقد رأيت أن أعقب على محتوى التحقيق تعزيزاً للمهنية العالية التي تتمتع بها هذه الصحيفة العريقة، وبما يؤكد التزامها مبدأ الحيادية في النقاشات الثقافية والحوارات الفكرية بين عموم المثقفين، خصوصاً أن محتوى ذلك التحقيق بدا متحيزاً لجانب السيف في مسألتين: الأولى أخذ رأيه كخاتمة لذلك التحقيق، بينما لم يُؤخذ رأي الدريس وهو الطرف الآخر في السجال، والمسألة الأخرى أن «الحياة» أشارت إلى أن السيف عرض عبر إحدى تغريداته على الدريس استعداده لجمع مقالاته التي هاجم فيها الحداثة والتنوير كونها جزءاً من تاريخ الحداثة المضاد، ونشرها عبر «دار جداول» التي يشارك السيف في إدارتها، لكن «الحياة» في المقابل لم تنشر تغريدة الدريس التي يرد فيها موافقاً على هذا العرض ومشترطاً مراجعة البروفة النهائية. وإذا ما تجاوزنا هاتين المسألتين فإن أهم ما في ذلك السجال أن الأستاذ السيف، الذي هو من أثاره لم يستطع - خلال كل تغريداته - الإجابة بوضوح وشجاعة على السؤال المحوري: ما الدافع وراء قيامه بنشر قصاصة مقال الدريس، وفي هذا الوقت بالذات؟
بحثاً عن إجابة السؤال السابق وبعيداً عن الآراء التي أخذت السجال إلى مسارات فرعية عن أصله، فإني سأكتفي بالتعقيب من خلال نقاط محددة تأتي في سياق واحد، وترتكز على رأيي الرئيس الذي عبرّت عنه في إحدى تغريداتي عن السجال وعرضتها «الحياة» في تحقيقها المنشور، وهو: «لا أعتقد أنه سجال فكري، إنما هو أقرب ما يكون إلى محاولة إدانة لزياد لخلفيته الدينية». لأن المتمعن في تغريدات الأستاذ السيف يكتشف محاولة تأكيده المستمر أن هناك أرشيفاً صحافياً للدكتور الدريس يحمل أفكاره وآراءه «الإسلامية» التي قد تختلف عن أفكاره وآراءه الحالية، لهذا يقول السيف: «التاريخ يقول إن كنت مندوباً للمملكة اليوم في اليونسكو، فقد كنت مندوباً للإسلاميين في الصحافة السعودية»، ثم يفترض أن الدريس حانق من نشر تلك القصاصة لأنها تشهد بذلك التاريخ «الصحوي». وبالتالي يريد أن يجعل الدكتور زياد أمام ثلاثة خيارات، إما أن يُدين تاريخه الفكري «الإسلامي»، وبهذا يعلن تحوله الفكري فينال رضا التيار المناوئ للتيار الإسلامي، أو أن يعترف بأفكاره وآرائه السابقة، ما يشكل بحسب رأي البعض حرجاً له اليوم بحكم مكانته الدولية، أو الخيار الثالث وهو أن يحاول الدريس التنصل من كل كتاباته، ما يمنح السيف الباحث و«مؤرخ السير» تبريراً شرعياً لمعاودة البحث في أرشيفه الممتد لثلاثة عقود، وبالتالي يؤكد منطقية حديثه مع صحيفة «الحياة»، عندما قال: «إن كثيراً من الكتّاب والمثقفين مروا بتحولات فكرية أعلنوا عنها وفسروا أسباب التحولات تلك، وهؤلاء لا يخشون من نبش أرشيفهم، لكن حينما يظهر هذا المثقف أو ذاك بوجه يخالف قناعاته الفكرية أو يمر بمرحلة تحول، فإنه لن يُسر بنبش أرشيفه ونشر سابق مقالاته وأقواله».
لكن الدكتور زياد الدريس وكعادة الكبار ومن واقع تغريداته الواضحة لم يُنكر أرشيفه الفكري، مبشراً السيف بأن أرشيف كتاباته خلال الـ30 عاماً الماضية مليء بالهفوات والزلات الكبيرة. إنما طالبه بالإنصاف في استعراض محتويات أرشيفه، خصوصاً الجزئية التي تتعلق بتلك القصاصة، يقول زياد: «أستاذ محمد لو أردت الإنصاف، لوجدتني ذممت وامتدحت الدكتور تركي الحمد، لكنك اخترت العبارة التي تخدم هدفك فقط، ومن الذي سيقرأ النص كله»، وهذا برأيي يكشف الانتقائية غير المنصفة التي مارسها السيف على رغم أنها تتعارض مع أبسط معايير البحث، كما يفسر تبرير السيف غير المقنع أو إجابته الضبابية عندما اعتبر الأرشيف الصحافي جزءاً من تاريخنا الفكري والثقافي كرد على السؤال الافتراضي: ما الدافع وراء قيامه بنشر قصاصة مقال الدريس، وفي هذا الوقت بالذات؟ وكأن الخلاف على وجود هذا الأرشيف وليس على الانتقائية التي حضرت فغابت الإجابات المقنعة، انتقائية مارسها الباحث لدعم حجج معينة يريدها على رغم أنها من مثالب البحث النزيه، ما يجعلني أتساءل: هل بإمكان السيف وهو الراصد والباحث والمؤرخ للسير كما يردد مؤيدوه أن ينشر قصاصات لمقالات صحافية لكتاب وإعلاميين يتغنون اليوم بالليبرالية، وكانوا بالأمس من شباب «الصحوة»، أو على الأقل شيء من تاريخهم المتطرف؟ مجرد سؤال».
 
تعليق المحرر
لا ندري كيف حكم الكاتب الصحافي محمد بن عيسى الكنعان على «الحياة» بأنها منحازة إلى الباحث محمد السيف، ولو كان الأمر يأتي ضمن ثنائية الانحياز أو عدم الانحياز فإن «الحياة» كانت ستنحاز، إلى زياد الدريس كونه أحد كتابها، وبالتالي نعتقد بعدم وجود أي دليل يعزز حكم الكنعان، الذي بدا بدوره منحازاً إلى الزميل الدريس ضد السيف، وهذا شأن يخصه وحده. أما بخصوص نشر تعليق للسيف في التحقيق الصحافي من دون الدريس، فذلك جاء لسبب واضح هو أن الدريس نأى بنفسه عن مواصلة السجال، وبالتالي عدم رغبته في خوض الموضوع صحافياً.
وفي الختام تؤكد «الحياة» دوماً على الحيادية والاستقلالية في طرحها المواضيع كافة، وانطلاقاً من ذلك نشرت آراء متنوعة لعدد من الكتاب ينتمون إلى مشارب عدة.




..............................................................


هل تعلم أن الصديق الصالح يشفع لك يوم القيامة بإذن الله ؟

---( الشفعاء يوم القيامة )---

للشيخ صالح المغامسي

http://www.youtube.com/watch?v=vB6Aw943LHU&app=desktop


سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



رجال الهيئة بين «تصعيد» الوليد و«وعيد» آل الشيخ!!




أجزم أن كثيراً من الناس عبر عالمنا العربي لو سُئلوا حول الأشياء التي يعرفونها عن المملكة العربية السعودية لأجابوا: الحرمين والهيئة.
الحرمين أشهرتهما مكانتهما الدينية. أما الهيئة فأشهرتها الفضائيات وأظهرتها بأبشع صورة! وذلك عبر حرب شرسة وطويلة للنيل منها ومن رجالها وتصيّد وتضخيم زلاتهم ودفن منجزاتهم.
ولعل آخر ما تناولته الصحف وقنوات التدليس حادثة ضحيتي «مطاردة اليوم الوطني». ومع أن التحقيقات لم تنته بعد إلا أن أصحاب الهوى كانوا قد «اتهموا الهيئة وحاكموها وجرّموها» سلفًا!
ولا شك أن ما أصاب الضحيتين -رحم الله الميت منهما وشفى المريض وجبر كسر ذويهما- يجب أن يُحاسب فيه المتسبب أيا كان. فرجال الهيئة كغيرهم من موظفي الدولة ليسوا فوق النقد أو المحاسبة والعقاب. ولكن تناول الإعلام لتلك الحادثة لم يكن نزيها ولا بريئا. بل كالعادة يتم المتاجرة بالقضايا لتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب لأهل الشهوات.
فما لبثت الصحف بكتبتها أن قادت حملات التجييش والتضليل.
ثم ظهر الوليد بن طلال زائرا مواسيا لذوي الضحيتين لإضفاء هالة إعلامية ولتصعيد القضية. الوليد الذي لم نسمع عنه قط تعاطفا أو زيارةً لضحايا وزارة الصحة أو قتيلات التعليم أو.... أو...
ثم أعقبه رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبداللطيف آل الشيخ بزيارة لأهل المتوفى. وبدل أن يكتفي بتعزيتهم وطمأنتهم لاستمرار التحقيقات وتطبيق القانون. انضم إلى موكب المرجفين في القضية وتعهّد -بحسب الصحف الرسمية- بأن الهيئة لن توكّل محاميا عن الأعضاء الموقوفين. وتوعّد من يفعل ذلك بالحساب العسير.
والحقيقة أنه باستثناء مداخلته المُسدّدة في برنامج الثامنة والتي وُفق فيها كثيرا في التعاطي مع الحادثة بشكل عادل ومنطقي، فإنه في مجمل مواقفه وسياساته كان دوما دون المستوى المأمول.
لأن من أهم معايير ومقومات نجاح المسؤول في أي موقع أو القائد لأي فريق أن يكون قليل «الكلام والظهور» كثير «النفع والإنجاز». وأن يكون موضع ثقة رجاله واعتمادهم، دافعا عنهم ما يمس كرامتهم أو يسيء لسمعتهم، مهتما بمصالحهم مقدما لها على مصالحه الخاصة، حكيما متأنيا في إصدار القرارات والبيانات لاسيَّما تلك التي تتعلق بهم. والحقيقة أننا لم نر أو نلمس من الدكتور عبداللطيف آل الشيخ منذ توليه منصبه وإلى الآن، إلا ما يناقض ويهدم تلك الاعتبارات! فلا نكاد نتابع إحدى صحفنا الرسمية إلا وتستقبلنا صورة الرئيس وأحد تصريحاته اليومية أو مقال يثني عليه!! في علاقة مشبوهة وغريبة بين الصحافة ومعاليه. تودّدٌ وتلطّفٌ وتملّق. وإلا كيف نفهم أو نفسّر هذا الرضا التام عنه مع الاستمرار في معاداة رجال الهيئة والإساءة إليهم! ثم نلحظ أن جُلّ لقاءاته السابقة غلب عليها لغة الاتهام واللوم لرجاله وتحميلهم كامل المسؤولية عن كافة الأحداث. مع ملاحقتهم بالتحذير والتهديد.. حتى وصلت المسألة إلى الحد الذي صار فيه صاحب المخالفة نفسه هو من يستقوي على رجال الهيئة وقد يعتدي عليهم. أما بروز أنانيته ولا مبالاته بموظفيه فتتجلى في صمته الدائم عن الظلم الذي يطالهم وتلك المقالات التي تتعرض لهم بالتجريح والتنقيص في صحفنا الصفراء، سواء تلك الكتابات التي تدينهم حتى قبل انتهاء التحقيقات أو الإصرار على استدعاء حوادث سابقة وتكرار اتهام المحتسبين بها مع أنها ثبتت براءتهم منها. ولو أن أولئك المهاجمين للهيئة صدقوا فيما يرددونه من أن اعتراضهم إنما هو رفضٌ للأخطاء لا اعتراض على أصل وجود الهيئة، لالتقوا معنا في المطالبة بإجراء إصلاحات ترتقي بالهيئة ومنسوبيها لتعزيز دورهم الرائد في خدمة الدين والمجتمع وتحسين أدائهم، كافتتاح مراكز جديدة ودعمها بالكوادر البشرية المؤهلة وإقامة الدورات التدريبية لرفع مستوى وكفاءة الموظفين مع تزويدهم بوسائل التقنية الحديثة المعينة لهم على أداء عملهم، وزيادة رواتبهم، وتطوير العمل الميداني، وإيجاد رقم موحّد للاتصال. لكن للأسف كل الدلائل تشير إلى أن الهدف غالبا من تلك الهجمات ضد رجال الأمر بالمعروف والنهي عن النكر ليس مجرد محاولات لإيقاف التجاوزات في حال وجودها، بل لتقييد الهيئة وإضعافها بالضربات المتلاحقة تمهيدا لإسقاطها.
رسالتي الأخيرة لأحبابنا من رجال الهيئة: نقدّر دوركم، ونثمّن تضحياتكم. أنتم صمام الأمان لحماية هذا المجتمع بعد الله، ودفع الأذى عنه. وبجهدكم وجهادكم يحدونا الرجاء أن نبقى في مأمنٍ من سخط الله وعاجل عقوبته. فلكم من لدنّا الشكر وعند الله الأجر، بإذنه تعالى.
...........
العرب القطرية


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



كيف نفهم العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية؟


السدنة ومفتاح الكعبة


النص الأصلي : من مدونة عمر المضواحي

أخذت قضية سدانة الكعبة، وتنازع الصلاحيات مع الشيخ عبدالرحمن السديس مساحات عريضة، ودخلت المناطقية فيها بشكل كبير، والحقيقة أن الرجل برأيي يشعر بتهميشه، لا أقل ولا أكثر، والسديس يتجاوزه .. لذلك احتواء الموضوع أفضل ، والحق برأيي أن ع الشيخ السديس تصدير الرجل في أية قرارات تتعلق في سدانة الكعبة،خصوصا وأن لها أبعاد شرعية لا يجوز لنا -أيا كان منصبه-أن يتجاهل

إرضاء سدنة بيت الله،وعدم تجاوزهم وتهميشهم،أمر واجب شرعا وعرفا. والرجوع للحق فضيلة،وقطع دابر أمثال هذه الفتنة فرض،لأن ثمة من يلغط ويفنخ فيها


كنت بمجلس نخبوي بالأمس وأثيرت النقطة،وما يشتكيه الشيبي من قلة المردود المادي في لقائه بالحياة.كنت أتعجب،لأن السقاية والرفادة كان أهلها يعطون


بمعنى أنهم كانوا يسقون الحجيج ويطعمونهم من جيوبهم لا يأخذون أموالا من حجاج بيت الله.كان ذلك مثار استغرابي.فهل من يصحح؟ ما سبب شكوى السادن؟
.. عبدالعزيز قاسم


كان وجه الرجل يعكس ملامح حنق وغضب كامنين. وظل يحاول رسم بسمة ترحيب بضيوف يراهم أول مرّه. جاء الى صالون بيته يتهادى على ساعد أكبر أبناءه عبدالله. كانت قدماه بالكاد تحمل سنواته السبعين. وقفنا لمصافحته وهو يمدّ يمينه التي غسلت باطن وأعتاب الكعبة المشرفة مرارا وتكرارا. فاح العود والبخور، والورد والعطور، وكلّ أريج الكعبة.
إتخذ كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر الشيبي مجلسه في أقرب كرسي من باب الدخول. كان صدره يغلي كمرّجل وهو يردد: لم يبق لنا غير المفتاح.. لم يبق لنا غير المفتاح!.
ظل صامتا لبرهة قصيرة وهو يحاول إطفاء غضبه مرارا برشفات من كأس عصير بارد. وكنا نراقبه وهو يفتح ستائر قلبه وروحه ليستحضر سكيّنة الهدوء وهي تخيم على حواسه الخمسة.عرفنا معا ونحن نتمعن في ملامحه العربية ماذا تعني عبارة قهر الرجال!.
فجأة.. التفت مبادرا بالسؤال: هل عرفت ما صنع السديس!. أجبته لهذا أتيت، فما صنع د. السديس؟!.

لمعت إبتسامة في وجه السادن قبل أن يشير بسبابته للسماء: تصدق بالله، لم يحدث قطّ أن وقف غير أسلافي السّدنة موقفه على أعتاب باب الكعبة. ولا أعرف ما هو قفل باب الكعبة الجديد، ولا طريقة عمل مفتاحه. ظللت افكر طويلا بالأمر، مدينة العلوم والتقنية ورئاسة الحرمين؟.. ثم تساءلت هل هو بتقنية البصمة أم بأرقام سريّة مثلا؟!. ربما سيكون مفتاح "السديس" مزودا بتقنية تحكم خاصة "ريموت كنترول" ليفتح باب الكعبة عن بعد؟!.

ضحكنا جميعا.. وأيقنت أنه حان وقت الأسئلة وبدء الحوار:


غضبة مضريّة

س. ما وراء غضبتك المضريّة هذه على الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؟

تكرر استفزاز الرجل لنا بلا سبب نعرفه. ومسّ خصوصية وظائف سادن البيت الحرام مرّة تلو أخرى. أحسنا الظن مرات و مرات، واستغربنا جرأته وتماديه مرات أخرى. لكن أن يصل الأمر الى وقوفه على أعتاب الكعبة، فهذا كثير ولا ينبغى علينا السكوت عنه. لقد وصل الى صميم يقيننا نحن السّدنة من آل شيبة، أن السديس يعمل على إخلاء وظيفة سدانة الكعبة المشرفة من جميع واجباتها، وجعلها تختصر على حمل مفتاحها لا أكثر!.

س. لعل له عذرا وأنت تلوم؟.

أي عذر تتحدث عنه. هل السديس لا يعرف مهام ووظائف رئاسة الحرمين وهو رئيسها العام؟ ألم يقرأ أول بند في قرار إنشاء الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؟ ألم يفهم بوضوح أن البند الأول ينصّ صراحة باستثناء وظائف سدانة الكعبة وإخراجها من كل موضوعات مهام الرئاسة وصلاحياتها وأعمالها؟.

أيضا، ألم يقرأ وهو رجل دين وعلم ومنصب، أن الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح مكة وقف بين عضادتي باب الكعبة، حيث وقف السديس، فقال النبي: "ألا كل دمٍ أو مالٍ أو مأثرةٍ كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ هاتين إلا سقاية الحاجّ وسدانة الكعبة؛ فإني قد أمضيتهما لأهلها على ما كانت عليه؟".

ما قام به السديس تجاوزا ليس لأمور شرعيّة فحسب؛ بل ولأخرى تنظيمية وإدارية تحمل إمضاء ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله بصفته الرئيس العام للتنظيم الإداري للحكومة السعودية.

س. هل بينكم وبين د. السديس خلاف سابق؟

لا والله أبدا. ليس بيني وبين الرجل شيء. ولم اقابله سوى مرة واحدة فقط عندما حضرت حفل تسليم كسوة الكعبة المشرفة في غرة شهر ذي الحجة العام الماضي.

وللعلم أيضا أنا متولي سدانة البيت الحرام منذ ثلاث سنوات، ومع ذلك كان محضر تسليم الكسوة ممهورا بإسم إبن عمي د. صالح الشيبي وكيل عمي السادن السابق عبدالعزيز رحمه الله لا باسمي كما هو معتاد مع السدنة الأحياء. ومع ذلك لم أكترث لا بقليل أو كثير. سمحت لإبن عمي صالح بالتوقيع على محضر الإستلام، ثم استلمت أنا كسوة الكعبة وكيس مفتاحها من يد السديس نفسه، ووقفت على يمينه وأخذت لنا الصور الفوتوغرافية بهذه المناسبة السنوية.

مباركة ولي الأمر

س. هل يعني ذلك انه لم يتم ترسيمك بشكل رسمي ككبير لسدنة بيت الله الحرام حتى الآن عند استلام الكسوة؟

لا. الدولة لم تتدخل يوما في هذا الامر. نحن نتوارث السدانة في الجاهلية والإسلام وحتى اليوم. الآن أنا الأكبر سنا في عائلة آل الشيبي. ونحن نتّبع العرف الذي أمضاه النبي صلى الله عليه وسلم بتسليمها كابرا عن كابر من آل إبن أبي طلحة.

س. كن، كيف تقوم بمهامك وصلاحياتك من دون أي اعتماد رسمي لتوقيعك من الدولة؟.

لم نتعود أن يتم ترسيم السادن من قبل الدولة. لان هذه ولاية نتولاها كابرا عن كابر. لكن جرت العادة أن يرفع لولي الأمر أن السدانة انتقلت بعد وفاة أي سادن الى الذي يليه، ويباركها ولي الأمر بتعميد الجهات المختصة.

وكلاء السادن في الرئاسة

س. لماذا لم تبادر بالإتصال على د. السديس لفهم اسبابه ولملمة تطورات قضية القفل في أضيق نطاق ممكن؟

لا لا لا.. لم ولن أتصل بالسديس. ولماذا أتصل به. إذا كان لديه تعميدا من الملك حفظه الله بصنع قفلا جديدا لباب الكعبة فهل يعقل أن أتصل به أنا لأسئلة عن تعميد لم أعرف بصدوره. أم من الواجب عليه هو أن يتصل بنا ليبلغنا بصدور التعميد السامي لو حدث ذلك؟. علما أنه لدي كسادن أربعة وكلاء رسميين مسجلين في رئاسة الحرمين منهم د. صالح الشيبي، ومع ذلك لم يبلغ أي أحد منهم بخصوص القفل الجديد، وقد استفسرت منهم فردا فردا بشكل مباشر.

هل يعقل أن السديس أو أي مسئول في الرئاسة لم يجدوا دقيقة واحدة فقط لإشعارنا وإطلاعنا على أمر القفل والمفتاح الجديد منذ لحظة التفكير فيه وحتى صناعة نموذج أولي لتصميمه بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هناك في الرياض، مع ملاحظة أن بيتي في مكة على مسافة أمتار من قصره في حي العوالي.


خلل المفتاح

س. يقال أن مفتاح الكعبة الحالي فيه خلل ما أو عيوب تصعّب عملية فتح بابها إلا بمشقة على يد السادن. ما صحة هذه الرواية أيها السادن؟

أبدا غير صحيحة على الإطلاق. أنا حامل مفتاح الكعبة وهو في حوزتي الآن. ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن عصلج (واجه مشكلة) في يدي عند فتح باب الكعبة. هذا كله كذب وإفتراء لا اساس له. لو كان في المفتاح عيّب أو خلل، لبادرت شخصيا بطلب تجديده من المقام السامي كما جرت العادة في كل احتياجات خدمة الكعبة المشرفة ظاهرا وباطنا.

ترميم بناء الكعبة

س. هل الخلاف حول القفل الجديد هو الأول من نوعه لباب الكعبة المشرفة؟.

نعم، هذه اول مرة تحدث فيما يتعلق بمفتاح الكعبة. ومنذ ستين سنة وأنا لا اذكر أن حصل مع والدي أو أعمامي السدنة مثل هذا الموقف أبدا. هناك حدث واحد أذكره جيدا مع عمي السادن عاصم الشيبي رحمه الله. ملخصه أنه في إحدى المناسبات الرسمية شعر باهتزاز الباب ككل لا المفتاح في جدار بناء الكعبة فقام على الفور برفع ملاحظة عاجلة الى الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله حول الموقف الذي حدث له للنظر فيه بما يراه المقام السامي.

بعد زمن قصير استدعى الملك فهد كبير السدنة وجمعا من كبار أسرة آل الشيبي للقائه في المدينة المنورة آنذاك. كنت ممن حضر اللقاء الخاص. حيث قام الملك فهد يومها بإطلاعنا على مقاصده وأنه أصدر توجيهاته السامية بترميم شامل لبناء الكعبة المشرفة (بعد مرور نحو 400 عام على البناء القديم الذي قام به السلطان مراد الثاني في عهد الدولة العثمانية سنة 1040 هـ)، ووجه بإحضار الرسومات والخرائط الموضحة لإطلاعنا على كل تفاصيل المشروع قبل البدء في تنفيذه.

أبواب حِجّر إسماعيل

س. في شهر مايو الماضي قامت رئاسة شؤون الحرمين بوضع بابين على مداخل حِجّر إسماعيل عليه السلام. وفي أغسطس الفارط تم تجديد فوانيس الحِجّر وطلائها بماء الذهب هل تم إشعاركم بهذه المهام التي تدخل في حياض وظائف السّدانة؟.

لا لم يحدث قط،. وحِجّر سيدنا إسماعيل عليه السلام جزء أصيل من الكعبة المشرفة كما يعلم الجميع.

لكن في موضوع وضع أبواب على الحِجّر ينبغي التوضيح. فكما نعرف حقوقنا ووظائفنا، نعرف أيضا ماذا علينا من واجبات. نحن كسدنة البيت العتيق لا نتصرف من تلقاء أنفسنا، أو بنوازع مكارهة أو تحبب لمصالح او جلب منفعة في قيامنا بوظيفتنا الدينية التي شرفنا الله ورسوله بحملها خالدة تالدة الى يوم القيامة.

فالحجر فيه حديث نبوي واضح روي في الصحاح عندما طلبت السيدة عائشة أم المؤمنين من النبي دخول الكعبة مساء. فأجابها صلى الله عليه وسلم بقوله "إإذني قومك ـ يعني بني شيبة ـ فإن أذنوا لك فأدخلي". فذهبت السيدة عائشة رضي الله عنها الى إبن أبي طلحة ليفتح لها باب الكعبة. فأجابها: ما لنا عادة أن تُفتح الكعبة بليل. ولكن إذا أمرنا رسول الله فعلنا ـ وهنا الشاهد الذي نستند عليه كسدنة بحق ولي الأمر بفتح الكعبة متى شاء .

فعادت وأبلغت النبي بالأمر، فلم يرضى عليه السلام بأن يأمر السادن كي لا تكون عادة. فقام وأخذ بيدها فادخلها الحِجّر. وهذا دليل صريح على أن دخول حِجّر إسماعيل يتم بدون استئذان السدنة من بني شيبة. وقال لها صلى الله عليه وسلم " صلي هنا فإنه جزء من الكعبة".

ويستفاد من هذا الحديث أن حجب الناس عن الدخول لحِجّر اسماعيل ليس من حق أهل السدانة كدخول الكعبة،. بل من الواجب تركه للناس وأداء صلاة النافلة فيه. وهنا كان يجب على السديس والرئاسة أن لا تضع بابين له، ويمنع المسلمون من حق التعبد فيه في أي وقت شاءوا في ليل أو نهار ماعدا وقت الصلوات الخمسة.

صيانة الحجر الأسود

س. قبل أسابيع تم تناقل مقطع فيديو في موقع اليوتيوب يصور عملية صيانة وتلميّع للحجر الأسود على يد إبن شيخ صاغة مكة فيصل بن أحمد بدر. وأيضا من دون أن يظهر في المشهد حضور أي شخص من سدنة الكعبة.. هل تم إبلاغكم؟

أيضا لم يبلغنا أحد بهذا الأمر كالمعتاد، وهي تصرفات لا نعلم عنها أبدا، الا بعد أن تحدث وتشاع بين الناس. أما أن يحدث شيء عند الكعبة ولا يعلن عنه رسميا أو نبلغ فيه فبالتأكيد لن نعرفه.

إحرام الكعبة

س. في حج العام الماضي إمتنعت رئاسة الحرمين من إمضاء عادة إحرام الكعبة، قبل أن تعود هذا العام الى ما كانت عليه سابقا. ماهو تفسيركم لقرار المنع والعودة منه؟

سمعت ولست متأكدا، أن السديس أيضا هو من رفض إحرام ثوب الكعبة جريا على هذه العادة التقليدية في كل مواسم الحج منذ القدم لمنع الحجاج من قص أجزاء منها. وقيل أنه رأى بعدم صحة هذه العادة. في السابق كانت تتم عملية تغيير الكسوة القديمة بالجديدة تحت إشراف كامل من السدنة، بالتعاون مع إدارة الحرم المكي قبل أن تتطور الى رئاسة شؤون الحرمين.

طبعا تغير الحال وسحبت الرئاسة هذه الصلاحية أيضا. فهي الآن التي تقوم بتركيب الكسوة والإشراف على عملية تغييرها في شكل كامل، بينما يتولى السادن يومها بفتح باب الكعبة فقط بهذه المناسبة.

قفل الملك عبدالله

س. كم قفلا لباب الكعبة المشرفة. هل صحيح أن له قفلان داخلي وخارجي. وماذا عن القفل الجديد الذي أمر به الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتم تركيبه بيد الأمير خالد الفيصل في منتصف شهر محرم الماضي وتسليمكم مفتاحها الآخر كما نشر في الصحف؟

لا، هذا موضوع آخر يحتاج الى توضيح. وصاحبه لغط غير صحيح. القفل الداخلي الجديد الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله هو لباب التوبة الصغير المؤدي الى السطح من داخل جوف الكعبة. قديما كان محله ستارة خاصة به فقط، ثم في ترميم الملك فهد الشامل لبناء الكعبة صُنع بابا خاصا بديلا عن الستارة، ولم يكن للباب الجديد (مساحته بمقاس واحد على ثمانية من باب الكعبة الرئيس) قفلا خاصا به.

ولما دعت الخشية أن يقفل باب الكعبة الرئيسي مع نسيان وجود شخص في السلم المؤدي الى سطحها، قام عمي السادن عبدالعزيز الشيبي بوضع قفل عادي عليه احترازا من نسيان أحد داخل جوف الكعبة. وعندما علم الملك بذلك أمر حينها بعمل قفل جديد صنع من الذهب على نفقته الخاصة لباب التوبة الداخلي. وبالفعل تم تركيبه في منتصف شهر محرم الماضي وتم تسليمي مفتاحه بعد تركيبه بحضور أمير مكة. أما باب الكعبة الرئيس فليس له سوى قفل خارجي، ومفتاح واحد فقط.

نعامل بالمكارهة

س. هل ترون أن هذه التدخلات المتكررة على وظائف كبير سدنة بيت الله الحرام وواجباته مقصودة تجاهك شخصيا من رئاسة الحرمين؟

لقد تعودنا مثل هذه التصرفات من رئاسة الحرمين في عهد السديس، الى درجة أصبحنا نراها طبيعية. ولا يمكن تفسيرها الى أنها من باب "المكارهة" لأسرة آل الشيبي وكبير سدنة بيت الله الحرام. ربما بعض المسئولين فيها يعتقدون أن وظيفة سدانة الكعبة المشرفة هي وظيفة دنيوية لا دينيّة متشرفين بها آل شيبة كابرا عن كابر. وأنه بالضغط المستمر عليهم من الممكن أن يتقدموا بطلب التقاعد والإحالة على المعاش!.

وأود هنا أن اشير الى نقطة مهمة، وهي أن علاقتنا كسدنة لبيت الله الحرام مع رئاسة شؤون الحرمين وتعاملنا معها محصور في أمرين إثنين فقط. الأول إستلام شيك منها بقيمة تعويض لكسوة الكعبة المشرفة بمبلغ مليون ريال سنويا فقط. قبل أن اتولى توزيعها على أكثر من 400 فرد من أسرة آل الشيبي بواقع 2500 ريال فقط لكل شخص أي 208 ريالات شهريا.

ومن المعروف تاريخيا أن كسوة الكعبة كانت بالكامل للسادن، وكان السدنة يقومون ببيعها والاستفادة من ثمنها، الآن نحن لا نبيع قطع كسوة الكعبة، ولكنها متوفرة في الأسواق لمن يريدها.

والعلاقة الثانية مع الرئاسة هي باستلام قيمة شراء مستلزمات مراسم غسيل الكعبة (مرتان في كل عام) وفق فواتير مفصلة للمشتريات ثم نقدمها لرئاسة الحرمين لدفع قيمتها وهي عادة لا تتجاوز مبلغ 75 ألف ريال فقط. هذا كل ما يتعلق بعلاقتنا مع رئاسة شؤون الحرمين. أما من جانبها فحدث ولا حرج من التدخلات ونزع الصلاحيات ومنع الحقوق الخاصة بوظائف كبير السدنة أو العامة لأسرة السدنة من آل الشيبي وهي أكثر من أن تحصر. وقد رفعنا لأولياء الأمر في قيادتنا الرشيدة تفصيلا بكل شيء، ونأمل النظر فيها والتوجيه بما يراه المقام السامي.

فحوى البرقيات

س. ماذا كان فحوى البرقيات اللتي قمتم برفعها للملك عبدالله وولي عهده وأمير مكة؟

رفعنا توضيحا لما حدث حسب وجهة نظرنا، فمن المعروف بشكل لا لبس فيه أن الحرم المكي يتبع الكعبة المشرفة لا العكس. وأننا قرأنا في مواقف وتصرفات السديس تعديا على حقنا غير المنازع عليه. وبأننا لا نعلم عن هذا الامر شيئا. كما أقترحنا فيها تشكيل لجنة من هيئة كبار العلماء لأخذ رأيهم في الوظيفة الدينية التي يحملها سدنة الكعبة من آل الشيبي وحصرها فيهم. وبيان أنها وظيفة مستقلة ومنفصلة عن دور ووظائف وصلاحيات رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، حتى لا تختلط الأمور والوظائف بينهما.

آية بني شيبة

س. شيخ عبدالقادر، لابد وأن سمعتم أو وقفتم للصلاة خلف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس. ماذا يدور في ذهنك عندما يقرأ في إمامته للصلاة قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) وهي الآية التي نزلت فيكم وعنكم على وجه خاص في فتح مكة؟.

أطرق برأسه قليلا،. ثم قال: ليس كل من يقرأ القرآن الكريم ينفذه. هناك دائما أناس أصحاب مصالح من الذين لا يراعون الحقائق الدينية حق المراعاة. ويحاولون دوما الالتفاف عليها بطريقة من الطرق. في اعتقادي أن خطوات مكارهة السديس المتتابعة لسدنة البيت العتيق، وآخرها ظهور صورته في الصحف وهو يحمل قفلا جديدا أمام باب الكعبة أعتبرها خطوة عملية لتأليف الناس شيئا فشيئا على واقع جديد. واقع ليس فيه شيئا إسمه سدانة الكعبة أو أسرة من بني شيبة. وهذا ما نشعر به الآن كسدنة لبيت الله الحرام.

تقاعس السدنة

س. عفوا يردد كثيرون أنكم لم تدافعوا كما يجب أمام تغوّل رئاسة شؤون الحرمين على صلاحياتكم ووظائفكم كسدنة للبيت العتيق، ويحملونكم كل المسؤولية عن تقصيركم. كيف تردون؟

الإنسان يدافع حسب طاقته وقدرته والظروف التي تحيط به. في الماضي القريب كانت إدارة الحرم المكي سابقا والتي تمثلها الآن رئاسة الحرمين، إدارة بسيطة في مبنى صغير. وكان أغلب الموظفين من بيت الشيبي. وكان لا يزيد عدد موظفي إدارة الحرم التي كان يرأسها السيد عبدالقادر نائب الحرم، وقبله والده. عن 10 ــ 12 موظفا فقط من العائلات المعروفة في مكة.

وكانت جميع مسؤليات إدارة الحرم ينفذها شباب مكة، حتى عمال النظافة منهم وفيهم. الآن لو رأيت مبنى رئاسة الحرمين في مكة تصاب بالفزع من حجم أدواره ومساحة مكاتبه ومواقف سيارته وعدد موظفيه من خارج مكة. وبالرغم من كل ذلك، لا يوجد اليوم حتى موظف واحدا فقط من آل الشيبي في رئاسة الحرمين. وكلما يتقدم أبنائنا لها يتم إبعادهم بطريقة من الطرق تحول دون تعيينه. ولا نعرف والله سببا لكل هذه المكارهة.

لقاء السديس والسادن

س. بعد أيام، وفي غرة شهر ذي الحجة سيقام الحفل الرسمي لتسليمك الكسوة السنوية للكعبة المشرفة بصفتك كبير سدنة بيت الله الحرام من يد د. عبدالرحمن السديس. ماذا ستقول له عندما تلتقيان وجها بوجه وتتصافحان يدا بيد؟.

إذا التقيت به خلال حفل تسليم ثوب الكعبة، سوف أحدثه بما في نفسي واستطلع منه حقيقة الأمر. يهمني معرفه مقاصده في تصرفه الأخير بالوقوف أمام باب الكعبة. وسوف أسأله عن سبب تهميشه المتواصل لوظائف سدانة البيت العتيق. وما إذا كان عنده رغبة خاصة بضمها إليه من دون لفّ أو دوران!.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق