02‏/10‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2910] ردا ع علي الموسى:بل الاعتلال في النظر للسلفية+ "لوموند" :لا وجود "جهاد النكاح" بسوريا




1



هذا الخائن!


المذكور أعلاه هو الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، الذي قرأت أمس إشارة له دمغته بذلك الوصف وطالبت بمنعه من دخول مصر. والسبب في ذلك أن الرجل كتب تغريدة «حقيرة» ــ هكذا وصفت ــ اتهم فيها مصادر سيادية بشن حملة فاشية ممنهجة ضد من يصرون على إعلاء قيمة الحياة وحتمية التوافق الوطني. وفي اليوم الذي اتهم فيه الرجل بالخيانة كانت قد صدرت توصية بإسقاط عضويته من نقابة المحامين ضمن آخرين. وقبل هذه وتلك كان أحد أساتذة القانون قد رفع ضده قضية اتهمه فيها بخيانة الأمانة.
ما عاد الدكتور البرادعي بحاجة إلى تعريف بشخصه أو دوره، خصوصا فيما جرى يوم 3 يوليو، حيث بات معلوما للكافة أنه أحد مهندسي الانقلاب الذي وقع، وفي مختلف الخطوات التي اتخذت بعد عزل الدكتور محمد مرسي.
أردت باستدعاء هذه الخلفية أن أذكر بأن الرجل في موقفه الأساسي كان معارضا وخصما للدكتور مرسي ونظامه. وأنه من الناحية الإستراتيجية يقف في مربع النظام الحالي، وأن اختلافه الذي دعاه إلى الاستقالة ومغادرة البلاد كان منصبا على الوسائل وليس الغايات. ورغم أننا لنا إحاطة كافية بالتفاصيل، إلا أن القدر المعلن والمشهود منها يوحي بأنه عارض أسلوب البث وفض الاعتصام بالقوة، الأمر الذي أفضى إلى مذبحة الرابع عشر من أغسطس التي أوقعت آلاف القتلى والمصابين غير آلاف المعتقلين. وهو ما نفهمه من انتقاده في تغريدته للأطراف التي تشن حملة فاشية ضد المدافعين عن الحق في الحياة وعن حتمية التوافق الوطني.
أدري أن البعض عارض الحملة على الدكتور البرادعي. ومنهم من دافع عن حقه في التعبير عن رأيه، لكن المتابع لما تنشره الصحافة المصرية لا يخطئ في ملاحظة أن الذين اتهموه بالخيانة ولاحقوه بالاتهامات واللعنات يشكلون أغلبية المعلقين، بحيث بدت أصوات الداعين إلى احترام الرجل وتفهم موقفه نادرة واستثنائية.
ما قاله في تغريدته (الحقيرة!!) ليس فيه سر، وكل الذي فعله أنه أكد لنا ما نعرفه. ذلك أن صدور هذا الكلام من رجل شغل منصب نائب رئيس الجمهورية لبعض الوقت، يبصر الجميع بجانب من المخاطر التي تهدد استقرار الوضع الجديد، بقدر ما تهدد الآمال التي علقها أنصاره عليه، وما قاله عن الدور الذي تقوم به بعض المصادر السيادية لشن حملة فاشية ضد معارضي سياسة القمع، هذا الكلام ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، بحيث يعد بمثابة جرس إنذار ينبه الجميع. إذ القائل في هذه الحالة شهادته على دراية بالوقائع ومعايشة لها. بسبب من ذلك، فبدلا من أن يستوقف العقلاء والراشدين بحيث يدعوهم إلى صد رياح الفاشية التي تهب على مصر، حتى طالت سهامها الأنصار الذين حملوا النظام الجديد، بدلا من ذلك فإن الرجل تعرض للتخوين والاغتيال السياسي، ولو أن ذلك الذي قرأناه أمس كان رأي فرد لهان الأمر، ولكن الحاصل أن الكلام كان جزءا من معزوفة ردح هابطة استهدفت البرادعي. كما استهدفت كل صوت محترم حاول أن يصوب المسيرة ويوقف الاندفاع الراهن في منحنى الفاشية الذي يكاد يجهض الآمال التي علقت على الثورة، والتي حفرها الثوار على جدار الوطن بدمائهم.
لقد أصبحت كلمة الخيانة إحدى المفردات الشائعة في الوضع المستجد، كأنما أريد لنا أن نتجاوز تهمة التكفير التي استخدمها البعض في ظل نظام الرئيس مرسي، لتدخل في عصر التخوين في ظل النظام الجديد، مع فارق أساسي أن التكفير في السابق كان يتردد على ألسنة أفراد أو حتى مجموعات شاردة لا تعبر عن السلطة، أما التخوين فهو صادر عن أصوات لها ظهيرها الذي يدعمها في أروقة السلطة. ناهيك عن أن التكفير ظل شذوذا يقابل بالرفض والاستياء من جانب الأغلبية، في حين أن التخوين يلقى قبولا وحماسا من جانب الأغلبية في الوقت الراهن، بمن فيهم أعداد غير قليلة من المثقفين والسياسيين الذين باتوا يؤيدون الاغتيال السياسي ولكنهم يفضلون إتمامه بقفازات حريرية وناعمة.
إن موقف الجوقة التي أطلقت معزوفة سبابها للبرادعي بسبب ما قاله لا يختلف كثيرا عن منطق الأهل الذين أبلغهم الطبيب بأن مرضا خبيثا يزحف على جسم ابنهم المريض، فلاحقوه وانهالوا عليه بالسب والشتم وقرروا اغتياله. إن الخبث يسري في جسد مصر، في الوقت الراهن، ونحن بحاجة شديدة إلى جهد الذين يوقفونه، وليس إلى الذين يتسترون عليه ويباركونه.
......
الشرق القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



ردا على علي الموسى

بل الاعتلال في النظر إلى السلفية

 

الدكتور فهد بن سعد المقرن

الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت على مقال الأخ علي الموسى وفقه الله بعنوان ( اعتلال السلفية: نماذج وأمثلة) في صحيفة الوطن بتاريخ: الأحد 16/11/1434ه.

والفكرة التي يقوم عليها المقال : اتهام الدعوة السلفية التي هي منهج محمد r  بأنه لا توافق متطلبات العصر وتسارعها ، وضرب ما يظن أنها أمثلة على ذلك.

أولاً: الكاتب ـ وفقه الله ـ وقع قصد أو لم يقصد في ترديد ما قاله أعداء الدعوة قديماً وحديثاً دون برهان ولا حجة ، فما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلا حلقة واحدة في سلسلة مترابطة تتصل بدعوة رسول الله r  معلم الناس الخير ، وهذا ما شهد به القاصي والداني ، هي دعوة الإسلام الخالص النقي من شوائب البدع والانحرافات في الأصول والفروع ، دعوة قائمة على كتاب الله وسنة رسول r ، تحارب التقليد والتبعية إلا للدليل الشرعي.

ثانياً: المقال مليء بالدعاوى التي لم يبرهن عليها بأي برهان أو إحصاء أو شواهد ، ومن تلك الدعاوى ، قوله: (الاجتهاد في المسائل الفقهية بطيء وجل متخوف)، (الفقه السلفي  المتشدد لا يواكب مستجدات العصر)، (بطء الفعل الفقهي أمام تسارع السياسة والعصر) ،عبارات مؤلمة لأمرين : أنها تصدر من رجل غير متخصص في الفقه الإسلامي ولا في الشريعة ثم ما البديل لها ؟ أتلك الدعوات الفاسدة الجافية عن الحق ، (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير).

 ثانياً: إن الواقع الحالي للتراث الفقهي لعلماء هذه البلاد وهم اتباعها ومريديها كما لمزها الكاتب بذلك ؟! يشهد انتشاراً واسعاً في العالم العربي والإسلامي ، والمسلمون اليوم إذا احتاجوا إلى سؤال أو نزلت بهم نازلة تتجه أنظارهم إلى علماء هذه البلاد مما يخالف مقالة الكاتب ، فما الذي حملهم على ذلك ؟ ولماذا ؟ إنهم يجدون في علماء هذه المدرسة السلفية سلامة الاعتقاد والنصح ومحبة الخير للمسلمين في أقطار الأرض ، والثبات على الأصول والقواعد العامة على الشريعة في وسطية واعتدال ، يكفي أن تعرف أن علماء وتلاميذ الدعوة السلفية هم من يحظون بنسبة أكبر مشاهدة واستماع لا أقول في السعودية فقط ، بل في العالم أجمع ، وهذا دليل على مسايرة هذه الدعوة السلفية للواقع ومجريات العصر بما لا يخالف الشرع ، فإن التشدد والتنطع مما ترفضه الفطر السليمة .

ثالثاً: قال الكاتب : ( الفكرة السلفية ترفض كل جديد) هذه الجملة يرفضها كل منصف ، فما السلفية إلا دعوة الإسلام النقي الخالص ، هل يرفض الإسلام كل جديد ؟ إنها  ليست فكرة بل هي عقيدة وشريعة جاءت من عند الله مقررة في كتاب الله وسنة رسول r  ، فمع تمسكها بثوابتها وأصولها توافقت مع الحضارة والحداثة ، وتعايشت مع الأمم والدول على اختلاف مشاربها ، حتى صارت يشار لها بالبنان ، ويضرب بها المثال على الحداثة والتطور في زمن قصير ، ممثلة بهذه الدولة السعودية ، لم يكن الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ، مؤسس هذه الدولة العظيمة إلا من هذه المدرسة ، يقول رحمه الله:

"يسموننا الوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض.. نحن لسنا أصحاب مذهب جديد ، أو عقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح ، ونحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة".

رابعاً: مما ذكره من النماذج والأمثلة فيما زعم على اعتلال السلفية ، استدلاله بأن السلفية ترفض تعليم الفتاة ،  والانترنت ،  والتلفزيون ، والابتعاث ،  وهذا ليس من العدل في شيء فقد أمرنا الله بالإنصاف فقال : (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، إنها دعاوى دون برهان ربما أقابلك بمثلها ! ثم هل الرفض هل كان من السلفية أم من بعض اتباعها ؟ ثم ما مبررات الرفض ؟ وما الظروف المحيطة به ؟ ثم من هم هؤلاء الذين تتحدث عنهم ؟

 أليست السعودية شعباً وحكومة في عمومه يعتنقون السلفية مذهباً ومنهجاً في الحياة؟

أسئلة أجزم أن الكاتب لن يجيب عليها ، فهو يردد ما قاله من قبله دون إنصاف ولا عدل ، وحتى تعلم أخي القارئ أنها تهمة ساقطة ، فلو رجعت إلى تاريخ تعليم الفتاة في السعودية لو وجدت أن  علماء هذه البلاد في مقدمة من شجع على تعليمها بالضوابط الشرعية ، وهم من تقبل كل جديد وحديث من إنترنت وفضائيات ، وأضفى عليه خصوصيته التي تميزه عن غيره.

خامساً: زعم الكاتب أنهم يرفضون الشيء ثم يكونون في قلب الفكرة ، ولو كان ما يقوله حقاً ، فهذه تناقض من الكاتب كيف يرفضون الشيء ثم يكونون في قلبه ويتقبلونه !

 إلى أي شيء يريد أن يصل الكاتب بمقالتها هذه ؟  أرجوا أن يكون صريحاً وشجاعاً في فكره ورأيه.

سادساً: ختم مقالته بعد أن رمى الدعوة السلفية ورموزها بكل شانئة دون برهان ولا دليل ، بأنه يجب ألا تحمل الدعوة أخطاء الاتباع والمريدين ولا أيضاً أخطاء المدرسة ، بوصيته بالعناية بجوهر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب لا بالدعوة ، وهذا في الحقيقة إسقاط للدعوة التي قامت عليها الدولة ولكن من طرف خفي ، فالكل يعلم أن هذه الدولة قامت على كتاب الله وسنة رسوله r ، وهو سر تجدد هذه الدولة وثباتها واستمرارها وتوافقها مع كل حديث ، وهذه الدعوة لا تقبل وصاياك يا أخ علي ، لأنك لم تكن منصفاً لها بل ظلمتها وأنت من يعيش في كنفها ، ويعيش آثارها الطيبة من علم وتعليم وحضارة في كل أقطار هذه البلاد المباركة.

سابعاً: أن رمي الكاتب الدعوة السلفية بمثل هذا ليس بجديد ، فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر رميت بالإرهاب ، وها هي الآن ترمى بالتشدد وعدم التوافق مع التطور والحضارة من بعض أبناءها للأسف دون برهان ولا دليل ، ومع هذا فهذا لا يضيرها بل هو من الخير لها ، كما قال الشاعر :

وإذا أراد الـلـه نشــر فـضـيلـة *** طـُويـت أتـاح لهـا لسـان حسـود

لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يُعرف طيبُ عَرف العود

ثامناً: أن الكاتب وفقه الله لم تعجبه كثرة الدراسات والبحوث عن الدعوة ، ومنهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب ،فقال:(.. بل إن حجم الدخول بالكتابة عن منهجه ودعوته يصل إلى ما يقارب من 30 مليون ( دخلة ) ثم قال:  بل إن رسائل الدكتوراه وأطروحات الماجستير عن دعوة الإمام تقترب من خمسمائة رسالة)، فما الذي يضيرك  من هذا ؟  إن هذا دليل على بركة هذه الدعوة لمتابعتها منهج رسول الله r ، وهي من بشائر الخير للإسلام والمسلمين ، فمع الكم الهائل من الدعايات المضللة والدعاوى المناوئة لها ، ها هي تنتشر في كل أصقاع الأرض بحمد الله ، وهي في ميزان حسنات الملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس هذا الكيان العظيم ، وأبناءه البررة ، وأجداده الكرام ، وأنصار هذه الدعوة المباركة في كل مكان وزمان ، الذي بذلوا كل غالٍ ونفيس في سبيل نشر هذه الدعوة السلفية المباركة.

تاسعاً: قال الكاتب:( كل هذه الإضافات الهائلة الكثيفة لا تحتملها دعوة إمام خالصة مخلصة لأنها تتبارى في التشدد ، ولاحقا في طلب الانتشار والنجومية بعكس جوهر دعوة الإمام وصلب منهجه)

وأنا أقول بل هذا دليل على أن ما ذكرته عن الدعوة السلفية من التشدد غير صحيح ،

ثم ما مقصود الكابت بالتشدد ؟ هل اتباع النصوص التي صدرت من رسول الله r تشدد؟  دعوى التشدد فرية يرميها كل مخالف ؟ أعيته الحجج والبراهين عن الإثبات فصار إلى التهم الكلية للتنفير فحسب.

إن  الاتهام بالتشدد من منطلَق نزعات النفس ، والقناعات الشخصية سلوك لا يَمُتُّ للعلم ولا للخُلُق بِصِلَة ، وكون غيرك يخالفك في رأي لا يبرر أن تحكم عليه بأنه متشدد وبأنك معتدل إلا بالبرهان والدليل الشرعي.

ثم إن هذه الإضافات الهائلة الكثيفة دليل على أن هذه الدعوة مميزة وظاهرة  على من خالفها ، بل الكتابات الغربية من المستشرقين وغيرهم من المنصفين عن الدعوة السلفية هي كذلك في الانتشار والزيادة بما يقارب هذا العدد ، مهما حاول أعداء الدعوة السلفية الوقوف في طريقها بقصد أو بغير قصد .

وأنصح كل الكتاب والباحثين بموضوع السلفية أن يأتوا البيوت من أبوابها ، ويعتمدوا الموضوعية والنزاهة قبل الحكم عليها ، بالرجوع إلى  مصادرها الأصلية وهي الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف هذه الأمة ، وليس من العلم ولا من الموضوعية أن نحكم على السلفية من خلال تصور جاهل بها أو نظرية معاد لها أو إملاءات من يرى مصلحته في الحد من انتشارها.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

16/11/1434ه.

 

 

 

 

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



أردوغان... ومصر

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي /  أردوغان... ومصر

عبدالعزيز صباح الفضلي



لن تكون حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها أردوغان هذا الأسبوع والتي من أبرزها رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة هي الأخيرة، بل ستتبعها اصلاحات أخرى مقبلة، وهي اصلاحات كان يطمح أردوغان لتحقيقها منذ توليه رئاسة الوزراء، لكنه كان يؤمن بقضية التدرج وتهيئة الظروف.
لقد تعلم رئيس الوزراء التركي من التجارب السابقة في كيفية التعامل مع المؤسسة العسكرية وقوى الفساد، ولذلك استطاع من خلال الانجازات وتأخير المواجهات التي يرى أن الشعب لم يكن مستعدا لها، من الوصول إلى الاصلاحات التي يطمح لها.

لقد كوّن أردوغان قاعدة شعبية كبيرة له، كانت هي من أكبر المناصرين له والداعمين لقراراته، لذلك كان يلجأ إلى تحكيمها مع كل نزاع أو عرقلة تقوم بها أحزاب المعارضة أو المؤسسة العسكرية.

فلقد تكررت منه الدعوة إلى انتخابات مبكرة، ودعا الشعب إلى استفتاءات شعبية عدة، وفي كل مرة يجد الدعم من الشعب التركي الذي اختاره وهو يفخر به.
هذه القاعدة الشعبية لأردوغان هي التي مكّنته من أن تكون دولته هي الوحيدة التي لم تسمح لأميركا باستخدام أراضيها لاحتلال العراق في 2004، وهذا التأييد الشعبي هو الذي جعل أردوغان يتصلب في موقفه مع الصهاينة بعد عدوانهم الآثم على اسطول الحرية وقتل مجموعة من الأتراك، ما جعل الصهاينة وللمرة الاولى يقدمون الاعتذار لدولة عربية أو اسلامية.
مواقف أردوغان في المحافل الدولية - كموقفه من بيريز في مؤتمر دافوس - أصبحت مواطن فخر للشعب التركي الذي يرى رئيس وزرائه يتعامل مع الدول الأخرى تعامل الند للند لا تعامل العبد مع الأسياد.

لقد استطاع أردوغان بذكائه وحنكته ووفق عمل مدروس وخطة محكمة من تحجيم دور الجيش بحيث لا يتدخل في الشأن السياسي وإنما يتفرغ لمهمته الأساسية وهي حماية الدولة من الأخطار الخارجية.

وهذه التجربة ينبغي أن تتعلم منها الأحزاب السياسية والدينية في مصر وفي مقدمها جماعة الإخوان المسلمين، كما ينبغي أن يتعلم منها الشعب المصري أنه بعزيمته وإرادته بعد عون الله تعالى يستطيع أن يهزم العسكر، وأن يرجعهم إلى ثكناتهم، مهما بلغت درجة العنف التي يمارسونها في قمع مخالفيهم، ومهما كان الدعم الذي يقدم لحكم العسكر من الخارج، فأميركا كانت مع الانقلابيين العسكر في تركيا وهي ضد توجهات أردوغان ذي المرجعية الإسلامية، لكن في النهاية قال الشعب التركي كلمته واختار قيادته، لذلك الأمل معقود بعد الله تعالى على الشعب المصري أن يُكمل مسيرته في رفض حكم الانقلابيين، وأن يستمر في اعتصاماته ومسيراته واضراباته وفعالياته المناهضة للانقلاب، وعما قريب بإذن الله سيتهاوى حكم العسكر والذي يلاحظ الكثيرون أنه في حالة تخبط في القرارات والتي تدل على ضعف موقفه، خصوصا أنه بعد مضي 3 أشهر على الانقلاب لم تعترف به من بين أكثر من 190 دولة سوى بضع دول لم تكمل عدد أصابع اليدين.

وسنظل متفائلين بسماع خبر سقوط حكم العسكر وعودة الرئيس المنتخب، وأول من ينقل لنا هذا الخبر ستكون له البشارة بإذن الله.
 


الراي الكويتية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




أنا أُبكّر... إذاً أنا موجود!

زياد الدريس *




الأربعاء ٢ أكتوبر ٢٠١٣


منذ طفولتي وأنا أحب مزاولة هذه الهواية العجيبة، هواية إيقاظ الآخرين في الصباح. في صغري كنت أمارسها مع إخواني، ولسوء الحظ أنهم كلهم أكبر مني سناً ولذا كنت أخرج أحياناً بإصابات طفيفة. الآن أمارسها مع أبنائي، ولحسن الحظ أنهم كلهم أصغر مني سناً!


لن أدّعي هوسي بالصباح الباكر جداً (صباح الفلاحين)، لكن المؤكد أني أكره سلوك الذين يستيقظون ظُهراً (صباح الفنانين)، ويغيظونني أكثر حين يقولون: صباح الخير!


رؤية الوجوه المكتنزة بالنوم في وقت متأخر من النهار تبعث على الاكتئاب والارتباك، لكأن الشمس تشرق في الصباح الباكر عبثاً!؟


في السنين الأخيرة أصبحنا نقابل هذه الوجوه الناعسة «ظهراً» بشكل مألوف ومتكرر للأسف. فالجيل الجديد من الفتيان والفتيات أصبحوا لا ينامون كي يستيقظوا نشيطين مثلما كنا نفعل، بل هم ينامون بحثاً عن جوهر النوم (تشبه الحالة الشهيرة للمقارنة بين الذي يأكل ليعيش والذي يعيش ليأكل). غدت مقادير النوم عند هذا الجيل هي: مكيف بارد جداً، بطانية دافئة للحماية من المكيف البارد، منبه إيقاظ يعطي نغمات رقيقة تساعد على الاسترخاء، ستائر صلبة توفر للغرفة ظلمة الليل المستديم هروباً من النهار المنبوذ. ولذا أصبح من الطبيعي أن ترى الشوارع في النهار (وقت العمل) مكتظة بالمسنّين العاجزين، وفي الليل (وقت الاسترخاء) تكون الشوارع مملوءة بالشباب القادرين.


كثيرةٌ هي المدونات الأدبية والطبية التي تمتدح الاستيقاظ في الصباح الباكر ومنافع هذا السلوك في الحالة البدنية والنفسية والعملية، وأن الاستيقاظ الباكر يساعد على تنفيذ المهمات وتحقيق الإنجازات بصورة أكبر بكثير منها عند أولئك الذين يبدأ صباحهم في الظهر. أما الذين يبدأ صباحهم بعد العصر فهذه كائنات ليلية لا علاقة لها بحديث النهار! وأعظم مديح للتبكير هو قوله صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها).


امتداح التبكير في أدبيات العمل والتعامل ليس مقصوراً على الاستيقاظ الصباحي فقط، بل أيضاً التبكير في الحضور للمواعيد وللمناسبات وفي أداء الواجبات وفي إعطاء الحقوق (في الحديث الشريف: أعطِ الأجير حقه قبل أن يجف عرقه).


ما زال البعض يتعمد الحضور متأخراً للمناسبات، حتى يقول للناس عند وصوله: ها أنذا جئت الآن. في مقابل هذا السلوك الامتيازي يضع بعض الوجهاء بصمته الامتيازية من خلال حضوره المنضبط والدقيق في الموعد المعلن، حتى أصبح كأنه يقول، عوضاً عن ها أنذا جئت الآن: ها أنذا جئت في الموعد كعادتي. وبين ذاك الامتياز وهذا الامتياز مسافة أخلاقية لا يغفل عنها الحضور.


عودة إلى التبكير الصباحي، إذ من الإنصاف أن نقول إن الإبداع الأدبي والفني ارتبطت إنتاجيته الفعالة بالليل المتأخر عوضاً عن الصباح الباكر، وإن المبدعين لا تنتعش شهواتهم الإنتاجية إلا إذا أرخى الليل سدوله وهجع الناس في فُرشهم.


إذا نام الفلاحون استيقظ المبدعون!


لا شك في أن الليل له «أحباره» التي يجريها في يد المبدع في لحظات السكون الخالي من البشر، حيث تزداد فرص بناء الصور الخيالية في غياب الصور الواقعية، والتأمل الليلي الصامت بعيداً من ضجيج الآمال النهارية.


لكن هل كل هؤلاء الذين يتسكعون في الشوارع العربية ليلاً هم مبدعون؟! وهل تحتاج أوطاننا كل هؤلاء المبدعين من هواة السهر؟!


المؤكد أن الأوطان والأمم العظيمة بُنيت على أيدي جموع العاملين الذين يستيقظون صباحاً، وبمساهمة نوعية من قلة ضئيلة من المبدعين الذين يسهرون ليلاً.


والواضح الآن أن لدينا وفراً فائضاً من «المبدعين»، وشحّاً قاتلاً من العاملين الذين يدركون «إنتاجياً» ماذا يعني الاستيقاظ صباحاً.


 

 

* كاتب سعودي



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



الشاطرة تغزل برجل حمار

هنالك مثلٌ حجازي يقول " الشاطرة تغزل برجل حمار" .. ومعناه :أن المرأة الماهرة إذا لم تجد عموداً تربط به أطراف خيوط الصوف الذي تغزله،جاءت بحمار وأوقفته، وأقامت رجله مقام العمود

ولن تتعذّر في تركها عملها بعدم وجود عمود تغزل عليه خيوطها، فرجل الحمار يقوم عندها مقام العمود ...!

صديقي المبدع ( السفير المبتسم ) أبا غسّان الأستاذ زياد الدريس، هو عندي مثل تلك الشاطرة  فهو إذا لم يجد موضوعاً " مُعتبرا " لعموده الأسبوعي في " الحياة " فعل ما تفعله تلك الشاطرة بلجوئه إلى الذاكرة وإلى الخصوصيات، والمفارقة أنّ إبداعه يأتي عندئذ جليا وعفويا ومن حيث لا يحتسب...

وعموده هذا الأسبوع المعنون  ( أنا أُبكّرُ.. إذاً أنا موجود ) هو من ذلك القبيل، فقد تحدّث فيه عن جُزيية من خصوصيات حياته ، وهي صحيانه وإفاقته من النوم في وقتٍ مبكّرٍ من النهار، وهي عادة لازمته - كما أشار - منذ وقت مبكّرٍ من حياته إلى اليوم، وما كان يرومه  في مبدأ حياته من الرغبة الملحّة في أن يُشاركه أشقاؤه متعة " التبكير " تلك ( رغم استعداده لتحمل المكاره والتبعات).. يحمل اليوم عليه أولاده حَملاً حيث لا خوف ولا وجل ...

ولو لم يكن في تلك الجزئية  من إرشيف حياة سفيرنا المبتسم، إلاّ الإجابة الضمنية غير المقصودة والتي جاءت عفواً على ذلك السؤال الغبي الذي سأل آبا غسان يوماً عن المؤهلات التي أهلته لموقعه في اليونسكو' لكان ذلك كافياً ووافياً......

فيا من تتطلعون إلى الفلاح والنجاح، إن كنتم صادقين في تطلعاتكم، فبكّروا مثلما يُبكّر أبو غسان، والطيور التي تغدو خِمَاصاً وتَرٰوحٰ بِطَاناً...
 
    عبد الرحمن بن محمد الأنصاري
            الرياض

.......................................................


"لوموند" الفرنسية تنفي وجود "جهاد النكاح" بسوريا

شرحت أن النظام السوري هو من اخترع الفكرة لتشويه صورة الثوار إعلامياً

  الصحيفة الفرنسية تطرقت لتصريحات وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو
دبي – قناة العربية
ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن جهاد النكاح الذي جرى الحديث عنه في سوريا غير موجود، وأن من اخترعه هو إعلام النظام السوري في إطار حملته على الثوار بعد أن وصفهم سابقاً بالمتسللين من الخارج لنزع صفة الانتماء الوطني عنهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المفهوم ظهر إلى العلن للمرة الأولى في أواخر عام 2012 عبر "قناة الجديد" اللبنانية الموالية لدمشق، وعلى الفور تم استنساخه من قبل وسائل إعلامية موالية لنظام الأسد.
ويهدف "اختراع" هذه الفكرة وتناقلها من قبل الإعلام الموالي للنظام السوري إلى صدم الرأي العام الغربي، حسب ما جاء في "لوموند".
وتتابع الصحيفة قائلة إنه، وبهدف إعطاء مصداقية لهذا الأمر، تم نسبه إلى أحد الدعاة السعوديين المعروفين من خلال قرصنة حسابه على موقع "تويتر"، وقام الداعية على الفور بنفي كتبه التغريدات المتعلقة بالأمر.
وذكرت الصحيفة أنه وبعد نفي الداعية لإصداره فتوى تتيح جهاد النكاح، بدأت وسائل الإعلام التي تطرقت إلى الموضوع تشير إلى "فتوى مجهولة المصدر" تتيح جهاد النكاح، دون أن تقر بفكرة أن هذه الفتوى لا أساس لها من الصحة ولم تصدر من أحد البتة.
وشرحت "لوموند" أن التحدث عن موضوع جهاد النكاح "يبيع" جداً في الصحف، وهذا ما قد يفسر كثرة تداوله صحافياً رغم عدم وجود فتوى تجيزه أو عدم وجود بيانات تؤكده.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، الذي تحدث عن ذهاب تونسيات إلى سوريا للمشاركة بجهاد النكاح. وذكّرت "لوموند" بأن الوزير لم يعط أرقاماً محددة لعدد هؤلاء، كما أن لا شهادة من أي فتاوى تونسية أتت لتوثق هذا الخبر لا قبل ولا بعد تصريحات بن جدو.
وتحدثت الصحيفة عن نقص مصداقية الشهادات التي يبثها الإعلام السوري الرسمي أو الموالي للأسد، واعتبرت أنها تؤدي عكس هدفها حيث لا أحد يصدقها، كما أنها باتت مادة سخرية لمعارضي النظام.
وأخيراً ذكّرت "لوموند" بأن كافة أطراف المعارضة السورية، من الائتلاف الوطني السوري إلى الجيش الحر وجبهة النصرة، أكدوا رفضهم فكرة جهاد النكاح، وشددوا على عدم انتشاره في صفوف الثوار.


.......................

ترشح "عنان" للرئاسة يربك عسكر مصر

أثار إعلان الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق نتيه الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة جدلا واسعا في الشارع المصري، حيث رأى خبراء عسكريون أن ذلك يأتي في إطار جس نبض الشارع فيما يتعلق بترشح العسكريين، بينما قال مراقبون أن لدى عنان رغبة شخصية بالترشح.
وتزامنا مع الإعلان عن ترشحه للرئاسة وقيامه بزيارات ميدانية لبعض قبائل محافظة مطروح شرع عنان في الإفصاح عن مذكراته عبر وسائل الإعلام، لا سيما فيما يتعلق بالفترة الانتقالية إبان ثورة يناير، وهو ما استنكره خبراء سياسيون وعسكريون، وعدّوه محاولة لتقديم نفسه مرشحا محتملا في انتخابات الرئاسة القادمة‏.‏
وأصدرت القوات المسلحة بيانا حذرت فيه الشعب من متابعة تلك المذكرات التي قد تؤدي إلى خلق حالة من البلبلة والإثارة، بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة ويؤثر على الأمن القومي، في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية. وفق البيان الذي نشره المتحدث العسكري الذي طالب فيه وسائل الإعلام ضمنيا بعدم نشر تلك المذكرات.
سليمان: إعلان ترشح عنان بالون اختبار لموقف الشارع المصري (الجزيرة)
بالون اختبار
لكن خبراء إستراتيجيين وعسكريين يرون أن إعلان عنان ترشحه للرئاسة في هذا التوقيت المبكر قبل إقرار الدستور، ومن ثم قبل التعرف على نظام الحكم وصلاحيات الرئيس إنما هو بمثابة بالون اختبار، للتعرف على موقف الشارع المصري من فكرة ترشيح شخصية عسكرية للرئاسة.
المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات الإستراتيجية اللواء عادل سليمان يرى أن الحديث عن انتخابات الرئاسة الآن سابق لأوانه، فلا أحد يستطيع التكهن بما يمكن أن تكون عليه الأمور في مصر، خاصة مع تصاعد التظاهرات الرافضة للانقلاب.
ويضيف سليمان للجزيرة نت أن الإعلان عن ترشيح عنان للرئاسة إنما هو بمثابة بالون اختبار لجس نبض الشارع تجاه هذه الخطوة، كما يمكن أن تكون رغبة شخصية لدى الفريق في تحقيق إنجاز يضاف لرصيده.
ويتفق الكاتب الصحفي جمال سلطان مع رؤية سليمان في أن الإعلان عن ترشح عنان هو مجرد بالون اختبار لمعرفة اتجاهات الشعب تجاه ترشح القيادات العسكرية للرئاسة، لا سيما بعد تورط الجيش في انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي وفض اعتصامي رابعة والنهضة.
ويضيف سلطان للجزيرة نت أن ذلك الإعلان هو تمويه من الجيش لإخفاء المرشح الحقيقي "الفريق السيسي"، لأن الجيش أصبح طرفا فاعلا في المعادلة السياسية المصرية، ومن ثم لا بد أن يكون له تأثير واضح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أخف الأضرار
ورغم الانتقادات الواسعة التي يبديها خبراء عسكريون وإستراتيجيون للإعلان عن ترشح عنان للرئاسة، يرى بعضهم أن عنان قد يكون المرشح الأفضل من بين الشخصيات العسكرية التي يمكن أن تترشح لذلك المنصب.
عمران: عنان هو الشخص الأفضل بين العسكريين المحتملين للترشح للرئاسة (الجزيرة)
ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء عبد الحميد عمران إنه "رغم كون الإعلان عن ترشح عنان يربك المشهد السياسي الملتبس أصلا، فإن عنان يعد الشخص العسكري الأفضل من بين الأسماء التي قد تطرح لذلك، خاصة أنه يتسم بالتعقل وعدم التسرع".
ويرى عمران أن "ترشح عنان ربما يكون الأخف ضررا على الشعب المصري فيما يتعلق بترشح العسكريين للرئاسة، فهو أكثر تعقلا وأقل جنوحا من غيره إذا ما قورن بترشيح شخصيات أخرى لا سيما الفريق عبد الفتاح السيسي".
ويضيف عمران للجزيرة نت أنه "إذا أراد أي شخص عسكري الترشح للرئاسة فإن عليه أن يبتعد تماما عن المؤسسة العسكرية وألا يقبل دعمها له في الترشح، لأن ذلك سيضعف موقفه تماما".
خارج السياق
ويرى بعض المراقبين أن إعلان عنان هو مبادرة فردية، خاصة أن الوقت ما زال مبكرا بالنسبة لانتخابات الرئاسة. كما أنه سيصطدم بمسألة مهمة وهي هل الشعب المصري بعد ثورة يناير وأحداث ‏30‏ يونيو/حزيران‏ وما تبعها ما زال على موقفه بأنه يريد أن يخرج من عباءة العسكريين‏ أم لا؟ خاصة بعد ظهور شخصية عسكرية جديدة هي الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي‏.‏
ويعتقد المحلل السياسي والخبير العسكري اللواء طلعت مسلم أن "الإعلان عن ترشح عنان خارج السياق، ولا يتماشى مع مجريات الأمور في مصر الآن، لأن الظروف والأحداث تجاوزت الفريق عنان مع ظهور الفريق السيسي، الذي يعد الشخصية الأنسب للترشح وفق المعطيات الحالية".
ويضيف مسلم للجزيرة نت أن "المشكلة ليست في هوية الرئيس القادم عسكريا كان أم مدنيا، ولكن فيما سيفعل هذا الرئيس لتخطي الصعوبات السياسية والاقتصادية التي تعاني البلاد منها، فهي المحك الرئيسي لنجاحه أو فشله".
المصدر:الجزيرة

..........................................

زيارة آشتون تشعل المراوغة بين الثوار والإنقلابين

لا تزال زيارات كاترين أشتون -الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية، في الاتحاد الأوروبي- تشعل التكهنات في كل مرة حول الهدف من الزيارة وعن وجود اهداف معلنة واهداف أخري خفية عن الرأي العام حتي أصبح البعض يردد حين تحدث مفاجئات علي الساحة السياسية بـ"كلمة السر أشتون"
 
وتزامنت هذه الزيارة مع دعوات عدد من الحركات الرافضة للانقلاب العسكري اليوم (الثلاثاء) بالتظاهر في ميدان التحرير لأول مرة منذ الانقلاب معللين ذلك بأن قوات أمن الانقلاب لا تجرئ علي إطلاق النار علي المتظاهرين وإغضاب "الست آشتون" وهو ما حدث في الزيارة الأخيرة التي تزامنت مع إحدي مليونيات التحالف الوطني لدعم الشرعية ومرت دون خشائر في الأرواح.
 
وبعد ساعات من إعلان دعوات الثوار للتظاهر في ميدان التحير ونجاحهم في الدخول للميدان بالفعل نشرت صحيفة الأهرام خبر نقلاً عن وكالة الأنباء الألمانية يؤكد أن كاترين أشتون أجلت زيارتها للقاهرة لمدة 24 ساعة بحيث تصل مساء غدًا (الأربعاء) دون ذكر الأسباب ثم لم يمر كثيرًا علي نشر الخبر حتي نشرت "الاهرام" نبأ وصول آشتون إلي مطار القاهرة بعد فض التظاهرات في ميدان التحرير بعد هجوم بلطجية بالطوب والحجارة علي المتظاهرين.
 
وتقول وسائل الإعلام التابعة للانقلاب إن الهدف من زيارة آشتون هو إدماج الإخوان في العملية السياسية مقابل اعترافهم بالانقلاب العسكري وإلغاء حل جماعة الإخوان المسلمين.
 
كما صرح سعد الدين إبراهيم-رئيس مركز ابن خلدون للدراسات- في في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر مصر أمس أن الاتحاد الاوربي كان سيفرض علي مصر عقوبات لولا زيارة الوفد المصر الذي كان أحد أعضاءه وأنهم نجحوا في اقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل العقوبات على مصر مقابل تدريب 150 ضابطا على الطرق السلمية لفض الاعتصامات دون استخدام العنف.
 
وأوضح إبراهيم ان زيارة آشتون تاتي لضمان أمرين، الأول الالتزام بحقوق الإنسان تجاه الإخوان المسلمين، والرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، والثاني الالتزام بتنفيذ خارطة الطرق في توقيتها الصحيح. 
 
ياتي ذلك في ظل أخبار تقذف كبالونات اختبار من الوقت للآخر عن نية الإخاون قبول التفاوض مع سلطات الانقلاب كان أخرها ما عزته جريدة الاهرام لمصادر إخوانية تقول أن أن الدكتور محمد علي بشر، المفوض من الجماعة، والدكتور عمرو دراج، المفوض من حزب الحرية والعدالة، سيبلغون آشتون خلال لقائهم بها قبولهم بمبادرة الاتحاد الأوروبي لتحقيق المصالحة الوطنية.
 
وهو ماتنفيه جماعة الإخوان مرارًا وتكرارًا لتؤكد اليوم في بيان لها أنها لن تتراجع هي وكافة القوى الوطنية عن المطالبة بإنهاء الانقلاب العسكري الفاشي وعودة الشرعية والمتمثلة بعودة د. محمد مرسي الرئيس المنتخب والمخطوف إلى موقعه وعودة مجلس الشورى المنتخب والدستور المستفتى عليه، وهي باقية على عهدها مع الله ثم مع الشعب المصري الأبي.
rassd.com

.................................

عقيلة الرئيس التركي تدخل البرلمان بحجابها لأول مرة في تاريخ البلاد

في بادرة هي الأولى من نوعها، دخلت عقيلة الرئيس التركي "خير النساء جول" مجلس الأمة بحجابها، وذلك بمناسبة افتتاحه صباح اليوم الثلاثاء بعد فترة الإجازة.
وأفادت الأنباء أن رئيس البرلمان التركي "جميل جيجاك" وجّه دعوة للرئيس التركي "عبد الله جول" لحضور الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب في دورته الـ 24، كما وجه جيجاك دعوة إلى عقيلة الرئيس "خير النساء جول".
وعقب وصولها، دخلت السيدة جول إلى البرلمان بحجابها وجلست واستمعت إلى خطاب الرئيس جول إلى البرلمانيين، وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها في تركيا، حيث كانت القوانين المرعية في البلاد تمنع دخول المحجبات وجلوسهن تحت قبة البرلمان
http://arabic.yenisafak.com/turkiye-haber/01.10.2013-4012

.........................

عضو «شورى»:نسبة الوظائف الشاغرة أعلى من معدل البطالة!

الرياض - خالد العمري
الأربعاء ٢ أكتوبر ٢٠١٣
رأى عضو مجلس الشورى مشعل السلمي أن وزارة الخدمة المدنية قادرة على خفض نسبة البطالة إلى أقل من خمسة في المئة، في حال إشغالها الوظائف الشاغرة لديها. وقال إن عدد الوظائف الشاغرة في تقريرها للعام الحالي يبلغ 146887، أي ما نسبته 11.88 في المئة من إجمالي الوظائف المعتمدة لديها، وهو ما اعتبره السلمي نسبة تتجاوز معدلات البطالة في المملكة التي تصل إلى نحو 10 في المئة. وأضاف السلمي، في جلسة مجلس الشورى أمس (الثلثاء)، أن الوظائف الشاغرة تتكرر في تقارير الجهات الحكومية التي تعرض على المجلس، من دون تبرير. (للمزيد)
وقال: «الوزارة قسمت الوظائف الشاغرة إلى قسمين، الأول لا يُشغل من قبلها، وعددها 56738 وظيفة، والقسم الآخر يُشغل مباشرة من طريقها وعدده 90149 وظيفة». واستغرب السلمي - بعد عرضه للوظائف الشاغرة من قبل الوزارة، التي تشمل 2631 وظيفة معيد، و3176 لسلم رواتب القضاة، و2769 للرقابة التحقيق والادعاء العام - عدم شغلها بآلاف الخريجين من كليات الشريعة والقانون العاطلين عن العمل. وأشار إلى أن عدد الوظائف الشاغرة تحت مسمى «مستخدم» بلغ 19514 وظيفة. وتساءل عن صعوبة إيجاد مؤهلين لتلك الوظائف. وأوضح أن تلك الأرقام هي سبب تقدمه بتوصية إضافية إلى لجنة الموارد البشرية في المجلس تطلب رفع تقرير خاص لرئيس مجلس الوزراء عن عدد الوظائف ونوعها.
وتساءل أعضاء مجلس الشورى أمس، بعد عرض تقرير هيئة الهلال الأحمر السعودي للعام المالي 1432-1433هـ، عن البنية التحتية لمواقع الهلال الأحمر، وخطة الطيران المعلنة في التقرير وما تحقق منها. وطالب العضو عبدالله العتيبي بمعرفة سبب تأخير الهلال الأحمر لقرار مجلس الوزراء الداعي لتشكيل لجنة قبل عام لدرس تولي الهيئة نقل الموتى، موضحاً أن اللجنة بحسب القرار يفترض أن ينتهي عملها بعد ستة أشهر من صدوره

..................................

أكاديمية تبعث برسالة لرجال الهيئة،،،،

لم أعتقد أن تضطرني الأيام للكتابة عن رجال الهيئة وحماة المجتمع، وهل سيدافع الضعيف عن القوي، وهل سيحتاج الرجال إلى النساء، هل سيحتاج من أرعب الفاسدين و وأدت رهبته طموح العابثين إلى أكاديمية تسند موقفه، وتشيح بيدها الضعيفة وسط الضوضاء المجحفة أن أبصروني فأنا أعرف بمن يقف معي،،
إلا أنني رأيت في الأيام الماضية ماقلب قناعاتي وبدد أفكاري، فالرجال الذين أمسينا وهم حماة للمرأة، أقوياء في عملهم مؤتمنون في ذممهم، تلجئ إليهم المخطئة والمخدوعة قبل أن تلجئ إلى أبيها وأخيها، فينهون معاناتها التي كادت أن تودي بها إلى شفير الهاوية وتحولها لسلعة للمتاجرين بعرضها، نصبح فإذا هم مجرمون مدانون عن آخرهم، لاحق لهم في العدل ولا في الدفاع ولا حتى السماع. وإذا بأصل وجودهم وعملهم مسألة مطروحة في المزاد الإعلامي يزايد فيها من شاء بما شاء، وكأن الصوت الطاغي على المشهد اتفق أن يقول بنغم واحد، أخرجوهم من دولتكم إنهم أناس مزعجون.
خلال عقدين من معايشة المشكلات الإجتماعية والأخلاقية في السلك التعليمي مع الطالبات أقول إن من يتشوّف لإقصاء هؤلاء الرجال أو تحجيم دورهم، ماهو إلا جاهل بطبيعة المتغيرات التي تعيشها الفتاة السعودية، أو مبغض يريد أن يضعف دفاعاتنا الاجتماعية وحصانتنا الداخلية، وأنا هنا أتحدث من منظور نفعي بحت. إن حالة الردع التي نجدها في المبتزين والمعاكسين والعابثين بالفتيات حين يتدخل رجال الهيئة يجعلنا نقول بثقة إن المطالبات بإسناد أعمالهم لغيرهم، هي مطالبات حالمة لاتستند إلى واقع.
لا أستطيع أن أتصوّر خارطة المجتمع وهو خلوٌ من نشاط هؤلاء الرجال، صحيح أن في مجتمعنا خير كثير، لكن هذا لا يعني تجاهل الظروف الإجتماعية التي نمر بها، وسرعة إيقاع المتغيرات التي أضعفت من دور مؤسسات التنشئة الإجتماعية.
وهنا أحب أن أوجه تساؤلي لعلمائنا ودعاتنا: هل تجمّد الدين عندكم فأصبح حصراً في مؤسسة أو هيئة، أين الدفاع عن مبدء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي صار مادة يتخوّض فيها القريب والبعيد. أين الدفاع عن حقنا من الحماية الشرعية التي تنضوي تحت هذه الشعيرة الإسلامية التي لاتزال شامة في جبين الدولة المسلمة؟
إلى أخواني العاملين في الهيئة، لئن جفاكم القريب والمسؤول فإننا والله لنلهج بالدعاء لكم دوماً ونشكر لكم الفضل بعد الله في حماية الفتيات وحمايتهن من الشرور فأنتم الأخوان بلا قرابة وأنتم الحامون بلا منفعة ، فامضوا كما عهدناكم متفانين في حماية مجتمعكم فلله دركم من رجال شرّفتم مجتمعكم وقلّدتم بلادكم وسام العز "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".

أختكم/
د. أمل التميمي.
https://www.facebook.com/dr.abdulah.alsalman/posts/523899321017476

...................................................................


د.محمدالعوضي : المنبهرون بالغرب !


ليتهم انبهرو إيجابيا ولكنه انبهار الانصهار ثم الاندثار !

http://www.youtube.com/watch?v=MhTGDuepzyA&feature=youtu.be
.............

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



أفق تجليات أوباما الروحانية



           د. ظافر محمد العجمي






وحدة الهدف المشترك لا وحدة الوجود، هي الحالة التي تلبست ذهنية الرئيس الأمريكي باراك أوباما متعبداً في محراب الروحانيات الإيرانية. والهدف المشترك مع حسن روحاني هو إنهاء القطيعة القائمة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود. فالمصالحة يمكن الترويج لها بوصفها منتجاً جديداً. ولا يحتاج الأمر إلى مدارك ذهنية عالية ليعرف أن عودة التواصل سيعد إنجازاً يضاف إلى إنجازات أوباما كالانسحاب من العراق ولاحقاً من أفغانستان، بالإضافة إلى عدم شن هجوم على المفاعلات الإيرانية، ومثلها عدم دخول واشنطن في حرب حتى مع «الأسد الكيماوي». فهل من المصادفات الاستراتيجية أن المحور الذي تتقاطع فيه كل هذه الإنجازات هو مصلحة نظام طهران!

هذا التقاطع المثير للاهتمام أثار أسئلة ستقود لنسف الكثير من المرتكزات التي قام عليها لمدة طويلة تحليل المشهد الأمريكي - الإيراني. فما الذي سيجعل النوازع الشيطانية الأمريكية تتكسر على حدود لغة الخطاب الجديدة لروحاني؟ فواشنطن سعت إلى إسقاط حكومة الملالي منذ انتصار الثورة الإسلامية، «عبر أسوأ وأكثر الإجراءات غدراً، وذلك مسجل في ذاكرة الشعب الإيراني، فالأمريكيون يعرقلون حتى شراء الأدوية للمرضى في إيران» كما قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في هجومه على غزل روحاني مع واشنطن. فهل نتلقف الجواب السهل ونقول حسن النوايا الإيرانية التي أبدتها طهران مؤخراً هي الدافع، أم إن الاتصال كان قائماً ومعقد التتبع منذ زمن؟!

لم تكن الأحذية والبيض الذي تطاير في اتجاه الرئيس الإيراني حسن روحاني حال عودته إلى بلاده إلا لطمة تأديب مرتبة منه لنفسه الأمارة بالسوء، وهي إشارة خضراء لواشنطن حيث ستبدأ بعدها شبكة العلاقات العامة الأمريكية بالترويج لروحاني كبطل، وفي ذلك امتداد لـ»البروباغندا» التي بدأها مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، حين أوضــح أن سياسة إيران الجديدة تعتمد «مرونة الأبطال» في مفارقة مثقلة بالسخرية تذكرنا بسلام الشجعان، حين واجه أنور السادات الصهاينة «بزيارة» كان ثمنها التطبيع العلني والمستتر مع إسرائيل من كافة من حاربها لعقود.

ستكون نتيجة المداهنة القائمة حالياً بين الطرفين لصالح طهران، فالسياسة الخارجية الإيرانية تقودها ثوابت عقائدية، بينما يقود السياسة الخارجية الأمريكية المنهج التجريبي كجزء من البراغماتية أو المصلحية المتقلبة بين مرحلة سياسية وأخرى. ولعل خير دليل على ذلك هو تردد الرئيس أوباما في استقبال روحاني حينما كان الاثنان معاً تحت سقف واحد في نيويورك. وحينما انتهى الارتباك وانتهت مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتصل البيت الأبيض على هاتف السفير الإيراني لدی الأمم المتحدة محمد خزاعي الذي رافق روحاني وأبلغه رغبة أوباما في الحديث مع روحاني.

ورغم أن واشنطن كانت على اتصال دائم بتل أبيب مبررة لحليفها الاستراتيجي كل خطوة تقوم بها في هذا الاتجاه، رغم ذلك فقد ظهر في أفق هذا التواصل فوراً سحب رعدية إسرائيلية غاضبة وتشكيك في «استعراض الابتسامات» بين الطرفين. حينها تملكتني فجأة الرغبة بمعرفة إن كان في أروقة صنع القرار الخليجية غضب، أو ارتياح أم لامبالاة بما يجري بين حليفنا الاستراتيجي في واشنطن وجارتنا المتعبة في طهران! خاصة أن هذه التطورات تمت خلال عقد «منتدى التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون والولايات المتحدة»، بل وفي ظل قرار الاستمرار في تعزيز التنسيق في مجال الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، بمنظومة صاروخية قابلة للتشغيل بصورة مشتركة بين قوات مجلس التعاون والولايات المتحدة، وضد إيران بصورة خاصة.

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

.............................................................................

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الصراع على الفلول في تونس


                رياض الشعيبي






وقع المشهد السياسي التونسي خلال هذه الصائفة تحت تأثير ثلاثة متغيرات مهمة: انقلاب الجيش في مصر على التجربة الديمقراطية الناشئة، واتساع الخرق الأمني في الجبهة الداخلية متمثلا خاصة في اغتيال محمد البراهمي وقتل العسكريين بجبل الشعانبي، ثم المتغير الثالث متمثلا في التدخل الإقليمي والدولي في رسم خارطة المشهد السياسي المستقبلي.

وبتأثير من هذه المتغيرات تحول الصراع الحزبي الأيديولوجي من تنافس على تحديد معالم المستقبل وهويته إلى صراع على الماضي وقواه الراكدة في الواقع.
رافق هذا التحول تغير في المفردات السياسية المتداولة بين الفرقاء في قفز واضح على مطالب المحاسبة والتحصين السياسي والعدالة الانتقالية والقطع مع ذهنيات الاستبداد في العهد السابق.

وبتنا نرى الأطراف السياسية الرئيسية في الحكم وفي المعارضة تتسابق لمد يدها مكرهة لبقايا النظام السابق تستقوي بما يمتلك من إمكانيات سياسية ومادية لحسم الصراع لصالحها ضدّ الطرف الآخر.

وعلى الرغم مما قد يبدو من تبدد أرصدة بقايا النظام السابق وتشتت صفوفه إلاّ أن عوامل متراكمة هي التي منحت هذه القوى فرصة التموقع السياسي المفصلي في معركة حزبية يعي الجميع أنها ذات أبعاد إستراتيجية تتجاوز ارتدادات المرحلة الانتقالية:
مع تحولات الصراع بتونس، بتنا نرى الأطراف السياسية الرئيسية في الحكم وفي المعارضة تتسابق لمد يدها مكرهة لبقايا النظام السابق تستقوي بما يمتلك من إمكانيات سياسية ومادية لحسم الصراع لصالحها ضدّ الطرف الآخر
- العامل الأول: يتمثل في هشاشة البنية الهيكلية للمشهد الحزبي وضعف الإرادة السياسية ووقوع مختلف الأحزاب فريسة الصراعات المزدوجة: داخليا صراع الأجنحة وخارجيا صراع الأحزاب فيما بينها.

-العامل الثاني: تعامل هذه الأحزاب بانتهازية مع حادثة سقوط رموز النظام السابق، وعوض أن تأخذ هذه الأحزاب على عاتقها مطالب الثورة وأن تؤجل تناقضاتها البينية، فإنها قرأت المرحلة الانتقالية على أنها فرصة ويجب استغلالها لفرض قناعاتها على الآخرين.

-العامل الثالث: فرض النظام السابق على المعارضة موقع الهامش والأطراف في علاقتها بالمجتمع وبالدولة.

ولم تستطع هذه القوى بعد الثورة أن تغادر هذا الموقع وهذا الدور، فاتسعت منطقة الفراغ في الوعي الجمعي للتونسيين، الأمر الذي دفعهم لاتخاذ موقف سلبي من مجمل المشهد الحزبي الراهن.
-العامل الرابع: امتدادات الدولة العميقة حيث يتماهى الحزب الحاكم السابق مع بنية مؤسسات الدولة ومع مكامن القوة المالية والإعلامية والخارجية.

فترابط المصالح وشيوع عقلية النظام السابق بين بيروقراطية إدارية واسعة وفي مواقع حيوية في الدولة كل ذلك حافظ على أرصدة راكدة للقوى المضادة للثورة تستطيع الاستفادة منها متى شاءت.

وأمام عجز الحكومة عن تفكيك هذه الشبكات وتغيير نمط التسيير الإداري لمؤسسات الدولة وعدم تصفية ملفات النظام السابق فقد استطاعت هذه الأطراف التجمع من جديد والتعبير عن نفسها سياسيا من خلال عدد من الأحزاب.

وبالنظر إلى هذه العوامل فإن فلول النظام السابق كانت المستفيد الأبرز من التجاذب السياسي الحاد الذي شهدته تونس في المدة الأخيرة استفادة من المتغيرات الهامة التي عصفت بالمسار الانتقالي.

فما حدث في مصر من تحالف واضح بين بعض القوى العلمانية واليسارية من جهة وبقايا نظام مبارك من جهة ثانية، ونجاح هذا التحالف في الإطاحة بالحكومة المنتخبة تحت مسمى الثورة المصرية الثانية، شجع هذا الحدث يساريي تونس وفلولها على الالتقاء علهم ينسجون على نفس المنوال.

ولقد حاولوا الاستفادة من الزخم المعنوي خاصة الذي وفره لهم انقلاب مصر فرفعوا سقف مطالبهم وبدوا إعلاميا على الأقل وليس بالضرورة سياسيا، أقرب لمطالب المعارضة الشيوعية الراديكالية المنادية بحل المجلس التأسيسي وإلغاء كل المؤسسات المنبثقة عنه والاستعاضة عنها بمجالس منصبة تستمد شرعيتها مما تعتبره حراكا ثوريا ثانيا.

وفي الحقيقة فإن هذه المطالب لم تنتظر انقلاب مصر لتعبر عنها القوى الرافعة لها، فمنذ بداية شهر يونيو/حزيران 2013 تشكلت جبهة معارضة سمت نفسها جبهة الإنقاذ وضمت في صفوفها كل الأحزاب اليسارية وبعض القوى البعثية والناصرية في محاولة لتجميع قواها لمواجهة ترويكا الحكم وخاصة حركة النهضة.
أمام عجز الحكومة عن تفكيك هذه الشبكات وتغيير نمط التسيير الإداري لمؤسسات الدولة وعدم تصفية ملفات النظام السابق فقد استطاعت هذه الأطراف التجمع من جديد والتعبير عن نفسها سياسيا من خلال عدد من الأحزاب
لكن انضمام مجموعة أحزاب الاتحاد من أجل تونس وخاصة حزب نداء تونس (المحسوب على الفلول) عزز الدّعم اللوجستي والإعلامي الضروريين لتحركات المعارضة.

وكان الدعم الأهم في وضع شبكة العلاقات الخارجية التي استحوذ عليها رموز النظام السابق في خدمة أي تحرك معارض.

وبعد أن كانت هذه الأحزاب تعاني من عزلة دبلوماسية مكنها فلول النظام السابق من تحقيق اختراقات مهمة في العلاقة مع بعض دول الاتحاد الأوروبي ومع الأميركيين ومع بعض الدول الإقليمية.

ولعل حركة السفراء الأجانب في تونس النشطة في لقاءاتها مع المعارضة، وزيارات المساندة الكثيفة لها من شخصيات غربية تعبر بوضوح عن الدور الذي قام به حزب نداء تونس في هذا المضمار.

طبعا زادت العمليات الأمنية التي حصلت في تأجيج الصراع وتضييق الخناق على الحكومة والقوى المشاركة فيها.

وهنا تدخلت قوى تأثير جديدة في المشهد متمثلة في الأطراف الخارجية كما قوي تأثير أطراف داخلية لم تفارق المشهد السياسي منذ انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 متمثلة في اتحاد الشغل.

في مقابل استمرار وقوف المؤسسة العسكرية على الحياد من العملية السياسية وتعزيز هذا الموقف بتغيير قيادة الجيش من طرف رئيس الجمهورية.

ورغم إصرار المعارضة ودعوتها الصريحة لتدخل الجيش لحسم الصراع لصالحها إلا أن المؤسسة العسكرية نأت بنفسها عن لعب هذا الدور وركزت عملها على توفير الأمن على الحدود ومحاربة الإرهاب والتحرك بالحد الأدنى في إطار قانون الطوارئ.

ولقد كان العديد من المحللين واعين بعدم امتلاك الجيش القدرة اللوجستية على تغيير الخارطة السياسية في البلاد، فضلا عن عدم رغبته في التدخل لصالح هذا الطرف أو ذاك.

لذلك انصبت كل التحاليل على ضرورة تفعيل المسألة الاقتصادية وآثار أية أزمة محتملة على الاستقرار الاجتماعي مما يعطي اتحاد الشغل الفرصة المواتية لقيادة الشارع والمعارضة وتتويج عملية التغيير المطلوبة.

طبعا اتحاد الشغل واقع تحت هيمنة أطراف سياسية تقف أغلبها في المعارضة، ولذلك فإن مواقفه تتشكل بحسب مواقف هياكلها ومسؤوليه المتسيسين بما في ذلك المسؤولين النقابيين المحسوبين على النظام السابق.

يخطئ من يعتقد أن النظام السابق كان يهيمن على المجتمع من خلال طبقة سياسية فوقية غير متوغلة في مفاصل المجتمع، فطبيعة الأنظمة "الكليانية" كالتي كانت تحكم تونس قبل الثورة تنخر نسيج المجتمع وتنتشر داخلها مثل السوس.

لذلك لا تكاد تمر بمفترق جغرافي أو سياسي أو اقتصادي ولا حتى ثقافي دون أن تتوقف عند امتداد لمنظومتي الاستبداد والفساد، إلا أن القاعدة المناضلة لاتحاد الشغل تعالت أصواتها رافضة مواقف الاتحاد وخاصة تورطه إلى جانب طرف سياسي مما أفقده حياديته ومصداقيته خاصة أمام منظوريه.

لذلك فإن الاتحاد العام التونسي للشغل يبدو اليوم غير قادر على الاستمرار في لعب نفس الدور، وقد بدأ الغضب يتبلور في عمليات انسلاخ واسعة في قواعده وانقسام واضح حول تقييم أدائه في هياكله المركزية وخاصة هيئته الإدارية، أحد أعلى المؤسسات المحددة لسياساته.

يبقى التدخل الخارجي وهو العامل الجديد المؤثر في المشهد السياسي التونسي منذ تعليق أعمال المجلس التأسيسي.

فالاتصالات الدبلوماسية غادرت أهدافها الاستكشافية والتحسسية لتطرح بدورها أفكارها وتضغط على الفاعلين السياسيين لتمريرها، تزامن ذلك مع أزمة مالية تعاني منها الحكومة متمثلة في عجز بلغ تقريبا ثلث الميزانية إلى حد الآن لم تستطع الحكومة تغطيته بالكامل مما أخل بالتوازنات المالية في الميزانية.

كما ارتبط أيضا بإفلاس شبه كلي للمعارضة متمثلا في عدم قدرتها على تعبئة الشارع وتوجيهه ضد الأطراف السياسية الحاكمة أثناء ما يطلقون عليه باعتصام الرحيل.
في نهاية المطاف لن تستفيد القوى الديمقراطية من إقصاء الإسلاميين ولا من تدجينهم، لأن استمرارهم في السلطة أو في المعارضة يمثل العلامة الوحيدة على نجاح الانتقال الديمقراطي
الخشية من أن تتحول تونس إلى مجال صراع إقليمي، أو أن تصبح بؤرة إرهاب، أو أن تنفلت من الوصاية الأوروبية وخاصة الفرنسية على امتداد أكثر من ست عقود، أو حتى أن تتهاوى الدولة وتترهل مؤسساتها بما يجعلها ليس فقط غير قادرة على تأمين الحدود الجنوبية لأوروبا ضد الإرهاب والهجرة السرية ولكن أيضا أن تكون رمزا لنجاح تجربة تحررية جديدة، كل ذلك قد يدفع الأوروبيين لتشجيع أي تقارب بين جلادي الأمس من بقايا النظام السابق وضحاياهم من الإسلاميين لإدارة هذه المرحلة والمرحلة القادمة حتى تستقر الأوضاع بشكل نهائي في البلاد.

لقد ظهر في عديد الدراسات الإستراتيجية والتحاليل السياسية ومن خلال التجربة المصرية أن السياسات الدولية تجاه تجارب حكم الإسلاميين في مراحل الانتقال الديمقراطي محكومة بأحد خيارين: الاحتواء أو الإقصاء.
أمام العجز عن احتواء التجربة المصرية لم يبق بد من إقصاء الإسلاميين وإبعادهم عن إدارة الشأن العام، وربما يكون التقاء الإسلاميين مع بقايا النظام السابق في تونس فرصتهم الأخيرة للقبول بالاحتواء لأن المثال المصري شاهد حي على الخيار الثاني.

في نهاية المطاف لن تستفيد القوى الديمقراطية من إقصاء الإسلاميين ولا من تدجينهم، لأن استمرارهم في السلطة أو في المعارضة يمثل العلامة الوحيدة على نجاح الانتقال الديمقراطي.

أما عودة المنظومة السابقة ولو على سبيل المشاركة في الحكم فإنها ستمثل التهديد الأخطر لنجاح الديمقراطية والحكم الرشيد.

عاد الجميع للبحث عن الاستقواء ببقايا النظام السابق وتحول الصراع السياسي إلى صراع على منظومة الحكم التي ثار عليها الشعب التونسي، وأصبح الطرف الذي ينجح في إغواء رموز النظام السابق هو الذي يمتلك مفاتيح الحل السياسي في البلاد.

حركة النهضة من جهة تراهن على إكمال المسار التأسيسي بصياغة دستور جديد والذهاب للانتخابات في أقرب وقت لتثبيت التجربة الديمقراطية حتى وإن أدى بها ذلك للجلوس في مقعد المعارضة والتفريط في الحكم قبل الانتخابات تحت ضغط التوافقات وبعدها، استجابة لنتائج تنازلاتها غير المتناهية لخصومها.

والمعارضة من جهتها تعتبر أن المسار التأسيسي قد فشل ولا بد من استبداله بمسار بديل يستمد شرعيته من طوباوية ثورية تحل لنفسها بناء ديمقراطية على المقاس تستثني خصومها الأيديولوجيين والسياسيين.

ويبقى نقاش موعد استقالة الحكومة وتشكيل الحكومة الجديدة الجملة التي تختزل كل هذه التناقضات والخلفيات الخطيرة من هذا الطرف أو ذاك.

وللأسف يعتقد الجميع أن من سيفوز بودّ بقايا النظام السابق هو الذي سينتصر في النهاية.
في الحقيقة هذا يجعلنا أمام واحد من السيناريوهات التالية:

1- السيناريو الأفضل أن تحصل تسوية داخل العائلة الديمقراطية بإسلامييها وعلمانييها ويسارييها تنبني على مراجعات عميقة وإعادة قراءة للتحديات والأولويات.

وتفضي القراءة الجديدة إلى الاتفاق على عدم مصادرة المرحلة الانتقالية لفرصة أي طرف في التموقع في المستقبل، فيقع الجمع بين الشرعية الانتخابية الشعبية والشرعية الثورية متمثلة في أهداف الثورة ومطالبها والشرعية التوافقية بين الأطراف السياسية. واعتبار مرحلة ما بعد الانتخابات القادمة أي الديمقراطية الناشئة جزءا من المرحلة الانتقالية مما يقتضي خضوعها لنفس الاعتبارات السابقة.

وبالتالي فإن المطلوب صياغة دليل سياسي إستراتيجي لتثبيت التجربة الديمقراطية من أركانها الاتفاق على مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية على ضوء الشرعيات السابقة.

وتعكف من الآن مختلف القوى السياسية على صياغة هذا الدليل الموجه للعملية السياسية في المستقبل، على أن تكون معالجة بقايا النظام السابق في إطار عملية مصالحة وطنية شاملة من مفرداتها الاعتراف بالمسؤولية السياسية والاعتذار للضحايا والمساهمة في التعويض لهم والقيام بمراجعات فكرية وسياسية والاستعداد للوقوف أمام القضاء في عملية المحاسبة على الأفعال ذات الطبيعة الإجرامية والتمتع بعفو إنساني يعيد بناء الوحدة الوطنية بين كل التونسيين.

السيناريو الأسوأ على الإطلاق أن تتفق مختلف الأحزاب ضمنا أو تصريحا، عن وعي أو عن غير وعي، بالدفع إلى ذلك أو بالانزلاق، تتفق جميعها على تسليم البلاد لبقايا النظام السابق ورموزه ولم لا -حتى- عودة بن علي
2- السيناريو السيّئ أن تستمر عملية التآكل الحزبي والسياسي حتى تستوفي الأرصدة الاعتبارية لمختلف الفاعلين السياسيين ويظهر عجزهم الكامل عن القيام بدورهم العقلاني الترشيدي والتوجيهي والمؤسساتي متمثلا في إدارة الشأن العام.

عندها وأمام وصول وضع البلاد إلى حالة الانسداد الكامل، فمن غير المستبعد أن نشهد ظاهرة بونابرتية خارقة توقف عملية الانحدار والتفكك.

ومثلما كان نابليون المستبد المستنير أكثر وفاء لمبادئ الثورة الفرنسية من نخبة الثوار وأحزابهم فإن استمرار الاهتراء الحالي في المشهد السياسي قد يوفر الظروف لمثل هذه الظاهرة وقد يكون أكثر قبولا لدى الشعب من صراع الأحزاب.

3- السيناريو الأسوأ على الإطلاق أن تتفق مختلف الأحزاب ضمنا أو تصريحا، عن وعي أو عن غير وعي، بالدفع إلى ذلك أو بالانزلاق، تتفق جميعها على تسليم البلاد لبقايا النظام السابق ورموزه ولم لا -حتى- عودة بن علي كما تشير بعض الصحف بين الفينة والأخرى.

ولأن مسار الأحداث الحالي لا ينذر إلا بهذا السيناريو فإنه يبدو الأخطر على الإطلاق.
المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق