03‏/10‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2912] صالح كامل:هذه حقيقة ال100 تصريح للحج+السالم:هل السلفية دعوة عقائدية دون تطبيق عملي؟




1


خالد الفيصل ليس في حاجة لتزكية ..
وهذه حقيقة المئة تصريح للحج


بقلم : صالح عبدالله كامل
- رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة



الحمد لله القائل في محكم التنزيل ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ).
وصدق الحق عز وجل القائل ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ).

والصلاة والسلام على سيدنا ومعلمنا القائل: « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ».

لاشك بأنكم تابعتم الحملة المحمومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين على قامة من قامات هذا البلد المعطاء، على رجل كرس ولازال بكل تفان وإخلاص ونكران ذات، وقته وجهده وفكره في الاهتمام بأمر الحج وراحة حجيج وزوار بيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، رئيس أنبل اللجان وأجلها - لجنة الحج المركزية - صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، الذي لم يأت ببدعة في أمر تنظيم الحج ولم يخف معلومة فيها مصلحة للحجاج، فهو إنسان مطبوع بالشفافية والمكاشفة والمصارحة، فتأتي تصريحاته قوية حازمة قاطعة لا مواربة فيها، منطلقاً من واقع حرص ولاة الأمر على نجاح مواسم الحج لتتوالى النجاحات وشهادات الإشادة من شتى أصقاع الأرض عقب كل موسم ولله الحمد، ليكون تنظيم المملكة للحج نموذجاً فريداً تحاول دول الغرب والشرق أن تكشف أستاره، فتوفير أسباب الراحة والسلامة لملايين البشر الذين يتواجدون في لحظة واحدة وفي مساحة جغرافية صغيرة إنما هو بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بوجود رجال ديدنهم العمل والجد مثل الأمير خالد الفيصل الذي أفصح عن التنظيم فيما يتعلق بترتيب حجاج الداخل إفساحاً للمجال للحجاج القادمين من خارج المملكة وبتفهم وموافقة منظمة التعاون الإسلامي، لتمكين المملكة من استكمال مشروعات التوسعة المباركة للحرم المكي الشريف تسهيلاً وتيسيراً لقاصدي البيت العتيق، وقد تقبلت الدول هذا الترتيب لعلمها أن بعد المشقة راحة وأن المملكة عبر تاريخها العظيم لا تأل جهداً ولا تدخر مالاً فيه تعظيم لبيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، إذ لم نسمع ولم نقرأ اعتراضاً أو استنكاراً من أحد في كافة أقطار المسلمين لما تراه المملكة من إجراء فيه راحة وسلامة وأمان لضيوف الرحمن، ولأنهم يعلمون أن أهل مكة أدرى بشعابها، ولابد أنهم قرأوا في الأثر ما فعله أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو ينظم الوفود، بعد قضاء المناسك منادياً في الناس: «يا أهل الشام شامكم، ويا أهل مصر مصركم» فقد كان يمارس دوره الإداري كحاكم ومسؤول عن الرعية وسلامتها، ولم يحاجه أو يعقب عليه أحد من الشام أو مصر متبجحاً بأن هذه أرض المسلمين وأن الحرم حرم الناس أجمعين، إذ كانوا يعرفون أن الوفود قد كثرت والمدينة قد ضاقت بهم.

وكان عدد المسلمين الأقرب للصحة في حجة الوداع لا يزيد عن المئة ألف في أكثر الروايات ترجيحاً، أما اليوم وبالرغم من مشاريع التوسعة المباركة للحرمين الشريفين الذين يتشرف عاهل البلاد وملكيها بأنه خادمها، فقد بلغت أعداد الحجاج القادمين من الخارج ما لا يقل عن المليونين ومثلها أو يزيد لحجاج الداخل، ما حتم أن يكون هناك نظام وتنظيم يحكم هذه الأعداد ليستوعبها المكان في سلام واطمئنان.

ومع كل هذه الحقائق الدامغة، يأبى بعض هواة الشهرة وصنّاع المشاحنات إلا أن يدلوا بدلائهم الخرقاء، فتجدهم يخلطون الأمور ويزينون الباطل آملين شحن النفوس بحجة أن الحج فريضة وركن من أركان الدين ولكنهم للأسف يعمدون لتناسي أن فريضة الحج الصحيحة هي مرة واحدة في العمر وفي ذلك حكمة من خالقنا وهو العالم بزيادة واستطراد أعداد المسلمين تيسيراً منه سبحانه وتعالى على العباد، ولكن يأبى الموتورون إلا أن يناقضوا رب العباد، وهم يحسبونها ثغرة ينفذون منها لمهاجمة من يعمل من الرجال، ولا غرض لهم إلا تعكير الصفو العام وإشاعة البغضاء تحت شعار حرية النقد والكلام، وأي نقد وأي كلام هذا الذي يهدر الحكمة والمشروعية!

وبأفعالهم وأقوالهم تلك فإنما قد عميت أبصارهم عن العواقب المدمرة التي يتسببون بها وأمثالهم لبلدانهم ولأهاليهم من أضرار ودمار وتعطيل لمصالح البلاد والعباد وإصابة الأفكار بالشتات والدوار، لا لشيء، ولكن فقط ليشار إليهم بصفة المعارضين والأبطال وحملة الأقلام، وكل ما يفعلونه هو صبهم لسمهم الزعاف تحت عنوان زائف براق اسمه «النصيحة»، وكأن أحداً منهم لم يقرأ أبياتاً للشافعي رحمه الله يقول فيها:

تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه

وبالطبع فإنهم يتناسبون أن في المجتمع المدني مؤسسات هي الأنسب والأقدر على وضع التصور الأمثل في الكثير من الحالات، ولكن اتباع مثل هذه السبيل سيسلبهم البطولة فتراهم يفضلون «النصيحة» فرادى، فأي مرض بعد ذا؟ فهل نسي هؤلاء عيشنا بفضل الله في بلد يتبع سياسة الباب المفتوح، يلتقي فيه رأس الدولة وولي عهده والنائب الثاني وولاة مناطقه وكل مسؤول فيها بمن شاء من الناس أن يأتي ناصحاً أميناً قاصداً هذه الأبواب المشرعة والتي لم تغلق قط منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه -.

وقد يستغرب بعض الناس إقدامي على اعتراض هذه الحملة وأصحابها، وأنا الذي اعتدت أن لا أرد على الكثير من الحملات المغرضة التي وجهت وتوجه لي مباشرة بمناسبة وبغيرها ولأسباب أعلم بعضها وأجهل كثيرها، لا من سبب لقطع عادتي إلا أن هذه الحملة العشوائية استهدفت هذه المرة أمير هذه البقعة المباركة، بكل تاريخه وعطائه، وفنائه عمره في خدمتها ورفعتها في كل تكليف وفي كل موقع حتى قبل مولد بعضهم.

طامعين في التغول على حقه والانتقاص من إرادته وتثبيط همته كرجل دولة من طراز فريد، ذلك بأن منحني مئة تصريح حج، وقد ظن الجاهلون أنها لشخص «صالح كامل» دون أن يكلفوا أنفسهم المريضة مجرد السؤال والاستفسار عن ماهية الممنوحة له هذه التصاريح المئة، وأحمد الله أن جعلني في ميسرة من الأمر وإلا لقالوا للمتاجرة بها، ألا يعلم هؤلاء ان هذه التصاريح المئة أو حتى الألف إنما القصد منها الإحسان لاسم المملكة العربية السعودية، ليست لشخصي ولكن لصفتي التي شرفتني بها بلدي رئيساً للغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة التي ينضوي تحت مظلتها المهنية كافة المعنيين من تجار وصنّاع وزراع وأرباب مال واقتصاد في العالم الإسلامي، وهؤلاء أهل كلمة وتأثير ومقام في بلدانهم، فما يضير الخبثاء إن تحملت أنا شخصياً - ولله الحمد - استضافة عشرين أو مئة منهم! وهل تلام المملكة ممثلة في شخص سموه إن هو وضع في الاعتبار هذه الصفة ويسر الأمر لهم ورفع شأني في ناظرهم إعلاء لمكانة المملكة في نفوسهم؟ وتناسى أولئك المغرضون أيضاً صفتي رئيساً للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية وهذه قصة أخرى ومكسب آخر لبلدي، ورئيساً ومؤسساً - بفضل الله - لقنوات اقرأ العربية والانجليزية والفرنسية التي تتطلب وجود ما يقارب الخمسين فرداً من شيخ للتعليق أو فني لتغطية ونقل مناسك الشعيرة بمختلف اللغات الحية ولكل أصقاع الدنيا، أليس في ذلك كسب للمملكة؟ بالطبع إن الأسوياء سيقولون وفقك الله، ولكن بالنسبة لأولئك فإن مثل هذه الفوائد والمصالح يتعامون عنها وإن وعتها بصائرهم فإنها للأسف تؤلم نفوسهم المريضة كثيراً، أما على الصعيد الشخصي فإن بقي تصريح واحد مع هذه الأعداد فإنه حلال على أي فرد من عائلتي يأتي لمؤازرتي معيناً ومرحباً وخادماً لمن نستضيف.

ويعلم الله، أن حجب هذه التصاريح لم يؤلمني، بقدر ما آلمني ما تسبب فيه طلبي لأمير مكة المكرمة الذي يعرف الجميع جهده الخارق الذي يبذله في كل عمل يقوم به، إرضاءً لدينه ومليكه وهذا البلد الأمين وسموه ليس في حاجة لشهادة مني أو تزكية وهو المعروف عنه الحذر والحظر إزاء أي تجاوز للنظام أو تخطيه لأي سبب ولأي كان، وعزائي أنه لم يمنح هذه التصاريح «المئة» لشخصي وإنما لمواقعي التي ذكرت وهو يعلم إسهامي بها في إعلاء راية بلدي لوجه الله لا أريد عليها جزاء ولا شكورا ولا منة على أحد (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) أبتغي بها الجزاء الأوفى من الله سبحانه وتعالى. وما أردت بكتابي هذا إلا الاعتذار أولاً وأخيراً لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - رئيس لجنة الحج المركزية - إشفاقاً على سموه ومشاطرة له على ما حمله في نفسه من تجريح تسببت فيه، له مني شديد الأسف، ولا أأسف على نفسي وأنا المعتاد على تسفيه مثل هذه السفاسف، أما أولئك الذين ألبسوا الحق بالباطل.. الحالمون بالبطولة ومدعو الجرأة والاقدام، مهما تباينت سواترهم، فإني اسأل الله أن يجازي كل من تسبب في حبسي عن مسؤولياتي في حج هذا العام، وأفوض أمري وأمر من تعطلت مصالحهم من أمة محمد بسببهم إلى الله وحده فهو المنتقم الجبار.

راجياً من إخواني أن نتقي الله في وطننا الغالي وأن نتجول بأبصار الصدق والحقيقة لنرى ما يحدث من حولنا، وأن نخفف من حدة لهجتنا التي لا تتلاءم مع مكارم أخلاق معلمنا ومرشدنا صلى الله عليه وسلم، وأن نتبين موقعنا من أمر الله لنا بمجادلة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة.
سائلاً الله أن يديم علينا عزنا وأمننا، تراحمنا وتلاحمنا، وأن يكف عنا كيد الكائدين ويصرف عنا شر الحاقدين وبغض الموتورين، وأن يلهمنا جميعاً الصواب في القول والعمل، إنه نعم المولى ونعم النصير.







مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



ابتسامة روحاني تهزم تهديدات نتنياهو بضرب ايران


عبد الباري عطوان



لم يخطر ببالي في اي يوم من الايام ان يقف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، ويخاطب قاعة شبه حالية، باستثناء بعض الوفود العربية التي اصيبت بخيبة امل كبرى من جراء التقارب الايراني الامريكي وباتت ترى في اسرائيل حليفا مستقبليا لمواجهة العدو الايراني المشترك.

في العام الماضي اعتلى نتنياهو المنبر نفسه، في قاعة مكتظة، انسحب منها بعض الوفود، ومن بينها الوفد الايراني، عارضا رسوماته الكارتونية عن المنشآت النووية الايرانية ومحددا الخط الاحمر الذي يجب ان لا تتجاوزه طهران، ومهددا بفتح ابواب جهنم الاسرائيلية والامريكية اذا فعلت ذلك.

نتنياهو لم يقنع الا القلة التي تريد ان تقتنع، وكان في اسوأ حالاته، ولكنه رغم كل ذلك لم يتخل عن غروره، واعرب عن استعداده لضرب طهران لوحده اذا لم تستجب لشروطه بالتخلي عن طموحاتها النووية كليا، وان توقف عمليات تخصيب اليورانيوم، وتسلم كل ما لديها من يورانيوم مخصب الى الامم المتحدة او وكالة الطاقة التابعة لها.

ايران لن تخضع لمثل هذه التهديدات، ووصفتها بانها سخيفة، ومعها كل الحق في ذلك، فاذا كانت، وبسبب ما تملكه من قوة قد ركعت (بتشديد الكاف) الولايات المتحدة الامريكية القوة الاعظم في التاريخ، واجبرت رئيسها على الحوار معها بعد ثلاثين عاما من القطيعة، فهل ستخاف من نتنياهو وامثاله؟

***

فليتفضل نتنياهو وينفذ تهديداته هذه، وليرسل طائراته لضرب ايران، وتدمير مفاعلاتها النووية، دون اي دعم من الولايات المتحدة التي تعيش حالة من الافلاس وخلافات حول الميزانية وسقف الديون مع الكونغرس حالت دون سفر رئيسها في جولته الآسيوية المقررة، وعليه اي نتنياهو ان يتحمل النتائج التي يمكن ان تترتب على هذا العدوان الاحمق.

اسرائيل خسرت جميع حروبها الاخيرة ضد العرب في السنوات الاربعين الماضية، خسرت حربها الاولى في لبنان وانسحبت مهزومة، ومن جانب واحد عام 2000 من جراء ضربات المقاومة، وخسرت حربها الثانية عام 2006 وللسبب نفسه، وخسرت حربيها في قطاع غزة الصغير المحاصر، ولم تحقق اي من اهدافها في جميع هذه الحروب، وابرزها القضاء على المقاومة، فهل يمكن ان تربح اي حرب على ايران الدولة الاقليمية العظمى التي تملك مئات الالآف من الصواريخ من كافة الاحجام والابعاد؟

انتهى الزمن الذي كانت تحسم فيه الغارات الجوية الاسرائيلية الحروب، وتجبر الدول على رفع راية الاستسلام مع القذيقة الاولى، مثلما انتهى زمن الغزوات الاستعمارية للدول مثلما حدث في ليبيا والعراق وافغانستان، فالحرب الحقيقة تبدأ بعد الاحتلال وليس اثناءه.

العالم، ومثلما رأينا اثناء متابعة جلسات الجميعة العامة الاخيرة ووقائعها، بات يصدق اكثر الرئيس الايراني حسن روحاني، ليس بسبب ابتسامة وهدوئه، وانما لانه يمثل دولة قوية، تتمسك بحقها الشرعي في الدفاع عن النفس في مواجهة اي عدوان، وتقيم علاقات وثيقة مع دول عظمى صاعدة مثل روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا كسرت وتكسر الاحتكار الامريكي للقوتين العسكرية والاقتصادية.

***

عندما يصطف وزراء خارجية امريكا واوروبا في طابور طويل للقاء الرئيس روحاني، وعندما يرفض رئيسه لقاء يتمناه ويسعى اليه زعماء اكثر من مئتي دولة، مع الرئيس الامريكي باراك اوباما، بما فيهم زعماء عرب، فان هذه رسالة واضحة لنتنياهو ورهطة مفادها ان الزمن يتغير وبسرعة في غير صالحهم، وان الدور قادم عليهم درة تاج ترسانتهم العسكرية.

مؤسف ان يجد معظم العرب، انفسهم في دائرة القلق نفسها مع اسرائيل خوفا من القوة الايرانية الصاعدة، فقد كان على هؤلاء ان يبنوا قوتهم ويحصنوا اسوارهم ويوظفوا تريليوناتهم التوظيف الاسلم في هذا الاطار، ولكنهم لم يفعلوا ووضعوا كل بيضهم في سلة امريكا التي باعتهم بابخس الاثمان لايران وغيرها.

دمروا العراق باوامر امريكية لكي تتسلمه ايران لقمة سائغة، ويدمرون سورية ويفتتون وحدتها الجغرافية، ويطمسون هويتها العربية، وحولوا ويحولون ليبيا واليمن الى دولتين فاشلتين ويتقاتلون على كيفية تكرار السيناريو نفسه في مصر، حيث يدعمون الطرفين ضد بعضهما البعض، وبما يؤدي في نهاية المطاف الى حرب اهلية.

لم افاجأ شخصيا عندما اطلعت على الخريطة الجديدة للمنطقة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز″ قبل يومين، وكيف قسمت السعودية الى اربع دول (نجد، الحجاز، الاحساء، عسير) وسورية الى ثلاث (سنية، علوية، كردية) وليبيا الى ثلاث (برقة، طرابلس، فزان) واليمن الى دولتين واحدة في الشمال واخرى في الجنوب، ولا ننسى العراق الذي تقسم الى ثلاث دول، واحدة للاكراد في الشمال وثانية للسنة في الوسط وثالثة للشيعة في الجنوب.

لم افاجأ لاننا كعرب لا نتعلم مطلقا من دروس التاريخ، ونقبل دائما ان نكون اداة في يد المستعمرين الغربيين ننفذ اوامرهم، ونعتمد على قوتهم، ونضع كل بيضنا في سلتهم، ولا نفكر مطلقا في بناء قوتنا الذاتية.

.......
رأي اليوم

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



هل السلفية دعوة عقائدية دون تطبيق عملي؟

د. حمزة بن محمد السالم

د.حمزة بن محمد السالم


كثيراً ما نسمع في سياق الدفاع عن جمود السلفية على يد أتباعها من المتأخرين بأن الدعوة السلفية دعوة عقائدية تدعو إلى الالتزام بالكتاب والسنة، وأن الاجتهادات الفقهية المتشددة أو الفتاوى المستندة إلى التقليد الخارجة عن زمانها لا علاقة للدعوة السلفية بها. ويستشهد البعض بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبأنها لم تكن إلا دعوة عقائدية مجردة لا علاقة لها بالفقه مطلقا. وهذا الطرح الذي يقصر الدعوة السلفية على العقيدة والتوحيد فيه محظور عقائدي نظري ومحظور عقائدي تطبيقي ومحظور سياسي كما أن فيه هضم للدعوة وتجاهل للواقع المطبق.

فاختزال دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على العقيدة مطلقا فيه محظور عقائدي نظري خطير. فهذا الاختزال يعني أنها دعوة ارجائية تدعو للتوحيد العقائدي مجردا دون الاهتمام بتطبيق هذا التوحيد بين الناس في معاملاتهم. وهو بالضبط جوهر مفهوم فصل الدين عن الحياة العملية وعن الدولة والمعاملات، الذي اتخذته الكنيسة منهجا لها بعد أن ثار عليها شعوبها. وأما المحظور العقائدي التطبيقي فيتخلص بأن كل ما صدر ويصدر من فتاوى واجتهادات من علماء السلف لا علاقة له بالتوحيد. كما أن فيه إيحاء، بأن الدعوة لا يلزمها الالتزام بالكتاب والسنة في الاجتهادات الفقهية وفي أحكام المعاملات.

وأما المحظور السياسي، فدستور الدولة السعودية هو الإسلام الصافي الذي تمثله السلفية والذي أحياه الشيخ محمد بن عبد الوهاب. فإن كانت الدعوة هي مجرد دعوة عقائدية محضة، فبم يحكم القضاء وعلى ماذا تستند تشريعات الدولة؟ والقضاء والتشريعات كلها أمور معاملاتية! فإن قيل تستند على الإسلام عموما، فما هي الحاجة إذا لربط دستور الدولة السعودية وقضائها بالسلفية وبدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب!؟

وهذا الاختزال للدعوة على العقيدة، فيه أيضاً هضم وظلم للدعوة السلفية ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتجاهل للواقع التاريخي والواقع المطبق. فالسلفية كانت وما زالت دعوة عقائدية تعبدية معاملاتية، لم تنفصل قط عن الأحكام التعبدية والمعاملاتية. ولكنها تجمدت في دعوتها العقائدية على النهي عن شرك القبور والتوسل ونحوهما، رغم ندرة هذا النوع من الشرك اليوم في بلادنا خاصة ولم تبذل جهدا في تطوير هذه الدعوة العقائدية لتهاجم الإلحاد الذي أصبح هو الخطر الحقيقي القادم اليوم، كما أنها لم تتجاوز في تواصلها مع الأديان الأخرى إلا في حدود الدفاع السلبي والتبجيل والثناء على السلفية، وتكرار مختارات من التاريخ القديم.

كما أنه قد أدركها هذا الجمود في فقهها، فكأنها - من باب التشبيه التقريبي - ألحقت الاجتهادات الفقهية القديمة بالأمور العقائدية. فجعلت من التقليد في الفقه وكأنه أمرا عقائديا لا يُراجع ولا تُناقش صحة القول من عدمه إلا نظريا خلف الأبواب المغلقة، على أن يستمر العمل على الاجتهادات القديمة ولو أظهرت النقاشات خلف الأبواب المغلقة خطأه ومخالفته للكتاب والسنة.

والأمثلة على الجمود الفقهي وخاصة في باب المعاملات والقضاء أكثر من أن يحيط به مقال. ولكن على سبيل التمثيل ببعض الأمور الظاهر حكمها شرعا والتي لها أثر عظيم وكبير على الأمن الاجتماعي وإدارة الدولة فتوى منع الدولة من جباية زكاة الأراضي ( وليس حكم زكاة الأراضي) رغم أن سنة النبي وصحبه والسلف أجمعوا على جباية الأموال الظاهرة. وكان من حيثيات فتوى المنع أن هذا ما كان عليه العمل أيام الملك عبد العزيز!!! جمود على القديم. (وقد كتبت مقالين في هذا الموضوع). ومن الأمثلة تقنين القضاء الشرعي وتحديثه بالخبراء القانونيين، وأحكام تكافؤ النسب. وكذلك الإصرار على فتوى ربوية النقد الحديث، رغم ظهور بطلان العلة المعتمدة وإرهاق الاقتصاد الوطني، بالتضييق على الناس في التمويلات وتعطيل سوق السندات وثم بدلا من تجديد الفتوى بناء على المعطيات الجديدة والحرج العظيم الذي حصل بسببها، كان السكوت عن ما يسمى بالصيرفة الإسلامية وما فيها من تلاعب باسم الدين، واستخفاف بجدية نصوصه. وما في هذه الصيرفة من تشكيك للنشء المسلم الجديد بدينهم، مما يرونه من مهازل الصكوك والقروض التي تنسب بأنها هي شريعة الله للمسلمين. وكذلك لم يأتِ جديد بعد الفتوى بحرمة اليوم الوطني ما ينسخ الفتوى القديمة. وكذلك موضوع المرأة وقيادة المرأة. فالذي يشكل رأي الشريحة الشعبية المعارضة لكل المواقف الإصلاحية هو موقف السلفية القديم من هذا، وعدم قيام السلفية المعاصرة بنقض الموقف القديم بناء على ما تغير من معطيات والوقوف صراحة مع الإصلاحات الحديثة. ومن الأمور الهامة التي ابتعدت فيها السلفية عن حقيقتها، هو الدعوى إلى تعظيم المشايخ، وحكر العلم الشرعي وحجب الأدلة الشرعية التي تخالف أقوالها عن الناس. ولو تخلت السلفية المتأخرة عن التقليد وعن نزعة التحريم وما تعتقده بأنه هو المصلحة، لما خرجت عن الكتاب والسنة ولما وضعت الناس في حرج قط، فما جعل الله على عباده من حرج، بل العباد هم من يضعون الأغلال والأصرار على أنفسهم بغير علم.

ولو أردنا أن نتتبع كثيرا من الفتاوى والآراء والتي تغيرت لاحقا أو سُكت عنها، فسنجد أن مرد ذلك هو فرض الدولة للأمر الواقع، ثم تأتي بعد ذلك الفتاوى الجديدة المؤيدة أو يُصمت عن الفتاوى والآراء القديمة حتى تُنسى. ومن الأمثلة على ذلك تأسيس أرامكو رغم المعارضة الدينية وتحرير الرقيق، وتعليم المرأة والابتعاث وغيره كثير.

الجزيرة السعودية



ة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


من كتاب النميمة






كتاب النميمة المصرية انضافت إليه هذا الأسبوع صفحة باسم الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق ونائب ورئيس المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك. ذلك أننا كنا قد قرأنا أن الرجل بصدد ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، وفي هذا السياق طالعنا أخبار لقائه مع ائتلاف القبائل العربية بمدينة الحمام في الساحل الشمالي، ثم قرأنا خبرا عن ترتيب لقاء له في مدينة السويس، إلا أننا فوجئنا بأن اللقاء ألغي دون ذكر الأسباب، واختفت بعد ذلك أخبار لقاءاته الجماهيرية. لكنه لم يخرج من دائرة الأخبار، لأن مفاجأة من نوع آخر كانت في انتظارنا، ذلك أننا طالعنا على صفحات جريدة صوت الأمة في 21/9 تقريرا مدعوما بالصور نسب إلى الفريق عنان اتهامات بالفساد المالي والتربح واستغلال النفوذ. فذكرت أن راتبه لم يكن يتجاوز 2500 جنيه، ومع ذلك فإنه أصبح يمتلك قصرا «فاخرا» في منطقة التجمع الخامس، كما أنه امتلك ثلاثة قصور في مارينا، وقصرا آخر في منطقة سيدي كرير، إضافة إلى مائتي فدان اشتراها بثمن بخس للغاية، وسجلت بأسماء زوجته وبناته. فضلا عن أنه كان شريكا لأكبر تاجر أراض وعقارات بمصر، حيث كان يساعد التاجر في شراء الأراضي «بسعر التراب» كما ذكرت الجريدة، ثم كان يبيعها بملايين الجنيهات. إضافة إلى ذلك فإنه كان يبعث ببناته المتزوجات لكي يلدن في الولايات المتحدة ويتمتع أحفاده بالجنسية الأمريكية، في حين كن يعالجن بالمجان في مستشفيات الجيش المصري. من ناحية أخرى، فإنه استغل نفوذه لكي يعين بالمخالفة للقانون ابنه الذي كان مدرسا بالفنية العسكرية لكي يعمل بالمخابرات العامة ويستفيد من الميزات التي تمنح لعناصر العاملين بالجهاز.

 هذه المعلومات التي نشرتها الصحيفة جرى استعراضها بعد ذلك في أحد برامج قناة التحرير، حيث قدمت بحسبانها معلومات صحيحة، فيما اعتبر تعميما وترويجا للاتهامات التي إذا صحت فإنها تلغي المستقبل السياسي الذي بدا أن الفريق عنان يفكر فيه ويتطلع إليه.

 ليس لدي أي كلام بخصوص الوقائع الذي ذكرها التقرير المنشور، لكن لدي كلاما آخر حول ملابسات ومقاصد فتح ذلك الملف في الوقت الراهن. وأستأذن قبل ذلك أن أروي قصة تمهيدية مررت بها حين كنت أكتب في جريدة الأهرام. ذلك أن نائب رئيس الوزراء السوري ووزير الخارجية عبدالحليم خدام كان قد اختلف مع الرئيس بشار الأسد وأعلن انشقاقه عن السلطة في عام 2005. وحين فعلها فإن أجهزة النظام نظمت ضده حملة تشهير واسعة النطاق للطعن في ولائه السياسي وذمته المالية. وفي هذا السياق فإنها نشرت قائمة طويلة بممتلكاته في داخل سوريا وخارجها، وتضمنت كيفية استغلاله لنفوذه الذي بمقتضاه تملك بنايات وشققا سكنية عدة، كما أنه شارك في الأعمال التجارية عبر حصوله على توكيلات بعض الشركات المتخصصة في استيراد الملابس والأغذية الفاخرة. آنذاك كتبت مقالة في جريدة الأهرام قلت فيها أنه في ظل الأنظمة الاستبدادية يغرق المسؤولون في بحر الفساد محتمين بقوة السلطة وتعتيمها على المجتمع. لكن الأمر لا يخفى على الأجهزة الأمنية التي تحتفظ لكل مسؤول بملف يرصد مصادر ثروته ومظاهر فساده. ويظل ذلك الملف محفوظا لدى الأجهزة لكى تستخدمه في الحفاظ على ولاء أولئك المسؤولين وابتزازهم. وأضفت أن السؤال ليس عن مظاهر فساد والثراء غير المشروع الذي حققه السيد خدام، لأن الإعلان الذي صدر في دمشق يثير العديد من الأسئلة بخصوص ثروات بقية أعضاء القيادة الذين أتيحت لهم نفس الفرص وتعرضوا للغوايات ذاتها. (حذف رئيس تحرير الأهرام هذا الجزء من المقال لأنه اعتبر غمزا في فريق الرئيس مبارك).

 لم نسمع رأي الفريق عنان فيما نسب إليه عن وقائع، ولذلك فليس لنا أن نسلم بصحتها، لكن النشر الصحفي والبث التلفزيوني يثيران أسئلة عديدة منها مثلا:

• < من يقف وراء تسريب هذه المعلومات التي لا تملكها سوى الأجهزة الرقابية والسيادية؟
• < ما هي علاقة التسريب بما أعلن عن اعتزام الرجل الترشح للرئاسة، وهل المقصود بالنشر في هذه الحالة تلويث سمعة الفريق عنان واستبعاده لصالح مرشح آخر؟
• < هل استغلال النفوذ الذي تمثل في حيازة القصور وامتلاك الأراضي مقصور على الفريق عنان وحده، أم أن أقرانه من قادة القوات المسلحة تورطوا فيما تورط فيه؟

• < منعا للبلبلة ولكي لا تعمم الشبهات، أليس من المناسب في هذه الحالة أن تعلن على الملأ البيانات المتعلقة بثروات قادة القوات المسلحة وحقيقة القصور التي يملكها بعضهم في منطقة التجمع الخامس؟
• < أخيرا، هل فتح ملف الفريق عنان على ذلك النحو له صلة بما يتردد في أوساط النمامين والهامسين عن تجاذب وصراعات مكتومة بين الأجهزة السيادية؟
لا استطيع أن افترض البراءة في الترويج للمعلومات السابق ذكرها. وما تمنيت أن يثار اللغط حول الذمة المالية لقادة القوات المسلحة بهذه الصورة، ولكن المعلومات التي سربت هي التي فتحت الملف واستدعت الأسئلة، ورغم ما أثارته من بلبلة إلا أنها نبهتنا إلى أن أولئك القادة إذا كانوا أقوى منا بسلاحهم لكنهم في ضعفهم مثلنا بالضبط.
..............
الشرق القطري

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


دبلوماسي سعودي يوضح أسباب إلغاء بلاده كلمتها بالأمم المتحدة



الرياض- (أ ش أ):
قال مصدر دبلوماسي سعودي، الأربعاء إن المملكة العربية السعودية لم تلقِ كلمتها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا العام، تعبيرا عن اعتراضها على عجز المنظمة الدولية عن حل أي من القضايا التي تعرض عليها.
وأكد المصدر الدبلوماسي، في تصريح لقناة ''العربية'' الإخبارية، أن الأمم المتحدة عجزت عن فعل أي شيء حيال القضية الفلسطينية لـ 60 عاما، ولم تتدخل لوقف المجازر التي ترتكب في سوريا، ولم تساعد الأقلية المسلمة في بورما.
وأضاف المصدر: ''لهذه الأسباب ولأخرى متعلقة بهيمنة فئة من الدول على قرارات الأمم المتحدة، فإن الوفد السعودي برئاسة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، قرر الامتناع عن إلقاء كلمته في الجمعية العمومية أو توزيع كلمة مكتوبة، وذلك خلافاً للمألوف''.
 

..................................................

زيارة سليمان للسعودية لماذا تأجلت؟


أعاد تأجيل زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى المملكة العربية السعودية خلط الأوراق الداخلية اللبنانية فيما خصّ تشكيل الحكومة، خاصة بعد تصريحات داخلية عديدة ترافقت والإعلان عن الزيارة استبشرت خيرا بمبادرة سعودية ما تنهي وضع تصريف الأعمال المستمر منذ أبريل/نيسان الماضي.
وإذا كان اللغط الذي أثاره تأجيل الزيارة -خاصة أن الإعلان عنه جاء من طرف واحد وهو الرئيس اللبناني- قد صححه السفير السعودي علي عواض العسيري في اليوم التالي في بيان مقتضب أكد فيه أن الزيارة تأجلت إلى موعد سيُحدد قريبا، فإن ما ذكر عن أن صحة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز هي سبب التأجيل ثم ظهوره في اليوم التالي ضمن جدول أعمال طبيعي شكّل مادة دسمة للتحليل من وسائل إعلام لبنانية مقربة من قوى الثامن من آذار، وبينها صحيفة السفير التي وصل بها الأمر الى حد وصف الأمر بـ"الإهانة".
قال المحلل السياسي والكاتب في صحيفة النهار خليل فليحان للجزيرة نت، إن تأجيل الزيارة حصل بطلب من المملكة، ولكن الجانب اللبناني لم يعلن عن الأسباب، وهذا ما ترك الباب مفتوحا أمام تفسيرات عديدة في بيروت.
بيان توضيحي
ردود الفعل هذه استغربتها مصادر مقربة من السفارة السعودية في لبنان، مؤكدة أن التأجيل تمّ بالتشاور بين القيادتين اللبنانية والسعودية، ولا يتخطى ما أبرزه السفير العسيري في بيانه التوضيحي.

وقالت المصادر للجزيرة نت إنه جرى "تكبير" الموضوع وإعطاؤه أكثر مما يستحق، مشددة على تقدير المملكة واحترامها لرئيس الجمهورية اللبنانية، والحرص على بناء أفضل العلاقات معه.
وقال المحلل السياسي والكاتب في صحيفة النهار خليل فليحان للجزيرة نت إن تأجيل الزيارة حصل بطلب من المملكة، ولكن الجانب اللبناني لم يعلن عن الأسباب وهذا ما ترك الباب مفتوحا أمام تفسيرات عديدة في بيروت.
وأكد فليحان أن السبب غير معروف بعد، ومن الصعب التكهن أو التحليل أو ربطه بالتقارب الإيراني الأميركي أو بأي شيء آخر، لأن علاقة المملكة بلبنان تاريخية وثابتة ولا تتزعزع بتأجيل زيارة.
وتناولت بعض التحليلات في لبنان زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني المنتظرة إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وربطت بينها وتأجيل الزيارة. لكن فليحان قال إن هذا الأمر لا يمكن تأكيده خاصة أن زيارة روحاني ليست مؤكدة بعد.
ووصف الكلام عن "إهانة" بحق لبنان بأنه تحريض واستفزاز ومحاولة لإثارة شيء غير موجود، وقال إن الرئيس سليمان تعاطى مع الموضوع بطيبة خاطر، وإذا كان الملك السعودي غير مستعد في هذا التوقيت لبحث ملفات مهمة فهذا يحصل دائما في العلاقات الدبلوماسية.
قالت مصادر رئيس الحكومة المكلف تمام سلام إن أمور تشكيل الحكومة تسير بنفس الوتيرة، وهي ما زالت في إطار الأخذ والرد، والرئيس سلام يتابع مساعيه.
وأبدى فليحان اعتقاده بأن ذهاب سليمان إلى الرياض قد يؤدي إلى أن تتبرع المملكة بمبلغ مهم لمساعدة لبنان على تحمل أعباء النازحين السوريين، لافتا إلى أن اجتماع جنيف لبحث موضوع النازحين قد يكون أتى في هذا الإطار.
مساعي التشكيل
من جهتها، قالت مصادر رئيس الحكومة المكلف تمام سلام إن أمور تشكيل الحكومة تسير بنفس الوتيرة وهي ما زالت في إطار الأخذ والرد، والرئيس سلام يتابع مساعيه.

وأوضحت تعليقا على ما أثير عن علاقة لزيارة سليمان إلى السعودية بالتشكيل، أن "تأليف الحكومة أمر داخلي يجري داخل لبنان ولا علاقة لأي حدث خارجي -بما في ذلك زيارة الرئيس روحاني إلى المملكة- بالأمر".
المصدر:الجزيرة

..........................

«التايمز» و«رويترز»: جامعتان عربيتان فقط ضمن أفضل 400 جامعة في العالم

لندن - عبدالله أبا الخيل
الأربعاء ٢ أكتوبر ٢٠١٣
احتلت جامعة الملك عبدالعزيز الترتيب 321 ضمن أفضل 400 جامعة على مستوى العالم، وتلتها جامعة الملك سعود في المرتبة 322 ضمن الترتيب نفسه. وخلا التصنيف الذي تعده صحيفة «التايمز» البريطانية بالتعاون مع «رويترز» العالمية من أي جامعة عربية باستثناء الجامعتين السعوديتين، وعلى مستوى العالم الإسلامي فقد نالت الجامعات التركية نصيب الأسد في تصنيف التايمز، إذ جاءت 5 جامعات تركية في الترتيب 199 و211 و 214 و228 و286 عالمياً.
وأوضح التصنيف الذي يعتمد على 13 معياراً دقيقاً ويحظى بثقة عالمية، أن الجامعات الأميركية والبريطانية تقاسمت أفضل 10 جامعات على مستوى العالم، يتصدرها معهد كاليفورنيا التكنولوجي.
وكانت جامعة الملك عبدالعزيز حصلت على الترتيب 318 العام الماضي ضمن التقييم نفسه لكنها تراجعت إلى المرتبة 321 هذا العام خلال التصنيف أعلن خلال الساعات الماضية.
 ...................................



الإمارات تسعى لمكافحة الدعارة غير المقننة

دبي- بوابة القاهرة

قالت وسائل إعلام محلية إماراتية إن سلطات دبي بدأت اتخاذ إجراءات لمواجهة الدعارة غير المقننة التي تنتشر بصورة كبيرة في البلاد.

 

وأوضحت أن السلطات بدأت كذلك في توزيع منشورات وملاحظات تدعو للحشمة في المولات التجارية خاصة "مول دبي" وذلك في إطار حملة تدعو للاحتشام في الإمارة .

 

ويأتي ذلك بعد تقارير دولية أثارت غضبا محليا وشعبيا وصفت دبي بأنها أكبر ماخور بالعالم إذا قيس عدد من يمتهن الدعارة بها بعدد سكان الإمارة الصغيرة .       

ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مؤخرا تقريرًا أحدث صدمة بين الشعوب العربية بعد أن أكدت انتشار تجارة الجنس في مدينة دبي بصفة خاصة والإمارات العربية المتحدة بصفة عامة موضحة أن السلطات الإماراتية تغض الطرف عن وجود 30 ألف عاهرة تمارسن الجنس مقابل المال داخل كل البارات في إمارة دبي، التي يبلغ تعداد سكانها 1.5 مليون نسمة.

 

 وقال التقرير إنه في دبي  الإمارة الخليجية والمدينة الإسلامية التي يؤذن فيها للصلاة خمس مرات في اليوم فاقت تجارة الجنس هناك نظيرتها في منطقة "الضوء الأحمر" بأمستردام، أو في  شارع "الريبربان" بهامبورغ، أو شارع "بوند" في شنغهاي.

 

ويروي كاتب  التقرير ما شاهده داخل الفنادق الكبرى أثناء إقامته في دبي، ويقول: بينما كنت أتطلع حولي في الطابق الثاني بأحد فنادق دبي من فئة الخمس نجوم، كان واضحاً أن كل النساء عاهرات، وأن معظم الرجال من راغبي البغاء. وأثناء تواجده في بار الفندق عرضت عليه فتاة روسية، تدعى جيني، ممارسة الجنس مقابل ما يعادل نحو 500 جنيه استرليني.

 

ويصف الكاتب دبي بأنها "دوامة عنيفة من النشاط الجنسي، بشكل يسبب ذهول حتى للأوربيين والأمريكيين المقيمين هناك". ويشير إلى أن هناك ما يعرف باسم "الرومانسية" المشروعة في دبي، حيث تتجول فتيات غربيات مع الرجال الأثرياء؛ لكن معظم هذه العلاقات تتحول إلى "جنس مقابل المال"، يقبله المغتربون كقاعدة، وتغض السلطات الإماراتية الطرف عنه في كثير من الأحيان.


ويوضح الكاتب أنه من المستحيل وضع تقدير دقيق لعدد المشتغلات بمهنة البغاء داخل دبي، حيث تمنع السلطات الإماراتية الكشف عن مثل هذه الأرقام، لكن أحد التقديرات الأخيرة تقول إن هناك 30 ألف عاهرة في دبي، وهي نسبة تعني أن مدينة بحجم جلاسكو وليدز البريطانيتين تسكنها العاهرات بشكل كامل.

 

 يقول الكاتب: هناك مدن أخرى بالعالم تزدهر بها هذه المهنة الأقدم، لكن ما يجعل الدعارة في دبي أمر مختلف هو مستوى ما تحظى به من قبول لدى العملاء والسلطات الإسلامية في المدينة وأنها تعد "هواية وطنية" في هذه المدينة.

 

 وتحدث الكاتب عن بيت دعارة سيئ السمعة بالقرب من المطار، تم إغلاقه منذ بضع سنوات، ثم تحول بعد ذلك إلى سوبر ماركت يمارس بداخله الجنس عن طريق الفم. وحين أمرت السلطات بإغلاقه مجدداً، اتجهت الفتيات ببساطة لممارسة عملهن في أماكن أخرى.

 

 يقول الكاتب: رغم أن تجارة الجنس محرمة بموجب الشريعة الإسلامية، لكن السلطات الإماراتية نادرا ما تفعل شيئا حيال ذلك، وتزدهر هذه التجارة في الإمارة رغم وجود مشاكل مالية

...........................

الفنان الكوميدي العالمي مستر بين يعلن إسلامه


الفنان الكوميدي العالمي روان أتكينسون الشهير بـ"مستر بين"

القاهرة - محمد السنديوني
انتشر على موقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المواقع الإلكترونية خبر إعلان إسلام الفنان الكوميدي العالمي روان أتكينسون الشهير بـ "مستر بين".
وفاجأ الفنان الكوميدي المشهور "مستر بين" الوسط العالمي والفني بإعلانه الدخول في الدين الإسلامي.
ونقلت المواقع الإلكترونية قول "بين" إن الفيلم المسيء للنبي -عليه الصلاة والسلام- كان سببا رئيسيا في اكتشافه هذا الدين الحنيف، ولم يرد التصريح للقنوات الإعلامية باعتناقه للإسلام، إذ اكتفى برفع إصبعه بالشهادة.
يذكر أن هذا الفنان الأسطوري يملك موهبة الكوميديا الصامتة، وأبدع في مئات الشخصيات المتنوعة لكن الجمهور لازال يطالبه بالعودة لشخصيته الفريدة "مستر بين".
...............................


د.أمل التميمي تتبرأ من المقال المنسوب لها بعنوان "أكاديمية تبعث برسالة لرجال الهيئة" 

 صحيفة الخليج الإلكترونية - حسن القبيسي : نفت لـ"الخليج" الدكتورة أمل خياط التميمي, المقال منسوب لها بعنوان "أكاديمية تبعث رسالة لرجال الهيئة". وقالت د.أمل التميمي تفاجئت بأرسال المقال لي بـ"الواتس أب " .
 
قد شهد المقال عنوانه: "أكاديمية تبعث رسالة لرجال الهيئة" المنسوب للمحاضرة بجامعة الدمام (كلية الأداب) اللدكتورة د.أمل بنت خياط التميمي, حراكاً في وسائل التواصل الأجتماعي الحديثة ( تويتر و الواتس أب و البلاكبيري) و المواقع الإلكترونية .
 
الجدير بالأشارة اليه: لقي المقال ترحيب و استحسان القراء
 
.........................................................



القتال في سبيل الله جزء من الجهاد في سبيله.

إبراهيم الدميجي


قال جل وعز: "وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم" وقال جل ذكره: "فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغال فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا" وقال سبحانه وبحمده: "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرّض المؤمنين عسى الله أن يكفّ بأس الذين كفروا والله أشدّ بأسًا وأشدّ تنكيلًا" وقد ذكرت نصوص الوحي ثلاثة ألفاظٍ يحسُنُ التفريق بينها للخلط في فهمها عند الناس؛ القتال والجهاد والشهادة:

   فالأول: القتال, وهذا لا يكون إلا في سبيل الله, فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله, دون من قاتل حميّة أو شجاعة أو ليُرى مكانه أو للمغنم أو غير ذلك من حُطَامِهَا.

   والثاني: الجهاد, وهو عامٌّ وخاصٌّ, فالعامّ هو استفراغُ الجُهْدِ لإعلاء كلمة الله ونصر دينه وهداية خلقه كما قال سبحانه: "وجاهدهم به جهادًا كبيرًا" وقال سبحانه: "يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم" أما الخاص منه فهو الجهاد في سبيل الله في ميادين الوغى, وذلك يكون بالنفس والمال كما قال سبحانه: "انفروا خفافًا وثقالًا وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم  في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" وقال سبحانه: "لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون"

   والثالث: الشهادة, وهي مطلقةٌ ومقيدة, فالمطلقة: هي ما سُمي صاحِبُها شهيدًا في الشريعة, تفضّلًا من الله وتطوُّلًا على هذه الأمة المرحومة تكثيرًا لشهدائها, والمُقيّدة: هي ما استشهد صاحبها في القتال في سبيل الله.

 وبينهما فرق كبير, فالمُطلقةُ بضعةُ أنواع كالغريق والحريق وصاحب الهدم وصاحب ذات الجنب _داء في البطن_ والمبطون _أي مات بداء البطن_ والمطعون _بالطاعون_ والقتيل ظُلمًا _عند بعض أهل العلم لذكر عمر وعثمان بالشهادة, وعندي أن شهادتهم لأنهم في سبيل الله وليس لمطلق المظلومية_ وغير ذلك مما سُمّي صاحبُه شهيدًا, فكل هؤلاء لهم مسمّى الشهداء في الدنيا والآخرة, فواحِدُهُم شهيدٌ, له مطلق الشهادة وهي دون الثانية بكثير, فهؤلاء شهداء, لكن لا يُقال لهم شهداء في سبيل الله, إلا إن كان ذلك ونحوه بسبب جهادهم في سبيله, كما في الحديث الصحيح عن نبيّنا صلى الله عليه وسلم قال: "ما تقولون في الشهيد فيكم؟" قالوا : القتل في سبيل الله, قال: "إن شهداء أمتي إذن لقليل, من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيد, و من مات في سبيل الله فهو شهيد, والمبطون شهيد, والمطعون شهيد, والغرق شهيد" (صحيح الجامع: 5602) وقال صلى الله عليه وسلم: "الشهادةُ سبعٌ سوى القتل في سبيل الله: المقتولُ في سبيل الله شهيد, والمطعون شهيد, والغريق شهيد, وصاحب ذات الجنب شهيد, والمبطون شهيد, و صاحب الحريق شهيد, والذي يموت تحت الهدم شهيد, والمرأة تموت بجمعٍ شهيدة" _والجمع هو النفاس_ رواه أحمد وغيره من حديث جابر بن عتيك وصححه الألباني في صحيح الجامع (3739) . فهؤلاء إنما وهبهم الله منزلة الشهادة فضلًا منه ورحمة دون قتال منهم في سبيله, فهم شهداء إما لموتهم دفاعًا عن أنفسهم أو عرضهم أو مالهم, أو لمصبية حلّت بهم رحمة الله, كالطاعون والهدم والغرق ونحو ذلك. 

    أمّا الشهادة المطلقة _وهي الكمال_ فهي منصرفةٌ للشهيد قتيلًا في سبيل الله, صابرًا محتسبًا مقبلاً غيرَ مُدبرٍ، ويكون قتالُه لتكون كلمةُ الله هي العليا, فصاحبها هو الذي حاز مرتبة الشهادة الكاملة بخصالها السّتِّ, مع الحياة البرزخية الحقيقية, مع جعل روحه في حواصل الطير الخضر في جنات النعيم. وهذه المرتبة هي غاية آمال المقرّبين بعد مرتبة الصّدِّيقيّة نسأل الله الكريم من واسع فضله وعميم كرمه وجزيل هباته وعظيم إحسانه, إنه الحي القيوم ذو الجلال والإكرام.



..............................


شهد السورية.. طفلة تروي مأساة وطن
(بل تروى ماساة أمة خذلتها يوم أن ضيع عزها المفسدون)

يزن شهداوي/ الجزيرة نت
25 ذو القعدة, 1434


استيقظت الطفلة السورية شهد صباح ذات يوم لتجد نفسها في مستشفى ميداني فاقدة إحدى ذراعيها، تلفّتت يمنة ويسرة فلم تجد والدتها ولا يوسف أخيها البالغ من العمر ست سنوات الذي اعتادت اللعب معه، تنادي عليهما دون مجيب، فتعرف أنها باتت وحيدة يتيمة.

قذيفة واحدة من مدافع جيش النظام السوري كانت كافية لتدمر منزل شهد وعائلتها في بلدة عقرب بريف حماة، وتغتال أحلاما بسيطة لطفلة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، بأن تروي لها والدتها قصة وتحضنها قبل النوم، وأن تلعب مع شقيقها في بهو المنزل ويدافع عنها في معاركها الصغيرة مع "ابن الجيران".

ويشرح أحد الناشطين الإعلاميين في البلدة تفاصيل الحادثة بالقول إن القصف المدفعي من الحواجز المحيطة ببلدة عقرب استهدف منزل شهد ليلاً وهي نائمة فأصيبت بشظية في ذراعها اليسرى مما اضطر الأطباء إلى بترها, وفقدت أيضا في القصف والدتها وأخاها واثنتين من عماتها، في حين كان والدها على جبهات القتال مع الجيش الحر.

الحنان والعطف

الوالد المفجوع الذي لا يدري ماذا يقدم لابنته التي فقدت كل شيء تقريبا، يقول للجزيرة نت إنه لم يعد لشهد معيلٌ سوى الله بعد فقدانها جميع أفراد عائلتها وأقربائها، وأضاف أنّه تركها لدى إحدى سيدات البلدة لتربيتها والاعتناء بها.

ويتابع بصوت يخالطه الحزن والأسى أن شهد تعاني من عدم توفر الدواء والعناية الطبية اللازمة في ظل انعدام وصول المساعدات الإنسانية إلى البلدة, فهي بحاجة دائمة إلى الدواء وخصوصا المسكنات بسبب ألم ذراعها المبتورة. ويختم بأن ابنته تشعر بالنقص عن بقية أطفال البلدة بسبب ذراعها، بعدما حرمت من حنان الأم وعطف الشقيق وحضن العائلة.

أم محمد التي تربي شهد في منزلها تتحدث عن أن الطفلة لا تمل السؤال عن والدتها وشقيقها, وتشكو دائما من آلام في جسدها الصغير بسبب انتهاء أدويتها المسكنة وأدوية الالتهاب لمعالجة جروحها.

وتشرح أنها تعاني جداً في تربية الطفلة لعدم وجود ما تلهو به أو من تلعب معه، إضافة إلى انعدام الطعام والشراب الذي يعد أبسط حقوقها ومتطلباتها.

ذنب شهد

"ما الذنب الذي اقترفته شهد ليقصفها النظام السوري ويغير مسار حياتها عن بقية أطفال العالم؟" تسأل أم محمد، وتتابع أنها طفلة في عامها الثالث ستعيش سنوات حياتها معوقة وفاقدة لذراعها وأهلها ولعبتها التي كانت برفقتها حين قُصف منزلها, وتخلص إلى السؤال عن ذكريات الطفولة التي ترويها شهد لأطفالها في المستقبل.

وتختم أم محمد بالقول إن شهد بحاجة إلى العلاج الصحي والنفسي وتأمين الأدوية والرعاية الطبية اللازمة بسبب وضعها السيئ.

ولكن حال شهد هذه ليست فريدة في بلدة عقرب، بل هناك أكثر من ثلاثين طفلا حولهما قصف النظام إما إلى معوقين أو يتامى حرموا من أمهاتهم وآبائهم وأشقائهم وشقيقاتهم، حسب الناشط الإعلامي مهند اليوسف.

ويؤكد اليوسف أن البلدة بحاجة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة لمساعدة من تبقى فيها من الأطفال والأهالي، وطالب بفك الحصار عن البلدة لإدخال المساعدات ومعالجة الجرحى.

وتتفاقم أزمة الجرحى في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر والتي تقبع تحت ظل حصار قوات النظام الذي يستهدفها بمدفعياته وطائراته، وهذا الوضع لمسته الجزيرة نت خلال الجولات الميدانية التي قامت بها على مختلف قرى ريف حماة، ووصلت المأساة في هذه القرى إلى عدم وجود مستشفيات ميدانية مما أدى إلى تسجيل عشرات الوفيات.

http://linkis.com/www.awda-dawa.com/Pa/QNF8

.................................

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الانتصار الإيراني والسقوط الخليجي



مهنا الحبيل




انتهى مشهد التوافق الروسي الأميركي بعد لقاء سان بطرسبرغ والذي اختتم بقرار أصدره مجلس الأمن, بحدث كبير كرّس قواعد لعبة دولية لا تقف عند الملف السوري ولكن تتجاوزه لعلاقات جديدة في المسار الإقليمي للمنطقة الذي تبرز فيه إيران، فهذا التوافق الدولي أعاد طهران لمركزية المحور الإقليمي المنتصر بتثبيت قوته وبناء الجسر الجديد مع واشنطن.

وتحول الموقف من ضربة عسكرية لحليف إستراتيجي حيوي هو نظام الأسد إلى قلبه لاتفاق على خطة عملية لتصفية الثورة السورية, وبناء توافق تاريخي ليس لتطويق ملف المشروع النووي الإيراني فقط ولكن لإعلان واشنطن ودوائر إعلامية وسياسية غربية تواترت بالتصريح أن إيران ولو بقيت الخصم المنافس أو الحليف المتقاطع فهي الشريك المرحلي اليوم مع الغرب في منطقة المشرق العربي وإن بقي الضجيج الصوتي عن حكاية الشيطان الأكبر.

هذه النتيجة هي حصيلة لثلاثة عناصر إستراتيجية سبقت هذا التوافق الأخير, الأول هو ممارسة إيران بكل قوة اللعِب عبر بطاقاتها الإقليمية والحضور في المشهد الميداني والسياسي وبالتالي خضوع الطرف المقابل لاحترام طرف اللعبة المؤثر.

دول الخليج العربي  تقدمت في بعض نماذج التحديث العمراني والتعليمي وتشكيل هيئة دولة, لكنها لم تصل إلى مرحلة ممارسة سيادة الدولة الوطنية القادرة على قراءة رؤيتها في استقلال، وليس رؤية مصلحتها في تبعية الموقف الغربي
والثاني عودة ذات الرؤية التي اجتمعت بين واشنطن وطهران ضد طالبان وضد حكم الرئيس العراقي صدام حسين في الخشية من تقدم الثورة السورية كقوة استقلال في المنطقة وهو الموقف الذي تبنته تل أبيب لينتهي إلى قرار مجلس الأمن, والتحضير لصناعة المشرق العربي الجديد وبالتالي الشرق الأوسط الكبير تحت ظل هذا التوافق المرحلي الذي نظّم مصالح الأطراف الدولية الإقليمية, وانتهى بالعرب إلى أسوأ موقع وهو الضحية أو مقاعد الجمهور لا غير.

أما العنصر الثالث فهو تحريك القدرة المادية ليس لدفع فواتير حرب عشوائية ولكن لشراء مواقف مصلحية وتقاطعات مع محور الصعود الجديد في موسكو وبكين تدعم من الخلف, وكذلك التقاط نقطة القلق المروع لساحة الرأي العام الغربي وخشيته من انعكاسات أي مواجهة عسكرية ليستثمر هذا القلق للتقدم بقوة نحو هذه الإقرارات, بما فيه تفعيل اللوبي الإيراني داخل الولايات المتحدة الذي يتحرك بذكاء لا ليلوح بالتوأمة بغباء ولكنه يطرح صناعة التوافقات التي تخدم الوضع الإستراتيجي في منظور محوري طهران موسكو وتل أبيب واشنطن.

هنا ستبرز لنا قضية تُطرح موسميا، وماذا عن دول الخليج العربي باعتبار أنها تخسر حين يزحف التقدم الإيراني, وهي تحتاج وقفة مهمة أولها منهجية المقارنة؟ فأول ما يجب تحريره اليوم في هذه المسألة العودة إلى نموذج وصورة وواقع الدولة القُطرية في الخليج العربي.

فهذه الدول التي كان يُطلق عليها مشيخات الخليج تقدمت في بعض نماذج التحديث العمراني والتعليمي وتشكيل هيئة دولة, لكنها لم تصل إلى مرحلة ممارسة سيادة الدولة الوطنية القادرة على قراءة رؤيتها في استقلال، وليس رؤية مصلحتها في تبعية الموقف الغربي.

وهذا الأمر لا يعني أن سبب الخلل غياب سلطات المؤسسات الدستورية الفعلية ونفوذها فقط, ولكن يضاف إليها مصادر التقدير بين مصلحة المشيخة ومصلحة الدولة المستقلة.

وبالتالي ينعكس ذلك إلى مساحة التقدم في إدارة الموقف مع السياسة الدولية والإقليمية كشريك, ولو شريك فرعي لكن لفرعيته قدرة على المناورة, وربما كانت هناك شخصيات ومحاولات في تاريخ هذه الدول، لكن تعود سياساتها من جديد إلى نقطة الصفر وهو التزام الموقف الغربي والتناغم معه حتى في التصعيد مع إيران والتهدئة سياسيا وطائفيا, ولذلك أظهرت نماذج عديدة قدمتها دول الخليج العربي صورتها كمحاسب وصندوق لفواتير الغرب لا كشريك في رسم سياسات المنطقة.


المشكلة القائمة في التفكير الخليجي يغيب عنها كليا فكرة المحور الخليجي المستقل لأمنه القومي, والذي انهار كليا في فكرة وحدته أو اتحاده وبات هيكلا مواجها لرياحٍ عاتية
وبقي هامش المناورة الذي يُمارَس محدود القدرات في الانتقال من طرح مشروع الشراكة وفقا لمصالح الدول الخليجية, إلى الضغط في داخل شراكتها مع المعسكر الغربي لتحقيق نتائج تنفيذية من هذا الضغط, وذلك جراء الغياب الكلي عن ساحة التحرك النشط في بطاقات المنطقة, بإدارة جسور التواصل وفرض قواعد التحالف المصلحي وليس من خلال بعض الممارسات الاستخبارية التي تبلبل صعود الثورات أو القوى المناهضة لإيران, وهو ما فوّت التأسيس لمصالح خليجية داخل منطقة المشرق العربي مع قوى الصعود الجديد.

وهو ما جعل كل موقف الخليج العربي بضعة ملايين من المساعدات الإنسانية لسوريا وضجيجا إعلاميا ضخما, وعوضا عن تكريس ودعم وحدة الثوار بالهيئة التي ينتمون إليها من خلال دعم ميزانية دولة لجبهة ثورة، نشطت أوساط دينية للقيام بمواسم ضخ بعضها عشوائي صنع فرقة في الصف الثوري أكثر من وحدته.

ولعل ذلك من أهم أسباب عودة الموقف الإيراني منتصرا, حين أدارت طهران قواتها وقوات أحزابها في المنطقة عبر مركزية قيادية شاركت النظام كليا بل وصحّحت أخطاءه في ذات الوقت الذي سعت دول خليجية لوقف أي تسليح نوعي حاسم والمراهنة على تدخل واشنطن.

ويجب الانتباه إلى أن المشكلة القائمة في التفكير الخليجي يغيب عنها كليا فكرة المحور الخليجي المستقل لأمنه القومي, والذي انهار كليا في فكرة وحدته أو اتحاده وبات هيكلا مواجها لرياحٍ عاتية.
ومع تصاعد نزعة سلطة المشيخة على سلطة الدولة, فإن هذه الرؤى تنحسر تماما عن قدرة التفعيل الإستراتيجي المواجه للمحور الإيراني الشرس والمنظّم والمحكم, وعليه تنهار هذه المواقف التي بدأت بالتحضير والدفع لأوباما لتنفيذ الضربة, مع محاولات كبح جماح الثورة السورية, إلى أن اختطف أوباما نصف الطريق الذي منحه إياه الدفع الخليجي ليعقد صفقة مع موسكو وطهران على قاعدة كش ملك المفاجئة.

هذا العرض يُظهر لنا التفاوت الضخم بين سياسة طهران الدولة القومية التي تقود اليوم تحالف أقليات في الشرق الأوسط بطمأنينة تدعمها تل أبيب وبين الواقع البائس لدول الخليج العربي, ومع كل ذلك فإن هناك نقطة منهجية أخرى لا بد من طرحها في معرض فهم التقدم الإيراني والتطوع الذاتي الذي قدمته دول الخليج العربي له.

إن إطلاق مقولة إن دول الخليج العربي مناهضة للتقدم الإيراني هو إطلاق خاطئ بالتحليل السياسي المنطقي لحصيلة الواقع في مواقف المنطقة, فمع الإفادة الضخمة من تفريغ المنطقة العربية لعودة مصر الجديدة والذي مثلته حصيلة نتائج ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي أُطيح بها عبر دعم خليجي وإسرائيلي للفريق السيسي خدم إيران في توقيت حسّاس وشجّع على تهيئة أرضية التوافق الجديد لخريطة المشرق العربي، وغاب الرادع الذي بعثته مصر بعد ثورة يناير, فإضافةً لذلك فإن هناك قراءة واقعية مختلفة لهذه المواقف.

فرص التقدم الكبير بين توافق سايكس بيكو الجديد للمشرق العربي تزحف بقدرات أكبر تتجاوز مرحلة تصفية الثورة السورية إلى تقاسم الغنائم في الأرض الخليجية
فبعض دول الخليج العربي لها مصالح ليس اقتصادية فحسب بل حتى قراءات أمنية تتفق مع طهران سواء في تحييد الثورة السورية، أو في علاقتها السياسية الأمنية الذاتية.

وخلافا لما يظنه البعض فإن هناك قراءات لهذه المشيخات ترى في العلاقة مع إيران توازنا لاستقرارها عبر حسابات، ولا تعنيها كليا مسارات التقدم الإيراني في العراق والشام لطبيعة النمط التفكيري للسياسة الأمنية لمشيخات هذه الدول, فيما يؤثر بقوة صعود النفوذ الإيراني على حسابات دول أخرى فتتجنب مواجهتها الإستراتيجية لقراءة قدراتها ومصالحها الذاتية في حدودها الداخلية أو لتوتر المشهد من حولها.

وتبقى بعض المواقف في هذه الدول الخليجية وزعامات مشيخاتها أو حكامها, حتى لو صدرت في إطار تحد وتجريم للسياسات الإيرانية, أو هيكلة بعض المواجهات المخابراتية لها, فإنها تنتهي إلى وضع قرار المواجهة والتحجيم في يد الغرب الذي استلم نقودهم باليسرى ووقع اتفاقه مع طهران على حسابهم باليُمنى.

المهم هنا في رسمنا لقواعد اللعبة الجديدة التي انتصرت فيها السياسة الإيرانية, هو التأكيد على التحييد الواسع الذي نُفّذ على دول الخليج العربي وإخراجها من سياقات المرحلة على الأقل في المشهد الحالي الحسّاس.

ومع تقدم فكرة مطاردة الإصلاحيين والصراع الأمني الشرس مع التيار الإسلامي في الخليج العربي الذي تدفع به قيادات مشيخية منفصلة عن أدنى درجات المسؤولية السياسية فضلا عن الوطنية, فإن فرص التقدم الكبير بين توافق سايكس بيكو الجديد للمشرق العربي تزحف بقدرات أكبر تتجاوز مرحلة تصفية الثورة السورية إلى تقاسم الغنائم في الأرض الخليجية.

المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



سجال بين كاتب سعودي وكاتب إماراتي حول الإمارات



مرايا..الإمارات بين احتلالين !

الاحتلال ليس بالضرورة أن يكون عملاً عسكرياً، لكن الاحتلال العسكري قد يفرض نمطاً من الاحتلال الناعم الذي لا يبدو أنه فُرِضَ بالقوة، رغم أنه في الحقيقة نتيجة حتمية للقوة على نحوٍ ما، تماماً كما واقع الاحتلال اللغوي الذي فرضته فرنسا على الجزائر، وبريطانيا على الهند بعد احتلال كل منهما في القرن الماضي، ورغم أن اللغة الإنجليزية باتت لغة رسمية في الهند - حتى بعد الاستقلال - إلا أنها لم تغدُ لغة التخاطب في الشارع، ولا اللغة التي يلجأ الهنود إليها لإنجاز أعمالهم بسرعة وسلاسة كما واقع الناطقين بالعربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعاني من هيمنة الاحتلال الثقافي الغربي، كما تعاني من هيمنة الاحتلال الفارسي لجزرها الثلاث، وعلى الأشقاء في الإمارات إذا أرادوا تحرير جزرهم أن يحرّروا لغتهم وثقافتهم أولاً؛ لغة الإمارات وثقافتها مُحتلتان باللغة الإنجليزية والثقافة الغربية، واللغة والثقافة من أهم معالم الهوية، ومن لا لغة ولا ثقافة له لا هوية له، ومن يعجز عن تحرير لغته وثقافته فهو عن تحرير أرضه أعجز، ومن لا يغار على لغته وثقافته فحميّته للذود عن أرضه أضعف !.

في الإمارات - وخاصة دبي - الأرض لا تتكلم العربية، الفنادق لا تتكلم العربية، سيارات الأجرة، المترو، المقاهي، المطاعم، البقالات، المتنزهات، المستشفيات، المصارف، الشركات، المؤسسات، محطات الوقود.. معظمها لا تتكلم العربية، ورغم أن العربية لغة البلاد الرسمية بحسب الدستور الاتحادي الإماراتي، إلا أنها من الناحية العملية اللغة الثانية وليست الأولى، وهناك من يرى أنها الثالثة بعد الأوردية، وإذا نظرت إلى كل من حولك فسترى: الأوروبي، والأمريكي، والهندي، والأسترالي، والفلبيني، والكندي، وكل شعوب الأرض يألفون العيش هناك كما لو كانوا في بلدانهم، ولا يشعرون بالغربة مطلقاً "ولكن الفتى العربي فيها / غريب الوجه واليد واللسان" كما يقول المتنبي، وإذا أراد أن يُسيِّر أموره بسلاسة فما عليه إلا أن يَخون لغته وينبذها جانباً حتى لا تتعطل مصالحه، وليصل إلى أهدافه بأسرع وقت ممكن، أما إذا أصّر على التمسك بعربيته فستعترضه الكثير من المصاعب التي لا تصادف غيره من حملة الجنسيات الأخرى، وخاصة الناطقين بالإنجليزية !.

في الشواطئ والمنتجعات السياحية وخاصة "دبي"، الأجنبيات يرتدين ما يشأن من لباس وبكل أريحية، فيما الإماراتيات والخليجيات والعربيات لا يجدن ذات الشعور الذي تنعم به الوافدات في دبي، الإمارات بلد رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولحمة قيادته بشعبه من أوثق العرى، وأهله عرب أقحاح ذوو نخوة وشهامة ومروءة، وأصحاب حق في جزرهم المحتلة، ومن الضروري ألا يفرّطوا في لغتهم وثقافتهم، واحتلال الجزر إذا كان احتلالاً مادياً ملموساً، فاحتلال اللغة والثقافة احتلال معنوي محسوس، والعولمة موجودة في كل دول العالم لكنها لا تُغيِّب هوية أهل البلد لصالح الهويات الوافدة مهما كانت الظروف والأسباب !.

كم أتمنى لو سنّت الحكومة الاتحادية قانوناً ملزماً يجعل اللغة العربية اللغة الرسمية على كل أوراق القطاع الخاص، ومن ثم تأتي اللغة الإنجليزية، وحبذا لو نصّ القانون ذاته على تجريم مخاطبة العربي بغير العربية في الإمارات، لأن من المبرّر أن ترى في بلدك أجنبيين يتكلمان لغة أجنبية؛ لكن ما تبرير أن ترى ابن البلد يخاطب الأجنبي في بلده بلغة الأجنبي وليس بلغة الأرض التي يقفان عليها ؟!.


-----------------------------------------------------

عبدالله الملحم، المتناقض الذي لا يحترم عقل القارئ

 

وضع الملحم في مقالته في الصحيفة القطرية كل الموضوعية على جنب وأمعن في ترديد ترهات ناقضها هو نفسه في مقاله.

 

ميدل ايست أونلاين


بقلم: د. سالم حميد


أثار الكاتب السعودي عبدالله الملحم، موجة من الاستنكار على فضاءات التويتر، وهبّ غير الإماراتيين قبل الإماراتيين للدفاع عن الإمارات ضدّ الفبركات التي حاول جاهدا أن يجعلها ككلمات حق يريد بها باطلا، ولكنه أيضا فشل في ذلك، فالفكرة التي سيطرت على ما كتبه هي الهجوم على الإمارات بغض النظر عن الوسائل التي يتم استخدامها في هذا الهجوم حتى لو كانت متناقضة تناقضا لا يحترم عقل المتلقي.

المشكلة الأكبر في هذا الهجوم أنه جاء على صفحات صحيفة قطرية معروفة وهي "الراية"، ومثل هذه الصحف ليس مطلوبا منها عدم النقد، ولكن القارئ يأمل منها المصداقية وتحرّي صحة المعلومة، ووضع المقاييس المهنية على كل ما تنقله أو تكتبه.

ليست الإمارات وحدها من طالتها ترهات الكاتب، ولكن الجزائر والهند كانتا حاضرتين في قفص الاتهام بوقوعهما مع الإمارات تحت "تأثير الاحتلال الثقافي الذي ضاعت معه الهوية". وبعيداً عن أي انفعال سنتناول ما كتبه الملحم فقرة فقرة، وليحكم القارئ بعد ذلك ما إن كان الكاتب والصحيفة يستحقان احترامه أم لا..

يقول الملحم: "الاحتلال ليس بالضرورة أن يكون عملاً عسكرياً، لكن الاحتلال العسكري قد يفرض نمطاً من الاحتلال الناعم الذي لا يبدو أنه فُرِضَ بالقوة، رغم أنه في الحقيقة نتيجة حتمية للقوة على نحوٍ ما، تماماً كما واقع الاحتلال اللغوي الذي فرضته فرنسا على الجزائر، وبريطانيا على الهند بعد احتلال كل منهما في القرن الماضي، ورغم أن اللغة الإنجليزية باتت لغة رسمية في الهند - حتى بعد الاستقلال - إلا أنها لم تغدُ لغة التخاطب في الشارع، ولا اللغة التي يلجأ الهنود إليها لإنجاز أعمالهم بسرعة وسلاسة كما واقع الناطقين بالعربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعاني من هيمنة الاحتلال الثقافي الغربي، كما تعاني من هيمنة الاحتلال الفارسي لجزرها الثلاث، وعلى الأشقاء في الإمارات إذا أرادوا تحرير جزرهم أن يحرّروا لغتهم وثقافتهم أولاً؛ لغة الإمارات وثقافتها مُحتلتان باللغة الإنجليزية والثقافة الغربية، واللغة والثقافة من أهم معالم الهوية، ومن لا لغة ولا ثقافة له لا هوية له، ومن يعجز عن تحرير لغته وثقافته فهو عن تحرير أرضه أعجز، ومن لا يغار على لغته وثقافته فحميّته للذود عن أرضه أضعف!"

بنظرة سريعة لكل مرافق الدولة الخدمية من وزارات ودوائر ومؤسسات، نجد أن العنصر العربي هو من يقابلك في الإمارات. فما أن تدلف أحد المطارات حتى يلتقيك العنصر العربي الإماراتي، وكذا الحال في كل المرافق الخدمية. وأتحدى الملحم لو كان قد طلب شيئا باللغة العربية ولم ينجزه، ويكفي أن الدولة وضعت العروبة ضمن اسمها العام كدولة، وأقامت العديد من مهرجانات اللغة العربية السنوية، ويكفي أن أحدى مدنها كانت في القريب عاصمة للثقافة العربية، ويكفي أن المدارس جميعها تتحدث اللغة العربية، والشارع يتحدث اللغة العربية. أما أن يذهب الكاتب لتجمعات بعض المقيمين في مواقع محددة ليستوحى منها خيالا يسقطه على كامل الدولة، وهو يدّعي في ذات المقتطف أن الدولة لا هوية لها، فكيف إذا قام بتمييزها وتمييز سكانها ومواطنيها؟! وأي استعمار يقصده الكاتب الذي يريد للدولة أن تعيش في قمقم مغلق دون أن تتفاعل مع العالم ودون أن تتعاطى مع الجنسيات الكثيرة التي وجدت فيها أفضل مواقع العيش، وما دخل اللغة بقضية الجزر المحتلة؟! وهل سكتت الإمارات عن المطالبة بجزرها ذات يوم؟! أم أنها لابد أن تنتهج في مطالباتها النهج الذي يريده الكاتب أو تكون على الضد مسلوبة الثقافة والهوية؟! وأليس التواصل الذي حققته الإمارات هو ما نشر الثقافة والهوية بين كافة الجنسيات؟! فانظر كم جنسية ترتدي العباءة والشيلة والنقاب؟! كم جنسية تأكل الوجبات الخليجية؟! كم جنسية أدخلت على لغتها العديد من المفردات العربية بمعانيها؟! وكم من عمارة إسلامية مختلفة الطٌرز رسمتها الدولة لوحات تأكيدية بهويتها العربية، وكم هي الخيام المنصوبة وسباقات الهجن والخيول والصقور، أليست هذه على الأقل تأكيد لهوية الدولة وعروبتها؟!

ويواصل الملحم بعنجهية كاذبة قوله: "في الإمارات - وخاصة دبي - الأرض لا تتكلم العربية، الفنادق لا تتكلم العربية، سيارات الأجرة، المترو، المقاهي، المطاعم، البقالات، المتنزهات، المستشفيات، المصارف، الشركات، المؤسسات، محطات الوقود.. معظمها لا تتكلم العربية."

من يصدق هذا الوصف الخيالي الفيلمي؟! وهل يعرف الكاتب أن بالإمارات الكثير من المواطنين والوافدين الذين لا يعرفون غير التحدث بالعربية؟ وهو مقتطف تتبين معه درجة حقده الشديد على الدولة لشيء في نفسه ونفس صحيفة "الراية" القطرية التي أفردت له أحضانها وأغمضت عينيه عن جغرافيتها وأمرته بتصويبها نحو الآخرين، وهو ما جعله يواصل ترهاته قائلاً: "ورغم أن العربية لغة البلاد الرسمية بحسب الدستور الاتحادي الإماراتي، إلا أنها من الناحية العملية اللغة الثانية وليست الأولى، وهناك من يرى أنها الثالثة بعد الأوردية، وإذا نظرت إلى كل من حولك فسترى: الأوروبي، والأميركي، والهندي، والأسترالي، والفلبيني، والكندي، وكل شعوب الأرض يألفون العيش هناك كما لو كانوا في بلدانهم، ولا يشعرون بالغربة مطلقاً 'ولكن الفتى العربي فيها / غريب الوجه واليد واللسان' كما يقول المتنبي، وإذا أراد أن يُسيِّر أموره بسلاسة فما عليه إلا أن يَخون لغته وينبذها جانباً حتى لا تتعطل مصالحه، وليصل إلى أهدافه بأسرع وقت ممكن، أما إذا أصّر على التمسك بعربيته فستعترضه الكثير من المصاعب التي لا تصادف غيره من حملة الجنسيات الأخرى، وخاصة الناطقين بالإنجليزية."

أليس هذا تناقضا؟ فمن غير دراية يعترف بأن الدستور الإماراتي تضمن العربية لغة أولى، وفي جزء لاحق من المقال يطلب من الحكومة أن تسن قانونا بخصوص اللغة، ودون إحصائيات أو أدلة حكم بأن العربية تجيء الثالثة بعد الإنجليزي والأوردو، ثم هل الوجود الكبير لما عدّده من جنسيات يعد منقصة أم مفخرة للدولة؟ وهل له أن يرصد كم هو تأثير الدولة العروبي على كل هذه الجنسيات؟ وكيف يكون غريب لسان في الإمارات وهو يقول أن اللغة العربية موجودة فيها ويحكم باحتلالها المركز الثالث؟ ولم يقل لنا كيف تسهّلت أموره وكيف تمكن من أداءها وهو لم يتقن غير لغته كما ادّعى؟ ولكنه بدلا عن ذلك يواصل الهجوم قائلاً: "في الشواطئ والمنتجعات السياحية وخاصة 'دبي'، الأجنبيات يرتدين ما يشأن من لباس وبكل أريحية، فيما الإماراتيات والخليجيات والعربيات لا يجدن ذات الشعور الذي تنعم به الوافدات في دبي."

هل من عاقل يصدق هذا الكلام؟ وما الذي ذهب بالملحم لتلك المنتجعات السياحية؟ ولم يذكر واقعة ولو واحدة لمنع الدولة أي فرد في ارتداء ما يناسبه من ثياب، فالإمارات بعروبتها ترفض تماما التعدّي على حرية مواطنيها ومن يطأ أرضها، ومن تعاليم ديننا الحنيف، ومن أصالة عروبتنا أن نحترم ثقافات الآخرين.

ويعود الملحم مرة أخرى إلى تناقضاته فيقول: "الإمارات بلد رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولحمة قيادته بشعبه من أوثق العرى، وأهله عرب أقحاح ذوو نخوة وشهامة ومروءة، وأصحاب حق في جزرهم المحتلة."

أليس هو الكاتب الذي أفتى في صدر المقال بضياع الهوية والعروبة؟!

ويواصل قائلاً: "ومن الضروري ألا يفرّطوا في لغتهم وثقافتهم، واحتلال الجزر إذا كان احتلالاً مادياً ملموساً، فاحتلال اللغة والثقافة احتلال معنوي محسوس، والعولمة موجودة في كل دول العالم لكنها لا تُغيِّب هوية أهل البلد لصالح الهويات الوافدة مهما كانت الظروف والأسباب."

ما أقصر مساحة التناقض بين الفقرتين، وبخبث ذئب في ثياب الصالحين يكمل قوله: "كم أتمنى لو سنّت الحكومة الاتحادية قانوناً ملزماً يجعل اللغة العربية اللغة الرسمية على كل أوراق القطاع الخاص، ومن ثم تأتي اللغة الإنجليزية، وحبذا لو نصّ القانون ذاته على تجريم مخاطبة العربي بغير العربية في الإمارات، لأن من المبرّر أن ترى في بلدك أجنبيين يتكلمان لغة أجنبية؛ لكن ما تبرير أن ترى ابن البلد يخاطب الأجنبي في بلده بلغة الأجنبي وليس بلغة الأرض التي يقفان عليها."

مشكلة الملحم و"الراية" أنهما لم يطّلعا على قوانين الدولة، ولا يعرفان إن كان ما يتمنياه واقعا أم لا، وهو أيضا لا يخجل من محاولة دفع الدولة لانتهاك حقوق الإنسان حينما طالب بتجريمها مخاطبة العربي بغير العربية، وهو طرح لا أعتقد أنه يحمل ذرة احترام لعقل المتلقي، ويمثل في ذات الوقت عنوانا للصحيفة التي فتحت صدرها للهجوم الكاذب على الإمارات، ولا تجرؤ على تخصيص سطر واحد في نقد دولة المنشأ الفاضلة!

مشكلة هؤلاء الذين يكتبون بغير هدف سوى تحقيق مآرب وسياسات صحف بعينها، نسيت الجانب المهني وانطلقت تستعدي الآخرين لأسباب في نفسها، غير أن الشجرة المثمرة لا يمكنها أن تتجنب الحجارة الطائشة.

 

د. سالم حميد

كاتب من الإمارات












مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق