مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
أسئلة عملية التغيير السياسي في المشرق: المجال العربي | |
2013-10-3 | في إيران، وقعت ثورة مكتملة الأركان، بالغة العنف، ولكنها لم تأت بالحريات والنظام الديمقراطي. وفي تركيا، ناضل الشعب طويلاً ضد نظام الاستبداد والنخبة المدنية العسكرية الحاكمة، حتى استطاع أن يؤسس دولة الحرية والديمقراطية، التي يرى البعض أنها لم تصل بعد، بالرغم من الإنجازات الكبيرة، إلى لحظة الحسم النهائي مع الماضي، وإن أصبحت قريبة منها. فأي مصير ينتظر دول المجال العربي، بعد أن تعثرت حركة الثورة والتغيير، طرح من الأسئلة والشكوك حول المستقبل أكثر مما توفر من اليقين. أحد أبرز هذه الأسئلة اليوم أن ما شهدته دول مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، إضافة إلى الأردن والمغرب، لم يكن ثورة بأي حال من الأحوال، بل مجرد حراك شعبي، مسلح وغير مسلح، جاء بنتائج غامضة ومختلطة، ولم يكن باستطاعته وضع أسس مستقرة لنظام ودولة جديدتين، ولا أن يحقق مطالب الأغلبية الشعبية بصورة مرضية. في تونس ومصر واليمن، انتهى الحراك الشعبي إلى أنظمة قلقة، اجتمعت فيها، بدرجات متفاوتة، قوى التغيير مع قوى الأنظمة السابقة، وتحولت الدولة إلى ساحة للكراسي الموسيقية. وبالرغم من التعديلات الدستورية الشكلية في المغرب والأردن، فليس ثمة شك أن مركز القوة والقرار في البلدين لم يتزحزح من مكانه. أما في ليبيا وسورية، فقد كانت نتائج النزاع المسلح كارثية، سواء على صعيد التدخلات الأجنبية، أو على صعيد وحدة البلاد، ومقدراتها، وتماسك جماعتها الوطنية. قد لا يكون هذا التشخيص لواقع دول الثورة والتغيير العربية خاطئاً كلية، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة الاعتراف بالفرضيات التي يستند إليها مثل هذا التشخيص. ثمة دلالات تاريخية بالغة الأهمية خلف مناخ الثورة والتغيير الذي سيطر على المجال العربي منذ اندلاع الثورة التونسية في ديسمبر 2010، لابد من وضعها في الاعتبار قبل محاولة تحديد طبيعة اللحظة التي تعيشها هذه الحركة العربية الكبرى، ومحاولة قراءة المصير الذي يمكن أن تنتهي إليه. ليس من الصحيح بالطبع القول بأن الحيوية الشعبية العربية، المسلحة وغير المسلحة، تمثل تطوراً غير مسبوق في تاريخ العرب الحديث. الحقيقة، أن هذه الشعوب خاضت نضالاً مريراً من أجل الاستقلال الوطني ودحر السيطرة الأجنبية، طوال النصف الأول من القرن العشرين. في بعض حالات التحرر الوطني، كما في العراق وسورية وفلسطين، واجهت الشعوب الأنظمة الإمبريالية مباشرة وبدون انتظار. وفي حالات أخرى، قدم الشعب، كما في الجزائر، مئات الألوف من الشهداء، خلال سنوات قليلة من النضال من أجل الحرية والاستقلال. كما شهد العالم العربي، سيما في عقدي الخمسينات والستينات، حراكاً شعبياً هائلاً باسم الوحدة وفلسطين. هذه محطات تاريخية في سجلات الشعوب العربية لا يجب نسيانها أو تجاهلها. ولكن الحراك الشعبي الراهن، والمستمر منذ ما يقارب الثلاث سنوات، يختلف قليلاً؛ ليس بمعنى أنه أكثر نبلاً، ولكن من جهة اختلاف دوافعه وسياقه وأثره على مستقبل العرب. حكمت هذه المنطقة من العالم خلال العصور الإسلامية الوسيطة والحديثة المبكرة من قبل أنظمة سلطانية؛ تشكلت قواها الحاكمة من نخب عسكرية أو سلالية. ولكن لا الجند الأتراك ولا المماليك، ولا طبقة السباهي والإنكشارية العثمانية، ولا العائلات السلطانية، أقامت حكماً استبدادياً، وذلك لسبب رئيس، يتمثل في طبيعة الدولة التقليدية في التاريخ الإسلامية، الدولة التي لم تكن تتمتع بسلطة تشريعية، ولا هيمنت على المجال العام، تعليماً وصحة وتجارة، إلخ. منذ منتصف القرن التاسع عشر، وبإرادة النخب الحاكمة، كما في إسطنبول وتونس والقاهرة، أو بقوة الإدارات الاستعمارية المبكرة، كما في الهند والجزائر، بدأت عملية تحول جذرية وبالغة الأثر في بنية الدولة، التي تحولت، تدريجياً وبصورة حثيثة، من دولة تقليدية محدودة السلطات، إلى دولة حديثة، مركزية، ذات سيطرة شاملة على الشعب والأرض. ولكن عملية التحول تلك، التي استمرت حتى مطلع القرن العشرين، لم يصاحبها تطور جوهري في بنية الطبقة الحاكمة. بمعنى أن نطاق سيطرة الدولة قد اتسع بصورة غير مسبوقة في تاريخ الاجتماع العربي الإسلامي، من دون أن تصبح الطبقة الحاكمة أكثر ديمقراطية وتمثيلاً لعموم الشعب، حتى بعد أن أسست مجالس بلديات المدن وسنت الدساتير وولد مفهوم المواطنة. وظلت الطبقة الحاكمة أقرب إلى الأقلية الاجتماعية منها إلى التعبير عن الأغلبية الشعبية، تنوعاً وإرادة. خلال القرن العشرين، وسواء في عهد الإدارات الإمبريالية، أو في ظل دولة الاستقلال الوطني، لم تتغير الطبيعة الأقلوية للطبقة الحاكمة، وإن تغيرت هوية هذه الأقلية، من مرحلة إلى أخرى. في مرحلة مبكرة، وبعض الكيانات العربية الجديدة، كما في الدولة الجمهورية التركية، تسلم مقاليد الحكم أبناء طبقة أعيان المدن العثمانية السابقة، الذين تلقوا تعليماً حديثاً في مدارس ومعاهد الدولة العثمانية المتأخرة، أو شبيهتها المصرية والتونسية، إداريين سابقين كانوا أو عسكريين. في مرحلة تالية، وبلدان أخرى، أطاح الجيش بالطبقة الحاكمة السابقة وأقام نظام حكم عسكري صريح أو مقنع. في مجموعة ثالثة من البلدان العربية، هيمنت على الحكم أقلية طائفية، بقوة الجيش أو للطبيعة الخاصة التي ولد بها الكيان السياسي، أو أسر ملكية. مع نهاية القرن العشرين، وحتى في البلدان العربية التي عرفت الانتخابات والتعددية الحزبية، الحقيقية أو الصورية، كانت الساحة السياسية العربية لا تختلف كثيراً عما كانت عليه في نهاية القرن التاسع، حيث تقبض أقليات مختلفة على مقاليد الحكم والسلطة دون اكتراث كبير بمشاركة الشعوب في تقرير مصيرها. الاختلاف الجوهري كان في طبيعة العلاقة بين نظام الحكم وجهاز الدولة؛ إذ استطاع الترويض الحثيث على مدى عقود، ومنذ ستينات القرن العشرين، على الأقل، إخضاع الدولة بأذرعها المختلفة لأنظمة الحكم، بحيث لم تعد ثمة مساحة فاصلة بين الاثنين. ومنذ هبت رياح تحرير السوق والتجارة على دول المجال العربي في سبعينات القرن الماضي، صنعت الفئات الحاكمة طبقتها الخاصة من رجال الأعمال والتجارة، التي سرعان ما أصبحت شريكة في الحكم أيضاً. باختصار، بدلاً من التحول التدريجي من حكم النخب التقليدية إلى النظام التمثيلي الديمقراطي، ولدت أنظمة حكم استبدادية مغلقة، تسيطر عليها أقليات من أصناف مختلفة، تهيمن بصورة شبه مطلقة على نظام الحكم والدولة والثروة. أحد أبرز سمات حركة الثورة والتغيير العربية، خلال السنوات الثلاث الماضية، أنها لم تحمل شعارات إيديولوجية معينة ولم تقدها قوى سياسية إيديولوجية، أو فئات اجتماعية، بعينها. كان ثمة إسلاميون وقوميون وليبراليون ووطنيون بين صفوف الشبان والشابات الذين ازدحموا في شوارع المدن العربية، ولكن حركة الثورة لا يمكن تصنيفها باعتبارها تجلياً لهذه المعتقدات المرجعية؛ وكان هناك أبناء طبقة وسطى، وعمال، وفلاحون، ومهمشون، ولكن أياً منهم لم يستطع أن يصبغ الحراك الشعبي بصبغته. تعلقت القوة الرئيسية المحركة لهذا الحراك الشعبي بقيم اجتماعية سياسية أولية: الحرية، الديمقراطية، الكرامة الإنسانية، والحكم الرشيد. وهذه، بكلمة أخرى، حركة تطالب بوضع نهاية لحكم الأقليات، الاجتماعية والعسكرية والسياسية والطائفية، وما أفرزته من استبداد وفساد واحتكار للثروة. وبهذا المعنى، لابد من فهم هذه الحركة الشعبية الكبرى باعتبارها رداً تاريخياً على البنية الأقلوية لسلطة الدولة الحديثة في المجال العربي، البنية التي لم تتغير سوى صورياً طوال أكثر من قرن من الزمان. قد تتعثر هذه الحركة قليلاً هنا أو هناك، قد تتراجع، أو ترتبك، ولكن، وكما شهدت شعوب أخرى، في مناطق أخرى من العالم، ليس ثمة سبيل لتوقفها، ولا لمنعها من الوصول إلى أهدافها النهائية. كانت الحرية، ولا تزال، إحدى القيم الكبرى للحياة الإنسانية، وكما استطاعت الشعوب العربية قبل نصف قرن تحقيق الحرية من السيطرة الأجنبية، انطلقت أخيراً لتحقيق الحرية من سيطرة الاستبداد وأنظمة الأقليات الحاكمة. هذه هي اللحظة التاريخية التي يعيشها العرب، بغض النظر عن الغموض والتردد والارتباك الذي يشوب صورتهم ونضالهم من أجل التغيير. بعض هذا الغموض والارتباك، بالطبع، يعود إلى التدافع السياسي الاجتماعي داخل البلدان العربية، نظراً للتفاوت الكبير في مصالح وتوجهات وولاءات القطاعات الشعبية المختلفة. ثمة قوى وفئات ارتبطت مصالحها، أو تشكلت رؤيتها لذاتها والعالم كلية، من خلال أنظمة الاستبداد وحكم الأقليات، بغض النظر عن الجدل المحتدم حول حجم وفعالية هذه القوى والفئات. ولكن الواضح الآن أن قدراً ملموساً من هذا الغموض والارتباك يعود إلى التكوين الفريد للمجال العربي. فرغم أن العرب لم يعيشوا مطلقاً ضمن دولة عربية واحدة، وأن الدول العربية القطرية، التي ولدت من نظام ما بعد الحرب الأولى، باتت عميقة الجذور، هناك ارتباط وثيق بين دول وشعوب المجال العربي، ارتباط ثقافي وسياسي، وارتباط استراتيجي وأمني. وهذا ما يجعل تدخلات الأحزاب والأفراد والدول في حياة ونشاطات الدول الأخرى، ووحدة آمال وآلام الشعوب في البلدان المختلفة، أمراً طبيعياً ومعتاداً. ولذا، فإن حركة التغيير العربية، على الأرجح، لن تحقق أهدافها كاملة حتى تطال المجال العربي كله. من دون ذلك، ليس ثمة قوة يمكنها أن تمنع فئة حاكمة في بلد ما من محاولة إحباط عملية التغيير في بلد آخر. في النهاية، سيخط العرب طريقهم نحو الحرية ضمن ظروفهم الموضوعية، وخصوصيات الزمان والمكان. كل حركات الثورة والتغيير في العالم الحديث تتشابه بهذا القدر أو ذاك، ولن يكون غريباً أن تجمع الحركة العربية مشتركات ما مع الشعوب الأخرى. ولكن المجال العربي اليوم ليس إيران ولا تركيا، وسيصنع تجربته ومستقبله ضمن شروطه الخاصة. | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| عرض الصحف الغربية | |
التايمز: حزب الله يقلص عدد مقاتليه في سوريامقاتلون من حزب الله في سوريا الشأن السوري يبقى محط اهتمام الصحف البريطانية، ففي صحيفة التايمز كتب نيكولاس بلانفورد تقريرا عن تقليص حزب الله اللبناني لأعداد مقاتليه الذين يحاربون في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد. ويقول كاتب التقرير إن ذلك راجع إلى ضغوط من الحكومة اللبنانية واستجابة أيضا لضغط الشارع العربي، حيث بدأ الحزب الذي كان يحظى بشعبية بلغت أوجها إبان حربه مع الجيش الإسرائيلي عام 2006، بدأ يتعرض لانتقادات من مناهضي النظام السوري في البلدان العربية. وأكدت مصادر دبلوماسية استخبارية تقليص أعداد مقاتلي الحزب في سوريا في الفترة الأخيرة. لكن مصادر الحزب نفت أن تكون أقدمت على الخطوة استجابة لضغوط، بل قالت إن هذا كان خطوة تكتيكية أملتها الظروف على الأرض. وكانت مشاركة عشرة آلاف من عناصر حزب الله إلى جانب قوات الأسد قد رجحت الكفة في صالح قوات النظام، في وقت كانت قد بدأت تميل في غير صالحه. ويقول كاتب التقرير إن اتخاذ حزب الله قرارا بالانسحاب من سوريا لا بد أن يتم بموافقة إيران، حليفه الرئيسي الذي سيتضرر استراتيجيا لو سقط نظام الأسد، إذ سيؤثر هذا سلبا على نفوذ الحليف الإيراني في العالم العربي. وهذا يفسر، كما يرى الكاتب، رغبة النظام الإيراني بأن يدعم حليفه اللبناني نظام الأسد من خلال تدخله العسكري المباشر. الاندبندنت: مقتل المارشال الافتراضيفي صحيفة الاندبندنت نطالع تقريرا حول الغموض الذي يكتنف مقتل رئيس قسم الحرب الالكترونية الإيرانى مجتبى أحمدي، بعد أن نفت إسرائيل أي علاقة لها بالحادث.وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي الذي ترأس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) فيما مضى ، والذي نفى علاقة إسرائيل بمقتل أحمدي، إن هذا لا يعد مكسبا استراتيجيا لإسرائيل، لإنه يمكن استبداله بشخص آخر. وكان قد عثر على جثة أحمدي في منطقة تكثر فيها الغابات شمال غربي إيران. وتدرج الصحيفة أسماء علماء إيرانيين اختطفوا أو قتلوا في وقت سابق، لكن أولئك كانوا على صلة ببرنامج إيران النووي أو بتطوير أنظمة حربية متطورة. وتعتقد إسرائيل أن إيران تسعى إلى إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران. يهودي أم إسرائيلي ؟وفي صحيفة الإندبندنت أيضا نقرأ تقريرا عن قضية نظرت فيها المحكمة العليا الإسرائيلية رفعها مواطنون إسرائيليون يطالبون فيها بتغيير تعريف جنسيتهم من "يهودي" إلى "إسرائيلي".وقال المدعون في طلبهم إنه منذ إعلان استقلال إسرائيل عام 1948 أصبح هناك في الدولة مواطنون عرب ويهود تمنحهم وثيقة الاستقلال حقوقا متساوية. وتقول الحكومة إن إضفاء الطابع اليهودي على الدولة لا يتعارض مع طابعها الديمقراطي. ووصف الناشط اليساري أوري أفنيري، الذي كان واحدا من المواطنين الإسرائيليين الذين تقدموا بالالتماس إلى المحكمة العليا، قرار المحكمة بأنه "جبان". من مذكرات زوجة ساركوزي السابقةنيكولا ساركوزي وتقول إن تودده إلى اليمين المتطرف قد أدى إلى خسارته الانتخابات الرئيسية، وتبدي استغرابها من أنه راهن على اليمين، في الوقت الذي يعرف فيه اي محلل سياسي أنه في الديمقرطيات الغربية الوسط هو ما يجب الرهان عليه. وسيكون لهذه الملاحظات ضرر على سمعة ساركوزي الذي يقال إنه يستعد للعودة للتنافس على الرئاسة في الانتخابات التي ستجري عام 2017. وكانت أتياس قد هجرت ساركوزي عام 2005 وأقامت علاقة مع رجل الأعمال ريتشارد أتياس، ثم عادت إليه قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2007، لينفصلا بالطلاق في وقت لاحق من السنة نفسها. وقد التقى ساركوزي كارلا بروني بعد أقل من شهر من طلاقه من زوجته، وتزوجها في وقت لاحق، عام 2008. وتروى أتياس ضمن ما تروي في كتابها عن لقائها الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. كانت قد تطوعت للتوسط من أجل إطلاق سراح ثلاث ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني اعتقلتهم السلطات الليبية بتهمة التسبب في نقل فيروس الإيدز إلى أطفال ليبيين. وكانت ستلتقي القذافي خلال هذه المهمة، وبقيت تنتظره ساعات في وسط الصحراء، وحين ظهر أخيرا قالت له "هل لديك أي فكرة عن الطريقة التي سمحت بمعاملتي بها؟ لا تقترب مني أبدا" ثم ذهبت لأخذ إغفاءة، كما قالت في كتباها. ..... بي بي سي | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
صبرًا.. يا أهل الحُسْبَةِ! إبراهيم الدميجي |
الحمد لله الحق المبين, والصلاة والسلام على خاتم المرسلين, أما بعد: فأتفهَّمُ النقد المنصف لأداء جهاز الهيئات كأي نقدٍ لأجهزة الدولة الأخرى، فحيث وجد البشر فثمّ أخطاء, ولا عصمة لغير الأنبياء. ولكن أن تكون الخصومة بفجور؛ سواء كان باختلاق الأقلام المسمومة لحوادث لا حقيقة لها, أو بزيادة تفاصيل تحرفُ فهم المتلقّي, أو ببتر حقائق كانت مكمّلةٌ لمشهد الحُكم، أو باستباق أحكام القضاء ونشر عرائض الاتهام بما فيها من حق أو زور؛ فما هذا من النَّصَفِ في شيء! "ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعًا هو السميع العليم" لِمَ كلّ هذا الاستيفاز لصناعة الوهم الإعلامي وشيطنة المصلحين عبر ضخِّ المقالات والتقارير والتصريحات التي ظاهرها بعين من يمكر الله بهم خفضٌ للمصلحين، وباطنها ومآلها خيرٌ عميم, وتلك سنة الله في الرسل وأتباعهم مع مخالفيهم. "يبتلون, ثم تكون لهم العاقبة" عند العقلاء: التقويم غير التشفّي, والبناء ضدّ الهدم؛ لذا فالتركيز على أخطاء منسوبي الهيئة مع العمى المتعمّد عن بواقع غيرها – مع أنها في نفس مسار الخطأ – بل ضحايا أخطاء القطاعات الأخرى أكثر وأخطر, وهل من حاجة لدليلٍ في رائعة النهار؟! وإنّ من أَسَفِّ قالاتِهم السيئة وطرائقِهم الباغية: الاتهام والتضخيم قبل التثبت, والنظر بعين واحدة حقود, حتى إذا ثبتت براءة ليوث الحسبة؛ اكتفوا – إن فعلوا – بذكر خبر جانبي صغير عن براءتهم, لا يوازي معشار ما استبقوه من فجور الخصومات, بعدما رسموا في خلفيّة المُتلقِّي نمطيةً رسمها إعلامُهم! وعند الله تجتمع الخصوم! وكيدهم لا يغيّر من ناصع الحق شيئًا, فالمحتسبون لسان حالهم: الفاضل من عُدَّتْ سقطاته, ومحاربوهم قد نجّسوا الأَبحُر في خفة الطير وأحلام السِّباع, كأنما وصفهم من قال: مساوئُ لو قُسِمنَ على الغَوَاني ... لما أُمْهِرنَ إلا بالطلاق! فهل من المروءات والشيم أن تَنشرَ ما قيل في خصمك مع تكميمك لقلمه عن إبداء دفاعه عن نفسه؟ أين الفروسية والنبل؟! ثم أين من يقف وراء ذلك المشروع الهادم, ومن المستفيد؟! "وربك أعلم بالمفسدين" وهل يراد للمحتسب أن تكون هيبته في صدور الفجرة سليبةً كصِنوِهِ المعلم؟! كفى فسادًا وإفسادًا! ولكن: "ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين. ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون" ألا تعجبون من طبيعة عُبَّاد الرذيلة: فلكل جهازٍ أمنيٍّ خصوم ومبغضون؛ فحرس الحدود يخشاهم ويبغضهم مهربو المخدرات والممنوعات, والشُرَطُ يخشاهم ويكرههم السراق واللصوص.. أما أُسُود الهيئة فيخشاهم لصوص الأعراض وفجرة حدود الله. فتأمل الحالين وتلمّح الطريقين "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوّا من المجرمين وكفى بربك هاديًا ونصيرًا". وفي وقتنا العصيب الذي انتشر فيه وباء الخطايا كنا نأمل للهيئة بوزارة مستقلة ذات سيادة وكفاءة, ثم يأتينا مِنْ خُدُجِ الكتّاب من يطلب إلغائها أو ضمها للشرطة! يا لَله, أي حرب هذه؟! ولكل من صَعدَ مدارج السموّ والعلوّ عبر أخذه بحبل الخيرية "الاحتساب" كما قال ربنا سبحانه: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" نقول: أبشر واثبت ولا يستخفنّك ثناء مادحٍ, ولا يستفزنّك خَطَلُ قادحٍ, فمنهاج النبوّة واضح, وطريق أتباع المرسلين هو الابتلاء في ذات الله, والضربة التي لا تكسر ظهرك إنّما تزيده قوّة, وتذكّر أن مراتب الإنكار على حَسَبِ المصلحة الشرعية والطاقة البشرية, وتدبّر أهميّة العلم قبل الإنكار, والرفق في أثنائه, والحلم والصبر بعده, ولا تنسَ حُسْنَ العبادة, وصلاحَ القلب, وصدق الضراعة, والتعلّق بربك وحسن الظن به وعظيم الثقة بوعده ولقائه, والقنوتَ القنوتَ ورأسُه الصلاة الطويلة الخاشعة فهي جَنَّةُ المحتسبين وجُنَّتُهُم: "يا بني أقم الصلاة وأمُرْ بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" فتأمل سكينة وقوّة المحتسب وهو بين صلاة وصبر "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة" إي وربي, ففي جوف صلاتك الخاشعة ستفوز بألطاف وفتوح لا يطيقها المِداد! وغدًا: "ومن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة" واعلم أنَّ أولَ ما يُكافأُ به المحتسبُ المخلصُ المتّبعُ؛ زيادةٌ في إيمانه يذوق حلاوته بلسان قلبه, "إنا لا نضيع أجر المصلحين" فهم ورثةُ المرسلين في أطْرِ الخلق على حسن العبودية للخالق؟! وإذا كان الصبر رأس الإيمان؛ فأعظم مراتبه صبر العبادة والتّعبيد. لقد جعل الله الدنيا مُنَغَّصَةً لتتّعِظَ النفوسُ المطمئنة لوعد ربها في الآخرة الباقية, ببصائرَ ترى الدنيا الفانية ممرًّا ومعبرًا, إذ خُذِلَ المتهالكُ على الحطام الفاني.. وتأمل: "وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون . أفمن وعدناه وعدًا حسنًا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين"؟! لقد جعل الله بعض الشريعة على خلاف أهوية النفوس, ليمِيز المؤمن المستسلم لأمر ربه من المرتاب المتوثب المتفلّت، والناس بينهما, فمستقلٌّ ومستكثر. وفي أزمنة الغربة تُضاعفُ أجورُ المصلحين بحسَبِ وجود الأعوان على الحق, فلئن تنكّر لك الخلق فأكْرِمْ بمن هو في معيّة الخلاق! ويأتي على الناس زمانٌ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر, ولربَّما ترقَّى بالأجر حتى يُكرمَ بأجر خمسين صحابي! فضلًا من الله ونعمة. هذا, ولمُنتسبةِ أثارةِ علمٍ ومشيَخة ممن رام تعطيل أو إضعاف فريضة الاحتساب بتأويلٍ أو تمحُّلٍ، فباع أخراه بدنيا غيره: نعظه بموعظة علام الغيوب: "قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون . متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون" "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين" وهي أشدُّ آية على العلماء! وكيف بالملح إن حلّت به الغِيَرُ؟! تدبّروا القرآن واكسروا به أقفال القلوب: "فخلف من بعدهم خلفٌ ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون . والذين يُمَسِّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين" سأل ربيعة الرأي الإمام مالك: من سِفْلة الناس؟ فقال: من أفسد دينه. قال: فمن سفلة السفلة؟ قال: من أصلح دنيا غيره بإفساد دينه! فاللهم غفرًا. ومن لطف الله بأهل الحسبة أن يقيّض لهم من يدفع عنهم الأذى والسوء -كما نراه عيانًا من اجتماع قلوب وألسُن المؤمنين على نصرهم والدعاء لهم - بل قد يدفع الله عنهم الكيد والأذى بمحض اللطف الرباني بدون سبب ظاهر "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" لذلك فأقرب ما يكون المحتسب من معية ربّه إذا انقطعت علائق قلبه عن الخلق وتعلّقت بالثقة وحسن الظن بالخلاق العظيم "فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين" وكذلك فحين ترى تَنَكُّرًا لأهل الاحتساب ممن يُظن فيهم حسن المدافعة وحزم الموعظة للظالمين؛ فاعلم أن هناك مَنْ خذله الله ورفع عنه توفيقه قبل أن يرفع الممكور به جاهه وسلطانه عن مدافعة المبطلين! والموفقُ من قام في حراسة أديان الناس وأعراضهم دون كيد الشيطان وحزبه, فالأول من هذا الركب الإيماني "أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون" والآخر المخذول من "أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون" وأهل الإيمان مدحهم ربهم في القرآن بأنهم: "يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" بينما ذم أهل النفاق بأنهم: "يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف" الاحتساب ليس كغيره من فرائض الدين وشعب الإيمان فله مكانه الخاص العالي بينها, فهو فرع عن الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة السنام, لذا فقد عدّ بعض أهل العلم هذه الشعيرة الجليلة الركن السادس للإسلام لأنه لا يقوم إلا بها, فهي حصن الملّة, وهي الفريضة الغائبة بين كثير من الناس, فهل من مدّكر؟! وإن المؤمن ليوجل قلبه ويخاف كلما سمع آية المائدة: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" وهو يرى الشرك والبدع والربا والمظالم والتغريب والمجاهرة بالمعاصي, ويعلم من داخلة نفسه أنه لم يقم لله في دفعها حق القيام! ولو اجتمع المصلحون لكان خيرًا لهم, ولقد حاول الشياطين ولم يزالوا في السعي بين الأخيار بالتحريش والحسد والحظوظ الفانية! وقد قال سفيان الثوري رحمه الله: «إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر أخيك, وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق» وكان بعض السلف إذا رأى منكراً ولم يطق تغييره بال الدم من الغضب لله والحزن مما رأى. فهل يا تُرى نُمتَّع حتى نرى أمثال أبي ذرّ وطاووس وابن جبير؟! شاهد المقال: أن أوامر الله وحدوده لا بد أن يكون لها من البشر من يضيق بها ذرعًا ولا يطيق الإلزام بها، فنفسه الأمارة نزاعة دومًا لحضيض الخطايا ودنس المعاصي, فإن جاءها من يأخذ بيدها للطهارة والطيب؛ ضاقت واستوفزت ثم حاربته وفجرت, ولا يقرّ لها قرارٌ وهي ترى المصلحين يَهْدُونها ولو بالسلاسل, وبعض خبيثات النفوس على مذهب الهالكين: "أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" ومن الأهمية بمكان: أن يكون لدى عموم الناس ثقة مطلقة بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صِمَامُ أمان من العذاب العام والخاص، فهي سفينة النجاة كما مثل بها النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الصحيحين من حديث زينب رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم, إذا كَثُرَ الخَبَث». ومما أُثِرَ عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قولُه: «كان يُقال: إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصَّة ولكن إذا عُمِل المنكر جهاراً استحقوا العقوبة كلهم» والجبار جل جلاله لم يعذر في هذا الأمر أحدًا فالتكليف به عام كلٌّ بحسَب طاقته وقوته وحاله, كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "من رأى منكم منكرًا فليغيّره.. الحديث" رواه مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه. ولما ذكر الله عذابه البئيس ونكاله العظيم بعصاة أهل السبت أثنى على المحتسبين المنكرين ولم يذكر نجاة الساكتين فاحذر يا من تظن أنه قد وسعك السكوت فالتبعة لا تسقط على المستطيع مادام المنكر فاشيًا, فتدبر - يا رعاك مولاك - قول الكبير المتعال: "وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون" فالذي دعاهم للإنكار خشيتهم على أنفسهم من عذاب الله أولًا, ثم شفقتهم ورحمتهم بمن ركب المنكر من عذاب الجبار جل جلاله, فما لأحد بغضب العظيم من طاقة, ثم كانت نهاية المشهد المروّع لأولئك كما وصفه سبحانه وبحمده بقوله الأجل: "فلمّا نسوا ما ذكّروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون . فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين" وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم ثلاث فرق: فرقة العصاة، وفرقة الناهين وفرقة القائلين: "لم تعظون" فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم! فأصبح الذين نهوا ذات غداة في مجالسهم يتفقدون الناس لا يرونهم، وقد باتوا من ليلتهم، وغلقوا عليهم دورهم، فجعلوا يقولون إن للناس لشأناً فانظروا ما شأنهم؟ فاطلعوا في دورهم، فإذا القوم قد مسخوا يعرفون الرجل بعينه، وإنه لقرد، والمرأة بعينها وإنها لقردة. عياذًا بربنا من موجبات سخطه وموردات مقته! وفي رواية لهم عنه قال: نجا الناهون وهلك الفاعلون، ولا أدري ما صنع بالساكتين. وأخرج عبد بن حميد، وأبو الشيخ، عنه قال: والله لأن أكون علمت أن القوم الذين قالوا: "لم تعظون قومًا" نجوا مع الذين نهوا عن السوء أحبّ إلي من حمر النعم، ولكن أخاف أن تكون العقوبة نزلت بهم جميعاً. وعن تلميذه عكرمة أنه راجعه في نجاتهم, والله أعلم. معشر المحتسبين: ما أجمل أن نبثَّ رُوحَ التفاؤل ورَوحَ الفرَجِ, وحسن الظن بالله وبوعده ولقائه, وحسن العاقبة, ثم حسن الظن بعباده, والمؤمن مأمور بحسن العمل وغير مكلَّف بإدراك ثمرته في دنياه, فالثمرة العظمى رضا رب العالمين, فمن أدركها فلا عليه ما فاته مِما سواها, والله المستعان. وقبل الرحيل تدبّر آية يونس: "واتّبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين". فاصلة: لقد أحسن من قال: أسعدُ الناس رجلٌ موسّدٌ في قبره يردّد: ربّ أقم الساعة, ربّ أقم الساعة.
| |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
|
مشاركات وأخبار قصيرة | ||
دعوة لمظاهرات ضد البشير بـ"جمعة الأحرار"مظاهرات معارضة للنظام السودانيأبوظبي - سكاي نيوز عربية دعا ناشطون سودانيون إلى مظاهرات جديدة الجمعة للمطالبة برحيل نظام الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وذلك غداة تفريق قوات الأمن السودانية لوقفة احتجاجية أمام مبنى جهاز الأمن في الخرطوم واعتقال مجموعة من الناشطين والصحفيين.وأطلق الناشطون السودانيون المعارضون نداء لمظاهرات جديدة تطالب برحيل البشير أطلقوا عليها اسم "جمعة الأحرار" وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي". وكانت عشرات الناشطات تجمعن، الخميس، أمام مقر جهاز الأمن في شرق الخرطوم للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين قبل أن يفرقهن الأمن ويعتقل بعضهن. وعقدت الخميس في محكمة الحاج يوسف الجنائية في مدينة الخرطوم بحري جلسة أولية لمحاكمة 35 شخصاً أوقفوا من قبل قوات الأمن بدعوى المشاركة في الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة السودانية مؤخراً. ووجهت النيابة تهم الإخلال بالأمن وإثارة الشغب والإتلاف للموقوفين، إلا أنها أرجأت إصدار الحكم في القضية إلى السادس من أكتوبر الجاري. وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن قوات الأمن السودانية قتلت أكثر من 200 متظاهر منذ بداية التظاهرات قبل عشرة أيام احتجاجا على رفع أسعار الوقود ومواد أساسية أخرى. وأضافت المنظمة في بيان وزع في الخرطوم أن الكثير من المتظاهرين قضوا متأثرين بإصابات بالرصاص في الرأس والصدر. لكن مجلس الوزراء برئاسة البشير الذي ناقش في اجتماعه الدوري اليوم الخميس تقريرا من وزير الداخلية ابراهيم محمود، أكد سقوط 34 قتيلا من المواطنين خلال الأحداث، بينما فقدت الشرطة أحد أفرادها. واعتبر "ما حدث ليس احتجاجا على المعالجات الاقتصادية بل عمليات منظمة بغرض التخريب والنهب". ...................... المرزوقي: الليبراليون في مصر خانوا الديمقراطية قال المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي، إن ما يجري في مصر يعتبر صدمة بالنسبة له كشخص ديمقراطي، وأن أكثر ما يفاجئه وجود ليبراليين ونشطاء بحقوق الإنسان دعموا عزل الرئيس محمد مرسي. وأوضح المرزوقي، في مقابلة مع «CNN»، تم بثها الخميس: "أنا متفاجئ بل ومصدوم، من حقيقة أن هناك ليبراليين ونشطاء حقوق الإنسان يدعمون عزل رئيس تم انتخابه ديمقراطيًا، وقبول هذا الكم من العنف ضد الشعب.. هذه الأمور صادمة لي ولكل ديمقراطي، والأمر المهم حول هؤلاء الليبراليين إنهم خانوا الديمقراطية". وأضاف "المرزوقي": "سيكون هناك مواجهة بين المتطرفين العلمانيين والمتطرفين الإسلاميين، وهذا أمر سيكون غاية في الخطورة ليس على مصر وحسب بل على المنطقة، وهذا ما نتجنبه في تونس". وأكد الرئيس التونسي أنه لا يدافع عن الإخوان المسلمين قائلا: "أنا لا أدافع عن الإخوان المسلمين، وكان عليهم الإبقاء على الحوار مفتوحًا كما هو الآن في تونس، ومرة أخرى أقول إن مشكلتي هي ليست الإخوان المسلمين، بل هي الديمقراطية، وأن ما يحصل الآن خطير جدًا على الديمقراطية، وأعتقد أن الديمقراطية ستعود في مصر إلا أنها ستحتاج وقتًا طويلا". وحول دور الجيش في مصر وانعكاسه على الجيش التونسي، قال المرزوقي: "لدينا جيش عالي المهنية ولم ينخرط في السياسة منذ الاستقلال، إلا أنني قلق جدًا مما يجري في مصر كشخص ديمقراطي ليس كرئيس دولة، لأن ما يحدث في مصر خطير للغاية، لافتا إلى أن هناك قوى داخلية وخارجية لا تريد للربيع العربي في تونس أن ينجح ...................................... قانون لمعاقبة من لا يحترم النشيد الوطني.. وحزب النور يتحفظمحمد رمزيقال الدكتور شعبان عبد العليم القيادي بحزب النور، إن القانون الصادر من مجلس الوزراء بشأن معاقبة من لا يحترم النشيد الوطني، لابد أن يعرض للحوار المجتمعي، خاصة وأنه ليس هناك "برلمان منتخب" يتولى العملية التشريعية في مصر الآن. وأكد عبد العليم "لبوابة الشروق" أن الحزب سوف يناقش هذا القانون في أول اجتماع رئاسي للحزب. ومن جانبه قال عصام الإسلامبولي، المحامي وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي، إن هذا القانون مهم، ويعد رادعا لكل الذين لا يقفون احتراما وإجلالا للسلام الوطني، والعلم المصري، مضيفًا أن هذه الظاهرة قد رأيناها بكثرة خلال الفترة الماضية ويجب الوقوف له ...................................... وزير إسرائيلي: الضفة لنا وللأبد أكد وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل أن الضفة الغربية كلها ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية "إلى أبد الآبدين". ونقل موقع "عروتس شيفع" الإسرائيلي صباح اليوم الخميس عن الوزير قوله إن كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن "ستظل تحت السيادة الإسرائيلية". كما أكد أرئيل -الرجل الثاني في حزب البيت اليهودي اليميني- خلال افتتاح مدرسة دينية في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، التزام الحكومة الإسرائيلية بمواصلة البناء في جميع أرجاء الضفة الغربية. وفي سياق متصل ذكر تقرير إسرائيلي أن التعاون الأمني الذي تبديه السلطة الفلسطينية قد أسهم في تحويل المستوطنات اليهودية بالضفة إلى بيئة جاذبة للسياحة الداخلية. وأشار التقرير الذي نشره موقع "وللا" الإخباري إلى أن "التعاون الذي تبديه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية مع الجيش الإسرائيلي لعب دوراً رئيسياً في تحسن البيئة الأمنية للمستوطنين بالضفة الغربية، بشكل سمح بقدوم الإسرائيلي من داخل إسرائيل للتمتع بالطبيعة الخلابة التي تمنحها جبال الضفة". كما أشار إلى أن "الحملات الأمنية المشتركة والتنسيق الوثيق بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية للسلطة ضد نشطاء فصائل المقاومة الفلسطينية قلص فرص تنفيذ عمليات ضد المستوطنين، مما أقنع المزيد من الإسرائيليين بالقدوم إلى الضفة الغربية".
سرير وفطور ونقل التقرير عن سائح إسرائيلي قدم إلى الضفة قوله "كنت أدفع آلاف الدولارات من أجل الاستمتاع بجلسة في أحضان الطبيعة بإحدى الدول الأوروبية، أما الآن فعلى بعد بضعة كيلومترات يمكنني الاستمتاع بمناظر أكثر جمالاً بسعر زهيد نسبياً". وفي سياق آخر، أشارت الكاتبة الإسرائيلية عميرة هاس في مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" إلى أن "التنازلات التي يبديها الرئيس الفلسطيني محمود عباس هي المسؤولة عن تطرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". وقالت إن عباس وافق على استئناف المفاوضات و"التزم بعدم القيام بأي خطوة للانضمام إلى المؤسسات الدولية وتنازل حتى عن الحد الأدنى من مطالبه، والمتمثل في وقف مشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس". تراجع وتساءلت "هل سيسمح عباس لنفسه بالتوقيع على إعلان الاستسلام كما تطلب إسرائيل؟"، وأجابت قائلة "لحسن حظ الولايات المتحدة أن عباس أثبت نفسه كزعيم أوحد ليس بحاجة إلى المؤسسات والإجراءات الديمقراطية، ولكنه يعرف أيضاً أن توقيعاً كهذا منه لا يساوي الحبر الذي سيكتب به". وأكدت الكاتبة الإسرائيلية أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة نية للضغط على إسرائيل، مشيرة إلى أن منظومة الاعتبارات التي تحكم العلاقات الأميركية الإسرائيلية كبيرة، وتشمل الدور الإستراتيجي الذي تلعبه إسرائيل في خدمة مصالح الولايات المتحدة، علاوة على دور الصوت والمال اليهودي. وختمت مقالها بالقول إن "معنى عبارة جهود السلام اليوم هو استمرار الولايات المتحدة في الضغط على الطرف المضغوط أصلا، فهل بإمكان عباس إقناع شعبه بأن الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى اتحاد الكنتونات الفلسطينية في الضفة الغربية وبدون غزة، هو اتفاق دائم ومعقول؟". المصدر:الجزيرة ................................................مسؤول إسرائيلي: تل أبيب اجتمعت لسنوات مع دول الخليجنتنياهو قال إن إسرائيل قادرة على ضرب إيران بمفردها قال مسؤول إسرائيلي لبي بي سي إن إسرائيل ودول الخليج عقدت لقاءات على مستويات مختلفة ولعدة سنوات. وتناولت الاجتماعات، التي جرت في إسرائيل، وفي دول خليجية وفي دول أخرى، قضايا مختلفة، منها موضوع إيران.وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن دول الخليج لا تصدر بيانات بهذه اللقاءات، إلا أنها تشارك إسرائيل وجهة نظرها فيما يتعلق بإيران. وكان رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، دعا إلى تشديد العقوبات على إيران، بالموازاة مع المفاوضات بشأن ملفها النووي. ووصف، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، بأنه "ذئب في ثوب حمل"، وحض الولايات المتحدة والدول الغربية على عدم تصديق "لغته اللينة". وأشار إلى أن ورحاني كان مستشارا للأمن القومي في بلاده، عندما تم تفجير معبد يهودي في الأرجنتين، متسائلا: "هل يعقل أنه لم يكن على علم بما وقع"؟ وقال نتياهو إن إسرائيل ستمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وإنها قادرة على التعامل بمفردها مع هذا الملف، وأضاف أن دولا أخرى في المنطقة ستستفيد إذا قامت إسرائيل بذلك. ويعتقد أن الدول التي يرى نتياهو أنها ستستفيد من ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية هي دول الخليج. ................................................................... انفجار البالونة د. مازن عبد الرزاق بليلة الجمعة 04/10/2013 (الاقتصاد الأمريكي هو الأقوى في العالم)، شائعة لم تعد يصدقها أحد، بعد امتناع الكونجرس، بفعل قوة الجمهوريين فيه، عن تمرير قرار رفع سقف الدين العام الأمريكي الذي وصل إلى 14 تريليون دولار، فلم يتمكّن البيت الأبيض من مواصلة أعماله، ومصروفاته الضخمة كالمعتاد، مما اضطر الرئيس الأمريكي إلى إلغاء جولة خارجية. أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ألغى زيارته إلى ماليزيا والفلبين، المحطتين المرتقبتين إلى آسيا، بسبب الشلل في الميزانية الأمريكية، وأشارت الرئاسة الأمريكية إلى أن أوباما سيوفد إلى هذين البلدين وزير خارجيته جون كيري للحلول مكانه في هذه الجولة. جاء هذا التطوّر بعد أن بدأت الحكومة الأمريكية الإغلاق الجزئي، لبعض أقسامها، لعدم اعتماد الميزانية اللازمة، ولم يلح في الأفق بعد حل لخلاف الكونجرس على التمويل الذي فجر هذه الأزمة، حيث يواجه الرئيس الأمريكي أشد اعتراض في الكونجرس، قد يضطر واشنطن إلى التخلف عن تسديد ديونها إذا لم يرفع المجلس سقف الدين العام الأمريكي، وتطور النزاع بين الديمقراطيين الذين ينتمي اليهم أوباما، والجمهوريين حول حق الحكومة في الاستدانة وتداخل النزاع مع مواجهة حول عملية التمويل اليومية للحكومة تسببت في أول توقف جزئي للأنشطة الحكومية الأمريكية، وأجبرت مئات الآلاف من الموظفين على أخذ عطلة غير مدفوعة الأجر، وجاء إعلان البيت الأبيض للإغلاق الجزئي للحكومة بعد أيام من المناقشات غير المثمرة في الكونجرس الأمريكي حيث فشل المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون في حسم خلافاتهم. قد يتنازل الجمهوريون، كما يفعلون دائما، وتحل أزمة الحكومة الأمريكية، لكن السؤال إلى متى يستطيع الكونجرس أن يستمر في رفع سقف الدين العام؟ هذا الدين الذي تبلغ فوائده فقط 4 تريليونات دولار كل سنة، بينما لا تستطيع الحكومة الأمريكية تسديد أكثر من النصف، والباقي يأتي من طباعة المزيد من العملة الأمريكية، التي تسبب المزيد من التضخم في العالم. بقية للحوار: كثير من الحكومات الخارجية، لا تزال تثق في الاقتصاد الأمريكي، ولذلك يشترون السندات الأمريكية التي تسدد بها الحكومة دينها الذي يتضخم سنويًا، ولن يطول اليوم الذي تنفجر فيه هذه البالونة، وتنكشف الحقيقة للجميع. | ||
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
أمريكا من تجارة العبيد لتجارة السلحمحمد الدويك | |
دعيني أبدأ بمقطوعة مقتبسة للفنان القدير محمد رمضان، في رائعته التي انتجها السبكي، قلب الأسد.. "من أراد طريق الفلاح فليتاجر في السلاح." قد تظني أن محمد رمضان مجرد سرسجي لا يفهم شيئا ويقوم بأدوار مكررة، وقد يكون رأيك عن السبكي أن جزار يفهم في اللحم لا غير، لكنك ستفاجئي من أن تلك المقطوعة صادقة لأبعد مدى.. تعالي أحكي لك عن أكبر بلطجي يتاجر في السلاح في عصرنا الحديث. ومن خلالها وصل – حقا – لطريق الفلاح. التقارير تقول أن نصف السلاح ( من 35 الى 50 %) في أيدي مدنيين في العالم، يحمله مواطنون أمريكيون.. امريكا بها ترخيص 300 مليون قطعة سلاح لأفراد.. حصيلة التجارة في السلاح في السوق الداخلية لأمريكا يبلغ 700 مليار دولار سنويا. وهو رقم يتجاوز ميزانية الجيش والمخابرات الأمريكية. ما جعل 40% من اجمالي سوق السلاح في العالم تمتلكه أمريكا. راعية السلام! لكن هل هذا السلاح يستخدم بشكل رشيد عقلاني يحمي الممتلكات ويحافظ على الأرواح، أم أنه سلاح همجي طائش في أياد لا تعرف الحرمات ولا تراعي قيمة الإنسان.؟ في حربها الطويلة التي امتدت عشر سنين مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة في جبال أفغانستان فقدت أمريكا 7000 جندي أمام أشرس جنود يقبعون في أشرس طبيعة بيئية.. أمريكا تقاتل الطبيعة أكثر منها تقاتل البشر. لاحظي الرقم، 7 آلاف جندي في حرب عصابات كل شيء فيها مباح.. بينما من مات داخل أمريكا بالسلاح الأمريكي في ايد مدنيين 35 ضعف هذا الرقم.. حوالي ربع مليون قتيل. النتيجة قد لا تكون مستساغة.. الأمريكيون المتحضرون يقتلون من شعبهم أكثر مما يفعله إرهابيو تنظيم القاعدة. (فورين بولسي) أسوأ صورة يمكن أن تتحدث عن الإسلام موجودة في تنظيم القاعدة.. تنظيم جاهلي متخلف مشوه نفسيا وفقهيا.. ويتسبب في اغتيال صورة الإسلام عالميا.. لكن لو قارناه بتحضر المواطن الأمريكي تجده أقل إضرارا.. أحدهم قال أن أمريكا انتقلت من التخلف إلى التقدم.. قبل أن تمر بمرحلة الحضارة. البطالة في أمريكا وصلت الى 15% ، في حين أن مديرة كبيرة في شركة بيبسي تتقاضى مليون دولار شهريا، ومكافئة سنوية اثنين مليون دولار.. مديرة شركة أوراكل راتبها الشهري يتجاوز 4 ملايين دولار.. الرأسمالية ليست نظاما عادلا على كل حال. والاشتراكية المثالية والعلمية، من سان سيمون وحتى ماركس ولينين، لم تقدم حلا واقعيا.. ما هو البديل..؟ نعم أظنه في مقاصد التشريع الإسلامي، ولنا في هذا اجتهادات نذكرها في حينها. يكفي أنه الوحيد الذي جعل ضريبة سنوية (الزكاة) تقتطع من أصل رأس المال، وليس من عائد الربح.. أي بعد عشر سنين يكون الأثرياء تبرعوا بربع أموالهم للمجتمع. نعود للسلاح.. أمريكا استخدمت السلاح النووي – وهي الدولة الوحيدة التي فعلت ذلك – ضد اليابان ما أدى إلى موت مئات الآلوف وتشوه النسل حتى يومنا هذا. لمجرد أن تقنع شعبها بجدوى المليارات التي انفقتها على مشروع مانهتن النووي والذي كان يبدو بلا فائدة. بل إن الروس هم من قدموا اقتراحا باتفاقية حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل وليس الامريكان. في الذهنية العالمية الروس همجيون والمسلمون متخلفون وسبب ذلك عزيزتي أن امريكا تمتلك السماء قبل أن امتلكت الأرض.. الفضاء والفضائيات والإعلام القوي. التلفيزيون والسينما ونشرات الأخبار. أما الحرب على العراق فهي كارثة الكوارث.. محكمة العدل الدولية تستطيع ملاحقة زعماء افريقيا، لكن هل تجرؤ على محاسبة توني بلير وجورج بوش..؟ الخسائر التي نالت العراق نتاج الهمجية والوحشية لا تختلف كثيرا عن أفعال هولاكو وتيمور لانك وجنكيز خان. رغم قرون إلا أن الحضارة لم تمس النفوس. قالها نزار منذ سنين، خلاصة القضية الجسد ارتدى ثوب الحضارة والروح جاهلية. القصف الأمريكي دمر 25% من المواقع الأثرية جنوب العراق.. مدينة بابل العتيقة تحولت إلى مهبط طائرات وممر دبابات.. وتحولت الكتابة المسمارية إلى تراب.. مدينة "أور" التي ولد فيها ابراهيم أبو الأنبياء أصابتها أربعمائة قذيفة.. وجامعة المستنصرية، وعمرها ثمانية قرون تعرضت للقصف. حاوطت القوات الأمريكية وزارة النفط، وتركت متحف بغداد ليسرق منه 80% من محتواه. رغم أن اتفاقية لاهاي 1954 و اتفاقية اليونيسكو 1970 والتي تلزم قوات الاحتلال بالحفاظ على التراث الثقافي. لتضيع الثقافة وليموت التاريخ، المهم هو النفط يا عزيزتي.. هكذا تحدثت قمة الحضارة! ولم يكتفوا بذلك، بل حاول المجلس الأمريكي للثقافة أن يدخل تعديلا للقانون يسمح باستيراد القطع الأثرية من العراق.. إنهم يسرقونا وبالقانون، سيدتي. والقانون يبدو متحضرا ونحن دوما متخلفين. أو هكذا يرونا. أو هكذا فعلنا بأنفسنا. أو هكذا يريدونا. والكل يبيع التاريخ، ويشتري أسلحة حديثة. هدف المحتل عزيزتي هو محو التاريخ. أن نصير بشرا بلا ماض وبلا هوية، وبلا ثقل يشدنا للأرض، فتقل المقاومة ونصير كائنات مستعبدة لنمط العولمة التي تحمل شعارا أمريكا. أمريكا تؤمن أن كل شيء يمكن شراؤه، حتى الأوطان.. وهكذا كانت نشأتها.. مانهاتن وعليها نيويورك اشترتها من شركة هولندية. كليفورينيا اشترتها من اسبانيا. ولويزيانا اشترتها من فرنسا. * في حربها على فيتنام، أصدرت القيادات الأمريكية تعليمات لسلاح الجو. يختصر خطة الحرب في كلمات.. اقتل كل شيء يتحرك kill everything that moves ورغم التجربة الوحشية التي مروا بها اثناء الحرب إلا أن الفيتناميين لازالوا محتفظين بانسانيتهم. في حين أنهم 54 عرقية وبعضهم له لغة أخرى. يقول وزير الثقافة "هوانج توان" لو لم يجمعنا حب البلد وحب بعضنا فإت تجربة الحرب كانت ستمزقنا.. والى جوار الحب هناك المغفرة. حتى لا نظل أسرى للماضي ونستطيع التقدم للأمام. حتى الفيتناميون كانوا أكثر رقيا. العدل حلم الضعفاء أما القانون فيكتبه الأقوياء.. تلك ركيزة مهمة في بناء النفسية الغربية والأمريكية تحديدا.. ليست هناء مبادئ، هناك منافع.. والله قال في الكتاب (اعدلوا هو أقرب للتقوى).. لكن منذ متى يسمع الناس لكلام الرب. ! * في رسالة مهمة محفوظة لدى التراث الأمريكي لأحد كبار المؤسسين كتب فيها: "إن الخلاص من الهنود الحمر أسهل بكثير من اي محاولة لتمدينهم، فهم همج عراه، وإبادتهم تختصر الوقت.. وتكون بتجويعهم وقتلهم وحرق محاصيلهم وتدمير القوارب والبيوت، وفي المرحلة الأخيرة بالمطاردة بالجياد السريعة والكلاب المدربة التي تنهش جسدهم العاري".. المهاجرون الأوائل إلى أمريكا كونوا شركات مساهمة (صارت ولايات) تتاجر وتزرع وتراكم الثروة، لكنها واجهت مشكلة كبرى.. اليد العاملة.. عدد المهاجرين قليل، و السكان الأصليون يتم إبادتهم.. فما كان الحل إلا في العبودية.. استجلاب العبيد كقوة بشرية تعمل ولا تشارك في الربح. وهنا نشأت شركات كبرى مسئولة عن قنص العبيد من سواحل افريقيا، بالسلاسل والسياط، حتى بلغ عدد هذه الشركات في أوائل القرن الـ ثامن عشر، 400 شركة. تملك 1200 سفينة مخصصة لهذا الغرض! جلبت السفن من سواحل افريقيا 30 مليون عبد، يعملون تحت القهر والتهديد في الحقول والمناجم والمصانع، لا يملكون سوى لقمة العيش. إلى جانب ملايين ماتوا في رحلات النقل غير الآدمية. وفي سجلات السفينة سالي التي يقودها القبطان هوبكنز، تجدي حوارا مثل ذلك.. "معنا 196 عبدا وضعناهم في عنبر أسفل السفينة – كنا نخصصهم لبقرتين معنا – وربطنا الأسرى بالحبال.. الحمولة الآن كاملة وسوف نبدأ رحلة العودة نحو الكاريبي". حظيرة البقر كانت المكان الملائم للعبيد عندهم عزيزتي.! لا أحتاج أن أذكرك أن العبيد كانوا يتولون بعض الإمارات في عهد الرسول والخلفاء الأوائل. وأن الصحابي كان يمشي هو وعبده فلا يفرقان بينهما في المظهر والهيئة. وأنهم كانوا يؤمون الصلاة. أقدس عبادة. أي أنه عندما استحال إلغاء العبودية، لظروف ثقافية وانتاجية، أقر الإسلام ما هو أهم.. المساواة. حتى أن ابراهام لينكولن محرر العبيد في أمريكا ألغى الرق، بعد اختراع الآلة، فلم يعد لهم قيمة، لكنه لم يقر المساواة، حيث ظل العبد عبدا. واقعيا، وإن نال حريته شكليا. بل إن أغنى ولايات أمريكا كان سببها هو العبيد، ودعيني أنقل لك عن ولاية نيو انجلند: "سنة 1770 كانت مستعمرة (ولاية) نيو انجلاند اغنى مناطق أمريكا، وقد كانت بالفعل قصة نجاح رائعة وكان محرك النمو هو العبيد الذين كانوا العنصر الفاعل على الارض وفي المصانع والترس الدوار في حركة التجارة والتصدير. وكان العبيد هم أساس الزراعة وعماد الصناعات القائمة عليها مثل التبغ والسكر. " باختصار كانت العبودية هي المولد الأكبر للثروة الزراعية والصناعية والتجارية في أمريكا. * ويجب عزيزتي أن لا تعمينا تحيزاتنا عن الحقيقة.. فأمريكا وسط ذلك، تملك 50% من الانتاج الثقافي العالمي.. سينما، رواية، كتب، مجلات، جرائد، ابحاث.. و 40% من اجمالي جوائز نوبل. نصفهم لم يولدوا في أمريكا.. وأفضل جامعات العالم.. هارفرد، ستانفورد، ييل، روكفيلر .. وأفضل مستشفيات مثل. كليفلاند، ماي كلينك، جونز هابكينز. * منذ أيام شهد أحد المباني التابع للبحرية الأمريكية بواشنطن "نافي يارد" هجوما أدى إلى قتل 12 شخصا.. الجاني هو أرون اليكسيس.. أمريكي مولود في نيويورك، يعمل فني اليكترونيات وخدم أربع سنوات جندي احتياطي في الجيش الأمريكي. بوذي الديانة، وكثير الزيارة للمعابد البوذية.. لكن في الأخبار لن تلحظي ديانته عزيزتي، لن يركز عليها الاعلام ولن تصير مهمة.. لا تنسي أن الصين هي أكبر دائن للولايات المتحدة.. تخيلي لو كان الرجل مسلما.. هل كان الأمر سيختلف في نشرات الأخبار الأمريكية..؟ لست مولعا بنظرية المؤامرة لكن بعض الحقائق أقوى من الإنكار.. أمريكا تريد عدوا يبرر لها أمام دافعي الضرائب تلك المبالغ الباهظة التي تنفقها عل السلاح وعلى الغزو الخارجي وعلى اسطولين يجوبان البحر والمحيط. وعلى 2000 قاعدة عسكرية خارج حدودها. زمان كان هتلر هو هذا الغول. ثم صار السوفييت. والآن هو الإرهاب. و بين قوسين كبيرين تجدين تعريف المصطلح يشير فقط إلى الإسلام.. وينسون أنهم يقتلون بالسلاح الأمريكي في بلادهم 35 ضعف تنظيم القاعدة. لا شك أننا نشارك بالغباء والجهل والتخلف.. ذهب حكيم إلى رحلة طويلة، وبعد أن عاد حكى لقومه ما وجده في التجربة. قال. لقد قابلت الأعداء.. إنهم نحن. لكن دعيني أسرد عليك عينة من القتل الإرهابي داخل أمريكا: - في ديسمبر 2012 تم قتل 27 طفلا بمدينة نيو تاون الأمريكية. داخل مدرسة ابتدائية. على يد شاب يدعى آدم لانزا. - وفي ابريل 2009 قتل 13 شخص في نيويورك عندما قام جيفرلي وونج بإطلاق النار على مجمع لخدمات الهجرة. - وفي ابريل 2007 سقط 32 قتيلا في جامعة فرجينيا بعد قيام سيونج هوي تشو – 23 سنة – باطلاق النار على زملائه. كل هؤلاء ليسو عربا أو مسلمين.. هؤلاء أمريكيون يحملون سلاحا أمريكيا يعيشون في أمريكا. ويقتلون أمريكان.. لكن صدقيني لن تدرج هذه الاقام ولا هؤلاء الشخوص كإرهابيين وفق التصنيفات الدولية، أو ضمن احصاءات الارهاب العالمي.. لأنه لو حدث ستختل النتائج النهائية ولا تصير في كفتهم. أعتذر لو أكثرت عليك بالأرقام والتواريخ ودفق المعلومات.. لكنها ذكرى.. لأن النسيان هو الموت أو طريق له. ولأن الأمم تحيا لتتذكر، أو هي تتذكر لتحيا. فيجب ألا ننسى.. تحياتي يا أميرة. ....... الوفد | |
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
الاستخبارات الإسرائيلية: مصر هي الملعب الأكثر نشاطا وأهمية للاختراق
بقلم: زهير أندراوس الناصرة (فلسطين) "القدس العربي" | |||
| |||
| مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق