07‏/10‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2921] د.الدخيل:مع «الإخوان» أم ضدهم؟ هل هذا هو السؤال؟+حياة سندي .. وثوب الامبراطور!



1


مع «الإخوان» أم ضدهم؟ هل هذا هو السؤال؟


خالد الدخيل



الأحد ٦ أكتوبر ٢٠١٣
سألني صديقي: لماذا تركز في تناولك للأحداث التي عصفت بمصر أخيراً على فكرة الانقلاب ومثالبها، ولا تعطي أهمية للخطورة التي مثلها وصول جماعة «الإخوان المسلمين» إلى الحكم هناك؟ قلت له: لو فكرت في سؤالك جيداً لتبين لك أنه ينطوي على التسليم العفوي بحقيقتين: الأولى أن الانقلاب حصل، والثانية أنه نجح في تحقيق هدفه، والنتيجة المباشرة أن الخطر الحقيقي في هذه اللحظة كان الانقلاب العسكري وليس وصول «الإخوان» إلى الحكم.

فازت هذه الجماعة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لكنها على رغم ذلك لم تتمكن من استثمار فوزها لأكثر من عام واحد، والأكيد أن هذا يعكس فشل «الإخوان»، لكنه يعكس شيئاً آخر، وهو أن توازنات القوة في المجتمع المصري لم تسمح لـ «الإخوان» باستكمال مخططهم الذي يقال إنهم كانوا يعملون على تنفيذه سراً. قال: هل أفهم من كلامك أنك لا ترى أساساً أو مبرراً لتخوّف كثيرين - بخاصة داخل مصر - من أن «الإخوان» لو تحقق التمكين لهم في الحكم، كانوا سينقلبون على الديموقراطية، ومن ثم سيستكملون هيمنتهم على الدولة و»أخونتها»، وإقصاء كل من يختلف معهم؟ قلت: أبداً. أنا أتفهم تماماً هذه التخوف ولا أملك نفي مبرراته، لكنني منذ الأيام الأولى للثورة المصرية وقبل انتخابات المرحلة الانتقالية الأولى كنت على قناعة بأنه لا يمكن لـ «الإخوان» اختطاف الدولة المصرية والهيمنة عليها، دع عنك إمكان «أخونتها».


قال صديقي: على أي أساس بنيت قناعتك هذه؟ قلت: في مصر مؤسسة عسكرية قوية ومتماسكة تهيمن على الدولة ومناهضة لـ «الإخوان»، وهي التي أعادت تأسيس الدولة بعد انقلاب 23 يوليو 1952. مع الوقت تحولت هذه المؤسسة إلى طبقة سياسية حاكمة تملك أكثر من ثلث الاقتصاد المصري، ومنها يأتي رؤساء الدولة وقادتها السياسيون ووزراؤها ومحافظوها ورجال أعمالها، بل ومحاموها وقضاتها. إلى جانب الجيش هناك مؤسستا القضاء والإعلام، وكلتاهما تناهضان «الإخوان». مؤسسات المجتمع المدني في غالبيتها مناهضة لـ «الإخوان» بسبب ارتباط معظمها بالدولة.

كل ذلك يوحي بأن تضخيم الخوف من «الإخوان» كان لغرض سياسي. كان تأسيس الدولة يعاد من جديد بعد الثورة. هل ينبغي في هذه الحال تحصين الدولة من تغول «الإخوان» الذي تشير إليه بالأساليب والآليات القديمة نفسها، وهي أساليب المؤامرة والانقلابات العسكرية، وشنّ حملة كراهية غير مسبوقة، وتجاوز مرجعية الدستور وإجراءاته، وحدود الديموقراطية، وهي لا تزال وليدة؟ أم أن التحصين كان يجب أن يتم بالأساليب والأدوات التي تتطلبها وتفرضها عملية إعادة تأسيس الدولة بعد الثورة، وهي التمسك بمرجعية الدستور وبالعملية الديموقراطية. ربما تقول أنت وغيرك ممن يشترك معك في الرأي بأن هذا لم يكن متاحاً تحت حكم «الإخوان». وتبيّن أن ذلك ليس صحيحاً، وليس أكثر من تبرير لما حصل، والدليل السرعة التي تم بها الانقلاب، والعمل بعد ذلك على تجريم كل قيادات «الإخوان» وكوادرها. تعكس السرعة أن التخويف من قوة «الإخوان» كان مبالغاً فيه لتبرير الانقلاب، وشمولية التجريم من دون استثناء تقريباً كان لتبرير استئصال الجماعة بكل قياداتها وكوادرها من العملية السياسية.

دعني هنا أوضح نقطة مهمة، وهي أنني لا أنطلق في موقفي من قناعة بأن «الإخوان» كانوا أحرص من غيرهم على الديموقراطية. أنا لا أستبعد أبداً احتمال أن «الإخوان» كانوا يستخدمون الديموقراطية كأداة للسيطرة على الدولة تماماً، لكن هذا لا يبرر اللجوء للانقلاب العسكري. حصول الانقلاب رسخ هيمنة المؤسسة العسكرية على الدولة، وأعاد مصر إلى الوراء لأكثر من نصف قرن، وكأنه لم يكن أمام المصريين إلا خيارين لا ثالث لهما: إما هيمنة «الإخوان» أو هيمنة العسكر.

هذه هي الصورة التي عملت المؤسسة العسكرية ومن تحالف معها على ترسيخها في وعي الجميع. كل منهما أسوأ من الآخر، لكن كان هناك خيار ثالث وهو الإجراءات الدستورية. كان بإمكان الجيش الوقوف على الحياد بين القوى السياسية، وحماية الديموقراطية الوليدة من تغول «الإخوان» عليها، وذلك بالانحياز إلى خيار الإجراءات الدستورية وحماية القوى السياسية التي تنادي بذلك، لكن الجيش اختار غير ذلك. فاستغل الخوف من «الإخوان» غطاء للانقضاض على العملية السياسية.


في الخيار الثالث كان هناك أكثر من طريق. أولاً انتخابات رئاسية باكرة وهذه رفضها مرسي. ثانياً طريق دستوري بتحديد التهم الموجهة للرئيس، وتكليف مستشار قانوني بتوليها للدفع باتجاه تطبيق الإجراءات الدستورية ذات الصلة بحق الرئيس، وهي إجراءات قد تفضي إلى عزله من منصبه.

والطريق الثالث انتخابات برلمانية باكرة. وإذا كان «الإخوان» خسروا حينها بسبب الأزمة شعبيتهم من غير أتباعهم، فالأرجح أن المعارضة هي التي ستفوز بغالبية مجلس الشعب، وستتمكن بالتالي من تشكيل الحكومة، عندها سيكون الرئيس مرسي محاطاً بجيش وقضاء وحكومة جميعها مناهضة له ولجماعته وخياراته السياسية. هل يمكن أن تنجح في هذه الحال عملية «أخونة» الدولة؟


لكن المشكلة تكمن في مكان آخر. تحول الجيش إلى طبقة حاكمة جعله يعتبر أن الديموقراطية تهدد مصالحه ومصالح الطبقة التي يمثلها، ولذلك يتمسك دائماً بأن ينص الدستور على امتيازاته السياسية والمالية. حصل ذلك في عهد «الإخوان»، ويحصل الآن مع لجنة الـ50 الموكل إليها تعديل الدستور في الحكومة الموقتة الحالية. المشكلة الأخرى هي شعور القوى المدنية المتمكن بالضعف، وتضخيم خوفها من «الإخوان»، ما دفعها لتأييد انقلاب الجيش. هذا الخوف المزدوج (خوف الجيش من الديموقراطية وخوف القوى المدنية من الإخوان) أدى إلى تبني لغة القوة والعنف للخروج من المأزق السياسي، وبالتالي تهميش الدستور والقانون، وهما روح الدولة، وكل دولة من دون دستور ولا قانون حاكم على الجميع دولة من دون روح.


وكما ترى ليس المهم هو «الإخوان» أو المؤسسة العسكرية أو أي فريق سياسي آخر. ليس مهماً أن تكون مع «الإخوان» أو ضدهم. هذا خيارك أنت. الأهم من كل ذلك والذي يجب أن يكون المعيار الحاكم ومركز الاهتمام دائماً هو الدولة، وإعادة بنائها بشموليتها التي تتسع للجميع. مهما يكن رأيك في «الإخوان» وموقفك منهم أو من أي فريق آخر، فإن هذا لا يبرر لك ولا لغيرك أن تقصيهم أو تقصي غيرهم عن العملية السياسية أو تحرمهم تحت أي ذريعة من حقهم في المشاركة السياسية، لأنك إذا فعلت هذا فأنت تضع نفسك مسبقاً عرضة في ظروف أخرى للإقصاء نفسه بالذريعة نفسها، لأنك بموقفك هذا تشرعن أن العامل الأهم والحاسم في العملية السياسية ليس الدستور ولا مرجعيته الحاكمة ولا إجراءاته، وإنما القوة وتوازناتها داخل الدولة، وهنا تنتفي العملية السياسية، بل تنتفي السياسة بإسسها ومنطلقاتها الدستورية، وتحل محلها لغة القوة ومعادلاتها والعنف وإكراهاته، وهذا موقف مشين لمن يطالب بالديموقراطية والتعددية. والأغرب أن من يتخوف من إقصائية «الإخوان» ومناهضتهم للديموقراطية من القوى المدنية المصرية ينطلق في موقفه تجاه «الإخوان» من الرؤية الإقصائية ذاتها المناهضة للديموقراطية وحكم القانون. ثم اختتمت حديثي بأنه لهذا السبب كان تركيزي على الانقلاب وليس على الخوف من «الإخوان». الخوف كان مجرد احتمال، أما الانقلاب فهو فعل حصل بكل تداعياته على مصر وجوارها.

 ..........
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



حياة سندي .. وثوب الامبراطور!

بقلم : محمد العرفج

  (
http://questionstohayat.blogspot.com/2013/09/emperors-cloth.html?m=1 )





أحب في البداية أن أبارك الخطوة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- في تعيين سيدات في عضوية مجلس الشورى السعودي متمنّياً أن يحالفهن التوفيق في التشريع لخدمة الوطن والمواطن .
وقد لفت نظري تحصّل السيدة حياة سندي على عضوية مجلس الشورى ، ولعل هذه مناسبة لطرح بعض التساؤلات التي أوجهها لها ، إذ كنتُ أودّ أن أطرحها من قبل ، إلا أن هناك مشاغل حادت دون ذلك ، وأعتقد أن تلك المشاغل كانت جيّدة لطرح المزيد من التساؤلات بعد تحصّلها على العضوية ، وهذه التساؤلات قد ترد في ذهن أي مواطن من بين المواطنين الذين تمثلهم السيدة سندي في المجلس ، وأحب أن أطرحها في النقاط التالية للمقال ، حيث وجدت أن كثيرين من المسؤولين والمواطنين يمارسون حكاية "ثوب الامبراطور" الشهيرة في مباركة ما سموّها باختراعات وابتكارات السيدة حياة سندي إلا أنني لم أجد عالماً واحداً من المواطنين أو من الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب في العالم يعلّقون ولو بشيءٍ بسيط عن تلك الاختراعات والابتكارات المنسوبة إليها كونهم من أهل الاختصاص ، والنقاط التي أودّ طرحها كما يلي :
• تحصّلت السيدة حياة سندي على الجنسية البريطانية بسبب زواجها من مهندس بريطاني وليس بسبب العلم ، وسؤالي هو: هل تم إسقاط جنسيتك البريطانية لتستحقي عضويتك في مجلس الشورى السعودي؟! وهل تمّت معادلة شهادات السيدة سندي من قبل وزارة التعليم العالي السعودي؟! وهل لديكِ تدريبات للزمالة معتمدة؟!
• لماذا لم تعمل السيدة سندي محاضرة في الجامعات السعودية بالرغم من أنه تم تقديم العرض لها – كما تقول وتردد- ومع ذلك قبلت بعضوية مجلس الشورى السعودي؟! وهل كانت يوماً أستاذة في جامعة؟!
• لماذا لا نجدكِ تحاضرين في السعودية مع وجود الأطباء في السعودية المختصّين بالعلوم الطبيّة والصيدلة والكيمياء الحيويّة ، أو مناقشة من لديه إلمام بها ، في حين نجدكِ تحرصين على التواصل مع الصحافة والأطباء غير المختصّين؟! ولم تتركي محفلاً ولا صحيفة إلا وظهرتِ فيها؟!
• عادة نرى علماء العلوم الطبيعية ولمن هم منهمكين في أبحاث اكتشافية تخدم البشرية الذين ينتظرون منهم الجديد لا يتركون معاملهم وأبحاثهم للعمل في منصب إداري ، وهناك شواهد كثيرة على هذا ، هل تعتقدين أن العمل في مجلس الشورى سيأخذك من أبحاثك العلمية ، أم أن وقتكِ الثمين يسمح لكِ بهذا ، وهل سنشاهد لقاءات صحفية وتلفزيونية مطوّلة ومحاضرات وصوراً احترافيّة كما كنتِ قبل تعيينك عضواً في مجلس الشورى؟!
• هل تم ترشيحك لمجلس الشورى السعودي ، أم أنكِ قدّمت سيرتك الذاتية مثل كثير من العضوات؟! إذا كان عبر الترشيح ، فمن هي الجهة التي رشّحتك؟!
• هل بادرتِ بشرح المشكلات التي يواجهها العالِم السعودي للمسؤولين ، وكيفية إخمادها؟!

السيرة الذاتية في ويكيبيديا بنسختيها العربية والإنجليزية :

• أثناء قراءتي للترجمة الموضوعة لكِ في ويكيبيديا بنسختها العربية لم أجد رابطاً يدلّني على أبحاثكِ العلمية التي نقرأ عنها في الصحف المحليّة والخليجيّة ، ونسمع عنها عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية المحلّيّة والخليجيّة! وفي أعلى سيرتك الذاتية على ويكيبيديا بنسختها العربية قرأت هذا النصّ "هذه المقالة تحوي الكثير من ألفاظ التفخيم تمدح بموضوع المقالة دون أن تستشهد بمصادر الآراء ، ما يتعارض مع أسلوب الكتابة الموسوعية ، يمكنك مساعدة ويكيبيديا بإعادة صياغتها ثم إزالة قالب الإخطار هذا"! وقد وسمت هذه المقالة منذ: أكتوبر 2010م ونحن الآن دخلنا عام 2013م!
• في ويكيبيديا قرأت أنه في عام 2008م كان هناك بحثاً عن التطبيب البسيط عن بعد لتطوير المناطق: كاميرات الهواتف النقالة والأجهزة الورقية ميكروفلويديك في الوقت الحاسم للتشخيص خارج الموقع.عملتِ فيه ضمن فريق علمي أبحاث دقيقة على عقار من ألمانيا لتحديد مكوناته وفاعليته وحققوا انجازاً بتقليص جرعته مع الحفاظ على فاعليته ، وبين كل فقرة وفقرة يتم اقتباس شيء من أقوالكِ - وكأنكِ أنتِ من وضع السيرة الذاتية بنفسها- وهو ما لم نجده في السير كلها على ويكيبيديا!
• أيضاً ذكر في ويكيبيديا بنسختها العربية أنكِ قمتِ بابتكار جهاز لقياس تأثير نوع من المبيدات الحشرية على الدماغ ، وتقدمت ببحثكِ المتعلق بذلك إلى مؤتمر(جوردن) للبحوث في بوسطن Boston ، وأنه تم قبول بحثكِ ومثّلت جامعة كامبردج Cambridge فبماذا تفسّري ظهور اسمك على موقع الجامعة من ضمن الأسماء التي فقدت جامعة كامبريدج التواصل معها منذ تخرّجها؟!
• في ويكيبيديا بنسختها الإنجليزية قرأت: "link to it. Please introduce links to this page from related articles; suggestions may be available. (September 2012 This article is an orphan, as no other articles وهي مقالة يتيمة لا تحتوي على روابط ، ولا تحتوي على مقالات ذات صلة!
• مذكور شيء عن "مساهمة" سندي إلى اختراع جهاز يسمى MARS (الرنين المغناطيسي الاستشعار الصوتي) الجمع بين تأثيرات الضوء والموجات فوق الصوتية لاستخدامها في التكنولوجيا الحيوية. فأين الانفراد بالاختراعات وأين ابتكار علاج السرطان؟!
• الاسبيلنيج في الترجمة الإنجليزية يوجد بها أخطاء إملائية! ولا يوجد سوى ابتكار واحد فقط ، ولا يوجد تأريخ له أو لشيء آخر ، كما تمتلئ الترجمة الإنجليزية بتاريخ الميلاد وتاريخ يتعلق بمستوى دراسي وليس في كل المستويات ، ولا يوجد صورة شخصية لكِ! وهذا مالا يوجد في الترجمة العربية!
• كما نشاهد كثير من الجوائز والمشاركات والدعوات في ويكيبيديا بنسختها العربية وهذا مالا نشاهده في النسخة الإنجليزية!
• نشاهد ماكتب عن حياتكِ وتوجهاتكِ السياسية أكثر مما كتب عن إنجازاتكِ في النسخة الإنجليزية لويكيبيديا ، وكله لم يكتب في النسخة العربية!


أبحاث واختراعات ودعوات :

• تذكر الصحف السعودية بأنك تصنّفين من أهمّ العلماء في العالم ، فهل تم ترشيحك لجائزة نوبل؟! إن كان نعم فمن هي الجهة التي رشّحتك؟!
• لماذا ليس لدى السيدة حياة سندي أبحاث منشورة في Pubmed وهي قاعدة بيانات صحية عادية؟! لديك بحثين نعم في Pubmed لكن واحد في 2001م والآخر في 2008م والمجلة ليست حتى في تصنيف المجلات البيوتكنولوجي وأنت لست باحثة رئيسية في أي منهما ، لذلك أنت لست باحثة يجعلك تستحقين كل هذا الصيت! كما أن الدكتورة ملاك عابد - التي في عمر ابنتك - المهتمّة بالأبحاث الطبية والتي مازالت في مرحلة الزمالة لديها 11 ورقة منشورة كما وجدت عبر بحثي بعد أن شاهدتها في إحدى لقاءاتها التلفزيونية تذكر بأن هناك 3 أبحاث أرسلت للمراجعة والنشر في Pubmed لم تموّل!
• إذا كنتِ قد اكتشفتِ Ship الرهيب هل تعتقدين أن الشركات الأميركية إلى الآن لم تكتشفه او تلتقطه؟! وقد ذكرتِ بأنك تريدين تسويقه ، فأين الشركات الأميركية التي تتلقّف المخترعين وأنتِ تبحثين عن شريك سعودي؟!
• تقولين بأنه يتم اكتشاف السرطان في أي مكان وبسعر رخيص ، إنه من المعروف أن السرطان يكتشف بـ Tumor marker or Pathology فعلامة الورم أو علم الأمراض أقرب للصحة أما الدم فغير محدد!
• ذكر أنه في عام 2008م المجس متعدد الاستخدمات (MARS) : واسمه كاملاً: Magnetic Acoustic Resonator Sensor ، وشرحه هو أنه مجس قياسي متعدد الاستخدامات ابتكرته لترفع به من معدل دقة القياس بالإضافة لصغر حجمه ، وكمثال فإن قياسه لاستعداد الجينات للإصابة بمرض السكري يصل إلى دقة 99,1% بعد أن كانت لا تتعدى 24% بالمجسّات الأخرى ، والذي يمكنه أيضاً تحديد الدواء اللازم للإنسان وقد ذكرتِ أنه تمّ اعتماده من قبل وكالة ناسا رسمياً في أبحاثها ورحلاتها ، وأنكِ ابتكرته قبل اتمامكِ لرسالة الدكتوراة ، فهل من الممكن الاطلاع على وثيقة ناسا بهذا الشيء؟!
• كما تذكرين بأن الوكالة دعتكِ للعمل فيها في السنة الثانية من إعدادكِ لرسالة الدكتوراة ، كما أنكِ دُعيت أربع مرات للمشاركة في مركز "وايزمان انستتيوت" الإسرائيلي في تل أبيب ، ورفضت وبررت ذلك بأنكِ تدركين "خطورة تطبيع البحث العلمي" ، فهل من الممكن مشاهدة تلك الدعوات؟! ولماذا قمتِ بزيارة العلماء اليهوديين في هارفرد دون غيرهم؟!
• رسالتكِ للدكتوراة عنوانها "دراسات متقدمة في أدوات القياس الكهرومغناطيسية والصوتية" ، وقد ذكرتِ أن الدكتور المشرف وصفها بأنها خمس رسائل لضخامة وتشعب ودقة محتواها ، وهو مالا نشاهده موثّقاً ، وبودّي أن أسأل لماذا لم نرَ شهادة أحد العلماء الكبار لكِ مثل تلك الشهادة التي شهدها ألبرت آينشتاين وكذلك تشارلز توماس ويلسون للعالم المصري علي مشرّفه رحمه الله؟!
• ذكرتِ أنك قمتِ بزيارة معامل سانديا لاب Sandia National Laboratories : في تكساس - وهي من أهم المعامل التي تجرى بها أكثر الأبحاث أهمية وحساسية في العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً – وعرض عليك العمل فيها إلا أنكِ رفضت " خشية أن تستخدم أبحاثها في أغراض حربية!" وأنهم شهدوا لكِ بأنه لا يوجد في معامل سانديا لاب شخص بمثل خبرتها! فهل تظنين أن إسرائيل وأميركا ستترككِ تعودين من حيث أتيتِ بسلام – على عكس من رفض من المخترعات والمخترعين العرب - وأنت تحملين كل تلك الأهمية لهم؟!
• دائماً ما تذكرين بأنكِ فزتِ بجائزة Social award من جامعة هارفرد مع أنها ليست جائزة علمية ، وإنما هي جائزة اجتماعية!

ولو عملنا مقارنة بينكِ وبين عالمة سعودية لم تأخذ ربع صيتك وهي الدكتورة غادة المطيري الأستاذة بجامعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا- التي حاولت الاتصال بها لكني لم استطع الوصول إليها ربما بسبب انهماكها في أبحاثها العلمية - وقد تحصّلت على جائز NIH الأميركية للبحث العلمي ، وهي من أصعب الجوائز التي يمكن نيلها ، سوف نستقرئ مايلي:
• غادة المطيري تحصلت على جائزة أميركية رفيعة ولم نشاهد لها صوراً كثيرة في محرك البحث قوقل من داخل أميركا ، والجدير بالذكر أن تلك الصور ألتقطت بعفوية ، وأغلبها في معملها ، وأمام نخبة من الدكاترة يستمعون إلى محاضراتها بينما نجدكِ في صوركِ الاحترافية التي تظهركِ على أنكِ تلقي محاضرة بدون جمهور أو علماء يجلسون على كراسي المنصّة! كما أن صوركِ في العربية والإنجليزية احترافية وفوتيشوب وفي الإنجليزية أكثرها منشور في منتديات ومواقع للصور ، وأما الصحافة الغربية فهي تتحدث عن فتاة طموحة وليس عن انجازاتها أو اختراعاتها وابتكاراتها! أما الدكتورة غادة المطيري ففي اللقاءات الصحفية التي تصنّفها كعالمة ومخترعة فلديها صور كثيرة في المعمل الذي تعمل به وهي بلباس العمل أما أنتِ فليس لديكِ أي صورة عفوية في معمل أو بلبس المعمل! فمن أين لكِ كل هذا الوقت للصور الاحترافية؟!
• نشاهد في صوركِ التي تظهر حركات يديكِ مايدل على شرح محاضرة علميّة وارتجاليّة فوق منصّات القاعات ، وكذلك في برامج اليوتيوب عدم ظهور أي جمهور في القاعة ودائماً ما يظهر التصفيق قبل المحاضرات في اليوتيوب مع صورة ثابته كإيحاء بتصفيق حضور لا يظهرون أبداً ، كما نرى أضواء الفلاشات ، ولا يظهر أي مصوّر فوق المنصّة أو تحتها حين يأتي التصوير على كامل المنصّة ، كما أنه في بعض المحاضرات المصوّرة تلتقط العدسة جانب المنصّة ولا تظهر شاشة العرض التي تشرحين أمامها ، وهو مالا يتوافق مع تصوير المحاضرة العلمية!
• في المحاضرة التي نظّمتهما الملحقية الثقافية في كندا ، وكذلك المحاضرة التي ألقيتها في ملتقى القيادات الشابة الخليجية وغيرها ، نجد المحاضرات التي يتم الجلوس فيها على كراسي المنصّة هي عن إعلانكِ حول إطلاق معهد i2 للخيال والإبداع ، أو عن مواضيع تتعلّق بالإدارة والنجاح ، ولا وجود للمحاضرات العلميّة مع الجمهور!
• نجدكِ في الفيديوهات التي لا يظهر فيها الجمهور تتحركين في كامل القاعة ، وتشرحين ارتجالاً بيديكِ بكل أريحية وبمدّة لا تتجاوز 10 دقائق ، بينما نجدكِ في المحاضرتين اللتين نظّمتهما الملحقية الثقافية بكندا وملتقى القيادات الشابة الخليجية وغيرها تقفين خلف منصّة ثابتة لا تتحركين منها ، وتقومين بالشرح أمام الجمهور من ورقة أو جهاز محمول دون ارتجال وبارتباك واضح! بينما نرى العلماء والجمهور في الفيديوهات والصور التي تظهر غادة المطيري!
• لا يوجد أية محاضرات لكِ موضوعة من قبل جمهور أميركي أو أوربي أو حتى إسرائيلي ولا جهة من أولئك الذين تذكرين بأنهم عرضوا عليك العمل ، بينما نجد ذلك للدكتورة غادة المطيري !
• نجد ما يكتب عن الدكتورة غادة المطيري في موقع البحث قوقل من داخل أميركا كلاماً عبر القنوات الإعلامية الرسمية يصنّفها كعالمة ، بينما لا نجد ذلك في البحث عنكِ .
• هل ساعدت السيدة حياة سندي أحداً من طلابها المتدرّبين – إن كان لها طلاباً - في أبحاثها كما فعلت الدكتورة غادة المطيري الأستاذة في جامعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا؟!
• تخرّجتِ منذ أكثر من 12 سنة ولم تنشري أبحاثكِ التي تزعمينها ، وغادة المطيري ليست في عمرك ولديها 25 ورقة بحثية جيّدة وموثّقة!



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



المرزوقي هل أحبط انقلابا على الثورة؟

أحمد منصور



 


أثارت إقالة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في الاسبوع الماضي لمدير الأمن الرئاسي في تونس سالم سيك سالم الذي كان يوصف بأنه الرجل القوي داخل القصر الرئاسي لاسيما وأنه كان من بين الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس المعزول زين العابدين بن علي وكان أحد الذين بقوا إلى جوار بن علي إلى آخر الوقت، كما نشرت تقارير عدة أنه كان أحد الذين رتبوا أوضاع تونس بعد هروب بن علي إلى السعودية،

وقد فتحت هذه الاقالة الباب أمام القرارات السابقة التي قام بها الرئيس المنصف المرزوقي في 22 أغسطس الماضي حينما أصدر قرارا جمهوريا فاجأ به الكثيرين بإجراء تغييرات هائلة في قيادة أركان الجيش التونسي حيث قام بتسمية كل من: أمير اللواء بشير البدوي رئيساً لأركان جيش الطيران خلفاً لأمير اللواء محمد نجيب الجلاصي، الذي عين مديراً عاماً للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي بوزارة الدفاع الوطني، وأمير اللواء النوري بن طاوس مديراً عاماً للأمن العسكري خلفاً لأمير اللواء بالبحرية كمال العكروت الذي عين ملحقا عسكرياً بالخارج، وأمير اللواء محمد النفطي متفقداً عاماً للقوات المسلحة وكان المرزوقي قد سبق ذلك بتغيير أكبر في بداية يوليو الماضي حينما أمر بتعيين العميد محمد صالح الحامدي، رئيساً جديداً لأركان الجيش التونسي بعد ترقيته إلى رتبة أمير لواء، بدلاً من الفريق رشيد عمار الذي قدم استقالته في يونيو الماضي، وكان رئيس أركان الجيش التونسي السابق الفريق رشيد عمار قد أعلن استقالته، مبرراً هذا القرار بتجاوزه سن التقاعد، وفجّر هذا الإعلان جدلاً حول تركه منصبه في وقت تمر فيه البلاد بتوتر سياسي حاد حيث كان عمار هو رئيس الأركان حينما أطاح الشعب بالمعزول بن علي.

ومن ناحية أخرى أثارت ترقية العميد محمد صالح الحامدي إلى رتبة أمير لواء وتعيينه رئيسا لأركان الجيش تساؤلات كثيرة لأنها المرة الأولى التي يعين فيها رئيس اركان من المناطق الداخلية لتونس لأن الشائع في المناصب الهامة ومنها قيادة الجيش أن يكون أغلب القائمين بها من المدن الساحلية، وفي حواري مع الرئيس المرزوقي حول هذه النقطة قال إن الكفاءة وليست الجهوية هي التي دفعته لهذا الخيار.

كثير من المراقبين للشأن التونسي نظروا لهذه القرارات على أنها قرارات ثورية لا تقل عن الخطوة التي قام بها الرئيس المعزول محمد مرسي حينما قام بإقالة وزير الدفاع طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان لكن الفارق هو أن الجيش التونسي ليس له تدخل في السياسة مثل الجيش المصري كما أنه كان حامي الثورة التونسية بحق علاوة على أن تونس دولة أمنية والانقلاب الذي جرى ضد بورقيبة وقاده زين العابدين بن علي عام 1987 كان انقلابا أمنيا ولم يكن عسكريا من ثم فإن المخاوف على الثورة التونسية تأتي من ناحية الأمن أكثر منها من ناحية الجيش.

................الوطن القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


الجُحر الإيراني إذ يسكنه الشيطان الأكبر

أبو لجين  إبراهيم




القاعدة التي تنطلق منها العلاقات السياسية هي المصلحة, والمصلحة فقط, خاصة في مجال العلاقات الدولية, حيث تتوارى القيم والأخلاقيات, وحتى الجانب الأيديولوجي يغدو عاملاً ثانوياً كبقية العناصر, إذا ما قورن بالعنصر الأساس, وهو المصلحة.
 
والعلاقات الأمريكية الإيرانية ليست بدعاً من هذه القاعدة, بل هي أنموذج لتلك العلاقات السياسية التي تبنى على المصلحة, وتتأرجح صعوداً وهبوطاً على ضوء تلك المصلحة, والتي قد تكون مصلحة مشتركة للطرفين, أو مصلحة يسعى الطرف الأول للحصول عليها, في مقابل مصلحة ومنفعة يدفعها للطرف الثاني.
 
وحتى لا نغرق في التفصيلات التنظيرية والأكاديمية يمكن أن نأتي من الواقع بما يشهد على ما ذكرناه, من وجود علاقات ومصالح مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.. فقد قدمت إيران - وما زالت - "خدمات جليلة" للولايات المتحدة في بدايات الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان, وأثناء المعارك، وهو ما اعترف به قادة إيران أكثر من مرة، حيث صرح محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية، في ختام أعمال مؤتمر "الخليج وتحديات المستقبل" الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنوياً بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 22/11/1424هـ.. الموافق 15/1/2004م بأن بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق"، مؤكداً أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة".
 
وقبل ذلك نقلت صحيفة الشرق الأوسط في 16/12/1422هـ.. الموافق 9/2/2002م عن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشم رافسنجاني، قوله في يوم 8 فبراير في خطبته بجامعة طهران: إن "القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها"، وإنه لو لم تُساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني، وإنه يجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أن تُسْقط طالبان.. أليس ما ذكرنا يؤكد هذا التعاون، بل جل الباحثين والمحللين والسياسيين يؤكدون هذا الأمر الذي أصبح يعلمه الداني والقاصي، وليس بخافٍ على أحد.
 
على ضوء ذلك الواقع يمكن أن نفهم الغزل الدائر الآن بين الولايات المتحدة وإيران, والذي تجسد في صورة مكالمة هاتفية مباشرة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني, وهي المكالمة العلنية الأولى منذ ما يقرب من 30 سنة.
 
هذا التقارب الأمريكي الإيراني لا يمكن قراءته على أن الملفات الخلافية بينهما قد زالت أو انتهت, أو هي في طريقها إلى ذلك, فما زالت هناك خلاقات حول الدور الإيراني في لبنان, والدور الإيراني في سوريا, وحدود الدور الذي يمكن أن تؤديه إيران في الخليج.
ولكن ثمة مستجدات في الساحة الإقليمية تحديداً قد أملت هذا التقارب الأمريكي الإيراني, وجعلت منه تقارباً سريعاً وعلنياً.
 
ولعلنا نلحظ أن أهم هذه المستجدات هو التقارب المصري السعودي الإماراتي, عقب التغيير الذي حدث في بنية النظام السياسي المصري, والتلويح من جانب بعض هذه الدول بتغيير تحالفاتها الدولية, وإعطاء ميزة نسبية للعلاقات مع روسيا والصين على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة.
 
جاء الرد الأمريكي على هذا الحراك العربي سريعاً ومفاجئاً, فالنووي الإيراني جرى الحديث عنه على اعتبار أنه برنامج سلمي, كما صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, وتغير الموقف من الأزمة السورية, وتم إعطاء قبلة الحياة مجدداً لنظام المجرم بشار الأسد بعدما كان قاب قوسين من تلقي ضربة عسكرية أمريكية.
 
إن المحور الأمريكي الإيراني موجه بصورة مباشرة إلى دول الخليج العربي, ومن العبث أن نظن غير ذلك, ومن ثم كان الحراك نحو مواجهة هذا المحور شديد الأهمية للأمن القومي العربي عموماً, والخليجي على وجه الخصوص.
 
من حق إيران أن تبحث عن مصلحتها في أحضان "الشيطان الأكبر" أو بعيداً عنه, وقد لا نستطيع أن نثنيها عن مخططاتها التي تتلاقى وتتقاطع كثيراً مع الخطوط الأمريكية في المنطقة, ومن الفطنة والكياسة السياسية ألا نُخدع بالتقية الإيرانية بعد أن افتضح أمرها في لبنان والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول العربية والإسلامية, ولا نلدغ من الجحر الإيراني مرات ومرات, لاسيما وقد سكنه الشيطان الأكبر.. أما أمريكا والعلاقات معها فهذا ما ستكشفه المرحلة القادمة.

...............
سبق

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


الأسد: نواجه مع جيش مصر عدوًا واحدًا

الإسلام اليوم/ وكالات
قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن بلاده والجيش المصري يواجهان معا - كما عام 1973 - "عدوا واحدا" بإشارة إلى قوى الإسلام السياسي، بالإضافة إلى مواجهة جميع الدول العربية.
وقال الأسد، في مقابلة مع صحيفة "تشرين" الرسمية بمناسبة ذكرى الحرب الأحد: "أشياء كثيرة تغيّرت خلال الأربعين عاماً الماضية، مع تغيّر الأجيال وتغيّر الظروف طبعاً.. نستطيع القول إنه منذ أربعين عاماً كانت الدول العربية موحّدة بكل قطاعاتها وبكل جوانبها، إعلامياً، ثقافياً، عقائدياً، معنوياً، سياسياً، وعسكرياً في وجه عدوّ واحد هو العدو الصهيوني. اليوم نرى أن الدول العربية موحّدة لكن ضد سوريا."
وتابع الأسد بالقول: "في ذلك الوقت (1973) كان الجيشان السوري والمصري يخوضان معركة واحدة ضد عدوّ واحد هو العدو الإسرائيلي. اليوم للمصادفة في هذه الأسابيع الأخيرة، الجيشان يخوضان أيضاً معركة ضد عدوّ واحد ولكن لم يعد العدو هذه المرة هو العدو الإسرائيلي، بل أصبح العدوّ الذي يقاتل الجيش السوري والجيش المصري هو عربي ومسلم"، في إشارة إلى القوى الإسلامية.
واعتبر الرئيس السوري أن "أول انتصار وأكبر انتصار اليوم" هو القضاء على "الإرهابيين والإرهاب والفكر التكفيري" على حد قوله، مضيفا أن ذلك سيعني بالتالي "القضاء على المخطط الذي وضعته بعض دول الخارج وساهمت فيه دول أخرى من منطقتنا من أجل تدمير سوريا."


.......................

وزير خارجية الإمارات: أشعر اليوم أني مصرى

وزير خارجية الإمارات: أشعر اليوم أني مصرى

كتب- محمد نصر:

قال الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة إنه يشعر اليوم بأنه مصري، مقدمًا التهنئة لشعب مصر بذكرى يوم نصر أكتوبر ومرور 40عامًا على إعادة سيناء.
وكتب فى تغريدة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" : أشعر أني مصري اليوم :) مبروك لمصر … مبروك للعرب هذا اليوم".
  الوفد



.............................................




السديس يسلم كسوة الكعبة المشرفة لكبير «السدنة»

مكة المكرمة - «الحياة»
الأحد ٦ أكتوبر ٢٠١٣
سلم الرئيس العام لشؤون الحرمين الدكتور عبدالرحمن بن  السديس اليوم (الأحد) كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة المسجد الحرام عبد القادر الشيبي جرياً على العادة السنوية التي تتم في مثل هذا اليوم من كل عام.
وألقى الرئيس العام لشؤون الحرمين الشيخ عبدالرحمن السديس كلمة أكد فيها أن هذه مناسبة عظيمة تتم في كل عام في غرة شهر ذي الحجة يتم فيها تسليم كسوة الكعبة المشرفة الجديدة لكبير سدنة بيت الله الحرام تمهيداً لتركيبها على الكعبة المشرفة.
واستعرض الدكتور السديس تاريخ صناعة كسوة الكعبة المشرفة على مدى العصور الماضية وصولاً للعهد السعودي الذي تطورت فيه صناعة كسوة الكعبة من خلال إنشاء مصنع لها في مكة والذي يحظى بدعم واهتمام بالغ من الحكومة.
ونوه السديس أن العناية والاهتمام تتمثل في تخصيص مصنع لصناعة كسوة الكعبة في مكة تديره أيد سعودية مدربة تتشرف بالحياكة والإعداد والصباغة والنسيج والتصميم والطباعة والتطريز والاختبار والتجميع حتى التسليم والتركيب.
وأكد أن مصنع الكسوة أصبح مفخرة من مفاخر هذه البلاد
وعقب الانتهاء من مراسم الاستلام والتسليم من قبل الرئيس العام وكبير سدنة المسجد الحرام عبدالقادر الشيبي تم توقيع المحاضر الخاصة بذلك.

............................................................

لتلبية احتياجات اللاجئين في كل من لبنان والأردن وتركيا

الحملة السعودية لنصرة سوريا تنفذ برامج إغاثية بـ25 مليون ريال


اعتمدت االحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا تنفيذ عدد من البرامج التي تلبي احتياجات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا بأكثر من (000ر000ر25) ريال.

وتشمل البرامج تأمين (3000) خيمة هرمية للاجئين السوريين في تركيا بمبلغ إجمالي قدره (000ر525ر6) ريال، وتأمين (000ر80) وجبة غذائية للاجئين السوريين في تركيا بمبلغ إجمالي قدره (000ر675) ريال، وتأمين (5) محطات متنقلة لتنقية المياه بتكلفة (375ر42) ريالاً، وتأمين (1000) كرفان لمخيم الزعتري في الأردن بمبلغ (000ر600ر5) ريال، وتأمين (000ر80) وجبة غذائية للاجئين السوريين في الأردن، وتأمين (000ر200) بطانية للاجئين السوريين في لبنان بمبلغ إجمالي قدره (000ر200ر11 ريال، وتأمين (000ر50) مفرش بمبلغ إجمالي قدره (000ر900ر1) ريال.

تجدر الإشارة إلى أنه في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رعاه الله- تجاه نصرة الأشقاء في سوريا، قامت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا منذ انطلاقتها وبإشراف ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية باعتماد وتنفيذ العديد من البرامج الإغاثية والمشاريع الإنسانية في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين في كل من الأردن وتركيا ولبنان بتكلفة تجاوزت (000ر000ر460) ريال شملت برامج غذائية وإغاثية وإيوائية في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن وتركيا ولبنان بمبلغ تجاوز (174) مليون ريال، وبرامج ومشروعات طبية في مخيمات الأردن وتركيا بمبلغ تجاوز (89) مليون ريال، وبرامج ومشروعات إيواء في مخيمات الأردن وتركيا ولبنان بمبلغ تجاوز (168) مليون ريال وبرامج ومشروعات طبية وإيوائية وغذائية للنازحين داخل سوريا بمبلغ تجاوز (29) مليون ريال.

..........................................................

رئيس الهيئات : المتجاوزن في الهيئة لا يتعدوا 20 شخص .. وأعضاؤنا ليسوا أرباب سوابق

عبداللطيف آل الشيخ - رئيس الهيئة

(أنحاء) – متابعات : ــ

كشف رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ أن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة وجّه إليه أنه ليس أحد كائناً من كان محمياً من زيارات الهيئة حتى ولو كان من الأسرة المالكة نفسها.

وقال خلال استضافته ببرنامج "يا هلا" على قناة روتانا خليجية أمس (الأحد) إنه أبلغ ذات مرة الأمير خالد الفيصل أن أحد المنتجعات لا يُمكّن فرق الهيئة من الدخول إليه، فقال بغضب: "أعطوني اسمه وأحوله للرويس فوراً".

وفيما يخص المتجاوزين من أفراد الهيئة، أوضح أن المتجاوزين في الجهاز كله لا يتعدون 1%، وأنه يعرفهم وهم لا يتجاوزون 20 شخصاً، متابعاً أنه ليس من صلاحياته فصل أي أحد من رجال الهيئة، إلا أنه متأكد من أنه لو رفع أسماءهم للجهات العليا لفُصلوا فورا، إلا أنه يحاول معهم لعل الله يهديهم.

وكشف أن الكثيرين ممن يحضرون لمكتبه للاحتجاج طوال الوقت تحركهم شخصية مقربة منه في الهيئة، مضيفا أن "من بين المعترضين على عملي الكثير من السذج والبسطاء وأن هناك شخصا محددا يقول لهم روحوا أنكروا على الرئيس!".

وأقسم آل الشيخ أنه ليس صحيحا أن منسوبي الهيئة من أرباب السوابق أو المتهمين، مبينا أنه تقصى عن المنسوبين أول توليه المنصب، فلم يجد إلا 9 أشخاص فقط لهم سوابق قديمة فأقالهم حينها.


..........................................

مبتعثة تحصل على جائزة أفضل ماجستير

حصلت المبتعثة السعودية المهندسة ظبية بنت أحمد الجاسم آل بوعينين من جامعة الدمام على جائزة أفضل رسالة بحث لمشروع الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في الاتصالات والشبكات اللاسلكية بتخصص شبكات الحاسب من كلية الهندسة بجامعة جلاسكو كاليدونيان.
وسيتم تكريم المهندسة ظبية البوعينين في حفل أفضل طالب بكلية الهندسة لعام 2013م وذلك في مدينة جلاسكو ببريطانيا في تاريخ ١٣ نوفمبر.
وأعربت المبتعثة المهندسة ظبية لـ ( اليوم ) عن أملها في المساهمة في تطوير التعليم في المملكة، يشار إلى أن بحث المهندسة ظبية البوعينين تناول جانباً حديثاً ومهما في عالم الشبكات في عصرنا الحاضر حيث تم اختبار تأثير زيادة عدد إطارات الصوت المنتقلة عبر بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس لعدد من مشفرات الصوت فكانت نتائج الاختبار والتحليل الأولى من نوعها.

اليوم


........................................................................


بيع دجاجة بـ16 ألف ريال في السعودية

بيع دجاجة بـ16 ألف ريال في السعودية

الرياض - وكالات

بيعت دجاجة في مزاد أقيم في العاصمة السعودية الرياض، بمبلغ 16 ألف ريال.

وشهدت العاصمة الرياض، أول مزاد تحت عنوان مزايين الدجاج، حيث تضمن عرض سلالات نادرة من الدجاج، فيما شهد صفقات بيع كبيرة راوحت بين 7500 ريال و16.500 ريال، في الوقت الذي بلغ فيه إجماليها 92.500 ريال.
وشارك في أول ملتقى لنخب دجاج الزينة عدد من المهتمين بتربية واقتناء هذه الأنواع من الدجاج.
ونقلت صحيفة الاقتصادية السعودية على موقعها الالكتروني، اليوم الأحد، عن منظم المزاد، متعب العثمان، قوله إن الهدف من إقامة هذا الملتقى هو جمع المهتمين بهذه الأنواع وتسهيل عملية التواصل والتعارف بينهم وفسح المجال أمامهم لامتلاك المزيد من الأنواع النادرة من خلال تبادل عمليات البيع والشراء التي تتم عبر المزاد.
وأضاف، أنه تم عرض 150 دجاجة تتوزع على أشهر 20 سلالة في المملكة وتعود أصول أغلبيتها إلى دول أوروبا.

الوفد


...............................................


          

                 متدينون أخطأوا في تربية أبنائهم




د. جاسم المطوع

قال وبحسرة تعتصر قلبه والدموع تتحدر من عينيه: أتمنى أن أخشع في صلاتي، وأن أبكي فيها مثل المصلين الذين سمعت بكاءهم خلف الإمام في ليالي رمضان، ثم تابع حديثه قائلا: نحن ثلاثة إخوة في البيت وأنا أوسطهم، كان والدي يضربنا من أجل الصلاة وهو شديد علينا، وأذكر أنه كان يوقظنا لصلاة الفجر بالضرب ونحن نيام، وكنا نقوم من نومنا فزعين خائفين، وكأننا في فيلم مرعب، نذهب معه لصلاة الفجر أنا وإخواني من غير وضوء خوفا منه، ومازلت حتى الآن عندما أذهب للصلاة أشعر بالكراهية من شدة الضرب الذي تلقيته من والدي.
وقصة أخرى يقول لي صاحبها: إن والده كل يوم يناديه ويأخذ هاتفه ليراقب ما فيه ويسأله: هل فيه صور مخلة للأدب أو أفلام سيئة؟ يقول وكنت أجيبه بأنه لا يوجد وأنا صادق لكنه لا يصدقني ويفتش هاتفي ويأخذه عنده ليراقبه، فلما رأيته يعاملني بهذه الطريقة صرت أهتم بالصور الخليعة والأفلام الجنسية الفاضحة، عنادا مني لا حبا في هذه الأمور، وبدأت أسلك سلوكا منحرفا ومازلت حتى هذه اللحظة.
وقصة ثالثة لفتاة صارت تتواصل مع شباب تتبادل الصور والأفلام معهم من خلال الهاتف والنت، ولما سألتها عن السبب في ذلك، ردت علي بقولها: إن هذا التصرف عبارة عن ردة فعل من تصرفات والدتها تجاهها، علما بأن أمها متدينة وتعطي دروسا ومواعظ دينية، إلا أنها دائمة التجسس على كمبيوترها وجوالها، ولا تثق في ابنتها ولا تصدق كلامها.
وقصة رابعة لرجل عمره فوق الثلاثين عاما قال لي بحسرة: إنني أدخن السيجارة بشراهة بسبب والدي، فاستغربت من كلامه وقلت له: كيف ذلك؟ فقال لي: لما كنت صغيرا وكان عمري اثنتا عشرة سنة كان عندي أصدقاء يدخنون، وأنا أجلس معهم، لكني لا أدخن ولا أحب التدخين، فلما أرجع للبيت يشم أبي رائحة الدخان في ملابسي فيضربني ضربا مبرحا وينهاني عن التدخين، وأنا أقول له صدقني أنا لا أدخن لكن أصدقائي يدخنون، لكنه لا يصدقني على الرغم من كثرة محاولاتي لإقناعه، فاتخذت قرارا بأن أبدأ التدخين طالما أني أضرب كل يوم ووالدي يستوي عنده الصادق والكاذب، والآن تجاوز عمري الثلاثين عاما وأنا مستمر في الدخان وأنا له كاره. 
هذه نماذج عشتها وشاركت في علاجها ولم يحدثني أحد بها، والقاسم المشترك فيها هو حرص الآباء على تربية الأبناء التربية الدينية، وهو هدف نبيل وجميل وكلنا نتمناه وننشده، إلا أنهم استخدموا وسائل تربوية خاطئة بسبب جهلهم التربوي، أو فقرهم لثقافة التدرج والمرونة والصبر عند غرس القيم الدينية، وهذا خلاف المنهج النبوي القائل: (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق)، ومتين أي واسع وقوي وعميق وهذه المعاني تحتاج منا عند غرسها في أبنائنا إلى رفق ولين وصبر، ولا ينفع معها الضرب والعنف والغلظة.
فليس الهدف أن نجعل أبناءنا يمارسون العبادات شكلا فقط، وإنما المقصود أن يمارسوها وهم محبون لها مشتاقون إليها، ولهذا فإن أكبر تحد في التربية الدينية هو كيفية الجمع بين حرص أبنائنا على الصلاة والعبادات مع الحب لأدائها والمحافظة عليها، وهذا هدف يحتاج إلى فن ومهارة تربوية.
إن ما ذكرناه من قصص واقعية عن ضحايا للتربية الدينية الخاطئة متكررة في بيوت كثيرة، وأساس هذه النتائج السلبية التربية بمنهج (الغلظة)، وهو ما حذر منه الله تعالى رسوله الكريم في قوله: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، ولهذا نجد أبناءنا اليوم ينفضون من حولنا، والكل ينادي ويصرخ: كيف نجعل أبناءنا يسمعون كلامنا أو يطيعون أوامرنا؟!
والجواب بسيط والمعادلة سهلة، وهي أن نعطيهم الأمن والأمان ولا نتجسس عليهم، ونعاملهم باحترام ورفق ونصدقهم إذا تحدثوا ونحسن حوارهم، ففي هذه الحالة يعطوننا وهم محبون لنا الطاعة والاستجابة والاحترام، بينما لو عاملناهم بالغلظة والضرب فقد ننجح ونفرح باستقامتهم وصلاحهم المؤقت، ونحن نظن أنه صلاح دائم، لكننا نكون قد حطمنا ذاتهم ودمرنا سلوكهم وقيمهم من حيث لا نشعر ونظن أننا نحسن صنعا
.........
الكويتية

-------------------------------------



تبرع بالأضحية وأنت في بيتك ...

http://khairia.org/

...............................

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



حسبة مالية بسيطة

حلم امتلاك بيت بسهولة شبه مستحيل.. حتى لو بعد 27 سنة

محمد رمضان




تداولت وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام قصة تم وصفها بالمؤلمة، قد لا تكون حقيقية، عن شخص كان لديه مبلغ كبير من المال وبدل شراء بيت اختار استثمار امواله وكان ما كان بعد ذلك والقصة كالتالي:

«كان لديه 200 ألف في 2007 تشتري بيت بالسرة وسيارة فاخرة، اختار العمل على استثمارها، في 2013 أصبحت 300 ألف، تشتري له بيت بالظهر وسيارة عادية». ولمحاولة تحليل هذه القصة لبيان صحتها، سنفترض أن مبلغ 200 ألف دينار كان في بداية 2007 وان مبلغ 300 ألف دينار كان في بداية سنة 2013. أي أن فترة الاستثمار هي 6 سنوات.

فخلال فترة 6 سنوات حقق المستثمر الافتراضي عائدا يقارب %7 سنويا، أي أعلى بكثير من عائد الودائع التي تعطي بالفترة نفسها عائدا يقارب %3 سنويا. ولبيان سعر الأرض في السرة بذلك الوقت وعلى الرغم من وجود عدة ملاحظات سنتطرق لها لاحقا، تم الرجوع لتقرير بيتك العقاري للربع الأول 2007، حيث يشير إلى أن سعر الأرض 500 متر بالسرة يبدأ بالفعل من 200 ألف دينار تقريبا أي أرض فضاء فقط ومن دون السيارة. وآخر تقرير للربع الرابع سنة 2012 يشير إلى أن متوسط سعر 500 متر بالسرة يقارب 374 ألف دينار، أي يحتاج إلى استثمار بعائد سنوي يقارب %11 وذلك مرورا بسنوات الأزمة المالية العالمية التي لا نزال نعاني آثارها.

كما أن %11 تمثل النسبة التقريبية لزيادة أسعار الأراضي بشكل عام لنفس الفترة حسب التقرير. لكن يبقى السؤال المهم: كم وكيف يجب أن نوفر لنتمكن من شراء أرض واستخدام قرض التسليف للبناء؟

للاختصار ولتبسيط الإجابة تم القياس بناء على الفرضيات التالية:

1 - تم اختيار وظيفة مهندس لتمثل شريحة موظفي الدولة الذين لديهم كوادر خاصة مثل الأطباء والمعلمين، فهم المرشحون الأوفر حظا لشراء الأرض.

2 - تم افتراض بداية رب الأسرة للعمل وهو متزوج وبوجود طفل بعد السنة الأولى وطفلين بالعائلة بعد السنة الثانية لحساب صافي الراتب، وذلك نظرا لارتفاع نسبة الأعمار الصغيرة بالتركيبة السكانية للمواطنين وسرعة الانجاب.

3 - تم افتراض التسلسل الوظيفي الطبيعي دون الحصول على أي ترقية بالاختيار.

4 - تم افتراض سعر الأرض اليوم بنحو 200 ألف دينار وافتراض %11 كنسبة نمو سنوي لسعر الأرض.

5 - تم افتراض امكانية الاقتراض من البنوك المحلية مبلغ 70 ألف دينار للزوج و 70 ألف دينار للزوجة (اذا كانت تعمل) بهدف شراء الأرض.

6 - تم افتراض عوائد على المدخرات تعادل %5 نظرا لوجوب التوجه للاستثمارات القليلة المخاطر، بسبب الأهمية الكبيرة للحصول على بيت العمر.

يبين الجدول المرفق أن معدل زيادة الراتب السنوية خلال 27 سنة عملا هو %2.67 بعد احتساب التغيير بالدرجات والمسميات الوظيفية بالتسلسل الطبيعي للمهندسين. وهذه النسبة حتى أقل من نسبة %3 إلى %4 وهي نسبة التضخم العام السنوي للكويت المتوقعة للأعوام المقبلة.

في حال افترضنا أن الزوجة ربة منزل وأن الزوج يوفر %40 من راتبه، فحتى بعد 27 سنة عملا لن يستطيع الزوج شراء أرض وستكون مدخراته تعادل 585 ألفا في حين أن سعر الأرض قد وصل إلى 3 ملايين دينار. ولو وفر كل راتبه فرضا لكانت مدخراته تعادل 1.464 مليون دينار فقط. وفي حال كانت الزوجة تعمل مهندسة أيضا وفي هذه الحالة يوفر الزوج %50 من راتبه وتوفر الزوجة %70 من راتبها فان اجمالي مدخراتهما سيكون 1.6 مليون دينار بعد 27 سنة، أي لا يزال غير كاف لشراء الأرض بـ3 ملايين دينار في ذلك الوقت. أما اذا قام الزوج بتوفير %65 من راتبه وقامت الزوجة بتوفير %90 من راتبها (مع بخل شديد وحرمان)، فإن بامكانهما تملك أرض بعد 6 أو سبع سنوات بشرط اقتراض مبلغ 140 ألفا من البنوك (70 ألفا للرجل و70 ألفا للمرأة) واستخدام قرض التسليف لبناء المنزل. كما يجب عليهما أيضا عدم تأجيل الفرصة لأكثر من السنة 13 من الزواج لأنه لن يكون بامكان مدخراتهما أن تنمو بنسبة نمو سعر الأرض.

والخلاصة، لكي تتمكن الأسرة من شراء أرض، لابد أن يشمل الزوج والزوجة كوادر في وظائفهما الحكومية أو ما يعادلها بالقطاع الخاص. أو أن يقوم أقرباء الزوج والزوجة بمساعدتهما على تملك الأرض باسرع ما يمكن (ورث مثلا). وهذا يعني أيضا عدم الاكثار بالانجاب حتى تتمكن من مساعدة أولادك على تملك أرض بالمستقبل.

❊ ❊❊

ملاحظات على تقرير بيتك ربما تحتاج الى توضيح من قبل فريق الاعداد أو الانتباه وزيادة في التدقيق:

• اختفاء العديد من المؤشرات والمتوسطات الحسابية بعد الازمة المالية، خاصة في تقارير الربع الرابع، مثل جدول مقارنة سنوية بين متوسط اسعار المتر للاراضي الفضاء ظهر بتقرير الربع الرابع لسنتي 2007 و2008 ولم يظهر بعد ذلك.

• تقارب كبير بين نسب نمو متوسطات اسعار المتر في المحافظات عند %11 تقريبا من نهاية 2006 حتى نهاية الربع الاول 2013 ووجود سلوك مماثل لحالات اخرى كذلك.

• عدم وجود فقرة تبين مستوى تضارب المصالح وفق التوصيات العالمية بهذا الخصوص.

• وضع صورة الرئيس التنفيذي في الصفحات الاولى، قد يعطي انطباعا بوجود تدخلات من قبل الادارة التنفيذية بمخرجات التقرير وهذا يفترض انه غير صحيح.

 

محمد رمضان

كاتب وباحث اقتصادي


...........القبس الكويتية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



مصر: الإنقلاب على الديموقراطية وإنكسار محور الربيع العربي

الكاتب:




وسط تهليل الكثيرين، قامت قيادة القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الأزهر والكنيسة بإزاحة أول رئيس منتخب ديموقراطياً وإعتقاله وإعتقال قيادات من حكومته، وجمدت العمل بالدستور المنتخب ديموقراطياً وقامت بحل مجلس الشورى ذو الصلاحيات التشريعية وقد كان الجهة المنتخبة الوحيدة المتبقية في مصر. صفق البعض وهلل وطبل بل وشمت وكأن الإخوان هم فقط من سيدفع ثمن عودة العسكر للحكم وليس الشعب المصري كله ومن وراءه كافة العرب. لم يلاحظوا أبعاد إنهيار الديموقراطية في مصر ولم يلاحظوا الأبعاد الإقليمية الخطيرة لسقوط مصر مرة أخرى في قبضة سلطات غير خاضعة للمحاسبة أو المسائلة.

الإنقلاب على الديموقراطية

لم تكن أحلام الربيع العربي تتمحور حول الإتيان بالقائد الملهم الجماهيري العظيم لكي يحكم، بل على العكس، أتى الربيع العربي ليحطم أسطورة الحاكم المعجزة وليأتي الحاكم منتخباً من الشعب، مكبلاً بالدستور ومقيداً بمدة التعاقد المنصوص عليها، مراقباً من قبل المجالس البرلمانية والإعلام الحر وحرية الناس في الإعتراض عليه والتظاهر السلمي ضده. ولذلك فالإنتقادات (المستحقة وغير المستحقة) لحكومة الرئيس المصري محمد مرسي ليس لها علاقة بما يحاوله البعض من تبرير للإنقلاب العسكري، وهذه بداية ضرورية كي ننحي جل ترهات المؤيدين للإنقلاب ومنطقهم الركيك.

في دراسات الدمقرطة يوجد إتفاق على أن الإنقلابات دائماً نقيض للديموقراطية ونادراً ما تكون سبيلاً إليها ومن شبه المستحيل أن تكون سبيلاً مستداماً إليها. وعلماء السياسة الذين تخصصوا في دراسات الدمقرطة يقسموا الإنتقال الديموقراطي لمرحلتين أساسيتين: مرحلة الإنتقال نفسها (وهي التي بدأت بإنهيار رأس النظام الديكتاتوري في الدولة كما حصل في تونس ومصر واليمن) ثم مرحلة الترسيخ وهي المرحلة التي من دونها يصبح الرجوع للديكتاتورية أمراً محتملاً وسهلاً. وهذه المرحلة (والتي تقدر مدتها بعدد من السنوات لا يقل عن 10 سنوات ولا يتجاوز الـ20 عادة) هي المرحلة التي يرضى فيها كل اللاعبين السياسيين الأساسيين بنتائج الإنتخابات ومخرجات العملية الديموقراطية، بما في ذلك الأحزاب والقوات المسلحة ومؤسسات الدولة المختلفة. ومن الأمثلة على مفهوم الترسيخ ما حصل في اسبانيا بعد وفاة الديكتاتور فرانكو حيث دخلت اسبانيا حينها في مرحلة الانتقال، ثم بدأ السماح للجميع بالعمل السياسي بما في ذلك الأحزاب الشيوعية التي كان فرانكو يحاربها. بعد فترة بسيطة حاولت مجموعة من داخل القوات المسلحة أن تنقلب على الملك وتنهي هذا الانتقال الديموقراطي ولكن محاولتهم بائت بالفشل ومنذ ذلك الحين صار القبول بنتائج العملية الديموقراطية سمة من سمات السياسة الاسبانية وبالتالي يمكن إعتبار أن الديموقراطية الاسبانية قد بدأت تترسخ وصار القبول بمخرجاتها من مسلمات الحياة الاسبانية هناك، وهذا ما حصل فعلاً حين تعاقبت الحكومات المنتخبة بسلاسة، فلم يعد اليوم وارداً أن يعلن الجيش الاسباني فجأة أنه ازاح رئيس الوزراء وحل البرلمان مثلاً، وكذا الحال في باقي الديموقراطيات المترسخة. ورغم أن هذا الكلام معروف ومتداول من سنوات في دراسات الدمقرطة، ورغم كثرة الحالات ذات الصلة في أوروبا وأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا إلا أن البعض أصر على أن الإنقلاب الذي تلا "ثورة" 30 يونيو المزعومة هو تطور "ديموقراطي" غير مسبوق ودرس جديد للعالم في إرادة الشعوب … إلخ هذا الكلام المتهافت لمن أصر على إغلاق عينه عن الحقيقة الجلية وقرر أن كل الانقلابات العسكرية سيئة إلا هذا الانقلاب وأن تدخل الجيوش في السياسة يفسد العمل السياسي في كل دول كوكبنا بإستثناء الدولة المصرية، هكذا بدون سبب أو ضابط يجعل هذا الاستثناء المختلق مستحقاً لأي دراسة جادة.

وللأسف أنا هنا مضطر لأن أخوض قليلاً في نقض أسطورة "أن الإنقلاب لم يكن إنقلاباً" لدحض ما تم تكراره مراراً من انصار العسكر. بلى لقد كان انقلاباً مكتمل الأركان وتطبق عليه تعريفات الإنقلاب، فالإنقلاب يعرف بأن يقوم جزء من الدولة (عادة القوات المسلحة) بإزاحة رأس الدولة عن الحكم بشكل غير قانوني. ما حصل في مصر يتطبق عليه هذا التعريف، ولا يهم هنا لو كان ذلك مسبوقاً بمظاهرات أم لا، فوقوع المظاهرات ليست العامل المحدد هنا. وهناك العديد من الأمثلة على ذلك منها مثلاً الإنقلاب الذي حصل العام المنصرم في مالي والذي سُبق بأيام من المظاهرات المتواصلة التي شلت العاصمة وحاصرت القصر الجمهوري، لن تجد علماء السياسة يسموا ذاك الانقلاب بأنه ثورة، وبالتأكيد لن تجدهم يقولون أنه ليس انقلاب لأن ثمة مظاهرات خرجت ضد الرئيس قبله. وذلك بالرغم من أن قادة الانقلاب هناك لعبوا على نغمة "هذا ليس إنقلاب". ونفس الكلام ينطبق على الانقلاب التايلاندي في 2006 والذي سبقته أزمة سياسية أستمرت لعام تقريباً مثلما حصل في مصر وتضمنت الأزمة مظاهرات ضخمة للمعارضة. والأمثلة كثيرة ويطول سردها.

وهذا التعريف الواضح ينفي أيضاً أسطورة أن "إذا كان هذا انقلاباً فإن 25 يناير أيضاً إنقلاب" حيث أن سقوط مبارك جاء بتنحيه الشخصي والذي أعلنه نائبه بعد 18 يوم من المواجهات بل وقام بتكليف القوات المسلحة بإدارة البلاد، ثم ذهب لشرم الشيخ لفترة من الزمن. قارن ذلك بإنقلاب 3 يوليو حيث قامت قوات الانقلاب ولا أحد غيرها بإجبار محمد مرسي على ترك الحكم دون إرادته وأعتقلته هو ومستشاريه وعينت رئيس المحكمة الدستورية رئيساً مؤقتاً للبلاد بعد أقل من يوم واحد من المظاهرات رأينا فيه تجمع بشري ضخم في ميدان التحرير الملايين قامت قوات الأمن بإطلاق صفر رصاصة عليه.

والإنقلاب لم يكن فقط مخالفة للمتعارف عليه في الديموقراطيات ولكنه أيضاً كان تحطيماً لأحلام دولة القانون والمؤسسات حيث قام الإنقلاب بمخالفة الدستور المصري المنتخب ومخالفة تسلسل القيادة العسكرية، فالدستور ينص أن القوات المسلحة "محايدة لا تتدخل في الشأن السياسي" وينص على أن رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة، ناهيك عن سلسلة الأكاذيب التي روجتها قيادة الانقلاب قبل 30 يونيو مثل الزعم بأنه من المستحيل أن تنزل للشارع لإنهاء طرف سياسي دون آخر، والزعم بأنها لن تمتد أياديها على المصريين، والزعم قبل الانقلاب بيومين فقط أن "عقيدة وثقافة القوات المسلحة المصرية لا تسمح بانتهاج سياسة الإنقلابات العسكرية"، وبعد الانقلاب زعموا أن مرسي ليس معتقل وإنما موضوع في مكان آمن خوفاً على سلامته الشخصية، وغيرها من الأكاذيب والمخالفات التي قد استصغرها البعض رغم أنها الوصفة المثالية لعودة الدكتاتورية حيث يفتح الباب للجيش أن يخالف القانون ويحنث بالقسم الدستوري ويكذب على عامة الشعب. اليوم يفعل ذلك ضد حكومة مرسي وغداً سيفعل ذلك ضد خصومها، مادام الباب قد فتح فمن يملك إغلاقه ومادامت السابقة قد وقعت فمن يضمن أن لا تتبعها لاحقة؟

وفوق إزاحة الرئيس المنتخب قام الإنقلاب فوراً بتجميد العمل بالدستور وهذه جريمة أخرى وقام بحل مجلس الشورى رغم صدور قرار من المحكمة الدستورية قبل الانقلاب بأربع اسابيع فقط بأن يظل المجلس يعمل إلى حين عقد الإنتخاب البرلمانية، أي أن قيادة الإنقلاب قد ارتكبت سابقة أخرى وهي مخالفة أحكام السلطة القضائية وإلقاءها عرض الحائط. بالإضافة لذلك قام الانقلابيون فوراً بإغلاق قنوات الموالاة على التلفزيون ثم مع مضي الأيام قمعت بوحشية بالغة حق التجمع السلمي كذلك. اليوم يحتفل البعض بذلك لأنه تخلص من خصومه السياسيين، وغداً سيندم لأنه شرعن لحكم سلطة عسكرية لا يقدر على الوقوف في وجهها أي جهاز منتخب، بل كرست نفسها من أول يوم كسلطة فوق القانون وفوق الدستور وفوق السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة الرابعة الإعلامية وفوق حق التظاهر السلمي، ليس فقط الآن وإنما في المستقبل أيضاً. دعني أترجم لمن لم يفهم بعد: كل مكاسب الربيع العربي تم إلغاءها وكل السمات الرئيسية لعهد مبارك قد عادت.

سيحتج البعض مرة أخرى بأخطاء حكومة محمد مرسي وسيتحدث البعض حديثاً فلسلفياً مفاده أن الديموقراطية ليست فقط إنتخابات وأن مرسي رئيس "صندوقراطي" وليس ديموقراطي (علماً أن الكثير منهم لو سألته ما هي أنواع الديموقراطية التي يفضلها على الصندوقراطية لما استطاع ان يعدد لك نوعاً واحدة). ولنتغاضى هنا عن حقيقة أنه ليس من الإنصاف تقييم فترة حكم رئيس ما من خلال الحكم على أول سنة له في الحكم، أي ربع مدته، والتي كانت أول سنة ديموقراطية في تاريخ مصر والتي هي أيضاً أحد أكثر السنوات اضطراباً وشهدت تحديات جمة من الصعب على أي حكومة مواجهتها. الحديث عن أخطاء محمد مرسي وحكومته يطول وأخطاءهم كبيرة، ولكنها أخطاء يمكن مواجهتها ويتمتع المصري بهامش كبير لمقاومتها، بل أجبرت المعارضة الرئيس على التراجع عن العديد من قراراته وأجبر الإعلام وزارة الداخلية المصرية على الاعتذار عن حادثة السحل المشهورة التي وقعت في اشتباكات الاتحادية وأجبر جماعة الإخوان المسلمين على ادانة واقعة ضرب أحد كوادرها لفتاة أثناء مشادة أمام مقر الإخوان الرئيسي في المقطم، وخلافات مجلس الشورى مع عدة جهات رسمية مثل وزير الثقافة ووزير البترول بالإضافة لعرض وزير المالية للموازنة العامة على المجلس… إلخ، فكيف يقاوم المواطن المصري استبداد السلطة الانقلابية الآن وهي التي ترتكب مجزرة ضخمة مثل مجرزة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة دون مسوغ، في نفس يوم حوار المصالحة مع شيخ الأزهر، وبعد التوصل لاتفاق مع الإخوان بوساطة أوروبية؟ وتقتل عدد ضخم من الأبرياء تقدر بحوالي 600 شخص (أي أكبر من العديد من مجازر العدو الإسرائيلي وأكبر من العديد من مجازر نظام بشار الأسد) ثم لا تعتذر السلطات بل تبرر وتمتدح مجزرتها. ونفس السؤال ينطرح حول مجزرتي الحرس الجمهوري ومجزرة المنصة ومجزرة معتقلي أبو زعبل، وكذلك حول موجة الاعتقالات الواسعة ومخالفة الاجراءات القضاية ومزاعم التعذيب وحملة قمع وطرد وحبس السوريين والفلسطينيين وحصار غزة وسلسلة التحريض على القتل والإقصاء في المنتج الإعلامي والفني للإنقلابيين … إلخ.

كيف تخيل البعض بسذاجة أن من الذكاء إستبدال "الصندوقراطية" بالديكتاتورية العسكرية؟ لقد كانت مصر مكبلة بالإستبداد وها هي بعد ثورة يناير تنهض، ولا شك أن خطوتها الأولى كانت عرجاء ولكن هل الأولى أن تعيش مصر تجربتها إلى أن تتمكن من الخطو الواثق الصحيح أم أن نشنع على العرج ونستبدله بالشلل؟ أليس من حق الشعب المصري أن يكون تجربته بشكل طبيعي مثل شعوب العالم الأخرى وأن يمارس حقه في العمل السياسي السلمي فيصيب ويخطيء ويتعلم ويتطور وينتقل من درجة مبتدء إلى درجات أعلى وأرقى ويراكم تجربته السياسية؟ لا يعرف من صفق للإنقلاب حجم الضرر الذي حصل، وانخرطوا في تفاصيل معركتهم مع الإخوان رغم أن المعركة الحقيقة هي على مستقبل مصر ومستقبل الشرق الأوسط.

المسألة بسطية: بعد إنهيار النظام الديكتاتوري وبدء عملية الانتقال الديموقراطي سترى قفزات في الحقوق والحريات والمشاركة السياسية، ليست كافية ولكنها قفزات مهمة. المهتمين حقاً بالديموقراطية رأوا أن هذه القفزات على ما فيها من أخطاء هي خطوة أولى فقط في مشوار ترسيخ الديموقراطية وأنها أول الخطوات. وهذه القفزات التي تمتع بها المصريون مؤقتاً في السنة اليتيمة ليست هو الغاية، إنما هو الخطوة الأولى وكنا ننتظر بشغف الخطوات التالية في السنوات القادمة. ولا تحتاج أن تكون عبقرياً كي تدرك أن الأفضل هو استثمار هذه القفزة وتوسيع مكاسبها في ظل الظروف المواتية بعد سقوط مبارك، وليس إعادة العسكر لحكم مصر ومساعدة النظام السابق على وأد التجربة الديموقراطية! انهمك السذج في المعركة اللحظية مع الإخوان لدرجة أنهم ضحوا بكل التجربة الديموقراطية وضحوا بحق الشعب المصري في أن يخوضها وبتروا كل المشوار عبر خطوة مضادة تماماً لكل قيم الديموقراطية. وهكذا حطموا الهدف الأكبر لأجل تحقيق هدفهم الأصغر، واشتروا العمى بالعور.

وهنا يجب أن يكون واضحاً أن الهدف ليس تجاهل أو محو أخطاء وحماقات حكومة محمد مرسي، بل فقط وضعها في إطارها السياسي والتاريخي الصحيح. لقد كانت تلك أول سنة ديموقراطية في تاريخ الجمهورية المصرية منذ 60 عام وكانت البلاد كلها في حالة انتقال ديموقراطي وبالتالي كانت هذه الأخطاء متوقعة وفي نفس الوقت لم تكن حكراً على الحكومة وحلفاءها السياسيين بل جل المعارضة المصرية أيضاً متورط في حماقات سياسية مختلفة. والحديث يطول في تفصيل ذلك وقد يناسب مقالة أخرى غير هذه. كل هذه الظواهر والخيبات كانت طبيعية في أول سنة ديموقراطية. الأكيد بالنسبة لي هو أن دفع المسار الديموقراطي هو أفضل الحلول وأكثر حل يحمل عناصر الاستدامة في طياته.

إنكسار محور الربيع العربي

سيطر تصارع المحاور على سياسة الشرق الأوسط فترة طويلة، حتى أن أحمد الشقيري كتب في مذكراته أن جامعة الدول العربية عام 1947 " كانت سياسة (المحاور) تمزقها من الداخل". وقد تبلور محورين أساسيين في المنطقة في الفترة ما بين اغتيال الحريري في 2005 و وإلى ما قبل إندلاع الربيع العربي في 2011: محور "الإعتدال" ومحور "الممانعة". وبطبيعة الحال سياسة المحاور ديناميكية ومتغيرة وليست ثابتة طوال الوقت، وتبرز فيها أقطاب وتختفي مع كل حدث ضخم كما سأوضح أدناه في بعض الأمثلة. والشرح الذي سأقدمه هو مجرد مقدمة مختصرة عن سياسة المحاور ويتضمن وقائع تاريخية وتحليلات المختصين بالإضافة لبعض اجتهاداتي الشخصية في تفسير الأحداث.

فمثلاً مع إستيلاء عبد الناصر على مقاليد الحكم في مصر تشكل محور "التقدمية" ومحور الدول "الرجعية" ولعبت هذه المحاور دور رئيسي في نزاعات اقليمية عدة كحرب اليمن، وكانت تلك الاستقطابات متأثرة مباشرة بإستقطابات الحرب البادرة. ومثال آخر حين احتدم الصراع الاقليمي أثناء الحرب العراقية الإيرانية سارعت مملكات الخليج بإنشاء مجلس التعاون الخليجي بعد 8 أشهر فقط من بدء الحرب وتحالفت سوريا مع إيران مستغلة الفرصة التاريخية للي ذراع جارها اللدود صدام حسين، وما ان انتهت الحرب حتى قام صدام وحسني مبارك والملك حسين وعلي عبد الله صالح بإنشاء مجلس التعاون العربي كمحور آخر (واندثر سريعاً بعد حرب الكويت)، وحين قام صدام بالإستيلاء على الكويت نشأت محاور جديدة، وبعد هزيمة صدام في الكويت نشأ إلى حد ما محور يضم السعودية ومصر وسوريا (قد كانت مصر وسوريا بالإضافة للمغرب الدول العربية الوحيدة من خارج الخليج التي شاركت في الحرب) ولكنه لم يكن دائماً شديد الترابط. وهذا التنافس الاقليمي شكل جزء اساسي من أحداث كبرى كالحرب الأهلية اللبنانية. ورغم جسامة الأحداث التي تلت 11 سبتمبر مباشرة وخصوصاً إحتلال أفغانستان إلا أنها لم تؤثر كثيراً على سياسة المحاور العربية خصوصاً وأنه لم تكن لحكومة طالبان أي علاقات دبلوماسية مع الحكومات العربية بإستثناء السعودية والامارات (السعودية والامارات وباكستان هي الدول الوحيدة التي كانت تعترف بحكومة طالبان). ثم جاء عام 2003 ليتغير كل شيء مرة أخرى: سقطت العراق في يد الإحتلال الذي قادته أميركا، وصعد حلفاء إيران للواجهة في العراق والكثير منهم كانوا أصلاً مقيمين في إيران هرباً من نظام صدام حسين (كانت إيران مركزاً للعديد من رموز وأعضاء حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وفيلق بدر) ومالبث أن تعقد الوضع ببروز الخلاف السعودي السوري بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005 وحينها دخلنا في حالة جديدة من المحاور استمرت تقود الصراع الاقليمي إلى ما قبل الربيع العربي، حيث تقف السعودية ومصر على رأس محور "الاعتدال" ومعهم بعض دول الخليج والأردن والسلطة الفلسطينية وحلفائهم في لبنان (غير صحيح أن دول الخليج متطابقة في موقفها من الصراع الإقليمي، فسلطنة عمان مثلاً تكاد تكون مثل نظام بن علي، محسوب على المحور ولكنه خامل، وقطر حالة خاصة يصعب تصنيفها مع أي من المحورين، والكويت من محور الاعتدال بلا شك ولكن العمل البرلماني والحراك الشعبي كان دائماً ما يلجم سياستها الخارجية عن الإنجراف في المحور) بينما تتزعم إيران وسوريا رأس محور "الممانعة" ومعهم بعض القوى السياسية في العراق ولبنان وحركتي حماس والجهاد في فلسطين. طبعاً هذا لا يعني أن الصراعات الداخلية لم تكن حاضرة، فمن ناحية لا يوجد محور منهما متجانس بالكامل مع نفسه ومن ناحية أخرى توجد دول اخرى تلعب دوراً في بعض الأحيان وتدخل في معادلة المحاور برغبتها أو بالرغم عنها، مثل السودان واليمن.

ومن الأمثلة الواضحة على هذا الاستقطاب والتي تستحق أن تشرح هي ما حصل في 2006 أثناء العدوان الصهيوني على لبنان وذلك قبل أن يخسر حزب الله تأييد الجماهير العربية له بتدخله الحالي لدعم النظام الإرهابي في سوريا. ومن الطبيعي أن سرد تفاصيل التنازع الإقليمي في تلك الحرب يطول، ولكن بإختصار بدأت السعودية بإصدار بيان يدين "المغامرات" التي أدت لنشوب الحرب في إدانة لحزب الله مما شكل أول مخالفة للمواقف البروتوكولية المعتادة التي تأتي على سياق "نقف مع حق الشعب الفلسطيني واللبناني في المقاومة المشروعة … إلخ"، ثم ما لبث أن صدرت تصريحات شبه متطابقة من الحكومتين المصرية والاردنية. لاحقاً قال السفير السعودي في واشنطن تركي الفيصل أن حزب الله يخوض مغامرة طائشة تحت ستار المقاومة واستهدف وزير الإعلام السعودي إياد مدني حركة حماس مع حزب الله حين انتقد ما أسماه "العناصر المنفلتة" في فلسطين ولبنان، في نفس الوقت صرح ملك الأردن بأن المشكلة هي الخلاف العربي الإيراني وليس السني الشيعي، وهذا إقرار بأن الصراع الاقليمي كان مكوناً أساسياً لتوزع المواقف في الحرب. وطبعاً المكون الطائفي هو جزء من التنافس العربي الإيراني ولذلك قام كل محور بإستدعاء مواقف مؤيدة له من علماء من السنة ومن الشيعة. بالإضافة لذلك ظل هذا المحور يطالب أثناء الحرب بضرورة بسط الدولة اللبنانية لسيطرتها على كافة أراضيها وهو مطلب موجه ضد حزب الله بشكل رئيسي كما أخذت تطالب بدخول قوات متعددة الجنسية للبنان. وشكلت هذه التصريحات وغيرها صلب موقف محور "الاعتدال". في نفس الوقت وقفت إيران وسوريا وحماس والأحزاب الموالية لإيران في العراق مع حزب الله وأدانوا مواقف محور "الإعتدال" وظلوا يطالبوا بدعم المجهود الحربي ضد إسرائيل وتأسيس حواضن لحركات المقاومة ورفضوا مطلب دخول قوات متعددة الجنسية للبنان واقترحوا بدلاً عن ذلك توسيع مهام اليونفيل. وكانت اليمن نموذج على دول الطرف (أي ليست من الدول الأساسية والتي تسمى بدول المركز) في الصراع ما بين المحورين حيث دعت الحكومة اليمنية لإنعقاد قمة عربية طارئة لبحث الحرب ثم يبدو أنها تعرضت لضغوط ما فسحبت دعوتها وعللت ذلك بأنها تخشى أن تزيد القمة العربية من حدة الخلاف بين الدول العربية.

محرقة غزة في أواخر 2008 وأوائل 2009 أيضاً نموذج على سياسة المحاور وخصوصاً فيما يتعلق بالجزئية الأخيرة الخاصة بإنعقاد القمم العربية حيث تم عقد ثلاث قمم عربية في ثلاث أسابيع (قمة مجلس التعاون الخليجي الطارئة في الرياض والقمة العربية في الدوحة والقمة العربية الاقتصادية في الكويت) كأحد أوضح أفرازات صراع المحاور. فعلى سبيل المثال قاطعت دول عربية إجتماع الدوحة وحصلت ضغوطات على الدول التي لم تحدد موقفها كي لا تشارك إلى أن نجحت هذه الضغوط في جعل عدد الدول المشاركة ينخفض إلى 14 أي أقل من النصاب القانوني بدولة واحدة فقط، ولعل البعض يذكر حينها تصريح أمير قطر "نصاب هذه القمة، قمة غزة، ما إن يكتمل حتى ينقص  حسبي الله ونعم الوكيل". وفي حين اكتفت قمة الكويت بإصدار التصريحات المعتادة حول المطالبة بوقف إطلاق النار وإنسحاب القوات الإسرائيلية وما شابه، كانت قمة الدوحة طالبت بتعليق المبادرة العربية للسلام ووقف تطبيع العلاقات مع إسرائيل (وهو ما قامت به قطر وموريتانيا فعلاً) وتحدثت بصراحة عن حركات المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حماس والتي لم يذكرها بيان قمة الكويت أصلاً. علماً أن إيران وحركة حماس كانا من بين الحضور في قمة الدوحة. ومن الملفت أيضاً أن جريدة الشرق الأوسط (التي تعتبر مع قناة العربية الناطق غير الرسمي بإسم السياسة الخارجية السعودية) وصفت قمة الكويت بأنها الكويت " أضخم حدث في تاريخ العلاقات العربية" وفي نفس الوقت كتب رئيس تحريرها آنذاك مقالاً ينتقد قمة الدوحة بعنوان "مسرحية الدوحة" اعتبر فيه أن هدف القمة الحقيقي هو "إلغاء الدور العربي الفاعل، والصادق، من قبل كل من السعودية ومصر".

هذه أمثلة مختصرة عن كيفية تنازع المحاور، وهذا التنازع كان له انعكاسات أخرى يطول النقاش حولها في لبنان والعراق واليمن، وكلها مرتبطة بصراع المحاور الدولية أيضاً المتمثلة بشكل أساسي في روسيا واميركا مع حليفتها الاقليمية اسرائيل.

ثم جاءت سيدي بوزيد.

في فترة بسيطة سقط زين العابدين بن علي الذي يعتبر لاعباً إقليمياً خاملاً ولكنه محسوب على محور الاعتدال، ثم سقط حسني مبارك أحد أهم أركان محور "الإعتدال" ثم انتقلت الانتفاضات إلى البحرين واليمن وهما أيضاً من دول الاعتدال، واندلعت الثورة المسلحة في ليبيا ضد نظام القذافي الذي كان قد دخل في مرحلة من اللاهوية بعد سنوات طويلة قضاها في دول "الممانعة"، وكانت الاحتجاجات ضخمة في دول أخرى تحسب على محور الاعتدال أبرزها الكويت حيث تمكنت موجة الاحتجاجات هناك من اسقاط رئيس الوزراء، وكذلك المغرب حيث تغيرت القواعد السياسية والدستورية للبلاد بسبب الاحتجاجات، وبدرجة أقل في الأردن ثم بدرجة أقل في سلطنة عمان، وكل هذه الدول تحسب على محور الإعتدال بدرجة أو بأخرى. وكان ذلك ليكون خطيراً على المنطقة لأنه يفتح الباب لمحور "الممانعة" كي يستفرد بالمنطقة بلا منافس، ولكن هذا الخطر المحتمل لم يتحول لحقيقة بسبب إندلاع الثورة السلمية في سوريا والتي تحولت الآن لحرب أهلية ومستنقع للنزاع الإقليمي والدولي، فقد وجهت ضربة مدمرة لمحور "الممانعة" حيث صار ينفق الجهود والأموال الضخمة في محاولة لإبقاء الأسد في السلطة، وخسر المحور أحد أهم أعضاءه حين قررت حركة حماس ان تتخذ موقف أخلاقي بالبعد عن تأييد النظام السوري ثم بدأت تعارضه علناً مما كلفها مقراتها وقواعدها المهمة في سوريا، وطبعاً فقد هذا المحور تأييد الملايين من العرب حين شاهدوا وحشية وهمجية النظام السوري وحلفاءه الذين أخذوا يتقاطرون من العراق ولبنان لدعم الطاغية.

إذن في المحصلة تعرض كلا المحورين لتراجع كبير وتضعضع غير مسبوق، وهنا بدأت تنشأ بوادر ظهور محور ثالث يحمل مؤهلات إنتشال الشرق الأوسط من الجحيم المستحكم: محور الربيع العربي، والذي لو تشكل لتشكل أساساً من مصر وتونس فليبيا ثم اليمن، وبدرجة أقل الكويت والمغرب، بالإضافة لقطاع غزة وتركيا وقطر (والنظام القطري دخل في شكل بسيط من أشكال التحول الديموقراطي حين وعد في 2011 بإيجاد برلمان منتخب في 2013 ولكن مع ملاحظة أنه سبق أن وعد بذلك أكثر من مرة وأخلف). ليس محوراً مثالياً، ولكن كما سبق أن ذكرت: المحاور في حالة ديناميكية، تتشكل وتتغير طيلة الوقت، والأمل أن تمر شعوب هذه الدول بتجربة ديموقراطية وتطورها مما يؤدي لتطوير المحور الجديد ويصبح بعد سنوات قوة حقيقة قادرة على أن تلجم جنون سياسة المحورين وقادرة على أن تروج للديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات في المنطقة في ظل ضعف المحورين. وأود أن أشير هنا إلى أن البعض أسماه "محور الاسلام السياسي" وهذا غير دقيق لأنه لو كتبت الاستمرارية للتجربة الديموقراطية العربية لوجدنا أن الإسلام السياسي سيخسر الإنتخابات لاحقاً مثلما ربحها حالياً لأن النظم الديموقراطية توفر المجال للتداول السلمي للسلطة، علماً أن الإسلاميين في ليبيا لم يحققوا المركز الأول في الانتخابات بعد الثورة. ومن ناحية ثانية فإن السلفية السعودية والتشيع الإيراني وحلفاء كل منهما في المنطقة يمثلون نماذج من الإسلام السياسي، ولكنهما بالتأكيد ليست ضمن محور الربيع العربي، لذلك فإن تسميته بمحور الإسلام السياسي غير دقيقة، ويتأكد هذا إذا نظرنا لبعض نماذج الإسلام السياسي في السودان وباكستان بالإضافة لنموذج القاعدة.

بدأت بوادر المحور الجديد تتشكل أسرع مما تصور البعض وفي نفس الوقت تحرك محوري "الاعتدال" و"الممانعة" لمحاولة إنقاذ نسيهما. ومن الملفت أن حدة أحداث الربيع العربي دفعت باللاعبين الدوليين (أميركا وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي) إلى الوراء ودفعت باللاعبين الاقليمين ليتصدروا الصراع، وهذا برز مثلاً في إصرار السعودية على المحافظة على حسني مبارك حتى بعد أن تخلت عنه أميركا (وهو ما أكده تركي الفيصل لاحقاً) ويبرز الآن في قيادة السعودية وقطر وايران للصراع في سوريا بإندفاع يفوق أحياناً قدرة أميركا وروسيا والصين على الإحتواء أو اللجم. النظر من هذه الزاوية، زاوية الحراك الاقليمي المحتدم بين المحاور، يعطينا قراءة مختلفة وتفسير آخر للكثير من الأحدث التي سأسرد بعضها ولكن دون تحليل معمق لأن ذلك سيطول.

برزت سريعاً ملامح المحور الجديد الذي كان في طور التشكيل، منها على سبيل المثال التحسن الكبير في العلاقات بين غزة ومصر وتخفيف الحصار بشكل كبير، إعطاء السوريين في مصر الكثير من الحقوق التي حرموا منها في دول عربية أخرى، دفعة قوية في مختلف مجالات التعاون بين دول الربيع العربي وتركيا، تصريح المنصف المرزوقي بأن تونس سترسل قوات لسوريا بعد سقوط الأسد وستساهم مع تركيا في إعادة الأمن، وزيارة الحكومة القطرية لقطاع غزة (وفي نفس الوقت تقريباً قامت حكومة الإمارات بدعم محمود عباس بأكثر من 40 مليون دولار) وكذلك زيارات رسمية من الحكومتين التركية والمصرية للقطاع وتصريح اردوغان بأنه سيزور القطاع (وهو ما لم يحصل ويبدو الآن انه لن يحصل)، وكذلك رأينا كيف انه بعد نجاح الانتفاضة الكويتية في اسقاط رئيس الوزراء وفي نيل برلمان جديد اكتسحه الاصلاحيون رد رئيس البرلمان الكويتي احمد السعدون على دعوات السعودية بوحدة خليجية بأن دعا لارساء الديموقراطية أولاً قبل الاتحاد، وقال ان دول الخليج يجب ان تكون متناغمة في ما بينها في مجال احترام حقوق الانسان وحرية التعبير والمشاركة الشعبية قبل ارساء دعائم الاتحاد المزمع. وقد كان الأمل كبيراً في أن تكون الكويت قاطرة تجر الخليج نحو المزيد من الإنفراج في الحقوق والحريات والمشاركة السياسية لو انهيار ربيعها بعد الحكم بحل البرلمان وإقرار قانون الصوت الواحد.

في الناحية الأخرى حاول محور "الممانعة" لملمة نفسه فأخذ يضغط على حركة حماس كي تقف مع نظام الأسد وصار يستقوي ببعض التنظيمات الفلسطينية الصغيرة الموجودة في سوريا مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وبدء في إرساء سفنه البحرية في البحر الأحمر في موانئ السوادن في تعاون عسكري لا نعرف تفاصيله، وقبل أيام كانت الزيارة العسكرية الثالثة في أقل من سنة لموانئ السودان، وفي الجزائر صرح وزير الداخلية بأن العلاقات مع ليبيا ستتوتر إذا وصل الثوار إلى الحكم، وقد قامت الجزائر فعلاً بإستضافة أفراد من عائلة القذافي، وهنا جزء من المحاور الدولية أيضاً لأن الجزائر على علاقة جيدة بموسكو ومن أكبر مستوردي السلاح الروسي. ويلاحظ أن الجزائر أيضاً أعلنت رسمياً عن استغرابها من دعوة المغرب للإنضمام لمجلس التعاون الخليجي.

أما محور "الاعتدال" فكانت هناك محاولات لإدخال الأردن والمغرب في مجلس التعاون الخليجي ثم محاولات لإنشاء وحدة خليجية عاجلة ثم محاولات لإنشاء وحدة سعودية – بحرينية قالت سميرة رجب أنها ستكون حول أربع ملفات وهي "الأمن والدفاع والإقتصاد والشؤون الخارجية" أو بمعنى آخر كل الملفات الأساسية، بالإضافة طبعاً للإتفاقية الأمنية الخليجية. وفي المغرب  طالب الملك بإنشاء نظام مغاربي جديد بين دول المغرب الخمسة وتسرب أن الحكومة الأردنية قلقة من ما سمي إعلامياً بـ"محور غزة"، وتناقلت وسائل إعلامية أيضاً خبراً غير مؤكد مفاده أن ملك الأردن عبر عن قلقه في اجتماع مع شخصيات اردنية من "المحور المصري التركي القطري" وتحدث عن تقاطع مخاوفه هذه مع مخاوف السعودية من نفس المحور. ومثال آخر حصل بعد أن تم حل البرلمان الكويتي عبر المحكمة الدستورية – بنفس طريقة حل البرلمان المصري – حين تم البت في الاتفاقية الأمنية الخليجية المعدلة وقف أحمد السعدون ضدها وأدان ما اسماه "الإتجاهات الأمنية القمعية التي يتضح أن دول المجلس تتجه إليها" واعتبرها اغتيالاً للحريات، تخيل هنا المكاسب التي يمكن ان يحققها المواطن الخليجي من مجرد رفع نسبة الدمقرطة في دولة واحد كالكويت؟. أما البرلمان الكويتي الحالي والذي قاطعت المعارضة انتخاباته فقد دفع بإتجاه بنود اتفاقية أمنية مع الاردن ايضاً تتضمن التعاون في "المعلومات حول نشاطات وجرائم الجماعات والتنظيمات الارهابية والمعادية المخلة بأمن واستقرار البلدين". وقد لا يعلم البعض أن الاتفاقية الخليجية الجديدة تفتح الباب لدخول القوات الأمنية الخليجية – وليس العسكرية – إلى أي دولة خليجية تطلب منهم ذلك في مواجهة "الاضطرابات الأمنية" في تجسيد للعقلية الأمنية وخوفها من رياح التغيير. ومن ملامح هذه المحاور أيضاً أن وزير الداخلية البحريني ألقى كلمة مؤخراً في اجتماع وزراء الداخلية الخليجيين تضمن إدانة لمن اعتبرهم تابعين لجهات مثل إيران والقاعدة والإخوان المسلمين في دول الخليج (واختص السعودية والامارات والبحرين) ومدح قمع السلطات الكويتية للمتظاهرين واعتبر أن قوات الأمن الكويتية تمكنت من " السيطرة على الوضع بما يكفل حرية التعبير وفق الضوابط القانونية" وتحدث عن الاتفاقية الأمنية وقال ما نصه "يبقى الخطر الذي يستهدف الأنظمة العربية في دول المجلس هو الذي يعنينا جميعاً" دون الإشارة للشعوب الخليجية. ولا يفوتنا هنا إستضافة السعودية لزين العابدين بن علي واستمرارها في ذلك حتى بعد تصريح الحكومة التونسية بأنه يتلاعب بأموال تونس من مقره في السعودية، وكذلك الاستضافة المؤقتة لعلي عبد الله صالح في السعودية والتي استعملها كمقر سياسي يلقي منها خطاباته ويحضر بالبث المباشر مؤتمرات مع حزبه وما تلى ذلك من توقيع للمبادرة الخليجية التي وفرت له ولرموز نظامه الحصانة التي بسببها لا يزالوا يلعبون دوراً سياسياً في اليمن (إلى اليوم وعلي عبد الله صالح هو رئيس حزب المؤتمر الحاكم)، وهناك أيضاً استضافة أحمد شفيق في الامارات واستعماله لها ليس فقط كمكان آمن يهرب فيه من القضايا التي عليه (وقد هرب بعد يومين فقط من خسارته للإنتخابات إلى السعودية أولاً ثم إلى الإمارات) ولكن أيضاً كمنبر سياسي يقود منه حملته التحريضية وكمكتب سياسي أصدر منه تصريحات خطيرة تمس الأمن القومي المصري (منها على سبيل المثال حثه قبل الانقلاب مباشرة لتدخل الجيش وحثه للبرادعي أن يتواصل مع قيادات الجيش لتسهيل ذلك، واعترافه انه على تواصل مع تلك القيادات العسكرية) مما يشكل عدواناً صريحاً من الإمارات على مصر. وقد يكون من المفيد هنا أن نستشهد بما قاله البرلماني والقانوني المصري عصام سلطان أثناء الأزمات السياسية المتكررة بين الحكومة وجبهة الإنقاذ بأن ثمة ضغط خارجي "وضغط قوى إقليمية وخليجية لتولى أحد شخصين من قيادات جبهة الإنقاذ رئاسة الحكومة". ومن ملامح حراك المحاور أيضاً أن السعودية والكويت والامارات والاردن دعموا الانقلاب العسكري في مصر سياسياً وأيضاً بالمال والسلاح (واعترف احمد شفيق علناً بأنه لعب دور في تسليح الإمارات للقوات المصرية بعد الانقلاب) وأصدرت الحكومة السعودية مباشرة خطاباً للتهنئة برمضان كان في الحقيقة خطاب النصر على الربيع العربي وذلك عبر عبارات شديدة مثل "لن نتسمح أبدا بأن يستغل الدين لباسا يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة".

وثمة تصريح لأوباما ذو أهمية كبيرة ولكنه مر دون ضجة، وذلك حين قال – قبل الانقلاب – بأن هناك وضع جديد في الشرق الأوسط "لا تستطيع فيه اسرائيل الاعتماد فقط على مجموعة من الحكام المستبدين ليسيطروا على الأمور في المنطقة". وهو في الحقيقة إعتراف محوري بحقيقة الكثير من السياسات الاقليمية في المنطقة.

ولذلك لم يكن مستغرباً أنه بينما كان محور "الاعتدال" يسعى للحرب في سوريا مثله مثل محور "الممانعة" كان محور الربيع العربي يحاول خلق حلول جديدة. هذه الحلول التي اقترحت مثل اقتراح المنصف المرزوقي بأن يمنح بشار الأسد مخرجاً آمناً ويعيش في تونس – بغض النظر عن عيوب هذا المقترح – هي من المؤشرات على وجود فرصة تاريخية لكسر إحتكار المحورين للسياسة الاقليمية. و هذا الرصد متسق مع ما حصل مثلاً في أول الثورة السورية بمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حين جاء التصويت لأجل البدء في تحقيق أممي بسوريا فرفضت السعودية والبحرين والاردن وقطر التصويت لهذا القرار. والآن بعد من عامين ونصف لدينا الآن كتلة دولية تطالب بإحالة ملف سوريا لمحكمة الجنايات الدولية تتضمن 64 دولة ليس من بينها أي دولة عربية سوى تونس وليبيا.

وكم كان المنظر سريالياً حين رحبت دول كالسعودية والامارات والكويت بالإنقلاب وفي نفس الوقت رحبت دول كسوريا والعراق به أيضاً. فبالرغم من وقوعهم على طرفي النقيض في السياسة الاقليمية إلا أنهم اتفقوا على خطورة محور الربيع العربي وأهمية تحطيمه.

ولم يكن غريباً أن السياسة الاقليمية تغيرت مباشرة بعد الإنقلاب، فزاد الحديث عن ضربة عسكرية غربية لسوريا، وبدأت مفاوضات "السلام" في فلسطين وعودة بين سلطة محمود عباس والعدو الصهيوني. وطبعاً ما أن وقع الانقلاب حتى بدأ تدمير أنفاق غزة وبدأ العقاب الجماعي والترحيل للفلسطينيين والسوريين من قبل سلطات الانقلاب مصحوباً بموجة من التحريض الإعلامي ضدهم التي وصلت للتحريض على الإعدام الميداني. وأخذت سلطات الانقلاب تهاجم الحكومة التركية وتضيق على تأشيرات السفر بين البلدين واستدعت السفير التركي ثم التونسي.

وتوالت المواقف والتصريحات التي تشير للتغيرات الإقليمية وربما كان من أبرزها تصريح أحد أهم قادة الصهاينة، اللواء عاموس جلعاد، حين كال المديح للسيسي وعبر عن فرحه لعدم وجود حلفاء لحماس في المنطقة الآن، وتحدث عن عودة المحور الموالي لأميركا في المنطقة وذكر بالإسم مصر والسعودية والاردن، قائلاً ان دول هذا المحور تدرك أن مصالحها مرتبطة بمصلحة إسرائيل. وقد شاركه مسؤول صهيوني رفيع آخر الرأي حين قال أن المحور المعادي للإخوان المسلمين هو "محور العقل" في المنطقة. يذكر هنا أن جلعاد كان قد صرح في نوفمبر الماضي أنه لا يرى سوى فرص ضئيلة للمحادثات بين اسرائيل وحكومة مرسي وأن "الرئيس المصري مرسي لا يستطيع أن ينطق عبارة دولة إسرائيل" وأنه "لا يوجد أي حوار بين كبار المسؤولين الاسرائيليين وبين هذا الرئيس ولا اعتقد أنه سيكون هناك حوار". في المقابل صرح نائب رئيس الوزراء التركي بأن الأنظمة الملكية العربية تريد نظاماً تابعاً لها في مصر وأنها تخشى من نجاح التجربة الديموقراطية وأنها ترغب في تحطيم محور الديموقراطية وحقوق الإنسان الناشيء في المنطقة و" من لا يستطيع أن يرى ذلك لابد أنه أعمى".

كان المأمول أن تتطور دول محور الربيع العربي وتمضي في مشوارها وتجربتها قدماً، وهذا بدوره سيمنحها ثقل إقليمي يمكنها من لعب دور أفضل في كافة الملفات الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية الدمقرطة وحقوق الإنسان. ومن النماذج المحتملة لذلك أن تقوم بعض هذه الدول بإنشاء تحالفات اقتصادية مغرية وفي نفس الوقت تتضمن الإنتصار لنواحي حقوقية معينة، وبإدخال دول ديكتاتورية في هذه التحالفات تكون هناك فرصة لدفع هذه الدول نحو المزيد من الدمقرطة وحقوق الإنسان عبر الإغراءات الاقتصادية والتنموية المختلفة أو عبر فرضها في شروط الإنضمام. وقد كان من المثير أن نرى قرار تونس بمنح مواطني الجزائر والمغرب وموريتانيا حرية الدخول الى اراضيها بدون جوازات سفر ومنحهم حرية التنقل والاقامة والعمل والاستثمار والاستملاك بل وحق المشاركة في الانتخابات البلدية (وتم استثناء ليبيا بسبب الظروف الأمنية) فما كان من الجزائر – كما هو متوقع – إلا أن رفضت الإنضمام لمثل هذه الخطوة.

خاتمة: هل مات الحلم؟

نحن رأينا الانتقال الديموقراطي في العالم العربي كخطوة في سبيل المزيد من الاستقلال الوطني وخطوة لترسيخ الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات وكخطوة لكسر جمود محوري "الممانعة" و"الاعتدال" وخطورة سياساتهما. نحن لم نر أن تجربة دول الربيع العربي إلا كخطوة في مشوار طويل والمهم منه هو الوجهة، على عكس من انغمس حتى قمة رأسه في انتقاد كل خطأ محتمل في هذه الخطوة الأولى وكأنها هي نهاية المشوار وآخر الطريق. وأحياناً أتسائل هل يدركوا أن فترة عامين ليست سوى أقل من غمضة عين في التاريخ؟ هل يدركوا مثلما يدرك اي إنسان أن الإصلاح والبناء يتطلبا وقتاً وجهوداً كبيرة ولا يأتيا بشكل تلقائي بعد إسقاط الأنظمة؟

حصل الإنقلاب في مصر فتراجعت كل أحلام الربيع العربي وخسرنا أكبر مصر التي كانت أكبر مكسب من هذا الربيع، وخسرنا أحلامنا بالمضي قدماً في الديموقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وخسرنا أحلامنا في نشوء محور عربي جديد قادر مع مرور الوقت على مواجهة الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي معاً عبر التداول السلمي للسلطة وخضوع السياسية لسلطة الناخبين وللمراقبة الشعبية الفعالة. تعثر الحلم الكبير وكانت النتيجة المباشرة لوحدها تتمثل في آلاف القتلى والجرحى والأسرى. أما النتائج غير المباشرة فهي في علم الغيب وستتظهرها لنا الأيام.

أنبيك أن الحمى ملهب *** وواديه من ألم مفعم

ويا ويح خانقه من غد *** إذا نفس الغد ما يكظم

...............

المقال








مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق