1 |
العودة القوية لعدوَ الإخوان ومُعلَم السيسي..الجنرال "محمد التهامي" |
كتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في القاهرة، ديفيد كيركباتريك (DAVID KIRKPATRICK) تقريرا عن أحد أقوى الجنرالات المصريين في عهد السيسي مدير المخابرات العامة، محمد التهامي. بعد مرور عام على الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، واجه الرجل المسؤول عن اجتثاث الفساد الحكومي، الجنرال محمد فريد التهامي، وابلا من المزاعم والاتمامات العلنية بأنه غطى عمدا وتستر على سنوات من المحسوبية والصفقات الشخصية. وعلى الفور، تحرك الرئيس محمد مرسي ضد الجنرال وفتح المدعي العام وأعضاء النيابة تحقيقا عن فساد الجنرال، والخبر غطته أكثر الصحف، وبدا أن حياته المهنية انتهت بفضيحة مدوية. ولكن الجنرال يعود اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى. ذلك أن ربيبه وصديقه، الجنرال عبد الفتاح السيسي، أطاح بالرئيس مرسي قبل نحو أربعة أشهر، وكان أول تحرك تقريبا للحكومة الجديدة إعادة تأهيل الجنرال التهامى وتعينه رئيس للمخابرات العامة، أحد أقوى الأجهزة في مصر . وينقل الكاتب عن دبلوماسيين غربيين ومصريين مقربين من الحكومة، قولهم إن التهامى برز كأحد أكبر المحرضين على الحملة القاتلة على الإسلاميين الرافضين للانقلاب وأنصار الرئيس، في محاولة لسحق جماعة الإخوان. كما اختفت كل آثار اتهامات الفساد التي وُجهت له من قبل أحد محققي النيابة العامة. "ماذا حدث لأدلة محققي النيابة العامة على فساده وعرقلته لسير العدالة؟ تساءل "حسام بهجت"، واحد من الحقوقيين القلة في مصر الناقدين للجنرال التهامى في العلن. وأضاف: "لماذا عاد من التقاعد بقوة صبيحة استيلاء الجيش على السلطة؟". ويقول منتقدو التهامى إنه رجل مبارك الأساسي، الحارس المختار لنظام الفساد والإفلات من العقاب. وعودته السريعة والصامتة، وفقا لنقاده، يشير إلى استعادة النظام القديم للسيطرة بعد استيلاء الجيش على السلطة. وتساءل "يزيد صايغ"، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "من بين جميع الأشخاص المؤهلين في مصر، لماذا جُلب الجنرال التهامى، الذي تجاوز سن التقاعد وتحوم حوله الشبهات؟ لماذا هو مطلوب على عجل إلى هذا الحد؟". ويقول مسؤولون غربيون اجتمعوا مع الجنرال التهامى وغيره من كبار مسؤولي الحكومة التي يقودها الجيش، حيث إنه ميز نفسه بسرعة كأكثر المدافعين عن الحملة القمعية القاتلة تأثيرا. وكشف دبلوماسي غربي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة اجتماعات خاصة مع التهامى، لكاتب التقرير، أنه "كان الأكثر تشددا وعدو الإصلاح الأول"، وأضاف: "تحدث كما لو أن ثورة 2011 لم تحدث أبدا". الجنرال السيسي ووزراء مدنيين حوله تعهدوا في البداية بمحاولة ضم أنصار المرسي مرسي من الإسلاميين في العملية الديمقراطية الجديدة. ولأكثر من شهر، بدا أن الجنرال سيسي كان ينظر في حجج نائب الرئيس السابق محمد البرادعي وقلة آخرين في الحث على ضبط النفس وإجراء المصالحة مع الإسلاميين الذين كانوا قد نزلوا بعشرات الآلاف في اعتصامات احتجاجا على الانقلاب. ولكن في غضون أيام من استيلاء الجيش على الحكم، رفض الجنرال التهامى أي إدراج لجماعة الإخوان في العملية السياسية الجديدة. "أعضاؤها إرهابيون يجب استبعادهم وسحقهم"، كما جادل الجنرال التهامى، وفقا لمسؤولين غربيين التقوا به. وبحلول منتصف أغسطس، تغلب رأي الجنرال التهامى: اقتحمت قوات الأمن الاعتصامات الإسلامية ، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من ألف متظاهر في أكبر عمليات القتل الجماعي في التاريخ المصري الحديث. اعتمدت جميع الشبكات التلفزيونية المصرية الحكومية والخاصة الدولة المفردات نفسها التي اعتمدها الجنرال التهامي: "مصر تحارب الإرهاب"، وقامت بتثبيتها على شاشاتها. واتهم الإسلاميون الجنرال التهامى بالانتقام من الرئيس مرسي: "الانتقام حافز قوي"، كما قال "وائل هدارة"، مستشار مرسي السابق، الذين يعيش الآن في كندا. وجهاز التجسس المصري كان لا يثق بالرئيس مرسي، بخلاف ما كان عليه الوضع أيام مبارك، وفقا لمصريين وغربيين اجتمعوا مع كبار مسؤولي المخابرات . في يونيو الماضي، دعا مسؤول كبير بالمخابرات علنا المصريين للانضمام إلى مظاهرات تطالب الإطاحة بالرئيس مرسي، ومنذ ذلك الحين ذكرت تقارير إخبارية ذات مصداقية أن المخابرات تجسست على السيد مرسي لجمع المعلومات التي قد تُستخدم ضده، ربما في محاكمة جنائية. في المقابل، كان للجنرال السيسي، الحاكم الفعلي الجديد في مصر، علاقة طويلة مع الجنرال التهامى، إذ إنهما تدرجا معا من خلال صفوف المشاة المصرية، حيث أصبح الجنرال التهامى (66 عاما) معلم ومرشد السيسي (58 عاما) وفقا لمسؤولين مصريين وغربيين على معرفة بكلا الضابطين. وكان الجنرال التهامى قد شغل منصب رئيس المخابرات الحربية، وساعد في اختيار الجنرال السيسي خلفا له. وكان ذلك عندما تولى الجنرال التهامى سلطة الرقابة الإدارية، وهي وكالة سرية يديرها الجيش المصري. وهو مزيج فريد من جهاز الأمن الداخلي ومكتب التدقيق. ويقول المؤرخون إن الرئيس جمال عبد الناصر أنشأه السنوات التي تلت الانقلاب العسكري عام 1952، للحفاظ على التوسع البيروقراطي المدني الأكبر للجيش. وعندما سلَم مبارك السلطة للجنرالات في عام 2011، قدم العقيد فتحي، المحقق، ملفا مفصلا للنيابة العامة يتهم فيه الجنرال التهامى بالتواطؤ في قضايا الفساد، كما قال العقيد في وقت لاحق. وأضاف: لكن القضية تم تحويلها بسرعة إلى محكمة عسكرية واختفت. وبعداستيلاء الجنرالات على السلطة في أغسطس الماضي، أعلن العقيد فتحي في مقابلة تلفزيونية أن الجنرال التهامي "هو أحد أسباب الفساد الذي عانت منه مصر على مدى السنوات 30 الماضية". وأضاف: "كانت مهمته حماية النظام السابق". |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
محمد عبدالله الهويمل | |
25-12-1434 06:14 موقع المثقف الجديد – محمد عبدالله الهويمل : الأستاذ إبراهيم البليهي من الأسماء الثقافية التي صعدت باكرا إلى واجهة الصحافة والثقافة السعودية وأثرى المشهد والمتحول السعودي بالعديد من المشاركات المعنية بكشف العيوب العقلية والأنساق وبأعلى نبرات الغيرة والتوتر من أجل مجتمعه وأمته. وجايله الكثير من النقاد والمثقفين ,ودشنوا سويا مشروعا متوترا وحديثا للتفكير. واستمرت الحالة المنفعلة ساعة كتابة هذا المقال وأخص الأستاذ البليهي الذي بقي على أدواته ذاتها في مواجهة ما سماه بالتخلف بل انفرد عن جيله بحماسه البالغ في كشف معوقات التحضر، وابتكارها من العدم أحيانا. تنتظم الأستاذ البليهي سيكيولوجية بالغة الخصوصية تدير جهازه العصبي المتصل بميكانيكية تفكيره التي أسست لعلاقة قلقة بمحيطه السعودي والعربي واستمر الأستاذ البليهي على هذا النحو وكرسه أكثر في مساحات صحفية شاسعة. يعمل دون كلل في إضعاف غير متعمد لهوية الأمة ومعنوياتها وضرب مفاصلها والحط من محاولاتها والتبخيس من قدراتها وطموحاتها وتعطيل تنميتها والإعلان المبكر عن وفاة مواليدها وكأنه سمسار لباعة الأكفان في فواصل تراجيدية لا يسعها إلا مسارح مهرجانات الفنون ,إذ لم يعد لهذا الطرح غير التقدمي أي حيز لدى المساحة السعودية المتجهه بهدوء وقوة نحو المنافسة وتوسيع المشتركات العلمية مع الآخر. البليهي لايعرف حتى الساعة أن أساتذة الجامعات السعودية قبلة للمتعلمين من الدول المجاورة وأن السعوديين والعرب يحققون إنجازات علمية قليلة لكنها طموحة وتحتاج إلى دعم معنوي ومادي لمواصلة الإبداع والعطاء غير أن الأستاذ البليهي يتربص بكل محاولة عربية للمنافسة العلمية ويتهمها بالفشل ليعيدها إلى مربعها الأول فقط ليبرهن نظريته في استحالة تقدم هذه المجتمعات. المبهج في هذ السياق أن كثيرا من المثقفين انصرفوا عن البليهي واشتغلوا للإصلاح الحقيقي البعيد عن هذا الخطاب القبوري إلى فسح إمكانات التنمية ليقين الكثير منهم أن التنمية لاعلاقة لها بالنظرية الفكرية أو الفلسفية ,بل بالمنجز المادي البحت المتمثل بالطب والهندسة وتوطين التقنية ودفع الأكاديمية العلمية التجربية لتحل مكان المثقف الفكري. بل إن سيطرة المثقف على المنابر الصحافية باتت من معطلات التنمية ,وأن التعامل مع التقنية الحديثة الجافة لا تحتاج إلى فكر نظري يديرها بل إلى إنسان سليم العقل يشغلها لتقديم الفائدة العلمية للمستخدم. وغير هذا عودة مقنعة إلى عصر الخرافة. الأستاذ البليهي يعز عليه الاعتراف بأن التنمية وثورة التقنية ورفاه الإنسان كلها خارج التعقيد النظري الذي نذر حياته له ,وعليه فالبليهي سيجد نفسه خارج إن تفعيل السلوكيات الراقية المتوافرة في النص الإسلامي هي فاتحة جليلة لمزيد من تعديل الأنماط في التفكير والإنتاج والإحساس بالمسؤولية تجاه الذات ,والآخر بل هي ما يحقق مزيد من التواصل مع الآخرين ,وما أسهلها، على خلاف ما يطرحه البليهي من صعوبة التفاهم ونقل الأفكار في الوقت الذي يصف فيه المثقف الحديث العالم بالقرية الصغيرة، وهذا ما قد يحرج النعاة ودعاة تحقير الأمة الذي يشترطون أن تكون خاضعاً للغة القرية الصغيرة وثقافتها وربما شعرها الأصفر وعيونها الزرقاء ,وما دام شعرك أسود فأنت خارج عملية تبادل الأفكار. والأزمة الأخرى لدى الأستاذ البليهي أنه لا يطرح أي حل إجرائي للتجاوز هذه السلبيات لأن برنامج الحل يقتضي أولاً البحث في إمكانيته، وهو لم يعالِج هذه الإمكانية ليأسه (واليأس دزجة من درجات الكسل) , أو لعدم رغبته أو لعجزه عن العلاج لتعقيده الذهني أي ( ماله خلق )على هذا التعب. الأستاذ البليهي مستمتع بهذا الترف والكسل الذهني الذي يحسم القضايا المهمة في بدايتها على عكس الإصلاحيين الجادين الذين يعملون بجد وتفاؤل وإجهاد بالغ لقريحة المبدع المنتج دون الركون إلى كسليات اليأس والاستحالات التي يتبناها البليهي ونفر قليل من الكتاب السعوديين الذين لا زالوا يجترون تخريفات طه حسين الكوميدية العابثة. إن تطور المجتمع العلمي يحتاج إلى دعم سياسي ورعاية اجتماعية وتأييد ديني وتوجيه دقيق من خبراء التنمية ومن ثَمّ فلا حيز ضروري لنقاد الأنساق والبكائين على ابن رشد ومشروعه الإصلاحي العالة على الإنسان الجديد. إن تطوير المجتمع قضية غير معقدة وأسهل من هذا التوتر النظري الضاج المفتعل والمجتمع السعودي مهيأ للتحديث لتحقق الانسجام بين السياسي والديني والاجتماعي. واختراع أي تناقضات واهمة معوق لاسيما من يرون أن التنمية لا تسير إلا في قنواتهم في حين أن التقدم كائن حيّ يمشي علي أرجل في كل الاتجاهات وكل الطقوس والأزمنة. المؤسف أن بعض المثقفين الصاخبين لا يستطيعون الإبقاء على تميزهم اجتماعياً إلا بتسويق رهاب التخلف في مجتمعهم نظرياً وتثبيطهم إزاء التقدم لئلا يفقدوا مكانتهم ساعة يكونون ضمن مجتمع متعلم ومتحضر وأرجو ألا يكون الأستاذ البليهي منهم. إذا استمر الأستاذ البليهي على بكائياته فليتلطف بأن يترجل عن مساحته الصحافية لأحد خبراء التنمية الفاعلين في تحضرالمجتمع واستثمار الذهن الجمعي السعودي وليس إرهاقه بتساؤلات لا طائل وراءها. ما حدث في محاضرة اليمامة يصادق على ما أسلفت ,حيث لا مكان لفكر يعطل التنمية ويلزمنا بالصراخ الذي يتبعه السبات . السعوديون الجدد يقولون لإبراهيم البليهي : ارحل , من أجل تقدم الوطن والأمة. فائدة: أهدرت الخنساء شطراً من حياتها في رثاء أخيها صخر، وفور ما كفت عن بكائياتها أبدعت أربعة من الأولاد استشهدوا في فتوحات غيرت العالم. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
الصور الأولى لحمزة في منزله بحي الفواز والحوار الذي جرى مع والدته وتعهداتهالإعلامي عبدالعزيز قاسم يكشف لـ"سبق" أسرار لقاء الـ45 دقيقة مع "كشغري" في بيته | |
سبق– الرياض: كشف الإعلامي عبد العزيز قاسم لـ"سبق" عن اللقاء الذي جمعه بحمزة كشغري عصر هذا اليوم في منزل الأخير بحي الأمير فواز بجدة، وكنه الحوار الذي دار بينه وبين "كشغري" ووالدته، والذي استمر 45 دقيقة، وقال: لقد وجدت في "كشغري" روحاً جديدة وأملاً وتفاؤلاً وتوبة صادقة بإذن الله عز وجل، وحباً جارفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلمست ضمن الحوار الذي دار إبان زيارتي له للتهنئة اعتزاز الابن حمزة بهذا الوطن الكبير والولاء لولاة الأمر، وأن التجربة المريرة التي عاشها في السجن، التي تجاوزت سنة وثمانية أشهر، كانت كفيلة بنضجه وإعادة حساباته في مسيرته. وقال "قاسم" إنه وجد في بيت حمزة كشغري عندما زاره لفيفاً من الدعاة والشباب من زملائه وجيرانه وأصدقاء الحي والدراسة، وقال: جلست معه وكلي سعادة أن أراه، فقد أبديت له إبان زيارتي له في التوقيف ثقتي بأننا سنلتقي خارج السجن، وحرصت على أن أنفرد به وبوالدته واثنين من إخوته، وقلت له: "هذه الأم العظيمة التي تحملت الظروف القاسية والأيام العصيبة هي من نوادر هذا الزمن، لم تترك باباً إلا وطرقته من أجلك.. أرجوك.. أرجوك عوضها بالفرح، واعرف ما بذلت من أجلك". وقال "قاسم": لقد قابلت "كشغري" داخل سجن ذهبان، وتأكدت من صدق توبته وندمه وحبه لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكنت واثقاً من صدقه ونيته، وإن خانه التعبير فقد تاب وندم، وتأكد من صدق توبته من التقوه من المشايخ وطلاب العلم، واليوم زاد يقيني بهذا بعد أن قابلته في بيته. وعن كيفية معرفته بخبر الإفراج عن حمزة كشغري صباح أمس قال الإعلامي عبد العزيز قاسم: من أصالة ووفاء أم حمزة أرسلت لي في الصباح الباكر أنها دخلت للتو مع ابنها، وعندما هاتفتها فرحاً أخبرتني بالإفراج عن ابنها وهو الآن معها في بيتها، ثم كلمني حمزة بعدها ليخبرني بالإفراج عنه، واطمأننت عليه، وفضلت أن أزوره اليوم حتى أترك له الفرصة ليجلس مع والدته وإخوته وأقاربه. وعصر هذا اليوم كنت في بيت "كشغري" بحي الأمير فواز بجدة، ووجدته ممتلئاً بالأصدقاء والجيران وزملاء الدراسة وشباب الحي وعدد من الدعاة، منهم الشيخ خالد عبد الكافي، وثلة الفضلاء، ووجدت السعادة مرتسمة على ملامح وجه الابن حمزة، وشتان بين زيارتي له في سجن ذهبان، وحالته في التوقيف، وحالته اليوم. وعن أول عبارة قالها له "حمزة" بعد أن صافحه وهنأه بالإفراج قال قاسم: "قال لي جزاك الله خيراً"؛ لأنني زرته في السجن، ونقلت توبته وندمه وحالته في السجن، ودار حوار حول أجواء الفرحة العامرة في البيت وبين أهله وجيرانه. وقال قاسم: هناك تفاصيل كثيرة دارت بيني وبين "كشغري" ووالدته، لا داعي لذكرها اليوم؛ لأن ما رأيته على وجه حمزة وأمه وإخوته وجيرانه وأصدقائه يطغى على كل شيء. وعن تشكيك البعض في توبة حمزة قال الدكتور قاسم: لقد قابلته في السجن، وتأكدت من ندمه وصدق توبته، وجلس معه في السجن مجموعة من الدعاة والمسؤولين، وتأكدوا من صدق توبته، وأنه كان لا يقصد ما فهم منه، واعترف بخطئه في التعبير، وأتذكر أن الابن حمزة كان يؤكد لي إبان توقيفه أنه سيلزم بيته، ويمضي في مشروعاته الخاصة، ولا يود الاختلاط بأي أحد إلا كتبه ودراسته، وهو ما أكده اليوم، وأنه لا ينتمي إلى أي تيارات سياسية او فكرية، وهو شاب ابن من أبناء هذا الوطن الغالي، يحب وطنه ومليكه وولاة أمره، ويدين بالولاء والحب لهم. وقال قاسم إنه تحدث عن مستقبله ودروس المحنة والاستفادة منها، وأنا بيني وبين "حمزة" أواصر حب وأخوة بعيدة، وأنا متوسم فيه خيراً أن يسمع ويستجيب، وأحب أن أسجل أن والدة كشغري أعربت عن شكرها وامتنانها العميق لمدير سجن ذهبان لمواقفه الإنسانية ومراعاته الظروف التي واجهت الأسرة، ودوره الأبوي والتوجيهي لحمزة خلال فترة التوقيف، والتسهيلات الإنسانية التي قدمها لهم، وأدعو الله له بالسداد والتوفيق، وأن يرى ما صنع من خير في دنياه، ويثيبه الله عليها في الآخرة. وقال الدكتور عبد العزيز قاسم لـ"سبق": تذكرت في زيارتي لحمزة اليوم عباراته التي قالها لي يوم أن زرته "أسأل الله تعالى أن يخسف بي الأرض الساعة، وأن يهوي بي في نار جهنم، إن كنت قصدت بكلامي ذاك إيذاء سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم". لقد قالها لي حمزة كشغري وهو يرتعد، ودمعاته تتساقط على وجنتيه الغضتين.. وقال: "أقرّ بأن اللفظ لا ينبغي أن يكون تجاه مقام النبوة، وأخطأ قلمي، ولكن ما يحرقني بحقّ هو ظنّ الناس والمجتمع وسادتي العلماء والدعاة الذين تربيت على أيديهم بأنني أجدّف وأنال من سيّد البشر - فداه نفسي وأبي وأمي وكل عزيز لديّ - فلم أكن والله أقصد الإيذاء، وإنما كان تعبيراً أدبياً خانني، في لحظة خاتلة، ومفردات لا تليق بحقّ من لا يكتمل إيماننا إلا بحبّه صلى الله عليه وسلم". وأضاف "قاسم" بأن أول لقاء جمعه بحمزة قبل 9 سنوات، وكان وقتذاك من طلاب التحفيظ بمسجد حيّ الأمير فواز بجدة، واطلعت على كتاباته في الأدب والمقالات، وطلبت منه أن يرسل لي بعضاً من مقالاته، وكنت إذ ذاك مشرفاً على ملحق (الرسالة) بصحيفة (المدينة)، وكانت مقالاته التي نشرتها له دعوية، تخوض في الوعظيات، إذ كان من التلامذة النشطاء في مسجد الحيّ، وتنبهت لأسلوبه الأدبي المميز، وهو ما دعاني بعد ذلك إلى أن أستعين به في زاوية بملحق (الدين والحياة) بصحيفة (عكاظ)، وأبهرني بخواطره الأدبية المجنحة، عن شخصيات إسلامية عامة، فكتب عن جلّ العلماء في السعودية والعالم العربي خواطر تفيض ثناء وتقديراً، كنت أنشرها بالصفحة الأخيرة، بل حتى ديوانية مقهى (الجسور) كنت من أوائل من استضيف فيها قبل انحرافها، وكان حمزة هو من أدار الحوار معي، ولساعتين طويلتين مع أولئك الناشئة خضت في مسائل إعلامية وفكرية شتى، وخمّنت أنهم طليعة واعدة ومشرقة لجيل جديد، ولكن للأسف انحرفت لاحقاً عن مسارها. واختتم الإعلامي قاسم بكلمة وجهها للدعاة وبعض طلبة العلم، الذين أبدوا استياءهم من الإفراج عنه، بأن يساعدوا الابن على الثبات في توبته، ويكونوا عوناً له في هذه الأوبة، ولا يعينوا الشيطان عليه، ويرجموا الرحمة المحمدية لسيد البشر واقعاً. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
قصة قصيرة وحزينة! | ||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
مشاركات وأخبار قصيرة | |||||
المغرب يستدعي سفيره لدى الجزائر للتشاوربي بي سي تستضيف الجزائر حركة البوليساريو استدعى المغرب سفيره لدى الجزائر للتشاور بشأن تعليقات للرئيس الجزائري عن الصحراء الغربية المتنازع عليها. وقال بيان لوزارة الخارجية الاربعاء إن القرار جاء اثر "العديد من الاجراءات الاستفزازية من الجزائر تجاه المملكة المغربية، خاصة ازاء النزاع الاقليمي بشأن الصحراء المغربية".وأضاف البيان "الرسالة التي وجهها يوم 28 أكتوبر الجاري الرئيس الجزائري لاجتماع بأبوجا، والتي اكتست طابعاً عدائياً للمغرب، تعكس هذه الرغبة المقصودة في التصعيد، وتؤكد هذا المسعى الرامي إلى العرقلة والإبقاء على وضعية الجمود". وتابعت "أن المضمون الاستفزازي المتعمد، والعبارات العدائية للغاية التي تضمنتها هذه الرسالة الصادرة، فضلاً عن ذلك، عن أعلى سلطة في البلاد، تعكس بجلاء موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف، وتكشف بكل وضوح إستراتيجيتها الحقيقية القائمة على التوظيف السياسي للقضية النبيلة لحقوق الإنسان". ودعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الاثنين لقيام جماعات حقوق الانسان بمراقبة اوضاع حقوق الانسان في الصحراء الغربية، التي ضمتها المغرب عام 1975. واثر ذلك اتهمت المغرب في بيان في الصحافة الرسمية الجزائر باستغلال قضايا حقوق الانسان في المنطقة لتحقيف مصالحها في المنطقة. ويوجد خلاف كبير بين المغرب والجزائر بشأن قضية الصحراء الغربية، حيث تستضيف الجزائر حركة البوليساريو التي تقاتل لاستقلال المنطقة. واشنطن بوست:إدارة أوباما تسعى لإيجاد مخرج تشريعى لاستمرار مساعدة مصرالخميس، 31 أكتوبر 2013 - 01:33 واشنطن (أ ش أ) وأضافت الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية بدأت التفاوض مع لجان المخصصات بالكونجرس حول المساعدات لمصر فى الأسابيع الأخيرة فى ضوء التشريعات الأمريكية التى تمنع الولايات المتحدة من منح تمويلات لحكومات وصلت إلى السلطة بالقوة. ونقلت عن أعضاء بالكونجرس، أن الإدارة ربما تحتاج إلى استثناء تشريعى لمواصلة المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر. يأتى ذلك فى الوقت الذى واجهت فيه الإدارة الأمريكية انتقادات واسعة داخل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أمس، لحجب المساعدات العسكرية عن مصر. اليوم السابع ........................................... عشرات القتلى والجرحى من السلفيين في قصف للحوثيين على دماج صنعاء - "السياسة": سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال في قصف عنيف شنه الحوثيون على الجماعة السلفية بمنطقة دماج بمحافظة صعده شمال اليمن بينهم 20 لقوا مصرعهم في قصف بالمدفعية الثقيلة لمسجد المزرعة المجاور لدار الحديث حيث كان المئات يؤدون صلاة الظهر أمس. وقال المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعي لـ"السياسة" إن الحوثيين يقصفون دماج بالدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا ومختلف الأسلحة منذ فجر أمس, وشنوا حرب إبادة على سكانها ودخلوا إلى عدد من البيوت وسيطروا عليها وقتلوا النساء والأطفال داخلها", مؤكداً أن "جثث القتلى والجرحى في كل مكان ولم نستطع حصرهم بعد". وقال مصدر محلي لـ"السياسة" إن مئات المسلحين القبليين من بلاد الروس وسنحان وهمدان وصلوا إلى مديرية خمر بمحافظة عمران على متن نحو 60 سيارة لنصرة السلفيين. وتبادل ممثلو الحوثيين والسلفيين في مؤتمر الحوار الاتهامات, حيث وصف الحوثيون في بيان, السلفيين في دماج بـ"العناصر التكفيرية" واتهموهم بممارسة التحريض الطائفي والشحن المذهبي وتحويل دماج إلى ثكنة عسكرية ومركز لتدريب آلاف المسلحين من نحو 120 دولة, وممارسة أعمال القتل والاعتداء على المواطنين. في المقابل, نفى زعيم حزب "الرشاد السلفي" عضو مؤتمر الحوار محمد العامري اتهامات الحوثيين, قائلاً "الحوثييون هم من يهاجمون السلفيين ويفتعلون الحروب". وأضاف "احتجاجا على ذلك نعلن تعليق مشاركتنا في الحوار بقية هذا الأسبوع وندعو أعضاء المؤتمر إلى تعليق أعمالهم لإيقاف هذه الحرب الظالمة". من جانبه أعلن "حلف الفضول" في بيان, أن "قصف الحوثيين لدماج يتم بتواطؤ من قبل بعض عناصر لجنة الوساطة الرئاسية والسلطة المحلية وبضوء أخضر من الدولة" محذرا من حرب مذهبية. ....................................... ديلي ميل : هتلر لم ينتحر في ألمانيا وتوفي في الأرجنتين! عن عمر يناهز 73 عاماً!10/31/2013 2:42 AM نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن كتاب جديد صدر في بريطانيا أن "الزعيم الألماني أدولف هتلر لم ينتحر في العاصمة الألمانية في العام 1945 كما هو معلوم، بل انتقل إلى الأرجنتين مع عشيقته إيفا براون بسرية تامة وتوفي هناك في 13 شباط 1962 عن عمر يناهز الـ73 عاما"، لافتة إلى أن "الكتاب الذي سمّاه كاتباه "الذئب الرمادي: هروب أدولف هتلر"، يشير إلى أنّ أجهزة الإستخبارات الأميركية سهّلت إنتقال هتلر إلى الأرجنتين، وحصلت منه بالمقابل على التكنولوجيا التي استخدمت خلال الحرب النازية". وأضافت الصحيفة أن "الكاتبين استندا في معلوماتهما إلى وثائق طبية تؤكد أنّ الجمجمة التي تظن روسيا أنها تعود للزعيم الألماني، هي لامرأة، وليست لهتلر، وهو رزق من إيفا بابنتين خلال الفترة التي قضياها في الأرجنتين". الفجر .................................... "منصور": تنحى قاضى محاكمة بديع لطمة للنظاماحمد منصور وقال منصور فى تغريدة له على حسابه الشخصى بـ "تويتر" اليوم الثلاثاء: " تنحي القضاة اليوم عن محاكمة مرشد الإخوان والقادة الآخرين لطمة قاسية للسيسي وقادة الإنقلاب ونظامه العاجز عن جلب أشراف لفقت لهم التهم للمحكمة". الوفد ............................................ دبلوماسي أمريكي: لم ندعم قتل الإخوان في فض الاعتصامات |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
الآيديولوجيا الإسلامية السلفية الجهادية د. كمال اللبواني | |
الأيديولوجيا تعريفا هي توظيف الفكر في السياسة.. لا تتكون بمعزل عن الظروف والحاجات والأهداف السياسية العملية، ولا تنقطع أيضا عن المنظومات المعرفية -القيمية السائدة ... فهي تسعى لتبيان أن هذه الشعارات والأهداف السياسية هي التعبير الأمثل عن القيم والعقائد التي نحترم ونجل في المجتمع. ونحن هنا بصدد البحث عن النمط الأيديولوجي الذي ينظم ويربط الناشطين الثوريين، ومقاتلي الثورة على الأرض، والذي هو بالضرورة واحد، نظرا للحاجة الماسة للوحدة في المعركة، ونظرا لاستشعار خطر أي جدال أو نقاش، أو طرح لمسائل خلافية محتملة، بين مسلحين متمردين على السلطة مستعدين للموت، لا يحكمهم سوى إراداتهم، وبشكل هش سلطة المجتمع الأهلي غير الموحدة، وسط غياب تام لسلطة الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني. أي أنه بالضرورة واحد نظرا للحاجة الماسة لضبط وتقييد ليس العناصر من المقاتلين فقط، بل القادة والأمراء أيضا، بقيود واضحة ومشددة ومقدسة، خوفا من طغيانهم وطاغوتهم أو توحشهم، وهي لكل ذلك، لن تكون إلا أيديولوجيا واحدة وكلية، شمولية غير خلافية، وغير قابلة للنقاش، و في مجتمعنا لن تكون غير الأيديولوجيا الإسلامية بنسختها السلفية المجمع عليها سلفا من عامة الناس لدرجة التقديس، والتي تدرّس في المساجد عادة ... لماذا ؟ بعد فترة من حمل الشعارات المدنية الحديثة: الكرامة والحرية والديمقراطية والمواطنة، ورفع أعلام الوطن الخضراء المزينة بالنجوم، في مواجهة النظام الدموي، سرعان ما اضطرت الثورة للنهل من رصيد المجتمع التراثي الثوري والديني لتعزيز صمودها في وجه آلة الطغيان والقهر والقتل التي انطلقت من عقالها، ومع استمرار المعركة الشرسة لفترة أطول تمركزت وحدة وفاعلية الثورة حول الرابط الاجتماعي التقليدي الأساسي القائم على احترام الموروث الديني الجهادي، طالما أن الدين هو الذي يكون عقل ولغة وحياة المجتمع الذي يعيش عليه وبه كثقافة تقوم أساسا على القرآن، وكأمة كتاب، الدين الذي أصبح المصدر الوحيد للأيديولوجيا، بعد عجز العقائد والفلسفات الأخرى، بل وقوفها موقفا مترددا من دعم الثورة المسلحة بل معاديا لها أحيانا، وهكذا انتفت إمكانية وجود ألوان أيديولوجية مختلفة متعايشة معا بسلام تحت خيمة ثورة مسلحة في ظروف غاية في الصعوبة، واقتضت الضرورة أن يتوحد الجميع تحت العلم الأسود الذي يرفع وحدانية الله كحاكم وحكم، تلبية للحاجة للون واحد يوحد الناس ويحتكمون لمعاييره في ظروف حرجة ومعقدة، وفي غياب أي سلطة أخرى (تعاقدية ومفوضة) قادرة على استيعاب المختلف وتنظيمه، فأصبح الدين الإسلامي التقليدي السلفي هو الرابطة الطبيعية الوحيدة التوافقية المتبقية في المجتمع التقليدي، بل البدائي الذي وصلنا إليه بسبب الخراب، ولهذا السبب انهارت شعبية الأحزاب كلها وانتهت للصفر نتيجة ترددها وعدم وضوح موقفها، ونتيجة أدائها العسكري الذي شهد تراجعا مضطردا مع الوقت، بما فيها الأحزاب الإسلامية الأخرى، وتحت ضغط الحاجة للوحدة أصبحنا نسير نحو اللون الواحد والشمولية، فكل حزبية هي فرقة وتفرقة وضعف في نهاية المطاف، بسبب الحرب الشرسة التي فرضت على مجتمع أعزل. وسط طغيان هذا المناخ الإسلامي السلفي الجهادي كان من الطبيعي أن يستشعر قادة وكوادر ومجاهدي هذا التيار الذين قارعوا النظام سابقا كجماعات سياسية متفرقة، وسجنوا في سجونه، إنهم الوحيدون المؤهلون لقيادة هذه المرحلة التي تصطبغ بلونهم كما هم (كسلفيين وجهاديين)، وبالتالي لقيادة العمل العسكري والسياسي والإغاثي الموحد حكما في زمن الطوارئ، فأصبحنا نرى رفاق الزنزانة السابقين من التيارات الجهادية السلفية هم قادة الكتائب والألوية في أغلب المناطق. ونرى أن رسم الانتساب لهذا الحلف وعنوانه هو إطلاق الذقن السلفية المعروفة وقص الشوارب، فهي المظهر الموحد والرمز الجامع لهذه الوحدة شبه الحتمية بفعل الضرورة الموضوعية. فالسلفية بسبب تمسكها بالشكل والمضمون معا، تشكل الوعاء الوحيد الذي يلغي الفرقة وعناصر التنازع دون غيرها، وبسبب قيمها الجهادية تطابق الحاجة لمتابعة الثورة المسلحة، وهي الأكثر انضباطا بحكم سلفيتها وتقيدها بالأشكال وبطاعة الأمير فيها. ما أوضحه هنا أنه لا يجوز اعتبار طغيان أي أيديولوجيا، فقط كنتيجة لجهد ذاتي، أو لتدخل خارجي أو لسياسة توجه الدعم. هذا قصر نظر سياسي، لأنه لا يدرك أن الأيديولوجيا تفرضها الحاجة الموضوعية بشكل حاسم، وهي ليست خيارا حرا. كما أنها ليست دائمة إلا بدوام الظرف والوظيفة المرتبطة بالحاجة. (مثلا كل الدعم اللوجستي والسياسي والمالي وبالسلاح الذي قدم من قبل تحالف دولي لفصيل إسلامي معتدل، قيل إنه منظم ومناسب للمرحلة، انتهى إلى قوة وطغيان التيار السلفي الجهادي المختلف عنه بل المتناحر معه، كيف حدث ذلك ولماذا يا ترى؟ كما كان حمل السلاح ليس خيارا أمام الثورة، كذلك طغيان الأيديولوجيا الجهادية السلفية عليها -بعد سنة من الحرب الضروس والدمار الشامل- كان ضرورة موضوعية لتجنب الوحشية والفوضى، في سبيل إدامة المجتمع الإنساني المتناثر فوق أرض مدمرة ومحروقة، وتحت ظروف الحصار والقتل والقصف، والحاجة التي لا تطاق. فهي (أقصد هذه الأيديولوجيا السلفية الإسلامية الجهادية العفوية)، وليس لها أي تنظيم أو حزب سياسي ديني، هي وحدها من أنقذ المجتمع من الضياع، وحمى نظامه الاجتماعي والقيمي، ونظام الملكية والحقوق الفردية فيه، التي بقيت مصانة بطريقة مدهشة، رغم الفوضى ودمار كل شيء، وبدل أن نعطي هذه الأيديولوجيا التي انتشرت عفويا حقها من الشكر والامتنان، نرى قصيري النظر من المنظرين الحزبيين والفئويين والشيوعين يذمون الثورة والإسلام، ويتهمون الشعب بالتطرف وبالإرهاب، والتخلف والتنكر لمبادئ الثورة (العلمانية، المضادة للدين)، كما ظنوها عندما اشتركوا فيها. تلك المبادئ التي كانت كفيلة بإطلاق الجريمة في كل مكان لو سادت في هكذا ظرف، في غياب الدولة القادرة الضامنة (لاحظ أنها هي ذات شعارات النظام القاتل التي تبرر له كل جرائمه كونها تلغي سلطة الضمير والدين، لحساب المصلحة الخاصة التي لا تحدها سوى سلطة الشرطة). ومع ذلك، في الواقع لا تستقر قيادة أي مجموعة إلا إذا استطاعت أن تؤمّن تدفق الدعم والرواتب لمجموعتها، وتنهار سلطتها بانقطاع الدعم، ولكون الدعم غير مستمر بل متقطع عمدا، ومعدوم التنسيق والمنهجية قصدا، كان لا بد من رابط آخر يديم هذه المجموعات المقاتلة، التي قوتها وحياتها في وحدتها، ويجعلها قادرة على أن تتابع القتال في ظروف شبه مستحيلة، بل إن تقدم الشهيد تلو الشهيد وتديم الصمود دون هوادة ولا وهن، فليس هناك من رابط أقوى وأيسر توفرا من الدين بفقهه السلفي المحدد شكلا ومضمونا، غير القابل للنقاش ولا للتأويلات التي تفتح باب الفرقة في زمن المعركة، فهي كانت كفيلة بالحفاظ على ترابط المجموعات وانضباطها، كظرف موضوعي قادر على لجم عوامل الفرقة الذاتية كلها وما أكثرها. باختصار الحاجة هي من صبغت الثورة بطابع عسكري جهادي إسلامي سلفي، ليس فقط لأن الجهاد في الإسلام يفتح أبواب الثواب الأخروي على أهميته القصوى، بل لأنه يوحد المواصفات التي على المقاتل أن يتقيد بها ذاتيا، والتي تحدد نمطا ملزما للقادة أيضا، وفي النتيجة، القادة اليوم هم فعلا متشابهون بل متماثلون ورفاق تنظيمات وزنزانات في ما سبق من سنوات، والأسماء معروفة، ومع كل هذا هم مختلفون في التفاصيل، وفي الأداء، وبينهم تنافس شديد وخطير أحيانا. فالظرف وحّدهم، وليس التنظيم هو من سودهم، ليست قوة التنظيم ولا خططه هي من(سرقت) أو حرفت الثورة كما يقال، بل إن ظرف الثورة هو من أفرز أيديولوجيتها وقادتها ودفعهم للتوحد الذي ما يزال هشا. أي أن ما تتهم به الثورة السورية (من طغيان السلفية الجهادية العفوي فيها)، هو بالضبط عنصر قوتها وبقائها. هنا مصيبة المحللين الذين لا يفهمون المجتمعات ولا دور الأيديولوجيات ولا أشكال توظيفها و استعمالها، ولا يقدرون أثر الظروف، بل يسقطون مفاهيمهم المثالية النمطية الثابتة على واقع متغير يعيش ثورة. لذلك لا يجب أن نتوقع أن يكون الطريق نحو العدالة والمساواة والحرية (الديمقراطية) طريقا مستقيما وسهلا، ولا أن تكون الديمقراطية محققة بمجرد سقوط النظام (ربما كان هذا ممكنا في البداية وبمساعدة خارجية)، بل علينا أن نخطط للمسير على كامل الطريق بتعرجاته كلها وبقوانا الذاتية، فالمرحلة الحالية والتالية للسقوط هي مرحلة الدولة الدينية الإسلامية السلفية الشمولية، ولا مجال أبدا لغير ذلك، ولا يمكن التفكير بالتحول الديمقراطي، قبل حصول تغيير جذري في شروط الحياة العامة، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء ووحدة الدولة وسيادتها واستقلال قرارها وهذا لن يتحقق من دون شمولية. كما نظن ونرى. ومع ذلك نحن لا نخشى من استمرار التشدد والشمولية لفترة طويلة بعد حلول السلام، لأن نمط الحياة الحديث وقيمه أقوى من أن تقاوم عندما توجد فرصة للعيش والأمن، لكن ظروف القهر والموت هي من تسببت بهذا التشدد والشمولية، التي هي حاجة ونتيجة. لا يمكن أن تقاوم من دون تغيير الظروف المسببة لوجودها. ولا يفيد حربها بالخطابات والشعارات، أو حتى الصراع معها عسكريا لأن ذلك يفاقمها، ويقويها ويبررها، ويقف في وجه انتصار الثورة، وبقاء المجرم الذي تقع عليه مسؤولية كل هذا الخراب والتراجع، وعليه يجب أن نفهم أن لهذه الأيديولوجيا دورا سوف تلعبه في تاريخ هذه المنطقة، وأن الشعوب تغير أيديولوجياتها بتغير ظروفها وهذا حقها ووسيلتها للبقاء، وعلى المنظرين الماركسيين الكف عن إلقاء عظاتهم على الناس، فأهل مكة أدرى بشعابها، "ولا تجتمع أمتي على ضلال". ......زمان الوصل |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
في ظلال الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصينبقلم: د.عبد الرحمن بن معمر السنوسي الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر | |||||
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق