01‏/11‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2965] أسرار لقاء الـ45 دقيقة مع حمزة كشغري+ إبراهيم البليهي ! ...ارحل


1


العودة القوية لعدوَ الإخوان ومُعلَم السيسي..

الجنرال "محمد التهامي"


   العودة القوية لعدوَ الإخوان ومُعلَم السيسي..الجنرال


ديفيد كيركباتريك (DAVID KIRKPATRICK)
"نيويورك تايمز"

كتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في القاهرة، ديفيد كيركباتريك (DAVID KIRKPATRICK) تقريرا عن أحد أقوى الجنرالات المصريين في عهد السيسي مدير المخابرات العامة، محمد التهامي.

بعد مرور عام على الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، واجه الرجل المسؤول عن اجتثاث الفساد الحكومي،  الجنرال محمد فريد التهامي، وابلا من المزاعم والاتمامات العلنية بأنه غطى عمدا وتستر على سنوات من المحسوبية والصفقات الشخصية.

وعلى الفور، تحرك الرئيس محمد مرسي ضد الجنرال وفتح المدعي العام وأعضاء النيابة تحقيقا عن فساد الجنرال، والخبر غطته أكثر الصحف، وبدا أن حياته المهنية انتهت بفضيحة مدوية.

ولكن الجنرال يعود اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى. ذلك أن ربيبه وصديقه، الجنرال عبد الفتاح السيسي، أطاح بالرئيس مرسي قبل نحو أربعة أشهر، وكان أول تحرك تقريبا للحكومة الجديدة إعادة تأهيل الجنرال التهامى وتعينه رئيس للمخابرات العامة، أحد أقوى الأجهزة في مصر .

وينقل الكاتب عن دبلوماسيين غربيين ومصريين مقربين من الحكومة، قولهم إن التهامى برز كأحد أكبر المحرضين على الحملة القاتلة على الإسلاميين الرافضين للانقلاب وأنصار الرئيس، في محاولة لسحق جماعة الإخوان.

كما اختفت كل آثار اتهامات الفساد التي وُجهت له من قبل أحد محققي النيابة العامة.

"ماذا حدث لأدلة محققي النيابة العامة على فساده وعرقلته لسير العدالة؟ تساءل "حسام بهجت"، واحد من الحقوقيين القلة في مصر الناقدين للجنرال التهامى في العلن. وأضاف: "لماذا عاد من التقاعد بقوة صبيحة استيلاء الجيش على السلطة؟".

ويقول منتقدو التهامى إنه رجل مبارك الأساسي، الحارس المختار لنظام الفساد والإفلات من العقاب. وعودته السريعة والصامتة، وفقا لنقاده، يشير إلى استعادة النظام القديم للسيطرة بعد استيلاء الجيش على السلطة.

وتساءل "يزيد صايغ"، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "من بين جميع الأشخاص المؤهلين في مصر، لماذا جُلب الجنرال التهامى، الذي تجاوز سن التقاعد وتحوم حوله الشبهات؟ لماذا هو مطلوب على عجل إلى هذا الحد؟".

ويقول مسؤولون غربيون اجتمعوا مع الجنرال التهامى وغيره من كبار مسؤولي الحكومة التي يقودها الجيش، حيث إنه ميز نفسه بسرعة كأكثر المدافعين عن الحملة القمعية القاتلة تأثيرا.

وكشف دبلوماسي غربي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة اجتماعات خاصة مع التهامى، لكاتب التقرير، أنه "كان  الأكثر تشددا وعدو الإصلاح الأول"، وأضاف: "تحدث كما لو أن ثورة 2011 لم تحدث أبدا".

الجنرال السيسي ووزراء مدنيين حوله تعهدوا في البداية بمحاولة ضم أنصار المرسي مرسي من الإسلاميين في العملية الديمقراطية الجديدة. ولأكثر من شهر، بدا أن الجنرال سيسي كان ينظر في حجج نائب الرئيس السابق محمد البرادعي وقلة آخرين في الحث على ضبط النفس وإجراء المصالحة مع الإسلاميين الذين كانوا قد نزلوا بعشرات الآلاف في اعتصامات احتجاجا على الانقلاب.

ولكن في غضون أيام من استيلاء الجيش على الحكم، رفض الجنرال التهامى أي إدراج لجماعة الإخوان في العملية السياسية الجديدة. "أعضاؤها إرهابيون يجب استبعادهم وسحقهم"، كما جادل الجنرال التهامى، وفقا لمسؤولين غربيين التقوا به.

وبحلول منتصف أغسطس، تغلب رأي الجنرال التهامى: اقتحمت قوات الأمن الاعتصامات الإسلامية ، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من ألف متظاهر في أكبر عمليات القتل الجماعي في التاريخ المصري الحديث.  

اعتمدت جميع الشبكات التلفزيونية المصرية الحكومية والخاصة الدولة المفردات نفسها التي اعتمدها الجنرال التهامي: "مصر تحارب الإرهاب"، وقامت بتثبيتها على شاشاتها.

واتهم الإسلاميون الجنرال التهامى بالانتقام من الرئيس مرسي: "الانتقام حافز قوي"، كما قال "وائل هدارة"، مستشار مرسي السابق، الذين يعيش الآن في كندا.

وجهاز التجسس المصري كان لا يثق بالرئيس مرسي، بخلاف ما كان عليه الوضع أيام مبارك، وفقا لمصريين وغربيين اجتمعوا مع كبار مسؤولي المخابرات .

في يونيو الماضي، دعا مسؤول كبير بالمخابرات علنا المصريين للانضمام إلى مظاهرات تطالب الإطاحة بالرئيس مرسي، ومنذ ذلك الحين ذكرت تقارير إخبارية ذات مصداقية أن المخابرات تجسست على السيد مرسي لجمع المعلومات التي قد تُستخدم ضده، ربما في محاكمة جنائية.

في المقابل، كان للجنرال السيسي، الحاكم الفعلي الجديد في مصر، علاقة طويلة مع الجنرال التهامى، إذ إنهما تدرجا معا من خلال صفوف المشاة المصرية، حيث أصبح الجنرال التهامى (66 عاما) معلم ومرشد السيسي (58 عاما) وفقا لمسؤولين مصريين وغربيين على معرفة بكلا الضابطين.

وكان الجنرال التهامى قد شغل منصب رئيس المخابرات الحربية، وساعد في اختيار الجنرال السيسي خلفا له. وكان ذلك عندما تولى الجنرال التهامى سلطة الرقابة الإدارية، وهي وكالة سرية يديرها الجيش المصري. وهو مزيج فريد من جهاز الأمن الداخلي ومكتب التدقيق. ويقول المؤرخون إن الرئيس جمال عبد الناصر أنشأه السنوات التي تلت الانقلاب العسكري عام 1952، للحفاظ على التوسع البيروقراطي المدني الأكبر للجيش.

وعندما سلَم مبارك السلطة للجنرالات في عام 2011، قدم العقيد فتحي، المحقق، ملفا مفصلا للنيابة العامة يتهم فيه الجنرال التهامى  بالتواطؤ في قضايا الفساد، كما قال العقيد في وقت لاحق. وأضاف: لكن القضية تم تحويلها بسرعة إلى محكمة عسكرية واختفت.

وبعداستيلاء الجنرالات على السلطة في أغسطس الماضي، أعلن العقيد فتحي في مقابلة تلفزيونية أن الجنرال التهامي "هو أحد أسباب الفساد الذي عانت منه مصر على مدى السنوات 30 الماضية". وأضاف: "كانت مهمته حماية النظام السابق".

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



إبراهيم البليهي ! ...ارحل

محمد عبدالله الهويمل


25-12-1434 06:14

موقع المثقف الجديد – محمد عبدالله الهويمل :

الأستاذ إبراهيم البليهي من الأسماء الثقافية التي صعدت باكرا إلى واجهة الصحافة والثقافة السعودية وأثرى المشهد والمتحول السعودي بالعديد من المشاركات المعنية بكشف العيوب العقلية والأنساق وبأعلى نبرات الغيرة والتوتر من أجل مجتمعه وأمته. وجايله الكثير من النقاد والمثقفين ,ودشنوا سويا مشروعا متوترا وحديثا للتفكير. واستمرت الحالة المنفعلة ساعة كتابة هذا المقال وأخص الأستاذ البليهي الذي بقي على أدواته ذاتها في مواجهة ما سماه بالتخلف بل انفرد عن جيله بحماسه البالغ في كشف معوقات التحضر، وابتكارها من العدم أحيانا.

تنتظم الأستاذ البليهي سيكيولوجية بالغة الخصوصية تدير جهازه العصبي المتصل بميكانيكية تفكيره التي أسست لعلاقة قلقة بمحيطه السعودي والعربي قائمة على ثنائية المتهِم والمتهم أو المحقق الجنائي والمشبوه فانطبعت هذه الثنائية في أدائه النقدي وصارت سمه أساسية في نمطه ومكونا فاعلا في فطرته التي فطر نفسه عليها. فهو لا يرى نصف الكأس المملوء ولا النصف الفارغ ,بل ولا يرى كأسا من أصله. فتحول من مثقف متوتر إلى متوتر فقط، فتحول جمهوره من مستمعين لمثقف إلى متفرجين على مشهد نادر لدراما صاخبة وتراجيديا بكائية ترثي الميت والمشيعين.

واستمر الأستاذ البليهي على هذا النحو وكرسه أكثر في مساحات صحفية شاسعة. يعمل دون كلل في إضعاف غير متعمد لهوية الأمة ومعنوياتها وضرب مفاصلها والحط من محاولاتها والتبخيس من قدراتها وطموحاتها وتعطيل تنميتها والإعلان المبكر عن وفاة مواليدها وكأنه سمسار لباعة الأكفان في فواصل تراجيدية لا يسعها إلا مسارح مهرجانات الفنون ,إذ لم يعد لهذا الطرح غير التقدمي أي حيز لدى المساحة السعودية المتجهه بهدوء وقوة نحو المنافسة وتوسيع المشتركات العلمية مع الآخر.

البليهي لايعرف حتى الساعة أن أساتذة الجامعات السعودية قبلة للمتعلمين من الدول المجاورة وأن السعوديين والعرب يحققون إنجازات علمية قليلة لكنها طموحة وتحتاج إلى دعم معنوي ومادي لمواصلة الإبداع والعطاء غير أن الأستاذ البليهي يتربص بكل محاولة عربية للمنافسة العلمية ويتهمها بالفشل ليعيدها إلى مربعها الأول فقط ليبرهن نظريته في استحالة تقدم هذه المجتمعات.

المبهج في هذ السياق أن كثيرا من المثقفين انصرفوا عن البليهي واشتغلوا للإصلاح الحقيقي البعيد عن هذا الخطاب القبوري إلى فسح إمكانات التنمية ليقين الكثير منهم أن التنمية لاعلاقة لها بالنظرية الفكرية أو الفلسفية ,بل بالمنجز المادي البحت المتمثل بالطب والهندسة وتوطين التقنية ودفع الأكاديمية العلمية التجربية لتحل مكان المثقف الفكري. بل إن سيطرة المثقف على المنابر الصحافية باتت من معطلات التنمية ,وأن التعامل مع التقنية الحديثة الجافة لا تحتاج إلى فكر نظري يديرها بل إلى إنسان سليم العقل يشغلها لتقديم الفائدة العلمية للمستخدم. وغير هذا عودة مقنعة إلى عصر الخرافة.

الأستاذ البليهي يعز عليه الاعتراف بأن التنمية وثورة التقنية ورفاه الإنسان كلها خارج التعقيد النظري الذي نذر حياته له ,وعليه فالبليهي سيجد نفسه خارج التقدم إذا لم يبذل أسبابه ويكون جزءا من المتحول التحديثي دون افتعال أي ربط خرافي بين الفلسفي والتقدمي, لأن التفلسف الآن خارج الحاجة الإنسانية ,وبالتالي خارج ضروريات التطور، غير أن ما يمكن نقاشه والانسجام مع البليهي ومع غيره فيه هو التلقائية السلوكية الإيجابية والاستجابة الحميمية للمثل المنتجة للقوانين الضابطة للسلوك ,وهذا لا يحتاج إلا إلى تفعيل النص الأخلاقي الإسلامي دون الحاجة إلى نظريات المثل اليونانية وغيرها ,لا سيما أنها داعية في مجملها إلى مثاليات الإسلام.

إن تفعيل السلوكيات الراقية المتوافرة في النص الإسلامي هي فاتحة جليلة لمزيد من تعديل الأنماط في التفكير والإنتاج والإحساس بالمسؤولية تجاه الذات ,والآخر بل هي ما يحقق مزيد من التواصل مع الآخرين ,وما أسهلها، على خلاف ما يطرحه البليهي من صعوبة التفاهم ونقل الأفكار في الوقت الذي يصف فيه المثقف الحديث العالم بالقرية الصغيرة، وهذا ما قد يحرج النعاة ودعاة تحقير الأمة الذي يشترطون أن تكون خاضعاً للغة القرية الصغيرة وثقافتها وربما شعرها الأصفر وعيونها الزرقاء ,وما دام شعرك أسود فأنت خارج عملية تبادل الأفكار.

والأزمة الأخرى لدى الأستاذ البليهي أنه لا يطرح أي حل إجرائي للتجاوز هذه السلبيات لأن برنامج الحل يقتضي أولاً البحث في إمكانيته، وهو لم يعالِج هذه الإمكانية ليأسه (واليأس دزجة من درجات الكسل) , أو لعدم رغبته أو لعجزه عن العلاج لتعقيده الذهني أي ( ماله خلق )على هذا التعب.

الأستاذ البليهي مستمتع بهذا الترف والكسل الذهني الذي يحسم القضايا المهمة في بدايتها على عكس الإصلاحيين الجادين الذين يعملون بجد وتفاؤل وإجهاد بالغ لقريحة المبدع المنتج دون الركون إلى كسليات اليأس والاستحالات التي يتبناها البليهي ونفر قليل من الكتاب السعوديين الذين لا زالوا يجترون تخريفات طه حسين الكوميدية العابثة.

إن تطور المجتمع العلمي يحتاج إلى دعم سياسي ورعاية اجتماعية وتأييد ديني وتوجيه دقيق من خبراء التنمية ومن ثَمّ فلا حيز ضروري لنقاد الأنساق والبكائين على ابن رشد ومشروعه الإصلاحي العالة على الإنسان الجديد.

إن تطوير المجتمع قضية غير معقدة وأسهل من هذا التوتر النظري الضاج المفتعل والمجتمع السعودي مهيأ للتحديث لتحقق الانسجام بين السياسي والديني والاجتماعي. واختراع أي تناقضات واهمة معوق لاسيما من يرون أن التنمية لا تسير إلا في قنواتهم في حين أن التقدم كائن حيّ يمشي علي أرجل في كل الاتجاهات وكل الطقوس والأزمنة.

المؤسف أن بعض المثقفين الصاخبين لا يستطيعون الإبقاء على تميزهم اجتماعياً إلا بتسويق رهاب التخلف في مجتمعهم نظرياً وتثبيطهم إزاء التقدم لئلا يفقدوا مكانتهم ساعة يكونون ضمن مجتمع متعلم ومتحضر وأرجو ألا يكون الأستاذ البليهي منهم.

إذا استمر الأستاذ البليهي على بكائياته فليتلطف بأن يترجل عن مساحته الصحافية لأحد خبراء التنمية الفاعلين في تحضرالمجتمع واستثمار الذهن الجمعي السعودي وليس إرهاقه بتساؤلات لا طائل وراءها.
ما حدث في محاضرة اليمامة يصادق على ما أسلفت ,حيث لا مكان لفكر يعطل التنمية ويلزمنا بالصراخ الذي يتبعه السبات .
السعوديون الجدد يقولون لإبراهيم البليهي : ارحل , من أجل تقدم الوطن والأمة.

فائدة: أهدرت الخنساء شطراً من حياتها في رثاء أخيها صخر، وفور ما كفت عن بكائياتها أبدعت أربعة من الأولاد استشهدوا في فتوحات غيرت العالم.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الصور الأولى لحمزة في منزله بحي الفواز والحوار الذي جرى مع والدته وتعهداته


الإعلامي عبدالعزيز قاسم يكشف لـ"سبق" أسرار لقاء الـ45 دقيقة مع "كشغري" في بيته



الإعلامي عبدالعزيز قاسم يكشف لـ"سبق" أسرار لقاء الـ45 دقيقة مع "كشغري" في بيته
سبق– الرياض: كشف الإعلامي عبد العزيز قاسم لـ"سبق" عن اللقاء الذي جمعه بحمزة كشغري عصر هذا اليوم في منزل الأخير بحي الأمير فواز بجدة، وكنه الحوار الذي دار بينه وبين "كشغري" ووالدته، والذي استمر 45 دقيقة، وقال: لقد وجدت في "كشغري" روحاً جديدة وأملاً وتفاؤلاً وتوبة صادقة بإذن الله عز وجل، وحباً جارفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلمست ضمن الحوار الذي دار إبان زيارتي له للتهنئة اعتزاز الابن حمزة بهذا الوطن الكبير والولاء لولاة الأمر، وأن التجربة المريرة التي عاشها في السجن، التي تجاوزت سنة وثمانية أشهر، كانت كفيلة بنضجه وإعادة حساباته في مسيرته.
 
 وقال "قاسم" إنه وجد في بيت حمزة كشغري عندما زاره لفيفاً من الدعاة والشباب من زملائه وجيرانه وأصدقاء الحي والدراسة، وقال: جلست معه وكلي سعادة أن أراه، فقد أبديت له إبان زيارتي له في التوقيف ثقتي بأننا سنلتقي خارج السجن، وحرصت على أن أنفرد به وبوالدته واثنين من إخوته، وقلت له: "هذه الأم العظيمة التي تحملت الظروف القاسية والأيام العصيبة هي من نوادر هذا الزمن، لم تترك باباً إلا وطرقته من أجلك.. أرجوك.. أرجوك عوضها بالفرح، واعرف ما بذلت من أجلك".
 
 وقال "قاسم": لقد قابلت "كشغري" داخل سجن ذهبان، وتأكدت من صدق توبته وندمه وحبه لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكنت واثقاً من صدقه ونيته، وإن خانه التعبير فقد تاب وندم، وتأكد من صدق توبته من التقوه من المشايخ وطلاب العلم، واليوم زاد يقيني بهذا بعد أن قابلته في بيته.
 
وعن كيفية معرفته بخبر الإفراج عن حمزة كشغري صباح أمس قال الإعلامي عبد العزيز قاسم: من أصالة ووفاء أم حمزة أرسلت لي في الصباح الباكر أنها دخلت للتو مع ابنها، وعندما هاتفتها فرحاً أخبرتني بالإفراج عن ابنها وهو الآن معها في بيتها، ثم كلمني حمزة بعدها ليخبرني بالإفراج عنه، واطمأننت عليه، وفضلت أن أزوره اليوم حتى أترك له الفرصة ليجلس مع والدته وإخوته وأقاربه. وعصر هذا اليوم كنت في بيت "كشغري" بحي الأمير فواز بجدة، ووجدته ممتلئاً بالأصدقاء والجيران وزملاء الدراسة وشباب الحي وعدد من الدعاة، منهم الشيخ خالد عبد الكافي، وثلة الفضلاء، ووجدت السعادة مرتسمة على ملامح وجه الابن حمزة، وشتان بين زيارتي له في سجن ذهبان، وحالته في التوقيف، وحالته اليوم.
 
وعن أول عبارة قالها له "حمزة" بعد أن صافحه وهنأه بالإفراج قال قاسم: "قال لي جزاك الله خيراً"؛ لأنني زرته في السجن، ونقلت توبته وندمه وحالته في السجن، ودار حوار حول أجواء الفرحة العامرة في البيت وبين أهله وجيرانه.
 
وقال قاسم: هناك تفاصيل كثيرة دارت بيني وبين "كشغري" ووالدته، لا داعي لذكرها اليوم؛ لأن ما رأيته على وجه حمزة وأمه وإخوته وجيرانه وأصدقائه يطغى على كل شيء.
 
وعن تشكيك البعض في توبة حمزة قال الدكتور قاسم: لقد قابلته في السجن، وتأكدت من ندمه وصدق توبته، وجلس معه في السجن مجموعة من الدعاة والمسؤولين، وتأكدوا من صدق توبته، وأنه كان لا يقصد ما فهم منه، واعترف بخطئه في التعبير، وأتذكر أن الابن حمزة كان يؤكد لي إبان توقيفه أنه سيلزم بيته، ويمضي في مشروعاته الخاصة، ولا يود الاختلاط بأي أحد إلا كتبه ودراسته، وهو ما أكده اليوم، وأنه لا ينتمي إلى أي تيارات سياسية او فكرية، وهو شاب ابن من أبناء هذا الوطن الغالي، يحب وطنه ومليكه وولاة أمره، ويدين بالولاء والحب لهم.
 
وقال قاسم إنه تحدث عن مستقبله ودروس المحنة والاستفادة منها، وأنا بيني وبين "حمزة" أواصر حب وأخوة بعيدة، وأنا متوسم فيه خيراً أن يسمع ويستجيب، وأحب أن أسجل أن والدة كشغري أعربت عن شكرها وامتنانها العميق لمدير سجن ذهبان لمواقفه الإنسانية ومراعاته الظروف التي واجهت الأسرة، ودوره الأبوي والتوجيهي لحمزة خلال فترة التوقيف، والتسهيلات الإنسانية التي قدمها لهم، وأدعو الله له بالسداد والتوفيق، وأن يرى ما صنع من خير في دنياه، ويثيبه الله عليها في الآخرة.
 
وقال الدكتور عبد العزيز قاسم لـ"سبق": تذكرت في زيارتي لحمزة اليوم عباراته التي قالها لي يوم أن زرته "أسأل الله تعالى أن يخسف بي الأرض الساعة، وأن يهوي بي في نار جهنم، إن كنت قصدت بكلامي ذاك إيذاء سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم". لقد قالها لي حمزة كشغري وهو يرتعد، ودمعاته تتساقط على وجنتيه الغضتين.. وقال: "أقرّ بأن اللفظ لا ينبغي أن يكون تجاه مقام النبوة، وأخطأ قلمي، ولكن ما يحرقني بحقّ هو ظنّ الناس والمجتمع وسادتي العلماء والدعاة الذين تربيت على أيديهم بأنني أجدّف وأنال من سيّد البشر - فداه نفسي وأبي وأمي وكل عزيز لديّ - فلم أكن والله أقصد الإيذاء، وإنما كان تعبيراً أدبياً خانني، في لحظة خاتلة، ومفردات لا تليق بحقّ من لا يكتمل إيماننا إلا بحبّه صلى الله عليه وسلم".
 
وأضاف "قاسم" بأن أول لقاء جمعه بحمزة قبل 9 سنوات، وكان وقتذاك من طلاب التحفيظ بمسجد حيّ الأمير فواز بجدة، واطلعت على كتاباته في الأدب والمقالات، وطلبت منه أن يرسل لي بعضاً من مقالاته، وكنت إذ ذاك مشرفاً على ملحق (الرسالة) بصحيفة (المدينة)، وكانت مقالاته التي نشرتها له دعوية، تخوض في الوعظيات، إذ كان من التلامذة النشطاء في مسجد الحيّ، وتنبهت لأسلوبه الأدبي المميز، وهو ما دعاني بعد ذلك إلى أن أستعين به في زاوية بملحق (الدين والحياة) بصحيفة (عكاظ)، وأبهرني بخواطره الأدبية المجنحة، عن شخصيات إسلامية عامة، فكتب عن جلّ العلماء في السعودية والعالم العربي خواطر تفيض ثناء وتقديراً، كنت أنشرها بالصفحة الأخيرة، بل حتى ديوانية مقهى (الجسور) كنت من أوائل من استضيف فيها قبل انحرافها، وكان حمزة هو من أدار الحوار معي، ولساعتين طويلتين مع أولئك الناشئة خضت في مسائل إعلامية وفكرية شتى، وخمّنت أنهم طليعة واعدة ومشرقة لجيل جديد، ولكن للأسف انحرفت لاحقاً عن مسارها.
 
واختتم الإعلامي قاسم بكلمة وجهها للدعاة وبعض طلبة العلم، الذين أبدوا استياءهم من الإفراج عنه، بأن يساعدوا الابن على الثبات في توبته، ويكونوا عوناً له في هذه الأوبة، ولا يعينوا الشيطان عليه، ويرجموا الرحمة المحمدية لسيد البشر واقعاً. 
 
 
 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4




قصة قصيرة وحزينة!




قال الليبرالي: يا سيدي، ومولاي، وحبيبي، وقرة عيني، وولي نعمتي، لماذا تعتقلني وأنا تابعك الذي يهيم بك، ليبرالِيُّكَ الأليف الذي لا يقض مضجعك، مفكرك الذي لا يحيد لحظة واحدة عن خطك، الكاتب في كل جريدة ومجلة لك، المُنظر الخاص لمفهومك عن الحرية، المغرد الأول في ملكوت ديمقراطيتك، لماذا تحبسني وأنا الذي تغنى طويلا في حبسك، وقاتل دفاعا عن ظلمك، وناضل في وجه من ناضل في وجهك، يا سيدي، أنا اليوم حزين جدا، وغاضب جدا، وفي غاية الاستياء، ليس منك معاذ الله، ولكن في وجه من دفعك، وحرضك، وصار بيني وبينك!

قال المطوع: يا سيدي، ومولاي، وولي أمري، وسيد فكري، لماذا تعتقلني، وأنا الذي لا يهيم إلا بك، ولا يؤمن إلا بتعاليمك، ولا يطيع إلا أوامرك، ولا يسمح إلا بما تسمح، ولا ينهى إلا عن نواهيك، كيف طاوعتك نفسك على حبسي، وأنا الذي شرعت لك حبسك، وظلمك، وإيمانك، وكفرك، كيف تنقلب علي وأنا من قلب كل شيء لأجلك، وحوّر كل أمر لصالحك، وأغلق كل طريق لا يؤدي إليك، كيف يا سيدي وحبيبي وحليفي وشريك عمري ورفيق دربي!

الليبرالي الطيب، وغير الطيب، قدم كل ما لا يمكن أن يقدم، وتوقف عن تقديم ما يجب أن يقدم، كان عاريا إلا من حب سيده، ووحيدا معزولا منبوذا مكروها مذموما إلا من رعاية مولاه، لكنه لم يتردد لحظة واحدة، ولم يلتفت إلى الوراء، فالوراء عنده ليس إلا مجتمعا متخلفا جاهلا أميا لا يستحق الالتفات، ومع ذلك، ناله ما ناله، ولم ينل ما كان يطمح ويسعى أن ينال، وكانت نهايته مثل بدايته، حقيرا لا يحظى بلحظة احترام واحدة.

المطوع الطيب والساذج، وغير الطيب وغير الساذج، تنازل عن كل شيء أيضا، كان يقرأ القرآن من النقطة التي يحددها له سيده، ويتوقف عند النقطة التي تناسبه وتلائمه وتوافق هواه، كان يسحق الجماجم كلما أمر مولاه بذلك، ثم يحاضر عن سماحة الإسلام وكيف تجاوز الرسول عليه الصلاة والسلام عمن أساء له، وقد قسم المسكين، وفق دينه، البلادَ إلى ربع يقابله أرباع ثلاثة، في الركن الصغير يصرخ ويزبد ويرعد ويهدد ويكفر ويحرض ويتوعد، وكانت جهنمه بالمرصاد لأهل هذا الربع الصغير، أما الأرباع الثلاثة الباقية، فكانت بردا وسلاما، حرامها حلال زلال، كفرها البواح إسلاما نقيا صافيا، سرقاتها مباحة، منكراتها مكروهة فقط لا غير، كبائرها صغيرة، كان يبرر كما لم يبرر أحد من قبله، ويتجاوز في أبهى صور التجاوز والتسامح، كان في المساحة الكبرى وديعا أليفا متسامحا ومتفهما، بخلاف ما كان عليه في الازدحام الذي يشهده الربع الصغير،
الحقير في نظره.

في نهاية المطاف، تقابل الاثنان في زنزانة واحدة، اختلفا مجددا على قضية المرأة، اشتبكا، تدخل الحراس لفض النزاع، ابتعد كل واحد منهم عن الآخر، وقرر كل منهما في نفسه خوض المعركة من جديد، في ظروف مناسبة لهذه الحرب الكبرى، جاء خبر الإفراج، وخرج كل منهما يشحذ سكينه، ويحضر للجولة التالية، التي تبدأ من قصر السلطان، وتنتهي عنده.
...........
العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


أمريكا تعتزم مساعدة حكومة العراق لمواجهة القاعدة


أعمال العنف هي الأسوأ منذ 2008

قال مسؤول أمريكي إن واشنطن تريد مساعدة الحكومة العراقية في مواجهة تهديدات تنظيم القاعدة، ببيعها السلاح ومدها بالمعلومات الاستخباراتية.

وقال مسؤول في تصريح أعقب اجتماعا جميع بين نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي: "نود مساعدة العراقيين على تطوير قدرات تمكنهم من التصدي بفاعلية ودقة لهذه الشبكات".
وتشهد العراق أعمال عنف لم تشهدها منذ 2008، خلقت 5350 قتيلا هذا العام، وأخفقت السلطات في التصدي للهجمات المتكررة، على الرغم من التدابير الأمنية الواسعة والمشددة التي اتخذتها.
وأضاف المسؤول الأمريكي، الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن: "وجود تنظيم القاعدة في غربي العراق أصبح واقعا، وله هناك معسكرات تدريب، لا تستطيع السلطات العراقية أزالتها بفاعلية، لأن الأمر يتجاوز قدراتها".
وتابع يقول إن العديد من المتشددين كانوا يتسللون إلى العراق من سوريا بأسلحتهم الثقيلة، وأن أمريكا اليوم على دراية تامة بشبكة الدولة الإسلامية في العراق والشام وتحركاتها، وسنعمل على توسيع التعاون مع العراقيين في مجال المعلومات الاستخباراتية".
وكشف أن المسؤولين الأمريكيين أخطروا الكونغرس بخطط لبيع نظام دفاع جوي متطور للعراق يمكنه من التحكم في مجاله الجوي، الذي هو خارج سيطرة الحكومة حاليا".
ورفض المسؤول تقديم تفاصيل، ولكن صحيفة واشنطن بوست أفادت بأن بغداد ترغب في الحصول على الطائرات العمودية الأمريكية أباتشي.
واتهمت مجموعة من النواب الأمريكيين المالكي بالمساهمة في جر العراق مجددا إلى حرب طائفية.
وكان المالكي قال قبل مغادرته بغداد إنه سيناقش مع الأمريكيين التعاون الأمني والاستخباراتي وبيع الأسلحة.
وسبق للعراق أن طلب طائرات حربية أمريكية من نوع أف 16، وسيحصل على الدفعة الأولى بنهاية عام 2014.
بي بي سي
................................................

لتليغراف: عناصر القاعدة يدخلون سورية من منزلهم الآمن في تركيا

syria islamist rebel

لندن ـ نشرت صحيفة التليغراف موضوعا عن سوريا أيضا تحت عنوان "عناصر القاعدة يدخلون سوريا من منزلهم الآمن في تركيا".

وتقول الجريدة إن الجهاديين من مختلف الجنسيات بما فيهم بريطانيون يتدفقون على الأراضي السورية عبر الحدود التركية.

وتؤكد الجريدة أنها علمت من مصادرها أن مئات المنضمين إلى تنظيم القاعدة يتدفقون على الأراضي السورية بعدما يقضون بعض الوقت في منازل آمنة جنوب تركيا لينضووا في "الجهاد" مع التنظيمات الإسلامية في سوريا.

وتنقل الجريدة عمن تقول إنهم بعض العناصر التي مرت بهذه الرحلة إن متطوعين من جنسيات مختلفة وبينهم من يحملون الجنسية البريطانية يعيشون فترات متفاوتة في منازل آمنة في عدة مناطق جنوب تركيا حتى يتم تهريبهم عبر الحدود إلى الأراضي السورية حيث يقومون بالقتال ضمن عدد من التنظيمات الإسلامية هناك.

وتقول الجريدة إن هذه التنظيمات الإسلامية التي توصف بالمتشددة قد تمكنت مؤخرا من توسيع نفوذها في الداخل السوري على حساب جماعات المعارضة المسلحة التي توصف بالاعتدال والمنضوية تحت جناح الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب موضحة أن تزايد نفوذ الجماعات المنتمية للقاعدة يطرح مزيدا من التساؤلات عن الدور الذي يلعبه حلف شمال الأطلنطي "الناتو" داخل تركيا.

وتعتبر الجريدة أن تركيا شاركت الغرب مخاوفه من تواجد القاعدة في سوريا منذ البداية حيث كانت الحكومة التركية تدعم الجماعات المعارضة ضد نظام الأسد لكن مؤخرا يعتبر محللون أن أنقرة إما فقدت سيطرتها على الحدود مع سوريا أو أنها تغض الطرف عن نشاط متطوعي القاعدة وتترك لهم المجال لدخول سوريا عبر الحدود.

وتنقل الجريدة عن أبو عبد الرحمن الأردني المسؤول عن تنظيم توافد المجاهدين إلى سوريا قوله "كل يوم يفد إلينا مجاهدون من مختلف الجنسيات" موضحا أنه ينظم رحلات عبر الحدود لإيصال المتطوعين الجدد إلى المناطق التي ينضمون فيها إلى الجماعات المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة مثل "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وتضيف الجريدة إن الشرطة التركية تقوم بشن حملات متكررة على عدد من المناطق التي تؤوي المتطوعين الجدد في القاعدة بناء على معلومات استخباراتية لكن مع حدود تمتد لأكثر من 500 كيلومتر يصبح الأمر شديد الصعوبة كما أنهم يواجهون مصاعب قانونية في حالة اعتقال بعض المتطوعين حيث يصعب سجنهم أو ترحيلهم لصعوبة اثبات انضمامهم لتنظيم القاعدة.


----------------------------------------

المغرب يستدعي سفيره لدى الجزائر للتشاور

بي بي سي

تستضيف الجزائر حركة البوليساريو

استدعى المغرب سفيره لدى الجزائر للتشاور بشأن تعليقات للرئيس الجزائري عن الصحراء الغربية المتنازع عليها.

وقال بيان لوزارة الخارجية الاربعاء إن القرار جاء اثر "العديد من الاجراءات الاستفزازية من الجزائر تجاه المملكة المغربية، خاصة ازاء النزاع الاقليمي بشأن الصحراء المغربية".
وأضاف البيان "الرسالة التي وجهها يوم 28 أكتوبر الجاري الرئيس الجزائري لاجتماع بأبوجا، والتي اكتست طابعاً عدائياً للمغرب، تعكس هذه الرغبة المقصودة في التصعيد، وتؤكد هذا المسعى الرامي إلى العرقلة والإبقاء على وضعية الجمود".
وتابعت "أن المضمون الاستفزازي المتعمد، والعبارات العدائية للغاية التي تضمنتها هذه الرسالة الصادرة، فضلاً عن ذلك، عن أعلى سلطة في البلاد، تعكس بجلاء موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف، وتكشف بكل وضوح إستراتيجيتها الحقيقية القائمة على التوظيف السياسي للقضية النبيلة لحقوق الإنسان".
ودعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الاثنين لقيام جماعات حقوق الانسان بمراقبة اوضاع حقوق الانسان في الصحراء الغربية، التي ضمتها المغرب عام 1975.
واثر ذلك اتهمت المغرب في بيان في الصحافة الرسمية الجزائر باستغلال قضايا حقوق الانسان في المنطقة لتحقيف مصالحها في المنطقة.
ويوجد خلاف كبير بين المغرب والجزائر بشأن قضية الصحراء الغربية، حيث تستضيف الجزائر حركة البوليساريو التي تقاتل لاستقلال المنطقة.
.....................................

واشنطن بوست:إدارة أوباما تسعى لإيجاد مخرج تشريعى لاستمرار مساعدة مصر

الخميس، 31 أكتوبر 2013 - 01:33

الرئيس الأمريكى باراك أوباما الرئيس الأمريكى باراك أوباما

واشنطن (أ ش أ)


ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما طالبت الكونجرس بإيجاد مخرج تشريعى لاستمرار المساعدات الموجهة لمصر، التى وصفتها الصحيفة فى تقريرها بالحاسمة للمصالح الأمريكية فى المنطقة.

وأضافت الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية بدأت التفاوض مع لجان المخصصات بالكونجرس حول المساعدات لمصر فى الأسابيع الأخيرة فى ضوء التشريعات الأمريكية التى تمنع الولايات المتحدة من منح تمويلات لحكومات وصلت إلى السلطة بالقوة.

ونقلت عن أعضاء بالكونجرس، أن الإدارة ربما تحتاج إلى استثناء تشريعى لمواصلة المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر.

يأتى ذلك فى الوقت الذى واجهت فيه الإدارة الأمريكية انتقادات واسعة داخل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أمس، لحجب المساعدات العسكرية عن مصر.
اليوم السابع


...........................................

عشرات القتلى والجرحى من السلفيين في قصف للحوثيين على دماج
 
صنعاء - "السياسة":
سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال في قصف عنيف شنه الحوثيون على الجماعة السلفية بمنطقة دماج بمحافظة صعده شمال اليمن بينهم 20 لقوا مصرعهم في قصف بالمدفعية الثقيلة لمسجد المزرعة المجاور لدار الحديث حيث كان المئات يؤدون صلاة الظهر أمس.
وقال المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعي لـ"السياسة" إن الحوثيين يقصفون دماج بالدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا ومختلف الأسلحة منذ فجر أمس, وشنوا حرب إبادة على سكانها ودخلوا إلى عدد من البيوت وسيطروا عليها وقتلوا النساء والأطفال داخلها", مؤكداً أن "جثث القتلى والجرحى في كل مكان ولم نستطع حصرهم بعد".
وقال مصدر محلي لـ"السياسة" إن مئات المسلحين القبليين من بلاد الروس وسنحان وهمدان وصلوا إلى مديرية خمر بمحافظة عمران على متن نحو 60 سيارة لنصرة السلفيين.
وتبادل ممثلو الحوثيين والسلفيين في مؤتمر الحوار الاتهامات, حيث وصف الحوثيون في بيان, السلفيين في دماج بـ"العناصر التكفيرية" واتهموهم بممارسة التحريض الطائفي والشحن المذهبي وتحويل دماج إلى ثكنة عسكرية ومركز لتدريب آلاف المسلحين من نحو 120 دولة, وممارسة أعمال القتل والاعتداء على المواطنين.
في المقابل, نفى زعيم حزب "الرشاد السلفي" عضو مؤتمر الحوار محمد العامري اتهامات الحوثيين, قائلاً "الحوثييون هم من يهاجمون السلفيين ويفتعلون الحروب".
وأضاف "احتجاجا على ذلك نعلن تعليق مشاركتنا في الحوار بقية هذا الأسبوع وندعو أعضاء المؤتمر إلى تعليق أعمالهم لإيقاف هذه الحرب الظالمة".
من جانبه أعلن "حلف الفضول" في بيان, أن "قصف الحوثيين لدماج يتم بتواطؤ من قبل بعض عناصر لجنة الوساطة الرئاسية والسلطة المحلية وبضوء أخضر من الدولة" محذرا من حرب مذهبية.
 

.......................................

ديلي ميل : هتلر لم ينتحر في ألمانيا وتوفي في الأرجنتين! عن عمر يناهز 73 عاماً!

10/31/2013   2:42 AM

ديلي ميل : هتلر لم ينتحر في ألمانيا وتوفي في الأرجنتين! عن عمر يناهز 73 عاماً!


نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن كتاب جديد صدر في بريطانيا أن "الزعيم الألماني أدولف هتلر لم ينتحر في العاصمة الألمانية في العام 1945 كما هو معلوم، بل انتقل إلى الأرجنتين مع عشيقته إيفا براون بسرية تامة وتوفي هناك في 13 شباط 1962 عن عمر يناهز الـ73 عاما"، لافتة إلى أن "الكتاب الذي سمّاه كاتباه "الذئب الرمادي: هروب أدولف هتلر"، يشير إلى أنّ أجهزة الإستخبارات الأميركية سهّلت إنتقال هتلر إلى الأرجنتين، وحصلت منه بالمقابل على التكنولوجيا التي استخدمت خلال الحرب النازية".
 
وأضافت الصحيفة أن "الكاتبين استندا في معلوماتهما إلى وثائق طبية تؤكد أنّ الجمجمة التي تظن روسيا أنها تعود للزعيم الألماني، هي لامرأة، وليست لهتلر، وهو رزق من إيفا بابنتين خلال الفترة التي قضياها في الأرجنتين".
الفجر

....................................

"منصور": تنحى قاضى محاكمة بديع لطمة للنظام

"منصور": تنحى قاضى محاكمة بديع لطمة للنظام
احمد منصور
اعتبر الإعلامى أحمد منصور  المذيع بقناة الجزيرة  أن تنحى قاضى محاكمة محمد بديع وخيرت الشاطر فى أحداث مكتب الإرشاد لطمة قوية للفريق أول عبدالفتاح السيسى نائب أول رئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربى القائد العام للقوات المسلحة -حسب تعبيره .
وقال منصور فى تغريدة له على حسابه الشخصى بـ "تويتر" اليوم الثلاثاء: " تنحي القضاة اليوم عن محاكمة مرشد الإخوان والقادة الآخرين لطمة قاسية للسيسي وقادة الإنقلاب ونظامه العاجز عن جلب أشراف لفقت لهم التهم للمحكمة".
الوفد


............................................

دبلوماسي أمريكي: لم ندعم قتل الإخوان في فض الاعتصامات

قال إدورارد جيريجيان، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، إن بلاده لم تدعم أعمال القتل والعنف التي صاحبت فض اعتصامات أنصار جماعة الإخوان المسلمين والتي أسقطت آلاف الضحايا ما بين قتيل وجريح بفعل هجوم قوات الأمن عليها.

 

وأكد، لبرنامج "بلا حدود" الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور بفضائية "الجزيرة" أن جماعة الإخوان سقطت في مصر بعد أن اتخذت سبيل خاطئ قاد إلى اتباع سياسة الإقصاء لكافة القوى السياسية، مشيرًا إلى أن الجماعة كان بإمكانها اتخاذ سياسات أفضل مما كانت عليه إلا أنها أرادت بسط سيطرتها لحكم مصر مئات السنين.

 

وعن مستقبل الشرق الأوسط في خضم تلك التطورات، أكد جيريجيان أن الولايات المتحدة لا يمكنها رسم خرائط جديدة للشرق الأوسط فهي ليست قوى استعمارية مثل بريطانيا وفرنسا، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى فقط إلى الحفاظ على استقرار الدول والشعوب وتأييد الحريات وتوفير آليات للحفاظ على حقوق الإنسان.ا 


............................................................................

نائب أردوغان: الذهنية التي حظرت الحجاب ''أفلست''

الإسلاميون

قال "بولنت أرنتش" نائب رئيس الوزراء التركي إن الذهنية التي حظرت الحجاب في الماضي في البرلمان والمؤسسات العامة التركية، قد أفلست. 


جاء ذلك في تصريحات صحفية بعد مشاركته في حفل العضوية الشرفية في هيئة التاريخ التركية، الذي نظم اليوم في قصر "تشيراغان" في إسطنبول. 


وانتقد أرنتش معارضة حزب الشعب الجمهوري، اعتزام عدة نائبات دخول البرلمان التركي مرتديات الحجاب، وقال "قررت بعض النائبات ارتداء الحجاب بعد أدائهن فريضة الحج، لاعتقادهن أن هذا يتناسب أكثر مع التزامهن الديني، ومن المتوقع أن تقوم تلك النائبات بدخول البرلمان بحجابهن غدا أو في وقت لاحق، نحن لا نصنف النساء وفقا لقيامهن بكشف أو تغطية رؤسهن، فهذا أمر عائد لرغبتهن، وعلينا أن نحترمها".


واعتبر نائب أردوغان أن ارتداء الحجاب يندرج تحت الحقوق الأساسية كحرية الرأي والتعبير، وأن اللائحة الداخلية للبرلمان التركي لا تتضمن ما يمنع النائبات من ارتداء الحجاب في البرلمان، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء. 


وأشار إلى أنه من المعروف في جميع أنحاء العالم أن الأساس هو الحرية، بينما الحظر هو الاستثناء، وبالتالي ما دام لا يوجد ما ينص صراحة على منع ارتداء الحجاب، فللنائبات الاختيار بين تغطية أو عدم تغطية الرأس.



..............................................

مؤسس «السرورية» يروي مرارة إبعاده عن السعودية على يد رموز «الإخوان»

الرياض - عبدالواحد الأنصاري
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣

فاصلان متباينان من حديث ذكريات الإسلاميين السوريين الذين تقاطعوا في تجربة حياتهم وكانوا شاهدين على العصر في ما يتعلق بالتيارات والتنظيمات «الإخوانية»، وفي هذه الحلقة تسلط «الحياة» الضوء من الباحث الشرعي عبدالرحمن الخطيب، والشيخ محمد سرور زين العابدين أحد رموز التيار السروري الإسلامي، على علاقتهما وخصوماتهما وعذاباتهما مع «الإخوان المسلمون»، ويتشعب فيها أيما تشعب.

الخطيب يقول: «علاقتي ببعض «إخوان» سورية علاقة مصاهرة وأخوة وصداقة، ولكني لم أنتسب يوماً إلى جماعتهم، وأوضح دليل على هذا لو أنني من (الإخوان) لوجدتني في الصفوف الأمامية في الائتلاف. أما الشيخ محمد سرور زين العابدين فهو يقر بأن انشقاقه عن مظلة «الإخوان» كان من أسبابه أن «الإخوان» العرب كانوا لا يريدون الانخراط والعمل في المجتمع السعودي، وكانوا يريدون الاكتفاء بالتواصل في ما بينهم، و«أنا من طبيعتي أنني منفتح مع كل البشر، فلماذا أنا أتصل بالعراقي ولا أتصل بالمصري؟ وكانت معلوماتي قليلة، لكنني فهمت العمل الجماعي في وقت مبكر، وأفهم أن مجموعة من الناس ساروا في طريق معين لتستثمرهم القيادة في أحسن صورة لخدمة الدعوة الإسلامية، وليس أن قيادتهم تقيّدهم! لذلك لا أستطيع أن أقبل أن يقيدوني، لكن ليس هذا السبب الوحيد».

الحياة


.................................


مليون يمني تحت خط الفقر .. والعريفي : عذراً أخوال الرسول وأصل قريش



من 10 ملايين يمني، أي نحو نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ودفع ذلك التقرير إلى تفاعل الشيخ محمد العريفي بتغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر معرباً عن أسفه لما وصل به حال أهل اليمن.

وقال العريفي في تغريدة على تويتر : "عذراً أرض الإيمان، وأول من جاء بالمصافحة، أول من يردون حوض نبينا، أخوال الرسول، وأصل قريش، 10مليون يمني تحت خط الفقر".

عذراً أرض الإيمان، وأول من جاء بالمصافحة، أول من يردون حوض نبينا، أخوال الرسول، وأصل قريش، 10مليون يمني تحت خط الفقر،


.................................................................................................................

الأكاديمية رقية المحارب: "قانون التحرش" غير مكتمل وستار لتشريع الاختلاط

الخميس, ۲٦ ذوالحجة ۱٤۳٤

تواصل - الرياض:

أوضحت الأستاذة المشاركة في الحديث وعلومه بجامعة الأميرة نورة الدكتورة رقية المحارب، أنها ليست ضد سن قانون مكافحة التحرش "متكامل"، بل ضد قانون يرفع كشعار؛ ظاهره الدعوة لحماية المرأة، وهو في حقيقته ستار لتشريع الاختلاط.

وقالت المحارب عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الشريعة جاءت شاملة حكيمة؛ من حيث وضع تدابير وقائية لصيانة الأخلاق في المجتمع، وتدابير عقابية متدرجة بحسب الجرم، وقانون مكافحة التحرش المطروح الآن يختص بالطرف الرافض له دون الراضي، كذلك دون المحرض عليه ومموله ومروج أسبابه، وبهذا فهو غير مكتمل".

وأوضحت: "قانون مكافحة التحرش ينبغي أن يكون متضمنا لميثاق إعلامي لمكافحة التحرش، بحيث يتم تجريم أي مادة إعلامية تنشر دواعيه بين الشباب".

وأضافت: "ثبت أن المعالجة الجزئية فشلت في تخفيض نسبة التحرش في الغرب، كما أثبتت ذلك بحوث علمية في البلاد التي طبقت قانون مكافحة التحرش، ولذا فإن من يطالب بقانون مكافحة التحرش ويتخذ موقفا عدائيا من مظاهر الفضيلة والاحتشام والبعد عن الاختلاط يدفع لعدم إحسان الظن به".

وتابعت الدكتورة رقية المحارب قائلة: "حتى يكون قانون مكافحة التحرش حاميا للمرأة، ورادعا للمعتدي فلابد من تضمنه تدابير وقائية وعقوبات تطال المحرضين على التحرش من كل وجه".

واختتمت تغريداتها قائلة: "لست ضد سن قانون مكافحة التحرش "متكامل"، بل ضد قانون يرفع كشعار؛ ظاهره الدعوة لحماية المرأة، وهو في حقيقته ستار لتشريع الاختلاط"

...........................

دراسة: الرجال ينظرون إلى أجسام النِساء أكثر من وجوههن


أظهرت دراسة أن الرجال يقضون وقتًا أقل في النظر إلى عين المرأة أو وجهها مما يقضونه في التحديق في خصرها وصدرها، في حين أن النساء أيضًا ينظرن إلى أجساد الأخريات وليس الرجال، حسبما ذكرت صحيفة «هفنجتون بوست» الأمريكية.

علق الباحثون جهازًا لتتبع العين على وجوه 36 رجلا، ليقيس فترة النظر إلى شيء ما بالمللي ثانية، وتم رصد الرجال وهم ينظرون إلى صور عرضت عليهم لـ10 نساء مع 3 أحجام مختلفة للجسم، جسم ممتلئ وذي منحنيات، وآخر نحيف وثالث متوسط.

وأظهرت النتائج أن الرجال المشاركين قضوا في الواقع المزيد من الوقت في النظر إلى أجساد النساء، رغم أن النساء ذوات الصدور الكبيرة، والخصر النحيف كن الأعلى تسجيلًا في مدة النظر.

في حين أجريت التجربة ذاتها على 29 من النساء، وخرجت باستنتاجات مماثلة، مفادها أن المرأة تنظر إلى ثديي وفخذي النساء الأخريات أكثر من وجوههن.

والسبب يمكن أن يكون تطوريا، لأن الرجال يمكن أن يكونوا يقومون بتفقد الأقران المحتملين للإنجاب.

وقال فريق من جامعة «نبراسكا لنكولن» في الولايات المتحدة: «إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن يكون لها تفسير أكثر حداثة، ويبعث على الاكتئاب».

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة وعالمة النفس الاجتماعي «سارة جيرفيه»: «نحن نعيش في ثقافة نرى من خلالها النساء، وقد تم تجسيدهن على شاشات التليفزيون وفي وسائل الإعلام باستمرار رمزا للجمال الجسدي، وعند تشغيل العدسة الخاصة بك، التي ترى المرأة العادية كل يوم تجد نفسك تلقائيًا تركز على تلك الأجزاء من جسد المرأة أيضًا».

وأضافت أنه «حتى الآن لم يكن هناك دليل علمي يذكر لدعم ما تشتبه فيه النساء منذ فترة طويلة، وهو أن الرجال يحدقون بهن كلما كان ذلك في وسعهم».

وأشارت «جيرفيه»: «لدينا تقارير من المرأة نفسها، ولكن هذا هو بعض من أول عمل لتوثيق أن الرجال بالفعل منخرطون في فعل هذا، وأضافت أنه من الممكن أن تكون المرأة تنظر من باب المنافسة، فهي تنظر للمرأة الأخرى من الأعلى إلى الأسفل، لترى ما يمكن أن تنافسه.


......................

مسؤول طبي سعودي يدعو لإجازة 'قتل' المتوفين دماغيا

 

مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء يرغب في إصدار فتوى بإيقاف أجهزة التنفس عن هؤلاء المرضى ليستفيد مرضى آخرين من أسرّتهم.

 

ميدل ايست أونلاين


المبرر أن الوفاة الدماغية ليست فيها رجعة

الرياض ـ طالب مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء فيصل شاهين لجنة العنايات المركزة في وزارة الصحة بالتنسيق مع هيئة كبار العلماء للنظر في إصدار قرار جريء بإيقاف أجهزة التنفس الاصطناعي عن المرضى المتوفين دماغيا والاستفادة من أسرتهم لمرضى آخرين محتاجين للعناية.

وأشار شاهين إلى أن وجودهم مكلف جدا إذ يقدر بأكثر من 90 مليون ريال في العام الواحد، وفي المقابل يحرم المرضى الآخرون من الأسرة وقد ينتهي بهم الأمر إلى الوفاة.

ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن المسؤول الطبي قول إن "الوفاة الدماغية وفاة نهائية وليس فيها رجعة، ووجود المتوفى دماغيا على الأجهزة ليس له داع".

وأشار شاهين إلى أن حالات الوفاة الدماغية على مستوى المملكة تقدر بـ1200 حالة سنويا، يتم تسجيل 700 حالة فقط من بينها.

ويحيل طلب المسؤول الطبي السعودي على مصطلح "القتل الرحيم" الشائع بكثرة في الغرب. وهو مصطلح يشير إلى "ممارسة إنهاء حياة المريض الميؤوس من شفائه على نحو يخفف من الألم والمعاناة".

لكن في هذه الحالة، يريد مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن يكون إنهاء حياة المريض المتوفى دماغيا بإذن من كبار علماء الدين.

وينتظر ان يثير هذا الطلب جدلا حادا في مجتمع سعودي شديد التدين حول مشروعية هذا الطلب وما إذا كان قتل المتوفى دماغيا، يصنف في خانة التحريم شرعا لأنه سيكون بمثابة التعدي على "إرادة الله" في خلقه، أو سيخرج من بين علماء الدين من سيفتي بإيقاف أجهزة التنفس الاصطناعي على الموتى دماغيا باعتبار ان نهايتهم إلى الموت صارت محتومة ولما في ذلك من "فوائد لمصلحة" مرضى آخرين من الممكن إنقاذ أرواحهم.

وقال شاهين "لدينا 40% من الحالات يعتم عليها داخل العنايات المركزة في المستشفيات أو لم يتم تشخيصها أو أنها تتوفى خلال فترة زمنية لا تتجاوز 6 ساعات فقط من دخول المريض العناية المركزة، مبينا أن من 12% إلى 14% من الوفيات في العنايات المركزة في المملكة متوفاة دماغيا.

-------------------------



صحوة حضارية‎


محمد معروف الشيباني



العادة أن (الحكمة) مقرونة بكبار السن و (الطيش) موكولٌ للشباب. لكن إستثناءً (حضارياً) ذاع من قاعة محاضرات جامعة أهلية بالرياض يُطمئنُ و يدعو للتفكُّر.
المحاضر علَمٌ ثقافيٌ وطنيٌ، زاد عليه عضويةَ مجلسِ الشورى، الذي تحاول الدولة تَسويغَ تمثيلِه الشعب و إن كان بالتعيين. لم يَعبأْ بمكانته التمثيلية المُستوجبةِ مسؤوليةً كبرى حديثاً و تصرفاً و حضوراً، بإعتباره سفير وظيفتِه. فإمتَهنَ (الحضارة) الإسلامية و صنّفَها "كلام عجايز"..إلخ، بينما توقع مُستَضيفوه أنه سيَستنهض هِمَمهُم لا يُقزّمُها، و هو ما يحتاجه جيل الغد في واقعٍ أُمَميٍ مؤلم.
الطلابُ شبابٌ تُوحي سحناتُهم بالمراهقة، لكنهم أكثر (تحضّراً) من (الرجل). لم يتركوه يُكملُ ما يَصمُّ آذانَهم، و لم يُناكِفوه مُشاغبةً، بل إنسحبوا فرادى بكل هدوءٍ ليتركوا مُتَسيّدي المنصةِ يضربون أخماساً بأسداس.

رسالةٌ (حضارية) تُطمئنُ على شبابنا المستهدفةِ قِيمُه..و تحذّر المَفْتونين بهكذا منصات أن أمامهُم (صحواتٍ حضاريةً) شبابيةً بسلاح جديد..فلْيقولوا خيراً أو يُغادَروا (بفتح الدال).

.............


سماوية



..................................................................................................

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




الآيديولوجيا الإسلامية السلفية الجهادية


د. كمال اللبواني
الأيديولوجيا تعريفا هي توظيف الفكر في السياسة.. لا تتكون بمعزل عن الظروف والحاجات والأهداف السياسية العملية، ولا تنقطع أيضا عن المنظومات المعرفية -القيمية السائدة ... فهي تسعى لتبيان أن هذه الشعارات والأهداف السياسية هي التعبير الأمثل عن القيم والعقائد التي نحترم ونجل في المجتمع. 

ونحن هنا بصدد البحث عن النمط الأيديولوجي الذي ينظم ويربط الناشطين الثوريين، ومقاتلي الثورة على الأرض، والذي هو بالضرورة واحد، نظرا للحاجة الماسة للوحدة في المعركة، ونظرا لاستشعار خطر أي جدال أو نقاش، أو طرح لمسائل خلافية محتملة، بين مسلحين متمردين على السلطة مستعدين للموت، لا يحكمهم سوى إراداتهم، وبشكل هش سلطة المجتمع الأهلي غير الموحدة، وسط غياب تام لسلطة الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني.

أي أنه بالضرورة واحد نظرا للحاجة الماسة لضبط وتقييد ليس العناصر من المقاتلين فقط، بل القادة والأمراء أيضا، بقيود واضحة ومشددة ومقدسة، خوفا من طغيانهم وطاغوتهم أو توحشهم، وهي لكل ذلك، لن تكون إلا أيديولوجيا واحدة وكلية، شمولية غير خلافية، وغير قابلة للنقاش، و في مجتمعنا لن تكون غير الأيديولوجيا الإسلامية بنسختها السلفية المجمع عليها سلفا من عامة الناس لدرجة التقديس، والتي تدرّس في المساجد عادة ... لماذا ؟

بعد فترة من حمل الشعارات المدنية الحديثة: الكرامة والحرية والديمقراطية والمواطنة، ورفع أعلام الوطن الخضراء المزينة بالنجوم، في مواجهة النظام الدموي، سرعان ما اضطرت الثورة للنهل من رصيد المجتمع التراثي الثوري والديني لتعزيز صمودها في وجه آلة الطغيان والقهر والقتل التي انطلقت من عقالها، ومع استمرار المعركة الشرسة لفترة أطول تمركزت وحدة وفاعلية الثورة حول الرابط الاجتماعي التقليدي الأساسي القائم على احترام الموروث الديني الجهادي، طالما أن الدين هو الذي يكون عقل ولغة وحياة المجتمع الذي يعيش عليه وبه كثقافة تقوم أساسا على القرآن، وكأمة كتاب، الدين الذي أصبح المصدر الوحيد للأيديولوجيا، بعد عجز العقائد والفلسفات الأخرى، بل وقوفها موقفا مترددا من دعم الثورة المسلحة بل معاديا لها أحيانا، وهكذا انتفت إمكانية وجود ألوان أيديولوجية مختلفة متعايشة معا بسلام تحت خيمة ثورة مسلحة في ظروف غاية في الصعوبة، واقتضت الضرورة أن يتوحد الجميع تحت العلم الأسود الذي يرفع وحدانية الله كحاكم وحكم، تلبية للحاجة للون واحد يوحد الناس ويحتكمون لمعاييره في ظروف حرجة ومعقدة، وفي غياب أي سلطة أخرى (تعاقدية ومفوضة) قادرة على استيعاب المختلف وتنظيمه، فأصبح الدين الإسلامي التقليدي السلفي هو الرابطة الطبيعية الوحيدة التوافقية المتبقية في المجتمع التقليدي، بل البدائي الذي وصلنا إليه بسبب الخراب، ولهذا السبب انهارت شعبية الأحزاب كلها وانتهت للصفر نتيجة ترددها وعدم وضوح موقفها، ونتيجة أدائها العسكري الذي شهد تراجعا مضطردا مع الوقت، بما فيها الأحزاب الإسلامية الأخرى، وتحت ضغط الحاجة للوحدة أصبحنا نسير نحو اللون الواحد والشمولية، فكل حزبية هي فرقة وتفرقة وضعف في نهاية المطاف، بسبب الحرب الشرسة التي فرضت على مجتمع أعزل. 

وسط طغيان هذا المناخ الإسلامي السلفي الجهادي كان من الطبيعي أن يستشعر قادة وكوادر ومجاهدي هذا التيار الذين قارعوا النظام سابقا كجماعات سياسية متفرقة، وسجنوا في سجونه، إنهم الوحيدون المؤهلون لقيادة هذه المرحلة التي تصطبغ بلونهم كما هم (كسلفيين وجهاديين)، وبالتالي لقيادة العمل العسكري والسياسي والإغاثي الموحد حكما في زمن الطوارئ، فأصبحنا نرى رفاق الزنزانة السابقين من التيارات الجهادية السلفية هم قادة الكتائب والألوية في أغلب المناطق. ونرى أن رسم الانتساب لهذا الحلف وعنوانه هو إطلاق الذقن السلفية المعروفة وقص الشوارب، فهي المظهر الموحد والرمز الجامع لهذه الوحدة شبه الحتمية بفعل الضرورة الموضوعية. فالسلفية بسبب تمسكها بالشكل والمضمون معا، تشكل الوعاء الوحيد الذي يلغي الفرقة وعناصر التنازع دون غيرها، وبسبب قيمها الجهادية تطابق الحاجة لمتابعة الثورة المسلحة، وهي الأكثر انضباطا بحكم سلفيتها وتقيدها بالأشكال وبطاعة الأمير فيها.

ما أوضحه هنا أنه لا يجوز اعتبار طغيان أي أيديولوجيا، فقط كنتيجة لجهد ذاتي، أو لتدخل خارجي أو لسياسة توجه الدعم. هذا قصر نظر سياسي، لأنه لا يدرك أن الأيديولوجيا تفرضها الحاجة الموضوعية بشكل حاسم، وهي ليست خيارا حرا. كما أنها ليست دائمة إلا بدوام الظرف والوظيفة المرتبطة بالحاجة. (مثلا كل الدعم اللوجستي والسياسي والمالي وبالسلاح الذي قدم من قبل تحالف دولي لفصيل إسلامي معتدل، قيل إنه منظم ومناسب للمرحلة، انتهى إلى قوة وطغيان التيار السلفي الجهادي المختلف عنه بل المتناحر معه، كيف حدث ذلك ولماذا يا ترى؟

كما كان حمل السلاح ليس خيارا أمام الثورة، كذلك طغيان الأيديولوجيا الجهادية السلفية عليها -بعد سنة من الحرب الضروس والدمار الشامل- كان ضرورة موضوعية لتجنب الوحشية والفوضى، في سبيل إدامة المجتمع الإنساني المتناثر فوق أرض مدمرة ومحروقة، وتحت ظروف الحصار والقتل والقصف، والحاجة التي لا تطاق. فهي (أقصد هذه الأيديولوجيا السلفية الإسلامية الجهادية العفوية)، وليس لها أي تنظيم أو حزب سياسي ديني، هي وحدها من أنقذ المجتمع من الضياع، وحمى نظامه الاجتماعي والقيمي، ونظام الملكية والحقوق الفردية فيه، التي بقيت مصانة بطريقة مدهشة، رغم الفوضى ودمار كل شيء، وبدل أن نعطي هذه الأيديولوجيا التي انتشرت عفويا حقها من الشكر والامتنان، نرى قصيري النظر من المنظرين الحزبيين والفئويين والشيوعين يذمون الثورة والإسلام، ويتهمون الشعب بالتطرف وبالإرهاب، والتخلف والتنكر لمبادئ الثورة (العلمانية، المضادة للدين)، كما ظنوها عندما اشتركوا فيها.

تلك المبادئ التي كانت كفيلة بإطلاق الجريمة في كل مكان لو سادت في هكذا ظرف، في غياب الدولة القادرة الضامنة (لاحظ أنها هي ذات شعارات النظام القاتل التي تبرر له كل جرائمه كونها تلغي سلطة الضمير والدين، لحساب المصلحة الخاصة التي لا تحدها سوى سلطة الشرطة).

ومع ذلك، في الواقع لا تستقر قيادة أي مجموعة إلا إذا استطاعت أن تؤمّن تدفق الدعم والرواتب لمجموعتها، وتنهار سلطتها بانقطاع الدعم، ولكون الدعم غير مستمر بل متقطع عمدا، ومعدوم التنسيق والمنهجية قصدا، كان لا بد من رابط آخر يديم هذه المجموعات المقاتلة، التي قوتها وحياتها في وحدتها، ويجعلها قادرة على أن تتابع القتال في ظروف شبه مستحيلة، بل إن تقدم الشهيد تلو الشهيد وتديم الصمود دون هوادة ولا وهن، فليس هناك من رابط أقوى وأيسر توفرا من الدين بفقهه السلفي المحدد شكلا ومضمونا، غير القابل للنقاش ولا للتأويلات التي تفتح باب الفرقة في زمن المعركة، فهي كانت كفيلة بالحفاظ على ترابط المجموعات وانضباطها، كظرف موضوعي قادر على لجم عوامل الفرقة الذاتية كلها وما أكثرها.
باختصار الحاجة هي من صبغت الثورة بطابع عسكري جهادي إسلامي سلفي، ليس فقط لأن الجهاد في الإسلام يفتح أبواب الثواب الأخروي على أهميته القصوى، بل لأنه يوحد المواصفات التي على المقاتل أن يتقيد بها ذاتيا، والتي تحدد نمطا ملزما للقادة أيضا، وفي النتيجة، القادة اليوم هم فعلا متشابهون بل متماثلون ورفاق تنظيمات وزنزانات في ما سبق من سنوات، والأسماء معروفة، ومع كل هذا هم مختلفون في التفاصيل، وفي الأداء، وبينهم تنافس شديد وخطير أحيانا. فالظرف وحّدهم، وليس التنظيم هو من سودهم، ليست قوة التنظيم ولا خططه هي من(سرقت) أو حرفت الثورة كما يقال، بل إن ظرف الثورة هو من أفرز أيديولوجيتها وقادتها ودفعهم للتوحد الذي ما يزال هشا.
أي أن ما تتهم به الثورة السورية (من طغيان السلفية الجهادية العفوي فيها)، هو بالضبط عنصر قوتها وبقائها. 
هنا مصيبة المحللين الذين لا يفهمون المجتمعات ولا دور الأيديولوجيات ولا أشكال توظيفها و استعمالها، ولا يقدرون أثر الظروف، بل يسقطون مفاهيمهم المثالية النمطية الثابتة على واقع متغير يعيش ثورة.

لذلك لا يجب أن نتوقع أن يكون الطريق نحو العدالة والمساواة والحرية (الديمقراطية) طريقا مستقيما وسهلا، ولا أن تكون الديمقراطية محققة بمجرد سقوط النظام (ربما كان هذا ممكنا في البداية وبمساعدة خارجية)، بل علينا أن نخطط للمسير على كامل الطريق بتعرجاته كلها وبقوانا الذاتية، فالمرحلة الحالية والتالية للسقوط هي مرحلة الدولة الدينية الإسلامية السلفية الشمولية، ولا مجال أبدا لغير ذلك، ولا يمكن التفكير بالتحول الديمقراطي، قبل حصول تغيير جذري في شروط الحياة العامة، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء ووحدة الدولة وسيادتها واستقلال قرارها وهذا لن يتحقق من دون شمولية. كما نظن ونرى.

ومع ذلك نحن لا نخشى من استمرار التشدد والشمولية لفترة طويلة بعد حلول السلام، لأن نمط الحياة الحديث وقيمه أقوى من أن تقاوم عندما توجد فرصة للعيش والأمن، لكن ظروف القهر والموت هي من تسببت بهذا التشدد والشمولية، التي هي حاجة ونتيجة. لا يمكن أن تقاوم من دون تغيير الظروف المسببة لوجودها. ولا يفيد حربها بالخطابات والشعارات، أو حتى الصراع معها عسكريا لأن ذلك يفاقمها، ويقويها ويبررها، ويقف في وجه انتصار الثورة، وبقاء المجرم الذي تقع عليه مسؤولية كل هذا الخراب والتراجع، وعليه يجب أن نفهم أن لهذه الأيديولوجيا دورا سوف تلعبه في تاريخ هذه المنطقة، وأن الشعوب تغير أيديولوجياتها بتغير ظروفها وهذا حقها ووسيلتها للبقاء، وعلى المنظرين الماركسيين الكف عن إلقاء عظاتهم على الناس، فأهل مكة أدرى بشعابها، "ولا تجتمع أمتي على ضلال".
......زمان الوصل


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



في ظلال الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين


بقلم: د.عبد الرحمن بن معمر السنوسي

 الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر



2013-10-30 | في ظلال الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين

بين خمائل جميلة ساحرة في أحد مصايف بلاد الفارابي، وسط صيف بهيج يضج بالحياة والثمار والأزهار، كان اللقاء وكانت المفاجأة؛ وكان ما كان مما لا ينتج إلا عن لقاء العظماء!

كان الوقت عصراً؛ وكانت الكلمة لأحد الأساتذة الفضلاء في ذلك اللقاء العلمي المبارك الذي مضى عليه اليوم سبعة عشر عاماً. لا أزال أذكر كلمة ذلك الأستاذ الفاضل حين قال: ستلقون اليوم رجلاً يختلف عن جميع من رأيتم! وسترون العظمة مجموعة في شخص واحد!.

وتالله ما كان أوقعها من كلمة في نفسي؛ فقد كانت ملاقاة الرجال العظماء حينها من أشدّ الأمنيات في نفسي، وأعمقها تأثيرا في عقلي، وأبقاها أثراً في ذاكرتي.

وما هي إلا شمس الأصيل قد آذنت بالغروب، وخيوط أشعتها الذاوية ترتعش وقد عنت لسلطان الليل؛ وإذا بشخص يقبل على استحياء؛ ويجلس على استحياء، ويلقي تحيته باستحياء؛ لكنه استحياء لا تكلف فيه.

مرّت اللحظات الأولى للتعارف واللقاء؛ وكان فيها ما يكون بيننا نحن العربَ من تكرار التحايا، وإزجاء البشر والترحيب بالضيف.

أحسست حينها بأنه قد خصّني بشيء من الاهتمام؛ وكذلك العظماء يخيّل لجميع من يختلط بهم أنه يحظى بمزيد اهتمام منهم، لكن هذا الإحساس أو الوهم بنى أشياء في نفسي يومها؛ بل شيّد للرجل في أعماق نفسي صروحاً شادهةً من التّجلّة والاحترام والتّقدير!.

أراده الحاضرون على إلقاء كلمة؛ لكن هذا القدر الواضح من التواضع قد لا يتأتى معه مبادرة الشيخ بالكلام.

تواضعُ الشيخ صالح فرض على جلسائه أن يخلصوا إلى مقصدهم بسؤاله عن أشياء في العلم والدعوة وهموم المسلمين؛ ورغم تفاعل الشيخ مع تلك الأسئلة أو التساؤلات إلا أنه لم يرد أن يكون نجمَ اللقاء؛ غير أنه وجد في تلك الهموم المطروحة عليه وليجة إلى الحديث، وفرصة ليشارك الحاضرين تفاعلهم مع قضايا الأمة وسبل نهضتها.

كانت طريقته في افتتاح الحديث مختلفة، وكانت طريقته في الإجابة مختلفة أيضا؛ وكانت ألفاظه ونبراته في الحديث لا تشبه في كثير من شياتها ما ألفناه من حديث المتحدثين ووعظ الواعظين؛ فيه شبه من حديث العلماء في دقته وتأصيله واقتضابه ، وفيه شبه بحديث الدعاة والمفكرين في حرارته وواقعيته وعنفوانه، وفيه شبه أيضاً بحديث الأدباء والمثقفين في تحرره وعلوّه وجماله، وفيه مشابه من حديث كلّ المتحدّثين في الشؤون العامّة والسّياسة والرّأي؛ لكنّه الشّبه الذي كوّن لصاحبه هذه الشّخصيّة الفريدة التي تحسّ أنّ الخبرة هي ألصق الخصائص بها! الخبرة في العلم والدعوة، وفي السياسة والإدارة والمال والأعمال، وفي خصائص الشعوب والبلدان وسائر شؤون الحياة!.

ذلك ما تستخلصه من حديثه؛ عاقل، وصاحب خبرة عميقة بالدين والدنيا!.

أما العبادة والإخبات فظاهران على محياه الطاهر وسمته الزكي، وكلاهما لا يذكر في خصائصه؛ إنما يُذكر بهما ويُذكران به!.

وخلال تلك الأيام التي مضت في الإلقاء والاستماع؛ والأخذ والعطاء؛ حفر الشيخ في نفوس جميع الحاضرين صورة حية للربانية حين يجمّلها العلم، ويزينها الحلم، وتكسوها الحكمة والعقل والخبرة والتواضع أجمل الحلل.

للشيخ عادات في معاشرة الناس والحديث إليهم؛ فهو يخبر الشخص عن ماضي منطقته وأمجادها؛ ويظهر له من البشر والترحيب والإكبار ما لا يفعله المرء إلا مع من يعظمون في نفسه، كما أنه لا يستأنف حديثاً أو جواباً إلا بالدعاء الذي هو أكثر قوله: حفظك الله، حفظكم الله! ولهذه الصيغة من صيغ الدعاء طعمها الخاص على لسانه!.

وإذا كان في الحديث شيء من العمق أو الأهمية بدا ذلك واضحا عليه في نبرات صوته، وفي فركه ليديه على هيئة من يريد التصفيق، وما هو بالمصفق؛ لكنه يحكّ هذه بهذه احتراماً منه لقوانين الكون في جعل الحركة سبباً في توليد الطاقة، والزمن، والحياة، والقوة!.

عرض لأحد الإخوة مرض عارض ونحن في ذلك المصيف؛ فتأسف الشيخ على حقيبته التي لم تصل معه في الرحلة نفسها؛ وفيها معظم الأعشاب والأدوية الشعبية لأغلب ما يعرض للمسافر من أمراض؛ وحين سئل عن بعض ما يتصل بهذا الشأن طفق يعدّد خصائص الأعشاب والأدوية الطبيعية، ويذكر ما تصلح له من الأمراض؛ فإذا هو يكشف عن جانب آخر من جوانب ثقافته.

لم أجد خلال تلك الأيام فرصة لأختلي به وأسأله عن أشياء كثيرة كنت أنتظر لها مجيباً بحجم الشيخ صالح؛ رغم أننا تحادثنا كثيراً في شؤون العلم والدعوة والتاريخ، وفي شتى جوانب الحياة؛ وتنقلنا أحياناً بين أجمل جنّات بلاد الفارابي –كما يحلو لأهلها أن يسمّوها-، لكنها كانت لقاءات مزدحمة؛ يحجزني من الحياء ما يمنعني من مبادهته بشيء من تلك التساؤلات التي كنت أريد رأيه فيها وجوابه عنها.

آه! تذكرت أن الشيخ إذا حكى عن شيء أو موقف أو مسألة، فإنه غالبا ما يحكيها على أنها موغلة لديه في القدم؛ إمعاناً منه في التطامن والتواضع؛ كأنه يخشى عدم الضبط، أو يرى الجدّة أخلق بالذّكر؛ لكنه مجرّد ناصح يذكر رأيه!!

إنه لون من ألوان تواضعه!

ويمعن أحياناً فيقول إذا ذكر رأياً جديداً أو مختلفاً: لا أقول هذا كإنسان شرعي؛ لكن من وجهة نظر إدارية، أو من خلال تجربتي المتواضعة!.

ذكر لنا مرة في لقاء مفتوح كتاب «كيف تكسب الأصدقاء» لديل كارنيجي؛ فقال إنه قرأه منذ أكثر من أربعين عاماً.

وروى لنا الشيخ قصة هي من أعجب ما يُروى من حكمة العلماء الربانيين ونبل أخلاقهم وكفاءتهم النفسية والروحية.

خلاصة القصة كما شهدها الشيخ بنفسه أن رجلاً وجيهاً جاء إلى الشيخ محمّد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة –رحمه الله- في مصيبة أصابته؛ فقد وقعت ابنته في الفاحشة، ولم يدر الرّجل ماذا يفعل من هول ما أصابه!

فكّر الشّيخ الجليل مليّا، ثم طلب منه أن يحضرها ويتركها مع بناته ونساء بيته كي تختلط ببيئة الدين والتقى؛ حرصاً على البنت وعلى سمعة أهل بيتها، وأمره أن يكتم الأمر.

ثم أرسل الشيخ بعد مدّة إلى رجل فقير لم يكن له أمل في الزواج؛ فعرض عليه تلك البنت بطريقته التي لا يحسنها إلا العلماء الربانيون؛ ووعده الشيخ بإعانته على الزواج، وبأن يتكفل له بمصاريفه؛ ففرح ذلك الرجل فرحاً شديداً؛ ذلك أنه سيفخر بأن الشيخ محمّد بن إبراهيم هو الذي زوّجه، وبأن الشيخ زوّجه من وليّته؛ وكذلك تم الأمر؛ وكان الزواج!.

ولقد روى الشيخ القصة بصوت متهدّج وعينين شاخصتين وأنفاس فيها روح الإعجاب بشخصية الشيخ ابن إبراهيم، وفيها إيحاء بالأسف على قلّة هذا النمط من الكبار! الكبار في العلم والخلق، وفي الحكمة والعقل، وفي الشخصية القوية والنفوذ الروحي.

وحكى قصصا كثيرة شهدها مع أخيه الشيخ إبراهيم الحصين مدير مكتب شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-، وبدا لي كم هو وفيّ هذا الرجل لأهله ولأودّائه ولمن تربطه بهم صلة أو معرفة أو ذمة.

كان غالب حديثه بالعربية الفصحى؛ اللهم إلا أحياناً يبين فيها عن لسان نجدي أصيل وجميل؛ كلماته في العادة من مثل قوله: ما هو بالحيل... سَمْ... ودّك الله يحفظك... ما انت برادّني!! وغيرها من فرائد الألفاظ التي أخذت من نجدٍ شميمَ عرارها وبشامها وقيصومها؛ ومن العربية الفصيحة بنيتها وجذورها.

وإذا نطق كلمة «أيضاً»؛ فلا ينوّنها كما يفعل الأكثرون؛ بل ينطقها بفتح الضاد مع المدّ...؛ و«أيضا» هذه كثيرة في كلامه؛ لأن السبر والتقسيم من صميم منهجه في التفكير!.

كان كثيرا ما يكثر من الإيصاء بنكران الذات، والانقطاع عن رؤية العمل، وبالاحتساب على الخلق، وفي جلسة مباركة مرّت «كخلسة المختلس»، ذكر الشيخ أنه خصّص من وقته الثمين لبلاد المسلمين في آسيا الوسطى وروسيا وأوروبا الشرقية مدة شهرين يجوب فيها هذه البلاد؛ دارساً أحوالها، ومتفقّداً لأوضاع المسلمين فيها؛ وقد وفّى بِعِدَتِه، وتمّ له ما أراد؛ كنا معه في بعض تلك البقاع، وفاتنا شرف صحبته في أكثرها.

الشيخ مستمع جيد!! يحسن الاستماع إلى جليسه ولو طال حديثه، لا يعجله ولا يظهر له الضجر؛ بل يتفاعل معه فيما يقول؛ وإذا قاطع أحداً فإنما يقاطعه لحكمة لا تخفى على من فهم الشيخ!

طرح عليه بعض الدعاة النشطين في تلك المنطقة إطلاق مشروع «الحجاب الإسلامي»؛ ولم يكمل الرجل حديثه حتى قاطعه الشيخ بلطفه المعتاد: يكفي المسلمة في هذه البلاد أن تلبس «بلوزة» إلى الركبة، مع بنطلون واسع، وخمار يغطي رأسها ورقبتها!! وكأنه يريد أن ينقذ محدّثه حتى لا يحشره في موقف الدفاع أو اللجاجة إذا هو أخّر رأيه فيما تلبسه المسلمة في أمثال هذه البلاد؛ وهو الذي رأى العري الصريح، مع غربة الدين وأهله، وهوانهم على الناس!.

في ذلك المجلس المبارك أبدى الشيخ إعجابه الشديد بشخصية الإمام المصلح عبد الحميد بن باديس؛ وترفق في طلب نسخة من كتابه «العقائد الإسلامية»؛ ووعد بأن يعدّه للنشر والترجمة حتى يستفيد الناس منه؛ لأنه كان يرى طريقته في تقرير العقائد صالحة لعموم المسلمين في بقاع العالم بأسره؛ هكذا كان يقول –رحمه الله-؛ وقد كان للشيخ بعض ما أراد..

قطعنا الطريق من «ألماآتا» عاصمة كزاخستان حينئذ إلى «بشكيك» عاصمة قرغيزيا بالسيارات؛ وكان المقرّر أن يسافرها الشيخ بالطائرة؛ لكنه فضّل أن يكون واحداً من القوم طيلة رحلته إلى هذه الرقعة التي كان المسلمون فيها سادة الدنيا يوماً ما؛ لكنهم اليوم مرتهنون في أغلال الهوان والضعف الضارع الذي أغرى بهم حتى الأمم الهزيلة وأشباه الأمم!.

من العجيب حقا أن يكون الشيخ فريداً في أسئلته خلال تلك الرحلة الاستطلاعية المباركة!! وإذا كانت العادة أن يكون عمق الرجل في جوابه؛ فإن أسئلة الشيخ صالح هي خير دليل على أنّ العمق في السؤال أكبر قيمة منه في الجواب!

إن أنس يوماً فلن أنس رحلة قادتنا إلى جبال الدونغان -والدونغان مسلمون من أصل صيني-؛ كنا على مشارف قلل الجبال الثلجية على ضفاف نهر هادر وجميل، تأتي مياهه من الثلوج الذائبة. وكان الجوّ باردا جداً ونحن في معمعان الصيف؛ وهناك قضينا مع الشيخ يوما كاملاً؛ التفّ حوله الأساتذة والدعاة وطلاب العلم؛ كلٌّ يسأله أو يستشيره أو يطلب رأيه.

أبان الشيخ حينها عن قدر هائل من النضج العاطفي وعلاء التفكير واستقلال الذات وتحررها من ثقلة الضعف البشري الذي يسيطر علينا جميعاً. أذكر أن شخصاً سأله عن شيخنا محمد الغزالي –رحمه الله- وكان الأخ السائل قد أغلظ؛ فاستعظم الشيخ قوله بلطف ولين؛ ثم أثنى على جهود الشيخ الغزالي في خدمة الإسلام، ثم قال: أكبر ما يمكن أن توصف به بعض اجتهاداته أنها أخطاء، وما من عامل إلا والخطأ واقع منه بلا بدّ!.

فتحنا الحديث عن بعض اجتهادات الدكتور معروف الدواليبي؛ فذكر الشيخ رأيه بأمانة، ثم روى لنا قصة تعقيبه على الدكتور الدواليبي في لقاء علمي قبل أربعين عاماً، ثم أثنى عليه خيراً بعد ذلك.

غريب أمر الشيخ!!

طيلة المدة التي حرصنا على الإفادة منه فيها لم أره يذكر أخطاء الناس –مما نعدّه نحن انحرافات وضلالات- إلا على أنها أخطاء، أخطاء لا يمكن أن تكبر على عفو المتفرّد بالكمال والجمال والجلال، تعالى ربّي وتفرّد!!.

للشيخ عادة فريدة وجميلة؛ وهي أنه يخصص كل ختمة لكتاب الله لمعنى واحد يبحث عنه في كلّ آية من آياته؛ أو قضية معينة يطلب مسلك القرآن في بيانها وعلاجها؛ ولا ينهي ختمته إلا بعد أن يستخلص من المقررات والفرائد ما لا يتأتى إلاّ لقارئ مخبت متدبر فائق النباهة والذكاء؛ وكذلك كان الشيخ!.

في جبال الدونغان ظهر على الشيخ إعجابه بشخصية «محمد أسد» صاحب كتاب الطريق إلى مكة، وحديث الشيخ صالح عن هذه الشخصية له طابعه الخاص، وفيه تنويه بجوانب من حياة «محمد أسد» ومسيرته في نشدان الحق قلّ أن تسمعها من غير الشيخ صالح.

بل استبانت لي من خصائص الشيخ في جبال الدونغان صفة استرعتني لوقت طويل؛ وهي أن الشيخ لم تعد تعنيه التفاصيل كثيراً؛ فهو يتكلم في الكليات، ولئن كانت الجزئيات تأتي في حديثه كثيراً إلا أنها تأتي لتأكيد ما يريد تقريره من كليات.

وإذا سمحتُ لنفسي أن أعدو طوري، وأذهب بعيداً في تخميني وتحليلي لشخصية الشيخ كما استبانت لي؛ فإن ما فهمته من خلال صحبته أن عنايته بالكليات لم تأت نتيجة تبحره في فهم الدين والحياة فحسب؛ بل جاءت لأنه أعلن التعري عن الحول والطول وادعاء العلم؛ وهو لا يريد الحديث في الجزئيات لأنّ الجزئيات إنما يتكلم فيها المتخصصون من العلماء، بينما هو يعلن البراءة لا من دعوى التخصص فحسب؛ بل يتبرأ حتى من نفسه التي بين جنبيه، لا يريد أن يحسب من العلماء، ولا من الفقهاء، ولا من أي طائفة من طوائف الأمة التي لها ميسم رفعة أو شارة تميز أو جاه!.

أوليس يجتنب الحديث بضمير المتكلم، وإذا ندّت منه عبارة أو كلمة فيها نفحة «الأنا»؛ بادر الشيخ بتلك الكلمة الجليلة: أستغفر الله!! و«أستغفر الله» تكاد تعدل في لغة الشيخ إكثاره من الدعاء لجليسه بقوله: حفظك الله!!.

وفي جبال الدونغان أيضاً حدّثني الشيخ عن صلته بالدكتور إسماعيل الفاروقي، رحمه الله. وعن مناشئ فكرة تأسيس مؤسسة دولية لإسلامية المعرفة؛ وعن رأيه في مسيرتها وفيما ينبغي أن تستشرفه في مستقبلها، وحينها فقط أخذ الشيخ يتحدث لغة لا يفهمها إل هو؛ إنه يتحدث عن تفاصيل أفكار واستراتيجيات لا يحسنها إل من لديه إلمام شامل ومتوازن بعلوم العصر وعلوم الإسلام؛ مع ذوق يوهب ولا يكتسب!.

ما استخلصته من ذلك الحديث الرائع العميق هو أن جيل العلماء الرواد الذين فكروا في إخراج الدعوة الإسلامية من "طفولتها المسعفة" إلى رحابة الآفاق الإنسانية والعالمية كي تؤدي دورها المنشود؛ كانوا على قدر كبير من العلم والحكمة، ومن من تجاوز الخلافات التي ضخمها اليوم ضيق النفوس، وضحالة التفكير والاهتمام بصغائر الأشياء والجهل بسنن الله تعالى التي أجراها في عالم المادة وعالم المعنى!.

ولك أن تقول باختصار: إنهم كانوا أصحاب نفوس كبيرة لا أصحاب نفوس صغيرة!.

بعد رجوعنا إلى "بشكيك"، شارك الشيخ في بعض الأنشطة، وصلينا معه الجمعة في الجامع الرئيسي في العاصمة، ثم انطلق الشيخ في رحلته مع رفقة فاضلة؛ ورجع العبد الفاني مع بعض الفضلاء إلى روسيا، وقد توجهنا بعد وصولنا إلى ولاية "أورينبسسورغ" لاستقبال الشيخ بها؛ حيث كان المقرر أن يأتي لإكمال رحلته الاستطلاعية، وحين استقبلناه أظهر من الفرح قدر الوصف إلا أنه مزيج من براءة الأطفال وصدق المحبين!.

في تلك المنطقة الجميلة جدا، حيث الذكريات تمضي إلى الآن، تفقد الشيخ معظم المعالم السلمية التي كانت تحت النشاء؛ وختمها بزيارة مدرسة إسلامية كان مديروها في الخارج لقضاء إجازهتهم -وكان لي بها عهد-؛ فاستقبلته مع أخ  فاضل فيها. وهناك يعاود الشيخ ذلك التصرف الذي لا أزال أعجب من جرأتي في التعامل معه -غفر الله لي-؛ فقد كان الشيخ يرفض طيلة رحلتنا أن يصلي بنا إماما

ويدفعني بلطف -ليس من معانيه أبدا مرادفات كلمة "دفع"، كي أكون الإمام... يثقل على نفسي أن

أتحدث عن أتحدث عن مثل ذلك الموقف وأشباهه، لأن تواضع الشيخ يخجل النفس ويعرق الجبين...

على أريكة في مكتب إدارة المدرسة؛ سألت الشيخ عن كتاب اختصره ونشره وقد وضعته بين يديه؛ وكان الشيخ قد اكتفى بكتابة اسمه واسم أبيه فقط "صالح بن عبد الرحمن" على صفحة على عنوان الكتاب، تواضعا منه وحرصا على إخفاء عمله، فأمسك الكتاب يتصفحه على هيئة من يقع الكتاب بين يديه أول مرة؛ ثم قال في تواضع فطري عذب: تعلم يا شيخ حفظك الله أن الذين اسمهم "صالح بن عبد الرحمن"

كثيرون!! وهناك لم أرد إحراج تواضعه بأن الناشر هو صديقنا فلان؛ وهو الذي أخبرني بأن الكتاب للشيخ!.

بهرني الشيخ بخصلة هي من أكثر صفات القادة العالميين وأبرزه خصائص العظماء؛ ألا وهي النزعة العملية، وتبني حاجات الناس على أنها حاجته دون تسويف؛ دخل مرة مسكن الطلب؛ فوجد

التهوية فيه ضعيفة؛ فتكفل على الفور بشراء المراوح ولوازم التهوية له، ولم يصادف في رحلته تلك حاجة من الحوائج إلا فطن لها بنفسه، وتعهد بتأمينها، وطلب من مرافقيه كتابة ذلك، وتذكيره به حتى يدفع ثمنه لاحقا.

لا زلت أذكر أننا أدخلناه على مطبخ في تلك المدرسة؛ ولم يكن به إلا بعض الخبز والشاي وبعض الأشياء المتواضعة التي توفرها المدرسة للحراس والعمال؛ فتلطف في أن يكتفي بما هو متوفر في المطبخ كوجبة غداء! خبز "باطون" أسود، وشاي، وبعض المربى الذي تم إعداده في المطبخ نفسه!.

ونحن نتحدث على تلك الكراسي الخشبية الطويلة في مطعم الطلبة؛ فتح الشيخ موضوع "مؤتمر مدريد" الذي انعقد قبل سنوات، وراح يعقب على توصياته ويبين وجوه بطلانها؛ ثم رأيت وجهه يتهلل حين ذكر أحدث ما اطلع عليه من الدراسات الغربية التي تثبت أن غريزة الأمومة عند المرأة أقوى من غريزة الجوع

ومن غريزة الجنس. وقد استثمر –رحمه الله- هذا الاستنتاج في تحليل كثير من الشطط الواقع في المشهد العلمي العربي الذي كان أكثره يومئذ بأيد غير متوضئة!.

الشيخ لم يعد يعنيه مناقشة الخلافات المتكلسة التي أنتجها ضيق دائرة الاهتمامات عند المسلمين، وصنعتها بعض الأفكار المميتة والمقررات السطحية التي كرَسها الإلف وظروف التاريخ وضعف العقول؛ إن اهتماماته أكثر سموا وأرفع مدى.

ما أصبح يعنيه بالفعل هو كيفية إعادة الإسلام إلى موقع الصدارة حتى يقود حياة البشر ويكون في مستوى اهتماماتهم وحاجاتهم، ويعنيه أيضا إعادة ما ضيعه المسلمون من خصائص الإسلام الأساسية؛ من فطرة، وربانية، وأخلاق، وغيرها من الخصائص التي لا يتصور الشيخ أن التدين الصحيح يخلو منها؛ ويرى أن انحسار مد الإسلام وسوء فهم الآخر له ناتجين عن ضمور تلك الخصائص في حياة المسلمين.

والشيخ يأتي بالعجب من القول والتحليل إذا هو حدثك عن آثار انخرام كل واحدة من تلك الخصائص على الفرد والمجتمع والأمة وعلى الإنسانية جمعاء!.

حين جاء المساء ذهبنا إلى بيت أحد كبار العيان، حيث دعانا إلى العشاء؛ وقد كان اللقاء وديا ونافعا في جميع جوانبه، أجاب فيه الشيخ عن تساؤلات الحاضرين؛ وحين تكوفنا على الطعام، توجه كبار رجال الأعمال من أهل البلد إلى الشيخ بسؤال في غاية الحرج؛ إحراج للشيخ، وإحراج للمترجم، وإحراج للجميع: يا فضيلة الشيخ! إذا أراد الرجل إتيان امرأته فمن أين يبدأ؟!! ولم يمنع الارتباك الشيخ الحصبف من الإجابة الموجزة التي لم تتأب على هذا الإحماض المؤقت: يبدأ من حيث يكون ألذَ له ولهاَ!!!!

وانفجر المجلس بالضحك والعجب من بديهة الشيخ وحسن تخلصه!.

لا يمكن تصوير وطأة الحرج التي ملأت كياني في تلك اللحظة التي كانت؛ وليتها ما كانت! فلم نتعود نحن في بلدان المغرب الإسلامي على مثل هذا الإحماض "الخاص" في مجالس العلماء والأعيان وكبار السن!.

وقد تحاشيت جواره ليلتها في المجلس، وبعد المجلس!!!.

من "أورينبورغ" شددنا الرحال أخيرا إلى مسقط رأس لينين "أوليانوفسك"، حيث "كلية أوليانوفسك الإسلامية" التي افتتحت على شرف عدد كبير من الدبلوماسيين العرب والمسلمين قبل أربعة أعوام؛ وقد تلهف الشيخ إلى زيارتها من كثرة ما حدثناه عنها، وكان العبد الفاني يومها مدرسا فيها.

حين اخترم الشيخ مشارف "أوليانوفسك"، بدا له نهر "الفولغا" العظيم؛ وإذا به يذكر عظمته لمفتي المدينة حين استقبلنا، ويقول له: لقد كنا نقرأ عن نهر "الفولغا" في الروايات المترجمة، ونتساءل عن مقدار عظمته، وقد رأيناه اليوم!.

واعجبي !! الشيخ صالح يقرأ الروايات المترجمة!.

أذكر حينها أن الشيخ اكتفى بالإقامة في بيت أحد الإخوة المدرسين حيث كان غائبا بعد أن أخذنا إذن سسه؛ وأبى أن ينزل في فندق فخم. وقاعدته في الأسفار كما ذكرها لنا فيما بعد أنه لا  ينزل إلى حيث ينزل مرافقوه.

كان من القوانين السارية في عهد الاتحاد السوفيتي -ولم يزل معمول بها إلى الآن- أن الأجنبي إذا زار أي مدينة لمدة يوم وليلة فأكثر يجب عليه تسجيل محل إقامته وتاريخ بقائه على جوازه سفره في إدارة المحافظة، وحين ذكر له بعض الإخوة أن هذا الأمر هين يمكن تجاوزه؛ أجابه الشيخ: احرص يا بني على أن تجعل أمورك كلها قانونية! وسلمه جوازه سفره من أجل إتمام المعاملة.

في صباح اليوم التالي، جاء الشيخ إلى الكلية؛ غير أني لم أكن بداخلها؛ وإنما كنت أتمشى في الغابة الجميلة التي أنشئت الكلية في وسطها؛ حيث أشجار البتول والتفاح والكرزه والدراق، وحيث تلك البيئة الساحرة التي عشت في جوارها سنوات، سأل الشيخ عني، فقال له الأخ المرافق: إنه هناك يراجع بعض كذا. ما إن لمحته حتى جئته مسرعا؛ لم أكمل تسليمي حتى داعبني بعبارات مضمخة

بشذى الأبوة الدينية الصادقة، ثم قال: حفظك الله يسا شيخ عبد الرحمن؛ أذكر حين كنت في مثل سنك أنني كنت أجلس كل يوم عند أسطوانة من أساطين الحرم في أوقات الحر؛ وأسند إليها ظهري لما أجده في حجارتها من برد؛ ولا أقوم حتى أراجع ألفية ابن مالك في جلسة واحدة غيبا،؛ لكنني نسيتها فيما بعد... نسيتها تماما.

لم أصدق حين بدأ الشيخ يحكي عن نفسه بضمير المتكلم على غير عادته، وبعد أن أكمل كلمه فهمت أنه تحدث حديثه ذاك ليعود على المذكور باللغاء والتعليق؛ وهما أمران لا يجتمعان في مراد المتكلمين!.

تنقلنا بالشيخ في مباني الكلية والمرافق التابعة لها؛ وكان الشيخ يتعجب حينا من التدابير الروية في مختلف الشسؤون، ويبدي أحيانا رأيه في الجوانب التي له فيها رأي؛ كل ذلك بأدب بالغ وتلطف في العبارة، واعتذار عن إبدائه لرأيه أحيانا أخرى!.

صعدنا بعدها إلى الطابق الذي كان فيه مكتب الإدارة؛ وهناك انصرف مرافقوه إلى أشغال أخرى طيلة النهار، وبقيت مع الشيخ وحدنا، حاولت أن أوفر له أسباب الراحة في غياب إخواني؛ لكنه أبى إل إمضاء الوقت في شيء مفيد؛ فتحت درج مكتبي؛ ثم سلمته بعض أعمالي العلمية كي يبدي رأيه فيها؛ وقد لفتتني قراءته السريعة، ولفتتني أيضا أنه يتابع قراءته بسبابته أو بأصابعه جميعا، وكان يستفهم خلل القراءة عن الشيء يمر به، أو العبارة تلفته، وقد أفضى بنا ذلك إلى فتح حوار واسع ومتشعب، ثم طلبت رأيه ومشورته في أمور كثيرة أذكر بعضها ونسيت كثيرا منها.

وإنني أقول اليوم بعد مضي سبعة عشر عاما على ذلك اللقاء، إن ذلك اليوم بالذات هو الذي رسمت فيه الجزء الفارغ من خريطة مستقبلي، لقد وجه الشيخ إلي من النصح  الذي يخص تكويني المستقبلي، وفصل لي طرائق الوصول إلى تحقيقها؛ وطلب مني أن أتابع التخصص في معارف بعينها رغم أنني كنت في مرحلة الدراسات العليا وقتها، وهول علي الأمر بأن قال: إنها لا تُبعد عن تخصصك الأصلي، وأرى أن تتوكل على الله! لا القانون صعب، ولا الاقتصاد صعب، ولا الدارة صعبة؛ ولا كذا صعب!.

وههنا تداعت المعاني في خاطر الشيخ، وراح يسرد لي كيف تنقل وهو خريج كلية الشريعة إلى مصر لدراسة القانون، وأفاض في الحديث عن تأثره بأستاذه القانوني المصري العظيم عبد الرزاق السنهوري؛ وذكر لي كيف كانت تعج القاعة في وقت محاضرته بالمستمعين، وعن فصاحة السنهوري وطلاقته وسحر إلقائه وسعة علمه.

ثم ذكر الشيخ انتقاله إلى دراسة القانون في سويسرا باللغة الفرنسية؛ فسألته بالفرنسية: وهل تعرفون الفرنسية شيخنا؟

فأجابني بالعربية: يكاد يذهب ما حصلته يا بني! لكنه ما فتئ أن جرت على لسانه عبارات كثيرة بلغة فرنسية سليمة و"بالراء" الباريسية التي تُنطق "غينا"؛ لكنه الشيخ صالح!!! يواري كل محاسنه بالتواضع، ونسبة نفسه إلى عدم المعرفة، وقلة العلم، وبأنه عامي!!!

نعم؛ لقد قالها مرارا: أنا عامي حفظكم الله!! ويعلم الجميع أن الشيخ لم يعد يرى ذاته كشأن كل من اصطفاهم الله ليكونوا منار العظمة بين الخلق.

المهم أنني سمعت الشيخ حينها يتكلم الفرنسية بعد أن سمعته كثيرا يتحدث الإنجليزية بطلاقة...

طرحت على الشيخ يومها -وهو مسند ذقنه إلى يده على مائدة بيني وبينه- مسألة كانت تهجس في نفسي، وأتألم لها كثيرا، وهي ما يمكن تسميته بـ"الإفاقة المتأخرة" لرجال العلم الشرعي في بعض ما يعرض عليهم من شؤون الواقع والحياة؛ مع سابق العرفان لقدرهم وتوفير الجلل لهم وتوقيرهم؛ لكن لماذا يبدوالواقع غريبا عنهم؟ ولماذا لا يفهمونه إلا بالواسطة؟ ولماذا تأتي آراؤهم في نتاج الحضارة الحديثة غريبة على من يفهمها حتى من المتدينين؟ أوليس برهان ذلك يا شيخنا أن مشايخنا الأجلاء يتراجعون بعد سنوات عن تلك الفتاوى أو الآراء؟ لماذا الإفاقة المتأخرة يا شيخي؛ هل العيب في مناهج التكوين؟ أم في طريقة التدين؟ أم في ماذا؟ وإن كنت مخطئا فصوبني!..

تنهد الشيخ!، لكنه لا يزال مسندا رأسه إلى يده، ويده على المائدة!.

ثم أشار إلي بيده تلك: صدقت... إنني أحس بما تحس به؛ ولم أكن أجد عبارة لهذا الذي تذكر؛ لكن القضية واضحة.

أخذت الكلمة من الشيخ بعد إذنه؛ وقصصت عليه موقف شيخنا العلامة محمد صالح العثيمين –رحمه الله- من التمثيل وأنه لا يجوز.

وقد حصل يوما أن طلاب الجامعة دعوه إلى حفل اختتام العام الدراسي؛ وكان من بين أنشطة الحفل مسرحية عن "القرامطة"، يمثل فيها الطلاب؛ وحين بدأ العرض المسرحي لم يغادر الشيخ

الحفل؛ فقد كانت حكمته أجل من أن يفعل ذلك؛ لكنه فاجـأ الحاضرين بعد نهاية العرض بكلمة قال فيها: إن هذه التمثيلية أصدق تصويرا لحقيقة القرامطة من أي كتاب يؤلف عن القرامطة!!!.

إنه العيان!!

الاختلاط بالواقع والتشبع بأجوائه غير السماع عنه، أو سؤال الناس عما يجري فيه!.

وهنا كرر الشيخ كلمته: أحس بما تحس به!.

أوليس الذين حرموا التلفاز ظهروا فيه بعد بضع سنوات، واشتركوا في برامجه؟ إذا كان التلفاز حراما، فليس يجوز إلا للضرورة؛ والضرورة بلوغ الهلاك أو ما قاربه؛ وليس شيء من هذا موجودا في التلفاز.

أنا أتحدث... والشيخ الجليل يهز رأسه!

عبر الشيخ حينها عن أمله في أن يملأ ساحة العلم ويتصدر للإفتاء في المستقبل من يجمعون بين التكوين العلمي في محاضن العلم الأصيلة وبين تكوين الواقع بكل ما فيه من تقلبات وخبرات وتفاصيل.

وههنا انتقل الشيخ باختياره إلى الحديث عن مسألة التدريب الإداري والقيادي؛ وأين وصل أمر الدراسات الجارية حوله في العالم المتقدم؛ وأبدى إعجابه ببعض ما ظهر إلى العربية من ذلك...

وللأمانة فقد أثنى كثيرا على كتاب "دليل التدريب القيادي" للدكتور هشام الطالب.

بعد ذلك قادنا الحديث في بعض المسائل الفقهية إلى ذكر بعض المعاملات التي تجريها البنوك السلمية؛ وهناك أبدى الشيخ أسفا على غلبة تعاملها في النقود، وتركها أساس قيامها وهو العمل بالنقود؛ وللشيخ رأي خاص في المخرج من هذه الحالة بسطه في تلك الجلسة، ثم شرح بعض جوانبه في ورقة يتداولها اليوم تلميذه ومحبوه.

أراني أكثرت! وفي النفس كثير من المواقف والذكريات التي حفرها الشيخ في أعماقي  مما لا يمحى ولا يبليه تقادم الأيام وتصرَم الأعوام.

لقد كتبت ما كتبت استجابة لرغبة تلاميذ الشيخ ومحبيه ممن أرادوني على كتابة هذه الذكريات التي يرون فيها إذا هي تمَت دروسا في تعليم المروءة والدين، وتطبيق عمليا لهدي النبوة والأبوة الدينية واكتمال الشخصية حين يلتقي فيها العلم بالتقي، ويمتزج فيها الاعتقاد الصحيح بالخلق المتين، وتتجاور فيها كمالات البشر في جميع صنوفها وألوانها.

فتجري لونا من ألوان النبوة ينقصها الوحي، ونوعا من أنواع الكمال لا عيب فيه، إلا أنه كمال مقيد لتفرد الربَ سبحانه بالكمال المطلق..

أما الشيخ فهو اليوم في جوار الله؛ وقد كان ممتلئ القلب بحبه وتعظيمه وخشيته؛ فليهنأ بجواره!.

وأما العبد الفاني، فلست أقرب الناس إلى الشيخ ولا أظهر تلميذه؛ إنما جمعني به ود، تخطئ حين تحسبه بحساب الزمن، وتعضل على نفسك وعلى القارئ إذا أنت أخضعته للرسوم المتعارفة في دنيا التعارف...

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق