21‏/11‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:3008] "أمير الجواسيس: قلق وغاضب ومحبط"! +“الأسوشيتدبرس” تصف أمطار السعودية


1


"أمير الجواسيس: قلق وغاضب ومحبط"!



2013-11-20 | خدمة العصر

"الآن، بات الأمير جاسوساً، أو بشكل أدقّ، سيّد جواسيس الشرق الأوسط. فقد أوكلت اليه مهمة تنفيذ برنامج سعودي واسع من العمليات السريّة (...) لتدمير القوة الإيرانية" في المنطقة. هو الأمير الذي وعد مَلِكه العام الماضي أنه «سينهي الأزمة السورية في غضون أشهر"، لصالحه طبعاً.

وهو الذي شرح لحلفائه وأصدقائه الأميركيين أن مهمته الأساسية، منذ تولّيه رئاسة الاستخبارات السعودية، تشمل: "التخلص من بشار الأسد ومن حزب الله، ومنع الإيرانيين من امتلاك السلاح النووي وسلبهم أي دور أساسي في المنطقة". هو من أفهم مَن عارضه في واشنطن أنه "يملك المال الكافي" لتحقيق أهدافه.

هو مَن يصفه بعض عارفيه في المملكة وفي واشنطن بالميّال إلى "التهوّر والمغالاة بالتفاؤل بما يستطيع تحقيقه". هو كما وصفه أحد المؤرخين البريطانيين "الجريء إلى حدّ الوقاحة".

هو بندر بن سلطان "القلق والغاضب والمحبط" حالياً من عدم قدرته على إظهار إمكاناته للعالم، ومن عدم الوفاء بوعوده لمَلِكه، مع اتجاه دولي وإقليمي نحو صفقة لصالح إيران.

هذا ما جاء في بعض الإعلام الأميركي الذي تابع تداعيات تسلّم بندر أحد أبرز المناصب الاستخباراتية في المنطقة منذ صيف العام الماضي، والذي نقل منذ البداية "خشية" بعض ضبّاط "وكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية من وصول السفير السابق إلى هذا المنصب الحساس.

"قد تخرج الأمور عن السيطرة كما حصل سابقاً مع بندر خلال الثمانينات في نيكاراغوا"، قال مسؤولون في الإدارة الأميركية، فيما حذّر آخرون من "إمكانية أن تنتهي الأمور بشكل سيئ" إذ عُهد لبندر بدعم المقاتلين السوريين.

التحذيرات التي نقلتها بعض الصحف الأميركية، مثل "ذي وول ستريت جورنال" منذ أشهر، تابعتها وسائل إعلام أميركية أخرى في الأيام الماضية، وآخرها موقع "ذي دايلي بيست".

وقد أفرد محرر شؤون الشرق الأوسط في "نيوزويك" كريستوفر ديكي، أفرد مقالاً مطوّلاً على "بيست" عن "غاتسبي العرب" و"سيّد الجواسيس" الذي "خوض حرب السعودية في سوريا"، بندر بن سلطان.

ديكي، يسترجع أهمّ محطات مسيرة "بندر بوش" بين الرياض وواشنطن، ويقول إنه "يجب أن نعرف جيداً من هو هذا الرجل وما هي مهمته لكي نتمكّن من فهم أحداث المنطقة المضطربة الآن".

المقال يشرح "مهمة" بندر بالتخلص من حلفاء إيران: "ليس مهماً أن لا يكون هناك اتفاقية سلام بين السعودية وإسرائيل، فقد تحوّل بندر تلقائياً إلى حليف بنيامين نتنياهو في العداء لإيران، وها هو يكرر كلامه عن العائق الذي يشكّله باراك أوباما أمام تحقيق أهدافه".

ويلفت الكاتب إلى خطّة بندر بالتقرّب من باكستان والمعلومات التي تحدّثت عن تدريب الباكستانيين للمقاتلين السوريين الذين تدعمهم السعودية.

لكن "ديكي" يرى أن بندر "يخاطر بسمعة السعودية وبمواردها مجدداً" بسبب الاضطرابات المستمرة في مصر والعراق، وبسبب فشل مهمته في سوريا و"حتى في لبنان الصغير، حيث هزمت إيران وحليفها حزب الله رجال السعودية".

وهنا، يلفت الكاتب إلى الدور الأول الذي لعبه مستشار الملك للأمن القومي، حينها، بندر حيث «شجّع الإسرائيليين، خلف الكواليس، في حربهم ضد حزب الله عام 2006"، هو بندر الذي "باتت رؤيته للبنان منحرفة إلى درجة أنه رشّح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية" يضيف ديكي.

"على الأمير السعودي أن يترحّم فعلياً على الأيام الماضية"، يقول ديكي، إذ كان لاعباً أساسياً في أحداث العالم، وكانت واشنطن تضجّ بسهراته الرنّانة، و"كان مستعدّاً لفعل أي شيء من أجل تمتين محور الرياض ـــ واشنطن"، "لكن العالم تغيّر وعالمه هو أيضاً"، يعلّق الكاتب لافتاً إلى مشاكله الصحية وغضبه الشديد من عدم تحقيق أي تقدم لصالحه في سوريا. و"الغضب لا يفيد في العمل الاستخباراتي"، يعلّق أحد السعوديين للكاتب.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




لماذا استقيل (من حركة النهضة التونسية)؟

رياض الشعيبي
موقع "الصباح نيوز"



اثارت استقالتي من حركة النهضة استغراب العديد من الملاحظين السياسيين والإعلاميين المتابعين للمشهد التونسي وذلك لثلاثة اسباب اولها ان الاستقالات من الاحزاب الاسلامية كانت نادرة الوقوع تاريخيا وكأن في هذه الاحزاب رابطة اقوى من كل اختلاف سياسي يمكن ان يشقها. ثانيا لان هذه الاستقالة جاءت من شخص تلبس بالتعبير الاعلامي عن المواقف السياسية الرسمية للحركة بما اوحى بقربه من مطبخ صنع القرار داخلها بل ومشاركته الفعالة فيه. ثالثا انه بعد مسيرة طويلة بلغت ثلاثين سنة من الانتماء للحركة لم تشبها اية شائبة لماذا هذه الاستقالة في هذا الوقت بالذات؟

وبالفعل لان استقالات الاسلاميين نادرة ندرة الخوارق الكونية، فانها عادة ما تكتنز داخلها ابعادا ومعان متعددة.

ربما لم تهتم مراكز الدراسات الاستراتيجية الا بالجوانب البراغماتية في تفحصها للحركات الاسلامية لان هدفها تركز على سبل السيطرة على هذه الحركات وتوجيهها. في حين ان تجارب عقود من الحياة الداخلية لهذه الجماعات لا شك تبرز ابعاد اكثر تعقيدا في تركيبتها. فالروابط الحزبية والسياسية هي الاضعف من بين شبكة العلاقات وعوامل الوحدة داخلها. ففي كثير من الاحيان تتباين المواقف السياسية الى حد التناقض ولكن ذلك لا يعتبر مبررا كاف لانفراط عقدها وانقسام صفها. ربما يذهب البعض للثقافة التصديقية والايديولوجيا الداخلية للجماعة التي تلعب دورا رئيسيا في تماسكها، لكن الايديولوجيا ليست وحدها التي تلعب هذا الدور بل الارتباطات النفسية والاجتماعية ايضا تلعب دورها في هذا المضمار. فاغلب هذه الحركات قد مرت بمحن قاسية استطاعت ان تتجاوزها بتضامن داخلي متين وطّد العلاقات البينية داخلها وأنتج منظومة من القيم الخصوصية استنادا الى نصوص دينية تكافلية. هذا الحبل متعدد الاسلاك الذي يشد هذه الحركات بعضها الى بعض زادته المفاهيم التنظيمية الشمولية متانة وقوة. فاضحى الرابط جزء من التصورات الاعتقادية للجماعة. 

لكن من ينظر لهذه الروابط نظرة عقلانية لا يستطيع إلا ان يموضعها دون التغاضي عن تفهمها والقدرة على تفسيرها. ويبدو ان بعض الحركات الاسلامية يجب ان تضع نفسها تحت طائلة القراءات التاريخية والإنسانية حتى تستطيع ان تطور ثقافتها الداخلية بما يسمح بانفتاحها على واقعها بعيدا عن تصوراتها المعيارية التي تجعلها فوق سنن التاريخ ومنزهة عما يعتري كل الظواهر من قوانين النشأة والتطور والشيخوخة. وعندما تستعصي هذه الجماعات عن التطور والتجديد في وعيها وفي وسائل عملها وفي نخبتها لاشك ان نزيف استقالة كوادرها وقياداتها سيستمر.

ثانيا لا يجب الاستغراب من استقالة بعض قيادات الاحزاب وكأن هذه القيادات هي المحدد لخيارات احزابها بمعزل عن التنوع في مواقع القرار وموازين القوى الداخلية للحزب. وعند نجاح اي ناشط سياسي في التعبير الوفي خطابا وسلوكا سياسيا عن خيارات حزبه فما ذلك الا تعبيرا عن عمق الثقافة السياسية وصرامة الانضباط الحزبي وهي من الشروط الاساسية لنجاح الادارة القيادية والتنظيمية للحزب. فمطلوب ممن يتصدر للتكلم باسم حزبه والتعبير عن مواقفه الالتزام بالسياسات العامة للحزب وممارسة مقادير كبيرة من التحفظ حيال ردود افعاله. فلم يكن ابدا كل الناطقين بمواقف احزابهم بالضرورة موافقين على هذه المواقف والا استحال الامر الى احد امرين: اما ان هؤلاء مستبدون يفرضون ارائهم على زملائهم في الحزب باستمرار اذ لا يعقل ان يكون نفس الشخص دائما متفقا مع رأي الاغلبية في الحزب. وإما ان يعبر عن موقف الحزب اذا ما اتفق مع رأيه الشخصي ويتمسك بهذا الراي الخاص المخالف لراي الحزب ليعلنه رغم مخالفته حزبه. وفي كلتا الحالتين لا يمكن ان يصلح هذا الشخص لقيادة جماعة او حزب.

كذا الامر في هذه الحالة ما كان يمكنني ان اعبر عن مواقفي الشخصية وأنا الذي اخترت ان اترجم مواقف حزبي الذي انتميت اليه وساهمت في قيادته.
اخيرا لماذا الاستقالة الان ؟ ربما يبقى هذا هو السؤال الاهم في هذا الموضوع.
اولا الاستقالة لا تعني التفصي الكامل من المسؤولية عن الازمة السياسية الراهنة في تونس. فقد كنت احاول واجتهد مع كثيرين بالرأي وبالعمل لتجاوز التحديات الكبيرة التي تواجهها تجربة الانتقال الديمقراطي. واذا كانت بحسب تقديري هذه التجربة تواجه مخاطر حقيقية فلأن كل الطبقة السياسية تتحمل مسؤوليات متفاوتة في ذلك.
ثانيا لا تعني الاستقالة ايضا الانقلاب على التجربة التاريخية التي عشتها على امتداد ثلاثة عقود في احضان حركة النهضة، فذلك التاريخ ارث مشترك ورصيد جماعي يمتلك فيه كثير من التونسيين اسهما ثمينة جدا ولا اعتقد ان عاقلا يفرط في ذاكرته ورصيده النضالي والاعتباري.

ثالثا الاستقالة لا تعني قطع كل اسلاك الوصل في حبل العلاقة بأبناء مشروع النهضة، فإذا اختلفنا في الخيار السياسي لا شك ان مسيرة النضال الطويلة والمشتركة قد نسجت علاقات انسانية واجتماعية قادرة على الصمود امام مثل هذه الهزات.

رابعا الاستقالة ليست نكوصا وانطواء على الذات وقنوطا تجاه الواقع الحالي انما هي تغيير تموقع ربما يراه صاحبه اكثر ملائمة وقدرة على التأثير في مجريات الاحداث السياسية في تونس خاصة بعد فشل الخيارات السياسية لحركة النهضة في ملء الفراغات الكثيرة في الساحة السياسية الحالية.

خامسا هذه الاستقالة عبرت عن موقف متحرر شعاره ان الاوطان فوق الاحزاب وان الاحزاب جعلت لخدمة الاوطان فلا يجب ان تصبح الوسائل اهم من المبادئ. وبقدر ما في الاستقالات من استنزاف لطاقات الاحزاب بقدر ما فيها من رسائل ايجابية تبرهن على عمق الشعور الوطني داخل ابناء هذا الحزب.

لقد كان اختلافنا عميقا واخطر الاختلافات تلك التي تتعلق بفلسفة العمل لا الاختلافات النظرية. لان الخلاف النظري يمكن معالجته من خلال الية الحوار الداخلي وقد كان هذا تقليدا راسخا داخل حركة النهضة. اما الاختلاف في الاعمال اي في السياسات وفي قدرة الحركة على تنزيل سياستها فيبقى هو الاخطر. لقد اصطبغ اداء الحركة والحكومة من وراءها بارتجالية غير مقبولة من حزب يتموقع حيث القاطرة في عملية الانتقال الديمقراطي وعلى الرغم من تنبيهنا باستمرار لخطورة الارتهان لليومي وعدم القدرة على تمثل مستقبلي لرؤى الحركة وبرامجها، وما يمكن ان يجره ذلك من تهديد ليس لمستقبل الحركة فقط ولكن ايضا لمجمل العملية السياسية. رغم هذه التنبيهات لم تتفطن الحركة الى ما تعيشه اليوم من انزياح عن الشعارات السياسية والاجتماعية التي اطلقتها ثورة الحرية والكرامة.

وللامانة اقول ان اغلب الاحزاب السياسية الملتفة حول مائدة الحوار لتشكيل الحكومة الجديدة قد قبلت التنازل عن الثورة التونسية لصالح اجنداتها السياسية والايديولوجية. والا بماذا نفسر الصراع اليوم على افتكاك بقايا النظام السابق من القوى الراكدة في الواقع والمتهيكلة حديثا في احزاب سياسية. لن يكون للعدالة الانتقالية من معنى ولا للديمقراطية الاجتماعية التي حلمت بها قوى الثورة من حضور على مائدة حوار تقتسم فيه السلطة بعيدا عن ارادة الناخبين وبمشاركة رموز النظام السابق وزبانيته. 

ولكن ما غاب على اصحاب المائدة ان الانتقال الديمقراطي ليس بيتا شعريا يرتل في المناسبات الوطنية انما هو شروط موضوعية تتحقق في الواقع، والقفز على هذه الشروط والهرولة للانتخابات دون توفير مناخات نجاحها وضمانات الانتقال الحقيقي للديمقراطية المستقرة عبرها، دون ذلك لن تسجل الانتخابات القادمة، ان حصلت، الا انتكاسة للمسار الثوري ومن ثمة للانتقال الديمقراطي.

كل المؤشرات الحالية تضعنا امام نفق الازمة السياسية الطويلة التي تبدأ بالعجز عن حسم موازين القوى بشكل نهائي لصالح الثورة وقواها الحية لتمر عبر اعادة دمج المنظومة القديمة للسلطة وصولا الى الاستغناء النهائي عن مطالب الثورة واهدافها. هذا الوضع الذي وصلته البلاد تم بالانزياح التدريجي وغياب الرؤية الواضحة والاستراتيجية لكيفية تحقيق مطالب الثورة.

في كثير من المواقف ظهر ايضا ضعف الارادة السياسية لدى الحكومة خاصة، فقرارات حزبين على الاقل من ترويكا الحكم كانت واضحة في دعوة الحكومة لتصحيح مسارها وتوجيهه في اتجاه المطالب الاجتماعية للمواطنين بما يحقق التشغيل السريع والانطلاقة التنموية فضلا عن محاسبة الفاسدين. لكن بعد سنتين من حكم الترويكا تبدو الخيارات الاقتصادية اكثر ليبرالية ومستسلمة بالكامل للمديونية الخارجية في حين ان الزيادات الاعتباطية في الاجور لم يكن لها تاثير حقيقي على نمط عيش الشغالين بسبب التضخم الكبير وما ارتبط به من ارتفاع الاسعار ونزول سعر الدينار التونسي.

ان استمرار المسار السياسي الحالي تحت غطاء الوفاقات المزيفة والهشة لن يقنع كثيرا الاطراف الدولية المؤثرة على المشهد التونسي. لذلك نراها تضع عينا على التسويات الداخلية التوافقية وعينها الاخرى تبحث عن بديل يستطيع ان يؤدي دوره بشكل مقنع في حماية الحدود الجنوبية للقارة العجوز من موجات الهجرة السرية التي ستزداد تدفقا كلما ازدادت الاوضاع سوء في الضفة الجنوبية. والذي يمكن ايضا ان يلعب دور الواقي من خطر الارهاب الذي بات يقترب اكثر من السواحل الشمالية للمتوسط.

ان بروز تيار وطني في تونس في هذه المرحلة الخطيرة في تاريخها يعد اكثر من ضرورة. تيار سياسيّ يستطيع ان يصوغ مطالب الثورة في استراتيجية سياسية قادرة على التموضع في الواقع وعلى ان تفرض نفسها كاجندة سياسية وطنية. هذه الاستراتيجية ترتكز على ثلاث قواعد:
- وحدة المشروع الوطني الذي ينبني على ثوابت الهوية الوطنية التونسية ويتلبس بسمتها الوطني الجامع باعتباره ارضية ومنطلقا لاية تصورات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
- ثانيا التزام البعد الاجتماعي باعتباره محصلة الفعل الثوري من عدالة اجتماعية وتوزيع عادل للثروة وتشغيل وتنمية متوازنة بين الجهات وصياغة كل ذلك ضمن منوال تنموي وطني قابل للانجاز ووفق رؤية مستقبلية واضحة.
- ثالثا استكمال المسار الثوري وتحقيق الشروط الموضوعية للانتقال الديمقراطي لتأمين العملية الديمقراطية وضمان عدم العودة للاستبداد من جديد وان تكون المصالحة الوطنية الشاملة القائمة على كشف الحقيقة والاعتذار والنقد الذاتي ورد الاعتبار والمحاسبة والعفو الصادق اهم خطوات هذا الانتقال واهم شروط نجاحه.

لم تستطع حركة النهضة ان تستجيب لمتطلبات المرحلة لأسباب يطول حصرها لذلك لم اجد بدّا إلا الاستقالة حفاظا على ما احمله من ودّ لقيادتها وقواعدها، ولم يكن الامر هينا فقد اخذ مني اكثر من سنة من التفكير والتأمل، وحرصا على الذاكرة الجميلة التي ادخرها لنفسي عن تجربتي في هذه الحركة اردته فراقا بمعروف وتنافس في الحق وعلى الثبات يوم ينفع الصادقين صدقهم.



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



أين أخطأ أوباما مع إيران؟


عبد الرحمن الراشد



حالة الاحتجاج الواضحة في المنطقة ضد مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران، ربما فاجأت البيت الأبيض الذي يسعى لاتفاق تاريخي ينهي النزاع مع النظام الإيراني. وقد يستغرب المفاوض الأميركي استعمال الأطراف المحتجة، مثل دول الخليج العربية وإسرائيل، في الحكم على ما يجري، والأمر لا يزال في طور النقاش.

الحقيقة نزع السلاح النووي الإيراني دون حرب ليس محل اعتراض أبدا، بل العكس تماما محل ترحيب إن جرى وفق ثمن معقول. فالخوف كان أكبر من حرب إيرانية دولية واسعة ومدمرة، نتيجة استهداف مراكز المشروع النووي الإيراني، تنفيذا للوعيد الذي سبق وأطلقه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، والرئيس الحالي باراك أوباما. لهذا على مدى سنوات انخرط الجميع في مشروع تضييق الخناق اقتصاديا على إيران لدفعها باتجاه التنازل سلميا عن مشروعها النووي العسكري.

وعندما عرض الإيرانيون، تحت رئاسة روحاني بعد انتخابه، رغبتهم في وقف جزء من نشاطهم النووي لقاء رفع جزء من العقوبات والانخراط في تفاوض نحو حل ما، التقطت إدارة أوباما الإشارة وسارعت بالتفاوض. المشكلة، كما تبدو، أن الإدارة الأميركية لم تكن شفافة مع الدول المعنية من أصدقائها. زودتهم بمعلومات ناقصة عن الاتفاق المؤقت ليكتشفوا أن العرض الأميركي أكبر، من حيث مكافأة إيران ماديا، والسماح ببعض التخصيب وغيره. بسبب ذلك دارت الشكوك في رؤوس الجميع، متخيلين أن إدارة أوباما في حالة استعجال لإبرام صفقة تكون على حساب المنطقة.

ما الذي يمكن أن يكون على حسابها؟

الأول، أن توافق إيران على نزع سلاحها النووي مقابل إطلاق يدها في المنطقة، أي أن تسحب الولايات المتحدة قوتها من مياه الخليج وتتعهد بعدم الانخراط معها في معارك في الشرق الأوسط، طالما أنها ليست موجهة ضد الولايات المتحدة.

الثاني، أن توافق الولايات المتحدة على ترك إيران تكمل مشروعها النووي العسكري مقابل ضمانات بعدم استخدامه.

وكما نرى، الخياران سيئان وخطيران جدا، لدول المنطقة. الحالة الأولى ستسمح وتشجع إيران على تعويض خسارتها النووية بارتكاب المزيد من الحروب والمواجهات في الشرق الأوسط إلى ساحة حرب إقليمية، أوسع مما نراه في سوريا.

أما الثانية، فستجعل إيران دولة بسلاح لا يقهر، يزيد من شعورها بالمنعة ورغبتها في الانتقام والتوسع، وسيدفع دول المنطقة إلى السلاح النووي لموازنة القوة الإيرانية، وبالتالي سباق تسلح نووي في منطقة مليئة بالمجانين.

ردا على هذا التخوف، سمعت من أحد المسؤولين الأميركيين، في أحد المؤتمرات المغلقة قبل أيام، تأكيداته، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بسلوك عدواني في المنطقة. المشكلة أننا الآن أمام وضع غير مسبوق في سلوك نظام إيران من حيث العدوانية. النظام يعتقد، وربما هو محق، أن إدارة أوباما لن تتدخل مهما ارتكبت إيران وحلفاؤها من جرائم. لأول مرة النظام يدفع بآلاف من قواته للقتال خارج التراب الإيراني، في سوريا، أمر لم يفعله حتى الرئيس المتشدد جدا، أحمدي نجاد، حيث كان يكتفي بالاقتتال عبر وكلائه من حزب الله ونحوه. إيران تقاتل بعنف برجالها في الخارج تحت رئاسة روحاني لأنها تعتقد أن الحكومة الأميركية الحالية لن تتحداها.

في الوقت الذي يغازل أوباما إيران، لم يفعل شيئا لطمأنة حلفائه وأصدقائه، على الأقل ردع النظامين الإيراني والسوري عن ارتكاب الجرائم المروعة في سوريا. يتحدث عن أنه لن يسمح لإيران بسلوك سيئ ونحن نشهد سكوته عن أكبر مأساة في تاريخ المنطقة، حيث قتل أكثر من مائة وثلاثين ألف إنسان وجرى تشريد أكثر من ستة ملايين، وتستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة ضد المدن والقرى. والآن حكومته تستغرب لماذا هذا الغضب من مفاوضات غامضة مع نظام إيران، يفاوض الإيرانيين لإطلاق يدهم أكثر وأكثر.

http://www.aawsat.com//leader.asp?section=3&article=750941&issueno=12777#.Uo1xmsS-2So

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4




حول استهداف السفارة الإيرانية في بيروت






صفحة الكاتب على تويتر 
في سياق الحديث عن التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، يبدو من الضروري القول ابتداء إن من العبث الدفاع عن أي تفجير يصيب فيمن يصيب مدنيين أبرياء غير محاربين، سواء كان الهدف في الأصل مشروعا، أم كان غير ذلك، ولذلك فإن موقفنا من عمليات كهذه سيبقى هو ذاته في أي مكان وقعت.
غير أن التفجيرين المشار إليهما يستحقان وقفة من نوع آخر، تتجاوز البعد الأخلاقي إلى البعد السياسي، والذي لم يعد بعيدا عن البعد المذهبي في الساحة اللبنانية، وقد سبق أن قلنا إن المعركة التي استهدف من خلالها الشيخ أحمد الأسير سيكون لها ما بعدها، وهي لن تكون الأخيرة بأية حال.
من المفيد ابتداء القول إن التفجيرين قد وجها ضربة لحالة الغرور الأمني لحزب الله، فقد أصابا هدفا حساسا يتمثل في السفارة الإيرانية التي تقع ضمن دائرة نفوذ الحزب، ما يؤكد أن الأطراف التي تعمل في هذا الإطار قد تجاوزت العمل البدائي إلى العمل المنظم والمخطط له بعناية، كما يشير إلى أن عمليات أخرى قد تأتي على الطريق.
نميل في هذا السياق إلى تصديق البيان الذي صدر عن كتائب الشيخ عبدالله عزام، لاسيَّما أن الأمر لا يحتاج كثيرا من الذكاء والتحليل، إذ إن هذا اللون من العمليات هو جزء لا يتجزأ من نشاط فئة معروفة، وهي التي تتميز به بشكل خاص، خاصة أن ما توفر من معلومات يشير إلى عملية انتحارية مزدوجة.
من الصعب الحديث عن التفجيرين بعيدا عن الأجواء المحتقنة في الساحة اللبنانية، وبالضرورة صلتهما بما يجري في سوريا، وقد لاحظنا خلال الأسابيع الأخيرة قدرا كبيرا من الغطرسة في خطاب حزب الله، وأمينه العام، وبالطبع على خلفية التقدم الذي يحرزونه في سوريا، واطمئنانهم (النسبي) تبعا لذلك إلى بقاء النظام.
وفي مناسبة عاشوراء تصاعد الحشد المذهبي في خطاب الحزب، ووصل غرور القوة مداه، في حين بدا أن دور الحزب في سوريا قد تصاعد من كونه مساعدا للنظام إلى مستوى قيادة العمليات، كما يجري الآن في سياق التحضير لمعركة القلمون.
وفي حين يعيش السنّة في لبنان حالة من الشعور بالمهانة أمام غطرسة حزب الله منذ اجتياح بيروت عام 2008، وحتى الآن، فإن ما جرى في سوريا، وتاليا تدخل الحزب، وأخيرا الوقاحة في تقديم هذا التدخل والدفاع عنه، وبين ذلك ما جرى لأحمد الأسير، والجدل اليومي حول تشكيل الحكومة، كل ذلك كان من الطبيعي أن يفاقم الحشد المذهبي ويوفر أجواء مناسبة، وربما حاضنة شعبية لأية أعمال عنف تستهدف حزب الله أو مواقعه، من دون أن يكون توفير الدعم الخارجي صعبا كذلك.
هذه المرة كانت العمليات أكثر تخطيطا وإحكاما، فكانت حصيلتها أكبر، لكنها لن تكون الأخيرة، إذ سيستمر الأمر ما استمرت الأزمة السورية، وما استمر الحزب في تصعيد نشاطه ضد الشعب السوري، ومن ورائه إيران التي تقود المعركة هناك.
لقد ارتكبت إيران (تبعها حلفاؤها) خطأها، بل خطيئتها الأكبر في سوريا، فهي وبعد أن وصف مرشدها (خامنئي) الربيع العربي بأنه صحوة إسلامية، ما لبثت أن ارتدت على أعقابها بعد اندلاع الثورة السورية، وما لبثت أن دخلت في مزاج عداء مع غالبية الأمة، وحولت برعونة موقفها سوريا إلى ثقب أسود يستنزفها ويستنزف جميع القوى الأخرى، بما فيها حزب الله وتركيا، ويعزز الحشد المذهبي في المنطقة.
إنه ثمن كبير دفعته الأمة بسبب موقف إيران الأرعن من بشار الأسد، والذي لم تكن الثورة عليه طائفية، بل كانت جزءا لا يتجزأ من ربيع العرب، وهي ستواصل دفع الثمن، ومعها جميع أبناء الأمة، إذ إن هذا المستوى من الحشد المذهبي لم يُعرف في هذه المنطقة منذ قرون، وإذا استمر على هذا النحو فإن تبعاته الكارثية ستتوالى.
يشار في هذا السياق إلى الاتهام المباشر الذي وجهته دوائر حزب الله وإيران للمملكة العربية السعودية بالوقوف خلف تفجير السفارة، وهو اتهام لا دليل عليه، ومن المستبعد أن تتورط المملكة في قضية من هذا النوع، وهي تدرك تماما اليد الطولى لإيران وحلفائها في المنطقة، لكن اتهام السعودية يبدو مناسبا لإيران بسبب التركيز على ما يجري في سوريا، ومحاولة منها لتغيير معادلة التعاطي مع الشأن السوري.
ما جرى في لبنان أمس ليس سوى واحد من تجليات الخطوة الإيرانية الرعناء بدعم بشار ضد شعبه، لكن المشهد الكارثي يبدو أكبر من ذلك بكثير، وإذا لم تغير طهران من سياستها على هذا الصعيد، وتدعم التوصل إلى حل يرضي الشعب السوري، فإن الموقف سيزداد سوءا على سوء، فيما ستكون الخسائر من نصيب الجميع، لأن مثل هذه المعارك هي أقرب للحروب الأهلية التي يخسر فيها الجميع دون استثناء، حتى لو كانت خسارة طرف فيها أكبر من خسارة الطرف الآخر.
..............
العرب القطرية




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



عن قصة التيوس والجمال الأدبي العظيم


سعادة  أخي عبد  العزيز  قاسم     سلمه الله  تعالى  .
  تحية  طيبة  مباركة      إليك  وبعد  .
  لقد  أطلعت  على   قصة  (  التيوس  .....  )    التي  كتبها   أحد  الأدباء  الظرفاء  جدا  في  المجموعة  البريدية  .  ورأيت  فيها   خصوبة  في  الخيال  ,  وقدرة  فائقة  على  الترابط   ,   وجمال  التصوير   ,  والحبك   ,  والتشويق   وهي  مع  ذكاء  الكاتب   و  روحه  المرحة   التي  تبدت   من  بين  كلماته  وسطوره  .  كل  هذا   تنتهي  إلى  قاص  لديه  كل  مقومات  الكتابة   في   هذا   الجمال  الأدبي   العظيم   ..   
   وإن  النوازع   وظهورها   في  القصة  عموما  جائز   ..  لأن  الأدب   في  بعض  ضروبه   يجعل  من  الشهوة  رسولا  .. وأحيانا  لأن  الأدب   في  بعض  مكونه ( التهتك  ) الذي  لا  يحتشم   من  أحد   دون  بذاءة   ولا  عري  غرائزي  
  ..  إن  الصورة   في  قصته  القصيرة  لا  ينقصها  تمام    في   الدخول   ..  والخروج   ..   بالتخلي   التام  ..  كما  سقط  على  جسده  العجز  التام  ..  في  الرؤيا  الجميلة   التي   أستعجل   الوصف   فيها  ..  ما  لو  أبطأ     لكان  أقرب  لقلب  المتلقي  الذي  تلهف  لمزيد  من  تفاصيل  الجمال  ..  عن    ذات  عنق  إبريق  الفضة  ..  !
     أو  كما  قال  الجواهري   رحمه  الله   إلى  أحد  الأدباء   في  موقف  مماثل  :  أنزل  قليلا   ..  فقصارى  هذا   الصعود   نزولٌ  ..   
           وقد  وقف  عند  الرقبة  .. وحدها   بما  لا  يٌبرد  غائلة  الظمأ   في  أدب  الرواية  ...   
      وأحسب   أن   جمعه    لما  يرويه   في  كتيب   صغير   على  نحو   قصص  قصيرة   في  ذات  النمط  النقدي  الساخر  الجميل   ..  سيكون  له   نجاح  مرتقب   بعون  الله  تعالى  .
           إن  أسوأ  ما  يمكن  تصوره   في  حواضرنا  الأدبية   هو   الشتات  ,  وعدم  التركيز  ..  وفقد  مواهب  ما  كانت  لتفقد  أو  تفتقد  ..  لو  قدر  لها  أن  تكون  في  بيئة  حاضنة  للآدب  أفضل  منا  ,   أو   قدر  الله   لها  أن  تعيش  في  زمن  غير  زماننا  هذا  خمط  وأثل  و  شيء  من  سدر  قليل  ..  والخمط   شوك   .. والسدر  عطر  الموتى  ..    
   تحياتي  إليه  وعميق  تقديري  لموهبته  الجميلة  . 
     و  مودتي  .  

د.محمد  المسعود  .

......................................

المختصر/ ثأرًا لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح قامت عناصر لواء التوحيد اليوم الأربعاء بدك معاقل قوات بشار الأسد في حلب القديمة، ما أدى لتدمير غرفة عمليات للشبيحة.
وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية": إن عناصر لواء التوحيد قامت بقصف غرفة عمليات قوات الأسد في منطقة العواميد في حلب القديمة بقذائف الهاون عيار 120 محلي الصنع، ما أدى لتدميرها وقتل من فيها، وذلك ردًّا على استشهاد القائد عبد القادر الصالح.
كما أوضحت الهيئة أن ثوار لواء التوحيد  استهدفوا معاقل ميليشيا الأسد في منطقة طلعة خان الوزير، وجانب سوق العتمة، ومخفر باب النصر القديم في حلب القديمة بقذائف الهاون، وحققوا إصابات.


http://www.almokhtsar.com/node/236457



...........................................

ذكرى «محمد محمود» تشرخ وحدة معارضي «الإخوان» في مصر
القاهرة: محمد شعبان ومحمد عبده - 20/11/2013 -
ذكرى «محمد محمود» تشرخ وحدة معارضي «الإخوان» في مصر
أظهر إحياء الذكرى الثانية لأحداث العنف في شارع محمد محمود وسط القاهرة أمس، شرخا في صفوف المواطنين المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، في ظاهرة هي الأولى من نوعها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وشهد ميدان التحرير اشتباكات بين ناشطين من القوى الثورية ومؤيدين للجيش، وتسببت هتافات مؤيدة لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في اشتباكات محدودة ومتقطعة بين الفريقين المتفقين على عداوة جماعة الإخوان.
في غضون ذلك، قال محمد سلماوي، المتحدث باسم لجنة «الخمسين» لتعديل الدستور المصري، إن اللجنة ستبدأ اعتبارا من يوم السبت المقبل إجراءات التصويت النهائي على مواد الدستور لإقراره. ونوه سلماوي إلى أن اللجنة اتخذت في جلستها المسائية قرارا تاريخيا بأغلبية أعضائها بإيقاف العمل بصيغة نسبة الـ50 في المائة للعمال والفلاحين في البرلمان المقبل، وهي الصيغة التاريخية التي كانت سارية منذ ثورة 1952 في مصر.

............................................................

اللجنة تحدد آلية اختيار وزير الدفاع

الأزهر يرفض حرية الشعائر غير السماوية بالدستور


أقرت لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري اليوم الأربعاء مادة تشترط موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تعيين وزير الدفاع، في حين رفض الأزهر مقترحا بإدراج مادة لإطلاق حرية ممارسة الشعائر الدينية لغير أصحاب الديانات السماوية الثلاث، حسب ما قاله ممثلو الأزهر في اللجنة.

وتنص المادة على تعيين وزير الدفاع من بين ضباط القوات المسلحة بشرط موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولمدة دورتين رئاسيتين، أي ثماني سنوات، مع عدم الإخلال بحق رئيس الجمهورية في عزل وزير الدفاع في أي وقت.

من جهة أخرى رفض الأزهر مقترحا بإدراج مادة لإطلاق حرية ممارسة الشعائر الدينية لغير أصحاب الديانات السماوية الثلاث.

وقال المتحدث باسم اللجنة محمد سلماوي إن أعضاء اللجنة بدؤوا مناقشة والتصويت على المواد الخاصة بالقوات المسلحة وديباجة الدستور، وكذا المواد المتعلقة بمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وإن اللجنة ستواصل عملها إلى الخميس للانتهاء من الدستور بشكل كامل، تمهيدا للتصويت عليه. 

وسبق أن أوضح سلماوي في مؤتمر صحفي عقده بمقر مجلس الشورى الثلاثاء، أن اللجنة ستعقد جلسة مشتركة بين الأعضاء الأساسيين والاحتياطيين لإبداء آرائهم في المواد التي تم التوافق عليها، وذلك قبل التصويت النهائي على الدستور في جلسة مفتوحة ومعلنة.

وأضاف أن اللجنة اتخذت قرارا بأغلبية أعضائها بعدم العمل بصيغة نسبة الـ50% للعمال والفلاحين في البرلمان القادم، لافتا إلى أن جميع مواد الدستور أقرت بالتوافق، عدا 17 مادة تم التصويت عليها.

وكشف سلماوي أن النص الجديد لمادة إنشاء الأحزاب يسمح بإنشاء الأحزاب الفئوية، مما يضمن تمثيل العمال والفلاحين بعد إلغاء الكوتة الخاصة بهم، رافضا التعليق على إعلان ممثل اتحاد العمال عبد الفتاح إبراهيم انسحابه من اللجنة احتجاجا على إلغاء نسبة العمال والفلاحين.

يشار إلى أنه بموجب قرار أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، تختص "لجنة الخمسين" بدراسة مشروع التعديلات الوارد إليها من لجنة "الخبراء العشرة" وطرحه للحوار المجتمعي، وتلقي أي مقترحات من المواطنين لإعداد المشروع النهائي خلال ستين يوما من تاريخ أول اجتماع لها.

وسبق أن أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري أن "التعديلات المتوقعة على الدستور المصري الذي أقر في ديسمبر/كانون الأول الماضي باستفتاء شعبي بأغلبية قاربت 64%، تصبّ باتجاه استعادة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ووضع الجيش والسلطة القضائية فوق القانون وبعيدا عن الرقابة، وتحارب هوية المجتمع المصري وقيمه الوطنية والدينية".

وتعديل الدستور الذي عطله الجيش المصري مدعوما بقيادات دينية وسياسية بعد عزل الرئيس محمد مرسي بانقلاب عسكري يوم 3 يوليو/تموز الماضي، هو أحد بنود "خريطة الطريق" التي تتضمن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال فترة تسعة أشهر تقريبا.

المصدر:الجزيرة

..........................................


علماء المسلمين تحمل ميليشيات المالكي المسئول عن اغتيال الشيخ قاسم المشهداني


حمّلت هيئة علماء المسلمين في العراق، الحكومة الحالية التي يسيطر عليها الشيعة وميليشياتها الدموية وأجهزتها القمعية مسؤولية مسلسل الاستهداف المنظم الذي يطال ناشطي الحراك الجماهيري والشخصيات الوطنية في العراق الجريح.
 واستنكرت الهيئة في تصريح صحفي اصدره قسم الثقافة والاعلام فيها اليوم، الجريمة الوحشية الجديدة التي اقترفتها الميليشيات الطائفية باغتيالها مساء أمس الثلاثاء الشيخ (قاسم حبيب المشهداني) إمام وخطيب جامع (الحديثي) في منطقة (الغزالية) غربي العاصمة بغداد، وعضو رابطة أئمة وخطباء بغداد، وأحد الناشطين في الحراك الجماهيري.
ونقل القسم عن شهود عيان تأكيدهم بان جريمة الاغتيال التي طالت الشيخ (المشهداني) والتي تم تنفيذها بالقرب من نقطة تفتيش للقوات الحكومية عند مدخل شارع (البدالة) في المنطقة المذكورة، جاءت بعد ثلاثة أيام من اعتقاله على ايدي تلك القوات قبل أن يُفرج عنه بضغط من أهالي المنطقة.
 
وفي ختام التصريح الصحفي رفعت هيئة علماء المسلمين أكف الضراعة الى الله جل في علاه ان يتغمد الشيخ الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر الجميل، وان يُلحق بقاتليه الخزي والذل والهوان.

............................

فتوى دينية يهودية تلزم النساء الإسرائيليات بإرتداء النقاب وعباءة واسعة

 

فتوى دينية يهودية تلزم النساء الإسرائيليات بإرتداء النقاب وعباءة واسعة

النقاب البرقع اليهودي المسمي الفرومكا قد تبدو هذه الصورة لامرأة مسلمة من مصر أو أفغانستان أو غيرها لزيها ولكنها في الحقيقة صورة لامرأة يهودية تسكن في القدس. ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية كما هو موضح في صفحتها المرفقة: أن الحاخامات اليهود الذين ينتمون لإحدى الجماعات الدينية المتشددة في إسرائيل "الحريديم"أصدروا فتوى دينية تلزم النساء الإسرائيليات بارتداء النقاب وعباءة واسعة لإخفاء كل أجزاء الجسد وعدم التبرج بالإضافة إلى عدم الحديث في الهاتف المحمول في الشوارع أو محطات الأتوبيس والأماكن العامة حفاظاً على مكانة وإحترام المرأة لجسدها وذاتها وتنفيذاً لتعاليم الدين اليهودي الذي يدعو إلى الالتزام بالأخلاق والإحتشام.

وقالت "معاريف" أن هذه الفتوى تعتبر نوعا من التطرف والتشدد الذي تنادي به بعض الجماعات الدينية"الحريديم، وهو ما يعتبر بداية لولادة طالبان يهودية في إسرائيل وفقاً لما كتبه إسحاق تسلر الصحفي بمعاريف. وأضافت الصحيفة أن الحاخامات اليهود الذين قاموا بإصدار هذه الفتوى قاموا بتوزيعها في الشوارع ولصق الآلاف منها على الجدران، وأن هذه الفتوى تحمل توقيعات العديد من الحاخامات وعلى رأسهم الحاخام اسحق طوبيا رئيس طائفة "الحريديم".

وقالت أن الفتوى تجرم الحديث في الهاتف وتمنع أصحاب الملابس من بيع ملابس نسائية قصيرة وعارية وعرضها في واجهات المحال التجارية، إلا أن أصحاب المحال التجارية أبدوا رفضهم لهذه الفتوى واستمروا في عرض ملابس نسائية تخالف فتوى الحاخامات اليهود، الأمر الذي أدى إلى وقوع مظاهرات وأعمال شغب من قبل من ينتمون للجماعات الدينية ضد أصحاب محلات الملابس. إلا أن ظهور نساء إسرائيليات يرتدين الملابس "المحتشمة" التي جاءت في الفتوى الدينية اليهودية، فتح الباب مجدداً للجدل والاختلاف بين التأييد والمعارضة.

وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن جماعة دينية يهودية أخرى أصدرت فتوى جديدة أقل تشدداً من سابقتها، لأنها تعفي النساء الإسرائيليات وخاصة اللاتي ينتمين إلى الفئة الملتزمة بتعاليم اليهودية، من ارتداء النقاب أو غطاء الوجه، وهو ما يكون أقرب إلى حديث "الحجاب" عند المسلمين، لأن الفتوى الجديدة تلزم الإسرائيليات بارتداء ملابس محتشمة وغير مثيرة للغرائز لكن ليس بالضرورة إخفاء الوجه، وذهبت الفتوى الدينية الجديدة إلى أهمية موافقة الزوج على ملابس الزوجة وهل ارتداء النقاب يغضب الزوج أم لا.

ويذكر أن صحيفة معاريف الإسرائيلية قد نشرت في يوليو 2012م خبراً عن الفتوى الدينية اليهودية التي تلزم النساء الإسرائيليات بارتداء "الشال" الذي يغطي جسد المرأة من الرأس حتى القدم بالإضافة إلى عدم الحديث في الهاتف المحمول لأن صوت المرأة عورة فضلاً عن أن الفتوى تضمنت تحريم بيع الملابس النسائية المثيرة في محلات الملابس وهو ما أدى إلى قيام يهود متدينين بمهاجمة محلات الملابس التي تعرض مثل هذه الملابس وتحطيمها، وقد نشرت صحيفة معاريف صورة لامرأة إسرائيلية تسير في أحد الشوارع وهي ترتدي ملابس محتشمة التزاماً بالفتوى الدينية اليهودية التي تدعو النساء إلى عدم التبرج وإلى الإحتشام.

المصدر: صحيفة وطن.


........................................................

سلطت الضوء على تعليق الدراسة في المملكة بسبب السيول

"الأسوشيتدبرس" تصف أمطار السعودية بالمفاجئة لدولة صحراوية

امطار الجوف - سيول الجوف

وصفت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية- في تقرير لها- السيول التي غمرت أراضي المملكة هذا العام بالمفاجئة، مشيرة إلى تعليق الدراسة في بعض المناطق لليوم الخامس على التوالي بسبب غزارة الأمطار.

وسلط تقرير الوكالة الأمريكية الضوء على الفيضانات التي غمرت المملكة في الأيام السابقة.

وأكد التقرير أن المملكة تتعرض سنوياً لموجة من الأمطار، إلا أنها جاءت هذا العام مفاجئة بشكل كبير على المملكة الصحراوية، وتسببت في العديد من الوفيات والكثير من الأضرار.

وقال التقرير لقد أجبرت الفيضانات الحكومة على إيقاف الدراسة في الرياض وفي 4 محافظات أخرى بسبب انقطاع الكهرباء وصعوبة الوصول للمدارس.


..............................................




لحظات بناء عش الزوجية لعصفورين
على نافذة المنزل‏

قام شاب في الارجواي بتصوير لحظات بناء بيت العمر
لزوجين على نافذة المنزل الذي يسكن فيه والزوجين
لاحد انواع الطيور والذي التقط لهما 600 صورة
ليتابع مدى تغير المنزل او العش من حين إلى اخر ..


بعد ذلك قام بفرز الصور حتى قدم مجموعة مناسبة
توضح التغير في البناء مع الايام ,

يقول الشاب انه كان يراقب عملية البناء وأن الطائرين
كانا يعملان من 8 إلى 10 ساعات يوميا
و يأخذان يوما واحد للراحه في الأسبوع
واستغرق البناء ما يقارب الشهر ..
هل يمكن أن تصل هذه الرسالة إلى شبابنا وفتياتنا المقدمين على تكوين أسرة جديدة؟
كم نسبة عمر العصفور المتوقعة حتى ينفق شهرا كاملا في تكوين بيته ويصبر هو وشريكته على إكمال بناءه؟
ليتنا نعرف كيف نستفيد من يقين العصافير التي تغدو جياعا وتروح بطانا؟
يا الله كم يستعجل شبابنا؟
تحياتي لكم أيها الشباب وأوصيكم بأن تتعلموا من كل ماترونه في الحياة..
                                                                  خالد بن محمد الشهري


................................................

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



تواضروس : 30 يونيو أعاد لمصر مسيحيته


مركز التأصيل للدراسات والبحوث

القس فلوباتير جميل في اتصال هاتفي على قناةCTV المسيحية الفضائية قال فيه: نحن من حدد موعد محاكمة الرئيس مرسي يوم 4 نوفمبر وهو يوم عيد ميلاد البابا تواضروس ليكون العيد عيدين فرد المذيع قائلا: هذا يذكرنا بيوم إعدام صدام الذي تم التضحية به في يوم عيد المسلمين الأضحى.

 

 

خمسة مشاهد يجب أن تجتمع مع بعضها البعض لترسم صورة يجب أن تكون واضحة أمام الجميع, ليعي كل منا مآلات موقفه الذي اتخذه تحديدا يوم 30/6 وما بعده في مصر وحتى نضع الجميع أمام مسئوليته أمام ربه ثم أمام كل رعية هو مسئول عنها.

المشهد الأول: "الإسلام كان على أيام الهجرة، أما الآن فالإسلام سينتهي يوم 30/6" , "انتظروا مفاجئتنا يوم 30 يا أقذر خلق الله (الخرفان المسلمين)"!! .., كانت هذه هي الكلمات التي نسبت لجورج اسحق الناشط القبطي المصري والتي كتبت في بداية شهر يونيو الماضي على صفحة تحمل اسمه على تويتر نفى فيما بعد صلته بها, وكانت هي نفسها العبارات التي كتبتها المجموعات المسماة بحملة تمرد على عدد كبير من المساجد, وكانت نفس الجملة التي وزعت على شكل منشورات وزعت بصورة خاصة على محافظات صعيد مصر ومنها سوهاج على سبيل المثال, وكل هذا موثق في مرئيات على موقع اليوتيوب.

المشهد الثاني: يقف قس ليتحدث عن لجنة الخمسين ويطالب بحل الأحزاب على خلفية دينية ثم يتهكم ويقول وهو النصراني: "لا نريد أن يعلمنا الإسلام أبو جلابية بيضا, نريد أن يعلمنا الإسلام الأزهر والأوقاف, ولا يعتلي المنبر إلا من يحمل "كارنيه" من الأزهر, ولا إسلام إلا في الأزهر " فيقابل بتصفيق حاد له في حضور معممين من الأزهر ولا يرد أحد عليه غيرة على حملة الدين الذين يدعون إلى الله سبحانه وتعالى من المخلصين الذين علموا الأرض الإسلام ولم يتسن لأحدهم الالتحاق بالأزهر.

المشهد الثالث: حوار وتصريحات للقس فلوباتير جميل عزيز للواشنطن بوست بعد 30/6 يقول فيه:

- نزل المسيحيون يوم 30 6 بالملايين بتنسيق بين الجيش والكنيسة.

- سنضع بصمتنا في أي تغيير ستشهده مصر سواء في الدستور أو في الحكومة المقبلة.

- سيكون للمسيحيين مقاعد خاصة بهم في مجلس الشعب.

- قلت ولا زلت أقول أن الإنجيل هو من خلع مرسي والإخوان.

- نعم حاربنا الإسلام المتطرف في مصر.

- سننزل مجددا إذا طلب منا النزول.

المشهد الرابع: القس فلوباتير جميل في اتصال هاتفي على قناةCTV المسيحية الفضائية قال فيه: نحن من حدد موعد محاكمة الرئيس مرسي يوم 4 نوفمبر وهو يوم عيد ميلاد البابا تواضروس ليكون العيد عيدين

فرد المذيع قائلا: هذا يذكرنا بيوم إعدام صدام الذي تم التضحية به في يوم عيد المسلمين الأضحى.

فرد فلوباتير قائلا: المسيحيون الآن يتمتعون في مصر بنفوذ لم نكن نحلم به وما اكتسبناه بعد ثورة 30 لن نسمح بالتفريط فيه وعلينا أن نتكاتف كمسيحيين على كلمة واحده كما أمرنا الرب.

ويذكر أن الموعد القادم لمحاكمة الرئيس مرسي أيضا 8 يناير وهو الموافق لليوم التالي لعيد القيامة.

 المشهد الخامس والختامي: هو مشهد العظة الأسبوعية للأنبا تواضروس في هذا الأسبوع والتي نقلت مضمونها الناشطة القبطية "ماجي مجدي" وتناقلتها المواقع الاجتماعية والإخبارية, فقالت: "كنت في الاجتماع الأسبوعي للبابا تواضروس في عظة الأربعاء الماضي, قال فيه:

- نزولكم يوم 30 يونيه أعاد لمصر مسيحيتها المفقودة ومصر دولة مسيحية ويجب أن لا ترددوا ذلك الآن.

- إشترطنا على أن تُعرض علينا المناهج الدراسية ونحذف منها ما يتعارض مع معتقداتنا بل ونحذف منها أيضا ما نشاء.

- لازال الخطر قائما ولا يجب أن نتخلى عن وحدتنا لان عودة مرسي والإخوان للحكم لازال قائما وهذا إن حدث فسينسف كل ما اكتسبناه في الأشهر الأخيرة وهنأ المسيحيين.

مشاهد خمسة تبين لنا مدى الجرم الذي ارتكبه الكثيرون في حق دينهم حيث عالجوا الأخطاء التي وقعت من الرئيس مرسي وجماعة الإخوان معالجة خطأ وساهموا بقدر كبير في إضعاف الهوية الإسلامية للشعب المصري فكان الشعار هجوما على الإخوان وفي حقيقته هجوم على الإسلام وحرب على الإسلام, ووصلت إلى الحد الذي اعتبر فيه تواضروس أن يوم 30/6 وما بعده أعاد مصر إلى المسيحية, وهنا يبرز السؤال أليس التراجع والعودة للحق مهما كان الوقت متأخرا أفضل ألف مرة من التمادي في الخطأ؟

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



اليمن ومصالح التطرف الرباعي



مهنا الحبيل








رغم كل ما قيل عن المبادرة الخليجية ودوافع إنجازها، فإنها تبقى اليوم عنصر توازن مهم حمل اليمن إلى مرحلة الخروج من مأزق الحرب الأهلية الأولى بعد الثورة، والتي يبقى احتمال اندلاعها مرة أخرى جاثما على المشهد في ظل التصدع الواسع والتخلي الخليجي عن مسؤولياته في مقومات الضرورة الاقتصادية للاستقرار بعد مبادرته السياسية.

وقراءة المخرج الذي انتهت له المبادرة لن يُفقه بدقة، مالم تُستدع محطات الربيع العربي الأخرى وما تواجهه، سواء من إسقاط كلي وانقلاب شامل على مشروع الثورة في مسارها الديمقراطي كما جرى في مصر، وما يُحضّر في تونس، وما تعيشه ليبيا من أزمة شرسة، الجزء الرئيسي منه يكمن في ضريبة مشاركة فصائل وأيديولوجيات مسلحة في الخلاص الثوري، وهي لا تؤمن بمبدأ الشراكة الوطنية، وقيام الدولة المدنية المستقرة التي تحتويها مسارات الفقه الشرعي الإسلامي حين تهدأ البندقية عن قصف العقل الفكري وعبوره للاستقرار الوطني.


قراءة المخرج الذي انتهت له المبادرة اليمنية لن يُفقه بدقة مالم تُستدع محطات الربيع العربي الأخرى وما تواجهه، سواء من إسقاط كلي وانقلاب شامل على مسار الثورة كما جرى في مصر، وما يُحضّر في تونس وما تعيشه ليبيا من أزمة شرسة
ووصولا إلى التوافق الإقليمي الدولي الذي يُباشر الحرب اليوم على ثوار سوريا فيما تواجههم فصائل قاعدية، يبدو لنا مسار الثورة اليمنية التي سخر منها النشطاء اليساريون في مصر من مؤيدي حركة "30 يونيو"، في وضع جيد نسبيا لو نجحت خطة العبور الدقيقة والحاسمة لليمن الجديد.

ومن هنا نعود لقراءة خلاصات المبادرة الخليجية، وأن سر نجاحها لم يكن مرتبطا بالترويكا الصعبة التي انتهت إليها المصالحة الوطنية، وإن كان القرار الخليجي بغض النظر عن دوافعه -فهنا تصعد لغة مصالح الشعوب لا مصالح الأنظمة الحليفة أو المخالفة- قد شكّل محطة مهمة لدفع فريق الرئيس علي صالح وكل حلفائه التاريخيين للتعاطي معه، وتدشين مرحلة وصول رئاسة دستورية لكل اليمن بقرار سياسي وتوافق استبق حربا أهلية شاملة.

أما ما بعد ذلك فإن مسارات النجاح فيه ليس مرتبطا بالمبادرة الخليجية، بل بقناعة الثورة في قاعدتها المدنية الشبابية باستثمار خلاصة المبادرة للبناء عليها عبر حلف عملي وسياسي مع الرئيس عبد ربه هادي منصور والقوى الوطنية والعشائرية المؤمنة بفكرة الخلاص الوطني الدستوري لليمن، وبلا شك أن اللقاء المشترك لعب ولا يزال يلعب دورا حيويا في هذا الاتجاه الدقيق.

هذا النجاح النسبي الذي تشكّل من البناء السياسي الجديد لم يقنع أضلاعا مهمة في المشهد اليمني العاصف, لأسباب تتعلق بأيديولوجيتها أو بمصالحها الضخمة، التي شعرت أنها ستغادرها إلى غير رجعة لو استقر اليمن الجديد، وترقّى دستوريا برعاية توافق شعبي لصناعة الجمهورية الثانية التي ستقلص فرص الفساد والمصالح وحتى الزعامات الفئوية المتعددة.

من هنا أضحى التقاطع المصلحي بوابة العبور لصناعة الفوضى في اليمن، ومنع الوصول إلى تركيبة الاستقرار الشامل، الذي اعتقدت هذه الأضلاع أن نجاح المرحلة الانتقالية سيُكرسه، وبالتالي تتداعى القطاعات الشعبية المحسوبة عليها للتعاطي معه، فتفقد فرص التأثير على جمهورها وتخسر برنامجها المتطرف كقوى سياسية وعقائدية أو مصلحية عبر ثبات الجمهورية الثانية.

ومن هنا اشتركت أطراف التطرف الرباعي وهي كتلة حلفاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحركة الحوثية والقاعدة والقيادة المتشددة الفاعلة في الحراك الجنوبي، على دفع اليمن لمرحلة فوضى لا تُمكنها من استقرار وطني لدولة سيادية دستورية تنهض بالحقوق والحريات في سلم التدرج التنموي الصعب للجمهورية الوليدة.

إن إشكالية الرئيس علي عبد الله صالح وقواعده المصلحية، أنها كانت تراهن منذ تخليها عن السلطة على إعادة التشكل في الحياة السياسية الجديدة بذات النزعة السلطوية, وليس الشراكة الوطنية العامة، وبالتالي فإن استقلال قطاعات من حزب المؤتمر عن النفوذ الفعلي وتفاعلها مع الرئيس هادي، اصطدم بهذه النزعة السلطوية واضطر للمفاصلة معها، وهو ما جعل حزب علي صالح  بالتوصيف الواقعي كولاء لشخصه ومدارات مصالح معه، يعمل بكثافة لإفشال المرحلة الانتقالية منتشيا بسقوط الربيع العربي في مصر.

أضحى التقاطع المصلحي بوابة العبور لصناعة الفوضى في اليمن، ومنع الوصول إلى تركيبة الاستقرار الشامل، الذي اعتقدت هذه الأضلاع أن نجاح المرحلة الانتقالية سيُكرسه، وبالتالي تفقد فرص التأثير وتخسر برنامجها المتطرف كقوى مصلحية
أما الضلع الثاني فهو الحركة الحوثية التي صعد تشددها الأيديولوجي إلى أقصى مدار، وأثرت عليها مشاركتها القتالية في صفوف الميلشيات الطائفية في سوريا المساندة لنظام الأسد ضمن هيئة الأركان الإيرانية للحرس الثوري، فارتد هذا التفاعل في صعدة عبر حصار دماج وما تبعه من تطورات ميدانية.

ولقد كان واضحا أن الفصيل القيادي في الحوثيين لن يرضى بالتراضي الوطني في بعده الاجتماعي المذهبي، حيث جسدت الشراكة والاندماج الوطني بين الزيدية والشافعية صورة رائعة للعلاقات المذهبية في اليمن.

وخاصة أن مدرسة الإمام زيد ذات مشتركات ضخمة مع المنهاج السني العام، وإن كان خطاب الغلو السلفي الذي اجتاح اليمن منذ أوائل الثمانينات قد أثر سلبيا، لكنه بقي في مستويات محدودة ولم يُفجّر الحالة الاجتماعية الوطنية، كما فعلت الحركة الحوثية بعد تحولها الى الإثني عشرية التكفيرية المتشددة بالنسخة الإيرانية.

من هنا يتبين لنا أن عودة التصالح الوطني الاجتماعي تؤثر على المشروع الأيديولوجي العنيف، الذي يحمل خارطة سياسية وجغرافية ملتحمة بإيران، واستنساخ تجربة ما يُسمى بحزب الله في لبنان كقوة نفوذ مطلق تسيطر على الدولة وتبتلعها سياسيا، فطهران ترى الحركة الحوثية الذراع المؤهلة للمرتبة الثانية في تنظيمات ولي الفقيه الإيراني العابرة للحدود، وتتعزز لديها القناعة أكثر بتقدم قواتها في سوريا.

وفيما يعتبر استقرار الجمهورية الثانية لليمن مدخلا لمصالحة وطنية إقليمية كبرى بين الجنوب والشمال عبر اتفاق فيدرالي واضح يُصحح ما جرى من أوضاع ومظالم شرسة أوقعها حزب علي صالح أو أي تعصبات فئوية أو فواتير حرب الوحدة, فإن جناحا من القيادة الحالية للحراك الجنوبي، يسعى بكل قوته لإسقاط هذا التوافق الذي طُرح بصراحة وبشفافية في جلسات الحوار الوطني.

والحقيقة أن التأمل الدقيق في هذا التشدد يُبرز أمام الباحث أن دوافع تلك القيادات ليس مصالح الشطر الجنوبي، الذي كان منذ التاريخ العربي القديم ضمن اليمن التاريخي، وإنما الصراع هنا على استرداد ذلك الفريق تاج السلطوية الذي نُزع منه بعد الوحدة.

وهذا لا يُلغي مصداقية مناضلين ونشطاء جنوبيين يشاركونهم فكرة الانفصال، لكن كفاحهم يُجيّر لسلطة أخرى وليس لحقوق الشعب الجنوبي، الذي لو نَفّذ اتفاق الفدرالية ونظّم حياته السياسية، سيخرج من شرنقة خطيرة يعيشها الحراك في التحالف الضمني مع الأضلاع الثلاثة الأخرى، وأن الرهان على إسقاط الجهورية الثانية لن يخدم تطلعات الشعب في الجنوب ولكنه قد يحوله إلى أرض محروقة لباقي حلفائه وحلفاء الفشل الجديد.

أين ما دفعت المصالح والتقاطعات لتحويل اليمن إلى أرضٍ محروقة، فإن هناك تجاوبا مباشرا من القاعدة، وهو ما يخلق الرابط التنفيذي مع الأضلاع الثلاثة، والضحية اليمن ومشروع حلمه الحزين والمقاوم
أما في ضفة القاعدة فإن النظرية الجامعة لكل تحركاتها هي الأرض المحروقة، أي أن فكرة الاستقطاب والصراع الذي كان يُبشر به على أنه مع الشيطان الغربي الأكبر ثم وكلائه في الأرض العربية ثم مع الشعوب المتعاملة مع الواقع خضوعا أو مدافعة سياسية للإصلاح، لن تستمر وتنتعش في مراحل استقرار وطني اجتماعي.

ولذلك فأين ما دفعت المصالح والتقاطعات لتحويل اليمن إلى أرضٍ محروقة، فإن هناك تجاوبا مباشرا من القاعدة، وهو ما يخلق الرابط التنفيذي مع الأضلاع الثلاثة، والضحية اليمن ومشروع حلمه الحزين والمقاوم.

ومؤخرا بدا لدول الخليج وخاصة الرياض، أن خطاب التخويف من العصر اليمني الديمقراطي لم يعد له فاعلية، وأن الرئيس صالح الذي كان يُعتبر ضمانة لمقاومة هذا العصر, يشكل اليوم حزبه الشخصي قاعدة الدفع بين هذه الأضلاع، التي يعني نجاحها في اليمن خطرا كبيرا على حياته السياسية ووحدته الاجتماعية والجغرافية، وبالتالي تشظي الحدود السياسية مع الخليج وتثبيت نفوذ إيراني على حدود السعودية.

في المقابل فإن نجاح مشروع الرئيس هادي وتحالف اللقاء المشترك وقوى الثورة هو مدخل الخلاص لليمن والمصلحة الكبرى لجيرانه.

وبالتالي فإن هناك مسؤولية فورية على البيت الخليجي، فضلا عن مسؤوليته نحو المبادرة بدعم هذه الجمهورية وتثبيتها اقتصاديا والتحرك بدعم مباشر سياسي وتنموي عاجل، كما أن دفع الرياض نحو قبول قادة من الحراك الجنوبي بالمصالحة الوطنية والاتفاق الفدرالي أمرٌ ممكن، وهو ما سيخلق أرضية قوية تحيد باقي هذه الأضلاع وتخلص اليمن من مشاريع أميركا وإيران التي أضحت صفقاتهم تضرب في الخليج العربي.
المصدر:الجزيرة


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق