27‏/11‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:3021] "وورلد تريبيون":السعودية حشدت قوات عسكرية على حدودها مع العراق+ ايران هي البديل عن السعودية وتركيا ومصر


1


التقارب الإيراني الأميركي.. من يدفع ثمن التقصير في الخليج؟



زعزع التقارب الإيراني الأميركي البنى المعرفية لصانع القرار الخليجي فانفجر مخزون الانفعالات الخليجية في الدول الست وإن كان بدرجات متفاوتة، إلا أنها تتفق في النقاط المرجعية التالية:
-التهديد الإيراني جزء من صراع حضاري كتب القسم الأول منه رعاة الإبل الحفاة من العرب، ثم تحول لهجوم إيراني معاكس منذ مطلع القرن الماضي مشكلا كابوس رعب حقيقي.

-الانكفاء على تمحيص بديهيات الأشياء أظهر للخليجيين أن تصديق مزاعم طهران الالتزام بالاتفاقات النووية الأخيرة ضرب من الحمق، حيث ستزداد التهديدات بين الالتهام والتجسس والتدخل والتحريض مع أو من دون امتلاك طهران للقنبلة النووية.
-من فرط ما هو حاضر فينا عدم اليقين أو الاقتناع بموقف واشنطن -لسرية المحادثات- أصبح هناك شعور بأن إدارة أوباما ستبرم اتفاقا بالغ السوء.
-سيشمل التقارب درجة من المصالحة مع إسرائيل، فتصبح المقاومة عند حزب الله غير مبررة على الجبهة الصهيونية وستنقل للجبهة السورية فتصبح القوى الخليجية المشاركة فيها العدو المفترض لحزب الله.

لقد شرع مستشارو صناع القرار بالخليج -وأغلبهم غير خليجي- في تسويق أدوية إذابة الانتقادات بعد صدمة إعلان التقارب ثم الاتفاق النووي، وفي تبسيطية فضة قالوا: إن واشنطن قررت أن تكون محايدة بين ضفتي الخليج بدل الانحياز للخليجيين، لكن الحقيقة تقول: إنهم لم يتمتعوا بإدراك جاد لمحيطهم مع قصور في فهم البيئة الأمنية الخليجية فغاب عنهم أن تحرك واشنطن سرعت به الأسباب التالية:
-تقليل الكلفة الإقليمية وتخفيض قواتها بعد تحرك مركز الثقل لمنطقة المحيط الهادي، فخطر حاملة الطائرات الصينية «لياونينج» أشد من خطر صواريخ زلزال وقادر الإيرانية.

-كانت الأجواء تنبئ بخلافات خليجية أميركية تبدأ بالنفط الصخري مرورا بالإرهاب والعراق وتنتهي في سوريا.
-أعطت الديمقراطية الصورية التي حملت روحاني للسلطة أوباما وكيري حيزا للمناورة، حيث يطمح أوباما في حصد ما قام به غيره من رؤساء أميركا السابقين، ويريد جون كيري أن يعيد العلاقات مع إيران كما فعل كيسنجر مع الصين 1972م.

أما المؤشرات الإيرانية فأهمها:
-دفعت العقوبات الاقتصادية وازدياد الاستياء الشعبي نظام الملالي لمثل هذا التقارب.
-رغم أن مناكفة الشيطان الأكبر هي القراءات التي شكلت المعجم السياسي للمرشد الأعلى إلا أنه وصل لقناعة أن أفضل السبل لحماية النظام وضمان استمراره هو إنهاء المواجهة مع الغرب.
-إنهاء المواجهة جسر لشراء مزيدٍ من الوقت للحصول على السلاح النووي.
فأين كان القصور الخليجي حتى تشكل تقارب بحجم صدمة استراتيجية وماذا كنا -لو علمنا مبكرا - فاعلين؟
-لقد قال الاستراتيجي الأول «صن زو» في القرن6 ق.م إن صانع القرار السياسي يحتاج إلى «المعرفة المسبقة». وفي تقديرنا إن المهمة الرئيسية للاستخبارات تكوين تلك «المعرفة» بصورة شاملة للمحيط الإقليمي، عبر جمع المعلومات والتحليل من منظور استراتيجي لتخدم بشكل أفضل احتياجات قيادة البلاد باستخدام أدوات العلاقات الدولية المعاصرة.
-لقد كشف فشل الخليجيين في استشراف ملامح التودد الأميركي الإيراني مبكرا عمق المسافة بين صانع القرار الخليجي ومراكز الأبحاث الاستراتيجية الخليجية أو حتى الإقليمية التي تملك القدرة على قراءة تسجيلية دقيقة لما هو قائم، وأظهر ذلك قصورا في إلمام المحيطين به في مجال الدراسات الاستشرافية.

وعليه وبسبب الانقلاب الذي سيحدثه التقارب في المشهد الاستراتيجي، وبعد تقدير أولي للأضرار نرى أن مجتمع الاستخبارات الخليجي بحاجة إلى الإصلاح التنظيمي الجذري فورا، فالاتفاقات الإيرانية مع الغرب كان بالإمكان التدخل والتعامل معها، ويشمل الإصلاح خط سير المعلومة ومنع وصولها لمسؤولين قد يجعلون التحليل الاستخباري مقيدا بخياراتهم وما يستهويهم بدل الأخذ بالإنذار بإدراك غريزي، كما أن الوقت -في تقديرنا- لا زال سانحا للحصول على ضمانات كالتي حصل عليها الكيان الصهيوني ولنطالب بتفكيك مفاعل بوشهر لفقدانه للكفاءة التكنولوجية والتشغيلية بالضغط على واشنطن التي نظرت لتقربها من طهران كاتفاق ثنائي، مع تجاهل حقيقة أنه شأن ذو نتائج إقليمية واسعة.
...........
العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




الاتفاق الإيراني الغربي: المصالح تتصالح


بقلم - د. أشرف محمد كشك

* باحث بمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة


الأربعاء 27 نوفمبر 2013 
صحيفة الوطن البحرينية -




لم يكن الاتفاق المبدئي الذي تم توقيعه في الرابع والعشرين من نوفمبر الجاري بين إيران والدول الغربية في جنيف بشأن الملف النووي الإيراني أمراً مفاجئاً، فهناك مفاوضات بين الجانبين منذ أكثر من عشر سنوات ومن الطبيعي أن يؤول مسار المفاوضات إما إلى النجاح أو الفشل، لكن المثير للجدل هو طبيعة الاتفاق وتوقيته، بل والأهم مدى ارتباط ذلك الاتفاق بترتيبات مستقبلية للأمن الإقليمي الخليجي وطبيعة الدور الإيراني فيها.

إن من يمعن النظر في بنود الاتفاق المرحلي، يجد أنه ليس سوى فرصة لالتقاط الأنفاس بين كل من إيران والغرب عامة والولايات المتحدة على نحو خاص في صراع امتد لأكثر من ثلاثة عقود، استخدم كل طرف خلالها كل ما لديه من أوراق ضغط ومساومة، ليصل الطرفان إلى نتيجة مؤداها أن اللعبة لم تعد صفرية.

وبغض النظر عما إذا كانت هناك بنود غير معلومة في الاتفاق سواء ضمناً أو مكتوبة، فإن مجمل الاتفاق وهو التزام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم وتحديد نسبته مقابل عدم فرض عقوبات جديدة عليها، ومنحها جملة حوافز اقتصادية خلال فترة انتقالية مدتها ستة أشهر، فإن ذلك لا يمس جوهر الخلافات الحقيقية بين إيران والدول الغربية عموماً والولايات المتحدة على وجه التحديد، حيث إن لإيران مطالب محددة تتمثل في تعهد الولايات المتحدة بعدم الإطاحة بالنظام الإيراني، والاعتراف بالحقوق النووية السلمية لإيران، وأن يكون لإيران دور إقليمي يتناسب وثقلها الجيواستراتيجي، بينما تريد الولايات المتحدة ضمان أمن الحلفاء، فضلاً عن أمن الطاقة، تلك المطالب المتبادلة كانت هي مضمون الرسائل المتبادلة وغير المعلنة بين الجانبين خلال السنوات العشر الماضية ولم ترتبط بالضرورة بمجيء الرئيس أوباما لسدة الحكم بيد أنها تسارعت وتيرتها في عهده، والتي لم تجد الصحف الأمريكية غضاضة من الإشارة إليها، ومن ثم فإن عدم الحديث عنها صراحة لا يعني أنها لم تكن محل نقاش مطول، بل أنها ستكون بنوداً رئيسية في الاتفاق الشامل بعد انقضاء الفترة الانتقالية، ومما يؤكد ذلك التناقض، تصريحات الطرفين من ناحية والتعتيم على بنود الاتفاق من ناحية أخرى.

وعلى صعيد التوقيت فإن الاتفاق قد جاء في توقيت تشابكت فيه خيوط اللعبة الإقليمية مع نظيرتها الدولية بشكل حتم «تصالح المصالح» حتى ولو بشكل مؤقت، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما لديه برنامج انتخابي محدد وهو حل المسألة النووية الإيرانية سلمياً وإذا كانت تطورات تلك القضية قد تطلبت التلويح عدة مرات بالخيار العسكري فإن ذلك لا يعني الحياد عن برنامج انتخابي الفشل في تحقيقه لن يكون سوى فشل للديمقراطيين، فضلاً عن كون تلك السياسة تعد تنفيذاً لتقرير بيكر هاميلتون الشهير الذي صدر في الولاية الثانية لبوش الابن والذي أوصى بالحوار مع إيران، بالإضافة إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة، ناهيك عن عودة الدور الروسي وبقوة تجاه القضايا الإقليمية «إيران، وسوريا، ومصر، أما إيران فلا يعدو ذلك الاتفاق سوى تقنين لسياساتها النووية، فقد أعلنت غير ذي مرة عن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن برامجها ذات طابع سلمي وهو حق مشروع تكفله الوكالة، إلا أن التطور الأهم برأيي هو أن إيران ترى أن اللحظة قد حانت لجني ثمار تحالفاتها الإقليمية التي جعلتها رقماً إقليمياً يصعب تجاوزه، وليس أدل على ذلك من حضور الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي إلى سوريا مفاوضات جنيف النووية بما يعني أن المسألة النووية ليست سوى جانب واحد من تلك المفاوضات.

وتبقى المسألة الأهم، وهي التداعيات الإقليمية لذلك الاتفاق، وبخاصة على أمن دول مجلس التعاون، فعلى الرغم من ترحيب دول المجلس بالاتفاق، إلا أنه تبقى لديها مخاوف ليس على صعيد الملف النووي فحسب وإنما مستقبل الدور الإقليمي لإيران في ظل وجود قضايا خلافية عديدة بين الجانبين ليس أقلها التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، حيث تثار أفكار عديدة منها إمكانية عودة الولايات المتحدة لسياسة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون «العمودين المتوازيين» ستكون إيران بالطبع أحدهما، في ظل انحسار أدوار الدول المحورية نتيجة تعثر تحولات العالم العربي، فضلاً عن إمكانية رعاية الولايات المتحدة في هيكل أمني إقليمي لن يقتصر على دول المنطقة بل ربما يشمل بعض دول الجوار، ومع أهمية مثل تلك الأفكار حيث أنها تعد بداية لترسيخ الأمن التعاوني بدلاً من الأمن الاستراتيجي الذي استنزف موارد دول المنطقة لعقود خلت، فإنه من متطلبات ذلك إصلاح الوحدات المكونة لهذا الأمن أولاً، وأعني بها حتمية حسم الجدل الذي يثار منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وحتى الآن، إيران الثورة أم الدولة؟ ليكون الحسم لصالح الأخيرة، فدول مجلس التعاون لم ولن تعارض دور إقليمي لإيران، ولكن يتعين أن يؤسس على إجراءات بناء الثقة وأهمها عدم التدخل في شؤون الآخرين وحل النزاعات بالوسائل السلمية، والحد من التسلح التقليدي وغير التقليدي، بما يعني بناء علاقات جديدة أساسها توازن المصالح لا توازن القوى، وهي ليست شروطاً خليجية محضة وإنما هي أسس كافة التنظيمات الإقليمية الناجحة في العالم.

وانطلاقاً من أن الأزمة بين إيران والدول الغربية لم تنته وإنما اتخذت مسار مرحلة التهدئة، فإن دول مجلس التعاون مدعوة الآن وقبل أي وقت مضى لدراسة خياراتها الاستراتيجية تجاه تلك التطورات، والذي لم يكن ذلك الاتفاق منشأ لها بل كان كاشفاً لملامح معادلة إقليمية آخذة في التشكل تتشابك خيوطها مع واقع دولي جديد لن يكون أحادي القوة على الأقل في المدى المنظور، وفي تقديري أن دول مجلس التعاون بإمكانها استثمار تلك التحولات على أكثر من مستوى أولها: ضرورة البدء في إجراءات عملية لتنفيذ مقترح التحول نحو الاتحاد الخليجي باعتباره ضرورة استراتيجية تجاه أي توازنات إقليمية غير متوقعة، ولنا في التاريخ دروس مستفادة، حيث أملت التطورات الإقليمية في الماضي على دول المجلس خيارات ربما لم تكن راغبة فيها، وثانيها: إعادة النظر في الدور الخليجي تجاه مناطق العمق الاستراتيجي «العراق ، اليمن» وثالثها: تنويع الشراكة الاستراتيجية من خلال استنهاض دور الدول الآسيوية الفاعلة على الساحة الدولية، ومع أهمية تلك الخيارات فإنها تحتاج إلى سياسات موحدة بدلاً من السياسات الفردية، وربما تكون هناك حاجة لإعادة تعريف المصالح الاستراتيجية لدول مجلس التعاون.

ويعني ما سبق أمران، الأول: أنه بغض النظر عن النوايا وما سوف تؤول إليه التطورات الإقليمية خلال الأشهر الستة القادمة فإن مسألة المواجهة العسكرية بين إيران والدول الغربية تلاشت إلى حد كبير، والثاني: هو أن ذلك الاتفاق لم ينه المعادلة الصفرية للصراع وإنما كان تقنيناً لها، بمعنى آخر فإن كل طرف سوف يسعى لاستخدام ما لديه من أوراق ضاغطة وتوفيقية للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، صحيح أنه تسود قناعة لدى الطرفين بأنه يمكن اقتسام المنافع، إلا أنه هناك أطراف إقليمية ودولية لا يمكن تجاهلها، ومن ثم يتعين أن تضع دول مجلس التعاون باعتبارها أنه لاصداقة دائمة ولاعداء دائم بل مصالح دائمة، بل الأهم أن المصالح دائماً تتصالح.


.............
الوطن البحرينية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



كلمة السر في التقارب الأمريكي الإيراني


د. عامر الهوشان

 

 

لم يكن التقارب الإيراني الأمريكي الأخير مفاجئا ولا مستغربا لكل من يعلم حقيقة العلاقة الوطيدة التي تجمع الطرفين منذ زمن بعيد, ليس على المستوى المصلحي فحسب –كما يعتقد الكثيرون– بل على المستوى العداء المشترك لأهل السنة أيضا, مما يمكن اعتباره كلمة السر في التقارب الأمريكي الإيراني الأخير.

فلم يعد خافيا على أحد أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران هي التي مهدت لأمريكا احتلال كل من العراق وأفغانستان بمساعدة ومؤازرة طهران -وكل من الدولتين سنية المذهب والعقيدة حكومة وشعبا- والتي مهدت لتسليم العراق بعد ذلك لأتباع إيران ضمن صفقة متفق عليها مسبقا, لتكون الضربة والصدمة الأولى لأهل السنة عموما في المنطقة.

أما الذين كانوا مخدوعين بشعارات العداء المتبادلة بين الطرفين, كشعار طهران (أمريكا الشيطان الأكبر), أو أن إسرائيل هي العدو الأول ولا بد من إزالتها من الوجود, فهم الذين صعقوا وصدموا واستغربوا من هذا التقارب السريع, فلا إسرائيل ضربت طهران كما هددت أكثر من مرة, ولا أمريكا أبقت على الخيار العسكري مطروحا تجاه برنامج إيران النووي, كما كانت تزعم طوال سنوات التفاوض الطويلة بين إيران ودول 5+1, بما يعني أن ما سبق لا يتعدى التصريحات الإعلامية فحسب.

لقد ذابت مزاعم العداء الوهمية بين الطرفين خلال أيام بل ساعات معدودة, وتم الترحيب بخطوات التقارب من كلا الجانبين, فمن الجانب الأمريكي لم تعد إيران أهم دول محور الشر ورأس حربته كما كانت تقول دائما, كما أن مجلس الشيوخ الأمريكي أوقف بعض العقوبات ضد إيران, والتي كان من المقرر النظر بها في سبتمبر الماضي, وذلك إلى أن تجري طهران محادثات نووية مع القوى الكبرى في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ومن الجانب الإيراني دعا أكبر هاشمي رفسنجاني مساء الأربعاء 2 أكتوبر إلى التخلي عن شعار (الموت لأميركا)، موضحا أن مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران كان يعارض إطلاق هذا الهتاف الذي يهتف به أنصار النظام في المناسبات المختلفة, إضافة إلى تأييد البرلمان الإيران بشدة للجهود الدبلوماسية التي بذلها الرئيس حسن روحاني في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي لتبديد انعدام الثقة في إيران.

نعم لقد تبخرت لغة العداء والشيطنة بين الطرفين في لمح البصر, واستبدلت بعبارات الغزل والتقارب, مما يعني أن الأمر ليس اعتباطيا ولا مفاجئا, بل مبني على أسس وثوابت ترتكز بالدرجة الأولى على المصالح المشتركة بينهما, وبالدرجة الثانية على العداء المشترك للإسلام والمسلمين من أهل السنة من كلا الطرفين.

أما موضوع المصالح فهي استراتيجية تعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية في جميع علاقاتها مع دول العالم, وقد طغت على جميع مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة التي ظلت عقودا من الزمان تدعيها, وإيران لا تقل نفعية عن أمريكا, بل ربما تتجاوزها بمراحل, من خلال استعدادها للتنازل عن أي شيء مقابل مشروعها التوسعي الفارسي الطائفي.

فإيران وجدت نفسها بحاجة للانفتاح على الغرب في هذه المرحلة, حيث الاقتصاد الإيراني متدهور جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الغرب, والحرب الدائرة في سوريا قد أفقدتها الكثير من نفوذها في كل من سوريا ولبنان معا, وكان لا بد من المرونة الشجاعة كما وصفها المرشد الأعلى خامنئي وبعض التنازلات المرحلية المؤقتة للحفاظ على النظام.

وفي هذا الإطار تم اختيار الرئيس المحسوب على الإصلاحيين حسن روحاني للقيام بهذه المهمة, بعد تفويض كامل من المرشد الأعلى خامنئي للتفاوض مع الغرب بشأن الملف النووي الإيراني, حيث أبدى الأخير استعداده لتقديم تنازلات عن منشأة بوردو النووية مقابل تخفيف العقوبات أو رفعها عن إيران, كما نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية.

ولم يكن أمام الإدارة الأمريكية –التي تغلب المصالح على المبادئ دائما- إلا أن تقابل هذه التنازلات بالترحيب, خاصة وأن سياسة أمريكا الأوبامية تعتمد بالأساس وخلال الولايتين المتتاليتين على مبدأ القوة الناعمة, والابتعاد ما أمكن عن استخدام القوة العسكرية, ولذلك كان الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن نزع أسلحة سوريا الكيماوية بمثابة طوق النجاة لأوباما, بعد استخدام الكيماوي في سوريا في 21 أغسطس الماضي, الذي أحرج أوباما و اضطره إلى خوض مسرحية الضربة العسكرية ضد سوريا, والتي انتهت بالاتفاقية الكيماوية, كما أن استعداد إيران لتقديم بعض التنازلات بشأن ملفها الكيماوي ساهم في تماهي أمريكا مع إيران, وتبادل رسائل الغزل المتبادل خلال فترة اجتماعات الجمعية العامة السنوي للأمم المتحدة الأخير.

لقد كتب عن موضوع التقارب الأمريكي الإيراني الأخير الكثير من المقالات والتعليقات والتقارير, ولكنها جميعا ركزت على الجانب المصلحي كسبب منطقي وحيد لهذا التقارب, بل إن بعض العناوين تناولت هذا المعنى بوضوح, وإذا كانت المصالح هي اللغة الأكثر رواجا في الاستراتيجية الأمريكية, إلا أن ذلك لا يعني إغفال جانب العداء المشترك لأهل السنة بين الطرفين, كسبب قوي للتقارب بينهما أيضا.


ولعل ما يؤكد هذا التوجه الكثير من المؤشرات ومنها:

1- إن عملية استقراء بسيطة لجميع حروب أمريكا وإيران الأخيرة, يمكن استنتاج أنها جميعا ضد أهل السنة, وبشعارات صليبية شيعية معادية لأهل السنة بشكل ظاهر وواضح, وما حرب العراق وأفغانستان إلا نموذجا لذلك, حيث أعلنها بوش الابن حملة صليبية ثامنة, بينما أخفت إيران البعد الطائفي الشيعي ضد أهل السنة في مساعدتها لأمريكا لظروف سياسية, وما الحرب الدائرة في سوريا وموقف كل من إيران وأمريكا منها عن ذلك ببعيد أيضا, وإن اختلفت مواقفهما في الظاهر تماما, فالعبرة بالأفعال لا بالأقوال, وأمريكا لم تفعل شيئا لحل الأزمة السورية منذ بدايتها, بل على العكس من ذلك, فقد كانت حريصة –وما زالت- على عدم انتصار الثورة فيها.


2- من المعروف أن الإسلام كان وما يزال العدو الأول للغرب وأمريكا, وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي, وكذلك ظهر الحقد والعداء الشيعي الإيراني للإسلام والمسلمين من أهل السنة بعد أن كان خافيا تقية, وقد تمثل هذا العداء في الفترة الأخيرة بصورة واضحة في كل من سوريا ولبنان والخليج وغيرها من الدول, وهو ما يؤكد أن العداء المشترك لأهل السنة, كلمة السر الثانية في التقارب الأمريكي الإيراني.


3- إذا كانت مقولة: فتش عن مصلحة إسرائيل في كل ما تفعله أمريكا صحيحة, فإن التقارب الإيراني الأمريكي لا بد أن يمر ببوابة مصالح إسرائيل, ولعله من الواضح أن الشيعة في إيران أقرب إلى اليهود من أهل السنة, سواء من خلال العقائد الباطلة والمزيفة المشتركة بينهما, أو من خلال العداء والكراهية المشتركة لأهل السنة.

ورغم أن الظاهر إعلاميا أن إيران واليهود أعداء, إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما, ويكفي أن نعلم أن اليهود في إيران من أكثر الأقليات رفاهية, وأن لهم من الحقوق والامتيازات ما ليس لأي أقلية أو طائفة أخرى هناك, كما يكفي أن يهنئ الرئيس الإيراني روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف اليهود بأعيادهم مؤخرا, لنعلم مدى العلاقة الحميمة التي تجمع الطرفين.

وإذا كان الأمر كذلك فإن كراهية أهل السنة واعتبارها الخطر الحقيقي على أمن إسرائيل, سيكون سببا كافيا لفهم كلمة السر في التقارب الأمريكي الإيراني.

وأخيرا يمكن القول: إنه بغض النظر عن كل ما سبق, فإن كلمة السر الأهم في التقارب الأمريكي الإيراني هو ضعف العرب والمسلمين نتيجة لتفرقهم وتمزقهم, فالخلافات بين الدول العربية مستشرية, والضعف يزداد يوما بعد يوم, وخاصة  بعد القضاء على الجيش العراقي, وانشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية, وسط خلافات بين أحزاب الدولة الواحدة, ناهيك عن الخلافات الأوسع من ذلك.

والغرب وأمريكا لا يعترف إلا بمبدأ القوة بكل معانيها العسكرية والاقتصادية والعلمية, ولا يفاوض أو يساوم إلا من باب المصالح المتبادلة, والقوة لا تأتي إلا من التحالفات والاجتماع والوحدة, وعادة ما تكون المفاوضات بين هذه التكتلات القوية على حساب الضعفاء المتفرقين.

بالأمس أعلنت بريطانيا عن ترحيبها بعلاقات جديدة مع إيران , واليوم يروجون لمصالحة غربية شاملة معها , وأصوات سياسية غربية تدعو لاعتبار ايران دولة من الدول العظمى ... اين المخدوعون من أبنائنا لنصرخ في وجوههم الما وحسرة بينما هم يغفلون عما يحدث حولهم ؟!

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


الاقتناع بما قلت عن الوضع في سوريا

د.عبد الله الصالح العثيمين

د.عبد الله الصالح العثيمين




..

عندما بدأت الحركة الشعبية في سوريا ضمن ما سُمِّي الربيع العربي - وفضلت تسميته

الهبَّات الشعبية - قال رئيس المتُحكِّمين في سوريا إن سوريا تختلف عن غيرها. وكان مما قلت في إحدى مقالاتي حينذاك:

لقد صدق رئيس أولئك المُتحكِّمين وهو كذوب. وأوضحت سبب تصديقي لما قاله لأسباب داخلية في سوريا ذاتها وخارجية، في طليعتها دعم إيران له ولتسلُّطه، ودعم روسيا بإمداده بالأسلحة، ووقوفها معه في مجلس الأمن، وصلة الكيان الصهيوني المرتاح بهدوء جبهته مع سوريا طوال ما يزيد على أربعين عاماً، حقَّق ذلك الكيان في أثنائها أعظم خطوات التهويد لما احتلَّه من فلسطين عام 1967م، وبخاصة القدس بمسجدها (المسجد الأقصى).

وكان من المقالات التي كتبتها مقالة نُشِرت في 13-2-2012م بعنوان (هل يرعى الأمين العام الأمانة؟)، تناولت فيها موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية السيئ تجاه القضية السورية موضحاً ملامح سوئه. ومن تلك المقالات مقالة نُشِرت في 11-6-2012م بعنوان (ما زال البطش والتدمير صفتين لازمتين). ومما قلته في تلك المقالة: "لقد هَبَّت أكثرية الشعب السوري منذ عام وخمسة أشهر تنشد الحرية بطريقة سلمية الطابع، ومضت أكثر من ستة أشهر وهي تحاول أن تبقى هبَّتُها سلمية مع أن النظام المُتحكِّم ظَلَّ يتعامل معها بالبطش وارتكاب المجازر الفظيعة. ولم يعد في إمكان المعارضين لذلك النظام المرتكب لتلك المجازر إلا محاولة حماية المدنيين السلميين وإن بالقوة المسلَّحة". على أني أشرت إلى عدم مسارعة سكان مدينة حلب الكبيرة إلى أكثرية شعبهم. وعدم تلك المسارعة أمر يعلمه السوريون أكثر من غيرهم، لكنه كان عامل قوة للنظام المُتحكِّم. ويضاف إلى ذلك عدم وحدة المعارضة السياسية في الخارج بحيث يكون هناك تعاطف من الآخرين معهم.

ومن المقالات التي كتبتها عن الوضع المأساوي في سوريا مقالة نُشِرت في 9-7-2012م بعنوان (هكذا يستمر المتخاذل عن مناصرة الحق). ومما ذكرته في تلك المقالة السبب الأكبر لوقوف إيران مع النظام المُتحكِّم في سوريا، وهو الارتباط المصيري بين النظامين في إيران وسوريا. وكان ذلك الارتباط قد اتَّضح منذ أن وقف النظام في سوريا مع النظام في إيران في حربه ضد العراق، التي كانت تحت قيادة صدام حسين، الذي كانت بينه وبين حافظ الأسد عداوة معروفة. وكان ذلك الموقف الأسدي، في جانب منه، بمنزلة اعتراف بالجميل؛ إذ عدَّ الخميني النصيريين، الذين سُمُّوا العلويين بعد احتلال فرنسا لسوريا، مسلمين. وكان المذهب الجعفري (الإمامي) لا يَعدُّهم كذلك. وكان من أسباب وقوف إيران مع النظام المجرم المُتحكِّم في سوريا إدراك قادة إيران أن زوال الحكم المُتحكِّم في سوريا يضعف النفوذ الإيراني في لبنان، ويُهدِّد استمراره في العراق. وذلك لو حدث قد يُؤدِّي إلى هَبَّة شعبية في إيران ذاتها. وموقف الاتحاد الروسي المشترك مع النظام السوري في جرائمه هو بمنزلة إعادة لسلفه الاتحاد السوفييتي، الذي كان يساند الشيوعيين في العراق، الذين كانوا يسحلون المعارضين لهم في الشوارع، ويدفنون الناس أحياء كما حدث في كركوك. ومما لا أكتفي بالقول: إنهم متواطئون فحسب، الأخضر الإبراهيمي، الذي تُبيِّن مواقفه البالغة السوء أنه، حقيقة، أكبر مُشجِّع للنظام السوري المرتكب للجرائم البشعة. ومن الأدلَّة على ذلك أنه لم يشر مرَّة واحدة إلى ارتكاب ذلك النظام لتلك المجازر وذلك التخريب عندما هَبَّ المعارضون مطالبين بالحرية بطريقة سلمية قبل أن يضطروا إلى استعمال القوة دفاعاً عن أنفسهم ومواطنيهم المسالمين.

ومن الأدلَّة على ازدياد المتواطئين مع النظام السوري المجرم أن أكثرية الدول الأوروبية - ولها ما لها من وزن في ميزان القوى العالمية - وقفت ضد السماح لإمداد المعارضة السورية بالسلاح الذي يمكن أن يوقف ذلك النظام عند حَدِّه، مع علم تلك الدول أن السلاح يَتدفَّق عليه من روسيا وإيران. على أن كلَّ المتواطئين في جانب والحكومة الأمريكية في جانب آخر؛ إذ هي الأخطر والأهم.

عندما قامت الهَبَّة الشعبية في سوريا منادية بالحرية صَرَّحت الإدارة الأمريكية بأن الأسد فَقَد شرعيته، وأنه لا بد أن يَتنَحَّى. لكن سرعان ما بدأ موقف تلك الإدارة يَتغيَّر، وإذا بها لا تكتفي بعدم إمداد المعارضة السورية بالسلاح؛ بل تقف لتحول دون إمداد الآخرين لها بالسلاح أيضاً. ولقد تَعدَّدت آراء الكتَّاب حول أسباب ذلك التغيُّر. ولكل كاتب رأيه الذي فيه من الوجاهة، أحياناً، ما فيه. لكني أرى أن السبب الجوهري هو أن الكيان الصهيوني أعلن - بعد أَقلَّ من شهرين من قيام تلك الهَبَّة - ألا مصلحة له في زوال النظام في سوريا. ومن المعلوم أنه ما دام لا مصلحة للصهاينة في زوال ذلك النظام الهادئة حدوده معهم في الجولان المُحتلَّة أكثر من أربعين عاماً فإنه لا بد للإدارة الأمريكية من مراعاة تلك المصلحة.

ومن المقالات التي كتبتها حول الوضع المأساوي في سوريا مقالة نُشِرت في 29-10-2012م بعنوان (ما يجري في سوريا هو ما كان مُتوقَّعاً). وكان مما قلته في آخرها: "ما جرى في سوريا - وما زال يجري - كان مما تَوقَّعت حدوثه. وأراني الآن بعد أحد عشر شهراً من كتابة تلك المقالة أعيد العبارة الأخيرة".

ولقد ازداد اقتناعي بما ذكرته في مقالات سابقة. ومن تأمُّلي في سير الأحداث، ووصول إيران والروس إلى ما وصلوا إليه من قوة ونفوذ، ازددت اقتناعاً، أيضاً، بما كتبته في مقالتين، إحداهما بعنوان (التخاذل أمام النظام الإيراني) نُشِرت في 11-2-2013م والأخرى بعنوان (طأطأة الرُّؤوس أمام تَحدِّي إيران والرُّوس)، وقد نُشِرت في 20-5-2013م. ومن المؤلم أن المعارضين للنظام السوري الإجرامي لم يهتدوا إلى توحيد صفوفهم، سواء منهم الذين يمارسون نشاطهم في خارج سوريا أو الذين يحملون السلاح داخلها. ومن الأدلَّة الواضحة على ذلك ما حدث في الأيام الأخيرة. فقد فرح المخلصون لأُمَّتهم بتشكيل حكومة طرحت برنامجها طرحاً مُوفَّقاً، لكن لم تَلبث فصائل من المقاتلين أن كوَّنوا جبهة طرحت برنامجها طرحاً بعيداً عن التوفيق، بل إنه مُفرِّق للسوريين؛ إذ يحتمل أن يترتَّب عليه التصادم مع الجيش الحر، ومُنفِّر لغير السوريين، وبخاصة الذين لهم قوة عالمية في أوروبا وأمريكا.

كشف الله الغُمَّة عن أُمَّتنا، وألهمها الصواب.


...........

الجزيرة السعودية







مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


صحيفة "وورلد تريبيون" البريطانية :

 السعودية حشدت قوات عسكرية على حدودها مع العراق




صحيفة المرصد:  نشرت صحيفة "وورلد تريبيون" البريطانية تقريرًا ذكرت فيه أن السعودية حشدت قوات عسكرية ونشرتها على حدودها مع العراق.
و بحسب موقع عاجل  الالكتروني نقل تقرير الصحيفة عن مسئولين قولهم إن وزارتي الداخلية والحرس الوطني أرسلتا قوات عسكرية إلى منطقة صحراوية نائية بالقرب من العراق.
كما ورد بالتقرير أن نشر القوات جاء في أعقاب سقوط ست قذائف مورتر من العراق قرب موقع حدودي في شمال السعودية في الحادي والعشرين من نوفمبر الجاري، وهو الهجوم الذي أعلنت ميليشيا عراقية شيعية تدعمها إيران وهى "جيش المختار" مسئوليتها عنه قائلة إنه رسالة تحذير للمملكة لتكف عن "التدخل" في شئون العراق.
ونقلت الصحيفة عن اللواء منصور التركي (المتحدث باسم وزارة الداخلية) أن تلك المنطقة متاخمة للحدود العراقية والكويتية، ما ينطوي على احتمالية أن يكون مصدر تلك القذائف تدريبات عسكرية أو أمورا أخرى كثيرة.
وتابع اللواء التركي: "علينا أن ننتظر التحقيق لإظهار ماذا حدث على الحدود السعودية - العراقية".
وكانت الحكومة العراقية قد نفت أي صلة لها بالهجوم، وقال مسئول عراقي إنه لم يتم إجراء أي تدريبات عسكرية إبان وقوع القذائف على الحدود مع السعودية .
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الهجوم بقذائف الهاون على الحدود السعودية والقادم من العراق هو الأول منذ عقود، وجاء بعد أقل من يومين من تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، الذي أعلنت ميليشيا تابعة لتنظيم القاعدة مسئوليتها عنه.
في السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن القوات الجوية الملكية تقوم بطلعات جوية على الحدود العراقية - الكويتية بالتنسيق مع الحكومتين الكويتية والعراقية في أعقاب الهجوم.
ونوهت الصحيفة بأن نشر السعودية قوات عسكرية تزامن مع توقيع اتفاقية في 24 من نوفمبر الجاري بين القوى الغربية من شأنها أن تمكن إيران من الحفاظ على برنامجها النووي.
وينص الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 على وقف إصدار عقوبات جديدة على إيران، وإزالة بعض العقوبات بالتدريج في فترة 6 أشهر، واستمرار المفاوضات حتى إزالة الغموض بشأن البرنامج النووي.
وكان عبد الله العسكر (رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى) أعرب عن قلقه من الاتفاق الأخير بين إيران والسداسية قائلا: "أخشى أن تكون ايران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية، أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر في المنطقة".
وأكد "العسكر" أن حكومة إيران أثبتت الشهر تلو الشهر أن لديها "أجندة قبيحة" في المنطقة، وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة، كما أشار إلى أنه اذا لم ينجح الاتفاق في منع إيران من تصنيع قنبلة نووية فإن السعودية ودولاً أخرى ستسعى لامتلاك واحدة على الأرجح.
يُشار إلى أن ثمة توتر يسود العلاقة بين السعودية وحكومة العراق التي يقودها نوري المالكي والتي ترى السعودية أنها تعمل لتحقيق مصالح إيران، ولم توفد السعودية سفيرا إلى العراق منذ ما قبل أزمة الخليج 1990-1991.



.............................


ووال ستريت جورنال: اتفاق أوباما مع إيران خطأ كبير لا يمكن تبريره

اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة والقوى الكبرى مع إيران "خطأً كبيرا" لا يمكن تبريره مع مرور الزمن.
وقالت الصحيفة في تقرير لها يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة لن تسطيع تبرير أسباب عقد هذه الاتفاقية، مثلما فعل رئيس الوزراء البريطاني "نافيل تشامبرلين" أثناء الحرب العالمية الثانية، وبالمثل عندما برر المسئولون الأمريكيون أسباب عقد  اتفاقية السلام في باريس التي أبرمت بين أمريكا وفيتنام.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من خضوع "تشامبرلين" وفرنسا لقوة الجيش النازي، وعمل تحالفات خوفا من ازدياد قوة ألمانيا، فأن المحللين السياسيين أرجعوا ذلك إلى قلة أعداد الجنود في الجيش البريطاني، وفقر المعدات الحربية، مما يجعل الخضوع والاستكانة وسيلة للحصول على السلام المؤقت بين البلدين.
وأضحت أن اتفاقية السلام التي عقدت في يناير عام 1973 بباريس، والتي وقعتها الولايات المتحدة وفيتنام تعد خيانة واضحة قامت بها الولايات المتحدة لحلفائها، كما تعد عدم تقدير للجهود التي بذلتها الجنود الأمريكية، والذي توفي العديد منهم وأصيبت أعداد كبيرة بإصابات خطيرة، ولكن من الممكن اعتبار أن هذه الاتفاقية وسيلة لتحقيق السلام في أمريكا.
ورأت الصحيفة أن "المحاولات المستميتة" التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقناع الكونجرس بالموافقة على الاتفاق بين إيران، تعطي الأخيرة فرصة كبيرة من أجل زيادة مخزونها من اليورانيوم، من أجل تطوير برنامجها النووي، وتصنيع أسلحة نووية.
كما أبدت الصحيفة اعتراضها على السياسة التي يقوم بها أوباما، فهو "يعرض علاقته بأصدقائه وحلفائه للخطر من أجل تقوية علاقته بطهران"، حسب الصحيفة.
وأكدت وول ستريت جورنال أن الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة سيغير من شكل العالم تماما، فأولا سوف تحاول السعودية الحصول على قنبلة نووية، وهذا ما أكده الأمير السعودي الوليد بن طلال، كما ستحاول مصر انشاء قنبلة نووية جديدة بعد تعاونها مع روسيا، للحصول على المساعدات العسكرية والاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق الإيراني الأمريكي، سيزيد من حجم الضغوطات التي تعيشها إسرائيل، والتي تواجه العديد من مشاكل بسبب بقاء بشار الأسد في حكم سوريا، وازدياد قوة حزب الله، مؤكدة أن كل هذه الضغوطات من السهل أن تدفع إسرائيل إلى شن حرب على إيران.
مصراوي


..................................


علماء المسلمين تندد بـ"إعدامات طائفية مسعورة" بالعراق

 صورة أرشيفية لعملية إعدام جماعي في إيران الحليف القوي لحكومة المالكي بالعراق 
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نددت "هيئة علماء المسلمين" في العراق، بما وصفتها "حملة الإعدام المسعورة"، التي تقوم بتنفيذها حكومة رئيس الوزراء، نوري المالكي، في أعقاب تقارير عن إعدام نحو 11 عراقياً مطلع الأسبوع.
وتضاربت التقارير حول عدد من تم تنفيذ أحكام صادرة ضدهم بالإعدام، الأحد الماضي، حيث ذكرت وزارة العدل، في بيان أصدرته الثلاثاء، أن عددهم 11 مداناً تم إعدامهم، "بعد اكتساب أحكامهم الدرجة القطعية، ومصادقة رئاسة الجمهورية عليها."
من جانبها، أفادت "هيئة علماء المسلمين"، وغالبية أعضائها من رجال الدين السُنة، بأن الحكومة "الشيعية"، التي يقودها المالكي، قامت صباح الأحد بتنفيذ "جريمة الإعدام ضد 12 معتقلاً في سجن الحماية القصوى، بمنطقة الكاظمية، شمال العاصمة بغداد."
وقالت الهيئة، في بيان صدر عن "قسم الثقافة والإعلام"، حصلت عليه CNN بالعربية الثلاثاء، أن عملية الإعدام جرت بحق هؤلاء المعتقلين الأحد، "بعد إعلانهم الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على ما يتعرضون له من تعذيب وحشي، وسوء المعاملة."
وجددت هيئة علماء المسلمين مطالبتها للمنظمات والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان، بـ"تحمل مسؤولياتها، والضغط على حكومة الاحتلال الخامسة (في إشارة إلى حكومة المالكي)، لإيقاف جرائم الإعدام الوحشية، التي أصبحت رائحتها تزكم الأنوف."
وأكدت الهيئة في ختام البيان أن عدد الذين تم إعدامهم من قبل وزارة العدل في حكومة المالكي، منذ مطلع العام الحالي، بلغ 163 معتقلاً، وحملت الوزارة مسؤولية ما أسمتها "حملات الإعدام المسعورة، التي تنفذها على أسس طائفية مقيتة، بهدف الانتقام."
وأفاد بيان نُشر على الموقع الرسمي لوزارة العدل العراقية، بأنه تم تنفيذ أحكام بإعدام 19 شخصاً الثلاثاء الماضي، أي قبل أسبوع، بينهم رجل يحمل الجنسية الليبية، وقالت إنهم تم إدانتهم بارتكاب "جرائم إرهابية بحق الشعب العراق."
وبحسب تقديرات هيئة العلماء فإن عدد من تم إعدامهم على مدار السنوات الثلاثة السابقة، بلغ 208 أشخاص، بواقع 18 في عام 2010، و67 في عام 2011، و123 في عام 2013، مما يعكس تزايد أعداد من يتم إعدامهم من عام إلى آخر.


..........................................
الخضيري.. مسيرة نضال تنتهي باعتقال

يوسف حسني- القاهرة

محمود رضا عبد العزيز محمد الخضيري، الشهير بمحمود الخضيري نائب سابق لرئيس محكمة النقض المصرية ورئيس اللجنة التشريعية في مجلس الشعب المنحل.

وُلد الخضيري في 13 يناير/كانون الثاني 1940 في مركز طهطا التابع لمحافظة سوهاج بصعيد مصر، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس سنة 1963، وتم تعيينه وكيلا للنائب العام في العام نفسه.

يرى الخضيري أن استقلال القضاء يعني أن يكون القاضي غير خاضع لأي شيء سوى ضميره والقانون، وأن يتحرر من أي ضغوط مادية أو معنوية، وأن تكون إرادته حرة.

تدرج في السلك القضائي حتى أصبح نائبًا لرئيس محكمة النقض، التي تعتبر أرفع المحاكم المصرية، وانتُخب رئيسًا لنادي قضاة الإسكندرية مطلع مايو/ أيار 2004.

ويعتبر المستشار محمود الخضيري واحدًا من أبرز زعماء حركة استقلال القضاء، وكانت له مواقف واضحة ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما عرف بأزمة القضاة عامي 2005 و2006، للمطالبة باستقلال السلطة القضائية ومنع سيطرة السلطة التنفيذية والسياسية على أعمالها.

وكان الخضيري عضوًا بحركة "قضاة مصريين" التي طالبت بتعديل قانون السلطة القضائية في مصر، لضمان استقلالها وتخليصها مما وصفته آنذاك بتدخل السلطة التنفيذية في أعمال السلطة القضائية وإفسادها.

وفي 20 سبتمبر/أيلول 2009 استقال الخضيري من منصبه كرئيس دائرة الخميس المدنية في محكمة النقض، بعد 46 عامًا من الخدمة، واصفًا استقالته بأنها صرخة احتجاج في وجه أوضاع القضاء.

ويعتبر الخضيري أن استقلال القضاء يعني أن يكون القاضي غير خاضع لأي شيء سوى ضميره والقانون، وأن يتحرر من أي ضغوط سواء كانت مادية أو معنوية، وأن تكون إرادته حرة غير متأثرة بأي من الاتجاهات السياسية.

كما يرى أن البداية الحقيقية للإصلاح في مصر تتمثل في تشكيل هيئة من كبار رجال القانون وفقهاء الدستور لتضع دستورا جديدا.

مؤلفاته
أصدر محمود الخضيري عدة مؤلفات منها "دراسة مقارنة بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية" و"دعوى صحة التعاقد ودعوى صحة التوقيع" و"تشريعات السلطة القضائية في دولة الإمارات العربية"، إضافة إلى عدد من الأبحاث، كما دأب الخضيري على نشر مقالات رأي في صحف مصرية إبان أزمة القضاة وبعدها.

تحفظ الخضيري على الحكم الصادر بحظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين، وقال إنه حكم له صبغة سياسية، وأنه سيدفع الجماعة للعودة إلى العمل السري والتخطيط للعنف.

انتُخب الخضيري لعضوية مجلس الشعب عام 2011 عن الدائرة الثانية بمحافظة الإسكندرية، حيث أصبح رئيسًا للجنة التشريعية بالمجلس.

وتحفظ الخضيري على الحكم الصادر عقب انقلاب الثالث من يوليو/ تموز الماضي، والقاضي بحظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين، وقال إنه حكم له صبغة سياسية، وأنه سيدفع الجماعة للعودة إلى العمل السري والتخطيط للعنف.

وفي الأزمة الحالية بمصر نصح الخضيري جماعة الإخوان المسلمين بالعدول عن التمسك بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، وطالبهم بالتهدئة والبحث عن مخرج من مأزقهم الحالي، وبعدم تنظيم أي مظاهرات.

اعتقلته قوات الأمن يوم السبت 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 أثناء تواجده بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية بناء على قرار من النيابة العامة بضبطه وإحضاره.

المصدر:الجزيرة

..............................

أردوغان يصلي الجمعة على عتبة المسجد

إسطنبول- وكالات
تناقلت بعض المواقع تسجيلا لموكب يحمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد إسطنبول.
ترجل أردوغان من سيارته وقصد الجامع. لكن وصول رئيس الحكومة التركية إلى الجامع متأخرا سبب له عقبة في الدخول، فما كان منه إلا أن وقف وصلى خلف الجميع على عتبة المسجد، وقد ظهرت من خلفه لافتة تشير إلى مكان خلع الأحذية.
الشرق القطرية


..................


حديث الشبهات - الإسلام وحرية المرتد -

  د.محمد العوضي يستضيف د.علي العمري...

http://www.youtube.com/watch?v=RiwEij-LxPc


.............................


سماوية



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



خلال السنة القادمة
ايران هي البديل عن السعودية وتركيا ومصر ..

د. سامي الجنابي



المحادثات الايرانية الامريكية على هامش (جنيف 2) وما بعدها وما قبلها ..


حسب مصادر اكيدة تناولت وستتناول الملفات الاتية :

اولا: الشان الافغاني :
حيث إن أمريكا تطلب من إيران تأمين إنسحاب آمن لقواتهامن أفغانستان عام 2014 على غرار الإتفاق الإيراني الأمريكي الذي تم في بغداد لتامين إنسحاب آمن من العراق وقد وفت إيران وأمنت إنسحاب القوات الأمريكية من مناطق جنوب العراق وذلك بإصدارها الأوامر لمليشاتها عدم التعرض للقوات الأمريكية ولمراجعها باصدار فتاوى مناسبة لذلك .

الثاني :
أمن الخليج  وتقاسم إيران مع أمريكا مناطق النفوذ في الخليج ، والمقصود بالخليج ( السعودية وعمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت ). فهذه الدول سوف تتقاسم إيران مع أمريكا النفوذ عليها ، ومعنى النفوذ ( السياسي والعسكري وضمان تدفق البترول ) وهو أشبه بتقاسم النفوذ الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية مع الإتحاد السوفياتي .

الثالث: الملف العراقي
إيران تطالب أن تستقل بنفوذها في العراق باعتبار ماتدعيه من الأغلبية الشيعية في العراق وأمريكا تريد أن يبقى لها بعض النفوذ مع إيران في العراق . ( النفوذ يشمل النفط والثروات ونوع نظام الحكم في العراق ).

الرابع : المعضلة السورية :
إيران تريد أن تصوغ الوضع في سوريا حسب رؤيتها وأمريكا تريد أن تضمن أمن إسرائيل أياً كان النظام الحاكم ولكن بضمانات ، وإيران على إستعداد أن تتكفل بجميع الضمانات التي تطمئن إسرائيل وتضمن أمنها .

الخامس : لبنان وحزب الله
إيران تعتقدأان بشار قد إنتهى دوره ولم يعد له مستقبل في سوريا وتريد أن يكون لحزب الله دوراً نافذاً في سوريا بعد بشار الأسد ، وهو ما يعني أن تكون الحكومة المقبلة موالية لحزب الله أو بموافقته (الحاكم الفعلي هو حسن نصر الله).

السادس : ملف اليمن
إيران تريد أن يكون للحوثيين دوراً رئيسياً في حكم اليمن وأمريكا تريد تأمين مضيق باب المندب الذي يوصل بين البحر الأحمر وبحر عدن وبين أفريقيا وأسيا من جهة البحر العربي . وهو الشريان الحيوي المؤثر مباشرةً على تدفق البترول والبضايع من وإلى أوروبا وإسرائيل .

السابع : ملف مصر
إيران تريد أن يكون لها وجود حقيقي في مصر كخزين بشري قابل للتحول للتشيع بسهولة ليكون عاملاً لنشر التشيع في أفريقيا والأزهر، وعن طريق تمكين الشيعة في مصر من ممارسة طقوسهم وعن طريق الزيارات الإيرانية وبوتيرة متصاعدة لتنظيم زيارات موسمية بتفويج متفق عليه بين مصر وإيران وأمريكا .

الثامن :
حسم التنافس التركي الإيراني السعودي في النفوذ في منطقة الشرق الأوسط ، فإيران تريد أن تبقى تركيا داخل الحلف الاطلسي بعيداً عن العرب وليس كدولة إسلامية كبرى تمارس نفوذها في المنطقة ، وتريد أن تكون هي الدولة الرئيسة في المنطقة بدل تركيا والسعودية .

ايران من جهتها عرضت هذه النقاط على أمريكا منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003 ، ثم عرضتها سنة 2006 ، ثم عرضتها سنة 2009 ، واليوم تتمسك بها وبيد أقوى من ذي قبل .. فأين العرب .

أوباما والإدارة الأمريكية : طلبت سنةً لترتيب هذه الأوراق بشكل عملي وإيران الماكرة كالعادة ليست على عجلة من أمرها فقد أسقطت نظامين معاديين أحدهما على حدودها الشرقية (نظام طالبان) والآخر على حدودها الغربية (نظام صدام حسين ) ولم تطلق طلقة واحدة ، أسقطتهما بالمكر والدهاء والصبر .

الملفت أن الوسيط الأمين بين أمريكا وإيران كان دائما وأبداً هو (السلطان قابوس .. سلطان عمان ). والذي لا يظهر إلا نادراً على مسرح الأحداث .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رُوي عنه : " توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل :أو من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت " ..
الراوي: : أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4297 ، وهو في صحيح الجامع حديث رقم: 8183 .





مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



محمد السعيد: البطل الذي سيظل يلهمنا!



 
أعطت الوسائط الجديدة والوسائط الاجتماعية الأفراد العاديين، لأول مرة في التاريخ، زمام المبادرة، ومكّنتهم من إنتاج المعلومات وتداولها ونشرها بمعزل عن الوسائط الرسمية التي تتحكم فيها الدول والنخب المهيمنة. وفي نظري، أن قوة هذه الوسائط البديلة لم تتعرض لاختبار حقيقي لإمكاناتها وتأثيرها كما حصل في الثورة السورية التي شهدت إلى جانب المعارك الدموية الطاحنة، معارك أخرى حامية الوطيس، أسلحتها كاميرا المحمول، ويوتيوب، وتويتر، وفيسبوك، وسكايب، يقودها مواطنون صحافيون يجاهدون حقاً بالكلمة والمعلومة والصورة.

في فجر يوم الأحد 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 كانت كوكبة من المواطنين الصحافيين في سوريا على موعد مع الشهادة وهم يؤدون واجبهم في الغوطة الشرقية: محمد عمار بن محمد سعيد طباجو (محمد السعيد)، حسن هارون ( محمد الطيب)، أكرم السليك (صالح عبد الرحمن)، عمار خيتي (أبو قتادة)، وياسين هارون (أبو بشير). كتب الله لهؤلاء الشهادة بعد أن كمنت لهم الميلشيات الباطنية الكافرة في منطقة الجربا على أطراف الغوطة الشرقية. كانت خسارة كبيرة لنا، وللحقيقة، ولصحافة المواطن التي أوصلت أخبار غوطة دمشق إلى الفضائيات، والوكالات، وعشاق الحرية والعدالة عبر الكون. محمد السعيد كان الأشهر على الإطلاق، وطالما ظهر على الشاشات بهدوء لافت، والحمم تنهال على دوما؛ بلدته الجميلة العنيدة في ريف دمشق.

كان يلفت نظري بإعداده المسبق للمعلومات التي يسردها أثناء المقابلة عن الشهداء والجرحى، وجرائم العصابات الباطنية التي حولت حياة أهلنا هناك إلى جحيم. كانت لغته قوية ومنضبطة في آن، وهو يتناول قصص المعاناة اليومية للناس تحت القصف والحصار، ويناشد ضمير العالم الذي شبع موتاً أن يستيقظ. وبعد استشهاده رأيت له مقاطع يوتيوب يلقي فيها خطب جمعة، وخطباً أخرى في مناسبات عدة، فعرفت سر ثباته أمام الكاميرا وسلاسة أسلوبه. كان مهذباً، فإذا قاطعه المذيع توقف على الفور بالرغم من بشاعة الأخبار التي ينقلها، وبالرغم من الضغوط التي يتعرض لها وهو يؤدي هذه المهنة النضالية الشاقة. أحببته كثيراً، فقد كان سمحاً لطيفاً، وكانت بشاشة الإيمان تفيض من محيّاه، وكأن لسان حاله ومقاله يردد قول الله: «قل ادعوا شركاءكم ثم كيدوني فلا تُنظرون، إن ولييَ الله الذي نزّل الكتاب، وهو يتولى الصالحين»،


ولد محمد عمار (واسمه الإعلامي: محمد السعيد، وكنيته: أبو البراء) في 13 شباط/فبراير 1988. نشأ في أسرة متدينة، وطلب العلم الشرعي. درس في قسم الرياضيات بجامعة حلب ووصل السنة الثالثة، غير أن الثورة اندلعت، فسافر إلى السعودية حيث استشار علماء سوريين بشأن المشاركة فيها، واستغل الفرصة فقدم للقبول في الجامعة الإسلامية.

عاد إلى دوما، وشارك بكل ثقله في الثورة إعلامياً وإغاثياً وتوعوياً، وبعد عام بعثت له الجامعة الإسلامية قبولاً، فأشار عليه مثقفون وناشطون سوريون بالبقاء في الغوطة والاستمرار في مهامه الجهادية. أسس محمد تنسيقية دوما، وكان من مؤسسي مجلس قيادة الثورة، والناطق باسمه في ريف دمشق، ثم شارك في تأسيس الهيئة العامة للثورة السورية. درّبته شبكة «شام» الإخبارية، وأسس المكتب الإعلامي في دوما الذي ينقل أخبار الغوطة إلى العالم. ولما ساءت الأحوال جداً في ريف دمشق ، وتعرّض لمحاولات اغتيال عدة، أخرجه الثوار إلى الأردن في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2011، حيث بقي هناك بضعة أشهر درّبته خلالها قناة الجزيرة عبر سكايب على مهارات التراسل الصحافي.

عاد إلى دوما قبل تحريرها بعشرة أيام، فتناول الأحداث الميدانية من عدوان وحشي لطائرات الأسد، إلى قصف همجي لبلدته الصغيرة براجمات الصواريخ، كما نقل أخبار تحرير حواجز ومناطق عدة. أصيب أثناء تناوله تحرير فوج الشيفونية، ثم عاد لينهمك بقوة في معركة المعلومات التي لا تقل أهمية ولا ضراوة عن المعركة العسكرية.

أصبح محمد عضواً إعلامياً في مجلس الشورى بالغوطة الشرقية، وعضواً في مؤسسة «عدالة» الإغاثية في المنطقة نفسها. ولم يقتصر تناوله الإخباري على الأوضاع الميدانية، إذ نقل أيضاً أخبار الحملات الإغاثية كحملة «الوفاء لمدينة الشهداء»، وحملة «الوفاء لأرض الشهداء»، وحملة «الجوع ولا الركوع». كان محمد شعلة من نشاط، وكان قلّما ينام في بيته، ويتنقل بين أماكن مختلفة. نقل لي معظم هذه المعلومات صديقه محمد علوش، المسؤول السياسي في «الجبهة الإسلامية»، الذي أضاف أن محمد لم يذق النوم يومين كاملين خلال الاعتداء الكيميائي الهمجي على أهلنا في ريف دمشق، وأن عشرة صحافيين يقومون الآن بما كان يقوم به محمد وحده، مضيفاً أنه أعاد إلى أذهاننا قصص خير القرون جهاداً واستبسالاً وتضحية.


رزق محمد بطفلة في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2013، وهي الوحيدة. رثته الهيئة العامة للثورة السورية بقولها إن «أبا البراء عمل مع الجميع، وأحبه الجميع، وخلال عمليات تحرير بلدات الغوطة الشرقية المحتلة، وبينما كان أبطال الجيش الحر يقدمون حياتهم قرباناً لتحرير البلاد، أبى أبو البراء إلا أن يكون في الخطوط الأولى للقتال، لينقل أخبار المعركة». وتضيف الهيئة أن محمد «ترك من بعده فريقاً كبيراً من الإعلاميين الشجعان الذين يكملون رسالة الإعلام الحر».

وعن هذه النقطة الأخيرة يخبرني محمد علوش أن في المكتب الإعلامي الذي كان يديره محمد نحو 50 مواطناً صحافياً، ما بين محرر ومراسل ومصور ومنتج. خبيب عمار، مراسل قناة أورينت نيوز، نقل عن صفحة أرملة محمد قولها في صفحتها قبل أن يصلها نبأ استشهاده: «اللهم احفظ زوجي، وردّه إلي سالماً».

سجل محمد السعيد وصيته في يوتيوب في تشرين الأول/أكتوبر 2012، وأعطى رابطه صديقاً له، وطلب منه ألا ينشره حتى يلقى ربه. كان مما قال في الوصية: «لن نخرج من هذه الدنيا إلا بعملنا وحدنا، فالله عز وجل قال: «وكلكم آتيه يوم القيامة فردا»، فستُحاسب وحدك، ولن يُسأل غيرك عن عملك واعتقادك».

ويضيف: «إياك أن تنفق حياتك من أجل أهداف غيرك الدنيوية، وأخص بالذكر ما نحن الآن فيه من ثورة أو من جهاد في سبيل الله ضد النظام السوري الطائفي متمثلاً في بشار الأسد وأعوانه، ومن اتخذهم حاشية له من الطائفة العلوية النصيرية التي باتت سلاحاً بيد النظام لقتل المسلمين». ويحدثنا محمد عن الربيع العربي فيقول: «وهذا الربيع الذي اجتاح الأمة بشكل عام لا بد أن يكون فيه خير من الله عز وجل لنا، ولا نعلم نحن أين يكون الخير إلا من خلال اتباعنا لكتاب ربنا عزو وجل، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم».

 ويوجه محمد رسالة تلخص ببلاغة عقيدة المسلم: «أعتقد أن الله عز وجل واحد لا شريك له، وأنه المعبود وحده لا شريك له، وأنه الرب الخالق البارئ المصور، وأن (له) الحكم في كل شيء، كما قال: « إنِ الحكمُ إلا لله». وإني لا أحكّم في نفسي إلا كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا أحكّم قانوناً ولا دستوراً وضعياً أبداً، فما يحكمني هو ديني..فقط، وهذا ما أوصيكم به..».

ويحذرنا محمد من اللصوص الذين يتربصون بنا الدوائر ليسرقوا ثوراتنا، لاسيما اليساريين والعلمانيين، مؤكداً أن ما يجري في سوريا ليس إلا «حرباً ضد المسلمين أينما وُجدوا، ويحاول أن يستفيد من ذلك غير المسلمين، ولَكَم نجحوا في أعوام قد خلت!...فلا الشرق ولا الغرب سينصرنا من دون الله..، فديننا هو عزنا، وكما قال أميرنا عمر (رضي الله عنه): نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله...تمسكوا (بدينكم) وعضوا عليه بالنواجذ...(و) إياكم والتغاضي عن ذلك بحجة السياسة.. فوالله إننا نملك من المقومات ما يجعلنا قوة كبيرة.. فأسأل الله عز وجل أن يجعل ختام هذه الثورة وختام هذا الجهاد دولة تحكم بكتاب الله عز وجل، وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويتقي أفرادها فيها الله.. كي يصلوا إلى الأقصى المبارك...». ويحثنا محمد على الاستمرار في الجهاد بقوله: «..قد نكون في آخر الزمان الذي يخرج فيه المهدي، وينزل فيه عيسى، ويخرج فيه الدجال، ولكننا لا نعتمد على ما لا نعلمه، فنعمل بالجهاد، وبما أمرنا الله.. حتى يوافينا بهذه العلامات والأشراط..». ويلفت أنظارنا إلى خطر العلمانية والليبرالية مؤكداً أن الغرب والشرق يسعيان إلى تسويق هذه البضاعة الكاسدة، ونحن بكتاب الله في غنى عنها.

ويختم وصيته بتثبيت الرازحين تحت قصف الباطنيين الكفار قائلاً: اصبروا وصابروا، فإن الله يقول: «حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا..». غاب محمد السعيد عن الشاشات. لكنه لم يغب أبداً بجهاده الفذ، وبطولاته الشامخة، ووصيته الخالدة. استشهد وهو ابن الخامسة والعشرين، غض الإهاب، طري العود. كتب المجاهد الكبير عصام العطار في صفحته على فيسبوك رسالة إلى رفيف بنت محمد قال فيها: «لقد كان أبوك يا بنتي رجلاً عظيماً، فكوني أنت أيضاً بنتاً عظيمة».

رفيف..ألا يكفي أن أباك علم أجيالاً كيف يكون الجهاد، وكيف يموت الرجال؟

.........
العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق