27‏/11‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:3021] د.الفعر:ما لم يفصح عنه د/محمد المسعود!!+ إسرائيل .. الغائب الحاضر في الاتفاق الإيراني


1



ما لم يفصــــح عنه د/محمد المسعود!!

 

بقلم: د. حمزة الفعر الشريف





أرجو أن يتأمَّل الدكتور المسعود بعين البصيرة فيما ذكرته وهو لا تنقصه الآلة التي يبحث ويمحِّص بها ، وكتاباته ومقالاته تظهر رغبته في الإصلاح والعودة إلى الحق ، كما أرجو أن يتحلى هو وأمثاله بمزيد من الشجاعة في قول الحق وتعرية الأمور المخالفة المنافية




الشيرازية الكلاسيكية ، والسلفية الشيعية ، والشيخية ، وأهم معالم رؤيتها العقدية تتمثل فيما يلي :

·   المغالاة في آل البيت ، وإسباغ صفات فوق البشرية عليهم تخالف القرآن ، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم


 


 

الدكتور محمد  سعودالمسعود  صاحب قلم سيَّال وأسلوبٌ بديع يتناول فيما يكتب قضايا عديدة في الشأن العام ،والاجتماع ،والسياسة ،وقضايا الشيعة ، وهمومهم في منطقته ، ويتمحور عديد من مقالاته حول قضية المواطنة وأهمية الاعتناء بها ، وينعى على من يسعى لتوهين رابطتها، أو العدوان عليها ، وهذا أمرٌ حسن ومسلَّمٌ به من كل الفرقاء العقلاء الذين يعيشون في وطنٍ واحد ، لا سيما إذا صدر من قبل الدكتور الفاضل ، وهو من أبناء طائفة من طوائف هذا الوطن تتهم في نظر كثيرين من غيرهم بعدم ولا ئهم وإخلاصهم له ؛ لأن قلوبهم معلقة خارج موطنهم الذي يعيشون فيه  حسب أدلة ظاهرة كثيرة يسوقونها لتأييد قولهم.


أقول : جميل جدا هذا التوجه الذي يشي بعقلانية واتزان ، وترفع عن التصرفات التي تنافي ذلك ، وكأني بالدكتور محمد يريد أن يوقظ أبناء طائفته من سبات عميق وبدع وخزعبلات حجبت نور الحقيقة وعطلت كثيراً من العقول .


والدكتور ليس هو الساعي الأول في هذا التوجه -وإن كان له جهده المشكور الذي لا ينكر- فقد سبقه عدد من مثقفي الشيعة وعلمائهم العرب والاعاجم ، ومن أشهرهم الشيخ محمد حسين فضل الله ، والشيخ محمد مهدي شمس الدين ، والشيخ علي الأمين ، وكذلك عدد من علماء الشيعة في الإحساء والقطيف من المعاصرين للدكتور ، ومنهم الشيخ عباس الموسى صاحب النقدات، والتتبعات القوية على محاضرة السيد منير الخباز بعنوان (المنهج الإمامي في حفظ التراث) والتي سعى فيها المحاضر إلى الإشادة بالعديد من كتب الحديث والفقه الإمامي ، واكد أنها محققة مدققة

وقد تعقبه ا لشيخ عباس الموسى ' بأن كثيراً من هذه الكتب تحوي أحاديث مكذوبة موضوعة نبَّه عليها علماء الشيعة وأئمتهم ، وأكدوا بطلانها ، ومن هذه الكتب وأشهرها كتاب الكافي للكليني الذي يحوي كثيراً من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ، ومع تنبيه العلماء على ذلك إلاانها لم تخرج ولم ينقَّ الكتاب منها ، وضرب لذلك مثالا بالأحاديث التي تثبت تحريف القرآن ،وهي مع كذبها وبطلانها لاتزال موجودة في الكافي للكليني ولا يزال الكتاب يطبع ويتداول وينقل عنه ويرجع إليه ، وقد ألزم المحاضر إلزاماً عقلياً قوياً حيث قال : إن لم تكن هذه الروايات محرفة ومو،ضوعة وهي صحيحة فهو اعتراف بتحريف ؛القرآن لأنها روايات كثيرة ، وعلى مبناه تشكل اطمئناناً بصدورها .


وإن قال بأنها روايات موضوعة فهذا ينقض كلامه بأنه لا توجد في هذا الكتاب روايات موضوعة .


ومن هؤلاء أيضاً الأستاذ/حسن المصطفى في مقالة المنشور بعنوان (حتى لا يقتل الحسن مرتين) .


والذي نعى فيه على التشدد الذي يمثله الفكر الشيعي المعاصر القائم على الغلو في الاعتقادات  المخالفة في مقامات آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه 'وإسباغ صفات فوق صفات البشر عليهم ، وذكر أن هذا يقترب مما كان يعرف تاريخياً بتيَّار (المفوضة) الذي تعرض لنقد شديد من علماء الشيعة الأوائل؛ لأنه يقوم على نظرة غيبية غريبة لذوات الأئمة الأثني عشر مضفياً عليهم صفات تخالف الشرع ' بل ان الأئمة انفسهم في المنقول عنهم لم يقبلوا  بها الأئمة أنفسهم نهوا أصحابهم عن القول بها ، ثم يبين ما يراه الحق فيهم بنقله عن أحد رجال الدين الإيرانيين وهو  - محسن كديور-  قوله عن الأئمة : (علماء أبرار ، ومجاهدون أتقياء )، ويرى الكاتب أن سبب هذا الغلو ، وانتشار الخرافات والخزعبلات المخالفة للدين 'ولصريح العقل هو : سيطرة آراء مرتضى الشيرازي العقدية على الساحة الشيعية المعاصرة ، وهي تظهرتحالفاً بين ثلاثة تيارات تجتمع في رؤيتها العقدية المغالية ،وإن اختلفت في مشاربها .


هذه التيارات هي : الشيرازية الكلاسيكية ، والسلفية الشيعية ، والشيخية ، وأهم معالم رؤيتها العقدية تتمثل فيما يلي :

·   المغالاة في آل البيت ، وإسباغ صفات فوق البشرية عليهم تخالف القرآن ، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

·       الإغراق في الماضي والتركيز على مواضع الخلاف مع المدرسة السلفية السنية .

·   المبالغة في إحياء الشعائر والطقوس المتعلقة بوفيات آل البيت وتحديداً مناسبة عاشوراء التي أحيطت بهالة كبيرة من الأمور الغيبية التي تجعل الإنسان يشعر بأنها فوق العقل فضلاً عن مخالفتها لحوادث التاريخ ، ومجافاتها للعقل والدين بما يحدث فيها من أفعال كالضرب بالسلاسل ، والتطبير ، والمشي على الجمر وغير ذلك .

 

ويصل الكاتب إلى أن الخطاب الديني الشيعي أصبح خطاباً سطحياً تخديرياً يعلي من شأن الطقوس الجوفاء ويعطل العقل ' ويربط بذلك ما حدث ويحدث في العراق بعد سقوط النظام السابق وما نتج عنه من تعميم معطيات هذا المشهد على التجمعات الشيعية في الجوارالعربي وغيره ؛لأن هذا التيار أصبح  - من خلال غالب القنوات الفضائية الشيعية - هو مصدر التلقي بالنسبة لعموم الشيعة ، وقد قسم الحديث فيها أناس متعصبون أمثال مجتبى الشيرازي وياسر الحبيب وغيرهما ممن لا همَّ لهم إلا السب والشتم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته بل وصل الأمرالي العديد من علماء الشيعة وأئمتهم المعاصرين ممن يختلفون معهم مثل محمد باقر الصدر ، ومحمد حسين فضل الله ، ومرشد الثورة (علي خامنئي) الذي يسمونه (يزيد خامنئي) لأنه أفتى بعدم شتم الصحابة وعدم التعرض لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .


ويأتي أيضاً في هذا السياق ما نادى وينادي به العديد من العقلاء ،والمثقفين من إخواننا الشيعة في شرق وطننا الغالي من المطالبة بإصلاحات دينية واجتماعية داخل مجتمعهم الصغير ومن ذلك البيان الذي صدر قبل عدة سنوات عن الأخماس التي تجبى منهم وتنقل إلى خارج الوطن إلى العراق واليغيره ،مع شدة الحاجة إلى صرفها على أبناء الطائفة المعوزين في الداخل ، وأمثال هذه الاعتراضات والانتقادات كثير ....


 ونعود إلى الدكتور محمد المسعود ، ونقف عند عدد من مقالاته وعلى

الأ خص المقال الذي عنوانه (التعارض بين المواطنة وولاية الفقيه) والمقال المعنون بـ(الإمام الحسين والجنون والحلال والحرام(.


وفي المقال الأول ينقد ولاية الفقيه ويذكر أنها قضية شاذة ضعيفة لم يقل بها غالب علماء الشيعة السابقين واللاحقين ، ويدلل على رفضها في واقع الشيعة في المملكة ،بأنها تتعارض مع قضية المواطنة ؛ لأنه في حال الأخذ بها لا بد من العمل بما تقتضيه من الاستجابة لتكاليف الإمام المتبوع فيها ، وهذا يؤدي إلى التصادم والتعاند حتماً بينها وبين مقتضيات المواطنة حال اختلاف مقتضى كل منهما .


أما المقال الثاني : فهو يؤيد ويؤكد ما جاء في مقال الأستاذ مصطفى الحسن من الرفض لما يجري لدى المجتمعات الشيعية المعاصرة من أمور كثيرة تخالف الشرع والعقل ولا تؤدي إلا إلى مزيد من الارتكاس ، والتخلف ، والبعد عن جوهر التدين الحق .


وقد ذكر الدكتور صعوبة الإنكار والتغيير في هذه الأمور ؛ لغلبة الغوغائية وغياب العقل وطغيان الأهواء التي جعلت من الباطل حقاً ومن الحق باطلاً ، يقول الكاتب : (بات الخروج على الحلال والحرام قربى..طالما هو من أجل الحسين ، وباتت كربلاء أفضل من الكعبة المشرفة ، وباتت كثير من الروايات المرسلة والضعيفة السند والمتعارضة مع الكتاب ومع أصول مذهب آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثوابت مسلمة ، ومن يخرج عنها مرتد مارق يجب أن يمارس عليه كل صور الشتيمة والهجاء ، والنبذ وامتهان الكرامة الشخصية ، والتهوين.


و يتابع الدكتور فيقول :وهذا بلاء فكري عظيم... ومن الواضح أن الشفاء منه عسير وصعب ، وبالغ التعقيد ، وإن رجفة الخوف من العامة قاطعة السبيل عن التصريح بمعارضته ، والوقوف على صور الغلو فيه...


وتعقيباً على المقال الأول فان  ما ذكر فيه من تعارض مقتضيات ولاية الفقيه مع مقتضيات المواطنة صحيح بل ثبت فعلاً  فيما حدث من المظاهرات التي كانت تجوب بعض مناطق القطيف وغيرها قبل وبعد أحداث البحرين ، والهتافات التي كانت تطلق 'والشعارات التي كانت ترفع مما  لا يمكن القول معه ببقاء مقتضيات المواطنة ، وهي تمجِّد وتأتمر بمقتضيات ولاية الفقيه .


علي أن توهين الكاتب لولاية الفقيه - في نظري- يتجاوز قضية المواطنة ؛ لأنه يتعلق بانتماءات وولاآت لمراجع شيعية تعارضها .


ومن أعجب ماذكره الدكتور في مقاله أن علماء الشيعة وفقهاءهم يؤكدون على البعد عن السياسة ؛لأن ذلك هو الضمانة لبقاء التشيع ، ويؤيد ذلك بأن المرجعيات الشيعية في العراق لم تتحرك للدخول في السياسة والحصول على الحكم رغم تمكين الظروف' ومساعدة المقادير على ذلك -كما قال- .


والواقع المشاهد الذي يعرفه البعيد والقريب يشهد بعكس ذلك فان الشيعة ومراجعهم في  ايران وفي العراق هم من سعوا لاستلام السلطة  وبذلوا في سبيل ذلك الجائز ،والممنوع حتي حصلوا عليها ، وهل الصدر والحكيم وغيرهم ، ومن ورائهم السيستاني إلا قادة هذا التوجه ؟ّ 'وإيران بقيادة الخميني سابقاً ، وبزعامة خامنئي حالياً ، والدولة الصفوية قبل ذلك ' وغيره كثير .

وبهذا  يمكن القول : إن من يقول بولاية الفقيه،ومن لا يقول بها كلهم سعوا للسياسة وخاضوا غمارها وبذلوا ما استطاعوا في سبيلها !!!

وليت الدكتور العزيز ومن ينهج  منهجه الاصلاحي يجهرون برفض هذه المخالفة التي تناقض مقررات المذهب ،ويطالبون من وقعوا فيها بالخروج منها التزاما بالمذهب الذي يدينون به!! 


أما المقال الثاني ، وهو لبّ اللباب فهو يدق ناقوس الخطر بالتنبيه على هذه الممارسات المخالفة للدين وللعقل والتي لا تجد لها من يغيرها أو ينكر على أصحابها مما يخشى معه تماديها وتأصلها في الفكر والممارسة فتعمى عن إدراك الحقيقة ، وتنشأ الأجيال على هذا الضلال المقيت ، وهذا  هو عينه ما فصل فيه الأستاذ مصطفى الحسن وحذَّر منه في مقاله الذي سبق التنويه عنه .


على انه مما يلفت النظر في كتابات الدكتور في عدد من مقالاته تأثرها بنظرية المظلومية الشيعية ، والتي كان أساسها عندهم مظلومية الحسين وآل بيته ، ثم انتقلت إلى هذه الطائفة فأصبحت مطالبهم ومحاوراتهم تتلفّع بذلك ، ربما من باب التأثير على غيرهم ، أو من باب استدرار العطف على قضاياهم!!


إن هذا لا يعني توجيه اللوم والعتب على الدكتور المسعود وعلى غيره ممن يطالبون

بحقوقهم فهم مواطنون ولهم في هذا الوطن مثل ما لشركائهم من إخوانهم السنة  في حقوق هذه المواطنة، ولكن لا بد من الأخذ في الاعتبار أن الجميع لهم مطالب ، ولم حقوق لم يحصلوا عليها أو حصلوا على بعضها ولم يحصلوا على البعض الآخر ، فهناك فقر وهناك بطالة ، وهناك حاجة ماسة للمساكن في كل المناطق ، وحاجة للطرق والبنى التحتية حتى في المدن الكبيرة ، فحتى لا يظن من لا علم له أن هذه الفئة بعينها هي المظلومة المنتقصة حقوقها، ولذا فانه ينبغي أن تنأى هذه المطالبات عن رفع راية هذه المظلومية .


أما هذا الحراك الفكري والنقد المتزايد من عدد من علماء اخوتنا الشيعة، ومن عقلائهماللمارسات الخاطئة والأفكار الفاسدة فإنه يجب أن يتقوى وأن يمتد إلى كافة القضايا التي تحتاج إلى تصحيح ، وأن تبنى الأمور على ما يدل عليه كتاب الله وسنة رسوله ، وما يقضي به العقل الصحيح ، وبعد هذا نأتي إلى ما أردناه من عنوان المقال ، وهو : ما لم يفصح عنه د/المسعود  فيما كتب، وهو يتمثل في أمورٍ عديدة :


أولها : أنَّ محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عقيدة ثابتة عند أهل السنة لا تجد من يشك فيها أو يخالفها ، وهذه كتبهم ومقالاتهم شاهدة بذلك ، فالترضي عن سيدي شباب أهل الجنة وريحانتي رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ' والتقرب إلى الله بحبهم واتباع هديهم ، والحزن والأسى لما أصابهم وعلى الأخص الحادث الجلل والخطب الفادح الذي نزل بالإسلام وأهله بمقتل الشهيد الأمام المكرم سبط رسول الله وابن فاطمة الزهراء وابن امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وارضاه، وبغض من فعل ذلك أو أعان علي هذه الجريمة النكراء ' والفعلة الشنعاء.


من هو من المسلم الحق الذي لا يتغير قلبه ولا تضطرب جوانحه ، وتتزلزل أركانه وهو يرى أو يعلم عما جرى لهذا الطاهر المطهر ومن معه من اهل بيته،  ثم هؤلاء ذريته المباركة من بعده الإمام زين العابدين السجاد علي بن الحسين ، وابناه زيد ومحمد الباقر ، وحفيده أبوعبدالله جعفر الصادق الأئمة العظام أصحاب العلم والفقه والعبادة والورع والسخاء أخذ عنهم علماء أهل السنة فقههم ومروياتهم ، ومن هؤلاء الإمامان أبوحنيفة ومالك وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري ووكيع وسعيد بن المسيب وغيرهم كثر ، ومروياتهم في دواوين السنة ماثلة شاهدة بذلك ، ولمن لا يعلم فإن أعظم حديث في المناسك ما رواه الصحابي جابر بن عبدالله رضي الله عنه وقد تلقاه أهل السنة عن جعفر الصادق عن محمد الباقر عن السجاد زين العابدين عن جابر رضي الله تعالى عنهم حشرنا الله معهم وجمعنا الله بهم في أعلى درجات الجنة .

وفضائل أهل بيت النبوة وحقوقهم مذكورة منشورة مشهورة في كتب أهل السنة .


وإذا كان التشيع لآل البيت هو محبتهم وتوقيرهم وتنفيذ وصية رسول الله فيهم فأهل السنة هم شيعة آل البيت على الحقيقة ، لأنهم يحبونهم المحبة الشرعية التي دلت عليها النصوص  الشرعية الثابتة، وهيالبعيدة كل البعد عن البدع والخرعبلات والمظاهر الجوفاء المنافية التي يشنع عليها الدكتور الفاضل وكثير من ا علماء الشيعة وعقلائهم ، بل إن هذه هي ما ثبت عن أئمة آل البيت فيما كانوا يوصون به أتباعهم ، فلا بد من إظهار هذا الأمر وتعريف أبناء الطائفة الشيعية به فليسوا هم بأولى بهم من غيرهم .


ثانيها : ان ما حصل للحسين رضي الله عنه وأرضاه ولأهل بيته عليهم السلام الذين كانوا معه من الجرم الشنيع ممن أضله الله وباء بشؤم فعلته التي سيلقى جزاءه عليها عدلاً عند الله بما صنع ﴿ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدَاً﴾ أمرٌ ثابت مقررعند أهل السنة قاطبة ، ولكن ما ذنب الأمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن لم تتلطخ أيديهم بتلك الدماء الزكية الطاهرة ، ولم يعينوا على إراقتها ، ما ذنب هذه الأمة ان تؤخذ جيلاً بعد جيل وتجلد بفعلة الظالمين المجرمين والله يقول : ﴿ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾[فاطر : 18] ، وماذا يستفيد سيدنا ريحانة رسول الله من التطبير والضرب بالسلاسل وغيرها من الأفعال المنكرة ، هل أمر بذلك؟ أو أمر به أحد من أبنائه؟ وهل يرضون لو رأوا ذلك؟ حاشاهم أن يقبلوا .


ثالثاً : أن القبول بالروايات الساقطة التي تثبت تحريف القرآن أو الزيادة أو النقصان فيه طعن في مهمة التبليغ التي اؤتمن عليها رسولنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والتي أمر الله بها

 ﴿يَاأَيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ..﴾[المائدة : 67] .


كيف وقد روى السجاد ومن بعده حديث المناسك وفيه استشهاد النبي عليه السلام بالأمة على التبليغ ، ألا هل بلَّغت ، ألا هل بلَّغت ، ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد .


وكذلك الطعن في الصحابة ولعنهم وتكفيرهم وهم جند ؤسول الله صلى الله عليه وسلم ووزراؤه ونصراؤه ومن قام الدين بجهودهم وجهادهم بعد الله .


وإذا قبلنا بالطعن فيهم فمن أين نأخذ ديننا ، إن آل بيت النبوة عليهم سلام الله ورضوانه وبركاته لم يرووا كل أحاديث الرسول ولم ينقلوا كل أحواله ، والحسن والحسين رضي الله عنهما كانا من أصغر لصحابة سناً وكثير مما رووه ونقلوه هو عن الصحابة الذين زكاهم الله في كتابه ورضي عنه جميعاً ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾[التوبة : 100] . فهم حواريوه ونقلة شرعه و نقلة القرآن الذي جاء به إلى الأمة ، وأفظع من ذلك وأشنع أن يطعن على زوجاته أمهات المؤمنين بشهادة القرآن ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾[الأحزاب : 6] وعلى الأخص أحب نسائه إليه الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها ، ورميها بالزنا الذي برأها الله منه ، أفيكذب الله الذي برأها ويقبل فيها قول المتهوكين الضالين الظالمين .


ثم ماذا يكون حال الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن فبلغه لأمته والذي قال الله فيه ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..﴾[الأحزاب : 21] ، كيف يكون حاله في تبليغ ما انزله الله عليه وفي اقتداء الأمة به وقد انزل الله عليه ﴿الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ..﴾[النور : 3] ، كيف يقبل قوله وكيف يقتدى به وهو مخالف بفعله شرع الله ؟!! ،  فاذا قبلنا الطعن في ام المؤمنين فالرسول حاشاه من ذلك مخالف للقرآن في إمساك الزانية وجعلها حليلة له ، وفي هذا تكذيب لله ولقرآنه!!


إن اتخاذ ذلك ديناً والمطالبة به والإصرار عليه من أعظم الوسائل التي تبعد عن الله وعن دينه وتجلب سخطه وأليم عقابه ، ومن عجب أن يصبح لعن الشيخين والبراءة منهما والشهادة بأن عائشة في النار هو ما يلقن به من أراد دخول الإسلام في عدد من الأماكن!!


ثالثها : استحلال دماء المخالفين ورميهم بالكفر وقتلهم على الهوية ، كما يحدث في العراق ، والفتك بهم قتلاً وانتهاكاً للحرمات كما يحدث في سوريا إعانة للظالمين وحرباً على المسلمين ،ودعوى أن القاعدة هي من تفعل ذلك أمرٌ يستوجب التبصر وتسمية الأشياء بأسمائها ووضع الأمور في نصابها فمع استنكارنا لقتل الأبرياء حتى من غير المسلمين ومع عدم قبولنا لهذه الأعمال الوحشية التي تنسب إلى القاعدة إلا أن الإنصاف والخشية من الله توجب أن لا تنسب كل ذلك إلى القاعدة ، بل الطائفية البغيضة التي تسنمت الدولة وأمسكت بزمام الأمور فعلت ما لا يمكن تصوره ولا يقبله عاقل فضلاً عن مسلم حتى مع بعض إخوانهم في العقيدة وحتى في الأماكن المقدسة لديهم كما حدث في كربلاء وغيرها ، وما بالنا  نعلق هذه الأفعال المشينة على شماعة القاعدة وننسى أو نتناسى أن إيران ترعى عدداً من فصائل القاعدة وقياداتها داخل أراضيها وخارجها مما لا يسوغ إنكاره .


وإن من أهم ما لم يفصح عنه الدكتور الفاضل المسعود أن يقوم أهل العلم وأهل العقل الحريصون على دينهم وعلى ما ينجيهم عند ربهم بالتنديد علانية بكل ما لا يلتئم مع دين الله من الآراء والروايات والسلوكيات وأن لا يأخذهم في ذلك غضب الأتباع ، وعدم نفور الناس منهم فإنهم سيموتون ' وسيلقون  الله فرادى لا ينفعهم هؤلاء الأتباع بل إن مسؤولية ضلالهم ستقع على المتبوعين كما جاء في كتاب النبي عليه السلام لهرقل عظيم الروم الذي دعاه فيه إلى الإسلام حيث قال له : (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فإن عليك إثم الأريسيين).


وقد صرح الأستاذ مصطفى الحسن في نهاية مقاله السابق بهذا المطلب حيثض ذكر أن من أهم الأسباب التي أعانت على ظهور هذه المنكرات وتفشيها صمت وانكفاء كثير من الفقهاء والقيادات الشيعية عن الإنكار والبيان ، ونقد  هذه المخالفات الماحقة ، بل ذكر أن بعض العلماء عدل عن ذلك وأصبح يطالب بكون النقد داخليا غير معلن!!


وان من أعظم ما يجب العناية به الكف عن الصحابة وأمهات المؤمنين والترضي عنهم والعمل على هدم قبر أبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله وتحذير الناس من موالاته فإنه أولاً ليس من المسلمين وهو ما يؤكده عدد من علماء الشيعة الكبار وانه قتل في المدينة بعد ان اقدم على فعلته النكراء بقتل أمير المؤمنين صاحب رسول الله وأحد العشرة الذين بشرهم الله بالجنة ، فواخجلتاه من هذا الفعل الحقير القميء أن يمجَّد المجوسي إجلالاً وإكراماً له على ما فعل مما يغضب الله ورسوله وما سيحاسبه الله عليه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، ،تشفيا وانتقاما واعتمادا علي روايات واهية مكذوبة انه فر الي العراق ومات هنالك  فأقيم له هذا المشهد.


أرجو أن يتأمَّل الدكتور المسعود بعين البصيرة فيما ذكرته وهو لا تنقصه الآلة التي يبحث ويمحِّص بها ، وكتاباته ومقالاته تظهر رغبته في الإصلاح والعودة إلى الحق ، كما أرجو أن يتحلى هو وأمثاله بمزيد من الشجاعة في قول الحق وتعرية الأمور المخالفة المنافية .


ولا بد من الصبر وعدم الالتفات إلى المثبطين او الي  المصالح الخاصة ؛فإن من دعى إلى الهدى كان له أجره وأجر من عمل بما دعى إليه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، كما ثبت في الحديث الصحيح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

 

حمزة الشريف



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



إسرائيل .. الغائب الحاضر في الاتفاق الإيراني

مركز التأصيل للدراسات والبحوث



 

 

 

إيران حالة مثيرة للجدل العربي والإسلامي والعالمي, فلا تكاد تخرج عن إثارة الجدل في كل تحركاتها السياسية والتي تواجه دوما بعدة تفسيرات, فالتقية الشيعية التي تبطن غير ما تظهر متغلغلة فيهم وفي كل سلوكياتهم وممارساتهم وخاصة السياسية, ولهذا لا يثق الكثيرون في وعودها أو اتفاقاتها فتجعل الجميع في حالة شديدة من الريبة.

 

ولهذا كثرت التعليقات الدولية والعربية على الاتفاق الأخير الذي تم بين طهران والدول الست الكبرى أو ما تسمى بمجموعة القوى العظمى -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وأخيرا ألمانيا- حول البرنامج النووي الإيراني في ختام مفاوضات وصفا بالشاقة وذلك في جنيف في وقت متأخر من مساء الأحد.

 

ونشر موقع وزارة الخارجية الروسية وكذلك موقع وكالة فارس الإيرانية للأنباء تفاصيل عن هذا الاتفاق تحت عنوان "خطة عمل مشتركة" وفيه تخفيف لبعض العقوبات التي فرضتها القوى العظمى على إيران مقابل أن تلتزم الأخيرة بتخفيض أنشطة برنامجها النووي مع فتحه أمام عمليات التفتيش الدولية الموسعة  لمدة ستة أشهر ثم يجري التفاوض بعد ذلك على "حل كامل".

 

ولم يرد في بنود الاتفاق ذكر عن حق محتمل لإيران في تخصيب اليورانيوم فجاءت التفسيرات عشوائية متضاربة لتزيد من حجم التلاعب بالنصوص فصرح البيت الأبيض بان الاتفاق "لا يعترف بحق التخصيب", وأنه يتضمن الاتفاق فقط "مرحلة أولى من ستة اشهر قابلة للتجديد باتفاق مشترك", وعلى الرغم من هذا اعتبرت إيران أن هذا الاتفاق تأكيدا للاعتراف ببرنامجها للتخصيب.

 

وعلى هذا تقرر تعليق الكثير من العقوبات ضد إيران تلتزم الدول العظمى الست بتخفيف العقوبات على الشكل التالي:

 

- تعليق الجهود لفرض مزيد من الخفض على مبيعات إيران من النفط الخام.

 

- تعليق عقوبات الولايات المتحدة حول صناعة السيارات في إيران وحول الخدمات المرتبطة بها.

 

- لا عقوبات جديدة من مجلس الأمن مرتبطة بالنووي.

 

- لا عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالنووي.

 

- تمتنع الإدارة الأمريكية عن اتخاذ عقوبات جديدة مرتبطة بالنووي.

 

- إقامة نظام تمويل يتيح التجارة لتلبية حاجات إيران.

 

- تعليق عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الذهب والمعادن الثمينة والخدمات المرتبطة بهما، وحول الصادرات البتروكيميائية الإيرانية والخدمات المرتبطة بها.

 

وتعتبر هذه البنود تمكينا لإيران في المنطقة بصورة اكبر مما عليه الآن ولتطلق يدها في المنطقة العربية السنية بكاملها وهو التخوف الذي أبداه رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله العسكر حين قال في رأي قال إنه شخصي "إن النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي الذي أبرم بين القوى العالمية وإيران, ووضح قوله" أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء في برنامجها النووي لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية، أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر في المنطقة", ثم أضاف متابعا" أثبتت حكومة إيران الشهر تلو الشهر أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة، وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة".

 

ويبدو أن هذا الاتفاق سيثير من المتاعب اكبر من مجرد إنهاء لأزمة الغرب مع إيران بخصوص القنبلة النووية إذ قال رئيس مجلس الشورى السعودي في وقت سابق "إذا لم ينجح الاتفاق في منع إيران من تصنيع قنبلة نووية فإن السعودية ودولا أخرى ستسعى لامتلاك واحدة على الأرجح", وبالتالي ستدخل المنطقة في حالة من حالات سباق التسلح النووي حيث قال: "أعتقد أن السعودية ستمضي قدما إذا مضت إيران قدما وامتلكت سلاحا نوويا، أعتقد أن مصر وربما تركيا والسعودية وربما الإمارات ستمضي قدما وتحصل على نفس التكنولوجيا، هذا سيفتح الباب على مصراعيه للتسلح".

 

وبالطبع رحبت الدول الكبرى بالاتفاق, فصدرت تصريحات بهذا الخصوص عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبره "اختراقا وخطوة أولى", ورحب به المرشد الأعلى علي خامنئي الذي قال "لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين على هذا الإنجاز" وكذلك الرئيس الإيراني حسن روحاني والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي والخارجية الصينية والاتحاد الأوروبي وغيرهم, وبالطبع كان لزاما أن يرحب به بشار الأسد لأنه انتصار لحليفه في حربه على الشعب السوري وكذلك رحب به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يعتبر الامتداد الإيراني في الداخل العراقي.

 

وفي الزاوية المختفية من الصورة تقف دولة الكيان الصهيوني التي تعتبر حمايتها هي الهدف الأول لهذا الاتفاق, وبالتالي إن غابت عن المشهد في التوقيع لكنها حاضرة وبقوة فيه, فلم يكن هذا التدخل كله إلا لحماية أمنها من أي تهديد ولو محتمل, فطمأنتهم الخارجية الأمريكية أن مصالحها هي الأولى بالرعاية في أي اتفاق أمريكي وذلك على لسان وزير الخارجية الأمريكي.

 

فبعدما أبدى الصهاينة اعتراضهم على الاتفاق –وهو اعتراض شكلي غير حقيقي فما كان لكل دول العالم أن تتفق على مثل هذا الاتفاق رغما عن إسرائيل- فقال رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو عن الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي" معتبرا ان طهران حصلت على "ما كانت تريده"، وأكد مجددا حقها –كما يزعم- في الدفاع عن النفس, وأكد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت أن "إسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف", وحينها جاءت الطمأنة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها جون كيري الذي قال: إن الاتفاق "سيجعل العالم أكثر أمنا، وإسرائيل وشركاءنا في المنطقة أكثر أمنا".

 

وهكذا كانت دولة الكيان الصهيوني غائبة عن المشهد لكنها حاضرة وبقوة, فامن إسرائيل هو المعيار الأول لدى الساسة الأمريكيين والأوروبيين على حد سواء, وكما كانت حاضرة في جميع القرارات الأممية والاتفاقات الدولية التي تبرمها المؤسسات الأممية كانت حاضرة هذه المرة.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الوزير الأبيض

زياد الدريس *



1
في العالم العربي... يوجد مواطنون ويوجد وزراء!

إذ تعرّف النظرية البريستيجية العربية الوزير في أبسط صوره بأنه: مواطن سابق.

ولذا فالوزير يحرص على تكريس هذه الصورة النمطية من خلال تأبطه لقب (معالي) في كل الظروف والأحوال، ليس من أجل ألا ينسى الناس أنه وزير، بل من أجل ألا ينسى هو في لحظة تجلٍّ إنسانية أنه وزير.

هذه النظرة السوداوية للوزراء، لا تنفي حالات استثنائية بيضاء تكاد تعصف بالسوداوية لو تكاثرت ونمت ووعت دورها ووضعها.

محمد بن أحمد الرشيد، أحد هذه الحالات البيضاء للوزير الذي يجرؤ على التخلي عن ألقابه، لسبب بسيط هو أن لديه من الإمكانات والقدرات ما يجعله يعلو فوق الألقاب.

عرفت د. محمد بن أحمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السابق، طوال عشر سنوات عملية لم تكن تقلقني فيها لعبة الألقاب. لم نكن نعرف أن الوزراء يمكن أن يُنادَوا بكناهم، إلا عندما أصبحتْ كنية (أبو أحمد) الكنية الأكثر انتشاراً في المجتمع، حتى إنني كنت أتندّر مع أحد الأصدقاء في وزارة أخرى بسؤاله: وش أخبار (أبو أحمدكم) ... أي وزيركم؟!

كان أبو أحمد إنسانياً بدرجة مفعمة بالعاطفة والأريحية والتباسط... شغوفاً باللحظة الإنسانوية التي يمارس فيها حياته بتلقائية وعفوية.

لم تكن له ضحكتان، كما يفعل الكبراء، واحدة في الخفاء واضحة وأخرى أمام الناس منزوية. كما لم يكن له غضبان، وحزنان، ولباسان، وشهيتان.

كان عندما تهبّ لحظة فرح هو أول من يركض معها، ولا يتريّث حتى يركض الآخرون في طريق الفرح أمامه. وعندما تحين لحظة حزن، يكون أول من يحزن فيها، فهو لا يحبس دموعه في مآقيها ريثما تنهمر دموع صغار الموظفين قبله.

كان الأصل فيه البشاشة والهدوء والبياض، ولم يكن يشتعل إلا عندما يُتهم في دينه أو وطنيته، وحُقّ له حينذاك أن يشتعل، فقد كان السابق دوماً إلى الصلاة حين تحين... والسابق دوماً إلى الوطن حين يحنّ.
 
2

في بدايات العمل الوظيفي تعلمت، أو بالأصح سمعت، عن أنواع الإدارة: بالانضباط، الإدارة بالإنتاجية، الإدارة بالأهداف. أمضيت سنوات من العمل الوظيفي بين هاتيك الأنواع من الإدارة، ثم في العام ١٩٩٦م (١٤١٦ هـ) تعرفت إلى نوع جديد هو: الإدارة بالمحبة. كان هذا عندما انتقلت من وظيفتي وتخصصي الأصلي للعمل رئيساً لتحرير مجلة «المعرفة» تحت إشراف وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد.

كنت في تلك التجربة الجديدة خائفاً من شيئين: من نفسي ومن الوزير. استطعت أن أزيل الرهبة من الوزير قبل الرهبة من نفسي!

ما كان هذا التواطن السريع مع (الوزير) ليحدث لو لم يكن هو محمد الرشيد.

كان يدير أعمال وزارته بالمحبة لا بالسلطة، ويحتفل ويرحب بالإنجازات مهما صغرت طمعاً بما هو أكبر منها. بتواضعه وبقلبه الأبيض صنع من العلاقات كماً وكيفاً ما اتسع له مكتبه وبيته وقلبه الفسيح.

من المواقف الكثيرة لي معه سأذكر واحداً: بدأنا العمل في ترتيبات انطلاقة المجلة، وكان الرشيد يبارك الخطوات من دون أن يعرقلها بآراء الوزير «التي لا يُشقّ لها غبار»!

في مرحلة اختيار كتّاب المجلة الآيلة للصدور، وضعتُ قائمة بأسماء مقترحة سأتواصل معهم للاستكتاب، حذّرني أحدهم بالقول إن هذه القائمة تحوي أسماء قد تكون عليها ملاحظات ومن الأفضل أن تعرضها على الوزير (بالمناسبة كل الناس قد يكون عليهم ملاحظات إلا الذين لا يعملون).

حاولت مقاومة هذا التحذير والاستخفاف به، لكن صاحبي أصرّ. أخذت القائمة إلى الوزير المشرف العام على المجلة لأستأذنه فيها. عندما أعطيته قائمة الأسماء، سألني قبل أن يفتحها: ما هذه؟ قلت له: أسماء الكتّاب المقترحين للمجلة، إذا كانت عندك أي ملاحظة على أحد منهم حتى نستبعده. سألني: وأنت ليست عندك ملاحظة على أحد منهم؟ قلت فوراً: لو عندي ملاحظة لما وضعت اسمه. فأجابني: إذاً، لماذا تكون عندي ملاحظة غيرك؟ ألسنا ننتمي إلى الدين نفسه والوطن نفسه ونغار عليهما بالسواء؟!

ثم ختم تعليقه بالقول: يا زياد أنا لم أضعك في هذا الموقع إلا بعد أن تأكدت من أنك محل ثقتي، فلا حاجة إذاً لتدخلني في تفاصيل عملك. إعمل ما تشاء وحدودك السماء.


كان ذلك الموقف هو المنعطف الذي استطاع فريق عمل المجلة من خلاله صنع مطبوعة تنافس كل المطبوعات الأخرى في هامش الحرية النقدية، على رغم أنها تصدر عن جهة حكومية.

محمد بن أحمد الرشيد، الذي رحل عنا مطلع هذا الأسبوع يرحمه الله، كان تربوياً من الطراز الأول، ليس في تنظيره فقط بل وفي ممارساته أيضاً. وضع لبنات أساسية في قسم التربية في جامعة الملك سعود، ثم أسس مكتب التربية العربي لدول الخليج، وساهم بقوة في تأسيس جامعة الخليج، ثم بعد أن أصبح وزيراً جعل التربية والتعليم حديث المجتمع وهمّه اليومي بعد أن كان همّ التربويين وحديثهم فقط.

بفقده، غفر الله له، يفقد العالم العربي إنساناً ومسؤولاً لم يكن يرى نهضةً للوطن العربي من دون تعديل برامج التربية والتعليم إلى برامج تنموية في السلوك والعمل، إذ لا السياسة ولا العسكرة ولا الاقتصاد يمكنها أن تحدث التغيير... من دون تعليم متين.
 
3

كان محمد بن أحمد الرشيد مثالاً على الخرافة التي كنا نسمعها عن بعض الدول المتحضرة بأن تعريف الوزير لديهم هو: مواطن مكلَّف، لا مواطن مكلِّف!
 
 
* كاتب سعودي
twitter | @ziadaldrees

........الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4



الليبرالية الجديدة .. القناع الجديد للنفوذ الأمريكي

شيماء نعمان


لم تكن يومًا الليبرالية اتجاهًا فكريًا واحدًا بل تعددت اتجاهاتها في صور شتى ما بين الليبرالية الكلاسيكية والاجتماعية إلى الليبرالية المحافظة والليبرالية السياسية الاقتصادية والثقافية وصولاً إلى الليبرالية الأمريكية الحديثة والتي ربما تمثل أهم سمات الوقت المعاصر. وعلى الرغم من أن مصطلح الليبرالية نفسه مصطلح عريض يتسم بالغموض وطالما كان محل جدل واسع بين منظريه إلا أن المبدأ الأساسي الذي يمكن القول بأنه القاسم المشترك بين التيارات الليبرالية الكلاسيكية والحديثة هي فكرة الحرية الفردية والمفتوحة.

والحقيقة أن هذا المبدأ الليبرالي الصميم كان له الأثر الأكبر فيما آلت إليه الليبرالية من غموض وتضارب في الأفكار بعدما حدث نزاع بين الاتجاهات الليبرالية المختلفة في تكييف معنى الحرية التي قصدها كل اتجاه على كافة المستويات.

ولعله من الأهمية بمكان أن نلتفت الى الظروف التي ظهرت فيها الليبرالية من أجل فهم جيد لاتجاهاتها؛ فقد نشأت الليبرالية كرد فعل على تسلط وظلم الكنيسة وكهنتها في عصور أوروبا المظلمة لتصبح هي بركان الفكر الثائر الذي عصف بقلعة القداسة الكنسية وسطوة الإقطاع ثم تطورت بعد ذلك في عصر التنوير في القرن 18 لتتطور فيما بعد بصورة معينة في كل بلد على حدة.

الليبرالية وتضارب المفاهيم

يمكن تعريف الليبرالية على أنها مذهب فكري يرتكز على الحرية الفردية ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين. إلا أن تاريخ هذا الفكر يثبت أن تعريف كالسابق ربما ليس كافيًا لفهم الاتجاهات المختلفة لليبرالية؛ ولننظر- على سبيل المثال- إلى مفهوم الليبرالية الكلاسيكية؛ فهي نوع من الليبرالية تقوم على فكرة الحقوق المطلقة لكل فرد بما فيها حرية التعبير وحرية الأديان. أما الليبرالية الاجتماعية فهي اتجاه آخر يشدد على العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق بين الجميع بصرف النظر عن الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية. أما إذا انتقلنا إلى ما يسمى بالليبرالية النفعية فإنها تولي اهتمامًا خاصًا بما اسموه الفعل الأخلاقي أي أن الفعل الذي يوفر أكبر ارتياح لأكبر شريحة من الناس هو دائمًا الفعل الأصح أخلاقيًا حتى وإن لم يكن كذلك! ناهيك عن الليبرالية الأمريكية الجديدة والتي أصبحت الأكثر شعبية خلال القرن الماضي ولا تزال حتى الآن.

مابين الليبرالية الأوروبية والأمريكية

ومن أجل رؤية أعمق لتفسير الاتجاه الليبرالي؛ كان لابد من التمييز بين الليبرالية الأوروبية والليبرالية الأمريكية نظرًا لأهمية كلاهما وكذلك للفروق الجذرية بين المفهومين.  فقد كان من السائد التعامل مع المذهب الليبرالي كمذهب غربي فحسب؛ إلا أن الواقع الأوروبي والأمريكي يتعارض مع ذلك المعتقد. ولنبدأ بالليبرالية الأوروبية:

الليبرالية في أوروبا هي حركة سياسية تدعم تقليدا واسعا من الحريات الفردية وحكومة محددة المهام خاضعة للمسائلة دستوريًا وديموقراطيًا.وهذا يتضمن عادة مبدأ مفاده أنه ينبغي على الحكومة أن تعمل على التخفيف من حدة الفقر وغيره من المشكلات الاجتماعية ولكن دون تغييرات راديكالية في الهيكل المجتمعي. أما إذا تطرقنا إلى الليبراليين الأوروبيين فسنقف على حقيقة أنهم منقسمون فيما يتعلق بمسألة مستوى التدخل الرسمي والحكومي في مجال الاقتصاد؛ إلا أنهم بشكل عام يفضلون نوعًا من التدخل المحدود للغاية.

ويرى "هانز سلومب" أن معظم الأحزاب الليبرالية الأوروبية اليوم تلتزم بنهج الليبرالية المحافظة؛ فيما عدا أقلية تتمسك بمباديء الليبرالية الاجتماعية؛ ومن أشهر هذه الأمثلة حزب الليبراليين الديموقراطيين البريطاني.

أما إذا اقتربنا من مصطلح الليبرالية في الولايات المتحدة فسنجد أن الليبرالية الأمريكية هي فلسفة سياسية متشعبة ترتكز على الحقوق الأساسية للفرد في المجتمع. ومع ذلك فإنه منذ حقبة الثلاثينات تقريبًا يشير مصطلح الليبرالية في الولايات المتحدة إلى الليبرالية الأمريكية الحديثة والتي تربط الليبرالية الاجتماعية بدعم العدالة الاجتماعية والاقتصاد المختلط. كما ينافح الليبراليون الأمريكيون عن عدة قضايا يفردون لها اهتمامًا خاصًا مثل حق الإجهاض للمرأة وحقوق الأمريكيين الأفارقة في التصويت الانتخابي وكذلك زواج المثليين.

وسنعرض فيما يلي لعدد من نقاط الاختلاف بين هذين الاتجاهين لليبرالية:

يقول المؤرخ الأمريكي "آرثر شليزنجر" أن: "الليبرالية في الاستعمال الأمريكي لا يربطها الكثير من القواسم المشتركة مع نفس الكلمة المستخدمة في سياسة أي بلد أوروبي؛ ربما فيما عدا بريطانيا". فعادة ما يعني مصطلح الليبرالية في أوروبا ما يطلق عليه في بعض الأحيان الليبرالية الكلاسيكية، والالتزام بحكومة محدودة الصلاحيات واقتصاد عدم التدخل، وهو ما يتوافق بصورة أكبر مع التعريف الأمريكي لـ "الليبرتارية" الذي يفضل البعض تسميته بـ (مذهب مؤيدي مبادئ الحرية). وقد أرجع "لويس هاتز" في كتابه الشهير (التقليد الليبرالي في أمريكا) اختلاف الليبرالية في الولايات المتحدة عن أي بلد آخر في العالم إلى أن أمريكا لم يكن لديها يومًا أرستقراطية موروثة متأصلة ومن ثم فقد تجنبت أسوأ ما في الحرب الطبقية التي اجتاحت أوروبا.

ولعل من أكثر ما جعل تطور خط السير الليبرالي في أمريكا يتباعد عن الاتجاه الأوروبي لليبرالية في أوروبا هو أن الدول الأوروبية تمسكت بسيطرة قوية على النشاط الاقتصادي بعكس الحكومة الأمريكية غير المتدخلة نسبيًا.

وقد ظلت الليبرالية الأمريكية تضع عينها على المجتمع الأمريكي في معظم تواجدها، كما ضم  كلا الحزبين الأمريكيين الرئيسيين الجمهوري والديموقراطي شخصيات تحسب على الاتجاه الليبرالي خلال معظم فترات القرن العشرين؛ إلا أنه بحلول نهاية القرن كان الحزب الجمهوري قد اعتنق التيار الاجتماعي وصارت الليبرالية مرادفًا لجناح اليسار في الشأن الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء.

ويمكن القول أن السياسيين المعروفين بليبراليتهم كانوا من الناحية الاقتصادية غير ليبراليين بالمعنى الأوروبي للكلمة.

الجدير بالذكر أن هذا المصطلح صار يستخدم حاليًا بشكل أساسي كتعبير عن الازدراء فيما يفضل سياسيو ونشطاء تيار اليسار مصطلح "التقدميين" بدلاً منه.

ولم يكن التطور من نصيب الليبرالية الأمريكية فقط، إلا أن الليبرالية الأوروبية نفسها قد لحقت بعجلة التغييرات، حيث أوضح "ناثانيل ويليامز" أنه مع صعود حركة العمال المدعومة سياسيًا والحركة الاشتراكية، انفصلت الليبرالية الأوروبية بدرجة كبرى عن جناح اليسار. وأصبحت الحرية التجارية كما لو كانت في صراع مع التطلعات الاشتراكية؛ ومن ثم صار الليبراليون ممثلين عن مصالح الطبقة المتوسطة. وقد حقق الحزب الليبرالي في العديد من البلدان نفوذًا كبيرًا في مطلع القرن العشرين.بالرغم من ذلك وجدوا أنفسهم ليسوا إلا في منتصف الطريق بين حزبي العمل والمحافظين اللذين يحظيان باستقطاب متنامي. غير أنه مع سقوط الشيوعية الأوروبية واعتدال قوى العمال؛ فإن الأحزاب الليبرالية اقتصاديًا واجتماعيًا أصبحت تتمتع في الوقت الراهن بنوع من البعث المحدود.

الليبرالية الجديدة

وإذا كنا قد ألقينا الضوء فيما سبق على هيكل الليبرالية الأمريكية، فإنه لابد من الإشارة إلى التطور الجذري الذي لحق بها ليس فقط كنوع من الليبرالية البراجماتية بل كتعديل أساسي في الفكر الليبرالي الأمريكي ليظهر نوع جديد من الليبرالية تسمى بـ "الليبرالية الجديدة" أو كما يسميها "جون مينارد كينز" الليبرالية الاشتراكية. وهي تمثل أحدث أطوار الفكر الليبرالي والتي تبنتها الدول الصناعية الكبرى والمنظمات الدولية كمنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي؛ لتبدأ آثاره في الظهور حتى على الدول التي تعتنق مذاهب اقتصادية مغايرة، حيث لم يعد الاقتصاد السياسي الكلاسيكي هو الصورة الملائمة للقطب الأمريكي الذي يسعى لتبرير التوسع الرأسمالي.

وبشكل أو آخر، يمكن اعتبار الليبرالية الجديدة عودة إلى فلسفة الليبرالية الكلاسيكية وإن كانت تذهب إلى أبعد منها في كون هدفها النهائي هو خلق عالم يسيطر فيه السوق الحر على العمل السياسي. وهو ما أكده باحثون في جامعة أسلو بالنرويج اذ ذهبوا إلى أن الليبرالية الجديدة يمكن اعتبارها الأيديولوجية السائدة التي تشكل عالمنا اليوم وأننا نعيش في عصر الليبرالية الجديدة أو الحديثة أو Neoliberalism .

وينزع دعاة الليبرالية الجديدة إلى القول بأنه يتحتم على الدولة أن تلعب دورًا فاعلاً في الاقتصاد ولا تتبع نظام الحكومة غير المتدخلة بحيث أن يتصاغر دور الافراد .

 ومثل تلك الرؤى "المعاصرة" يمكن أن نربطها بمنظري القرن التاسع عشر مثل "بنيامين كونستانت" و"جون ستيوارت ميل"؛ وكذلك بمنظري العصر الحديث أمثال "ويليام بيفريدج" و"جون راؤل" اللذين تحدثا عن أيديولوجيات مماثلة. كما يمكن اعتبار أن الليبرالية الجديدة هي جيل من الليبرالية الأكثر راديكالية؛ وهي تشبه في ذلك ظاهرة "المحافظون الجدد" والذين لا يمثلون إحياء للمذهب "المحافظ التقليدي" بل اتجاهًا جديدًا متفردًا ذي مجموعة من الأفكار السياسية المتصلبة؛ وهو ما يظهر جليًا في الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة الأمريكية، بينما عادة ما ترتبط الأيديولوجية الليبرالية الأمريكية المعاصرة بالحزب الديموقراطي؛ الأمر الذي يمثل حاليًا احتدامًا كبيرًا بين دعاة التيار المحافظ والتيار الليبرالي الأمريكي حتى باتت كلمة "ليبرالي" تمثل نوعًا من الاستهزاء أو الازدراء بين السياسيين الأمريكيين.

الليبرالية الأمريكية الجديدة والعالم الإسلامي

الحقيقة التي تطل برأسها في شتى البحوث والكتابات الأمريكية أن بحثا حثيثا يحصل بين المفكرين الأمريكيين لانشاء رؤية ليبرالية جديدة تستطيع التعامل مع مستجدات العالم الجديد بعد فشل واضح للقوانين الليبرالية النظرية في العقدين الأخيرين .

لقد تحدثت دوائر بحثية غربية واسعة عن تراجع كبير في الفكر الليبرالي المزروع في الدول الإسلامية برغم كل هذه الجهود والأموال المنفقة لنشره , ويبدو أن الفكر الليبرالي الجديد التي تحاول أمريكا تصديره الآن هو فكر التدخل بالقوة سواء من الحكومات التابعة لها في بلاد الإسلام أو من مراكز القوى المختلفة .

إذن فنحن باختصار أمام نوع من الليبرالية جديد يستند على شتى مبادئها القديمة مضافا لها استخدام لاستراتيجية القوة في تنفيذ المبادىء الليبرالية التي اصطدمت مع قيم المجتمع الإسلامي ومبادئه ... فهل تنجح النسخة الجديدة من الليبرالية فيما فشلت فيه سابقتها ؟!

........

تأصيل

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة




تضارب وقلق بشأن قرار أنغولا حظر الإسلام



تضاربت الأنباء بشأن وضعية المسلمين في أنغولا ومدى صحة القرار الذي اتخذته السلطات هناك لحظر الدين الإسلامي، فبينما أكدت بعض المصادر صدور القرار ووجود تضييق على المسلمين وهو ما أدانته جهات إسلامية مختلفة، نفت مصادر رسمية ودينية تلك المعلومات.

وقال الإمام بأحد مساجد العاصمة لواند محمد ماتيوس إن هنالك تضييقا على المسلمين في أنغولا، وأوضح في اتصال مع الجزيرة أن هنالك خمسين مسجدا مغلقا في مناطق مختلفة من البلاد، واتهم الطائفة الكاثوليكية بالوقوف وراء القرار الذي اتخذته الحكومة الأنغولية وذلك بسبب مخاوفها من انتشار الإسلام.
وأكد ماتيوس أن المسلمين حريصون على الحفاظ على علاقات جيدة مع السلطات الأنغولية، وأشار إلى أن الأئمة طالبوا المسلمين بعدم الخروج في المظاهرات التي نظمتها المعارضة مؤخرا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ممثل المسلمين في أنغولا ديفد جا حديثه عن "اضطهاد سياسي" و"عدم تسامح ديني" بأنغولا، وأكد جا أن السلطات قامت منذ سبتمبر/أيلول الماضي بإغلاق وهدم بعض المساجد في كافة أنحاء البلاد.
وصرح الإمام الأنغولي الذي يتولى تمثيل المسلمين منذ 2005، أن مسجدا أغلق الأسبوع الماضي في هوامبو جنوب البلاد، وتحدث عن ضغوط تعرض لها المسلمون هذا الأسبوع بشأن مسجد في لواندا.
لا تضييق
في المقابل قال مدير المعهد الوطني للشؤون الدينية التابع لوزارة الثقافة مانويل فرناندو إنه "ليست هناك حرب في أنغولا على الدين الإسلامي ولا على أي ديانة أخرى".

وتعليقا على ردود الفعل الغاضبة في العالم الإسلامي بعد نشر تصريحات نسبت لوزيرة الثقافة روزا كروز أي سيلفا في هذا الخصوص، قال فرناندو لوكالة الصحافة الفرنسية إنه ليس هناك أي توجه رسمي في أنغولا لهدم أو إغلاق أماكن للعبادة أيا كانت.
أحد المساجد في ضواحي العاصمة لواندا (الفرنسية)
ونفى مسؤول بسفارة أنغولا في واشنطن لموقع "أنترناشيونال بيزنيس تايم" وجود أي تضييق على المسلمين والمساجد في بلاده.
بدوره أكد إمام وخطيب مسجد الشهداء بلواند عثمان باه أن السلطات الأنغولية قامت منذ شهرين بهدم مسجدين لمخالفتهما القوانين، وأوضح أن المسجد الأول بني على أرض ملك للحكومة والثاني تم إنشاؤه دون تصريح.
واتهم باه في اتصال مع الجزيرة بعض الأطراف -التي اتهمها بقلة العلم- بالوقوف وراء نشر المعلومات بشأن حظر أنغولا للدين الإسلامي على أراضيها.
واعتبر خالد العجيمي رئيس لجنة أفريقيا بالندوة العالمية للشباب الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أن ما تم تداوله بشأن قرار أنغولا فيه كثير من التهويل، وقال للجزيرة إن المسلمين تقدموا بطلب للاعتراف بالديانة الإسلامية، وأوضح أن المسلمين هناك بحاجة لحاضنة من قبل المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي، ونبه إلى أن تسريب مثل هذه المعلومات قد يكون من جهات معادية للإسلام لإثارة الشكاوى على الحكومة مما يدفعها لاتخاذ قرارات لا تخدم المسلمين.
تنديد ورفض
وكانت العديد من المواقع الإخبارية تناقلت معلومات عن صدور قرار من السلطات الأنغولية يحظر الإسلام في أراضيها، وذلك بعد شروع السلطات في هدم عدد من المساجد في البلاد على خلفية إعادة الحكومة النظر في قانون حرية الأديان.

وعبرت منظمة التعاون الإسلامي عن صدمتها إزاء تلك المعلومات، وقال الناطق الرسمي باسم المنظمة في بيان إن هذا القرار "ينبغي إدانته بأقوى العبارات".
ودعا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي ومجموعة الدول الناطقة بالبرتغالية والمجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف حازم من قرار الحكومة الأنغولية المذكور، والذي يعد خرقا سافرا لحقوق الإنسان الأساسية والحريات الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".
وفي مصر استنكر مفتي الجمهورية شوقي علام "قرار السلطات الأنغولية حظر الدين الإسلامي باعتباره طائفة غير مرحب بها".
أما الأزهر فعبر عن أمله في أن تكون الأنباء عن هذا الأمر غير صحيحة، "لأنه يتنافى مع الحرية الدينية وأبسط الحقوق الإنسانية ومبادئ التسامح والتعايش السلمي"، وطالب الحكومة الأنغولية بتوضيح الأمر.
ودعا المنظمات الإسلامية وخاصة منظمة التعاون الإسلامي إلى إرسال بعثة لتقصي حقائق الموضوع في أنغولا، والوقوف على الأوضاع الخاصة بالمواطنين المسلمين، وإطلاع الحكومة الأنغولية على حقيقة الدين الإسلامي النابذة للعنف والتطرف.
يذكر أن عدد سكان أنغولا 18 مليون نسمة، ويدين أغلب سكانها بالمسيحية في حين يقترب عدد المسلمين من 90 ألفا، وتوجد في البلاد 83 كنيسة معترفا بها رسميا. وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي رفضت وزارة العدل طلبات للاعتراف تقدمت بها 194 هيئة دينية من بينها الجالية الإسلامية.
المصدر:الجزيرة + وكالات
..............................

نائب إيراني: الإفراج عن 8 مليارات دولار مجمدة كذبة

حميد رسايي مندوب طهران بالبرلمان الإيراني وصف الخبر بالسُمّ الذي يبدو كالعسل
الأربعاء 23 محرم 1435هـ - 27 نوفمبر 2013م
مندوب طهران في البرلمان الإيراني حميد رسايي
العربية نت
بالرغم من الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الإيرانية حول الإفراج عن 8 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمّدة نتيجة العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على طهران للحدّ من برنامجها النووي إلا أن مندوباً في البرلمان الإيراني وصف هذه الأخبار بالكذبة.
ووصف حميد رسايي، مندوب طهران في البرلمان الإيراني، خبر الإفراج عن الأموال الإيرانية بالسُمّ الذي يبدو كالعسل.
وأضافت وكالة "إيسنا" شبه الرسمية نقلاً عن هذا المندوب المتشدد الموالي للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد قوله: "بالأمس تناقلت وسائل الإعلام نبأ حول إفراج أميركا عن 8 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، ويبدو أن المتحدث باسم الحكومة قد أيّد هذا النبأ، ولكن عندما سألته حول هذا الأمر قال لي إنه لم يسمع شيئاً من هذا القبيل".
وأضاف رسايي: "ليس واضحاً من أين أتت وسائل الإعلام بهذا النبأ، فهذا كأس سُمّ يحاولون إظهاره شراباً حلو المذاق".
هذا ونعت النائب، وهو عضو تكتل "الثورة الإسلامية" في البرلمان الإيراني، بعض وسائل الإعلام الإيرانية بمعسكرات الأعداء، متسائلاً: لماذا تنشر مثل هذه الأنباء؟
يُذكر أن الكثير من وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة اعتبرت التوافق النووي بين طهران والقوى الكبرى بمثابة خسارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتراجعاً أمام ضغوط الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن الحكومة الإيرانية تعاطت مع الاتفاقية بمثابة انتصار وحولته إلى عُرس شعبي.

......................

روحاني يغرد: خطونا أول خطوة لإنهاء "حرب سوريا"


غرد الرئيس الإيراني  حسن رواحاني على حسابة الرسمي "تويتر" قائلاً: "يجب أن نتحلى بالحلم والصبر. الخطوة الأولى التي اتخذناها في سياستنا الخارجية كانت لإنهاء الحرب في سوريا"، علماً أنه كتبها بالأنجليزية:We must seek tolerance and patience. The first step we took in our foreign policy was to help end the war in #Syria.

ساهم في ترجمة التغريدة ولفت الإنتباه لها مجموعة "تحرير سوري"...، رابط حساب روحاني (اضغط هنا)

..........................................................................

أردوغان: لن نتراجع عن إدانة "الانقلاب" بمصر

الاربعاء 24 محرم 1435 الموافق 27 نوفمبر 2013
إرسال إلى صديق طباعة أضف تعليق حفظ
الإسلام اليوم/ وكالات

دافع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء عن تصريحاته التي انتقد فيها حكام مصر واثارت ازمة دبلوماسية جديدة بين انقرة والقاهرة.

وقال اردوغان امام البرلمان 'لن نتوقف عن قول الحق والوقوف بجانب الشعب المصري لمجرد ان الحكومة التي جاءت عن طريق الانقلاب في مصر منزعجة'.

واضاف امام اعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية الحاكم 'لن نكون شيطانا اخرس′. وقال "سنواصل ابلاغ العالم عن حكومة الانقلاب وعن المأساة الانسانية' التي تتكشف في مصر".

 

وطردت مصر السبت السفير التركي بعد انتقاد اردوغان لما يصفه بـ'الانقلاب' العسكري الذي اطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في يوليو وحملة القمع المستمرة ضد انصاره من جماعة الاخوان المسلمين.

وردت انقرة باعتبار السفير المصري الموجود حالياً خارج البلاد، 'شخصية غير مرغوب فيها'، كما خفضت مستوى علاقاتها الدبلوماسية الى مستوى القائم بالاعمال.



...................................................


وفود خليجية تنسحب من مؤتمر للناتو بسبب تسمية "الخليج الفارسي"

المسلم/وكالات  | 23/1/1435 هـ


الناتو
انسحبت وفود خليجية من مؤتمر دولي لحلف الأطلسي "الناتو" عقد في العاصمة الإيطالية روما بسبب تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي.
 
وشهدت الجلسة الثانية للمؤتمر، الذي تنظمه الجمعية البرلمانية لحلف الأطلسي، بالتعاون مع البرلمان الإيطالي، والذي يُعقد على مدار يومي الاثنين والثلاثاء، انسحاب عدداً من الوفود العربية المشاركة بالمؤتمر، خاصةً وفود الدول الخليجية.
 
وجاء انسحاب وفد "المجلس الوطني الاتحادي" والوفود الخليجية والعربية الأخرى، "احتجاجاً على ذكر الخليج العربي باسم الخليج الفارسي.
 
وجاء الانسحاب من الجلسة الثانية، التي حملت عنوان "الوضع الداخلي والمفاوضات النووية في جمهورية إيران"، بعد أن طلب الوفد البرلماني الأردني من المحاضرين والمنظمين بضرورة تغيير المسمى إلى "الخليج العربي."
 
وقد عاد وفد المجلس والوفود الخليجية والعربية إلى الجلسة بعد اعتذار المنظمين وقيامهم بتغيير المسمى.

........................................

ناشطة حقوقية: ناقشنا مع محمد بن نايف اليوم قيادة المرأة السيارة وألمح لقرب صدور تشريعات جديدة

2013-11-26 20:00:05
عدد التعليقات  114 عدد المشاهدات  1651


صحيفة المرصد : كشفت أكاديمية سعودية وناشطة حقوقية عن لقاء عُقد اليوم (الثلاثاء) مع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، لمناقشة قيادة المرأة للسيارة بالمملكة - وفقاً لها.

وقالت الاستاذة الجامعية عزيزة اليوسف عبر حسابها بموقع تويتر اليوم (الثلاثاء) إن الأمير محمد بن نايف أكد خلال اللقاء أن القائمين على حملة ٢٦ أكتوبر لقيادة المرأة وطنيون وأن قيادة المرأة موضوع تحسمه الجهة التشريعية، بينما الداخلية جهة تنفيذية لا علاقة لها بالأمر.

وتابعت بحسب ما جاء بموقع أخبار24 أن سموه أوضح خلال اللقاء الذي صاحبتها فيه الناشطة الدكتورة هالة الدوسري أن الوزارة دورها تنفيذ القوانين، كاشفة عن إشارته لها بقرب صدور تشريعات جديدة بهذا الخصوص دون تحديد موعد معين

-----------------------------------

اسره سعوديه تفقد طفلها من 28 عاما فيعود لهم شاب اسرائيلي متزوج مدعيا انه ابنهم المفقود

اسره سعوديه تفقد طفلها من 28 عاما فيعود لهم شاب اسرائيلي متزوج مدعيا انه ابنهم المفقود
ارض الوطن : ايمان حسن
طفل صغير من اسره سعوديه تم خطفه من داخل الحرم المكي قبل نحو 28 عاما
فوجئت الاسره السعوديه بأتصال من شاب اسرائيلي مدعيا انه ابنهم المفقود
حيث قال المواطن السعودي عبدالله عبدالرحمن الزهراني انه ورده اتصال قبل عده اسابيع من هذا الشاب يدعي فيه انه ابنه و أنه تمكن من معرفة الحادثة وتفاصيلها بعد ظهور المواطن في برنامج تلفزيوني يتحدث عن حادثة فقدان ابنه

وقال الزهراني متابعا :إلى الآن لم نتأكد من صحة المعلومات، ولن يؤكدها سوى تحاليل الحمض النووي، وهذا ما نسعى إليه
وأضاف: الشاب الإسرائيلي زودنا بمعلومات مقاربة لقضية فقدانه، وتاريخها، ولكن قد يكون سمعها، لذلك لم نتأكد حتى الآن
واضاف ان الشاب لديه إصرار كبير، ويؤكد أنه ابننا، يتحدث اللغة العربية ويحمل الجنسية الإسرائيلية متزوج من فتاة إسرائيلية من أصول أمريكية ولديه أبناء، حسب كلامه
وأكمل حديثه قائلاً: "الشاب لديه معلومات لم يفصح عنها بعد، نحن نحاول الالتقاء به في أي مكان خارج إسرائيل لإجراء الفحوصات والتأكد من الموضوع
وأكد الزهراني تواصل الشاب معه هاتفياً من وقت لآخر، مشيراً إلى حرصه على معرفة الحقيقة. وبين الزهراني أنه أبلغ الجهات المعنية بالأمر، ويتمنى إجراء التحاليل والتحقق من الأمر خاصة أن الأسرة لا تزال تعاني من فقدان ابنها قبل 28 عاماً.
وعن تفاصيل فقدان الابن قال الزهراني: "في عام 1407هـ، كنا في الحرم نؤدي صلاة المغرب، فتركنا
محمد وعمره حينها 7 إشهر مع شقيقته الصغيرة، فأتتها امرأة وطلبت منها تزويدها بالماء على أن تمسك الطفل عنها، وعند ذهاب الطفلة اختفت المرأة وابننا محمد".
وقال الزهراني: "قدمنا بلاغات عدة ونشرنا في وسائل إعلام وخرجنا في قنوات فضائية طوال السنوات الماضية دون جدوى، وفي العام الماضي عرضت قضيتنا في برنامج الثامنة على قناة mbc، وفي شهر ذي الحجة تلقينا الاتصال من الشاب الإسرائيلي الذي قال إنه شاهد اللقاء وجمع معلومات وتمكن من الوصول لنا".
واختتم الزهراني حديثة قائلاً: "إنني أناشد خادم الحرمين وأهل القلوب الرحيمة، مساعدتي في موضوعي الذي مضى عليه أكثر من شهر دون تحرك، ولم أجد أي تجاوب من الجهات المعنية، فالعين بصيرة واليد قصيره

.........................................

حَجْب الموقِع أم حَجْب القلب؟


د.عمر المقبل

تَعمَد عددٌ من الدول إلى حجب المواقع التي تسيء إلى بلدانها ورموزها السياسية، والقليل من هذه الدول التي تحجب تلك المواقع التي تنشر الفحش والفجور الأخلاقي، والمواد الإباحية! ولقد تفنن الناسُ في البحث عما يكسر هذه الحُجُب؛ بإصدار البرامج التي تتجاوز الحجب، ليمتّع ناظريه بما حُجِب عنه! وهنا تبدأ رحلةٌ لكن من نوعٍ آخر، إنها رحلةُ حجب القلب عن مقام نظر الرب!
إن الإحصائيات التي تنقلها المواقع المعتمَدة في عدد الدخول إلى أمثال هذه المواقع الإباحية -في الدول العربية والإسلامية- أرقامٌ مرعبة ومحزنة! وهي تثبت أن المنع وسيلةٌ -مع أهميتها وضرورة بقائها- لكنها ليست هي الأقوى.
 
وفي نظري أن الأهم في التعامل مع هذه المشكلة أن يُكثَّف الحديث عن الأكسير الأكبر -في تقليل آثار هذه المواقع التي تتزايد في الدقيقة الواحدة-، ذلكم هو: تقوية عبادة المراقبة والخوف من الله، والتأمل في أثر هذه المواقع وإدمانها في "حجب القلب" عن الله؛ فذاك العذاب الأكبر عند أهل القلوب الحيّة!
 
إنني أكتب هذه الأحرف، ورسائل الشكوى التي يرسلها المكتَوون بنار تقليب صفحات تلك المواقع ماثلةٌ أمامي، وآهاتُ أصحابها المكتوبة كأنما هي -من شدة الألم- تنطق عما أحدثته في نفوسهم!
 
كم شكى عددٌ من الشباب مِن فقد لذة العبادة التي كان يجدها! وكم حُرِمَ مِن قيام ليلٍ كان يراه جنةَ قلبه في هذه الحياة المنغَّصة! وكم نسي عددٌ منهم ما كان يحفظ من كتاب الله! وكم فتحت لهم هذه المعصية أبواباً أخرى من المعاصي! وكم هَوَتْ قلوبٌ -بسبب هذه المناظر- من علياء التألق الإيماني إلى دَرَكٍ من الهمّ والغمّ! وكم أبعدتهم عن مجالس الأخيار لشعورهم بتأنيب داخلي، وتناقُضٍ بين ظاهرهم وباطنهم؛ فقادهم هذا الانقطاع إلى الارتباط بصداقات جديدة قرّبتهم من المنكرات، وأنستهم مجالس الذكر والعِبَر والعظات!
 
إن من المهم أن يتدارك -المبتلى بهذا الداءِ- نفسَه قبل أن يصطدم بجدار الموت، أو يستمر "حجب قلبه" والعياذ بالله. ومن الأسباب المعينة على ذلك:
 
أولاً: استشعار مراقبة الله تعالى للعبد، وأنه مطّلع عليه، وأن يتخيل نفسَه لو دخل عليه رجلٌ من كرام عشيرته، ورآه على معصيةٍ ما، ما حاله؟! الله أولى بهذا الحياء! وليحذر أن يكون له نصيب من هذه الآية التي ذمّ الله أهلها: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً﴾[النساء: 108].
 
ثانياً: تذكرُ ثمرة خوف الله في الخلوات، فإن ذلك يورث عز الدنيا والآخرة: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[النازعات: 40، 41]، وليست هي جنةً واحدة، بل جنتان: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان﴾[الرحمن: 46].
ثالثاً: البعد بل الحذر من الاقتراب من كل ما يمهّد السبيل للنظر الحرام، وإغلاق الباب مبكراً، ولهذا جاء التعبير القرآني في النهي عن الزنا بقوله: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾[الإسراء: 32]، ولم يقل: ولا تزنوا؛ لأن الزنا غالباً تكون له مقدمات، ومن أخطرها أمثال هذه المواقع.
 
رابعاً: التفكرُ فيما يفوت المُطلق لبصرِه من بركاتٍ وآثار على القلب، والتي لو لم يكن منها إلا ضعفُ أو فَقْدُ التلذذ بالعبادة -التي شكى منها كثيرون- لكفى بها حسرة! ولا عجب! "فأعظم عذاب الروح انغماسها وتدسيسها في أعماق البدن، واشتغالها بملاذّه، وانقطاعها عن ملاحظة ما خُلِقَتْ له، وهُيئت له، ولكن سُكْرَ الشهوات يحجبها عن مطالعة هذا الألم والعذاب، فإذا صحتْ من سُكْرِها، وأفاقتْ من غَمْرَتِها، أقبلت عليها جيوشُ الحسرات من كل جانب، فحينئذ تتقطع حسراتٍ على ما فاتها من كرامة الله وقُربِه، والأُنس به"([1]).
وما أجمل تَذَكّر تلك الوصية التي أوصى بها أحدُ السلف تلميذَه فقال: «اتق الله في خلواتك، وحافظ على أوقات صلواتك، وغض طرْفَك عن لحظاتك؛ تكن عند الله مقرباً في حالاتك»([2]).
 
"زهّدنا الله وإياك زهادةَ من أمكنه الحرام والذنوب في الخلوات، فعلم أن الله سبحانه وتعالى يراه فتركه"([3]).
 
([1]) مفتاح دار السعادة (1/150).
([2]) حلية الأولياء (10/ 162).
([3]) هذه دعوة كان يقولها التابعي الجليل بكر بن عبدالله المزني -رحمه الله- إذا لقي أحداً من إخوانه، كما في حلية الأولياء (6/ 303).




......................................................
سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



هل فشل المالكي بدخول ولاية ثالثة من البوابة السعودية؟




                                                                                                                     مثنى عبدالله



لم يعد سرا ذاك الطرق السياسي المتواصل على البوابة السعودية من قبل طاغية العراق.

كانت شواهده العلنية كثيرة عبر وسائل الاعلام، منها زيارة زعيم 'البيت الشيعي' ابراهيم الجعفري للرياض، على رأس وفد للتعزية بوفاة الامير سطام بن عبدالعزيز، حينها قالت المستشارة السياسية للمالكي، بأن الاحداث أثبتت أن السعودية تعمل على استقرار المنطقة، وأنه آن الاوان لان تأخذ العلاقات العراقية السعودية مداها الطبيعي.

كذلك التقى الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية مع وزير الداخلية السعودي، لاستكمال الاطر الفنية واللوجستية لاتفاقية تبادل السجناء بين البلدين، ولنفس الغرض زارها وزير العدل العراقي.

وعلى الرغم من أن هاتين الزيارتين طابعهما قانوني وأمني، الا أنهما تعززان الخطوات السياسية بين البلدين أيضا، مضافا الى كل ذلك الجهود الحثيثة التي يقوم بها شخصيا وزير الخارجية العراقي مع الكثير من نظرائه وزراء خارجية دول الخليج العربية، لحث المملكة على فتح صفحة جديدة مع الحكم العراقي الحالي، طبعا ليست كلها خدمة للمالكي، بل بعضها يخدم الاجندة الكردية المستقبلية.

أما الطرق السري للبوابة السعودية، فقد بدأه الطاغية حينما زار عمان بداية العام الحالي، طالبا من المسؤولين فيها توسطهم لدى السعودية للضغط على ساحات الاعتصام في الانبار، ثم محاولة دفع الحكم الجديد في مصر للتوسط لدى المملكة، وآخر محاولة كانت أثناء زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية طالبا منهم القيام بدور الوسيط لحث الرياض على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع العراق، بدلا من سفير غير مقيم يمثلها، عسى أن يجد في ذلك حلا لساحات الاعتصام التي باتت تؤرقه، مدفوعا بما قاله وزير الخارجية السعودي، في وقت سابق، من أن العراق لا يمكن أن يتخلص من مشاكله من دون الخروج من المعضلة الطائفية، وأن السعودية ليست في وارد التدخل في حل هذه المشكلة اذا لم يطلب منها. فهل فعلا يتوسل الطاغية تدخلا سعوديا للحل في العراق، خاصة مع اشتداد الانهيار الامني في الاشهر الاخيرة، أم أنه يريد السعودية سوطا لكبح الانتفاضة الشعبية في المحافظات الست؟

هنالك حقيقة أساسية في النهج السياسي للمالكي، هي أن التزاماته تجاه ايران تفوق حتى التزاماته تجاه الامريكان، لاعتبارت ذاتية، مثل الانتماء المذهبي وتأثيرات المرجعييات الدينية، واعتبارات موضوعية يدخل فيها القرب الجغرافي الايراني، وقوتها الاقليمية القادرة على الحماية في وقت الضيق، كما حصل مع بشار الاسد، وقوة التأثير الاستخباراتي الذي ليس بالضرورة أن يكون مسلطا عليه شخصيا، بل على من حوله فيحد من استقلالية فعله. في ضوء هذه المعطيات يصبح من المؤكد انعدام الرغبة المبدئية الحقيقة لدى المالكي في الوجود العربي عموما، والسعودي خصوصا في العراق، خاصة أن السعودية تعتبرها ايران النقيض الاساسي لها في المنطقة. لكن المراوغة والتناقض بين الاقوال والافعال والتوقيع على الاتفاقات، ثم التنصل من الالتزام بها، هي الصفات الاساسية التي يتمتع بها طاغية العراق، وأثبت فيها جدارة كبرى على المستوى المحلي مع الشركاء، وعلى المستوى العربي أيضا في مؤتمرات المصالحة الوطنية في القاهرة والسعودية سابقا. عليه فان الرغبة بانفتاح المملكة عليه وانفتاحه عليها في حسابات مرحلية قد تراوده، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد انهيارا أمنيا كبيرا وبداية التحشيد الانتخابي، مما يعطيه فرصة كبرى للجم وكسب أصوات قوى الاسلام السياسي السني بالتزكية السعودية.

اذن لماذا لا يستخدم الورقة السعودية ضد منافسيه بلونيهما السياسي الطائفي (سنة وشيعة) كي يدخل الى ولاية ثالثة؟ ألم يزر الحكيم والصدر والجعفري وعلاوي والنجيفي وبارزاني الرياض طلبا للدعم السياسي كل حسب غاياته؟ ألم تدعم المملكة بعضهم أيام المعارضة ولازالت على علاقة معهم؟ اذن ما خوف المالكي من هذه الخطوة؟ لن نكلف أنفسنا بالبحث عن اجابة على هذا السؤال، لان واثق البطاط قائد ما يسمى بـ'جيش المختار' هو الذي أجاب عليه عمليا وليست تصريحات شفوية، حيث كانت القذائف الست التي سقطت على الاراضي السعودية موجهة لرئيس الوزراء العراقي بالدرجة الاولى، وهي ليست فعلا شخصيا قام به البطاط، بل هو تحذير قامت به الجهات التي تقف خلف البطاط والتي سبق له أن أعلن ولائه لها في ايران.

فتصريحات المالكي من أنه على استعداد لاستقبال أي مسؤول سعودي أو قيامه هو بزيارة السعودية لحل الخلافات، جاء في وقت غير مناسب وتجاوز الخطوط الحمراء الايرانية على الاقل في المرحلة الراهنة، التي يجب أن يتوحد فيه موقف السائرين على الخط الواصل من طهران حتى بيروت مرورا بالعراق وسورية، حتى يتم القضاء على الثورة. فكيف له أن يصرح بذلك وطهران والرياض في مواجهة مباشرة في الاراضي السورية حاليا؟ طهران تعلم جيدا أن رفض الرياض اقامة علاقات طبيعية مع المالكي كان بسبب عدم ثقتهم به، واذا ما أقدموا اليوم على ذلك نتيجة الضغط الامريكي وبعض دول الخليج، فلن يكون ثمنه قُبلات يطبعها المالكي على خد هذا المسؤول السعودي او ذاك، بل سيكون بشروط قاسية تؤدي الى وضع مكابح حقيقية أمام التزام المالكي تجاه ايران وهذا ما لا ترضاه.

اذن فان قذائف 'جيش المختار' أنتجت حقيقتين في الساحة السياسية التي يلعب بها المالكي تحديدا. أولاهما قد تكون قضت نهائيا على أحلامه بأن يتجه الى السعودية كي تحشد خلفه أحزاب 'الاسلام السياسي السني' فيدخل الى ولاية ثالثة من بوابة الرياض، وثانيتهما قد تكون القذائف بوابة له يدخل منها الى المملكة قائلا لهم، هذا ما قلناه لكم بأن الارهاب سيصل اليكم من أراضينا، وبالتالي كما هم أعدائي فانهم أعداؤكم أيضا فلنضع يدا بيد من أجل ولاية ثالثة نقضي بها عليهم. حينها سيواجه رد فعل حاسم من حلفائه وايران معا يغيّبه عن مسرح السياسة ويأتي بسياسي آخر من نفس الطائفة يمحو خطيئة المالكي
.


http://wijhatnadhar2.blogspot.com/2013/11/blog-post_9178.html

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



                                        حتى يصان الجهاد عن الأعمال الهمجية

                                                    بسام ناصر



قد تكون عملية اختراق الحركات والمجموعات الإسلامية من أسهل الأعمال وأيسرها، فكل ما يتطلبه الأمر (عدة الشغل) التمظهر بتلك الصورة النمطية للمتدين؛ كإطلاق اللحية، ولبس الثوب، والتردد إلى المساجد، وتعويد اللسان على عبارات المتدينين وألفاظهم.

اختراق الحركات الإسلامية هدف أساسي في عمل أجهزة الاستخبارات المعنية برصد الإسلاميين، ومتابعة تحركاتهم، ويزداد ذلك التوجه أهمية حينما تنتقل الحركات الإسلامية المستهدفة من العمل الدعوي أو السياسي إلى ممارسة العمل القتالي، خصوصا في الساحات القتالية المفتوحة، كما يجري في الساحة السورية التي يزيد عدد المجموعات المقاتلة فيها على 1200 مجموعة، فمن يظن أن العمل القتالي بمنأى عن الاختراقات فهو لا يدرك طبيعة الصراع، ولا يعرف أدواته وآلياته.

الجماعات والحركات الإسلامية التي تمارس العمل القتالي، مطالبة بالتقيد التام بأحكام الشريعة، والانضباط التام بأخلاقيات الإسلام، والصدور في كل ما تقوم به عن رؤى شرعية محكمة ومدروسة، وفي الوقت نفسه إيلاء الجانب الإعلامي عناية خاصة، ليتم تأكيد الأعمال التي تقوم بها وتتبناها، وتنفي مسؤوليتها عن أعمال قلقة ومشبوهة تسعى بعض الجهات والقوى لإلصاقها بها، لتشويه صورتها أمام الرأي العام.

ثمة مشاهد وقعت في الحالة العراقية، وتكررت في الحالة السورية، كأن يظهر أشخاص ملثمون يُكبرون ويهللون، ثم يأتون بشخص مُوثَق اليدين والرجلين، فيقوم أحدهم بحزِّ رأسه أو قطعه أمام الكاميرات، فما الذي تجنيه تلك المجموعات حينما تصور مشاهد حزِّ الرؤوس وقطعها على أيدي بعض أتباعها؟ هل تكون بذلك قد حققت مقاصد الجهاد وغاياته العظام، إن كانت حقا هي مجموعات جهادية حقيقية، وليست خادمة ومنفذة لتوجهات جهات وقوى استخباراتية مختلفة؟

تقع بين الفينة والأخرى أحداث تفجيرية مدمرة في العراق، تحصد أرواح العشرات والمئات من الأبرياء، وتدمر ممتلكات خاصة نتيجة تلك التفجيرات، فمن الذي يقوم بها ومن الذي يقف وراءها؟ لماذا تصمت بعض الاتجاهات الإسلامية المقاتلة فلا تعلن موقفها منها، مع أن صمتها يحمل الناس على نسبتها لها، فهل هي حقا من يقوم بها؟ وهل تتبنى تلك الأعمال التفجيرية بكل ما فيها من قتل ودمار وترويع للناس؟

وقع باسم الجهاد في التجربة الجزائرية المريرة، أحداث جسام، ووقائع مظلمة منكرة، فبعض الاتجاهات الإسلامية المقاتلة، استباحت قتل علماء ودعاة وخطباء يخالفونهم في رأيهم ومواقفهم، كواقعة قتل الشيخين محمد السعيد وعبد الرزاق رجام سنة 1994 على أيدي «مجاهدي» الجماعة الإسلامية المسلحة! وربما تم قتلهما –كما يقال– بفتاوى لشيوخ معروفين أجازوا فيها للمقاتلين الإقدام على ارتكاب مثل تلك الجرائم الشنيعة.

تلك الممارسات المنكرة التي قد يمارسها أصحابها باسم الجهاد، وتحت راياته، تُحدث ردات فعل عكسية، وتجلب السخط والغضب في دوائر شعبية عريضة إسلامية وعالمية، فمشاهد حزِّ الرؤوس وقطعها مؤلمة ومنفرة ومقززة، ومشاهد التفجيرات والحرائق والتدمير في أوساط المدنيين مفزعة ومروعة، والأمر يتطلب من كل المعنيين (علماء وفقهاء ومفكرون وهيئات ومؤسسات) تجريد تلك القوى والاتجاهات من أسانيدها الشرعية، وإعادة الاعتبار لمفهوم الجهاد الذي تم اختطافه من جهات وقوى أفسدته بممارساتها الهمجية الهوجاء.

ثم إن ممارسة تلك الأعمال المولعة بالقتل والتدمير والتفجير، تتيح فرصة سانحة لكل القوى المتربصة للإساءة والتشوية، من خلال ممارسة تلك الأعمال عبر وكلائها وعملائها المتواجدين على الأرض، فما الذي يمنع تلك الأجهزة والمؤسسات من أن تصور مشاهد تُظهر مجموعة من الملثمين الذين يلبسون الملابس السوداء، ويحملون الرايات السود، وهم يقومون بحزِّ الرؤوس وقطعها؟
وما الذي يمنع قوى سياسية معينة من القيام بالتفجيرات المدمرة في أحياء المدن العراقية وشوارعها، لحسابات سياسية مدروسة يريدون تحقيقها، ثم يقومون بإلصاقها بجماعة التكفير والتفجير هكذا، فتصمت تلك الجماعات المتهمة، ولا تصدر بيانات تستنكر فيها تلك الأعمال، وتنفي مسؤوليتها عنها؟

لقد بلغت الانحرافات والتجاوزات من بعض القوى والأفراد المحسوبة على العمل الجهادي مبلغا عظيما وكبيرا، فما معنى أن يقوم شاب متحمس بقطع رأس مجاهد من فصيل آخر، ثم يحمل رأسه أمام الكاميرات في مشهد احتفالي حماسي يعلوه الزهو والافتخار؟! وهل يجدي في هذا السياق تبرير الأخطاء العظيمة والكبيرة التي تقع في ساحات القتال تحت عناوين التأويل والغلو والجهل مع الاحتمالات المتزايدة لتلبس جهات وقوى استخباراتية بهكذا أعمال؟

باختصار.. فإن الجهاد الذي شرعه الله لأهداف معروفة، وغايات محددة، قد تم اختطافه من قبل جماعات وقوى واتجاهات، أساءت له وشوهت صورته؛ الأمر الذي يتطلب صحوة ويقظة إسلامية تحرر الجهاد من مختطفيه، وتعيد له الاعتبار بمفهومه الشرعي القويم.

...........

السبيل - الثلاثاء 26/11


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق