01‏/12‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:3029] الجارديان: خلافات السعودية مع "أوباما" تنتهي 2016+ أبو يعرب المرزوقي:نهاية حزب الله المجوسي


1


                                                                     عن حزب الله                                                              


                                                             نهاية الحزب المجوسي

                                                      كم هو قصير حبل الكذب والخداع 



                                                                            أبو يعرب المرزوقي

                                


                                                                                                    تونس في 2013.11.29

لعل الكثير ما يزال على تصديقه لدعاية الحزب المجوسي وكذبة سند المقاومة ممثلة بسفاح الشام تبريرا لقتل ما يربو على المائة الف شهيد بكل الأسلحة بما فيها الكيمياوي وبالذبح المباشر من الشبيحة ومليشيات الباطنية من لبنان والعراق وإيران ذبح الأطفال والنساء والشيوخ وما تولد عنه من ثأر من جنسه فدخلت الأمة في حرب طائفية قد لا تتوقف إلا بمعجزة. ولعل هذه المعجزة حاصلة بمكر إلهي عجيب يغفل الكثير عن المراحل التي ستكون نهايتها القضاء على الحزب المجوسي وما سببه من فتنة لم يكن لها وجود عندما كانت المقاومة عملية تشترك فيها جميع ألوان الطيف العربي والإسلامي.


وما يحول دون الرأي العام وفهم ما يجري فهما يحرره من تصديق أكاذيب إعلامه فيتصورون ما تم بين سوريا والغرب ثم بين إيران والغرب من نزع لسلاحهما نصرا مبينا في حين أنه بداية النهاية لمليشيات الباطنية في كل الوطن العربي رغم أن ذلك لم يكن مما ترغب فيه أمريكا ولا إسرائيل. فالهزيمة النكراء لمشروع الخميني كانت آخرة مراحلها ما تحقق ليس بفضل الاتفاقيتين فحسب بل وكذلك بفضل الخوف الغربي من مآلات الربيع العربي في المغرب أولا وفي المشرق خاصة انطلاقا من توقع النتائج البعيدة لما يجري في موطن النشأة الأولى لعودة المسلمين للتاريخ: أي في سوريا والعراق.

                       

 

               دور السنة المقاوم وذروته الربيع العربي


ويمكن أن نصنف هذه المراحل إلى صنفين بعضها ساهم في افتضاح الدور الذي يؤديه الحزب المجوسي وبضعها حدد التدرج في فقدان هذا الدور لفاعليته أولا و من  ثم لمبررات وجوده ثانيا خاصة بعد أن تبينت حدود قوته لما وقع في ورطة منازلة أبطال الجهاد والتحرر في ثورة الشعب السوري ومسانديها من شباب الأمة كلها من أقام منها في دار الإسلام أو في الهجرة. فهؤلاء الأبطال لا يهابون النزال والمجابهة الفعلية. فهم ليسوا مثل عساكر إسرائيل الذين كان يستمد بطولاته الوهمية من مناوشتهم الحدودية بالفوشيك وخاصة منذ أن حلت بهم الهزيمة النفسية بفضل حرب رمضان حرب العبور ليس عبور خط بارليف بل عبور الهزيمة النفسية التي كانت تشل روح الجيوش العربية .


ذلك أن هذه الهزيمة النفسية للجيش الصهيوني غيرت موازين القوى النفسية والمعنوية لأن موازينها المادية حاصلة إذ لا قابلية لإسرائيل بالعرب عندما تتحد كلمتهم: وذلك ما جعل الربيع العربي عامة وفي مصر خاصة يهون من شأن العداوة مع إيران ويدعو الغرب إلى إعادة دور  الشاه إليها من جديد. فثورة الربيع العربي شعارها لا يختلف عن شعار أبطال العبور بهذا المعنى. إذ هما اعتمدا على نفس الشعار المعبر عن الإيمان الصادق والموحد للأمة لكونه سر قوتها الروحية: "الله أكبر" المصحوب بالشعار القرآني المكمل له أعني الفهم الجديد للعلاقة بين القدر وإرادة الشعوب في التغيير التاريخي.


فهذان الشعاران إذ يتلازمان يمثلان الإيمان الصادق ومن ثم فهما مختلفان تمام الاختلاف عن الشعار الوثني "لبيك يا حسين" المعبر عن الوثنية الباطنية المغالية التي تعبد الأيمة والتي تمركزت في الشام خاصة بعد انفراط خلافتهم الباطنية في القاهرة بالذات تحت نعال الجيش المؤمن للأيوبيين الذين تمكنوا من المقاومة الفعلية للصليبية وتحرير القدس بالفعل لا بالعنتريات الجوفاء. فشعار "الله أكبر" هو الذي صاحب اندفاع موجات شباب الأمة في مبادرتهم لأول حرب حديثة أفقدت جيش العدو ما كان يحيط به نفسه من وهم عدم القابلية للهزيمة.


                  مراحل سقوط القناع


ولكن ينبغي قبل الكلام على هذه النهاية أن نعترف بأن دعاية حزب الله واستراتيجية التعامل مع الرأي العام العربي  عامته ونخبته  إلا القلة العارفة بتاريخ الباطنية والنصيرية منذ الحروب الصليبية والمغولية كانت ناجحة إلى حد مكن له ولإيران من تحقيق الكثير من الأهداف في غفلة من القيادات العربية السنية ونخب الوطن العربي بعضهم لسذاجة وجهل بالاستراتيجيات السياسية والبعض الآخر لعمالة واضحة إما خدمة لغايات معادية للعروبة وخاصة وللسنة عامة حتى يضعفوا الحركات الإسلامية السنية أو الارتزاق طمعا في الرشى القادمة من إيران. ولولا الربيع العربي لظل الحزب المجوسي ومليشيات إيران قادرة على التخفي وادعاء مقاومة الصهيونية والولايات المتحدة:


1-فبالإضافة إلى ما تم كشفه من أرشيف التعامل مع الأنظمة المستبدة والفاسدة لتلميعها من أجل الحصول على موقع قدم بالتشييع في الأعيان وبالقدرة على إخفاء خلفيات مشروع الغزو الروحي للسنة في الأذهان.


2-كان ما يشهده الراي العام العربي في سوريا الحجة الدامغة لكل ناكر لما كانوا يتصورونه مجرد موقف عقدي وطائفي ممن كان يحذر من خبث الخطة الإيرانية والشيعية في الهلال الخصيب وفي الخليج وفي المغرب وحتى في باقي دار الإسلام غير العربية.


3-عندئذ فهم الجميع الدور المشبوه الذي يؤديه هذا الحزب في العراق وأمثاله وفي البحرين وفي اليمن وفي فلسطين وحتى في السعودية وجل إمارات الخليج سعيا لتحقيق ما أوصى به والد الشاه الذي استعمر ضفة الخليج الشرقية بضرورة ضم الضفة الغربية.


4-وازدادت الخطة وضوحا في السودان والمغرب الأقصى مع بداية تتأكد يوما بعد يوم في تونس وفي الجزائر ناهيك عما يحصل في إندونيسيا وأستراليا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وجل البلاد الإسلامية من إفريقيا السمراء للبنان فيها جاليات معتبرة.


5-وخطة الحزب لم تكن مقصورة على الاستعمال المباشر للعقيدة الشيعية الصريحة بل كان لها رديف هو التشيع المتنكر في أشعرية منحرفة حربا على ما تسميه بالتكفيرية كان آخر مظاهرها في مصر بتوظيف تصوفها المتشيع خاصة بعد أن أصبحت رئاسة الأزهر منها.


                       مراحل فقدان الدور


لكن مكر الله الخير كفيل بالقضاء على كل تآمر قضاء لا تقبل سبله التوقع إذ يوظف له الله حتى البعض من أعداء الأمة بغير قصد منهم. لذلك تدرجت هذه الاستراتيجية في سقوط محتوم مهما حاول أصحابها إخفاءه بتزيين هزائهم مكثرين من الحديث عن نصر موهوم. لذلك تراهم الآن لا تقتصر محاولاتهم على إخفاء الغدر بالأمة بل هم يحاولون إخفاء فشلهم الذي نصف حيننا هذا . فدعاية ما يسمى بمحور الممانعة المزعوم أصبحت مجرد تغطية على هزائمهم المتوالية بوهم النصر الإلهي إلى أن جاءته الضربة القاضية  من ثورة الربيع العربي عامة ومن ثورة الشعب السوري الأبي خاصة فكانت معاركهم مع  أبطال لا قدرة لهم على منازلتهم.


عندئذ انكشف المستور وتبين مضمون الدور الذي أفقدهم بعد الربيع العربي ورقة التوت الأخيرة. فلاحت بشائر سقوط الحزب بما يتكبده من هزائم أمام الشباب المجاهد في سوريا وآل الأمر بالنظام السوري إلى الاستسلام المتمثل في التخلي عن سلاحه الكيمياوي الذي لم يستعمله إلا ضد شعبه الأعزل. ثم تلا ذلك استسلام النظام الإيراني وإن بصورة تحفظ لقياداته ماء الوجه للحاجة إليه تكليفا إياه بنفس الدور الذي كان يؤديه الشاه سابقا بحماية إسرائيلية. فهم قد أوصلوا إيران إلى وضع جعلهم مخيرين بين وضعين أحلاهما مر:


فإما وضع كوبا بعد أزمة الصواريخ مع مكافأة بدور الشرطي التابع.

أو وضع كوريا الشمالية بعد العناد على الخيار النووي.


والمكافأة هي دور الشرطي المشروط بالتبعية المطلقة للغرب وإسرائيل تماما كان الشاه يفعل للعب دور البلطجي على أجواره من جبناء العرب الذين يتأخرون دائما فلا يهمون ما يجري بدليل تسابق البعض منهم بعد الاتفاق الإيراني الأمريكي للتعبير عن دخولهم بيت الطاعة الشاهنشاهية  الخمينية من جديد. فاختار الإيرانيون الوضع الأول الذي يضمن بقاء النظام ودور الشرطي التابع تبعية البلطجي في الخليج. ذلك أن قادتهم يعلمون أنهم في غاية المهلة سيجدون أنفسهم بين هذين الخيارين.


 والأقرب إلى الظن –إذا صح ما تتضمنه مرحلة الاختبار من شروط-أن القوميين أو الإصلاحيين الذين يحاولون إنقاذ إيران من الإفلاس ليس الاقتصادي فحسب بل وكذلك السياسي سيتختارون حلا وسطا بين وضع كوريا ووضع كوبا يتمثل في التخلي عن الطموح النووي مع مصالحة إسرائيل مقابل ترضية متمثلة في حماية المحافظة على النظام واستعادة دور الشاه الشرطي التابع لإسرائيل مباشرة ولأمريكا بصورة غير مباشرة.


 وبذلك تصبح المليشيا التابعة لحرس الثورة في لبنان زائدة دودية لا بد من اجتثاثها. وعندئذ فلا بد من بتر اليد التي يهدد أصحابها الجميع بقطع أيديهم. ستقطع يد المليشيات المرتزقة في لبنان والعراق وكل الخلايا النائمة التي من جنسها في كل دار الإسلام قبل أن تتعفن أوضاعها فتؤدي إلى حروب أهلية حيثما وجدت وخاصة في لبنان. وسيعود دور المقاومة الحقيقية ضد الاستعمار عامة والاستعمار الإسرائيلي خاصة إلى أهله الذين سبق لهم أن حرروا دار الإسلام من الحلف بين الباطنية والصليبيين. وعندئذ سيدرك الجميع أن المقاومة السنية لم تتوقف في كل دار الإسلام منذ بدء الصحوة والنهوض في القرن التاسع عشر.


أما الترسانه التي يملكها الحزب المجوسي فإنها لم تعد صالحة للمشروع الإيراني ولم يبق لها إلا الاستعمال المحلي في لبنان لبناء دويلة الإرهاب والمخدرات كما حصل لباطنية القرون الوسطى شرطا في مواصلة تخدير هؤلاء الشباب الأبرياء الذين حقنوا بمعاني الحقد على أبناء جلدتهم لخدمة أعداء أمتهم. لكن الشعب اللبناني بكل طوائفه بمن فيهم الشيعة التي لم تعد تحتمل الخضوع لميليشيا تتلاعب بمصيرها لن تسمح بذلك خاصة وأن التمويل الإيراني سيتوقف حتما إذ هو من شروط نزع السلاح الذي يعتبرونه نصرا في حين أنه مماثل لما حصل لكوبا بعد أزمة الصواريخ الشهيرة. ويمكن تحديد مراحل الموت البطيء لأداة الابتزاز الإيرانية المسماة حزب الله على النحو التالي:


المرحلة الأولى: الهزيمة العسكرية


 هي ما يسميه حزب الله والنخب المطبلة للزعيم الفذ المزعوم بالنصر الإلهي هو في الحقيقة الخرطوشة الأخيرة لخداع حزب المجوس. فقد كانت تلك المعركة نهاية حجة المقاومة وبداية انكشاف التنكر. فهزيمة  2006 التي  يسمونها نصرا إلهيا كانت نتيجتها تحول الجنوب إلى محمية دولية وتحول سلاح حزب الله إلى مجرد ركام غير قابل للاستعمال العنتري ضد إسرائيل. ومن ثم فهو لم يبق له إلا الاستعمال الداخلي كما حدث فعلا في حادثة الهاتف الأرضي والمطار أو البحث عن استعمال خارجي لا يضير إسرائيل.


المرحلة الثانية: الدور الخارجي للسلاح


ثم جاء البحث عن دور خارجي مشروط بألا يهدد أمن إسرائيل بل يقويه وذلك من خلال المساهمة في قمع ثورة الشعب السوري التحررية. فكانت دعوى حماية المقدسات ثم دعوى حماية اللبنانيين المقيمين في سوريا إلى أن وصلنا إلى الإعلان عن الحلف الصريح مع أنظمة الاستبداد والفساد ضد الربيع العربي ثروة الأمة التحررية الكبرى. عندئذ افتضح الدور الحقيقي بشكل نهائي لا يقبل الإخفاء والماكياج.


ذلك أن الحلف ضد الربيع العربي والثورة السورية بين لكل متشكك في ما حاولت بيانه منذ مقامي في ماليزيا فيما كتبته حول المقاومة العراقية التي ركعت أغنى جيش في العالم الجيش الأمريكي حتى أفلست الولايات المتحدة العراقية وحول تخريف حسنين هيكل المزعومة إستراتيجية وبعدها في مكاتباتي لأمينه العام كما نبين أدناه.


المرحلة الثالثة: هزيمة الراعي وممر الرعاية


وهذه المرحلة هي مرحلة الاتفاق الأخير بين إيران والغرب وما سبقها من اتفاق بين الغرب ونظام سفاح الشام الأرعن. فهذا الاتفاق يتضمن حتما تخلي إيران عن الحاجة إلى توظيف مرتزقة حزب المجوس. ذلك أن هدف إيران كان يطلب ضمانة بالبقاء للنظام الثيوقراطي تماما كما كان طلب كاسترو ضمانة بقاء نظامه بعد أزمة الصواريخ. لكن إيران قدم لها طعم آخر يمثل ترضية صغيرة لكبرياء الإيرانيين تتمثل في استرادا دور الشاه شرطيا تابعا للغرب وإسرائيل للعربان الفاقدين للأنفة والرافضين لشرطها أعني وحدتهم. ف


لم يعد للسلاح النووي الإيراني فائدة علما وأن التخويف به لم يكن ذا مصداقية إلا عند السذج إذ إن الغرب وإسرائيل لا يمكن أن يخيفهم سلاح بدائي إيراني لم يتحقق بعد في حين أن الصين والاتحاد السوفياتي لم يحركا لهم شعرة رغم ما لهما من ترسانة لا تستطيع إيران الوصول إلى واحد في المائة من قوتها حتى لو أنفقت كل مدخولها الهزيل.


والوحيد الذي كان يخيفه هذا السلاح المنتظر هو الأنظمة العربية التي قررت أن تبقى منزوعة السلاح للحفاظ على وهم الدولة القطرية حتى لو كانت مشيخة. أما إسرائيل  فهي محصنة مرتين بسلاحها أولا وبالحماية الغربية ثانيا: ما كان يزعجها هو فقدان التفرد بدور الشرطي في المنطقة لا غير. وهذا قد حصل لأن الطعم المقدم لإيران مع ضمانة بقاء النظام هو دور الشاه التابع لها ولحماتها.

 

المرحلة الرابعة: الدور المشروط بالتبعية لإسرائيل


وإذن فحتى لو سلمنا بأن أمريكا قدمت لإيران هذه الترضية أعني شيئا من دور الشاه السابق فهذا الدور يبقى مشروطا بالتبعية للغرب ولإسرائيل في دور شرطي المنطقة. لذلك فله مقتضيات تترتب عليه وأهمها إلغاء كل أدوات الإزعاج لإسرائيل والغرب وأولاها المليشيات الشيعية في لبنان وفي العراق وحول الخليج ممرا للطاقة. ذلك أن الاعتراف لإيران بدور في المنطقة مشروط بقيود التعبية للغرب عامة ولإسرائيل خاصة كالحال في عهد الشاه بحيث تستغني إيران عن حزب الله أداة تهديد للغرب وإسرائيل عبئا بلا فائدة ما يفقده القدرة على دوره في نشر التشيع فيصبح بذلك عديم الدور بإطلاق إلا بإرهاب شعبه اللبناني.


المرحلة الأخيرة: تحرر الشيعة العربية عامة والشيعة اللبنانية خاصة


 وتتمثل هذه المرحلة الأخيرة في فقدان الحاجة إلى مرتزقة تهدد إسرائيل والغرب حتى بالعنتريات الهادفة إلى تمرير الدور الحقيقي ضد السنة. وإذا سقط الدور المخادع سقط معه هذا الدور لأنه يكون بعد انكشافه قد فقد لفاعلية. عندئذ يفقد حزب الله التمويل الإيراني الذي من دونه لن يصمد طويلا. وإذ إن التمويل هو الذي كان مخففا لعبئه على شيعة لبنان العربية-ونفس الأمر يصح على شيعة العراق العربية-فإن هذا العبء الذي قد يفرض عليهم سيبعدهم عن الأحزاب الطائفية لأنهم سيفضلون العودة إلى ذاتهم بما هم عرب يعلمون أن مصلحتهم الحقيقية هي مع العرب وليس مع غيرهم بل لعلهم يحيون التشيع العربي الذي من المفروض أن يكون هو المرجعية الوحيدة لأن آل البيت عرب وليسوا فرسا.


            محاولات الحوار الهادئ مع حزب المجوس


                   مرت تجربتي في محاولة التنبيه غير المباشر إلى الدور المشبوه لحزب الله بمرحلتين كلتاهما مضاعفة كلتاهما كانت بالحوار الهادئ ودون تشنج. فالمرحلة الأولى كانت متعلقة بفضح دور المليشيات الشيعية في العراق أولا من خلال تحليل دورهم في التحالف مع مغول العصر ثم بتخريف حسنين هيكل الذي اعتبره بوقا إيرانيا يحقر من العرب عامة ومن السنة خاصة لعداوة متأصلة فيه ضد الإسلام. وقد تبينت هذه العداوة في الغاية مع عقم تفكيره الاستراتيجي محليا ودوليا من خلال موقفه الحقير ضد ثورة شباب مصر التحررية وتأييده بل وتخطيطه لإجرام السيسي والنخبة العميلة.


أما المرحلة الثانية فكانت تنبيها مباشرا من خلال التصدي لفكر حسن نصر الله ذاته ولأثره في بعض النخب المأجورة التي حاولت تشويه عودة الوعي للشيخ القرضاوي عندما أدرك الخداع الذي وقع ضحية له في محاولات ما يسمى بالتقريب بين المذاهب. فقد بعثت برسالتين مفتوحتين إلى أمين حزب الله العام. وكان قصدي في المرتين محاورته بالحجة والبرهان ومن ورائه تنبيه الكثير من مثقفي العرب وساستهم ممن تغريهم عنتريات موضع قدم الخميني في لبنان حول المقاومة وفلسطين تنبيههم للخطر الذي تمثله الاستراتيجية الهادفة إلى استعادة الإمبراطورية الساسانية لعبا على إحياء الحرب الطائفية الشيعية السنية بين العرب للقضاء على كل إمكانية لتوحيدهم.


فمخادعة الجماهير العربية التي أصحبت تتشبث بكل العنتريات لفرط نقمتها على العجز العربي الرسمي أمام صلف إسرائيل وتحيز الغرب جعلتهم يصدقون أي ناعق بما لا ينطلي على أي عاقل والغفلة عن القصد الحقيقي من السعي النسقي لتشييع المنطقة كلها واستعادة دولة بني ساسان وحلفها العتيق الذي أرجع خونة الشرق من الملة اليهودية ما بين النهرين ومصر منذ ما قبل الميلاد لحاجته إلى خدماتهم في شق الصف العربي:


الأولى كانت بمناسبة إحدى خطبه التي يلقيها عادة في عاشوراء تكلم فيها على دور حزبه في استرداد كرامة الأمة تحت شعار أدخلوا مصر آمنين. ولم يكن دافعي للكتابة هذا الشعار الذي دلالته بينت حينها ولا حتى دعواه أن النصر العربي الأول على إسرائيل تمثله مناوشات سنة 2006 التي مثلت بداية النهاية بالنسبة على كل عنترياته بعد أن توقف وهم مقاومته لإسرائيل إذ كانت نتيجتها إجلاءه عن الجنوب الذي أصبح محمية دولية بخلاف نصر أكتوبر الذي قلب علاقة الهزيمة النفسية بين الجندي العربي والجندي الإسرائيلي.


إنما كانت مكاتبتي له بسبب تعريضه بعالمين جليلين منالمغرب العربي هما القاضي ابن العربي وابن خلدون في حكمهما على ما يدعي إحياء ذكراه بتنظيم منادبه باسمه: فالأول قال إن الحسين قتل بشرع جده والثاني قال إن الحسين كان على حقا شرعا وأخطأ من حيث الحسابات السياسية. ظنهما متحيزين للدولة الأموية في حين أنهما اقتصرا على حسم أمر الخلافات التي نتجت عن الفتنة الكبرى من منطلق قوانين السياسة حتى يخرجا الأمة من الحروب الطائفية التي كان خطابه كله سعيا لإشعال نارها من جديد.


والرسالة الثانية كانت بمناسبة الحملة التي انخرط فيها الكثير من ذيوله في كل أرجاء الوطن العربي تنديدا بشيخ الأمة وعلامتها في النقليات عندما تدارك مواقفه من خدعة ما يسمى بالتقريب بين المذاهب. وكان هدف الرسالة دحض التهمتين اللتين لا يكاد متشيع أو متعلمن يفتح فاه إلا ليتهم بها المجاهدين من السنة الذين يقاومون الاستعمار الأمريكي في كل أصقاع العالم والذين أنهوا أسطورة الجيش الأمريكي في العراق وفي أفغانستان وقبلها أسطورة الجيش الروسي في أفغانستان والشيشان.


والتهمتان هما التكفير والطائفية. فقد كان من الواجب أن يتبين للجميع أن أصل هاتين العاهتين كان وما يزال التشيع المغالي سواء في ماضي الحركات الباطنية التي أسست لما يسمى بالإرهاب التكفيري أو في الحاضر لما يسمى بالثأر لكربلاء. ولعل غاية هذا المرض كما كانت في الماضي هي تكرار الحلف مع مغول العصر لمحاولة القضاء على القوة السنية.


فما حققته باطنية إيران وابن العلقمي من داخل المجال العربي في دار الإسلام بالحلف مع المغول تريد مرة أخرى باطنية إيران ونصر الله من داخل المجال العربي في دار الإسلام تكراره حلفا مع أمريكا وإن بفنيات أكثر خبثا لم تكن فيها مقاومة إسرائيل وقضية فلسطين إلا جبة عثمان المعكوسة لأن رافعيها هم قتلة ما يرمز إليه عثمان وليس عثمان وحده أعني القرآن الكريم الذي دنسوه بأن وضعوا له بديلا في السر هو قرآن فاطمة واعتزلوه علنا بتقديم بدائل منه أعني المناحات والخرافات المتنكرة للسنة الشريفة.

       

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام

التسوق الخليجي للسلاح يلتهم

مبالغ خيالية لمواجهة "إيران"؟

2013-11-30 | خدمة العصر التسوق الخليجي للسلاح يلتهم مبالغ خيالية لمواجهة

نشر معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام تقريرا عما أسماه "متعة التسوق الخليجي للسلاح العالمي".

وجاء فيه أن المملكة العربية السعودية برزت كأكبر زبون أجنبي للأسلحة الألمانية، حيث اشترت ما يقرب من ربع إجمالي مبيعات الأسلحة في ألمانيا.

وكشف التقرير أن السعودية احتلت المرتبة العاشرة (10) ضمن قائمة أكبر مستوردي الأسلحة في العالم في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012 (الإمارات رقم 9).

ويُتوقع أن تُصنف السعودية من بين خمس (5) دول الأكثر شراء للأسلحة في العالم خلال السنوات الأربع القادمة (2013-17)، بالنظر إلى حجم الطلب: مثل 48 طائرة مقاتلة من طراز "تايفون" من بريطانيا و152 طائرة F- 15SA المقاتلة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يتابع مثل هذه المبيعات.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في الشهر الماضي إنها ستبيع للسعودية والإمارات ما قيمته 10.8 مليار دولار من الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك: (Boeing's Expanded-Response Standoff Land Attack Missile and Raytheon Joint Standoff Weapon).

وإعلان البنتاغون عن هذه الصفقة "هي بمثابة رسالة دعم من إدارة أوباما لاثنين من الحلفاء المقربين في الشرق الأوسط"، حسبما ذكرت بلومبرج، حيث تزامن (الإعلان) مع محادثات أمريكا وحلفائها الأوروبيين مع إيران بشأن البرنامج النووي.

"وقد ضغط النظام السعودي على الولايات المتحدة للحفاظ على عقوبات اقتصادية صارمة ضد إيران، وذلك لثنيها عن تطوير الترسانة النووية والحد من قدرة إيران على مساعدة حليفتها المحاصر، الرئيس بشار الأسد، وفقا لاثنين من المسؤولين الأمريكيين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما".

ويُقدر معهد ستوكهولم أن القيمة الإجمالية لمبيعات الأسلحة في عام 2011 كانت على الأقل 43 مليار دولار، ولكن هذا التقدير يبدو منخفضا كما يقول مركز أبحاث الكونجرس الأمريكي، ففي عام 2011: "بلغت قيمة جميع شحنات الأسلحة إلى الدول النامية 28 مليار دولار"، هذا للدول النامية فقط، والمبيعات من الولايات المتحدة وحدها.

وقد هيمنت الولايات المتحدة على المبيعات، تليها روسيا، بينما الجزء الكبير من بقية المبيعات مصدره من ألمانيا وفرنسا والصين.

ويقدر أن الإنفاق على الدفاع في البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية قد نما بحوالي 20 في المائة من 2011 إلى 2012، وفقا لأرقام الميزانية التي جمعها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام والمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS)، هذا مع العلم أن الأرقام المتوفرة ليست شفافة، وهي أقل من الأرقام الحقيقية.

وأفاد تقرير آخر نشره معهد استوكهولم للسلام، حول الإنفاق العسكري لدول التعاون الخليجي، أنه في السنوات الأخيرة عززت دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مطرد حجم الإنفاق على السلاح لمواجهة ما يرونه تهديدا متزايدا من إيران، وتشمل الأسلحة (ذات القيمة العالية): الطائرات المقاتلة والدفاعات الصاروخية وأنظمة الأرض.

وبين عامي 2008 و2011، كما أورد التقرير، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي أن قيمة صفقات الأسلحة تجاوزت 75.6 مليار دولار، وفقا لتقرير CSIS في سبتمبر الماضي. ما يقرب من 70 في المائة من تلك المشتريات (52 مليار دولار) كانت من المملكة العربية السعودية، وتلتها الإمارات العربية المتحدة بقيمة 17.2 مليار دولار.

في حين ذكرت مصادر أن إيران عام 2008 تسعة مليارات دولار على الدفاع تمثل 2،5 بالمائة من ناتجها المحلي، مقابل 40 مليار للسعودية تمثل 27 بالمائة من الناتج المحلي. وتضيف أن معهد واشنطن التابع للخارجية الأمريكية يقدر متوسط الإنفاق العسكري السعودي بما نسبته 45٪ من الميزانية السنوية، وهو الأضخم في التاريخ المكتوب.

ويتوقع معهد استوكهولم للسلام، استنادا للمصدر نفسه، أن تنفق السعودية الأعوام المقبلة سبعة أضعاف إنفاق إيران، وخمسة أضعاف إنفاق إسرائيل. وتعد إيران الدولة الأكثر تسلحا في المنطقة، وبالرغم من ذلك يبلغ متوسط إنفاقها ما نسبته 3،75 بالمائة مقابل 10 أضعاف ما يصرفه الجيران

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الأسد: معركتنا مع السعودية (مفتـوحة)




أعلن الرئيس السوري بشار الأسد ان استمرار دعم السعودية ودول اخرى للمجموعات الارهابية سوف يؤخر حل الازمة. وقال إن الدولة السورية تتقدم على اكثر من جبهة في مواجهة الارهاب والحرب عليها. مؤكدا ان الحكومة لن تذهب الى جنيف إذا كان هناك من يريد منا تسليم السلطة له هناك.
كلام الاسد عن الوضع في سورية، جاء خلال لقاء مع وفد من قيادات حزبية وسياسية من دول عربية في المغرب والمشرق، وذلك على هامش مؤتمر الاحزاب العربية الذي عُقد في سوريا قبل عشرة ايام. وقد تحدث احد القادة الحزبيين في المغرب العربي لـ"الأخبار" اللبنانية عن الاجتماع.
وردا على اسئلة عن واقع ما يجري في سوريا نقلت "الاخبار عن الاسد قوله  "نحن تعرضنا لحرب كبيرة، وكان علينا ان نركز في المرحلة الاولى على الصمود، وهذا ما فعلناه في السنة الاولى، ومن ثم انتقلنا الى مرحلة الانتصار على الاعداء. هناك تجارب في التاريخ القريب، منها ما حصل مع المقاومة في لبنان، التي صمدت طوال سنوات طويلة، ثم حققت انتصارات كبيرة عامي 2000 و2006. ونحن نعرف منذ البداية ان المعركة تستهدف قرارنا المستقل، لكن هذا القرار المستقل كان سببا رئيسيا في صمودنا وفي انتصارنا، برغم اننا نقدر الدعم الذي تلقته سوريا من حلفائها، ولبعض الحلفاء دور محوري، مثل روسيا التي تقف الى جانبنا لان مصالحها مهددة ايضا. وانا سمعت مباشرة من القيادة الروسية ان وقوفهم الى جانب سوريا هو للدفاع عن موسكو لا عن دمشق فقط".
واضافت "الاخبار" الى "أن الوقت المطلوب لانهاء الازمة في سوريا مرتبط الى حد بعيد بالدعم والتمويل القائمين للمجموعات المسلحة من قبل اطراف فاعلة في المنطقة"، موضحا "أن السعودية وغيرها داعمون بقوة الارهاب، وهم نشروا عشرات الالاف من التكفيريين في البلاد، ووصل الامر بالسعودية الى دفع اكثر من الفي دولار راتبا شهريا لكل من يحمل السلاح معهم. ثم هناك مشكلة اخرى تتعلق بعملية تسلل عناصر "القاعدة" عبر الحدود مع العراق. وهذا أمر تعمل السلطات في بغداد على مكافحته، لكن الامر ليس ناجزا تماما. وبالتالي، فان وقف الدعم السعودي سوف يكون له تأثير حاسم، وخصوصا ان المسلحين ومَن هم خلفهم فوجئوا بقدرات جيشنا في مواجهتهم. والآن، نعرف كما كل العالم، ان القاعدة لا تمثل خطرا على سوريا فقط. ونحن نأمل حلولاً منطقية خلال الشهور المقبلة، لكن الامر يظل مرتبطا ايضا بقدرتنا على مواجهة هؤلاء، ونحن مصرون على مقارعتهم حتى النهاية".
وتابعت "الاخبار "إزاء ما هو قائم على الارض، نحن لا نعتقد بامكانية عقد تسوية قريبا. وطالما استمر ارسال المقاتلين والاسلحة والاموال عبر الحدود الى سوريا، فلن نتوقف عن مطاردتهم، ولن يكون بمقدور احد في العالم منعنا من القيام بحقنا في الدفاع عن بلدنا. ثم إننا لا نجد اليوم ما يمكن ان نتفق عليه في جنيف، وخصوصا أن البعض واهم بأننا سوف نذهب الى هناك لتسليمهم السلطة، واذا كان هذا ما يريدونه، فليأتوا الى سوريا كي نسلمهم السلطة (هازئاً). ثم إنهم إذا قرروا تعيين (رئيس الائتلاف المعارض احمد) الجربا رئيساً، فهل هم يعتقدون انه يقدر على القدوم الى سوريا؟". وأوضح الاسد ان السعودية "تقود اوسع عملية تخريب مباشر لكل العالم العربي، والسعودية قادت دول مجلس التعاون في معركة ضد كل الدول والجهات التي تقف في وجه اسرائيل. لقد وفر (السعوديون) الغطاء لاتفاق كمب ديفيد، كما دعموا الحرب على لبنان عام 1982، وهم اليوم يستمرون في معركة ارهابية مفتوحة ضد سوريا، ونحن الان نقول صراحة إننا في حالة حرب معهم. صحيح اننا سايرناهم سابقا، لكنهم يريدون كل شيء وفق تصورهم ووفق مصالحهم".
وعن موقف الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة، قال الاسد: "لا يزال الغرب الاستعماري يتصرف بعقلية المغرور، هم يتصرفون كأن آخر عشرين سنة لم تمر، هم يتجاهلون هزيمة اميركا في العراق، وهم يتصرفون كأن الاتحاد السوفياتي سقط بالامس?.
اما عن وضع العالم العربي ومؤسسة الجامعة العربية، فقال الاسد: "اذا بقيت الجامعة تحت تأثير وسلطة انظمة متخلفة كما هي حال دول الخليج العربي، فلن يكون لها أي دور وأي فعالية. ومع ذلك فان الدول العربية ليست كلها منزوعة الاستقلال". وأضاف: "اليوم يقف في العراق رجل شجاع مثل الرئيس نوري المالكي. لديه مواقف مهمة، برغم ان دولته ممزقة ويعمل كثيرون على تدميرها. حتى الجزائر يمكن اعتبار موقفها متقدم على غيرها، والاهم اليوم الالتفات الى ما يجري في مصر. نحن نرى كما بقية العرب ان في القاهرة اليوم من يقول لاميركا بصراحة وبصوت مرتفع "لا علاقة لكم بالشأن الداخلي لمصر"، وهذا موقف مهم ويجب دعمه".
وتحدث الاسد عن واقع الاحزاب في سوريا وفي العالم العربي، مشيرا الى ان "الفراغ هو احد اسباب انتشار التكفيريين، لكن السبب يتعلق ايضا بان هذه الاحزاب لم تجدد نفسها، وهي لا تزال ضعيفة، ونحن مهتمون كدولة بتعزيز هذا العمل لا كحزب، كما اننا نراقب انعكاس صمود سوريا على الواقع العربي عموما، وخصوصا في المغرب العربي، الذي نخشى اخضاعه لحكم حلف الاطلس?.
وحذر الاسد من الانتشار الواسع للفكر الوهابي التكفيري في العالم العربي. وقال لـ الاخبار" "وهذا يفرض مقاربة جديدة لواقع المؤسسات الدينية، لكنه يتطلب اساسا دعم الدولة المدنية على اساس المواطنة". جيل اليوم عرضة لعملية تجهيل كبيرة. والجيل الذي سبقنا كان وعيه اكبر، وعملية التجهيل هدفها ابقاء العالم العربي في حالة من التخلف. واريد ان اذكركم بان الغرب لا يريد لنا التطور ابدا. واتذكر انه عندما زارني وزير خارجية اميركا عام 2003 كولن باول، ونقل شروط بلاده على سوريا بعد احتلال العراق، كان يريد منا على نحو خاص عدم استضافة اي عالِم عراقي. رفضنا طلبه، فعمدت استخبارات اميركا واسرائيل الى تصفية عدد غير قليل من هؤلاء العلماء. وهم اليوم يريدون القضاء على الادمغة في ايران".
لكن الاسد لفت في المقابل الى تجدد حالة الوعي عند شعوب عربية كثيرة، متحدثا عن ان رفع صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في كثير من التظاهرات العربية اشارة الى ذلك. كما قالت "الاخبار".
وقال: "نحن لسنا في مواجهة الدين، لكننا لسنا مع اقحام الدين في كل تفاصيل الحياة اليومية للناس. حتى إننا نحن، وكعلمانيين اقررنا في دستورنا دورا للدين، وقلنا صراحة إن الشريعة هي مصدر للتشريع. لكننا نرفض اي تسييس للدين بالمعنى الذي يقود الى نتائج سلبية. ولنأخذ مثلا يدل على ان الموقف ليس من الدين، فهذا حزب الله في لبنان. هو حزب عقائدي يستمد افكاره من الدين. الا اننا لا نختلف معه في الامر السياسي. وهذا مؤشر على انه ليس لدينا موقف مطلق من الاديان، لكننا نرفض كل قوة دينية تعمل وفق فكر تكفيري او وهابي>.
واضاف: "لذلك نحن نقول إننا لا نتعامل مع الاخوان المسلمين على هذا النحو. وانا اعتقد انه ليس بمقدرو سوريا ان تتحمل هذا الفريق. هؤلاء لم يعطونا نموذجا ايجابيا في كل المراحل. وهم ينطلقون من موقف مذهبي، وإلا فما هو تفسير موقفهم المعادي لحزب الله. وهم يقبلون التلون السياسي في كل الملفات. وهم يستخدمون اللغة المذهبية من اجل تسعير الفتننة السنية ـــ الشيعية". واضاف: "سوريا كما ايران كما حزب الله يراعون الكثير من الظروف منعا لتعميم الفتنة. حتى مقاربة الوضع في البحرين تجري بحذر كبير لهذا الغرض".

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


هل نتحالف مع إسرائيل ضد إيران؟

 | 2013-12-01
السؤال في العنوان يحمل في طياته إشكالية،



فالصياغة وإن كانت استفهامية، إلا أنها تطرح خيار التعاون والتحالف مع إسرائيل على الطاولة، أي أنه يجعل من العداء لإسرائيل مسألة ثانوية، ومنها يفتح الباب لمسألة التحالف معها ضد العدو الجديد إيران، وبالطبع فإن موضوع العداء لإيران موضوع إشكالي وليس أمرا محسوما كما يتوهم البعض، أن تكون إيران عدوتنا بالمطلق فهذا محل نقاش وجدل كبير، علينا قبل ذلك أن نحدد من هم نحن؟ العرب جميعا، أم مجموعة محددة من العرب؟ هل نتحدث عن منظومة مجلس التعاون الخليجي فقط؟ هل نشير للموقف الشعبي أم الرسمي من إيران؟ وذلك حتى نستطيع الإجابة بوضوح على سؤال: هل إيران عدوة لنا؟
شخصيا، لم يتغير شيء بالنسبة لإسرائيل والموقف منها، هذا الكيان هو العدو الأول في نظري، كان وسيظل هو الطرف المستهدف، في الموقف والخطاب والفعل، احتلالها لفلسطين شكل العقبة الكبرى لقيام مشروع عربي منسجم مع نفسه في المنطقة، ولم يتغير شيء في هذا الموضوع، سوى المساهمات العظيمة التي قدمها الاستبداد لخدمة نفسه والمشروع الصهيوني في المنطقة، وأولهم النظام السوري الحالي والعراقي السابق، فالنظام العراقي الحالي ملحق بمشروع أجنبي آخر هو المشروع الإيراني، وإسرائيل ليست إلا مشروعا اجتثاثيا عنصريا غير شرعي، وفكرة التحالف أو التعاون أو التماثل معها في الموقف، هي فكرة أكثر من حقيرة بكثير، مهما كانت اليافطة التي توضع لتمريرها.
كنت لزمن طويل أروج لموقف غير محتقن ضد إيران، وأنها خصم ومنافس شرس لنا في المنطقة، وأنها دولة قومية تعمل على خدمة مصالحها ونفوذها، وهذا مشروع ومبرر عند حدود معينة، الأمر تغير اليوم بكل تأكيد، ارتقت إيران لمرتبة العدو الحقيقي في نظري، وهذا لا علاقة له من قريب أو بعيد بكونها دولة شيعية، بل بالأدوار التي تلعبها في أكثر من بلد عربي، وأنها تضرب استقرار بلادنا العربية بشكل جدي ودون هوادة، ولأنها داعم كبير للاستبداد ومشروع تفتيت المنطقة على أسس مذهبية، مما يعيق عملية التحول الديمقراطي وتحقيق هذه الشعوب لما تنادي به، ولأنها مارست القتل عبر مواجهات مباشرة مع الثوار العرب في سوريا، بغرض الإبقاء على نظام عميل لها، ولأنها عملت على إنشاء ودعم ميليشيات عسكرية في العراق وسوريا ولبنان واليمن تخدم مصالحها، وتضرب في عمق المشروع الشعبي العربي لنيل الحرية والديمقراطية، من أجل هذا كله تحولت في نظري ونظر معظم العرب –باستثناء ملاحقها– إلى عدو حقيقي لا جدال في خطورته وضرره.
الجديد إذاً في موضوع إيران وإسرائيل، أن إيران احتلت مرتبة العدو بعد أن كانت جارة منافسة ولدودة، لكن الأمر في المسألة الأولى لم يتغير. إن ما أصبحنا نحارب إيران لأجله تؤديه إسرائيل منذ ستين عاما، وبالتالي فإن انشغالنا بقضايا جديدة مع إيران لا يلغي أبداً ما قامت وتقوم به إسرائيل حتى هذا اليوم، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التقليل من فعل أمام فعل آخر مشابه له، إنهما اليوم يقفان موقفا واحدا من المشروع الذي نأمل قيامه في بلادنا العربية، ويقف معهم العدو الحقيقي والأشد خطورة علينا جميعا، المتمثل بالاستبداد بكافة درجاته وألوانه وأطيافه، فعبر هذا النمط من الحكم تتغلغل إيران وتتغطرس إسرائيل أكثر فأكثر، ولو انتبهنا لوجدنا أن الاستبداد شريك حقيقي لهذه المشاريع المتنافسة على أرضنا، انظروا لبشار الأسد على سبيل المثال، ماذا قدم لإسرائيل وإيران من أجل بقائه فقط؟ ماذا يفعل السيسي وقادة الجيش المصري من أجل الإبقاء على نفوذهم وحكمهم؟ وفي الخليج يفعل الاستبداد فعلته بتفويت أية فرصة لنهضة المنطقة وتحول ميزان القوى لصالح العرب.
نحن لا نملك أي شيء ضد إيران وإسرائيل اليوم، لكننا نملك هدم الأنفاق التي يتسربون منها لبلادنا، نملك أن نعمل بشكل جدي ضد الاستبداد والتفرد بالحكم، الأمر الذي يمكننا لاحقا من عمل شيء ضد الآخرين.
.......
العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة


الجارديان: خلافات السعودية مع "أوباما" تنتهي 2016

اوباما وملك السعودية

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا أمس، عن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" والملك السعودي "عبد الله بن عبد العزيز"، لتأكيد التزام العلاقات بين أمريكا والسعودية ودول الخليج، ولتخفيف آثار اتفاقية جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني على دول الخليج.

وأضافت الصحيفة أنه لم يتم نشر أي تفاصيل أخرى للمكالمة، رغم أنه من الواضح أن التقارير عن وفاة العلاقات التي استمرت 80 عاما بين البلدين مبالغ فيها، لكن لا شك في غضب السعودية من تقارب إيران من أمريكا، مع أن غضب السعودية من "أوباما" بدأ منذ فترة طويلة قبل الاتفاق النووي بجنيف.

وأوضحت الصحيفة دفاع السعودية لمدة ثلاث سنوات عن الوضع القائم بسبب اضطرابات الربيع العربي، حيث شعر السعوديون بالرعب عندما لم يهتم "أوباما" بسقوط "حسني مبارك" واهتم بجماعة الإخوان المسلمين حتى تمت الإطاحة بـ"محمد مرسي".

وتابعت الصحيفة بأن القطريين الأثرياء هم من دعموا المتمردين ضد "معمر القذافي" بليبيا، وشجعوا الجماعات الإسلامية التي تخاف منهم السعودية، و سمحت السعودية للديكتاتور التونسي المخلوع "زين العابدين بن علي" للعيش بمنفاه بجدة، مضيفة أن الملك "عبد الله" دعا إلى إسقاط "بشار الأسد" عام 2011، وساعد على تقديم الأسلحة للمتمردين السوريين.

وأشارت إلى أن المتمردين في سوريا تحالفوا مع السعودية ضد إيران بسبب دعمها لنظام "الأسد"، وزاد قلق السعودية عندما وكلت أمريكا روسيا بالتعامل مع سوريا فيما يخص الأسلحة الكيميائية، موضحة أن رفض السعودية لمقعد مجلس الأمن يدل على مزاج السعودية المتعكر من مواقف أمريكا المتكررة ضد مصالحها.

وأنهت "الجارديان" مقالها بأن المخاوف تزداد حول مستقبل الطاقة بين أمريكا وأسيا، لكنها عادت لتؤكد بأن التوترات والخلافات الحالية بين الرياض وواشنطن ستنتهي مع انتخاب رئيس جديد لأمريكا 2016 خلفا للحالي "باراك أوباما".

البديل

..............................

 د.سحاب: الغذامي يستحق أكثر

أبا أسامة

لقد أنصفت الدكتور عبد الله الغذامي وهو يستحق أكثر
هو أديب مرموق وحديثك عنه يفيض بالأدب المرموق

بارك الله فيك، وعلى يد الدكتور عبدالله نشد ليس تطابقا في الرؤى والمواقف، ولكن للقيم والمبادئ

وسلمتم لأخيكم

سالم سحاب

-------------------------------


حزب الله: تراجع المشروع الأمريكي والاتفاق مع إيران سببه الصمود

 
بيروت، لبنان (CNN)-- قال عضو المجلس المركزي في حزب الله اللبناني، حسن بغدادي، إن صمود محور المقاومة في لبنان وسوريا وإيران أدى إلى ما اعتبره تراجع "المشروع الأمريكي" في المنطقة الأمر الذي دفع بالاتفاق الدولي مع إيران.


ونقل تقرير نشر على وكالة الأنباء اللبنانية على لان بغدادي قوله: "ما نشهده اليوم، من تراجع للمشروع الأمريكي الغربي، من خلال إبرام هذا التفاهم مع الجمهورية الإسلامية في إيران، هو بسبب صمود محور المقاومة في سوريا، وخير دليل على حضور هذه الأمة الفاعلة، والحية والمجاهدة، فلولا مداد العلماء، ودماء الشهداء، وصبر الناس، لما وصلنا إلى هذه العزة والكرامة، ولما كان لدينا دولة بحجم إيران، ومقاومة بحجم حزب الله."
وأضاف بغدادي: "قضية عاشوراء تصلح لتكون العنوان الجامع لوحدة المسلمين، فهي تحمل مشروع الإصلاح في وجه الحاكم الفاسد، وما أكثر المسؤولين الفاسدين اليوم، من مختلف الطوائف والمذاهب، الذين ارتكبوا الجرائم بحق الشعب اللبناني، وحموا القاعدة، والتكفيريين الذين لا دين لهم ولا أخلاق، وهم ينتسبون بالكامل إلى المشروع الصهيوني، الذي أحد أهدافه الأساسية تفتيت المسلمين، والنيل من مقاومتهم الشريفة، التي هزمت الاحتلال الأمريكي في العراق، والإسرائيلي في لبنان وفلسطين."




....................


المسلماني يعترف:مصر تعاني من أزمة اقتصادية


2013/11/28   



يبدو ان مسؤولي الدولة ومؤسسة الرئاسة يظهرون علينا بكلام عكس ما يقولونه في الغرف المغلقة والمناسبات الخاصة، ولا يوجد دليل على صحة هذا المبدأ أكثر من أحمد المسلماني، المتحدث الاعلامي لرئيس الجمهورية.
ففي أحد الأفراح ماركة هاي كلاس التي يعيش فيها مجتمع النخبة، ووسط مجموعة من الحسناوات، سأل أحد الحاضرين المسلماني عن أحوال البلد، وبالذات من الناحية الاقتصادية، فكان رده الذي أصاب الجميع بالصدمة والذهول، بقوله: ، وبرر المسلماني كلامه بأن مصر تعاني من أزمة اقتصادية ستعصف بها خلال الأيام القادمة، وأن موارد الدولة لم تعد تتحمل حالة الكساد، وهروب الاستثمارات، وتعطيل عجلة الانتاج، وتلبية المطالب الفئوية، خاصة مع قلة الامكانيات.
حديث المسلماني نزل على الحضور كالصاعقة، وأثار ذعراً في مجتمع النخبة الذي دعم كل ما حدث في 30 يونيو، ظناً منهم ان ذلك سيحافظ ويدعم مصالحهم.

.............

حازم أبوإسماعيل:"مجرد النزول للاستفتاء على الدستور هو اعتراف بالسلطة القائمة"



media//version4_1453396_552527234833988_648590941_n.jpg
مفكرة الإسلام : أكد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، مؤسس حزب "الراية"، والمرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، على مقاطعة الاستفتاء على الدستور الذي أعدته لجنة الخمسين المعينة، مشددًا على أن مجرد النزول للمشاركة يعد اعترافا بسلطة الانقلاب.
وقال براء، نجل الشيخ حازم، في تدوينة له عبر صفحته على "الفيسبوك": "بعد زيارة للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أحببت أن أطمئنكم على صحته ومعنوياته وقد سألته عن موضوع الاستفتاء على الدستور، فقال: إن مجرد النزول للاستفتاء هو اعتراف بالسلطة القائمة".
وأشار براء إلى أنه "عندما ذُكر له موضوع إضراب الطلبة عن الجامعات وغيره، أكد (الشيخ حازم) أن ذلك من أنجح الأمور. والله المستعان".

..................

داعية سعودي: 5000 إذاعة تحارب الإسلام بإفريقيا


الدوحة - عمر عطية
دعا الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن أحمد الخضيري الأستاذ المساعد في قسم الدراسات القرآنية في كلية التربية، جامعة الملك سعود بالسعودية، الدول الإسلامية والعربية إلى الإسراع في إقامة "اتحاد الإذاعات الإفريقية الهادفة" رداً على حملات التنصير والتشيع المنتشرة في "القارة السمراء"، حسب رأيه.
وكتب الداعية السعودي على حسابه الشخصي (130 ألف و319 متابع) بموقع "تويتر" وصفحته (7 آلاف و73 متابع) في "فيسبوك"، اليوم السبت، إن هناك أكثر من 110 إذاعة إسلامية في إفريقيا وستجتمع بإذن الله في "اتحاد الإذاعات الإفريقية الهادفة، بينما يصل عدد الإذاعات التنصيرية  في القارة إلى 5000 إذاعة.
وأضاف: إذا كان "اتحاد الإذاعات الإفريقية الهادفة" واحداً فاعلموا أن النصارى يمتلكون في إفريقيا أكثر من 5000 إذاعة و 25 اتحاداً، لكن الله غالب على أمره، مشدداً على أن "اتحاد الإذاعات الإفريقية الهادفة" بحاجة ماسة للتمويل وللكوادر والأفكار ليقوم بدوره ويحمي الإذاعات الإسلامية من خطر التشيع والتميع والتنصير، معتبراً أن أكبر عقبة أمام "اتحاد الإذاعات الإفريقية الهادفة" وأمام الإذاعات في العالم هي الحصول على التصاريح.
وذكرت تقارير إعلامية عالمية الأسبوع الماضي أن أنجولا اتخذت إجراءات ضد المسلمين هناك وعددهم 90 ألفاً، الأمر الذي أثار غضباً في العالمين العربي والإسلامي، فيما نفى وزير الخارجية الأنجولي خورخيس تشيكوتي، أمس الجمعة، صحة هذه التقارير، قائلاً إن أنجولا رفضت تسجيل عدد من الجماعات الإسلامية وأغلقت مساجد "غير قانونية" نظرا لأنها لا تتماشى مع القوانين المعمول بها في البلاد، نافياً أي اضطهاد للمسلمين في بلاده.
ورأى "خورخيس" أن هناك "سوء فهم" بخصوص الخطوة التي اتخذتها الحكومة بشأن المسلمين والمساجد في البلاد.





الشرق القطرية
................................


عبدالله النفيسي : الوليد بن طلال شريك لماردوخ اليهودي وليس شيخ الأزهر ليتكلم باسم السنة | فيديو

5 (نسخ)

(أنحاء) – متابعات : ــ

دعا المفكر السياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي في برنامج "حراك" على قناة "فور شباب"، أمس، جميع دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن تطرح موضوع السلاح النووي بجدية في اجتماعها المقبل، رداً على الاتفاقية الأمريكية الإيرانية الأخيرة.

وفي سؤال ساقه مقدم البرنامج الإعلامي عبدالعزيز قاسم عن احتمالية تعاون دول الخليج مع إسرائيل من باب "عدو عدوي صديقي"، وأن المسلمين السنة سيتفقون مع إسرائيل إذا ما هاجمت إيران الشيعية دول المنطقة، كما صرح بذلك الأمير الوليد بن طلال، أجاب "النفيسي" مستاء: "الوليد بن طلال ليس شيخ الأزهر حتى يتكلم باسم السنة، فالوليد قال هذا الكلام في شيكاغو، وقاله لجريدة يهودية، وهو شريك لماردوخ العملاق اليهودي في مجال الإعلام، فخلط الوليد السياسة بالتجارة في هذا التصريح، والمصلحة بالتودد".

وأضاف "النفيسي": "أنا لا أُحب أن ينطق أحد باسم السنة بهذه الطريقة، فنحن نعادي إيران لاعتدائها علينا، أما إسرائيل فلكل حادث حديث، ولسنا مسؤولين عن أعمالها أو التخابر والتعامل معها في هذه القضية، على الرغم من أن هناك دولاً بمجلس التعاون لها علاقات مع إسرائيل.. يجب أن نحذر من هذه التصريحات، وأن نكون على بينة قبل الدخول في هذه المزايدات".


.....................


بي بي سي: اختبار جديد لقياس الحب بين الأزواج الجدد


ابتكر العلماء اختبارا جديدا لقياس مستوى الحب يعتقدون أنه سيكون دليلا لعلاقة ناجحة للمتزوجين الجدد أفضل من أن تبنى على النوايا الحسنة.

ويشير هذا البحث إلى أن رد الفعل اللاواعي للشريك أثناء وقوع عينيه على صورة شريكه قد يكون مؤشرا مفيدا لمستقبل الزواج.

وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "جورنال ساينس" العلمية أن الأشخاص الذين كان لهم رد فعل سلبي تلقائي كانوا على الأرجح غير سعيدين في حياتهم بعد مرور سنوات عديدة.

وقال كبير المشرفين على الدراسة البروفيسور جيمس ماكنولتي، من جامعة فلوريدا، إن الاختبار الجديد يقيس المشاعر الحقيقية للمتزوجين حديثا إزاء بعضهم البعض، وذلك على العكس مما يفصحون به للناس أو حتى ما يعترفون به لأنفسهم.

وقال ماكنولتي لبي بي سي إن "هذه الاستجابات التلقائية الفورية يبدو أنها (أداة) قوية جدا لتوقع ما إذا كان المتزوجون سيظلون سعداء (أم لا)".

وأجرى فريق البحث لقاءات مع 135 من المتزوجين حديثا وذلك بعد إتمام زواجهم مباشرة.

وطلب منهم الباحثون تقييم زواجهم ببعض الصفات الإيجابية أو السلبية من قبيل "جيد" و"سيء" و"مرضي" و"غير مرضي".

ثم قاس الباحثون ردود فعلهم التلقائية تجاه بعضهم البعض باستخدام "اختبار الحب" ذلك.

وتضمن الاختبار إظهار صورة أحد الزوجين أمام الآخر لبرهة لا تتجاوز الثانية، ثم يطلب منه بعد ذلك أن يرد في أسرع وقت ممكن ما إذا كانت كلمات بعينها من قبيل "رائع" و"مذهل" و"بشع" و"مخيف" تتفق مع الصورة التي رآها أم لا.

ويقول الباحثون إن سرعة الرد كانت مؤشرا على مشاعرهم الحقيقية.

ويستند هذا الاختبار إلى مبدأ الارتباط النفسي. ووفقا لهذه النظرية، فإنه وبعد رؤية صورة شريكهم بشكل عابر، فإن الزوجين المتزوجين حديثا يكونان في حالة مزاجية إيجابية أو سلبية.

إذا تبين أن الأزواج في حالة مزاجية إيجابية، فإنهم سيقولون كلمات إيجابية مثل "رائع" أو "مذهل" بصورة أسرع من الكلمات السلبية مثل "مخيف ومروع" والعكس صحيح.

وكما هو متوقع، توصل البروفيسور ماكنولتي وفريقه إلى أن الإجابات الواعية للمتزوجين حديثا جاءت جميعها إيجابية تعبر عن سعادتهم الشديدة بعلاقاتهم.

لكن ردود فعلهم التلقائية لاختبار الحب جاءت مختلفة بدرجة كبيرة مقارنة بتلك الإجابات الواعية.

وأجرى الباحثون لقاءات مع الأزواج كل ستة أشهر على مدى السنوات الأربعة التي تلت ذلك الاختبار.

وتوصلوا إلى أنه وفي المتوسط، فإن الأزواج الذين كانت لديهم ردود فعل تلقائية سلبية أصبحوا يعربون بشكل أكبر عن عدم سعادتهم مع مرور الوقت على الزواج، بل إن بعض الزيجات لأولئك الأزواج انتهت بالانفصال بالفعل.

وقال ماكنولتي إن "الجميع يشعرون أنفسهم بأنهم يتمتعون بعلاقة جيدة، ويمكن للأشخاص إقناع أنفسهم بأنهم كذلك. لكن هذه المشاعر التلقائية هي المؤشر الأقوى على ما يشعر به الناس على الفور بشأن علاقاتهم".

ووفقا لفريق البحث، فإن الاختبار يقيس وجود المشاعر السلبية أو غيابها.

وأضاف: "يمكن للأشخاص أن يكون لديهم مشاعر حب ومشاعر سلبية في الوقت نفسه، وهذا الاختبار على الأرجح يعكس كلا منهما".

لكن ماكنولتي كان حريصا على توضيح أن البحث لم يطور بشكل كاف ليكون من الممكن تقديمه للأشخاص قبل إتمام زواجهم.

وأشار إلى أن الباحثين توصلوا بشكل عام إلى أن هناك توجها سائدا، لكن بعض هؤلاء الذين كانت لديهم استجابة سلبية ظلوا سعداء، فيما تغيرت مشاعر آخرين ممن كانت لديهم استجابة تلقائية إيجابية ليصبحوا غير سعداء.

وقال البروفيسور ماكنولتي إن الاستجابة التلقائية قد تكون مؤشرا مفيدا ينبغي أخذه في الاعتبار.

وأضاف: "أعتقد أن الوسيلة الأمثل ستكون هي الاهتمام بالردود التلقائية بشأن ما تشعر به إزاء رؤية صورة شريكك. ولا أعتقد أن ذلك ينبغي أن يكون العامل الوحيد الذي ينبغي للناس التفكير فيه، بل يجب أن يكون عاملا من بين تلك العوامل".


.................................

"زغردي يا انشراح"!

صالح الشيحي 


"يُقضَى على المرء في أيام محنته.. حتى يَرَى حَسَنا ما ليس بالحَسَنِ".. تقول الأخبار الواردة من أرض الكنانة أن "فيفي عبده" عازمة -بعزم لا يلين وإرادة لا تكسر- على إطلاق قناة متخصصة في "الرقص الشرقي"، وهو الخبر الذي احتفلت به أغلب الصحف والقنوات والمواقع العربية!
ولا غرو؛ فقناة "فيفي" ستعزز العمل العربي المشترك من المحيط إلى الخليج.. اللعب سيكون "ع المكشوف" ولن تكون هناك أي مفاوضات سرية.. بل إنني على يقين تام أن هذه القناة ستوحد كلمتنا، وتجمع شملنا، وتوطد علاقاتنا ببعض، بعد أن فرقتنا السياسة، خاصةً وأن القناة -وفقاً للسيدة فيفي- ستكون مفتوحة لكل الراقصات من دول العالم، دون الاعتماد على راقصات مصر والدول العربية فقط.. "زغردي يا انشراح، اللي جاي أحلى من اللي راح"!
جسد عربي واحد يتمايل، يهتز على حبة ونص.. ينثني، يتموّج، يرقص على إيقاع واحد.. بعيداً عن المشاكل، والقلاقل، والحروب، والتظاهرات، وشعارات "يسقط"، وهتافات "ارحل"، وهو ما تؤكده "فيفي" بقولها إن القناة لن يتم بثها على قمر "نايل سات" المصري، لكي تبتعد عن المشاكل التي يمكن أن تقع فيها مع مسؤولي القمر!
أكاد أجزم أنها ستحطم الأرقام القياسية في نسبة المشاهدين اليائسين مثلي.. لذلك يجب أن يبادر المعلنون العرب لدعم هذه القناة.. لا بد أن تنجح.. إن نجحت هذه القناة -وهو المتوقع- فقد نجحنا.. وإن فشلت -وهو المستبعد- فقد فشلنا، وذهبت ريحنا!
يجب أن تبادر الحكومات العربية لدعمها.. دعم قناة "فيفي" أهم من دعم الجامعة العربية.. أيهما أهم: تختم سهرتك بمشاهدة مقطع راقص لفتاة عشرينية ريّانة العود، أم تشاهد نبيل العربي وهو يكرر عليك ذات التصريحات التي كان يرددها الشاذلي القليبي وعصمت عبدالمجيد وعمرو موسى؟!
الشيء الوحيد الذي لم يتم الإعلان عنه هو اسم القناة.. وأظن أن من حقنا على السيدة "فيفي" أن تتيح لنا الفرصة لنضع اسما لقناتنا المجيدة.. مع أنني أرى أن أنسب اسم للقناة هو: "حبة ونص".. هل لديكم اسم آخر؟!
الوطن السعودية

..............................................


نزرٌ يسير ضيق من عظمة الله ! !

 

قال علي الطنطاوي رحمه الله

( أجمل الدروس ما كان فوضى )

 ما جاء في المقالة :

موسى عليه السلام لما كلمه الله تعالى وسمع كلامه موسى وتلذذ به وأطال الحديث مع ربه للإستئناس بكلامه , وكان كلام الله له قوة له في مواجهة أكبر طاغية في وجه التاريخ فرعون , اشتاق إلى رؤية الله بعد سماع كلامه , فسأل الله أن يراه , فحدث ما حدث وكان ذلك سبباً في بيان حكم عظيم وهو ان الله لا يمكن أن يراه أحد في الدنيا .

 

فإن كان ملك من الملائكة وهو من حملة العرش ما بين عاتقه وشحمة أذنه مسيرة 700 عام يخفق فيها الطير حتى يصل إلى شحمة أذنه , فكيف بالعرش نفسه , فكيف بالله تعالى علواً عظيماً .

 

فإن الإنسان لا يعبد شيء غير الله , إلا ورأى فيه جانب عظمة وهو وهم صنعه هو في نفسه , ففي الهند يعبدون الفأر , لأنه يستطيع أن يحفر نفق في السد , فيسقطه فيرونه جانب عظمة له ونسوا أن الذي ألهمه وأعطاه القدرة على ذلك , هو الله فأنى يؤفكون ....

 

 

الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين

أما بعد :

قال تعالى ( وما قدروا الله حق قدره )

قال تعالى ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون )

قال تعالى ( حتى إذا فُزع عن قلوبهم )

 

لو أن إنساناً منذ وُلد سجد لله حتى يموت , لأحتقر عبادته يوم القيامة ,  لما يرى من جوانب عظمة لله عز وجل يوم القيامة لم يكن يعلمها ولم يكن له أن يعلمها  , ولم يكن ليستوعبها في هذه الدنيا , فعظمة الكون مثلاً لا يُمكن أن تُستوعب عقلاً بهذه الضخامة التي وصل إليها العلماء فهما قلبت عقلك يميناً وشمالاً وأرجعت البصر كرات ومرات , فلن تستوعب بل ستسلم وتخضع لأنها أمور فوق مستوى العقل البشري , فهناك جوانب من عظمة الله أخفاها الله لأن العقول لا تستوعبها , ولهذا لا يستطيع أحد أن يراه في الدنيا بل في الآخرة يخلق الله الناس خلقاً آخر لكي يستطيعون من رؤيته في الجنة , ويُخلق الكفار في خلق آخر ليزداد العذاب عليهم فسن الكافر مثل جبل أحد فكيف بالفك الذي يحمل السن وكيف بالرأس , والكفار يُحجبون عن الرؤية يوم القيامة ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) هذا بالنسبة للرؤية فقط فكيف بباقي العظمة الآلهية عز وجل ..

ولهذا عندما يسمع العباد كلام الله وصفاته وأفعاله يشتاقون لرؤيته ولا سبيل لذلك في الدنيا

فيفرغون هذا الشوق ومحبته جل جلاله في كثرة عبادته , وكثرة الذكر , والبكاء بين يديه والسجود في ظلمة الليل وقراءة كلامه وتدبره فيقشعر البدن لذلك وترتعد الفرائص ويشتاق إلى لقاءه سبحانه وتعالى ...

فتراهم سجداً ركعاً يبتغون محبته ورضوانه حتى يرونه يوم القيامة وكلما طال عليهم الأمد كلما ازداد المحب شوقاً إلى خالقه , فلا يرى امراً إلا امره ولا يرى نهياً إلا نهيه , وترخص لديه الدنيا ويصبح ذليلاً ضعيفاً أمام ربه , ومارد جبار لا يخشى إلا به ولا تأخذ فيه لومة لائم

ولهذا سئل أحد العارفين في هذه الزمان وقد تعرض لأشد العذاب والتنكيل فقال : إن الإنسان إذا تعلق بالله وازداد تعلقاً به كان كالطير كلما طار صغرت في عينه المباني والأرض حتى تختفي عن ناظريه , وليس في هذا دعوى إلى ترك الدنيا بل دعوة إلى زهد القلب

فإن كسب اليوم مليون ثم خسرها في اليوم الآخر لم يتأثر قلبه ولا عقله بل يرى أنه في البلاء يتصبر وفي النعمة يشكر وهكذا في كل شؤون حياته .

موسى وكلام الله له :

 

ورد أن الله كلم موسى عليه السلام بكلام يحتمله , ولو كلمه بكلامه لما استطاع موسى أن يصمد أمام كلام الله سبحانه وتعالى ,  بل ربما اضمحل جسده , فعظمة الله عز وجل لا تستوعبها العقول , ولا تحتملها الأبدان , كما انه لن يستطيع أحد أن يبلغ الثناء والحمد الذي يليق بجلالته وعظمته , قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) ولهذا فتح لعباده قدراً يسيراً من عظمته .

إن الله عز وجل له أمور وصفات يعلمها العوام , وأمور وصفات يعلمها العلماء ولهذا تجد العلماء هم أشد خشية لله سبحانه وتعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) أي أن الذي يخشى الله من عباده هم أهل العلم به , فالعلم بالله وعظمته وجلاله وقدرته هو أشرف العلوم وأفضلها وأقربها طريقاً إلى الجنة , والجهل به هو أعظم الجهل لكونه ما قدر الله حق قدره , ولهذا من تتبع اسماء الله وصفاته وحكمه وتصرفه في الكون عرف جلاله وقدره , وطرق معرفته هو بمعرفة صفاته واسماءه وتأمل مخلوقاته وتدبرها كتدبر حال النملة والهدهد الموحد , وتدبر كلامه , فما أحوجنا إلى تحبيب الخلق في خالقهم وتخويفهم منه , فالإنسان كالطفل يخاف من أبيه ويعود إليه ويحبه ويتعلق به بل لا يستطيع أن يبتعد عنه بل متمسك به  ولهذا تجد الطفل يبكي عندما يبتعد عنه الأب , بل لا يرى في الدنيا إلا هو حتى يصل إلى سن التمييز ثم إلى سن البلوغ ولله المثل الأعلى .

الكلام عن الله عز وجل كلام كثير عظيم جليل تقشعر له الأبدان وترتعد من أجله الفرائص , لا نستطيع أن نتكلم إلا بما نعلم عنه من كتابه وسنة نبيه , ومن تفكر وتدبر الصالحين في الكون , ومن رؤية مخلوقاته , وهناك جوانب عظمة كثيرة جداً لا تُحصى لا نعلمها ولا سبيل إلى معرفتها لأن اجسادنا وعقولنا لا تستوعب ذلك ابداً ولا تحتمل ذلك .

فإن كان ملك من الملائكة , وهو من حملة العرش ما بين عاتقه وشحمة أذنه مسيرة 700 عام فكيف بالعرش نفسه , فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" فكيف بالله تعالى علواً عظيماً , ولهذا لن يبلغ أحد ضره ولا نفعه ابداً ولو اجتمعت الخلائق كلها على ذلك , فإن الإنسان عندما يخرج من بيته ويرى طفلاً صغيراً يسبه أو يشتمه ربما أعطاه حلوى أو تركه لأنه حقير بالنسبة له , ولكن عندما يرى رجلاً كبيراً يسبه ربما غضب ورد عليه لأنه رأى نداً له , والله لا ند له ولا سمي له ولم يكن له كفواً احد , والله المثل الأعلى , ولهذا من سب الله , فلن يضر الله ولن يبلغ ضره ولن يبلغ نفع الله لو مدحه بأعظم المحامد والمدائح . فالله عظيم ولكن لن يقدر احد قدره , ومن عظمته أنه لا يبلغه نفع أحد من خلقه ولا ضر من خلقه بل سبحانه له الكمال المطلق والعظمة التي لن يقدر قدرها أحد من خلقه بل له ثناء كما قلنا لا يحصيه أحد إلا هو ( فأعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )

ولهذا ينبغي للإنسان إذا اراد أن يعظم ربه ويحبه , أن يعرف أصل خلقته التي خلقها الله عليها , وهو أن أصله من تراب , ثم من نطفة حقيرة , ويعرف شهوات نفسه ونزواتها لكي يضعها في المسار الصحيح الذي يرضي الرب سبحانه وتعالى

 

ضعف الإنسان ونصائح لتربية النفس :

 

فإن الله لما خلق الإنسان خلقه ضعيفاً مقارنة بعظمته وجلالة قدره , و أوجد فيه نزوات ورغبات, فالرغبات لم يكبتها ولم يجعلها منفلتة , بل وضع لها طريق محدد , وأمرها أن تلتزم به ولها نزوات , وعلاجها بالمجاهدة و التواصي بالحق كما قال تعالى ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) فالإنسان قد يُصاب بالضعف , فيحتاج لأخ ناصح يبصره وينصحه ويسد عنه هذه النزوة , وهو كذلك بالمقابل يسد نزوة أخيه المسلم , ويوصي بعضهم بعضاً بالصبر , لأن النفس تمل حتى من الخير , وتحتاج إلى مسايسة ولطف في قيادتها نحو السعادة , فتحتاج إلى أن تفعل القليل من الخير ولو يسيراً , فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل , فالشجرة لو أفرغت عليها خزاناً من الماء مرة واحدة , ثم تركتها مدة طويلة , وعدت إليها لوجدتها ميتة , ولكن لو قطرت عليها قطرات بشكل يومي , فإن أصلها سيكون قوياً ولها فروع كثيرة وسترى لها ثمرات طيبة لها طعم حلو في كل مكان في العالم .

وكذلك الإنسان يكون أصل التوحيد عنده قوياً , وله أعمال متنوعة تقربه إلى الله عزوجل فالأعمال الصالحة لابد يبدأ بها الإنسان بشكل يسير جداً ويداوم عليها , حتى ترسخ ثم يزيد فيها يسيراً حتى يصل إلى الحد الذي يريده , أو يزيد حتى يفتح الله عليه خيراً كثيراً

فالله خلق الإنسان على شكل أطوار , والإنسان عليه أن يعمل العمل الصالح كما خلقه الله اطواراً , والمعاصي يتركها على الفور ويبدأ بأعظمها , ويتركها على الفور من دون تدرج ولهذا تجد أن الشيطان عندما يجد الإنسان قد بدأ في طريق الإستقامة , أغراه بعمل صالح كثير حتى تُصاب النفس بالملل والكلل أو الإنتكاسة فتكره نفسه العمل الصالح فعليه أن يبدأ باليسير الدائم .

وإن أحس بضعف في قلبه , فعليه أن يزيد من عمل السر والباطن من أعمال القلوب والجوارح واللسان , فتكون  بينه وبين الله اعمال لا يطلع عليه أحد ابداً , وعليه أن يجعل عمله في السر أعظم وأفضل من عمله في الظاهر , فالجبل ترى حجمه على ضخامته في الظاهر يختلف عن حجمه في باطن الأرض , فحجمه في الباطن أكبر وأضخم من حجمه في الظاهر , وكذلك الإنسان يكون ثباته على حسب أعماله في السر , والخاتمة الحسنة تكون بسبب أعمال سرية لا يعلم بها أحد إلا الله  , كذلك الخاتمة السيئة تكون بسبب معاصي سرية لا يعلم بها أحد إلا الله غالباً .

فلا يتفاخر , ولا يتكبر , ولا يزدري الناس , لأنه يعمل أعمال خفية , بل يتواضع ويحتقر نفسه , وهنا يطرأ سؤال مهم وهو /  لماذا يفعل ذلك بنفسه ؟

لأنه انفتح له جانب يسير ضيق من عظمة الله ولو عرفها كحقيقة ,  لرأى أن عمله حقير جداً

 

هذا والله أعلى وأجل وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

سامي بن خالد المبرك

................................

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الشيطان يتوب على يد الولي الفقيه

  أحمد الشرقاوي





لقد كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني وعلى غير عادته، مُحقّا في وصف الإتفاق الأمريكي - الإيراني بـ"صفقة القرن"، لكنه إعتبره "إتفاقا سيئا" و "خطئا تاريخيا" كبيرا، في حين اعتبرته السعودية "خيانة" وأبدت قلقا واضحا حيال نتائج هذا التقارب "الإنقلاب" الذي ترى أنه يأتي على حسابها، وقد ذهب بعض المسؤولين في الرياض حد القول: إن "الصفقة كانت بمثابة طعنة خنجر في ظهر السعودية من قبل الرئيس 'أوباما' الذي كان يُعتقد أنه صديق حميم للملك 'عبد الله بن عبد العزيز'.. لكن، تبيّن أنه باعه في لعبة ورق حول طاولة رؤساء ديمقراطيون".

أما الإدارة الأمريكية فتقول ما مفاده، أن المصلحة الدولية تُحتّم تحسّن العلاقات مع إيران، إذ أنها مفتاح السلم والحرب في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، ومن دونها يستحيل حل العديد من المشكلات العويصة من لبنان إلى أفغانستان مرورا بسوريا والعراق وغيرها. وأن انفراج العلاقات الدبلوماسية مع طهران سينعكس إيجاباً على المنطقة والعالم في الأمن والسلام كما في السياسة والإقتصاد.

نهاية تاريخ وبداية آخر..

كُتب الكثير عن هذه الصفقة التي وصفها محور المقاومة بـ"التاريخية"، ولا تزال الأقلام في الشرق والغرب تتسابق لنقل تفاصيل ما ظهر منها وما بطن، ولمّا يُعرف بعد كامل بنودها، ذلك أن ما كُشف حتى الآن ليس سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، لأن الإتفاقية طُبخت على نار هادئة في الكواليس بسلطنة عمان قبل أن يبادر الرئيس 'أوباما' للإتصال بالرئيس 'روحاني' وهو في طريقه لمغادرة نيويورك، في إشارة إلى أن أمريكا هي التي هرولت تجاه إيران لا العكس.. ففهم العالم أن هذه المكالمة هي بمثابة إعلان نهاية تاريخ وبداية آخر، وأن "الشيطان الأكبر" سيتحول قريبا إلى "رسول سلام" على يد "الولي الفقيه" في طهران.

فرح في طهران و حزن في الرياض و تل أبيب..

انكب الباحثون والمحللون في الخليج يدرسون سر هذا التحول الكبير في السياسات والتبدل الدراماتيكي الخطير في التحالفات، وأمام أعينهم أسئلة التاريخ والمصير: من يقود من؟.. هل 'أوباما' هو من يقود التغيير أم أن التغيير هو من يقود 'أوباما؟.. وكيف لـ'أولاما' أن يتخلى عن حلفائه المخلصين (إسرائيل و السعودية) ويستبدلهم بحلفاء كانوا إلى وقت قريب أعداء مصنفين في محور الشر؟.. وإذا كانت الولايات المتحدة هي زعيمة محور الخير في العالم، فلماذا قبلت بالتحالف مع محور الشر الذي تمثله إيران وحلفائها في المنطقة، وهي التي دأبت على وصف أمريكا بـ'الشيطان الأكبر'؟.. فمن الشيطان إذن ومن الملاك؟.

أما في إسرائيل، فيقول الصهاينة: إن العالم السنّي في هُياج، والعالم الشيعي يرقص فرحا غير مُصدّق لما حصل.. الآن يمكن القول أن واشنطن في تراجع نحو الهاوية. كما يمكن التصديق أن 'أوباما' ساحر حقا كما تنبأوا بذلك في بداية ولايته الأولى، فقد نجح في جعل أشرار منطقتنا أخيارا وأخيارها أشرارا. واسرائيل التي كانت في الجانب الخيّر زمن بوش الصغير، تحولت فجأة إلى الجانب الشرير زمن 'أوباما'.

والحقيقة، أنه لا فرق كبير من وجهة نظر السعوديين والإسرائيليين بين الاتفاق الذي وُقّع عليه بمبادرة روسية - أمريكية مع الايرانيين والاتفاق الذي وُقّع عليه مع السوريين، فكلاهما سيء، والآتي أعظم من وجهة نظرهما.. لأنه بالنتيجة، يجعل العالم "الشيعي" يربح وينتصر على حساب العالم "السني" و "إسرائيل".

هذا إقرار بمنتصر و خاسر، وإن كنا لا نتفق مع التصنيف المذهبي الذي تُصرُّ الوهابية والصهيونية على إثارته في كل مرة لإشعال نار الفتنة بين المسلمين، علما أن الخاسر الحقيقي إلى جانب إسرائيل هي الوهابية الفاشية التي تتقاطع عقيدتها مع العقيدة الصهيونية، وبالتالي فلا علاقة لها بالإسلام ومذاهبه ومدراسه الفكرية من قريب أو بعيد، وإنتصار إيران هو إنتصار لمحور المقاومة، وثقافة المقاومة، وخيار المقاومة، ولكل الأحرار الشرفاء المؤمنين من مسلمين ومسيحيين ويهود في هذا العالم، العاشقين للسلم والمحبة والعيش بكرامة وإحترام.. وهذه هي حقيقة رسالة الإسلام وجوهر دين الله الذي ارتضاه للإنسان أينما وُلد و وُجد وكان، منذ الأزل وإلى نهاية العصور والدهور.

"لــــــدي حلــــــم"..

 'أوباما' لم يعد "الشيطان" كما كان، بعد أن تاب وأثبت أنه رجل سلام لا رجل حرب، وأنه يريد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول رئيس أمريكي استطاع أن يتحدّى اللُّوبي الصهيوني (اليهودي و المسيحي) في واشنطن ليحقق ما قال عنه في بداية ولايته أنه "حلم تغيير أمريكا"، ففهم الأمريكيون أن 'أوباما' يسعى على خطى زعيم الحقوق المدنية الزعيم الأسود 'مارتن لوثر كينج' ليفرض رؤيته للتغيير من أجل السلام بالسلام لا بالحرب والدمار.

وكما 'مارتن لوثر كينج' الذي اختار للتغيير طريقا آخر غير الدم والخراب، فنادى بمقاومة تعتمد مبدأ "اللا عنف" أو "المقاومة السلمية" على طريقة المناضل الهندي 'مهاتما غاندي' الذي استلهم مقاومته السلمية من ثورة 'الحسين' (ع)، ثورة الدم على السيف.. وكان 'كينج' يستشهد دائماً بقول السيد المسيح: "أحب أعداءك واطلب الرحمة لمن يلعنونك، وادع الله لأولئك الذين يسيئون معاملتك"، فكانت حملته إيذاناً ببدء حقبة جديدة في حياة الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، حيث قام عام 1963 بثورة لم يسبق لها مثيل في قوتها، متجهة صوب نصب 'لنيكولن' التذكاري في واشنطن، وهنالك ألقى 'كينج' أروع خطبه: "لديّ حُلم" (I have a dream)"، التي أعطى فيها بعدا جديدا للإخلاق على حساب السياسة.. كذلك فعل 'أوباما' عندما قرر الإنسحاب من العراق وأفغانستان، ورفض العدوان على سورية وحزب الله وإيران، وإختار لغة الديبلوماسية على لغة القتل والدمار، واعتمد منطق السلام بديلا عن منطق الحرب.

من فمك أدينك يا إسرائيل..

'أوباما' اكتشف أن معضلة أمريكا السياسية والإقتصادية تكمن فيما تسببته لها حروبها العبثية المباشرة وغير المباشرة في أفغانسان والعراق وغيرها، وأن أمن إسرائيل أصبح عبئا ثقيلا ومكلفا على الولايات المتحدة، خصوصا بعد أن فقدت إسرائيل دورها ووظيفتها في المنطقة بعد هزيمتها في حرب تموز 2006 على يد حزب الله، ولم يعد من الممكن أن تتدخل أمريكا بجيشها لحمايتها في كل مرة يلوح فيها تهديد في الأفق.. هذا عبء غير محتمل.

وبالتالي، فإذا كان ما تقوله إسرائيل صحيحا من أن ما يهدد أمنها هو "الكيماوي" السوري و "النووي" الإيراني، فالحل يكمن في إزالة هذه التهديدات لإستبعاد المخاطر التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، لكن من خلال قلب معادلة التحالفات الجيوستراتيجية بدل اللجوء إلى خيار القوة المادية التي من شأنها تفجير المنطقة والتسبب في كارثة حرب عالمية ثالثة مُحقّقة.

غير أن 'أوباما' بإزالته للخطر الكيماوي السوري والنووي الإيراني المزعوم، يكون قد جعل من منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من سلاح الدمار الشامل إلا الكيماوي والنووي الإسرائيلين وبالتالي، فتح الباب على مصراعيه لمطالبة العالم الكيان الصهيوني بالتخلص من ترسانته غير التقليدية، باعتبارها تهدد الأمن والسلم في المنطقة، وهذا وجه آخر أبرزه الإتفاق الروسي الأمريكي، ما أقلق الصهاينة بشكل كبير وجعلهم يفكرون في عرقلة الإتفاق النووي الإيراني لتبرير إستمرارهم في سياسة العربدة والإبتزاز، لعلمهم أن كيانهم الهجين لا يمكنه أن يعيش ويستمر إلا في بيئة متفجرة بالخوف والكراهية والعداوة والحروب.

عندما يجزي الصّدق صاحبه..

وهنا يجب توضيح أمر بالغ الأهمية، لا يفهمه إلا الراسخون في العلم العارفون بالإستراتيجيا ولعبة توازنات الرعب، وهو أن قبول الرئيس السوري 'بشار الأسد' بتدمير سلاحه الكيماوي مقابل تجنيب بلاده عدوانا عسكريا مدمرا، يعني أن السلاح الكيماوي الذي كان بحوزته قد أدى دوره الإستراتيجي ووظيفته الدفاعية عندما استعمل كورقة سياسية رادعة لحماية سورية من الخراب والتفتيت والتقسيم.

أما النووي الإيراني، فأمريكا والغرب كانوا يعلمون علم اليقين أن إيران لا تعمل على إنتاج سلاح ذُري، وبخلاف إسرائيل والسعودية الذين كانوا يكذبون كما يتنفسون، كان أوباما وحلفائه في الغرب يُصدّقون ما يقوله الإمام 'خامنئي' قائد الثورة والزعيم الروحي الإيراني، من أن "إنتاج سلاح الدمار الشامل محرم في عقيدة إيران الإسلامية من الناحية الشرعية والأخلاقية".. تماما كما كانوا يُصدقّون إمام المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله أكثر مما يُصدّقون تقارير أجهزة مخابراتهم الغبية.. لأنه بالنسبة لهذين الزعيمين الكبيرين، يُعتبر "الصّدق" جوهر البنية العقلية والفكرية التي تقوم عليها شخصيتهما، وبالتالي، فكل حديث يثبت أنه مجانب للحقيقة قد يدفعا ثمنه غاليا من مصداقيتهما.

وعليه، فإن قوة حلف المقاومة وعظمته وسر نجاحه وسبب إحترام الغرب له لا يعود لقوته المادية، بل لخصاله الأخلاقية النبيلة وعلى رأسها "الصّدق" مع العدو كما الصديق.. وكلنا يعلم أن صدق سماحة السيد ونبله وشجاعته ورفعة أخلاقه، جعلوا الشعب الإسرائيلي يثق في إمام المقاومة أكثر من ثقته في حكومته وساساته، كما أن "الصّدق" هو الذي جعل 'أوباما' يثق في كلام الإمام 'خامنئي' ضاربا بعرض الحائط كل ما تقوله تقارير المخابرات الأمريكية والصهيونية وغيرها.. وهذا هو سر تحول أوباما من "شيطان" إلى داعية تقارب وسلام، متأثرا بصدق الإمامين، إمام الثورة وإمام المقاومة.

وبالتالي، يمكن الجزم، على ضوء المتوفر من معلومات ومعطيات في هذا الباب، أن النووي الإيراني في حد ذاته لم يكن فعلا مصدراً للقلق بالنسبة لأمريكا والغرب، كما أنه لم يكن بالمطلق مصدرا للقلق بالنسبة لإسرائيل والسعودية، بل القلق ناجم بالأساس عمّا يمكن أن ينتج عن الإتفاق الأمريكي - الإيراني من نتائج سياسية وأمنية على مستوى المنطقة برمتها، تكون فيها إيران القوة الإقليمية المهيمنة.. هذا هو لُبُّ المشكلة وجوهر القضية، وما سواه، مجرد خطاب مُخاتل ومُخادع لا يُصدّقه سوى الأغبياء من الشعوب التي تقاد كالنعاج، لأنها لا تُفكّر، وتثق في ما يقال لها من قبل قادة جهلة يفكرون بأعضائهم التناسلية، ويتلقُّون معلوماتهم المُزوّرة من إسرائيل، فيتولى إعلام الزيت المُتخلّف والإعلام الصهيوني المُتحامل تسويق هذا الوسخ الفكري على نطاق واسع.

انقلاب السحر على الساحر..

إن أكبر خطر يتهدد اليوم الأنظمة الرجعية الفاسدة والمستبدة في الخليج والعالم العربي عموما هو جوهر الإتفاق الروسي الأمريكي الذي تمخض عنه الإتفاق الكيماوي السوري ثم النووي الإيراني، والمتمثل في "الحرب على الإرهاب"، وهي كما تتحدث مصادر إعلامية قريبة من دوائر القرار في واشنطن والعواصم الغربية، ستكون حربا كونية بتحالف دولي لإجتثات الإرهاب أينما وجد وتجفيف منابعه الفكرية والتصدي لداعميه بالمال والسلاح، وخصوصا في السعودية.. هذا هو سبب القلق الكبير والخوف الشديد الذي ينتاب السعودية كما إسرائيل التي إستفادت من سلاح "التكفيريين" أيّما إستفادة حين استعملوه كسلاح دمار شامل في حروبهم العبثية ضد الإسلام وضد الأنظمة والجيوش والشعوب العربية المناهضة لإديولوجياتهم الرجعية الخبيثة المدمرة.

من هنا كان الإتفاق الروسي الأمريكي في الشأن الكيماوي السوري والإتفاق الأمريكي الإيراني في الشأن النووي حلا ناجعا لكل هذه التهديدات المزعومة، ومأزقا للوهابية والصهيونية جعل السحر ينقلب عليهما من حيث لم يكونا يحتسبان.. وهذا بالذات هو ما صدم إسرائيل والسعودية أيضا التي تاجرت بالعداء لإيران حتى لا تفقد نفوذها المزعوم في العالم السني، ليتبين أن فزاعة الكيماوي والنووي والتهديد الإيراني لأمن الخليج لم يكن سوى ذريعة لإبتزاز أمريكا. وهذا بالبضط ما رفضه الرئيس 'أوباما'، فقرر الإستدارة 180 درجة في إتجاه التحالف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها قوة إقليمية لها أدرع قوية في المنطقة، بامكانها لعب دور سياسي إيجابي وأمني بناء لضمان مصالح أمريكا وحفظ أمنها القومي من دون حاجة للقواعد العسكرية المكلفة ولا لحلفاء إنتهازيون احترفوا لعبة إبتزاز واشنطن بفزاعات مخيفة واهية.

وعليه، فغضب إسرائيل كما السعودية هو وجهان لعملة واحدة، أي أنه تعبير عن يأس وفشل وخسارة بطعم المرارة، وتجسيد إنتهازي لدور الضحية، بعد أن فهم الحليفان الشريكان في الدم والإجرام، أن الرسالة الأمريكية الجديدة تقول لهم بصريح العبارة: "لقد إنتهت اللعبة أيها الأوغاد بعد أن أزلنا التهديد الذي كان يتربص بأمنكم كما كنتم تزعمون كذبا، ومن الآن فصاعدا عليكم الإعتماد على أنفسكم لحماية أمنكم القومي، لأن لأمريكا أولويات أخرى أكثر أهمية وإلحاحا، تتعلق بإصلاح الوضع الإقتصادي الذي تسببتم في إنهايره حتى أصبحت الولايات المتحدة قاب قوسين أو أدنى من الهاوية".

بعد إيران حزب الله يحاور الشيطان الأكبر..

وكما سبق وأشرنا من قبل في مقالة بعنوان "المنطقة مقبلة على تحولات كبرى"، كشفت صحيفة (الوورلد تريبيون) الأربعاء، عن حوار سري جرى بين الأمريكيين وحزب الله نشر في مقالة بالصحيفة تحت عنوان "أصدقاء شيعة أكثر: الولايات المتحدة في حوار سري مع حزب الله". ومضمون الحوار حسب ما ذكرته مصادر برلمانية لبنانية نقلت الخبر هو "استقرار لبنان" و "تشكيل الحكومة". وهذا يعني أننا أمام فصول متتابعة من الحلول السياسية لمشاكل المنطقة بترتيب سري أمريكي روسي إيراني متفق عليه، وتشير المصادر إلى أن هذه الحلول ستشمل أولا سورية ثم العراق فلبنان، لتنتقل بعد ذلك إلى بلدان الخليج وتنتهي باليمن، وها هي البحرين توجه دعوى لوزير الخارجية الإيراني 'محمد جواد ظريف' لحضور منتدى الحوار البحريني" بين السلطة والمعارضة، والذي سيعقد في منتصف الشهر القادم برعاية فرنسية. و ومن المقرر أن تتم مجمل هذه الترتيبات التسووية في غضون ستة أشهر، لتتوج إيران بعد ذلك قوة إقليمية مفوضة لإدارة أمن المنطقة، وبالتالي لم تعد إيران ملزمة بترضية المملكة الوهابية ما دامت إدارة 'أوباما' قد تعهدت بالقيام بالواجب في هذا الصدد مع مطلع العام المقبل.

وقد أثار خبر حوار حزب الله مع الأمريكيين، العديد من التسائلات حول علاقة العداء الطويلة التي كانت قائمة بين الايرانيين وحزب الله من جهة، والأمريكيين وحلفائهم من جهة أخرى، بدءاً من احتلال السفارة الامريكية في طهران عام 1979 وتحوبلها إبى سفارة لدولة فلسطين، ثم تفجير حزب الله للسفارة الامريكية في بيروت في نيسان/ابريل 1983، الذي أدى لمقتل 58 أمريكياً، ثم تنفيذ عملية التفجير الانتحاري لثكنات المارينز في بيروت في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، والذي أدى لمقتل 241 أمريكيا و58 فرنسياً، وهي الأعمال التي اعتبرتها الإدارة الأمريكية أعمال إرهابية وصنفت على إثرها "حزب الله" على قائمة الإرهاب الأمريكية، في حين يعتبر كل من يؤمن بثقافة المقاومة أنها كانت عمليات مشروعة ضد قوى إمبريالية غازية ومعتدية.

وإذا كان المحلّلون الموضوعيون في الغرب يعتبرون أن الإستدارة الأمريكية الجديدة تجاه إيران وحزب الله وسوريا (قريبا)، جائت في إطار مراجعة أمريكية تاريخية لمبادئ راسخة في نظريات الحرب والسياسة العالميتين، بما يخدم مصالح الولايات المتحدة ويحقق الأمن والسلم الدوليين، بالشراكة مع حلفاء جدد أقوياء لا يشكلون عبئا على أمريكا كما هو الحال مع إسرائيل والسعودية.. فإن أقلام الزيت من مثقفي الخليج فهموا هذا التحالف الجديد من منظور إديولوجي ضيّق، فركّزوا على البعد الديني المذهبي الذي كان يعتبر أن التحالف مع أمريكا هو بمثابة التحالف مع "الشيطان الأكبر"، متناسين عن سوء نية أن الذي كان متحالفا مع "الشيطان الأكبر" حقيقة هي إسرائيل والسعودية ومشيخات الزيت، لأن تحالفهم لم يكن قائما على التعاون لتحقيق السلم والإزدهار لشعوبهم وشعوب المنطقة، بل على أساس التآمر والشر والقتل والحرب والخراب، في حين أن تحالف أمريكا اليوم مع حلف المقاومة، يقوم على قاعدة المصالح لا المبادىء، وما كان ليتم لو أن "الشيطان" لم يتب ويتحول إلى رسول سلام ويقبل بثوابت إيران الدينية والثقافية والحضارية.

والمُراقب المُحايد يستطيع التأكيد أن هذا التحالف الجديد له طبيعة مختلفة ومغايرة تماما للتحالف القديم الذي كان قائما مع محور المآمرة والإنبطاح، لأنه يقوم على الندّيّة لا التّبعيّة، والإحترام لا الإحتقار، والأمن لا الفوضى الخلاقة، والسلم لا الحرب، والتنمية لا إفقار الشعوب، والعزة لا الذل، والكرامة لا الخنوع، والتفاهم على الثوابت والمسلمات لا محاولة فرض خيارات للتغيير بالإرهاب والفتن الطائفية والمذهبية.. وهذه تعتبر سياسة جديدة منتجة للحلول الخلاقة التي تساعد على الخروج من المآزق و المشكلات، إنه أسلوب ثوري وعقلاني فعّال للتفكير والتدبير وإدارة الأزمات، يُساعد على إيجاد الحلول الناجعة للعُقد المستعصية، ويقرب بين المواقف المتباعدة بلغة المصالح بعيدا عن منطق الثنائيات الخانقة التي تُولّد العجز وتُنتج الجمود والأحقاد والخلاف والصدامات.

وبهذا المعنى، يمكننا القول أن العقلية الإيرانية هي أقرب إلى العقلية الأمريكية والغربية من حيث النسق الفكري والمنطق الحداثي من العقلية الخليجية المُتكلّسة، لأن الإيراني يملك عقلا علميا براغماتيا جبارا مبدعا ومنتجا للفكر والعلم و الحضارة، لكن بمرجعية دينية أخلاقية تتمسّك بالثوابت ولا تُفرط في المبادىء، في حين أن الخليجي (إلا من رحم الله) يملك عقلا متخلفا جامدا وإقصائيا، لا يحترم الآخر، ويحتقر كل من هو مخالف له حتى في الجنس، بما في ذلك "المرأة"، التي تمثل بالنسبة له مجرد مرحاض يُفرغ فيه مائه المهين (مع الإعتذار لكل نساء العالم).

الشيطــان فـي الجنـــة..

والآن لنحاول الإجابة عما تطرحه بعض أقلام الزيت حول تحالف إيران وحزب الله مع "الشيطان الأكبر"، لكن من وجهة نظر العرفان الصوفي هذه المرة. وبالمناسبة، أنا لست صوفيا، وما كان لي أن أبلغ هذه الدرجة من الإحسان لأرى الأشياء كما هي على حقيقتها لا كما تبدو للعيان وأنا منشغل بشؤون السياسة بدل الإنصراف إلى خوض المغامرة المعرفية في كنه الله ذاتا وموضوعا.

لكنني كناقد للأفكار، أتعامل مع المقولات والكلمات والمصطلحات من منظور مفاهيمي بالتفكيك والتحليل وإعادة التركيب لمحاولة سبر أغوارها من حيث المبنى والمعنى، لأقدمها عارية من دون حجاب، ويبقى للمتابع الكريم الحق في قبولها أو رفضها وفق ما تمليه عليه قناعاته الشخصية.

يروي 'عبد الودود بن سعيد الزاهد' عن 'الحلاج' أنه قال وهو يخاطب الناس عقب إنتهائهم من الصلاة في المسجد: "اسمعوا أيها الناس، إن الله أباح لكم دمي فاقتلوني.. فبكى بعض القوم، فتقدمت من بين الجماعة، وقلت: يا شيخ، كيف نقتل رجلاً يصلي ويصوم ويقرأ القرآن؟ فقال: يا شيخ، المعنى الذي به تحقن الدماء خارج عن الصلاة والصوم وقراءة القرآن، فاقتلوني تؤجروا وأستريح.. فبكى القوم، وذهب، وتبعته إلى داره، وقلت: يا شيخ، ما معنى هذا؟ قال: ليس في الدنيا للمسلمين شغل أهمّ من قتلي. فقلت له: كيف الطريق إِلى الله تعالى؟ قال: الطريق بين اثنين، وليس مع الله أحد. فقلت: بيّن. قال: من لم يقف على إشارتنا لم ترشده عبارتنا" (أخبار الحلاج ص 57).

وعندما لم يفهم الناس قول 'الحلاج' ولم ينفعه توسله لهم بقتله، خرج في الأسواق يعلن جهارا نهارا: "الشيطان في الجنة".. فكان ما كان من محاكمته من قبل 7 من كبار فقهاء المذهب الحنبلي المتشدد الذي استمد ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب فكرهم التكفيري منه، فانتهي الأمر بالحلاج مقطوع الرأس، مبتور الأطراف حيث علق الرأس على باب بغداد ودفت أطرافه في الجهات الأربعة للعراق، كي يبقي عبرة لكل من تسول له نفسه القول بما قاله. فعُرفت الواقعة في التاريخ الإسلامي بـ:"مأساة الحلاج".

وواضح، أن هذه هي طريقة من لا يفهم من الكلام إلا ظاهره، ويعجز عقله المتحجر عن فهم باطنه. لأن 'الحلاج' العارف بربه، كان يتحدث عن ثنائية الشر والخير، باعتبار أن الشر ليس من طبيعة الشيطان ولا البشر بل خلقه الله ليكون سلاحا يستعمله الشيطان لغواية البشر كما خلق الخير ليكون سلاحا للإنسان لمحاربة الشيطان (ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون) الأنبياء: 35.

وبهذا المعنى، يُعتبر الشيطان 'رسول السيف' خلقه الله لمهمة محددة هي فتنة الناس لإختبار إيمانهم وصدقهم ومدى ثباتهم على دينهم وأخلاقهم. فالشيطان كائن مُكلف من الله (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ) الحجر: 36 - 37. وبالتالي، لا يعقل أن يتصرف الشيطان من خارج المشيئة الإلهية وضدا في إرادة خالقه، وإلا لأصبح أقوى من الله، وهذا ما لا يمكن أن يسلم به عقل ولا منطق. كما أن الشيطان لم يسبق له أن أشرك بالله أو كفر بوجوده، بل فقط عصى أمر الله التكليفي برفضه السجود لآدم، وما كان له أن يعصى أمر الله التكويني الذي في أصل علة خلقه، والذي لا يكون إلا بأمر "كن"، ومن كان بـ"كن" يستحيل أن يعصيه من لم يكن. وما يقال عن عصيان أمر التكليف ينطبق على آدم كذلك الذي أغواه الشيطان فعصى أمر ربه بالوساطة، حين نهاه عن طريق جبريل عن أن يأكل من الشجرة الملعونة فأكل منها، فحل عليه غضب الله وطُرد هو وزوجه من الجنة ليخوض غمار التجربة الأرضية، تجربة المعاناة مع حرقة العشق الإلهي ولوعة اللقاء.

ويوم القيامة يقف الشيطان بين يدي رب العزة والجلالة فيقول لمن يتهمه بالغواية: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما انتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل ان الظالمين لهم عذاب أليم) إبراهيم: 22.

لكن الملفت، أن الشيطان مؤمن بالله تعالى لا يشرك به شيئا ويخاف عذاب الله بشهادة القرآن الذي يقول: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) الأنفال: 48.

وبهذا المعنى، فالمعظلة التي طرحها 'الحلاج' تتلخص في السؤال التالي: - هل من لا يشرك بالله ويخاف عذابه، ويقوم بما يقوم به بترخيص من الله باعتباره رسول السيف مكلف بغواية البشر عن قهر لا عن إرادة وإختيار، يمكن أن يخلد في النار؟ علما أن الله تعالى يقول أنه يغفر الذنوب جميعا إلا من أشرك به، والشيطان لم يتبث القرآن أنه أشرك بالله أو كفر بوجوده.

هذا هو سر قول الحلاج: "الشيطان في الجنة"، ونحن لا نعلم كيف ستكون جنة الشيطان التي تحدث عنها الحلاج، ربما مكان راق مخصص له في النار، لأن الشيطان مارد خلق من نار، وبالتالي لا يمكن أن يعيش مرتاحا ومنعما إلا في جحيمها الذي يناسب أصل تكوينه فلا يُظلم فتيلا.

نسوق هذا المثال لنقول، أن 'الشيطان' الأمريكي الذي كان يحرض إسرائيل والسعودية على إشعال نار الفتن وعلى الإرهاب وسفك الدماء والخراب والفساد في الأرض، قد تاب اليوم على يد الولي الفقيه في إيران عندما قرر الكفر بالديانة الوهابية والعقيدة الصهيونية، وهرول لعقد تحالف مع إيران هو بمثابة عهد توبة مقدس، أعلن من خلاله عن عزمه الجنوح إلى السلم والتعاون لتسود ثقافة السلام والتعايش والإحترام.

والله تعالى يقول لرسوله (صلعم) في شأن المشركين: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم) الأنفال: 61. فما بالك بمن هم أقل شأنا من الرسول الكريم (صلعم) حين يعرض عليهم السلم من يؤمن بالله ولو خالفت عقيدته عقيدتهم؟..

ونبقى في النهاية مجرد مؤمنين مجتهدين، دعاة للتي هي أحسن بالكلمة الطيبة، لا قضاة نحاكم الناس على نواياهم فنُكفّرهم ونُفتي بقتلهم فنُشوّه بذلك معاني الإسلام السمحة الجميلة، لأن الحكم على عقيدة الناس ونواياهم من مجال إختصاص الله تعالى لا يجوز لأحد التطاول عليه.. فطوبى لمن يؤمن بهذه الحقيقة النبيلة ويعرف قدره فيلزم حده ولا يتعدّى على حدود الله
.........

بانوراما الشرق الأوسط



!

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




ماذا "نحتاج" في هذه "المرحلة"؟



سلطان علي الشهري
سلطان علي الشهري

22/01/1435هـ
لنتعرف أولاً على أبرز (سمات) المرحلة التي نخوض غمارها والتي لم تكن موجودة في المراحل السابقة أو وجد بعضها على قدر ضئيل وغير خطير لكنه زاد واستفحل.
من أبرز هذه السمات تغير أهم حليفين هما أمريكا وبريطانيا وتبعهم بعض الدول الأوروبية، وبروز ملامح خارطة طريق خليجية لم تناسب حتى إسرائيل، وإيران التي كانت عدوتهم وعدوتنا أصبحت صديق يحتاج لرفع العقوبات الاقتصادية عنها!، هذا التغير المفاجئ في ولاء الدول الكبرى بين عشية وضحاها يحتم علينا طرح تساؤلات عن السبب والحلول والبدائل الداخلية (نقاط القوة).
كذلك لم نعد في رغد من العيش كما كان قبل عقد أو عقدين من الزمان، ولم يعد الأمان الداخلي والخارجي بنفس المستوى المقبول فقد كثر المتربصون من الداخل والخارج، والتبس على الجميع الناصح من الحاقد، وتغير الخطاب .. بالأمس معنا واليوم ناعق في الداخل وأخر محرض من الخارج.
أيضاً تشكل طبقتين في المجتمع ما بين غنية وفقيرة واختفاء الطبقة المتوسطة بصورة تدريجية ملحوظة، ونتج عن ذلك أمور كثيرة منها تغير في جودة السلع من الناحية الصحية والاقتصادية.
ولا يخفى على من يعمل في سلك التعليم الهبوط الكبير في المستوى المعرفي والثقافي لدى الخريجين في جميع المراحل حتى بعد محاولة استحداث أو تقليد الدول المتقدمة في تطبيق اختبارات القياس والتحصيل العلمي والثقافي، وهذا شر لم يدق ناقوس الخطر في وزارة التعليم للأسف أو هكذا تبدو الصورة.
لذلك "نحتاج" لتغيير بعض الرموز الكرتونية، في الأمارات والوزارات والقطاعات العسكرية حتى على المستويات القيادية لأن ذلك في مصلحة الوطن والمواطن، فبقاء الرموز الغائبة أو المغيبة يجعل القرار في يد آخرين ليسوا بأهل للقيادة واتخاذ القرارات المناسبة.
نحتاج لأن يجدد الساسة سياستهم تجاه أبناء البلد والعدل في الميزان والكيل بمكيال واحد، والأخذ على يد السفيه حتى لا تغرق السفينة بمن فيها صالحها قبل طالحا وخادمها قبل خائنها.
نحتاج لدعم وتمديد تكليف كل وزير منتج ومخلص والانقلاب على كل وزير خامل أو متعال على أبناء وطنه وليس لديه إلا نصح المواطن بترشيد الأنفاق مع أنه لا يطبق ذلك في وزارته وبيته.
نحتاج من المفكرين والمثقفين أن يتحرروا من "التبعية الغربية" التي يعدونها "حرية" إلى محاكاة العلوم الغربية والهمة الشرقية بضوابط إسلامية.
نحتاج في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة والسعودية خاصة لمن يبحث بأمانة في التفريق بين الحريات الشخصية وبين فراغ قاتل يهدد الشباب رغم أن الأوضاع الاقتصادية والسياسة لم تعد تسمح وتشجع على مزيد من التقليعات والاستهتار.
نحتاج في هذه المرحلة لتضميد جراح الجميع وفك أسر المعتقلين "الأبرياء" ومحاسبة الكبير قبل الصغير، مروراً بالشركات التي ربحت ملايين ومليارات من مشاريع البنية التحتية المتهالكة ومحاسبة من وقع العقود ومن وصى ومن خان، ولكن بمحاكمة عادلة سريعة ليست كمحاكمة المتسببين في سيول جدة.
نحتاج لمشاريع تعليمية داخلية ومشاريع صناعية أولية واستهلاكية فالمال موجود والنفط موجود والمعادن موجودة ولا نفتقد إلا للهمة والعمل الدؤوب والإخلاص.
نحتاج أن نفرق بين الصديق والعدو الحقيقي سواء من أبناء البلد أو من الجيران والحلفاء المزيفين، فبعضهم لو حدث لنا هزه اقتصادية – لا سمح الله – لتخلى عنا بكل عفوية واقتناع.
نحتاج لدعم كل تاجر أمين يؤثر أبناء بلده على أرباحه، ومحاسبة الجشعين من التجار الذين أرهبوا المساهمين ونهبوا الأراضي ورفعوا أسعار العقار وزادوا ديون المقترضين حتى الإعسار، وكل تاجر جملة وتجزئة همه خفض سعر التكلفة ورفع الفائدة، والزيادات والضرائب جيرها باسم المواطن النزية.
نحتاج لإعادة النظر في العلاقات الخارجية فلا نكرر الغلطة مع روسيا كبديل لأمريكا التي قد تعود لنا أو نعود لها، ونشرب من الكأس نفسه ومن مرارة الذل أمر من الأول وأقسى.
نحتاج لغربال وطني ليس من طراز الغربال (الأمريكي) العتيق الذي قد يغرق في أي لحظة فيسحبك لتغرق معه، وقد يطمع فيبحث عن منجم جديد لم ينقب عنه في السابق فيهجرك أو يبيعك أو يتركك ليتصارعك المفترسون والجوارح.
نكزة:
نحتاج لقراءة كل نقد ونصح بعين الأب الحاني لا بعين الرقيب والحسيب .. نحتاج لتفعيل الخامل عديم النفع كثير العويل بدلاً من سحق المخلص وتقعيس المنتج وتهميش الناصح.. نحتاج لتدريب وتطوير السعودي قبل البكاء على السعودة .. نحتاج للتخلص من الأجنبي العالة وإبقاء العامل منهم .. نحتاج لمعالجة هموم المواطن قبل إجباره على ترديد النشيد الوطني وقلبه معلق بين الراتب وبين الديون والمصاريف وأجار المسكن.
والله أعلم
https://twitter.com/SultanShehr

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق