1 |
صُنَّاع السياسة في بلادنا يُشبهون من ؟
د. محمد بن إبراهيم السعيدي |
قلت في مقال لي عنوانه ثورات الإصلاح وإصلاح الثورات : إن المحللين السياسيين في عالمنا العربي أندر من الكبريت الأحمر .
والحق أن كل تطور سياسي يمر بنا ويَهُبُ محللونا للحديث عنه يزيدني قناعة بهذه الرؤية ، ولعل آخر هذه التطورات هو التقارب الأمريكي الإيراني ، الذي قام له من يتصدون للتحليل السياسي في إعلامنا العربي ولم يقعدوا بين مُحَذِّر ومُخَدٍّر وصاهلٍ ومزمجر ، وكأن هذا الحدث شئ جديد ومفاجئ ومستغرب .
أرجعني كَمُّ المقالات الكبير عن التقارب الإيراني الأمريكي إلى مجالس العوام والبسطاء والمثقفين وطلبة العلم الذين لم يزعموا لأنفسهم يوماً من الدهر أنهم يفهمون في السياسة فضلاً عن أن يدَّعوا لأنفسهم شرف التحليل السياسي. كل أُولئك كانت رؤيتهم متطابقة على أن العداء الإيراني الأمريكي محض خرافة وأن الخصومة بين الدولتين ليست استراتيجية وإنما هي تكتيك وحسب . هكذا كان يقول أولئك البسطاء وهي الرؤية نفسُها التي رددوها عن حقيقة الصراع بين حزب جنوب لبنان الصفوي والصهاينة ، فلم يكن هؤلاء البسطاء يرون تلك الحرب المزعومة سوى مسرحية لاغير .
إذاً فالاتفاق الإيراني الغربي اليوم ليس فيه جديد سوى أن الثورة السورية استطاعت أن تلجئ الغرب والصفويين إلى اللعب فوق الطاولة بعد أن كانوا يلعبون تحتها .
فإن كان صُناع السياسة في السعودية ودول الخليج يفكرون بعقلية المحللين السياسيين العرب ، فلا نقول إلا اللهم سلم سلم ، لأن ذلك لا يعني فقط أنهم فوجئوا بالتقارب الغربي الفارسي وحسب ، بل يعني أن هذه القضية التي فهمها العوام منذ أكثر من عشر سنوات ولم يدركها صُنَّاع السياسة سوى اليوم تُخْفِي وراءها طوامَ أكبر لم يفهمها سياسيوا الخليج ولن يفهموها أبداً ما داموا بهذه العقلية .
أما إن كان صُنَّاع السياسة في السعودية والخليج قد أدركوا قبل عقد من الزمان ما كان يجزم به العوام والبسطاء عن حقيقة علاقة دهاقين طهران بدوقات أوربا وأمريكا ، فأظن أنه لا داعي لأن نأبه كثيراً بهذا الصراخ والعويل والويل والثبور الذي يُطلقه هؤلاء المحللون السياسيون ويتعالون به على صناع السياسة وكأنهم أتوا بما لم تستطعه الأوائل ُ.
إن كان صناع السياسة فكروا في هذا الأمر قبل عقد من الزمان بطريقة عوام الناس وبسطائهم ، فقد ثبت للجميع اليوم أنهم فهموا الأمر على حقيقته وأن رؤيتهم كانت هي الأثقب والأدق والأصوب ، وعند ذاك فلا أشك أنهم قد أعدُّوا لكل أمرٍ عُدته وأضمروا لكل حادث حديثه.
أما إن كانوا فكروا بطريقة أهل التحليل وصُنَّاع الأقاويل ، فلنعلم أنه قد فاتهم وقت العمل وضاق عليهم الخناق واستحكم على معاصمهم السوار ولم يعد بأيديهم إلا ما بين أعينهم ، والله غالب على أمره . والحق أنني لستُ على يقين في من يشبهون لكنني أميل وأرجوا : أن يكونوا شابهوا في هذه القضية عوام الناس وبسطاءهم فقد كان هؤلاء في هذه القضية أوسع أفقاً وأبعد بصراً والله المستعان على كل حال.
صباح الأحد ٢٢/١/ ١٤٣٥ للهجرة |
| اتفاق كيري لافروف.. هل هو بديل لاتفاق سايكس بيكو؟
زين العابدين الركابي |
قبل قرن تقريبا، وبالتحديد قبل 97 سنة، أي في عام 1916 من القرن العشرين، أبرم اتفاق سري بين بريطانيا وفرنسا عرف من بعد باسم «سايكس بيكو»، وهو مصطلح مركب من اسم الدبلوماسي الإنجليزي «سايكس»، واسم الدبلوماسي الفرنسي «بيكو».. وكثير من الناس يردد مصطلح «سايكس بيكو» من دون أن يعرف حقيقة أو نص هذا الاتفاق العجيب في السياسة الدولية!!
فما هو هذا الاتفاق؟
نختار مواد منه إذ لا حاجة إلى سردها كلها، أي مواده الاثنتي عشرة.. تقول المادة الأولى: «إن فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان لأن تعترفا وتحميا دولة عربية برئاسة رئيس عربي في المنطقتين (داخلية سوريا) وبـ(داخلية العراق) المبينة في الخريطة الملحقة بهذا الاتفاق. يكون لفرنسا في منطقة (أ) ولإنجلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية. وتنفرد فرنسا في منطقة (أ) وإنجلترا في منطقة (ب) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية، أو حلف الحكومات العربية». وتقول المادة الثانية: «يباح لفرنسا في المنطقة الزرقاء (سوريا الساحلية) ولإنجلترا في المنطقة الحمراء (منطقة البصرة) إنشاء ما ترغبان فيه من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية.
وتقول المادة الثالثة: «تنشأ في المنطقة السمراء (فلسطين) دائرة دولية يعين شكلها بعد استشارة روسيا مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة». وتقول المادة الثانية عشرة: «من المتفق عليه – ما عدا ذكره - أن تنظر الحكومتان في الوسائل اللازمة لمراقبة جلب السلاح إلى البلاد العربية». ويلحظ - ها هنا - أن التفاهمات والاتفاقات الدولية الكبرى تحدث في ظل تحولات وتبدلات وحركات تمور بها الأقاليم ويموج بها المسرح الدولي العام. ففي أي حقبة أبرم اتفاق «سايكس بيكو»؟.. أبرم في نصيف العقد الثاني من القرن العشرين، وهو عقد شهد أحداثا ووقائع وتحولات كبيرة مثيرة منها – مثلا:
أ) حرب البلقان 1912. ب) الثورة العربية الكبرى – كما تسمى. ج) التحضير لصياغة وعد بلفور، فهو وعد ثمرة صفقة عقدت بين بريطانيا وبين المنظمة الصهيونية العالمية.. وخلاصة الصفقة هي: التزام الصهيونية العالمية بما طلبته منها بريطانيا، وهو جر الولايات المتحدة إلى المشاركة في الحرب العالمية الأولى (معروف أن أميركا دخلت الحرب في وقت متأخر).. والمقابل الذي تعهدت بريطانيا الوفاء به هو وعد بريطاني رسمي بإقامة «وطن لليهود في فلسطين»، ولقد أعلن الوعد عام 1917. د) أما أكبر وأعمق أحداث تلك الحقبة فهو اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ولم تكد الحرب تنتهي حتى ارتجت الأرض بالثورة البلشفية في روسيا 1917. هذه الأحداث والوقائع والتحولات قد أثرت بعمق في العلاقات الإقليمية والدولية في القرن العشرين.
وإذا كانت وقائع التاريخ لا تلغى، فإن العبرة مما سبق سؤال كبير وعميق يمس الحاضر والمستقبل وهو: هل يمكن أن يقال إن اتفاق «كيري لافروف» هو (بديل) لاتفاق سايكس بيكو؟ ليس بالضرورة أن يحدث الشيء ذاته، وبصيغة متطابقة مع الذي كان.
لماذا؟ أولا: لأن الظروف الإقليمية والدولية تبدلت على نحو عميق.. فاتفاق سايكس بيكو صورة من صور «الاستعمار» الذي كان يقسم جغرافيا العالم كما يشتهي!! ثانيا: لأنه قد جدد من الوسائل والأساليب ما يمكن أن ينفذ به الطامعون أهدافهم دون اللجوء إلى الوسائل القديمة المستفزة. بيد أنه من الأمانة أن نقول: إن الطامعين لم تهبط عليهم بغتة طهارة أخلاقية تحملهم على هجر أطماعهم هجرانا تاما. فعلى الرغم من أضواء المدن اللامعة، وعلى الرغم من الطفرات المتلاحقة في التقدم التكنولوجي، فإن ناسا من الناس لا يزالون يحملون في إهابهم غرائز الوحوش وسعارها وتلمظها المستمر في النهش والقضم.
صحيح أن المناسبة السببية لاتفاق كيري ولافروف كانت هي «الكيماوي السوري».. لكن هذا الاتفاق المباغت بين الدبلوماسي الأميركي والدبلوماسي الروسي له ثمار عاجلة، ونتائج آجلة..
1) من الثمار العاجلة: إخراج روسيا وأميركا من مأزق حقيقي.. فقد قيل إن أوباما تعجل بإعلان توجيه ضربة إلى سوريا. كما أن بوتين تعجل بتوجيه إنذار مكتوم إلى أوباما مفاده أن روسيا ستدخل الحرب إذا ضربتم سوريا، في حين أن الرجلين لا يريدان الحرب لا سيما إذا بلغت هذا المستوى من السعة والهول!! من هنا جاء اتفاق كيري لافروف تجاه الكيماوي السوري إنقاذا لأوباما وبوتين كليهما.
2) ومن الثمار الآجلة: أن الأزمة السورية - وقضايا أخرى شائكة - أصبحت مدخلا لتفاهمات روسية أميركية أبعد مدى.. ومن ذلك: «تفاهم مشترك» تجاه قضايا الشرق الأوسط، ومنها القضية السورية.. وربما لهذا السبب تحملت أميركا النقد اللاذع الموجه لها بسبب موقفها المتلاعب تجاه الأزمة السورية.. نعم.. تحملت هذا النقد من حيث إنها ترى نفسها هي الرابحة ولو كره الآخرون!!
.. يُضم إلى ذلك أن لدى الولايات المتحدة من الهموم الأخرى ما يقتضي - في نظرها - اقتطاع مساحة من الجهد والوقت ترصد لتلك الهموم الأخرى، سواء أكانت تلك الهموم الأوضاع الاقتصادية في داخلها، أو كانت نموا في المخاطر التي تشهدها مناطق عديدة في آسيا القصوى. ولروسيا مكاسب أيضا..
معروف أن روسيا السوفياتية قد ضحت بمصالحها الوطنية الحيوية الكبرى في سبيل «وهم آيديولوجي» وهو نشر الشيوعية في العالم!! لقد أدرك القادة الجدد لروسيا الاتحادية أنهم تحرروا من هذا الوهم، كما تحرروا من المضايق التي يحشرهم فيها خصومهم الاستراتيجيون من خلال الاتهام لهم بالإلحاد كما كان يحدث أيام الاتحاد السوفياتي وقيادة الحزب الشيوعي له.
إن «القوة الناعمة» - في روسيا وأميركا - تتأهب لتقاسم النفوذ في المنطقة دون صدام، ودون سوء فهم يقود إلى التصادم، وإلا كيف سمحت أميركا لروسيا بأن تتحرك في مصر – مثلا - وتعرض دعمها العسكري وغير العسكري على هذا البلد المهم؟
إن الأحداث الراهنة كبيرة جدا - ولها ما بعدها - فلتكن رؤيتنا أوسع منها، وألا نحشر في مثل جحر الضب.
وبدها: فإن الرؤية الناضجة الواضحة تتطلب انتباها دائما لا يعتريه نعاس، وحرصا على المعلومات الصحيحة الواعية، وتفسيرا موضوعيا وأمينا للمعلومات، وحضورا فاعلا دائما في عمق الإقليم، وعمق العالم، واعتمادا على الذات بعد العكوف البصير على بنائها، ودبلوماسية نشطة تتعب الآخرين ولا يتعبها الآخرون. ........... الشرق الأوسط
|
|
الثعلب الامريكي نجح حيث فشل الكاوبوي |
كم هم مغفلون وساذجون أولئك الذين يصفون سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط بأنها 'مرتبكة' و'باردة' و'متخبطة' و'غير مبالية' و'مترددة'. ألا يعلمون أن 'اللامبالاة' في السياسة سياسة، وأن التردد ليس تردداً، بل هو مقصود بذاته؟ مشكلة الكثيرين أنهم لا يتابعون التصريحات الأمريكية، ولا البرامج الرئاسية التي يطرحها هذا الرئيس أو ذاك عندما يصل إلى البيت الأبيض. الأمريكيون في الغالب صريحون، بوقاحة، عندما يتعلق الأمر باستراتيجياتهم وسياساتهم الخارجية، فهم لا يراوغون كثيراً، بل يطرحون مشروعهم للإعلام 'على بلاطة'، لكن المشكلة في العرب الذين لا يقرأون إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس. لقد قالتها إدارة أوباما مرات ومرات – ليس في الفترة الرئاسية الأخيرة – بل في بداية الفترة الرئاسية الأولى، عندما أعلن أوباما عن خط سياسي مختلف تماماً عن خط سلفه جورج بوش الابن. لقد جاء أوباما أصلاً ببرنامج يناقض فيه سياسات بوش، الذي كلف أمريكا الكثير الكثير عسكرياً واقتصادياً وسياسياً. أعلنها أوباما صراحة أنه يريد أن يلعب بهدوء بعيداً عن الغوغائية السياسية التي ميزت عهد سلفه. بعبارة أخرى، لقد ضرب أوباما عرض الحائط بصورة 'الكاوبوي' السياسي التي سادت الإدارات الأمريكية السابقة. فلم يعد الرئيس الأمريكي يتحسس مسدسه، كلما لاحت أمامه ذبابة، بل بدأ يفكر بطريقة أكثر خبثاً وهدوءاً في متابعة الأهداف والاستراتيجيات وتحقيقها، خاصة بعد نجاح الدبلوماسية البريطانية في العراق وفشل الاستراتيجية العنفية الامريكية هناك. قد يقول البعض، وربما يكونون على حق، إن عقلية 'الكاوبوي' جلبت للأمريكيين الكثير من المصائب والكره، وخاصة في مغامراتهم الخارجية الاخيرة في العراق وأفغانستان، وباتوا يخشون من سياسة 'التعنتر' الكارثية. وهذا صحيح، لكنهم قادرون أيضاً على تحقيق المطلوب بعيداً عن 'التصرفات' 'البوشية' الهوجاء. لقد أعلن أوباما على رؤوس الأشهاد منذ الأيام الأولى لولايته بأنه سيعتمد من الآن فصاعداً على 'الحروب الاستخباراتية'، بدل الحروب العسكرية، فهي أكثر نجاعة وأقل تكلفة بكثير. وقد لاحظنا ذلك في الأزمة السورية، فقد كان الأمريكيون يعطون الانطباع منذ بداية الثورة بأنهم غير مبالين أو مرتبكون أو متخبطون حيال الوضع السوري، مع العلم أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تدير الكثير من العمليات داخل الأراضي السورية من مواقعها على الحدود التركية. ويعترف بعض النشطاء بأن الاستخبارات الأمريكية كانت تلعب دور 'رئيس مجلس إدارة بعض العمليات السورية'، فغالباً ما يكون ممثل 'السي آي أيه' جالساً على رأس الطاولة يواجه اللاعبين الاستخباراتيين الآخرين المنخرطين في إدارة الوضع على الأرض، بمن فيهم رجال الاستخبارات الأوروبيون والإقليميون والعرب. وفي تلك الأثناء كنا نسمع الكثير الكثير في وسائل الإعلام عن ابتعاد الأمريكيين عن الأزمة السورية. لقد اعتمد الأمريكيون منذ مجيء أوباما إلى سدة الرئاسة على مبدأ 'القيادة من الخلف' تاركين السائقين في المقاعد الأمامية يسوقون حسب التوجيهات والإرشادات والتعليمات الأمريكية، دون ضجة أو جلبة. لم يعد الأمريكيون مستعدين للتورط مباشرة في اي نزاع، وهذا ما أشاره ثعلب الدبلوماسية الأمريكية الشهير هنري كيسنجر في أكثر من مقال له في الصحف الأمريكية على إدارة أوباما. لا بل راح كيسنجر في بعض مقالاته يدعو الإدارة الأمريكية إلى احترام معاهدة 'وستفاليا' المبرمة عام 1648التي تنص على احترام سيادة الدول. وهو طبعاً حق يراد به باطل، فبحجة احترام سيادة الدول كانت الدبلوماسية الكيسنجرية الجديدة تحقق كل ما تريده بعيداً عن التدخل السافر في شؤون الآخرين، كما كانت تفعل في الماضي. ومن اللافت أنه حتى الغارات الجوية الأمريكية على مناطق تنظيم 'القاعدة' في اليمن وباكستان والصومال كانت تتم عن طريق طائرات بدون طيار، تجنباً لإزهاق أرواح الطيارين الأمريكيين. هل خسر الأمريكيون جندياً واحداً في ليبيا؟ مخطئ من يعتقد أن أمريكا كانت ضعيفة عندما فاوضت إيران. لا أبداً، فالقوة الأمريكية يمكن أن تدمر العالم مائة مرة. لكن السياسة الأمريكية الأوبامية جاءت أيضاً لإعادة التوازن للاقتصاد الأمريكي. وبالتالي، فالإدارة الأمريكية الحالية لا تريد الغوص في مغامرات جديدة مكلفة طالما أنها قادرة على تحقيق المطلوب بـ'القوة الناعمة'، لهذا رأت أن التفاوض مع إيران وعصا العقوبات أجدى لها من الحروب. إن الذين يصفون سياسة إدارة أوباما الحالية تجاه الشرق الأوسط خاصة 'بالغباء' فإنهم – كما يقول محمد الركاض – لا يعرفون من السياسة شيئاً، ولا يعرفون ثعالبها، فالسياسة الأمريكية، التي يصفها البعض بـ'الغبية' جردت سورية من السلاح الكيماوي الاستراتيجي ما لم تستطع تحقيقه كل حروب المنطقة، وهي ساعية لما بعد الكيماوي. والأهم من ذلك، أنها كبحت مشروع إيران النووي، دون أن تخسر دولاراً أو جندياً واحداً. قارنوا المبالغ التي أنفقتها أمريكا على مغامراتها في العراق وأفغانستان، وهي عشرات ترليونات الدولارات، مع ما أنفقته على الوضعين السوري والإيراني؟! لقد حققت لنفسها ولإسرائيل كل ما تريدان فقط من خلال العمل بالمبدأ النابليوني الشهير 'إذا رأيت عدوك يدمر نفسه، فلا تقاطعه'. لقد دفعت أمريكا المليارات لإعادة العراق إلى العصر الحجري، كما توعد وزير الدفاع وقتها دونالد رامسفيلد، لكنها حصلت في سورية على كل ما حصلت عليه في العراق 'ببلاش'، فقط بدماء وأشلاء السوريين وثرواتهم وثروات الآخرين. فإذا كانت سياسة 'التخبط والغباء واللامبالاة' الأمريكية هذه قد حققت كل هذه النتائج، فكيف لو كانت سياسة ذكاء ودهاء مثلاً؟ لقد أنجزت إدارة أوباما لأمريكا ما لم تنجزه على مدى عشرين سنة فائتة، في ما يخص ملفات الشرق الأوسط في سورية وإيران، وعلى صعيد ضمان أمن إسرائيل. كيف؟ فقط بتعب اللسان.. وبرود الأعصاب.. والتردد.. واللامبالاة المدروسة؟ ............
القدس العربي |
|
4 |
بي بي سي: ملحدون مصريون يسعون لانتزاع اعتراف المجتمع بوجودهم
|
علي جمال الدين بي بي سي - القاهرة يجتمع بعض الشباب المصريين في المقاهي العامة لمناقشة أفكارهم عن الإلحاد لم يكن الصديقان أحمد وأمير يدركان أن يوم الفراق بينهما سيكون قريبا. كانت الروابط بينهما تشبه روابط الأخوة وقد اعتادا حضور خطب داعية سلفي كبير بالأسكندرية بعد صلاة الفجر، ولطالما عرف أحدهما مقدار حب الآخر له في كثير من المواقف منذ أن عاد أحمد من مكة المكرمة حيث كان يدرس في معهد ديني. "ما زلت أحب أميرا" يقول أحمد حرقان، الشاب العشريني المقيم بالأسكندرية. ويردف "لكن صديقي لم يتمكن من تقبل كوني أصبحت ملحدا لا أؤمن بدين الإسلام". وتابع "هي ليست مجرد لحظة واتتني فيها فكرة الإلحاد، لكنها كانت نتاج تأمل طال شهورا وربما أكثر من عام". ويسترجع "بعدها أذكر أنني دخلت المسجد واصطففت قاصدا الصلاة في جماعة ولكني لم أتمكن من أداء تكبيرة الإحرام. فأدرت ظهري للمسجد وقررت هجر الإسلام".
مشكلات عائلية ويوضح "توقعت أن أتعرض لمشكلة مع والدي ووالدتي المتدينين واللذين كانا حريصين على تحفيظي القرآن منذ الصغر، وهذا ما حدث فعلا، ولكني كنت أود الاحتفاظ بأصدقائي ومنهم أمير". يجتمع أحمد مع عدد من أصدقائه من ذوي التوجه المشابه على مقهى متاخم لساحل مدينة الإسكندرية المطلة على البحر المتوسط. يشعرون بالألفة لبضع ساعات، حيث يتبادلون أفكارهم. ثم ينطلق كل منهم إلى بيته أو جامعته ليجابه، غالبا، بالاستهجان وربما بالملاحقة.
عدد من الفتيات يجتمعن للقراءة بإحدى المكتبات ومناقشة قضايا الإلحاد التي يعد الخوض فيها محظورا في بيوتهن في نهاية الأسبوع الماضي، أدانت منظمتان حقوقيتان في مصر استمرار حبس طالب على ذمة التحقيقات بتهمة ازدراء الأديان. ووصفت مؤسسة حرية الفكر والتعبير والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في بيان مشترك، محاكمة الطالب شريف جابر بسبب تعبيره عن رأيه في المسائل الدينية، بأنه تكريس للقيود المفروضة على حرية الاعتقاد في البلاد وإخلال بالالتزامات الدولية. وكان الطالب قد عُرض على مجلس تأديب بجامعة قناة السويس بعد نقاش ديني مع أحد الأساتذة في أبريل / نيسان الماضي. ثم أحيل مجددا إلى السلطات القضائية بعد شكوى تقدم بها عدد من زملائه تتهمه بإنشاء صفحة على فيس بوك تدعو للإلحاد. يقول حرقان "إن إعلان شخص ما إلحاده في مصر يعني عند بعض أفراد المجتمع أنه لم يعد لديك الحق في الحياة". وأردف "الخروج من الإسلام ربما يعرضك للقتل. ولكننا نحاول الخروج من هذه الدائرة عبر تشجيع غيرنا من الشباب على الجهر بإلحادهم. وبالتالي لن يتمكن أحد من قتل الكثيرين الذين سيجاهرون بالإلحاد، وأعتقد أنهم ملايين".
جوانب سياسية ولا يوجد إحصاء مستقل لعدد الملحدين في مصر. ولكن بعض المثقفين يشير إلى أن المجاهرة بالإلحاد أصبح ظاهرة خلال السنوات الأخيرة. وتلقي مديرة مكتبة مصر العامة نبيلة عبد النبي باللائمة على الفترة التي صعدت فيها تيارات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم. وقالت لبي بي سي "لطالما عرفت مصر بحرية التعبير ولا نميل لفرض الرقابة على الكتابة والإبداع. هنا في المكتبة نسمح للشباب بالاطلاع على العديد من الكتب التي تعد مثيرة للجدل". وتردف "لكن الجديد الذي ساهم في نفور الشباب من الدين هو وصول تيارات الإسلام السياسي إلى أعلى سلطة". في طابق آخر بذات المكتبة اعتادت مجموعة من الفتيات المحجبات على ممارسة هواية القراءة وأيضا مناقشة بعض الأمور التي يعد الخوض فيها محظورا داخل بيوتهن. "أحفظ القرآن كاملا ووالدي ملتحٍ وأشقائي الذكور كذلك. ولكن كانت لدي الكثير من التساؤلات ترسخت من خلال قراءاتي فأصبحت ملحدة"، حسبما قالت فتاة محجبة منهن طلبت من بي بي سي إخفاء هويتها. واستدركت "أنا بالأحرى لا أدرية، أي أنني من بين الذين يعتقدون بأنه لا أحد يعلم إن كان هناك إله أم لا يوجد". وتابعت الفتاة "ثلاث من صديقاتي ألحدن بعد أن كن منتقبات لا يكشفن عن وجوههن. وجابهتهن صعوبات عديدة لتخليهن عن النقاب. لقد اكتفين بارتداء الحجاب مثلي. كلنا نرغب في التخلي أيضا عن الحجاب ولكن المجتمع لن يرحمنا".
تشدد الدكتور مجدي عاشور أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قال إن "التيارات المتشددة التي لا تعرف سوى التشبث بالأمور الشكلية التي قد تبعد الناس عن الدين تتحمل مسؤولية هذه الظاهرة". وأوضح لبي بي سي أنه لا بد لعالم الدين أو المفتي أن يضع عينا على الشريعة وعينا أخرى على الواقع. مشيرا إلى أن البعد عن الواقع والتمسك ببعض الأشياء التي لا تعد من جوهر الدين كان سببا في نفور أتباع الديانات منها. ويردف "لا بد أن ننفر من التشدد كما ننفر من الإلحاد". ولكن بعض من استطلعتُ آراءَهم من الملحدين أو اللادينيين في مصر يرفضون التعامل مع هذه الظاهرة باعتبارهم مشكلة. تقول سمية شريف الطالبة بكلية التربية "لا بد من الاعتراف بأن كل شخص يمر بفترة تساوره فيها الشكوك حول ما ورثه من معتقدات. لقد أبلغت والدتي بأنني ألحدت فأخذت تدعو لي بالهداية". وتستطرد "أنا فتاة طبيعية ولا أعتقد أني أعاني من مشكلة. لا بد للمجتمع أن يعرف أن هناك من لا يؤمن بالديانات السماوية". سألت فتاة أخرى من المجاهرات بالإلحاد عما سيكون موقفها إن تقدم لها أحد الشباب المتدينين طالبا الزواج منها، هل ستصارحه بإلحادها؟ "ستتغير أوضاع جميع الملحدين في مصر إذا ما جاهروا بأفكارهم رغم رفض المجتمع." فأجابت "أنا مرتبطة بالفعل بشاب ملحد تعرفت عليه عبر فيس بوك. نحن متقاربان جدا في الأفكار والمشاعر." وتوضح أن كليهما كان من خلفية دينية متشددة.
ثورة اتصالات ويجد الملحدون في مصر وبعض البلاد العربية داخل الإنترنت متنفسا للتعبير عن آرائهم. وإلى جانب المجموعات المغلقة أو السرية في موقع فيس بوك هناك برامج على موقع عرض المقاطع المصورة يوتيوب تختص بعرض حوارات يروي فيها شباب قصة سلوكهم تلك السبيل. وفي قضية جابر، طالب جامعة قناة السويس، كانت الجامعة قد قررت حفظ التحقيق الإداري الذي أجري معه في أعقاب جدله الديني مع أحد الأساتذة. ورغم ذلك، بادر عدد من الطلبة بجمع توقيعات وتقديمها إلى رئيس الجامعة لإعادة فتح التحقيق مع الطالب، شاكين إنشاءه صفحة على الإنترنت يدعو فيها للإلحاد. وانتقل التحقيق من داخل الجامعة إلى مخفر الشرطة. وفي أكتوبر / تشرين أول الماضي ألقت قوة من المباحث القبض على الفتى ليمثل أمام النيابة ويخضع للتحقيق مجددا بتهمة ازدراء الأديان، وصدر القرار بحبسه لمدة أربعة أيام. وفي الأسبوع الماضي تقرر استمرار حبسه خمسة عشر يومًا أخرى على ذمة التحقيقات. ويقول حرقان، الشاب المقيم بالأسكندرية، ستتغير هذه الأوضاع إذا جاهر كل الملحدين في مصر بإلحادهم. إن الدين المكتوب على بطاقة تحقيق الشخصية لا يعني بالضرورة أن هذا هو المعتقد الفعلي لحاملها. ........... بي بي سي
|
|
مشاركات وأخبار قصيرة
|
يوم غضب فلسطيني بسبب مشروع "برافر" لمصادرة أراضي البدو
يهدف إلى السيطرة على 800 ألف دونم في صحراء النقب عبر هدم عشرات القرى رام الله - عبد الحفيظ جعوان نظم نشطاء فلسطينيون، أمس السبت، تظاهرات في مدن مختلفة داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية تحت شعار "برافر لن يمر"، وذلك في يوم غضب ضد مشروع "برافر" الإسرائيلي الذي يستهدف هدم عشرات القرى البدوية في صحراء النقب وطرد السكان والاستيلاء على أراضيهم. وترمي خطة "برافر" تحديداً للسيطرة على 800 ألف دونم من أراضي البدو من خلال هدم القرى البدوية وتجميعها في مكان واحد. وانطلقت التظاهرات في صحراء النقب وأماكن مختلفة من إسرائيل والضفة الغربية، وتحولت كلها إلى مواجهات مع الجنود الإسرائيليين أسفرت عن إصابات واعتقالات في صفوف الناشطين الفلسطينيين. كما حاول بعض الناشطين اقتحام مستوطنة قرب رام الله، معتبرين أن مخطط "برافر" الذي يستهدف البدو وأرضهم في النقب لا يختلف كثيراً عن استراتيجية التهويد التي تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية. ورد المستوطنون على محاولة الاقتحام بإطلاق الرصاص الحي على الناشطين. يذكر أن مشروع "برافر" تمت المصادقة عليه في القراءة الأولى داخل الكنيست الإسرائيلي، وقد يتحول إلى فعل نافذ في وقت قريب، مما ينذر بأيام غضب أخرى مماثلة لما شهدته الأراضي الفلسطينية.
................................................. أمريكا: قانون التظاهر بمصر لا يتلاءم مع المعايير الدولية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مجددا، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال قانون تنظيم التظاهر في مصر، واعتبرت أن القانون الجديد "لا يتلاءم مع المعايير الدولية." وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، خلال موجز صحفي، الجمعة: "نحن قلقون، وكما أعربنا عن ذلك بالأمس، بشأن التأثير المحتمل لقانون التظاهر الجديد على التجمع السلمي في مصر." وأضافت: "هذا التأثير المقلق اتضح بالأمس (الخميس) واليوم (الجمعة) عندما استخدمت السلطات المصرية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين مسالمين واعتقال ناشطين." وتابعت: "نجدد إبداء مخاوفنا التي نشاطرها مع الممثلين عن المجتمع المدني في مصر، القانون في شأن التظاهرات يقيد الحريات ولا يتلاءم مع المعايير الدولية. وسبق وأن أعربت واشنطن، الأسبوع الماضي، عن "قلقها" حيال التداعيات المحتملة للقانون وعدم انسجامه مع المعايير الدولية"، وردت الخارجية المصرية بالتأكيد على أن مصر "لا يمكن أن تقبل من أي طرف" التدخل في شؤونها الداخلية."
...............................
لجنة الخمسين تبدأ التصويت على دستور مصر
وافقت لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري على ديباجة الدستور الجديد، وذلك في مستهل بدء عملية التصويت على المسودة النهائية للدستور الجديد لمصر التي ستطرح بعد ذلك في استفتاء عام، وذلك رغم الخلافات التي شهدتها اللجنة بشأن بعض المواد، خاصة تلك المتعلقة بمصدر التشريع ومدنية الدولة ومحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري. ومن المقرر أن يصوت الأعضاء على جميع المواد الواحدة تلو الأخرى في عملية قد تستغرق أكثر من جلسة، على أن يتم الانتهاء في موعد أقصاه الثلاثاء لرفع المشروع للرئيس المؤقت عدلي منصور. وقد تغيب ممثل حزب النور عن الحضور عند أخذ التصويت على الديباجة والمادتين الأولى والثانية، رغم إجراء عمرو موسى رئيس اللجنة مشاورات معه ومع ممثل الأزهر قبيل البدء في التصويت. كما تم استبعاد الأعضاء الاحتياطيين من المشاركة في الجلسة، ومنعوا من دخول قاعة مجلس الشورى. وكان عمرو موسى أعلن في مؤتمر صحفي أن مسودة الدستور الجديد تحظر تأسيس أحزاب على أساس ديني، وأكد أن مواد مشروع الدستور الجديد لا تتضمن تحصينا لوزير الدفاع أو لدوره، بحسب قوله. | موسى قال إن الدستور الجديد لا يحصن وزير الدفاع (رويترز-أرشيف) | وتنص خارطة المستقبل على إجراء استفتاء على الدستور بنهاية العام الجاري، إلا أن مسؤولين في الحكومة قالوا إنه يتوقع أن يجري الاستفتاء في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني. انتقادات وانتقدت جماعات حقوقية ونشطاء مسودة الدستور، وقالت إنها لا تحد من صلاحيات الجيش، واعترضت بشكل خاص على المادة 203 التي تسمح بمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، والتي تكون جلساتها مغلقة ولا يمكن الطعن على أحكامها. كما قوبلت المادة 233 التي تنص على تعيين وزير الدفاع بالاتفاق مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أثناء أول فترتين رئاسيتين بانتقادات حقوقية، وهناك مادة أخرى تتضمن عدم المساس بميزانية الجيش. وفي وقت سابق أكد ممثل القوات المسلحة في اللجنة اللواء مجد الدين بركات أن المواد التي تعزز من وضع القوات المسلحة لا مجال للتراجع عنها، كما أن أحدا لم يطلب إعادة المداولة بشأنها، مشددا على أن المظاهرات لن تدفع اللجنة إلى النظر مجددا في هذه المواد. وكانت اللجنة بدأت أعمالها قبل نحو شهرين، ويفترض أن تعدل اللجنة الدستور الذي أقر في أواخر عام 2012 الماضي في عهد مرسي وحصل على أكثر من 60% في الاستفتاء الشعبي الذي أُجري عليه، إلا أنها قررت في نهاية المطاف وضع دستور جديد بالكامل. ويقول خبراء وفقهاء دستوريون إن التصويت برفض الدستور الجديد في الاستفتاء عليه سوف يعيد خارطة المستقبل التي أعلنها السيسي إلى المربع الأول، وسيؤدي إلى إطالة الفترة الانتقالية، حيث سيتطلب الوضع تشكيل لجنة جديدة لإجراء التعديلات الدستورية. المصدر:وكالات
........................................
القاعدة تعلن أن لها موطئ قدم في الضفة الغربية الأحد، 01 كانون الأول/ديسمبر 2013، ) دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--
أعلن مجلس شورى المجاهدين، التابع لتنظيم القاعدة، أنه تمكن من إقامة موطئ قدم في الضفقة الغربية، وذلك في بيان عزت فيه الشبان الثلاث الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية. وقال المجلس في البيان المنشور على موقعه: "هبَّ ثلة من المجاهدين ليعلنوها مدوية أن الجهاد ماض في ضفة العز ولكنه اليوم بطعم جديد يذيق يهود الموت الزؤام بطعم السلفية الجهادية التي باتت أقرب بفضل الله تعالى من القدس والأقصى." وبين المجلس أن "لا زال المسجد الأقصى من عشرات السنين يئن تحت أسر شر البرية شر الدواب يهود وتشتد هجمتهم المسعورة عليه في هذه الأيام في وسط غريب على أهل النخوة والمروءة من المسلمين في بيت المقدس حيث انحرفت بوصلة الجهاد بسبب حفنة من المجرمين العملاء الذين باعوا أنفسهم ليهود, وأخرى آثرت الإخلاد والقعود عن جهاد يهود بسياسات باطلة فوقفوا أمام قضية المسلمين في بيت المقدس وخاصة القدس بأيد شلاء, وألسنة خرساء, وأعين لا تجيد إلا البكاء حتى عم البلاء, ولاحق الظالمون السفلة من أزلام سلطة أوسلو المجاهدين البررة وجاوزوا المدى, فحق الجهاد وحق الفداء." ويشار إلى أن السلطات الإسرائيلية أعلنت الثلاثاء الماضي عن عملية لقواتها الخاصة قتلت فيها ثلاثة عناصر ينتمون لخلية سلفية جهادية، بحسب ما نشره موقع الإذاعة الإسرائيلية.
.......................................
الشيخ الصفار يحذر من العواقب الوخيمة لظلم الضعفاء.. شعوبًا وأفرادًا مكتب الشيخ حسن الصفار:
حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من العواقب الوخيمة "في الدنيا والآخرة" لممارسة الظلم ضد الضعفاء سواء على مستوى الشعوب بصفة عامة أم على المستوى الأسري بصفة خاصة. جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 26 محرم 1435هـ الموافق 29نوفمبر 2013م في مدينة القطيف شرق السعودية. وقال الشيخ الصفار: إن الله سبحانه وتعالى قد توعد الظالمين بسوء العاقبة "عاجلا أم آجلا". محذرا من ان ما ينطبق على الأنظمة السياسية الظالمة ينطبق بذات القدر على المستوى الفردي والأسري. وحض سماحته الشعوب المظلومة على الثقة بنصر الله حتى لو تجاهل قضيتها الإعلامي الدولي والرأي العام العالمي. وأضاف أن على هذه الشعوب أن تنفض عنها غبار الهزيمة النفسية وأن تستنفر طاقاتها "حتى لو كان ميزان القوى مختلا لصالح أعداءها. إن عليها أن تسير في طريق الانتصار لحقوقها". وأشار سماحته في هذا السياق إلى الحقبة المريرة التي فتك فيها نظام البعث برئاسة صدام حسين بالشعب العراقي "فيما كان العالم يصفق له" إلى أن شاءت قدرة الله أن ينتقم لهذا الشعب من حاكمه الظالم. وحض في ذات السياق الشعب الفلسطيني على الحفاظ على معنوياته العالية في مواجهة الاحتلال والظلم والانتهاكات الإسرائيلية والتواطؤ الدولي "لأن الله قد وعد المظلومين بالانتصار لهم إن عاجلا أم آجلا". وانتقد سماحته الصمت الدولي والعجز الإسلامي "عدا عن الصيحات أو البيانات الخجولة" عن نصرة المسلمين في بورما الذين يتعرضون لحملة ابادة جماعية وتهجير من بلادهم. وقال الشيخ الصفار ان على الشعوب التي ترزح تحت نير الاستعباد في ظل الحكومات المستبدة أن لا تتسرب الهزيمة والانكسار إلى نفوسها. ومضى سماحته في القول "إن حركة التاريخ تسير مع حق الشعوب وتحررها وتجاوز عالم الاستبداد والظلم". وينتقد تصاعد العنف الأسري في المملكة وفي سياق آخر أسف سماحة الشيخ الصفار إلى تصاعد حالات العنف الأسري في المجتمع السعودي وفق إحصاءات المحاكم السعودية والمؤسسات الحقوقية الرسمية. وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة المصادف لـ 25 نوفمبر دعا سماحته إلى نشر الوعي والثقافة العامة في الأوساط الاجتماعية "حتى تردع الناس عن ظلم بعضهم بعضا". وأشار على وجه الخصوص إلى ضرورة الحدّ من ممارسة العنف الأسري الموجه ضد الضعفاء من النساء والأطفال وخدم المنازل. واعتبر سماحته العنف الأسري أكثر قسوة على الضحايا من أي عنف آخر "لأن العنف الأسري يأتي من جهة ينبغي أن تكون مصدرا للحماية والرعاية". وأسف الشيخ الصفار إلى تصاعد حالات العنف الأسري في المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة وفقا لإحصاءات وزارة العدل وهيئة حقوق الإنسان في المملكة. محذرا من الانتقام الإلهي ممن يمارسون الظلم على الضعفاء --------------------------------------------------
بالفيديو.. عاصم عبدالماجد: القوات المسلحة انحازت للأقليات وعليها مراجعة موقفها
قال عاصم عبدالماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، المطلوب ضبطه على ذمة التحقيق في عدد من القضايا، الهارب إلى قطر، إن «المشهد المصري مؤسف ومحزن»، واصفًا الدستور الجديد بـ«الأقليات». وأشار «عبدالماجد»، في أول ظهور إعلامي بعد فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية والنهضة» يوم 14 أغسطس الماضي، على قناة «الجزيرة»، مساء السبت، إلى أن «الجيش عزل الرئيس محمد مرسي الذي حاز رضا الشعب المصري، وأتى بآخر لا يعرفه أحد»، وأن القوات المسلحة انحازت للأقليات الدينية والسياسية والاجتماعية في مصر، وأن عليها مراجعة موقفها، لأن البلد على «حافة الهاوية»، حسب قوله. وأوضح «عبدالماجد» أن «الجيش عليه تصحيح الخطأ الذي ارتكبه قياداته، وأن الأقلية الدينية والعلمانيين والفاسدين يتولون المناصب في مصر الآن، ومارسوا الإقصاء ضد الأغلبية». ووصف «عبدالماجد» خارطة الطريق بـ«خارطة تدمير مصر»، مشيرًا إلى أن الشعب استفاق، ويسعى لاستعادة الشرعية، وأن المظاهرات هي التي ستكسر «الانقلاب العسكري»، على حد قوله. وأوضح: «الانقلابيون ظنوا أن الحكم على الفتيات الصغيرات سيردع أنصار الشرعية، ولكن مازالوا صامدين ضد العنف»، موضحًا أن «بعض مساندي انقلاب 3 يوليو مثل 6 أبريل أدركوا أن ما حدث كان لإعادة نظام مبارك القمعي»، واصفًا الجيش المصري بـ«العدو المحتل» للبلاد، حسب زعمه. http://www.almasryalyoum.com/node/2366846 ..............................
4 دول خليجية تعلن ميلاد العملة الموحدة ديسمبر المقبل * الإمارات وعمان لن تنضما لمشروع الوحدة النقدية قريباً أكد مصدر خليجي مقرب من دوائر اتخاذ القرار، أن 4 دول خليجية ستعلن ولادة النقد الخليجي الموحد بنهاية ديسمبر 2013، باستثناء الإمارات وعمان، مشككا في انضمامهما إلى الوحدة النقدية خلال المستقبل المنظور. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات لصحيفة أخبار الخليج البحرينية، إنه سيتم غالبا ربط العملة الخليجية الموحدة بالدولار، مشيرا إلى أن ربط العملة الخليجية بالدولار، هو محض قرار سياسي، لا علاقة له بالاقتصاد. وأضاف أن الأجدى اقتصاديا، هو أن يتم ربط العملة الخليجية الوليدة، بسلة عملات، لأن حجم المبادلات التجارية لدول الخليج مع دول الاتحاد الأوروبي، أكبر بكثير من حجم المبادلات التجارية مع الولايات المتحدة، حيث تقدر صادرات الخليج من النفط إلى دول الاتحاد الأوروبي، بنحو 70 بالمئة من الواردات الأوروبية. ورفض المصدر ذكر أي أسباب حول عدم انضمام الإمارات وعمان، مضيفا «لا أرى أن هناك ضرورة لميلاد عملة نقدية موحدة في الخليج، طالما أنها لن تكون مستقلة.. فعلى الرغم من امتلاك دول الخليج احتياطات نقدية ضخمة، فإن عملاتها لا تدرج في قائمة الاحتياطي النقدي للعالم، لأنها دول غير منتجة، وبالتالي ليس معترفا بعملاتها عالميا». وأشار المصدر إلى أن حجم الاحتياطي النقدي للعالم يقدر بنحو 10.2 تريليونات دولار، تعد الصين الأعلى بحصة 3.3 تريليونات، ثم اليابان بحصة 1.27 تريليون، ثم روسيا بحصة 537 مليار دولار، فسويسرا بحصة 531 مليار دولار، فالبرازيل بحصة 373 مليار دولار، حيث تتناقص تدريجيا حصص كل من كوريا وهونغ كونغ والهند وسنغافورة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتايلند والمكسيك، ثم تأتي الولايات المتحدة في ذيل القائمة.
..........................................
إيكونومست البريطانية : السعوديون يتركون السيارات الفارهة ويقبلون على "الصينية" و"الكورية" (أنحاء) – متابعات : ــ ذكرت مجلة بريطانية أن السعوديين الذين عرفوا بإيثارهم للرفاهية والعيش اللَّين أضحوا يتنافسون على شراء البضائع الأرخص ثمناً. وأشارت مجلة «إيكونومست» في تقرير أمس إلى أن قطاع السيارات هو الأكثر دلالة على ذلك المنحى، إذ أضحت السيارات الصينية والكورية الصنع الأرخص ثمناً تمثل تهديداً ملموساً لشركات صنع السيارات اليابانية والأميركية والأوروبية. وأضافت أن أبرز المنافسين هي شركة «غيلي» الصينية التي تملك شركة فولو السويدية، إذ استطاعت أن تبيع 13 ألف سيارة من صنعها في السعودية العام 2012، لتفوز بحصة في سوق السيارات السعودية قدرها 1.7 في المئة. كما نجحت مجموعة الحاج حسين على رضا في تسويق سيارة نقل وشاحنة من إنتاج شركة ماكسوس الصينية. وزجت شركة «غريت وال» الصينية لصنع السيارات بمنتوجاتها من عربات نصف النقل لتنضم إلى المتنافسين على كعكة سوق السيارات في المملكة. وكانت شركة تويوتا اليابانية ولا تزال تهيمن على حصة تبلغ 40 في المئة من سوق السيارات السعودية منذ الثمانينات، حين أزاحت منافساتها الأميركية والأوروبية من الهيمنة على تلك السوق. وتأتي بعدها شركة نيسان بحصة تبلغ 9.5 في المئة، فيما تستأثر شركات صنع السيارات الأميركية بنسبة تبلغ 6.5 في المئة، في مقابل 18 في المئة هي حصة شركات السيارات الأوروبية.
......................................
أعداء المرأة في الرواية السعودية 27-01-1435 10:15 موقع المثقف الجديد_عبد الواحد الأنصاري: غالبا ما يطرح مفهوم "عدو المرأة" محلياً بشكل عام على أنه توصيف لحالة جنائية تحيلنا إلى العصابية السيكولوجيّة! وهذا ليس مفهومي على الإطلاق. بل إنني أتحدث عن شخصية الراوي-البطل. الذي يضعه المؤلف كخلفيّة هنا لقراءة نفسيّة بطل آخر مختفٍ داخل النص، أي نص تتلبسه الحالة المسماة "عدو المرأة"، وللتقريب فإن عدو المرأة في أجمل حالات اكتماله وجاذبيته لا يتجاوز أن يحتوي على عنصر من العناصر التكوينية لشخصية "دون جوان" المشهورة. أساساً: شخصية "دون جوان" الأساسية من حيث المفهوم العُرفي تقدم لنا: بطلاً مقتحماً كاسراً للقيم، هابط المستوى الأخلاقي. ولكن النظرة الأدبية حولته إلى شخص مرموق يفتتن به الرجال والنساء على حد سواء، لا كما يفتتنون بـ"روبن هود" و"أرسين لوبين" على مستوى الرمز الشعبي، بل على مستوى البطولة الدرامية الذي يلفت نظري هنا (ولعلك ترجع إلى ما كتبه كونديرا في فن الرواية حول شخصية الماتشو وعدو المرأة). إن عدوّ المرأة (أو الرجل الاغتصابي) هو ليس حالة شتيمة للبطل الأساسي في الرواية بنظري المجرد (وإن يكن بطلا في الظل)، إذ غالباً ما استُغلّت هذه اللفظة (عدوّ المرأة- الراغب في الاستحواذ عليها- مغتصب المرأة)، استغلالاً لا علاقة له بالجانب البطولي الذي نتحدث عنه في هذه القراءة. وفي الوقت نفسه فإنني في قراءتي للنصوص التي تشتمل على الشخصية البطولية لـ"عدو المرأة" إنما أرمي إلى المقابلة بين شخصيتين: شخصية الماتشو، الذي يغريه من المرأة "أنوثتها، أمومتها، عطفها، علاقتها بالعائلة". وهذه شخصيات موجودة بامتياز في جميع أشكال الرواة في الأدب العربي والعالمي- وبين شخصية عدو المرأة الذي يغريه من المرأة "رغبته في الاستحواذ عليها، قدرته على فكّ التمنع لديها، القدرة على السخرية منها في حال التمنع، والقدرة على السخرية منها أيضا في حال الحصول عليها". ويهم هذا النوع من الشخصيات أن تظل المرأة حالة متعلقة بتمجيده الذاتي لنفسه. فهو يصفها في حال تمنعها بـ"الخوف من الاستحواذ عليها"، ويصفها في حال استسلامها له أيضا بـ"الخوف من أن يتركها". ويشكل ذلك وحدة تقوم غرابتها على توحد المتناقضات في النتيجة المتحصلة. فترى أن المتناقضين يتفقان في الوحدة ذاتها إلى أن "عدو المرأة بدافعه الجندري الذي لا يشعر به، وبتحول المرأة إلى شكل وظيفي لتمجيد نفوذه الذكوري" هو في كلتا الحالتين يحكم على المرأة بالسقوط. سواء باستحواذه عليها أو بامتناعها عنه. في حين أن الصورة الكبرى هي أن هذا البطل العظيم (عدو المرأة بالمفهوم الأدبي ذي البعد البطولي الملحمي لا بالمفهوم الأخلاقي ولا بمفهوم ميثاق حقوق الإنسان)، تستحوذ عليه المرأة بالمقابل. باعتبار أن حكمه على نفسه وعلى تكوين شخصيته متوقف على نظرته إليها. فهو ينظر إلى نفسه في المرآة من خلال المرأة. فالمرأة بالنسبة له هي المعادل الموضوعي لديه للمرآة، ومع ذلك فهو يبذل شتى الحيل النفسية للتوصل إلى قرار وحيد: أنه قوي، وأن المرأة ضعيفة. إن هذه البطولة الخلفية التي استطعت قراءتها من خلال حكاية البطل الخفي لقصة "الآنسة أم مرزوق" (لأحد كتاب القصة السعوديين في الإنترنت) هي ما دفعني إلى الاحتفاء أدبياً بهذا التميز النوعي من الكتابة. لكونها شخصية لم تعالج معالجة جدية من قبل في الأدب السعودي، بل غالباً ما توظف بتسطيح خارق تماماً، كما في رواية الفردوس اليباب لليلى الجهني. التي أفلت منها زمام إدارة الحبكة بعدل، عندما عزلت تماماً عن القارئ مونولوج البطل الملعون (عدو المرأة)، واكتفت بمنولوج "عدوّة عدوّ المرأة" وصبغت الشخصية الأخرى (الرجولية) بلعنة أخلاقية تطاردها ما بقيت رواية الفردوس اليباب قادرة التجول بين أيدي القراء. أما في قصة "الآنسة أم مرزوق"، فإن التقنية العالية تنجح في رسم شخصية "هذا العدو" بذكاء، وبلا مباشرة، إذ نرى في النص أنّ شخصية أم مرزوق تمارس أفعالا مضارعة تتلخص في أنها تخشى الاحتكاك بالرجال، تخشى الوقوع في الحب، تخشى أن يعرف أحد أنها ضعيفة، تخشى أن يعلم أحد أنها بحاجة إلى الحب وإلى الرجل. ومع ذلك فالراوي يتحدث عنها بهذه الطريقة: إنها تتدلل علينا. وفي البداية لابد لنا من أن نلتفت وبشدة إلى حضور الفعل المضارع الذي يتسلطن في النص وينبئ بانهيار قادم لشخصية المرأة (كتهيئة لبلوغ تفوق عدو المرأة ذروته) بحسب تنبؤ الراوي الذي يعد هو البطل الخفي المتحكم في النص، بكونه راويا عدوا للمرأة، بحيث إن جميع صياغاته الحكائية تنبئ عن رغبة مسعورة لتملك المرأة، حب لأن تكون حبيبته، حب لأن تنكسر بين يديه وتتشظى معلنة عن عشقها. الراوي شخصية تهوى الهتك ومع ذلك تتشفى بلغة اغتصابية واضحة (اغتصابية فنية روائية وليس اغتصابية جنائية). ولذلك دائماً ما يستعمل الراوي هنا عبارة: تخاف. تخشى. ترتعب. وهو بذلك يجبر البطلة على تقمص شخصية الخائفة المهزومة. لكنه في النهاية يعترف بأن نجاتها من الاستحواذ موقوفة على امتناعها من الوقوع بين يديه. ما يعجبني لدى مؤلف هذه القصة: أنه كتب بطريقة مواربة أيضاً شخصية الراوي الرجل. الراوي المتعطش لفتاة تبحث عن رسالته في جوالها. تهرب إليه عبر السطح. الراوي الذكوري الذي يعاني من تمنع هذه البطلة القوية رغم خوفها وحاجتها إليه. ولهذا يصوغ في خوفها هجائية مرة سببها الوحيد أن هذا الخوف وحده ما يحميها من أن يستحوذ عليها.
.......................
سماوية
|
|
رسالة الصدمة والدهشة |
صورة تلميذات المدارس الثانوية اللاتى حكم على كل واحدة منهن بالسجن مدة 11 سنة لأنهن شاركن فى إحدى المظاهرات الاحتجاجية، كانت أهم رسالة خرجت من مصر إلى عواصم العالم يوم الأربعاء (28/11). إذ نشرتها مختلف الصحف واحتل خبرها صدارة نشرات الأخبار، حيث لم يصدق أحد، ولم يتصور، أن تقوم فى مصر ثورة ضد استبداد مبارك ونظامه القمعى فى عام 2011، ثم يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى بحيث تصدر أمثال تلك الأحكام المفرطة فى القسوة ضد 14 فتاة أعمارهن بين 15 و22 سنة، فى حين يتم إيداع سبع من زملائهن إلى مركز رعاية الأحداث لمدة غير معلومة. كل ذلك لأنهن خرجن ذات صباح إلى شارع الكورنيش فى الإسكندرية فى مظاهرة ضد الحكومة.
لم تكن قسوة الحكم وحدها ما صدمنا وأثار دهشتنا، لأن الصدمة كانت مضاعفة لدى عدد من الأصدقاء العرب الذين سجلوا آراءهم وأعربوا عن دهشتهم إزاء حدوث ذلك فى مصر الثورة من ناحية، ومن خلال قضائها «الشامخ» من ناحية ثانية. وهو ما يسوغ لى أن أقول إن الحكم بذلك الأداء أساء إلى سمعة مصر وإلى ثورتها، كما أنه شوه صورة القضاء المصرى.
لا أقول ذلك من باب التخمين لأن أصداء الحكم التى تسارعت على شبكة التواصل الاجتماعى شهدت بذلك وبما هو أكثر منه. وحين قمت بتجميع تلك الشهادات فى تجربة سريعة لتحليل الخطاب وجدت أن كلمتى «العار» و«الفضيحة» ترددتا فى أكثرها، وأن غضب المستهجنين له انصب على الفريق السيسى والداخلية والقضاء الشامخ، ولاحظت أن المصطلح الأخير بات يتردد من قبيل الغمز والسخرية، كذلك ترددت وتواترت فى الكثير من التعليقات المقارنة بين الحكم الذى يسجن طالبات الثانوى 11 عاما، وبين معاقبة قتلة خالد سعيد بالسجن سبع سنوات، أما الضابط قناص العيون فقد حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات فقط.
وأضاف أكثر من واحد أن الضابط الذى اتهم بقتل 37 شابا أخلى سبيله. وهى مقارنة فاضحة وفادحة. وهو ما دفع الأستاذ جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان إلى تذكيرنا بأن الذين قتلوا خلال 18 يوما من الثورة كانوا 841 شخصا وأن 215 شهيدا قتلوا فى فترة حكم المجلس العسكرى وأن 154 شهيدا سقطوا أثناء حكم الدكتور مرسى، فى حين أن 740 شخصا قتلوا فى يوم واحد جراء فض اعتصام رابعة.
لقد شاءت المقادير أن يتزامن صدور الأحكام على فتيات الإسكندرية مع صدمة اعتقال نائب رئيس النقض السابق المستشار محمود الخضيرى ومع التظاهرات التى خرجت فى القاهرة ومدن أخرى رفضا لقانون التظاهر الجديد. وهى التى قمعتها قوات الشرطة التى اعتقلت بعضا من المشاركين فيها وعرضت المشاركات لصور مختلفة من الترويع والإهانة، الأمر الذى كان له صداه السريع على شبكة التواصل الاجتماعى التى نقلت أصوات الاحتجاج والنقمة وفتحت ملف المعتقلين وما يلقونه من عنت وفظاظة فى أقسام الشرطة ومعسكرات الأمن المركزى. وزاد الطين بلة أن مقدمى البرامج التليفزيونية وضيوفهم من أركان النظام القائم ومؤيديه شنوا حملة تنديد موازية بالمتظاهرين. وقد رد أنصارهم ومؤيدوهم بسرعة على الحملة بما تستحقه وانهالوا بالسب والتجريح لمقدمى البرامج وضيوفهم.
الخلاصة أن ما جرى يستدعى مجموعة من الملاحظات هى:
إن حكم القضاء وأسلوب تعامل الشرطة مع المتظاهرين أعاد إلى الأذهان سجل الممارسات المذلة والمهينة التى تمنى كثيرون تجاوزها وطى صفحتها بعد الثورة، بل إنها كانت أحد الأسباب التى دفعت المصريين إلى الثورة.
إن صدمة الحكم على فتيات الإسكندرية والقمع الذى مورس ضد المتظاهرين والإهانات التى وجهت إلى المتظاهرات هزت من صورة النظام القائم على نحو كان له تأثيره على المزاج العام الذى ظهرت فيه بوادر النقمة على الشرطة وحكم العسكر. وقد عبرت عنه هتافات المتظاهرين وتغريدات المعلقين. ومن هؤلاء زميلنا الأستاذ أسامة غريب الذى عاتب فى تغريدته من خرج فى ٢٦ يوليو قائلا: فوّضت يا فالح!
إن النقمة لم توجه ضد الشرطة وحكم العسكر فحسب، ولكنها شملت أيضا المثقفين والإعلاميين الذين أيدوا سياسات السلطة وحاولوا الدفاع عنها وتبريرها. الملاحظة الأخيرة والأهم أن الصدمات التى تلقاها المجتمع خلال الأسبوع الأخير وسّعت من دائرة الاشتباك فى الساحة المصرية. إذ إنه فى حين ظل طرفا الاشتباك طوال الأشهر الأربعة الماضية هما السلطة والإخوان، فإن التصعيد الأخير أدخل أطرافا أخرى من خارج الإخوان فى دائرة الاشتباك، وقد عبر عن ذلك أحد النشطاء عبر تويتر حين ذكر أن مصر قبل الحكم على فتيات الإسكندرية ستكون مختلفة عن مصر بعدها.
ما جرى ذكرنا بقصة الدبة التى أرادت أن تهش الذباب عن وجه صاحبها فألقت عليه حجرا قتل الرجل. فإذا كنت قد عرفت الدبة وخمنت من هم الذباب فلا تسألنى عن الرجل! ........... الشروق
|
|
تعليق سريع على موضوع قديم
حرية العقيدة وحكم المرتد |
لقد قرأت في رسائل المجموعة ما كتبه أحد المتخصصين في الدراسات الإسلامية حول "حرية الاعتقاد" واستمعت إلى مقابلة مع دكتور آخر أعجبتني غزارة معلوماته وطلاقة لسانه حول حكم المرتد. يقول الدكتور في جامعة أم القرى، بعد أن ينسب مفهوم "لا إكراه في الدين" إلى العلمانية، أن رأيه في حرية الاعتقاد هو: "عدم إكراه أحد من الكافرين ممن تقبل منه الجزية – مادام باذلا لها- على اعتناق الإسلام. أما من لا تقبل منه الجزية فلا يُقبل منه إلا الإسلام. وإذا أسلم فلا يسعه تغيير عقيدته إلى عقيدة أخرى. وإذا غيرها كان القتل عقوبة حدا لا تعزيرا." ويؤكد الدكتور المتخصص في الفقه أن قتل المرتد ثابت بالنصوص المتواترة وإن اقتصر على تغيير الدين، ولكن بشروط كانت منطقية جدا، ويؤيد الدعوى بأن الآية تقول "لا إكراه في الدين" وليس "على الدين"... وفات أخي الدكتور أن الجزء الأخير من هذا القول يقود إلى الدعوى بأنه لا حاجة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه لا إكراه في الدين. وهذه الآراء جعلت العديد من التساؤلات تقفز إلى الذهن فورا، أطرح بعضها على عجل: أولا – أي التفسيرين أقرب للحق والفطرة والعقل: تفسير قوله تعالى {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} إلى "بل، نقتل من يرفض الإسلام: جميعهم أو بعضهم وبصورة كلية أو جزئية"؟! أو تفسير قول النبي "من بدل دينه فاقتلوه" بعد تقييد الأمر المطلق بفعله عليه الصلاة والسلام، حيث لم يقتل إلا المرتدين الذين حاربوا الإسلام واعتدوا على المسلمين وارتكبوا جريمة يستحقون عليها القتل؟ ثانيا - أليست هذه الحياة هي دار اختبار، تشبه الساعات التي يجلس فيها الطالب في قاعة الاختبار؟ وأليس الاختبار للتمييز بين المجتهد والكسول وبين من يكبح هواه وبين من يتبع هواه؟ نعم، يختلف اختبار الدنيا عن اختبار الدراسة من أوجه. فالطالب يُسمح له بإنهاء الامتحان في الوقت الذي يشاء غالبا، ويُحرم على المسلم محاولة إنهاء الامتحان (ينتحر). وجميع الدارسين يتفقون على الإجابات الصحيحة المحددة ويتلهفون على الحصول عليها. أما في اختبار الدنيا فالمؤدون للاختبار يختلفون على الإجابات الصحيحة ويحتاجون إلى إقناعهم بالصحيح منها. ويُعاقب الطالب إذا حاول مساعدة الآخرين أثناء امتحان الدراسة، ويُثاب المسلم إذا حاول ذلك في اختبار الحياة الدنيا. فالصراع مستمر بين الحق والباطل وأنصارهما، والباطل قد يغري البعض بحلاوته فيضحي بالحق... وتُعجّل محاسبة الدارس في حياته، أما محاسبة المخلوق المكلف فتؤجل إلى ما بعد مماته. بيد أن الاختبارين يتفقان على أن الهدف الأساس هو اختبار الممتحَنين للتمييز بين المجتهدين والمقصرين منهم، ولتحقيق العدالة القصوى عند توزيع المكافآت أو العقوبات. وإذا كانت الدنيا دار اختبار، فهل يجوز أن نرغم الطالب أثناء فترة الامتحان على الإجابات الصحيحة؟ هل يقبل المعلم المخلص العاقل أن يكلف أحدا ليراقب طلابه أثناء أدائهم اختبارا في مادته، فيطبق عليهم "مبدأ الإكراه في الدين"، ويرغم الطلاب على الإجابات الصحيحة؟ أو هل من العدل "منح" بعض الطلبة "هدية" الإجبار على الإجابات الصحيحة، و"حرمان" زملائهم في المادة نفسها والاختبار نفسه من ذلك؟ وبالنسبة للمرتد هل يملك الطالب حرية تغيير إجاباته من الصحيح إلى الخطأ أو العكس أثناء فترة الاختبار؟ وهل يرضى أساتذتنا الكرام أن ينبه المراقب الطالب إلى أن إجابته الأولى هي الصحيحة، ويجبره على عدم تغييرها؟ والسؤال الآخر: ألا نعتقد أن قتل المرتد يُعد تعجيلا بموته وحرمانه من فرصة التوبة المتأخرة؟ ألا يُعدُّ ذلك ظلما إذا لم يرتكب جريمة تستحق القتل، مثل معاداة الإسلام أو المسلمين من أجل دينهم، أو قتل النفس؟ وكيف يتفق حرمان الإنسان من التوبة المتأخرة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"، وذلك تعليقا على قول الصحابة بأن الأم لن تطرح ابنها في النار إذا استطاعت أن لا تطرحه؟( البخاري:5999، مسلم: 7154.) وكيف يتفق مع حرص نبي الرحمة على توفير فرصة الإسلام للأجيال التي لم تولد بعد لمشركي قريش؟ فقد ثبت أنه أجاب " بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله من أَصْلَابِهِمْ من يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شيئا، وذلك عندما سأله ملك الجبال: إن شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عليهم الْأَخْشَبَيْنِ ؟( البخاري، ج3: 1180) ثالثا – إن العاقل يدرك بداهة أن الأقوياء، وليس الضعفاء، هم القادرون على إجبار الآخرين على معتقداتهم. فهل هذه تهمة لرب العزة والجلال بأنه يسن تشريعات تساند الأقوياء المتسلطين على الضعفاء المسالمين؟ أو أنه لا يعرف سن التشريعات التي تحمي الضعفاء المسالمين، ومنهم مسلمي اليوم، من الأقوياء الطغاة؟ تعالى الله عما نصف بحسن نية وفهم يجانب الصواب لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والسؤال العريض: أيهما أكثر عدالة التفريق بين المجتهدين والمقصرين؟ أم المساواة بينهما؟ وأخيرا: هل الإسلام الذي جاء قبل أربعة عشر قرنا أحق بأن ننسب إليه التشريع الأكثر عدالة؟ أم إلى العلمانية (اللادينية) التي ظهرت في القرون المتأخرة؟ وأقول: يا فرحة القُوى الكافرة المتسلطة على المسلمين، اليوم، بهذا التشريع الدولي "الإسلامي"! ويا فرحة حكومات الأغلبية الكافرة أو المنحرفة عن دينها التي تضطهد الأقلية المسلمة في بلادها أو التي "ترتد" عن أديانها وتسلم! فنحن نمنحهم بهذا الفهم... لكتاب ربنا ولسنة نبينا مبررا شرعيا "إسلاميا" لطغيانهم ولظلمهم الضعفاء من المسالمين، سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، وذلك إضافة إلى مبرر عدالة المعاملة بالمثل!!! ولمعرفة تفاصيل التعليق يمكن الرجوع إلى كتاب "حقيقة العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين" أو "علاقة المسلمين بغير المسلمين" وكتاب "تساؤلات جدلية حول الإسلام وتعليقات" المنشورة في الإنترنت. هذا، والله أعلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. سعيد صيني
|
د.النفيسي يهاجم الوليد بن طلال ويقول:
دولة عمان لغز لأنها تغرد خارج السرب الخليجي
خاص - كل الوطن:
قال المفكر السياسي الكويتي د. عبدالله النفيسي "إن دولة عمان لغز, ولابد من دراسة الموقف العماني وفق التطورات الأخيرة, فعمّان تُغرد خارج السرب عن دول الخليج, فهي لعبت دور الوسيط في التقارب الإيراني الأمريكي", وفسر النفيسي ذلك بـ"قرب المذهب الإباضي في عمان من المذهب الشيعي بل هو جزء منه وأن تقارب البلدين جغرافيا له دور في ذلك وأن هناك علاقات تاريخية بين عمان وإيران ففي علاقاتهم نوع من التقية".
جاء ذلك في برنامج (حراك) الذي كان ضيفه المفكر السياسي الدكتور عبدالله النفيسي ويُقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم على قناة فور شباب يوم الجمعة, وكانت عنوان الحلقة: (التقارب الأمريكي الإيراني.. الدلالات والاحتمالات).
الدكتور النفيسي أكد أن التقارب الإيراني الأمريكي إذا فشل أو نجح فإننا سنخسر في كلتا الحالتين؛ فإيران تريد من الولايات المتحدة أن تتعهد لها بعدم ضرب إيران وإطاحة النظام فيه, كذلك يريدون من أمريكا اعترافها بأحقيتها في العمل على إنتاج السلاح النووي, كما يريدون من أمريكا دور إقليمي أكبر في المنطقة يتناسب مع حجمها واقتصادها وعدد سكانها, هذه ثلاثة نقاط بارزة تعمل على تحقيقها إيران.
* بعض المشاكل مع السعودية والبحرين
وأضاف النفيسي "إيران تلعب وتلوح بأحقيتها في امتلاك سلاحها النووي وتبتز بهذا وكأنها تقول لأمريكا أن هناك بعض المشاكل مع السعودية والبحرين وباقي دول الخليج ونريد منكم (أي أمريكا) حسمها إذا كنتم تريدوننا أن نبتعد روسيا والصين". مضيفا: "ثم نحن لم نكسب ولم نخسر من هذه الاتفاقية الغربية الإيرانية, فلا نستطيع الحكم عليها إلا بعد ستة أشهر, وعلينا الانتباه والحذر من هذه العملية".
وواصل النفيسي قائلا: "عندما سقط العراق لم يسقط إلا بتعاون الفرس ثم سلمت أمريكا العراق على طبق من ذهب للفرس, وهناك سوابق تاريخية بين الفرس والولايات المتحدة, فلا يمكن أن تفهم الحاضر حتى تفهم المستقبل, ولا المستقبل حتى تفهم الحاضر؛ فالتاريخ يُعول عليه كثيراً".
أما الحدث الأخير وهو الاتفاق الغربي أو الأمريكي وإيران فهذه الاتفاقية لم نخسر فيها, وما يصعده بعض الكتاب الأمريكيون فهذا كلام صحفي مبالغ فيه كثيراً. فالاتفاق ينص على التزام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل عدم إحداث عقوبات جديدة لمدة ستة أشهر؛ وهذا يدل على عدم الثقة بين الجانبين.
* إيران هو الطرف الوحيد الذي كسب
وفي سؤال له من مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم, قال: مالذي كسبته إيران من الاتفاق؟
قال النفيسي: إيران هو الطرف الوحيد الذي كسب في هذه الاتفاقية, فكسب أولاً:
تجميد الضغط الغربي عليه وخفف من حدته, لأن إيران في وضع اقتصادي صعب للغاية, كذلك كسبت إيران الثقة من الشارع الإيراني, الذي ضاق ذرعاً من هذه العقوبات. وأضاف النفيسي أيضاً أن إيران تستطيع أن تلتف على هذه العقوبات أكثر خلال الستة أشهر وتتحرر منها, فالبنوك ستعمل بفاعلية أكبر وستتعامل بالدولار, وسينفتح اقتصادهم بشكل أكبر في الأيام القادمة, أيضاً هذه رسالة هامة لدول مجلس التعاون الخليجي بأن أمريكا اتفقت معنا.
* الشارع الإيراني
ثم تحدث النفيسي عن الانقسام في الشارع الإيراني بأنهم على قسمين:
قسم تجاوز عمره 45 سنة فهؤلاء متشددين وضد أي تصالح مع الغرب, والآخر هم من فئة الشباب المتضررين من الانغلاق والتباعد عن الغرب حتى كثرت بينهم البطالة والتذمر الشعبي من أوضاعهم, فالانفتاح هو مطلب للشباب الإيراني ومن يختلط بشبابهم يكتشف حبهم وإعجابهم بالغرب.
كما أوضح الدكتور النفيسي أن الأمريكان مهتمين بنقطتين رئيسيتين وهي:
تطويق تخصيب اليورانيوم, وإبعاد إيران عن الصين وروسيا وتقريبها من الغرب.
* ما حدث من اتفاق ليس بغريب
ثم أضاف أن ما حدث من اتفاق ليس بغريب فالمحادثات بين أمريكا وإيران منذ 2004 وشُكلت لجنة عليا للحوار الدائم بين البلدين. ثم تطرق النفيسي للحديث عن سوريا وسبب إحجام أوباما عن ضربها, قال: أن هذا من دهاء الروس والإيرانيين الذين يخططون ويعملون حتى نجحوا في خطتهم.
وضح النفيسي خطورة التهديد على الحدود السعودية الشمالية كما حصل في الأسبوع الماضي وضربها بصواريخ قراند الذي قام بها (البطاط), والتهديد أيضاً على الحدود الجنوبية من الحوثيين وتصاعد قوتهم, وكأن إيران ترسل إشارة للسعودية بأننا نستطيع أن نُطبق عليكم من الشمال والجنوب. كما حذر من الصفويين وأن هناك شئ مريب يُحاك خلف الكواليس يدور في شمال وجنوب المملكة وأيضاً في البحرين.
وقال النفيسي أن إيران ليست شرطي المستقبل, وأمريكا منشغلة عن هذه المسألة بمسائل كبرى, أهمها كيف تُبعد الصين وروسيا عن إيران. كذلك الأمريكان أنفسهم يُفصحون أن مشكلتنا ليست حل مشاكل دول العالم الثالث بل إمساك خيوط هذه المشاكل واللعب بها وفق مصالحنا!
* توتر دول الخليج
ونبه النفيسي أن دول الخليج بطبيعة الحال ستدفع الغالي والنفيس من هذه التفرقة التي بينهم, ثم هذا الاتفاق هو اتفاق تهدئة وليس حسم, بل بعد ستة أشهر سيُدرس هذا القرار من جديد وهذا بطبيعة الحال سيزيد من توتر دول الخليج.
كما قال النفيسي أن حسن روحاني لا يقل تطرفاً عن نجادي, وقال بلسانه إلينا أن الساحل الغربي (الخليج) أنه لإيران وسيأتي اليوم الذي سنأخذه! ويسعى روحاني جاهداً لرفع العقوبات عن إيران وهذه مهمة روحاني اليوم.
وفي تعليقه عن تصريح الوليد بن طلال الذي جاء في صحيفة وول ستريت وقال فيه أن سياسة أوباما في المنطقة فيها كثير من الفوضىى وأن هذا يُغضب أهل السنة, قال النفيسي: الوليد بن طلال ليس شيخ الأزهر حتى يتحدث باسم السنة وأن الوليد خلط المصلحة بالتجارة مع السياسة.
* طرح موضوع السلاح النووي بجدية
ثم دعا النفيسي جميع دول مجلس التعاون الخليجي أن تطرح موضوع السلاح النووي بجدية سواءً كانت سلمية (وهذا أرخص بكثير من استخدام موارد الطاقة الأخرى) أم غير سلمية, فباكستان رغم صغر مساحتها الجغرافية مقارنة بالهند إلا أنها تسبب رعب كبير لجارتها الهند بسبب السلاح النووي؛ وأنا أُرشح أن تكون باكستان صديقة لدول الخليج وأن تبدأ محادثاتهم بشأن السلاح النووي. وأن تكون هناك خطة جاهزة لصنع السلاح النووي, فمتى ما احتجناها بدأنا بتنفيذ مشروع نووي خليجي., فالشباب لدينا في الخليج لديهم إمكانات كبيرة ومتى ما اضطر الحال فسيعملها شبابنا.
كما نادى النفيسي شعوب الخليج أن تتخذ موقفاً وأن يكون هناك مقاومة شعبية لمقارعة التمدد الإيراني في الجزيرة العربية وأن هذا ليس له علاقة بقيادات الخليج؛ فلنحافظ على أمننا واستقلاليتنا في الخليج, وتكون هذه اللجان الشعبية مهمتها في نشر الأخبار – كخبر صواريخ (القراند) التي ألقاها البطاط على الحدود السعودية فمثل هذا العمل لابد أن يأخذ حقه من النشر وخطورة ما قام به البطاط, كذلك نشر المقاومة لهذا التمدد الإيراني بكافة أشكاله.
* إعلان الاتحاد الكونفدرالي الخليجي
ثم طالب النفيسي بشكل عاجل أن يُعلن عن الاتحاد الكونفدرالي الخليجي في أسرع وقت, وأن يكون في القمة المرتقبة في الكويت, ووضح أن الاتحاد الكونفدرالي يكون في ثلاثة مجالات وهي: السياسة الخارجية - السياسة النفطية - السياسة العسكرية, ولنا في دخول قوات الجزيرة العربية في البحرين عبرة , ولو لم يكن ذلك الجيش لوقعنا في حرج كبير.
كما دعا المملكة العربية السعودية أن تعيد النظر في علاقتها مع تركيا وتستفيد من نشاط الأتراك, فإيران سبقتنا للتعامل مع الأتراك, والواجب أن نكسب نحن تركيا (السنية). ونتعامل مع تركيا اقتصادياً وعسكرياً ومع باكستان نووياً, فلابد للسعودية أن تكسب هذين البلدين لما لها من ثقل قوي في العالم الإسلامي فهي حامية الحرمين الشريفين, وأن تتحد السعودية وتركيا ومصر السنية لكبح هذا التمدد الإيراني.
* الدور الإسرائيلي
وعن الدور الإسرائيلي وعلاقتها بالأحداث قال النفيسي: أن نتنياهو يرحب بالعلاقات الإيرانية, وأن إسرائيل تتابع الملف النووي منذ أن قامت إسرائيل. فكانت تتبع المجهودات المصرية آنذاك في إنتاج سلاح نووي, وقتلت حينها 4 علماء مصريين كلهم علماء نوويون وهم:
د.سميرة موسى, د.يحيى المشد وقُتل في باريس, د.سيد بدير وقُتل في الإسكندرية, د.سمير نجيب وهذا يدرس في أمريكا وقُتل.
كذلك الموساد الإسرائيلي زود الجيش الأمريكي عند غزو بغداد قائمة بأسماء علماء عراقيين كهدى عماش, فقاموا بنقل 70 عالم منهم إلى أمريكا وقتلوا 310 عالم لم يتعاونوا معهم. كذلك قتلوا 5 في طهران وهم: د. مسعود محمدي, د.مجيدي شهرياري, د.مصطفى روشان, د.حسن كلهم قُتلوا في عام 2011- 2012 قتلهم الموساد الإسرائيلي.
فحساسية إسرائيل من النووي حساسية مفرطة, فهي ضد الاتفاق الغربي الإيراني, كما يجب ألا نبالغ بأن أمريكا هي تابعة لإسرائيل بل العكس, فاليهود هم المسيطرين على الإعلام الأمريكي, وكل زعماء أمريكا يحتاجون لهذا الإعلام في انتخاباتهم وترشيحهم وهذا الذي يجعل هناك نوع من التعاطف بين البلدين.
* الإخوان تنقصهم الأهلية السياسية
وعند سؤال النفيسي: كيف تنبأت بسقوط الإخوان في مصر وهم في أوج قوتهم؟
قال: ينقص الإخوان الفكر السياسي والأهلية السياسية, فالشعبية ليست معناها انك ناجح سياسياً, وقلت سابقاً كذلك أن حكومة الجبالي في تونس بأنها ستسقط قريباً.
قد يكون الحاكم غير مثقف لكنه يكون عنده أهلية سياسية, كما في صدام حسين فهو متواضع ثقافياً لكن عنده هذه الأهلية السياسية, فجمع بين الهيبة والإعلام لذلك حكم العراق لفترة طويلة, أما الإخوان فليس عندهم هيبة ولا إعلام!
القلب لا يتحرك في السياسة بل العقل وهذا ما يعيب الإخوان, كما طالبت الإخوان بالحل, وأن هذا معناه إني لست ضد الإخوان بل أحبهم وأقدرهم لكن أختلف معهم, وأدعوهم أن يؤسسوا جبهة إسلامية ويشركوا فيها كل المسلمين في مصر فهذا أفضل وأنجح لهم, وهذا ما حصل في أكبر وأعرق حزب في أوروبا وهو الحزب الشيوعي الفرنسي الذي حل نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق