17‏/12‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:3059] تركي الفيصل: تجاهلتنا أمريكا أمام إيران+الوهابي:لماذا لا يعين سلمان العودة وزيرا؟


1


اتحاد كتّاب مصر يمنح جائزة
لشاعر سب الرسول وأم المؤمنين



اتحاد كتّاب مصر يمنح جائزة لشاعر سب الرسول وأم المؤمنين

13-02-1435 05:53
موقع المثقف الجديد - القاهرة:: فضيحة مدوية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب, بمنح جائزة نجيب محفوظ الشاعر العراقى سعدي يوسف , صاحب القصيدة المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولأم المؤمنين عائشة , والسخرية من زواجها من رسول الله وهي بنت سبع سنين ,والتي عنونها باسم "عيشة بنت الباشا"التي أثارت ردود فعل غاضبة من العديد من الادباء والنقاد على المستويين العربي والإسلامي .

وأثار منح "سعدي يوسف" المسيء للرسول وأم المؤمنين ,الجائزة هذا العام وقدرها 10آلاف دولار , في ختام اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة العديد من التساؤلات , حول توقيت منح الجائزة , واختيار هذا الشاعر المسيء للرسول وأم المؤمنين , في ظل الهجمة الشرسة التي يقوم بها الفرس الرافضة على أم المؤمنين عائشة ,و"سر"صمت اتحاد الكتاب المصريين على منح "يوسف" الجائزة , بعد تواتر أنباء عن اجتماعه لمطالبته بسحب الجائزة من سعدي يوسف بسبب القصيدة المسيئة للرسول وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وهو ما نفاه الأمين العام لاتحاد كتاب مصر مصطفى القاضي , الذي وصف الحديث عن المطالبة بسحب الجائزة ب "الكلام غير دقيق», مشدداً على أن الاجتماع نفسه لم يتطرق إلى مسألة سحب الجائزة مطلقاً.

وتساؤلات ماذا لو كان الشاعر العراقي أساء لسياسي مصري ممن يتصدرون المشهد بعد انقلاب 3يوليو ؟ أو ماذا لو كان "سعدي" معارضا لهذا الانقلاب على الديمقراطية وما يجري من إجراءات قمعية ضد التظاهرات السلمية واعتقالات وتوقيف وصدور أحكام قاسية ضد فتيات , وإغلاق قنوات فضائية ومنابر إعلامية , واعتقال مثقفين وأكاديميين وإعلاميين؟

وقارن مراقبون بين موقف اتحاد كتاب مصر ورئيسه محمد سلماوي "المتحدث الرسمي باسم لجنة الخمسين"المكلفة بوضع الدستور الجديد , وبياناته وتصريحاته النارية ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي , وتخاذله وصمته الآن عن منح الجائزة لشاعر أساء للنبي وأم المؤمنين؟ واتهموا الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب باستفزاز المسلمين , واتحاد كتاب مصر ب"الانتهازية السياسية" والصمت ؟

في الوقت الذي شن الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه هجوما عنيفا على منح الشاعر العراقى سعدي يوسف جائزة نجيب محفوظ، وقال "ان الجوائز الصادرة عن اتحاد الأدباء العرب من المفروض أن تراعي موقف الشاعر أو الكاتب من قضايا شعبه" , وأضاف قائلا "بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن قطاع المثقفين والأدباء المنخرطين في سياق الثورات العربية التي نشير إليها باسم الربيع العربي، أعبر عن شديد الاستنكار لتقديم جائزة نجيب محفوظ للشاعر العراقي سعدي يوسف".

وقال : عهدنا بهاتين الجائزتين الصادرتين عن اتحاد الأدباء العرب، جائزة نجيب محفوظ وجائزة القدس، أنهما يراعيان أيضا موقف الشاعر أو الكاتب من قضايا شعبه، قبل استحقاقه الجائزة".

وهاجم الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للدفاع عن النبي الكريم، خالد الشايع، الشاعر العراقي سعدي يوسف، مشبهاً إياه بابن سلول زعيم المنافقين، ومؤكداً أن قصيدته التي أساء فيها للنبي الكريم ولزوجته السيدة عائشة "إساءة هابطة وأذية بغيضة", وتوعده بمحاسبته على سقطاته، قائلاً: كانت له سقطات مرَّت بسلام ولكن تجاوزاته الأخيرة لن تكون كما سبقها، فإنها إفكٌ وافتراءٌ وأذيةٌ لأشرف الخلق وأفضل الرسل".

وكانت منظمة "شعراء بلا حدود" اعلنت عن سحب اسم الشاعر العراقي الطائفي سعدي يوسف من قائمة الفائزين بلقب أفضل مئة شاعر عربي ضمن (مبادرة منظمة شعراء بلا حدود لاختيار أفضل مئة شاعر عربي) لسنة 2013 ، وذلك بسبب قصيدته "الرخيصة فنيا وأخلاقيا" ، والتي يسيء فيها لأم المؤمنين السيدة عائشة إساءات بالغة ، تؤشر على نفسه المريضة وطائفيته البغيضة، وهو ما تم استهجانه من أبناء الأمة ومثقفيها على اختلاف توجهاتهم ..

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



هل يفاجئنا تفاهم إيران وإسرائيل في العام الجديد؟









السيناريوهات المرشحة للعام الجديد باتت تحتمل طرح السؤال التالي: هل يكون التفاهم بين إيران وإسرائيل أحد خيارات إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط؟


(1)

أدري أن مجرد طرح السؤال يُعد من المحرمات لدى كثيرين ممن يعتبرون أن التفكير فيه يجرح شرعية الثورة الإسلامية التي كانت مخاصمة إسرائيل من ثوابتها، باعتبار أن معركة الإمام الخميني كانت منذ وقت مبكر ليست مع نظام الشاه وحده، وإنما كانت له أيضا حساباته المعادية للولايات المتحدة والرافضة لإسرائيل.

وبعد سقوط الشاه كان هتاف "الموت لأميركا" يقترن بتمني المصير ذاته لإسرائيل، وهى الخلفية التي جعلت قادة الثورة ورموزها منذ وقت مبكر يتحدثون عن أن تحرير فلسطين يمر بطهران، ومنهم من ظل يكرر في العلن الإشارة إلى زوال إسرائيل من خريطة المنطقة باعتباره مصيرا حتميا سيتحقق إن عاجلا أو آجلا.

ذلك كله أفهمه ولدي قرائن أخرى عديدة تعزز فكرة أن الثورة الإسلامية طوال الـ35 سنة الماضية لم تتبن موقف العداء لإسرائيل فحسب، ولكنها أيضا ساندت بقوة حركات المقاومة المناوئة لها في فلسطين ولبنان.

كثيرون بين النخبة الإيرانية لا يزالون عند مواقفهم من إسرائيل وأميركا، وليسوا على استعداد للتراجع عنها، لكني أزعم أن ثمة متغيرات في الفضاء السياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي استدعت رؤى جديدة وشجعت البعض على فتح باب الاجتهاد فيما اعتبر من ثوابت الثورة
وإذ أسجل أن كثيرين بين النخبة الإيرانية لا يزالون عند التزامهم بذلك الموقف، وليسوا على استعداد للتراجع عنه، لكني أزعم أن ثمة متغيرات في الفضاء السياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي استدعت رؤى جديدة وشجعت البعض على فتح باب الاجتهاد فيما اعتبر من ثوابت الثورة.
ولئن أسفرت تلك المتغيرات عن نوع من المصالحة مع الولايات المتحدة التي عُدت في ثقافة الثورة التقليدية رمزا للشيطان الأكبر، فإن ذلك قد يفتح الباب لقبول فكرة التفاهم مع من دونه في الشيطنة خصوصا إذا اقتضت المصلحة ذلك، وإسرائيل تحتل مكانة بارزة في ذلك التصنيف الأخير.

(2)

منذ توقيع اتفاق جنيف النووي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والمعلقون السياسيون يتنافسون على رصد خلفياته وملابساته وتداعياته.

والاتفاق منعقد بين أغلبهم على أنه يمثل طورا جديدا في العلاقات وموازين القوى العالمية والإقليمية، فمن قائل إن إدارة الرئيس أوباما اتجهت إلى إغلاق ملف عسكرة السياسة الخارجية وإنهاء الحرب في سبيل الشرق الأوسط الكبير، ومن ثم قررت اتباع سياسة واقعية تعترف فيها واشنطن بنفوذ إيران ودورها، في حين تعترف طهران بالواقع الإقليمي.

وفى ظل هذه السياسة الواقعية فقد اعتبرت الإدارة الأميركية أن طهران هي نافذة واشنطن إلى طي مغامراتها سيئة المآل (في العراق وأفغانستان).

وشجعها على ذلك تراجع اهتمامها بالعالم العربي خصوصا في ظل المؤشرات القوية الدالة على احتمالات اكتفائها من النفط والغاز إزاء وفرة الاحتياطيات التي تم اكتشافها في بحر الشمال (أندرو باسيفيتش أستاذ التاريخ بجامعة بوسطن-واشنطن بوست 6/12)، ولم يبتعد محرر صحيفة "لوبوان" الفرنسية نيكولا بافاريز كثيرا عن الفكرة السابقة في تحليله المنشور في 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

إذ ذكر أن واشنطن مهووسة بالحفاظ على زعامتها في وجه الصين، وقررت الانتقال من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي، ساعدها على ذلك أنها بصدد الاستقلال في مجال الطاقة والتقليل مما تستورده من نفط الشرق الأوسط.

وفي تحولها ذاك تراجعت الأهمية النسبية للمنطقة في إستراتيجيتها، ووجدت أن اتفاقها مع إيران يمكن أن يسهم في استقرارها.

وينبه يوجين روبنسون في واشنطن بوست (في 30/11) إلى أن الاتفاق مع إيران يكتسب أهمية من عناصر عدة، في مقدمتها أنه الوسيلة الأكثر حسما في استقرار الشرق الأوسط وتجنيبه احتمالات التوتر والتصعيد المؤدي إلى محظور الحرب التي لا تريدها الولايات المتحدة أو أوروبا.

وأشار في هذا الصدد إلى أن قدرة إيران على تصنيع القنبلة النووية تزداد بمضي الوقت رغم الحصار المفروض عليها. ودلل على ذلك بقوله إن الأمم المتحدة حين فرضت عقوباتها على إيران سنة 2006 فإنها كانت تملك آنذاك ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي، وهى تملك الآن 18 ألف جهاز، وتستطيع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وهى تسعة أعشار الطريق نحو إنتاج الوقود اللازم للقنبلة.

في إيران، كتب كيهان برزكر محرر صحيفة "تابناك" الصادرة في 9/12 قائلا إن اتفاق جنيف فتح الطريق أمام تعاون أوسع مع الدول الغربية لحل القضايا الإقليمية والدولية، الأمر الذي يساعد على خروج المنظومة السياسية والأمنية من توازن القوى إلى إستراتيجية توازن المصالح والتعاون الإقليمي.

ولخص تلك المصالح في الحفاظ على الأنظمة السياسية ومكافحة الإرهاب والتطرف والتعاون من أجل شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل.

(3)

أرجو أن تكون قد لاحظت أن التحليلات السابقة -وغيرها كثير- لم تأت على ذكر أي دور للعالم العربي في الحديث عن الخريطة الجديدة للمنطقة أو موازين القوى فيها، وأن الولايات المتحدة التي جعلت مواجهة الصين على رأس أولويات سياستها الخارجية، والتي بصدد تحقيق اكتفائها الذاتي من النفط والغاز، لم تعد تطلب من المنطقة في الوقت الراهن سوى الهدوء والاستقرار وأمن إسرائيل بطبيعة الحال.
لا ذكر لأي دور للعالم العربي في الخريطة الجديدة للمنطقة أو موازين القوى فيها، خصوصا أن واشنطن التي بصدد تحقيق اكتفائها الذاتي من النفط والغاز، لم تعد تطلب من المنطقة في الوقت الراهن سوى الهدوء والاستقرار وأمن إسرائيل بطبيعة الحال
ولأن العالم العربي بأوضاعه غير المستقرة وبالوهن الذي أصابه لم يعد قادرا على توفير الاستقرار المنشود، فقد اتجهت الأبصار إلى عناصر من خارجه يمكن أن تقوم بهذه المهمة.

في هذا الصدد، فإن الاتفاق مع إيران أصبح مهما، ليس فقط بسبب أهميتها الإستراتيجية وثبات أوضاعها السياسية وقدرتها النفطية وقوتها العسكرية، لكن أيضا لأنها أصبحت لاعبا أساسيا في المنطقة.

فهي موجودة في سوريا ولبنان والعراق فضلا عن أصابعها الممتدة إلى البحرين واليمن، ثم إنها متحالفة مع روسيا ومدعومة من الصين.

ورغم أن تركيا طرف لا يمكن تجاهله سواء لأنها عضو في حلف الأطلنطي أو لأهميتها الإستراتيجية والاقتصادية من ناحية ولكونها صارت طرفا في المشهد السوري وفي الساحة العراقية من جهة أخرى، فإن الدور الإيراني أصبح أثقل وزنا، خصوصا بعد توتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة، بحيث ما عاد لتركيا حليف في العالم العربي سوى دولة قطر.

إسرائيل تبرز في هذا السياق، سواء لأن واشنطن لا تستطيع أن تتجاهلها، أو لأنها تمثل قوة عسكرية ونووية تعاظم دورها منذ خرج العالم العربي من معادلة القوة، بعد تدمير الجيشين العراقي والسوري، وإزاء استغراق الجيش المصري في أوضاع الداخل وحربه المفتوحة في سيناء.

ولأن الأمر كذلك فإن حضور إسرائيل في كواليس الخرائط الجديدة بدا أمرا مفروغا منه، باعتبارها طرفا لا غنى عنه في مخططات الاستقرار المنشود، ناهيك عن أنها في الأساس أحد أسباب التوتر منذ اغتصابها فلسطين في أربعينيات القرن الماضي وحتى اللحظة الراهنة التي تمارس فيها سياسة التهويد ولا تكف عن التوسع في الاستيطان.

إذا صح ذلك التحليل فمعناه أن مسار الخرائط الجديدة يضع إيران وإسرائيل في مربع واحد (تركيا ليست بعيدة تماما عنه)، على الأقل من حيث إن الولايات المتحدة تعول عليهما في الحفاظ على الاستقرار ومكافحة ما يسمى بالتطرف في المنطقة.

وفي الولايات المتحدة أصوات تدعي أن التطرف المذكور يخرج في أغلبه من عباءة أهل السنة، ولذلك ينبغي الاستعانة بالشيعة في مواجهته. ومن أهم الداعين إلى هذه الفكرة المستشرق المعروف برنارد لويس.

(4)

في وقت سابق قلت في التعقيب على اتفاق جنيف: من الناحية المنطقية، إيران لا تستطيع أن تعقد صفقة تفاهم مع الولايات المتحدة في حين تستمر في دعمها للمقاومة الفلسطينية، وتساءلت عن الثمن الذي سوف تدفعه طهران لضمان إنجاح اتفاقها مع واشنطن، خصوصا أنها تحت الاختبار الآن ولمدة ستة أشهر لاحقة.

لم تكن لدي معلومات تسمح بالإجابة على السؤال، لكنني اعتبرت أن طرحه يُعد أمرا منطقيا في الأجواء الراهنة.

كنت أعرف أن القوميين الإيرانيين ومعهم بعض الليبراليين والإصلاحيين لا يرون غضاضة في إقامة علاقات مع إسرائيل خصوصا بعد تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها معها.

وسمعت من بعضهم أن الإمام الخميني لم يقطع علاقات بلاده مع مصر بعد معاهدة السلام التي وقعها السادات مع إسرائيل سنة 1979 إلا بطلب وضغط من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. إلا أنني ظللت طوال الوقت اعتبر أن تلك الأصوات ليس لها تأثير على دائرة صنع القرار في طهران.

وكان ذلك واضحا في الموقف الحازم الذى تبناه الإمام الخميني إزاء إسرائيل، وفى مضي السيد علي خامنئي (المرشد الحالي) على ذات الدرب.

وحتى حين قيل لي ذات مرة إن رئيس الجمهورية الأسبق السيد محمد خاتمي لا يمانع في عودة العلاقات مع إسرائيل، فإن هذا الكلام سمعته بعد خروجه من السلطة عام 2005 وقد رجاني محدثي وقتذاك أن أكتم الأمر، إلا أنني وجدت أن الظرف الراهن يسمح لي بإفشائه.

صورة العلاقات الإيرانية الإسرائيلية التي استقرت عندي طوال العقود الثلاثة السابقة اهتزت حين وقعت على تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأميركية في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت عنوان "القنوات الخلفية في بورجوندي"، كتبه محررها أوين ماتيوس.

وقد تحدث فيه عن اجتماعات سرية عقدت في أحد قصور تلك المقاطعة الفرنسية بين عسكريين إيرانيين سابقين من الحرس الثوري وبين آخرين من إسرائيل ومجموعة ثالثة من الصين، نوقشت خلالها النقاط التي كانت محل خلاف بين إيران وبين الدول الكبرى التي عطلت الاتفاق حول مشكلة البرنامج النووي.

وكان للنتائج التي تم التوصل إليها في تلك الاجتماعات السرية دورها في تذليل العقبات التي اعترضت توقيع الاتفاق.

تحدثت مجلة نيوزويك عن اجتماعات سرية عقدت في أحد قصور بورجوندي الفرنسية بين عسكريين إيرانيين سابقين من الحرس الثوري وبين آخرين من إسرائيل ومجموعة ثالثة من الصين نوقشت خلالها النقاط الخلافية التي عطلت الاتفاق النووي
ذكر التقرير أن الاجتماعات تمت في قصر "شاتو دى سيلور" بالمقاطعة المذكورة، وأن المجتمعين كانوا في ضيافة شخص باسم كريستوف فون فيتين (يرجح أنه هولندي الجنسية) وهو يعمل مستشارا للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

وكان من الوسطاء الذين أسهموا في ترتيب اللقاء ومن الأسماء التي وردت في عملية الوساطة رئيس الوزراء الأسترالي السابق روبرت هوك.

وقد ذكر التقرير أسماء آخرين شاركوا في المحادثات، منهم الجنرال الإسرائيلي دورون أفيتال القائد السابق للقوات الخاصة بالجيش وعضو لجنة الأمن القومي بالكنيست، ووزير الدفاع الفرنسي الأسبق ميشيل أليوت، لكنه لم يشر إلى أسماء الإيرانيين من قيادات الحرس الثوري السابقين.

من الملاحظات المهمة التي أوردها التقرير أن حضور الصين في تلك الاجتماعات السرية لا يرجع فقط إلى كونها عضوا في مجموعة الدول التي شاركت في اجتماعات جنيف، ولكن أيضا لأن القيادة الصينية ترى أنها ينبغي أن تكون حاضرة في أي مباحثات تتعلق بمستقبل العالم العربي خصوصا منطقة الخليج لأنها تستورد 70٪ من احتياجاتها النفطية منها، وهي ليست على استعداد أن يتولى غيرها رسم مستقبلها الصناعي.

لا أستبعد أن يكون الإسرائيليون وراء تسريب خبر الاجتماعات التي عقدت في بورجوندى، لأن معلومات التقرير تحدثت عن حميمية العلاقات التي نشأت بين الإيرانيين والإسرائيليين أثناءها.

وقد تأكد لدي هذا الظن حين قرأت أن راديو تل أبيب بث هذا الأسبوع خبرا عن عقد اجتماع تاريخي بين السعوديين والإسرائيليين في فرنسا، هو الأول الذي يعلن عنه صراحة دون غيره من الاجتماعات التي تعقدها الأجهزة الأمنية بعيدا عن الأعين. كأنهم يريدون أن يخرجوا ألسنتهم لنا في كل مرة ويثبتون أننا مضحوك علينا من الجميع.

رغم دقة التفاصيل التي وردت في تقرير نيوزويك، فإنني أقاوم تصديقها، وأفضل أن أحولها إلى سؤال أرجو أن يجيب عليه الإيرانيون بالنفي.
المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



جريمة العرضي في اليمن من فعلها ؟!!

  • (كاتب وأكاديمي سعودي)

17
ديسمبر
2013
من جملة الأحداث الكبرى التي شغلت الرأي العام العربي والعالمي في نهاية الأسبوع الماضي الجريمة البشعة التي ارتكبت في مستشفى العرضي العسكري في صنعاء، ومع أن كل الجرائم بشعة ومرفوضة إلا أن هذه الجريمة تشكل كل أنواع البشاعة التي تفوق الوصف؛ فمسرح الجريمة كان مستشفى، والمستهدفون كان معظمهم من المرضى ومن الأطباء والممرضين والممرضات، وقد شملت تلك الجريمة بعض زوار المستشفى، وكل ذلك كون لوحة مأساوية سوداء خاصة أن من شاهد تلك الجريمة ورأى كيف كان بعض القتلة يلاحقون الطبيبات والممرضات لمنعهن من إنقاذ المصابين ومن ثم قتلهن يشعر بعمق الجريمة وبشاعتها كما يشعر بتجرد القتلة من كل المشاعر الإنسانية.
أسئلة كثيرة ثارت بعد تلك الجريمة: من فعلها ولماذا ومن المستفيد مما حصل؟ بطبيعة الحال كانت القاعدة هي المتهم الأول، وفي البداية ظهر على بعض المواقع اعتراف من القاعدة بقيامها بتلك الجريمة ولكن سرعان ما نفتها مدعية أن تلك الأفعال لا تتفق مع أهدافها!!
الوضع السياسي في اليمن وملابسات إقصاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتاريخ الرجل غير المشرف سواء في فترة رئاسته التي امتدت أكثر من ثلاثين عاما أو بعدها، وكذلك وضع الحوثيين كل ذلك يجهل من المهم التفكير في موضوع تلك الجريمة البشعة بشكل آخر وكل ذلك من باب الاجتهاد وليس من باب توجيه التهمة إلى فريق معين.
يفترض في هذا المستشفى أن يكون محصنا بشكل كبير لأنه يقع داخل وزارة الدفاع، وفي يوم الخميس - وهو اليوم الذي تم فيه الهجوم - كان معروفا أن الرئيس اليمني سيذهب إلى المستشفى لزيارة أخيه المريض وهذا مما يستدعي زيادة الحراسة على المستشفى ولكن شيئا من ذلك لم يحصل حيث كان كل شيء ميسرا للمهاجمين!!
أصابع الرئيس السابق وجهت لهم بعض أصابع الاتهام ؛ فأحد الوزراء في حديثه لـ bbc اتهمهم صراحة، أما سكرتير الرئيس هادي منصور فقد أكد أن القاعدة مخترقة من الأمن وبالتالي فالأمن قد استغلهم للقيام بتلك الجريمة!! وفي السياق ذاته فإن مصدرا عسكريا رفيعا ومشاركا في التحقيقات قال: إن العملية كانت تستهدف رئيس الجمهورية الذي كان في زيارة لأخيه المريض في المستشفى، وأكد أن أحد القادة العسكريين الكبار كان وراء تلك العملية وكان يؤازره حزب سياسي كبير!
ومن واقع العملية يتضح أن المهاجمين حصلوا على معلومات استخباراتية دقيقة ؛ فهم عرفوا من أي البوابات يدخل الرئيس اليمني ومتى يدخل ولهذا كان هجومهم الأعنف من البوابة الغربية التي يدخل منها وفي الساعة التي تعود على المجيء فيها للمستشفى فمن أعطاهم هذه المعلومات؟ كما أن مشاعر الخوف والقلق التي تظهر غالبا على وجوه المهاجمين لم تكن واضحة عليهم وكأن هناك من طمأنهم إلى أن عمليتهم ستنجح وأنهم سيغادرون المكان بسلام!!
المرجح أن المتنفذين السابقين لايريدون لعملية المصالحة أن تنجح لأنها إن نجحت فستقضي على كل أحلامهم في العودة إلى السلطة مرة أخرى كما أنها في الوقت نفسه قد تكشف كثيرا من فسادهم الكبير في المال والإدارة والمتاجرة بأحلام المواطنين في العيش بحرية وسلام وكرامة، وكان من المفترض أن يبدأ الانتقال إلى الدولة الجديدة بكل تفاصيلها بعد أسبوعين فكان لابد من إفشال العملية ولو بقتل الرئيس وإعادة الأمور إلى الفوضى لعلها تعيد المخلوع أو أحد أتباعه إلى السلطة بحجة أنه كان المنقذ وأنه لا يزال كذلك وما على اليمنيين إلا الإيمان بذلك!!
المهاجمون لم يهاجموا وزارة الدفاع مع أنها هي الأهم لكنهم آثروا قتل أكبر عدد ممكن ومن المرضى والعاملين في المستشفى بهدف إحداث فوضى يتبعها ثورة عارمة على النظام الذي عجز عن حماية المستشفى وهو في قلب وزارة الدفاع فكيف يستطيع حماية الشعب ولهذا كله لابد من البحث عن بديل وهذا ما كان يريده الذين كانوا خلف هذا العملية.
الخبير في شؤون القاعدة السيد سعيد الجمحي قال: ربما لم تكن القاعدة وحدها من نفذ الهجوم على وزارة الدفاع، إن هناك أعداء كثر يتخفون بالإرهاب غير القاعدة!! وهذا صحيح فالحوثيون لهم مصلحة في إعادة النظام السابق وهم مستعدون لفعل الكثير من أجل ذلك ولهذا لا أستبعد مشاركتهم في تلك الجريمة مادام أن التهمة ستتجه للقاعدة والإرهاب وستجد من يسوق لهذه الفكرة!!
استخدام بعض الحكام الإرهاب غطاء لبعض عملياتهم ضد المواطنين أصبح معروفا ؛ فهؤلاء إما أنهم يكلفون أجهزتهم بقتل الناس ومن ثم اتهام القاعدة أو الإرهابيين - مهما كانت تسمياتهم وبحسب الظروف - بتلك الجرائم بغية تحقيق بعض الأهداف الخسيسة وإما أنهم يستخدمون بعض الإرهابيين في عمليات إجرامية وباتفاق معهم وأيضا لتحقيق مصالح سياسية ولا يهمهم إن كان ذلك على دماء المواطنين فالأهم عندهم البقاء على كراسيهم مهما كان الثمن.
الإرهاب منبوذ كله مهما كان فاعله، والقاعدة عندي أساءت للإسلام والمسلمين ولكن هذا كله لاينفي أن هناك من يستغلها أو يستغل من يصفهم بالمتشددين والإرهابيين لتحقيق مصالح سياسية وهذا ما يجب أن ننكره ونفضحه لأنه إرهاب أكثر بشاعة من إرهاب القاعدة وكل المسميات الأخرى لأن من يرتكبه هو من يحكم البلد وأمثال هؤلاء يجب أن يوضعوا مع المجرمين.
.............
الشرق القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4

            تركي الفيصل: تجاهلتنا أمريكا أمام إيران

والارهاب يجمعنا بها الآن

 


2013-12-16 | خدمة العصر تركي الفيصل: تجاهلتنا أمريكا أمام إيران و

تحدث السفير السعودي لدى الولايات المتحدة سابقاً الأمير تركي الفيصل في اجتماع تاريخي عقد أمس بين ممثلين إسرائيليين وسعوديين على هامش أعمال مؤتمر أقيم في إمارة موناكو، بحضور سفير إسرائيل في واشنطن سابقا، ايتمار رابينوفيتش، وعضو الكنيست مئير شطريت.

وطالب الأمير السعودي بمكان لبلاده في محادثات الغرب مع إيران ، وهاجم إدارة أوباما لعملها من وراء ظهر الرياض وانتقد خطواتها الأخيرة في المنطقة.

وقال الأمير تركي الفيصل إن السعودية ودول الخليج الأخرى صُعقت بالتحركات الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية السرية التي أدت إلى اتفاق بين إيران والقوى العالمية الأخرى الشهر الماضي.

وقد أجرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقابلة وجيزة "نادرة" مع الأمير على هامش مؤتمر أمني في موناكو، وأظهر تذمرا شديدا من سياسة الولايات المتحدة في سوريا والمنطقة.

ومما قاله إن فشل واشنطن والأمم المتحدة في اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء العنف في سوريا، والذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص هو "إهمال جنائي".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي إنها أوقفت المساعدات غير قاتلة للثوار السوريين "المعتدلين" بعد أن "سيطر مقاتلون إسلاميون متشددون على مستودعاتهم في شمال سوريا"، وذكرت الصحيفة أن السعودية قد سلحت بعض هؤلاء المقاتلين الذين "استولوا" على مستودعات المقاتلين المعتدلين.

"أعطتنا الولايات المتحدة انطباعا أنهم كانوا في طريقهم للقيام بأشياء في سوريا، ولكنهم في الأخير لم يفعلوا شيئا"، كما قال الأمير تركي على هامش مؤتمر السياسة العالمية في موناكو. وعلق في مقابلته مع الصحيفة قائلا: "والمساعدات التي منحوها للجيش السوري الحر غير مهمة، والآن يقولون إنهم سيوقفون المساعدات: نعم أوقفوها، وعلى كلَ، فهم لا يفعلون شيئا".

كما ردَد الأمير تركي الانشغالات التي أثارتها إسرائيل وأعضاء الكونغرس الأمريكي أن الاتفاق النووي المؤقت مع إيران لا يكفي لضمان عدم تطوير طهران قنابل ذرية.

وعن المحادثات مع إيران التي تجري في جنيف بمشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا، وتعرف دبلوماسيا بـ: +1 P5 ، قال عنها الأمير تركي: "من المهم بالنسبة لنا أن نجلس على طاولة واحدة"، كما القوى العالمية، وأضاف: "لقد كنا غائبين".

تحدث أمس الأحد إلى قادة رجال الأعمال الأوروبيين والعربيين متهما البيت البيض بتجاهل الرياض بانفتاحها على إيران، الخصم الرئيس للمملكة العربية السعودية، وفقا لتعبير الصحيفة.

"ما كان مفاجئا لنا أن المحادثات التي كانت تجري (مع إيران) أخفوها علينا"، كما تحدث الأمير تركي أمام مؤتمر السياسة العالمية في موناكو. وأضاف: "كيف يمكنك بناء الثقة بالتكتم وحجب الأسرار عمَا يفترض أن يكون أقرب حلفائك؟".

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مسؤولا كبيرا بالإدارة الأمريكية رفض أمس الأحد التعليق على العلاقة الحاليَة بين الولايات المتحدة والسعودية. لكنه أكد أن البيت الأبيض لم يبلغ المملكة العربية السعودية بالمحادثات السرية مع إيران، والتي بدأت عند مستويات رفيعة في مارس الماضي في عمان، حتى هذا الخريف.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين، تتشاور بانتظام مع الرياض حول المحادثات النووية مع إيران، والتي أسفرت عن اتفاق مؤقت لتجميد البرنامج النووي لطهران. وأفاد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أنه لا توجد خطط لتوسيع المفاوضات مع إيران لإشراك المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

من جهة أخرى، شدد الأمير تركي على أن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد يواجهون وضعاً صعباً منذ بداية الصراع السوري لأن الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا مساعدتهم. وانتقد تركي الفيصل، على هامش مؤتمر السياسة العالمي في موناكو، قرار الولايات المتحدة وبريطانيا تعليق المساعدات غير القتالية لمعارضي الأسد في شمال سوريا. واعتبر أن البلدين تركا الجيش السوري الحر المعتدل يدافع عن نفسه.

وقال تركي الفيصل إن "الأمر الأكثر ضرراً هو أنه منذ بداية هذا الصراع وظهور الجيش السوري الحر كرد على إفلات الأسد من العقاب، لم تتقدم بريطانيا والولايات المتحدة وتقدمان المساعدات الضرورية للسماح له بالدفاع عنه نفسه وعن الشعب السوري أمام آلة القتل التابعة للأسد".

وأضاف: "هناك وضع يملك فيه طرف الأسلحة، كما هو الحال بالنسبة لظام الأسد مع دبابات وصواريخ، والطرف الآخر يصرخ طالباً الحصول على أسلحة دفاعية في مواجهة هذه الأسلحة الفتاكة التي يملكها الأسد". واستطرد قائلا: "الجيش السوري الحر ليس في الموقع الذي كان يجب أن يكون فيه اليوم بسبب نقص الدعم الدولي... إذا لم تتحقق إعادة لتوازن القوى على الأرض، فلن تكون هناك بعد الآن فرص لوقف إطلاق النار".

وختم الأمير تركي الفيصل حديثه مع الصحيفة بقوله: "من الواضح ... هناك اختلافات بيننا وبين الولايات المتحدة... ولكن لدينا اتفاق ضخم حول الدفاع والأمن مع أمريكا لإحباط الهجمات الإرهابية، وهذا ما يجري العمل به دون أي مشاكل".







مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



السعودية تقر أول نظام لجرائم الإرهاب وتمويله

الرياض: الشرق الأوسط - 17/12/2013
السعودية تقر أول نظام لجرائم الإرهاب وتمويله
ثمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جهود قادة دول مجلس التعاون الذين شاركوا في أعمال القمة الخليجية التي انعقدت الأسبوع الماضي في الكويت. ونقل الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، لدى ترؤسه، أمس، جلسة مجلس الوزراء السعودي، باسم خادم الحرمين الشريفين، بالغ التقدير للشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت على إنجاح أعمال القمة.
ووافق مجلس الوزراء على نظام جرائم الإرهاب وتمويله، الذي يعد نظاما إجرائيا أخذ فيه بمبدأ التوازن بين الأخطار التي تؤول إليها الجرائم، وبين حماية حقوق الإنسان التي حفظتها وأكدت عليها الشريعة الإسلامية.
وحدد النظام - بشكل دقيق - المراد بالجريمة الإرهابية بأنها «كل فعل يقوم به الجاني تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بشكل مباشر أو غير مباشر، يقصد به الإخلال بالنظام العام، أو زعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة أو تعريض وحدتها الوطنية للخطر، أو تعطيل النظام الأساسي للحكم أو بعض مواده، أو الإساءة إلى سمعة الدولة أو مكانتها، أو إلحاق الضرر بأحد مرافق الدولة أو مواردها الطبيعية، أو محاولة إرغام إحدى سلطاتها على القيام بعمل ما أو الامتناع عنه، أو التهديد بتنفيذ أعمال تؤدي إلى المقاصد المذكورة أو التحريض عليها».


..........................


قتلى بتفجير استهدف مركزا لحزب الله بالبقاع



آثار تفجير ضرب معقلا لحزب الله في بيروت منتصف أغسطس/آب الماضي (الفرنسية)

سقط قتلى وجرحى بتفجير استهدف فجر اليوم الثلاثاء مركزا لحزب الله في بلدة صبوبا شمال مدينة بعلبك بسهل البقاع شرق لبنان.

ونقل مراسل الجزيرة في لبنان عن مصادر أمنية قولها إن التفجير وقع بسيارة ملغمة، وأضاف أن القوى الأمنية اللبنانية وعناصر من حزب الله فرضت طوقا أمنيا مشددا حول مكان الانفجار الذي لم تعرف خلفيته بعد.

وبدورها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني قوله إن التفجير وقع قرابة الساعة الرابعة من فجر اليوم، مضيفة أن سكانا في المنطقة أفادوا بسماع أصوات صفارات سيارات الإسعاف تصل إلى مكان التفجير.

واستهدفت تفجيرات عدة خلال الأشهر الماضية في بيروت والبقاع مناطق محسوبة على حزب الله ومقاتلين ومواكب له.

كما استهدف تفجير مزدوج في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي السفارة الإيرانية في بيروت، قتل فيه 23 شخصا، بينهم المستشار الثقافي في السفارة.

المصدر:الجزيرة + الفرنسية

........................................

"الأوبزرفر": غزة تغرق في ظلام وبؤس وعاصفة وفيضانات

2013-12-15 | خدمة العصر

في تقرير أعدته "هارييت شيروود" مراسلة صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية في فلسطين المحتلة، قالت إن ذوبان الثلوج التي سقطت بفعل العاصفة القطبية أدى إلى فيضانات تسببت في إحداث فوضى وقطع التيار الكهربائي وقطع الطرق ومحاصرة المواطنين في منازلهم في سوريا ولبنان وتركيا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر.

وتقول عن سلطات الاحتلال إن العاصفة كانت الأسوء منذ 60 عاما.

وحذرت منظمات الإغاثة العاملة في لبنان أن مئات آلاف اللاجئين اللاجئين الذين يقيمون في الخيام أو في مساكن بدائية التركيب والمواد معرضون لأوضاع كارثية، حيث بلغ الوضع أشده في وادي البقاع.

وفي غزة، حيث يقيم 1.7 مليون فلسطيني يصنف ثلثاهم كلاجئين، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن تساقط الثلوج أدى إلى حدوث فيضانات أغرقت جزءا كبيرا من القطاع، محولة جزءا كبيرا من مخيم جباليا إلى "بحيرة كبيرة" حيث بلغ ارتفاع المياه مترين.

وتقول مراسلة الصحيفة إن 4 آلاف موظف تابع للأمم المتحدة يقومون بإجلاء المواطنين عن منازلهم المهددة بالغرق ويقومون بتوزيع مواد الإغاثة عليهم.

وقد اختلطت مياه الأمطار بمحتويات شبكات الصرف الصحي، مما يهدد بانتشار الأمراض. ولم تتمكن السلطات المعنية في غزة من ضخ محتويات شبكات الصرف الصحي منذ شهر، حسب الصحيفة، بسبب توقف محطات الكهرباء عن العمل نتيجة نفاد الوقود، مما أدى أيضا إلى انقطاع التيار الكهرباء لمدة 12-16 ساعة يوميا حتى قبل أن تتفاقم الأزمة بفعل العاصفة "أليكسا".

وحذرت وكالات الإغاثة من أزمة لاجئين يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة مع ارتفاع مياه الفيضانات.


...........................

الديلي تلغراف: مصر تروج لدستورها الجديد بوجوه أجنبية

جدل حول الملصق الترويجي لدستور مصر الجديد



ونقرأ في صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لمراسلها في القاهرة ريتشارد سبنسر بعنوان "الملصق الترويجي لدستور مصر الجديد يثير جدلاً". وقال سبنسر إن "هناك العديد من الأسباب التي جعلت هذا الاعلان الذي جاء تحت عنوان "دستور يمثل الجميع" مثاراً للجدل.
ورصد سبنسر هذا الملصق الترويجي لدستور مصر الجديد الذي جاء في خلفية مؤتمر صحفي لعمرو موسى رئيس اللجنة المكلفة بتعديل الدستور واثارت جدلا بسبب وجود خطأ لغوي في اللافتة، إضافة إلى تصويرها لخمس وجوه معظمها لا تحمل أي ملامح مصرية.
"الأزمة الرئيسية لم تقتصر على طريقة ترويج الدستور المصري الذي يمثل مرحلة جديدة في حياة البلاد فقط، لكنها امتدت الى أن مواد الدستور لم تحسم أمورا هامة من بينها: هل سيتم إجراء الانتخابات البرلمانية أولا أم الرئاسية؟"

ريتشارد سبنسر ، مراسل ديلي تلغراف في مصر

وقال سبنسر إنه بمجرد النظر للصورة يمكن لأي شخص أن يميز ذلك حيث جاءت الفتاة الوحيدة في الصورة مثلا بلا حجاب رغم أن أغلبية الفتيات المصريات يرتدينه، بجانب شخصين آخرين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة والآخر طبيب يتسمان بملامح غربية واضحة.
وأضاف أنه بمجرد القيام بعملية بحث بسيطة يمكنك العثور على تلك الصور على الانترنت فصورة الفتاة استخدمت من قبل في اعلان ايرلندي بينما ظهر الشاب الذي ينتمي لذوي الاحتياجات الخاصة في اعلان لمركز امريكي يرعى المصابين بمتلازمة داون وجاءت صورة الطبيب في موقع باللغة الانجليزية يروج لأحد العلاجات التجميلية.
ورجح كاتب المقال أن مصمم الاعلان وجد في تلك الصور ما قد يعطي انطباعا ايجابيا عن المجتمع المصري الذي يعكف على تحسين صورته منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي بعد احتجاجات شعبية في 3 يوليو/تموز الماضي.
لكنه أشار أن الأزمة الرئيسة لم تقتصر على طريقة ترويج الدستور المصري الذي يمثل مرحلة جديدة في حياة البلاد فقط، لكنها امتدت الى أن مواد الدستور لم تحسم أمورا هامة من بينها: هل سيتم إجراء الانتخابات البرلمانية أولا أم الرئاسية؟ كما احتوى على بعض المواد التي أثارت انتقادات منظمات حقوقية مثل تلك التي تتعلق بمحاكمة المدنيين عسكريا.
بي بي سي


..................................

"تسوية بين السعودية وإيران"

العديد من الجماعات المسلحة الإسلامية السورية لا تعترف بالمعارضة السياسية المدعومة من الغرب

ونطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لفواز جرجس بعنوان"على السعودية وإيران إنهاء حربهما بالوكالة في سوريا". وقال جرجس إن "محادثات السلام حول سوريا لن تؤتي ثمارها من دون التوصل إلى تسوية بين أقوى دولتين في الخليح اللتين تؤججان الصراع الدائر في سوريا.
وأضاف جرجس "بعد صدور قرار وقف المساعدات العسكرية غير الفتاكة للجيش السوري الحر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن استراتيجية الدول الغربية تجاه سوريا أضحت في حالة يرثى لها".
وأوضح جرجس "يأتي قرار واشنطن ولندن بعد سيطرة المتمردين الاسلاميين بمن فيهم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة لتنظيم القاعدة على مقر و مخازن الجيش السوري الحرالمدعوم من الغرب، فضلاً عن وضع يدها على الصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات التي قيل إن أمريكا زودت الجيش الحر بها".
"الهزيمة المذلة للجيش السوري الحر وصعود نجم المتمردين الإسلاميين المعارضين للحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد والمنادين بإقامة دولة إسلامية، ينبئ بإنهيارقريب للجيش السوري الحر"

فواز جرجس

وأشار كاتب المقال إلى أن "الهزيمة المذلة للجيش السوري الحر وصعود نجم المتمردين الإسلاميين المعارضين للحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد والمنادين بإقامة دولة إسلامية، ينبئ بإنهيارقريب للجيش السوري الحر الذي كان الغرب يأمل من خلاله القيام بتوحيد المتمردين للعمل على إسقاط الاسد ، ومن ثم القضاء على تنظيم القاعدة".
وأوضح أن "العديد من الجماعات المسلحة، وعلى رأسها الجبهة الإسلامية السورية لا تعترف بالمعارضة السياسية المدعومة من الغرب، وبالائتلاف الوطني السوري، ممثلا شرعياً لهم كما أنها حذرت من مشاركتهم في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده الشهر المقبل.
ورأى جرجس أنه "بعد مرور نحو ثلاث سنوات على الصراع الدائر في سوريا، فإن الانتفاضة في البلاد أسفرت عن عواقب غير مقصودة، واختطفت من قبل المتشددين الدينيين وزعماء الميليشيات الإجرامية والمنافسات الإقليمية"، مضيفاً "دفنت آمال وأحلام ملايين السوريين برؤية حكومة ما بعد الأسد في حقول القتل في البلاد".
وأردف كاتب المقال "أضحت سوريا اليوم ساحة حرب بالوكالة عن السعودية وإيران مع تداعيات طائفية مدمرة، فهناك شكوك في إمكانية عقد محادثات السلام للتوصل إلى حل في الصراع الدائر في سوريا من دون التوصل إلى تفاهم ضمني بين اثنين من القوى المتحاربة الخليجية، إذ أن السعودية تمارس نفوذا كبيرا على المتمردين الاسلاميين وإيران تعد سبباً أساسياً لبقاء الأسد".
بي بي سي

.............................

علي جمعة لـ"المصريين": اخرجوا بأنفسكم ونسائكم وأبنائكم للموافقة على دستور "يؤيده الله"


"اذهبوا لتأييد الدستور، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى يؤيده؛ لأنه يُعمِّر الأرض، ولأنه ضد الفساد والإلحاد، والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق".. بهذه الكلمات وصف الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، الدستور الجديد الذي وضعته لجنة الخمسين.
المصريون كتبوا أبدع دستور في حياتهم

وقال "جمعة" في كلمته أمام المؤتمر التأسيسي الأول لجبهة "مصر بلدي" بحضور العديد من الشخصيات العامة "لقد جلس المصريون ليكتبوا أبدع دستور في حياتهم.. دستور قوي وضعه أهل الخبرة والعلم توافق عليه الجميع.. عمل لمصلحة البلاد والعباد.. دستور عاقل يريد مصر فقط، ومن أجل ذلك تكونت هذه الجبهة وهي نسق يشمل كل المصريين من الرجال والنساء، ليست في ضيق حزب سياسي وليست سوى تعبير عما يجيش في قلوب ملايين المصريين".

وناشد مفتي مصر السابق، المصريين، الخروج لصناديق الاستفتاء، كي يرى العالم كله، شرقه وغربه ولنري من أراد أن تسيل دماء أبناء مصر على أرض مصر، ولنرى من في قلبه ذلك الحقد الأسود الأعمى لنريهم من هم المصريون.. اخرجوا بأنفسكم ونساءكم وأبناءكم.

وأضاف: "نريد حشدًا للدستور يبهر العالم ويوقع الرعب في قلوب الإرهابيين". بعدها تعالت هتافات الحصور، بـ"نعم نعم للدستور".

وختم: "أول مرادنا الحشد، وغرضنا الثاني التأييد.. (نعم يعني "yes ) للي مش عارف عربي يبقى يقرأها بالإنجليزي.. وثالثًا غرضنا الرئاسة نخرج جميعا من أجل أن نختار الأنسب حتى يقود البلاد والعباد إلى بر الأمان، وتعالت الهتافات بعد جملته بـ"سيسي.. سيسي"، رابعًا البرلمان الذي يمثل شعبنا ولايمثل نفسه، وأضاف فهذه أربعة طيبة تعالج إعوجاج تلك الأربعة الخائبة.
الوطن المصرية


.......................................

أميركا تعيد السعودييْن «القحطاني» و«حمود» من «غوانتانامو» للمملكة

صحيفة المرصد : أعلنت وزارة الدفــاع الأميركية (البنتاغون) أمس (الإثنين) أن الولايات المتحدة جددت مساعيها لإخلاء سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو (جنوب كوبا) بإعادة معتقلين سعوديين لبلادهما ليل السبت الماضي، في عملية وصفت بأنها «سرية وطوعية». وينخفض بذلك عدد المعتلقين في «غوانتانامو» إلى 160 سجيناً، فيما لم يبق هناك – بعد إعادة سعد محمد حسين القحطاني (35 عاماً) وحمود عبدالله حمود (48 عاماً) - سوى 9 معتقلين سعوديين. وأكد المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية مكيفورد سلوان، في بيان أمس أن إعادة القحطاني وحمود تمثل «خطوة مهمة على طريق إغلاق مرفق الاعتقال في خليج غوانتانامو». ووففقا لصحيفة الحياة ذكر بيان «البنتاغون» أمس أن «الولايات المتحدة تشعر بالامتنان لحكومة المملكة العربية السعودية لرغبتها في مساندة المساعي الأميركية المتواصلة لإغلاق مرفق الاعتقال في خليج غوانتانامو». وأضاف أن الولايات المتحدة نسقت مع السعودية «لضمان أن تتم عمليتا النقل في ظل الإجراءات الأمنية الملائمة». ولم توجه إلى القحطاني وحمود أي اتهامات بالإرهاب. وكانت إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش أعادت معظم المعتقلين السعوديين في «غوانتانامو» إلى بلادهم خلال الفترة من أيار (مايو) 2006 إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، في مجموعات، تضم كل مجموعة منها 13 معتقلاً أو أكثر. وذكرت صحيفة «ميامي هيرالد» أمس أن المعتقلين السعوديين نقلوا على متن طائرات تابعة للخطوط السعودية من قاعدة «غوانتانامو» البحرية، من دون أن تكون وجوههم مغطاة، ومن دون وضع قيود على معاصمهم، بدلاً من نقلهم بتلك الطريقة على متن طائرات عسكرية أميركية.

وفيما بقي 9 معتقلين سعوديين في «غوانتانامو» لم توجه اتهامات بالإرهاب سوى إلى اثنين منهم، وهما عبدالرحيم الناشري (من مواليد مكة المكرمة) المتهم بتدبير الهجوم على المدمرة الأميركية «يو إس إس كول»، ومصطفى هوساوي المتهم بالمشاركة في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ولا يزال يوجد في غوانتانامو معتقلان سعوديان. وكانت واشنطن تنوي توجيه اتهامات إلى كليهما. لكنهما الآن لا يواجهان أي تهمة. وكان عدد السعوديين المحتجزين في سجن «غوانتانامو» يبلغ 135 معتقلاً من نحو 779 معتقلاً. وكان حمود محتجزاً فترة طويلة باعتباره يمنياً قبل أن يتضح أنه سعودي الجنسية. وأوضحت وكالة «أسوستشيتد برس» أن حمود (كان معتقلاً منذ عام 2002) وسعد القحطاني كان يشتبه بانتمائهما إلى تنظيم «القاعدة»، واعتُبرا من السجناء ذوي المخاطر العالية الذين يخشى من معاودة التحاقهم بـ«القاعدة» في حال إطلاقهم.

وفي لاس فيغاس (أ ب) أعلنت محكمة أميركية أول من أمس أنها قررت النطق بالحكم على سعودي متهم بالاعتداء على طفل عمره 13 عاماً في 29 كانون الثاني (يناير) المقبل. ويواجه المتهم السعودي احتمال سجنه مدة أدناها 35 عاماً في سجن ولاية نيفادا إذا ثبتت إدانته. وكانت هيئة محلفين قد توصلت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى أن السعودي مذنب بالتهم التي وجهت إليه.

.....................

لماذا لا تحتوي الدولة #سلمان_العودة وتعينه وزيرا؟

سعيد الوهابي

منتصف العشرينات الميلادية من القرن الماضي عندما توحد الحجاز مع بقية أجزاء الجزيرة العربية لم يُعجب هذا الأمر الشبيبة الحجازية المثقفة فهاجر بعضهم، من هؤلاء مدير مدارس الفلاح السيد محمد طاهر الدباغ الذي هاجر إلى العراق وظل ينتقد النظام الجديد، بعد سنوات عاد السيد إلى الرياض واحتفى به الملك عبدالعزيز واثناء حوارهما قال له الملك "سامحنا يا سيد، كنت في العراق وتكتب إلى أصدقائك ومعارفك في الحجاز خطابات بالبريد فكنا نفتحها ونجدك تكتب فيها أنني ملك جاهل يحكم شعب جاهل، واليوم أصدرت قراري بتعيينك مديراً عاماً للمعارف في البلاد لتعلم الجميع" وهذا ما حدث فقد بقي الدباغ في سلك التعليم عشر سنوات يؤسس لإدارات التعليم في مناطق المملكة ومشرفاً لمدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة ثم عضواً في مجلس الشورى القديم .. هذه القصة أوردها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان ولي العهد في كتابه "ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز" والصادر عن دارة الملك عبدالعزيز التاريخية.

*****

السعودية شعب قبلي ومن تقاليد القبيلة الصفح والتصالح والإحتواء، طوال سنوات كانت سياسة الإحتواء ولازالت هي شريعة الدولة، الدولة أكبر من الجميع فهي مظلتنا جميعاً، من شيوخ القبائل إلى علماء الدين إلى المثقفين ممن اعترضوا على سياسات الدولة كثير منهم عملوا فيها واثروا الحياة العامة، الدكتور سلمان العودة، الذي أحبه، شرع خلال هذا الأسبوع في مبادرة جديدة أطلق عليها "أصيح بالخليج" وهي مجموعة تغريدات كتبها عبر حسابه في تويتر، ملخص المبادرة وكل ما يقوم به سلمان العودة منذ مارس 2011  يدور حول شئ واحد، سلمان العودة طموح ويريد فرصته في طرح ما يراه أنه صحيح ووطني، حسناً من وجهة نظري أن اشراك الدكتور سلمان في العمل العام كوزير أو في منصب قيادي بالقطاع عام والإنشغال به ستكون علاقة رابحة لجميع الأطراف "Win Win Situation" هي مفيدة للدولة أن تبدو منفتحة وحاضنة لجميع الأفكار والتوجهات وكذلك أن تحظى بخبرة سلمان العودة الأستاذ الجامعي المثقف والوجه المعروف المؤثر، هي مفيدة لسلمان العودة نفسه أن يشمر عن ساعديه ويطبق ما يُنظر ويُبشر به وأن يُرضي جزء من طموحه المشروع، هي مفيدة لمريدي الشيخ من الشباب والمسؤولين وهم كثيرون في التواصل والاحتفاء به بلا تحفظ، هي مفيدة لي ولآخرين من المواطنين ممن يستفيدون من خدمات الدولة.. انتهى


http://www.okazalyoum.com/opinion/articles


......................

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


الاستقلال الحضاري

الاستقلال الحضاري
الدكتور محمد عمارة


كثير من بلاد الشرق والجنوب – وفيها البلاد الإسلامية – حصلت على الاستقلال بعد الحرب العالمية الأولى، لكن أغلب هذه البلاد قد وقفت عند الاستقلال الشكلي – استقلال العلم والنشيد وعضوية الأمم المتحدة – ولم تحقق الاستقلال الحقيقي، الاستقلال الحضاري، استقلال الفكر والعقل واستقلال الاقتصاد واستقلال القرار السياسي، ولذلك ظلت هذه البلاد مربوطة برباط التبعية إلى المركز الغربي الذي انسحبت جيوشه من تلك البلاد بينما ظلت هيمنته الاقتصادية وغزوه الفكري تشد هذه البلاد إلى هذه الهيمنة الغربية بقيود ناعمة لكنها أشد بأساً من قيود الحديد.والذين يفقهون الأبعاد الحقيقية التي صنعها الإسلام منذ ظهوره في حياة الأمة يدركون معنى الاستقلال الحقيقي الذي أثمره التدين بهذا الدين، لقد بلور أمة امتلكت دولة، حررت الشرق من قهر سياسي وحضاري واقتصادي وثقافي إغريقي وروماني دام عشرة قرون فقامت في الشرق حضارة متميزة جعلت منه العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون.

ولقد تفاعلت هذه الحضارة مع كل المواريث الحضارية في ما هو مشترك إنساني عام، مع الاحتفاظ باستقلالها العقلي والسياسي والاقتصادي الذي هو جوهر الاستقلال.

ولقد أدرك علماؤنا الذين نظروا نظرة فلسفية لمعنى الاستقلال – ومنهم الإمام الشيخ محمود شلتوت (1310 – 1383هـ / 1893 – 1963م) هذه الحقيقة فكتبوا عن ضرورة الاستقلال العقلي الذي يحرر المسلمين من الغزو الفكري معتبرين ذلك هو السبيل إلى زعامة الأمة لأن سبيل أمتنا إلى الزعامة هو مقاومة الفكر الوافد إلينا عن طريق الاستشراق والإلحاد، هذا الفكر الذي من شأنه أن يزعزع القيم الإسلامية في النفوس وأن يمزق وحدة المسلمين والعرب عن طريق الغزو العقلي والاستعمار القلبي.

وإن من يتتبع تاريخ الغزو الاقتصادي والسياسي لا يكاد يجده إلا نتيجة وأثرا لهذه الغزو العقلي الذي يملك على الناس قلوبهم ويصرفهم عن أنفسهم إلي ما يريد.

ولا يظن ظان أننا بهذا نسد على أنفسنا مجال الانتفاع بما قد يكون من نتائج البحث الأجنبي الدقيق في مظاهر الحياة العامة ووسائلها، فنحن نفسح أمام أنفسنا مجال ذلك والإسلام يدفعنا إليه.

وإن محمد بن عبد الله – عليه صلوات الله وسلامه – لم يتجه إلى مكافحة الغزو السياسي والاقتصادي في بيئته إلا بعد أن تمت له مكافحة الغزو العقلي والقلبي فيها، عن طريق محو الشرك والوثنية، وعن طريق الإيمان بالله وحده، وحينما تمت له مكافحة هذا الغزو القلبي، اتجه بالإيمان نفسه إلى مكافحة الغزو السياسي، حفظا لشخصية الجماعة وحفظا لمبادئها في النفوس.

واتجه كذلك إلى مكافحة الغزو الاقتصادي عن طريق منع الاستغلال والاحتكار والطغيان المالي، ولذلك قرر علماء الإسلام أن كل ما لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا فتعلمه ووجوده من فروض الكفاية، ومن ذلك أصول الصناعات، مما هو ضروري أو كالضروري، ويسر الحياة ورفع الحرج عن الناس، فإذا لم يتحقق ذلك في الأمة كلها أثمت الأمة كلها.

وليس من ريب في أن أساس هذه الفريضة هو العمل على تحقيق المبدأ الاسلامي الذي يوجبه الإسلام على أهله، وهو مبدأ استقلال الجماعة الإسلامية في تحقيق ما تحتاج إليه من الضروريات والحاجيات، فيما بينها، وبيد أبنائها، دون أن تمد يدها إلى غيرها من الأمم، وبذلك لا تجد الأمم الأخرى ذات الصناعات والتجارات سبيلا إلى التدخل في شئونها، فتظل محتفظة بكيانها وعزتها، ونظمها وتقاليدها وخيرات بلادها.

وكثيرا ما اتخذ هذا التدخل سبيلا لاشتراك الدول الأجنبة في إدارة البلاد وتنظيمها واستعمارها استغلالا لحاجتها في الصناعات والتجارات.

وإذا كان من قضايا العقل والدين أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وكانت الحياة متوقفة على هذه العمد الثلاثة: الزراعة والتجارة والصناعة، كانت هذه العمد الثلاثة واجبة، وكان تنسيقها على الوجه الذي يحقق خيرها واجبا.

لقد حقق الإسلام – منذ ظهوره – استقلال الشخصية المسلمة، وكانت عناصر هذا الاستقلال هي: استقلال العقل واستقلال السياسة واستقلال الاقتصاد، وما كان ذلك كله إلا بفهم القرآن والاتصال بالحياة الواقعية وهذه هي قمة المجد وطريق السؤدد.

هكذا طرقت عبقرية الشيخ شلتوت هذا الميدان الهام، ميدان الاستقلال الحضاري، الذي هو الاستقلال الحقيقي للأمم التي تفقه معنى الاستقلال.

............
http://arabi21.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-2/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A_21-299/713168-a

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



تطبيق الشريعة في مجتمعات حرة









لم يعد موضوع تطبيق الشريعة بعد ثورات الربيع العربي موضوعا نظريا، بل أصبح قضية عملية يجب التواضع على فهم مشترك لها، وإخراجها من دائرة التنازع والاختلاف، ومن الشعار السياسي إلى الخطة العملية.

ولعل من أهم منجزات الربيع العربي أنه نقل الجدل حول تطبيق الشريعة إلى جدل حول تعريف الشريعة، وذلك ارتفاع مهم في مستوى الحوار سيحررنا من وضع العربة أمام الحصان، ويأتي هذا المقال ضمن الجهد الساعي إلى رفع اللبس السائد في هذا المضمار.

وتتنازع المجتمعات العربية اليوم مدرستان في موضوع تطبيق الشريعة: مدرسة علمانية ترى الشريعة نقيضا للحرية، ومدرسة سلفية ترى الحرية نقيضا للشريعة، فقد جعل العلمانيون الوحي تاريخا يمكن تجاوزه، وهذا أمر مستحيل إسلاميا، وجعل السلفيون التاريخ وحيا يجب استنساخه، وهذا مستحيل إنسانيا، وما بين المستحيل الإسلامي والمستحيل الانساني تم تعطيل الشريعة، ووصلنا إلى طريق مسدود.

فالعلمانيون والسلفيون في موضوع الشريعة خصوم في المقدمات، حلفاء في النتائج، مع تباين المقاصد طبعا، فدافع السلفيين هو الحرص على الشريعة، لكنهم اختزلوا الإسلام في صورة تاريخية، وبحثوا لكل جديد عن سلف، وكأن الفكرة التي لا سلف لها بنت سفاح.

الجمع بين الشريعة والحرية ضروري اليوم ليكون أساسا لإجماع أخلاقي يخرج المجتمعات العربية والإسلامية من انشطار الذات الأخلاقية والثقافية بين إسلاميين وعلمانيين، ويفتح الباب أمامها لمصالحة تاريخية مع الذات ومع بقية الأسرة الإنسانية
أما العلمانيون فقد استأسروا لصورة ذهنية أخرى، وهي التقسيم الغربي المتعسف للحياة بين ديني ودنيوي، وهو تقسيم لا يعرفه الإسلام ولا يعترف به، فالإسلام دين توحيد لله وتوحيد للحياة، والقرآن الكريم "قد جمع بين واقعية العهد القديم ومثالية العهد الجديد"، كما لاحظ بحق المفكر العظيم علي عزت بيغوفيتش.

وتحتاج مجتمعاتنا اليوم إلى التواضع على رؤية نظرية واضحة حول مفهوم الشريعة ومعنى تطبيقها ومن يطبقها، مع احترام مبدئي لحرية الناس وكرامتهم من غير ازدواجية ولا مثنوية.

فهذا الجمع بين الشريعة والحرية ضروري اليوم ليكون أساسا لإجماع أخلاقي يخرج المجتمعات العربية والإسلامية من انشطار الذات الأخلاقية والثقافية بين إسلاميين وعلمانيين، ويفتح الباب أمامها لمصالحة تاريخية مع الذات ومع بقية الأسرة الإنسانية.

بيد أن هذا الإجماع الأخلاقي لا تزال تعوقه عوائق، من أهمها: ضعف الأساس النظري لدى الداعين لتطبيق الشريعة، وعدم تحريرهم للمفاهيم والصيغ العملية التي تجمع بين الشريعة والحرية، واستئسار العلمانيين لرؤى فلسفية وقياسات تاريخية منبتة عن ثقافة المجتمعات العربية والإسلامية وتجربتها التاريخية.

ويحتاج هذا الموضوع إلى دراسات مطولة لا يتسع لها المقام، فنحن نقتصر هنا على رسم الخطوط العريضة للبساط النظري اللازم لتطبيق الشريعة في مجتمعات حرة، تمهيدا لهذه المصالحة التاريخية الجامعة بين الشريعة والحرية.

أولا: ضرورة الانطلاق من نظرية واضحة حول ماهية الدين وطبيعته، فالشعوب العربية والإسلامية هي أكثر الشعوب تدينا، وأقل الشعوب دراسة علمية للدين (بالمعنى المعاصر لعلم الأديان).

ويميل الفلاسفة العلمانيون -عربا وغربيين- إلى اختزال الدين في عناصر ثلاثة، هي: العقيدة، والعبادة، والسردية الكونية (أي القصة التي تفسر أصل الوجود ومغزى الحياة ومآل الإنسان)، وبعضهم لا يعتبرون الأخلاق عنصرا جوهريا من عناصر الدين، أما التشريعات فهي خارجة عن نطاق الدين تماما في تصور العلمانيين.

لكن هذه النظرة الاختزالية لا تمثل سوى الحد الأدنى من الظاهرة الدينية، وهي بالقطع لا تستوعب مكونات الدين الإسلامي التي تشمل -مع العقيدة والعبادة والسردية الكونية- أخلاقا وشرائع وقيما اجتماعية وسياسية واقتصادية.

والسر في هذه النظرة الاختزالية للدين لدى العلمانيين في مجتمعاتنا هو الاستئسار لبعض المدارس الفلسفية الغربية والتجربة التاريخية الغربية في هذا المضمار، والحال أن الدين لم يكن قط محور التاريخ الأوروبي، بل ظل دائما على ضفافه، أما عندنا فالدين كان ولا يزال محور الحياة، وهو أمر يحتاج العلمانيون في مجتمعاتنا إلى معرفته والاعتراف به.

ثانيا: ضرورة تبنّي معنى "الشريعة" في الاستعمال القرآني الذي يشمل الدين كله، لقد ورد لفظ "الشريعة" بهذه الصيغة في القرآن الكريم مرة واحدة هي قوله تعالى "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتَّبعها ولا تتَّبع أهواء الذين لا يعلمون" (سورة الجاثية، الآية 18).

خلافا لما يرى بعض الإسلاميين، فليس تعدد مصادر التشريع مما يناقض الشريعة، إذا كانت نصوص الوحي هي الحاكم والناظم عند الاختلاف، فقد تضمّن دستور المدينة في العصر النبوي إقرارا لأعراف القبائل العربية في التعاقل وغيره
قال الطبري نقلا عن أبي زيد في تفسير هذه الآية "الشريعة الدين". وهذا المعنى القرآني العام هو الذي قصده أبو بكر الآجري (ت 360 هـ) في كتابه"الشريعة"، وهو كتاب في العقائد، وهو أيضا ما قصده الراغب الأصفهاني (ت 500 هـ) في كتابه "الذريعة إلى مكارم الشريعة"، وهو كتاب في الأخلاق.

والملفت للانتباه -من وجهة نظر تاريخ الألفاظ- أن أيا من هذين الكتابين اللذين يحملان في عنوانهما لفظ "الشريعة" لم يتضمنا أحكاما عملية بالمعنى الفقهي القانوني.

فإذا فهمنا الشريعة بمعناها القرآني، أي باعتبارها شاملة للدين كله بعقائده وشعائره وأخلاقه وقوانينه، فسنفهم أن الشريعة ليست "معطلة" تعطيلا كاملا في بلاد المسلمين، كما يدعي بعض الإسلاميين، بل هي معطلة تعطيلا جزئيا، إذ المسلمون لا يزالون متشبثين بعقائدهم مواظبين على عباداتهم ملتزمين بأخلاقهم الإسلامية في الجملة، وهذا كله يدخل ضمن الشريعة بالمعنى القرآني، والمعطل من الشريعة أمران:

- أولهما: هو القيم الدستورية والسياسية الإسلامية من شورى في بناء السلطة، ومشاورة في أدائها، وعدل وحرية، وتعامل مع المنصب العام والمال العام باعتبارهما أمانة لا ملكية شخصية.. إلخ، وتعطيل هذا الشق الأساسي من الشريعة ليس جديدا، بل بدأ منذ منتصف القرن الأول الهجري، وليس المستعمرون الغربيون هم الذين عطلوه، بل المسلمون هم من عطلوه بعد فتن القرن الأول الهجري، كما بينته بإطناب في كتابي عن (الخلافات السياسية بين الصحابة).

وهذه القيم الدستورية والسياسية المعطلة منذ قرون أهم كثيرا من الجزئيات القانونية، لأن القوانين نابعة من القيم وخادمة لها، فإذا تعطلت القيم كان ذلك أسوأ من تعطيل القوانين.

- وثانيهما: جانب من الشق القانوني من الشريعة، خصوصا القانون الجنائي وبعض قوانين الأسرة والمال في بعض الدول، وهذا التعطيل بدأ مع الاستعمار الأوربي الحديث.

والغريب أن الوجدان الإسلامي متعلق بهذا الشق القانوني الذي عطله الأوربيون بالأمس أكثر من تعلقه بالشق الدستوري الذي عطله المسلمون على مدى القرون، والسبب هو أن المسلمين اليوم يقودهم وجدان منفعل بما يفعله الآخرون، أكثر مما يسوسهم عقل واع بذاته وناقد لذاته، وإلا فإن القيم والمبادئ الدستورية سابقة على القوانين الجزئية، بل هي مصدرها الذي يمنحها المعنى والحياة، ولا معنى لقوانين في دولة لا دستور لها اليوم.

ثالثا: الخروج من ثنائية القانون الشرعي والقانون الوضعي، فسبب هذه الثنائية الضدية هو تحول الشريعة في أذهان بعض المسلمين إلى هوية ثقافية وشعار سياسي، بدل التفكير فيها تفكيرا تطبيقيا عمليا.

وقد أدى ذلك إلى النظر إلى القوانين الغربية المطبقة في بلاد المسلمين على أنها "قوانين كفرية"، ووضعها في تناقض عقدي مع القوانين الإسلامية، تأثرا بالنظرة السلفية التي أدمنت صياغة القضايا العملية صياغة اعتقادية.

وللخروج من هذه الثنائية الضدية -المضرة بمسألة تطبيق الشريعة عمليا- نحتاج إلى أن ندرك أن الإسلام ذو منحى إصلاحي ترميمي تكميلي، ونبينا صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لا ليكتب في صفحة بيضاء، أو ليهدم قيم المجتمع ويبدأ البناء من جديد.

كما نحتاج إلى أن ندرك أن الشريعة ليست قانونا ولا فقها، بل هي مصدر للفقه والقانون، ولذلك من الممكن أن يتغير الفقه والقانون دون خروج على الشريعة، وليس من اللازم أن يكون لكل قانون مستند نصي في الشريعة ليكون قانونا إسلاميا، فكل قانون يحقق مصلحة شرعية ولا يناقض نصوص الشريعة فهو من الشريعة.

وقد عبر عن هذا المعنى كبير علماء موريتانيا في القرن العشرين الشيخ محمد سالم بن عبد الودود -رحمه الله- تعبيرا يدل على بصيرة شرعية وحصافة عملية، فقال إن ما نحتاج إليه اليوم ليس "تقنين الفقه" بل "تفقيه القانون". وهو يقصد أن كل ما نحتاج إليه هو تشذيب القوانين الموجودة -بغض النظر عن مصدرها- وغربلتها وإكسابها الخلقية الإسلامية من خلال عرضها على قطعيات الوحي، لأن جل ما نسميه اليوم قوانين وضعية لا يناقض نصا شرعيا، وهو يحقق مصالح العباد، ويطابق روح الإسلام ومقاصد الشريعة في حفظ العقائد والأنفس والأموال والأعراض، ولا معنى لرميه في المزبلة أو وصمه بالكفر والزيغ.

وعلى خلاف ما يرى بعض الإسلاميين، فليس تعدد مصادر التشريع مما يناقض الشريعة، إذا كانت نصوص الوحي هي الحاكم والناظم عند الاختلاف، فقد تضمّن دستور المدينة في العصر النبوي إقرارا لأعراف القبائل العربية في التعاقل وغيره، وتحولت تلك الأعراف جزءا من الفقه الإسلامي في ما بعد.

وأثْنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على عدل دولة الحبشة، وهي دولة مسيحية، فيمكن استمداد القوانين اليوم من أعراف الشعوب المسلمة، ومن قوانين الدول غير المسلمة، بشرط ألا تناقض هذه القوانين النص الإسلامي. وكما بين ابن القيم فإن "أي طريق استخرج بها الحق ومعرفة العدل وجب الحكم بموجبها ومقتضاها" (ابن القيم: إعلام الموقعين عن رب العالمين، 4/373).

لأن الجانب الخُلقي من الشريعة أوسع مدى من الجانب القانوني، فإن ما يحتاج إلى تدخل الدولة بسلطة القانون قليل جدا، ويستلزم ذلك ضرورة الالتزام بمعادلة الحد الأدنى من التقنين، والحد الأعلى من الحرية
رابعا: ضرورة الفصل الواضح بين الأحكام الأخلاقية والأحكام القانونية من الشريعة، وهذا من أكبر مصادر اللبس في الثقافة الإسلامية المعاصرة. فالشريعة -بالمعنى القرآني العام الذي نلح عليه- تشمل الجوانب الاعتقادية والتعبدية والأخلاقية (حقوق الله) التي لا سلطة فيها على ضمير الفرد.

كما تشمل الجوانب القانوني (حقوق العباد) التي تحتاج إلى سلطان الدولة لإنفاذها.

ولأن الجانب الخلقي من الشريعة أوسع مدى من الجانب القانوني فإن ما يحتاج إلى تدخل الدولة بسلطة القانون قليل جدا، ويستلزم ذلك ضرورة الالتزام بمعادلة الحد الأدنى من التقنين والحد الأعلى من الحرية، لكن الفكر الإسلامي يسود فيه اليوم الخلط بين مستويات المسؤولية: مستوى ضمير الفرد، ومستوى سلطان المجتمع، ومستوى قهر الدولة.

لذلك نجد حكومات تتدخل في خصوصية حياة الناس باسم الدين في أمور تركها الإسلام لضمير الفرد، مثل العقائد والعبادات والسلوك الشخصي الذي لا يضار الآخرين، بينما تهمل هذه الحكومات ما أوجبه الإسلام عليها من رعاية مصالح الرعية، والعدل بينهم وعدم الاستئثار أو الإيثار في المناصب والأموال، فصدق في هذا النمط من القيادات المعوجة التفكير والممارسة قول للنبي صلى الله عليه وسلم "سيكون أمراء من بعدي يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، لا إيمان بعده" (صححه بهذا اللفظ الشيخ الألباني في "موارد الظمآن على زوائد ابن حبان").

وقد رأينا في بعض التطبيقات الشوهاء للشريعة في العصر الحديث دولا ترغم الناس على إغلاق متاجرهم في أوقات الصلاة، أو من الأكل في مكان عام أثناء رمضان، أو غير ذلك من تطبيقات لا أصل لها في نصوص الشرع أو التجربة النبوية والراشدية، وهي تعدٍّ من السلطة على حريات الناس، والأسوأ من ذلك أنها تخريب للضمير الخلُقي ينشر النفاق والمراءاة في الدين.

فالتدين من غير حرية عبودية للعباد، وليس عبادة لرب العباد، والتدين الحق هو النابع من الضمير بإخلاص للخالق، ومن غير ضغط أو إكراه من الخلق، "فاعبد الله مخلصا له الدين، ألا لله الدين الخالص" (سورة الزمر، الآيتان 2-3).

خامسا: المجتمع هو المخاطب أصلا بأحكام الإسلام ذات الصلة بالحياة العامة، فهو الوصي على الشريعة، وهو صاحب السلطة التأويلية لتحديد معنى أحكامها ووسائل تطبيقها، والسلطة مجرد نائب عنه، "فالمسلمون هم المخاطبون، والإمام في التزام أحكام الإسلام كواحد من الأنام، ولكنه مستناب في تنفيذ الأحكام" (إمام الحرمين الجويني: غياث الأمم، ص 276).

وليس الحاكم المسلم ملزما بتطبيق قانون من قوانين الشريعة يرفضه المجتمع، وليس من الحكمة السياسية أن يفعل ذلك عمليا، فإن رضي المجتمع بأحكام الشريعة فذلك واجبه، وإن لم يرضَ ببعضها فهو آثم والله حسيبه، لأن المجتمع لا مكره له، ويجب على دعاة الشريعة ووعاتها في هذه الحالة السعي إلى إقناع المجتمع بأحكام الشريعة، لا إلى إكراهه عليها، حتى وإن كانت بيدهم السلطة السياسية والعسكرية.

ويتفرع عن هذا المبدأ ضرورة مراعاة السياق السياسي في دول الربيع العربي، وطبيعة مراحل التحول في أعمار الأمم، بما يصحبها عادة من عنف وتوتر.

فيمكن مثلا أن تختلف صيغ التنصيص على الشريعة في دساتير الدول العربية (المصدر الوحيد للتشريع، المصدر الأساسي للتشريع.. إلخ) بحسب ظروف الإجماع السياسي والاجتماعي والثقافي في كل دولة، واستعداد الناس وتقبلهم للحلول الإسلامية، مراعاة لمصلحة الانتقال السلمي من الاستبداد إلى الحرية، وأخذا بسنة التدرج في التطبيق والتنزيل التي تختلف مقتضياتها من بلد لآخر.

أولى خطى تطبيق الشريعة اليوم هي بناء دولة ديمقراطية حرة، ذات سلطة شرعية منتخبة، تسوي بين الحاكم والمحكوم أمام القانون، وتجرم الاستبداد والفساد، وتسوي بين مواطنيها في الحقوق والواجبات
سادسا: الديمقراطية تطبيق للشق الدستوري من الشريعة الذي وقع عليه الحيف تاريخيا، وهي السبيل إلى تنزيل جزئيات الشريعة على حياة الناس لاحقا، بمنهج تربوي حكيم يراعي نضج الظروف واستعداد المجتمع، ويحمّل الناس مسؤولياتهم، ويحترم اختيارهم.

فأولى خطى تطبيق الشريعة اليوم هي بناء دولة ديمقراطية حرة، ذات سلطة شرعية منتخبة، تسوي بين الحاكم والمحكوم أمام القانون، وتجرّم الاستبداد والفساد، وتسوي بين مواطنيها في الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وعرقهم ولغتهم.

فالشرعية السياسية هي أهم أحكام الشريعة، وحكم القانون والمساواة أمامها مقدمان على نوع القانون ومصدره، وأي تطبيق لقوانين الشريعة غير مؤصل تأصيلا عميقا، أو غير مراعٍ لسياق الزمان والمكان، أو غير منسجم مع مستوى استعداد الناس ونضج المجتمع سيجعل قوانين الشريعة منافية لقيم الشريعة، علما بأن القوانين خادمة للقيم، وليس العكس.

إن حكم الله تعالى ليس شيخا معمما نازلا من السماء، بل هو اختيار مجتمع حر، آمن بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

فتطبيق الشريعة في مجتمعات حرة -كما نطمح إليه اليوم- يستلزم تبنّيا لمفهوم الشريعة بالمعنى القرآني الواسع، وترجيحا للقيم الكلية على القوانين الجزئية، وإدراكا لمكامن التعطيل دون تعميم أو تهويل، واعترافا بالخلل المتوارث من تجربتنا التاريخية بدل التركيز على الخلل المستحدث على يد المستعمر والدولة العلمانية التي ورثنا إياها، وتمييزا بين العنصر الخالد والعنصر التاريخي من الموروث الديني، وتصالحا مع الذات ومع بقية الإنسانية، واندفاعا إلى المستقبل بدل الانشداد إلى الماضي، وما نحتاجه اليوم هو التقدم إلى الإسلام، وليس الرجوع إليه "لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر" (سورة المدثر، الآية 37).

وأخيرا نقول: اللهم انصر الشريعة على "أنصار الشريعة"، وانصر الدين على "أنصار الدين"! اللهم آمين.

المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق