1 |
على ضفاف الدانوب في فيينا (1)
أقدم شكري الجزيل باسم المجموعة للدكتور محمد الفاضل الذي يكرمني باعادة ارسال رسائل المجموعة البريدية لقائمته، وقد ذهلت في فيينا من متابعة كثير من النخب الشرعية والفكرية للمجموعة من بريده الخاص..
شكرٌ آخر لأخي الأصغر الباحث ثامر الشريف، الذي قام بتنسيق الصور وترتيب المادة..
وأخيرا ، هذه الرسالة انتهيت منها قبل عشرة أيام وحالت ظروف خاصة عن ارسالها، ولم أرد والله الارسال، إلا أن أحبة أصروا عليّ، فأرسلها مكرها.. وأؤكد أنها من كتبت من زمن..عبدالعزيز قاسم
|
تلقيت قبل أسابيع دعوة كريمة من مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الأديان لحضور افتتاح مقره الرسمي في الفترة ، ولبيت من فوري، فمن ذا الذي يفوت مثل هذا العرس العالمي الذي يرعاه وطني، وسط كوكبة من النخب الدينية والثقافية على مستوى العالم..فضلا عن أصدقاء وأحبة سألتقيهم هناك..
بالفعل، أكرمني الله، بأحد أنبل وأروع الأصدقاء لأشرف بصحبته هناك، وهو الدكتور محمد ابراهيم السعيدي، والذي كانت كيمياء الأخوة معه في أعلى صفائها، وهنا كعادتي في توثيق أمثال هذه الرحلات وما يكون فيها من اخوانيات وطرائف وملح ولقطات تؤرخ، أثبتها هنا؛ لأرجو أن يفيد منها المحبون والزملاء في المجموعة البريدية، كي يروا صورا مشرقة لمشايخنا الذين يتهمون بالجمود والبرود والتجهم، ليروا كم هم ظرفاء أحبة، أصحاب طرف وبساطة لأبعد درجاتها..
ومن البداية، أتمنى أن تكون الصور والتعليقات الاخوانية عليها، أن تبقى في إطارها ولا تذهب لأبعد من ذلك، وليتق الله، الذين يريدون الاصطياد والتأليب، فما هنا من صور وتعليقات، أرجو ان تكون بيننا .. وأعتذر لكثير من أحبتي الذين قمت بالتصوير معهم، ولم أستطع نشر صورهم، بأنني فقدت حوالي 450 صورة، وطارت من جوالي (الجالاكسي) قبحه الله، ويا روعتك أيتها (النوكيا) الوفية، فقد ضغطت زرا بالخطأ وطارت الصور العزيزة، وأبقت (الجالاكسي) حسرتها بقلبي..وقررت الانتقام منها بالعودة لجوال نوكيا إن شاء الله، فأدركوني يا شباب الجوالات باقتراح الأفضل..
وقبل البداية، أغمضوا أعينكم عن الأخطاء النحوية والاملائية، فلا فرصة لدي أبدا للمراجعة.. ولنبدأ بسم الله..
هنا في الطائرة، مع الشيخ الفكه ذي الخلق الجمّ والأدب الرفيع محمد السعيدي، وقد فوجئت يتصل بي، وأنا ألوب في أروقة المطار، أبحث عن الوفد، ويدعوني للغذاء في منزله على شرف فيصل المعمر، قلت له: ويحك، أبو عبدالرحمن لديه افتتاح غدا في فيينا، فما الذي جاء به إليك، ضحك، وقال: تعال، أخرتنا الله يهديك، و (خمّني) جزاه الله خيرا.
وقتما نشرت هذه الصورة في تويتر، علق بعض الظرفاء -أو الخبثاء لا فرق- قائلين:الان ما همّكم الا الأكل واللي وراكم يقرأون".. وما عرفوا أن د.السعيدي أتيته يقرأ كتابا مترجما عن الغرب، وأنا كنت في ذكريات محمد الجواهري الشاعر العراقي العظيم، وهذا الوقت اللي وجدناه للأكل.. ولكننا كما ابراهيم النخعي وتلميذه سليمان بن مهران الأخفش، في الحكاية التراثية التي قال فيها له: بل نسلم ويسلمون..غير أننا لم نسلم كوكبة من الحضور، وهنا رجل الحجاز الأول الذي ربما اقتعد في كرسي وجيه الحجاز الأشهر على الاطلاق د.محمد عبده يماني يرحمه الله، الدكتور عبدالله نصيف بكل تواضعه وبساطته ، تشرفنا والدكتور السعيدي بهذه اللقطة معه..
د.نصيف تاريخ والله وأي تاريخ!! ، من الجامعة لمجلس الشورى لمركز الحوار الوطني..سليل عائلة علم وفضل
الفضلاء الأحبة ، من اليمين د.أحمد التويجري ، ثم محدثكم، فالأستاذ الخلوق عبدالرحمن الهزاع، فالدكتور محمد البشر..
كان حديثنا عن مقالات السجون، وأحمد الله على ما سمعت منهم، والدكتور التويجري رجل به انصاف وموضوعية، أستمتع جدا بالحديث معه، وأشرف دوما باستضافته ببرنامجي، وحبينا أبو ياسر الأستاذ الخلوق والمتواضع عبدالرحمن الهزاع، عرفت سرّ جاذبيته وخلقه الآسر، وقتما اكتشفت أنه من الطائف وتربية الطائف، الدكتور محمد البشر، من أنبل وأصدق الناس الذين عرفت، يجهر برأيه ولا يحابي أحدا جزاه الله خيرا.. كنت بتوق شديد أن يرافقنا د.البشر في هذه الرحلة، ولكن أبا ياسر، لم نجده أبدا في كل روحاتنا إلا في رحلة العودة فقط..
هنا الداعية الوضيء، ذو الروح الآسرة د.خالد المصلح، كم تشرفنا بمرافقته والله، والاقتراب منه، رجل في غاية البساطة والتواضع، ويكفي أنه صهر للشيخ ابن عثيمين –لذلك لم يعدّد- همست بذلك في أذنه، وقلت : القصمان لا يصبرون على التعدد، فردّ هامسا: أنا في عنيزة.. فوالله أسقط في يدي، فيا أستاذنا حمد القاضي ومفكرنا عبدالله الغذامي،ويا أحبابنا القصمان: ما الذي قصده الشيخ بأنه من عنيزة..
اممممم خليني أجيبها بحسب تخصصي بالرياضيات، احتمالان: إما أن رجال عنيزة جبناء ويخافون نساءهم، أو أنهم أوفياء جدا لهن، والكفة عندي 50% لكل احتمال..أفتوني يا جماعة الخير.. بعد وصولنا لفيينا ، كان ثمة وقت لدينا، فأكلت رأس السعيدي أن نتجول بالمدينة ، وألححت عليه، وفعلا اتفقنا؛ الشيخ خالد المصلح والشيخ السعيدي وأخوكم، على أن نتجول في هذه العاصمة التي أستأذنكم في سرد بعض المعلومات عنها: فِييَنَّا (بالألمانية: Wien) هي عاصمة النمسا وأكبر مدنها. وسميت بهذا تطويرا عن اسمها اللاتيني القديم (فيندوبونا) ومعناه الهواء الجميل أو النسيم العليل. يبلغ عدد سكان فيننا حوالي 1.7 مليون نسمة، وهي عاشر أكبر مدينة من ناحية عدد السكان في الاتحاد الأوروبي.[1] اُختيرت فيينا للمرة الثانية وفقاً لتقرير مؤسسة "ميرسر" كأفضل مدينة في العالم من حيث مستويات جودة المعيشة في عام2009- 2010. [2] [3] كما تعتبر فيينا مدينة خضراء، حيث تحتل المساحات الخضراء أكثر من نصف منطقة العاصمة. اشتهرت فيينا بكونها مركزًا عالميًا للتعليم والأدب والموسيقى والعلوم. أصبح سكان فيينا معروفين بمرحهم وظرفهم وتمتعهم بالحياة. لقد انهارت الإمبراطورية النمساوية ـ المجرية بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى في عام 1918، ومن ثم فقدت فيينا الكثير من أهميتها. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في سنة1945أصبحت فيينا مركزاً عالمياً للمؤتمرات ومركز وكالات عالمية متعددة. وتستضيف فيينا العديد من المنظمات الدولية الكبرى مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة أوبك. طبعا أخوكم ببدلة بني الأصفر، لأنني لا أود أن ألفت نظر القوم، خصوصا الجنس الآخر، ولكني مع مشايخ السنّة، فالشكوى لله..
الشيخ خالد المصلح لم يأت ببدلة، فالظاهر أنه كجمال خاشقجي وكثير من السعوديين الذين تحسب لهم زيارة المدينة ولم ير فيها سوى غرفة الفندق والمطار وقاعة المحاضرات، فهمست للدكتور السعيدي بألّا يلبس بدلة الافرنج مثلي، كي لا يظهر الشيخ لوحده متفردا بثوبه السعودي، وتجولنا في الشوارع القريبة من الفندق، وهنا أعرض له بعض السبح، وادعوه للصوفية، بما يتهمني أصحابي الوهابية، والشيخ يتأمل في السبحة..ويشاور نفسه، وعودا لفيينا:
تمتد المدينة على مساحة قدرها 415 كم² في الطرف الشرقي لسهل ضيق بين جبال كارباثيان (الكربات) وجبال الألب. ثمة ممر جبلي مهم عبر جبال كارباثيان (الكربات) يقع شرقي فيينا. وكان لموقع المدينة على تقاطع طرق المواصلات دور مهم في نموها وتطورها الاقتصادي، وتخترقها طرق التجارة والاتصالات إلى جميع الاتجاهات. وتنقسم فيينا إلى 23 منطقة كالمنطقة الأولى وهي الأهم سياحيا باعتبارها قلب البلد واكثرها عراقة وان كنا نجد ان كل منطقة لها مميزاتها. يوجد في فيينا أكثر من 27 قلعة وأكثر من 150 قصراً الشيخ خالد لم يفطر، وكان يعضه الجوع، فدخلنا في نفق الأكل الحلال واللحم الحلال، وبتنا ندور على المحلات ونسأل عن الأكل الحلال، حتى اهتدينا بعد أسئلة لبوفيه صغير ، صاحبه تركي مسلم ، يدير المحل مع زوجته، والتهما رفيقاي الشاورما بعد دخولهما في حوار مستفيض مع الرجل التركي الذي أعطانا نبذة عن حياة المسلمين في النمسا.. طبعا لم آكل، كي أحافظ على الريجيم، لا تصدقوا، تراني زهدت في الشاورما الصغيرة، كي أنقض في الفندق على المشويات والسمك والحلا المتنوع، حالي كحال الذي يطلب ربع تيس مندي، ومعه بيبسي دايت للمحافظة على ريجيمه..
تمتاز فيينا بأنها عاصمة الأوبرا، وبما ورد في تعريفها في الويكيبيديا بأن فيينا موطن مؤسسات الفنون الجميلة المشهورة في التعليم العالي. تشتمل هذه المؤسسات على أكاديمية الفنون الجميلة، وأكاديمية الموسيقى، والجامعة الفنية، وجامعة فيينا التي تأسست عام 1365. اشتهرت فيينا منذ وقت طويل بمتاحفها المتميزة وصالات فنها، بما في ذلك ألبيرتينا، ومتحف تاريخ الفن، وتشتمل على مكتبات متعددة بما في ذلك المكتبة الوطنية التي تأسست عام 1526. تُعقد الأمسيات الموسيقية في دور الأوبرا في ميوزييك فيرين، ودار الأوبرا الحكومية فولك سوبر. ويؤدي كورس أولاد فيينا المشهور الغناء كل يوم أحد في الهوف بيرج كابيلي، إحدى كنائس المدينة. عاش في فيينا عدد من مشاهير المؤلفين والعلماء والكُتاب. مثل لودفيج فان بيتهوفن، ويوهانس برامز، وجوزيف هايدن، وفولفغانغ أماديوس موتسارت، وفرانز بيتر شوبرت، ويوهان شتراوس. وقد اتخذوا من فيينا مسكنًا لهم . المهم يا جماعة الخير، كان بي توق شديد لزيارة الأوبرا، فشاورت نفسي وإذا بي مع الفاضلين من طلاب العلم الشرعي، السعيدي والمصلح، وقلت : يا ولد، الان صاحبك القديم ابراهيم السكران، صكّك بهجائية مقذعة –لم أقرأ حرفا واحدا منها- بعد كتاباتك عن السجون، والان اذا دخلت الأوبرا، فالدكتور السعيدي سيثني بك مرة أخرى، والشيخ المصلح بفتوى تجوب الآفاق بعنوان : ( الرأي الحاسم في عبدالعزيز قاسم ) وما ح يصدقوا جماعة تويتر من حسم وغيرهم، فيشمتوا بك.. والحل:تتعوذ من الشيطان، وبلاش أوبرا ولعنة الله عليها ومن اخترعها..
طبعا، من أحاديث النفس تلك التي لا يحاسبنا الله عليها، وهذه غنيمة صحبة ذوي المروءة والدين..أنهم يحفظون لك دينك بتلك البقاع..ويثبتوك إن نزغك الشيطان.
عاد بدلة الشيخ السعيدي حكاية، رفض تماما أن أنشر صوره ببدلة الافرنج، فقد صاد المحامي عبدالرحمن اللاحم عليه ، صورة بثتها واس عن الحفل، وظهرت امرأة غربية شقراء بجواره، والحقيقة أنها كانت خلفه ولكنها عدلت الكرسي وظهرت كأنها بجواره، وعلق الخبثاء عليه في تويتر، وشمتّ به طويلا وأنا أضحك، وأشهد الله أنه بريء وأن زاوية الصورة هي من أظهرت أن المرأة بجانبه..
لذلك، قال دعك من صوري بالبدلة، وما زلت به ، أحسّن له ، أنك تظهر كشيخ عصري، وما إلى ذلك، وبعدما رأى بقية المشايخ ببدل بني الأصفر، اقتنع وترك تحفظه..بس والله وسيم أبو ابراهيم يحفظه الله.. في مثل هذه اللقاءات ، ربما من أكثر مكاسبها، اللقاء مع أحبة فضلاء، تمنعك الظروف من لقياهم الا في مثل هذه المناسبات، الشيخ الشهير عبدالعزيز الفوزان صاحب الحضور الفضائي الكبير ، وسفيرنا في اليونسكو أبو غسان د.زياد الدريس ..في طريقنا لحضور المؤتمر..
همست لأبي غسان، على روعة فيينا، وجمالها، إلا أنها لا تضاهي عاصمة النور والجمال والعطر باريس..
أبو غسان فرنكفوني أصيل، لا عاصمة أوروبية فوق باريس وهنا الشيخ الايماني صالح المغامسي، وقد أبلّ من وعكته والحمد لله أنه بخير وعافية..
الافطار الصباحي، يتيح لك أن تجلس على طاولة تجمعك مع فضلاء ، ويتيح لك التعرف بشكل أكبر عليهم.. هنا الدكتور حامد الرفاعي يحكي عن تجربته التي امتدت 40 عاما في الحوار الاسلامي المسيحي، وما شاء الله ، هو من النوع الذي إن تكلم يسترسل في الحديث.. وسأبدأ بالتعريف من على يميني: د.خالد المصلح، فالدكتور ابراهيم الزيد الرئيس الأعلى لشؤون الدعوة، وهو الذي خلف الشيخ صالح العايد، ومن بعده الدكتور السعيدي، وعلى يمينه الدكتور عبدالعزيز اليحيى الاستاذ بجامعة الامام في صباح اليوم التالي مع الشيخ صالح المغامسي الذي حكى لنا عن بعض ذكرياته، في شبابه ويفاعته، وقتما طالبته أن يكون ضيف سوانح الذكريات، ولكنه اعتذر..كان ابحارا ماتعا مع فضيلته وأجواء المدينة..
سأفشي معلومة عنه: كان لاعب كرة قدم من طراز أول.. ما شاء الله عليه.. فيينا تمتاز بطابع عمرانها القديم، خصوصا البلدةالقديمة، جميلة جدا وتشعر انك تعيش في أوروبا الحقيقية فعلا..سنعود لها في الحلقات التالية بإذن الله آه أتينا على الدانوب ، كنت ألحّ على المرافقين، أن يأخذونا للدانوب، فأهمّ معالم المدينة في رأيي هو هذا النهر الخالد، الذي لطالما قرأت وسمعت عنه، فلما رأى د.السعيدي إلحاحي والوقت داهمنا، قال للدكتور ابراهيم الزيد وهو من كان عمدتنا في تلك الأصقاع من الأرض، هلم وقل له هذا الدانوب، واذا بي امام نهير صغير، بل هو أحد الروافد الصغيرة، وأصبت بخيبة أمل، ولم أبلعها، ما مشت معي، وأنا ابن الطائف، وزاد السعيدي الأمر ضغثا على إبالة، ونكب أمها، بأن أشار لشجيرة بائسة في ضفة النهر، قائلا: وهنا ربط بايزيد الثاني - السلطان العثماني الذي حاصر فيينا- لجام فرسه.. هيا خذوه بالله ياجماعة الخير، هذا الشيخ النجدي ذي التربية المكية، وبالطبع لم أهضم ذلك..
وكررت عليهم أخرى في صباح يوم السفر، وأقمت الدنيا عليهم ولم أقعدها، ورضخوا لي مرغمين وقادنا د.الزيد للنهر ذي المجرى الأساسي.. كنا خمسة، يقودنا د.ابراهيم الزيد وهو الأعلم بتلك المناطق في أوروبا، حيث مكث في مدريد 8 سنوات، ثم د.عبدالعزيز اليحيى الذي كان في بروكسل ربما لسنوات طويلة أيضا قبل عودته، فالشيخ الحبيب خالد المصلح بثوبه ، فالشيخ الأحبّ أبو ابراهيم السعيدي، رفقة من إبريز خالص، ولا أروع والله منهم، ولم نختلف ولم نصخب ولم نتجادل، وهم من يصدق فيهم قول الشاعر:
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً *** ذا عفافٍ وحياءٍ وكرمٍ قوله للشيء: لا، إن قلتَ: لا *** وإذا قلت: نعم، قَالَ: نعمْ
فيا روعة المسير معهم، في تلك الضفة من النهر، ودرجة الحرارة تسع درجات، والهواء العليل يلفح وجهك ببرودة لذيذة، وأشعة الشمس أقرب لسنا البدر منها لشمسنا، وتجاذبنا الأحاديث والطرف والتعليقات..
هذا نهر الدانوب، الذي يبلغ طوله 2816كم بوسط وجنوب شرقي اوروبا واكبر انهار اوروبا بعد الفولجا ينبع من الغابة السوداء بجنوب غربي المانيا ويجري نحو الجنوب الشرقي عبر جنوبي المانيا وشرق النمسا والمجر وشمال شرقي يوغسلافيا وجنوب شرقي رومانيا ليصب في البحر الاسود، من أروع الأنهار التي رأيت بحياتي، وتذكرت ما قاله شوقي في نهر النيل، ورأيت الدانوب أحقّ بتلك الصور الشعرية من النيل:
من أي عهد في القرى تتدفق *** وبأي كف في المدائن تغدقُ ومن السماء نزلت أم فجرت من** عليا الجنان جداولا تترقرق وبأي نول أنت ناسج بردة *** للضفتين جديدها لا يخلق والماء تسكبه فيسبك عسجدا *** والأرض تغرقها فيحيى المغرق تسود ديباجا إذا فارقتها *** فإذا حضرت إخضوضر الإستبرق سأختم هذه الرسالة بالتفعيلة الحزينة عند نهر الدانوب، للشاعر خلدون جاويد، وقد تذكر دجلة:
رأيتُ على الدانوب طيرا ً
و " نخلة ً "
فلا طيرُهُ طيري
ولا نخلـُهُ
نخلي
ولا جنحُهُ يقوى على حمل جثتي
ولا سعفـُه
يمضي بروحي الى أهلي
وحيدٌ هو الدانوبُ في البرد موحش ٌ
جريح ٌ طريح ٌ
بائس ٌ
ضائع ٌ
مثلي
وقفت على أعلى جسوره نائحا ً
كما لم تنـُح ْ
ثكلى على ولـَد ٍ
قبلي
ألا أيها الدانوب لملم ْ شتائتي
وقم ْ
واحتضني
واسفح الدمع من أجلي
وقفت ُ على الدانوب
وقفة َ ناحب ٍ
أبث ُ عذاباتي
وأبكي على مهلي
ألآ أيها الدانوب
خبـّر ْ حبيبتي
بأنْ حبها في كل ّ جارحة ٍ يغلي
وإني شريد ٌ
لا أب ٌ لي َ هائم ٌ
وقد أقسمت ْ كل المنافي على قتلي
لقد صدّ عني من اُقبـّلُ
ظلـّه
وقد شدّ رحلا ً من أشدّ ُ له رحلي
سأبقى على الدانوب أبكي
ودجلة ٍ
فذا آخذ ٌ روحي وذا سالبٌ عقلي .
وإلى الرسالة الثانية ..ولعل الله يجدد همتي..عبدالعزيز قاسم |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
|
|
|
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق