[عبدالعزيز قاسم:2214] المصريون:نعم للدستور+الفوزان:لماذا لم نبدأ خطوات التطوير؟
1
غالبية المصريين يصوتون بـ"نعم" للدستور
أظهرت النتائج النهائية غير الرسمية لمرحلتيْ الاستفتاء بمصر موافقة 63.6% على مشروع الدستور الجديد مقابل 36.4%، في حين قالت جماعة الإخوان المسلمين إنه بعد فرز 80% من الأصوات في المرحلة الثانية تبين أن الناخبين وافقوا على الدستور بأغلبية فاقت 71%.
وأعلن موقع الإخوان المسلمين فجر الأحد أنه بعد فرز الصناديق في 78% من اللجان، كانت نسبة الموافقين على مشروع الدستور 71,14% (أربعة ملايين و460825 صوتا)، في حين بلغت نسبة معارضيه 28,85% (مليون و862135 صوتا).
ويتوقع الإعلان عن النتائج الأولية غير الرسمية خلال الساعات المقبلة قبل إرسالها للجان العامة التابعة لها، والتي يبلغ عددها 176 لجنة عامة، حيث يتم تجميع النتائج والتأكد منها.
وقالت اللجنة العليا للانتخابات التي تتولى تنظيم الاستفتاء إنها ستعلن النتائج النهائية "بعد يومين من انتهاء عمليات الاقتراع".
ومن المتوقع أن تعقد جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة ظهر الأحد مؤتمرا صحفيا لإعلان موقفها من نتائج الاستفتاء وخططها المستقبلية.
وتعني الموافقة على الدستور التوجه نحو تنظيم انتخابات تشريعية بعد إصدار قانون انتخابي، ويفترض أن يتم ذلك في غضون شهرين.
وكانت عملية فرز الأصوات قد بدأت عقب إغلاق مراكز الاقتراع في 17 محافظة مصرية أبوابها بعد إدلاء الناخبين بأصواتهم على مشروع الدستور في المرحلة الثانية من الاستفتاء.
المرحلة الثانية من الاستفتاء شملت 17 محافظة (رويترز)
وشهدت مراكز الاقتراع ارتفاعا في أعداد المشاركين مساء السبت في المناطق المعروفة بتأييدها للتيار الإسلامي، وذلك بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة التصويت حتى الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي لمصر.
وكانت المرحلة الأولى شملت عشر محافظات وانتهت -حسب نتائج غير رسمية- بتقدم "نعم" بنحو 56% مقابل نحو 43 % ممن صوتوا بـ"لا".
وأثار مشروع الدستور أكبر أزمة سياسية في البلاد منذ تولي الرئيس محمد مرسي السلطة في نهاية يونيو/حزيران الماضي.
مخالفات وقالت منظمات حقوقية مصرية إن مخالفات شابت إدلاء الناخبين بأصواتهم في الساعات الأولى من فتح باب الاقتراع بالجولة الثانية من الاستفتاء، تماثل مخالفات المرحلة الأولى.
وقال التحالف المصري لمراقبة الانتخابات -الذي يقول إنه يضم 123 منظمة حقوقية وتنموية- في تقرير إن السمة التي برزت بقوة بحلول منتصف النهار اليوم تمثلت في "حدوث عمليات واسعة النطاق لتوجيه الناخبين من أجل التصويت لصالح نعم".
وأضاف أن مؤيدين للتيار الإسلامي قاموا بتوجيه ناخبين "مستغلين في ذلك الشعارات الدينية من قبيل نصرة الشريعة".
وأوضح التحالف -في التقرير الذي نشر بموقع المنظمة المصرية لحقوق الإنسان على الإنترنت- أن ملصقات وضعت على جدران مدارس بها لجان انتخاب دعت للموافقة على مشروع الدستور، بينما يجب أن تكون أعمال الدعاية بعيدة بمائتي متر.
محمود مكي أعلن مساء السبت استقالته من منصبه(الجزيرة)
استقالة مكي وفي تطور آخر، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر رئاسية قولها إن المستشار محمود مكي نائب الرئيس المصري لا يزال في منصبه، وإن الرئيس مرسي لم يبت بعد في الاستقالة. وكان المستشار مكي أعلن مساء السبت استقالته من منصبه.
وقال مكي -في بيان- إنه سبق له التقدم باستقالته، غير أنه لم يتم قبولها، وأوضح أنه فضل الانتظار حتى الوقت الحالي لإعلانها، مؤكدا أنه سيستمر "جنديا متأهبا في الصف الوطني".
وتأتي استقالة مكي -الذي كان نائبا لرئيس محكمة النقض- قبل ساعات من انتهاء المرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على مشروع الدستور، الذي لا ينص على وجود منصب نائب لرئيس الجمهورية، ويمنح الرئيس حق تخويل صلاحياته لرئيس الوزراء في حال وجود مانع مؤقت يحول بينه وبين ممارستها.
وتولى مكي دورا بارزا في تنظيم جلسات "الحوار الوطني" التي دعا إليها الرئيس محمد مرسي، رغم مقاطعة رموز المعارضة الرئيسيين لها.
إذا جاز لنا أن نبحث عن خيط للتفاؤل فى مصر المحتقنة والمتوترة. فقد نراهن فى ذلك على الأسبوع الذى يبدأ اليوم (السبت 22/12)، الذى أزعم أنه يمكن أن يمدنا بذلك الخيط ــ لماذا؟ ــ لسببين. أولهما أن المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور ستحسم لنا الجدل حول نعم أو لا. وبذلك سيصبح بين أيدينا مشروع للدستور يمكن أن تجرى على أساسه الانتخابات النيابية القادمة، الأمر الذى يفترض أن يسمح بدوران العجلة واستكمال بناء مؤسسات الدولة. السبب الثانى أنه يفترض أن تعقد يوم الثلاثاء القادم الجولة الرابعة من حوار القوى السياسية، التى تستهدف التوافق على المواد الخلافية فى الدستور، وما يتعين تعديله منها أو حذفه أو إضافته. وحسب معلوماتى فإن أغلب القوى المعارضة التى قاطعت الحوار أبدت استعدادها للانضمام إليه بعد الانتهاء من الاستفتاء أيا كانت نتيجته. والوحيد الذى لم يعد بالمشاركة فى الحوار هو الدكتور محمد البرادعى أما زملاؤه فيما عرف باسم جبهة الإنقاذ فقد أبلغوا أمانة لجنة الحوار بأنهم سيشاركون فى الحوار المفترض. أثناء مناقشة الموضوع مع نائب الرئيس المستشار محمود مكى قال لى إن نتائج الحوار التى سيتم الاتفاق عليها ستتضمنها وثيقة يقرها ويوقع عليها الرئيس محمد مرسى. وهذه ستعلن على الكافة، وسيتعهد الرئيس بمقتضاها بتقديمها إلى أول جلسة للبرلمان المنتخب، لإقرار التعديلات على الدستور التى انتهى إليها وأقرها المشاركون فى لجنة الحوار. هذا الكلام أغرانى بأن أطرح عليه السؤال التالى: إذا كان هناك استعداد لإدخال تعديلات القوى الوطنية على مشروع الدستور، أما كان من الأولى أن يؤجل الاستفتاء للاتفاق على تلك التعديلات، بدلا من إجراء الاستفتاء أولا ثم اللجوء إلى التعديل فى وقت لاحق؟ فى رده فاجأنى نائب الرئيس بقوله إن الرئيس مرسى كان قد وافق على فكرة تأجيل الاستفتاء، وأن مستشاره القانونى أعد له صيغة قرار جمهورى بهذا المعنى. نص على إجراء الاستفتاء خلال 30 يوما من الانتهاء من مشروع الدستور، بدلا من الـ15 يوما المنصوص عليها فى التعديل الدستورى المعمول به. وكان الرئيس على استعداد لتوقيع القرار ولكنه (المستشار مكى) تدخل فى اللحظة الأخيرة وطلب من المستشار القانونى دراسة مدى دستورية ذلك القرار، لتجنب الطعن فيه أمام المحاكم، الأمر الذى يهدد بإبطال الاستفتاء بدعوى مخالفته للنص الدستورى. حين تمت دراسة هذه النقطة تبين أن قرار الرئيس مهدد فعلا بالطعن والإلغاء، وأنه لا مفر من إجراء الاستفتاء فى موعده دون تأجيل، ولذلك استبعدت الفكرة ولم يكن هناك مفر من تحديد موعد الاستفتاء خلال 15 يوما. فى حدود علمى أيضا فإنه قبل إعلان النتيجة الرسمية للاستفتاء فسوف يصدر رئيس الجمهورية قرارا ــ متوقعا بين لحظة وأخرى ــ بتعيين 90 عضوا فى مجلس الشورى إعمالا للقانون، الذى يفترض أن تنتقل إليه سلطة التشريع بمجرد تمام الإعلان، وتنزع تلك السلطة من رئيس الجمهورية، الذى لن يكون له أى دور فى التشريع بعد ذلك. وكان الموضوع محل مناقشة مستفيضة فى جلسات الحوار التى عقدها نائب الرئيس مؤخرا. وتناولت المناقشات التى جرت كيفية تمثيل القوى السياسية من ناحية فى قائمة التسعين، وكيفية تمثيل أكبر قدر من الكفاءات والخبرات القانونية فى مجلس الشورى الذى يفتقد إليها ومعايير اختيار المرشحين. وقد فهمت أن فكرة استبعاد الإسلاميين من حيث المجموعة طرحت فى البداية، باعتبار أنهم ممثلون بما فيه الكفاية داخل الأعضاء المنتخبين فى مجلس الشورى (حوالى 80٪ من أعضائه)، لكن تلك الفكرة عدل عنها لأن البعض اعتبرها «إقصاء» لا لزوم له. وبعد أخذ ورد استبعد خلاله اقتراح تمثيل السلفيين بنسبتهم فى مجلس الشورى، تم الاتفاق على أن يكون عدد الإسلاميين فى حدود 20 شخصا فقط على أن يكونوا من ذوى الخبرة القانونية. أما الباقون (70 عضوا) فسيكونون من غير ممثلى التيار الإسلامى، وفى حالة تقديم القوى المدنية بمرشحيها فسيكون ذلك هو الأصل فى الاختيار، أما إذا آثرت استمرار المقاطعة والامتناع عن المشاركة فى مجلس الشورى، فسوف يتم ترشيح آخرين من الخبراء المستقلين. من قبل أمانة لجنة الحوار الوطنى. وقد تم إعداد تلك البدائل بالفعل فى ضوء المعايير والنسب التى تم الاتفاق عليها. قد تبدو تلك قراءة متفائلة نسبيا لأحداث الأسبوع، وهو أمر لا غضاضة فيه. فالحديث النبوى يقول: تفاءلوا بالخير تجدوه. لكننى أرجو أن تكون الأيام القليلة القادمة بداية عودة الرشد إلى جميع المتعاركين من قيادات معسكرى الموالاة والمعارضة، وانتقالهم من ساحة الاقتتال الذى أنهك الوطن وأوقف حاله، إلى ساحة القتال دفاعا عن الوطن وحلمه فى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. وأرجو ألا ينبرى واحد من المتحزبين الذين أدمنوا الاعتصام فى ميدان التحرير طوال الأشهر الماضية ليسألنى: ماذا تعنى كلمة وطن؟!
التطلعات لتطوير نظامنا السياسي كانت قائمة قبل بدء الثورات العربية، ولذلك فعندما بدأت تلك الثورات وتلاحقت توقع بعضهم أن يكون ذلك حافزاً قوياً للبدء بعملية التطوير عندنا، لأنها كانت متوقعة قبلها، وما حصل يزيد من احتمالات البدء بها، لذا فقد تفاجأ بعضهم عندما قدّمت الحكومة تلك الحوافز المالية اللافتة وتمّ الاكتفاء بها، لكن ما حصل يوضّح أن أصحاب القرار يرون أنه ليس هناك من ضرورة لأي عملية تطوير سياسي في الوقت الحاضر.. فعلى أي أساسٍ كان ذلك..؟
إنّي أتساءل كي أتوقّع الإجابة وهدفي إقامة حوار بناء حول ذلك، على اعتبار أن الحوار وسيلة شبه مقدّسة عندنا الآن نتفق جميعاً على ضرورته وضرورة الإلحاح عليه انسجاماً مع مشروعاتنا الكبيرة المتمثّلة في حوارنا الوطني وحوار أتباع الديانات السماوية والتقريب بين المذاهب التي نرعاها الآن ونسعى بقوّة لإنجاحها، ولذلك فإني إجابة عن السؤال الذي طرحته أتوقع أن أصحاب القرار لم يقوموا باتخاذ خطوات لتطوير النظام السياسي لواحد أو أكثر من الاحتمالات التالية:
الأول: إنهم يرون عكس ما يراه الأمير الوليد بن طلال الذي أكّد في بعض لقاءاته الصحفية الدولية التي عرضناها سابقاً أن استمرار الاستقرار يتطلّب البدء بفتح المجال لمزيد من المشاركة السياسية، أي أنهم يرون رُبما أن أيّ عملية تطوير تؤدي للمشاركة السياسية لن تساعد على استمرار الاستقرار بل على العكس قد تزعزعه انطلاقاً ربما من مقولة عدم جاهزية المجتمع لذلك.
الثاني: إنهم يرون «رُبما» أن أسباب اشتعال الثورات العربية تتركّز فقط في تدنّي الأحوال المعيشية هناك، وأن تطلّعات المواطنين ورغباتهم هنا تنحصر في الرخاء المعيشي، وأنه لا وجود لأي تطلّعات أخرى قويّة، ويرجّح هذا الاحتمال تلك الحوافز المالية اللافتة في تنوّعها.
الثالث: إنهم وبتأثير تلك الحساسية التي يتميّز بها الإنسان العربي على وجه العموم ربما لم يروا أن تبدو عملية التطوير وكأنها استجابة لضغوط، أي أن الاحتمال قائم بأن تبدأ عملية التطوير لاحقاً.
الرابع: إنهم يرون أن العملية مثل شدّ الحبل بين طرفين، وأن أي اتجاه نحو التطوير سيكون بمثابة إرخاء لعملية الشد وقد تؤدي لعملية جذبٍ أقوى من الطرف الآخر مما قد يجعل عمليات الجذب من الطرف الآخر تتلاحق بسرعة وقوّة يصعب معرفة مداها وتقييم مخاطرها.
الخامس: إنهم يرون «ربما» أن خطوات التطوير هي في واقع أمرها أوراق في يد المفاوض، ومن الخطأ التنازل عن بعضها إلا في الوقت المناسب، إذ لو حصل هذا فستكون عملية تنازل لم يحن أوانها، وأن الخيار الأفضل هو الاحتفاظ بتلك الأوراق لوقت الحاجة الملحّة بحيث يتم دفعها بحساب دقيق يتوقّف على حجم الرغبات والتطلّعات عندما تتضح وتتأكد.
إذاً فأصحاب القرار بالتأكيد لديهم رؤية، وقد أوردت تلك التوقّعات التي قد يصيب بعضها وقد تخيب كلها، ولكن من المؤكد أن رؤيتهم مهما كانت طبيعتها تختلف عن رؤية الذين يعتقدون أن التطوير السياسي ضروريّ الآن لاستمرار الاستقرار، كما أنّ هناك مواطنين رُبما يتّفقون معهم، أي أنّ وجهات النظر قد تتعدّد، وكلها لابُد أن تُحترم ولا بُد من الحوار البنّاء بين كل الأطراف إذا كان هناك ما يدعو لذلك لعل بعضنا يُقنع البعض الآخر فالمصلحة مشتركة والمصير واحد.
قال: "الصحوة" والتيارات اليسارية والناصرية حاولت استغلالها
بن صنيتان: القبيلة ليست "فزاعة"
لإخافة المجتمع منها وتشويه دورها
عبير الرجباني - سبق – الرياض:اعتبر الدكتور محمد بن صنيتان الحربي أن "القبيلة في بلادنا تعاني من التهميش"، على حد وصفه، وأضاف قائلاً: "تشكو القبيلة في بلادنا من تهميش كبير، فبلادنا قائمة على القبلية، وأكثر من 95 % قبليون".
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "حراك" الذي يبث عبر قناة "فور شباب"، ناقش فيها الإعلامي عبدالعزيز قاسم مع ضيوفه دور القبلية في الربيع العربي، وهل انتهى بالفعل دورها في حراك الربيع العربي؟ كما صرح بذلك بعض الكتاب.
وشارك في البرنامج كل من د. عبدالرحمن الحبيب الباحث والكاتب الصحفي، ود. محمد بن صنيتان الحربي رئيس مركز ساس الوطني للبحوث واستطلاع الرأي، والشيخ إبراهيم الحارثي الداعية الإسلامي، ود.فايز البدراني الباحث والمؤرخ.
وانتقد د.محمد بن صنيتان الحربي تخويف البعض من القبلية، واستخدامها كفزاعة لتخويف المجتمع، قائلاً: "القبيلة موجودة ولا يمكن أن تموت، وهي متجذرة في مجتمعنا، وللأسف حصل تخويف من القبيلة، وتشويه لكثير من تاريخها".
وأضاف د.بن صنيتان: "التواريخ المنصفة تؤكد أن القبائل العربية في الجزيرة كانت تقوم بدور كبير في حماية الحاج وتأمين سبيله لبيت الله الحرام". وتساءل: "لماذا الهجوم على القبيلة والتخويف منها؟".
وانتقد من يشنعون على القبلية بأنهم ينتقدون بلا مبرر، وقال: "الناس الذين يخوفون من القبيلة تجدهم يعتبرون أن الكرم البدوي على سبيل المثال هدر للثروة الوطنية!".
من جهته أكد د.عبدالرحمن حبيب أن الربيع العربي لم يقض على القبيلة بالمعنى الحرفي، ولكنه أنهى دورها الرئيسي في توجيه الأحداث، ولم يعد لها دور سياسي مؤثر في المجتمع.
وقال د. الحبيب: "هناك تخويف من القبلية يطرح في الإعلام ومن بعض المجتمعات الحضرية"، مؤكداً أن ذلك ليس بصحيح، فالقبيلة لم تعد مخيفة، وقد انكمش دورها في السياسة".
وأضاف: "كانت القبلية في السابق تحمي ذاتها وأفرادها، وتوفر سبل المعاش من خلال الترحال والتنقل، وهذا ما انتفى في العصر الحالي، وأصبحت الدولة هي من تقوم بدور الحماية وتوفير المعاش".
وأوضح د.الحبيب أن للقبيلة دوراً في المجتمع المدني، و "ليست القبيلة ضد المدنية، بل يمكن أن نعتبرها من مؤسسات المجتمع المدني".
وقال: "هناك من يعتبر القبيلة لا يمكن أن تكون جزءاً من المجتمع المدني، وأراه طرحاً غير صحيح، وهو يمثل طرح الحداثة".
وأكد د.الحبيب أن "الصحوة حاولت أن تستغل القبيلة وتدخل من خلالها، مثلها في ذلك مثل التيارات الأخرى كالتيار الناصري واليساري.. وغيرهما".
ذكرت صحيفة الغاردين اليوم الجمعة أن نائبة من حزب العمال البريطاني المعارض رفضت قبول هدية أرسلتها سفيرة البحرين في لندن لمناسبة عيد الميلاد.
وقالت الصحيفة إن النائبة آن كلايد العضو في اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية ورئيسة اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان، انتقدت تعذيب وسجن الناشطين المؤيدين للديمقراطية في البحرين من قبل نظامها وفوجئت بسلة كبيرة في مكتبها احتوت على شوكولاته وشمبانيا وأشياء أخرى.
وأضافت أن كلايد اكتشفت بعد الاستفسار مع متجر فورتنوم ومايسون الذي أرسل الهدية بأنها مقدمة من سفيرة البحرين، أليس سمعان وقررت إعادتها إلى المتجر وتوجيه رسالة إلى سفارة البحرين في لندن أوضحت فيها أنها لا يمكن أن تقبل الهدية.
وتجري لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني حالياً تحقيقاً حول تعامل وزارة الخارجية البريطانية مع انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.
ونسبت الصحيفة إلى النائبة كلايد قولها إنها "لا يمكن أن تقبل هدية بالنظر لما حدث لمواطني البحرين، وطلبت من موظفيها إخراجها من مكتبها وإعادتها إلى المتجر الذي أرسلها".
وكشفت "الغارديان" أيضاً أن سمعان التي جرى تعيينها سفيرة للبحرين العام الماضي، أرسلت هداياً مماثلة لحوالي 10 أعضاء آخرين في البرلمان البريطاني.
----------------------------------------------
روسيا والمعارضة السورية
عندما يصبح عدو صديقي.. صديقي
نشطاء منظمة العفو في تظاهرة بلاهاي تطالب الرئيس الروسي أن يوقف نظيره السوري عن انتهاك حقوق الإنسان (الأوروبية)
لم يكن تجمع نفر من المعارضة السورية في مطعم يحمل اسم الرسام العالمي بيكاسو بحرم جامعة الصداقة بين الشعوب في العاصمة الروسية موسكو التي درس فيها بعضهم، لقاءً لاجترار الذكريات.
وقد يبدو غريبا أن يجتمع سوريون يناصبون بشار الأسد العداء في بلد ما فتئ يدعم الطاغية، بل إن هؤلاء الرجال والتنظيم الذي يضمهم ربما يمثلون بارقة الأمل الوحيدة لروسيا لكي تضمن لها نفوذا في سوريا ما بعد الأسد.
ومن بين من اجتمعوا حول مائدة العشاء في مطعم بيكاسو في مساء ذلك اليوم الموافق 29 نوفمبر/تشرين الثاني، رجل ارتدى سترة زرقاء من الجلد يُدعى رياض درار، الذي يُعد أحد الأعضاء البارزين في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية.
وفي سوريا تنظر بقية الجماعات المعارضة إلى هذه الهيئة على أنها متواطئة مع بشار الأسد. ووصفها الجيش السوري الحر في سبتمبر/أيلول بأنها تمثل "الوجه الآخر" للنظام، ذلك لأنها -أي هيئة التنسيق الوطنية- لم تطالب كغيرها من تنظيمات المعارضة بإقصاء النظام الحاكم عن سدة السلطة.
ولعل ذلك ما ينسجم مع موقف روسيا التي طالما سعت للعثور على قوى داخل سوريا راغبة في التفاوض مع الأسد. ولهذا فإن موسكو ربما وجدت ضالتها في تلك الهيئة كأمل أخير ودرع واقٍ لحليفها في المنطقة.
قد يبدو غريبا أن يجتمع سوريون يناصبون بشار الأسد العداء في بلد ما فتئ يدعم الطاغية، بل إن هؤلاء الرجال والتنظيم الذي يضمهم ربما يمثلون بارقة الأمل الوحيدة لروسيا لكي تضمن لها نفوذا في سوريا ما بعد الأسد
وكان أعضاء الهيئة قد التقوا في وقت سابق من 29 نوفمبر بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث سادهم شعور بأن موقفه من الأزمة السورية قد طرأ عليه تغير واضح.
وفي هذا الصدد، قال درار "لقد حاولنا مرارا أن نشرح للروس أنه لا ينبغي لهم أن يقفوا إلى جانب النظام بل عليهم أن ينحازوا إلى جانب الشعب. وقد شعرنا خلال اجتماعنا الأخير أنهم بدؤوا يتفهمون ذلك".
بيد أن الأمر استغرق من الحكومة الروسية أسبوعين آخرين لكي تُقر بأن الأسد -آخر حلفائها المخلصين في الوطن العربي- بدأ يخسر الحرب الأهلية.
ففي 13 ديسمبر/كانون الأول، أصبح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية أول مسؤول حكومي روسي رفيع يصرح على الملأ بأن سقوط الأسد يبدو وشيكا.
وفي ذلك يقول بوغدانوف علينا أن نواجه الحقائق، فالوضع يتخذ مسارا يوحي بأن النظام يفقد مزيدا من السيطرة على مزيد من أراضي الدولة.
ولمواجهة ذلك الاحتمال فقد بدا أن المنطق الوحيد هو أن تشرع روسيا في البحث عن شركاء لها داخل المعارضة السورية. أما الغرب فقد سبقها إلى ذلك، حيث اعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وأضحت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية خيار روسيا الواضح. ذلك لأنها الجماعة المعارضة الوحيدة التي لا تزال على استعداد للتفاوض مع الأسد، وهي الوحيدة التي تتفق مع روسيا في نظرتها إلى ضرورة وقف تسليح المتمردين جميعهم.
وليس أمام روسيا من خيار آخر. فهيئة التنسيق الوطنية مكونة من أكاديميين ومنشقين، وليس لها جناح عسكري ولا كبير أمل في تحويل الموقف لصالح روسيا في حال الإطاحة بالأسد.
وقال حسن الحوري، وهو رجل أعمال سوري وصاحب مطعم بيكاسو في موسكو الذي استضاف تجمع هيئة التنسيق المعارضة، إن الشعب السوري يكن الآن كراهية لهؤلاء النفر لارتباطهم بالروس.
ومعنى ذلك أن موسكو لم يعد لها خيار سوى القبول بفقدان موطئ قدمها الحقيقي الوحيد في الشرق الأوسط، على حد تعبير فيودور لوكيانوف، محرر دورية "روسيا في الشؤون الدولية".
يبدو أن جمال المرأة الذي طالما كان في صالحها، تحول إلى سلاح ذي حدين، إذ أصبح يحق لأرباب العمل في ولاية آيوا الأميركية أن يطردوا الموظفات "الجذابات أكثر من اللازم".
وأصدرت المحكمة قرارا بالإجماع، بعدم خرق طبيب أسنان قانونا للحقوق المدنية بالولاية عندما فصل مساعدة رأت زوجته أنها تمثل تهديدا لزواجهما.
وكانت المساعدة ميليسا نيلسون تعمل عند طبيب الأسنان جيمس نايت منذ أكثر من عشر سنوات.
وقال نايت في المحاكمة إنه لفت نظر نيلسون أكثر من مرة إلى أن ملابسها ضيقة جدا وكاشفة و"مشتتة للانتباه."
ولكن في 2009 بدأ نايت بتبادل رسائل نصية مع نيلسون، وصف بعضها بأنها إيحائية وليست مهنية.
واكتشفت زوجة نايت تلك الرسائل النصية وطلبت من زوجها فصل نيلسون "لأنها تمثل تهديدا كبيرا لزواجهما."، وهو الأمر الذي استجاب له الطبيب في أوائل 2010.
ورفعت نيلسون دعوى قضائية قالت فيها إنها لم تفعل شيئا خاطئا، وأنها كانت تعتبر نايت صديقا وفي منزلة والدها، لافتة إلى أنها لم تفصل من عملها إلا "لكونها أنثى".
وقال القضاة السبعة، وجميعهم رجال، إن السؤال الأساسي الذي طرحته هذه القضية هو "ما إذا كان يمكن بشكل قانوني فصل موظفة لم تقم بسلوك عابث، ولكن لمجرد أن رئيس العمل يرى أنها جذابة بشكل لا يقاوم."
وقضت المحكمة العليا أنه بإمكان رؤساء العمل فصل الموظفات اللائي يرون أنهن جذابات أكثر مما يجب، لافتة إلى أن مثل هذه الأعمال لا ترق إلى حد التفرقة غير القانونية.
.............صورة إلى دعاة الإختلاط.................سماوية ///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
مزاد لبيع مقتنيات بن علي
12-23-2012 06:09 AM
نظمت الحكومة التونسية مزادا لمجموعة من المقتنيات الفارهة والغالية الثمن التي كان يملكها الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وافتتح رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي السبت المزاد الذي جاء إليه عدد من الجنسيات المختلفة ليشاهدوا ثروة بن علي.
واستطاع الضيوف مشاهدة مجموعة سيارات غالية الثمن وتحف وحلي مترفة وقلم مرصع بالماس وتمثالين لأبو الهول من الذهب.
وكانت الثورة التونسية قد دفعت بن علي إلى الهرب للمملكة العربية السعودية ليترك المنصب الذي شغله منذ عام 1987.
............
(كم تركوا من جنات وعيون . وزروع ومقام كريم . ونعمة كانوا فيها فاكهين . كذلك وأورثناها قوما آخرين )...فعلا ! السعيد من اتعظ بغيره !...................................سماوية
دعا إليها مكتب الدعوة بشمال الرياض وتناولت سماحة الدين
24 فلبينياً يعتنقون الإسلام بعد محاضرة للداعية "البرغش"
أحمد البراهيم- سبق- الرياض: أعلن 24 شخصاً من الجالية الفلبينية اعتناقهم الإسلام بعد محاضرة دعا إليها مساء أمس مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشمال الرياض ضمن برنامج "حج وهداية"، وألقاها الداعية والباحث الاجتماعي عبيد البرغش "أبو أنس"، عن سماحة الإسلام وسعة رحمة المولى، حيث أبدوا الاستجابة والرغبة بالدخول في الإسلام؛ لما رأوا من عظيم أخلاق المسلمين وحسن معاملاتهم وطيب كرمهم.
وقال الداعية البرغش: "إننا لنسعد بمثل هذه المكاتب ونشاطاتها المستمرة والمثمرة في نشر الإسلام والدعوة إليه، ومنها مكتب الدعوة بشمال الرياض، على تهيئة الجو المناسب وتفعيل الدور المناط بهم تجاه دعوة غير المسلمين، وقد رأيت جهوداً جبارة وفعاليات وبرامج هادفة، ومن ضمنها لقاء الجمعة الدعوي الذي يتخلله برامج ثقافية ورياضية وترفيهية ودعوية، وعلى أثرها وبركتها وبتوفيق من الله يدخل العدد الكبير إلى دين الإسلام".
وأَضاف البرغش: "شاهدنا البرامج المُعدة والفعاليات المتميزة لدعوة غير المسلمين وتثبيت الإخوة المسلمين الجدد، ومتابعتهم، واللقاء بهم في هذا اليوم المبارك، والفعاليات التي بدأت من الساعة 4 عصراً إلى الساعة 10 مساءً، وبفضل الله اعتنق الإسلام 24 شخصاً من الجالية الفلبينية بعد المحاضرة التي ألقاها الداعية عن سماحة الإسلام وسعة رحمة المولى، وأبدوا الاستجابة والرغبة بالدخول في الإسلام لما رأوا من عظيم أخلاق المسلمين وحسن معاملاتهم وطيب كرمهم".
حتى كتابة هذه السطور، عصر السبت، أطالع في مواقع صحف الفلول وبعض مواقع الصحف القومية التي يهيمن عليها الفلول حتى الآن والقنوات الفضائية التي يمتلكها الفلول، أطالع حالة من الهوس والجنون والرعب الشديد من الاستفتاء ومظهر الطوابير الطويلة الذي عاد مرة أخرى للظهور في المرحلة الثانية كما ظهر في المرحلة الأولى، ليبهر العالم كله، تسمع الأسطوانة المشروخة التي تم تجهيزها سلفًا، تزوير، دعاية انتخابية خارج اللجان، ضبط لجان بدون قضاة، الجماعات السلفية تنظم العمل داخل اللجان، أوراق التصويت ودفاترها أمام الكاميرات، صناديق ممتلئة قبل فتح اللجان، هوس ودعاية سوداء من تواليها وعبثيتها وتكرارها النمطي كأنما هي شعار تم صكه من قبل، لم يعد أحد يعبأ حتى بسماعها، والحقيقة أن هذه الموجة من الأكاذيب والاستهتار بالعقول والجرأة على تزوير الواقع الذي يراه الناس جميعًا وتنقله الكاميرات على الهواء مباشرة، يكشف عن أن الكثير في مصر بحاجة إلى إعادة هيكلة وتطهير، ليست الداخلية فقط، ليس القضاء فقط، بل إن ما كشفت عنه تلك الموجة من التضليل والانغماس في خصومات سياسية غير شريفة، دمغت المنظمات التي تدعي أنها منظمات "مدنية" مستقلة، أو حقوقية، بأنها مجرد أذرع إعلامية لأحزاب وتيارات سياسية لا أكثر، لا يوجد في مصر الآن منظمات مدنية أو حقوقية، كل هذا "الغثاء" الذي نراه يملأ الفضائيات واستديوهاتها وبعض شقق وسط البلد، لا يمكن وصفهم بأنهم حقوقيون أو منظمات مدنية، انظر حتى إلى وجوههم المتوترة أثناء مؤتمراتهم، انظر إلى كلماتهم العدوانية، انظر إلى عصبيتهم الشديدة وهم يوجهون الاتهامات هنا وهناك، تعرف أنك أمام "خصم" سياسي، ومفجوع بالهزيمة، أنت أمام ناشط سياسي لا صلة له بالعمل المدني أو الحقوقي، ولا يخفى أن الغالبية من هذه "الخلايا" هي بعض نواتج "تشظي" الحركة الشيوعية المصرية، واتجاه كثير من هذه الشظايا ـ بعد يأسها من التواصل الشعبي ـ للسطو على العمل الأهلي واستئجار شقة وجهاز فاكس وكومبيوتر ثم مد اليد إلى بعض المؤسسات الأجنبية لتلقي الأموال الحرام بدعوى أنهم يؤدون عملًا حقوقيًا أو دعمًا للعمل الأهلي، وكم سمعنا عن معارك وشجارات على خلفية اتهامات بين بعضهم البعض بسرقة أموال "النذور" الغربية، ويمكن لأي باحث اجتماعي أن ينظر في حالة وهيئة وسكن هؤلاء قبل فتح "الدكان الحقوقي" وبين حالهم وسكنهم ورغد العيش الذي هم فيه الآن. قنابل الدخان التي يطلقها هؤلاء المهووسون لن تنجح في تزوير صورة المشهد الحضاري والديمقراطي الرائع الذي ظهر عليه الشعب المصري في هذا الاستفتاء كما في الاستفتاء السابق وكل الانتخابات السابقة، حاولوا تزوير نسخ الدستور نفسه لتضليل الناس عن حقيقته ففشلوا، حاولوا اصطناع العنف والمواجهات الحادة في الشوارع والميادين من أجل إراقة الدماء وإجبار الرئيس المصري على إلغاء الاستفتاء أو تأجيله ففشلوا، حاولوا استعداء المجتمع الدولي على الشعب المصري واختياره وإرادته ففاجأهم المجتمع الدولي باتهامهم بأنهم غير جادين في الممارسة الديمقراطية وأن تقارير الانتخابات والاستفتاءات إيجابية للغاية، حاولوا تشويه صورة الاستفتاء في جولته الأولى وادعوا أنه مزور وأن الخروقات فيه جوهرية، فأظهرت لجنة الانتخابات كذبهم ثم اعترفوا هم أنفسهم ضمنيًا بكذبهم عندما قرروا المشاركة في الجولة الثانية، ولو كانوا يؤمنون حقا بما اخترعوه من أنه تم تزويره فلا يوجد عاقل يستمر في عمل مزور، وأخيرًا يحاولون تشويه صورة الجولة الثانية، وسيفشلون أيضًا، وستنتصر إرادة الشعب المصري، ولن يسمح الملايين لأي كان بأن يعبث بقرارهم أو يوقف مسيرتهم نحو مستقبل أفضل. ........... المصريون
كانت ملحمة رائعة قل نظيرها في التاريخ.. ملحمة إنسانية رسمت فيها أسمى العواطف الإنسانية لوحة رائعة ستبقى خالدة على مر التاريخ ولن يطويها النسيان.. وملحمة عسكرية تحدت أصعب الظروف وأقسى الشروط.
بطل هذه الملحمة هو القائد التركي اللواء فخر الدين باشا الملقب بـ(نمر الصحراء)، ومن قِبَلِ الإنجليز بـ(النمر التركي).
كان قائد الفيلق في الجيش العثماني الرابع في الموصل برتبة عميد عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في 1914م، ثم رقي إلى رتبة لواء، واستدعي عام 1916م إلى الحجاز للدفاع عن المدينة المنورة عندما بدت تلوح في الأفق نذر نجاح الإنجليز في إثارة حركة مسلحة ضد الدولة العثمانية.
وصل إلى المدينة المنورة في 31/5/1916م فرحًا؛ لأنه كان يحب رسول الله حبًّا لا يوصف؛ حيث رسم هذا الحب لوحة الملحمة الإنسانية التي بقيت خالدة في التاريخ العثماني.
منذ اليوم الأول من وصوله للمدينة حتى فراقه لها، أي أكثر من عامين، لم يشبع من الصلاة في مسجد رسول الله وزيارة ضريحه الطاهر، هكذا في كل صباح وفي كل يوم لم يفت يوم واحد دون قيامه بهذا.
انسحبت الجيوش العثمانية من الحجاز بعد سقوط الحجاز بيد الثوار، ولم تبق هناك سوى حامية فخر الدين باشا التي كانت تبلغ 15 ألفًا من الجنود مع بضعة مدافع.. بقي فخر الدين باشا وحده وسط بحر من الصحراء ومن الأعداء.. أصبح أقرب جيش عثماني يبعد عنه 1300 كم.. انقطعت عنه جميع الإمدادات، ومما زاد في عزلته قيام لورنس -الجاسوس الإنجليزي- وأعوانه من بدو بعض القبائل بنسف سكة حديد الحجاز في عدة مواضع، وبنسف أعمدة التلغراف.. فأصبح معزولاً عن العالم وحيدًا ومحاصرًا من قبل أعداء يفوق عددهم عدد جنوده أضعافًا مضاعفة، ويقومون بالهجوم على المدينة ويطلبون منه الاستسلام؛ ولكنه كان يردهم على أعقابهم كل مرة.
كانت أمور الدولة العثمانية تسوء يومًا بعد يوم، وتتراجع جيوشها أمام قوات الحلفاء في معظم جبهات القتال؛ لذا اتخذت الحكومة العثمانية (وعلى رأسها أنور باشا) قرارًا بتخلية المدينة المنورة. وأبلغوا فخر الدين باشا بهذا القرار، وقد شعر بأن خنجرًا يغرس في قلبه، ولهذا أرسل رسالة إلى أنور باشا يتوسل فيها ويقول: (لماذا نخلي المدينة؟ أمن أجل أنهم فجّروا خط الحجاز؟ ألا تستطيعون إمدادي بفوج واحد فقط مع بطارية مدفعية؟ أمهلوني مدة فقد أستطيع التفاهم مع القبائل العربية).
توسل توسلاً حارًّا، ناسيًا غروره وكبرياءه كقائد عثماني مرموق.. رضي أنور باشا أمام هذا الإلحاح بل التوسل الحزين، ولكنه لم يستطع إرسال أي مدد إليه.
ولكن الأحوال العسكرية ساءت جدًّا في تلك المنطقة. فقد هزم الجيش العثماني في حروبه مع القوات الإنجليزية -التي كانت تفوقه في العدد والعدة وفي حسن التموين- في القناة وفي جبهة فلسطين، واضطر للانسحاب.
وفي الشهر العاشر من عام 1918م وقعت الدولة العثمانية معاهدة موندروس.. وكانت معاهدة استسلام قاسية جدًّا.
انتهت الحرب.. وصدرت إليه الأوامر من قبل الحكومة العثمانية بالانسحاب من المدينة وتسليمها إلى قوات الحلفاء.. ولكنه رفض تنفيذ أوامر قيادته وأوامر حكومته.. أي أصبح عاصيًا لها.. كانت الفقرة رقم 16 من معاهدة موندروس الاستسلاميَّة تنص صراحة على وجوب قيام جميع الوحدات العثمانية العسكرية الموجودة في الحجاز وسوريا واليمن والعراق بالاستسلام لأقرب قائد من قواد الحلفاء. واتصل به الإنجليز باللاسلكي من بارجة حربية في البحر الأحمر يخبرونه بضرورة الاستسلام بعد أن انتهت الحرب، وتم التوقيع على معاهدة الاستسلام، فكان جوابه الرفض.
كتب إليه الصدر الأعظم أحمد عزت باشا -وهو يبكي- رسالة يأمره بتسليم المدينة تطبيقًا للمعاهدة، وأرسل رسالته هذه مع ضابط برتبة نقيب. ولكن فخر الدين باشا حبس هذا الضابط، وأرسل رسالة إلى الصدر الأعظم قال فيها: إن مدينة رسول الله لا تشبه أي مدينة أخرى؛ لذا فلا تكفي أوامر الصدر الأعظم في هذا الشأن، بل عليه أن يستلم أمرًا من الخليفة نفسه.
كان في الحقيقة يفتش عن عذر لرفض الانسحاب.. ازدادت الضغوط على الدولة العثمانية من قبل الحلفاء لتطبيق المعاهدة، وتسليم المدينة إليهم. لم تر الحكومة العثمانية بدًّا من الرضوخ.. فلم تكن لديهم أي حول أو قوة للرفض.
وهكذا صدر أمر من الخليفة نفسه إلى فخر الدين باشا بتسليم المدينة، وأرسل الأمر السلطاني بواسطة وزير العدل "حيدر ملا".
سدت جميع الأبواب في وجه فخر الدين باشا.. فقد وصل إليه أمر من الخليفة نفسه بوجوب الاستسلام.
هل سيترك مدينة حبيبه ويسلمها إلى الأعداء؟
كلا!.. لن يستسلم ولن يقبل تنفيذ أي أمر بهذا الخصوص، حتى ولو كان الأمر من الخليفة ومن السلطان نفسه.
أرسل الجواب مع وزير العدل. قال في الجواب: (إن الخليفة يُعَدُّ الآن أسيرًا في يد الحلفاء؛ لذا فلا توجد له إرادة مستقلة، فهو يرفض تطبيق أوامره ويرفض الاستسلام). رفض حتى أوامر الخليفة نفسه!!
وبدأ الطعام يقل في المدينة، كما شحت الأدوية، وتفشت الأمراض بين جنود الحامية، وكذلك بين أهالي المدينة.. كانوا نقطة في بحر الصحراء محاصرين ومنقطعين عن العالم.
جمع فخر الدين باشا ضباطه للاستشارة حول هذا الظرف العصيب.. كان يريد أن يعرف ماذا يقترحون، ومعرفة مدى إصرارهم في الاستمرار في الدفاع عن المدينة.
اجتمعوا في الصحن الشريف.. في الروضة المطهرة في صلاة الظهر.. أدى الجميع الصلاة في خشوع يتخلله بكاء صامت ونشيج، ثم ارتقى فخر الدين باشا المنبر وهو ملتف بالعلم العثماني وخطب في الضباط خطبة كانت قطرات دموعه أكثر من عدد كلماته.. وبكى الضباط حتى علا نحيبهم، وقال: لن نستسلم أبدًا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم!!
نزل من المنبر فاحتضنه الضباط ضابطًا ضابطًا.. احتضنوه وهم يبكون وهو يبكي.. كانت لوحة مأساوية من أروع لحظات التاريخ ستبقى في سجل التاريخ، طفح فيه حب رسول الله بشكل قلَّ نظيره، وثارت فيها العواطف وتأججت وسالت من المآقي الدموع، وقد كانوا يحسون بأن روح رسول الله تجول بينهم.
اقترب من القائد العثماني أحد سكان المدينة الأصليين واحتضنه وقبَّله وقال له: (أنت مدنيّ من الآن فصاعدًا.. أنت من أهل المدينة يا سيدي القائد!).
لكن الحقيقة المرة كانت ماثلة أمام كل عين.. حقيقة مادية وواقعية لا يمكن تجاهلها.. لم يكن من الممكن الاستمرار في هذا الرفض.. فقد اشتدت وطأة الجوع والمرض على الجيش العثماني وعلى سكان المدينة، وقلت الذخيرة الحربية ولم تعد كافية للدفاع عن المدينة.
عندما يئست القوات المحاصرة للمدينة من فخر الدين باشا زادوا اتصالهم مع ضباطه.. كان الوضع ميئوسًا منه. كلمه ضباطه شارحين له الوضع المأساوي للحامية ولأهل المدينة، فوافق أخيرًا على قيام ضباطه بالتفاوض على شروط وبنود الاستسلام.
كان على رأس بنود الاتفاقية بند يقول: (سيحل فخر الدين باشا ضيفًا على قائد القوات السيارة الهاشمية في ظرف 24 ساعة)، وأنه تم تهيئة خيمة كبيرة لاستراحته.
وفي المدينة كانت ترتيبات الرحيل تجري على قدم وساق، وكانت سيارة القائد فخر الدين مهيأة وقد نقلت إليها أغراض القائد. بقي الضباط في انتظار خروجه.. ولكن الساعات مضت ولم يخرج إليهم، بل جاء أمر منه بتخلية السيارة من أغراضه الشخصية ونقلها إلى بناية صغيرة ملحقة بالمسجد النبوي.. كان فخر الدين قد هيأ هذا المكان لنفسه.. لم يكن يريد الابتعاد من عند مسجد رسول الله ، وذهب إليه نائبه نجيب بك ومعه ضباط آخرون فوجدوه متهالكًا على فراش بسيط في تلك البناية، ولم يرد أن يخرج، بل قال لهم: اذهبوا أنتم أما أنا فسأبقى هنا.
احتار نائبه والضباط ولم يدروا كيف يتصرفون، تشاوروا فيما بينهم ثم قرروا أن يأخذوه قسرًا.. اقتربوا من فراشه وأحاطوا به وحملوه قسرًا إلى الخيمة المعدة له وهم يبكون.. كانوا يعرفون مدى حب قائدهم للرسول ، ولماذا يعاند كل هذا العناد رافضًا الابتعاد من عند رسول الله ، ولكنهم لم يكونوا يستطيعون ترك قائدهم هكذا وحيدًا هناك، وقد حدث هذا في يوم 10/1/1919م.
في اليوم الثاني اصطف الجنود العثمانيون صفوفًا أمام المسجد النبوي، وكان كل جندي يدخل ويزور ضريح رسول الله ويبكي ثم يخرج، وكذلك الضباط، ولم يبق أحد لم يسكب دموعًا حارة في لحظة الوداع المؤثرة هذه حتى سكان المدينة وقوات البدو بكوا من هذا المنظر.
عندما نقل فخر الدين باشا إلى الخيمة المعدة له كان هناك الآلاف من قوات البدو يحيطون بالخيمة ويشتاقون إلى رؤية هذا البطل الذي أصبح أسطورة، وما أن ظهر حتى ارتجت الصحراء بنداء: (فخر الدين باشا.. فخر الدين باشا!)، لم يكن هناك من لم تبهره بطولته وحبه لرسول الله .
وفي 13/1/1919م دخلت قوات البدو -حسب الاتفاقية- إلى المدينة، واستسلمت الحامية العثمانية في المدينة المنورة بعد 72 يومًا من توقيع معاهدة موندروس.
-- لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني azizkasem1400@gmail.com (الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد azizkasem2+subscribe@googlegroups.com لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق