1 | قصيدتان نادرتان عن الحسبة فؤاد أبو الغيث
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
زرت الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد في نفر من أصحابي المدنيين في طريقنا من المدينة النبوية إلى الرياض في رحلة علمية بعد تحرير الكويت من اعتداء صدام عليها؛ فطرقنا بابه، واستأذنَّا بالدخول إلى بيته؛ فإذن لنا، ولكنه طلب منا أن لا نُدخل معنا شيئًا فيه صورة إنسان أو حيوان؛ يعني النقود وبطاقات الهوية؛ فوضعنا نقودنا وبطاقاتنا في سيارتنا، ودخلنا، وكان ذلك قبل الظهر من ذلك اليوم، وكان بيت الشيخ من بيوت الطين، وليس فيه كهرباء، وقد رأيت في الغرفة التي استضافنا فيها سراجًا معلقًا، وفيها فراش أحمر قديم، فلما جلسنا، سألنا عن عملنا؛ فقلنا: طلاب علم، فذكر لنا فضل العلم، وقرأ لنا من نسخة قديمة من أحد كتب الإمام ابن القيم، مطبوعة على ورق أصفر، ثم تطرق إلى التعليم النظامي، ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال: (إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة، وأضعفتها؛ فإنها تحرم). ولكنه قال: إنه لا يذكر موضعه من كتب الشيخ بالتحديد، وإنه يبحث عنه، ويظن أنه في كتاب الاستقامة. وقد حملني كلامه على البحث عن هذا النص في كتب الشيخ؛ فلم أظفر به، وأقدم مصدر له: رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام التي جمعها العلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم فيما عرف بالدرر السنية في الأجوبة النجدية، في موضعين: الأول (15/216) في قول الشيخ حمود التويجري في اللعب بالكرة نقلاً من كتابه: "الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين" الذي طبع سنة 1384هـ، وهذا النص في (ص 232) من طبعته الثانية التي طبعت عام 1405هـ، والموضع الثاني (16/16) في رسالة للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد إلى حضرة معالي وزير المعارف يوصيه بتقوى الله، ويظهر تأسفه الشديد بشأن بث الأخلاق السيئة، ونقلُه فيه زيادة بيان؛ ففي رسالة ابن حميد: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن العلوم المفضولة؛ إذا زاحمت العلوم الفاضلة؛ صارت مكروهة؛ وإن أضعفتها؛ صارت محرمة). ولعل أشبه نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا النص قوله في كتاب الاستقامة (2/159-161): (جنس عدم العقل والفقه لا يحمد بحال في الشرع، بل يحمد العلم والعقل، ويؤمر به أمر إيجاب أو أمر استحباب، ولكن من العلم ما لا يؤمر به الشخص نوعًا أو عينًا؛ إما لأنه لا منفعة فيه له؛ أو لأنه يمنعه عما ينفعه، وقد ينهى عنه؛ إذا كان فيه مضرة له؛ وذلك أن من العلم ما لا يحمله عقل الانسان؛ فيضره... ومن الكلام ما يسمى علمًا، وهو جهل مثل كثير من علوم الفلاسفة، وأهل الكلام، والأحاديث الموضوعة، والتقليد الفاسد، وأحكام النجوم، ولهذا روي أن من العلم جهلاً، ومن القول عيًّا، ومن البيان سحرًا. ومن العلم ما يضر بعض النفوس لاستعانتها به على أغراضها الفاسدة... ومنه ما لا منفعة فيه لعموم الخلق؛ مثل معرفة دقائق الفلك، وثوابته، وتوابعه، وحركة كل كوكب؛ فإنه بمنزلة حركات التغير عندنا، ومنه ما يصد عما يحتاج إليه؛ فإن الإنسان محتاج إلى بعض العلوم، وإلى أعمال واجبة؛ فإذا اشتغل بما لا يحتاج إليه عما يحتاج إليه كان مذمومًا). وفي آخر المجلس لما حضرت صلاة الظهر أعطانا الشيخ عبد الكريم ورقة كتب فيها قصيدة معارضة لقصيدةٍ لأحد الشعراء؛ يهجو فيها هذا الشاعر رجال الحسبة؛ عنوانها (أعني قصيدة هذا الشاعر) "البحث عن وظيفة"، وطلب منا الشيخ عبد الكريم نشر قصيدته، ولكن لم ينشرها أحد منا منذ ذلك الوقت إلى الآن. ثم خرجنا إلى صلاة الظهر، فانطلق راكبًا على فرس، وانطلقنا خلفه بسيارتنا حتى وصل إلى مصلى له؛ ليس له جدار، ولا فرش؛ فصلى بنا، ثم انصرف، وانصرفنا. والقصيدتان المشار إليهما قصيدتان نادرتان؛ فقصيدة الشيخ عبد الكريم لم تنشر من قبل، أما قصيدة ذلك الشاعر؛ فلعلها قصيدة مهجورة أو ممنوعة من النشر، لأني لم أجدها في شبكة المعلومات على سعتها إلا في موقع واحد، وهو شبكة الوزيرة العالمية. البحث عن وظيفة
معارضة قصيدة "البحث عن وظيفة"
كتبها عبد الكريم بن صالح الحميد 3 جمادى الأولى 1411هجرية (1) مبخوس الحظ.
|
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
2 |
|
|
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق