19‏/01‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2296] القطار السعودي والخاطف المأزوم+قلب الهند ينبض أيضاً بالعربيّة!

1


القطار السعودي والخاطف المأزوم

 

بقلم: عبد العزيز الخميس



خارج أسوار القصر الملكي السعودي وقفت ثلة من رجال الدين الملتحفين بعباءاتهم بوجوه عابسة يبدو عليها الضيق، بينما تجولت عدسة هاتف نقال بينهم فسارع بعضهم إلى تغطية ملامحه. قد لا يكون ذلك بسبب الخوف من معرفة هويته كما يفعل بعض الثوار في أماكن أخرى، لكن لإيمانهم بحرمة التصوير وأن الصور قد تتحول إلى أشباح تسومهم العذاب في الآخرة.

 

وقف هؤلاء في صبر طويل يتنسمون صبا نجد وليقولوا لا لدخول المرأة السعودية لمجلس الشورى.

 

خرجوا من حياتهم اليومية المعتادة ليذهبوا إلى قصر الملك عبدالله ويقولون له إننا ضد أن تستشير نساء الوطن في الشأن العام.

 

لا نستطيع أن نتصور كيف يفكرون ولكن لنا أن نخمن: كانت الحضارة اليونانية الدارسة تؤمن أن مآل الدنيا هو الماضي بل أن المستقبل نفسه هو الماضي وعليك أن تسعى لأن يكون غدك هو الأمس وبعد غدك هو الأول من أمس. هؤلاء أقرب فكريا، وبكثير، إلى حضارة الإغريق الوثنية من الحضارة الإسلامية.

 

وقفة هؤلاء هي نفسها التي حدثت قبل عقود حين احتجوا على تعليم المرأة وعلى التلغراف والسيارات وتقاطروا على قصر الملك فيصل بنفس الوجوه العابسة والأنفس المأزومة. إن ذكرت لهم عدم جدوى ما يفعلون وأن قطار الحياة محكوم بالحركة إلى الأمام، فرحوا وابتهجوا بأنهم يمثلون الغد ما داموا يقترفون فعل الأمس، كما كان الإغريق.

 

هؤلاء العابرون خارج الزمن ليست مهمتهم فقط الوقوف ضد التقدم بل يوقنون داخل أنفسهم المنهكة أن الماضي يجب أن يعود بما يعتقدون نقاءه وطهره وبراءته.

 

وهم أشبه بنصارى حركة الآمش الغريبة الأطوار. بل وهم قريبون أيضا من أولئك اليهود الأرثوذكس الذين يلاحقون السيارات المارة بالحجارة أيام السبت المحرم فيه استعمال رجس الكهرباء ووسائط النقل.

 

يشبهون بعضهم البعض لا علاقة لنوع الدين ولا لاسمه ولا لأنبيائه بل العلاقة المهمة هي لفطرة التعصب وكره النساء وازدرائهن والنظر إليهن كما قال أحدهم يوما:

 

ما للنساء وللكتابة والعمالة والخطابة...

 

هذا لنا ولهن منا أن يبتن على جنابة.

 

نظرة المتعصب للمرأة هي نظرة فوقية يعتقد أنه المنتصر والفارض لقوته عليها داخل مجتمع يكافح طرف منه للحصول على حقوقه فيواجه من لا يريد أن يقوى هذا المجتمع بالتكافؤ والمساواة في الحقوق بين جميع مكوناته.

 

يعتمل الخوف من المرأة داخل صدور البعض، وهو مستمد من توزع القوة داخل المجتمع وكما يقول المثل الانجليزي "القوة لمن يحضر الخبز للمنزل".

 

يستمد الرجل الذي يقف الآن أمام القصر الملكي غاضبا من مشاركة المرأة السعودية في الشأن العام، مرجعية موقفه من نظرته الدونية لها وبأنها لا تقوم بفعل يستحق أن تشارك أو أن تدير شأنا عاما. وينسى هذا أن وجوده في هذا الكون كان عبر إرادة إمرأة وعشقها وعطفها ورعايتها فهي قامت بما هو أكثر أهمية مما يفعله هو طيلة حياته من لغو وجدل وتعصب وتعنت.

 

من حق تلك المرأة التي لم تكتف فقط بإحضار هؤلاء المتعصبين إلى الدنيا بل تعلمت وأصبحت تطببهم وتعلمهم وتثقفهم وتشارك في كل أنحاء العالم في نهضة علمية غير مسبوقة لهذا الوطن.

 

من المحزن أن نعمل في هذا العصر الذي تسارعت فيه التقنية وأساليب الحياة وتدافعت ليس إلى ما بعد الحداثة بل إلى ما يفوق ذلك من حقوق بشرية وتطور عصري على تدارس حق المرأة في العمل أو المشاركة السياسية لكن ثلة مأزومة من بيننا يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة وأن الفضيلة تفصل في معاملهم المتخلفة.

 

إذا أراد الشعب السعودي أن يقفز إلى الأمام فعليه هو أن يقود العصرنة والتحضر ويدفع بمساحات الحرية للمرأة في كافة المجالات لا أن ينتظر من الملك أو الحكومة أن تكون أكثر منه حداثة.

 

إن وقوف هؤلاء المتعصبين المرددين:كتب القتل والقتال علينا، وعلى الغانيات جر الذيول، هو وقوف ضد المسلمات الحضارية ومنها دور المرأة في المجتمع.

 

توقف القطار السعودي في عدة محطات بسبب المتزمتين فلا نتمنى أن يتوقف هذه المرة عند محطة أخرى ليعود أدراجه إلى المحطة الأولى. نريده أن يستمر في طريق التطور دون تأزيم أو دعوات للنكوص الحضاري بل وللارتفاع والسمو ولاحترام حقوق الإنسان وأهمها حقوق المرأة.

 

وهذا يقودنا أيضا للتمني على الأجنحة السياسية في السعودية أن تكف عن استعمال المرأة كإحدى أوراق اللعب على طاولة تجاذبات السلطة، وللضغط على آل سعود لإبقاء حصة الجناح الإسلاموي من الكعكة الوطنية كبيرة فقد امتلأ المشهد السعودي بعديد من الأجنحة بل حتى أن الإسلاميين أنفسهم تفرقوا شيعا وأحزابا وخلايا نائمة ومستيقظة وملونة بكافة الألوان.

 

يجب أن تكون البوصلة وطنية وأن يكون للمرأة دور مهم في البحث عن مصالحها وحقوقها فكم من إمرأة بألف رجل وخاصة إذا كان مأزوما ملوثا بثقافة الأسيد والتفكيك الواهن.

 

عبدالعزيز الخميس

 

 

http://www.middle-east-online.com/?id=147458

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

2

الطوارق فى مالى والشرق الاوسط الجديد ...
من نورى السعيد الى جمال مبارك


خاص التحرير:


خاص التحرير: مركز دراسات التحرير

إعداد : إيهاب شوقى

يعيش الطوارق في شمال مالي والنيجر وغرب ليبيا وجنوب الجزائر قرب تمنراست و جانت و إليزي. وهم شعب قديم يحكم حياتهم نظام عتيق من التقاليد والعادات ورثوها عن أجدادهم. الطوارق أو كل تماشق لديهم إرث قديم من الأدب والعلوم الطبية وعلم الفلك فهم يتجولون في كامل الصحراء الكبرى باستعمال النجوم ويستعملون في علاج الأمراض الأعشاب والحرق بالنار والجراحة إن اقتضت الحاجة.

يحاول الطوارق منذ 5 عقود محاولات لتأسيس دولة تابعة للطوارق أنشأت عدة حركات سياسية و مسلحة في منطقة نفوذ الطوارق خصوصا في مالي و النيجر آخرها ظهر بعد سقوط الجماهيرية الليبية بقيادة القذافي و الميلحين الطوارق الذين إنسحبو من ليبيا نحو مناطق شمال مالي مما إنجر على سقوط شمال مالي و إعلان عن تأسيس دولة الأزاود على عجل لم تدمن الدولة شهور لكن الحدث يعبر عن رغبة كبيرة لدى شعب الطوارق للدوذ بكيان مستقل.

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المواجهة الدولية للجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على المناطق الشمالية لدولة مالي سلكت طريقا حاسما عقب انضمام القوات الفرنسية في القتال.

وذكرت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني السبت 12 يناير، أن التدخل الفرنسي ساعد في تغير ديناميكية الصراع الدائر بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة، ما يعجل بتنفيذ خطط حول استراتيجية عسكرية واسعة النطاق.

وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" تدرس حاليا عددا من الخيارات بشأن تدعيم المسعى الفرنسي، من بينها تعزيز مسألة تبادل المعلومات الاستخباراتية واللوجيستية إلا أن واشنطن لا تنظر في إرسال قوات إلى مالي، وأن التدخل المفاجئ للقوات الغربية يكلل شهورا من جدال مطول حول كيفية وموعد خوض الدول الغربية مواجهة سيطرة الجماعات الإسلامية على شمال مالي.

ومضت الصحيفة في تقريرها بالقول إن الإدارة الأمريكية والحكومات الأخرى حول العالم حذرت مرارا من إمكانية وقوع شمال مالي في أيدي المتطرفين، ووصفتها بأنها مأوى آمن للإرهابيين الذين يمكنهم تنظيم صفوفهم بهدف السعي إلى السيطرة على المنطقة وما حولها.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الأمر تغير الأسبوع الماضي عقب تشكيل الجماعات قوة قوامها 900 مقاتل للسيطرة على "كونا" البلدة الصغيرة الفاصلة بين شمال مالي، التي تحتلها عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجنوب مالي الذي يسيطر عليه الجيش "المالي"، ما دفع فرنسا إلى التدخل عسكريا لوقف تقدم الجماعات.


يعود تاريخ الصراع في شمال مالى لبداية الاستقلال سنة1960، حين قاد الطوارق في مالي تمردا ضد الحكومة المركزية التي يرأسها موديبوكيتا .

في سنة1963 هدأت ثورة كيدال ، بفضل تدخل جزائري لصالح حكومة موديبوكيتا.سلمت على اثرها الأخيرة، قادة الطوارق وحوكموا بالإعدام في باماكو.

سنة 1969 انقلاب في مالى بقيادة موسى تراوري، لم يغير الحاكم الجديد من وضعية الشمال الذي اعتبر منطقة متمردة ضد الحكم المركزي، يجب إنزال العقوبة الجماعية بسكانها، تم تسميم الآبار وصودرت الثروة الحيوانية وانتزعت الأراضي وهمشت المنطقة ، فأضطر الطوارق إلى الهجرة نحو ليبيا والجزائر وموريتانيا.

في بداية التسعينيات عاد الطوارق للتمرد وانتصروا على الحكومة المركزية بعد حرب عصابات استهدفت ثكنات الجيش المالي، انتقمت الحكومة وجيشها بشن عمليات ابادة ضد المدنيين الطوارق العزل.


" انتصار الطوارق حمل الديمقراطية لمالي" هذا ما كتبته الصحف الفرنسية بعد الإطاحة بالرئيس موسى تراوري.

 

تنص الاتفاقية على منح منطقة الشمال وضعية خاصة " لا مركزية" تمكن سكانها من تسيير شؤونهم المحلية وتكوين شرطة محلية وترقية لغتهم وثقافتهم المحلية وتمويل صندوق خاص بالمشاريع التنموية.

الجزائر بدورها كانت ضد تطبيق الاتفاقية، فإعطاء الطوارق في شمال مالي وضعية خاصة سيحفز طوارق الجنوب الجزائري على المطالبة بوضعية مماثلة.

عام 2005 عاد الطوارق لحمل السلاح مطالبين بتطبيق اتفاقية السلام، عادت أجواء الحرب إلى شمال مالي لكن في ظروف مختلفة، انتشار الجماعات الإسلامية الإرهابية في المنطقة ، عصابات تهريب البشر والمخدرات، نتيجة تخلى الدولة عن دورها.

اتهم الطوارق بالتحالف مع الخارجين عن القانون .

من وجهة النظر الاستراتيجية، يبدو إسقاط حاكم مستبد في دولة أقل مدعاة للإعجاب، إذا كان سقوطه يساهم في ظهور نظام استبدادي آخر على مقربة منه. ربما تبدو مالي غير مهمة من الناحية الاستراتيجية، لكن هكذا كانت تبدو أفغانستان وقت وصول حركة طالبان إلى سدة الحكم. وتعد مالي مجرد مثال واحد للعواقب التي ترتبت على خلع العقيد معمر القذافي. وكما كتب نيكولاس بيلهام في «نيويورك ريفيو أوف بوكس» الشهر الماضي: «يكتسب الاضطراب الذي تشهده ليبيا أهمية على مستوى القارة»، حيث يؤثر على التمرد في المنطقة الممتدة من تشاد إلى سيناء.

كان هدف البيت الأبيض تحت إدارة أوباما من وراء شبه الحرب في ليبيا هو الإبقاء على التدخل عند مستوى محدود قدر الإمكان. وقد نجح من هذه الناحية إلى حد كبير. مع ذلك لا يعني التدخل بشكل محدود أن العواقب على المدى الطويل ستكون محدودة أيضا، فالحرب لها مسار خاص بها، فقد انتشرت حركات التمرد وانتهى الحال بالأسلحة التي كان الهدف من استخدامها قضية ما إلى خدمة غرض مختلف تماما، ونادرا ما يتم احتواء الاضطرابات بخطوط على خريطة. وأوضح جورج كينان، الخبير في شؤون السياسة الخارجية، أثناء الاستعداد لغزو العراق قائلا: «إنك تعلم نقطة البداية، لكن لا يمكن أن تعرف أبدا إلى أين سينتهي بك الحال». إن هذا هو الدرس الذي تقدمه العواقب المترتبة على ما حدث في ليبيا لصناع السياسة الأميركية. قد تكون هناك تدخلات عسكرية محدودة، لكن لا توجد حروب صغيرة.

 

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

3


تساؤلات لبرلمانيات الشورى!
نوال العيد



الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٣
في يوم الأحد الموافق 27 شوال لعام 1432هـ أعلن خادم الحرمين الشريفين أحقية المرأة في الترشح للانتخابات البلدية، والسماح لها بعضوية مجلس الشورى. وفي صباح الجمعة 29 صفر 1434هـ، أُعلنت أسماء 30 سيدة سعودية كعضوات في مجلس الشورى، واحتاط هذا التعيين بتساؤلات تطرحها المرأة لأختها المرأة التي ستمثلها وللمرة الأولى في البرلمان:

لعل أولها الفرحة الغامرة من بعض العضوات، وإظهار الانتصار بنيل المرأة حقوقها السياسية بعد غياب طويل، وتسنمها المناصب السياسية، ودخولها في معترك السياسية واختلافاتها، ما يجعل المرأة السعودية تتخوف من هذه المشاعر التي تنبؤ عن غياب ثقافة أمانة المنصب، فعضوية مجلس الشورى مغرم لا مغنم، وحمل وتبعة تجعل المرء مسؤولاً أمام الله عن وطن بأكمله، لا منصباً يحصد المرء من خلاله المكاسب الشخصية، (إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة)، يفقه هذا النص من وقف مع معانيه لا من توقف مع حرفه، لأن الشورى حق للمستشار عنه لا للمستشار فحسب، وإلا فلن يمثل إلا نفسه.

- ثانيها من تقلدت هذه المسؤولية العظيمة، هل ستطالب بمطالب المرأة الحقيقية، مطالب المطلقة التي تكافح من أجل معيشة أبنائها في حين تخلي أباهم من المسؤولية، ومطالب المعلقات اللاتي يكتوين بظلم رجل لم يسرح السراح الجميل، ومطالب المعلمة التي تقاسي مئات الكيلومترات يومياً، ومطالب الأم التي ترى ابنها يموت ولا تجد له سريراً، ومطالب الأم التي تقاسي بطالة شاب ترتقبه أباً، ومطالب الفتاة التي تحمل درجات علمية ولم تجد لها وظيفة إلا بثمن بخس وساعات طوالاً، ومطالب كثيرة تغيب لصعوبة وصول صوت صاحباتها إلى الجهات المختصة، في حين تبرز مطالب الأقلية، والتي تواجه برفض الغالبية من السيدات في المجتمع السعودي، وليتذكر الأعــضاء ما تزيّن به موقع مجلس الشورى الإلكتروني في الجواب عن ماهية المجلس؟(.... ويحرص أعضاء المجلس على خدمة الصالح العام، والحفاظ على وحدة الجماعة، وكيان الدولة، ومصالح الأمة).

- ثالثها: كيف ستفهم بعض العضوات الحجاب الشرعي الذي أكد عليه الأمر الملكي، وبدت صور بعضهن و ظهر معظم شعر الرأس الذي لم يختلف العلماء على وجوب تغطيته، وعلت الوجه أنواع الأصباغ والزينة خارج المجلس وبعد إعلان التعيين، فهل سيكون هذا الحجاب داخل المجلس أيضاً، والويل والثبور لمن يبدي وجهة نظره، فهو متخلف رجعي والدين للجميع تأويلاً وتفسيراً لا تطبيقاً. أتمنى من العضوات حتى لو لم تكن ملتزمة بالحجاب الشرعي أن تلتزم به على فهم السلف الصالح لا الخلف الطالح، وتكون على قدر الثقة الملكية التي نالتها.

- المتابع لوسائل الإعلام الحديث يقف على رغبة شعبية في انتخاب أعضاء مجلس الشورى كما هو الحال في بعض دول الجوار والدول المتقدمة، ولماذا يخشى بعض محاربي الديموقراطية من الانتخابات، هل لأنها تظهرهم دوماً على أنهم فئة غير قادرة في المجتمع السعودي، ولولا إبراز الإعلام التقليدي لهم فلن يسمع لهم حساً.

- تمنى الكثير ألا يغيب التخصص الشرعي في المعينات اللاتي يمثلن صوت الأغلبية من النساء السعوديات.

تساؤلات كثيرة وتحفظات يطلقها المواطن الصادق الذي يريد أن يحافظ على مجتمعه، لأنه يفقه الانفتاح المنضبط ولا يغره تصفيق الجهات الخارجية وإشادتها، وكلنا أمل أن نرى إسهامات المرأة في مجلس الشورى الذي عجز فيه الرجال عن تحقيق آمال المواطن، فاستفادوا من ميزاته أكثر من إفادة المواطن منه.
 
 
* داعية وأكاديمية سعودية.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


قلب الهند ينبض أيضاً بالعربيّة!

أحمد فرحات

تعود العلاقات العربية – الهندية إلى زمن سابق بقرون لظهور الدعوة الإسلامية الكريمة. فلقد عرف العرب الهند في جاهليتهم، من خلال الرحلات التجارية البحرية التي كانت سفنهم تنقل خلالها البضائع المتبادلة بين الجانبين. ولذلك هم اختلطوا بسكان المدن وأسواقها الواقعة على سواحل الهند والسند، واستوطن بعضهم فيها، وتزوج من نسائها، وتعلّم لغتها، كما أثرت لغة الضاد عموماً باللغات الهندية نفسها، فدخلت اللسان الهندي، مثلاً، كلمات عربية كثيرة. كما خالطت اللسان العربي، في المقابل، كلمات هندية كثيرة: زنجبيل، كافور، قرنفل، مسك، السمهري (الرمح)، الساج، المهند (السيف)..

على أن العلاقات اللغوية والثقافية، وحتى الاجتماعية، بين الهند والعالم العربي، توطّدت على نحو أوثق وأقوى بعد ظهور الإسلام، ودخوله تلك الديار، على يد التجّار العرب أولاً، الذين وثق بهم وبصدقهم وأمانتهم، كثيرٌ من الهنود وحكّامهم أيضاً، فدخلت، بناءً على هذه الدوافع الأخلاقية التلقائية، أفواجٌ كثيرة منهم الدين الإسلامي الحنيف، دونما أيّ ممانعة اجتماعية، أو سياسية، أو حتى دينية تذكر، إذ يقال، إن الإسلام كديانة توحيد، أقنعت الكثير من الهنود، ممّن كانوا يعانون التمزق والفرقة، جرّاء نظام الطبقات القاسي الذي كان يفرضه عليهم دينهم التعددي وقتها.

 لكن أول علاقة سياسية وثقافية مباشرة وقوية، بين الهند والعرب، كانت في القرن الثامن الميلادي، أيام القائد العربي محمد بن قاسم الثقفي، الذي فتح بلاد السند والهند عسكرياً، وأسّس أول حكومة إسلامية مستقلة فيها، انضم إلى كنفها كثير من العلماء والدعاة العرب، ممّن وفدوا إلى تلك البلاد لنشر الدعوة المحمدية، واستطراداً اللغة والثقافة العربية – الإسلامية، فأسّسوا مدارس دينية لتعليم القرآن وتحفيظه، والحديث وتفسيره.. علاوة على تعليم فنّ الكتابة (الخط العربي) والأدب والشعر والبلاغة.. فانخرط كثير من الهنود في الديانة الجديدة، وانضموا بالتالي إلى الصفوف المؤازرة للحكم العربي – الإسلامي الجديد في بلادهم.

 

ما قاله جواهر لال نهرو

استمر الحكم العربي لمنطقة السند حوالى 200 سنة تقريباً، كان خلالها يسافر كثير من العلماء والفلاسفة الهنود إلى بغداد، عاصمة الخلافة الإسلامية، بغية المساعدة في تعريب العلوم المختلفة من رياضيات وهندسة وطب وفلسفة وفلك..إلخ.

وأما مَن انخرط من الهنود والسنديّين في الجيش الإسلامي العام التابع للخلافة، فقد نبغ منهم، ومن ذريتهم، شعراء وعلماء لغة وبلاغة لا يحصون، منهم، على سبيل المثال لا الحصر، أبو عطاء السندي، وهو شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.. وابن الأعرابي، وهو من علماء اللغة والأدب والشعر والنقد والموازنات، وقد ألّف كتباً كثيرة فيها.. ومن المحدثين الهنود، الذين ذاع صيتهم في الديار العربية والهندية معاً، العالم الشهير أبو معشر نجيح السندي، صاحب "المغازي".

وفي العهد الغزنوي الفارسي، (بخاصة السلطان محمود الغزنوي) الذي تلى عهد المسلمين العرب، وسيطر على مناطق شاسعة من الهند والسند، فقد برز أيضاً لفيف من العلماء والشعراء المسلمين الهنود ممّن عرفوا العربية في العمق، وألفوا فيها، ودرّسوها لأجيالهم، منهم: مسعود بن سلمان اللاهوري (1121م) الذي أنشد شعراً بالعربية والهندية والفارسية معاً.

ومنهم أبوريحان البيروني، الذي استطاع أن يتألق بمؤلفات خلدت اسمه، لا في تاريخ الهند فقط، بل على مستوى رقعة انتشار الحضارة الإسلامية في العالم برمته. وضم بلاط السلطان الغزنوي كذلك، أسماء كبيرة وعظيمة، مثل الفيلسوف الفارابي، والفردوسي صاحب "الشاهنامة"، وكان السلطان نفسه هو من أشار على الفردوسي بكتابة الملحمة الشهيرة، ووعده بأن يكافئه على كلّ بيتين فيها بقطعة من ذهب.

تلى العهد الغزنوي، العهد الغوري الإسلامي، من خلال قيادة شهاب الدين محمد الغوري (المتوفي العام1206م)، الذي جعل من دلهي عاصمته، وأرسى دعائم الاستقرار والازدهار للحكم الإسلامي في الهند. وفي عهده عرفت اللغة العربية، انتشاراً عريضاً، وتمّ تعزيزها بنشر الكثير من مراكز تدريسها، باعتبارها لغة القرآن والدعوة... وقد أثنى لاحقاً الزعيم الهندي المعاصر، جواهر لال نهرو (1889-1964)على شخصية الملك الأفغاني شهاب الدين الغوري، باعتباره، أولاً، ملكاً إسلامياً حضارياً، منفتحاً على الأديان والجماعات كلّها في الهند. وثانياً، هو أول من أسّس لدولة المواطنة في شبه القارة الهندية، وبالتالي هو تفوّق على سابقه الملك التركي محمود الغزنوي، يقول نهرو: "إن محمود الغزنوي، وإن كان عالماً أحبّ الثقافة والفنون، كان بمثل محتلّ أجنبي للهند، أخذ كلّ شيء غالٍ ونفيسٍ إلى غزنة. وأما الغوري، فاعتبرالهند دولته ووطنه، حيث كان من نسل الهنود الآريّين، وفهم الإسلام، دينه، كدين رحمة للعالمين جميعاً.. وحينما انتصر وهزم ملك دلهي، جعل دلهي عاصمة لدولته العظيمة، التي اتسعت إلى غزنة في الغرب الشمالي، وأراد أن يبني الهند على بنيان مرصوص ويقويها".

ومع مجيء دولة المماليك، التي أسّسها قطب الدين أيبك (المتوفي العام 1210م) في الهند، وأبقى عاصمتها، دلهي، حيث بنى فيها مسجداّ ومئذنة، هما تحفة بديعة في المعمار الإسلامي، لا تزال إلى يومنا هذا مقصد زوار وسياح الهند من مشارق الأرض ومغاربها.

 في عهد السلطان أيبك، تحوّلت العاصمة دلهي إلى ملجأ آمن وحرّ لكثير من العلماء والدعاة والفلاسفة، الذين هاجروا من بلاد ما بين النهرين، بسبب هجمات التتار المتلاحقة. وقد برز من فقهاء العربية وعلماؤها في ذلك العهد، الإمام حسن بن محمد الصغاني اللاهوري، وكان من متقدّمي عصره في مجاله، بحسب شهادات الكثير من الدارسين. ومن مؤلفاته التي ذاع صيتها، ليس في الهند فقط، بل في الدنيا العربية برمتها كتاب:"العباب الزاخر واللباب الفاخر" (عشرون مجلداً)، ويعتبر من مراجع اللغة العربية..والكتاب عبارة عن معجم أراد أن يجمع فيه المؤلف ألفاظ العربية من الكتب المشهورة، وأن يصحّح الشواهد التي يوردها مؤلّفو كتب اللغة من الحديث والشعر. وقد اعتنى بالكتاب- المجلد أئمة اللغة، قديماً وحديثاً، واعترفوا لصاحبه بالدقة والإتقان وغزارة المادة، وعلميتها.

 

العربية في هند هذه الأيام

بعد استقلال الهند في العام 1947، استمر دفق الشخصيات الهندية التي قدمت إسهامات جلى للغتنا العربية الجميلة، تعليماً وتطويراً ونشراً. وفي هذا المجال نذكر اسم العالم الشيخ سليمان بن أبي الحسن الدسنوي البهاري الندوي، الذي خلف مؤلفات كثيرة في الإسلاميات والتاريخ والأدب والشعر، بلغة الضاد طبعاً، والتي يقال إنه كان من أرباب المتضلّعين منها، أسلوباً واشتقاقاً وسحر بيان حديث.

وهناك أيضاً الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، والذي اشتهر، إلى جانب كونه أحد رواد النهضة الإسلامية الثقات في الهند، بتأليفه كتب تعليم اللغة العربية للأطفال المسلمين في الهند.ومن أشهر مؤلفاته الفكرية المتداولة إلى يومنا هذا:"ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟" و"الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الهندية".

ونذكر أيضاً اسم الشيخ مسعود عالم الندوي (من مجايلي الشيخ أبي الحسن الندوي)، المعروف عنه تعلّمه العربية كلغة أم له، حيث برع فيها أديباً ذا أسلوب مترسّل، متطوّر، بزّ فيه، حتى أقران العربية الكبار في عقر دارها. وقد أصدر مجلة عربية بعنوان: "الضياء".

وثمة أسماء كثيرة أخرى ومهمّة للغاية، خدمت اللغة العربية في الهند، لا يتسع - مع الأسف- ضيق مساحة هذه المقالة لها.

وما تجدر الإشارة إليه، هو أنه حالياً في الهند، ثمة أكثر من 25 جامعة كبرى تدرس اللغة العربية، وبعضها يخرّج طلاباً في الماجستير والدكتوراه في هذه اللغة، كجامعة نيو دلهي، التي زارها كاتب هذه السطور، بدعوة من رئيس قسم اللغة العربية فيها، الدكتور أسلمي إصلاحي، ونائبه الدكتور مجيب الرحمان، وحاضر في أكثر من 200 طالب دراسات عليا، في موضوع المسار التطوّري للشعرية العربية الحديثة، وبخاصة من خلال رموزها المعروفين في مجلات "شعر" و"الآداب" و"حوار" و"مواقف". وكان لقاء/ نقاش مفاجىء له في الصميم، أولاً، لجهة مستوى إلمام الطلبة الهنود باللغة العربية، خطاباً وكتابة.. وثانياً متابعتهم الحثيثة والمعمقة لمسار الحداثة الشعرية العربية، وكذلك الأدب العربي الحديث، من خلال الرواية المحفوظية، وما تلاها من روائيّي السبعينيّات والثمانينيّات في الوطن العربي.. علاوة على إلمامهم المشبّع، طبعاّ، بالمحطات الإبداعية العربية الكلاسيكية على مرّ العصور.. وكذلك إلمام هؤلاء الطلبة بالثقافة الإسلامية، وأساساً، فإن الذي حفزهم على تعلّم العربية، هو كونهم هنوداً مسلمين في المقام الأول، ويريدون الحفاظ على تراث ديانة آبائهم وأجدادهم، ليس كهوية دينية عصبية مغلقة، وإنما من بوابة العلم بالشيء وتطوير العلاقة به في دولة هندية ديمقراطية تتطوّر باستمرار.

كما يلاحظ كاتب هذه السطور أن ثمة إقبالاً على تعلّم العربية في الهند، من طرف مسلمين وغير مسلمين، لأسباب بحت اقتصادية، تعود، إما إلى العمل في الدول العربية في مجال السلك الديبلوماسي الهندي فيها، أو للعمل في شركات ومؤسّسات خاصة تقدّم فرصاً مادية مغرية في العالم العربي، وخصوصاً في منطقة الخليج.. أو كما أفادنا الدكتور أيوب تاج الدين الندوي، "بأننا بتنا في الهند، وبفضل ثورة تكنولوجيا الاتصالات اليوم، أقرب إلى الجزيرة العربية، وسائر الدول العربية الأخرى، من مناطق في الهند نفسها. فهذا العالم الإسلامي مرتبط حضارياً بعضه ببعض على نحو لا يحتاج إلى برهنة. لقد بات نبض الشعوب العربية، يخفق في قلوبنا وأفئدتنا أكثر من ذي قبل".

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

5



مشاركات وأخبار قصيرة



 

5 ملايين مقيم غير شرعي في المملكة..

والشورى يوصي بتعاون 4 وزارات لإنهاء الظاهرة

مكة المكرمة – نعيم تميم الحكيم

رفع مجلس الشورى توصية للمقام السامي بتشكيل لجنة من أربع وزارات لبحث آليات الحد من تنامي أعداد المقيمين غير الشرعيين وصولاً للقضاء عليها. وأوضح نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الدكتور صدقة فاضل لـ «الشرق» أن المجلس رفع التوصية ضمن التوصيات التي رفعت بشأن تقرير وزارة الخارجية السنوي القاضي بتشكيل لجنة مكونة من وزارات الخارجية والداخلية والشؤون الاجتماعية والعمل لوضع تصور كامل عن أوضاع المقيمين غير الشرعيين تمهيداً لترحليهم من البلاد أولاً، ومن ثم الحد من تنامي أعدادهم في السنوات المقبلة. ونصت التوصية على أن تقوم وزارة الخارجية، بالتفاهم مع دول المقيمين غير الشرعيين، بدراسة أعدادهم ومعرفة دولهم ووضع حلول لإعادتهم إلى أوطانهم وتشديد الرقابة لمنع التخلّف بكافة أشكاله. وأشار فاضل إلى أن بعض أعضاء الشورى اعترض على علاقة الخارجية بالمقيمين غير الشرعيين فتم توضيح دور الوزارة كونها الجهة المعنية بالتواصل مع دول المقيمين غير الشرعيين في حين تقوم الوزارات الأخرى بدورها في الجانب الداخلي. ولفت فاضل إلى أن التوصية إن تم إقرارها، فسيعقبها تشكيل اللجنة من الوزارات المعنية بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة للبدء بتنفيذ خطوات عملية للحد من المقيمين غير الشرعيين.

وأفاد فاضل أن عدد المقيمين غير الشرعيين يقدر بخمسة ملايين وفق التقرير الذي تم إعداده من قبل لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، منتشرين بين مكة وجدة والطائف والمدينة وينبع والرياض والمنطقة الشرقية وعسير ونجران وجازان، مشيراً إلى مسؤوليتهم عن 60% من الجرائم التي ترد لمراكز الشرطة. وأكّد فاضل أن المقيمين غير الشرعيين في البلاد يشكلون خطراً على أمن البلاد من خلال نشرهم الجريمة بأنواعها من مخدرات ومسكرات وسرقة ودعارة وقتل وتصوير أفلام إباحية وترويجها وتلويث للبيئة وتشويه لمنظر البلاد. وأوضح أن المقيمين غير الشرعيين يشملون متخلفي الحج والعمرة والمتسللين عبر الحدود.

http://www.alsharq.net.sa/2013/01/18/680679

------------------------------------------

 

محكمة أوروبية تقر بحق موظفة بريطانية في ارتداء الصليب

آخر تحديث: الثلاثاء، 15 يناير/ كانون الثاني، 2013، 14:32 GMT

منعت نادية من إظهار صليب ترتديه خلال العمل.

قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن نادية عويضه، الموظفة بالخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيروايز"، تعرضت للتمييز في العمل بسبب معتقداتها المسيحية.

وقالت المحكمة إن حقوق عويضه تعرضت للانتهاك بنص المادة التاسعة من الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان.

ورفعت عويضه، البالغة من العمر 60 عاما، دعوى قضائية أمام المحكمة بعد أن منعتها الشركة من إظهار صليب ذهبي ترتديه في قلادة أثناء العمل.

وتقول الخطوط البريطانية إنها أجرت تعديلات عام 2007 على معايير الزي الرسمي لديها يسمح بارتداء الرموز الدينية، بما فيها الصلبان.

وأضافت أن عويضة لم تأت للعمل لفترة خلال 2006، فيما عقدت جلسة استئناف داخل الشركة بشأن رفضها خلع الصليب، وهي ما زالت موظفة بالشركة.

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقب الحكم عن شعوره بالسعادة لأنه تم "التأكيد على مبدأ ارتداء الرموز الدينية في العمل."

 

 

http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2013/01/130115_british_airways_christian_employee.shtml

------------------------------------------

 


------------------------------------------


مطالبات المتجمهرين في الديوان

 http://www.youtube.com/watch?v=EucuH4sL_r0&feature=player_embedded

------------------------------------------


قال أحمد بن حنبل

     عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ، قَالَ: «إِنَّ المُنَافِقِينَ اليَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا يَوْمَئِذٍ يُسِرُّونَ وَاليَوْمَ يَجْهَرُونَ»

رواه البخاري في الصحيح ( 7113 )

 

·      

على هذا الرابط :

                       http://www.almahdara.com/tv/tahqiq-makhtoetat.htm

 

 

·     قال أحمد في رواية الأثرم: ليس ينبغي لأحد أن ينكر حديثا يُلقى عليه .كان وكيع يقول: ليس هذا عندنا .ولا يقول: لم أسمعه . يسكت . وقال أبو عبد الله: وكان ابن مهدي ذُكِرَ له عن ابن المبارك عن ورقاء عن سعيد بن جبير: إذا أقر بالحدّ ثم أنكر لم يُقَم عليه، فأنكره[ عبد الرحمن بن مهدي ] إنكارا شديدا . ثم نظر فوجده في كتابه.

الآداب الشرعية والمنح المرعية 2 / 145 .

* قال مالك بن أنس : حدثني ربيعة قال : قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي : يا ربيعة أراك تفتي الناس ، فإذا    رجل يسألك فلا يكن همّك أن تُخْرِجَه مما وقع فيه ، وليكن همك أن تتخلّص مما سألك عنه 


تعظيم الفتيا ص 126 .

* قال الحكماء : من خاف الكذِبَ أقلَّ المواعيد . وقالوا : أمران لا يَسْلَمان من الكذب ، كثرةُ المواعيد وشدةُ الاعتذار .

 

------------------------------------------


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

6


دول الخليج تخشى نفوذ الاخوان

ودعم قطر لهم يضعها في مواجهة بقية الدول


يقول محللون ان بعض دول الخليج الغنية بالنفط تخشى الحراك السياسي للاخوان المسلمين المدفوعين بنجاحهم في قطف ثمار الاحتجاجات الشعبية في مصر وتونس باستثناء قطر التي تسخر لهم امكانيات ضخمة مادية ولوجستية بحسب رأيهم.

ويقول الخبير في شؤون المنطقة فادي عساف لوكالة فرانس برس "لقد تحول الحذر واليقظة ازاء الاخوان المسلمين في بعض دول الخليج الى الخوف بعد وصول الجماعة الى السلطة في مصر وتونس".

ويضيف مدير "ستراتيجيك برسبكتيف" للابحاث، ومقره بيروت، ان "السعودية حذرة كثيرا من النفوذ الاخواني المتصاعد والساعي للاستيلاء على كافة المنابر وخصوصا الازهر بحيث قد يصبح التنظيم منافسا للمملكة على الساحتين الاسلامية والعربية".

وتتفق وجهة نظر عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث مع ذلك قائلا لفرانس برس ان "الخطر يكمن في قيام احزاب الاخوان الحاكمة بتوفير الدعم لجماعات الاخوان في منطقة الخليج".

ويتابع عساف ان "الامارات قررت المواجهة المباشرة مع الاخوان، ولم تتردد امنيا وقضائيا (...) فما تجرأ عليه الاخوان في الامارات لم يتجرؤوا على فعله بعد في السعودية".

وتعتقل السلطات الاماراتية العشرات من الاخوان المسلمين المتهمين بتلقي اموال من الخارج بغرض التآمر لقلب نظام الحكم، كان اخرهم عناصر نسائية و11 مصريا متهمين "بتدريب" اسلاميين محليين على كيفية الاطاحة بحكومات عربية.

كما يشن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان حملة شرسة على المرشد الروحي للاخوان الداعية المصري القطري يوسف القرضاوي، مهددا باعتقاله في حلال زيارته الامارات.

ويعبر عن اعتقاده بان "الاخوان يتحركون في الكويت املا في ان تتيح لهم الانقسامات الفرصة لكي يحسنوا موقعهم السياسي والاجتماعي".

وتشهد الكويت منذ فترة احتجاجات، يعتبر الاخوان من ابرز محركيها، تطالب باصلاحات سياسية تحد من سيطرة العائلة الحاكمة آل الصباح على مقاليد الامور في دولة غنية بالنفط.

لكن خالد الدخيل الباحث والاكاديمي يقول لفرانس برس ان "دول الخليج تواجه محليا الاصلاح السياسي، واقليميا تداعيات ما يعرف بالربيع العربي اي حكم الاخوان في مصر وتونس".

وبشان المخاوف حيال الاخوان المسلمين، يوضح الدخيل ان "التخوف مبالغ فيه (...) واذا كان الفكر الاخواني يشكل تهديدا فان الشكل الوحيد لمواجهة وصولهم الى الحكم هو البناء الداخلي سياسيا، واقتصاديا، وتعليميا".

يشار الى ان الفكر الاخواني في السعودية، حيث الغلبة للتيار السلفي، متمثل عبر الصحوة ومن ابرز رموزها سلمان العودة وعوض القرني.

ويلفت الدخيل الى ان "الفكر الاخواني المتدين الاقصائي موجود بسبب الفراغ السياسي والدستوري في المنطقة، فالاقتصار على الشكوى من الاخوان وعدم القيام بشيء داخليا يفتقد الى الكثير من الحكمة".

وحول الدور القطري، يوضح عساف ان الدوحة "تحترف تصدير التناقضات او على الاقل تعرف كيف تبقيها بعيدة عنها، وتراهن على تحالفه مع الاخوان لكي تركب موجتهم وتسخر امكانيات هائلة لمساعدة الاخوان في التمدد في كل الاتجاهات".

 

ويتابع مشيرا الى قناة "الجزيرة التي تخدم النهج الديني والاجتماعي والسياسي للاخوان وامكانيات لوجستية ومالية واقتصادية ودبلوماسية (...) لكن، هذه السياسة تضع قطر بمواجهة الخليجيين".

ويوافق بن صقر قائلا ان قطر "وجدت في الاخوان حليفا يؤثر في توجهات الشارع العربي، ويمتلك قدرات تنظيمية وانتشارا جغرافيا من الممكن ان يخدم مصالحها عبر التعامل من وراء ظهر الحكومات".

ويضيف ان قطر تريد "خدمة المصالح الاميركية في تدجين وتطويع الاسلام السياسي عبر التحالف مع الفكر الاخواني لمقارعة اخطار السلفية الجهادية والتكفيرية التي اظهرت قدرة فائقة على التعامل مع ضغوط الدول الغربية والانظمة الحاكمة".

ويقول العديد من المراقبين ان قطر تدعم الاخوان المسلمين في حين تقدم السعودية دعما للتيار السلفي.

ووقعت الدول الخليجية خلال قمة المنامة الشهر الماضي اتفاقية امنية تسمح بتبادل المعلومات حول المعارضين الا انها تواجه بعض التحفظات من جانب المعارضة الكويتية.

واشار مراقبون حضروا القمة الشهر الماضي الى توتر بين قطر وبعض الدول بسبب الموقف من الاخوان وعزوا حضور ولي عهد قطر الشيخ تميم بدلا من والده الى هذا السبب.

ويعبر عساف عن اعتقاده ان "التباين في النظرة للاخوان المسلمين بين قطر من جهة والسعودية والامارات والكويت من جهة اخرى بدأ يؤثر سلبا على مشاريع التقارب والاندماج بين دول الخليج".

ويختم قائلا "يبدو ان مخاوف السعودية والامارات والكويت من نفوذ الاخوان المتصاعد قد يبلور تحالفات متناحرة ضمن البيت الخليجي والعربي والاسلامي الواحد، كتحالف بدا يظهر بين قطر ومصر وتركيا وآخر بين باقي دول الخليج والاردن".

*عن القدس العربي.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

7


اعتصام المشايخ عند الديوان:

 محاولة لقراءة المُضمَر من تويتر.



الكاتب:

في السعودية، العالم الافتراضي حقيقي أكثر من العالم الحقيقي. كل القُوى التي لا تُعطيها السلطات الأمنية في السعودية المساحة الكافية للتحرُّك والتعبير عن نفسها، تجد نفسها في تويتر. فمن خلال تويتر، يومًا بعد يوم، يتعرّف المجتمع السعودي على نفسه وأطيافه أكثر فأكثر. تختلف حول الحدث الواحد ردود الأفعال وتنشأ الاصطفافات في المواقف. تُختبَر الاتجاهات الفكريّة المتنوعة وتبرُز أولويّات مبادئها ورؤاها. كل توجُّه فكري فيما هو رؤية وتحليل وأهداف، يبدأ في التمايُز عن التوجه الآخر، وعبر الأحداث تتمايز حتى التوجّهات المتقاربة التي ربما كانت تظن أنها متجانسة معاً.

 بداية الهاشتاق:

كان في البداية #زيارة_المشايخ_للديوان مبتدئًا بتغريدة برق نيوز مُلحقة بتغريدات أخرى فيها بعض أسماء الحاضرين من (المشايخ والعلماء) ومن المطالب: "حل ملف المعتقلين، التجاوزات المخالفة للشرع ونظام البلد". حصلت متابعة بسيطة على تويتر. ولم تحصُل أي استجابة للمشايخ ولم يُقابلوا أي مسؤول، فبعدها بأربع ساعات تحول الهاشتاق من مجرد خبر الزيارة إلى #اعتصام_المشايخ_عند_الديوان مبتدئاً بتغريدة أخرى أيضاً لبرق نيوز هي أول تغريدة في الهاشتاق، والتي فتحت باب التفاعل وأتت بعدها بدقائق تغريدة الشيخ يوسف الأحمد الموضّحة أكثر للمطالب، وبعدها ظهر الفيديو المعروف.

لماذا هذا الحدث بالذات أثار كل ما أثاره من ردة فعل؟ ربما كان الجواب في الكلمات الثلاث في عنوان الهاشتاق:

فهو أولاً: (اعتصام) وهو -من حيث المبدأ والأصل- حق من حقوق حرية التعبير وسلوك سلمي مدني حضاري. وكونه مفقود ممارسةً في السعودية يُعطي أغلب أحداث الاعتصامات وهجًا إعلاميًّا ما -ولو اقتصر على حدود تويتر، فالإعلام الرسمي لا يلتفت كثيرًا للتوجّهات المخالفة للدولة-.

وثانيا: لأنه من هذه الحركة الإسلامية -المعبّر عنها اصطلاحا وفي الهاشتاق بـ(المشايخ)، وأغلب الرموز التي ظهرت منها مرتبطة بالحركة السرورية- والتي لها مطالب محدّدة ومواقف مُسبقة وتنبيهات وتحذيرات سبَق أن أعلنَت كثيرًا عنها.

وثالثاً: لأن طرَف المواجهة الآن هو (الديوان الملكي)، وليس (وزارة الداخلية)، الشيء الذي يجر وراءه ماضيا طويلا من توجُّس المشايخ (الحركات الإسلامية بمختلف تياراتها) من خالد التويجري رئيس الديوان الملكي بادّعاء أنه (قائد التغريب) في السعودية.

ورابعا: يُضاف لهذا كلّه أن هذا الحدَث حصل سريعاً (الثلاثاء 15/1/2013) بعد أربعة أيّام من إعلان الأوامر الملكية (الجمعة 11/1/2013) الخاصة بتعديل مواد نظام مجلس الشورى والمتضمّنة إشراك30 سيّدة فيه.

المشايخ ومحاولة لإعلان الاستنفار:

- كتبت الداعية السلفية الشهيرة الدكتورة نوال العيد عدّة تغريدات، حظيَ بعضها بريتويت الشيخ يوسف الأحمد، بنفس الوقت الذي كان ينشط فيه هاشتاق الاعتصام، استهدفت التغريدات بالهجوم (أدعياء الليبرالية) وأن مطالبهم الحقوقية للمرأة متعلقة بالكاشيرات وفصل الحواجز، وأنهم غير وطنيّين تحرّكهم أجندة خارجية، وقامت في تغريدة من التغريدات باستحضار حدَث (بهو الماريوت) باعتباره دليلاً على "انحلال أدعياء الليبرالية".

استحضار د. نوال لحادثة (بهو الماريوت) لا يشير إلى ما أرادت الاستدلال عليه فقط، بقدر ما يشير إلى استحضار المعركة القديمة الجديدة: الليبرالية/ الإسلامية؛ التي تضمّنها حدَث الماريوت، ومطالب المشايخ (=الإسلاميّين) المتعلّقة بإعادة (البلد إلى النهج الذي كانت عليه) والرافضة لقرارات المشاركة النسائيّة في الشورى، وقبلها مشكلة وزارة العمل والسماح للمرأة بالعمل في المحلاّت النسائية، وقبل هذا كله مشاكلهم التي لا تُحصى مع وزارة الثقافة والإعلام شاملة توجيه كتّاب الرأي لاحترامهم وكفّ السخرية عنهم، والاستجابة لمطالبهم في تنقية دُوَر معرض الكتاب مما يسمونه "دور نشر إلحادية وتغريبية"، وتشديد الرقابة على الأندية والأنشطة الثقاقية، والقنوات الإعلامية.

شمِلَت تغريدة الشيخ يوسف الأحمد بخصوص مطالب الاعتصام (قنوات الفساد، الشورى، التغريب). والمتتبّع لسياقات حديث الشيخ -وغيره- عن مفردات (الفساد، التغريب) سيجد أنها مطالب تدور حول قضايا المرأة والانفتاح الثقافي، وهذا -بالإضافة إلى اختيار المشايخ للتوقيت- ما حدا بأكثر المنتقدين إلى اعتقاد أن الحدث كلّه بسبب إشراك المرأة في مجلس الشورى لا علاقة حقيقية له بباقي القضايا التي قد يُسانَد المشايخ فيها.

- أيضا في وقت نشاط الهاشتاق، يوجه رسالة قوية الشيخ ناصر العمر عبر ثلاث تغريدات مخاطباً الدولة ومتّبعاً فيها هذا التسلسل:

1- التذكير بأحداث الربيع العربي والتحذير من امتدادها إلينا.

2- التذكير بعهد الإمامَين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود.

3- التنصيص على ابتعاد الدولة عن الشريعة "أو لنقل: ابتعاد الدولة عن مطالبات المشايخ باسم الشريعة".

4- تحذير الحاكم من التجاهل أو العنف، وتوصيته بالاستجابة.

استخدَم الشيخ ناصر العمر نفس هذا التسلسُل ونفس هذه اللهجة في التحذير والرغبة في إخضاع الدولة لمتطلباتهم، في درسه بالمسجد أثناء إشعاله لقضية حمزة كاشغري، تماماً قبل سنة من مثل هذه الأيام. يبدو الخطاب في صرامته كأشدّ ما يمكن أن يقوله الشيخ ليُلفت نظر السياسي بجدّية إلى مطالبهم. لا يبقى له بعد ذلك، إذا لم يُستجَب له، وأصرّ على موقفه، إلا نشاطاً حركياً يحرّك فيه الحشود. وفي مجتمع مثل المجتمع السعودي، يحظى رجل الدين بقوّة وتمكين على التحكُّم بالحشود يُخيف ويُقلق السياسي طوال الوقت. التذكير بأحداث الربيع العربي "وتنحية الشريعة وظلم الشعوب" مقصودٌ منه، بحسب تعبير الشيخ، "أن يعتبر" السياسي في السعودية. والتذكير بعهد الإمامين وتحالفهما، باعتبار الشيخ ومطالبه كخلفاء لدعوة أحد الإمامين وهو الشيخ محمد بن عبدالوهاب، في مقابل الإمام الآخر محمد بن سعود، شيئا يضيفه الشيخ ليزيد من قلق السياسي والضغط عليه للاستجابة للمطالب.

- من جهة أخرى، كتب الشيخ عبدالعزيز الطريفي تغريدة ملمّحا فيها للكثير: ( من الحكمة الشدة مع دولة كانت قريبة من الحق ثم بدأت تبتعد واللين مع دولة كانت بعيدة عن الحق ثم بدأت تقترب ولوكانت الأولى أقرب للحق من الثانية).

المعادلة عند الشيخ الطريفي يمكن صياغتها بهذا الشكل: السعودية دولة قامت على حلف والتزام بالدعوة السلفية، أي ابتعاد لها عن هذا النهج، من الحكمة أن تُخاطَب بشدّة لتوجيهها للعودة إليه. مصر دولة حكَمها مُبارك طويلاً وسجن واضهد فيها الإسلاميّين ونحّى الشريعة والتزم بـ"قوانين وضعيّة"، وعادت الآن إلى حكم الإسلاميين، فمن الحكمة استخدام الخطاب اللين لتوجيهها، إشارةً إلى زيارة العريفي وما أبداه من حث على التسامح والتعايش والبحث عن الاستقرار وغضّ الطرف عن الاختلافات.

مشكلات الحرية والحقوق في ردود الفعل:

كل ردة فعل في حدث كهذا مبنية على رُؤى وتصورات وبُنى فكرية توجّهها–خفيّة كانت أو ظاهرة، كل حكم على الحدث هو نتيجة فهم ما للحقوق وللحريات-. استقراء ردود الفعل سيُخرِج بتصوّر واضح عن العوامل المؤثّرة على الفكر في المجتمع السعودي.

عناصر الحدث الثلاث هي: (الاعتصام السلمي)؛ الذي هو بحد ذاته، حق إنساني يُشمل تحت حرية التعبير، لا يجرؤ أحدٌ على انتقادِه بحد ذاته. و (المطالب) التي بسببها كان الاعتصام؛ والتي كان الأساسُ فيها الاعتراض على قرار مشاركة المرأة بالشورى ولكنها خُلِطَت بقضايا الاعتقال والفقر لتُعطى شرعية أكثر قبولاً. و (المشايخ الذين قاموا بالاعتصام) وأشرفوا عليه ونقلوا أخباره وشجّعوه. أغلب الآراء المتفاعلة في الهاشتاق تشكّلت حول (المطالب) نفسها، وكون (المشايخ) هم من خلفَ هذا الحدث.

اتجهت بعض الآراء إلى انتقاد (المطالب) بوصفها "تخلفية ورجعية"، وإلى انتقاد (المشايخ) بوصفهم "عنصريين ومتطرفين يمثّلون نفسهم لا المجتمع يبحثون عن سيادة اجتماعية"، كانت المشكلة عندما مالَت بعض هذه الآراء من انتقاد المطالب إلى التأييد الصريح لقمع الدولة لهم، لأنه، وبحسب تعبير صاحب أحد هذه الآراء "لا بد أن يكون الرأي متوافقا مع القيم الحقوقية العليا والتي منها مناهضة العنصرية، فأي شخص يريد اختراقها؛ لا حرية له". ووُصِفَت (مطالب) المشايخ بالعنصرية من باب أنها مطالب رافضة لدخول المرأة لمجلس الشورى. فالحدث الذي حصل فيما هو (اعتصام) يستندِ على مكوّن من مكونات الحرية، وفيما هو (اعتراض على مشاركة المرأة بمجلس الشورى) فهو يستنِد على الرغبة في تقييد وتضييق مكوّنات هذه الحرية. ومن هنا كانت المشكلة.

الشعار المعروف: (لا حرية لأعداء الحرية) مقولة تُنسب لفولتير، وحين تُستخدَم في سياق رفض هذا الاعتصام السلمي المشروع للمشايخ، بسبب ما تتضمّنه مطالباتهم، يوهم بأن رأس هرم مشكلة الحرية في السعودية هو هؤلاء المشايخ. هذا التوظيف لمقولة فولتير يُضمِر إحباطاً ويأساً وهروباً من المشكلة الحقيقية: عدم وجود نظام دستوري يحمي الحريات للجميع ويكفلها. فمشكلة الحرية، في البداية، أنها غير موجودة أساساً. ليست مشكلة الحرية، إساءة استخدام (المشايخ) لها، أو تضمُّن خطابهم لما يجعلها تتوافق معهم وحدهم. أولوية من يحمل "همّ الحرية" إيجاد نظام يحمي الحرية ويمارسها على أرض الواقع، ثم بعد ذلك سيهتم بما يجب فعله تجاه "أعداءها". الحرية تحمي نفسها، ومعنى هذا أن النظام الدستوري الذي يكفل الحقوق والحريات هو القادر على حمايتها من "أعدائها". لا يملك أحد سُلطة تحديد مفهوم "أعداء الحرية". ثم هو مفهوم قابل للتحوّل -كما حدث بعد الثورة الفرنسية- إلى شمّاعة لإقصاء كل معارضة، فما يبدأ بـ"لا حرية لأعداء الحرية" يتحول إلى "لا حرية لأعداء حماة الحرية". مثله مثل شمّاعة: معاداة الشيوعية في الدول الاشتراكية، معاداة السامية،..إلخ.

أثار الموقف المُسانِد لقمع المشايخ وعدم الاستجابة لمطالبهم، عديدًا من المغردين المتطلّعين لمفاهيم المجتمع المدني لإعادة الكتابة حول مفاهيم الحرية؛ كونه، هذا الموقف، يخالف مفهوم حماية الحريات للجميع دون تمييز ولو كان خصماً ويتبنى مطالب لا يُوافَق عليها.

ومن نفس هذا المنطلق (حماية حرية المختلف)، صادف هذا المفهوم –في نفس اليوم- حضورًا آخر على هاشتاقين: الأول: هاشتاق #الحرية_للحمد للمطالبة بالإفراج عن الدكتور تركي الحمد، المعتقل من 24 ديسمبر الماضي، بلا أي أسباب أو مبررات معلنة. والآخر: هاشتاق #إلغاء_محاضرة_العودة الذي أُعلِن فيه خبر إلغاء محاضرة للدكتور سلمان العودة في محايل عسير، دون مبررات معلنة. وكانت التغريدات التي تحملُ هذا المفهوم تستحضرُ القصة الشعبية (أُكِلتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض) للتحذير من عدم الفرح أبداً من انتهاك حرية أحد ولو كان خصماً مختلفاً. قالت إحدى المغرّدات: (الدولة التي منعت العودة من محاضرة، هي نفس التي اعتقلت تركي الحمد من أجل تغريدة. أي تبرير لحماقاتها، ربما يحولك أحد ضحاياها، فهي تتخبط دون بوصلة!).

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق