23‏/03‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2473] فورين آفيرس: حرب إسرائيل القادمة ع الغاز+الإسلاميون الجدد والمشروع الأمريكي في الشرق الأوسط


1


فورين آفيرس": "حرب" إسرائيل القادمة على الغاز في شرق البحر المتوسط؟


2013-3-21 | خدمة العصر 

في السنوات الأخيرة، صنعت النزاعات حول الموارد في بحر الصين الجنوبي عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم. ولكن سرعان ما أصبح شطر آخر من المياه في البحر الأبيض المتوسط بؤرة قلق وتقلب، خاصة بعدما اكتشفت احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي بالقرب من سواحل قبرص، مصر، إسرائيل، لبنان، سوريا، وتركيا.

والمنافسة على حقوق استغلال تلك الموارد يضاعف التوترات القائمة على السيادة والحدود البحرية، هكذا استهل الكاتب والباحث "يوري جوكوف" مقاله في مجلة "فورين آفيرس" عن صراع الغاز في شرق البحر المتوسط، ويرى أنه من دون مشاركة ناشطة وفعالة من قوى خارجية، فإن هذه الخلافات سيكون من الصعب حلها.

إسرائيل تقف لتكون المستفيد الرئيس من خيرات شرق البحر الأبيض المتوسط، ويرجع ذلك أساسا إلى التوزيع الجغرافي للاكتشافات الحديثة، كما يقول الكاتب.

ففي عامي 2009 و2010، اكتشفت الولايات المتحدة وإسرائيل في قاع البحر بالقرب من حيفا حقول "تمار" و"لفيتان" (التي تُعرف بأنها مستكشفات الغاز الطبيعي الكبرى في العالم في العقد الأخير في مياه عميقة)، ويبلغ المقدار الكامن في الحقول التي تم الكشف عنها حوالي 26 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. وكان توقيت هذه الاكتشافات مناسبا.

منذ بداية الربيع العربي، عانت إسرائيل من انقطاع إمدادات الغاز المتكررة، وأنهت العقد في نهاية المطاف مع مصر، التي وفرت في السابق 40 في المائة من الغاز المستهلك في إسرائيل، بأسعار أقل من أسعار السوق. ويتوقع الكاتب أن حقول "تمار" و"لفيتان البحرية، حال تطويرها، يمكن تلبية احتياجات إسرائيل من الكهرباء على مدى السنوات الثلاثين القادمة، وقد تسمح لها بأن تصبح دولة مصدرة للطاقة.

وأعلنت لبنان، من جانبها، أن جزءا من حقل "لفيتان" يقع في منطقة 330-ميل مربع، علما أن إسرائيل لم تضبط إلى الآن حدودها البحرية (المحتلة)، وكلاهما (لبنان وإسرائيل) يدعيان أن هذا الحقل جزء من مناطقها الاقتصادية المحمية.

هذا النزاع، جنبا إلى جنب مع تهديد حزب الله لمهاجمة منصات الغاز الإسرائيلية، زاد العبء على البحرية الإسرائيلية الصغيرة. فحتى وقت قريب، كان التركيز الإستراتيجي للبحرية الإسرائيلية، في المقام الأول، على الدفاع الساحلي والحفاظ على الحصار المفروض على غزة، كما ذكر الكاتب.

ولتجهيز أسطول لحماية منصات الغاز البحرية، وافق وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، ورئيس الأركان، بيني جانتز، على خطة لشراء أربع سفن حربية جديدة. وقد عملت إسرائيل أيضا على توسيع التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي مع أصحاب حق الانتفاع الآخرين، سيما قبرص.

منذ توقيع قبرص على اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل في عام 2010، أصبح المستفيد الرئيس الثاني من طفرة الغاز. وهي الجزيرة التي تقع، على الأرجح، في طريق إسرائيل لتصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية. وتطالب قبرص أيضا بمخزونها الخاص من الغاز.

ويحوي حقل "لفيتان" على ما يصل إلى سبعة (7) تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بما يكفي لتلبية احتياجات القبارصة اليونانيين من الاستهلاك المحلي لعقود قادمة. ولكن حتى هذا الحقل البحري من الغاز هو محل نزاع بين آخرين. فجمهورية قبرص التركية الشمالية تدعي الملكية المشتركة للموارد الطبيعية للجزيرة، وعارضت محاولات نيقوسيا (عاصمة قبرص) من جانب واحد لتأمين عقود الحفر البحرية.

مثل شمال قبرص ولبنان، تنظر تركيا لطفرة الغاز الإسرائيلي القبرصي بتوجس، حيث إن أنقرة لا تعترف باتفاقيات قبرص بشأن الحدود مع جيرانها، ومتخوفة من استبعاد القبارصة الأتراك من أرباح نيقوسيا من الغاز في المستقبل.

تركيا ترى أيضا أن إمكان تصدير الغاز عبر خط قبرص واليونان تهديدا لطموحاتها الخاصة كبلد عبور الغاز من آسيا الوسطى وبحر قزوين إلى الأسواق الأوروبية. وقد احتجت أنقرة على التعاون بين إسرائيل وقبرص ودعمت موقف لبنان في النزاعات الحدودية مع إسرائيل.

وفي تصعيد للموقف، قررت تركيا إجراء مناورات بحرية كبرى تزامنا مع عمليات الحفر من قبل المقاولين القبارصة اليونانيين، وأرسلت سفنها الخاصة لاستكشاف المياه المتنازع عليها.

وتأتي هذه التحركات في سياق التدهور المستمر في العلاقات التركية الإسرائيلية. وقد دفع هذا تركيا لتتخصيص المزيد من الموارد لضمان المرور الآمن للمدنيين والسفن التجارية في شرق البحر المتوسط. وباعتبارها القوة الأكبر والأكثر قدرة في المنطقة البحرية، تتباهى تركيا بحيازة 200 من السفن الحربية والغواصات التكتيكية، وسفن برمائية سريعة الهجوم والسفن اللوجستية.

ورغم أنه من غير المرجح على المدى القريب أن ينشب صراع بحري في شرق البحر المتوسط، فإن تصعيدا غير متعمد بسبب تزايد الحوادث في البحر أصبح أمرا محتملا على نحو متزايد.

ومع تحرك السفن في منطقة بحرية واحدة على مقربة من بعضها البعض واحتكاك أكبر، قد يتسبب حادث بسيط أو استفزاز في عمل من أعمال العدوان.

كما إنه من المرجح أن تصبح المناورات الخطرة أكثر شيوعا. وفي ظل مناخ من عدم الثقة وعدم اليقين، يمكن لمثل هذه الاستفزازات أن تثير حالات الانتقام.

ويقول الكاتب إنه بسبب مشاكل الالتزام بأي اتفاقات بين الدول المعنية، فإن أي محاولة جادة لحل النزاعات تتطلب وساطة وتنفيذا من قبل قوة خارجية. ويرى أن روسيا حريصة على لعب هذا الدور، ولكن حيادها أو مدى قدرتها تبقى موضع شك. وتمتلك روسيا نحو ربع إجمالي احتياطيات الغاز في العالم (1680 تريليون قدم مكعب) وتمثل، في المتوسط، 71 في المائة من واردات الغاز في أوروبا الوسطى والشرقية.

وسيكون الإنتاج مستقبلا في شرق البحر المتوسط هامشيا، وعلى هذا لا يمكنه إحداث توازن مع روسيا المهيمنة على السوق. ومع ذلك، فإن الشركة المملوكة للدولة "جازبروم"، المحتكرة للغاز، تطمح للحصول على حصة مالية في تنمية الموارد المحلية لشرق المتوسط. وقد سعت للحصول على تراخيص الإنتاج في الحقول الإسرائيلية والقبرصية وعرضت للمساعدة في تطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال.

وترى إسرائيل وقبرص في روسيا مصدرا للخبرة التقنية والدعم السياسي المحتمل، إذ إن موسكو أكدت مرارا حق قبرص في استكشاف الحقول البحرية في منطقتها الاقتصادية.

ومنذ 2011، أجرت روسيا ثلاث مناورات بحرية في البحر الأبيض المتوسط، بما يحدث منذ العهد السوفيتي. الجولة الأخيرة كانت في يناير 2013، حيث شاركت أكثر من 20 سفينة حربية وغواصة من البحر الأسود وبحر البلطيق والأساطيل الشمالية، وغطت التدريبات أكثر من 21 ألف ميل بحري وتم اختبار مرونة أنظمة القيادة والسيطرة في مجموعة من السيناريوهات، من إدارة الكوارث ومكافحة الإرهاب في الدفاع الجوي والحرب المضادة للغواصات.

مع قدرة روسيا على التحرك كحليف وشريك لمعظم الأطراف في النزاع، قد تبدو الولايات المتحدة أكثر ملاءمة لدور مدير الأمن الإقليمي. ولكن الآن تُثار أسئلة جديدة حول مصداقيتها باعتبارها قوة موازنة ومحققة للاستقرار.

 ويقول الكاتب إن للولايات المتحدة ثلاث مصالح رئيسة في شرق البحر الأبيض المتوسط: السعي إلى دعم أمن حلفائها الاقتصادي والوجودي، والحفاظ على المنطقة متكاملة مع الأسواق العالمية، وضمان سلامة المواطنين الأمريكيين والعاملين في مجال الطاقة.

وكان موقف واشنطن من نزاعات الغاز المحلية مماثلا بشكل كبير لموسكو. وتؤيد الولايات المتحدة أيضا حق قبرص في التنقيب عن الطاقة في المناطق البحرية مع تشجيع المفاوضات بوساطة الأمم المتحدة على إعادة توحيد الجزيرة. هذا الموقف، مع إشراك الشركات الأمريكية في مشاريع الغاز الإسرائيلية، يجعل من الولايات المتحدة بديلا جذابا عن روسيا بالنسبة لبعض الفاعلين المحليين للحصول على دعم سياسي خارجي. لكن أنقرة ترى أنه أصبح من الصعب النظر إلى واشنطن باعتبارها وسيطا وطرفا محايدا ونزيها.

والأهم من ذلك، أن تركيز واشنطن الإستراتيجي الحقيقي لا يزال على الخليج، وبشكل متزايد، على آسيا والمحيط الهادئ. كما أصبحت الولايات المتحدة أكثر انتقائية في استخدامها لنشر  قواتها والتدريبات متعددة الجنسيات، وكلاهما لا بد منه للحفاظ على الهدوء في شرق البحر المتوسط.

وقد تميل الولايات المتحدة، باعتبارات داخلية وخارجية، إلى الاعتماد بشكل أكبر على القوات البحرية الأوروبية لإحداث توازن مع روسيا ونزع فتيل الأزمات المحتملة بين حلفائها.

ومع ذلك، يقول الكاتب، فإن الحفاظ على الحضور الفعال في شرق البحر المتوسط يعتمد في جزء منه على ما يحدث في سوريا، والصراع هناك لا يتجه لصالح موسكو.

سوريا هي شريك موسكو الرئيس في المنطقة، وتحتضن القاعدة العسكرية البحرية الروسية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي السابق، وتحديدا في طرطوس، حيث إنها تحولت إلى محطة للإمدادات البحرية والصيانة.

ورغم أن البحرية الروسية تأمل في الحفاظ على هذا المرفق، فإنه بدأ العمل بفرضية سقوط نظام الأسد. وفي هذه الحالة، سوف تحاول روسيا، وبصعوبة، لإقامة شراكة مع إسرائيل وقبرص، كما يتضح من الإشارات الأخيرة في إنقاذ المال الروسي لقبرص. واحتمال استبدال المرافق البحرية ونقلها إلى هذه البلدان لا تزال ضئيلة.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



انقسام هنا وانسجام هناك


دخلت تركيا في مصالحة تاريخية كبرى، في حين تكاد مصر تغرق في بحر الانقسام والخصام. ومن مفارقات الأقدار وسخرياتها أنه في الوقت الذي كانت ترتيبات المصالحة تجري بين أنقرة وبين القيادة الكردية، فإن النخبة المصرية كانت تواصل تجاذبها وعراكها، مستخدمة في ذلك مختلف أسلحة القصف والاغتيال، المقبول منها والمحظور، حتى قرأنا لأحد هواة السياسة الجدد قوله إن مصر لن تسعنا معا (المعارضة والإخوان)، الأمر الذي وضعنا أمام مفارقة فاجعة في المقارنة. إذ رأيناهم يوم الخميس الماضي (21/3) يطلقون صيحات الفرح في 50 ميدانا تركيا احتفاء بالمصالحة، وفي ذات اليوم هللت بعض صحفنا لأن «مصر طالعة» إلى المقطم بعد 24 ساعة (صباح الجمعة) مستهدفة مقر جماعة الإخوان، للانخراط في جولة جديدة من العراك المجنون والعبثي.
أرجو أن تعتبر ما سبق «فشة خُلق» كما يقول إخواننا في الشام، لأنني كنت قد عزمت على الحديث عن أهمية وعبرة المصالحة التاريخية التي حدثت في تركيا يوم أمس الأول (الخميس)، لكنني وجدت أن بعض الصحف المصرية الصادرة في صباح اليوم ذاته كرست صفحاتها وأخبارها وتعليقات كتابها للتعبئة والتحريض على الانخراط فيما سمي «طلعة الجمعة» فدفعتني المفارقة إلى المقارنة التي لم يكن منها بد.
الحدث التركي الكبير الذي أعنيه تمثل في نداء وجهه عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني دعا فيه إلى طي صفحة الاقتتال ضد الحكومة التركية والاتفاق على مصالحة بين الطرفين تحفظ للأكراد حقوقهم القومية التي ناضلوا من أجلها خلال الثلاثين عاما الأخيرة. وهي المواجهة البائسة التي أدت إلى قتل أكثر من 50 ألفا من الجنود الأتراك و40 ألفا من مقاتلي الحزب الكردي، هذا غير عشرات الآلاف من المشوهين والمعاقين وأمثالهم من المعتقلين وغيرهم من المشردين، الأمر الذي كلف الخزينة التركية نحو 300 مليار دولار خلال تلك الفترة.
أما جوهر المشكلة فيكمن في أن القوميين الأتراك الذين أسسوا الجمهورية في عشرينيات القرن الماضي رفضوا الاعتراف بالهوية الكردية، وظلوا يطلقون عليهم اسم «أتراك الجبل»، وترتب على ذلك سحق هويتهم وقمع ملايينهم (عددهم الآن يتجاوز 15 مليون نسمة يسكنون جنوب شرقي تركيا)، حيث منعوا من استخدام لغتهم وأغانيهم وأسمائهم وثيابهم التقليدية. وبعدما صبروا طويلا وعانوا كثيرا رفعوا السلاح في ثمانينيات القرن الماضي، مطالبين بحقوقهم التي أهدرت وهويتهم التي محيت. وطوال تلك الفترة ظل الناشطون والمقاومون الأكراد يصنفون باعتبارهم «إرهابيين»، في حين ظل الخطاب السياسي التركي يرفض الاعتراف بأن في البلاد مشكلة كردية.
اختلف الأمر منذ عام 2002 حين تولى حزب العدالة والتنمية السلطة، الذي قاد الدعوة إلى تحويل تركيا إلى دولة ديمقراطية يحكمها الشعب وليس العسكر. ولذلك وضعت ضمن أولوياتها فك العقدة المستعصية. وتمثلت البداية في الاعتراف بوجود «المسألة الكردية»، ثم اتجهت إلى تنمية المحافظات الكردية التي تتركز في منطقة الأناضول. وظلت تسعى بصورة تدريجية إلى الاعتراف للأكراد بحقوقهم القومية، إلا أن حزب العمال الكردستاني ظل شاهرا سلاحه وبدا في بعض الأوقات أنه جاهز لمناوشة الجيش التركي، وهو ما ظهر بوضوح بعد توتر العلاقات مع سوريا، التي استخدمت الورقة الكردية للضغط على دمشق وإزعاجها.
خلال السنتين الأخيرتين نشطت المخابرات التركية في الاتصال مع الزعيم الكردستاني الذي ألقي القبض عليه في عام 1989 وأودع جزيرة «ايمرالي» المنعزلة، بعد أن نجا من الإعدام. وبعد سلسلة من المفاوضات معه ومن المشاورات أجراها مع أعوانه، تم الاتفاق على الإعلان الذي جرى بثه يوم الخميس الماضي في عيد النوروز الكردي، ليمهد لطي صفحة العنف المتبادل، ووضع أسس المصالحة التاريخية. وبناء عليه يوقف إطلاق النار وينسحب المقاتلون الأكراد باتجاه العراق، وتستمر التهدئة مدة تسعة أشهر تم خلالها التعديلات الدستورية التي تعترف بالهوية الكردية وتعيد إليهم حقهم في المواطنة، بما يسهم في استتباب الأمن وشيوع الاستقرار في ربوع البلاد.
سواء كان دافع أردوغان في ذلك رغبته في العثور على حليف جديد بعد فشل العلاقات مع سوريا، أو حرصه على كسب أصوات الأكراد قبل خوضه الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، أو حتى تعزيز موقع بلده في محيط عالم السنة، فالثابت أن الفائز الأكبر في خطوته تلك هو الشعب التركي بمختلف مكوناته، لأن السلام المفترض من شأنه أن يعزز السلام والاستقرار والرخاء الذي ينعم به الجميع ــ عقبالنا.
......
الشرق القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


الانسداد الإخواني!


محمد بن عيسى الكنعان


محمد بن عيسى الكنعان

أبرز ظاهرة يمكن ملاحظتها والاتفاق على تجلياتها في مخاض ثورات الربيع العربي، هي وصول الإسلاميين - وتحديداً الإخوان المسلمين- إلى سدة الحكم بعد أن كانوا قرابة ثمانية عقود في صفوف المعارضة أو خلف قضبان السجون،

وهنا أشير إلى أبرز مثالين هما حزب (النهضة) في تونس، وحزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، فضلاً عن ظهور أحزاب إسلامية (وسطية وسلفية) على المسرح السياسي بقاعدة شعبية لا يُستهان بها حتى إنها كانت أقرب إلى المفاجأة بالنسبة للمهتمين والمراقبين السياسيين.

مع ذلك نجد أن الإسلاميين في تونس ومصر حالتان مختلفتان من حيث مجريات الواقع الراهن، وظروف البيئة التي يتحركون فيها، وطريقة معالجة المستجدات السياسية الطارئة وهم في موقع السلطة، فإسلاميو تونس استبقوا معركة السياسة وتداعياتها السلبية باقتسام كعكة السلطة مع الأحزاب العلمانية من يسارية وليبرالية وغيرها، في ظل دستور متفق عليه وانتخابات نزيهة شارك فيها الجميع، لهذا تبدو الحالة التونسية أفضل حالاً من الحالة المصرية بغض النظر عن التظاهرات المستمرة لدى الأحزاب التونسية والاختلاف على تشكيل الحكومة. كون الحالة الإخوانية المصرية قد وصلت إلى طريق أشبه ما يكون مسدوداً على شتى المجالات وكافة المستويات، حتى قيل عن الواقع المصري (حكم بلا خبرة.. ومعارضة بلا مشروع)، فمؤسسة الرئاسة تبدو عاجزة عن معالجة التطورات السلبية المتلاحقة، بحيث يهدأ الشارع الذي ما زال مضطرباً منذ الإعلان الدستوري الاستثنائي للرئيس مرسي، وخصوصاً أن هذه التطورات لم تقف عند تظاهرات الشوارع واعتصامات الميادين، إنما صارت على مستوى بعض المدن بتعطيل الحياة في أجزائها، كما يحدث في مدن القناة وبالذات بورسعيد، التي دخل مواطنوها في أزمة ثقة مع مؤسسة الرئاسة وصدام مع الأجهزة الأمنية، إضافة إلى ظهور رغبة كثير من المواطنين والأحزاب في عودة المؤسسة العسكرية للحياة السياسية وإدارة البلد وعدم وقوفها على الحياد في خضم الأحداث الساخنة الجارية.

هذا الاضطراب الحاصل يجاريه على الطرف الآخر موقف أحزاب المعارضة، سواءً في جبهة الإنقاذ التي أعلنت مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة، مع تأكيد رفضها المسبق لنتائج الاستفتاء على الدستور وما ترتب عليه، أو موقف بعض الأحزاب الإسلامية (الوسطية والسلفية) الرافض لأسلوب تعاطي الرئاسة مع الأحداث اليومية الجارية على الساحة المصرية، لدرجة أن موقف حزب (النور) السلفي صار أقرب إلى موقف المعارضة العلمانية منه إلى حزب الحرية والعدالة الإخواني، أما الإشكال الأكبر الذي يواجه (الإخوان المسلمين) في حكمهم اليوم، فيتمثَّل في عجز حكومة قنديل عن معالجة الأزمة الاقتصادية، المتفاقمة على أكثر من مستوى وبشكل مخيف، بدلالة قرض صندوق النقد الدولي الذي طلبته مصر، وما سوف يترتب عليه من إجراءات تقشفية قطعاً ستمس حياة الإنسان المصري البسيطة ما قد يزيد من معاناته المادية، وكذلك ضعف المردود السياحي في مصر. زد على كل ما سبق حالة التوتر القائمة بين السلطتين التنفيذية والقضائية، والحرب الباردة بين وسائل الإعلام المصرية غير الرسمية ومؤسسة الرئاسة ومن ورائها حزب الحرية والعدالة.

هذه الصورة السوداوية لا تحمل بين أركانها وميضاً يمكن أن يبعث على التفاؤل نحو مستقبل مزهر أو على الأقل حاضر مطمئن، بقدر ما تحمل مشهداً جلياً على (الانسداد الإخواني) في طريق إدارة الدولة، فكل الطرق التي أمام جماعة الإخوان المسلمين تبدو مسدودة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً وغير ذلك، ما يعني أن فشلهم ربما يكون ذريعاً وسقوطهم كارثياً، وأن دخولهم معترك السياسة أصلاً في الفترة الانتقالية (من هدير الثورة إلى بناء الدولة)، التي تعتبر أخطر مرحلة في الثورة المصرية، كان خطأً إستراتيجياً في عملهم السياسي بشكل عام، وسيؤثّر ولا شك على مسيرتهم في الواقع المصري، ويهز من صدقيتهم لدى رجل الشارع لصالح المعارضة، ولعل بوادر ذلك ظهرت بخسارتهم للانتخابات الطلابية في الجامعة وفي نقابة الصحافيين.
.......
الجزيرة السعودية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


الإسلاميون الجدد والمشروع الأمريكي في الشرق الأوسط

محمد زاهد جول(*)





يحاول البعض الربط بين ثورات الربيع العربي وصعود الإسلاميين إلى السلطة السياسية بعد نجاح بعض الثورات وفوزهم بالانتخابات البرلمانية والرئاسية وغيرها وبين التحضيرات والإجراءات الأمريكية لخلق شرق أوسط جديد منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، على ان هذه الثورات الربيعية وما سبقها من تحضيرات وما لحقها من نتائج وبالرغم من كونها جرت في عمليات انتخابية نزيهة وصادقة وأمينة على أنها مجرد خطوات أمريكية في لبرلة الشرق الأوسط والعالم العربي، تولت وزيرة الخارجية السابقة كنداليزا رايس التبشير بها في الكونغرس الأمريكي من عام 2005م، باسم الحرية والديمقراطية والإسلام المعتدل، وكان من أدلتهم على صحة ما يقولون خطابات الرؤساء والوزراء الأمريكيين ومنها مقولة مشهورة للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في نوفمبر 2003م عندما ذكر بأن ( الولايات المتحدة ظلت تدعم الديكتاتوريات في الشرق الأوسط لأكثر من ستين عاماً، وأن تلك السياسة لم تجلب لأمريكا الأمن، أو تخدم مصالحها)، وأن الرئيس الأمريكي بوش أعلن عن تخليه عن هذه السياسة، وتبنيه لسياسة جديدة قوامها نشر الديمقراطية.

وكذلك ما جاء في نص وثيقة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحته الولايات المتحدة على مجموعة الدول الصناعية الثمان وفيه:" (طالما تزايد عدد الأفراد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية في المنطقة، فسنشهد زيادة في التطرف والإرهاب، والجريمة الدولية، والهجرة غير المشروعة).

وكذلك مقولة لوزيرة الخارجية الأمريكية كندالزارايس نفسها ومنها قولها قبيل تكليفها بحقيبة الخارجية الأمريكية عام 2005م، حيث مثلت أمام لجنة الاستماع في الكونجرس الأمريكي، الذين سألوها عما ستفعله إذا استلمت حقيبة الخارجية، فقالت رايس:" إن لدينا قائمة من الحلفاء في الشرق الأوسط انتهت صلاحيتهم، واستهلكوا تماماً، ويجب التخلص منهم، واستبدالهم بحلفاء جدد للولايات المتحدة).

هؤلاء الحلفاء الجدد هم قادة الحركات الإسلامية المعتدلة التي تمثل الثقل الأكبر للقوى السياسية في الشارع العربي منذ صعود حركة الصحوة الإسلامية في منتصف العقد السابع من القرن الماضي، وانه إذا لم يتم استيعاب هذا الشارع الإسلامي وعناصره العاطلة عن العمل فإنهم سوف يتحولون إلى قوى معادية لحكومات بلدانهم وللغرب أيضاً الذي يدعم هذه الحكومات، ويذكر في هذا الصدد الدراسة الأوروبية التي نشرت عام 2005م، وهي بعنوان: (العالم 2005م)، قام بوضعها فريق الخبراء في (معهد دراسات الأمن للاتحاد الأوروبي) وقد قدم تقريراً عن هذه الدراسة الكاتب العلماني المعروف هاشم صالح، وجاء في هذه الدراسة (إذا احترم الغرب نتائج الانتخابات، وقبل بوصول المعتدلين الإسلاميين، كما حصل في تركيا مثلاً؛ فإن المتطرفين سيصبحون في خطر، وتتقلص قاعدتهم الشعبية، ولكن إذا حصل العكس، فإن المعتدلين سوف ينضمون إلى المتطرفين)، أي ان هذه الدراسة الأوروبية توصي بأن بإجراء انتخابات حرة في البلاد العربية حتى لو وصلت الحركات الإسلامية المعتدلة من خلالها إلى السلطة السياسية، وهو ما تم فعلاً بعد كل ثورات الربيع العربية وما جرى فيها من انتخابات في تونس ومصر وليبيا وما بعدها.

وبالتالي فمن يعرف المقدمات الأوروبية والأمريكية بالتحضير والتخطيط لا يستغرب تفسير النتائج بصعود الإسلاميون الجدد إلى السلطة، بل يتخذها دليلاً على صحة المقدمات، وبأن هذه الثورات ما هي إلا مشاريع أوروبية وأمريكية وليست ثورات شعبية قام بها المواطنون العرب في تونس ومصر وليبيا وغيرها.

وربما كان يكفي أصحاب هذه الرؤية ان يقال: على فرض ان ذلك صحيحاً مع عدم إمكانية تقبل العقل لهذه القراءة، فإنها ستكون لصالح العرب بان تتحول دولهم إلى دول ديمقراطية على الأقل، ولكن صاحب تلك الرؤية يظهر حرصاً على مصالح العرب ومستقبلهم ويرى ان أمريكا لا تفعل ذلك إلا لمصالحها ومعتقداتها وفلسفتها فيقول إن وزيرة الخارجية الأمريكية رايس قالت هذه العبارة الخطرة: (هناك بعض الرؤساء المنتخبين، يتخذون خطوات "غير ليبرالية"، وهذا إذا لم يتم تصحيحه فسيقوض التقدم الديمقراطي الذي تم تحقيقه بصعوبة).

ويستنتج من كلام رايس أن الخارجية الأمريكية لا تريد ديمقراطية مستقلة بحسب إرادة الشعوب، بل ديمقراطية تجلب الليبرالية وإلا سيتم مواجهتها! أي الديمقراطية كأداة للّبرلة والتغريب فقط. ويرى أن رايس استلهمت كلمتها هذه نموذجاً، وأنها ذكرت في نص كلمتها أنها استعارته من ناتان شارانسكي (Natan Sharansky)، وشارانسكي هذا هو صاحب الكتاب المشهور (قضية الديمقراطية: قوة الحرية في التغلب على الاستبداد والإرهاب)، وفكرة الكتاب الجوهرية أن حركات العنف إنما تنتجها المجتمعات غير الديمقراطية، ولذا فإن مهمة السياسة الخارجية الأمريكية يجب أن تكون توسيع الديمقراطية للدول غير الديمقراطية، ويبرر شارانسكي استخدام القوة لذلك.

وبذلك فإن أصحاب هذه الرؤية لا يجعلون أمريكا تخطط وتنتج فقط وإنما تحصد النتائج أيضاً، وكان هذه الشعوب العربية التي ثارت على الظلم والاستبداد هي خراف وأبقار وخيول أمريكية، تفتح لها أمريكا المزارع وتقوم على رعايتها وتأخذ محصولها ومنتجاتها لها فقط، والأخطر من ذلك أن نعلم أن ناتان شارنسكي هو منشق روسي يهودي سابق، وسبق أن سجن في روسيا، وسياسي إسرائيلي حالياً تقلّد مناصب وزارية في إسرائيل! وبالتالي فإن الربيع العربي ليس وليد التخطيط والتصنيع والإنتاج الأمريكي فقط، وإنما هو وأمريكا سائرون في مخطط صهيوني إسرائيلي يتزعمه ناتان شارنسكي، فعلى ماذا يفرح العرب على الربيع العربي، وعلى ماذا يفرح الإسلاميون وهم إنتاج مزارع أمريكية وصهيونية، فالدور الذي لعبه شارانسكي في التأسيس النظري لفكرة فرض الديمقراطية والليبرالية على الشرق الأوسط، هو الذي سيحفظ أمن إسرائيل والغرب.

هذه قراءة تحاول تفسير ما جرى في الوطن العربي من ثورات شعبية أطاحت بحكم عدد من الرؤساء العرب منهم الرئيس التونسي ابن علي، والرئيس المصري حسني مبارك، والقائد الليبي القذافي، والرئيس اليمني عبدالله صالح، وعلى فرض صحة ما جاء فيها من نقول ومقولات للرؤساء والوزراء الأمريكيين فإنها تعتبر مخططات منسوخة بحكم أنها جميعاً من مقولات الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزراءه ومستشاريه، وهذا الحقبة اليمينية المحافظة أطاح بها المواطن الأمريكي في انتخابات 2008م، وأنتخب الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس الأمريكي أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، وأول ما فعله الرئيس الأمريكي اوباما زياراته إلى اسطنبول والرياض والقاهرة، وفي أنقرة ألقى خطاب تصالح مع العالم الإسلامي، وجدده في اجتماعه مع الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض قبل سفره إلى القاهرة وإلقاءه لخطابه الشهير في جامعة القاهرة.

لقد كان خطاب الرئيس الأمريكي في جامعة القاهرة بتاريخ 4/6/2009م بمثابة اعتذار ومصالحه ونسخ لما قامت به إدارة جورج بوش الابن وإدارته السياسية والعسكرية في توتير العلاقات مع العالم الإسلامي بما حقر وشوه مكانة أمريكا أمام العالم العربي والعالم الإسلامي، وقال أوباما في جامعة القاهرة: ( إن نظام الحكم الذي يسمع صوت الشعب، ويحترم حكم القانون، وحقوق جميع البشر، هو النظام الذي أؤمن به، وأعلم أن جدلا حول تعزيز الديمقراطية وحقوق جميع البشر كان يدور  خلال السنوات الأخيرة، وأن جزءا كبيرا من هذا الجدل كان متصلا بالحرب في العراق.  إسمحوا لي أن أتحدث بوضوح وأقول ما يلي: لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي على أية دولة أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى).

وهكذا قال أوباما بصريح العبارة إن مسألة الديمقراطية والتبشير بالحرية هي مسائل داخلية للشعوب ولا ينبغي ان تفرض عليها من الخارج، وكان واضحاً ان إدارته قد تراجعت عن سياسة فرض الديمقراطيات على الشعوب التي انتهجها سلفه جورج بوش، وأن إدارته لن تفرض الديمقراطية بالقوة، لأن الديمقراطية لا تفرض من الخارج أولاً، ولأنها مما ينبغي ان ينبت من داخل الشعوب وثقافاتها وعاداتها كما جاء في خطابه في جامعة القاهرة، وبالفعل مارست الإدارة الأمريكية الجديدة إستراتيجية جديدة لا تتدخل فيها السياسة الأمريكية في الشؤون الداخلية للجمهوريات الدكتاتورية، العربية وغير العربية، وكانت سياسته الرئيس أوباما الكلية مركزة على تصفية حروب الماضي والانسحاب الآمن، وعلى مشاكل أمريكا الداخلية وفي مقدمتها المشاكل الاقتصادية.

هذا يعني ان سياسة فرض الديمقراطية بحسب المقولات التي صدرت عن إدارة بوش ووزيرته كونداليزا رايس هي سياسة منسوخه، والناسخ لها الإدارة الأمريكية نفسها، فمن لا يؤمن بالنصوص الأمريكية الناسخة التي قال بها أوباما غير مطالب أن يؤمن بالنصوص الأمريكية المنسوخة بحكم تواريخ النصوص التي يستدل بها في هذا الشأن، وبذلك لا حجة للنقول التي قالتها رايس عن التخلي عن الحلفاء القدامى والبحث عن الإسلاميون الجدد، وإذا وجدت فقد كانت قبل الشروع بالربيع العربي.

وإذا كانت هذه السياسات الأمريكية قد تغيرت نظرياً وعمليا بحكم ان أوباما تراجع عن سياسة سلفه بشأن فرض الديمقراطية على الشعوب، فإن ذلك مدعاة للتفكير عن الأسباب التي أوجبت على السياسة الأمريكية تغيير مواقفها إن حصل ذلك فعلاً، ونحن نقدر أن ذلك وقع لعدة أسباب منها:

1 ـ أن سياسة فرض الديمقراطية بحسب كلام بوش ورايس وناتان شرانسكي هي سياسة براغماتية في أحسن أحوالها، إن لم تكن من باب الكذب واختلاق الأسباب لقيام أمريكا بالحروب ضد العالم الإسلامي وتبرير احتلال أفغانستان والعراق أمام الشعب الأمريكي، وتبرير قتل المسلمين بعقلية تدعي الحرية أمام العالم، وكأن المسلمين خراف وأغنام وأبقار وحمير في نظر وزيرة الخارجية الأمريكية رايس وهي تتفاخر بأن هذه المجتمعات بدأت تعرف الانتخابات، وهي لا تعلم أن المسلمين أول من أجرى عملية انتخاب واختيار ديمقراطي وسلمي للرئيس الأعلى للبلاد في سقيفة بني ساعدة، قبل أن توجد أمريكا سياسياً على الأرض بأكثر من أحد عشر قرناً.

فإذا كانت رايس تجهل ذلك وتختلق الأكاذيب للقيام بأكبر عملية إبادة جماعية للشعوب المستضعفة، بإسقاط قنابل متفجرة وسامة وحارقة تزن القنبلة الواحدة منها سبعة أطنان، فضلاً عن القنابل النووية الصغيرة واليورانيوم المنضب كما فعلوا في الفلوجة وغيرها، فضلاً عن صواريخ كروز من البر والبحر والطائرات الذكية التي تدمر كل شيء، فإذا كانت هذه الوزيرة تكذب أمام الكونغرس وتكذب على الشعب الأمريكي حتى تقوم بهذه الجرائم، كيف يصدقها مسلم وقد رأى ما هي نتائج سياسة فرض الديمقراطية في العراق وحده، لقد خلقوا فيه دولة طائفية دكتاتورية قاتلة إرهابية سارقة، فهل يحق لكاتب أو باحث يقول لقد كانت ثورات الربيع العربي من مخططات رايس وأمثالها.

لقد كان من نتائج سياسات رايس ـ وأمثالها الذين كذبوا على الشعب الأمريكي ـ قتل ملايين المسلمين ظلما وإجراماً، لقد كان من نتائج سياسة رايس بحجة نشر الحرية والديمقراطية تدمير دولة أفغانستان وتدمير دولة العراق، لقد كان من سياسية رايس وامثالها فتح السجون العالمية للمسلمين الأبرياء في كل مكان وليس في باغرام ولا في أبو غريب ولا في غوانتنمو فقط، لقد كان من سياسة رايس أزمة اقتصادية عالمية أضرت بالاقتصاد الأمريكي ورؤوس الأموال العربية المتعاملة معها، لقد كان من سياسة رايس استعلاء العنجهية الإسرائيلية في شن الحرب على لبنان عام 2006م، وقتل الفلسطينين في غزة والضفة الغربية بدم بارد، لقد كان من سياسة رايس خلق حالة عداء بين المسلمين وأمريكا لم تستطع خطابات أوباما في اسطنبول والقاهرة من هدم لبنة واحدة من حائط الكراهية النفسية فيه، لأن دماء المسلمين لا تزال تنزف في أفغانستان والعراق وفلسطين واليمن وباكستان وغيرها، لقد كان من سياسة رايس أن تعرف العالم العربي والإسلامي على شخصية مريضة نفسياً، ومحرومة الحنان أسرياً، وحاقدة على البشرية بسبب شعورها بالتمييز العنصري في أمريكا نفسها، اسم هذه الشخصية كونداليزا رايس.

أما أن أمريكا تحاول أن تحرف الربيع العربي عن مساره الصحيح ، وأنها تريد تخريبه لكي لا يكون خطوة حقيقية في الإصلاح الداخلي والبناء القوي والاستقلال التام عن التدخلات الخارجية، فهذا صحيح مائة بالمائة، ولو لم تعمل أمريكا على هذه الأهداف لما كان هناك دولة اسمها أمريكا، فهذا عمل الدول مع بعضها، وهذا عمل الدولة التي تقيم سياستها على البراغماتية السيئة والسلبية والرأسمالية الاحتكارية واستعمار الشعوب بالشعارات العصرية، بعد أن أنهت الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لغة الاستعمار القديم، فلا غرابة أن تسعى أمريكا بعد ان تفاجئت بثورات الربيع العربي أن تحاول إحباط المشروع النهضوي العربي وهي تسير معه، وليس وهي خصماً له، لأنها لو حاربته على طريقة الاستعمار القديم لخلقت ثورات كبيرة لا تستطيع مواجهتها إطلاقاً، ولما استطاعت النجاح في تحقيق أهدافها، فأمريكا ليست نادي رياضي ولا جمعية خيرية، وإنما دولة كبرى لها سياستها الخارجية الخاصة التي تخدم الشعب الأمريكي أو تخدم مراكز القوى الرأسمالية فيه.

وهذا الموقف الأمريكي المساير لثورات الربيع العربي ليس دليلاً على أن هذه الثورات من عمل أمريكا، وإنما هذا دليل على ان أمريكا تشتغل سياسياً واقتصادياً لتحقيق مصالحها، وهناك طرف آخر هم العرب، فإن كان لهم مشروع فعليهم التعامل مع السياسة الأمريكية بما يخدم مصالحهم هم، وعمل العرب من أجل تحقيق مصالحهم ليس بالضرورة أن يقوم على الصراع مع أمريكا ولا غيرها من الدول، لأن العلاقات الدولية تقوم على المصالح الدولية وليس مصلحة دولة دون دولة، فإذا ما وجد دولة عربية تتعامل مع أمريكا دون تحقيق مصالح لدولتها وشعبها، فهذه دول فاشلة في عملها السياسي، وكل دولة هكذا حالها سوف يتناولها شعب الربيع العربي ليجعلها من مخلفات الماضي، وكل الدول العربية سواء الجديدة أو القديمة بمقياس الربيع العربي هي أمام هذا الامتحان، سواء كانت ديمقراطية أو دكتاتورية، سواء كانت جمهورية أو ملكية، العبرة بالعمل لمصلحة الدولة وشعبها بغض النظر عن علاقاتها الدولية مع أمريكا أو غيرها. هكذا استطاع الأتراك أن يرسموا إستراتيجية علاقاتهم مع الغرب ومع حلف الناتو ومع أمريكا، فحزب العدالة والتنمية وليس أردوغان إلا واحداً منه، له مشروع نهضوي لمستقبل تركيا قبل أن يصل إلى السلطة التشريعية أو الحكومية أو الرئاسية، والشعب التركي تعامل مع هذا الحزب على أساس مشروعه لنهضة تركيا، في حل مشاكلها الداخلية وفي تحسين علاقاتها الخارجية، وأداء الحزب بعد عقد كامل ويزيد قابله الشعب التركي حتى الآن بالرضا والشكر والتأييد، ولم يلتفت الشعب التركي إلى علاقات أردوغان مع أمريكا أو علاقاته مع جورج بوش أو أوباما وإنما نظر إلى فعل هذا الحزب داخلياً وخارجياً، فوجد نجاحا ملموساً في الاقتصاد وفي مستوى المعيشة وفي ازدهار البلد صناعياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فالشعب التركي لا يعول على مقولات التهم بالعمالة أو غيرها من العبارات التي أصبحت من مصطلحات الماضي، وإنما يشعر بأنه شريك لحزب العدالة والتنمية في النهضة وبناء تركيا الحديثة عام 2023م، وتركيا المستقبل عام 2071م.

فما يقال في حق أردوغان او غيره من الوزراء الأتراك وصلته بالمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد على طريقة المتحدثين عن الإسلاميون الجدد، هؤلاء لا يدركون عقلية الشعب التركي، ولا يدركون كيف تعامل الشعب التركي مع حزب العدالة والتنمية، وكيف دافع عنه أمام التيارات المعاكسة للسياسة التركية الجديدة، لقد استطاع أردوغان وحزب العدالة والتنمية ومعه أغلبية الشعب التركي بناء الديمقراطية التركية التي تحترم كل مواطن تركي وتحقق له مصالحه، وليس الديمقراطية التي تريدها امريكا لتركيا ولا للشرق الأوسط الجديد، وكذلك نجح أردوغان وحزب العدالة والتنمية في إيجاد علمانية تركية تحترم كل مكونات الشعب التركي الدينية والثقافية والطائفية والقومية والاثنية على قاعدة دستورية وديمقراطية، في احترام الحقوق والواجبات وحقوق الإنسان، بما لا يتعارض مع الدين الإسلامي وباجتهاد إسلامي مجدد.

إذن المسألة ليست مسألة عمالة للغرب ولا أمريكا لا في تركيا ولا في الربيع العربي وإنما مسألة تحدي وطرح مشاريع نهضوية وتحقيق مصالح الشعوب وليس مصالح الآخرين فقط، ومن هنا فإن هذا التحدي هو ما يواجه المفكرين العرب، سواء كانوا من مجتهدي المدرسة الإسلامية المحافظة، أو من مفكري وفلاسفة الفكر الإصلاحي التنويري، فكلاهما ينبغي ان يتعاون في إدارة مشروع النهضة الداخلية، بغض النظر عن العلاقات الخارجية مع أمريكا أم مع غيرها، لأن على أمريكا أن تدرك ان القيادات التي تعاملت معها لتحقيق مصالح أمريكا وتحقيق مصالحها الأسرية الخاصة أصبحت في المنافي أو في السجون أو في القبور، فلا مفر أمام أمريكا وأمام الزعامات العربية الجديدة أو القديمة ان تكون صاحبة مشروع وطني على أقل تقدير، ينتفع به المواطن العادي ويشعر به في حياته اليومية، وإلا فالثورة الشعبية مستمرة حتى لو كانت كامنة في بعض البلدان ومشتعلة في سوريا.

لقد استطاع الشعب التركي وأحزابه الوطنية وضع دولتهم على الطريق الصحيح وأمام مشروع واضح ومشترك بين الشعب والسلطة، وكذلك إلى درجة حصل مع كافة القوميات الإسلامية الإيرانية والباكستانية والماليزية والأندونيسية، فكل قومية من هذه القوميات الإسلامية صنعت مشروعها النهضوي وسارت به خطوات، ولم يتأخر عن هذا الركب النهضوي إلا القومية العربية والشعب العربي، وما انطلاق شعلة الربيع العربي وإزاحة العقبات الاستبدادية إلا الخطوة الأولى على طريق التحرر من الاستبداد، والخطوات التالية ينبغي ان تكون في البناء ووضع أسس المشروع النهضوي العربي الوطني في مراحله الأولى، ثم المشروع النهضوي العربي في مرحلته الثانية، فالشعب العربي ليس أقل من شعوب العالم حتى تتلاعب به مريضة نفسية أو يتحكم بمستقبله أحمق أرعن، فلا فائدة مرجوة للمفكرين والكتاب العرب والمسلمين في البحث عن تشويه الإسلاميين الجدد، وإنما السير معهم في المشروع النهضوي العربي المنشود، وبعث أجيال جديدة تحمل الشعلة وتكمل البناء.                            



muhammed zahid gulمحمد زاهد جول


مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



إدانة واسعة لاغتيال البوطي

دان مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية وهيئات إسلامية ودول عربية وإسلامية تفجير أحد مساجد العاصمة السورية دمشق أول أمس الذي أسفر عن 49 قتيلا بينهم رجل الدين السني البارز الشيخ 
محمد سعيد رمضان البوطي الذي سبق أن اتفقت المعارضة والنظام السوري على إدانته، لكنهما تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عنه.
ففي نيويورك تجاوز مجلس الأمن الدولي خلافاته حول سوريا وتوصل إلى توافق نادر أمس الجمعة وصاغ بيانا دان فيه التفجير.
وجاء  في البيان -الذي لم يوجه أصابع الاتهام إلى أي جهة- أن "مجلس الأمن يدين بأقسى العبارات الهجوم الإرهابي في أحد مساجد دمشق". كما عبر عن "تعاطفه العميق وتعازيه الصادقة لعائلات ضحايا هذا العمل البغيض وإلى الشعب السوري".
ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضا "الفظاعة الجديدة في سوريا"، معتبرا أن هذه الهجمات على المدنيين "تشكل جريمة حرب، ومن الضروري إحالة المسؤولين عنها إلى القضاء".
الأزهر أدان الاعتداء وتبرأ من مواقف البوطي المناهضة للثورة (الأوروبية)
دعوة للتحقيق
عربيا دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التفجير "بأشد العبارات"، وقال في بيان له إن "هذه التفجيرات الإجرامية خاصة الموجهة ضد بيوت الله ورواد هذه البيوت مدانة بأشد العبارات"، وطالب "بضرورة الإسراع في متابعة مقترف هذه الجريمة النكراء التي تستهدف الأبرياء من الشعب السوري الشقيق".

وأعرب العربي عن "تعازيه الحارة للشعب السوري بفقدان العلامة الشيخ البوطي والضحايا الذين سقطوا معه"، سائلا الله "أن ينقذ سوريا وأهلها من الأزمة الطاحنة التي تمر بها منذ أكثر من عامين، حتى تتحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة".
ونددت الجزائر الجمعة بشدة بالتفجير، وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني "الأمر يتعلق بجريمة نكراء وبشعة ندينها بشدة".
من جانبه شجب اتحاد علماء المسلمين في بيان له "قتل العلماء والاعتداء على المساجد" وحمّل النظام السوري مسؤولية مقتل البوطي, وطالب الأمم المتحدة بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في هذه الجريمة.
كما استنكر الأزهر الشريف عملية الاغتيال وتبرأ من مواقف البوطي المعارضة للثورة. من جانبها قالت رابطة علماء المسلمين في بيان لها إنه لا يُقدِم على هذه الجريمة إلا من تبرأ من كل القيم الإنسانية والدين والخلق.
إدانات واتهامات 
كما دانت إيران التفجير، ووصف بيان لوزارة الخارجية التفجير الذي قتل فيه البوطي وجاء مع طلابه بأنه عمل وحشي لما سماها المجموعات المتطرفة.

وسارع رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب أول أمس إلى التنديد باغتيال البوطي، ورجح وقوف نظام الرئيس بشار الأسد وراءها.
وأدانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر التفجير الذي وصفته بـ"الإرهابي والإجرامي"، مؤكدة أن" مثل هذه الأعمال والسلوكيات لا تمت بأي صلة لأخلاق ومبادئ وأهداف الثورة السورية المجيدة والجيش السوري الحر". كما حذرت من أن "هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية هي بداية لمرحلة خطيرة للغاية لخلط الأوراق" 
 
من جهته، أدان الرئيس السوري بشار الأسد اغتيال البوطي -رجل الدين السني المؤيد له- متوعدا قتلته بـ"القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم". وقال في بيان له "أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الإسلامي قاطبة".

المصدر:الجزيرة + وكالات


.................................................
واشنطن:مرسي اتخذ خطوات إصلاح ونشجع التظاهرات السلمية

قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن الرئيس محمد مرسي اتخذ بعض الخطوات في طريق الاصلاحات التي تعهد بها خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مصر، وهو ما يصب في صالح تبرير عمل كيري على صرف مبلغ 250 مليون دولار مساعدات اقتصادية لمصر.
وقالت المتحدثة خلال المؤتمر الصحفي للخارجية الأمريكية اليوم: "نشجع الرئيس مرسي على أن يدعو المزيد من الجماهير والناخبين من أصحاب المظالم، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية، والاستماع إليهم بجدية.. وسوف نرى كيف ستسير الأمور في الأسابيع القادمة".
وأضافت أن حكومة الرئيس مرسي تواصل العمل مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض لمصر بمبلغ 8ر4 مليار دولار، كما استجاب الرئيس مرسي لرغبة القضاء فيما يتعلق بقراره بشأن تعليق قانون الانتخابات البرلمانية، واستخدم الطرق القضائية من خلال الاستئناف للتعامل مع الموضوع بدلا من محاولة تحويل الأمر إلى خلاف.
وفيما يتعلق بأحداث العنف الأخيرة في مصر والاشتباكات بين المعارضة وجماعة الاخوان المسلمين في محافظات مختلفة، قالت المتحدثة إنها لم تطلع بعد على المواجهات الجديدة اليوم، ولكنها أكدت تشجيع واشنطن للمتظاهرين على التعبير عن أنفسهم سلميا، كما شجعت قوات الأمن على ممارسة ضبط النفس.
وقالت:"إننا قلقون دائما من الاشتباكات العنيفة في مصر..ونشجع أي شخص على التعبير عن أي مظالم سلميا.. لقد شجعنا الحكومة على قيادة حوار واسع للتعامل مع الإحباطات الشعبية على الجانبين السياسي والاقتصادي".




...................................

«العريان» عن جمال عبدالناصر: «عضّ» اليد التي ساعدته وتقلب بين تنظيمات سرية


وجه الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، انتقادات للرئيس جمال عبد الناصر، من بينها أنه «تقلب بين التظيمات السرية، وعض اليد التي أحسنت إليه، وفشل في تحقيق الوحدة العربية، وعادى العرب الذين كانوا أكرم وأفضل وساعدوا مصر حينما أضطر هو لمد يده إليهم»، مشيرا إلى أن «الوطن لم يكن على مقاسه، وشاءت حكمة الله أن يحرمه لحظة أول انتصار لجيش مصر العظيم».
وكتب، في صفحته على «فيس بوك»، الجمعة، عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، قائلا إنه :«لم يكن معروفا بميول سياسية، وتقلب بين التنظيمات السرية، اﻹخوان والشيوعيين، ولم يطلق برنامجا واضحا له تماسك فكري. وأطلق فكرة (القومية العربية) ونادى بالوحدة العربية، والحقيقة أنه فشل تماما، فحارب حزب البعث، وعادى التنظيمات العروبية بالشام والعراق».
وتابع «العريان»: «كانت الوحدة مع سوريا دون تخطيط وﻻ إعداد، بل استجابة ﻷزمة سورية داخلية، وسرعان ما فشلت وانفصلت سوريا، وبقي لنا اﻻسم (الجمهورية العربية المتحدة )نهتف بها فى طوابير المدارس. وحاول محاوﻻت أخرى، وحاول خليفته، وكان الفشل الذريع».
وأشار إلى أن «السبب أنه قسم العرب بين ثوريين ورجعيين، اشتراكيين ورأسماليين، جمهوريين وملكيين، وشتم بأقذع اﻷوصاف قادة وملوك، فكان الجزاء من جنس العمل»، مضيفا أنه «أضطر لمد يده لهم يطلب العون والدعم لخوض معركة لم يكملها. وكانوا أكرم وأفضل، فلم يتأخروا ولم يبخلوا ولم ينتقموا ﻷنفسهم، ﻷن مصر أكبر من أى رئيس أو مسؤول».
وكان «العريان» قد أشار في تدوينات سابقة، إلى أن جمال عبدالناصر «سجن اﻹخوان المسلمين، الوفديين، والشيوعيين»، وأنه «بدأ حكمه وحدود مصر تمتد من أقصى الجنوب بالسودان تتاخم 9 دول أفريقية، تحمى منابع النيل، وتمتد شرقا الى فلسطين الحبيبة، ورحل وقد انفصل السودان وخسرت مصر عمقها الجنوبى، وضاعت سيناء»، معتبرا أن الوطن «لم يكن على مقاسه».
كما أكد، في تلك التدوينات، أن جمال عبدالناصر: «نشأ عسكريا وكان أول يد عضها، من أحسنت إليه وتوسط ﻹلحاقه بالكلية الحربية»، مشددا على أنه «خسر كل المعارك التي شارك فيها أو قادها أو خطط لها، وكانت وفاته الحقيقية يوم الهزيمة الساحقة الماحقة التى خفف كاهنه اﻷكبر من وقعها فسماها (النكسة)»، ومضيفا أنه «شاءت حكمة الله أن يحرمه لحظة أول انتصار لجيش مصر العظيم، الذى سلمه لهواة ﻻ يدركون أن جنود مصر هم خير أجناد اﻷرض».
واختتم بقوله «فلا نامت أعين الجبناء، شاهت الوجوه، وإن عدتم عدنا»
المصري اليوم





.....................................................................





أسقف كانتربري الجديد يشيد بالعلاقات المثلية!

أشاد أسقف كانتربري الجديد جاستين ويلبي أمس الخميس بالعلاقات المثلية وقال إنه يعتقد ان يوما ما ستقود امرأة الكنيسة الانجليكية، وذلك قبل ساعات فقط من تتويجه. وقال المدير التنفيذي سابقا بشركة نفط في حوار مع شبكة بي بي سي: «انت ترى العلاقات المثلية مذهلة في جودة العلاقة» مضيفا ان لديه «أصدقاء معينين أرى هذا فيهم وهذه مسألة أشعر بالتحدي حيالها».
وبينما حذر الرهاب من المثليين، قال ويلبي (57 عاما) إنه ملتزم بتعاليم الكنيسة المتمثلة في أن «الزواج رباط ابدي بين رجل وامرأة». وفي حوار منفصل مع القناة الخامسة الاخبارية قال: إنه يعتقد انه سيأتي يوم تصبح فيه امرأة رئيسا للأساقفة، رغم هزيمة التشريع في نوفمبر الماضي الذي كان سيسمح للنساء بان يصبحن أساقفة.
وبصفته رئيسا للأساقفة فان ويلبي هو الزعيم الروحي لكنيسة انجلترا وأيضا الأفراد الانجليكيين البالغ عددهم 77 مليون نسمة في مختلف أنحاء العالم. وهو يحل محل روان ويليامز ويواجه مهمة تحقيق المصالحة بين الجناحين الليبرالي والمحافظ بالكنيسة ويختلف الجانبان بشدة بشأن قضايا مثل علماء دين من النساء والمثلية.

اخبار الخليج




..................................................................................




حزب البعث أحرق أوراق البوطي بعد انتهاء صلاحيته

 حزب البعث أحرق أوراق البوطي بعد انتهاء صلاحيته







اكد النائب الكويتي السابق مبارك الوعلان ان حزب البعث صاحب التاريخ الدموي بالقتل ليس بريئا من تصفية البوطي والعلم عند الله فمتى ماخلص من ورقة حرقها والبوطي من ضمن الاوراق المحروقة.

وقال الوعلان نظام البعث بسوريا قام بتصفية اقرب الناس له من الدرجة الاولى بعد انتهاء صلاحيتهم او بمجرد الشك بولائهم والبوطي ليس بافضل منهم ولا اهم للنظام.

واضاف: "خلال عملى دبلوماسي بسوريا منتصف التسعينات كان قادة الامن يجاهرون بانهم لن يتركوا حجر فوق حجر اذا تعرض نظام الاسد لخطر واليوم نرى ذلك.

وشدد الوعلان علي ان الشعب السورى البطل وشبابه ماضون بتطهير بلدهم من البعث والعلويين وقذارتهم الايرانية والعراقية واللبنانية ويدفعون دمائهم واعراضهم فداء لسوريا، ولقد ابهر الشعب السوري العالم اجمع بصموده وبطولاته وتضحياته لله درك من شعب اصيل وهذا ليس بغريب لمن حاز على دعاء صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم.




...................................................

صالح بن حميد: ليس هناك من هو فوق النقد والمحاسبة مع الحفاظ على هيبة الدولة والحكم


شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد على ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة وهيبة الحكم وهيبة الأنظمة، مستنكراً تفكّر من أسماهم "الغافلين" في المفقود وعدم شكرهم الموجود.

وقال في خطبة الجمعة اليوم: "إخوتي في الله نحن في هذه البلاد المباركة أسبغ الله علينا نعمه، من صحة في الأبدان وأمن في الأوطان وغذاء وكساء ودواء وصحة وتعليم"، مشيرا إلى أن كثيرين يبذلون الغالي والنفيس رغبةً في سكنى هذه البلاد والعيش فيها ابتغاء ظل أمنها وعيشها الكريم.

وأضاف أن شكران الدولة وأمن الأمة لا يكون إلا بالحفاظ على الهيبة للدين والدنيا والأنفس والأموال والصحة والتعليم وكل المرافق والخدمات، متابعا: "يجب استشعار حفظ الدولة ووحدة الأمة في أي تحرك أو نظر أو تفكير أو مطالبة".
ودعا بن حميد كل غيور على وحدة الأمة ومصالحها واستقرارها إلى أن يمسك عن كثير من ألوان الجدل واللغو الذي تموج به الساحة, مبيناً أن الكثير من مواطن الخلاف ينشأ من الجدال فيرى المنتقد أنه ما دام على الحق فهذا يخوله أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ومتى شاء وكيف شاء.

وطالب طلبة العلم وأهل الفضل والصلاح وأصحاب الرأي والنظر بأن يكونوا قدوة لطلابهم وأتباعهم، بالحرص على وحدة الأمة وهيبة الدولة وأن يكونوا قدوة في التنازل عن بعض حقوقهم الشخصية من أجل هذا الهدف السامي العظيم.

وأكد إمام الحرم أن حق الناس في التعبير والمطالبة بالحقوق وإزالة المنكرات والمفاسد ورفع الظلم وإيصال الحقوق لأهلها كل ذلك مكفول من غير منة بضوابطه وبالطرق المشروعة والنظامية وبما يحفظ البلد وأمنه وأهله وهيبته ووحدته.

واختتم بالقول: "ليس هناك من هو فوق الخطأ أو النقد أو المحاسبة أو المساءلة مع إصدار الأحكام العادلة مما يقتضيه نظر الشرع الشريف المطهر"، مؤكدا أن العدل هو سبيل الأمن وقاعدته وبوابته
اخبار24


................................................................................................................................





عندما رفض الضابط أن يحتفل بعيد ميلاده

المثقف الجديد
عبدالملك المديفر:


في الحرب العالمية الثانية جرت معركة لعلّها الأشرس في التاريخ المعاصر، كان الجيش النازي الألماني السادس منتصراً حين دخل ستالينجراد المدينة النائمة على ضفاف نهر الفولغا العظيم، ,ولكن مقاومة الجيش الأحمر كانت من الشدة بحيث لم يتمكن الألمان الهتلريون من السيطرة على المدينة سيطرة كاملة. بعد أشهر من المقاومة الروسية الباسلة استطاع الجيش السوفييتي الأحمر أن يحاصر الجيش الألماني السادس من أطراف المدينة، وأصبح الألمان محاصرين داخل المدينة المسمّاة باسم قائد السوفييت آنذاك "ستالين".
أمر "هتلر" بفك الحصار عن الجيش السادس ,وتم لذلك ارسال فرقة دبابات كاملة، آنذاك كان الجيش السادس في حال يرثى لها ,فهو يشكو من الجوع والأمراض ونقص الأسلحة والشتاء الروسي الشديد. صباح الثاني عشر من ديسمبر عام ١٩٤٢م . بدأ الجيش "الرابع بانزر" التابع لألمانيا الهتلرية هجومه على القوات السوفييتية لفك الحصار عن إخوتهم في الجيس السادس، ولكن لم يستطع فك الحصار ,وعليه أمر قائد الجيش الرابع بانزر بالانسحاب والتراجع عن الجبهة , وذلك عشية عيد الميلاد الرابع والعشرين من ديسمبر عام ١٩٤٢م، وبذلك فقد الجيش الألماني السادس الأمل في أن يتم تخليصه من الحصار.
انتهت المعركة "معركة ستالينجراد" بهزيمة هي الأولى من نوعها للألمان , فقد تم تدمير الجيش السادس بالكامل. واعتبرت معركة ستالينجراد المعركة المؤدية إلى هزيمة النازية الهتلرية في الجبهة الشرقية.
بعد أكثر من خمسين سنة على هذه الهزيمة قال أحد الجنود الألمان الذين أرسلوا لفك الحصار عن الجيش السادس أنه منذ أن أُمرت فرقته بالانسحاب والتخلي عن إخوته المحاصرين داخل المدينة عشية عيد الميلاد (الكريسماس) عام ١٩٤٢م، لم يستطع أن يحتفل بهذا العيد , لأن نفسه أبت عليه أن يحتفل في ذكرى يوم خَذَل فيه إخوانه.

استوقفني هذا المشهد النادر من الوفاء وإن كنت أجزم أن تاريخنا مليءٌ بأمثاله، ولكنها الأفكار يجر بعضها بعضاً، وعند قراءتي لهذا المشهد لم أملك إلا أن أتفكر في حال إخوتي بل أخواتي في شام الإباء، هل نصرتهم أم أهملتهم؟ بل أنّى لي أن أفكر بالنصرة وأنا عنهم في دنياي غافل..!؟

لن أسترسل في الحديث عن مجريات الأحداث في شامنا العزيزة، عفواً...أقصد الشام العزيزة، فليس من حقي أن أنسب لي أرضاً لم أنبر للدفاع عنها "ومن قتل دون أرضه فهو شهيد"، وهنا تسائلني نفسي...هل لي أن أقول "أختي" السورية؟ لا ليس ذلك لي "فمن قتل دون عرضه فهو شهيد". بل لا أكتمكم أنّي أجد في نفسي حرجاً من التأمين على دعاء الإمام إذا دعا "اللهم اخذل من خذلهم" خشيةَ أن أكون على نفسي دعوت.

أقول..لن أسترسل في الحديث عن سوريَّا فالأحداث هناك معلومة لمن أراد علما بها، لكنّي أود أن أذكر نفسي بحصار حي بابا عمرو في حمص (حمصهم هم) والذي تم تحريره بالكامل من أيام بفضل الله لا بفضل غيره، كيف عشت معه ومع أهله وأيامه..؟ بل كيف فرحت لتحريره؟ -إن كنت فرحت؟- (ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله) فالنصر نصرُ الله والفرح للمؤمنين، حقاً الفرحُ فرحٌ للمؤمنين.

هناك سؤال أخير مهم وهو لماذا..؟ لماذا لم أكن مثل ذلك الألماني الوفي؟
كانت الإجابة واضحة عندي وهي تتلخص في سببين هما مفسرين لا مبررين:
أولاً: التفرق والتمزق، الثاني وهو نتيجةٌ للأول: عدم وجود من يحمل الهم "هم الأمة" وتحمّل الناس إيّاها.

اللهم اجعلنا ممن يفرح بنصرك القريب.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



أين أصوات العقلاء والحكماء؟!

جمال سلطان

  أكتب هذه السطور قبل ساعات من المظاهرة التي من المفترض أن تتم أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين في المقطم، وهي أحدث فصول مسلسل مواجهات الشوارع الذي يبدو بلا نهاية هذه الأيام والذي يعبئ البلاد بالمزيد من الغضب والكراهية والعنف بطبيعة الحال، ومن الصعب أن تبحث لهذا المسلسل عن أسباب محددة، فكلها وقائع بنيت أحيانًا على وقائع صغيرة أو بسيطة كان يمكن احتواؤها وتفكيك ألغامها، ولكن المناخ المشحون والكراهية المتبادلة لا يساعد أبدًا على وأد هذه الفتن ولا معالجتها ولا حتى التقليل من مخاطرها، أتمنى أن تمر أحداث اليوم على خير وألا يكون هناك دماء أو صدامات مؤسفة، فكل أطراف المواجهة مصريون، وكلهم شباب مصر، وكلهم طاقات فاعلة تحتاجها البلاد في مسار بناء نهضتها وليس في مسار تدمير ثورتها، سيكون من تحصيل الحاصل الحديث عن تحرش بعض القوى اليسارية والليبرالية بالإخوان والرغبة الواضحة في إظهارهم بمظهر المشروع الفاشل والمدمر لمصر، كما أني لا أتعاطف مع نقل المظاهرات إلى المقطم أو مقر الجماعة، حتى مع تقدير الرمزية في أن المقر هو الذي يتدخل في صناعة سياسات الدولة الآن، وكنا نعاتب الجماعة على إصرارها على التظاهر في ميدان التحرير في الوقت الذي كانت فيه تظاهرة لقوى المعارضة، وقلنا إن ذلك صب للزيت على النار، وقد اعتذرت الجماعة وقتها، وحرص الإسلاميون على أن تكون مظاهراتهم بعيدًا عن ميدان التحرير ـ رغم رمزيته ـ تفاديًا للاحتكاكات وإثارة العنف، ومن هذا المنطلق نفسه، كنت أتمنى أن تحرص قوى المعارضة على أن تكون احتجاجاتها ومظاهراتها في المناطق التي لا تمثل نقاط احتكاك مع الإخوان والإسلاميين، وبشكل خاص مقر جماعة الإخوان، لأنه لو قررت الجماعة الدفاع عن مقرها ضد أي محاولة لاقتحامه ستكون محقة، ولذلك أتصور أن نقل المظاهرات إلى المقطم فيه مجازفة وتصعيد للعنف وتحرش صريح.
على الجانب الآخر هناك ارتباك في موقف الجماعة تجاه توالي الأحداث، وهو ارتباك يولد المزيد من الأخطاء، ولم يوفق مكتب الإرشاد في مؤتمره الصحفي في سحب فتيل الانفجار، بل بعض ما قيل فيه وفي مجلس الشورى زاد من الاستفزاز للإعلاميين وأعطى المتحرشين المزيد من الإصرار على نواياهم بالذهاب إلى مقر الجماعة، وفي تقديري أن بعض القرارات البسيطة والذكية من قبل الجماعة كان بإمكانها تخفيف العنف وربما إفشال التحرك الأخير كله، مثل الاعتذار للصحفيين والإعلاميين عن أي سلوك غير منضبط من بعض شباب الجماعة، خاصة أن الجماعة الصحفية ليست وقفًا على حزب أو جهة، بل كثير من أبناء الجماعة هم أعضاء بالجماعة الصحفية، وكانت الحكمة أن تدعو الجماعة نقيب الصحفيين وبعض الإعلاميين لجلسة ودية لتصفية أي خلاف، وأن تحضر اللقاء الفتاة أو السيدة التي وقع عليها الاعتداء باللطم ويتم تطييب خاطرها، وكان من المفترض أن يكون هناك دور للزملاء الصحفيين والإعلاميين من أبناء الجماعة، بدلًا من ترك الملف كله بيد عدد من أعضاء مكتب الإرشاد الذين ربما لا تسعفهم خبراتهم في التعامل الاحترافي مع الإعلاميين، لا أفهم لماذا اختفى الصديق صلاح عبد المقصود من المشهد، وهو وزير الإعلام من جهة، وأحد أركان نقابة الصحفيين حتى وقت قريب من جهة أخرى وغيره من كوادر الجماعة الإعلامية والصحفية، البلاد تحتاج إلى أصوات الحكمة والعقل والتوافق في تلك اللحظات الحرجة والمؤسفة، فهذا الوقت لا غالب فيه ولا مغلوب، سواء من السلطة أو المعارضة، بل الوطن كله مغلوب، والوطن كله في حاجة إلى من ينقذه من هذا المسلسل الكئيب والبائس.
.........
المصريون

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل


كيسنجر والمشهد المصري


أحسست بمزيج من الحيرة والقلق معا إزاء مستقبل الثورة في مصر وأنا أطالع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، والتي يبشر فيها بحرب وشيكة بين الجيش المصري والإخوان المسلمين، حيث توقع كيسنجر أن يكون هناك صراع سياسي حتمي بينهما. ففي الأسبوع الثاني من هذا الشهر وخلال المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك، قال كيسنجر: "كان على الولايات المتحدة أن تعامل مبارك باحترام أكثر مما فعلت، فلم تكن هناك ضرورة تدعو الإدارة الأمريكية إلى أن توجه دعوات علنية لمبارك بالرحيل من خلال شاشات التلفزيون".

إن لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق دلائل كثيرة وخطيرة، وسوف تتسبب بكارثة في المنطقة في حال حدوثها، لأن مكانة مصر في الوطن العربي هي بمثابة موضع القلب في الجسد، فإن مرض القلب مرض الجسد كله، فالصراع الحالي في مصر يقودنا إلى النهاية التي يتوقعها هنري كيسنجر، وهو ما يعني حالة من عدم الاستقرار، ليس فقط في مصر، بل ستستمر الاضطرابات وتتصاعد في المنطقة بمجملها، فما يحدث اليوم في دول الربيع العربي بشكل عام وفي مصر بصفة خاصة إنما هو صراع على السلطة ظلت تدور في فلكه كافة القوى والأحزاب السياسية حتى أفقد الثورات بريقها في عيون الشعوب العربية التي كانت تتطلع إلى الديمقراطية الحقيقية، حتى تستطيع من خلالها المشاركة في بناء مجتمع يستظل بظلال الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
فعندما يتحدث هنري كيسنجر، أحد ألمع السياسيين الأمريكيين، ومهندس السياسة الخارجية الأمريكية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدا عن كونه مستشاراً في السياسة الخارجية في إدارة كل من الرئيسين كينيدي وجونسون، فإنه لا بد لنا أن نتوقف ونتمعن في تصريحات هذا العجوز المحنك الذي تمرس بفعل الخبرة في إدارة المصالح الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة، ففي حال تطورت الأمور وحدثت هذه المواجهة المفترضة، فإن مصر سوف تدخل في أتون حرب أهلية تنهار معها جميع مؤسسات الدولة وتعم الفوضى وتتشكل معها كافة ألوان طيف المجموعات المسلحة المختلفة، وستتم لبنتها على غرار الحرب الأهلية في لبنان، وفي هذه الحالة لن يستطيع الجيش ولا الإخوان السيطرة على مقاليد الأوضاع في جميع تراب الأرض المصرية، لاسيَّما وأن سيناء تعيش وضعا بالغ التعقيد، ومشكلة الأنفاق بين غزة ومصر مشكلة موجودة ومستمرة، وفي النهاية فإن إسرائيل هي المستفيد الأول والأخير من حالة عدم الاستقرار في مصر، وحتى أمريكا نفسها سوف تكون عاجزة عن مساندة أي من الطرفين، فزيارة وزير الخارجية جون كيري للمنطقة في الشهر الماضي وتصريحات إدارته قبل الزيارة، إنما هو دليل على مخاوفها من تحول الصراع إلى أزمة متفجرة يصعب حلها.
أما الوجه الآخر لتصريحات كيسنجر فهو ينبئ عن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية مع الحكومات المستبدة في الشرق الأوسط، ويبرهن على مدى ضعف وتردد سياسة حكومة الرئيس أوباما الخارجية في إدارة الوضع إبان الربيع العربي في مصر.
فعلى الحكومة المصرية والعقلاء من الساسة وعامة الشعب أن يعوا جيدا ما قد تؤول إليه الأمور في مصر من مخاطر محتملة الحدوث إذا ما استمرت الخلافات السياسية على هذا النحو، وعليهم أن يتمعنوا في تصريحات هنري كيسنجر حتى لا نصل إلى تلك النهاية المأساوية، لأننا كشعوب عربية نرى في مصر القوة الحقيقية الدافعة لنا، وأننا كلما دار الحديث عن مصر فإنه يدور بخلدنا: وطني حبيبي وطني الأكبر، وطني يا مالك حبك قلبي، وطني يا وطن الشعب العربي
......
الشرق القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق