1 |
ثورات الإصلاح وإصلاح الثوراتد محمد بن إبراهيم السعيدي |
يقول ونستون تشرشل: إن السياسي الجيد هو من يحسن التنبؤ بالمستقبل كما يحسن تفسير ما حدث إذا أخطأت تنبؤاته. لو طبقنا هذا التعريف على كل ممتهني السياسة في بلادنا العربية ممارسين أو كتاباً ومحللين وإعلاميين من خلال أحداث الأعوام الثلاثة الماضية فقط ، سنجد ان السياسي العربي الجيد أندر من الكبريت الأحمر. راجعت كثيراً مما كتبوه عند انطلاق الثورات وقبلها بقليل فلم أجد لديهم إلا رجع الصدى لما يقوله الناس في مجالسهم ومقاهيهم ،فلم يكن لهم فيما يقولون إلا فضل الكتابة ،ولم يكن ثَمَّ جديد يضيفونه إلى الناس سوى التعبير عمَّا في نفوس القراء. و تابعت كثيراً مما كتبه هؤلاء السياسيون بمناسبة مرور عامين على الثورات أولئك الذين كانوا فرحين بها ودافعين باتجاهها وساخرين ومخونين كل من توجس منها أيا كان اتجاهه ، فوجدتهم أشتاتا متفرقين كتفرق تلك الشعوب التي زعموا يوماً ما أن الثورات وحدتها وأزالت كل ما أورثها إياه الاستبداد الطويل من تشتت وافتراق. فمنهم من يكابر مكابرة شنيعة جدا زاعما أن ما يحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن أمر طبعي ومتوقع وهو أثر تلقائي للزلزال الاجتماعي والسياسي الذي أحدثته ثورة الشعب ومنطق قوة الأمة وإرادتها . وأعظم من كل ذلك أن يقول : هكذا عودنا التاريخ فالثورات دائما يحدث جراءها مثل هذا الاضطراب في آثارها . وهي تبريرات سمعناها وقرأناها بدءً من الشهر الأول لكل ثورة ، ثم نجدها تتكرر بعد عامين وأرجو أن يُسَلِّم الله سبحانه ويُقِر أحوال الأمة فلا نسمع مثل هذا الكلام بعد أربع سنوات وست وثمان. ومنهم من يعزوا فشل الثورات _ هم لا يعبرون بفشل الثورات_ إلى تولي الإخوان مقاليد الحكم في بلاد الثورات ،وهو يدلل بذلك في نظره على انكشاف الإخوان أمام الشعوب على حقيقتهم وعجز التفكير الديني عن إدارة دولة مدنية ، ومنهم من يجعل الحديث في ذلك باباً لنقد ما يسميها الإسلاموية وهلم جرا. وفئة ثالثة وهم المنتمون للتوجهات الإسلامية الحركية أو المتعاطفون معها ينسبون فشل الثورات إلى المؤامرات الخارجية التي لا تريد للإسلام أن يكون يوما ما حاكماً على أي صقع ضاق أم اتسع من أصقاع المعمورة ، وإلى عملاء هذه الجهات الخارجية من مرتزقة الداخل أو المنتسبين إلى الفكر العلماني والليبرالي ، أما الجهات الخارجية التي يعلقون عليها فشل الثورات ، فمنهم من يجعلها عربية خليجية ، ومنهم من يجعلها دولية غرب أوربية أو أمريكية . هذه الرؤى المختلفة لنتائج الثورات تشتمل شيئا من الحق يقع عليه عبء ترويج ما تتضمنه من الأخطاء وتزيينها في النفوس ، لكن معظم الخطأ في تقديري يأتي إلى أصحاب هذه التوجهات من قِبٓل رفضهم الالتفاتٓ إلى الوراء وإعادة نقد مواقفهم من الثورات ، تلك المواقف التي اقتصرت على الدفع باتجاه الثورة دون تقديم أي محترزات أو التنبية إلى أية محاذير يمكن أن تنجم عنها ودون أي استعداد أو ترتيب لما بعدها ، كل الهم كان هو أن تؤدي الثورة إلى تنحي رئيس الدولة أو قتله . نجحت الثورات في تحقيق مطلبها الوحيد وهو سقوط النظام ، ثم وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام واقعِ ما بعد النظام ، وهو واقعٌ لم يتحدثوا عنه ولم يفكروا فيه إطلاقا لذلك فشلوا في مواجهته ، ثم لا ننفك نسمعهم يقولون :مطالب الثورة لم تتحقق بعد، مع أننا تابعنا كل تلك الثورات يوما بيوم ونشيدا بنشيد وهتافا بهتاف وشعارا بشعار ولم نقرأ ولم نسمع ولم نشاهد أي مطلب للثورات سوى : الشعب يريد إسقاط النظام ، هذه هي الإرادة الوحيدة والمطلب الفريد لكل الثورات فعن أي مطالب للثورات يتحدثون اليوم . الفارق بين طموحات الثوار ومطالب الثورة: إن الحديث الفارغ من كل محتوى عن ضرورة تحقيق مطالب الثورة لن يساهم سوى في زيادة الأزمات وليس في حلها ، لأن التاريخ القريب والذي لا يجهله كل من وقف في الساحات يشهد بأن الثورة لم يكن لها هدف سوى رؤوس الأنظمة ، أما ما سوى ذاك من مطالب مجملة كالعدالة ومحاسبة المقصرين وإعادة التنمية ، ومطالب تفصيلية كنظام الحكم القادم وصفة دستور الدولة ومعايير العلاقات الخارجية ، كلها لم تكن مطالب للثورة وإنما كانت طموحات للثائرين أو قل طموحات لبعضهم ، وكلًًًًٌ منهم يختلف عن صاحبه في جواب سؤال :ماالذي تطمح إليه بعد الثورة؟ فالسلفي يريد دولة الشريعة والإخواني يكتفي من الشريعة بما أحاط بالعنق والليبرالي يريد دولة علمانية واليساري يريد دولة يسارية والعاطل يريد وظيفة والعزب يريد أسرة والعامل يريد تحسين وضعه . كل ذلك كان طموحات الثوار ولم يكن أبدا مطالبٓ الثورة . ومن هنا جاءت الأزمة إثر النجاح في إسقاط الأنظمة ، فكل من شارك فيها بل وكل من لم يشارك فيها أصبح يقف أمام وسائل الإعلام أو في ساحات التظاهر ليزعم أن طموحاته وطموحات الفصيل الذي ينتمي إليه كانت هي مطالب الثورة ، والباقون لا يقرون له بهذا الزعم فتستمر التجاذباتة والكل يريد أن يصور طموحاته وآماله على أنها هي مطالبات الثائرين الذين أقطع بأن السواد الأعظم منهم لم يخرجه سوى رغيفه ورغيف أولاده. كم كنت أتمنى لو أن الثورات كانت لها مطالب وليست مجرد طموحات ، ولو تحققت أمنيتي في ذلك الحين أي أثناء الثورات وعبَّر العلماء عن طموحات الجماهير العريضة واعتبروها هي مطالب الثورة ، لو تم ذلك لم يكن لأحد أن يتجاوز هذه المطالب بعد انتهاء المعركة . كتبت في بدايات الثورة التونسية داعيا إلى توجيهها محذرا من الانسياق المجرد إليها محذرا من الرائحة الماركسية المنبعثة من ثناياها ، لكن الانبهار بالتغيير والذوبان في العقل الجمعي المندفع جعل ردات الفعل تجاه ما كتبته حينها مستهجنة ساخطة ساخرة مما كنت أنبه إليه. وأول جواب لي عن رأيي في ثورة مصر وهي في بداياتها كان عن سؤال بهذا الخصوص من صحيفة أنباؤكم الإلكترونية أجبت عنه بضرورة توجيه الثورة في أثنائها وعدم الاكتفاء بالدفع باتجاهها ، هذا مع أنني لست أرى ما يردده الكثيرون من تلقائية الثورة وعدم وجود أصابع مُدبِّرة لها ، لكن توجيهها والاستفادة منها وقطع الطريق أمام ما يُرادف منها وما يحاك لها كان أمراً ممكناً لو وُجِدت الإرادة لهذا الأمر . ومعنى توجيه الثورة آنذاك :إيجاد مطالب لها يُعلنها أهل العلمِ والأثرِ الظاهرِ في قلوب الناس بحيث يستعصي على العملاء والوصوليين تجاوزها وتصبح هي المشروع الذي يمكن تسميته أهداف الثورة ولا يسع أحداًً إنكاره . لكن الذي حدث هو ما لايخفى اليوم على أحد من استسلام الجميع لدهماءالناس والذوبان في العقل الجمعي الذي تلاشت معه الفروق بين العلماء والجهال والعقلاء والغوغاء حتى سقط النظام ،ثم بدأ الناس في التفكير بمطالب الثورة وجاء تنازع الفصائل والأحزاب والأفراد والجماعات معبراً عن تنازعهم في ماهية أهداف ثورتهم. من يُريد إصلاح بلاد الثورات في هذا اليوم وهو جادُُ فيما يرمي إليه فلابد له أن يرجع إلى اللحظات الأولى بعد انقضاء الثورات ليتعرف على أسباب افتراق الناس حتى يُحسِن تحسس طرائق جمعهم أما الإعراض عن ذلك التاريخ والهيبة من نقده واعتباره صوابا محضاً بل وحقاً مقطوعاً به يُمتَحَنُ الناس عليه فلن يصل بالمفكر إلى مشروع صحيح للحل ، وعندي أن التفكير بهذه الطريقة التي لا تزال مع شديد الأسف هي السائدة في معالجة الواقع بعد الثورات نوعٌ من الجبن أو العجز أو الانتهازية ، وكل ذلك يتمثل في الخوف من الجماهير أن يُوَاجَهُوا بنقدِ ثورتهم أو العجز عن النقد المتجرد أو استغلال عاطفة الجماهير للركوب على أكتافهم أو كل ذلك جميعاً. قال لي أحدهم : لا بد من الحفاظ على مكاسب الثورة ، قلت له صدقت لكن سم لي تلك المكاسب حتى نتحدث عن وسائل الحفاظ عليها ، إن الحديث العام عن مكاسب الثورات دون الخوض في تفاصيلها أحد مظاهر الهروب من مواجهة النفس التي هي إحدى العتبات الأولى للإصلاح. على عكس خسائر الثورة التي يتحدث الجميع عنها بالتفصيل المخل والممجوج لأنه تفصيل انتقائي قتالي ، لأن كل فريق لا يحفظ من خسائر الثورة إلا ما يحمله بكفيه ليرجم به الآخرين ويلقي عليهم كل أوزار الواقع وعاهاته وموبقاته ليرى القارئ المحايد لهذا الواقع أن الجميع مصطفون ليفرغ كل منهم حجارته في وجه الآخرين. حين نريد الإصلاح لا يمكننا أن ننظر إلى خسائرنا نحن من الثورة وحسب أو ننظر إليها بعيني المغالب المنافس على ما تحتويه الساحة الذي يعتقد أن أفضل ما يمكنه تقديمه هو تبرءة نفسه واتهام الآخرين. لا بمكننا أن نصلح ما أفسدته الثورة قبل أن نعرف أن كل ما حصل من الموبقات بعدها كان ثمنها قبل أن يصبح نتيجتها. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| السعودية: 13 مليون أجنبي! عبد الرحمن الراشد |
وزير العمل السعودي المهندس عادل فقيه قال إن وزارته مطالبة وفق قرار وزاري، بتخفيض إجمالي عدد العمالة الوافدة، ليصبح 20 في المائة من عدد السكان، بدلا من النسبة الحالية التي تبلغ 26.6 في المائة. ويبلغ عدد سكان السعودية حسب آخر إحصائية رسمية 27.1 مليون نسمة، منهم 7.2 مليون عامل وافد. مهمة صعبة، أليس كذلك؟ الحقيقة أن المهمة أصعب من ذلك بكثير، لأن الأرقام المعلنة ليست دقيقة، بل الأرجح أنها غير صحيحة، ولا أدري لماذا ونحن نعرف أن المعلومات الخاطئة تقود إلى حلول ونتائج خاطئة! عدد سكان المملكة أكثر من 33 مليون نسمة (مع العمالة غير القانونية عدد السكان أكثر من أربعين مليون نسمة). عدد الوافدين أكثر 13 مليون أجنبي، وليس سبعة ملايين كما يشاع. وفوق هذا يقدر بأن أكثر من 7 ملايين أجنبي إما أن إقاماتهم انتهت، وإما من المتسللين، وبالتالي فإن نسبة الأجانب تكاد تبلغ نصف سكان الدولة. وبالتالي التخطيط لتخفيض ستة في المائة من العمالة الأجنبية لا قيمة له في ميزان ديموغرافيا الدولة. والمخططون أكثر إدراكا لأهمية قراءة الأرقام وحساب احتمالات المستقبل وتبيان الفرص من المخاطر. انظروا إلى التطور الديموغرافي؛ ففي تعداد عام 1974 كان سكان السعودية 7 ملايين نسمة، منهم 800 ألف أجنبي فقط. وبلغ العدد في 1992 نحو 17 مليون نسمة، منهم خمسة ملايين أجنبي. ووصل إجمالي السكان في 2004 إلى 22 مليون نسمة، منهم 6 ملايين أجنبي. ويفترض ألا نخلط بين مسألتين، بين المقيمين شرعيا وغيرهم، لأن البلد سيكون في حاجة إلى العمالة الماهرة والبسيطة لسنين طويلة، ويمكن تحقيق ذلك دون أن يتسبب في بطالة المواطنين، ومن دون أن يدفع البلاد نحو أزمات سياسية وأمنية. الذي يحدث أن هناك شعورا عاما بالضيم والغضب ضد الأجانب، في حين أن مصدر المشكلة هو الدولة والمواطن نفسه. ومن دون مشروع عمل متكامل، وليس فقط بجهد وزارة العمل، الأزمة ستكبر، ولا أستغرب أن عدد المقيمين إقامة غير شرعية هو ضعف الرقم الذي نطرحه، وبالتالي الوضع أصعب مما يتخيله أكثر الناس. وتبسيط المشكلة وحلولها، مثل إحلال المواطنين محل الأجانب، يفشل في الاعتراف بالحقائق، مثل تأهيل المواطنين وبناء مؤسسات كبيرة تتولى توظيفهم. حاليا تتم ملاحقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بإلزامهم بنسبة من المواطنين تضطرها للكذب والاحتيال بتسجيل معلومات مزورة، وبسببه سيصبح الاقتصاد المحلي يقوم على معلومات مزورة في حساب القوة العاملة والمداخيل! وزارة العمل تقدم أفكارا جديدة، لكنها لن تحل المشكلة، من دون جمع معلومات دقيقة ومفصلة، ومن دون التزام كامل من كل أجهزة الدولة، ومن دون مشروع اقتصادي كبير. النتيجة ملايين العاطلين وملايين من الأجانب، وستضطر الحكومة كحل سياسي، لا اقتصادي، لتوظيف مئات الآلاف من المواطنين من دون حاجة حقيقية لهم ومن دون إنتاجية منهم، حتى تكبر المشكلة ككرة الثلج. بإمكان الدولة تشجيع بناء قطاعات اقتصادية مركزة قادرة على توظيف مواطنيها في مجالات مختلفة، من خلال مساعدة السوق بدعم هذه المؤسسات في بداياتها لتستوعب المهنيين، وتلزم الدولة نفسها وتلزم السوق بالتعامل معها. أما ملاحقة الشركات الصغيرة والمتوسطة فلن تنجز المهمة. الأهم أن يجد المواطن مكانا يلائم ما تم تأهيله له، ويدفع له راتبا يتناسب مع الوظيفة، وتمنح هذه الشركات الدعم والحماية لسنوات حتى ترتقي بالمهنة والسوق معا. أما تحويل نقمة الناس على الأجانب، وهي بكل أسف أصبحت عامة في كثير من الدول العربية، فإنها ستوغر صدور الجميع بعضهم ضد بعض، ولا تحل مشكلة. وعلى الجهات الرسمية والشعبية توخي الحذر عند إطلاق مبرراتهم ووعودهم، وحتى لغتهم التي أصبحت متدنية، فالقول «العمالة السائبة» أو «المتخلفة» مهين ويساوي بين البشر والبهائم، ونحن نربأ بأحد أن يقولها. هم عمالة غير قانونية أو انتهت إقامتهم، وكلهم يؤدون خدمات مفيدة ولولا الحاجة لما وجدنا أحدا في شوارعنا، ولا كان هؤلاء تركوا أبناءهم وأهلهم ليعملوا في الغربة. ....... الشرق الاوسط |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
|
المشهد في سوريا لا يختلف كثيراً عن البوسنة، بل إن أوجه الشبه مثيرة بين المأساتين بشكل لافت يذكرنا بمقولة: «التاريخ يعيد نفسه». تسمية هذا المشهد باسمه الحقيقي (الثورة) يعني شرعية مطالب الجماهير ووجوب الوقوف مع هبّتها. تسميته بالحرب الأهلية يعني حالاً «غير ثورية»، تتسيّدها الفوضى والعنف والاحتراب الأهلي بالغ التعقيد. وإذا أضيف إلى ذلك مسمى «الطائفية»، فإن الحرب تكتسب بعداً مجنوناً وعبثياً، يجعل التفكير بالتدخل ضرباً من العدمية لا يفضي إلا إلى مزيد من القتل، فكأن «المتدخل» يعمي العين من حيث أراد تكحيلها. الثورة هي التوصيف الموضوعي لما يجري في سوريا منذ منتصف شهر آذار (مارس) 2011. من درعا انطلقت شرارة الثورة عندما هبّ أطفال كالورود معلنين رفضهم للتغول الأسدي الذي جثم طويلاً على صدور السوريين. وبعد ستة أشهر من التظاهرات السلمية اتجهت الثورة، مرغمة تحت آلة البطش، إلى العسكرة. في حمص، وفي بابا عمرو تحديداً، كانت نقطة التحول. أيقن السوريون حينها، وقد كانوا يعرفون من قبل، أنه لا مفر من اللجوء إلى السلاح للدفاع عن النفس. لا يراودني شك البتة أن معظم السوريين يدركون أن ما تشهده بلادهم ظاهرة ثورية نقية عفوية انفجرت كالبركان بعد عقود من القهر لم يعرف لها التاريخ العربي الحديث مثيلاً. وكانوا يدركون أن الطريق لن تكون سهلة، وأن التضحيات ستكون جمة. خرج بشار الأسد مطلع الثورة ليهمهم: «طائفية». كان يريد ترويج رواية «الحرب الأهلية»، وربطها بتقسيم المجتمع وفق خطوط الطائفة. من وظائف الخطاب السياسي «التفسير والربط». كان بشار «يفسر» الثورة بطريقته، ويربطها بسياقات تخدم أجندته. وكما يحدث عادة في الخطاب السياسي، يخرج مسؤول آخر من نظام المستبد ليقدم «تفسيرات» تؤكد ما قاله الزعيم، وتوحي بأن تصريحه كان ذا مغزى. بثينة شعبان خرجت أمام الكاميرات لتروج لرواية «الطائفية»، رغم أن أحداً من المتظاهرين السلميين وقتها (وحتى بعد العسكرة) لم يظهر ما يوحي بالطائفية. غير أن تشديد آلة الدعاية الأسدية على «طائفية» الصراع لا يجسد سوى القلق الذي يستبد بآل أسد، وشعورهم بأن الأغلبية في سوريا قد ضاقت ذرعاً باستلابها وقهرها بذرائع مصطنعة (الخوف من الطائفية، الحاجة إلى المقاومة والممانعة)، وكأن هذه الأغلبية ترد على عصابة الحكم بالمثل العربي: «رمتني بدائها وانسلت»! تعني رواية «الحرب الأهلية» أن الجماهير الثائرة غير سويّة وغير عقلانية وتصدر عن أجندة معادية للوطن. كان الأسد يسعى من خلال ضخ الرواية إلى التهديد بها، وجر البلاد إليها، فإما هي، وإما هو. مصطلحات مثل «الطائفية» و «الحرب الأهلية» و «الإرهاب» تهدف إلى نزع الشرعية عن الثورة، وتشويهها. حتى عسكرة الثورة لم تحدث إلا بعد ستة أشهر من احتجاجات سلمية كانت تتعرض لإطلاق النار، ويسقط فيها شهداء بالعشرات يومياً. كانت الدعاية الأسدية تردد أن التظاهرات غير سلمية، وأنها تطلق النار، وتستفز الجيش للدفاع. أسطورة صنعها الأسد وحاول ترويجها، ثم تحققت بالفعل. كان الأسد يخافها، ولكنه كان يتوقعها، ويعرف أنه لا مناص منها في النهاية. إنها أسطورة «العصابات المسلحة» التي ستعطيه الذريعة للانقضاض على الشعب وذبحه وتهجيره. نظر الأسد إلى الثورة بوصفها عدواً يجب سحقه بأي ثمن، ومهما طال الوقت، وأصم أذنيه عن أي نداء للسير ولو خطوة نحو منتصف الطريق. ارتبك «المجتمع الدولي» في تعامله مع الثورة. أظهرت واشنطن وحلفاؤها تعاطفاً حذراً معها، لاسيما أنهم نظروا إليها في سياق «الربيع العربي» الذي أصاب دوائر صنع القرار الغربي بالصدمة. لم يصدق الغرب الدعاية الأسدية وسخر منها، ولكنه في الوقت نفسه لم يفعل شيئاً لحماية الشعب من القتل. وعندما شرعت الجامعة العربية والأمم المتحدة في «التوسط» وإرسال المندوب تلو الآخر، اتضح أن «المجتمع الدولي» بدأ يتبنى رواية «الحرب الأهلية» ويتعامل مع «الأزمة» من منظورها، لأنها تريحه وتخفف العبء عن كاهله. مادامت صراعاً على مكاسب ونفوذ، فلا مفر من التفاوض بين «الأطراف المتصارعة»، والوصول إلى «حلول توافقية» مع الحفاظ على بنية المؤسسة الحاكمة وإعادة الأمن والنظام إلى البلاد. تكرر توصيف «الحرب الأهلية» في الصحافة الغربية، وأشار إليه مراراً كوفي عنان ولخضر الإبراهيمي، لأنهما يعرفان أن هذا ما يداعب هوى «المجتمع الدولي» ويريد أن يسمعه. المشكلة أن تأتي الطعنة من قريب، كما في اللقاء الذي أجرته صحافية عاملة في صحيفة الرياض مع الشيخ عبد الله بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية. ويُظهر تسجيل اللقاء أن طرح الأسئلة على الشيخ كان ساذجاً، ويشي بضحالة السائلة، وافتقارها إلى المهنية، ومحاولتها المكشوفة «تلقين» الشيخ الجواب. سألت الشيخ: «أنت عارف... «الربيع العربي» أو الخريف العربي..فيه الآن بتويتر اللي جالس يطلع فتاوى للجهاد في سوريا..أوكي؟ هل هناك جهاد في الحروب الأهلية؟». رد الشيخ مؤكداً صيغة السؤال قائلاً: «ينبغي للإنسان في مثل هذه الحروب الأهلية...»، ثم ربط في سياق اللقاء هذه الحروب بالفتن مؤكداً أن «الشرع يسعى لإخماد الفتن». صحيفة الرياض قوّلت الشيخ ما لم يقل في جانب، وأثبتت عليه من جانب آخر أقوالاً لا يستطيع نفيها. كان عنوان اللقاء مثلاً مضللاً، فالشيخ لم يقل: «ما يحصل في سوريا وبلاد الثورات حروب أهلية لا جهاد بها». هذا كان فقط «تفكير» الصحيفة، واستنتاجها. الشيخ، وإن وصف عرضاً ما يجري في سوريا بأنه «حرب أهلية»، وهو مؤسف، إلا أنه لم ينص على أنه ليس جهاداً، كما أنه لم ينتقد تحديداً «دول الثورات». نفى الشيخ فيما بعد وصفه الجهاد في سوريا بالحرب الأهلية مؤكداً أن الشعب السوري مظلوم، وأنه في جهاد مشروع، وعلى المسلمين نصرته، بحسب ما نقلت عنه صحيفة سبق. لكن الضرر وقع. وطارت مواقع شبيحه الأسد وماكينة دعايته بالفتوى، واحتفلت بها فضائيات «العالم» و «المنار» و «روسيا اليوم» وغيرها. موقف محزن حقاً، ويؤكد الحاجة إلى نقد الذات وتصحيح المسار، سواء لدى مروجي روايات «الحروب الأهلية» و «الخريف العربي»، أو حتى لدى علماء الدين الذين ينبغي أن يدركوا خطورة تصريحاتهم، وأن يستعينوا بمستشارين متخصصين، ويعيدوا النظر في تعاملهم مع صحافة تتراجع صدقيتها وتبحث فقط عما تشتهي سفنها. اللغة ليست بريئة. إنها انتقائية ومؤدلجة. وقد درجت النخب وقوى النفوذ في الحكومات والميديا على إنتاج سلسلة من المفردات بهدف الاستتباع وصناعة القبول، وقمع أي محاولة لسبر أغوار اللغة. في مستهل ما وُصف بـ «الحرب على الإرهاب»، وتحديداً في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 صرح جورج دبليو بوش أن «أفضل السبل للدفاع عن وطننا..؛ أفضل السبل للتأكد أن باستطاعة أطفالنا أن يعيشوا في سلام، هو نقل المعركة إلى العدو وإيقافه». الحرب إذن هي أفضل سبيل للسلام. ويعلق الأكاديمي الأميركي إرين مكارثي ساخراً على ذلك بالقول: «..ها نحن نعرف الآن، الخنازير خيول، البنات بنون، والحرب سلام». رواية «الحرب الأهلية» في سوريا ليست إلا أنموذجاً على توحش اللغة الذي يرسم مشهداً زائفاً، ويقود، في التحليل الأخير، إلى مقاربة خاطئة. .......... العرب القطرية |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| الشيعة .. بين تحذير العلماء وتهوين الإخوان!! بقلم: ساعد عمر غازي |
نظراً لما يحدث في مصر الآن من التقارب الإيراني المصري، الذي يظهر في صورة الوفود السياحة الإيرانية إلى مصر، ومدى صلتها بتصدير عقيدة الروافض في بلدان أهل السنة، ومشروع سيطرة إيران الفارسية عسكرياً وسياسياً على بلدان المنطقة، بفرض الهيمنة الفارسية الصفوية، كانت هذه الورقات، رغبة في بيان خطر هذه الفرقة الضالة، التي جعلت الطعن في الصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم وسبهم شعاراً لها، ولذلك أصبح الكلام على فضائل وعدالة الصحابة رضي الله عنهم، وحبهم وبغض من يبغضهم من مسائل الاعتقاد، لقيام طوائف من أهل البدع والضلال في شأن الصحابة بما يخالف الدلائل من القرآن والسنة التي أوجبت حبهم ونصرتهم والذب عنهم رضي الله عنهم أجمعين، وذكرت عدالتهم وفضلهم وسابقتهم. فخالف في ذلك من خالف من الخوارج والناصبة والرافضة، وأشباه هؤلاء في شأن الصحابة جميعاً أو في شأن بعض الصحابة. فكان منهج أهل السنة والجماعة وعقيدتهم أن يثنى على جميع الصحابة وأن نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً الحب الشرعي الذي ليس فيه إفراط بالتجاوز عن الحد المأذون به والغلو، وليس فيه تفريط بذم بعضهم أو سب بعضهم، أو أن يكون ثَمَّ تبرؤ من بعضهم أو أن لا تثبت العدالة لهم. فلابد في حبهم من الاعتدال، فلا غلو ولا تفريط في الحب بسلب بعض ما يجِب لهم مما يحبون فيه، إذ الواجب أن يحب جميع الصحابة على مجموع أعمالهم، فهم خيرة هذه الأمة وهم خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصارت عدالتهم وفضائلهم ومحبتهم وسلامة القلوبِ والألسنة لهم من مسائل الاعتقاد؛ لأنها مما تميز به أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية بما خالفوا فيه الفرق الأخرى[1]. لماذا نحب الصحابة رضي الله عنهم؟: فكيف لا نحب الصحابة رضي الله عنهم ومحبتهم من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من محبة الله، فهم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته؛ فمنهم تلقت الأمة عنه الشريعة، فالطعن فيهم طعن في دين الله عز وجل، كما قال الإمام أبو زرعة الرازي-رحمه الله-:"وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة"[2]. ولعل من المناسب أن أذكر كلاماً نفيساً للخطيب البغدادي -رحمه الله- يبين فيه فضل الصحابة وعدالتهم رضي الله عنهم، و:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق:37]، قال الخطيب تحت:(باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة) :"وأنه لا يحتاج إلى سؤال عنهم وإنما يجب فيمن دونهم كل حديث أتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم، سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، واخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن، فمن ذلك قوله تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وقوله:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} وهذا اللفظ وإن كان عاماً فالمراد به الخاص، وقيل: وهو وارد في الصحابة دون غيرهم، وقوله:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}، وقوله تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ }، وقوله تعالى:{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيم}، وقوله:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، وقوله تعالى:{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} في آيات يكثر إيرادها ويطول تعدادها. ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة مثل ذلك وأطنب في تعظيمهم وأحسن الثناء عليهم فمن الاخبار المستفيضة عنه في هذا المعنى: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير أمتى قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء قوم تسبق أيمانهم شهادتهم ويشهدون قبل أن يستشهدوا". وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خيركم قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال أبو هريرة رضي الله عنه:-فلا أدرى ذكره مرتين أو ثلاثاً- ثم يخلف من بعدهم قوم يحبون السمانة ويشهدون ولا يستشهدون". وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يخلف قوم تسبق ايمانهم شهادتهم ثم يظهر فيهم السمن". وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه". والأخبار في هذا المعنى تتسع وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن وجميع ذلك يقتضى طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له فهو على هذه الصفة إلا أن يثبت على أحد إرتكاب ما لا يحتمل إلا قصد المعصية والخروج من باب التأويل فيحكم بسقوط العدالة، وقد برأهم الله من ذلك ورفع أقدارهم عنه على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤن من بعدهم أبد الآبدين، هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء، وذهبت طائفة من أهل البدع إلى أن حال الصحابة كانت مرضية إلى وقت الحروب التي ظهرت بينهم وسفك بعضهم دماء بعض فصار أهل تلك الحروب ساقطي العدالة ولما اختلطوا بأهل النزاهة، وجب البحث عن أمور الرواة منهم، وليس في أهل الدين والمتحققين بالعلم من يصرف إليهم خبر ما لا يحتمل نوعاً من التأويل، وضرباً من الاجتهاد، فهم بمثابة المخالفين من الفقهاء المجتهدين في تأويل الأحكام لإشكال الأمر والتباسه ويجب أن يكونوا على الأصل الذي قدمناه من حال العدالة والرضا؛ إذ لم يثبت ما يزيل ذلك عنهم"[3]. ولله در الحافظ العلائي -رحمه الله- حيث قال:"والحق الذي ذهب إليه الأكثرون أن فضيلة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم والفوز برؤيته لا يعدل بعمل. وأن من منحه الله تعالى ذلك فهو أفضل ممن جاء بعده على الإطلاق لوجوه: أحدها: مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم. وثانيها:فضيلة السبق إلى الإسلام. وثالثها:فضيلة الذب عن حضرته صلى الله عليه وسلم. ورابعها:فضيلة الهجرة معه أو إليه أو النصرة له. وخامسها:ضبطهم الشريعة، وحفظهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسادسها:تبليغهم إياه إلى من بعدهم. وسابعها:السبق بالنفقة في أول الإسلام. وثامنها: إن كل فضل وخير وعلم وجهاد ومعروف عُمل في هذه الشريعة إلى يوم القيامة فحظهم منه أجل ونوالهم منه أجزل؛ لأنهم سنوا سنن الخير وفتحوا أبوابه، ونقلوا معالم الدين وتفاصيل الشريعة إلى من بعدهم. وقد قال صلى الله عليه وسلم:"من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"[4]. وقال صلى الله عليه وسلم:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً"[5]. فهم مساهمون لجميع هذه الأمة في كل أجر يحصل لها إلى يوم القيامة مع ما اختصوا به مما تقدم ذكرة"[6]. وقد هممت إلى الاكتفاء بهذه النقول، إلا إنني وجدت من الفائدة ذكر ما قاله ابن أبي حاتم؛ لأن فيه تفصيل ما سبق حيث قال:" فأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه فريضهم له صحابة وجعلهم لنا أعلاماً وقدوة فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلغهم عن الله عز وجل وما سن وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدب، ووعوه واتقنوه، ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله وتلقفهم منه واستنباطهم عنه، فشرفهم الله عز وجل بما مَنَّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والغلط، لا يعني بنفي الغلط عنهم القول بعصمتهم، إنما ينفي عنهم الغلط الذي يؤثر على سلامة وإتقان ما ينقلونه، كما هو ظاهر. والله أعلم. والريبة والغمز وسماهم عدول الأمة فقال عز ذكره في محكم كتابه:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النّاسِ}[البقرة:143] ففسر النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز ذكره قوله:"وسطاً"، قال "عدلاً"[7]. فكانوا عدول الأمة وأئمة الهدى وحجج الدين ونقلة الكتاب والسنة. وندب الله عز وجل إلى التمسك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم فقال:{وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَىَ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّىَ}[النساء:115]. ووجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد حض على التبليغ عنه في أخبار كثيرة ووجدناه يخاطب أصحابه فيها، منها: أن دعا لهم فقال:"نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعها حتى يبلغها غيره"[8]. وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته:"فليبغ الشاهد منكم الغائب"[9]، "وحدثوا عني ولا حرج"[10]. ثم تفرقت الصحابة رضي الله عنهم في النواحي والأمصار والثغور وفي فتوح البلدان، والمغازي، و الإمارة، والقضاء، والأحكام، فبث كل واحد منهم في ناحية وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكموا بحكم الله عز وجل وأمضوا الأمور على ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظائرها من المسائل وجردوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدس اسمه لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله عز وجل رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين"[11]. ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله تعالى"[12]. وقال السفاريني -رحمه الله- في "منظومته": وليس في الأمة كالصحابة في الفضل والمعروف والإصابة قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- شارحاً:"وقوله:"في الفضل والمعروف":الفضل هو الإحسان والمعروف هو العدل. وقوله:"والإصابة": يعني إصابة الحق فأقرب الناس إلى الصواب هم الصحابة رضي الله عنهم لا شك في هذا"[13]. بيان خطر شيعة إيران: وكما ألمحت في مقدمة المقال أنه قد طل علينا في هذه الأيام مشروع من قبل شيعة هذا الزمان يهدف إلى تشييع بلدان أهل السنة والجماعة، لتصير بلدان أهل بدعة وشقاق في ظل وجود دولة لهم في (إيران الفارسية)، التي تقوم بنشر عقائد الرافضة بين طائفة من الجهلة والمفتونين ممن ينتسبون إلى بلدان السنة، عن طريق إلقاء الشبهات وتزوير الحقائق ومدخلهم الأول هو اتهام الصحابة رضي الله عنهم بكتمان وصية النبي صلى عليه وسلم بالإمامة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولذريته من بعده، وبذلك اغتصبت الخلافة ونصب أبي بكر ثم عمر ثم عثمان، فهم يتدرجون في دعوتهم تلك إلى أن تحب ولا تسب الصحابة، وإنما تفضل علياً على البقية، ثم ينتقلون إلى أن لا تحب ولا تسب، ثم إلى أن تسب ولا تستحل السب، وإنما تشتم عند الغضب، ثم إلى أن تستحل وتستبيح، ولا تبالي من العتب، ثم تنتهي إلى أن تعد السب قربة وطاعة وتجعله وظيفة وصناعة [14]!! وتنفق إيران في سبيل ذلك الأموال الطائلة، التي تصل إلى أيدي هؤلاء المأجورين، فتراهم عبر الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد، عبر القنوات الفضائية، وفي مواقع (الإنترنت)، و(الفيس بوك)، والتغريدات عبر (تويتر)، يطالبون ببناء الحسنيات (مساجد الشيعة) في تلك البلدان كمصر وغيرها، ليكون لهم منبر ديني بين الناس فيلبسون على الناس أمر دينهم، وهم عدد لا يستهان به، فهم متربصون بنا الشر كما نرى أن هذه الدولة تحاول أن تكون لها مواقف سياسية متميزة تجاه القضايا الهامة للأمة لتظهر بأنها التي يهتم بأمر المسلمين، فتنقاد لها جموع الأمة، وتترك أمر التمسك بصحيح عقائدها بداية بسلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن تنتهي إلى الرفض المحض، فما هو دورنا تجاه هذا المشروع المخطط له، والذي نراه تبرز آثاره بين جموع أهل السنة، ولذا فإن الحديث عن فضائل الصحابة رضي الله عنهم في زمننا هذا لا بد منه بعد ظهور الروافض من الشيعة -بدولتهم الفارسية المستترة بشعار التشيع ومحبة أهل البيت-، فعلى كل مسلم حاكم أو محكوم التصدي لهذا المشروع الرافضي الخبيث، بكل ما نملك حماية لديننا من الهدم؛ لأنهم أن يظهروا علينا لا يرقبوا فينا إلا ولا ذمة، وأفعالهم عبر التاريخ شاهدة على ذلك وسقوط بغداد على أيدي التتار كان بمساندتهم، وكذلك سقوطها اليوم على أيدي الأمريكان كان بمساعدتهم باعتراف قادتهم، وكذلك دعم الأمريكان لاحتلال أفغانستان، لا يخفى على أحد، وكذلك زرعهم حزب الله في لبنان ليكون يد لهم في أرض الشام، ينطلقون منها للبلدان المجاورة، كما حاولوا في مصر، وأخيراً دعمهم لنظام بشار الأسد النصيري الباطني ضد أهل السنة في سوريا، وهذه آخر تصريحات أحد المسئولين الإيرانيين حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في يوم الاثنين 1 من أبريل 2013م، أثناء زيارته لمصر، يقول في مؤتمر صحفي عقده بمقر إقامة مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة:"إن طهران ملتزمة بمواصلة دعم إصلاحات الرئيس السوري بشار الأسد ...". إي إصلاحات هذه!؟ غير القتل والتنكيل بأهل السنة في سوريا!! إيران في مصر بمساعدة جماعة الإخوان المسلمين: ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل صرح مساعد وزير الخارجية الإيراني في نفس المؤتمر بالقاهرة مفتخراً: "ستشاهدون حضور السياحة الإيرانية إلى مصر لدعم اقتصادها". تلكم السياحة التي هي في الحقيقة بوابة التشيع الرسمي في مصر بمباركة الرئيس التابع لجماعة الأخوان المسلمين المعروفة بمواقفها المتخاذلة مع الرافضة وإيران، من أيام مؤسسها الأستاذ حسن البنا،-راعي التقريب بين السنة والشيعة-، فالرئاسة في مصر تسمح للرئيس الإيراني أثناء زيارته الأخيرة لمصر بزيارة قبر الحسين المزعوم، وقبور أهل البيت المقبورين في مصر، وهي زيارات شركية يتم فيها دعائهم من دون الله، كما هو معلوم، ولا يكتفي الرئيس الإيراني بذلك بل يدخل الأزهر، ويشير بيده بعلامة النصر كما يزعمون، التي فسرها بعضهم بأنها إشارة إلى أنهم سوف يعود الأزهر مرة أخرى كما كان يوم أسس على عقيدة أسلافه من الباطنية، وبناء على هذه الزيارة سمح وزير السياحة المصري باستقبال السياح الإيرانيين لتنشيط الاقتصاد المصري، و أكد جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة لإخوان لمسلمين في يوم الأحد 31 مارس 2013م: أن وزارة الخارجية وضعت شروط خاصة للسياحة الإيرانية في مصر لعدم خلطها بالشأن السياسي ووصفها بأنها خطوط حمراء والتي تقضى بأن تقتصر الزيارات الإيرانية على السياحة الشاطئية بالبحر الأحمر، وجزء من المتوسط وعدم السماح بزيارة الأماكن والمزارات الدينية المرتبطة بشعائر الشيعة. وأضاف الحداد في تصريحات خاصة لـجريدة "اليوم السابع" أنه لابد أن نتعامل مع تفاصيل الموضوع ولا نتعامل مع المعلومات بسطحية، فيما يختص بهذا الملف، وإدراك حجم ما يمكن أن تحصل به مصر من عوائد اقتصادية، والسياحة جزء من فتح العلاقات مع الجانب الإيراني". انظروا كيف يحاولون أن يلبسوا علينا الحقائق، السياحة ليست دينية، ولذلك علينا أن نتقبل دخول الإيرانيين في مصر بغير توجس، هكذا بهذه السذاجة، والسهولة، وعلينا ألا ننظر إلى عقائدهم وما يرمون من ورائها، نتركهم يدخلون مصر بالحرس الثوري الإيراني، ولا نخاف من نشر دينهم في ربوع مصر، أو نشر زواج المتعة من خلال السياحة الشاطئية، المسموح بها لنساء إيران السائحات! فالسياحة الإيرانية عند الأخوان سوف تغني مصر، وتحل أزمتها الاقتصادية!! ... تتمة http://www.anbacom.com/articles.php?action=show&id=16241 |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| أخطاء مرسى وخطايا المعارضة |
نعم أخطأ الرئيس محمد مرسى كثيرا خلال الشهور الثمانية المنقضية منذ توليه الحكم، لكن هل هذه الأخطاء هى السبب فى كل محاولات إزاحته بكل السبل، بما فيها تحريض الجيش على الانقلاب والهتاف من أجل عسكرة السياسة مرة أخرى؟ يخطئ من يتصور أن محاولات إحراق مقعد الرئاسة تحت محمد مرسى بدأ مع ذلك الإعلان الدستورى «الديكتاتورى» الصادر فى 12 نوفمبر الماضى، والذى تم إلغاؤه فيما بعد، وإفراغه من المواد الاستبدادية به، ذلك أن محاولة الإطاحة بمحمد مرسى بدأت قبل أن إعلانه رسميا رئيسا للجمهورية، وقبل معركة انتخابات الإعادة. وتحتفظ جدران إحدى القاعات بفندق شهير على النيل بتفاصيل جلسة حوار ساخن ضم أطيافا متعددة من السياسيين المصريين بدعوة من الجمعية الوطنية للتغيير للتداول بشأن مأزق جولة الإعادة، والإجابة عن سؤال: لمن تذهب أصوات القوى الوطنية والثورية، لمحمد مرسى أم لأحمد شفيق؟ وكان واضحا للغاية أن معظم من يقودون عملية الإجهاز على حكم محمد مرسى الآن كانوا أميل للتصويت لجنرال الثورة المضادة الهارب، بزعم الانتصار للدولة المدنية، يحركهم فى ذلك عداء تاريخى للإسلام السياسى.. بينما كانت الموضوعية تحتم على أصحابها استخدام مسطرة قياس بسيطة تحسب أيهما أقرب للثورة ومبادئها وعلى هذا الأساس تتوجه الأصوات. وفى ذلك اللقاء الذى انعقد وانفض قبل ساعات من لقاء «فيرمونت» الشهير تأكد عدد من الحضور المحترمين أن البعض على استعداد للتصويت لصالح الثورة المضادة فى سبيل ألا يصل مرشح الإخوان إلى الحكم، وأذكر أن عددا من الرموز الوطنية المحترمة حاولوا قدر استطاعتهم كبح جماح هذا الاندفاع للتصويت لجنرال موقعة الجمل، غير أنه كان هناك إصرار من شخصيات بارزة فى معسكر إسقاط مرسى الآن على أن شفيق هو الأجدر بالتصويت، وإن لم يكن فالمقاطعة وإبطال الأصوات هو الحل. وانتهى اللقاء بحالة من الهرج والمرج ومغادرة كثيرين القاعة فى حالة ذهول مما اعتبرته فى ذلك الوقت حالة انتحار ثورى، دفعت المترددين فى قبول دعوة المرشح فى ذلك الوقت محمد مرسى إلى حضور اجتماع فى فندق «فيرمونت» امتد إلى ما بعد منتصف الليل بكثير. ولاتزال الذاكرة تحتفظ بدعوات شديدة الغرابة فى ذلك الوقت للمرشح محمد مرسى للانسحاب من جولة الإعادة لصالح أحد المرشحين الخاسرين، وهى الدعوة التى اعتبرها عقلاء منصفون غير منطقية وغير عادلة وغير أخلاقية أصلا. وخلاصة القول أن حالة من الكره الاستراتيجى لمحمد مرسى كشخص، وكتيار، كانت قد عصفت بأفئدة البعض مبكرا جدا، ولم تكن بحاجة لأن يرتكب أخطاء، ويتعثر فى القيادة حتى تنشط فى محاولات إسقاطه، وغنى عن القول أن بعضا ممن يقودون «النضال الرومانى» ضده الآن التحقوا يوما بحملة الجنرال الهارب، ومنهم من أعلن ذلك صراحة، ومنهم من تسلل لواذا على أطراف أصابعه فى عتمة الليل داعما ومفيدا ومستفيدا. ....... الشروق المصرية |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق