1 |
"نيويورك تايمز": التحسن المفاجئ للحياة في مصر يشير إلى حملة مدبرة لتقويض مرسي |
2013-7-11 | خدمة العصر ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها نشرته أمس على موقعها الالكتروني، أن احتجاجات الشارع مع وزراء حكومة مرسي الذين هم في حالة فرار أو في السجن، ولكن منذ الإطاحة العسكرية بالرئيس محمد مرسي، فإن الحياة تحسنت بطريقة أو بأخرى بالنسبة لكثير من الناس في جميع أنحاء مصر: طوابير الغاز اختفت وتوقف التيار الكهربائي عن الانقطاع والشرطة عادت إلى الشارع. مع ارتفاع الجريمة والاتجار غير القانوني في عهد الرئيس محمد مرسي، رفضت الشرطة التدخل، مما أضر بنوعية الحياة والاقتصاد. لكن منذ الإطاحة به الأسبوع الماضي، عادت دوريات الأمن للعمل. وهذا الشلل المتعمد الذي أصاب الحياة في عهد حكومة مرسي أظهر أن جحافل من الموظفين الذي تُركوا في مواقعها بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في العام 2011، قد لعبت دورا هاما في تقويض نوعية الحياة عموما في ظل إدارة الرئيس مرسي. ويقول الإخوان المسلمون وأنصار مرسي إن هذا التحول المفاجئ يثبت أن خصومهم تآمروا لإفشال الرئيس المعزول. والأمر لا يتعلق باختفاء ضباط الشرطة وفقط، ولكن أيضا إخفاء الوزارات المسؤولة عن توفير الكهرباء وضمان إمدادات الغاز بانتظام، مما أثار الغضب والإحباط على نطاق واسع. "هكذا كان يتم الاستعداد للانقلاب"، كما قال ناصر الفراش، الذي شغل منصب المتحدث باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية في حكومة مرسي. "الدوائر المختلفة في الدولة، من مرافق التخزين إلى شاحنات نقل منتجات البنزين إلى محطات الوقود، شارك الجميع في صناعة هذه الأزمة". ساعد أعضاء المؤسسة القديمة، وبعضهم مقربون من مبارك وكبار الجنرالات في البلاد، يعملون من وراء الكواليس، في تمويل وتقديم المشورة وتنظيم المصممين لإسقاط الرئيس الإسلامي، بما في ذلك نجيب ساويرس، الملياردير والعدو الصريح للإخوان وتهاني الجبالي، وهي قاض سابق في المحكمة الدستورية العليا، ومقربة من الجنرالات الحاكمين، وشوقي السيد، المستشار القانوني لأحمد شفيق، آخر رئيس وزراء المخلوع مبارك، الذي خسر سباق الرئاسة أمام مرسي. ولكن، كما يقول التقرير، هاهي الشرطة تعود إلى الشوارع، مما يشير بشكل واضح إلى أن المؤسسات التي كانت موالية للمخلوع مبارك تخلت عن مهامها عندما انتخب الرئيس مرسي. وقال الكاتب إنه طوال فترة ولايته (سنة واحدة)، ناضل مرسي لاسترضاء الشرطة، بما أدى إلى تنفير بعض أنصاره بدلا من محاولة إصلاح وزارة الداخلية. ولكن مع تزايد معدلات الجريمة وقطع الطرق –بما أثر ليس في نوعية الحياة، وفقط، بل في الاقتصاد أيضا- رفضت الشرطة الانتشار وضبط الشارع. وقد عاد ضباط يرتدون ملابس بيضاء إلى شوارع القاهرة، وتدخلت قوات الأمن –التي كانت مكروهة على نطاق واسع قبل وبعد الثورة- بالغاز المسيل للدموع والبنادق ضد الإسلاميين خلال اشتباكات في الشوارع الأسبوع الماضي، مما أدى بمثيري الشغب المناهضين لمرسي إلى مدحهم ووصفهم بالأبطال. وقد رفعت اللافتات في المدن تصور ضابط شرطة محاطا بابتسامة الأطفال، وكتب عليها: "أمنك مهمتنا، سلامتك هدفنا". "لدينا ضباط وأفراد شرطة كانوا يعملون في إطار سياسة محددة تستهدف المتطرفين الإسلاميين والإسلاميين بشكل عام"، كم قال إيهاب يوسف، وهو ضابط شرطة متقاعد يدير جمعية مهنية لقوات الأمن. وأضاف: "ثم فجأة انهار النظام السابق، وجاء نظام حكم إسلامي، فلا يمكنهم أبدا قبول ذلك نفسيا". عندما خُلع مبارك بعد ما يقرب من 30 عاما في منصبه، في العام 2011، تمسكت البيروقراطية التي بناها بمواقعها. واحتفظ العديد من رجال الأعمال، وكانوا الدعامة الأساسية في الحكومة القديمة، بثرواتهم ونفوذهم. على الرغم من وصوله إلى السلطة من خلال الانتخابات الأكثر حرية في تاريخ مصر، كان مرسي غير قادر على تمديد سلطته على جهاز الدولة المترامية الأطراف، واشتكى حلفاؤه أن ما أسموه "الدولة العميقة" تقوض جهودهم في الحكم. وفي حين أنه فشل في بناء أي نوع من الإجماع الوطني، واجه مرسي أيضا حملة نشطة من قبل المعادين لقيادته، بما في ذلك بعض من أغنى وأقوى دعائم عهد مبارك. وقال نجيب ساويرس، أحد أغنى الرجال في مصر واحدا من جبابرة المؤسسة القديمة، إنه كان يدعم ويمول حركة "تمرد"، التي شنت حملة عريضة تطالب بالإطاحة بالرئيس مرسي. وكشف للصحيفة أن "تمرد لم تكن تعرف أني كنت وراء تمويلها". وأضاف: "أنا لا أخجل من ذلك". وقالت تهاني الجبالي، القاضية السابقة، في مقابلة عبر الهاتف أمس الأربعاء إنها وخبراء قانونيين آخرين ساعدوا حركة "تمرد" في رسم الخطة لاستدعاء الجيش للإطاحة الرئيس مرسي ونقل الرئاسة مؤقتا إلى رئيس المحكمة الدستورية. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| الجيش الحر يتهم القاعدة بقتل أحد قياداته |
أبوظبي - سكاي نيوز عربية اتهم المتحدث باسم الجيش السوري الحر قاسم سعد الدين، تنظيم القاعدة في سوريا، بقتل عضو المجلس العسكري الأعلى التابع للجيش الحر، كمال حمامي، والمكنى بـ"أبي باسل اللاذقاني"، خلال اجتماعه مع أعضاء "تنظيم دولة الشام والعراق الإسلامية" في ميناء اللاذقية، شمال غربي سوريا.وقال سعد الدين، الخميس، إن "أنصار التنظيم اتصلوا بي وقالوا إنهم قتلوا أبو باسل، وسوف يقتلون جميع أعضاء المجلس العسكري الأعلى"، موضحا أن "أبو باسل التقى بهم لمناقشة خطط المعارك". ويحاول الجيش السوري الحر بناء شبكة من خطوط الإمداد والتموين وتعزيز وجوده في أنحاء سوريا مع تعهد الإدارة الأميركية بإرسال أسلحة له، بعد أن خلصت إلى استخدام القوات الحكومية أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة. وقالت مصادر أمنية إن لجانا في الكونغرس علقت هذه الخطط، خشية ألا تكون تلك الأسلحة حاسمة، فضلا عن احتمال وصولها إلى أيدي من وصفتهم "إرهابيين". وبينما تقاتل وحدات الجيش السوري الحر أحيانا إلى جانب جماعات إسلامية مسلحة، إلا أن الخلافات زادت بين الجانبين ووجهت اتهامات للجماعات المرتبطة بالقاعدة في عدة اغتيالات استهدفت قادة وحدات المعارضين. روسيا تنتقد الغرب وعلى الصعيد السياسي، انتقد مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، الخميس بشدة ما وصفها بأنه "زوبعة دعائية في فنجان"، تثيرها الدول الغربية بشأن مزاعم بأن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وكان السفير فيتالي تشوركين قدم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء، تحليلا روسيا قال فيه إنه أظهر كيف أن مقاتلي المعارضة هم من أطلقوا مقذوفا يحتوي على غاز السارين وسقط في خان العسل في محافظة حلب بشمال سوريا في 19 مارس، وأسفر عن مقتل 26 مدنيا وعسكريا. وجاء ذلك التقرير بعد أن سمحت سوريا لخبراء روس بزيارة الموقع، وأخذ عينات بيئية لتحليلها. وأثارت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شكوكا حول التحليل الروسي، وكررت دعواتها السابقة لتحقيق يجريه فريق من مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة يتمتعون بحرية الدخول دون عوائق إلى سوريا وليس فقط إلى خان العسل. وقال تشوركين إن الدول الغربية الثلاث توجه اتهامات لا تستحق أن تؤخذ على محمل الجد. وأضاف: "ينبغي أن ننظر إلى المزاعم الجادة"، مضيفا أن الإصرار على النظر في حوادث أخرى إلى جانب حادثة خان العسل "زوبعة دعائية في فنجان". وتابع: "أعتقد للأسف أن ما يحاول زملاؤنا الغربيون فعله هو إثارة أكبر عدد من المزاعم بأقل درجة من المصداقية في محاولة لخلق أكبر عدد من المشكلات أمام إجراء مثل هذا التحقيق." ورفضت سوريا السماح لفريق الأمم المتحدة بزيارة أي مكان آخر غير خان العسل. وانتقد تشوركين بيانا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي، قال إن روسيا تعرقل جهود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل إجراء "تحقيق مستقل وجدير بالثقة" في الهجمات بأسلحة كيماوية في سوريا. اشتباكات في حمص ميدانيا، سيطر مقاتلو المعارضة السورية، الخميس، على قرية البجارية الواقعة على بعد 12 كلم جنوب شرق القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويتقاسم الجيش السوري والمقاتلون المعارضون ومجموعات كردية مستقلة، السيطرة على القرى والبلدات في الحسكة، بينما لا تزال المدينتان الكبريان، الحسكة والقامشلي، تحت سيطرة القوات الحكومية. في هذه الأثناء، تستمر عمليات القصف والمعارك في مدينة حمص وسط البلاد لليوم الثالث عشر على التوالي. وتعرضت الأحياء القديمة في حمص للقصف، الذي ترافق مع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في محاولة لفرض السيطرة على حي الخالدية. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| لو أُنفِقَت على طيور الصومال ووحوشها |
2013-7-12 | كشف تقرير نشرته الجزيرة اليوم عن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في تمويل سياسيين ونشطاء عملوا على الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي. وبحسب التقرير، فإن عشرات الوثائق الأميركية الحكومية تؤكد أن واشنطن مولت ساسة مصريين طالبوا بالإطاحة بمرسي، بينهم ناشطون وقادة وأعضاء في ما يسمى جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة وأقباط مصريين في الخارج. ساعدنا هذا التقرير على الفور على فهم الحملة الجنونية التي قامت بها "جبهة الإنقاذ" في الشهر الماضي ضد الرئيس الشرعي بوصفه ديكتاتوراً ومعتدياً على حريات الأفراد، وهي حملة ناصرتها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. وقد كانت ردة فعل على ما قامت به محكمة مصرية من إدانة 43 مصرياً وأجنبياً بتهمة الحصول على التمويل الأجنبي لإثارة القلاقل في البلاد. وليس من المستغرب هذا التدخل الأمريكي في مصر، فلا تقوم السياسة الأمريكية إلا على التدخل في شؤون الدول الأخرى، بهدف تشويه صورة الإسلاميين من جهة وضمان أمن الكيان الصهيوني من جهة أخرى. وما علينا إلا أن نتذكر ما فعلته واشنطن في أفغانستان والعراق، وفلسطين، ويكفينا أنها ما زالت تقف بكل قوة خلف بشار الأسد ليستمر حارساً للصهاينة، لدرجة أنْ تمنحه مئات الملايين من الدولارات ليوقف "المد الإسلامي" في سورية. حتى اليوم لا يعرف الرئيس أوباما إذا كان ما حدث في مصر انقلابا أم لا، وهذا أمر طبيعي فهو لا يستطيع أن يعبر عن سعادته صراحة بالانقلاب على مرسي، لأن ذلك سيخالف ما تدعيه الولايات المتحدة من قيم الحرية والإنسانية، فالبيت الأبيض ينتظر اليوم نتيجة تحركات الحكومة الانقلابية في مصر من جهة، ونتيجة المظاهرات المؤيدة لمرسي من جهة أخرى، ولا شك في أن الولايات المتحدة ستقف في صف المنتصر، وستعود للتآمر من جديد فيما لو انتصر الإسلاميون على خصومهم. لا يفاجئنا موقف الولايات المتحدة التي أعلنت أنها ستستمر بدعم مصر مالياً بالرغم من الانقلاب ، ولا نستغرب موقف كاترين آشتون التي صرحت أن الاتحاد الأوروبي سيدعم مصر اقتصادياً. و لكننا نأسف حقاً لموقف السعودية والكويت والإمارات ودول أخرى لم تعلنها صراحة بأنها تقف ضد شرعية مرسي. نعلم جيداً أن المسألة ليست في الدول المذكورة على الإطلاق، ولكنها تنفذ أوامر أمريكية مباشرة. فقد منعت المساعدات المالية عن مصر إبان حكم مرسي، وتم افتعال عشرات الأزمات الاقتصادية في بلاده كأزمة الغاز والنفط والسولار. فلما تم الانقلاب عليه سارعت السعودية لمنح مصر خمسة مليارات دولار، وقدمت الكويت أربعة مليارات أخرى وأعلنت الإمارات عن تقديمها لثلاثة مليارات دولار أيضاً. أ ليس من الطبيعي أن نسأل لماذا لم تقدَّم تلك المليارات إلى حكومة مرسي، وقدمت الآن عندما تم الانقلاب عليه، أ ليس واضحاً أن الولايات المتحدة أمرت تلك الدول فأطاعت دونما نقاش. تساءلت كثيراً، ألا يعتبر الخروج على مرسي بالنسبة للحكومة السعودية خاصة، خروجاً على ولي الأمر، فهل تمت إذاً مكافأة "الخوارج"؟ وتساءلت أيضاً، هل كان الجيش سينقلب على مرسي لو قدمت تلك المليارات لحكومته؟ وتساءلت أيضاً هل كان لبشار الأسد أن يصبر ثلاث ساعات لو قدمت تلك المليارات للجيش السوري الحر؟ وأتساءل: لو أُنفقت تلك المليارات على طيور الصومال ووحوشها أ لم تكن لتكف عن افتراس أولادنا هناك؟ أراد الرئيس مرسي أن يحرر مصر من التبعية، فيبني لأهلها مشاريعهم الخاصة. وأراد الانقلابيون أن يجعلوا شعب مصر عبيداً للمال الخارجي وشتان بين الأمرين: الحرية والعبودية. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
4 |
الاندبندنت تحاور الناجي من اعتداء أنصار الاخوان المسلمين في الاسكندرية |
اعتقلت الشرطة مرتكب الحادث بعد تداول صورته في البرامج التلفزيونية ومواقع الانترنت لا تزال الأوضاع في مصر تحتل مساحات كبيرة من تغطية الصحف البريطانية الصادرة الخميس وإن لم تتصدر عناوينها الرئيسية. كما تناولت الصحف قضايا أخرى على رأسها تورط شركة مايكروسوفت في مشروع " بريزم" الأمريكي للتجسس على الانترنت. ونبدأ جولة الصحف من الاندبندنت التي أفردت صفحتين كاملتين لأحد مشاهد العنف التي تعكس حالة التوتر التي تشهدها مصر منذ أن أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي." كان يسعى بشدة لقتلي حتى أنه تعثر. وهي اللحظة التي استطعت الهروب فيها"، تحت هذا العنوان نشرت الصحيفة مقابلة أجراها مراسلها كيم سينغوبتا مع أحد الناجين من اعتداء نفذه أفراد مؤيدون لجماعة الاخوان المسلمين في الاسكندرية، بحسب الصحيفة، خلال أعمال العنف التي اندلعت في أعقاب عزل الرئيس مرسي. أرفق المراسل المقابلة ببعض الصور من مقطع الفيديو الذي نشر على مواقع الانترنت لشاب ملتح ومعه مجموعة أخرى أثناء مطاردتهم بعض الفتية قبل أن يلقي المعتدون باثنين من هؤلاء من أعلى سطح أحد المنازل بالاسكندرية مما تسبب في مقتل أحدهما. "تحولت الاسكندرية إلى معقل للإسلاميين بعد أن كانت رمزا للثقافة والعلوم" الاندبندنت وقال صالح إن مرتكب الحادث، ويدعى محمد حسن رمضان، كان يهتف " الله أكبر" أثناء قيامه بطعني بالسكين. وأضاف " كان قريبا مني للغاية. ووضعت يدي في محاولة للدفاع عن نفسي وحماية وجهي. كان يسعى لقتلي حتى أن المجهود انهكه وتعثر فقمت على الفور وركضت هاربا". وتقول الصحيفة إن هذا الحادث الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين جاء في ظل أعمال العنف التي شهدتها مدينة الاسكندرية في اليوم ذاته وأسفرت عن مقتل 16 شخصا. وأضافت الاندبندنت أن هذه المدينة التي كانت تعد رمزا للتنوع الثقافي والحرية والعلم أصبحت خلال الفترة الماضية معقلا للإسلاميين إذ أن الناخبين منحوا أصواتهم للإسلاميين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2011 ثم دعموا محمد مرسي في انتخابات الرئاسة. ولكن انقلب الحال منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أن أصدر الرئيس المعزول إعلانا دستوريا وسع من صلاحياته ما أثار حالة من الغضب في أنحاء مصر وبخاصة في الاسكندرية التي شهدت إحراق مقار لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. ونقلت الصحيفة آراء بعض معارضي الاخوان ومؤيديهم، فالمجموعة الأولى ترى أن الجماعة تلجأ إلى العنف المفرط بينما ترد المجموعة الثانية أن أنصار الاخوان يتعرضون للقتل في القاهرة بل ويطلق الجيش النار على المتظاهرين السلميين. مؤامرة داخلية وخارجيةاختفت قيادات الجماعة عن الأنظار بعد الإطاحة بالرئيس مرسي مراسل الصحيفة مارتن تشولوف يصف حال مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة الواقعة في شمال غربي دلتا النيل، وهي المدينة التي ولد فيها مؤسس الجماعة حسن البنا عام 1906. ويقول تشولوف إن المدينة يسودها الهدوء وبخاصة في بداية شهر رمضان كما أن رموز وقيادات الجماعة في المدينة اختفوا عن الأنظار منذ أن أطيح بالرئيس مرسي الأسبوع الماضي. وأضاف المراسل أن قيادات الجماعة بدأوا في التجمع في هدوء داخل منازلهم كما كانوا يفعلون على مدار عقود قبل أن تظهر الجماعة بقوة على الساحة خلال العامين الماضيين بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وتقول الصحيفة إن خمسة من قيادات الجماعة التقوا في منزل أحدهم. ونقلت الصحيفة عن حسني عمر القيادي في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة قوله " نؤكد أن ما حدث مؤامرة على عدة مستويات، خارجية وداخلية". وأوضح عمر " خارجيا، من الواضح أن السفيرة الأمريكية في القاهرة لعبت دورا كبيرا قبل وقوع الانقلاب كما أن دول الخليج والاتحاد الأوروبي التزموا الصمت". أما داخليا، والحديث لعمر، كان وراءه "فلول نظام مبارك، فقد أصبحوا أكثر ثقة وجرأة وحصلوا على ما يريدون". وقال عمر إن " الجماعة لديها تاريخ طويل من الديمقراطية، فهي جزء منها" وأضاف متعهدا " لن نسمح لما حدث بأن يستمر". .............. بي بي سي |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
|
مشاركات وأخبار قصيرة | |||||
كشفت دراسة بريطانية الخميس عن امتلاك السعودية صواريخ بالستية موجهة إلى إيران وإسرائيل في قاعدة سرية بعمق الصحراء، وذلك وفقا لصور فضائية أكدتها صحيفة دايلي تليغراف البريطانية أيضا. وجاء في دراسة أصدرتها مجلة "جينز إنتيليجنس ريفيو" التي تضم مستشارين متخصصين في شؤون الدفاع أن صورا التقطت بواسطة الأقمار الصناعية لمنطقة الوطح (200 كلم جنوب غرب الرياض) تظهر منصات لإطلاق صواريخ مع علامات تشير إلى أهداف إيرانية محتملة ومواقع أخرى في إسرائيل. وقال رئيس التحرير المساعد للمجلة روبرت مانكس "لا يمكننا أن نتأكد من أن الصواريخ موجهة تحديدا إلى تل أبيب وطهران، ولكن في حال تم إطلاقها نستطيع أن نتوقع أنها ستستهدف مدنا كبرى". وأضاف الخبير الإستراتيجي أنه لا يريد الخروج بخلاصات كثيرة حول الإستراتيجية السعودية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السعودية "لا تربطها علاقات جيدة بإيران أو إسرائيل". وأوضح مانكس أن قاعدة مماثلة لإطلاق الصواريخ يمكنها أيضا أن تكون مفيدة إذا قررت السعودية امتلاك أسلحة نووية، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة منها كمركز تدريب وتخزين. أما صحيفة تليغراف فنقلت عن محللين أن المنصتين مصممتان للترسانة السعودية من صواريخ "دي إف 3" الباليستية التي يمكن إطلاقهما من على متن شاحنات، ويصل مداها إلى ما يتراوح بين 2400 و4000 كلم، وهي قادرة على حمل مواد متفجرة يصل وزنها إلى طنين. وأضاف المحللون أن السعودية تعكف حالياً على تطوير صواريخها، على الرغم من أن منظومة صواريخها الباليستية التي يعود تاريخها إلى عقد الثمانينيات قادرة على حمل سلاح نووي. وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في السفارة السعودية في لندن لم يردوا على استفساراتها بشأن القضية، فيما رفضت السفارة الإسرائيلية في لندن التعليق. المصدر:وكالات ............................. صحيفة أمريكية: عزل «مرسي» زعزع العلاقات بين مصر وتركياقالت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور"، الأمريكية، اليوم، الأربعاء، إن الحكومة التركية شنت هجمات شرسة على الجيش المصري لعزلة للرئيس "محمد مرسي"، لما له من هز جذور القادة المنتمين لتيار الإسلام السياسي في أنقرة. وأوضحت الصحيفة أن الحزب الحاكم في تركيا استثمر الكثير من الأموال في مصر، منذ تولي "مرسي" منصبه الرئاسي، وقدمت أنقرة الدعم والقروض وصفقات تجارية بقيمة 2 مليار دولار، مضيفة أن تلك المساعدات كانت نتيجة الأيدولوجية المتشابهة ودليل على شعبية الإسلام السياسي في البلدين. وانتقد رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" بشدة عزل "مرسي" كما لو أنه كان يستهدف حزبه "العدالة والتنمية" والذي واجه أسلافه ذوي الميول الإسلامية فى تركيا العديد من الانقلابات العسكرية، وأصبح وحيدا تقريبا. وتعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت بتقديم 12 مليار دولار كمساعدات لنظام ما بعد "مرسي" على الرغم من أن قطر، والتي تعتبر دولة أخرى من أغني دول الخليج والمؤيد القوي لمرسي، لا تزال صامتة نسبيا. وقال "أردوغان": "الانقلابات العسكرية عدوة للديمقراطية"، وأضاف:"لا نحترم أولئك الذين لا يحترمون إرادة الشعوب لأننا دفعنا ثمنا كبيرا، ولا نريد أخواننا في مصر أن يدفعوا نفس الثمن". ويقول" مصطفى أكيول" محلل سياسي وكاتب صحفي بجريدة "حرييت التركية "إن الكثير من الأتراك الآن يقرأون مصر بوجهة نظر تركية، حيث أن أردوغان وحزبه يؤيدون مرسي بقوة، في الوقت الذي يقول فيه معارضوه انظر، إن الأخطاء التي قام بها مرسي في مصر هي نفس الأخطاء التي تقومون بها هنا، فانظر ماذا حدث؟". وذكرت الصحيفة الأمريكية أن معارضي "أردوغان" خرجوا بالآلاف، إلى الشوارع للاعتراض على سياسته، ولكنه رفض الحوار متمسكا بالشرعية والصناديق التي أتت به إلى الحكم رغم حصوله على نسبة ضئيلة، وبالمثل، فاز "مرسي" بأغلبية ضئيلة 51%، واهتم فقط بجماعة الإخوان المسلمين وأجندته الإسلامية الخاصة بمصر، رغم أن المعسكر العلماني هو الذي لعب دورا حاسما في إسقاط الديكتاتور "حسني مبارك" فى 2011 . .......... البديل ................................. الإذاعة الإسرائيلية : حماس تعيش في عزلة بعد عزل مرسي الدستور الاصلي قالت الإذاعة الإسرائيلية إن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تعانى من العزلة، وتعيش أوقاتا صعبة للغاية بعد فقدانها لحلفائها فى المنطقة وعلى رأسهم الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى. ونقلت الإذاعة عن مصدر فلسطينى «لم تكشف عن هويته» قوله إنه يتوقع ان تحد مصر بعد سقوط نظام مرسى من تحركات مسئولى حماس وان تزيد فرض الرقابة على عمليات تهريب الأسلحة والأموال إلى قطاع غزة. وأوضح المصدر «وفقا لما ذكرته الاذاعة على موقعها الالكترونى بالعبرية» أن العزلة التى تعيشها حركة المقاومة الاسلامية حماس تعتبر بداية لثورة شعبية ضد سلطة حماس فى غزة. .............................. أقوى تقرير للجزيرة عن الإعلام المصريhttp://youtu.be/IgB7kbueQ3o -------------------------------------------------------- لم تطلب إسرائيل الإبقاء على مساعدات أميركا لمصر؟ محمد محسن وتد-القدس المحتلة تواصل المؤسسة الإسرائيلية بمختلف أذرعها السياسية والأمنية -بحسب ما أوردته صحيفة هآرتس- الحديث إلى واشنطن للإبقاء على التمويل السنوي والمساعدات العسكرية التي تقدم للجيش المصري، ما يطرح تساؤلات بشأن حجم التعاون الأمني والإستراتيجي بين تل أبيب والمؤسسة العسكرية المصرية. وترى تل أبيب أن حجب الدعم الأميركي للجيش المصري سيكون له تداعيات وانعكاسات سلبية على أمنها القومي، وعليه تخشى بغياب هذا الدعم من مغبة تدهور الأوضاع الأمنية على طول الحدود مع سيناء، فيما ألمحت بعض قياداتها كوسيلة للضغط والتهديد بأن تقليص المساعدات المالية سيضع اتفاقية السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر بدائرة الخطر. وبشأن دلالات مطلب إسرائيل بعدم تجميد الدعم المالي -الذي تقدمه واشنطن للجيش المصري ويقدر بنحو 1.3 مليار دولار سنويا- قال مدير المعهد الإسرائيلي 'ميتفيم' المتخصص بالسياسات الخارجية للشرق الأوسط الدكتور نمرود جورن إن إسرائيل لديها 'مصلحة عليا لضمان الهدوء والاستقرار على طول الحدود مع سيناء'. ويؤكد جورن أن تدعيم ومساندة الجيش المصري الذي هو حليف تقليدي لإسرائيل والإبقاء على متانة وقوة المؤسسة العسكرية بالقاهرة هو من مصلحة إسرائيل لتحقيق الاستقرار والأمن على حدودها. تنسيق أمني إلا أن جورن يقول للجزيرة نت إنه لا يوجد علاقات سياسية بين إسرائيل ومصر بالمفهوم الدبلوماسي المتعارف عليه بالمجتمع الدولي، موضحا أن العلاقة بين تل أبيب والقاهرة منذ إبرام اتفاقية كامب ديفد تقتصر على الأمن الذي يشكل حجر الأساس للعلاقة الإستراتجية بين البلدين التي تعتمد بجوهرها على الأمن والتنسيق العسكري. واستذكر جورن المقولة الدراجة بمختلف الأوساط بإسرائيل ومفادها أن الاستثمار الأميركي بالجيش المصري يعني الاستثمار بأمن إسرائيل وتعزيز قوته ومناعته، خصوصا في ظل المتغيرات والأحداث التي تلت عزل الرئيس محمد مرسي. وأوضح أن إسرائيل انحازت إلى حليفها التقليدي الجيش وتجاوزت الشرعية السياسية لنصف الشعب المصري ممن يدعمون التيار الإسلامي، مشيرا إلى أنها كانت يمكن أن تتعايش مع نظام الإخوان المسلمين بـمصر. واستبعد جورن تدهور العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين رغم المصير المبهم والمستقبل المجهول لمصر، لافتا إلى أن القاهرة التي قد تغرق في قضاياها الداخلية، ستتحول إلى لاعب ثانوي وربما هامشي بكل ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والمصالحة الفلسطينية. واعتقد أن القاهرة ستبقي على اتفاقية السلام مع تل أبيب، وستعزز من التنسيق الأمني والعسكري حيال التطورات بسيناء، وقد يتم ذلك برعاية واشنطن إدخال تعديلات على اتفاقية كامب ديفد تجيز إعادة انتشار الجيش المصري بسيناء. دولة مصالح بدوره، يشدد الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، مدار أنطوان شلحت على أن أول ما يجب ملاحظته هو أن إسرائيل لا تفكر إلا بمصالحها وفي صلبها المصالح الأمنية، فهي 'دولة أمنية بامتياز'، وعقيدتها ما زالت قائمة على أساس نهج 'الجدار الحديدي' الذي يعني أن تمتلك دوما قدرا من القوة العسكرية يسمح لها بأن تظل متفوقة على كل دول الإقليم. وأكد في حديثه للجزيرة نت أنه وفي سبيل ضمان مصالحها هذه في سياق العلاقات بينها وبين مصر -وهي علاقات محكومة منذ نحو 35 عاما بما يسمى معاهدة السلام- أرسلت إسرائيل مندوبا أمنيا رفيع المستوى إلى القاهرة بعد أحداث الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي لإجراء محادثات مع قادة المؤسسة الأمنية المصرية تهدف إلى ضمان استمرار الالتزام ببنود هذه المعاهدة. أما فيما يخص طلب إسرائيل من الولايات المتحدة عدم مس المساعدات العسكرية التي تقدمها إلى الجيش المصري، فقد يبين شلحت أنه يهدف إلى عدم تقديم فرصة لمصر تتيح إمكان تآكل تعهداتها المنصوص عليها في 'معاهدة السلام'. وتابع أنه يجب مراعاة أمر مهم هو أن إسرائيل لا تخشى من احتمال قيام مصر بنقض هذه التعهدات بقدر ما أنها تخشى من تصاعد قوة الشارع وازدياد قدرته على التأثير في القرارات السياسية، وبالتالي فإنها تسعى لأن تبقي من الأسباب ما يكفي كي تنأى السلطات المسؤولة في مصر بنفسها عن أي خطوة من شأنها أن تلحق ضررا بتلك المعاهدة. وأشار شلحت إلى أن إسرائيل ظلت طوال العام الذي تسلم فيه الإخوان المسلمون زمام السلطة في مصر، تؤكد أنها تأخذ في الحسبان احتمال عودة الدولة بقيادتهم لتتحول مجددا إلى 'دولة معادية'، وهو ما يفسر عدة تقديرات متطابقة في إسرائيل الآن فحواها أنه من المتوقع أن تتغير العلاقات بين الدولتين الآن نحو الأحسن. الجزيرة .................................................... العوا عن الانقلاب: انها ليبرالية مقرفة.. يجب ان ندعم مرسي أكد المفكر الاسلامي محمد سليم العوا انه طوال فترة حكم الرئيس محمد مرسي لم يتم القبض علي أي شخص ويقوم الان دعاة الليبرالية بالقبض علي الشيوخ والعلماء. وقال العوا :"شهادة للتاريخ، عام كامل في عهد الرئيس مرسي لم يلق القبض فيه على بلطجي واحد، وفي يوم واحد يلقون القبض على علماء ورجال شيوخ طاعنون في السن، إنها ليبرالية مقرفة ويجب أن ندعم الرئيس مرسي بكل قوة .......................................... بعد اتهامه بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام الحرس الجمهوري عصام سلطان ساخراً : كنت أقوم بالتوجيه المباشر لضابطين قناصةدافع عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، عن نفسه بخصوص اتهامات وجهت له بالتحريض علي قتل المتظاهرين امام دار الحرس الجمهوري فجر يوم الاثنين الماضي، مؤكداً ان هذا اتهام غير صحيح والصحيح انه متهم بالاشتراك كمساهم اصلي وليس بالتحريض. واضاف عبر صفحته الرسميه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وبطريقه ساخره : "ذلك انني كنت اقوم بالتوجيه المباشر وبدون وسطاء لضابطين قناصين، احدهما كان واقفا علي سطح الحرس الجمهوري وبجواره مصور من طرفي ليلتقط لي منظر الساجدين وهم يسقطون تباعا لاستمتع بمشاهد القتل من حين لاخر، والثاني كان واقفا وسط الجنود الذين كان يجب ان يحموا وجهه، ولان الساجدين الخيبانين لم يقذفوه بطوبه واحده فقد كشف الجنود وجهه وفضحوه .. وفضحوني معه"........ اخبارك نت .................................... الشيخ سلمان العودة لست من جماعة الاخوان وأنا للسلفية أقرب و"محتسبين" خلف منع محاضراتي قال إن "الإخوان" جماعة معتدلة جاء ذلك في برنامج "140" الذي يقدمه الدكتور فهد السنيدي على قناة المجد ، وتناولت الحلقة الحديث عن خطاب العودة المفتوح الذي كتبه الشيخ في تويتر حيث أكّد العودة أن هناك ردود أفعال رسمية صدرت على أثر البيان لكن العودة اعتذر عن التفصيل في ذلك . وقال العودة " جلست ثلاثة أسابيع بعد كتابة مسودة الخطاب أنا أشاور عليه كل ذي رأي وعرضته على إخواني وأصدقائي ومشايخي حتى رضيت عنه ثم أنزلته" . وأكّد العودة أن الخطاب حقق ردود أفعال واسعة وجذب مؤيدين رأوا أن الخطاب يعبر بشيء مما في نفوسهم ، وقال " في الصحف الورقية كان هناك مقالات في الغالب أنها منتقدة وكنت أتمنى أن تلك المقالات تناقش المضمون ولا تناقش الشخص الكاتب " . ورأى العودة أن خطابه مفصلي ومهم وأن "الإصلاح خيار لا بد منه سواء لمن كان في سدة القيادة أو كان في بقية درجات القطار ويجب أن نتوافق على هذا المبدأ ". وأبدى العودة عدم اهتمامه ومبالاته لبعض المطالبات اللي يغرّد بها مناوئيه مثل مطالبة سحب الجنسية عن العودة إثر مقاله المعروف الذي كتبه عن البدون "مواطن بلا هوية" . وقال العودة أن لفظ "الإخونجية" الذي يوصف به المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فيه إسفاف في انتقاد لرد مدير شرطة دبي عليه وإيراده اللفظ "الإخونجية" ، وانتقد العودة حالة اختبار الناس حول مواقفهم وانتماءاتهم من الإخوان المسلمين . وأضاف العودة " قلت في مرات عديدة أنا لست من الإخوان ولم اكن منهم في يوم من الأيام ، نشأت في مجموعة ربما أقرب إلى السلفية وتعتبر إلى حد بعيد منشقة عن الإخوان لكني استفدت من الإخوان وشخصياتهم وتراثهم وأصنّف الإخوان في الجملة على أنهم من الجماعات المعتدلة ". ....... الاخبارية ----------------------------------- |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| "وإن تطيعوه تهتدوا" إبراهيم الدميجي |
الحمد لله وبعد: لقد ذكر أهل السير أمثلة ناطقة ببركة طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وشؤم مخالفته, منها ما حدّث به جابرُ بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنت رفيق عبد الله بن رواحة في غزوة المريسيع، فأقبلنا حتى انتهينا إلى وادي العقيق في وسَط الليل, فإذا الناس نازلون للمبيت. قلنا: فأين رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: في مُقدّم الناس قد نام. فقال لي عبد الله بنُ رواحة: يا جابر, هل لك بنا في التقدّم والدخول على أهلنا؟ فقلت: يا أبا محمد, لا أحب أن أخالف الناس, لا أرى أحدًا تقدّم. قال ابن رواحة: والله ما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقدُّمٍ. قال جابر: أما أنا فلست ببارح _وفي هذا بركة الحزم وعدم التقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم_. قال: فودّعني وانطلق إلى المدينة، فأنظرُ إليه على ظهر الطريق ليس معه أحد، فطرق أهله بلحارثَ بنَ الخزرج، فإذا مصباحٌ في وسَط بيته, وإذا مع امرأته إنسان طويل _أي نائمٌ قريبٌ منها_ فظنّ أنه رجل, وسُقِطَ في يديه, وندم على تقدمه. وجعل يقول: الشيطانُ مع الغِرِّ! فاقتحم البيتَ رافعًا سيفه قد جرّده من غمده يريد أن يضربهما. ثم فكّر وادّكر _وفي هذا فضيلةُ التأني والتثبت_, فغمزَ امرأته برجله, فاستيقظت فصاحت وهي توسن _من الوسن وهو النعاس, أي قامت من نومها فجأة_ فقال: أنا عبد الله, فمن هذا؟ قالت: فلانة ماشِطتي، سمعنا بمقدمكم فدعوتُها تمشِطُني فباتت عندي! فبات, فلمّا أصبح خرج معترضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم, فلقيه ببئر أبي عتبة, ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسير بين أبي بكر وبشير بن سعد, فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بشير فقال: "يا أبا النعمان" فقال: لبيك . قال: "إن وجه عبد الله ليخبرك أنه قد كره طروقَ أهله" _وفيه عظيمُ فراسةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم_ فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَبَرُك يا ابن رواحة؟" فأخبره كيف كان تقدَّمَ, وما كان من ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تطرقوا النساء ليلًا" قال جابر: فكان ذلك أولُ ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال جابر _وتأمل حكمته_: فلم أر مثلَ العسكر ولزومه والجماعة, لقد أقبلنا من خيبر، وكنا مررنا على وادي القُرى فانتهينا إلى الجُرفِ _موضعٌ قرب المدينة_ ليلًا، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطرقوا النساء ليلًا, قال جابر: فانطلق رجلان فعصيا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فرأيا جميعًا ما يكرهان! . المغازي: (1 / 441_442) نعم, فالله تبارك وتعالى يقول :"وإن تطيعوه تهتدوا" فالهدى بحذافيره والسعادةُ بتفاصيلها في اتباعه وطاعته, والشؤم والشر في مخالفته, وتأملّوا عقوبة جيش المسلمين بكسرهم في معركة أحد بسبب عصيان الرماة, ولربّما أُديلَ على الجيش بعصيان بعضه. ومن رام الفلاح فليتعلّق بأهداب متابعة أهدى الناس, وأعلمهم وأنصحهم وأتقاهم, أنه محمد بن عبد الله, عبدُ اللّه ورسولُه وخيرتُه من خلقه. وأفضلُ الخلق على الإطلاق. وهو رسول اللّه إلى الناس كافة، وإلى جميع الثقلين الجنِّ والإنس. وهو أفضل الرسل، وخاتمُ النبيين لا نبي بعده، قد شرح اللّه له صدره، ورفع له ذكره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، وهو صاحب المقام المحمود الذي قال اللّه تعالى فيه: "عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا" أي المقامَ الذي يقيمُه اللّه فيه للشفاعة للناس يوم القيامة ليريحهم ربهم من شدة الموقف، وهو مقام خاص به صلى الله عليه وسلم دون غيره من النبيين، وهو أخشى الخلق للّه وأتقاهم له وأعلمهم به. وقد كرّر اللّه الأمر بطاعة الرسول واتّباعه في نحو أربعين موضعًا من القرآن، فالنفوسُ أحوجُ إلى معرفة ما جاء به واتّباعه منها إلى الطعام والشراب، فإن الطعام والشراب إذا فات الحصول عليهما حصل الموت في الدنيا، وطاعة الرسول واتباعه إذا فاتا حصل العذاب والشقاء الدائم. ومن اتّباعه وإجلاله تعظيمُ سنته صلى الله عليه وسلم, واعتقادُ وجوب العمل بها, والذبّ عنها, لأنها وحي من اللّه تعالى. كما قال تعالى: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" فلا يجوز التشكيكُ فيها, ولا التقليل من شأنها بالحال أو المقال. وقد كثر في هذا الزمان تطاولُ الجهالِ على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم, بل واستطالَ استهزاءُ السفهاءِ بها، وهذا من غربة الإسلام, والله المستعان, "ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض". أن المثل البشري الأعلى لكل موفّق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, إذ جعل الله له الكمال البشري في أجلى صوره, فيستحيل أن يُوجَدَ في سجلّه أدنى نقيصة أو أقل وأخبر سبحانه وتعالى أن فيه القدوةَ الحسنة لأمته، فقال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" قال ابن كثير رحمه اللّه: هذه الآية الكريمة أصلٌ كبير في التأسِّي برسول اللّه صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله. |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
| لكي يتحقق المشروع الإسلامي في الواقع لابد أن يبدأ بالعلم وينتهي بالعمل الصالح أ.د. محمد الحسن بريمة إبراهيم |
السؤال الأول: * لا شك أن ثورة التعليم العالي قد أحدثت نقلة كمية ونوعية إلا أن المراقب يلاحظ نوعاً من تراجع فيما يتعلق بمسألة التأصيل، خاصة وأن آخر التقويمات لأداء التعليم العالي أثبتت أن محور التأصيل يمثل الحلقة الأضعف. ما هو تعليقكم؟ الإجابة عن السؤال الأول: * المشروع الإسلامي، في أي زمان ومكان، لكي يتحقق في الواقع، لابد أن يبدأ بالعلم وينتهي بالعمل الصالح، وأي عمل لا يتأسس على العلم فليس من الإسلام في شيء، مصداقاً لقوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا). والعلم المقصود هنا هو العلم التوحيدي، أي الذي يتوحد في ذاته، إنطلاقاً من مصدرية الوحي والكون(الطبيعي + الاجتماعي)، ثم يوّحد الحياة، الخاصة والعامة، عبادة لله الواحد. لذلك الذين أطلقوا ثورة التعليم العالي، في إطار المشروع الإسلامي الذي طرحته الانقاذ كبرنامج لها، كانوا يدركون أن قضية التأصيل المعرفي ركيزة أساس في ثورتهم، لكن قضية التأصيل المعرفي كانت تحتاج وحدها إلى ثورة تحشد لها الطاقات العقلية والموارد المالية، وهذا ما لم يحدث، بل تركت لجهود الأفراد الذين يدركون خطر هذه الثغرة، وجهود الأفراد مهما عظمت لا يمكن أن تسد ثغرات عظيمة كثغرة التأصيل المعرفي. لذلك كان لابد أن يتخلف الإنجاز فيها عن باقي حلقات ثورة التعليم العالي التي أستأثرت بكل جهود الدولة والمجتمع المصوبة نحو التعليم العالي. وزاد الطين بلة مغادرة من كانوا يرعون قضية التأصيل في مواقع القرار بوزارة التعليم العالي إلى مواقع أخرى بالدولة، أو بخارجها. السؤال الثاني: * تبقى المسافة قائمة بين المعرفة والسياسة ليستمر الجدل بين المثال الابستمولوجي(المعرفة في صورتها المطلقة) والواقع الأيدلوجي(المعرفة في حالة التوظيف)، في تقديركم أين يقع مشروع إسلامية المعرفة من الخارطة الفكرية والسياسية بالبلاد؟ الإجابةعن السؤال الثاني: * الرسول(صلى الله عليه وسلم) كان يستعيذ بالله من علم لا ينفع، والنظرية الاجتماعية الهدف منها واحد من ثلاثة، إما تفسير واقع، أو التنبؤ بما يؤول إليه ذلك الواقع، أو وضع سياسات تحكم ذلك الواقع وتصوّبه نحو مثال يرجى بلوغه. فإذا انقطعت العلاقة بين النظر والعمل أنتج النظر علماً لا ينفع، وصار العمل عملاً غير صالح، وصار الواقع الاجتماعي، كالأعمى بلا (عكّاز)، يسير بلا هداية. وللأسف فإن من يمارسون السياسة في بلداننا إما أنهم لا يدركون محورية العلم في عملهم، وإما أنهم فرحون بما عندهم من العلم، فاستغنوا واستغنى أهل العلم، والضحية هو الواقع الاجتماعي الذي حرم العلم والعمل. السؤال الثالث: * (المعرفة بين الإسلامية والعلمانية) هو عنوان مقالكم الأول الذي عبرتم من خلاله عن معالم طرحكم في مجال التأصيل المعرفي .... اليوم وبعد مرور بضع وعشرين عاماً على ذلك المقال كيف تقيمون الواقع المعرفي للمجتمعات الإسلامية في إطار المشروع التأصيلي؟ الإجابة عن السؤال الثالث: * الإجابة عن هذا السؤال موجودة ضمناً في الإجابة عن السؤالين السابقين، ويلخصها قول الله تعالى: (مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء)، وقوله (صلى الله عليه وسلم) }إن المنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى{. السؤال الرابع: * تمثل خطة الخلق العامة (The Master Plan of Creation) الإطار النظري الذي عبرتم من خلاله عن رؤيتكم لظواهر الاجتماع الإنساني في ضوء الأصول الإسلامية: 1/ ما هي الملامح العامة والمقولات الأساسية لهذه النظرية؟؛ 2/ كيف تقبلت الأوساط العلمية هذه الأطروحة ذات المدخل المبتكر؟؛. 3/ ما هي أهم التطورات التي طرأت على رؤيتكم تبعاً للمراجعات وردود الأفعال العلمية حولها؟؛ الإجابة عن السؤال الرابع: * القرآن كلّه يتعلق بالإنسان والاجتماع الإنساني في علاقته بعالم الغيب وعالم الشهادة، وكيف بدأ، وكيف يسير وإلى أين ينتهي. وهو كتاب أحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير. والإحكام بالنسبة لي يعني أن هناك عمودا فقريا في القرآن يمسك بكل شيء ويربط الكل بعضه ببعض. وفي رأيي أن (خطة الخلق العامة)، التي أدعو الله تعالى أن أكون قد وفقت في استخلاصها من القرآن، تمثل ذلك الهيكل العظمي أو العمود الفقري الذي أحكم بناء القرآن الكريم. الملامح العامة والمقولات الأساسية لهذه النظرية انبثقت من الإجابة عن القضايا المنهجية الآتية: أولاً : ما هو الأساس المنهجي لكون القرآن الكريم تم تنزيله قبل خمسة عشر قرناً على ظاهرة اجتماعية مخصوصة في الزمان والمكان، ولكنه يتجاوزها ليحكم أي ظاهرة اجتماعية أخرى في أيّ زمان ومكان، إلى قيام الساعة؟ ثانياً : يخبرنا القرآن الكريم أن الله تعالى خلق كل الناس من نفس واحدة وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء. فكيف تم هذا البث من هذين الزوجين فقط، وما هي السنن الضامنة لهذا البث في تجلياته المختلفة عبر الزمان والمكان؟ ثالثاً : كيف يكون الدين(الوحي)، بحقيقته التي توحّد باطن الإنسان، وشريعته التي توّحد ظاهر حياته، معادلاً للفطرة(الخِلقة) الكونية التي فطر الله تعالى الناس عليها، والأول علم والثاني خلق كوني؟ رابعاً: ما هو المغزى المنهجي لكون أن أحكام الشريعة الإسلامية التي تحيط بالظاهرة الاجتماعية في جميع تفاصيلها وتجلياتها في الزمان والمكان، تدور حول حفظ أصول خمسة: الدين، النفس، العقل،النسل، والمال؟ * الإجابة المنهجية عن هذه الأسئلة أوصلتني إلى ما أسميه أحياناً (التصور القرآني للاجتماع الإنساني)، والاسم الاصطلاحي لذلك هو (خطة الخلق العامة). وأول بحث كتبته في هذا الموضوع كان باللغة الإنجليزية عندما كنت بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة، وتم نشره في مجلة الملك عبد العزيز لأبحاث الاقتصاد الإسلامي(1993م). أما الملامح العامة للنظرية فهي أن الله تعالى خلق الإنسان لعبادته، وأن هذه العبادة موضعها الأرض، وأنها تأخذ شكل ابتلاء وامتحان مادته زينة الحياة الدنيا التي تتكون من عنصرين جامعين هما: (المال) و (البنون). مفهوم (المال) في القرآن يتكون من عنصرين أيضاً هما الموارد الطبيعية والبيئة الداعمة لوجودها من جهة، ثم ما عملته يد الإنسان في تلك الموارد من قيمة مضافة تنتج سلعا وخدمات. ومفهوم (البنون) في القرآن يتكون أيضاً من عنصرين، الأول علاقة جنسية بين الرجل والمرأة، والثاني الذرية التي تأتي من تلك العلاقة. الإنسان (نفس) لها بعدان أيضاً، بعد مادي وهو الجسد الطيني ذو الحاجات الحيوية التي تقيمه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وجنس، والبعد الآخر هو اللطيفة غير الطينية التي ألهمها الله فجورها وتقواها، وخصّها بخصائص مناسبة للإبتلاء والامتحان في زينة الحياة الدنيا، منها القدرة على كسب العلم والجهل من خلال وسائل السمع والبصر والفؤاد، وهي مكونات العقل، والذي يعقل هو القلب الذي في الصدر لا الدماغ الذي في جمجمة الرأس، ومنها القدرة على اكتساب أخلاق الفجور كالشح والبخل والحسد والكبر والعجلة، ومنها القدرة على اكتساب أخلاق التقوى كالصدق والأمانة والسخاء والصبر، ومنها حّب الشهوات التي أودعها الله في زينة الحياة الدنيا(المال، البنون). هذه العناصر الكونية الثلاثة(النفس، المال، البنون)، بتعريفاتها السابقة، هي المسئولة ابتداءً، من خلال تفاعلها، عن إيجاد الاجتماع الإنساني على الأرض، فلا يحتمل أدنى منها ولا يحتاج لأكثر منها علّة وجود، من حيث العلّة الظاهرة. أما طبيعة الابتلاء الذي تقوم عليه حقيقة عبادة الإنسان لله في الأرض فتتمثل في أن الله تعالى كرّم الإنسان واستخلفه في الأرض ليعمرها بالعمل الصالح في زينة الحياة الدنيا، فينتفع من نعم الله ويكون شاكراً لأنعمه، فيجزيه الله على ذلك حياة طيبة في الدنيا وجّنة خالداً فيها في الآخرة. لكن طبيعة النفس البشرية، بما أعطيت من حرية، تجعل الإنسان قادراً ومائلاً إلى أن يعمل في زينة الحياة الدنيا بمقتضى هوى نفسه، تعظيماً للشهوات، فيكون منه العمل السيىء الذي يفسد الأرض، كفراً بنعمة الله، فيجزيه الله بذلك معيشة ضنكا في الدنيا، وناراً خالداً فيها في الآخرة، إلا ما شاء الله. للنفس في تفاعلها مع المال والبنين علاقتان، الأولى علاقة ضرورات حيوية يحتاجها جسد الإنسان لحفظ أصل النوع البشري على الأرض، وهي ضرورات المأكل والمشرب والملبس والمسكن والوقاع. العلاقة الثانية هي علاقة حب الشهوات التي أودعها الله تعالى في المال والبنين وزينها للنفس. والعلاقتان ضروريتان للابتلاء والامتحان الذي جعله الله تعالى قدر الإنسان في هذه الحياة الدنيا. أما حقيقة الامتحان فتتمثل في أن الله تعالى أرسل رسله بالبينات وأنزل معهم الكتاب(الوحي) والميزان(الشريعة) ليقوم الناس بالقسط في تحصيلهم لزينة الحياة الدنيا ونيل حظوظهم من متاعها. وتَمَثّل الميزان في أحكام شرعية طبيعتها (أفعل) و (لا تفعل) تحكم عمل الناس في زينة الحياة الدنيا، ويمثل امتثال الناس لها أساس الهداية إلى العمل الصالح المحقق للشكر على نعمة الله، والمحقق لصلاح حياتهم في الدنيا ومعادهم في الآخرة. ولكن لأن هذه الأحكام الشرعية تتعارض غالباً مع هوى النفس، فإن الإنسان يطغى عليها، زاعماً إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر. وقد سلّط الله تعالى الشيطان على الإنسان في زينة الحياة الدنيا، وأذن له أن يشاركهم في الأموال والأولاد ويعدهم غرورا، مزيداً من الإبتلاء للإنسان. هذه هي (خطة الخلق العامة) بصورة مجملة، وقد أدّى التجريد النظري فيها إلى أصول معرفية للاجتماع الإنساني تتكوّن من سبعة متغيرات تتفاعل فيما بينها لإنتاج الظواهر الاجتماعية، عبر الزمان والمكان، مهما تعددت وتنوعت تجليات هذه الظواهر. هذه المتغيرات هي: الإيمان، المتاع الدنيوي، النفس، العلم، المال والبنون، وهي الكليات التي تأسست عليها مقاصد الشريعة الإسلامية، من حيث الوجود ومن حيث العدم. وهذا التأسيس هو الذي يعطي الديمومة للشريعة ويجعلها صالحة لكل زمان ومكان، ويجعلها تتمتع بخصائص الثبات والمرونة اللازمتين للاستيعاب والهيمنة على ديناميات الاجتماع الإنساني، وتوحيد الحياة المتجددة عبادة لله الواحد. كذلك أبان التجريد النظري أن الاجتماع الإنساني يحكمه نموذجان معياريان، وفضاء اجتماعي يتكون من التداخل بينهما يحكم الواقع الاجتماعي. فهناك النموذج التوحيدي الذي يحدد هويته التفاعل بين خمسة متغيرات من بين السبعة المذكورة أعلاه، وهي: الإيمان، النفس، العلم، المال، والبنون، ويحكمه مبدأ تعظيم الإيمان من خلال تعظيم العمل الصالح في زينة الحياة الدنيا(المال، البنون). وهذا المبدأ تتأسس عليه نظرية المسلم الراشد، أو نظرية الاختيار الراشد. وهناك النموذج الدنيوي الذي يحدد هويته التفاعل بين خمسة متغيرات من بين السبعة المذكورة أعلاه، وهي: المتاع الدنيوي، النفس، الهوى، المال، البنون، ويحكمه مبدأ تعظيم المتاع الدنيوي. وهذا المبدأ تتأس عليه نظرية الدنيوي العقلاني، أو نظرية الاختيار العقلاني. تاريخ الاجتماع الإنساني كله إن هو إلا تجليات هذا التفاعل بين المتغيرات السبعة أعلاه، في الزمان والمكان، وهو التفاعل الأخطر على الأرض، وهو صانع الحضارات وهادمها، يتداخل فيه الفعل البشري الإرادي مع الفعل الإلهي المصدق والمهيمن عليه من خلال سنن الله التي لا تتبدل ولا تتحول. النموذج الدنيوي بمقولاته أعلاه هو أساس الحضارة الغربية المعاصرة، ومنطلق علومها الاجتماعية، وهو الذي يدفع بالعولمة التي يتقولب عليها العالم اليوم، لذلك فإن اللهو واللعب وتعظيم لذات المال والجنس هي روح العولمة لأنها جوهر النموذج الدنيوي. * لقد كان استقبال الأوساط العلمية الإسلامية لهذه النظرية المنطلقة من القرآن كبيراً منذ أول ظهور لها باللغة الإنجليزية، وجميع الأبحاث التي كتبتها، سواء تطويراً للنظرية أو تطبيقاً لها في مجالات مختلفة، تم نشرها في شكل كتب ومقالات علمية في دوريات عالمية، وإقليمية ومحلية، ونالت تحكيمات وتعليقات طيبة واحتفظ بها جميعها تقريباً. * ما زال هناك الكثير جداً من البحث النظري المطلوب لتطوير وتوسيع وتمديد النظرية، لتمثل ما أمكن "رؤية القرآن للعالم"، ثم البناء عليها لتأسيس علوم اجتماعية تتمتع بالموضوعية والعالمية. للأسف الشديد نحن في العالم العربي والإسلامي لا نستفيد من جهود بعضنا، ولا نبني عليها، بل يريد كل منا أن يبدأ من الصفر، لذلك مرّت العقود ولم يحدث تراكم معرفي يعتد به في مجال التأصيل المعرفي، أو إسلام المعرفة. السؤال الخامس: * أكدتم في كتاباتكم على الأزدواجية كعيب منهجي يسم التجربة العلمية الإسلامية مركزين على التكوين المزدوج للعقل العلمي الإسلامي... وما ذكرتم في طرحكم بين علم (توحيدي) وآخر وضعي(علماني) .. هل يمكن أن يفهم من هذه المقولات أن لكم موقفاً رافضاً من الحداثة الغربية؟ الإجابة عن السؤال الخامس: * عندما أنظر من زاوية التصور القرآني للاجتماع الإنساني فإنني أرى كل التجربة الأوربية الحديثة منذ عصر النهضة والتنوير إلى اليوم إن هي إلا ديناميات اجتماعية في إطار النموذج الدنيوي، استقصاءً لسقف الإنجاز الإنساني في حدود الإمكانات التي يتيحها هذا النموذج من حيث المقاصد الحياتية ومن حيث الوسائل. وكما أن الديناميات الاجتماعية للنموذج التوحيدي تترقى بالإنسان إلى أعلى عليين في مدارج السالكين إلى الله تعالى فإن النقيض يسود في النموذج الدنيوي حيث ينحدر الاجتماع الإنساني أسفل سافلين، سعياً وراء تعظيم متاع الحياة الدنيا، كباسط كفيّه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه. وموقف هذا النموذج من العلم، كما هو معروف، هو الوقوف عند ظاهر الحياة الدنيا، والغفلة عن الغيب بما في ذلك علم الوحي. وهذا لا يعني أن النموذج في التجربة الغربية لم ينجز شيئاً للغرب وللناس أجمعين، بل أنجز الكثير ونفع الناس، ولكن ضرّه أكبر من نفعه، وهذه حقيقة لا يمارى فيها حتى الغرب. وأنا أرى أن الرأسمالية الغربية، بدينامياتها الاجتماعية المختلفة، هي التجلي التاريخي الأتم للنموذج الدنيوي، ولعلّها نهاية التاريخ بالنسبة لهذا النموذج. السؤال السادس: * جعلتم من الآية الكريمة (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا) شاهداً للاحتجاج في وجه الخصوم .. والسؤال المطروح هنا: هل تسعى إسلامية المعرفة فعلاً إلى إخراج علم (إسلامي) جديد، وإلى أي مدى يمكن القول أنها نجحت في ذلك المسعى؟ الإجابة عن السؤال السادس؟ * القضية المعرفية لها أركان محددة هي: المصدر، المحتوى، المنهجية، العالم، المقاصد، والتطبيقات العملية. جميع هذه المحاور لها أبعاد ذاتية، فإذا كان النموذج الدنيوي يعتمد الكون المحسوس وحده مصدراً للعلم فنحن المسلمين نرى أن الوحي الإلهي مصدراً أساسياً للعلم، وأنه يتكامل مع الكون لينتج العلم التوحيدي. وإذا كان النموذج الدنيوي لا يقبل إلا القوانين الكونية الثابتة بالتجربة الحسيّة، أو بالبراهين العقلية، كمحتوى للعلم، فنحن في نموذجنا التوحيدي نضيف إليها كل المقولات القيمية التي جاء بها الوحي، أو استنبطت من تلك المقولات كالأحكام الفقهية، والسنن الإلهية الحاكمة للاجتماع الإنساني وكل مقولات الوحي عن عالم الغيب والشهادة، وما يمكن أن تؤدي إليه من علم جديد تماما عن الكون. إن العلم كنز مكنون، عند الله تعالى خزائنه، أوله عند الإنسان وآخره عند الله، وما يزال الإنسان يكتشف كل يوم أنه لم يؤت من العلم إلا قليلا، وأن فوق كل ذي علم عليم. وإذا كان النموذج الدنيوي لا يقبل إلا آلات الحس من سمع وبصر كوسائل لرصد المعلومات الكونية، واستخدام قواعد المنطق للقفز إلى فرضيات علمية يتم تجريبها، فنحن في النموذج التوحيدي نضيف إلى ذلك "الفؤاد"، حيث الإلهام من الملائكة والفيوض الإلهية بالعلم لمن أتّقى، وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى إذا أحب عبده صار سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. ومعنى هذا رفع قدرات وسائل الإدراك المعرفي عند الإنسان المؤمن إلى أبعاد وآماد لا تنافسها فيها أي معينات تقنية يخترعها الإنسان لذات الغرض؛ ومن قبل قال الذي عنده علم من الكتاب لنبي الله سليمان: (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)، فهل يستطيع كل علماء العلوم الفيزيائية اليوم بكل تقنياتهم أن يقاربوا شيئا من ذلك؟ وإذا كان النموذج الدنيوي يطلب من الباحث عن العلم أن يكون محايداً، وهيهات، فإن النموذج التوحيدي يطلب منه أن يكون متحيزا، يلبس لباس التقوى. وإذا كان النموذج الدنيوي يوظف العلم فقط لتعظيم متاع الحياة الدنيا ورفاه العيش للملأ من أهل الأرض، وللبطش والفتك بالمستضعفين منهم، فإن العلم في النموذج التوحيدي له دور عقدي يسبق دوره الوظيفي، حيث للشريعة الإسلامية مقاصد، تجمع عالم الشهادة إلى عالم الغيب، تقوم على جلب المصالح لكل الناس ودرء المفاسد عنهم، وتحفظ صلاح الأرض، لا يمكن تحقيقها إلا بتوظيف العلم، كل العلم أيا كانت مشاربه. إن قضية إسلام المعرفة التي يتعلق بها الطرح أعلاه لا تسعى إلا إلى استئناف إنتاج العلم في إطار النموذج التوحيدي الإسلامي الذي ظل عبر القرون يرفد التجربة المعرفية للبشرية بعلوم وعلماء تأسست عليهم وبهم حضارة الإسلام العظيمة، وبفضله استنارت بصيرة أهل الغرب فخرجوا من عصور الظلام إلى عصور التنوير. ومهما كان الكسب في هذا المشروع المبارك متواضعاً حتى الآن إلا إنها تجارة لن تبور لأنها الأمل الوحيد لخروج البشرية من ظلمات النموذج الدنيوي الغربي المتعولم، ولأن المجتمعات الإسلامية تستحيل نهضتها إلا بالإسلام؛ والإسلام علم وإيمان وعمل صالح في زينة الحياة الدنيا.
السؤال السابع: * إذا جاز الحديث عن الأسلمة في سياق فلسفة العلم وموضوعات العلوم الاجتماعية والإنسانية كيف يمكن تصور أسلمة علم طبيعي مثل الفيزياء؟
الإجابة عن السؤال السابع: * تخبرنا فلسفة العلوم الطبيعية أن النظريات الكبرى وبرامج البحث العلمي في مجال الطبيعيات هي ابتداءً عقائد( رؤى للعالم) وتفضيلات شخصية للباحثين، وقليل من مكوناتها تشكّله القوانين العلمية. وإذا كان الأمر كذلك فإن الوحي الكريم هو أفضل منشيء للعقائد والتفضيلات العلمية، لأن نسبة مقدرة من آياته هي علم كلي، وكل آياته علم إلهي، يتعلق بهذا الكون الطبيعي من خالق الكون. كذلك إذا علمنا أن عملية البحث العلمي تتكون من عدة محاور ذكرناها سابقاً فإن للوحي دور حاسم في كل محورٍ منها في مجال العلوم الطبيعية، سواء من حيث مصدرية العلم أو محتواه، أو منهجيته أو شخصية العالم، أو حتى مقاصد العلم التي تحدد أولوياته واتجاهاته. ثم من قال إن كل العلم الذي ينطوي عليه هذا الوجود يمكن حصره وتصنيفه في فيزياء وكيمياء وأحياء...إلخ؟ لماذا نحاصر أنفسنا بما حاصر به الغرب نفسه في المجال المعرفي، حيث لم يرد إلا الحياة الدنيا، فأصبح لا يعلم إلا ظاهرا منها، وذلك مبلغهم من العلم؟ إذن قضية التأصيل المعرفي في مجال العلوم الطبيعية قضية حقيقية. السؤال الثامن: * نقف بإزاء ما تدعون له من أسلمة المعرفة وتأصيل العلوم .... أصوات ناقدة تجزم باستحالة التأصيل(محمد أركون) ولا موضوعية دعوى الأسلمة في شأن المعرفة(حسن حنفي) كيف تقيمون هذا النوع من الانتقادات؟ الإجابة عن السؤال الثامن: * الإجابة عن الأسئلة السابقة بها ما يجيب عن هذا السؤال، ولكن نضيف إلى ذلك التذكير بأن الوحي أول ما نزل أحدث ثورة معرفية كان من ثمارها الحضارة الإسلامية المتميزة في كل مخرجاتها. لذلك إن كان الوحي ما زال صالحاً كمصدر للمعرفة فإن قضية إسلام المعرفة قضية أساسية لأن الإنتاج المعرفي للبشرية اليوم يتم في إطار النموذج الدنيوي، وفي قطيعة تامة مع الوحي، لذلك فإن المعرفة، بما أنها كسب بشري، مطلوب منها أن تسلم لله، وقد قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)؛ كما هو مطلوب من كل شيء في هذا الكون، طوعاً وكرهاً. السؤال التاسع: * ما هي أهم الصعوبات التي واجهت مساعي إسلامية المعرفة في الحقبة التي عايشتموها؟ الإجابة عن السؤال التاسع: * تتمثل أهم العقبات في رأيي في الآتي: أولاً: ندرة الكوادر العلمية المؤهلة والمتخصصة للقيام بمهمة التأصيل المعرفي، ثانياً: عدم الوعي بأهمية قضية التأصيل المعرفي، ومن ثم ضعف اهتمام الدولة والمجتمع بها، إلا قليلاً منهم، ثالثاً: وعورة المسالك إلى قضية التأصيل المعرفي، واختلاف المعنيين بها في كيفية القيام بالمهمة، رابعاً: شح الموارد المالية المتاحة للانفاق على النشاط العلمي وإغناء الباحثين، بحيث لم تستقطب القضية من الباحثين إلا أولئك الذين هم على استعداد للتضحية من أجلها في كل الأحوال، خامساً: ضعف التكامل أو حتى التنسيق بين المؤسسات العلمية العاملة في مجال التأصيل المعرفي، سادساً: ضعف النشاط العلمي الذي يجمع الباحثين في صعيد واحد لتبادل الخبرات وممارسة النقد العلمي البّناء، سابعاً: ضعف الإنتاج العلمي الرأسي المفضي إلى التراكم. السؤال العاشر: * انشغل العقل الإسلامي خلال القرن العشرين بمشكلة الأفكار وصراع الأيدلوجيات.. ثم بدأ الحديث يتبلور حول الأزمة المعرفية ومنهجيات التفكير...عرف عنكم السعي إلى أن تجد المسألة المعرفية مكانها في سلم الأولويات الإسلامية، اليوم ونحن نستشرف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، هل تعتقدون أن ذلك قد تحقق وأن المسألة المعرفية تنال ما تستحقه من الإهتمام في قرن وصف بأنه قرن المعرفة.... في تقديركم أين يقع مشروع إسلامية المعرفة من الخارطة الفكرية والسياسية بالبلاد؟ الإجابة عن السؤال العاشر: إن الله تعالى يخبرنا في القرآن أنه خلق السموات والأرض وما بينهما بالحق، وأنه ليس بعد الحق إلا الضلال. ولكن الحق سبيل الوصول إليه في كل شيء هو العلم، لذلك أمرنا الله تعالى أن لا نقف ما ليس لنا به علم. ولكي يصبح المجتمع مجتمع علم فإن شروطاً لازمة لإنتاج العلم وبث ثقافته في المجتمع يجب أن تتوفر في ذلك المجتمع، سواء كان العلم يتعلق بظاهر الحياة الدنيا فقط، أم علم توحيدي يصل الدنيا بالآخرة. ومن أهم الشروط توفير البنيات التحتية المادية اللازمة للبحث العلمي، وتلك المتعلقة بالعالِم أو الباحث، وأهمها الحرية التي تتأسس عليها الشورى، التي هي ركن ركين من أركان المنهج العلمي القائم على عرض الأفكار وتدافعها نقداً بين العلماء ليتمحص الحق في المطروح من القضايا. وللحرية والشورى مقومات اقتصادية وسياسية وتربوية لازمة لكي تكون حقيقية لا إسمية. وتأسيساً على تمييز القرآن بين العلم والمعرفة فإن المعرفة هي توظيف وتطبيق ما تراكم من خبرات علمية وتقنية في التعّرف على المحيط الاجتماعي والطبيعي الذي يعيش فيه الإنسان، والتمييز بين مفرداته بسِمَاتها الذاتية، جلباً للمنافع ودرءاً للمفاسد. ولكي يصبح المجتمع مجتمع معرفة بهذا المعنى للمعرفة فلابد من بث ثقافة العلم وتقنيته بحيث يملك الجميع تلك الخبرات في التعامل مع المحيط الاجتماعي والطبيعي الذي يتحرك فيه الإنسان. هل تحققت هذه الأبعاد المعرفية في مجتمعاتنا الإسلامية، ونخص منها السودان الذي نعيش فيه؟ قطعاً نجيب بالنفي، فنحن ما زلنا أمة أميّة على الجملة في كل هذه الأبعاد المعرفية، فلا العلم بظاهر الحياة الدنيا ومعرفته أحطنا بهما، ولا صدقنا في قضية التأصيل المعرفي التي رفعناها شعاراً، فأصبحنا كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. مشروع إسلام المعرفة، في تقديري، مشروع تدرك أهميته الاستراتيجية القيادة السياسية ذات التوجه الإسلامي بالسودان، ويكفي أن رئيس الجمهورية ونخبة من القيادات السياسية والتنفيذية والأمنية والإعلامية، طلاب علم في معهد إسلام المعرفة بجامعة الجزيرة. لكن لأن البلاد مشغولة بصراعاتها السياسية، وفتنها التي لا تكاد تنتهي، لم تصوّب إرادة جمعية نحو مشروع إسلام المعرفة؛ ولكنها تجارة لن تبور، وسوف يروج سوقها عندما يتفرغ الناس لمشروع النهضة، إن شاء الله. السؤال الحادي عشر: * ما زال الاهتمام بالبعد المقاصدي معلماً بارزاً في مسيرة معهد إسلام المعرفة (إمام) بالسودان ... هل لكم أن تحدثونا عن مآلات هذا التوجه وأثر معهد إسلام المعرفة (إمام) فيه. الإجابة عن السؤال الحادي عشر: معهد إسلام المعرفة (إمام) كان له القدح المعلّى في الترويج لمقاصد الشريعة الإسلامية، كمرتكز منهجي في قضية التأصيل المعرفي، في السودان. ويكفي أن جامعة الجزيرة تبنت مقترح المعهد في استبدال مادتي مقاصد الشريعة ومصادر المعرفة الإسلامية بمادة الثقافة الإسلامية، بحيث أصبحت هاتان المادتان إجباريتين على كل طلاب جامعة الجزيرة في مرحلة البكلاريوس. وقد تبعت جامعة الجزيرة جامعات سودانية أخرى، كما أن تدريس المعهد لمادة مقاصد الشريعة في برامجه للدراسات العليا جعل من المقاصد مرجعية فكرية لقيادات الدولة والمجتمع التي تتلقى العلم بالمعهد. كذلك كان للكتيبات المرجعية التي ألفها أساتذة المعهد في قضايا مقاصد الشريعة الإسلامية دور كبير في جعل ثقافة المقاصد ثقافة رائجة وسط شرائح المجتمع التي تهتم بقضايا التأصيل المعرفي. وقد أدى كل ذلك إلى فهم أعمق للإسلام كنظام حياة، وإلى أولوياته في الزمان والمكان، إلا أن دور المقاصد المنهجي في التأصيل المعرفي لم يحرز تقدماً يعتد به لأسباب منها الانطباع الخاطيء بأن الدور المنهجي للمقاصد ينبغي أن ينحصر في أصول الفقه، وأصول الفقه علم يخص الفقه والفقهاء، ولا علاقة للعلوم الاجتماعية به. لكن أنا شخصياً لا أرى كيف يمكن أن نبني علوماً اجتماعية إسلامية لا ترتكز على مقاصد الشريعة، لأن العلوم الاجتماعية محورها الذي تدور حوله هو الفعل الاجتماعي، وهذا الأخير محوره قصد الفاعل. وما دام الشارع سبحانه وتعالى يريد من المكلفين أن يكون قصدهم في الفعل مطابقاً لقصده من التشريع، تصبح مقاصد الشريعة أصلاً من أصول العلوم الاجتماعية الإسلامية. السؤال الثاني عشر: * عرف عنكم الاهتمام بالبعد الجمالي وبدا ذلك واضحاً في موقع ومظهر معهد إسلام المعرفة بحنتوب ... ما هي دلالة ذلك في مشروعكم الفكري. الإجابة عن السؤال الثاني عشر: أعتبر الجمال واجهة حضارية إسلامية، لأنه بصمة إلاهية عبّر عنها الخالق سبحانه وتعالى، قولاً في كتابه المسطور(القرآن)، وفعلاً في كتابه المنظور(الكون). ومن ذلك خلقه الحدائق ذات البهجة، وقوله إن ذلك من أدلة التوحيد: (أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها، أإله مع الله، بل هم قوم يعدلون)(النمل، 60). المنظور الجمالي يتغلغل في أعماقي ويهيمن على رؤيتي للأشياء، وتعاملي مع الحياة. ولأنه منظور إبداعي بطبيعته فإن الإبداع في أي شكل من أشكاله يبهرني ويأسرني تماماً، حتى البحث العلمي لدي هو حالة إبداع جمالي، ولا أكتب بحثاً إلا عندما تتملكني هذه الحالة. وأرى الجمال مرتبة من مراتب الإحسان، ولذلك أحب أن أكون من المحسنين، ولكنه طريق ليس كلّه ورود، بل به كثير من الأشواك والأحزان والآلام، وأدعو ربي أن يجعلني من عباده المحسنين . تم بحمد الله أ.د. محمد الحسن بريمة إبراهيم (إمام) 27/6/2010م أسئلة هيئة الأعمال الفكرية/ الخرطوم(السودان وإجابة بريمة عليها
http://www.islamdaily.org/ar/scholars/11627.article.htm |
مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل |
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق