01‏/09‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:2846] الدخيل:الضربة الأمريكية من زاوية عربية+بيتر بوفيت:المرَكّب الصناعي-الخيري




1



الضربة الأميركية من زاوية عربية


خالد الدخيل


الأحد ١ سبتمبر ٢٠١٣
هناك سبل كثيرة للنظر إلى الضربة الأميركية المتوقعة ضد النظام السوري على خلفية استخدامه السلاح الكيماوي ضد مواطنيه. هناك من هو مشغول بحجم هذه الضربة، وهناك من يتركز اهتمامه على توقيتها. وثالث يتساءل عن إمكان فبركة واشنطن والأمم المتحدة - وفي شكل عام الغرب - للدليل على استخدام الكيماوي من قبل النظام السوري. ورابع يرى ضرورة الاهتمام بتداعيات هذه الضربة، وهل ستؤدي إلى حرب إقليمية؟ وخامس يتمنى، وسادس يخشى أن تؤدي الضربة إلى سقوط النظام السوري. أنا أكتب ظهر أمس السبت، وبالتالي فربما أن الضربة حصلت قبيل ساعات من طباعة هذا المقال، وفي ظني أن الضربة لن تحصل قبل يوم غد الإثنين، ولا بعد الخميس المقبل.

كل ما سبق زوايا نظر مهمة لموضوع مهم، لكن هناك زاويا أخرى لا تقل أهمية، بل ربما أنها أكثر خطورة حتى من الضربة ذاتها. لهذه الزوايا ميزة تفرقها عن غيرها، وهي التي تضفي عليها أهمية وخطورة أكثر من غيرها، وهي أنها زوايا عربية قبل أي شيء آخر. أهم هذه الزوايا العربية تتمثل في السؤال الآتي: كيف ينبغي أن ننظر الى الضربة الأميركية؟ هل هي لخدمة المصالح الأميركية؟ أم لأجل تحقيق مصالح الشعب السوري؟ ماذا ينبغي أن يكون عليه موقفنا من هذه الضربة؟ هل نحن معها أم ضدها؟ أم ينبغي لنا أن نكون في موقف بين الموقفين؟ والغريب أن هذه الأسئلة - وللدقة هذه الارتباكات - تتجاور تماماً مع شبه إجماع عربي رسمي وغير رسمي على دموية النظام السوري، وعلى أنه نظام قاتل، وأنه السبب الأول والأهم في كل المآسي التي مرّ ويمر بها الشعب السوري منذ ما قبل الثورة وبعدها، وبالتالي فإن سقوطه أو تغييره أو استبداله سيكون في مصلحة هذا الشعب. لكن بعد كل ذلك، ليس هناك اتفاق على أي شيء تقريباً.

سيقال إن هذه الأسئلة وحال الخلاف والشقاق حولها تعبر عن عجز متمكن، وعن ارتباك متفشّ بين الجميع أمام حدث كبير غامض في مصادره وأهدافه ومآلاته، وأن مرد ذلك العجز والارتباك الى حال انقسام مزمن بين العرب على كل شيء، وعلى كل مستوى تقريباً. هذا صحيح، ولكن هناك ما هو أقرب الى الحقيقة، وأكثر تعبيراً عن هذا الواقع، وهو أن إشكال الضربة ينبع من حقيقة أنها ستأتي من الولايات المتحدة ومن خلفها الغرب ضد نظام عربي.

هنا يبرز السؤال: هل كون النظام عربياً يجيز التغاضي عن جرائمه؟ سيقول الجميع من غير أتباع وأنصار النظام: لا. الجريمة تبقى كذلك مهما كانت هويتها، لكن أن يأتي عقاب جريمة طرف عربي من طرف غير عربي، ومن الغرب تحديداً يجعل منه أمراً محل شبهة يقتضي رفضه، أو على الأقل حرمانه من مشروعية الموافقة العربية عليه. الضربة الأميركية تهدف الى خدمة مصالح أميركية وهي غير معنية بمصالح الشعب السوري ولا بمصالح العرب.

وهذا صحيح تماماً، لكن مأزق هذا الرأي أنه يتوقف عند هذا الحد، حدّ الرفض ولا يتجاوزه، ويستند في جوهره إلى تبرير أخلاقي هشّ، بل وزائف أمام حال سياسية تفرض نفسها على الجميع. هل هناك فرق من الناحية الأخلاقية أو القانونية بين أن يُقتل العربي بيد عربي آخر، وأن يُقتل على يد طرف غير عربي؟ ينطوي السؤال على عنصرية باذخة. قتل الإنسان محرّم لأنه إنسان قبل أي شيء آخر، فما بالك عندما يتم تدمير بلد بكامله لأجل أن يبقى الرئيس في سدة الحكم. سورية تدمر وشعبها يُقتل في شكل يومي، ويتحول إلى لاجئين في المنافي في شكل يومي أيضاً. والعرب عاجزون أو لا يريدون أن يفعلوا شيئاً.

 من حقك أن ترفض التدخل الأجنبي في الأزمة، لكن ليس من حقك أن ترفضه من دون أن تقدم بديلاً منه. أنت بهذا الموقف تمنح رخصة مجانية للنظام لمواصلة التدمير والقتل، أما الحديث عن المصلحة فهو نوع من اللغو. من الطبيعي أن يعمل الغرب لأجل مصالحه، وهذا يحسب له لا عليه. هل هناك من يعمل لمصالح غيره؟ لماذا لا يعمل العرب لأجل مصالحهم؟ هل الأتراك أو الإيرانيون أو غيرهم يعملون لمصالح العرب؟ هذا نوع من الهذيان. ثم إن السوريين من غير قيادة النظام وأتباعها هم أصحاب القول الفصل في تقرير الموقف من كل ما يتعلق بالمأزق الذي يعيشونه، ويدفعون ثمنه يومياً.


الطرف الأول الذي فرض المأزق على الجميع هو النظام السوري، والدول العربية فرضت بعجزها عن فعل أي شيء في هذه الحال أيضاً. هناك دول عربية تعلن رفضها للضربة بطريقة مرتبكة لا تجعل لرفضها مترتبات سياسية معينة، وتكتفي بأن تكون شاهد زور على ما سيحدث. نموذج ذلك مصر في عهد الانقلاب العسكري.

الأردن نموذج آخر لدولة عربية لا تعلن رفضاً ولا قبولاً للضربة، ولكن تؤكد أنها لن تكون منطلقاً لهذه الضربة. على الناحية الأخرى، هناك دول عربية تقبل ضمناً بالضربة لكنها تلوذ بالصمت ولا تعلن موقفاً، وقائمة هذه الدول طويلة من الخليج العربي إلى المغرب العربي. لبنان الأكثر تأثراً بالحرب الأهلية السورية منقسم في موقفه من الضربة بين شعار «المقاومة» وشعار «النأي بالنفس»، أما العراق الذي يعاني حرباً أهلية ونفوذاً إيرانياً ترتفع أكلافه يوماً بعد آخر، فيحذر من مخاطر الضربة ولكن من دون أن يعلن رفضاً قاطعاً لها. الجزء الحاكم من النظام العراقي منقسم بين ارتباط مع طهران على أساس مذهبي، وارتباط مع واشنطن على أساس سياسي، وانطلاقاً من ذلك سيذهب رئيس الحكومة نوري المالكي إلى العاصمة الأميركية لتوقيع اتفاق دفاع مشترك مع أميركا صاحبة الضربة.


الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان أعلنتا موقفاً واضحاً من الضربة هما تركيا وإيران. تركيا لا تؤيد الضربة وحسب، بل ومستعدة للمشاركة فيها. إيران ترفض الضربة وتطلق تصريحات رنانة، ولكنها مبهمة عن رد فعلها في حال حصلت. لن تفعل إيران شيئاً بعد انسحاب روسيا، وإذا كانت الضربة محدودة وقصيرة الأمد.

موقف هاتين الدولتين لافت لجهة أنه يؤكد المؤكد، وهو أن الدول العربية المعنية أكثر من غيرها بحرب أهلية في بلد عربي، والأكثر تأثراً بتداعياتها وتداعيات الضربة الأميركية المتوقعة، هي الوحيدة التي لا تملك موقفاً سياسياً واضحاً ومتماسكاً. الأيديولوجيا العربية هي العائق الكبير أمام الدول العربية لإعلان موقف واضح من حدث يؤمن بعضها بضرورته، ويؤمن البعض الآخر بحتميته، وهذا ليس جديداً على أية حال. كنا في الموقع نفسه تقريباً في كل الأزمات التي عرفها العرب، أقله منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وعندما يكون الموقف العربي على هذا النحو، إما مرتبكاً بصمت أو رافضاً بصمت أو قابلاً بصمت أيضاً، فإنه يعبر عن ضعف سياسي وعجز عسكري، ومن ثم عن غياب للرؤية. والدولة من دون موقف متماسك ومعلن - وبخاصة في اللحظات الحرجة - ليست دولة تماماً.

في هذه الحال يعبر ارتباك الرأي العام العربي وتناقض مواقفه ما بين سذاجة أخلاقية أو انتهازية سياسية، عن طبيعة الدولة التي ينتمي إليها، والخطاب السياسي الذي تعتاش عليه من أزمة إلى أخرى، ومن مأزق إلى آخر.

.........
الحياة











مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



الضربة الأميركية


علي الظفيري

من الأيام الأولى للثورة السورية، شكلت الدعوة لتدخل دولي مساند للثورة السورية، قضية جدلية مُختلف حولها، اختلاف بين الداعمين للثورة والداعمين للنظام السوري من جهة، وبين أوساط المؤيدين للثورة السورية أنفسهم، من جهة أخرى، والحقيقة أن كل هذا الاختلاف كان بلا جدوى في حينه، فلم يكن هناك نية لتدخل عسكري دولي، كما كان الحال في ليبيا، والتجاذب بين المختلفين كان مناكفة أكثر منه نقاش حول القضية، أصحاب نظام الأسد يعيرون الثورة وداعميها بالاستعانة بالغرب، فيما يشكل النظام الذي يدعمونه رأس حربة لقوى أجنبية، ومعبر عن مصالحها وحامٍ لنفوذها فقط لا غير، أما من داخل التيار الذي يقف مع الثورة السورية، فالخلاف كان بين أوساط إسلامية وعلمانية قومية على القضية، وهو خلاف على أشياء كثيرة، امتد لهذا الموضوع كاستمرار للخلاف في كل شيء، وكان الأمر بلا جدوى كما نقول، لأن كل المعطيات كانت تشير لعدم وجود نوايا لتدخل غربي عسكري.

لماذا لا يريد الغرب أن يتدخل عسكريا؟ هناك أسباب كثيرة، منها ما يرتبط بأوضاعه الداخلية اقتصاديا وانتخابيا، ومنها ما له علاقة بالمصلحة من هذا التدخل، واليوم وبعد ثلاثة أعوام على الثورة السورية، يمكن الجزم بأن سقوط النظام السوري الحالي لا يشكل مصلحة كبرى للغرب، قياسا على مسألتين مهمتين، البديل المحتمل لهذا النظام، وفكرة قيام نظام ديمقراطي ممثل لهذا الشعب في بلد له أهمية كبرى مثل سوريا، وقد ترتب على هذا الأمر أن مصلحة الغرب باتت في مكان آخر، أقلها ليس السقوط المباشر والكامل للنظام في سوريا، ولكن هذا لا يعني القول: إن الغرب متواطؤ مع النظام أو راغب ببقائه كما هو، هذا تسطيح للمسألة وكلام أقرب للعاطفة من العقل، ما لا يريده الغرب هو بقاء النظام الحالي بكامل قوته، وما لا يريده أيضا سقوطه بالكامل وقيام البديل الديمقراطي، ولا نفوذ الإسلاميين الذي يشكلون تهديدا حقيقيا لإسرائيل، في المستقبل على الأقل، بعد ذلك نحتاج لبحث دقيق في ماهية ما يريده بالضبط من الوضع في سوريا.

إن كل ما يتداول حول ضربة محتملة لسوريا، تدور حول مسألة محددة تتعلق باستخدامه للسلاح الكيماوي، والمطلوب شل قدرات النظام عن القيام بإجراء مماثل مرة أخرى، لم يكن القتل المنظم واليومي حافزا للضربة العسكرية، ولا خروج النظام عن كل الأعراف الإنسانية في مواجهته المفتوحة مع شعبه، ولا عن مسألة حسم الصراع لصالح المعارضة السورية التي تقاتل منذ أعوام دون تحقيق الهدف، المطلوب مجرد إجراء عقابي وردعي للنظام في مسألة محددة، ولا نعلم الآن ما إذا كانت هذه الضربة ستتم أو لا تتم، وهل ستكون رادعة بشكل يساعد المعارضة السورية على الحسم أم أنها ستقيدها في هذا الخصوص، إنها ضربة عسكرية أميركية فرنسية تتعلق بمصالح البلدين ورؤيتهما لمستقبل المنطقة، ولا يمكن التعامل معها على أنها مسألة تخصنا في معسكر الثورة السورية، أو أنها ستؤدي لنتائج تخدم قضيتنا.

الثورة السورية ثورة الآلام الكبرى، الثورة التي عرت إنسانيتنا وسياساتنا وأخلاقنا ومقاومتنا وعروبتنا، وهي اليوم تنتظر مثل هذا الموقف البالغ الصعوبة، السلاح الأجنبي يقابل السلاح الأجنبي، ولا ناقة لنا أو جمل، صحيح أن النظام الذي قتل وشرد وارتكب أبشع الجرائم يتلقى هذه الضربة، لكنها ليست من أجلنا، ولا من أجل دمائنا، ولا يمكنها أن تسهم في تحقيق ما كنا ننشده في بلادنا من تحول ديمقراطي ينهض بنا، بل على العكس، يمكن أن تأخذنا بعيدا عن ذلك الهدف، بعد أن يكون للأجنبي وملاحقه الفضل فيما سيتغير، وعلى حساب الدماء السورية التي سالت على تلك الأرض.

.........
العرب القطرية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



دور الإعلام في إنجاح الثورات ونقضها





قالوا عنه في القديم إنه السلطة الرابعة، لكن هذه الحقيقة تهافتت اليوم، الإعلام هو السلطة الأولى في البلاد، تغير الثقافات وتشكل العقول، تمجد من شاء وتجعل له شأنا ومقاما وتلبسه صولجانا ودرة، وتضع من تشاء وتجعله أضحوكة الناس، تسجن البعض وتعلق البعض الآخر في المشانق تحت تصفيق القوم وفي هستيريا الزغاريد!

إن التاريخ الحديث يؤكد ذلك، وانظروا إن شئتم حملات التمليك والترئيس والتوريث في عالمنا الصغير وسترون بعد تروٍ قبول اللامعقول واللامنطقي في مشهد عام مزيف ومغشوش. وقد تفطن بعض المحترفين للسياسة والطامحين لسدة الحكم كيف تؤكل الكتف، وأن الباب الإعلامي على سعته، باب الصوت والصورة والكلمة المنشورة، هو الباب للوصول ثم التنفيذ..
مر من هنا برلسكوني في إيطاليا ويحاول غيره امتطاء نفس القطار على عجل..
تفطن بعض المحترفين للسياسة والطامحين لسدة الحكم كيف تؤكل الكتف، وأن الباب الإعلامي على سعته، باب الصوت والصورة والكلمة المنشورة، هو الباب للوصول ثم التنفيذ
ولعل هذا التمشي الجديد لاقتناص السلطة قد تأخر قليلا حيث يتجلى منذ زمن طويل كيف تخترق هذه السلطة العقول كما تخترق الجدران، وتتنزل في صلب مخيال الناس وعواطفهم ووجدانهم قبل أن تتنزل في فناء بيوتهم وأروقتها، فالفعل السياسي يبقى فعلا يعيش على هامش الموقف يدغدغ العقل ويستنهض العواطف دون الإبحار الجدي في معاقل المنطق والوعي.

الربيع العربي مرّ من هنا
لم يعد مخفيا دور الإعلام في توجيه بوصلة الربيع العربي ومساندة فعله وإنجاح مساره، وقد أجمع الكثير على الدور الإيجابي لقناة الجزيرة في تحميل الصورة شرقا وغربا، فكان المواطن العربي يتابع الحالة التونسية في لحظات ولادتها وهو يستجمع إحساسه وتاريخه ويستشرف بناء نفس الفعل لديه، تاركا عامل الخوف واللامبالاة وراءه.. شعوب عربية التقطت الصورة والصوت واستلهمت الفكرة وأنزلتها في موطنها، واسألوا إن شئتم شوارع القاهرة ودمشق وصنعاء وطرابلس وغيرها وستجدون نفس الصورة والصوت الذي أسقط ثوب الخوف ودفع إلى الثورة واقتلاع الاستبداد.

"رابعة" تمر وتؤكد
إن الثورة ملحمة انطلقت شرارة، استغلها من استغلها، ووظفها من وظفها، وركبها من ركبها، لكنها تبقى كلمة صدق ووفاء، ولحظة ثقة عالية وصافية قامت بها عقول وأياد نظيفة وقوافل من الشهداء!
هذه المهمة النبيلة التي قام بها الإعلام الثوري وساهم في إنجاح النقلة الثورية ومسارها، كانت درسا ورسالة إلى الفلول من الأنظمة البائدة ولأصحاب المصالح القديمة، أن العودة واسترجاع المواقع لا يكون إلا من نفس البوابة التي هُزموا منها، فكان الإعلام البوابة الممنهجة للثورة المضادة، وبدأت مسيرة الهدم و"البناء".

"أكلونا من الإعلام فسنأكلهم منه!" هذه هي المنهجية، ولكن على خلاف الأولى، كانت خليطا من مبالغات وكذب وتجاوزات على المباشر للخطوط الحمراء، فلا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق ترعاها. واستدعي كل طرف له مصلحة ضيقة أو واسعة في العودة إلى الوراء وحبك السيناريو، وعلا الجميع المنصة وأخذت فصول المسرحية تتوالى دون كثير من ضجيج.
المهمة النبيلة التي قام بها الإعلام الثوري وساهم في إنجاح النقلة الثورية ومسارها، كانت درسا ورسالة إلى الفلول من الأنظمة البائدة ولأصحاب المصالح القديمة
كانت "بلطجة" في مستوى الكلمة والصورة، واعتداء صارخا على مخيال الناس وعقولهم، لتكييف الوضع والتمهيد للانقضاض عليه من جديد.. واستدعيت من أجل ذلك كل الأدوات والأبواق والأوراق، ووقعت تعبئة ضخمة سال فيها المال الفاسد من كل الأروقة وامتلأ الإناء! وانظروا إن شئتم إلى الحالة المصرية خاصة، والحالة التونسية. فالقضية أصبحت قضية حياة أو موت!
إنها منهجية محددة ومضبوطة ليس للعفوية فيها مكان، أجندات الداخل والخارج تلتقي، سلبيات الخصم وسقطاته تضخم أو تنتج من فراغ، ثم إدخالها رويدا رويدا إلى مخيال الناس وعقولهم، منهجية ذات خمس مراحل:
- مرحلة الزعزعة والتشكيك: وتتمثل في سحب الثقة في كفاءة الطرف المقابل، وسلب كاريزما أصحابه وجدية مواقفهم، وتعويم كل ذلك في سلة من كلمات وصور الضحك والسخرية وتسويقها على أنها حقيقة من يحكمون البلاد.
- مرحلة الإغراق: وذلك عبر إحداث فراغ في ذهنية المتلقي حتى يجد نفسه كالغريق خائفا مرتعدا يبحث عن ملاذ وعن بديل يروي ظمأه وينقذه من براثن العدم والعبث وعدم المسؤولية.
- مرحلة التعبئة: بدخول قوافل "المتخصصين والدكاترة والخبراء وأصحاب العلم والكفاءة النظرية والتطبيقية" على الخط، لرج ما بقي من قناعات، عبر منهجية ليّ الأرقام والمعطيات، وغربلة المستندات وحصر القراءات في قراءة واحدة "الحالة سواد لا بصيص فيها ولا أنوار آتية، والحل الوحيد في تجاوزها وطرح البديل الوحيد والمنقذ".
- مرحلة الانقضاض: عبر مجيء المهدي المنتظر على الأقدام أو على ظهر دبابة، متخفيا في لبوس الثائرين والثوار الجدد، وهنا تدخل الآلة الإعلامية في أقوى حراكها لدفع الناس بالقبول والاطمئنان إلى أن البلد لن يسقط في الفراغ ولن تنتابه الفوضى ولا العدم.. كل شيء يُعبأ من أجل لحظة الصفر للانقضاض و"تحمل المسؤولية التاريخية لحماية الوطن" و"قبول تفويض الجماهير"!

- مرحلة التثبيت: عبر منهجية الترويع والترهيب والكذب البواح لتشويه الطرف المقابل وإقصائه واستئصاله نهائيا من المشهد، مرحلة حمراء قانية تسيل فيها الدماء أنهارا، ليس للعقل فيها وجود، ولكنها مرحلة وجود.

هل الشعب دمى متحركة؟
هذا هو السؤال المنهجي والمغيب، نعم ليس استصغارا ولا تحقيرا لدور الشعوب في تقرير مصيرها، ولكن القابلية للاتباع والانجرار وراء كل صوت ناعق ولو كان في غير ثياب الصالحين متوفرة، وهو رهان أصحاب الثورة المضادة.

هناك ولا شك في كل محطات التاريخ جزء كبير أو صغير من هذه الشعوب يبقى خارج لعبة التلقي والسذاجة، شعاره "لم تنطلِ"
إن حالة الوعي المهتزة، والوضع المعيشي المتأزم، وأخطاء السلطات الثورية، والضغط الإعلامي وآلته العربيدة، كل ذلك يجعل للحفل اللاثوري إمكانية الحصول والتمدد والنجاح، ولكن.. رابعة مرت من هنا!
هناك ولا شك في كل محطات التاريخ جزء كبير أو صغير من هذه الشعوب يبقى خارج لعبة التلقي والسذاجة، شعاره "لم تنطلِ"، مجموعة أو حالة، تضرب مفهوم النخبة القديم الحامل لأدوات الشهادات والمعلقات، لتنسج مفهوما جديدا راقيا، النخبة الواعية والمجموعة الواعية وحالة الوعي السليم، والتي تبني كيانها على بساط الوعي باللحظة وباستشرافاتها حتى وإن لم تعلق لوحة شهادة الدكتوراه في بيتها.

هذه النخبة التي تكون أمواجا متلاحقة، والتي على أبوابها يتهافت المشروع المقابل، لا يحدد منطقهم زمان ولا مكان، ولكنها منظومة أخلاق وقيم حازمة تلفها أكفان وتضحيات جسام، من أجل مواطنة كريمة وفي ظل حياة كريمة ليس لإقصاء، ولا لاستئصال، ولا لاستخفاف، ولا لاستبلاه الشعوب، لحظة وجود أو حياة.. إنها الثورة الأخلاقية والقيمية الحقيقية التي غفلت عنها ثورات الربيع العربي، ولعلها اليوم تسترجع مسارها.

المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4




تعيين كاردينال 'شاب' مساعدا للبابا في محاولة لتلميع صورة الفاتيكان



 

البابا فرنسيس يعين بيترو بارولين سكرتيرا للدولة خلفا للكاردينال برتوني المتهم بالمحسوبية بعد ان شهدت الكنيسة الكاثوليكية فضائح جنسية ومالية.

 

ميدل ايست أونلاين


هل سيساعد في التجديد داخل الكنيسة؟

الفاتيكان - اعلن الفاتيكان في بيان السبت تعيين الايطالي بيترو بارولين في منصب سكرتير الدولة، اي الرجل الثاني في هرم السلطة، خلفا لتارشيسيو برتوني وذلك ضمن مساعي البابا فرنسيس تجديد ادارة الكنيسة الكاثوليكية التي هزتها فضائح عدة.

وبارولين (58 عاما) حاليا سفير للفاتيكان في فنزويلا وعمل على تحسين العلاقات مع الصين.

وتولى برتوني (78 عاما) هذا المنصب في 2006 عندما عينه البابا بنديكتوس السادس عشر، واثار جدلا كبيرا في هيئة الكهنوت.

ويقول النقاد انه قام بخيارات خاطئة في عدد من التعيينات الرئيسية للفاتيكان واتهم بالمحسوبية.

وكان برتوني الى جانب بنديكتوس السادس عشر خلال فترة صعبة جدا للفاتيكان شهدت فضائح تعرض اطفال لاعتداءات جنسية من قبل كهنة وفضائح مالية عدة اخرى.

وقال الفاتيكان في اعلان متوقع على نطاق واسع ان "الاب الكلي القداسة قبل استقالة نيافة الكاردينال تارشيسيو برتوني" مضيفا ان التغيير في المنصب يبدأ رسميا في 15 تشرين الاول/اكتوبر 2013.

ويعد بارولين صغير السن نسبيا لهذا المنصب الرفيع في الفاتيكان، ويقول المراقبون انه يمكن ان يساعد عملية تجديد داخل الكنيسة وجعلها اكثر تأثيرا على المسرح العالمي.

وابدى البابا الارجنتيني دفعا قويا لاجراء اصلاحات في الاشهر الاولى لتوليه مهام الكرسي الرسولي.

وانشأ عددا من اللجان بهدف اصلاح هيئة الكهنوت في الفاتيكان وشؤونه الاقتصادية ومصرفه.

وكان بارولين في السابق سفيرا للفاتيكان في المكسيك ونيجيريا وتولى ملفات حساسة للكنيسة منها العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل.

وتجاوز البابا فرنسيس سكرتارية الدولة والتي هي الادارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية، في قرارات رئيسية في الاشهر القليلة الماضية.

غير انه من المعتاد ان يقوم الباباوات الجدد بتغيير مسؤولين كبار عينهم اسلافهم، وقد تجاوز برتوني سن التقاعد البالغ 75 عاما للشخصيات الكبار في الكنيسة.

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



واشنطن تعلن أدلتها ضد الأسد

واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم بيروت: الشرق الأوسط
واشنطن تعلن أدلتها ضد الأسد
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أنه لم يتخذ بعد «قرارا نهائيا» بشأن سوريا، لكنه تحدث عن عملية أميركية «محدودة» لا تتضمن التزاما مفتوحا لمعاقبة النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية، وقال إن العالم لا يمكنه أن يقبل بتعريض نساء وأطفال للغازات السامة.
وجاء حديث أوباما بعد إعلان تقييم استخباراتي أميركي حمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي، الذي وقع يوم 21 أغسطس (آب) الحالي، وأودى بحياة 1429 شخصا.
وقال أوباما للصحافيين أثناء اجتماع مع زعماء يزورون البيت الأبيض, إن الولايات المتحدة ما زالت في عملية التخطيط للرد.
وكان جون كيري وزير الخارجية الأميركي قد أعلن قبل حديث اوباما, بوقت قليل نتائج التقييم الاستخباراتي، مؤكدا قناعة الإدارة الأميركية بقيام الأسد بتلك الضربة ضد شعبه، وأن مسؤولية الولايات المتحدة تقتضي القيام بتصرف حماية لمصالحها وأمنها القومي، ولإعطاء رسالة لدول أخرى «مارقة»، مثل إيران وكوريا الشمالية، بأن استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون له عواقب وتبعات. ووصف كيري الرئيس الأسد بالمجرم والقاتل، وقال «نعرف أن الأسد لديه أكبر ترسانة للسلاح الكيماوي في الشرق الأوسط، وأن النظام استخدم السلاح الكيماوي عدة مرات على نطاق صغير», وأضاف «نعلم أنه قبل الهجوم بثلاثة أيام، كان العاملون في مجال الأسلحة الكيماوية التابعون للنظام السوري على الأرض، في المنطقة، يقومون باستعدادات, ونعلم أن عناصر النظام السوري أعدوا للهجوم عن طريق وضع الأقنعة الواقية من الغازات, وأخذ الاحتياطات المرتبطة بالأسلحة الكيماوية».
وقال إن الولايات المتحدة تعرف «من أين أطلقت الصواريخ وموعد إطلاقها.. نعرف أين سقطت وموعد سقوطها». وفي الوقت الذي أنهى فيه خبراء الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الكيماوية عملهم في سوريا، أمس, ويعتزمون إصدار تقرير «سريع» بشأن الاستخدام المحتمل لهذه الأسلحة في النزاع السوري، رجح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن توجه ضربة عسكرية إلى سوريا، في موعد أقصاه الأربعاء المقبل، مؤكدا أن رفض البرلمان البريطاني المفاجئ للتدخل عسكريا في سوريا لن يؤثر في موقف بلاده.
من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند إن بلاده لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا، بعد أن خسرت الحكومة الاقتراع في مجلس العموم أول من أمس.


.............................................


حركة أحرار: مقتل 6 أعضاء بالمهندسين

مصر تنتفض في جمعة الحسم


انتفضت القاهرة وعدد من المدن الرئيسية في مصر اليوم بمظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف فيما عرف بـ"جمعة الحسم" والتي دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وواجهتها قوات الأمن بحشد مكثف وإغلاق لعدد من الطرق والميادين فضلا عن إطلاق قنابل الغاز على المتظاهرين.

ووسط أنباء عن اشتباكات بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن أو بلطجية مجهولين من جهة أخرى، تحدث التلفزيون الرسمي عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرات آخرين في سلسلة مواجهات جرت بالقاهرة والمحافظات.
وفي القاهرة الكبرى، خرجت عدة مظاهرات للتنديد بالانقلاب ولعودة الشرعية، واستبقتها الشرطة بإغلاق الطرق المؤدية إلى منشآت مهمة بوسط القاهرة أبرزها مجلس الوزراء والشعب، كما أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية الذي كان موقع الاعتصام الرئيسي لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي قبل أن تهاجمه الشرطة وتفضه بالقوة مما أدى لسقوط مئات القتلى وآلاف المصابين.
وحاول آلاف المتظاهرين التوجه إلى قصر الاتحادية الرئاسي لكن قوات الأمن حالت دون وصولهم إليه، وهو نفس ما حدث للمظاهرة التي نظمتها حركة أحرار في شارع جامعة الدول العربية الشهير بمدينة المهندسين حيث قامت الشرطة بإلقاء قنابل الغاز لمنع المتظاهرين من التقدم إلى ميدان مصطفى محمود. وتحدثت الحركة عن مقتل ستة من أعضائها خلال تلك المسيرة.
أحياء القاهرة شهدت مظاهرات عديدة بجمعة الحسم (الجزيرة)
تدخل أمني
كما تصدى الأمن أيضا لمسيرة حاشدة انطلقت من عدة مساجد بمحافظة الجيزة، والتقت في شارع الهرم مرددة هتافات مناهضة لوزارة الداخلية ومنادية بسقوط حكم العسكر، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بعودة الشرعية وصورا للرئيس مرسي فضلا عن أعلام مصر وشعارات ترمز لرابعة العدوية.

وشهدت أحياء شبرا وغمرة وحلوان والمعادي وعين شمس بالقاهرة مظاهرات حاشدة، في حين كثفت قوات الجيش والشرطة وجودها على كورنيش النيل بمنطقتي المعادي وحلوان بجنوب القاهرة تحسبا لتوجه المتظاهرين إلى مقر المحكمة الدستورية العليا.
وفي الإسكندرية ثانية كبريات المدن المصرية، قامت قوات الأمن بمحاصرة محيط مسجد القائد إبراهيم لمنع المتظاهرين من الوصول إليه.
وامتدت مظاهرات جمعة الحسم إلى منطقة القناة بمحافظاتها الثلاث السويس والإسماعيلية وبورسعيد مظاهرات مماثلة جابت شوارع المدن واتجهت إلى الميادين الرئيسية للمطالبة برحيل "حكم العسكر" والإفراج عن المعتقلين ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والمعتصمين.
تتمة http://www.aljazeera.net/news/pages/f33c37c0-d1be-43fd-aae0-5fd33e76734b

..................................................................


صحفي إسرائيلي: المصريون يدفعون ثمن الانقلاب

قال محلل سياسي إسرائيلي إن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد المصري منذ 14 أغسطس/آب حتى الآن تقدر بما بين 25 و30 مليار دولار بسبب حالة الطوارئ وحظر التجول الذي فرضته الحكومة.

وكتب تسفي بارئيل في مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هذه الخسائر "الفورية" تضاف كذلك إلى أخرى بعيدة المدى تتمثل في فقدان مداخيل الدولة جراء الشلل الجزئي للتجارة والإنتاج.

وتعتمد الميزانية المصرية -حسب بارئيل- على مداخيل بمقدار 365 مليار جنيه مصري تقريبا من ضريبة الدخل والرسوم المختلفة، ولكن عندما تتعطل التجارة الليلية التي تشكل جزءا هاما من المداخيل، فان هذه تقل لتنخفض معها حصيلة الجبايات أيضا.

وقال بارئيل -محلل شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة- إن المساعدات التي تعهدت السعودية والإمارات والكويت بتقديمها لتحل محل المساعدات الأميركية لمصر في حال تجميدها، "لن يكون بوسعها تلبية احتياجات مصر في حال واصلت الميزانية نزيفها بالوتيرة الحالية، وذلك لأن انخفاض مداخيل التجار والمنتجين هو جانب واحد فقط من الأزمة".

وأضاف أن حظر التجول يشل خطوط النقل والمواصلات في مصر ليلا، ومن ثم فإن ما يصل إلى الأسواق من بضائع يقل هو الآخر، فتكون النتيجة ارتفاعا في أسعار السلع الاستهلاكية بما فيها المنتجات الأساسية التي زادت أسعارها في الأسبوعين الماضيين.

مشكلة عسيرة أخرى تتمثل في الدعم الذي تدفعه الحكومة لمنتجات الوقود والغاز. وقد صادقت الحكومة المؤقتة برئاسة حازم الببلاوي على زيادة بند الدعم الحكومي بمبلغ 30 مليار جنيه، ويبدو أنها ستضطر إلى زيادة العلاوة إلى 50 مليارا، على افتراض أنها ستواصل الحصول على النفط والغاز بأسعار مخفضة من دول الخليج.

وتابع بارئيل قائلا إن مصر تستورد نحو 450 ألف طن من السولار و100 ألف طن من البنزين و180 ألف طن من الغاز كل شهر، مشيرا إلى أن الانتظام في استيراد تلك الكميات يُعد عنصرا حيويا للحفاظ على أسعار تلك السلع الهامة مما يساعد كذلك في الاستقرار السياسي للبلاد.

وخلص الكاتب إلى أن مسؤولية الحفاظ على الاستقرار السياسي وأسعار السلع الحيوية تقع على الجيش المسؤول عن إدارة شؤون الدولة.

وختم بالقول "فإذا رأى الجمهور أن الجيش غير قادر على ضمان التوريد المنتظم للمنتجات الأساسية والوقود فربما يفقد شعبيته حتى في أوساط مؤيديه من المدنيين".

المصدر:الصحافة الإسرائيلية

.........................................................................


القرضاوي "يؤيد" ضرب النظام السوري

أبدى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي تأييدا ضمنيا لتوجيه القوى الغربية ضربة عسكرية ضد النظام السوري، ردا على قتله مئات المدنيين بسلاح كيميائي بريف دمشق في الحادي والعشرين من أغطس/آب الجاري.
وقال القرضاوي في خطبة الجمعة بالدوحة إن الله "هيأ من ينتقم للمئات الذين قتلوا في سوريا", ودعا الله أن "يأخذ هؤلاء بما صنعوا". وأضاف: "هم يستحقون ما يجري لهم"، في إشارة إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وتبحث الولايات المتحدة وفرنسا القيام بعمل عسكري لمعاقبة حكومة الأسد على هجوم الغاز، بينما أعلنت بريطانيا عدم مشاركتها بعد رفض البرلمان مبررات الحكومة للتدخل في سوريا.
يشار إلى أن القرضاوي -الذي يحظى بثقة شرائح واسعة في العالم الإسلامي- أيد ثورات الربيع العربي ضد الحكام المستبدين، ودعا في وقت سابق للجهاد بسوريا بعد إرسال حزب الله اللبناني مقاتليه لدعم قوات الأسد.
المصدر:رويترز

..................................................................

أكل التوت وليس عصيره يخفض خطر السكري

المصدر:
  • لندن - يو.بي.آي

تناول الفواكه مفيد أكثر من شرب عصيرها.

أظهرت دراسة بريطانية جديدة، أن تناول التوت، وليس شرب عصيره، يخفض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وتبين أن تناول الفاكهة بشكل أكبر، خصوصاً التوت والتفاح والعنب، وليس شرب العصير، يخفض خطر الإصابة بهذا النوع من السكري. واتضح أن التوت يخفض الخطر بنسبة 26%، مقارنة مع 2%، لكل ثلاث حبات من الفواكه الأخرى الكاملة، في حين أنه لا تأثير مماثلاً للعصير.
يشار إلى أن الدراسة شملت أكثر من 187 ألف شخص في أميركا، ونشرت نتائجها في المجلة الطبية البريطانية.وتبين أن ثلاث حبات من التوت، والعنب، والتفاح، والإجاص، أسبوعياً، تخفض خطر الإصابة بالسكري، من النوع الثاني إلى حد كبير. واتضح أن كل الفواكه مفيدة في هذا المجال، لكن التوت، والعنب، والتفاح، والإجاص، أكثر فاعلية. وأضافوا أن الفواكه تحتوي على كميات كبيرة من الألياف، ومضادات الأكسدة، وغيرها من المغذيات، التي تفيد في تخفيف خطر الإصابة بالسكري. وتبين أن عصير الفواكه يرفع ــ إلى حد بسيط ــ خطر الإصابة بالسكري من النوع 2، لذا فإن استبداله بالفواكه الكاملة أكثر فائدة. 



...................................................................



......................................................

سنن التغيير الاجتماعي




تشتاق المجتمعات البشرية إلى التغيير, ولها في ذلك مشارب, وطرق شتى, فمنها من يعتمد بصورة بحتة على الماديات, ومنها من يجنح إلى مجرد الأماني والرغبات, ومنها من يجمع بين العمل الجاد الدءوب, واستلهام العون والمدد من رب البريات.
 
وقد أشار الله عز وجل إلى تلك السنة الاجتماعية في كتابه العزيز, في أكثر من موضع, قال تعالى:"إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (الرعد:11), وقال تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"(الأنفال:53).
 
وفي الآيتين, تأكيد على أن التغيير ممكن في المجتمعات, لا يحول دونه شيء, ومن ثم لا ييئس المصلحون من العمل على تغيير واقع مجتمعاتهم, وفي ذات الوقت لا يطمئنون إلى ذلك التغيير , لأن الانتكاسات واردة, كما أن الإصلاح والتغيير وارد على كل المجتمعات.
 
وفي الآيتين تأكيد ثان على أن التغيير مفتوح من جهتيه, الصعود والارتقاء, والهبوط والتدني, فكما أن بيد المجتمعات أن ترتقي سلم الحضارة وتبلغ أقصاه, فإن بيدها كذلك أن تهبط ذلك السلم وتبلغ أدناه, فالتغيير ممكن حدوثه إيجابا, ويمكن أن يكون كذلك سلبيا.
 
وفي الآيتين تأكيد ثالث على أن حدوث التغيير من الله عز وجل مترتب على حدوثه من المجتمعات, سلبا وإيجابا, أي أن الرغبة في التغيير, واستحداث آليات التغيير, والهم به لابد وأن يكون سلوكا بشريا في المقام الأول, وبدافع من قبل الإنسان ذاته.
 
ثم تأتي عناية الله وهدايته لأهل الإصلاح فيوفقهم إلى مبتغاهم وييسر لهم سبيلهم, حتى يصلوا إلى التغيير المنشود, متى استقاموا على الطريقة, وأحسنوا التخطيط والعمل, ويأتي سخطه على أهل الضلال والزيغ حتى يصلهم كذلك إلى مبتغاهم من التسفل والانحطاط الحضاري والقيمي.
 
وفي الآيتين تأكيد رابع على أن  أمر التغيير, لا يتعلق بآحاد البشر, في شقيه السلبي والإيجابي, فالتغيير يتعلق بـ (القوم), أي غالبية المجتمع, فإذا أرادت الغالبية تغيرا ايجابيا تحقق موعود الله عز وجل لهم فكان, وأن أراد غالبية المجتمع تغييرا سلبيا تحقق لهم سعيهم أيضا.
 
وفي الآيتين تأكيد خامس, على أن التغيير يشمل كافة جوانب الحياة, السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وغير ذلك, فلا يقتصر التغيير على مجال دون آخر, ومن ثم فمجال التغيير واسع فسيح بتعدد مجالات الحياة, لا يحول دونه شيء, فقط لابد وأن تتوافر الهمة الإنسانية, ممثلة في رغبة المجتمع في التغيير, فيتحقق الوعد الرباني.

 الجمعة 23 شوال 1434 هـ

........................................

سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




إنه عصر التعري


بدر الراشد


السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣
أصبح البشر يواجهون التعري في حياتهم اليومية بصورة لم يسبق لها مثيل، والتعري هنا مجازي وحرفي، إيجابي وسلبي، فعل كشف وفعل إخفاء، نموذج صفاقة وآخر للنفاق.
حرفي كما فعلت الفتاة المصرية علياء المهدي بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، لتعلن استكمالها للثورة بـ«ثورة جنسية»، ثم انضمامها إلى ناشطات «فيمن» اللاتي يحاولن إصلاح العالم بصدورهن العارية! وتعرٍ آخر مجازي نواجهه يومياً في نشرات الأخبار والتقارير الصحافية والمقالات والمواقف والتعليقات على الأحداث السياسية في عالم لا يهدأ، بينما يراوغ البعض، ليمرر طرفاً من الحقيقة على وجل.
ويكليكس وأسانغ مارسا نوعاً من التعرية السياسية - المعرفية الإيجابية.
فتحولت أحاديث الديبلوماسيين الودية في حفلات السفارات الهادئة إلى عاصفة تحليلات وتفسيرات، كما نُشرت المذكرات الداخلية بين السفارات الأميركية ووزارة الخارجية، إذ تم افتضاح كل شيء، بما فيها تلك المقترحات الغبية التي قيلت بصورة عابرة، ولم تؤخذ بجدية، وبما فيها تلك النكات الباردة التي كانت لتمر من دون أن يعبأ بها أحد، لولا أن الأسترالي أسانغ وعبر «ويكيلكس» كان له رأي آخر.
وكذلك عرى سنودن وجه قيم الحرية الأميركية بفضح ملفات مشاريع التجسس على الكل، الديبلوماسيين في الأمم المتحدة، الوزراء في الاتحاد الأوروبي، مستخدمي الإنترنت حول العالم، وعملاء بعض شركات الاتصالات المحلية، والمصارف في الخليج، كل شيء تحت السيطرة، والأخت الكبرى «أميركا» تراقبك دائماً أو إخوتها الصغار «أوروبا». مورس التعري بصورة أخرى مثيرة للغثيان في برلمان بلاد الأنوار فرنسا عندما أصبحت المعلومات التاريخية تُقر عبر تصويت الساسة في البرلمان، فلو كان لك رأي آخر حول مجزرة الأرمن التي ارتكبها الأتراك فراجع نفسك مراراً وتكراراً، ففرنسا لن تقبل منك هذا الرأي، بسبب تصويت برلماني يجرّم إنكار مجزرة الأرمن، كما جرّم البرلمان قبل أعوام إنكار أو التشكيك في «الهولوكوست»، والنتيجة أن برلمان بلاد الأنوار وحرية التفكير والبحث أصبح عائقاً أمام تلك الحرية، وقيداً على «العقلانية» المدعاة.
عصر التعري لا يقف عند هذا الحدّ بل يتجاوزه إلى أن ينال الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام، وهو الذي لم يقم بأي سلام، لا لحظة منذ استلامه الجائزة في بدايات حكمه، ولا حتى هذه اللحظة مع الفترة الثانية من رئاسته، فالمعارك تُدار من البيت الأبيض، وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، والطائرات من دون طيار «الدرونز» والمرتبطة في شكل مباشر بالرئيس الأميركي، تصول وتجول من أفغانستان وباكستان حتى القرن الأفريقي، مروراً باليمن و(شمال أفريقيا) ليبيا.
إذ إن صانع السلام المفترض يرتكب، ربما، أكبر عمليات اغتيال في التاريخ، مستهدفاً بضع عشرات «لا يتجاوز الخمسين»، والضحايا أكثر من أربعة آلاف إنسان بحسب التقديرات!
إنه عصر التعري، إذ يُمنح الجائزة، لأنه أول رئيس أسود للولايات المتحدة أو يُمنحها بسبب وعوده الانتخابية أو لأنه خريج هارفارد أو أي شيء آخر! في مقابل أنه ما زال يحتجز مساجين في خليج غوانتانامو خارج الأراضي الأميركية، ليفعل بهم ما يشاء على غرار أي زعيم مافيوي يمارس فعله بجدارة.
إنه عصر التعري عندما تأتي القوى العظمى ممثلة بالولايات المتحدة الأميركية، والأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام، لتعلن «خطها الأحمر» في سورية، متمثلاً باستخدام النظام للسلاح الكيماوي في قصف المدنيين، وكأن الرسالة «اقتلهم بالرصاص، بالسكاكين، اقتلهم بصواريخ سكود، واقتلهم بالجوع والعطش»، لكن هناك خطاً أحمر، أن تقتلهم جميعاً دفعة واحدة بسلام وبلا عذاب أو أن تؤذي جيرانك «إسرائيل» برائحة القتل، لذا اقتلهم بلا رائحة، وردّهم على هذا القتل سيكون بالمزيد من القتل على الأرجح حماية لإسرائيل من أن تخرج الأمور عن السيطرة بانهيار مفاجئ للنظام.
إنه عصر التعري عندما تقود الدعاية «البروبوغاندا» الأميركية العالم، فالتحسين والتقبيح لم يعد قول الشريعة كما جادل الفقهاء، ولا فعل العقل كما قال متكلمون، ولا حتى بناء على المنفعة كما طرح رجال السياسية أو الحس السليم كما جادل الفلاسفة، بل أصبحت أميركا هي معيار القبح والحسن، حتى أنها باتت مرجعاً في كل شيء، لنجد عبارة: «حتى في أميركا... » تغزوا حواراتنا من دون أن نشعر، لنضعها سلطة فوق أية سلطة.
إنه زمن التعري عندما تشتم إيران، لأنها تدار من «الملالي»، ولأنها «دولة دينية»، وتمدح إسرائيل يومياً، لكونها «دولة ديموقراطية»، بينما يعيش الجميع في صمم عن سماع ترديد القادة الصهاينة لعبارات من قبيل «يهودية الدولة»، وكأن «يهودية» هنا لا تعود على دين بل على نوع من أنواع المأكولات البحرية! عندما توصف أكبر دولة (عنصرية - دينية) في التاريخ بأنها دولة ديموقراطية، فهو زمن التعري والبلادة الصفاقة.
التعري ليس فعلاً مرذولاً دائماً، فما أجمل الحقيقة عارية! وما أجمل أن نرى التناقض والنفاق عارياً! لكن ما يُثير الغثيان أن الأمر ليس على هذا المنوال دائماً، فأغلب ما يعرى ليس الكذب والخداع بل ضعفنا وبؤسنا، ضعف البشر وبؤس هذا العالم الذي نعيش فيه، والذي يقتات منه الآخرون على جهلنا وعوزنا وقلة حيلتنا.
..........
الحياة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



المرَكّب الصناعي-الخيري

بيتر بوفيت



لقد قضيت فترة طويلة من حياتي أؤلف الموسيقى للإعلانات التجارية والأفلام والبرامج التليفزيونية، ولم أكن أعرف سوى القليل عن عالم الأعمال الخيرية حسبما يمارسها الأثرياء حتى حدث لي ما يشبه "الانفجار العظيم" عام 2006، وهو العام الذي توفي فيه والدي بعهده الذي التزم بموجبه بأن يعيد كل الثروة التي كونها تقريبا إلى المجتمع. فبالإضافة إلى تقديم والدي تبرعات ضخمة لجهات عديدة، منح أمواله بسخاء إلى المؤسسات الثلاث التي كان قد أنشأها هو وأمي من قبل، ومنحا كل واحد من أبنائهما واحدة منها.

 

الصورة: محطة غسيل الشعور بالذنب

وفي فترة مبكرة من رحلتي في عالم الأعمال الخيرية، تبين لي أنا وزوجتي أمرٌ بدأنا نطلق عليه اسم "الاستعمارية الخيرية". إذ لاحظت أن المتبرع تكون لديه الرغبة في أن يحل مشكلة ما أو "ينقذ الموقف" بشكل من الأشكال. وقد يعتقد أمثالي ممن ليست لديه سوى معرفة بسيطة بمكان معين أنهم يستطيعون حل مشكلة من المشاكل المحلية. وسواء كان الأمر يتعلق بأساليب الزراعة أو ممارسات التعليم أو التدريب على الوظائف أو تطوير الأعمال، فكثيرا ما كنت أسمع من يتحدثون عن "نقل" تجربة سبق نجاحها في مكان معين إلى مكان آخر، دون إيلاء العناية الكافية بثقافة هذا المكان أو جغرافيته أو أعرافه الاجتماعية.

وكثيرا ما كانت للقرارات التي نتخذها عواقب لم تكن في الحسبان؛ فعلى سبيل المثال قمنا مرة بتوزيع الواقيات الذكرية لوقف انتشار مرض الإيدز في إحدى المناطق المعروفة بالبغاء، ولكن ذلك أدى إلى ارتفاع سعر ممارسة الجنس دون واق ذكري.

غير أنني الآن أعتقد أن هناك شيئا أكثر خطورة وأشد ضررا يحدث. ونظرا للمكانة التي كان يتمتع بها أبي فقد استطعت أن أحضر لقاءات واجتماعات لم أتصور أبدا أنني سأتواجد بها. ومن المعتاد في أي اجتماع خيري مهم أن ترى رؤساء دول يلتقون بمديري الاستثمارات وكبار أصحاب الشركات. إن الجميع في هذه الاجتماعات يبحثون عن حلول لمشكلات خلقها آخرون في غرفة الاجتماعات نفسها.

إن هناك العديد من الإحصائيات التي تقول لنا إن انعدام المساواة في تصاعد مستمر. وفي الوقت نفسه، وحسبما يقول معهد "إيربان إنستيتيوت" ، فإن قطاع المؤسسات غير الربحية يتنامى بصوة ثابتة. ففي الفترة بين عامي 2001 و2011 ارتفع عدد المؤسسات غير الربحية بنسبة 25%، الأمر الذي يعني أن نسبة نمو هذا القطاع تفوق نظيرتها في كل من قطاع الأعمال والقطاع الحكومي. إنه قطاع مالي ضخم، تم فيه تقديم 316 مليار دولار في عام 2012 في الولايات المتحدة وحدها، ويعمل فيه 9.4  مليون موظف. لقد أصبحت الأعمال الخيرية هي الوسيلة التي تمهد الساحة، وهي وسيلة قد أدت إلى عدد متنام من الاجتماعات وورش العمل والجماعات ذات الأهداف المشتركة.

ورغم أن النظام الذي يخلق ثروة ضخمة لفئة قليلة يتسبب في هلاك الكثير من البشر والمجتمعات، فإنه يبدو نظاما بطوليا حينما يعيد بعض هذه الأموال للمجتمع. وهذا هو ما أطلقُ عليه "غسل الضمير"؛ فالذي يكوم الثروات بصورة تفوق ما يحتاجه أي إنسان يستشعر شيئا من راحة الضمير إذا نثر قليلا من هذه الأموال على من حوله من باب التصدق. لكن ذلك لا يؤدي إلى أي تغيير في النظام الحالي القائم على الظلم وعدم المساواة. فالأغنياء يزدادون راحة ونعيما، أما غيرهم فلا يحصلون إلا على ما يكفي لكي لا يتفجر الوضع. وتقريبا في كل مرة يشعر فيها أحدهم براحة الضمير لأنه تصدق على الآخرين، يكون هناك شخص آخر على الجانب الآخر من العالم (أو حتى على الجانب الآخر من الطريق) قد وقع في أسر نظام لن يسمح له بأن يحسن من وضعه بشكل حقيقي ولن يمنحه الفرصة بأن يحيا حياة كريمة هنيئة.

ومع دخول المزيد من ذوي العقلية التجارية إلى مجال العمل الخيري، سادت مبادئ عالم التجارة والأعمال بوصفها عنصرا مهما يضاف إلى القطاع الخيري. وإنني أسمع الآن عبارات مثل "وما العائد على الاستثمار؟" حينما يتعلق الأمر بتخفيف معاناة الآخرين، وكأن العائد على الاستثمار هو المقياس الوحيد للنجاح. وما معنى تقديم القروض الصغرى وما معنى محو الأمية التمويلية؟ (أعرف أنني بهذا أصدم أناسا رائعين وأصدم بعض أصدقائي أيضا). فسوف يتعلم الناس بالتأكيد كيف يندمجون في نظامنا القائم على الديون وسدادها مع الفوائد. وسوف يرتفع دخلهم لأكثر من دولارين في اليوم ليدخلوا عالمنا من السلع والخدمات بحيث يستطيعون شراء المزيد. ولكن أليس معنى كل هذا أن يزداد الثراء المتوحش توحشا؟ إنني في واقع الأمر لا أدعو إلى وضع نهاية للرأسمالية؛ إنما أدعو إلى المذهب الإنساني. كثيرا ما أسمع من يقول: "لو كان لديهم ما لدينا!" (أي المياه النظيفة وإتاحة المنتجات الصحية والأسواق الحرة وظروف الحياة الأكثر أمانا). أجل ، كل هذه أشياء مهمة. لكن معالجة الأمر بالأعمال "الخيرية" (أمقت تلك الكلمة) لا يمكن على الإطلاق أن تحل أيا من تلك المشكلات. كل ما يمكنها عمله هو أن تؤجل المشكلة بعض الوقت.

ليس لدي أنا وزوجتي حلول لتلك المشكلات، لكننا نعرف كيف ننصت إلى الآخرين ونتعلم من تجاربهم. ومع محاولتنا أن نعرف ونتعلم، سوف نستمر في دعم الظروف التي تؤدي إلى تغيير منهجي.

إننا في حاجة إلى "نظام تشغيل" جديد، ليس ترقية لنظام سابق أو تطويرا عليه، بل نظام جديد تماما.

إن ما نعاني منه هو أزمة تخيّل. لقد قال ألبرت أينشتاين إن المرء لا يستطيع أن يحل مشكلة متبعا نفس أسلوب التفكير الذي أنشأ تلك المشكلة. إن دولارات المؤسسات يجب أن تكون هي أفضل "رأسمال مخاطرة" لدينا.

إن هناك من يعملون بجد ودأب ليقدموا لنا أمثلة تبين وجود طرق أخرى للعيش في مجتمع يؤدي وظيفته، مجتمع يخلق مزيدا من الرفاهية للجميع (ولا أعني بذلك مجتمع يحصل فيه المزيد من الناس على المزيد من الأشياء). علينا أن نبذل الأموال في تجربة مفاهيم تهدم البنى الحالية، التي حولت جزءا كبيرا من العالم إلى سوق واحدة كبيرة.

هل معنى التقدم حقا هو وجود شبكات الإنترنت اللاسلكية (واي فاي) على كل ناصية طريق؟ كلا. إن التقدم يتحقق عندما لا تجد على كوكبنا فتاة ذات ثلاثة عشر سنة تباع من أجل الجنس. 

ولكن ما دام معظم الناس يعربون لبعضهم البعض عن رضاهم عن الأعمال الخيرية، فإن لدينا آلة دائمة لإنتاج الفقر. 

إنها قصة قديمة؛ وما أحوجنا الآن إلى قصة جديدة.

______________________________________________

*بيتر بوفيت هو مؤلف موسيقي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة نوفو الخيرية.‎

http://www.nytimes.com/2013/07/27/opinion/the-charitable-industrial-complex.html?_r=0




مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق