15‏/12‏/2013

[عبدالعزيز قاسم:3056] بي بي سي: الربيع العربي: عشر نتائج غير متوقعة+الدخيل:عُمان بين السعودية وإيران


1


عندما تعطل الحكومات العمل الخيري!


عندما تعطل الحكومات العمل الخيري!

عبد الرحمن الراشد

يا استاذنا الكبير،  العم سام ذبحنا ، وفتش جيوبنا ومخابينا ، ودخل غرف نومنا بحجة الارهاب والقاعدة.. عبدالعزيز قاسم


لا نستطيع أن نحمي المدنيين العزل من جرائم قوات الحكومة التي تقصف أحياءهم بالطائرات والأسلحة الثقيلة، ولا نستطيع أن نغير المعادلة العسكرية، ولا جلب التدخل الخارجي، كله متروك للسوريين، يواجهون الخطر كل يوم بأنفسهم.. قضيتهم ومصيرهم ومستقبل أولادهم.

لكن، لا نستطيع أن نقول الشيء نفسه والملايين منهم يواجهون خطر الموت بردا وجوعا. ما الذي يمنعنا من تمكينهم من الأغذية والأغطية؟

نحن أمام واحدة من المآسي المريعة في تاريخنا وحياتنا، في وقت لا ينقصنا فيه المال، ولا تعوزنا الإمكانات، ولا نجهل ما يحدث لأهلنا في داخل سوريا، وما يعانون منه في الملاجئ خارج حدود بلدانهم، ونشاهد كل يوم الأطفال يموتون من عاصفة «أليكسا» ونقص الأغذية.

ما المطلوب لوقف الكارثة الإنسانية؟ مليون بطانية، عشرة ملايين بطانية؟ خيام أكثر؟ مواد غذائية؟ كلها يمكن تأمينها لو وجدت الوسيلة للجمع والنقل، يمكن تأمينها من عامة الناس الراغبين في مد يد العون، إنما لا يجدون وسيلة لإيصال تبرعاتهم. الخطأ يقع على كاهل حكومات المنطقة، والمنظمات الإنسانية الدولية والعربية المعتمدة.. فقد نشطت القوى السياسية والأمنية والمجتمعية في محاربة ومحاصرة الجمعيات التي كانت تستغل المآسي والكوارث لجمع التبرعات ثم تنفقها على نشاطات إرهابية، وبعضها كانت منظمات فاسدة تجمع المال لأغراض شخصية، وإلى حد كبير أغلقت الكثير من هذه المنظمات المشبوهة، وبعضها لا يزال نشطا على مواقع التواصل الاجتماعي يعمل لصالح جماعات متطرفة وإرهابية ترفع راية الجهاد أو إغاثة اللاجئين.

نحن لا نريد من الحكومات مالا أو مساعدات، بل أن تترك الناس تجود وتشارك بدلا من التضييق عليها. ملايين المحسنين والمتعاطفين يرغبون في التبرع لم تعد لهم وسيلة للمساهمة ويتألمون لما يشاهدونه من عذابات ملايين السوريين. وهنا، نهيب بالدول والجمعيات الجادة المعتمدة، أن تفتح الباب للتبرع الفوري والشفاف، لأن الكارثة أعظم من أن نتركها لحلول البيروقراطيين.

والحقيقة أن منع الناس من المساهمة في عمل الخير، وإنقاذ حياة إخوانهم، لا يقل سوءا وشرا عن الذين يسرقون أموال المحتاجين لأنفسهم أو لأعمال متطرفة.. فإن أرادت الحكومات قطع الطريق على مثل ما نراه في الكويت، وغيرها من دول المنطقة، من عمليات مشبوهة ضخمة لجمع الأموال والمواد العينية ضمن حملات تدعي أنها للاجئي ومجاهدي سوريا، فليس لها سوى أن تفتح باب العمل الخيري وتحث عليه من خلال قنوات معتمدة، بما فيها المنظمات الدولية التي لها باع طويل.

فالمنظمات التي تملك الإمكانات، والتجربة، تستطيع أن تتعاون مع المنظمات والجمعيات الإقليمية والمحلية، لتسريع العمل واختصار الوقت، وضمان إيصال الحاجات إلى أصحابها. المهمة كبيرة والوضع خطير، والناس غاضبة.. المحتاجة والمحسنة.
alrashed@asharqalawsat.com

..........
الشرق الأوسط

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



عُمان بين السعودية وإيران

خالد الدخيل

الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
نجحت قمة الكويت في تفادي صدام سعودي - عماني حول فكرة الاتحاد، وخرجت ببيان ختامي توافقي. وهي عادة خليجية يتم اللجوء إليها عندما يستعصي الاتفاق. لكن المشكلة ليست في الموقف من مشروع الاتحاد، وإنما في طريقة التعبير عنه، وتوقيت هذا التعبير.

فموقف عمان الرافض الاتحاد معروف. الجديد في الموضوع هو تهديد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي - في سابقة - بانسحاب عمان في حال تم إقرار المشروع، والجديد أن هذا التهديد جاء وسط الجدل الذي فجره الاتفاق المبدئي بين أميركا وإيران، وانكشاف أن عمان استضافت المفاوضات السرية بين واشنطن وطهران التي وضعت أسس هذا الاتفاق، وأن عمان لم تطلع أياً من أعضاء مجلس التعاون على أي شيء عن هذه المفاوضات.

هل هناك من علاقة بين استضافة عمان هذه المفاوضات السرية من ناحية، وبين التهديد العماني بالانسحاب من مجلس التعاون من ناحية أخرى؟ يوحي التهديد العماني بأن غالبية دول الخليج، ما عدا عمان، اتفقت أو تقترب من الاتفاق على خيار الاتحاد، وهذا ليس دقيقاً. لكن، لماذا ترفض عمان اتحاد دول الخليج بهذا التصميم وهذه الحدة غير المسبوقة؟ من الواضح أن المصدر الرئيس - إن لم يكن الوحيد - في عدم الاستقرار الذي تعاني منه منطقة الخليج العربي هو الاختلال الحاد في توازنات القوة بين دوله، وأن دول مجلس التعاون - خصوصاً السعودية - هي الطرف الأضعف في هذه التوازنات ولأكثر من أربعة عقود الآن، ومن الواضح أيضاً أنه لا يمكن ترميم هذا الاختلال الحاد إلا بزيادة القدرات العسكرية لدول المجلس، وتحديداً السعودية، ومن دون توحيد السياسات الخارجية والأمنية لهذه الدول. ومثل هذا التوحيد يفرض شكلاً من أشكال الاتحاد بين دول مجلس التعاون. كل ذلك كان ولا يزال يتطلب خطوات إصلاحية سياسية متعددة داخل كل دولة. مرة أخرى: لماذا ترفض عمان فكرة الاتحاد؟ في إجابة عن هذا السؤال، يقول يوسف بن علوي في تصريح لافت: «أنا ضده لأن الله خلقني ضده ...»، مضيفاً: «إذا كانت هناك أية ترتيبات أخرى أو جديدة لدول الخليج نتيجة الصراعات الموجودة أو المستقبلية فنحن لسنا طرفاً فيها، ولن نكون طرفاً فيها». ثم شدّد على ذلك بقوله: «ينبغي علينا أن ننأى عن الصراعات الإقليمية والدولية». وبالنسبة لعمان تحديداً قال: «نحن غير مستعدين للدخول في أية صراعات... ولا علاقة لنا بالمواجهات... ولسنا ذاهبين في الصراعات على الإطلاق، لا شرقاً، ولا غرباً». السؤال: من الذي يفرض الصراعات على المنطقة؟ ومن الذي يعمل على تفجير سباق عسكرة وتسلح فيها؟ هل دول مجلس التعاون هي التي تفعل ذلك، أم أن إيران هي التي تفعل ذلك؟


يدرك معالي الوزير - كما ذكرت - أن سبب الصراعات التي يشير إليها هو اختلال توازنات القوة في المنطقة، وأن دول مجلس التعاون هي الطرف الأضعف في معادلة القوة التي تتحكم في هذه الصراعات، كما يدرك بأن إيران هي التي توظف هذا الاختلال لتوسيع نفوذها، من خلال: أولاً، زيادة قدراتها العسكرية وتطويرها. وثانياً، من خلال برنامجها النووي الذي وضعها في مواجهة مع المجتمع الدولي. وثالثاً، من خلال استخدام الورقة الطائفية كرافعة لدورها الإقليمي. إيران هي التي تشجع على انتشار الميليشيات في العراق، وهي التي ترسل مقاتلين إلى سورية. كل ذلك يفرض على معالي الوزير أن يوجه ملاحظاته إلى إيران قبل أن يوجهها إلى زملائه في مجلس التعاون.

هل فعل ذلك؟ لا أعرف حقيقة، وربما ينبغي الترجيح بأنه فعل، انطلاقاً من إدراكه الحاد لخطر التسلح والصراعات الإقليمية. هنا أستميح القارئ في أن أضع أمامه جزءاً من حديث سابق للوزير بن علوي مع صحيفة «الحياة» بتاريخ 4-10-2012:

«س: ما المصلحة العُمانية في عدم الاعتراض على السياسة الإيرانية داخل سورية؟

ج: إننا نحترم كل دولة في العالم، لأن لديها مصالح تتصرف فيها كما تشاء، وبالتالي إن كان ذلك خطأ هي تتحمله، وإن كان إيجابياً هي تتحمله، هذه هي السياسة العامة للسلطنة.

س: هل الدور الإيراني، باعتراف الإيرانيين، بوجود الحرس الثوري في سورية خطأ؟

ج: أقول لك لكل دولة الحق، وهي مسؤولة عن تصرفاتها. أنا لا أعلق على تصرفاتك أنت، ولا أريد أحداً أن يعلق على تصرفاتي، كل واحد مسؤول عن تصرفاته، في النهاية لكل تصرف نتيجة وكل دولة تتحمل نتيجة تصرفها، هذه هي سياستنا العامة، لا نغير فيها أبداً بالنسبة إلى إيران أو أميركا أو أستراليا.

س: هل توافق عُمان على تدخّل إيران العسكري؟

ج: ليس لنا حق في أن نوافق على سياسة فلان أو لا نوافق.

س: لكن هذه دولة عربية، هناك كارثة إنسانية فيها...

ج: أنتِ تعتقدين شيئاً وأنت حرة في اعتقادك، لكن لا أحد يحاول أن يجعل العالم كله على اعتقاد واحد. الله لم يخلق الناس على هذه الشاكلة، الناس لم يخلقوا على هذه الطبيعة، كل واحد خلقه الله على طبيعة مستقلة عن الآخر. لذلك، العالم اليوم يقر شيئاً اسمه حرية التعبير، لماذا عملوا حرية التعبير؟

س: حرية التعبير شيء وسياسات الدول شيء آخر.

ج: لا... الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين. بالتالي أنت لك رأي وفلان من الناس له رأي، وفلان ثالث له رأي، أنت في دولة والثاني في دولة والرابع في دولة، وكل واحد له رأيه، المقصود في النهاية أن كل هذه الآراء مختلفة وهو شيء طبيعي.

س: في الموضوع السوري؟

ج: الموضوع السوري واضح ولا يحتاج إلى أي تعليق ولا يحتاج إلى رأي. حرب دائرة بين الدولة وبين السوريين المعارضين، لا يحتاج إلى تفسير ولا يحتاج إلى رأي أحد، سواء كان خطأ أم صواباً، كلهم خطأ وكلهم صح».

يرفض الوزير توجيه أي نقد إلى إيران. في المقابل وجّه في البحرين نقداً حاداً إلى السعودية من دون أن يسميها. حديث الوزير يعكس الخطاب السياسي للسلطنة، هو خطاب يقول كل شيء، ولا شيء في الوقت نفسه، وهذه من سمات الدول التي لا ترسم سياساتها، خصوصاً الخارجية منها، في إطار مؤسسي، ولا تعترف بمبدأ تعددية الرأي وفقاً لتعددية الخيارات المتاحة. والحقيقة أن هذا خطاب لا يقع خارج السياق تماماً، بل يمثل نموذجاً متطرفاً لخطاب مشترك بين دول الخليج، وإن بصيغ مختلفة. وفقاً لكلام الوزير بالنسبة إلى عمان ليس هناك فرق بين إيران ودول مجلس التعاون، وأن عضوية عمان في هذا المجلس ليست مبرراً كافياً بأن يكون هناك مثل هذا الفرق. وتالياً حديث الوزير لا يأخذ في الغالب طابع الحديث السياسي بمقدار ما أنه يجنح لتعميمات لا علاقة لها بالموضوع لتبرير السياسة العمانية، ولا بمعطيات ومبررات سياسية. طبعاً، هذا لا يعني أنه ليست هناك معطيات ولا مبررات، لكنه يعني أن معالي الوزير لا يريد الكشف عنها. ثالثاً أن معالي الوزير في حديثه يميل إلى مجاملة إيران، وتفادي الاصطدام معها. في المقابل، لم يكتفِ برفض فكرة الاتحاد رداً على الوزير السعودي، بل هدد بانسحاب عمان من مجلس التعاون، وعبّر عن ذلك بلغة متوترة وحادة، على غير العادة العمانية، والخليجية عموماً.


ما علاقة كل ذلك باستضافة عمان المفاوضات السرية بين أميركا وإيران، وموقفها من فكرة الاتحاد؟ تؤكد الاستضافة ما بات معروفاً، وهو أن الدور الإقليمي لعمان في منطقة الخليج العربي مرتبط بعلاقة ما مع إيران مقدار ارتباطه بعضويتها في مجلس التعاون. هنا تنبغي ملاحظة أن موقف الوزير العماني الرافض فكرة الاتحاد يتقاطع تماماً مع الرفض الإيراني للفكرة نفسها، وإن لأسباب مختلفة. تخشى عمان أن يتصادم تأييدها فكرةَ الاتحاد مع الموقف الإيراني، وأن يتسبب ذلك في توتر علاقتها مع طهران، وبالتالي بخسائر تضعف دورها الإقليمي. تريد عمان أن تلعب دور رمانة الميزان بين السعودية وإيران، وهي تستطيع أن تفعل ذلك، لكن لهذا متطلبات، منها ألا تذهب بعيداً في مجاملة إيران على حساب السعودية، ومنها مواجهة حقيقة أن اختلال توازن القوة لمصلحة إيران - خصوصاً بعد سقوط العراق - هو السبب الرئيس لعدم الاستقرار السياسي في المنطقة، ومن ثم لن يستقيم الدور العماني إلا بواحد من خيارين: إما أن تقنع إيران بالتخلي عن وتيرة التسلح المستمرة وعن السلاح النووي وعن لعب الورقة الطائفية، وإما أن تأخذ بمبدأ إعادة التوازن بين دول المنطقة، منطلقاً للتعاون بين دولها، وتثبيت الاستقرار السياسي فيها.


تبنّي عمان خيارَ الصمت تجاه السياسة الإيرانية، ورفع الصوت ضد فكرة الاتحاد الخليجي، وأنه يمثل جنوحاً نحو العسكرة، والانتظام في الصراعات الإقليمية، فضلاً عن أنه لا يخدم الدور العماني، يجنح بدوره نحو الاصطفاف وتأجيج الصراعات.


ما الذي يدفع عمان إلى مثل هذا الدور المتناقض؟ الذي يدفعها الضعف السياسي والعسكري لدول مجلس التعاون، بما فيها عمان، والتناقض الحاد بين الحجم السياسي والاقتصادي، والموقع الاستراتيجي لهذه الدول، وبين قدراتها العسكرية من ناحية، ومقاومتها فكرةَ مأسسة الدولة في كل منها، وتفعيل القاعدة الشعبية لسياساتها، خصوصاً الخارجية لكل منها من ناحية أخرى.


من دون حل لمشكلة التوازنات الإقليمية هذه ستبقى الساحة مفتوحة لمثل هذا الدور العماني.

.............
الحياة



مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده

خالد الغنامي
خالد الغنامي



يقول لي بعضهم لا تستخدم لغة الدين في المواضيع السياسية، فالسياسة فن الممكن، والحديث في مواضيعها والتنبؤ بقضاياها يجب أن يعتمد على التحليل السياسي الموضوعي المبني على المعطيات على الأرض. وذلك بمتابعة الحدث اليومي وما يستجد على قنوات الأخبار من تفاصيل جديدة ترفع من أسهم هذا الطرف في ذاك الاحتراب السياسي وتخفض من نصيب هذا الطرف بسبب ما تحقق للأول من انتصارات.

لا شك في قدرة التحليل السياسي على استكناه المستقبل وتوقع ما سيحدث، ويمكن التفريق بين المحلل السياسي الجيد من غير الجيد بكثرة صواب توقعات الأول وقلة صواب الثاني، وأن الأول، حتى عندما يخطئ، فإن الرؤية التي ينطلق منها تكون منطقية ومترابطة ومُحكمة، ومتابعة المحلل السياسي الجيد مفيدة على كل حال، حتى وإن لم يصِب في كل ما يقول. والوضع في سوريا سيئ لأبعد حدود السوء، لابد من الشفافية التي تعترف بهذا، فقد اتضحت الأمور، بأن التحالف الذي انتصر وحقق الصفقة النووية في جنيف 24 نوفمبر –وهم الأمريكيون والروس وإيران– قد عادوا للعمل من جديد في موضوع سوريا، بزيادة البيدق الشيعي المحبب لإيران، حزب الله. لقد خرج التحالف من جنيف حيث أنهى صفقة الصلح النووي في نوفمبر، ثم انطلق يعمل في سوريا بكل شراسة من خلال الحرب التي شنها الجيش السوري وحلفاؤه على منطقة القلمون وضواحيها. تلك الحرب التي جاءت نتائجها في الأسبوعين الماضيين على ما يلي:

-1 أن الطريق السريع الذي يصل دمشق بالمدن الساحلية، اللاذقية وطرطوس على البحر المتوسط مفتوحة إلى حمص.
-2 آخر طريق لوصول السلاح من لبنان للثوار قد تم قطعه، ولم يعد بإمكان الثوار أن يستخدموا لبنان كقاعدة للتعزيز ولا لإرسال المتطوعين ولا كوجهة يرسل إليها الجرحى.
-3 تجلية الثوار عن معاقلهم في جبال القلمون، وهذه كانت الخطوة الأخيرة لكي يصبح طريق دمشق/ بيروت تحت سيطرة حزب الله، وهذا يوفر لقيادته في بيروت وصولاً مباشراً للقوات التي تمتد مواقعها لدمشق. وهذا مما يسهل التواصل والاتصال بين الإيرانيين والسوريين ووحدات حزب الله العسكرية على الأرض.
-4 خسر الثوار ما كان تحت أيديهم خلال مدة سنتين في ضواحي دمشق الشرقية. وتحت حصار الجيش، اضطر قادة الثوار الذي كانوا متمسكين بتلك الضواحي، إلى أن يتجاوزوا تلك الحدود ويسلموا تلك القطاعات لضباط الجيش السوري.

صحيح أن إيران قد حققت بعض النجاح في الفترة الماضية. لكننا عندما نترك هذه الحسابات المادية قليلاً، ونعود لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده»، فنعلم أنه -عليه الصلاة والسلام- لم يقُل هذا عن الروم، بل قال: «الروم ذات القرون»، أي أنهم سيبقون ما شاء الله أن يبقوا كقوة ذات سيادة في العالم. أما فارس (إيران) فوصفها بهذا الوصف. ومن عاد فقرأ التاريخ الإسلامي فسيجد أن هذا صحيح، فالعالم الإسلامي حكمه العرب وحكمه الترك ولم يحكمه الفرس قط. هذه حقيقة خرجت من مشكاة النبوة.

...........
الشرق السعودية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

4


الربيع العربي: عشر نتائج غير متوقعة

كيفن كونوللي

مراسل بي بي سي في الشرق الأوسط، القدس





بعد مرور ثلاثة أعوام على بدء اندلاع موجة الانتفاضات التي عرفت بـ"الربيع العربي"، لا تزال منطقة الشرق الأوسط تعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار.

فقد استطاعت فيه بعض الثورات الإطاحة بالأنظمة التي كانت تحكم لسنين طويلة، لكن أعقبتها تبعات لم تكن متوقعة.
وفي هذا المقال يكتب مراسل بي بي سي في الشرق الأوسط، كيفن كونولي، عن عشر نتائج لم تهدف إليها الثورات العربية.

1. أنظمة ملكية تصمد أمام العاصفة

حكام عرب
تمتعت العائلات المالكة في الشرق الأوسط بربيع عربي جيد حتى الآن، أو بالأحرى أفضل مما كنت تتخوف منه بعضها، وهو ما حصل في الأردن والمغرب والخليج. أما الحكومات التي سقطت أو اهتزت فكانت في الغالب مشكَّلة على طراز سوفييتي، يهيمن عليها حزب واحد، كما تدعمها مؤسسات أمنية قوية.
وأظهر النظام الملكي في البحرين استعداده لاستخدام أساليب أمنية مشددة، بينما عمدت ملكيات أخرى إلى اتخاذ إجراءات أكثر مرونة.
وفي قطر قامت السلطات برفع أجور وظائف القطاع العام في الشهور الأولى من انطلاق موجة الاحتجاجات العربية. وتملك دول الخليج غضبا قابلا للتصدير، فغالبية الوظائف الأقل أجراً يشغلها عمال أجانب، وإذا اشتكوا من ظروف العمل من السهل حينئذ إعادتهم إلى بلادهم.
ومن الممكن أيضاً أن تكون الشعوب في هذه المنطقة متعلقة بهؤلاء الحكام، وهو تعلق لا يتمتع به الحكام المستبدون غير المنتخبين في بلاد أخرى مجاورة.

2. الولايات المتحدة لم تعد محرك اللعبة

أمريكا
لم يكن الربيع العربي مربحاً للولايات المتحدة، ففي مستهل الأمر كانت تعتقد أنها أمام شرق أوسط راكد، تمتعت فيه بتحالفات يمكن أن تعتمد عليها في دول مثل مصر واسرائيل والسعودية. ولم تستطع أن تجاري الأحداث المتتابعة في مصر التي انتخب فيها رئيس إسلامي هو محمد مرسي، ثم عزله الجيش بعد عام، وسط مطالبات شعبية بتنحيه.
ولا يمكن لأحد أن يلوم إدارة أوباما لفشلها في مواكبة الأمور في الشرق الأوسط، فهي إدارة تحب الانتخابات، ولكن لاتحب نتائحها عندما يفوز الإخوان المسلمون فوزا كاسحا، في مصر.
وهي أيضاً لا تحب الانقلابات العسكرية (في القرن الواحد والعشرين على الأقل) لكنها مرتاحة لوجود نظام مدعوم من الجيش يحافظ على فكرة السلام مع إسرائيل.
ولا تزال أمريكا بالطبع قوة عظمى، ولكنها لم تعد تفرض الأمور في الشرق الأوسط. وهي لا تعاني وحدها من هذا الفشل، فتركيا أيضاً لم تختر الجانب الفائز في مصر، وتتعثر في علاقات إشكالية مع الثوار في سوريا.

3. السنة في مواجهة الشيعة

سنة وشيعة
السرعة التي تحولت بها المظاهرات غير المسلحة ضد حكومة قمعية في سوريا إلى حرب أهلية ضارية ذات طابع طائفي، صدمت الجميع.
ففي الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين السنة والشيعة في المنطقة، يتحارب شيعة إيران وسنيو السعودية في حرب بالوكالة في سوريا.
لذا فإن تعميق الانشقاقات بين هاتين الطائفتين أدى إلى ظهور مستويات مفزعة من العنف الطائفي في العراق أيضاً، الذي ربما سيكون أهم موروثات هذه السنين من التغيير في المنطقة.

4. إيران رابحة

إيران
لم يكن أحد يتوقع في البداية أن تستفيد إيران من الريبع العربي. ففي بادئ الأمر كانت إيران مهمشة مثقلة بالعقوبات المفروضة عليها بسبب طموحاتها النووية. ولكن يستحيل اليوم تخيل أي حل في سوريا دون موافقة إيران، بل إنها دخلت في محادثات مع الغرب بشأن هذا البرنامج النووي، تحت الرئاسة الجديدة.
وقد أثار استعداد أمريكا لإجراء محادثات مع إيران حفيظة السعودية وإسرائيل على السواء، وأي أمر يجعل من هاتين الدولتين تجلسان على نفس الجانب من النقاش لابد أنه سيكون تاريخيا.

5.الرابحون خاسرون

مصر إخوان
إن اختيار الفائزين والخاسرين من بين كل ذلك سيكون أمرا مخادعًا. ودعونا نلقِي نظرة على الإخوان المسلمين في مصر، الذين حققوا نجاحاً ضخماً في الانتخابات التي أجريت بعد إسقاط نظام حسني مبارك. فبعد 80 عاماً من العمل السري، بدت الجماعة مستعدة لإعادة تشكيل أكبر دولة في الشرق الأوسط تعكس صورتها ورؤاها الخاصة.
إلا أن الجيش أبعد الجماعة عن السلطة في مصر، وعادت إلى السرية مرة أخرى، بعد إعلانها "جماعة محظورة" مجددا، وبعد مثول قياداتها أمام المحاكم. فمنذ عام واحد كان ينظر للجماعة أنها الفائزة، لكن الأمر تبدل الآن.
ولم يكن ذلك خبراً ساراً لقطر، تلك الإمارة الخليجية الصغيرة الطموحة التي دعمت الإخوان في معركة السلطة في مصر. ومع بداية الربيع العربي أيضًا، كانت قطر، وهي تدعم الثوار في ليبيا تبدو كأنها تسير وفق خطة استراتيجية لتوسيع نفوذها في المنطقة. أما الآن، فالأمر لم يعد كذلك.

6. الأكراد يحصدون المكاسب

وبدا الأكراد في كردستان العراق كفائزين في الوضع الحالي، بل قد يكونون في طريقهم لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره، وهو إقامة الدولة لهم. فهم يسكنون شمالي العراق،في منطقة غنية بالنفط، تبني اقتصادا مستقلا مرتبطا بجارتهم القوية تركيا. كما أن لديهم عَلَم ونشيد وطني، ولهم قوات مسلحة أيضا.
وقد تكون كردستان واحدة من المستفيدين من التفكك البطيء الحاصل في العراق، الذي لم يعد يتصرف كبلد موحد.
ولن يكون مستقبل المنطقة خاليا من الأزمات، فالسكان الأكراد يمتدون عبر الحدود مع إيران وسوريا وتركيا.,ولكن الأكراد في مدينة مثل أربيل يتوقعون مستقلا أكثر ازدهارا وحرية. وقد بدأت موجة التغيير في كردستان قبل الربيع العربي، إلا أن الأكراد يستفيدون أيضا من موجة التغيير التي تجتاح المنطقة لتعزيز ما حققوه من قبل.

7. المرأة الضحية

المرأة
وتأتي بعض تداعيات الربيع العربي -على الأقل حتى الآن- محزنةً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فوسط حشود المتظاهرين بميدان التحرير في بداية الاحتجاجات بمصر، كانت هناك مجموعة من السيدات اللائي يطالبن بحرياتهنّ الخاصة إلى جانب الحقوق السياسية التي كانت محل تركيز الاحتجاجات.
وكان الأمر محبطا بالنسبة للسيدات، فالاعتداءات الجنسية عليهن أصبحت مخيفة. وذكر استطلاع عام للرأي أجرته مؤسسة تومسون رويترز، أن مصر هي أسوء بلد عربي للنساء متخلفة حتى عن السعودية، وسجلت علامات سيئة في العنف الجنسي وحقوق الإنجاب، ومعاملة المرأة في الأسرة، بالإضافة إلى دمجها سياسيا واقتصاديا.

8. دور الإعلام الاجتماعي

مواقع تواصل اجتماعي
مع بداية الحركات الاحتجاجية، كانت وسائل الإعلام الغربية منبهرة بالدور الذي لعبته فيها الابتكارات الجديدة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، ويعود جزء من ذلك إلى أن الصحفيين في الغرب يحبون وسائل التواصل الاجتماعي. فوسائل التواصل الاجتماعي لها دور مهم في بعض الدول، كالسعودية، إذ مكنت هذه الوسائل الجماهير في المملكة من التحايل على وسائل إعلامهم الجامدة، وأطلقوا شيئا أشبه بالنقاش الوطني.
وعلى الرغم من دور ذلك الإعلام في بداية الاحتجاجات، إلا أن استخدامه كان مقصورا بشكل كبير على شريحة المتعلمين والأغنياء من النخبة الليبرالية، وهو ما أدى إلى الإفراط في نقل وجهات نظرهم بعض الوقت. لكنهم بعد كل هذا منوا بهزيمة ساحقة في صناديق الانتخابات. وبقيت القنوات الفضائية أكثر أهمية في دول لا تستطيع نسبة كبيرة من الناس فيها القراءة أو الكتابة ولا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت.
باسم يوسف
يلخص باسم يوسف، جراح القلب المصري الذي تحول إلى مذيع تلفزيوني ساخر، القصة بكاملها. حيث بدأ يوسف بوضع أعماله الساخرة على شبكة الإنترنت ليتحول بعد ذلك إلى ظاهرة دولية بعد تحول أعماله لبرنامج تليفزيوني، وعُرف بعد ذلك بـ "جون ستيوارت المصري".
لكن هناك اختلاف واضح بين الشخصيتين، فستيوارت كان يروّج لنفسه في الولايات المتحدة، أما يوسف فراح يتحرك بحذر ساخرا من حكام مصر الجدد كما فعل مع أسلافهم الإسلاميين، فالمصريون يحبون الضحك، لكن قادتهم لا يحبون أن يكونوا موضع السخرية. لذا فقد توقف بث برنامج باسم يوسف.

9. طفرة عقارات دبي

دبي
ولا تزال تداعيات الأحداث في الشرق الأوسط حاضرة خارج حدود الدول التي شهدتها، فهناك نظرية تقول إن سوق العقارات في دبي شهدت طفرة عندما اضطر أصحاب رؤس أموال من دول غير مستقرة للبحث عن ملاذ آمن لاستثماراتهم ولعائلاتهم، وبلغت تلك التداعيات مستوى أشد في أسواق باريس ولندن العقارية.

10. المربع رقم صفر

تاريخ خريطة الوطن العربي
بدت الخريطة التي رسمتها بريطانيا وفرنسا للشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى في طريقها للتفكك. فهناك دول مثل سوريا والعراق، التي جرى رسْم حدودها -كما هي الآن- لا يُعرف هل ستبقى في شكلها الحالي كدول موحدة خلال الخمس سنوات القادمة أم لا؟
كذلك ليبيا، التي لا يستطيع المرء التكهن بشأنها. فليبيا كشفت محدودية تدخل الدول الغربية، فقد نجح سلاح الجو البريطاني والفرنسي في إسقاط النظام السابق، لكنه لم يتمكن من ضمان أن تحل محله الديمقراطية والاستقرار.
وهناك درس قديم، يتعلمه العالم مرة أخرى، وهو أن الثورات لا يمكن التنبؤ بها، بل من المحتمل استمرارها لسنواتٍ قبل أن تتضح تداعياتها.
............
بي بي سي

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل




مشاركات وأخبار قصيرة



14 و 15 يناير.. الاستفتاء على دستور مصر

القاهرة: محمد حسن شعبان - 15/12/2013 -
14 و 15 يناير.. الاستفتاء على دستور مصر
تنجز مصر أولى خطوات خارطة المستقبل، منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، بالاستفتاء على دستور البلاد الجديد.
وقال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، في كلمة له خلال الاحتفال بهذه المناسبة في قصر الاتحادية (شرق القاهرة)، أمس «لقد اتخذت قراري بدعوتكم للاستفتاء على مشروع تعديل الدستور المعطل الصادر سنة 2012، وذلك يومي 14 و15 يناير 2014».
وقال منصور في حفل حضره أعضاء لجنة تعديل الدستور وأهالي «شهداء ثورة 25 يناير» إن «الوثيقة التي بين أيدينا اليوم (في إشارة لمشروع الدستور) هي نص يفخر به كل مصري، ونقطة بدء صحيحة لبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة التي نتطلع إليها جميعا». وتابع «فلنجعل هذا الدستور بمثابة كلمة سواء، تجمع ولا تفرق، تؤلف قلوب الجميع، فالبغضاء لا تبني، والكراهية أداة هدم للأواصر الإنسانية بين أبناء الوطن، وأما الاختلاف فهو مشروع، ما دام تم في إطار سلمى يراعي صالح الوطن».
ودعا منصور من وصفهم بـ«أصحاب الآراء والمواقف المختلفة خلال الفترة الماضية»، في إشارة على الأرجح إلى جماعة الإخوان المسلمين وقوى إسلامية متحالفة معها، إلى «التحلي بالشجاعة، والتخلي عن العناد والمكابرة، واللحاق بالركب الوطني، والتوقف عن السعي وراء سراب وأوهام».
وحرص منصور خلال كلمة له، هي الأطول منذ توليه منصبه، على توجيه عدة رسائل إلى مختلف الأطراف على الساحتين المصرية والدولية. وبدا لافتا إشارته إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد.


....................................................

اتفاق بتونس على مهدي جمعة رئيسا للحكومة



مهدي جمعة تم اختياره رئيسا للحكومة بعد عملية تصويت في جلسات الحوار الوطني (الفرنسية)

أفضى الحوار الوطني في تونس مساء السبت إلى اختيار وزير الصناعة الحالي مهدي جمعة رئيسا للحكومة المقبلة التي ستشرف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهو ما من شأنه أن يمهد الطريق لإنهاء الأزمة السياسية القائمة منذ أشهر.

وقال مراسل الجزيرة في تونس إن اختيار جمعة تم إثر عملية تصويت في الجلسة المسائية للحوار الوطني بعدما انحصرت المنافسة بينه وبين جلول عياد وزير المالية في حكومة الباجي قائد السبسي التي أدارت البلاد في الأشهر القليلة التي سبقت انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2011.

وحصل جمعة على تسعة من بين 12 صوتا، بينما امتنعت بعض أحزاب المعارضة عن التصويت. من جهته قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي إن 18 حزبا حضرت الجلسة المسائية، وامتنع سبعة منها عن التصويت.

وكانت جلسة الحوار قد استؤنفت مساء السبت بعد أن رُفعت لبرهة وجيزة للتشاور حول اسم المرشح لرئاسة الحكومة. ويأتي التصويت الذي أفضى إلى اختيار وزير الصناعة في الحكومة الحالية -التي يرأسها القيادي في حركة النهضة علي العريّض- بعد خلافات وجدال بشأن الأسماء المرشحة لمنصب رئيس الحكومة.

وقبل ساعات من التصويت، ظل في السباق كل من جمعة وعياد، بالإضافة إلى الوزير الأسبق أحمد المستيري (88 عاما) الذي كانت ترى حركة النهضة وشريكها في الائتلاف حزب التكتل الديمقراطي، وكذلك الحزب الجمهوري المعارض، أنه مؤهل أكثر من غيره لتشكيل الحكومة المقبلة.

في المقابل ذكرت تقارير أن حزب حركة نداء تونس المعارضة كان يسعى إلى اختيار مرشحه الحبيب الصيد الذي كان وزيرا للداخلية في حكومة قائد السبسي.

وتشكيل حكومة جديدة محايدة هو أحد بنود ما سمي "خريطة الطريق" التي وضعها اتحاد الشغل وثلاث منظمات أخرى للخروج من الأزمة التي فجرها اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز الماضي.

وبالإضافة إلى تشكيل حكومة، تنص الخريطة على إقرار مشروع الدستور، وتحديد موعد الانتخابات بعد تشكيل هيئة مستقلة للإشراف عليها. وفي مؤتمر صحفي عقب الاتفاق على ترشيح وزير الصناعة الحالي لترؤس الحكومة المقبلة، قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن المسار الحكومي خطا خطوة مهمة بهذا الاتفاق.

ودعا الغنوشي نواب المجلس التأسيسي (البرلمان) إلى التعجيل بإقرار مشروع الدستور والهيئة الانتخابية، وتحديد موعد الانتخابات، مشددا مرة أخرى على تزامن المسارين الحكومي والتأسيسي.

من المؤتمر الصحفي للرباعي الراعي للحوار إثر التصويت (الجزيرة)

استئناف الحوار
من جهته قال الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي إن الحوار سيستأنف الأربعاء المقبل لبحث تنفيذ المراحل الأخرى في خريطة الطريق.

وأضاف في مؤتمر صحفي إثر الإعلان عن اختيار مرشح لترؤس الحكومة المقبلة أن على الحكومة التي يتوقع أن يشكلها مهدي جمعة قريبا أن تكون حكومة كفاءات تلتزم الحياد تجاه كل الأطراف.

وتابع أنه سيكون على الحكومة المقبلة معالجة الملفات الاقتصادية والأمنية، قائلا إن مكافحة الإرهاب من أولى المهمات التي يتعين عليها التصدي لها، مشيرا إلى أنه "كان هناك تخوف من فشل الحوار لأن البلاد ستكون في هذه الحالة مفتوحة على كل الاحتمالات".

وكان اتحاد الشغل والمنظمات الثلاث الأخرى الراعية للحوار -الذي بدأ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي- قد حددوا منتصف نهار السبت أجلا لإعلان نجاح الحوار أو فشله. وحذر العباسي أثناء إعلانه عن مهلة العشرة أيام من "شتاء ساخن" في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وفي تصريحاته التي تلت التصويت لاختيار مرشح لخلافة رئيس الحكومة الحالي علي العريّض، حث الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نواب المجلس التأسيسي على إقرار دستور لدولة مدنية وديمقراطية، ويلبي استحقاقات الثورة.

المصدر:وكالات,الجزيرة

..................................................

أردوغان يعرب عن غضبه الشديد من إعدام "ملا" في بنجلاديش

media//version4_crop,488x320,mixmedia-12131011Yx8O6.jpg

مفكرة الإسلام : أدانت الحكومة التركية بشدة، إقدام السلطات البنغالية على إعدام مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية "عبد القادر ملا".
فقد أعرب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، عن قلقه وحزنه وغضبه الشديد، حيال إعدام الملا، فيما أكدت الخارجية التركية، أن تركيا ستواصل دائما بالوقوف بجانب الشعب البنغالي الشقيق والصديق في هذه المرحلة الحرجة متمنية أن يسود السلام في البلاد، وفقا لموقع بني شفق التركي.
وأفادت الخارجية التركية في بيان صادر عنها، أن أردوغان كان قد أرسل العديد من الرسائل إلى رئيس جمهورية بنغلادش، ورئيسة الوزراء في ديسمبر2012 تضمنت مبادرات على مستوى ثنائي ودولي، من أجل إحتواء الأزمة.
وأوضحت أن الحكومة التركية تعتبر أن التوافق والمصالحة بين الفرقاء ولملمة جراح الماضي، لا تتم بمثل هذه الأساليب، وأن تنفيذ عقوبة الإعدام، ومواصلة العمل بهذه العقلية، يؤدي إلى تصعيد التوتر في البلاد.
....................

محكمة مصرية تلغي حكمًا بسجن "أحمد عز" 37 عامًا

media//version4_أحمد عز3.jpg

مفكرة الإسلام : قضت محكمة مصرية اليوم السبت بإلغاء الحكم الصادر بسجن أحمد عز - أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل الذي كان يرأسه الرئيس الأسبق حسني مبارك - 37 سنة، مع إعادة محاكمته أمام محكمة جنايات أخرى غير التي أصدرت الحكم الملغي.

وكانت محكمة الجنايات المصرية قد قضت بسجن عز لمدة 37 سنة في قضية فساد مالي تتعلق باستيلائه على شركة "حديد الدخيلة" المملوكة للدولة، مستغلًّا موقعه بالحزب الوطني (الحزب الحاكم في عهد مبارك) وقربه من مسئولي الرئيس الأسبق.

وتقدم عز بطعن على الحكم أمام محكمة النقض (أعلى محكمة مصرية)، والتي قبلت الطعن اليوم، وألغت الحكم، وقررت إعادة محاكمته.

وأصدرت عدة محاكم مصرية أحكامًا متفاوتة بالسجن على رجل الأعمال أحمد عز الذي كان مقربًا من علاء وجمال نجلي مبارك في عدة قضايا فساد مالي.

وقال مصدر قضائي: إنه رغم إلغاء حكم السجن في هذه القضية إلا أن عز سيبقى في السجن؛ لأنه محبوس على ذمة قضايا أخرى.

وأطاحت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 الشعبية بنظام مبارك بعد 30 عامًا قضاها في حكم البلاد، وتم الزج بالعديد من رموز نظامه في السجون بتهم أغلبها يدور حول الفساد المالي.

ويوم 29 يناير/ كانون الثاني 2011، أعلن التليفزيون المصري استقالة عز من منصبه في الحزب الوطني، في محاولة لامتصاص غضب المتظاهرين المطالبين برحيل نظام مبارك في ذلك الوقت.

واتهم المتظاهرون عز بلعب دور بارز في تزوير انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان المصري) التي جرت في عام 2010، والتي فاز الحزب الوطني بنحو 90% من مقاعدها، وسط غياب تام لأي ممثل لجماعة الإخوان المسلمين المعارضة في ذلك الوقت.

ويقول كثير من المراقبين إن الانقلاب العسكري الذي شهدته مصر في الثالث من يوليو الماضي أعاد نظام مبارك إلى الحكم مجددًا ويسعى حثيثًا للقضاء على جميع مكتسبات ثورة 25 يناير، وفي هذا السياق تأتي تبرئة مبارك ورموز نظامه من تهم الفساد التي يلاحقون بها.

.................................


خبراء: القاعدة في سوريا أخطر وأقوى من أي وقت مضى

مسؤولون أميركيون: إعلان الانتصار على القاعدة بعد مقتل زعيمها سابق لأوانه

دبي – قناة العربية
اعتبر خبراء ومسؤولون أميركيون أن إعلان الانتصار على القاعدة بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن كان سابقاً لأوانه، مشيرين إلى خطر تنظيم القاعدة المتنامي في سوريا.
وأوضحوا أن تنظيم القاعدة الداعم لجزء من الحرب في سوريا هو اليوم أقوى وأخطر من أي وقت مضى.
وتأتي مخاوف الغرب من تنامي القاعدة في سوريا على خلفية معلومات مصدرها متخصصون بالحركات المتشددة، قالوا إن المجموعات التي تدور في فلك القاعدة أنشأت في سوريا تحالفاً يضم نحو 45 ألف مقاتل على الأقل، أي ضعف عدد مقاتلي طالبان في أفغانستان.
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى تدفق مئات المتطوعين القادمين من أوروبا وبلدان غربية أخرى للمشاركة في صفوف مقاتلين متطرفين في سوريا، والذين يقاتلون مع الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة بـ"داعش" والمنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة.
ودفع نشاط القاعدة الذي بات مؤخراً بشكل علني، إذ أصبح مقاتلوها يروجون لأنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دفع الدول الأوروبية إلى عقد مؤتمر خصص لبحث ملف المقاتلين الأجانب في سوريا، والذي بلغ عدد حاملي جوازات السفر الأوروبية أكثر من ألفي مقاتل، حسب ما ذكره وزراء داخلية الدول الأوروبية في اجتماعهم في بروكسل بداية الشهر الحالي.
النظام السوري المتهم أساساً بتحمل مسؤولية وصول المتشددين إلى ساحات القتال، حاول العزف على وتر المخاوف الأميركية والأوروبية، وقدم مبادرة لواشنطن تتضمن القضاء على تنظيم القاعدة في سوريا مقابل بقاء الأسد في سدة الحكم، مبادرة قوبلت برفض أميركي مباشر دون الغوص في تفاصيلها.
.........................

توصية رسمية بالحجاب وتدريس العربية في مدارس فرنسا

قال تقرير طلب رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرو إعداده: إنه ينبغي لفرنسا تخفيف علمانيتها الصارمة من أجل تحسين دمج المهاجرين، وذلك بالسماح للمسلمات بارتداء الحجاب في المدارس ودعم تدريس اللغة العربية، ما أثار انتقادات من السياسيين المحافظين في المعارضة وقلقا بين الاشتراكيين الحاكمين.
وقال التقرير الذي جاء في إطار مراجعة حكومية لسياسة الاندماج، إن فرنسا التي يوجد بها أكبر عدد من المسلمين في أوروبا يجب أن تعترف «بالبعد العربي الشرقي» لهويتها، بتغيير أسماء شوارع وأماكن على سبيل المثال، وتغيير مناهج التاريخ في المدارس، وتحديد يوم خاص للاحتفال بمساهمات ثقافات المهاجرين.
ورغم الحظر الرسمي للاحصاءات المبنية على أساس عرقي يعيش في فرنسا ما يقدر بنحو خمسة ملايين مسلم، أغلبهم من مستعمرات فرنسية سابقة في افريقيا مثل الجزائر والمغرب.
وقال إيرو الذي سيرأس اجتماعا وزاريا الشهر المقبل حول تعزيز الاندماج، استنادا إلى أمور عدة، من بينها هذا التقرير إنه لا نية لرفع حظر الحجاب ونأى بنفسه عن التقرير.
وقال للصحفيين، بعدما لفتت صحيفة لو فيجارو الانتباه إلى الوثيقة التي نشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لرئيس الوزراء الشهر الماضي: «مجرد تسلمي لتقرير لا يجعل منه سياسة حكومية.»
ومن بين الاقتراحات التي تقدم بها الموظف العمومي الكبير تييري توت، ومجموعة من الخبراء في التقرير منع السلطات ووسائل الاعلام من الاشارة إلى الجنسية أو الدين أو العرق، واستحداث جريمة جديدة تحت مسمى «التحرش العرقي». وأوصى التقرير أيضا بتعزيز تدريس اللغة العربية واللغات الافريقية في المدارس الفرنسية.
وقال إيرو: إن الهدف من التقرير تقديم توصيات بشأن سبل مكافحة التمييز وعدم المساواة.
وزعمت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية، أن تنفيذ التوصيات من شأنه أن يرقى إلى «إعلان حرب على الشعب الفرنسي».
وقال تييري ماندون المتحدث باسم المشرعين الاشتراكيين: إنه يجب التفريق بين نهج صحي شامل وبعض «الاقتراحات المتطرفة»، مؤكدا أنه لا مجال للتراجع عن قانون صدر عام 2006، وحظر ارتداء الحجاب وغيره من الرموز والشعائر الدينية في المدارس.
وشهدت فرنسا موجة من أعمال الشغب التي قام بها شبان في 2005 في ضواح فقيرة، يتركز فيها كثير من المهاجرين، مما أدى إلى دعوات لتعزيز جهود الحكومة لتحسين الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للشبان من أصول مهاجرة.

................................

 الطفلُ السوري المُثلّج هذا العام.!

أحمد إبراهيم

.بابا الفاتكيان، كيف رشحتك (التايمز) رجل العام؟ دون أن تنظر إلى الطفل العام.! .. الطفل السوري المرتعش بالعواصف الثلجية في مخيمات اللاجئين .. فلننظر معاً أنا وأنت الى هذا الطفل يا بابا وقلبي وقلبك يخاطباه يا بابا: أنت وقودُ الصقيع هذا العام في بلاد الشام يا ولدي.! أراك مجمّداً في الشاشة، كما تتجمّد في ثلاجتي الدجاجة، تجميدها دنماركي فرنسي تجاري، وتجميدك عربي عربي إسلامي يا ولدي.! كنت لا أخشى عليك ياولدي.! .. وأنت تقفز تجري، وتنطّ كما تنطّ الأرانب في السيرك الأبيض، ضاحكاً لاعباً بكرة ثلج، الاّ انّ درجة التجميد هذا العام، في بلادك بلاد الشام، علت نبضات قلبك وحرارة رئتيك يا ولدي.! عشقت نمساويةً رأت على التلفاز طفلاً كشميرياً يمشي على ثلوج الجبال حافي القدمين.! فرفعت السماعة من نمسا إلى جميع مصانع الأحذية الأوروبية (هل عندكم ستوكات قديمة، موديلات قديمة للإتلاف) .. ثم إتصلت بجميع خطوط الطيران وشركات النقل الجوي (هل تنقلوها إلى وادي كشمير تطوعياً.؟) .. ثم رأت نظرت إلى التلفاز، فرأت على الشاشات اكثر من مليون طفل كشميري يلعبون مع الغزلان على الثلوج الجبلية بأحذية رياضية.! لكن مشكلتك يا ولدي.! .. إن أتتك النمساوية، قد يمنعها القانون (انت بلا تأشيرة يانمساوية) .. وتعرقلها الشريعة (أنت بلا حجاب يانمساوية) .. وتمنعها النعرات القومية (انت بعثية أسدية أم صدّامية يا نمساوية) .. وتمنعها أسوار دمشق (أنت للجيش او جيش الحر؟ انت لجبهة النصرة او لواء التوحيد؟ .. انتِ وأنتِ .. وأنتَ إلتقطت أنفاسك الآخيرة بالتجميد ياولدي.! كنت أنقذتك يا ولدي.! .. بالتبنّي بالسياحة، بالتروّض وباللياقة، الاّ انّ قانون الهجرة والعمل في الوطن الكبير، وبنود الفقه في الشرع الضرير وقوارب الإنقاذ في النهر العظيم، لامساحة لك فيها يا ولدي للغوص دون الخنق والإغراق، ولامواد فيها ولابنود ولاقيود تحلّل لك ما حرمه الشرع الضرير .. لك انت بالذات يا الطفل السوري العربي، يا الطفل الكردي العربي ويا الطفل العربي العربي.! كلّما إحتظنت بأبنائي في لحافي الناعم الحرير، قبّلتهم الشفتان والقلب يذرفُ دماً قبل الدموع على الخدين، لبيتٍ يسكنه غبار الموت للطفل الصغير، والعرشُ يعلوه فرعونٌ تلو فرعون "أنا ربّكم الأعلى ألا تعبدوني.؟" .. فعبدته ونسيتك ياولدي.! قلمي تجنّن ولا على المجنون حرج.! .. الحنكة والحيطة والحذر يزحف بها إنسان الخائف من أعراض الروماتيزم والجلطة وتصلّب الشرايين، أنا أرى ان حياتي نفذت، أيامي إنتهت، لم يعد لي رصيد من الحياة، ولا بقيت لي ثروة أتأبط بحقيبة نادي القمار، ولا دولارا في جيبي او خاتم ألماس في أصبعي أرمي بها على سيقان الراقصات العاريات، لم يبق لي من الدنيا أنفاسُ الا أن أتنفّس بأنفاسك انت ياولدي.! أطفالنا في (21) دولة عربية يريدون أن يلعبوا معك ياطفل البلد رقم (22) يا ولدي .. الأمهات في تلك الدول لك بالحضانة، لك بحنان الأمومة، والخالات لك والعمّات والجدّات .. فما ذا يمنع ربك أن يعطيك جناحين وتطير بهما إليهن من الخليج الى المحيط ياولدي.! لكنّ ربّك أرحم بعباده من العبد لأخيه، وأمه وأبيه، وفصيلته التي تؤيه .. ولعلّه أعطاك جناحين تطير بهما الى الجنان ياولدي.!
...
المصريون
........................
سماوية

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



المؤقت الدائم .. تصفية القضية دون إعلان









منذ قرار شارون بالانسحاب من قطاع غزة عام 2003، ونحن نكتب عن الحل الانتقالي بعيد المدى الذي اخترعه شارون نفسه قبل ثلاث سنوات من ذلك التاريخ، وقبل أن يتسلم الحكومة لاحقا.

وخلاصة ذلك الطرح الذي بلوره بعد فشل قمة كامب ديفيد صيف العام 2000، هو أن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يشمل قضايا ما يسمى الوضع النهائي سيكون مستحيلا، وهم لن يقبلوا بالأطروحات الإسرائيلية، والحل تبعا لذلك هو استدراجهم إلى اتفاق انتقالي لن يلبث أن يتحول إلى دائم (ربما مع تعديلات طفيفة) في ظل استحالة العودة إلى الوراء، بعد أن تكون الدولة قد اكتملت من الناحية العملية.

على خلفية برنامجه (الحل الانتقالي)، انسحب شارون من قطاع غزة الذي ينبغي أن ينضم إلى الحل الانتقالي (أوسلو كان اسمه الأول هو اتفاق غزة-أريحا)، وكان يريد نقل التجربة إلى الضفة الغربية بالتدريج (قبل أن يعاجله الموت الدماغي).

ولهذا الغرض قام شارون باغتيال قادة حماس الكبار (الشيخ ياسين والرنتيسي)، ثم أتبعهم بياسر عرفات، وهيّأ الأجواء لنقل السلطة إلى أناس لن يكون لديهم مانع في المضي في هذا البرنامج ما داموا يرون الحفاظ على سلطة أوسلو، ويرفضون الكفاح المسلح، بل الانتفاضة الشعبية الشاملة أيضا.
من أجل تمرير الحل الانتقالي قام شارون باغتيال قادة حماس الكبار (الشيخ ياسين والرنتيسي)، ثم أتبعهم بياسر عرفات، وهيّأ الأجواء لنقل السلطة لأناس لن يكون لديهم مانع في المضي في هذا البرنامج ما داموا يرون الحفاظ على سلطة أوسلو، ويرفضون الكفاح المسلح، بل الانتفاضة الشعبية الشاملة أيضا
من يعتقد أن مشروع "الحل الانتقالي" قد توقف بعد اغتيال ياسر عرفات يبدو واهما، فقد كان ينضج بالتدريج بعد أن أصبح موضع إجماع في الساحة السياسية الإسرائيلية، وذلك عبر إعادة الوضع تدريجيا إلى ما كان عليه قبل انتفاضة الأقصى نهاية أيلول/تموز من العام 2000.

كانت مسيرته تنضج بوضوح أمنيا عبر مشروع دايتون و"الفلسطيني الجديد"، واقتصاديا عبر مشروع بلير، الذي شغل الناس بالمال والأعمال، ووربّط كبار رموز السلطة في هذا المضمار حتى أصبح بعضهم ومن يرتبطون بهم يملكون عشرات الملايين، بعد أن كانوا مجرد موظفين حين رحل ياسر عرفات.

نعم، كان المشروع ينضج بالتدريج في السياق المشار إليه، مع وضع السلطة ومنظمة التحرير وفتح، تحت إمرة القيادة إياها، إلى جانب توريط حماس في دخول الانتخابات، ومن ثم حشرها في قطاع غزة، وتكريس حالة العداء بينها وبين حركة فتح، ودفع الأخيرة إلى حضن عباس بالكامل دون اعتراض على خطه السياسي.

اليوم، تبلغ مسيرة "الحل الانتقالي" نهاياتها، وهي توشك أن تعلن عن نفسها بشكل واضح، بدون أن يعني ذلك أنها ستنتهي أثناء شهر أو شهور قليلة، لاسيما أن قادة السلطة ما زالوا يصرخون ليل نهار بأنهم لن يقبلوا الحل المؤقت، وأنهم مصرون على حل نهائي، لكنهم لن يجدوا بدا مما ليس منه بد، في ظل ضغط أميركي كبير، وفي ظل مخاوف يشتركون فيها مع الأميركيين وقادة الاحتلال تتعلق بانتفاضة جديدة في الضفة الغربية يمكن أن تنسف، وأقله تهدد كل ما "بنوه" أثناء السنوات العشر الماضية.

ولا ننسى أن مشروع الحصول على دولة بعضوية مراقب في الأمم المتحدة لم يكن سوى جزء لا يتجزأ من هذا المشروع الذي سينتهي دون شك بعضوية كاملة، والنتيجة هي أن دولة الجدار الأمني، مستباحة السيادة ستغدو في حالة نزاع حدودي مع جارتها لا أكثر ولا أقل.

نستعيد ذلك كله بين يدي الجولات المتوالية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة، وبين يدي مشروعه الأخير الذي يركز على البعد الأمني في الصراع، بدون أن يطرح أية أسئلة تتعلق بالقضايا الكبرى التي تعيق المفاوضات، وفي مقدمتها القدس التي أفشلت قمة كامب ديفيد 2000، وليس من بينها قضية اللاجئين التي استسلم قادة السلطة لنسخها من مطالبهم، وإن واصلوا الحديث عنها بين حين وآخر.

يعلم كيري أن نتنياهو لن يعرض على عباس ما سبق أن عرضه باراك وكلينتون على السلطة في كامب ديفيد، ما يجعل الحديث عن اتفاق نهائي عبثيا إلى حد كبير، فيما يعلم أن انفجار انتفاضة في الضفة الغربية، لن يهدد الأمن الإسرائيلي وحسب، بل سينسف الكثير من الجهد الذي بذله، وإدارته مع إيران، وربما في سوريا لاحقا.

والنتيجة أنه لا بد من الاتفاق المرحلي بأي ثمن، وأقله الحديث المتواصل عنه إلى حين نضجه تماما، وبالطبع حتى يستمر تسويق الوهم على الشعب الفلسطيني بأن هناك ما ينتظره في زمن ما.

من هنا بدأ كيري بطرح القضايا الأمنية، وتجاوز القضايا السياسية الكبرى، وهنا أيضا وجد نفسه في صدام مع المطالب الإسرائيلية، رغم مجاملته السافرة لها.

لكن النتيجة أن تمرير هذا الوضع على الطرفين لا يبدو مستحيلا، مع تغيير في التفاصيل التي لا تخرج عن تكريس الدولة المؤقتة في حدود الجدار مع بقاء السيطرة الإسرائيلية على الغور (والمعبر بالضرورة)، ووجود محطات إنذار مبكر في الضفة، وسيطرة على الأجواء أيضا.

في الأثناء تحدث أوباما عن "اتفاق إطار" يتطرق إلى قضايا الوضع النهائي كقضايا مؤجلة، حتى يكون بوسع قيادة السلطة أن تقول للناس إنها لم تتنازل عن "الثوابت"، فيما هي تفعل ذلك دون أدنى شك، وهي في النهاية ستقبل بالمؤقت، لأنه لا بديل أمامها في حال الرفض غير الانتفاضة التي ترفضها بشكل حاسم.
لولا الأجواء الحالية لما كان بالإمكان توقيع الاتفاق المائي الثلاثي بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية دون اعتراض من أحد، فضلا عن الانشغال بالحديث عن الأبعاد الأمنية، فيما يصرخ نتنياهو ليل نهار بأن القدس الموحدة هي عاصمة الدولة الفلسطينية
وحين توقّع السلطة مع الكيان الصهيوني والأردن على اتفاق مائي طويل المدى يربط بين البحر الأحمر والبحر الميت، فهذا يعني أنها تسحب من عقلها أي صدام مقبل مع الطرف الإسرائيلي.
وفي السياق، نقل عن وزير المياه في السلطة عبارة بالغة الأهمية تعكس هذا البعد، حين قال عن الاتفاق الثلاثي "أظهرنا أننا نستطيع العمل معا رغم مشاكلنا السياسية"، والنتيجة أنها مجرد مشاكل لا أكثر، والمشاكل تسوى بين الدول عبر الأطر التفاوضية، لاسيما أن الدولة المؤقتة لن تلبث أن تحصل على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
 
هنا تتبدى الخطورة الكبيرة التي تنطوي عليها المفاوضات القائمة حاليا برعاية أميركية، والتي تهدد مستقبل القضية برمتها، ما يفرض على شرفاء الساحة الفلسطينية أن يتوحدوا ضمن إطار جبهة تواجه هذا العبث، وتقلب الطاولة في وجهه، وأعني هنا الجميع في الداخل والخارج، الأمر الذي يمكن أن يستقطب لاحقا شرفاء في حركة فتح ممن يمكن أن يتمردوا على منطق القبيلة، ويخرجوا من أسر المناكفة والعداء لحركة حماس.

ما يجري بالغ الخطورة ويهدد بتصفية القضية برمتها، وإذا لم يتوحد جميع الشرفاء فلسطينيا، بل وعربيا، فإن ثمة أجواء في المنطقة تساعد على تمرير مشروع من هذا النوع، وهي أجواء لولاها لما كان بالإمكان توقيع الاتفاق المائي الثلاثي المشار إليه دون اعتراض من أحد، فضلا عن الانشغال بالحديث عن الأبعاد الأمنية، فيما يصرخ نتنياهو ليل نهار بأن القدس الموحدة هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وفيما يتذكر الجميع وثائق التفاوض الشهير وما انطوت عليها من تنازلات في القضايا الحساسة لم تشبع شهية الصهاينة "المعتدلين"، فضلا عن أن تشبع شهية المتطرفين من أمثال نتنياهو وليبرمان.

بقي القول، إن الأمل معقود على الشعب الفلسطيني الأبي الذي عودنا على اجتراح المعجزات، ذلك أن تفجير انتفاضة شعبية تواجه العبث الجاري، ومن ضمن ذلك التهويد والاستيطان في الضفة والقدس، سيشكل المواجهة الكبرى والأكثر فعالية لمشروع تصفية القضية الذي يُطبخ حاليا.
المصدر:الجزيرة

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



 مانديلا

عادل الكلباني

الشيخ عادل الكلباني



ملأني العجب وأنا أقرا كلمات التأبين في موت نيلسون مانديلا ، ذلك الذي ملأ الدنيا ضجيجا بوقوفه ضد العنصرية ، حتى إنه سجن طويلا من أجل ذلك .

منشأ العجب عندي أن المتباكين عليه وعلى مبادئه ونضاله في غالبهم إن لم يكن كلهم يمارسون ما حاربه وسجن بسببه .

هم يقولون إنه ناضل من أجل العنصرية ، وهم الذين يتباهون بالنسب والأعراق ، ويتعايرون باللون والشكل ، وهم الذين يسخرون بالأجنبي ، ويحتقرون الإفريقي ، والبنغالي ، والمصري ، وكل جنسية ليست منهم ! بل هم يفرقون بين المرء وزوجه بحجة عدم تكافؤ النسب !

وهم الذين يتفاخرون فيما بينهم بالمناطقية ، ويوالون عليها ويعادون فيها ! وهم الذين لا يرون في مانديلا نفسه إلا ( العبد ) أو ( الخال ) أو ( التكروني ) ، بل يستعملون النسبة إلى البلد سُبة ونقيصة ، فيقولون : يا نيجيري ، يا مصري ، يا رفيق ! وهكذا ..

إن التلفع بالشعارات يجلب الأتباع ، ويلمع الصورة ، لكنه كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابسِ ثَوْبَيْ زُورٍ . فيبقى الشعار أجوفا لا قيمة له ، ويتبين زيفه عند أول امتحان !

ومما يؤسف له أن غدى أكثر أمتنا اليوم من حاملي الشعارات لا من مطبقيها ، لهذا لم تقم لها قائمة ، وغدت في مؤخرة الركب ، يقضى الأمر وهي غائبة ، ولا تستشار وهي شاهدة !

ولهذا أيضا تستطيع بكل وضوح ودون أي غبش أو قتر أن تلمح عيوبها وتخلفها وبعدها عن الحضارة والصناعة والريادة والعدالة والقيم ، القيم التي جاءت أسسا في شريعتها ، وفخرا في تاريخها ، ونبراسا للمتبعين لها ، لكنهم ضيعوها حين أخلوها من مضمونها العملي ، وصارت مجرد شعار يجذبون به الناس كما في الحديث الآخر ، فهم يأمرون الناس بالبر ولا يأتونه ، وينهونهم عن الإثم ويغشونه .

وكل خطيب يستطيع أن يدبج لك خطبة رنانة بليغة فصيحة ، ويمكنه أن يأتي لها بالشواهد من الآيات والأحاديث وأقوال السلف والخلف ، ويستدل عليها بأصول الفقه وقواعده ، ثم ماذا؟ ثم انظر إلى واقعه وأحواله ستراه ينسف كل القيم التي أصّلها ، والشواهد التي أشهرها لعادة أو تقليد ، أو جاهلية ما زالت تعشعش بين جنبيه ، ولا غرو فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر ، وحسبك به : إنك امرؤ فيك جاهلية . ولا يمكن لعاقل أن يجعل هذا متكأ ليعلل به جاهلية نفسه أو هواها ، فإن أبا ذر رضي الله عنه ما أن سمع هذ النقد الواضح من حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم حتى بادر بكسر جذع الجاهلية في نفسه ، واقتلاع جذرها ، وعمل ما يسقي نبتة الخلق الإسلامي في نفسه ، فقد رؤي رضي الله عنه بالربذة وعليه حُلَّةٌ وعلى غُلامِه حُلَّةٌ فسأل عن ذلك فقال : إني ساببتُ رجلاً فعيرتُه بأمِه فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذرٍّ، أعيرتَه بأمِه ، إنك امْرُوٌ فيك جاهليةٌ .

إن المشدوهين بمانديلا المترحمين عليه لم يكتفوا بمخالفته ، بل هم يحاربون كل من نحى نحوه ، يحاربونه بالتجهيل والتضليل والفتوى ، نعم سيجعلونه منبوذا بحكم الشريعة ، ويصنفونه بأدلتها وأصولها !

فليت المأبنين لمانديلا عوضا عن هذه العبارات العاطفية ، والجدال البيزنطي في حكم الترحم عليه ، ليتهم سعوا في كسر شوكة الجاهلية في نفوسهم ، وطمس جذوة الكبر في قلوبهم ؟ وتحويل الشعارات التي يدندنون بها إلى واقع .

......

المواطن

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2+subscribe@googlegroups.com - أرشيف الرسائل

--
--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية.
 
يمكن مراسلة د. عبد العزيز قاسم على البريد الإلكتروني
azizkasem1400@gmail.com
(الردود على رسائل المجموعة قد لا تصل)
 
للاشتراك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+subscribe@googlegroups.com
لإلغاء الاشتراك أرسل رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي ثم قم بالرد على رسالة التأكيد
azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com
 
لزيارة أرشيف هذه المجموعة إذهب إلى
https://groups.google.com/group/azizkasem2/topics?hl=ar
لزيارة أرشيف المجموعة الأولى إذهب إلى
http://groups.google.com/group/azizkasem/topics?hl=ar
 
---
‏لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية (2)" من مجموعات Google.
‏لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى azizkasem2+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق